أقول و سيجيء في باب عمل يوم الغدير و ليلته في أبواب أعمال السنة ما يناسب هذا الباب فلا تغفل
1- لي، ]الأمالي للصدوق[ الحسن بن محمد السكوني عن إبراهيم بن محمد عن أبي جعفر بن السري و أبي نصر بن موسى عن علي بن سعيد عن ضمرة بن شوذب عن مطر عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهرا و هو يوم غدير خم لما أخذ رسول الله ص بيد علي بن أبي طالب ع و قال أ لست أولى بالمؤمنين قالوا نعم يا رسول الله قال من كنت مولاه فعلي مولاه فقال له عمر بخ بخ يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولى كل مسلم فأنزل الله عز و جل الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
2- لي، ]الأمالي للصدوق[ الحسن بن محمد بن سعيد عن فرات عن محمد بن ظهير عن عبد الله بن الفضل عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي و هو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب ع علما لأمتي يهتدون به من بعدي و هو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين و أتم على أمتي فيه النعمة و رضي لهم الإسلام دينا
3- ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن غير واحد عن أبي عبد الله ع قال يوم غدير أفضل الأعياد و هو الثامن عشر من ذي الحجة و كان يوم الجمعة
أقول مر بتمامه في فضل يوم الجمعة
4- ل، ]الخصال[ ابن موسى عن الأسدي عن الحسين بن عبيد الله الأشعري عن اليقطيني عن القاسم عن جده عن المفضل قال قلت لأبي عبد الله ع كم للمسلمين من عيد فقال أربعة أعياد قال قلت قد عرفت العيدين و الجمعة فقال لي أعظمها و أشرفها يوم الثامن عشر من ذي الحجة و هو اليوم الذي أقام فيه رسول الله ص أمير المؤمنين ع و نصبه للناس علما قال قلت ما يجب علينا في ذلك اليوم قال يجب عليكم صيامه شكرا لله و حمدا له مع أنه أهل أن يشكر كل ساعة و كذلك أمرت الأنبياء أوصياءها أن يصوموا اليوم الذي يقام فيه الوصي يتخذونه عيدا و من صامه كان أفضل من عمل ستين سنة
5- ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن ابن هاشم عن القاسم عن جده عن أبي عبد الله ع قال قلت جعلت فداك للمسلمين عيد غير العيدين قال نعم يا حسن أعظمها و أشرفها قال قلت له و أي يوم هو قال يوم نصب أمير المؤمنين صلوات الله عليه علما للناس قال قلت جعلت فداك و أي يوم هو قال إن الأيام تدور و هو يوم ثمانية عشر من ذي الحجة قال قلت جعلت فداك و ما ينبغي لنا أن نصنع فيه قال تصومه يا حسن و تكثر الصلاة فيه على محمد و أهل بيته و تتبرأ إلى الله ممن ظلمهم و جحدهم حقهم فإن الأنبياء ع كانت تأمر الأوصياء ع باليوم الذي كان يقام فيه الوصي أن يتخذ عيدا قال قلت ما لمن صامه منا قال صيام ستين شهرا و لا تدع صيام يوم سبعة و عشرين من رجب فإنه هو اليوم الذي أنزلت فيه النبوة على محمد ص و ثوابه مثل ستين شهرا لكم
-6 ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن الوليد عن محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن المفضل عن أبي عبد الله ع قال صوم يوم غدير خم كفارة ستين سنة
7- ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن الوليد عن الصفار عن اليقطيني عن علي بن سليمان عن القاسم عن جده قال قيل لأبي عبد الله ع للمؤمنين من الأعياد غير العيدين و الجمعة قال فقال نعم لهم ما هو أعظم من هذا يوم أقيم أمير المؤمنين ع فعقد له رسول الله ص الولاية في أعناق الرجال و النساء بغدير خم فقلت و أي يوم ذلك قال الأيام تختلف ثم قال يوم ثمانية عشر من ذي الحجة قال ثم قال و العمل فيه يعدل العمل في ثمانين شهرا و ينبغي أن يكثر فيه ذكر الله عز و جل و الصلاة على النبي ص و يوسع الرجل على عياله
8- قال السيد بن طاوس في كتاب مصباح الزائر، و مما رويناه و حذفنا إسناده اختصارا أن الفياض بن محمد الطوسي حدث بطوس سنة تسع و خمسين و مائتين و قد بلغ التسعين أنه شهد أبا الحسن علي بن موسى الرضا ع في يوم الغدير و بحضرته جماعة من خاصته قد احتبسهم للإفطار و قد قدم إلى منازلهم الطعام و البر و الصلات و الكسوة حتى الخواتيم و النعال و قد غير من أحوالهم و أحوال حاشيته و جددت له آلة غير الآلة التي جرى الرسم بابتذالها قبل يومه و هو يذكر فضل اليوم و قديمه فكان من قوله ع حدثني الهادي أبي قال حدثني جدي الصادق ع قال حدثني الباقر قال حدثني سيد العابدين ع قال إن الحسين قال اتفق في بعض سنين أمير المؤمنين ع الجمعة و الغدير فصعد المنبر على خمس ساعات من نهار ذلك اليوم فحمد الله و أثنى عليه حمدا لم يسمع بمثله و أثنى عليه ما لم يتوجه إليه غيره فكان مما حفظ من ذلك الحمد لله الذي جعل الحمد على عباده من غير حاجة منه إلى حامديه و طريقا من طرق الاعتراف بلاهوتيته و صمدانيته و ربانيته و فردانيته و سببا إلى المزيد من رحمته و محجة للطالب من فضله و كمن في إبطال اللفظ حقيقة الاعتراف له بأنه المنعم على كل حمد باللفظ و إن عظم و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نزعت عن إخلاص المطوي و نطق اللسان بها عبارة عن صدق خفي أنه الخالق البديء المصور لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ إذا كان الشيء من مشيته و كان لا يشبهه مكونه و أشهد أن محمدا عبده و رسوله استخلصه في القدم على سائر الأمم على علم منه به انفرد عن التشاكل و التماثل من أبناء الجنس و أتمنه آمرا و ناهيا عنه أقامه في سائر عالمه في الأداء و مقامه إذ كان لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ و لا تحويه خواطر الأفكار و لا تمثله غوامض الظنن في الأسرار لا إله إلا هو الملك الجبار قرن الاعتراف بنبوته بالاعتراف بلاهوتيته و اختصه من تكرمته بما لم يلحقه فيه أحد من بريته فهلهل ذلك بخاصته و خلته إذ لا يختص من يشوبه التغيير و لا يخالل من يلحقه التظنين و أمر بالصلاة عليه مزيدا في تكرمته و تطريقا للداعي إلى إجابته فصلى الله عليه و كرم و شرف و عظم مزيدا لا يلحقه التنفيد و لا ينقطع على التأبيد و إن الله تعالى اختص لنفسه بعد نبيه ص من بريته خاصة علاهم بتعليته و سما بهم إلى رتبته و جعلهم الدعاة بالحق إليه و الأدلاء بالإرشاد عليه لقرن قرن و زمن زمن أنشأهم في القدم قبل كل مذروء و مبروء أنوارا أنطقها بتحميده و ألهمها بشكره و تمجيده و جعلها الحجج له على كل معترف له بملكة الربوبية و سلطان العبودية و استنطق بها الخرسان بأنواع اللغات بخوعا له بأنه فاطر الأرضين و السماوات و أشهدهم خلقه و ولاهم ما شاء من أمره جعلهم
تراجمة مشيته و ألسن إرادته عبيدا لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى وَ هُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ يحكمون بأحكامه و يسنون سنته و يعتمدون حدوده و يؤدون فروضه و لم يدع الخلق في بهم صماء و لا في عمى بكماء بل جعل لهم عقولا مازجت شواهدهم و تفرقت في هياكلهم حققها في نفوسهم و استعبد لها حواسهم فقرت بها على أسماع و نواظر و أفكار و خواطر ألزمهم بها حجته و أراهم بها محجته و أنطقهم عما تشهد به بألسنة ذربة بما قام فيها من قدرته و حكمته و بين بها عندهم بها لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ إِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ بصير شاهد خبير و إن الله تعالى جمع لكم معشر المؤمنين في هذا اليوم عيدين عظيمين كبيرين لا يقوم أحدهما إلا بصاحبه ليكمل أحدكم صنعه و يقفكم على طريق رشده و يقفو بكم آثار المستضيئين بنور هدايته و يشملكم صوله و يسلك بكم منهاج قصده و يوفر عليكم هنيء رفده فجعل الجمعة مجمعا ندب إليه لتطهير ما كان قبله و غسل ما أوقعته مكاسب السوء من مثله إلى مثله وَ ذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ و تبيان خشية المتقين و وهب لأهل طاعته في الأيام قبله و جعله لا يتم إلا بالايتمار لما أمر به و الانتهاء عما نهى عنه و البخوع بطاعته فيما حث عليه و ندب إليه و لا يقبل توحيده إلا بالاعتراف لنبيه ص بنبوته و لا يقبل دينا إلا بولاية من أمر بولايته و لا ينتظم أسباب طاعته إلا بالتمسك بعصمه و عصم أهل ولايته فأنزل الله على نبيه ص في يوم الدوح ما بين به عن إراداته في خلصائه و ذوي اجتبائه و أمره بالبلاغ و ترك الحفل بأهل الزيغ و النفاق و ضمن له عصمته منهم و كشف من خبايا أهل الريب و ضمائر أهل الارتداد ما رمز فيه فعقله المؤمن و المنافق فأعن معن و ثبت على الحق ثابت و ازدادت جهالة المنافق و حمية المارق و وقع العض على النواجد و الغمر على السواعد و نطق ناطق و نعق ناعق و نشق ناشق و استمر على مارقيته مارق و وقع الإذعان من طائفة باللسان دون حقائق الإيمان و من طائفة باللسان و صدق الإيمان فكمل الله دينه و أقر عين نبيه و المؤمنين و المتابعين و كان ما قد شهده بعضكم و بلغ بعضكم و تمت كلمة الله الحسنى على الصابرين و دمر الله ما صنع فرعون و هامان و قارون و جنوده و ما كان يعرشون و بقيت حثالة من الضلال لا يألون الناس خبالا يقصدهم الله في ديارهم و يمحو آثارهم و يبيد معالمهم و يعقبهم عن قرب الحسرات و يلحقهم بمن بسط أكفهم و مد أعناقهم و مكنهم من دين الله حتى بدلوه و من حكمه حتى غيروه و سيأتي نصر الله على عدوه لحينه و الله لطيف خبير و في دون ما سمعتم كفاية و بلاغ فتأملوا رحمكم الله ما ندبكم الله إليه و حثكم عليه و اقصدوا شرعه و اسلكوا نهجه وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ
إن هذا يوم عظيم الشأن فيه وقع الفرج و رفعت الدرج و وضحت الحجج و هو يوم الإيضاح و الإفصاح من المقام الصراح و يوم كمال الدين و يوم العهد المعهود و يوم الشاهد و المشهود و يوم تبيان العقود عن النفاق و الجحود و يوم البيان عن حقائق الإيمان و يوم دحر الشيطان و يوم البرهان هذا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ هذا يوم الملإ الأعلى الذي أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ هذا يوم الإرشاد و يوم محنة العباد و يوم الدليل على الرواد هذا يوم إبداء خفايا الصدور و مضمرات الأمور هذا يوم النصوص على أهل الخصوص هذا يوم شيث هذا يوم إدريس هذا يوم يوشع هذا يوم شمعون هذا يوم الأمن و المأمون هذا يوم إظهار المصون من المكنون هذا يوم بلوى السرائر فلم يزل ع يقول هذا يوم هذا يوم فراقبوا الله و اتقوه و اسمعوا له و أطيعوه و احذروا المكر و لا تخادعوه و فتشوا ضمائركم و لا تواربوه و تقربوا إلى الله بتوحيده و طاعة من أمركم أن تطيعوه لا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ و لا يجنح بكم الغي فتضلوا عن سبيل الله باتباع أولئك الذين ضلوا و أضلوا قال الله عز من قائل في طائفة ذكرهم بالذم في كتابه إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَ كُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَ الْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً و قال تعالى وَ إِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قالُوا لَوْ هَدانَا اللَّهُ لَهَدَيْناكُمْ أ فتدرون الاستكبار ما هو هو ترك الطاعة لمن أمروا بطاعته و الترفع على من ندبوا إلى متابعته و القرآن ينطق من هذا عن كثير إن تدبره متدبر زجره و وعظه و اعلموا أيها المؤمنون إن الله عز و جل قال إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ أ تدرون ما سبيل الله و من سبيله و من صراط الله و من طريقه أنا صراط الله الذي من لم يسلكه بطاعة الله فيه هوى به إلى النار و أنا سبيله الذي نصبني للاتباع بعد نبيه ص أنا قسيم النار أنا حجته على الفجار أنا نور الأنوار فانتبهوا من رقدة الغفلة و بادروا بالعمل قبل حلول الأجل و سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ قبل أن يضرب بالسور بباطن الرحمة و ظاهر العذاب فتنادون فلا يسمع نداؤكم و تضجون فلا يحفل بضجيجكم و قبل أن تستغيثوا فلا تغاثوا سارعوا إلى الطاعات قبل فوت الأوقات فكان قد جاءكم هادم اللذات فلا مناص نجاء و لا محيص تخليص عودوا رحمكم الله بعد انقضاء مجمعكم بالتوسعة على عيالكم و البر بإخوانكم و الشكر لله عز و جل على ما منحكم و اجتمعوا يجمع الله شملكم و تباروا يصل الله ألفتكم و تهانئوا نعمة الله كما هنأكم الله بالثواب فيه على أضعاف الأعياد قبله و بعده إلا في مثله و البر فيه يثمر المال و يزيد في العمر و التعاطف فيه يقتضي رحمة الله و عطفه و هبوا لإخوانكم و عيالكم من فضله بالجهد من جودكم و بما تناله القدرة من استطاعتكم و أظهروا البشر فيما بينكم و السرور في ملاقاتكم و الحمد لله على ما منحكم و عودوا بالمزيد من الخير على أهل التأميل لكم و ساووا بكم ضعفاءكم في مأكلكم و ما تناله القدرة من استطاعتكم على حسب إمكانكم فالدرهم فيه بمائتي ألف درهم و المزيد من الله عز و جل و صوم هذا اليوم مما ندب الله إليه و جعل الجزاء العظيم كفالة عنه حتى لو تعبد له عبد من العبيد في الشيبة من ابتداء الدنيا إلى انقضائها صائما نهارها قائما ليلها إذا أخلص المخلص في صومه لقصرت إليه أيام الدنيا عن كفايته و من
أسعف أخاه مبتدئا و بره راغبا فله كأجر من صام هذا اليوم و قام ليلته و من فطر مؤمنا في ليلته فكأنما فطر فئاما و فئاما بعدها عشرة فنهض ناهض فقال يا أمير المؤمنين ع ما الفئام قال مائة ألف نبي و صديق و شهيد فكيف بمن تكفل عددا من المؤمنين و المؤمنات فأنا ضمينه على الله تعالى الأمان من الكفر و الفقر و من مات في يومه أو ليلته أو بعده إلى مثله من غير ارتكاب كبيرة فأجره على الله و من استدان لإخوانه و أعانهم فأنا الضامن على الله إن بقاه قضاه و إن قبضه حمله عنه و إذا تلاقيتم فتصافحوا بالتسليم و تهانئوا النعمة في هذا اليوم و ليبلغ الحاضر الغائب و الشاهد البائن و ليعد الغني على الفقير و القوي على الضعيف أمرني رسول الله ص بذلك ثم أخذ صلوات الله عليه في خطبة الجمعة و جعل صلاته جمعة صلاة عيده و انصرف بولده و شيعته إلى منزل أبي محمد الحسن بن علي ع بما أعد له من طعامه و انصرف غنيهم و فقيرهم برفده إلى عياله
9- حة، ]فرحة الغري[ يحيى بن سعيد عن محمد بن أبي البركات عن الحسين بن رطبة عن الحسن بن محمد عن الشيخ عن المفيد عن محمد بن أحمد عن أحمد بن عماد عن أبيه عن ابن فضال عن محمد بن عبد الله بن زرارة عن البزنطي قال كنا عند الرضا ع و المجلس غاص بأهله فتذاكروا يوم الغدير فأنكره بعض الناس فقال الرضا ع حدثني أبي عن أبيه قال إن يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض إن لله في الفردوس الأعلى قصرا لبنة من فضة و لبنة من ذهب فيه مائة ألف قبة من ياقوتة حمراء و مائة ألف خيمة من ياقوت أخضر ترابه المسك و العنبر فيه أربعة أنهار نهر من خمر و نهر من ماء و نهر من لبن و نهر من عسل حواليه أشجار جميع الفواكه عليه طيور أبدانها من لؤلؤ و أجنحتها من ياقوت تصوت بألوان الأصوات إذا كان يوم الغدير ورد إلى ذلك القصر أهل السماوات يسبحون الله و يقدسونه و يهللونه فتطاير تلك الطيور فتقع في ذلك الماء و تمرغ على ذلك المسك و العنبر فإذا اجتمعت الملائكة طارت فتنفض ذلك عليهم و إنهم في ذلك اليوم ليتهادون نثار فاطمة ع فإذا كان آخر اليوم نودوا انصرفوا إلى مراتبكم فقد أمنتم الخطأ و الزلل إلى قابل مثل هذا اليوم تكرمة لمحمد و علي ع ثم قال يا ابن أبي نصر أينما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين ع فإن الله يغفر لكل مؤمن و مؤمنة و مسلم و مسلمة ذنوب ستين سنة و يعتق من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان و ليلة القدر و ليلة الفطر و الدرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين و أفضل على إخوانك في هذا اليوم و سر فيه كل مؤمن و مؤمنة ثم قال يا أهل الكوفة لقد أوتيتم خيرا كثيرا و أنتم ممن امتحن الله قلبه بالإيمان مستذلون مقهورون ممتحنون ليصب البلاء عليكم صبا ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم و الله لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كل يوم عشر مرات و لو لا أني أكره التطويل لذكرت من فضل هذا اليوم و ما أعطاه الله من عرفه ما لا يحصى بعدد قال علي بن الحسن بن فضال قال لي محمد بن عبد الله لقد ترددت إلى أحمد بن محمد أنا و أبوك و الحسن بن جهم أكثر من خمسين مرة و سمعنا منه