1- ب، ]قرب الإسناد[ عن هارون عن ابن صدقة عن أبي عبد الله ع قال امتحنوا شيعتنا عند مواقيت الصلوات كيف محافظتهم عليها و إلى أسرارنا كيف حفظهم لها عند عدونا و إلى أموالهم كيف مواساتهم لإخوانهم فيها
2- ل، ]الخصال[ عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن الأشعري عن محمد بن عيسى عن أبي محمد الأنصاري عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال قال لي أبو جعفر ع يا أبا المقدام إنما شيعة علي ع الشاحبون الناحلون الذابلون ذابلة شفاههم خميصة بطونهم متغيرة ألوانهم مصفرة وجوههم إذا جنهم الليل اتخذوا الأرض فراشا و استقبلوا الأرض بجباههم كثير سجودهم كثيرة دموعهم كثير دعاؤهم كثير بكاؤهم يفرح الناس و هم محزونون
تم، ]فلاح السائل[ بإسناده عن سعد عن محمد بن عيسى مثله بيان اتخذوا الأرض فراشا أي يسجدون على الأرض بدلا من النوم على الفراش أو ينامون على الأرض بدون فرش و استقبلوا الأرض بجباههم للسجود
3- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ عن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب عن منصور بن عبد الله الأصفهاني عن علي بن عبد الله الإسكندراني عن أحمد بن علي بن مهدي الرقي عن أبيه عن علي بن موسى الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين ص قال قال رسول الله ص يا علي طوبى لمن أحبك و صدق بك و ويل لمن أبغضك و كذب بك محبوك معروفون في السماء السابعة و الأرض السابعة السفلى و ما بين ذلك هم أهل الدين و الورع و السمت الحسن و التواضع لله عز و جل خاشعة أبصارهم وجلة قلوبهم لذكر الله عز و جل و قد عرفوا حق ولايتك و ألسنتهم ناطقة بفضلك و أعينهم ساكبة تحننا عليك و على الأئمة من ولدك يدينون الله بما أمرهم به في كتابه و جاءهم به البرهان من سنة نبيه عاملون بما يأمرهم به أولو الأمر منهم متواصلون غير متقاطعين متحابون غير متباغضين إن الملائكة لتصلي عليهم و تؤمن على دعائهم و تستغفر للمذنب منهم و تشهد حضرته و تستوحش لفقده إلى يوم القيامة
بيان في النهاية السمت الهيئة الحسنة و منه فينظرون إلى سمته و هدية أي حسن هيئته و منظره في الدين و فلان حسن السمت أي حسن القصد و في القاموس الحنين الشوق و شدة البكاء و الطرب أو صوت الطرب عن حزن أو فرح و تحنن ترحم و قال الدين بالكسر الجزاء و العبادة و الطاعة و الذل و اسم لجميع ما يتعبد الله عز و جل به و دنته أدينه خدمته و أحسنت إليه و دان يدين ذل و أطاع
4- شا، ]الإرشاد[ ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ روي أن أمير المؤمنين ع خرج ذات ليلة من المسجد و كانت ليلة قمراء فأم الجبانة و لحقه جماعة يقفون أثره فوقف عليهم ثم قال من أنتم قالوا شيعتك يا أمير المؤمنين فتفرس في وجوههم ثم قال فما لي لا أرى عليكم سيماء الشيعة قالوا و ما سيماء الشيعة يا أمير المؤمنين فقال صفر الوجوه من السهر عمش العيون من البكاء حدب الظهور من القيام خمص البطون من الصيام ذبل الشفاه من الدعاء عليهم غبرة الخاشعين
صفات الشيعة، للصدوق عن أبيه عن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت عن أحمد بن محمد رفعه عن السندي بن محمد مثله
5- و منه، عن ابن المتوكل عن الحميري رفعه إلى ابن نباتة قال خرج علي ع ذات يوم و نحن مجتمعون فقال من أنتم و ما اجتماعكم فقلنا قوم من شيعتك يا أمير المؤمنين فقال ما لي لا أرى سيماء الشيعة عليكم فقلنا و ما سيماء الشيعة فقال صفر الوجوه من صلاة الليل عمش العيون من مخافة الله ذبل الشفاه من الصيام عليهم غبرة الخاشعين
إيضاح الحدب بالضم جمع الأحدب و الحدب محركة خروج الظهر و دخول الصدر و البطن عليهم عبرة الخاشعين في بعض النسخ بالعين المهملة أي بكاؤهم و في بعضها بالمعجمة أي ذلهم و شعثهم و اغبرارهم و في القاموس الغبراء من السنين الجدية و بنو غبراء الفقراء و المغبرة قوم يغبرون بذكر الله أي يهللون و يرددون الصوت بالقراءة و غيرها سموا بها لأنهم يرغبون الناس في الغابرة أي الباقية و في النهاية في غبراء الناس بالمد أي فقرائهم و منه قيل للمحاويج بنو غبراء كأنهم نسبوا إلى الأرض و التراب
6- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن الغضائري عن الصدوق عن المكتب عن ابن زكريا عن ابن حبيب عن ابن بهلول عن جعفر بن عثمان الأحول عن سليمان بن مهران قال دخلت على الصادق جعفر بن محمد ع و عنده نفر من الشيعة و هو يقول معاشر الشيعة كونوا لنا زينا و لا تكونوا علينا شينا قولوا للناس حسنا و احفظوا ألسنتكم و كفوها عن الفضول و قبح القول
بيان كونوا لنا زينا أي كونوا من أهل الورع و التقوى و العمل الصالح لتكونوا زينة لنا فإن حسن اتباع الرجل زينة له إذ يمدحونه بحسن تأديب أصحابه بخلاف ما إذا كانوا فسقة فإنه يصير سببا لتشنيع رئيسهم و يكونون شينا و عيبا لرئيسهم و عمدة الغرض في هذا المقام رعاية التقية و حسن العشرة مع المخالفين لئلا يصير سببا لنفرتهم عن أئمتهم و سوء القول فيهم بقرينة ما بعده و قولوا للناس حسنا فيه تضمين للآية الكريمة قال الطبرسي ره اختلف في معنى قوله حسنا فقيل هو القول الحسن الجميل و الخلق الكريم عن ابن عباس و قيل هو الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و قال الربيع حسنا أي معروفا
و روى جابر عن أبي جعفر ع في قوله قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً قال قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم فإن الله يبغض اللعان السباب الطعان على المؤمنين الفاحش المتفحش السائل الملحف و يحب الحليم العفيف المتعفف
ثم اختلف فيه من وجه آخر فقيل هو عام في المؤمن و الكافر على ما روي عن الباقر ع و قيل هو خاص في المؤمن و اختلف من قال إنه عام فقيل إنه منسوخ بآية السيف و قد روي أيضا عن الصادق ع و قال الأكثرون إنها ليست بمنسوخة لأنه يمكن قتالهم مع حسن القول في دعائهم إلى الإيمان كما قال الله تعالى ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ و قال في آية أخرى وَ لا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ انتهى. و أقول عمدة الغرض هنا حسن القول مع المخالفين تقية و كذا المراد بحفظ الألسنة حفظها عما يخالف التقية و الفضول زوائد الكلام و ما لا منفعة فيه قال في المصباح الفضل الزيادة و الجمع فضول كفلس و فلوس و قد استعمل الجمع استعمال المفرد فيما لا خير فيه و لهذا نسب إليه على لفظه فقيل فضولي لمن يشتغل بما لا يعنيه
7- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن أبي عمرو عن ابن عقدة عن أحمد بن يحيى عن جعفر بن عنبسة عن إسماعيل بن أبان عن مسعود بن سعد عن جابر عن أبي جعفر ع قال أنتما شيعتنا من أطاع الله عز و جل
8- ل، ]الخصال[ عن حمزة العلوي عن علي عن أبيه عن محمد البرقي عن خلف بن حماد عن معاوية بن وهب قال قال أبو عبد الله ع الشيعة ثلاث محب واد فهو منا و متزين بنا و نحن زين لمن تزين بنا و مستأكل بنا الناس و من استأكل بنا افتقر
بيان التزين بهم هو أن يجعلوا الانتساب إليهم و موالاتهم زينة لهم و فخرا بين الناس و لا زينة أرفع من ذلك و الاستئكال بهم ع هو أن يجعلوا إظهار موالاتهم و نشر علومهم و أخبارهم وسيلة لتحصيل الرزق و جلب المنافع من الناس فينتج خلاف مطلوبهم و يصير سببا لفقرهم و القسم الأول هو الذي يحبهم و يواليهم في الله و لله و هو ناج في الدنيا و الآخرة
9- ير، ]بصائر الدرجات[ عن سلمة بن الخطاب عن عبد الله بن محمد عن عبد الله بن القاسم بن الحارث البطل عن مرازم قال دخلت المدينة فرأيت جارية في الدار التي نزلتها فعجبتني فأردت أن أتمتع منها فأبت أن تزوجني نفسها قال فجئت بعد العتمة فقرعت الباب فكانت هي التي فتحت لي فوضعت يدي على صدرها فبادرتني حتى دخلت فلما أصبحت دخلت على أبي الحسن ع فقال يا مرازم ليس من شيعتنا من خلا ثم لم يرع قلبه
10- سن، ]المحاسن[ عن محمد بن علي عن محمد بن أسلم عن الخطاب الكوفي و مصعب بن عبد الله الكوفي قالا دخل سدير الصيرفي على أبي عبد الله ع و عنده جماعة من أصحابه فقال يا سدير لا تزال شيعتنا مرعيين محفوظين مستورين معصومين ما أحسنوا النظر لأنفسهم فيما بينهم و بين خالقهم و صحت نياتهم لأئمتهم و بروا إخوانهم فعطفوا على ضعيفهم و تصدقوا على ذوي الفاقة منهم إنا لا نأمر بظلم و لكنا نأمركم بالورع الورع الورع و المواساة المواساة لإخوانكم فإن أولياء الله لم يزالوا مستضعفين قليلين منذ خلق الله آدم ع
11- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال ع قال رسول الله ص اتقوا الله معاشر الشيعة فإن الجنة لن تفوتكم و إن أبطأت بها عنكم قبائح أعمالكم فتنافسوا في درجاتها قيل فهل يدخل جهنم أحد من محبيك و محبي علي ع قال من قذر نفسه بمخالفة محمد و علي و واقع المحرمات و ظلم المؤمنين و المؤمنات و خالف ما رسم له من الشريعات جاء يوم القيامة قذرا طفسا يقول محمد و علي ع يا فلان أنت قذر طفس لا تصلح لمرافقة مواليك الأخيار و لا لمعانقة الحور الحسان و لا الملائكة المقربين لا تصل إلى ما هناك إلا بأن تطهر عنك ما هاهنا يعني ما عليك من الذنوب فيدخل إلى الطبق الأعلى من جهنم فيعذب ببعض ذنوبه و منهم من يصيبه الشدائد في المحشر ببعض ذنوبه ثم يلقطه من هنا و من هنا من يبعثهم إليه مواليه من خيار شيعتهم كما يلقط الطير الحب و منهم من يكون ذنوبه أقل و أخف فيطهر منها بالشدائد و النوائب من السلاطين و غيرهم و من الآفات في الأبدان في الدنيا ليدلى في قبره و هو طاهر و منهم من يقرب موته و قد بقيت عليه سيئة فيشتد نزعه و يكفر به عنه فإن بقي شيء و قويت عليه يكون له بطرو اضطراب في يوم موته فيقل من بحضرته فيلحقه به الذل فيكفر عنه فإن بقي شيء أتي به و لما يلحد فيوضع فيتفرقون عنه فيطهر فإن كان ذنوبه أعظم و أكثر طهر منها بشدائد عرصات يوم القيامة فإن كانت أكثر و أعظم طهر منها في الطبق الأعلى من جهنم و هؤلاء أشد محبينا عذابا و أعظمهم ذنوبا ليس هؤلاء يسمون بشيعتنا و لكنهم يسمون بمحبينا و الموالين لأوليائنا و المعادين لأعدائنا إن شيعتنا من شيعنا و اتبع آثارنا و اقتدى بأعمالنا و قال الإمام ع قال رجل لرسول الله يا رسول الله فلان ينظر إلى حرم جاره فإن أمكنه مواقعة حرام لم يرع عنه فغضب رسول الله ص و قال ائتوني به فقال رجل آخر يا رسول الله إنه من شيعتكم ممن يعتقد موالاتك و موالاة علي و يبرأ من أعدائكما فقال رسول الله ص لا تقل إنه من شيعتنا فإنه كذب إن شيعتنا من شيعنا و تبعنا في أعمالنا و ليس هذا الذي ذكرته في هذا الرجل من أعمالنا و قيل لأمير المؤمنين و إمام المتقين و يعسوب الدين و قائد الغر المحجلين و وصي رسول رب العالمين ع أن فلانا سرف على نفسه بالذنوب الموبقات و هو مع ذلك من شيعتكم فقال أمير المؤمنين قد كتبت عليك كذبة أو كذبتان إن كان مسرفا بالذنوب على نفسه يحبنا و يبغض أعداءنا فهو كذبة واحدة لأنه من محبينا لا من شيعتنا و إن كان يوالي أولياءنا و يعادي أعداءنا و ليس بمسرف على نفسه كما ذكرت فهو منك كذبة لأنه لا يسرف في الذنوب و إن كان يسرف في الذنوب و لا يوالينا و لا يعادي أعداءنا فهو منك كذبتان و قال رجل لامرأته اذهبي إلى فاطمة بنت رسول الله ص فاسأليها عني أني من شيعتكم أم ليس من شيعتكم فسألتها فقالت قولي له إن كنت تعمل بما أمرناك و تنتهي عما زجرناك عنه فأنت من شيعتنا و إلا فلا فرجعت فأخبرته فقال يا وليي و من ينفك من الذنوب و الخطايا فأنا إذا خالد في النار فإن من ليس من شيعتهم فهو خالد في النار فرجعت المرأة فقالت لفاطمة ما قال زوجها فقالت فاطمة قولي له ليس هكذا شيعتنا من خيار أهل الجنة و كل محبينا و موالي أوليائنا و معادي أعدائنا و المسلم بقلبه و لسانه لنا ليسوا من شيعتنا إذا خالفوا أوامرنا و نواهينا في سائر الموبقات و هم مع ذلك في الجنة و لكن بعد ما يطهرون من ذنوبهم بالبلايا و الرزايا أو في عرصات القيامة بأنواع شدائدها أو في الطبق الأعلى من جهنم بعذابها إلى أن نستنقذهم بحبنا منها و ننقلهم إلى حضرتنا
و قال رجل للحسن بن علي ع إني من شيعتكم فقال الحسن بن علي ع يا عبد الله إن كنت لنا في أوامرنا و زواجرنا مطيعا فقد صدقت و إن كنت بخلاف ذلك فلا تزد في ذنوبك بدعواك مرتبة شريفة لست من أهلها لا تقل لنا أنا من شيعتكم و لكن قل أنا من مواليكم و محبيكم و معادي أعدائكم و أنت في خير و إلى خير و قال رجل للحسين بن علي ع يا ابن رسول الله أنا من شيعتكم قال اتق الله و لا تدعين شيئا يقول الله لك كذبت و فجرت في دعواك إن شيعتنا من سلمت قلوبهم من كل غش و غل و دغل و لكن قل أنا من مواليكم و محبيكم و قال رجل لعلي بن الحسين ع يا ابن رسول الله أنا من شيعتكم الخلص فقال له يا عبد الله فإذا أنت كإبراهيم الخليل ع الذي قال الله وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ فإن كان قلبك كقلبه فأنت من شيعتنا و إن لم يكن قلبك كقلبه و هو طاهر من الغش و الغل فأنت من محبينا و إلا فإنك إن عرفت أنك بقولك كاذب فيه إنك لمبتلى بفالج لا يفارقك إلى الموت أو جذام ليكون كفارة لكذبك هذا و قال الباقر ع لرجل فخر على آخر و قال أ تفاخرني و أنا من شيعة آل محمد الطيبين فقال الباقر ع ما فخرت عليه و رب الكعبة و غبن منك على الكذب يا عبد الله أ مالك معك تنفقه على نفسك أحب إليك أم تنفقه على إخوانك المؤمنين قال بل أنفقه على نفسي قال فلست من شيعتنا فإننا نحن ما ننفق على المنتحلين من إخواننا أحب إلينا و لكن قل أنا من محبيكم و من الراجين النجاة بمحبتكم و قيل للصادق ع إن عمارا الدهني شهد اليوم عند ابن أبي ليلى قاضي الكوفة بشهادة فقال له القاضي قم يا عمار فقد عرفناك لا تقبل شهادتك لأنك رافضي فقام عمار و قد ارتعدت فرائصه و استفرغه البكاء فقال له ابن أبي ليلى أنت رجل من أهل العلم و الحديث إن كان يسوؤك أن يقال لك رافضي فتبرأ من الرفض فأنت من إخواننا فقال له عمار يا هذا ما ذهبت و الله حيث ذهبت و لكن بكيت
عليك و علي أما بكائي على نفسي فإنك نسبتني إلى رتبة شريفة لست من أهلها زعمت أني رافضي ويحك لقد حدثني الصادق ع أن أول من سمي الرفضة السحرة الذين لما شاهدوا آية موسى في عصاه آمنوا به و اتبعوه و رفضوا أمر فرعون و استسلموا لكل ما نزل بهم فسماهم فرعون الرافضة لما رفضوا دينه فالرافضي كل من رفض جميع ما كره الله و فعل كل ما أمره الله فأين في هذا الزمان مثل هذه و إن ما بكيت على نفسي خشيت أن يطلع الله عز و جل على قلبي و قد تلقبت هذا الاسم الشريف على نفسي فيعاتبني ربي عز و جل و يقول يا عمار أ كنت رافضا للأباطيل عاملا بالطاعات كما قال لك فيكون ذلك بي مقصرا في الدرجات إن سامحني و موجبا لشديد العقاب على أن ناقشني إلا أن يتداركني موالي بشفاعتهم و أما بكائي عليك فلعظم كذبك في تسميتي بغير اسمي و شفقتي الشديدة عليك من عذاب الله إن صرفت أشرف الأسماء إلي و إن جعلته من أرذلها كيف يصبر بدنك على عذاب كلمتك هذه فقال الصادق ع لو أن على عمار من الذنوب ما هو أعظم من السماوات و الأرضين لمحيت عنه بهذه الكلمات و إنها لتزيد في حسناته عند ربه عز و جل حتى يجعل كل خردلة منها أعظم من الدنيا ألف مرة قال و قيل لموسى بن جعفر ع مررنا برجل في السوق و هو ينادي أنا من شيعة محمد و آل محمد الخلص و هو ينادي على ثياب يبيعها من يزيد فقال موسى ع ما جهل و لا ضاع امرؤ عرف قدر نفسه أ تدرون ما مثل هذا هذا شخص قال أنا مثل سلمان و أبي ذر و المقداد و عمار و هو مع ذلك يباخس في بيعه و يدلس عيوب المبيع على مشتريه و يشتري الشيء بثمن فيزايد الغريب يطلبه فيوجب له ثم إذا غاب المشتري قال لا أريده إلا بكذا بدون ما كان طلبه منه أ يكون هذا كسلمان و أبي ذر و المقداد و عمار حاش لله أن يكون هذا كهم و لكن ما يمنعه من أن يقول إني من محبي محمد و آل محمد و من يوالي أولياءهم و يعادي أعداءهم قال ع و لما جعل المأمون إلى علي بن موسى الرضا ع ولاية العهد دخل عليه آذنه و قال إن قوما بالباب يستأذنون عليك يقولون نحن شيعة علي فقال ع أنا مشغول فاصرفهم فصرفهم فلما كان من اليوم الثاني جاءوا و قالوا كذلك مثلها فصرفهم إلى أن جاءوا هكذا يقولون و يصرفهم شهرين ثم أيسوا من الوصول و قالوا للحاجب قل لمولانا إنا شيعة أبيك علي بن أبي طالب ع و قد شمت بنا أعداؤنا في حجابك لنا و نحن ننصرف هذه الكرة و نهرب من بلدنا خجلا و أنفة مما لحقنا و عجزا عن احتمال مضض ما يلحقنا بشماتة الأعداء فقال علي بن موسى الرضا ع ائذن لهم ليدخلوا فدخلوا عليه فسلموا عليه فلم يرد عليهم و لم يأذن لهم بالجلوس فبقوا قياما فقالوا يا ابن رسول الله ما هذا الجفاء العظيم و الاستخفاف بعد هذا الحجاب الصعب أي باقية تبقى منا بعد هذا فقال الرضا ع اقرءوا وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ما اقتديت إلا بربي عز و جل فيكم و برسول الله و بأمير المؤمنين و من بعده من آبائي الطاهرين ع عتبوا عليكم فاقتديت بهم قالوا لما ذا يا ابن رسول الله قال لدعواكم أنكم شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع ويحكم إنما شيعته الحسن و الحسين و أبو ذر و سلمان و المقداد و عمار و محمد بن أبي بكر الذين لم يخالفوا شيئا من أوامره و لم يركبوا شيئا من فنون زواجره فأما أنتم إذا قلتم إنكم شيعته و أنتم في أكثر أعمالكم له مخالفون مقصرون في كثير من الفرائض متهاونون بعظيم حقوق إخوانكم في الله و تتقون حيث لا يجب التقية و تتركون التقية حيث لا بد من التقية فلو قلتم إنكم موالوه و محبوه و الموالون لأوليائه و المعادون لأعدائه لم أنكره من قولكم و لكن هذه مرتبة شريفة ادعيتموها إن لم تصدقوا قولكم بفعلكم هلكتم إلا أن تتدارككم رحمة من ربكم قالوا يا ابن رسول الله فإنا نستغفر الله و نتوب إليه من قولنا بل نقول كما علمنا مولانا نحن محبوكم و محبو أوليائكم و معادو أعدائكم قال الرضا ع
فمرحبا بكم يا إخواني و أهل ودي ارتفعوا ارتفعوا ارتفعوا فما زال يرفعهم حتى ألصقهم بنفسه ثم قال لحاجبه كم مرة حجبتهم قال ستين مرة فقال لحاجبه فاختلف إليهم ستين مرة متوالية فسلم عليهم و أقرئهم سلامي فقد محوا ما كان من ذنوبهم باستغفارهم و توبتهم و استحقوا الكرامة لمحبتهم لنا و موالاتهم و تفقد أمورهم و أمور عيالاتهم فأوسعهم بنفقات و مبرات و صلات و رفع معرات قال ع و دخل رجل على محمد بن علي الرضا ع و هو مسرور فقال ما لي أراك مسرورا قال يا ابن رسول الله سمعت أباك يقول أحق يوم بأن يسر العبد فيه يوم يرزقه الله صدقات و مبرات و مدخلات من إخوان له مؤمنين فإنه قصدني اليوم عشرة من إخواني الفقراء لهم عيالات فقصدوني من بلد كذا و كذا فأعطيت كل واحد منهم فلهذا سروري فقال محمد بن علي ع لعمري إنك حقيق بأن تسر إن لم تكن أحبطته أو لم تحبطه فيما بعد فقال الرجل فكيف أحبطته و أنا من شيعتكم الخلص قال هاه قد أبطلت برك بإخوانك و صدقاتك قال و كيف ذاك يا ابن رسول الله قال له محمد بن علي ع اقرأ قول الله عز و جل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَ الْأَذى قال يا ابن رسول الله ما مننت على القوم الذين تصدقت عليهم و لا آذيتهم قال له محمد بن علي ع إن الله عز و جل إنما قال لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَ الْأَذى و لم يقل بالمن على من تتصدقون عليه و بالأذى لمن تتصدقون عليه و هو كل أذى أ فترى أذاك القوم الذين تصدقت عليهم أعظم أم أذاك لحفظتك و ملائكة الله المقربين حواليك أم أذاك لنا فقال الرجل بل هذا يا ابن رسول الله فقال لقد آذيتني و آذيتهم و أبطلت صدقتك قال لما ذا قال لقولك و كيف أحبطته و أنا من شيعتكم الخلص ثم قال ويحك أ تدري من شيعتنا الخلص قال لا قال فإن شيعتنا الخلص حزبيل المؤمن مؤمن آل فرعون و صاحب يس الذي قال الله تعالى وَ جاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى و سلمان و أبو ذر و المقداد و عمار سويت نفسك بهؤلاء أ ما آذيت بهذا الملائكة و آذيتنا فقال الرجل أستغفر الله و أتوب إليه فكيف أقول قال قل أنا من مواليك و محبيك و معادي أعدائك و موالي أوليائك قال فكذلك أقول و كذلك أنا يا ابن رسول الله و قد تبت من القول الذي أنكرته و أنكرته الملائكة فما أنكرتم ذلك إلا لإنكار الله عز و جل فقال محمد بن علي ع الآن قد عادت إليك مثوبات صدقاتك و زال عنها الإحباط
قال أبو يعقوب يوسف بن زياد و علي بن سيار رضي الله عنهما حضرنا ليلة على غرفة الحسن بن علي بن محمد ع و قد كان ملك الزمان له معظما و حاشيته له مبجلين إذ مر علينا و إلى البلد و إلى الجسرين و معه رجل مكتوف و الحسن بن علي مشرف من روزنته فلما رآه الوالي ترجل عن دابته إجلالا له فقال الحسن بن علي ع عد إلى موضعك فعاد و هو معظم له و قال يا ابن رسول الله أخذت هذا في هذه الليلة على باب حانوت صيرفي فاتهمته بأنه يريد نقبه و السرقة منه فقبضت عليه فلما هممت أن أضربه خمسمائة سوط و هذه سبيلي فيمن اتهمته ممن آخذه لئلا يسألني فيه من لا أطيق مدافعته ليكون قد شقي ببعض ذنوبه قبل أن يأتيني من لا أطيق مدافعته فقال لي اتق الله و لا تتعرض لسخط الله فإني من شيعة أمير المؤمنين و شيعة هذا الإمام أبي القائم بأمر الله ع فكففت عنه و قلت أنا مار بك عليه فإن عرفك بالتشيع أطلقت عنك و إلا قطعت يدك و رجلك بعد أن أجلدك ألف سوط و قد جئتك به يا ابن رسول الله فهل هو من شيعة علي ع كما ادعى فقال الحسن بن علي ع معاذ الله ما هذا من شيعة علي و إنما ابتلاه الله في يدك لاعتقاده في نفسه أنه من شيعة علي ع فقال الوالي كفيتني مئونته الآن أضربه خمسمائة لا حرج علي فيها فلما نحاه بعيدا فقال أبطحوه فبطحوه و أقام عليه جلادين واحدا عن يمينه و آخر عن شماله فقال أوجعاه فأهويا إليه بعصيهما لا يصيبان استه شيئا إنما يصيبان الأرض فضجر من ذلك فقال ويلكم تضربون الأرض اضربوا استه فذهبوا استه فعدلت أيديهما فجعلا يضرب بعضهما بعضا و يصيح و يتأوه فقال لهما ويحكما أ مجانين أنتما يضرب بعضكما بعضا اضربا الرجل فقالا ما نضرب إلا الرجل و ما نقصد سواه و لكن يعدل أيدينا حتى يضرب بعضنا بعضا قال فقال يا فلان و يا فلان حتى دعا أربعة و صاروا مع الأولين ستة و قال أحيطوا به فأحاطوا به فكان يعدل بأيديهم و يرفع عصيهم إلى فوق فكانت لا تقع إلا بالوالي فسقط عن دابته و قال قتلتموني قتلكم الله ما هذا فقالوا ما ضربنا إلا إياه ثم قال لغيرهم تعالوا فاضربوا هذا فجاءوا فضربوه بعد فقال ويلكم إياي تضربون قالوا لا و الله ما نضرب إلا الرجل قال الوالي فمن أين لي هذه الشجات برأسي و وجهي و بدني إن لم تكونوا تضربوني فقالوا شلت أيماننا إن كنا قد قصدناك بضرب قال الرجل يا عبد الله يعني الوالي أ ما تعتبر بهذه الألطاف التي بها يصرف عني هذا الضرب ويلك ردني إلى الإمام و امتثل في أمره قال فرده الوالي بعد إلى بين يدي الحسن بن علي ع و قال يا ابن رسول الله ص عجبنا لهذا أنكرت أن يكون من شيعتكم و من لم يكن من شيعتكم فهو من شيعة إبليس و هو في النار و قد رأيت له من المعجزات ما لا يكون إلا للأنبياء فقال الحسن بن علي ع قل أو للأوصياء فقال أو للأوصياء فقال الحسن بن علي ع للوالي يا عبد الله إنه كذب في دعواه أنه من شيعتنا كذبة لو عرفها ثم تعمدها لابتلى بجميع عذابك و لبقي في المطبق ثلاثين سنة
و لكن الله رحمه لإطلاق كلمة على ما عنى لا على تعمد كذب و أنت يا عبد الله اعلم أن الله عز و جل قد خلصه بأنه من موالينا و محبينا و ليس من شيعتنا فقال الوالي ما كان هذا كله عندنا إلا سواء فما الفرق قال الإمام الفرق أن شيعتنا هم الذين يتبعون آثارنا و يطيعونا في جميع أوامرنا و نواهينا فأولئك شيعتنا فأما من خالفنا في كثير مما فرضه الله عليه فليسوا من شيعتنا قال الإمام ع للوالي و أنت قد كذبت كذبة لو تعمدتها و كذبتها لا ابتلاك الله عز و جل بألف سوط و سجن ثلاثين سنة في المطبق قال و ما هي يا ابن رسول الله قال بزعمك أنك رأيت له معجزات إن المعجزات ليست له إنما هي لنا أظهرها الله فيه إبانة لحجتنا و إيضاحا لجلالتنا و شرفنا و لو قلت شاهدت فيه معجزات لم أنكره عليك أ ليس إحياء عيسى الميت معجزة أ فهي للميت أم لعيسى أ و ليس خلقه من الطين كهيئة الطير فصار طيرا بإذن الله أ هي للطائر أو لعيسى أ و ليس الذين جعلوا قردة خاسئين معجزة فهي معجزة للقردة أو لنبي ذلك الزمان فقال الوالي أستغفر الله ربي و أتوب إليه ثم قال الحسن بن علي ع للرجل الذي قال إنه من شيعة علي ع يا عبد الله لست من شيعة علي ع إنما أنت من محبيه إنما شيعة علي ع الذين قال الله عز و جل فيهم وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ هم الذين آمنوا بالله و وصفوه بصفاته و نزهوه عن خلاف صفاته و صدقوا محمدا في أقواله و صوبوه في أفعاله و رأوا عليا بعده سيدا إماما و قرما هماما لا يعدله من أمة محمد أحد و لا كلهم لو جمعوا في كفة يوزنون بوزنه بل يرجح عليهم كما يرجح السماء على الأرض و الأرض على الذرة و شيعة علي ع هم الذين لا يبالون في سبيل الله أ وقع الموت عليهم أو وقعوا على الموت و شيعة علي ع هم الذين يُؤْثِرُونَ إخوانهم عَلى أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ و هم الذين لا يراهم الله حيث نهاهم و لا يفقدهم حيث أمرهم و شيعة علي هم الذين يقتدون بعلي ع في إكرام إخوانهم المؤمنين ما عن قولي أقول لك هذا بل أقوله عن قول محمد ص فذلك قوله وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ قضوا الفرائض كلها بعد التوحيد و اعتقاد النبوة و الإمامة و أعظمها قضاء حقوق الإخوان في الله و استعمال التقية من أعداء الله عز و جل
إيضاح قال الفيروزآبادي الطفس محركة قذر الإنسان إذا لم يتعهد نفسه و هو طفس ككتف قذر نجس قوله فهو منك كذبة أي كذبت في نسبته إلى الإسراف و هو غير مسرف و في القاموس غبن الشيء و فيه كفرح غبنا و غبنا نسيه أو أغفله أو غلط فيه و الغبن محركة الضعف و النسيان و قال أفرغه صبه كفرغه و الدماء أراقها و تفريغ الظروف إخلاؤها و استفرغ تقيا و مجهوده بذل طاقته و افترغت لنفسي ماء صببته و قال المضض محركة وجع المصيبة و قال المعرة الإثم و الأذى و الغرم و الدية و الخيانة. قوله ع على المنتحلين أي المدعين للتشيع و لم يكونوا كذلك فيكف إذا كان من شيعتنا حقا ما ذهبت بصيغة المتكلم حيث ذهبت بصيغة الخطاب و في القاموس كتف فلانا كضرب شد يديه إلى خلف بالكتاف و هو حبل يشد به و قال بطحه ألقاه على وجهه فانبطح و المطبق كأنه كان اسم السجن و لم يذكره اللغويون أو المراد به الجنون المطبق و في القاموس القرم السيد و قال الهمام كغراب الملك العظيم الهمة و السيد الشجاع السخي
12- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال أمير المؤمنين ع أما المطيعون لنا فسيغفر الله ذنوبهم امتنانا إلى إحسانهم قالوا يا أمير المؤمنين و من المطيعون لكم قال الذين يوحدون ربهم و يصفونه بما يليق به من الصفات و يؤمنون بمحمد نبيه ع و يطيعون الله في إتيان فرائضه و ترك محارمه و يحيون أوقاتهم بذكره و بالصلاة على نبيه محمد آله الطيبين و يتقون على أنفسهم الشح و البخل و يؤدون كل ما فرض عليهم من الزكاة و لا يمنعونها
13- سر، ]السرائر[ من كتاب أبي القاسم بن قولويه عن محمد بن عمر بن حنظلة قال قال أبو عبد الله ع ليس من شيعتنا من قال بلسانه و خالفنا في أعمالنا و آثارنا و لكن شيعتنا من وافقنا بلسانه و قلبه و اتبع آثارنا و عمل بأعمالنا أولئك شيعتنا
و عن أبي زيد عن أبي عبد الله ع قال ليس من شيعتنا من يكون في مصر يكون فيه آلاف و يكون في المصر أورع منه
14- جا، ]المجالس للمفيد[ عن ابن قولويه عن أبيه عن محمد بن يحيى و أحمد بن إدريس معا عن علي بن محمد الأشعري عن الحسين بن النصر بن مزاحم عن أبيه عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال سمعت جابر بن عبد الله بن حرام الأنصاري يقول لو نشر سلمان و أبو ذر رحمهما الله لهؤلاء الذين ينتحلون مودتكم أهل البيت لقالوا هؤلاء كذابون و لو رأى هؤلاء أولئك لقالوا مجانين
15- ني، ]الغيبة للنعماني[ عن ابن عقدة عن القاسم بن محمد بن حازم عن عبيس عن ابن جبلة عن أبي خالد المكفوف عن بعض أصحابه قال قال أبو عبد الله ع ينبغي لمن ادعى هذا الأمر في السر أن يأتي عليه ببرهان في العلانية قلت و ما هذا البرهان الذي يأتي به في العلانية قال يحل حلال الله و يحرم حرام الله و يكون له ظاهر يصدق باطنه
16- ني، ]الغيبة للنعماني[ عن أحمد بن هوذة عن النهاوندي عن عبد الله بن حماد عن رجل عن أبي عبد الله ع أنه دخل عليه بعض أصحابه فقال له جعلت فداك إني و الله أحبك و أحب من يحبك يا سيدي ما أكثر شيعتكم فقال له أذكرهم فقال كثير فقال تحصيهم فقال هم أكثر من ذلك فقال أبو عبد الله ع أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة و بضعة عشر كان الذي تريدون و لكن شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه و لا شحناؤه بدنه و لا يمدح بنا غاليا و لا يخاصم لنا واليا و لا يجالس لنا عائبا و لا يحدث لنا ثالبا و لا يحب لنا مبغضا و لا يبغض لنا محبا فقلت فكيف أصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنهم يتشيعون فقال فيهم التمييز و فيهم التمحيص و فيهم التبديل يأتي عليهم سنون تفنيهم و سيوف تقتلهم و اختلاف تبددهم إنما شيعتنا من لا يهر هرير الكلب و لا يطمع طمع الغراب و لا يسأل الناس بكفه و إن مات جوعا قلت جعلت فداك فأين أطلب هؤلاء الموصوفين بهذه الصفة فقال اطلبهم في أطراف الأرض أولئك الخشن عيشهم المنتقلة دارهم الذين إن شهدوا لم يعرفوا و إن غابوا لم يفتقدوا و إن مرضوا لم يعادوا و إن خطبوا لم يزوجوا و إن ماتوا لم يشهدوا أولئك الذين في أموالهم يتواسون و في قبورهم يتزاورون و لا يختلف أهواؤهم و إن اختلفت بهم البلدان
و روي أيضا عن محمد بن همام عن حميد بن زياد الكوفي عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن الميثمي عن علي بن منصور عن إبراهيم بن مهزم عن أبيه عن أبي عبد الله ع مثله إلا أنه زاد فيه و إن رأوا مؤمنا أكرموه و إن رأوا منافقا هجروه و عند الموت لا يجزعون و في قبورهم يتزاورون تمام الحديث
بيان في القاموس ثلبه يثلبه لامه و عابه و قد مر شرح سائر أجزائه
17- كش، ]رجال الكشي[ عن حمدويه بن نصير عن أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن داود بن فرقد قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن أصحابي أولو النهى و التقى فمن لم يكن من أهل النهى و التقى فليس من أصحابي
18- كش، ]رجال الكشي[ عن ابن مسعود عن عبد الله بن محمد الطيالسي عن الوشاء عن محمد بن حمران عن أبي الصباح الكناني قال قلت لأبي عبد الله ع إنا نعير بالكوفة فيقال لنا جعفرية قال فغضب أبو عبد الله ع ثم قال إن أصحاب جعفر منكم لقليل إنما أصحاب جعفر من اشتد ورعه و عمل لخالقه
19- كش، ]رجال الكشي[ عن حمدويه عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن إبراهيم الكرخي عن أبي عبد الله ع قال إن ممن ينتحل هذا الأمر لمن هو شر من اليهود و النصارى و المجوس و الذين أشركوا
20- كش، ]رجال الكشي[ عن خالد بن حماد عن الحسن بن طلحة رفعه عن محمد بن إسماعيل عن علي بن زيد الشامي قال قال أبو الحسن ع قال أبو عبد الله ع ما أنزل الله سبحانه و تعالى آية في المنافقين إلا و هي فيمن ينتحل التشيع
21- بشا، ]بشارة المصطفى[ عن الحسن بن الحسين بن بابويه عن عمه محمد بن الحسن عن أبيه عن عمه أبي جعفر بن بابويه عن أبيه عن علي عن أبيه عن صالح بن السندي عن يونس عن يحيى الحلبي عن عبد الحميد بن عواض عن عمر بن يحيى بن بسام قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن أحق الناس بالورع آل محمد و شيعتهم كي تقتدي الرعية بهم
22- بشا، ]بشارة المصطفى[ بهذا الإسناد عن أبي جعفر بن بابويه عن محمد بن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن مرار عن يونس عن يحيى الحلبي عن أبي المغراء عن يزيد بن خليفة قال قال لنا أبو عبد الله ع و نحن عنده نظرتم حيث نظر الله و اخترتم من اختار الله أخذ الناس يمينا و شمالا و قصدتم محمدا ص أما إنكم لعلى المحجة البيضاء فأعينوا على ذلك بورع ثم قال حيث أردنا أن نخرج و ما على أحدكم إذا عرفه الله هذا الأمر أن لا يعرفه الناس إنه من عمل للناس كان ثوابه على الناس و من عمل لله كان ثوابه على الله
23- صفات الشيعة للصدوق رحمه الله، عن ابن المتوكل عن محمد العطار عن النخعي عن النوفلي عن علي بن سالم عن أبيه عن أبي بصير قال قال الصادق ع شيعتنا أهل الورع و الاجتهاد و أهل الوفاء و الأمانة و أهل الزهد و العبادة أصحاب إحدى و خمسين ركعة في اليوم و الليلة القائمون بالليل الصائمون بالنهار يزكون أموالهم و يحجون البيت و يجتنبون كل محرم
24- و منه، عن أبيه عن علي عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن الرضا ع قال شيعتنا المسلمون لأمرنا الآخذون بقولنا المخالفون لأعدائنا فمن لم يكن كذلك فليس منا
25- و منه، عن أبيه عن الحميري عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نجران قال سمعت أبا الحسن ع يقول من عادى شيعتنا فقد عادانا و من والاهم فقد والانا لأنهم منا خلقوا من طينتنا من أحبهم فهو منا و من أبغضهم فليس منا شيعتنا ينظرون بنور الله و يتقلبون في رحمة الله و يفوزون بكرامة الله ما من أحد من شيعتنا يمرض إلا مرضنا لمرضه و لا اغتم إلا اغتممنا لغمه و لا يفرح إلا فرحنا لفرحه و لا يغيب عنا أحد من شيعتنا أين كان في شرق الأرض أو غربها و من ترك من شيعتنا دينا فهو علينا و من ترك منهم مالا فهو لورثته شيعتنا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ و يحجون البيت الحرام و يصومون شهر رمضان و يوالون أهل البيت و يتبرءون من أعدائهم أولئك أهل الإيمان و التقى و أهل الورع و التقوى من رد عليهم فقد رد على الله و من طعن عليهم فقد طعن على الله لأنهم عباد الله حقا و أولياؤه صدقا و الله إن أحدهم ليشفع في مثل ربيعة و مضر فيشفعه الله فيهم لكرامته على الله عز و جل
26- و منه، عن ابن المتوكل عن البرقي رفعه عن أبي عبد الله ع قال و الله ما شيعة علي ع إلا من عف بطنه و فرجه و عمل لخالقه و رجا ثوابه و خاف عقابه
27- و منه، عن أبيه عن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت عن أبيه بإسناده عن محمد بن عجلان قال كنت مع أبي عبد الله ع فدخل رجل فسلم فسأله كيف من خلفت من إخوانك فأحسن الثناء و زكى و أطرى فقال كيف عيادة أغنيائهم لفقرائهم قال قليلة قال فكيف مواصلة أغنيائهم لفقرائهم في ذات أيديهم فقال إنك تذكر أخلاقا ما هي فيمن عندنا قال كيف يزعم هؤلاء أنهم لنا شيعة
28- و منه، بإسناده عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال يا جابر إنما شيعة علي ع من لا يعدو صوته سمعه و لا شحناؤه بدنه لا يمدح لنا قاليا و لا يواصل لنا مبغضا و لا يجالس لنا عائبا شيعة علي ع من لا يهر هرير الكلب و لا يطمع طمع الغراب و لا يسأل الناس و إن مات جوعا أولئك الخفيضة عيشهم المنتقلة ديارهم إن شهدوا لم يعرفوا و إن غابوا لم يفتقدوا و إن مرضوا لم يعادوا و إن ماتوا لم يشهدوا في قبورهم يتزاورون قلت و أين أطلب هؤلاء قال في أطراف الأرض بين الأسواق و هو قول الله عز و جل أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ
29- و منه، عن ماجيلويه عن عمه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال سئل أبو عبد الله ع عن شيعتهم فقال شيعتنا من قدم ما استحسن و أمسك ما استقبح و أظهر الجميل و سارع بالأمر الجليل رغبة إلى رحمة الجليل فذاك منا و إلينا و معنا حيثما كنا
30- و منه، عن أبيه عن علي عن أبيه عن إسماعيل بن مهران عن حمران بن أعين عن أبي عبد الله ع قال كان علي بن الحسين ع قاعدا في بيته إذ قرع قوم عليهم الباب فقال يا جارية انظري من بالباب فقالوا قوم من شيعتك فوثب عجلا حتى كاد أن يقع فلما فتح الباب و نظر إليهم رجع فقال كذبوا فأين السمت في الوجوه أين أثر العبادة أين سيماء السجود إنما شيعتنا يعرفون بعبادتهم و شعثهم قد قرحت العبادة منهم الآناف و دثرت الجباه و المساجد خمص البطون ذبل الشفاه قد هيجت العبادة وجوههم و أخلق سهر الليالي و قطع الهواجر جثثهم المسبحون إذا سكت الناس و المصلون إذا نام الناس و المحزونون إذا فرح الناس يعرفون بالزهد كلامهم الرحمة و تشاغلهم بالجنة
بيان الآناف جمع الأنف كالأنوف و قرحها إما لكثرة السجود لأنها من المساجد المستحبة أو لكثرة البكاء في القاموس الدثور الدروس و الداثر الهالك و في النهاية فيه إن القلب يدثر كما يدثر السيف فجلاؤه ذكر الله أي يصدأ كما يصدأ السيف و في القاموس هاج يهيج ثار كاهتاج و تهيج و أثار و النبت يبس و الهائجة أرض يبس بقلها أو اصفر و أهاجه أيبسه و كان يحتمل النسخة الباء الموحدة من قولهم هبجه تهبيجا ورمه
31- و منه، بإسناده عن محمد بن صالح عن أبي العباس الدينوري عن محمد بن الحنفية قال لما قدم أمير المؤمنين ع البصرة بعد قتال أهل الجمل دعاه الأحنف بن قيس و اتخذ له طعاما فبعث إليه صلوات الله عليه و إلى أصحابه فأقبل ثم قال يا أحنف ادع لي أصحابي فدخل عليه قوم متخشعون كأنهم شنآن بوالي فقال الأحنف بن قيس يا أمير المؤمنين ما هذا الذي نزل بهم أ من قلة الطعام أو من هول الحرب فقال صلوات الله عليه لا يا أحنف إن الله سبحانه أجاب أقواما تنسكوا له في دار الدنيا تنسك من هجم على ما علم من قربهم من يوم القيامة من قبل أن يشاهدوها فحملوا أنفسهم على مجهودها و كانوا إذا ذكروا صباح يوم العرض على الله سبحانه توهموا خروج عنق يخرج من النار يحشر الخلائق إلى ربهم تبارك و تعالى و كتاب يبدو فيه على رءوس الأشهاد فضائح ذنوبهم فكادت أنفسهم تسيل سيلانا أو تطير قلوبهم بأجنحة الخوف طيرانا و تفارقهم عقولهم إذا غلت بهم مراجل المجرد إلى الله سبحانه غليانا فكانوا يحنون حنين الواله في دجى الظلم و كانوا يفجعون من خوف ما أوقفوا عليه أنفسهم فمضوا ذبل الأجسام حزينة قلوبهم كالحة وجوههم ذابلة شفاههم خامصة بطونهم تراهم سكارى سمار وحشة الليل متخشعون كأنهم شنآن بوالي قد أخلصوا لله أعمالا سرا و علانية فلم تأمن من فزعه قلوبهم بل كانوا كمن حرسوا قباب خراجهم فلو رأيتهم في ليلتهم و قد نامت العيون و هدأت الأصوات و سكنت الحركات من الطير في الوكور و قد نهنههم هول يوم القيامة بالوعيد عن الرقاد كما قال سبحانه أَ فَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَ هُمْ نائِمُونَ فاستيقظوا لها فزعين و قاموا إلى صلاتهم معولين باكين تارة و أخرى مسبحين يبكون في محاريبهم و يرنون يصطفون ليلة مظلمة بهماء يبكون فلو رأيتهم يا أحنف في ليلتهم قياما على أطرافهم منحنية ظهورهم يتلون أجزاء القرآن لصلواتهم قد اشتدت إعوالهم و نحيبهم و زفيرهم إذا زفروا خلت النار قد أخذت منهم إلى حلاقيمهم و إذا أعولوا حسبت السلاسل قد صفدت في أعناقهم فلو رأيتهم في نهارهم إذا لرأيت قوما يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً و يقولون للناس حسنا وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً وَ إِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً قد قيدوا أقدامهم من التهمات و أبكموا ألسنتهم أن يتكلموا في أعراض الناس و سجموا أسماعهم أن يلجها خوض خائض و كحلوا أبصارهم بغض البصر عن المعاصي و انتحوا دار السلام التي من دخلها كان آمنا من الريب و الأحزان فلعلك يا أحنف شغلك نظرك في وجه واحدة تبدي الأسقام بغاضرة وجهها و دار قد اشتغلت بنفس رواتها و ستور قد علقتها و الريح و الآجام موكلة بثمرها و ليست دارك هذه دار البقاء فأحمتك الدار التي خلقها الله سبحانه من لؤلؤة بيضاء فشقق فيها أنهارها و غرس فيها أشجارها و ظلل عليها بالنضج من أثمارها و كبسها بالعوابق من حورها ثم أسكنها أولياءه و أهل طاعته فلو رأيتهم يا أحنف و قد قدموا على زيادات ربهم سبحانه فإذا ضربت
جنائبهم صوتت رواحلهم بأصوات لم يسمع السامعون بأحسن منها و أظلتهم غمامة فأمطرت عليهم المسك و الرادن و صهلت خيولها بين أغراس تلك الجنان و تخللت بهم نوقهم بين كثب الزعفران و يتطئ من تحت أقدامهم اللؤلؤ و المرجان و استقبلتهم قهارمتها بمنابر الريحان و تفاجت لهم ريح من قبل العرش فنثرت عليهم الياسمين و الأقحوان و ذهبوا إلى بابها فيفتح لهم الباب رضوان ثم سجدوا لله في فناء الجنان فقال لهم الجبار ارفعوا رءوسكم فإني قد رفعت عنكم مئونة العبادة و أسكنتكم جنة الرضوان فإن فاتك يا أحنف ما ذكرت لك في صدر كلامي لتتركن في سرابيل القطران و لتطوفن بينها و بين حميم آن و لتسقين شرابا حار الغليان في إنضاجه فكم يومئذ في النار من صلب محطوم و وجه مهشوم و مشوه مضروب على الخرطوم قد أكلت الجامعة كفه و التحم الطوق بعنقه فلو رأيتهم يا أحنف ينحدرون في أوديتها و يصعدون جبالها و قد ألبسوا المقطعات من القطران و أقرنوا مع فجارها و شياطينها فإذا استغاثوا بأسوأ أخذ من حريق شدت عليهم عقاربها و حياتها و لو رأيت مناديا ينادي و هو يقول يا أهل الجنة و نعيمها و يا أهل حليها و حللها خلدوا فلا موت فعندها ينقطع رجاؤهم و تنغلق الأبواب و تنقطع بهم الأسباب فكم يومئذ من شيخ ينادي وا شيبتاه و كم من شاب ينادي وا شباباه و كم من امرأة تنادي وا فضيحتاه هتكت عنهم الستور فكم يومئذ من مغموس بين أطباقها محبوس يا لك غمسة ألبستك بعد لباس الكتان و الماء المبرد على الجدران و أكل الطعام ألوانا بعد ألوان لباسا لم يدع لك شعرا ناعما كنت مطعمه إلا بيضه و لا عينا كنت تبصر بها إلى حبيب إلا فقأها هذا ما أعد الله للمجرمين و ذلك ما أعد الله للمتقين
توضيح المراجل جمع المرجل كمنبر و هو القدر من الحجارة و النحاس و المحرد بالحاء المهملة من الحرد بمعنى القصد أو التنحي و الاعتزال عن الخلق و عن كل شيء سوى الله في القاموس حرده يحرده قصده و رجل حرد و حرد و حريد و متحرد من قوم حراد و حرداء معتزل متنح و حي حريد منفرد إما لعزته أو لقلته و حرد كضرب و سمع غضب و أحرد في السير أغذ انتهى و الكل مناسب و في بعض النسخ بالجيم و كأنه على المفعول من بناء التفعيل من قولهم تجرد للأمر أي جد فيه و انجرد بنا السير أي امتد أو من التجريد و هو التعرية من الثياب كناية عن قطع العلائق متوجها إلى الله سبحانه و الأول أظهر و في القاموس سمر سمرا و سمورا لم ينم و هم السمار و قال نهنهه عن الأمر فتنهنه كفه و زجره فكف و قال أعول رفع صوته بالبكاء و الصياح كعول و الاسم العول و العولة و العويل و قال صفده يصفده شده و أوثقه كأصفده و صفده من التهمات أي من مواضع التهمة أو من تتبع عيوب الناس و اتهامهم. قوله و سجموا أسماعهم أي كفوها و منعوها عن أن يلجها أي يدخلها كلمات المبطلين قال الزمخشري في الأساس سجم عن الأمر أبطأ و انقبض و قال خاضوا في الحديث و تخاوضوا فيه و هو يخوض مع الخائضين أي يبطل مع المبطلين و هم في خوض يلعبون و قال الراغب الخوض هو الشروع في الماء و المرور فيه و يستعار في الأمور و أكثر ما ورد في القرآن ورد فيما يذم الشروع فيه نحو قوله وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَ نَلْعَبُ وَ خُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا و قال تعالى ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ و. إِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ و تقول أخضت دابتي في الماء انتهى. و أقول يمكن أن يقرأ سجموا هنا على بناء التفعيل أو على بناء المجرد فيكون أسماعهم بالرفع بدلا عن الضمير و نحاه و انتحاه قصده و انتحى جد في وجه واحدة أي دار واحدة و تظهر الأسقام بغاضرة وجهها من الغضارة و هي النعمة و السعة و الحسن و طيب العيش أي في عين النضارة و الغضارة تظهر أنواع البلاء قد اشتغلت أي شغلتك عن الآخرة بنفائس رواتها و حسنها و الآجام بالجيم من قولهم تأجم النهار أي اشتد حره أو بالحاء المهملة و الميمين من قولهم أحم الماء سخنه. فأحمتك الضمير للدار المقدمة و هي الدنيا أي منعتك دار الدنيا عن دار الآخرة في القاموس حمى الشيء يحميه حميا و حماية منعه و حمى المريض ما يضره منعه إياه فاحتمى و تحمى امتنع و أحمى المكان جعله حمى لا يقرب و حمي من الشيء كرضي أنف و قال كبس البئر و النهر يكبسهما طمهما بالتراب و رأسه في ثوبه أخفاه و أدخله فيه و داره هجم عليه و احتاط و قال عبق به الطيب كفرح لزق به أو هو بالتاء المثناة الفوقانية جمع عاتق و هي الجارية أول ما أدركت و التي لم تتزوج ذكره الفيروزآبادي و قال الحور جمع أحور و حوراء و بالتحريك أن يشتد بياض العين و سواد سوادها و تستدير حدقتها و ترق جفونها و يبيض ما حواليها أو شدة بياضها و سوادها في شدة بياض الجسد أو اسوداد العين كلها مثل الظباء و لا يكون في بني آدم بل يستعار لها قوله على زيادات ربهم أي نعمهم الزائدة عن قدر أعمالهم كما قال سبحانه لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَ زِيادَةٌ و قال وَ لَدَيْنا مَزِيدٌ.
فإذا ضربت أي أسرعت أو على بناء المجهول و الجنائب جمع الجنيبة و هي الفرس تقاد و لا تركب و الرواحل جمع الراحلة و هي المركب من الإبل ذكرا كان أو أنثى و قيل هي الناقة التي تصلح أن ترحل و الرادن الزعفران أو هو الألوان أي أنواع الطيب أو الأرجوان بالضم أي الورد الأحمر أو الثوب الأرغواني و الوردان جمع ورد لكنه لم يذكر في كتب اللغة و الكثب بالضم جمع الكثيب و هو التل من الرمل و يتطئ من تحت أقدامهم افتعال من الوطء في القاموس وطئه بالكسر يطؤه داسه كوطأه و وطأته توطئة و استوطأه وجده وطيئا و وطئه هيأه و دمثه و سهله كوطأ في الكل فاتطأ و اتطأ كافتعل استقام و بلغ نهايته و تهيأ و رجل موطأ الأكناف كمعظم سهل دمث كريم مضياف. و قال في الأساس اطمأن بالمكان و وتد الله الأرض بالجبال فاطمأنت و من المجاز وقار و طمأنينة و رأيته قلقا فرقا فطامنت منه حتى اطمأن و من المجاز في فلان وقار و تطامن و تقول قلبه آمن و جاشه متطامن و أرض مطمئنة و متطأمنة منخفضة انتهى. و أقول فيتحمل أن يكون من جزء الكلمة من يتطأمن أي يمشون على اللؤلؤ و المرجان من غير عسر و حزونة و كان الأول أظهر. و القهارمة جمع القهرمان و في النهاية هو كالخازن و الوكيل و الحافظ لما تحت يده و القائم بأمور الرجل بلغة الفرس بمنابر الريحان أي ما اجتمع و ارتفع منه في القاموس نبر الشيء رفعه و منه المنبر بكسر الميم و قال النبرة كل مرتفع من شيء و يمكن أن يكون منائر بالهمز من النور بالفتح أي الأزهار و تفاجت من الفجأة بالتخفيف و الحذف و أصله تفاجأت أي ثارت فجأة و في بعض النسخ هاجت من الهيجان و في القاموس السربال بالكسر القميص أو الدرع أو كل ما لبس. مِنْ قَطِرانٍ قال البيضاوي و جاء قطران و قطران لغتين فيه و هو ما يتحلب من الأبهل فيطبخ فيهنأ به الإبل الجربي فيحرق الجرب بحدته و هو
أسود منتن يشتعل فيه النار بسرعة يطلى به جلود أهل النار حتى يكون طلاؤه لهم كالقميص ليجتمع عليهم لذع القطران و وحشة لونه و نتن ريحه مع إسراع النار في جلودهم و عن يعقوب من قطران و القطر النحاس أو الصفر المذاب و الآني المتناهي حره و قال يَطُوفُونَ بَيْنَها أي بين النار يحرقون بها وَ بَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ أي ماء حار بلغ النهاية في الحرارة يصب عليهم أو يسقون منه و قيل إذا استغاثوا من النار أغيثوا بالحميم و الحطم الكسر و الهشم كسر اليابس و شوهه الله قبح وجهه و الخرطوم كزنبور الأنف قال تعالى سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ و الجامعة الغل و التحم الطوق أي دخل في اللحم و نشب فيه خلدوا أي كونوا مخلدين. و تنقطع بهم الأسباب إشارة إلى قوله سبحانه إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَ رَأَوُا الْعَذابَ وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ قال البيضاوي الأسباب الوصل التي كانت بينهم من الاتباع و الاتفاق على الدين و الأغراض الداعية إلى ذلك على الجدران لأنهم كانوا يضعونه فوق الجدار ليزيد تبريده كنت مطعمه أي رزقته على بناء المجهول فيهما مجازا. و هذا الخبر كان في غاية السقم و لم أجده في كتاب آخر أصححه به و كان فيه بعض التصحيف و الحذف
32- فضائل الشيعة، للصدوق رحمه الله بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع أنا الراعي راعي الأنام أ فترى الراعي لا يعرف غنمه قال فقام إليه جويرية و قال يا أمير المؤمنين فمن غنمك قال صفر الوجوه ذبل الشفاه من ذكر الله
33- محص، ]التمحيص[ عن الحذاء عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول أما و الله إن أحب أصحابي إلي أورعهم و أكتمهم لحديثنا و إن أسوأهم عندي حالا و أمقتهم إلي الذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا و يروي عنا فلم يعقله و لم يقبله قلبه اشمأزت منه و جحده و كفر بمن دان به و هو لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج و إلينا أسند فيكون بذلك خارجا عن ولايتنا
بيان اشمأز انقبض و اقشعر
34- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن أبي الطيب محمد بن الحسين اللخمي عن جعفر بن عبد الله العلوي عن منصور بن أبي بريرة عن نوح بن دراج عن ثابت بن أبي صفية عن يحيى ابن أم الطويل عن نوف بن عبد الله البكالي قال قال لي علي ع يا نوف خلقنا من طينة طيبة و خلق شيعتنا من طينتنا فإذا كان يوم القيامة ألحقوا بنا قال نوف فقلت صف لي شيعتك يا أمير المؤمنين فبكى لذكري شيعته و قال يا نوف شيعتي و الله الحلماء العلماء بالله و دينه العاملون بطاعته و أمره المهتدون بحبه أنضاء عبادة أحلاس زهادة صفر الوجوه من التهجد عمش العيون من البكاء ذبل الشفاه من الذكر خمص البطون من الطوى تعرف الربانية في وجوههم و الرهبانية في سمتهم مصابيح كل ظلمة و ريحان كل قبيل لا يثنون من المسلمين سلفا و لا يقفون لهم خلفا شرورهم مكنونة و قلوبهم محزونة و أنفسهم عفيفة و حوائجهم خفيفة أنفسهم منهم في عناء و الناس منهم في راحة فهم الكاسة الألباء و الخالصة النجباء فهم الرواغون فرارا بدينهم إن شهدوا لم يعرفوا و إن غابوا لم يفتقدوا أولئك شيعتي الأطيبون و إخواني الأكرمون ألا هاه شوقا إليهم
بيان الأنضاء جمع النضو بالكسر و هو المهزول من الإبل و غيرها أحلاس زهادة أي ملازمون للزهد أو ملازمون للبيوت لزهدهم في النهاية في حديث الفتن عد منها فتنة الأحلاس الأحلاس جمع حلس و هو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب و فيه كونوا أحلاس بيوتكم أي الزموها ريحان كل قبيل أي الشيعة عزيز كريم بين كل قبيلة بمنزلة الريحان و لذا يطلق الريحان على الولد و على الرزق و لا يقفون أي لا يتهمون و لا يقذفون أولا يتبعونهم بغير حجة في القاموس قفوته تبعته و قذفته بالفجور صريحا و رميته بأمر قبيح فهم الرواغون أي يميلون عن الناس و مخالطتهم أو يجادلون في الدين و يدخلون الناس فيه بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ و في القاموس راغ الرجل و الثعلب روغا و روغانا مال و حاد عن الشيء و هذه رواغتهم و رياغتهم بكسرهما أي مصطرعهم و أخذتني بالرويغة بالحيلة من الروغ و أراغ أراد و طلب و المراوغة المصارعة
35- مشكاة الأنوار، عن علي بن الحسين ع قال صلى أمير المؤمنين ع ثم لم يزل في موضعه حتى صارت الشمس على قيد رمح و أقبل على الناس بوجهه فقال و الله لقد أدركنا أقواما كانوا يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَ قِياماً يراوحون بين جباههم و ركبهم كان زفير النار في آذانهم إذا ذكر الله عندهم مادوا كما يميد الشجر كان القوم باتوا غافلين قال ثم قام فما رئي ضاحكا حتى قبض ص
36- و منه، عن عمرو بن سعيد بن بلال قال دخلت على أبي جعفر ع و نحن جماعة فقال كونوا النمرقة الوسطى يرجع إليكم الغالي و يلحق بكم التالي و اعلموا يا شيعة آل محمد ما بيننا و بين الله من قرابة و لا لنا على الله حجة و لا يقرب إلى الله إلا بالطاعة من كان مطيعا نفعته ولايتنا و من كان عاصيا لم تنفعه ولايتنا قال ثم التفت إلينا و قال لا تغتروا و لا تفتروا قلت و ما النمرقة الوسطى قال أ لا ترون أهلا تأتون أن تجعلوا للنمط الأوسط فضله
بيان النمرقة بضم النون و الراء و كسرهما الوسادة و النمط الطريقة من الطرائق و الجماعة من الناس أمرهم واحد و أصله ضرب من البسط له خمل رقيق أ لا ترون إلخ أي تدخلون بيتا فيه أنماط و نمارق تتوجهون إلى الوسط منها و ترون فضله على سائر الوسائد و البسط فهذا على الاستعارة و قد مر الكلام فيه
37- المشكاة، روى محمد بن نبيك قال حدثني أبو عبد الله جعفر بن محمد بن مقبل القمي عن علي بن محمد الزائدي عن الحسن بن أسد عن الهيثم بن واقد عن مهزم قال دخلت على أبي عبد الله ع فذكرت الشيعة فقال يا مهزم إنما الشيعة من لا يعدو سمعه صوته و لا شجنه بدنه و لا يحب لنا مبغضا و لا يبغض لنا محبا و لا يجالس لنا غاليا و لا يهر هرير الكلب و لا يطمع طمع الغراب و لا يسأل الناس و إن مات جوعا المتنحي عن الناس الخفي عليهم و إن اختلفت بهم الدار لم تختلف أقاويلهم إن غابوا لم يفقدوا و إن حضروا لم يؤبه بهم و إن خطبوا لم يزوجوا يخرجون من الدنيا و حوائجهم في صدورهم إن لقوا مؤمنا أكرموه و إن لقوا كافرا هجروه و إن أتاهم ذو حاجة رحموه و في أموالهم يتواسون ثم قال يا مهزم قال جدي رسول الله ص لعلي رضوان الله عليه يا علي كذب من زعم أنه يحبني و لا يحبك أنا المدينة و أنت الباب و من أين تؤتى المدينة إلا من بابها
و روى أيضا مهزم هذا الحديث إلى قوله و إن مات جوعا قال قلت جعلت فداك أين أطلب هؤلاء قال هؤلاء أطلبهم في أطراف الأرض أولئك الخفيض عيشهم المنقلة ديارهم القليلة منازعتهم إن مرضوا لم يعادوا و إن ماتوا لم يشهدوا و إن خاطبهم جاهل سلموا و عند الموت لا يجزعون و في أموالهم متواسون إن التجأ إليهم ذو حاجة منهم رحموه لم يختلف قولهم و إن اختلف بهم البلدان ثم قال قال رسول الله ص كذب يا علي من زعم أنه يحبني و يبغضك
-38 و منه، عن ميسر قال قال أبو جعفر ع يا ميسر أ لا أخبرك بشيعتنا قلت بلى جعلت فداك قال إنهم حصون حصينة و صدور أمينة و أحلام رزينة ليسوا بالمذاييع البذر و لا بالجفاة المراءين رهبان بالليل أسد بالنهار
و البذر القوم الذين لا يكتمون الكلام
و عن أبي عبد الله ع قال إن أصحاب علي ع كانوا المنظور إليهم في القبائل و كانوا أصحاب الودائع مرضيين عند الناس سهار الليل مصابيح النهار
39- كا، ]الكافي[ عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن مهزم و بعض أصحابنا عن محمد بن علي عن محمد بن إسحاق الكاهلي و أبي علي الأشعري عن الحسن بن علي الكوفي عن العباس بن عامر عن ربيع بن محمد جميعا عن مهزم الأسدي قال قال أبو عبد الله ع يا مهزم شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه و لا شحناؤه بدنه و لا يمتدح بنا معلنا و لا يجالس لنا عائبا و لا يخاصم لنا قاليا إن لقي مؤمنا أكرمه و إن لقي جاهلا هجره قلت جعلت فداك فكيف أصنع بهؤلاء المتشيعة قال فيهم التمييز و فيهم التبديل و فيهم التمحيص تأتي عليهم سنون تفنيهم و طاعون يقتلهم و اختلاف يبددهم شيعتنا من لا يهر هرير الكلب و لا يطمع طمع الغراب و لا يسأل عدونا و إن مات جوعا قلت جعلت فداك فأين أطلب هؤلاء قال في أطراف الأرض أولئك الخفيض عيشهم المنتقلة ديارهم إن شهدوا لم يعرفوا و إن غابوا لم يفتقدوا و من الموت لا يجزعون و في القبور يتزاورون و إن لجأ إليهم ذو حاجة منهم رحموه لن تختلف قلوبهم و إن اختلف بهم الدار ثم قال قال رسول الله ص أنا المدينة و علي الباب و كذب من زعم أنه يدخل المدينة لا من قبل الباب و كذب من زعم أنه يحبني و يبغض عليا ع
تبيين من لا يعدو أي لا يتجاوز و في بعض النسخ لا يعلو صوته سمعه كأنه كناية عن عدم رفع الصوت كثيرا و يحمل على ما إذا لم يحتج إلى الرفع لسماع الناس كما قال تعالى وَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ أو على الدعاء و التلاوة و العبادة فإن خفض الصوت فيها أبعد من الرئاء و يمكن أن يكون المراد بالسمع إلا سماع كما ورد في اللغة أو يكون بالإضافة إلى المفعول أي السمع منه أي لا يرفع الصوت زائدا على إسماع الناس أو يكون بضم السين و تشديد الميم المفتوحة جمع سامع أي لا يتجاوز صوته السامعين منه و قرئ السمع بضمتين جمع سموع بالفتح أي لا يقول شيئا إلا لمن يسمع قوله و يقبل منه. و لا شحناؤه بدنه أي لا يتجاوز عداوته بدنه أي يعادي نفسه و لا يعادي غيره أو إن عادى غيره في الله لا يظهره تقية. و في بعض النسخ يديه أي لا تغلب عليه عداوته بل هي بيديه و اختياره يدفعها باللطف و الرفق أو لا يتجاوز أثر عداوته من يده إلى الخصم بأن يضبط نفسه عن الضرب أو لا يضمر العداوة في القلب و إن كانت المكافاة باليد أيضا مذمومة لكن هذا أشد و سيأتي عن غيبة النعماني و لا شجاه بدنه و عن مشكاة الأنوار و لا شجنة بدنه و الشجا الحزن و ما اعترض في الحلق و الشجن محركة الهم و الحزن و حاصلهما عدم إظهار همه و حزنه لغيره كما مر أن بشره في وجهه و حزنه في قلبه أي لا يصل ضرر حزنه إلى غيره و لا يمتدح بنا معلنا في القاموس مدحه كمنعه مدحا و مدحة أحسن الثناء عليه كمدحه و امتدحه و تمدحه و تمدح تكلف أن يمدح و تشبع بما ليس عنده و الأرض و الخاصرة اتسعتا كامتدحت و قال اعتلن ظهر و أعلنته و به و علنته أظهرته أقول فالكلام يحتمل وجوها الأول أن يكون الظرف متعلقا بمعلنا كما في نظائره و الامتداح بمعنى المدح أي لا يمدح معلنا لإمامتنا فإنه لتركه التقية لا يستحق المدح. الثاني أن يكون الامتداح بمعنى التمدح كما في بعض النسخ أي لا يطلب المدح و لا يمدح نفسه بسبب قوله بإمامتنا علانية و ذلك أيضا لترك التقية و فيه إشعار بأنه ليس بشيعة لنا لتركه أمرنا بل يتكلف ذلك. الثالث أن تكون الباء زائدة أي لا يمدحنا معلنا و هو بعيد. لنا عائبا الظرف متعلق بقوله عائبا و لا يخاصم لنا قاليا أي مبغضا لنا و إن لقي جاهلا كأن المراد به غير المؤمن الكامل أي العالم العامل بقرينة المقابلة فيشمل الجاهل و العالم غير العامل بعلمه بل الهجران عنه أهم و ضرر مجالسته أتم فكيف أصنع بهؤلاء المتشيعة أي الذين يدعون التشيع و ليس لهم صفاته و علاماته و الكلام يحتمل وجهين أحدهما أن المعنى كيف أصنع بهم حتى يكونوا هكذا فأجاب ع بأن هذا ليس من شأنك بل الله يمحصهم و يبدلهم. و الثاني أن المعنى ما أعتقد فيهم فالجواب أنهم ليسوا بشيعة لنا و الله تعالى يصلحهم و يذهب بمن لا يقبل الصلاح منهم. و فيهم التمييز قيل كلمة في في المواضع للتعليل و الظرف خبر للمبتدإ و التقديم للحصر و اللام في الثلاثة للعهد إشارة إلى ما روي
عن أمير المؤمنين حيث قال لتبلبلن بلبلة و لتغربلن غربلة حتى يعود أسفلكم أعلاكم و أعلاكم أسفلكم إلى آخر الخبر
و أقول قد روي أيضا عن أبي عبد الله ع ويل لطغاة العرب من أمر اقترب قلت جعلت فداك كم مع القائم من العرب قال نفر يسير قلت و الله إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير قال لا بد للناس من أن يمحصوا و يميزوا و يغربلوا و يستخرج في الغربال خلق كثير
و ذكر ع أمورا توجب خروجهم من الفرقة الناجية أو هلاكهم بالأعمال و الأخلاق الشنيعة في الدنيا و الآخرة أحدها التمييز بين الثابت الراسخ و غيره في المصباح يقال مزته ميزا من باب باع بمعنى عزلته و فصلته من غيره و التثقيل مبالغة و ذلك يكون في المشتبهات نحو لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ و في المختلطات نحو وَ امْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ و تمييز الشيء انفصاله من غيره. و ثانيها التبديل أي تبديل حالهم بحال أخس أو تبديلهم بقوم آخرين لا يكونون أمثالهم كما قال تعالى وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ. و ثالثها التمحيص و هو الابتلاء و الاختبار و التخليص يقال محصت الذهب بالنار إذا خلصته مما يشوبه. و رابعها السنون و هي الجدب و القحط قال الله تعالى وَ لَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ و الواحد السنة و هي محذوفة اللام و فيها لغتان إحداهما جعل اللام هاء و الأصل سنهة و تجمع على سنهات مثل سجدة و سجدات و تصغر على سنيهة و أرض سنهاء أصابتها السنة و هي الجدب و الثانية جعلها واوا و الأصل سنوة و تجمع على سنوات مثل شهوة و شهوات و تصغر على سنية و أرض سنواء أصابتها السنوة و تجمع في اللغتين كجمع المذكر السالم أيضا فيقال سنون و سنين و تحذف النون للإضافة و في لغة تثبت الياء في الأحوال كلها و تجعل النون حرف إعراب تنون في التنكير و لا تحذف مع الإضافة كأنها من أصول الكلمة و على هذه اللغة
قوله ص اللهم اجعلها عليهم سنينا كسنين يوسف
كل ذلك ذكرها في المصباح. و خامسها الطاعون و هو الموت من الوباء. و سادسها اختلاف يبددهم أي اختلاف بالتدابر و التقاطع و التنازع يبددهم و يفرقهم تفريقا شديدا تقول بددت الشيء من باب قتل إذا فرقته و التثقيل مبالغة و تكثير و قيل يأتي عليهم سنون إلى هنا دعاء عليهم و لا يخفى بعده. لا يهر هرير الكلب أي لا يجزع عند المصائب أو لا يصول على الناس بغير سبب كالكلب قال في القاموس هر الكلب إليه يهر أي بكسر الهاء هريرا و هو صوته دون نباحه من قلة صبره على البرد و قد هره البرد صوته كأهره و هر يهر بالفتح ساء خلقه و لا يطمع طمع الغراب طمعه معروف يضرب به المثل فإنه يذهب إلى فراسخ كثيرة لطلب طعمته و إن مات جوعا كأنه على المبالغة أو محمول على إمكان سؤال غير العدو و إلا فالظاهر أن السؤال مطلقا عند ظن الموت من الجوع واجب و قيل المراد به السؤال من غير عوض و أما معه كالاقتراض فالظاهر أنه جائز فأين أطلب هؤلاء أي لا أجد بين الناس من اتصف بتلك الصفات قال في أطراف الأرض لأنهم يهربون من المخالفين تقية أو يستوحشون من الناس لاستيلاء حب الدنيا و الجهل عليهم حذرا من أن يصيروا مثلهم و ما قيل إن في بمعنى عند كما قيل في قوله تعالى فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ و الأطراف جمع طريف بمعنى النفيس و المراد بهم العلماء فلا يخفى بعده أولئك الخفيض عيشهم أي هم خفيفو المئونة يكتفون من الدنيا بأقلها فلا يتعبون في تحصيلها و ترك الملاذ أسهل من ارتكاب المشاق في القاموس الخفض الدعة و عيش خافض و السير اللين و غض الصوت و أرض خافضة السقيا سهلة السقي و خفض القول يا فلان لينه و الأمر هونة المنتقلة ديارهم لفرارهم من شرار الناس من أرض إلى أرض أو يختارون الغربة لطلب العلم إن شهدوا لم يعرفوا لعدم شهرتهم و خمول ذكرهم بين الناس و قيل لاختيارهم الغربة لطلب العلم و إن غابوا لم يفتقدوا أي لم يطلبوا لاستنكاف الناس عن صحبتهم و عدم اعتنائهم بشأنهم و قيل لغربتهم بينهم كما مر و في القاموس افتقده و تفقده طلبه عند غيبته و مات غير فقيد و لا حميد و غير مفقود غير مكترث لفقدانه. و من الموت لا يجزعون لأن أولياء الله يحبون الموت و يتمنونه و قيل من للتعليل و الظرف متعلق بالنفي لا بالمنفي و التقديم للحصر أي عدم جزعهم من أحوال الدنيا و أهلها و ما يصيبه منهم من المكاره إنما هو لعلمهم بالموت و الانتقام منهم بعده و لا يخفى بعده. و في القبور يتزاورون أي أنهم لشدة التقية و تفرقهم قلما يمكنهم زيارة بعضهم لبعض و إنما يتزاورون في عالم البرزخ لحسن حالهم و رفاهيتهم أو أنهم مختفون من الناس لا يزارون إلا بعد الموت أو مساكنهم المقابر و المواضع الخربة في تلك المواطن يلقى بعضهم بعضا و قيل أي يزور أحياؤهم أمواتهم في المقابر و قيل القبور عبارة عن مواضع قوم ماتت قلوبهم لترك ذكر الله كما قال تعالى وَ ما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ أي لا تمكنهم الزيارة في موضع تكون فيه جماعة من الضلال و الجهال الذين هم بمنزلة الأموات و الأول أظهر. لن تختلف قلوبهم و إن اختلفت بهم الدار. أي هم على مذهب واحد و طريقة واحدة و إن تباعد بعضهم بعضا في الديار فإنهم تابعون لأئمة الحق و لا اختلاف عندهم و قيل أي قلب كل واحد منهم غير مختلف و لا متغير من حال إلى حال و إن اختلفت دياره و منازله لأنسه بالله و عدم تعلقه بغيره فلا يستوحش بالوحدة و الغربة و اختلاف الديار لأن مقصوده و أنيسه واحد حاضر معه في الديار كلها بخلاف غيره لأن قلبه لما كان متعلقا بغيره تعالى يأنس به إذا وجده و يستوحش إذا فقده انتهى و لا يخفى بعده.
أنا المدينة كان ذكر هذا الخبر لبيان علة اتفاق قلوبهم فإنهم عاملون بهذا الخبر أو لبيان أن تلك الصفات إنما تنفع إذا كانت مع الولاية أو لبيان لزوم اختيار تلك الصفات فإنها من أخلاق مولى المؤمنين و هو باب مدينة الدين و العلم و الحكمة فلا بد لمن ادعى الدخول في الدين أن يتصف بها
40- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن محمد بن الحسن زعلان عن أبي إسحاق الخراساني عن عمرو بن جميع العبدي عن أبي عبد الله ع قال شيعتنا الشاحبون الذابلون الناحلون الذين إذا جنهم الليل استقبلوه بحزن
بيان شيعتنا الشاحبون و في نادر من النسخ السائحون بالمهملتين بينهما مثناة تحتانية قيل أي الملازمون للمساجد و السيح أيضا الذهاب في الأرض للعبادة و قال في النهاية الشاحب المتغير اللون و الجسم لعارض من مرض أو سفر و نحوهما و قال ذبلت بشرته أي قل ماء جلده و ذهبت نضارته و في الصحاح ذبل الفرس ضمر و قال النحول الهزال و جمل ناحل مهزول و قال جن عليه الليل يجن جنونا و يقال أيضا جنه الليل و أجنه الليل بمعنى. و أقول تعريف الخبر باللام للحصر و الحاصل أنه ليس شيعتنا إلا الذين تغيرت ألوانهم من كثرة العبادة و السهر و ذبلت أجسادهم من كثرة الرياضة أو شفاههم من الصوم و هزلت أبدانهم مما ذكر الذين إذا سترهم الليل استقبلوه بحزن أي اشتغلوا بالعبادة فيه مع الحزن للتفكر في أمر الآخرة و أهوالها
41- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن رجل عن أبي عبد الله ع قال شيعتنا أهل الهدى و أهل التقى و أهل الخير و أهل الإيمان و أهل الفتح و الظفر
بيان أهل الهدى أي الهداية إلى الدين المبين و هو مقدم على كل شيء ثم أردفه بالتقوى و هو ترك المنهيات ثم بالخير و هو فعل الطاعات ثم بالإيمان أي الكامل فإنه متوقف عليها و أما الفتح و الظفر فالمراد به إما الفتح و الظفر على المخالفين بالحجج و البراهين أو على الأعادي الظاهرة إن أمروا بالجهاد فإنهم أهل اليقين و الشجاعة أو على الأعادي الباطنة بغلبة جنود العقل على عساكر الجهل و الجنود الشيطانية بالمجاهدات النفسانية كما مر في كتاب العقل أو المراد أنهم أهل لفتح أبواب العنايات الربانية و الإفاضات الرحمانية و أهل الظفر بالمقصود كما قيل إن الأول إشارة إلى كمالهم في القوة النظرية و الثاني إلى كمالهم في القوة العملية حتى بلغوا إلى غايتهما و هو فتح أبواب الأسرار و الفوز بقرب الحق
42- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن محمد بن إسماعيل عن منصور بزرج عن المفضل قال قال أبو عبد الله ع إياك و السفلة فإنما شيعة علي ع من عف بطنه و فرجه و اشتد جهاده و عمل لخالقه و رجا ثوابه و خاف عقابه فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر
ل، ]الخصال[ عن أبيه عن سعد عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضل قال قال أبو عبد الله ع إنما شيعة جعفر إلى آخر الخبر مشكاة الأنوار، مرسلا مثله
كش، ]رجال الكشي[ عن إبراهيم بن علي الكوفي عن إبراهيم بن إسحاق الموصلي عن يونس عن العلاء عن المفضل قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إياك و السفلة إلى قوله و خاف عقابه
بيان في القاموس السفل و السفلة بكسرهما نقيض العلو و سفل في خلقه و علمه ككرم سفلا و يضم و سفالا ككتاب و في الشيء سفولا بالضم نزل من أعلاه إلى أسفله و سفلة الناس بالكسر و كفرحة أسافلهم و غوغاؤهم و في النهاية فقالت امرأة من سفلة الناس السفلة بفتح السين و كسر الفاء السقاط من الناس و السفالة النذالة يقال هو من السفلة و لا يقال هو سفلة و العامة تقول رجل سفلة من قوم سفل و ليس بعربي و بعض العرب يخفف فيقول فلان من سفلة الناس فينقل كسرة الفاء إلى السين انتهى. و أقول ربما يقرأ سفلة بالتحريك جمع سافل و الحاصل أن السفلة أراذل الناس و أدانيهم و قد ورد النهي عن مخالطتهم و معاملتهم و فسر في الحديث بمن لا يبالي ما قال و لا ما قيل له و هاهنا قوبل بالشيعة الموصوفين بالصفات المذكورة و حذر عن مخالطتهم و رغب في مصاحبة هؤلاء. و الجهاد هنا الاجتهاد و السعي في العبادة أو مجاهدة النفس الأمارة و عمل لخالقه أي خالصا له و التعبير بالخالق تعليل للحكم و تأكيد له فإن من كان خالقا و معطيا للوجود و القوى و الجوارح و لجميع ما يحتاج إليه فهو المستحق للعبادة و لا يجوز عقلا تشريك غيره معه فيها
43- كا، ]الكافي[ عن العدة عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع قال إن شيعة علي ع كانوا خمص البطون ذبل الشفاه أهل رأفة و علم و حلم يعرفون بالرهبانية فأعينوا على ما أنتم عليه بالورع و الاجتهاد
صفات الشيعة، عن أبيه عن سعد و الحميري عن أحمد بن محمد رفعه عنه ع مثله
محص، ]التمحيص[ عن ابن أبي يعفور عنه ع مثله و زاد في آخره و الصبر
بيان خماص البطن كناية عن قلة الأكل أو كثرة الصوم أو العفة عن أكل أموال الناس و ذبل الشفاه إما كناية عن الصوم أو كثرة التلاوة و الدعاء و الذكر و الخمص بالضم جمع أخمص أو بالفتح مصدر و الحمل للمبالغة و ربما يقرأ خمصا بضمتين جمع خميص كرغف و رغيف و الذبل قد يقرأ بالفتح مصدرا و الحمل كما مر أو بالضم أو بضمتين أو كركع و الجميع جمع ذابل و قال في القاموس الخمصة الجوعة و المخمصة المجاعة و قد خمصه الجوع خمصا و مخمصة و خمص البطن مثلثة الميم خلا و قال ذبل النبات كنصر و كرم ذبلا و ذبولا ذوي و ذبل الفرس ضمر و قنى ذابل رقيق لاصق بالليط و الجمع ككتب و ركع و في النهاية رجل خمصان و خميص إذا كان ضامر البطن و جمع الخميص الخماص و منه الحديث خماص البطون خفاف الظهور أي أنهم أعفة عن أموال الناس فهم ضامروا البطون من أكلها خفاف الظهور من ثقل وزرها انتهى. و الرهبانية هنا ترك زوائد الدنيا و عدم الانهماك في لذاتها أو صلاة الليل كما ورد في الخبر فأعينوا على ما أنتم عليه أي أعينونا في شفاعتكم زائدا على ما أنتم عليه من الولاية أو كائنين على ما أنتم عليه و قد ورد أعينونا بالورع و يحتمل أن يكون المراد بما أنتم عليه من المعاصي أي أعينوا أنفسكم أو أعينونا لدفع ما أنتم عليه من المعاصي و ذمائم الأخلاق أو العذاب المرتب عليها بالورع و هذا أنسب لفظا فإنه يقال أعنه على عدوه
44- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن مفضل بن عمر عن أبي أيوب العطار عن جابر قال قال أبو جعفر ع إنما شيعة علي ع الحلماء العلماء الذبل الشفاه تعرف الرهبانية على وجوههم
بيان تعرف الرهبانية أي آثار الخوف و الخشوع و ترك الدنيا أو أثر صلاة الليل كما مر
45- كا، ]الكافي[ عن علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن المفضل بن عمر قال قال أبو عبد الله ع إذا أردت أن تعرف أصحابي فانظر إلى من اشتد ورعه و خاف خالقه و رجا ثوابه فإذا رأيت هؤلاء فهؤلاء أصحابي
توضيح أن تعرف أصحابي أي خلص أصحابي و الذين ارتضيتهم لذلك من اشتد ورعه أي اجتنابه عن المحرمات و الشبهات و خاف خالقه إشارة إلى أن من عرف الله بالخالقية ينبغي أن يخاف عذابه و يرجو ثوابه لكمال قدرته عليهما
46- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عمرو بن الأشعث عن عبد الله بن حماد الأنصاري عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن أبي جعفر ع قال قال أمير المؤمنين ع شيعتنا المتباذلون في ولايتنا المتحابون في مودتنا المتزاورون في إحياء أمرنا الذين إن غضبوا لم يظلموا و إن رضوا لم يسرفوا بركة على من جاوروا سلم لمن خالطوا
ل، ]الخصال[ عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن الحسن بن فضال عن ظريف بن ناصح عن عمرو بن أبي المقدام عنه ع مثله المشكاة، مرسلا مثله تبيين المتباذلون في ولايتنا الظاهر أن في للسببية و التباذل بذل بعضهم بعضا فضل ماله و الولاية إما بالفتح بمعنى النصرة أو بالكسر بمعنى الإمامة و الإمارة و الأول أظهر و الإضافة إلى المفعول و التحابب حب بعضهم بعضا في مودتنا أي لأن المحبون يحبنا أو لأن المحب يودنا أو الأعم أو لنشر مودتنا و إبقائها بينهم و التزاور زيارة بعضهم بعضا في إحياء أمرنا أي لإحياء ديننا و ذكر فضائلنا و علومنا و إبقائها لئلا تندرس بغلبة المخالفين و شبهاتهم و في الخصال لإحياء. و إن رضوا عن أحد و أحبوه لم يسرفوا أي لم يجاوزوا الحد في المحبة و المعاونة و الإسراف في المال بعيد هنا بركة أي يصل نفعهم إلى من جاوروه في البيت أو في المجلس أعم من المنافع الدنيوية و الأخروية و في الخصال لمن جاوروا سلم بالكسر أو الفتح أي مسالم و على الأول مصدر و الحمل للمبالغة في القاموس السلم بالكسر المسالم و الصلح و يفتح
47- كنز الكراجكي، عن محمد بن طالب عن أبي المفضل الشيباني عن عبد الله بن جعفر الأزدي عن خالد بن يزيد الثقفي عن أبيه عن حنان بن سدير عن أبيه عن محمد بن علي عن أبيه عن جده ع قال قال علي لمولاه نوف الشامي و هو معه في السطح يا نوف أ رامق أم نبهان قال نبهان أرمقك يا أمير المؤمنين قال هل تدري من شيعتي قال لا و الله قال شيعتي الذبل الشفاه الخمص البطون الذين تعرف الرهبانية و الربانية في وجوههم رهبان بالليل أسد بالنهار الذين إذا جنهم الليل اتزروا على أوساطهم و ارتدوا على أطرافهم و صفوا أقدامهم و افترشوا جباههم تجري دموعهم على خدودهم يجأرون إلى الله في فكاك رقابهم و أما النهار فحلماء علماء كرام نجباء أبرار أتقياء يا نوف شيعتي الذين اتخذوا الأرض بساطا و الماء طيبا و القرآن شعارا إن شهدوا لم يعرفوا و إن غابوا لم يفتقدوا شيعتي الذين في قبورهم يتزاورون و في أموالهم يتواسون و في الله يتباذلون يا نوف درهم و درهم و ثوب و ثوب و إلا فلا شيعتي من لا يهر هرير الكلب و لا يطمع طمع الغراب و لم يسأل الناس و إن مات جوعا إن رأى مؤمنا أكرمه و إن رأى فاسقا هجره هؤلاء و الله يا نوف شيعتي شرورهم مأمونة و قلوبهم محزونة و حوائجهم خفيفة و أنفسهم عفيفة اختلف بهم الأبدان و لم تختلف قلوبهم قال قلت يا أمير المؤمنين جعلني الله فداك أين أطلب هؤلاء قال فقال لي في أطراف الأرض يا نوف يجيء النبي ص يوم القيامة آخذا بحجزة ربه جلت أسماؤه يعني بحبل الدين و حجزة الدين و أنا آخذ بحجزته و أهل بيتي آخذون بحجزتي و شيعتنا آخذون بحجزتنا فإلى أين إلى الجنة و رب الكعبة قالها ثلاثا
بيان في المصباح رمقه بعينه رمقا من باب قتل أطال النظر و النبهان المنتبه من النوم و المعنى أ تنظر إلي أم أنت منتبه من النوم من غير نظر قوله ع درهم و درهم أي يواسي إخوانه بأن يأخذ درهما و يعطي درهما و يأخذ ثوبا و يعطي ثوبا و إلا فلا أي و إن لم يفعل ذلك فليس من شيعتي
48- و بالإسناد عن أبي المفضل عن جعفر بن محمد العلوي عن أحمد بن محمد الوابشي عن عاصم بن حميد و عن أبي المفضل عن محمد بن علي البندار عن الحسن بن علي بن بزيع عن مالك بن إبراهيم عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثمالي عن رجل من قومه يعني يحيى ابن أم الطويل أنه أخبره عن نوف البكالي قال عرضت لي إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع حاجة فاستتبعت إليه جندب بن زهير و الربيع بن خثيم و ابن أخته همام بن عبادة بن خثيم و كان من أصحاب البرانس فأقبلنا معتمدين لقاء أمير المؤمنين ع فألفيناه حين خرج يؤم المسجد فأفضى و نحن معه إلى نفر مبدنين قد أفاضوا في الأحدوثات تفكها و بعضهم يلهي بعضا فلما أشرف لهم أمير المؤمنين ع أسرعوا إليه قياما فسلموا فرد التحية ثم قال من القوم قالوا أناس من شيعتك يا أمير المؤمنين فقال لهم خيرا ثم قال يا هؤلاء ما لي لا أرى فيكم سمة شيعتنا و حلية أحبتنا أهل البيت فأمسك القوم حياء قال نوف فأقبل عليه جندب و الربيع فقالا ما سمة شيعتكم و صفتهم يا أمير المؤمنين فتثاقل عن جوابهما و قال اتقيا الله أيها الرجلان و أحسنا ف إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ الَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ فقال همام بن عبادة و كان عابدا مجتهدا أسألك بالذي أكرمكم أهل البيت و خصكم و حباكم و فضلكم تفضيلا إلا أنبأتنا بصفة شيعتكم فقال لا تقسم فسأنبئكم جميعا و أخذ بيد همام فدخل المسجد فسبح ركعتين أوجزهما و أكملهما و جلس و أقبل علينا و حف القوم به فحمد الله و أثنى عليه و صلى على النبي ص ثم قال أما بعد فإن الله جل ثناؤه و تقدست أسماؤه خلق خلقه فألزمهم عبادته و كلفهم طاعته و قسم بينهم معايشهم و وضعهم في الدنيا بحيث وضعهم و هو في ذلك غني عنهم لا تنفعه طاعة من أطاعه و لا تضره معصية من عصاه منهم لكنه علم تعالى قصورهم عما تصلح عليه شئونهم و تستقيم به دهماؤهم في عاجلهم و آجلهم فارتبطهم بإذنه في أمره و نهيه فأمرهم تخييرا و كلفهم يسيرا و أثابهم كثيرا و أماز سبحانه بعدل حكمه و حكمته بين الموجف من أنامه إلى مرضاته و محبته و بين المبطئ عنها و المستظهر على نعمته منهم بمعصية فذلك قول الله عز و جل أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَ مَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ ثم وضع أمير المؤمنين صلوات الله عليه يده على منكب همام بن عبادة فقال ألا من سأل عن شيعة أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم في كتابه مع نبيه تطهيرا فهم العارفون بالله العاملون بأمر الله أهل الفضائل و الفواضل منطقهم الصواب و ملبسهم الاقتصاد و مشيهم التواضع بخعوا لله تعالى بطاعته و خضعوا له بعبادته فمضوا غاضين أبصارهم عما حرم الله عليهم واقفين أسماعهم على العلم بدينهم نزلت أنفسهم منهم في البلاء كالذي نزلت منهم في الرخاء رضي عن الله بالقضاء فلو لا الآجال التي كتب الله لهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين شوقا إلى لقاء الله و الثواب و خوفا من العقاب عظم الخالق في أنفسهم و صغر ما دونه في أعينهم فهم و الجنة كمن رآها فهم على أرائكها متكئون و هم و النار كمن أدخلها فهم فيها يعذبون قلوبهم محزونة و شرورهم مأمونة و أجسادهم نحيفة و حوائجهم خفيفة و أنفسهم عفيفة و معونتهم في الإسلام عظيمة صبروا أياما قليلة فأعقبتهم راحة طويلة و تجارة مربحة يسرها لهم رب كريم أناس أكياس أرادتهم الدنيا فلم يريدوها و طلبتهم
فأعجزوها أما الليل فصافون أقدامهم تالون لأجزاء القرآن يرتلونه ترتيلا يعظون أنفسهم بأمثاله و يستشفون لدائهم بدوائه تارة و تارة مفترشون جباههم و أكفهم و ركبهم و أطراف أقدامهم تجري دموعهم على خدودهم يمجدون جبارا عظيما و يجأرون إليه جل جلاله في فكاك رقابهم هذا ليلهم فأما النهار فحلماء علماء بررة أتقياء براهم خوف باريهم فهم أمثال القداح يحسبهم الناظر إليهم مرضى و ما بالقوم من مرض أو قد خولطوا و قد خالط القوم من عظمة ربهم و شدة سلطانه أمر عظيم طاشت له قلوبهم و ذهلت منه عقولهم فإذا استقاموا من ذلك بادروا إلى الله تعالى بالأعمال الزاكية لا يرضون له بالقليل و لا يستكثرون له الجزيل فهم لأنفسهم متهمون و من أعمالهم مشفقون إن زكي أحدهم خاف مما يقولون و قال أنا أعلم بنفسي من غيري و ربي أعلم بي اللهم لا تؤاخذني بما يقولون و اجعلني خيرا مما يظنون و اغفر لي ما لا يعلمون فإنك علام الغيوب و ساتر العيوب هذا و من علامة أحدهم أن ترى له قوة في دين و حزما في لين و إيمانا في يقين و حرصا على علم و فهما في فقه و علما في حلم و كيسا في رفق و قصدا في غنى و تجملا في فاقة و صبرا في شدة و خشوعا في عبادة و رحمة للمجهود و إعطاء في حق و رفقا في كسب و طلبا في حلال و تعففا في طمع و طمعا في غير طبع أي دنس و نشاطا في هدى و اعتصاما في شهوة و برا في استقامة لا يغره ما جهله و لا يدع إحصاء ما عمله يستبطئ نفسه في العمل و هو من صالح عمله على وجل يصبح و شغله الذكر و يمسي و همه الشكر يبيت حذرا من سنة الغفلة و يصبح فرحا لما أصاب من الفضل و الرحمة إن استصعبت عليه نفسه فيما تكره لم يعطها سؤلها فيما إليه تشره رغبته فيما يبقى و زهادته فيما يفنى قد قرن العمل بالعلم و العلم بالحلم يظل دائما نشاطه بعيدا كسله قريبا أمله قليلا زلله متوقعا أجله خاشعا قلبه ذاكرا ربه قانعة نفسه عازبا جهله محرزا دينه ميتا داؤه كاظما غيظه صافيا خلقه آمنا منه جاره سهلا أمره معدوما كبره بينا صبره كثيرا ذكره لا يعمل شيئا من الخير رئاء و لا يتركه حياء الخير منه مأمول و الشر منه مأمون إن كان بين الغافلين كتب في الذاكرين و إن كان مع الذاكرين لم يكتب من الغافلين يعفو عمن ظلمه و يعطي من حرمه و يصل من قطعه قريب معروفه صادق قوله حسن فعله مقبل خيره مدبر شره غائب مكره في الزلازل وقور و في المكاره صبور و في الرخاء شكور لا يحيف على من يبغض و لا يأثم فيمن يحب و لا يدعي ما ليس له و لا يجحد ما عليه يعترف بالحق قبل أن يشهد به عليه لا يضيع ما استحفظه و لا ينابز بالألقاب لا يبغي على أحد و لا يغلبه الحسد و لا يضار بالجار و لا يشمت بالمصاب مؤد للأمانات عامل بالطاعات سريع إلى الخيرات بطيء عن المنكرات يأمر بالمعروف و يفعله و ينهى عن المنكر و يجتنبه لا يدخل في الأمور بجهل و لا يخرج من الحق بعجز إن صمت لم يعيه الصمت و إن نطق لم يعيه اللفظ و إن ضحك لم يعل به صوته قانع بالذي قدر له لا يجمح به الغيظ و لا يغلبه الهوى و لا يقهره الشح يخالط الناس بعلم و يفارقهم بسلم يتكلم ليغنم و يسأل ليفهم نفسه منه في عناء و الناس منه في راحة أراح الناس من نفسه و أتعبها لآخرته إن بغي عليه صبر ليكون الله تعالى هو المنتصر له يقتدي بمن سلف من أهل الخير قبله فهو قدوة لمن خلف من طالب البر بعده أولئك عمال الله و مطايا أمره و طاعته و سرج أرضه و بريته أولئك شيعتنا و أحبتنا و منا و معنا ألا ها شوقا إليهم فصاح همام بن عبادة صيحة وقع مغشيا عليه فحركوه فإذا هو قد فارق الدنيا رحمة الله عليه فاستعبر الربيع باكيا و قال لأسرع ما أودت موعظتك يا أمير المؤمنين بابن أخي و لوددت لو أني بمكانه فقال أمير المؤمنين ع هكذا تصنع المواعظ البالغة بأهلها أما و الله لقد كنت أخافها عليه فقال له قائل فما بالك أنت يا أمير المؤمنين فقال ويحك إن لكل واحد أجلا لن يعدوه سببا لن يجاوزه فمهلا لا تعد لها فإنما نفثها على لسانك الشيطان قال فصلى عليه أمير المؤمنين
ع عشية ذلك اليوم و شهد جنازته و نحن معه قال الراوي عن نوف فصرت إلى الربيع بن خيثم فذكرت له ما حدثني نوف فبكى الربيع حتى كادت نفسه أن تفيض و قال صدق أخي لا جرم أن موعظة أمير المؤمنين و كلامه ذلك مني بمرأى و مسمع و ما ذكرت ما كان من همام بن عبادة يومئذ و أنا في بلهنية إلا كدرها و لا شدة إلا فرجها
بيان قد مر هذا الخبر بروايات عديدة في باب صفات المؤمن و شرحناها هناك و نوضح هاهنا ما يختص بهذه الرواية نوف بفتح النون و سكون الواو و قال الجوهري نوف البكالي كان حاجب علي رضوان الله عليه قال تغلب هو منسوب إلى بكالة قبيلة انتهى و قيل هو بالكسر منسوب إلى بكالة قرية باليمن و سيأتي الكلام فيه إن شاء الله تعالى فاستتبعت أي جعلتهما تابعين لي في المضي إليه و في النسخ هنا الربيع بن خثيم بتقديم المثناة على المثلثة و في كتب اللغة و الرجال بالعكس مصغرا و هو أحد الزهاد الثمانية و رأيت بعض الطعون فيه و هو المدفون بالمشهد المقدس الرضوي صلوات الله على مشرفه و قال الجوهري البرنس قلنسوة طويلة و كان النساك يلبسونها في صدر الإسلام أي كان من الزهاد و العباد المشهورين بذلك و في المصباح أفضيت إلى الشيء وصلت إليه. مبدنين بضم الميم و تشديد الدال المفتوحة أي سمانا ملحمين كما هو هيئة المترفين بالنعم في القاموس البادن و البدين و المبدن كمعظم الجسيم و في أساس اللغة بدنت لما بدنت أي سمنت لما أسننت يقال بدن الرجال و بدن بدنا و بدانة فهو بدين و بادن و بادنني فلان و بدنته أي كنت أبدن و رجل مبدان مبطان سمين ضخم و في القاموس أفاضوا في الحديث اندفعوا و حديث مفاض فيه و قال الأحدوثة ما يتحدث به و قال فكههم بملح الكلام تفكيها أطرفهم بها و هو فكه و فاكه طيب النفس ضحوك أو يحدث صحبة فيضحكهم و فاكهة مازحة و تفكه تندم و به تمتع و قال لها لهوا لعب كالتهى و ألهاه ذلك و لهي عنه غفل و ترك ذكره كلها كدعا لهيا و لهيانا. فسبح أي صلى السبحة و هي النافلة و كأنها صلاة التحية في النهاية قد يطلق التسبيح على صلاة التطوع و النافلة و يقال أيضا للذكر و لصلاة النافلة سبحة يقال قضيت سبحتي و إنما خصت النافلة بالسبحة و إن شاركتها الفريضة في معنى التسبيح لأن التسبيحات في الفرائض نوافل فقيل لصلاة النافلة لأنها نافلة كالتسبيحات و الأذكار في أنها غير واجبة أوجزهما أي كما و أكملهما أي كيفية من رعاية حضور القلب و الخشوع و غير ذلك جل ثناؤه عن أن يأتي به كما هو أهله أحد و تقدست أسماؤه عن أن تدل على نقص أو عن أن يبلغ إلى كنهها أحد دهماؤهم أي أكثرهم أو جماعتهم مع كثرتهم في القاموس الدهماء العدد الكثير فأماز على بناء الإفعال أي ميز و فرق في القاموس مازه يميزه ميزا عزله و فرزه كأمازه و ميزه فامتاز و انماز و تميز و الشيء فضل بعضه على بعض و الإيجاف الإسراع و إيجاف الخيل و البعير ركضهما و الوجيف نوع من عدو الإبل و استعير هنا للإسراع في الطاعات و الاستظهار الاستعانة و كأن المراد هنا من يستعين على تحصيل نعمة الله و رزقه المقدر له بمعصية الله كالخيانة و يحتمل أن يكون على القلب أي يستعين بنعمة الله على معصيته أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ قال البيضاوي أم منقطعة و معنى الهمزة إنكار الحسبان و الاجتراح الاكتساب أَنْ نَجْعَلَهُمْ أن نصيرهم كَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ مثلهم و هو ثاني مفعولي يجعل و قوله سَواءً مَحْياهُمْ وَ مَماتُهُمْ بدل منه إن كان الضمير للموصول الأول لأن المماثلة فيه إذ المعنى إنكار أن يكون حياتهم و مماتهم سيان في البهجة و الكرامة كما هو للمؤمنين و يدل عليه قراءة حمزة و الكسائي و حفص سواء بالنصب على البدل أو الحال من الضمير في الكاف أو المفعولية و الكاف حال و إن كان للثاني فحال منه أو استئناف يبين المقتضي للإنكار و إن كان لهما فبدل أو حال من الثاني و ضمير الأول و المعنى إنكار أن يستووا بعد الممات في الكرامة أو ترك المؤاخذة كما استووا في الرزق و الصحة في الحياة أو استئناف مقرر لتساوي محيا كل صنف و مماته في
الهدى و الضلال و قرئ مماتهم بالنصب على أن محياهم و مماتهم ظرفان كمقدم الحاج ساءَ ما يَحْكُمُونَ ساء حكمهم هذا و بئس شيئا حكموا به. و في القاموس الفضيلة الدرجة الرفيعة في الفضل و الاسم الفاضلة و الفواضل الأيادي الجسيمة أو الجميلة و قال بخع نفسه كمنع قتلها غما و بالحق بخوعا أقر به و خضع له كبخع بالكسر بخاعة و بخوعا فمضوا أي في الطاعة أو إلى الآخرة خوف باريهم أي خالقهم و كونه من البري بعيد هذا أي خذ هذا و هو فصل في الكلام شائع في طمع كان في بمعنى عن و إن لم يكن مذكورا في الكتب المشهورة أو بمعنى مع فالمراد الطمع من الله أي دنس كأنه كلام الكراجكي و يحتمل غيره من الرواة و في النهاية الطبع بالتحريك الدنس و أصله من الدنس و الوسخ يغشيان السيف ثم استعمل فيما يشبه ذلك من الأوزار و الآثام و غيرهما من المقابح و منه الحديث أعوذ بالله من طمع يهدي إلى طبع أي يؤدي إلى شين و عيب و منه حديث ابن عبد العزيز لا يتزوج من العرب في الموالي إلا الطمع الطبع لا يغره ما جهله أي من عيوبه و الأظهر ثناء من جهله كما مر و الاعتصام الامتناع و في القاموس شره كفرح غلب حرصه فهو شره عازبا أي غائبا محرزا بكسر الراء أو بفتحها دينه بالنصب أو الرفع لم يعيه الصمت أي لا يصير صمته سببا لقلة علمه و إعيائه عن بيان الحق بل صمته تدبر و تفكر أو ليس صمته بسبب الإعياء و العجز عن الكلام بل لمفاسد الكلام و هو بعيد لفظا به أي بالضحك أو الباء للتعدية بعلم أي مع علمه بمن صاحبه و أنه أهل لذلك أو لتحصيل العلم ليوافق ما مر و إن كان بعيدا بسلم أي مع مسالمة و مصالحة لا لعداوة و منازعة و المطايا جمع المطية و هي الدابة تمطو أي تسرع في مسيرها أي يحملون أوامر الله و طاعاته إلى الخلق و يعلمونهم و يروون لهم أو يتحملونها و يعملون بها مسرعين في ذلك ألا ها ألا حرف تنبيه و ها إما اسم فعل بمعنى خذ أو حكاية عن تنفس طويل تحسرا على عدم لقائهم و شوقا على الأول مصدر فعل محذوف أي اشتاق شوقا و على الثاني يحتمل ذلك و أن يكون علة لما يدل عليه ها من التحسر و التحزن و في كلامه ع
في مواضع أخرى آه آه شوقا إلى رؤيتهم و في القاموس أودى هلك و به الموت ذهب و قال البلهنية بضم الباء الرخاء و سعة العيش