1- عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ع المؤمن يأكل في معى واحد و الكافر يأكل في سبعة أمعاء
2- المجازات و الشهاب، عنه ص مثله
بيان قال السيد رحمه الله هذا القول مجاز و المراد أن المؤمن يقنع من مطعمه بالبلغ التي تمسك الرمق و تقيم الأود دون المآكل التي يقصد بها وجه اللذة و يقضي بها حق الشهوة فكأنه يأكل في معى واحد لفرط الاقتصار و كراهة الاستكثار و أما الكافر فإنه لتبجحه في المآكل و تنقله في المطاعم و توخيه ضد ما يتوخاه المؤمن من اجترار حطام الدنيا التي يطلب عاجلها و لا يأمل آجلها فهو عبد للذته و كادح في طاعة شهوته كأنه يأكل في سبعة أمعاء لأن أكله للذة لا للبلغة و للنهمة لا للمسكة انتهى. و قال الراوندي رحمه الله المعى على وزن اللوى واحد الأمعاء و هي مجاري الطعام في البطن و هذا مثل و ذلك أن المؤمن لا يأكل إلا من الحلال و يجتنب الحرام و الشبهة و الكافر لا يبالي ما أكل و كيف أكل و من أين أكل و إذا كان كذلك فمأكل الكافر أكثر من مأكل المؤمن و خص السبعة بالذكر مثلا كما يذكر السبعون في مثل هذه المواضع قال تعالى إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ و المعى أيضا المذنب من المذانب و هو مسيل الماء في الحضيض قال أبو عبيد ترى ذلك لتسمية المؤمن عند طعامه فتكون فيه البركة و الكافر لا يفعل ذلك و هذا الوجه كما ترى و قيل إنه مثل ضربه النبي ص للمؤمن و زهده في الدنيا و الكافر و حرصه عليها و ليس الغرض بذلك الأكل فحسب بل يعني اتساع الرغبة و هذا الوجه قريب من الوجه الذي قدمناه و صدرنا به الكلام. و قيل هذا في رجل بعينه كان يأكل في حال كفره فيكثر فلما أسلم قل طعمه و ذكر أنه عمرو بن معديكرب الزبيدي و قال أبو عبيد في تاريخه ترى أنه عنى أبا نضرة الغفاري و اسم أبي نضرة حميل بالحاء و ضمه فمن قال حميل أو جميل فقد أخطأ و الله أعلم بذلك و يؤيد أن المعنى اتساع الرغبة قولهم فلان يأكل هذه البلدة و هذه الولاية و لعله لا يأكل مما يحصل منها لقمة بل يتصرف في ذلك و ذكر الأكل مجاز في مثل هذه المواضع يقال أكل فلان ألف دينار و لعله لبس به و لم يأكل أو أعطاه أو أنفقه في وجه غير الأكل و الغرض بالأكل الشنعة أ لا ترى إلى قول أمير المؤمنين ع
ليسلطن عليكم غلام ثقيف الذيال الميال يأكل خضرتكم و يذيب شحمتكم
و يقول لغيره أما إنه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم مندحق البطن واسع السرم يأكل ما يجد كل ذلك تعبير بالرغب و قد قيل الرغب شؤم. و هذا إعلام منه ع أن المؤمن يشغله دينه و خوفه من الله عن الدنيا و الاتساع فيها و فائدة الحديث الحث على الرغبة عن الدنيا و الاجتناب من الوقوع في مصائد من شهواتها و راوي الحديث جابر و رواه ابن عمر انتهى. و في النهاية هذا مثل ضربه للمؤمن و زهده في الدنيا و الكافر و حرصه عليها و ليس معناه كثرة الأكل دون الاتساع في الدنيا و لهذا قيل الرغب شؤم لأنه يحمل صاحبه على اقتحام النار و قيل هو تحضيض للمؤمن على قلة الأكل و تحامي ما يجره الشبع من القسوة و طاعة الشهوة و وصف الكافر بكثرة الأكل إغلاظ على المؤمن و تأكيد لما رسم له و قيل هو خاص في رجل بعينه كان يأكل كثيرا فأسلم فقل أكله و المعى واحد الأمعاء و هي المصارين انتهى. و قال في فتح الباري بعد ما ذكر بعض ما مر و قيل بل هو على ظاهره ثم اختلف في ذلك على أقوال الأول أنه ورد في شخص بعينه و اللام عهدية لا جنسية و يؤيده
ما رواه عن الطبراني بسند جيد بزعمه عن ابن عمر قال جاء إلى النبي ص سبعة رجل فأخذ كل واحد من الصحابة رجلا و أخذ النبي ص رجلا فقال له ما اسمك قال أبو غزوان قال فحلب له سبع شياه فشرب لبنها كله فقال له النبي ص هل لك يا أبا غزوان أن تسلم قال نعم فأسلم فمسح رسول الله ص صدره فلما أصبح حلب له شاة واحدة فلم يتم لبنها فقال ما لك يا أبا غزوان فقال و الذي بعثك بالحق لقد رويت قال إنك أمس كان لك سبعة أمعاء و ليس لك اليوم إلا معى واحد ثم ضعف هذا الحمل
و الثاني أن الحديث خرج مخرج الغالب و ليست حقيقة العدد مرادة كقوله وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ و المعنى أن من شأن المؤمن التقلل من الأكل لاشتغاله بأسباب العبادة و لعلمه بأن مقصود الشرع من الأكل ما يسد الجوع و يمسك الرمق و يعين على العبادة و لخشيته أيضا من حساب ما زاد على ذلك و الكافر بخلاف ذلك كله فإنه لا يقف على مقصود الشرع بل هو تابع لشهوة نفسه مسترسل فيها غير خائف من تبعات الحرام فصار أكل المؤمن ما ذكر إذا نسب إلى أكل الكافر كأنه بقدر السبع منه و لا يلزم من هذا اطراده في حق كل مؤمن و كافر فقد يكن في المؤمنين من يأكل كثيرا إما بحسب العادة أو لعارض يعرض له على رأي الأطباء و قد يكون في الكافرين من يأكل قليلا إما للرياضة على رأي الرهبان و إما لعارض كضعف المعدة. قال الطيبي و محصل القول أن من شأن المؤمن الحرص على الزهادة و الاقتناع بالبلغة بخلاف الكافر فإذا وجد مؤمن أو كافر على غير هذا الوصف لا يقدح في الحديث. الثالث أن المراد بالمؤمن في هذا الحديث التام الإيمان لأن من حسن إسلامه و كمل إيمانه اشتغل فكره فيما يصير إليه من الموت و ما بعده فيمنعه شدة الخوف و كثرة التفكر و الإشفاق على نفسه من استيفاء شهوته كما ورد في حديث أبي أمامة من كثر تفكره قل طعمه و من قل طعمه كثر تفكره و من كثر طعمه قسا قلبه
و في حديث أبي سعيد الصحيح أن هذا المال حلوة خضرة فمن أخذه بإسراف نفس كان كالذي يأكل و لا يشبع
فدل على أن المراد بالمؤمن من يقصد في مطعمه و أما الكافر فمن شأنه الشره فيأكل بالنهم كما يأكل البهيمة و لا يأكل بالمصلحة لقيام البنية كما قال تعالى وَ الَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَ يَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ. الرابع أن المراد أن المؤمن يسمي الله تعالى عند طعامه و شرابه فلا يشركه الشيطان فيكفيه القليل و الكافر لا يسمي فيشركه الشيطان. الخامس أن المؤمن يقل حرصه على الطعام فيبارك له فيه و في مأكله يشبع من القليل و الكافر طافح البصر إلى المآكل كالأنعام فلا يشبعه القليل و هذا يمكن ضمه إلى الذي قبله و يجعلان جوابا واحدا مركبا. السادس قال النووي المختار أن المراد أن بعض المؤمنين يأكل في معى واحد و أكثر الكفار يأكلون في سبعة أمعاء و لا يلزم أن يكون كل واحد من السبعة مثل المؤمن انتهى. و يدل على تفاوت الأمعاء ما ذكره عياض عن أهل التشريح أن أمعاء الإنسان سبعة المعدة ثم ثلاثة أمعاء بعدها متصلة بها البواب ثم الصائم ثم الرقيق و الثلاثة رقاق ثم الأعور و القولون و المستقيم و كلها غلاظ فيكون المعنى أن الكافر لكونه يأكل بسرعة لا يشبعه إلا ملء أمعائه السبعة و المؤمن يشبعه ملء معي واحد و نقل الكرماني عن الأطباء في تسمية الأمعاء السبعة أنها المعدة ثم ثلاثة متصلة رقاق و هي الاثنا عشر و الصائم و القولون ثم ثلاثة غلاظ و هي النافف بنون و فاءين أو قافين و المستقر و الأعور. السابع قال النووي يحتمل أن يريد بالسبعة في الكافر سبع صفات هي الحرص و الشره و طول الأمل و الطمع و سوء الطبع و الحسد و حب السمن و بالواحد في المؤمن سد خلته. الثامن قال القرطبي شهوات الطعام سبع شهوة الطبع و شهوة النفس و شهوة العين و شهوة الفم و شهوة الأذن و شهوة الأنف و شهوة الجوع و هي الضرورية التي يأكل بها المؤمن و أما الكافر فيأكل بالجميع ثم رأيت أصل ما ذكره في كلام القاضي أبي بكر و هو أن الأمعاء السبعة كناية عن الحواس الخمس و الشهوة و الحاجة
3- عدة الداعي، عن النبي ص قال حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان و لا بد فليكن الثلث للطعام و الثلث للشراب و الثلث الآخر للنفس
بيان قال في فتح الباري بعد رواية أوردها تدل على أن النبي ص شبع من الطعام قال القرطبي فيه دليل على جواز الشبع و ما جاء من النهي عنه محمول على الشبع الذي يثقل المعدة و يثبط صاحبه عن القيام بالعبادة و يفضي إلى البطر و الأشر و النوم و الكسل و قد تنتهي كراهته إلى التحريم بحسب ما يترتب عليه من المفسدة و ذكر الكرماني تبعا لابن المنير أن الشبع المذكور محمول على شبعهم المعتاد منهم و هو ما رواه
المقدام بن معديكرب قال سمعت رسول الله ص يقول ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن حسب الآدمي لقيمات يقمن صلبه فإن غلب الآدمي نفسه فثلث للطعام و ثلث للشراب و ثلث للنفس
قال القرطبي لو سمع بقراط بهذه القسمة لعجب من هذه الحكمة و قال الغزالي قبله ذكر هذا الحديث لبعض الفلاسفة فقال ما سمعت كلاما في قلة الأكل أحكم من هذا و لا شك في أن أثر الحكمة في الحديث المذكور واضح و إنما خص الثلاثة بالذكر لأنها أسباب حياة الحيوان و لأنه لا يدخل البطن سواها و هل المراد بالثلث التساوي على ظاهر الخبر أو التقسيم إلى ثلاثة أقسام متقاربة محل احتمال و الأول أولى و يحتمل أن يكون لمح بذكر الغلبة إلى قوله في الحديث الآخر الثلث كثير. و قال بعضهم مراتب الشبع تنحصر في سبع الأول ما تقوم به الحياة الثاني أن يزيد حتى يصوم و يصلي عن قيام و هذان واجبان الثالث أن يزيد حتى يقوى على أداء النوافل الرابع أن يزيد حتى يقدر على التكسب و هذان مستحبان الخامس أن يملأ الثلث و هذا جائز السادس أن يزيد على ذلك و به يثقل البدن و يكثر النوم و هذا مكروه السابع أن يزيد حتى يتضرر و هي البطنة المنهي عنها و هذا حرام و يمكن إدخال الأول في الثاني و الثالث في الرابع
4- الشهاب، قال رسول الله ص ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن
الضوء و ذلك لأنه إذا ملأ بطنه تثاقل عن الطاعات و كسل عن العبادات و ثارت شهواته فإن تبعها هلك و إن منعها و جاهدها تأذى فالأولى أن لا يزيد في الطعام على ما يمسك الرمق و يمد القوة و قد قيل كفى بك شرها أن تأكل جميع شهواتك و قيل البطنة تذهب الفطنة لأنها تكدر الحواس و تثقلها عن الحركات و فائدة الحديث النهي عن الامتلاء و راوي الحديث المقدام بن معديكرب قال سمعت رسول الله ص يقول ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث طعام و ثلث شراب و ثلث لنفسه
5- كتاب الغايات، قال الصادق ع أقرب ما يكون العبد إلى الله إذا ما خف بطنه
و عن أبي جعفر ع قال ما من شيء أبغض إلى الله من بطن مملوء
و قال ع أبعد الخلق من الله إذا ما امتلأ بطنه
6- العيون، عن تميم بن عبد الله عن أبيه عن أحمد بن علي الأنصاري عن عبد السلام بن صالح الهروي عن الرضا ع في حديث طويل قال و كان ع خفيف الأكل خفيف الطعم
7- المكارم، قال رسول الله ص نور الحكمة الجوع و التباعد من الله الشبع و القربة إلى الله حب المساكين و الدنو منهم و قال ص لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام و الشراب فإن القلوب تموت كالزروع إذا كثر عليها الماء و قال ص لا تشبعوا فتطفئ نور المعرفة من قلوبكم و من بات يصلي في خفة من الطعام بات الحور العين حوله
8- مجالس الصدوق، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن هاشم عن عبيد الله الدهقان عن درست عن عبد الحميد بن عواض عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول الله ص الأكل على الشبع يورث البرص
-9 الخصال، عن محمد بن موسى بن المتوكل عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد الأشعري عن موسى بن جعفر البغدادي عن محمد بن المعلى عمن أخبره عن أبي عبد الله ع قال ثلاث فيهن المقت من الله عز و جل نوم في غير سهر و ضحك من غير عجب و أكل على الشبع
10- و منه، عن أبيه عن علي بن موسى الكمنداني عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم رفعه إلى أبي عبد الله ع قال أربعة يذهبن ضياعا البذر في السبخة و السراج في القمر و الأكل على الشبع و المعروف إلى من ليس بأهله
11- و منه، عن محمد بن علي بن الشاه عن أبي حامد عن أحمد بن خالد الخالدي عن محمد بن أحمد التميمي عن أبيه عن محمد بن حاتم القطان عن حماد بن عمرو عن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي ع عن النبي ص أنه قال في وصية له يا علي أربعة يذهبن ضياعا الأكل بعد الشبع و السراج في القمر و الزرع في السبخة و الصنيعة عند غير أهلها
12- العيون، بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عن علي ع قال أتى أبو حجيفة النبي ص و هو يتجشى فقال ص اكفف جشاءك فإن أكثر الناس في الدنيا شبعا أكثرهم جوعا يوم القيامة قال فما ملأ أبو حجيفة بطنه من طعام حتى لحق بالله
صحيفة الرضا، عنه ع مثله بيان المضبوط في رجال العامة أبو جحيفة بتقديم الجيم المضمومة على الحاء المهملة المفتوحة و هو وهب بن عبد الله نزل بالكوفة و جعله علي ع على بيت المال بالكوفة و شهد معه مشاهده كلها و كذا في نسخ الصحيفة أيضا و في أكثر نسخ العيون بتقديم المهملة و كأنه تصحيف و في بعض روايات العامة فما أكل أبو جحيفة ملء بطنه حتى فارق الدنيا كان إذا تعشى لا يتغدى و إذا تغدى لا يتعشى و في رواية قال أبو جحيفة فما ملأت بطني منذ ثلاثين سنة
13- مجالس ابن الشيخ، عن أبيه عن أحمد بن هارون بن الصلت عن أحمد بن محمد بن عقدة عن عباد بن أحمد القزويني عن عمه عن أبيه عن موسى الجهني عن زيد بن وهب عن عقبة بن عامر الجهني قال سمعت سلمان الفارسي و قد أكره على طعام فقال حسبي إني سمعت رسول الله ص يقول إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أكثرهم جوعا في الآخرة يا سلمان إنما الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر
بيان قال الراوندي في ضوء الشهاب شبه رسول الله ص المؤمن بالمسجون من حيث هو ملجم بالأوامر و النواهي مضيق عليه في الدنيا مقبوض على يده فيها مخوف بسياط العقاب مبتلى بالشهوات ممتحن بالمصائب بخلاف الكافر الذي هو مخلوع العذار متمكن من شهوات البطن و الفرج بطيبة من قلبه و انشراح من صدره مخلى بينه و بين ما يريد على ما يسول له الشيطان لا ضيق عليه و لا منع فهو يغدو فيها و يروح على حسب مراده و شهوة فؤاده كأنها جنة له يتمتع بملاذها و يتنعم كما أنها كالسجن للمؤمن صارفا له عن لذاته مانعا من شهواته و روي أن سلمان رحمه الله أكره على طعام فقال حسبي إني سمعت رسول الله ص يقول و ساق إلى قوله و جنة الكافر فالمؤمن يتزود و الكافر يتمتع و الله إن أصبح فيها مؤمن إلا حزينا و كيف لا يحزن و قد جاء عن النبي ص أنه وارد جهنم و لم يأت أنه صادر عنها
14- العيون، بالأسانيد الثلاثة إلى الرضا ع عن آبائه ع قال قال رسول الله ص ليس شيء أبغض إلى الله من بطن ملآن
صحيفة الرضا، عنه ع مثله
15- العلل، عن أحمد بن محمد العلوي عن محمد بن إبراهيم بن أسباط عن أحمد بن زياد القطان عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن عيسى بن جعفر العلوي العمري عن آبائه عن عمر بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب ع أن النبي ص قال مر أخي عيسى ع بمدينة و فيها رجل و امرأة يتصايحان فقال ما شأنكما قال يا نبي الله هذه امرأتي و ليس بها بأس صالحة و لكني أحب فراقها قال فأخبرني على كل حال ما شأنها قال هي خلقة الوجه من غير كبر قال لها يا مرأة أ تحبين أن يعود ماء وجهك طريا قالت نعم قال لها إذا أكلت فإياك أن تشبعين لأن الطعام إذا تكاثر على الصدر فزاد في القدر ذهب ماء الوجه ففعلت ذلك فعاد وجهها طريا
16- الخصال، عن جعفر بن محمد بن مسرور عن الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله عن أحمد بن محمد الأزدي عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله ص خمس خصال تورث البرص النورة يوم الجمعة و يوم الأربعاء و التوضي و الاغتسال بالماء الذي تسخنه الشمس و الأكل على الجنابة و غشيان المرأة في أيام حيضها و الأكل على الشبع
17- المحاسن، عن أبيه عن عمرو بن إبراهيم قال سمعت أبا الحسن ع يقول لو أن الناس قصدوا في المطعم لاستقامت أبدانهم
بيان قصدوا أي في الكم و الكيف معا
18- المحاسن، عن القاسم بن محمد الأصفهاني عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله ع قال ظهر إبليس ليحيى بن زكريا ع و إذا عليه معاليق من كل شيء فقال له يحيى ما هذه المعاليق يا إبليس فقال هذه الشهوات التي أصبتها من ابن آدم قال فهل لي منها شيء قال ربما شبعت فثقلتك عن الصلاة و الذكر قال يحيى لله علي أن لا أملأ بطني من طعام أبدا فقال إبليس لله علي أن لا أنصح مسلما أبدا ثم قال أبو عبد الله ع يا حفص لله على جعفر و آل جعفر أن لا يملئوا بطونهم من طعام أبدا و لله على جعفر و آل جعفر أن لا يعملوا للدنيا أبدا
19- و منه، عن بعض من رواه عن أبي عبد الله ع قال ليس لابن آدم بد من أكله يقيم بها صلبه فإذا أكل أحدكم طعاما فليجعل ثلث بطنه للطعام و ثلث بطنه للشراب و ثلث بطنه للنفس و لا تسمنوا كما تسمن الخنازير للذبح
20- و منه، عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه ع قال قال رسول الله ص بئس العون على الدين قلب نخيب و بطن رغيب و نعظ شديد
بيان في النهاية النخيب الجبان الذي لا فؤاد له و قيل الفاسد العقل و قال الرغيب الواسع يقال جوف رغيب و منه حديث أبي الدرداء بئس العون على الدين قلب نخيب و بطن رغيب انتهى و في القاموس الرغب بالضم و بضمتين كثرة الأكل و شدة النهم و فعله ككرم فهو رغيب كأمير و قال نعظ ذكره نعظا و يحرك و نعوظا قام و أنعظ الرجل و المرأة علاهما الشبق
21- المحاسن، عن أبيه عن محمد بن سنان عن صالح النيلي عن أبي عبد الله ع قال إن الله تبارك و تعالى يبغض كثرة الأكل
و منه عن محمد بن علي عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع مثله
22- و منه، عن عبد الله بن محمد الحجال عن بهلول بن مسلم عن يونس بن عمار عن أبي عبد الله ع قال كثرة الأكل مكروه
-23 و منه، عن أبيه عن محمد بن القاسم عن الحسين بن المختار عن أبي عبد الله ع قال إن البطن إذا شبع طغى
24- و منه، عن أبيه عن محمد بن عمرو عن بشير الدهان أو عمن ذكره عنه قال قال أبو الحسن ع إن الله يبغض البطن الذي لا يشبع
25- و منه، عن محمد بن علي عن وهب بن حفص عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قال لي يا أبا محمد إن البدن ليطغى من أكله و أقرب ما يكون العبد من الله إذا ما جاع بطنه و أبغض ما يكون العبد إلى الله إذا امتلأ بطنه
26- و منه، عن بكر بن صالح عن جعفر بن محمد الهاشمي عن أبي جعفر العطار قال سمعت جعفر بن محمد يحدث عن أبيه عن جده عن رسول الله ص قال قال جبرئيل في كلام بلغنيه عن ربي يا محمد و أخرى هي الأولى و الآخرة يقول لك ربك يا محمد ما أبغضت وعاء قط إلا بطنا ملآن
بيان و أخرى أي نصيحة أخرى هي الأولى بحسب الرتبة لشدة الاهتمام بها و الآخرة بحسب الذكر و الأصوب للأولى كما سيأتي أي تنفع في الدنيا و الآخرة
27- المحاسن، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال ما من شيء أبغض إلى الله عز و جل من بطن مملوء
28- و منه، عن اليقطيني عن الدهقان عن درست عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال الأكل على الشبع يورث البطن
29- و منه، عن محمد بن علي عن محمد بن سنان عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال كل داء من التخمة ما خلا الحمى فإنها ترد ورودا
بيان في القاموس توخم الطعام و استوخمه لم يستمرئه و التخمة كهمزة الداء يصيبك منه انتهى و قال بعضهم هي أن يفسد الطعام في المعدة و يستحيل إلى كيفية غير صالحة
-30 المحاسن، عن علي بن حديد رفعه قال قام عيسى ابن مريم خطيبا في بني إسرائيل فقال يا بني إسرائيل لا تأكلوا حتى تجوعوا و إذا جعتم فكلوا و لا تشبعوا فإنكم إذا شبعتم غلظت رقابكم و سمنت جنوبكم و نسيتم ربكم
31- و منه، عن أبيه عن النضر عن عمر بن شمر رفعه قال قال رسول الله ص في كلام له ستكون من بعدي سنة يأكل المؤمن في معى واحد و يأكل الكافر في سبعة أمعاء
بيان السنة يحتمل الفتح و التخفيف و الضم و التشديد
32- المحاسن، عن محمد بن علي عن ابن القداح عن عبد السلام عن رجل عن أبي عبد الله ع قال كفر بالنعم أن يقول الرجل أكلت طعام كذا و كذا فضرني
33- مصباح الشريعة، قال الصادق ع قلة الأكل محمود في كل حال و عند كل قوم لأن فيه المصلحة للباطن و الظاهر و المحمود من الأكل أربعة ضرورة و عدة و فتوح و قوت فالأكل بالضرورة للأصفياء و العدة للقوام الأتقياء و الفتوح للمتوكلين و القوت للمؤمنين و ليس شيء أضر لقلب المؤمن من كثرة الأكل و هي مورثة شيئين قسوة القلب و هيجان الشهوة و الجوع إدام للمؤمن و غذاء الروح و طعام القلب و صحة البدن قال النبي ما ملأ ابن آدم وعاء أشر من بطنه و قال داود ع ترك اللقمة مع الضرورة إليها أحب إلي من قيام عشرين ليلة و قال النبي ص المؤمن يأكل بمعى واحد و المنافق بسبعة أمعاء و قال النبي ص ويل للناس من القبقبين فقيل و ما هما يا رسول الله قال الحلق و الفرج و قال عيسى ابن مريم ع ما مرض قلب بأشد من القسوة و ما اعتلت نفس بأصعب من نقص الجوع و هما زمامان للطرد و الخذلان
توضيح لعل المراد بالضرورة أن لا يتصرف من القوت إلا بقدر الضرورة عند الاضطرار و هذه طريقة الأصفياء و العدة هو أن يدخر عدة للفقراء و الضعفاء و هذا شأن القوام بأمور الخلق الأتقياء فإنهم لا يخونون فيها بل يصرفونها في مصارفها و الفتوح و هو أن لا يدخر شيئا و ينتظر ما يفتح الله له فينفقه قليلا كان أو كثيرا و هذا ديدن المتوكلين و المراد بالقوت أن يدخر قوت السنة و لا يزيد عليه و هذا مجوز للمؤمنين كما ورد في الأخبار و في بعض النسخ و قوة أي يحصل ما يقويه على الطاعات و الأول أظهر و الجوع إدام المؤمن لأن الجائع يكتفي بالخبز و يلتذ به مثل ما يلتذ غيره بالإدام و في النهاية فيه من وقي شر قبقبه و ذبذبه و لقلقه دخل الجنة القبقب البطن من القبقبة و هو صوت يسمع من البطن فكأنها حكاية ذلك الصوت قوله للطرد و الخذلان أي من جناب الحق تعالى
34- مجالس المفيد، عن أحمد بن محمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن العباس بن معروف عن علي بن مهزيار عن جعفر بن محمد الهاشمي عن أبي حفص العطار قال سمعت أبا عبد الله ع يحدث عن أبيه عن جده ع قال قال رسول الله ص جاءني جبرئيل في ساعة لم يكن يأتيني فيها فقلت يا جبرئيل لقد جئتني في ساعة و يوم لم تكن تأتيني فيهما لقد أرعبتني قال و ما يروعك يا محمد و قد غفر الله لك ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ قال بما ذا بعثك ربك قال ينهاك ربك عن عبادة الأوثان و شرب الخمور و ملاحاة الرجال و أخرى هي للآخرة و الأولى يقول لك ربك يا محمد ما أبغضت وعاء قط كبغضي بطنا ملآنا
35- دعوات الراوندي، قال النبي ص إياكم و البطنة فإنها مفسدة للبدن و مورثة للسقم و مكسلة عن العبادة و روي من قل طعامه صح بدنه و صفا قلبه و من كثر طعمه سقم بدنه و قسا قلبه