1- مصبا، ]المصباحين[ في الخامس و العشرون من رجب كانت وفاة أبي الحسن موسى بن جعفر ع
2- كا، ]الكافي[ قبض ع لست خلون من رجب من سنة ثلاث و ثمانين و مائة و هو ابن أربع أو خمس و خمسين سنة و قبض ع ببغداد في حبس السندي بن شاهك و كان هارون حمله من المدينة لعشر ليال بقين من شوال سنة تسع و سبعين و مائة و قد قدم هارون المدينة منصرفه من عمرة شهر رمضان ثم شخص هارون إلى الحج و حمله معه ثم انصرف على طريق البصرة فحبسه عند عيسى بن جعفر ثم أشخصه إلى بغداد فحبسه عند السندي بن شاهك فتوفي ع في حبسه و دفن ببغداد في مقبرة قريش
3- كا، ]الكافي[ سعد و الحميري معا عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير قال قبض موسى بن جعفر ع و هو ابن أربع و خمسين سنة في عام ثلاث و ثمانين و مائة و عاش بعد جعفر ع خمسا و ثلاثين سنة
-4 ضه، ]روضة الواعظين[ وفاته ع كانت ببغداد يوم الجمعة لست بقين من رجب و قيل لخمس خلون سنة ثلاث و ثمانين و مائة
5- قل، ]إقبال الأعمال[ محمد بن علي الطرازي بإسناده إلى أبي علي بن إسماعيل بن يسار قال لما حمل موسى ع إلى بغداد و كان ذلك في رجب سنة تسع و سبعين و مائة دعا بهذا الدعاء كان ذلك يوم السابع و العشرين منه يوم المبعث
6- الدروس، قبض ع مسموما ببغداد في حبس السندي بن شاهك لست بقين من رجب سنة ثلاث و ثمانين و مائة و قيل يوم الجمعة لخمس خلون من رجب سنة إحدى و ثمانين و مائة
7- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الطالقاني عن محمد بن يحيى الصولي عن أبي العباس أحمد بن عبد الله عن علي بن محمد بن سليمان النوفلي عن صالح بن علي بن عطية قال كان السبب في وقوع موسى بن جعفر ع إلى بغداد أن هارون الرشيد أراد أن يعقد الأمر لابنه محمد بن زبيدة و كان له من البنين أربعة عشر ابنا فاختار منهم ثلاثة محمد بن زبيدة و جعله ولي عهده و عبد الله المأمون و جعل الأمر له بعد ابن زبيدة و القاسم المؤتمن و جعل الأمر له بعد المأمون فأراد أن يحكم الأمر في ذلك و يشهره شهرة يقف عليها الخاص و العام فحج في سنة تسع و سبعين و مائة و كتب إلى جميع الآفاق يأمر الفقهاء و العلماء و القراء و الأمراء أن يحضروا مكة أيام الموسم فأخذ هو طريق المدينة قال علي بن محمد النوفلي فحدثني أبي أنه كان سبب سعاية يحيى بن خالد بموسى بن جعفر ع وضع الرشيد ابنه محمد بن زبيدة في حجر جعفر بن محمد بن الأشعث فساء ذلك يحيى و قال إذا مات الرشيد و أفضى الأمر إلى محمد انقضت دولتي و دولة ولدي و تحول الأمر إلى جعفر بن محمد بن الأشعث و ولده و كان قد عرف مذهب جعفر في التشيع فأظهر له أنه على مذهبه فسر به جعفر و أفضى إليه بجميع أموره و ذكر له ما هو عليه في موسى بن جعفر ع فلما وقف على مذهبه سعى به إلى الرشيد فكان الرشيد يرعى له موضعه و موضع أبيه من نصرة الخلافة فكان يقدم في أمره و يؤخر و يحيى لا يألو أن يخطب عليه إلى أن دخل يوما إلى الرشيد فأظهر له إكراما و جرى بينهما كلام مت به جعفر بحرمته و حرمة أبيه فأمر له الرشيد في ذلك اليوم بعشرين ألف دينار فأمسك يحيى عن أن يقول فيه شيئا حتى أمسى ثم قال للرشيد يا أمير المؤمنين قد كنت أخبرك عن جعفر و مذهبه فتكذب عنه و هاهنا أمر فيه الفيصل قال و ما هو قال إنه لا يصل إليه مال من جهة من الجهات إلا أخرج خمسه فوجه به إلى موسى بن جعفر و لست أشك أنه قد فعل ذلك في العشرين الألف الدينار التي أمرت بها له فقال هارون إن في هذا لفيصلا فأرسل إلى جعفر ليلا و قد كان عرف سعاية يحيى به فتباينا و أظهر كل واحد فيهما لصاحبه العداوة فلما طرق جعفرا رسول الرشيد بالليل خشي أن يكون قد سمع فيه قول يحيى و أنه إنما دعاه ليقتله فأفاض عليه ماء و دعا بمسك و كافور فتحنط بهما و لبس بردة فوق ثيابه و أقبل إلى الرشيد فلما وقعت عليه عينه و شم رائحة الكافور و رأى البردة عليه قال يا جعفر ما هذا فقال يا أمير المؤمنين قد علمت أنه قد سعي بي عندك فلما جاءني رسولك في هذه الساعة لم آمن أن يكون قد قدح في قلبك ما يقال علي فأرسلت إلي لتقتلني فقال كلا و لكن قد خبرت أنك تبعث إلى موسى بن جعفر من كل ما يصير إليك بخمسه و أنك قد فعلت ذلك في العشرين الألف الدينار فأحببت أن أعلم ذلك فقال جعفر الله أكبر يا أمير المؤمنين تأمر بعض خدمك يذهب فيأتيك بها بخواتيمها
فقال الرشيد لخادم له خذ خاتم جعفر و انطلق به حتى تأتيني بهذا المال و سمى له جعفر جاريته التي عندها المال فدفعت إليه البدر بخواتيمها فأتى بها الرشيد فقال له جعفر هذا أول ما تعرف به كذب من سعى بي إليك قال صدقت يا جعفر انصرف آمنا فإني لا أقبل فيك قول أحد قال و جعل يحيى يحتال في إسقاط جعفر قال النوفلي فحدثني علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي عن بعض مشايخه و ذلك في حجة الرشيد قبل هذه الحجة قال لقيني علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد فقال لي ما لك قد أخملت نفسك ما لك لا تدبر أمر الوزير فقد أرسل إلي فعادلته و طلبت الحوائج إليه و كان سبب ذلك أن يحيى بن خالد قال ليحيى بن أبي مريم أ لا تدلني على رجل من آل أبي طالب له رغبة في الدنيا فأوسع له منها قال بلى أدلك على رجل بهذه الصفة و هو علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد فأرسل إليه يحيى فقال أخبرني عن عمك و عن شيعته و المال الذي يحمل إليه فقال له عندي الخبر فسعى بعمه فكان في سعايته أن قال إن من كثرة المال عنده أنه اشترى ضيعة تسمى البشرية بثلاثين ألف دينار فلما أحضر المال قال البائع لا أريد هذا النقد أريد نقد كذا و كذا فأمر بها فصبت في بيت ماله و أخرج منه ثلاثين ألف دينار من ذلك النقد و وزنه في ثمن الضيعة قال النوفلي قال أبي و كان موسى بن جعفر ع يأمر لعلي بن إسماعيل بالمال و يثق به حتى ربما خرج الكتاب منه إلى بعض شيعته بخط علي بن إسماعيل ثم استوحش منه فلما أراد الرشيد الرحلة إلى العراق بلغ موسى بن جعفر ع أن عليا ابن أخيه يريد الخروج مع السلطان إلى العراق فأرسل إليه ما لك و الخروج مع السلطان قال لأن علي دينا فقال دينك علي قال و تدبير عيالي قال أنا أكفيهم فأبى إلا الخروج فأرسل إليه مع أخيه محمد بن جعفر بثلاثمائة دينار و أربعة آلاف درهم فقال اجعل هذا في جهازك و لا توتم ولدي
توضيح قوله أن يخطب عليه في أكثر النسخ بالخاء المعجمة أي ينشئ الخطب مغريا عليه أي يحسن الكلام و يحبره في ذمه و في بعضها بالمهملة قال الفيروزآبادي حطب به سعى و قال الجزري المت التوسل و التوصل بحرمة أو قرابة أو غير ذلك قوله قد قدح في قلبك أي أثر من قولهم قدحت النار قوله فعادلته أي ركبت معه في المحمل. أقول قد مضى سبب تشيع جعفر بن محمد بن الأشعث في باب معجزات الصادق ع
8- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ المكتب عن علي بن إبراهيم عن اليقطيني عن موسى بن القاسم البجلي عن علي بن جعفر قال جاءني محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد و ذكر لي أن محمد بن جعفر دخل على هارون الرشيد فسلم عليه بالخلافة ثم قال له ما ظننت أن في الأرض خليفتين حتى رأيت أخي موسى بن جعفر يسلم عليه بالخلافة و كان ممن سعى بموسى بن جعفر ع يعقوب بن داود و كان يرى رأي الزيدية
9- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن علي بن إبراهيم عن اليقطيني عن أحمد بن عبد الله القروي عن أبيه قال دخلت على الفضل بن الربيع و هو جالس على سطح فقال لي ادن مني فدنوت حتى حاذيته ثم قال لي أشرف إلى البيت في الدار فأشرفت فقال ما ترى في البيت قلت ثوبا مطروحا فقال انظر حسنا فتأملت و نظرت فتيقنت فقلت رجل ساجد فقال لي تعرفه قلت لا قال هذا مولاك قلت و من مولاي فقال تتجاهل علي فقلت ما أتجاهل و لكني لا أعرف لي مولى فقال هذا أبو الحسن موسى بن جعفر إني أتفقده الليل و النهار فلم أجده في وقت من الأوقات إلا على الحال التي أخبرك بها أنه يصلي الفجر فيعقب ساعة في دبر صلاته إلى أن تطلع الشمس ثم يسجد سجدة فلا يزال ساجدا حتى تزول الشمس و قد وكل من يترصد له الزوال فلست أدري متى يقول الغلام قد زالت الشمس إذ يثب فيبتدئ بالصلاة من غير أن يجدد وضوءا فأعلم أنه لم ينم في سجوده و لا أغفى فلا يزال كذلك إلى أن يفرغ من صلاة العصر فإذا صلى العصر سجد سجدة فلا يزال ساجدا إلى أن تغيب الشمس فإذا غابت الشمس وثب من سجدته فصلى المغرب من غير أن يحدث حدثا و لا يزال في صلاته و تعقيبه إلى أن يصلي العتمة فإذا صلى العتمة أفطر على شوي يؤتى به ثم يجدد الوضوء ثم يسجد ثم يرفع رأسه فينام نومة خفيفة ثم يقوم فيجدد الوضوء ثم يقوم فلا يزال يصلي في جوف الليل حتى يطلع الفجر فلست أدري متى يقول الغلام إن الفجر قد طلع إذ قد وثب هو لصلاة الفجر فهذا دأبه منذ حول إلي فقلت اتق الله و لا تحدثن في أمره حدثا يكون منه زوال النعمة فقد تعلم أنه لم يفعل أحد بأحد منهم سوءا إلا كانت نعمته زائلة فقال قد أرسلوا إلي في غير مرة يأمرونني بقتله فلم أجبهم إلى ذلك و أعلمتهم أني لا أفعل ذلك و لو قتلوني ما أجبتهم إلى ما سألوني فلما كان بعد ذلك حول إلى الفضل بن يحيى البرمكي فحبس عنده أياما فكان الفضل بن الربيع يبعث إليه في كل ليلة مائدة و منع أن يدخل إليه من عند غيره فكان لا يأكل و لا يفطر إلا على المائدة التي يؤتى بها حتى مضى على تلك الحال ثلاثة أيام و لياليها فلما كانت الليلة الرابعة قدمت إليه مائدة للفضل بن يحيى قال و رفع ع يده إلى السماء فقال يا رب إنك تعلم أني لو أكلت قبل اليوم كنت قد أعنت على نفسي قال فأكل فمرض فلما كان من غد بعث إليه بالطبيب ليسأله عن العلة فقال له الطبيب ما حالك فتغافل عنه فلما أكثر عليه أخرج إليه راحته فأراها الطبيب ثم قال هذه علتي و كانت خضرة وسط راحته تدل على أنه سم فاجتمع في ذلك الموضع قال فانصرف الطبيب إليهم و قال و الله لهو أعلم بما فعلتم به منكم ثم توفي ع
10- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن سعد عن اليقطيني عن الحسن بن محمد بن بشار قال حدثني شيخ من أهل قطيعة الربيع من العامة ممن كان يقبل قوله قال قال لي قد رأيت بعض من يقرون بفضله من أهل هذا البيت فما رأيت مثله قط في نسكه و فضله قال قلت من و كيف رأيته قال جمعنا أيام السندي بن شاهك ثمانين رجلا من الوجوه ممن ينسب إلى الخير فأدخلنا على موسى بن جعفر فقال لنا السندي يا هؤلاء انظروا إلى هذا الرجل هل حدث به حدث فإن الناس يزعمون أنه قد فعل مكروه به و يكثرون في ذلك و هذا منزله و فرشه موسع عليه غير مضيق و لم يرد به أمير المؤمنين سوءا و إنما ينتظره أن يقدم فيناظره أمير المؤمنين و ها هو ذا صحيح موسع عليه في جميع أمره فاسألوه قال و نحن ليس لنا هم إلا النظر إلى الرجل و إلى فضله و سمته فقال أما ما ذكر من التوسعة و ما أشبه ذلك فهو على ما ذكر غير أني أخبركم أيها النفر أني قد سقيت السم في تسع تمرات و أني أخضر غدا و بعد غد أموت قال فنظرت إلى السندي بن شاهك يرتعد و يضطرب مثل السعفة قال الحسن و كان هذا الشيخ من خيار العامة شيخ صديق مقبول القول ثقة ثقة جدا عند الناس
-11 ب، ]قرب الإسناد[ اليقطيني عن الحسن بن محمد بن بشار مثله
12- غط، ]الغيبة للشيخ الطوسي[ الكليني عن علي بن إبراهيم عن اليقطيني مثله
13- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الطالقاني عن محمد بن يحيى الصولي عن أحمد بن عبد الله عن علي بن محمد بن سليمان عن إبراهيم بن أبي البلاد قال كان يعقوب بن داود يخبرني أنه قد قال بالإمامة فدخلت إليه بالمدينة في الليلة التي أخذ فيها موسى بن جعفر ع في صبيحتها فقال لي كنت عند الوزير الساعة يعني يحيى بن خالد فحدثني أنه سمع الرشيد يقول عند رسول الله ص كالمخاطب له بأبي أنت و أمي يا رسول الله إني أعتذر إليك من أمر عزمت عليه و إني أريد أن آخذ موسى بن جعفر فأحبسه لأني قد خشيت أن يلقي بين أمتك حربا تسفك فيها دماؤهم و أنا أحسب أنه سيأخذه غدا فلما كان من الغد أرسل إليه الفضل بن الربيع و هو قائم يصلي في مقام رسول الله ص فأمر بالقبض عليه و حبسه
14- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الهمداني عن علي عن أبيه عن عبيد الله بن صالح قال حدثني حاجب الفضل بن الربيع عن الفضل بن الربيع قال كنت ذات ليلة في فراشي مع بعض جواري فلما كان في نصف الليل سمعت حركة باب المقصورة فراعني ذلك فقالت الجارية لعل هذا من الريح فلم يمض إلا يسير حتى رأيت باب البيت الذي كنت فيه قد فتح و إذا مسرور الكبير قد دخل علي فقال لي أجب الأمير و لم يسلم علي فيئست من نفسي و قلت هذا مسرور و دخل إلي بلا إذن و لم يسلم ما هو إلا القتل و كنت جنبا فلم أجسر أن أسأله إنظاري حتى أغتسل فقالت لي الجارية لما رأت تحيري و تبلدي ثق بالله عز و جل و انهض فنهضت و لبست ثيابي و خرجت معه حتى أتيت الدار فسلمت على أمير المؤمنين و هو في مرقده فرد علي السلام فسقطت فقال تداخلك رعب قلت نعم يا أمير المؤمنين فتركني ساعة حتى سكنت ثم قال لي صر إلى حبسنا فأخرج موسى بن جعفر بن محمد و ادفع إليه ثلاثين ألف درهم و اخلع عليه خمس خلع و احمله على ثلاثة مراكب و خيره بين المقام معنا أو الرحيل عنا إلى أي بلد أراد و أحب فقلت يا أمير المؤمنين تأمر بإطلاق موسى بن جعفر قال نعم فكررت ذلك عليه ثلاث مرات فقال لي نعم ويلك أ تريد أن أنكث العهد فقلت يا أمير المؤمنين و ما العهد قال بينا أنا في مرقدي هذا إذ ساورني أسود ما رأيت من السودان أعظم منه فقعد على صدري و قبض على حلقي و قال لي حبست موسى بن جعفر ظالما له فقلت فأنا أطلقه و أهب له و أخلع عليه فأخذ علي عهد الله عز و جل و ميثاقه و قام عن صدري و قد كادت نفسي تخرج فخرجت من عنده و وافيت موسى بن جعفر ع و هو في حبسه فرأيته قائما يصلي فجلست حتى سلم ثم أبلغته سلام أمير المؤمنين و أعلمته بالذي أمرني به في أمره و أني قد أحضرت ما وصله به فقال إن كنت أمرت بشيء غير هذا فافعله فقلت لا و حق جدك رسول الله ما أمرت إلا بهذا فقال لا حاجة لي في الخلع و الحملان و المال إذ كانت فيه حقوق الأمة فقلت ناشدتك بالله أن لا ترده فيغتاظ فقال اعمل به ما أحببت و أخذت بيده ع و أخرجته من السجن ثم قلت له يا ابن رسول الله أخبرني بالسبب الذي نلت به هذه الكرامة من هذا الرجل فقد وجب حقي عليك لبشارتي إياك و لما أجراه الله عز و جل على يدي من هذا الأمر فقال ع رأيت النبي ص ليلة الأربعاء في النوم فقال لي يا موسى أنت محبوس مظلوم فقلت نعم يا رسول الله محبوس مظلوم فكرر علي ذلك ثلاثا ثم قال وَ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتاعٌ إِلى حِينٍ أصبح غدا صائما و أتبعه بصيام الخمسين و الجمعة فإذا كان وقت الإفطار فصل اثنتي عشرة ركعة تقرأ في كل ركعة الحمد و اثنتي عشرة مرة قل هو الله أحد فإذا صليت منها أربع ركعات فاسجد ثم قل يا سابق الفوت يا سامع كل صوت يا محيي العظام و هي رميم بعد الموت أسألك باسمك العظيم الأعظم أن تصلي على محمد عبدك و رسولك و على أهل بيته الطيبين الطاهرين و أن تعجل لي الفرج مما أنا فيه ففعلت فكان الذي رأيت
بيان ساوره واثبه
15- ختص، ]الإختصاص[ حمدان بن الحسين النهاوندي عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن أحمد بن إسماعيل عن عبيد الله بن صالح مثله و فيه فسرت إليه مرعوبا فقال لي يا فضل أطلق موسى بن جعفر الساعة و هب له ثمانين ألف درهم و اخلع عليه خمس خلع و احمله على خمسة من الظهر
16- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الهمداني عن علي بن إبراهيم عن محمد بن الحسين المدني عن عبد الله بن الفضل عن أبيه الفضل قال كنت أحجب للرشيد فأقبل علي يوما غضبان و بيده سيف يقلبه فقال لي يا فضل بقرابتي من رسول الله لئن لم تأتني بابن عمي لآخذن الذي فيه عيناك فقلت بمن أجيئك فقال بهذا الحجازي قلت و أي الحجازيين قال موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال الفضل فخفت من الله عز و جل إن جئت به إليه ثم فكرت في النقمة فقلت له أفعل فقال ائتني بسواطين و هبنازين و جلادين قال فأتيته بذلك و مضيت إلى منزل أبي إبراهيم موسى بن جعفر فأتيت إلى خربة فيها كوخ من جرائد النخل فإذا أنا بغلام أسود فقلت له استأذن لي على مولاك يرحمك الله فقال لي لج ليس له حاجب و لا بواب فولجت إليه فإذا أنا بغلام أسود بيده مقص يأخذ اللحم من جبينه و عرنين أنفه من كثرة سجوده فقلت له السلام عليك يا ابن رسول الله أجب الرشيد فقال ما للرشيد و ما لي أ ما تشغله نعمته عني ثم قام مسرعا و هو يقول لو لا أني سمعت في خبر عن جدي رسول الله ص أن طاعة السلطان للتقية واجبة إذا ما جئت فقلت له استعد للعقوبة يا أبا إبراهيم رحمك الله فقال ع أ ليس معي من يملك الدنيا و الآخرة و لن يقدر اليوم على سوء بي إن شاء الله قال الفضل بن الربيع فرأيته و قد أدار يده يلوح على رأسه ثلاث مرات فدخلت إلى الرشيد فإذا هو كأنه امرأة ثكلى قائم حيران فلما رآني قال لي يا فضل فقلت لبيك فقال جئتني بابن عمي قلت نعم قال لا تكون أزعجته فقلت لا قال لا تكون أعلمته أني عليه غضبان فإني قد هيجت على نفسي ما لم أرده ائذن له بالدخول فأذنت له فلما رآه وثب إليه قائما و عانقه و قال له مرحبا بابن عمي و أخي و وارث نعمتي ثم أجلسه على فخذه و قال له ما الذي قطعك عن زيارتنا فقال سعة ملكك و حبك للدنيا فقال ايتوني بحقه الغالية فأتي بها فغلفه بيده ثم أمر أن يحمل بين يديه خلع و بدرتان دنانير فقال موسى بن جعفر ع و الله لو لا أني أرى من أزوجه بها من عزاب بني أبي طالب لئلا ينقطع نسله أبدا ما قبلتها ثم تولى ع و هو يقول الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ فقال الفضل يا أمير المؤمنين أردت أن تعاقبه فخلعت عليه و أكرمته فقال لي يا فضل إنك لما مضيت لتجيئني به رأيت أقواما قد أحدقوا بداري بأيديهم حراب قد غرسوها في أصل الدار يقولون إن آذى ابن رسول الله خسفنا به و إن أحسن إليه انصرفنا عنه و تركناه فتبعته ع فقلت له ما الذي قلت حتى كفيت أمر الرشيد فقال دعاء جدي علي بن أبي طالب ع كان إذا دعا به ما برز إلى عسكر إلا هزمه و لا إلى فارس إلا قهره و هو دعاء كفاية البلاء قلت و ما هو قال قلت اللهم بك أساور و بك أحاول و بك أحاور و بك أصول و بك أنتصر و بك أموت و بك أحيا أسلمت نفسي إليك و فوضت أمري إليك و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم إنك خلقتني و رزقتني و سترتني و عن العباد بلطف ما خولتني أغنيتني و إذا هويت رددتني و إذا عثرت قومتني و إذا مرضت شفيتني و إذا دعوت أجبتني يا سيدي ارض عني فقد أرضيتني
بيان الكوخ بالضم بيت من قصب بلا كوة و لوح الرجل بثوبه و بسيفه لمع به و حركه
17- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ يحيى بن المكتب عن الوراق عن علي بن هارون الحميري عن علي بن محمد بن سليمان النوفلي عن أبيه عن علي بن يقطين قال أنهي الخبر إلى أبي الحسن موسى بن جعفر ع و عنده جماعة من أهل بيته بما عزم عليه موسى بن المهدي في أمره فقال لأهل بيته ما تشيرون قالوا نرى أن تتباعد عنه و أن تغيب شخصك منه فإنه لا يؤمن شره فتبسم أبو الحسن ع ثم قال زعمت سخينة أن ستغلب ربها و ليغلبن مغلب الغلاب ثم رفع ع يده إلى السماء فقال اللهم كم من عدو شحذ لي ظبة مديته و أرهف لي شبا حده و داف لي قواتل سمومه و لم تنم عني عين حراسته فلما رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح و عجزي من ملمات الجوائح صرفت عني ذلك بحولك و قوتك لا بحولي و قوتي فألقيته في الحفير الذي احتفره لي خائبا مما أمله في دنياه متباعدا مما رجاه في آخرته فلك الحمد على ذلك قدر استحقاقك سيدي اللهم فخذه بعزتك و افلل حده عني بقدرتك و اجعل له شغلا فيما يليه و عجزا عمن يناويه اللهم و أعدني عليه عدوي حاضرة تكون من غيظي شفاء و من حقي عليه وفاء و صل اللهم دعائي بالإجابة و انظم شكايتي بالتغيير و عرفه عما قليل ما وعدت الظالمين و عرفني ما وعدت في إجابة المضطرين إنك ذو الفضل العظيم و المن الكريم قال ثم تفرق القوم فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتاب الوارد عليه بموت موسى بن المهدي ففي ذلك يقول بعض من حضر موسى ع من أهل بيته
و سارية لم تسر في الأرض تبتغي محلا و لم يقطع بها البعد قاطعسرت حيث لم تحد الركاب و لم تنخ لورد و لم يقصر لها البعد مانعتمر وراء الليل و الليل ضارب بجثمانه فيه سمير و هاجعتفتح أبواب السماء و دونها إذا قرع الأبواب منهن قارعإذا وردت لم يردد الله وفدها على أهلها و الله راء و سامعو إني لأرجو الله حتى كأنما أرى بجميل الظن ما الله صانع
18- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الغضائري عن الصدوق عن ابن المتوكل عن علي عن أبيه عن الحسين بن علي بن يقطين قال وقع الخبر إلى موسى بن جعفر ع و عنده جماعة من أهل بيته إلى قوله فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتب الواردة بموت موسى بن المهدي
19- لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن المتوكل عن علي عن أبيه مثله
بيان و سارية أي و رب سارية من السرى و هو السير بالليل أي رب دعوة لم تجر في الأرض تطلب محلا بل صعدت إلى السماء و لم يقطعها قاطع لبعد المسافة جرت حيث لم تحد الركاب من حدي الإبل و لم تنخ من إناخة الإبل لورد أي ورود على الماء قوله تمر وراء الليل أي تمر هذه الدعوة وراء ستر الليل بحيث لا يطلع عليها أحد. قوله و الليل ضارب بجثمانه أي ضرب بجسده الأرض و سكن و استقر فيها و قال الجوهري الضارب الليل الذي ذهبت يمينا و شمالا و ملأت الدنيا قوله لم يردد الله وفدها أي لم يرددها وافدة
20- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ماجيلويه عن علي عن أبيه قال سمعت رجلا من أصحابنا يقول لما حبس الرشيد موسى بن جعفر ع جن عليه الليل فخاف ناحية هارون أن يقتله فجدد موسى ع طهوره و استقبل بوجهه القبلة و صلى لله عز و جل أربع ركعات ثم دعا بهذه الدعوات فقال يا سيدي نجني من حبس هارون و خلصني من يده يا مخلص الشجر من بين رمل و طين و ماء و يا مخلص اللبن من بين فرث و دم و يا مخلص الولد من بين مشيمة و رحم و يا مخلص النار من بين الحديد و الحجر و يا مخلص الروح من بين الأحشاء و الأمعاء خلصني من يدي هارون قال فلما دعا موسى ع بهذه الدعوات أتى هارون رجل أسود في منامه و بيده سيف قد سله فوقف على رأس هارون و هو يقول يا هارون أطلق عن موسى بن جعفر و إلا ضربت علاوتك بسيفي هذا فخاف هارون من هيبته ثم دعا الحاجب فجاء الحاجب فقال له اذهب إلى السجن فأطلق عن موسى بن جعفر قال فخرج الحاجب فقرع باب السجن فأجابه صاحب السجن فقال من ذا قال إن الخليفة يدعو موسى بن جعفر فأخرجه من سجنك و أطلق عنه فصاح السجان يا موسى إن الخليفة يدعوك فقام موسى ع مذعورا فزعا و هو يقول لا يدعوني في جوف هذا الليل إلا لشر يريد بي فقام باكيا حزينا مغموما آيسا من حياته فجاء إلى هارون و هو ترتعد فرائصه فقال سلام على هارون فرد عليه السلام ثم قال له هارون ناشدتك بالله هل دعوت في جوف هذه الليلة بدعوات فقال نعم قال و ما هن قال جددت طهورا و صليت لله عز و جل أربع ركعات و رفعت طرفي إلى السماء و قلت يا سيدي خلصني من يد هارون و ذكره و شره و ذكر له ما كان من دعائه فقال هارون قد استجاب الله دعوتك يا حاجب أطلق عن هذا ثم دعا بخلع فخلع عليه ثلاثا و حمله على فرسه و أكرمه و صيره نديما لنفسه ثم قال هات الكلمات فعلمه فأطلق عنه و سلمه إلى الحاجب ليسلمه إلى الدار و يكون معه فصار موسى بن جعفر ع كريما شريفا عند هارون و كان يدخل عليه في كل خميس إلى أن حبسه الثانية فلم يطلق عنه حتى سلمه إلى السندي بن شاهك و قتله بالسم
21- لي، ]الأمالي للصدوق[ مثله إلى قوله في كل يوم خميس
22- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الغضائري عن الصدوق مثله
23- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ مرسلا مثله مع اختصار ثم قال و في رواية الفضل بن الربيع أنه قال صر إلى حبسنا و أخرج موسى بن جعفر و ادفع إليه ثلاثين ألف درهم و اخلع عليه خمس خلع و احمله على ثلاث مراكب و خيره إما المقام معنا أو الرحيل إلى أي البلاد أحب فلما عرض الخلع عليه أبي أن يقبلها
بيان العلاوة بالكسر أعلى الرأس
24- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ محمد بن علي بن محمد بن حاتم عن عبد الله بن بحر الشيباني قال حدثني الخرزي أبو العباس بالكوفة قال حدثني الثوباني قال كانت لأبي الحسن موسى بن جعفر ع بضع عشرة سنة كل يوم سجدة بعد ابيضاض الشمس إلى وقت الزوال قال فكان هارون ربما صعد سطحا يشرف منه على الحبس الذي حبس فيه أبا الحسن ع فكان يرى أبا الحسن ع ساجدا فقال للربيع ما ذاك الثوب الذي أراه كل يوم في ذلك الموضع قال يا أمير المؤمنين ما ذاك بثوب و إنما هو موسى بن جعفر له كل يوم سجدة بعد طلوع الشمس إلى وقت الزوال قال الربيع فقال لي هارون أما إن هذا من رهبان بني هاشم قلت فما لك فقد ضيقت عليه في الحبس قال هيهات لا بد من ذلك
25- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الطالقاني عن محمد بن يحيى الصولي عن أحمد بن عبد الله عن علي بن محمد بن سليمان النوفلي قال سمعت أبي يقول لما قبض الرشيد على موسى بن جعفر ع و هو عند رأس النبي ص قائما يصلي فقطع عليه صلاته و حمل و هو يبكي و يقول إليك أشكو يا رسول الله ما ألقى و أقبل الناس من كل جانب يبكون و يضجون فلما حمل إلى بين يدي الرشيد شتمه و جفاه فلما جن عليه الليل أمر ببيتين فهيئا له فحمل موسى بن جعفر ع إلى أحدهما في خفاء و دفعه إلى حسان السروي و أمره أن يصير به في قبة إلى البصرة فيسلمه إلى عيسى بن جعفر بن أبي جعفر و هو أميرها و وجه قبة أخرى علانية نهارا إلى الكوفة معها جماعة ليعمي على الناس أمر موسى بن جعفر ع فقدم حسان البصرة قبل التروية بيوم فدفعه إلى عيسى بن جعفر بن أبي جعفر نهارا علانية حتى عرف ذلك و شاع أمره فحبسه عيسى في بيت من بيوت المحبس الذي كان يحبس فيه و أقفل عليه و شغله عنه العيد فكان لا يفتح عنه الباب إلا في حالتين حال يخرج فيها إلى الطهور و حال يدخل إليه فيها الطعام قال أبي فقال لي الفيض بن أبي صالح و كان نصرانيا ثم أظهر الإسلام و كان زنديقا و كان يكتب لعيسى بن جعفر و كان بي خاصا فقال يا أبا عبد الله لقد سمع هذا الرجل الصالح في أيامه هذه في هذه الدار التي هو فيها من ضروب الفواحش و المناكير ما أعلم و لا شك أنه لم يخطر بباله قال أبي و سعي بي في تلك الأيام إلى عيسى بن جعفر بن أبي جعفر علي بن يعقوب بن عون بن العباس بن ربيعة في رقعة دفعها إليه أحمد بن أسيد حاجب عيسى قال و كان علي بن يعقوب من مشايخ بني هاشم و كان أكبرهم سنا و كان مع سنه يشرب الشراب و يدعو أحمد بن أسيد إلى منزله فيحتفل له و يأتيه بالمغنين و المغنيات و يطمع في أن يذكره لعيسى فكان في رقعته التي دفعها إليه إنك تقدم علينا محمد بن سليمان في إذنك و إكرامك و تخصه بالمسك و فينا من هو أسن منه و هو يدين بطاعة موسى بن جعفر المحبوس عندك قال أبي فإني لقائل في يوم قائظ إذ حركت حلقة الباب علي فقلت ما هذا فقال لي الغلام قعنب بن يحيى على الباب يقول لا بد من لقائك الساعة فقلت ما جاء إلا لأمر ائذنوا له فدخل فخبرني عن الفيض بن أبي صالح بهذه القصة و الرقعة و قد كان قال لي الفيض بعد ما أخبرني لا تخبر أبا عبد الله فتخوفه فإن الرافع عند الأمير لم يجد فيه مساغا و قد قلت للأمير أ في نفسك من هذا شيء حتى أخبر أبا عبد الله فيأتيك فيحلف على كذبه فقال لا تخبره فتغمه فإن ابن عمه إنما حمله على هذا لحسد له فقلت له أيها الأمير أنت تعلم أنك لا تخلو بأحد خلوتك به فهل حملك على أحد قط قال معاذ الله قلت فلو كان له مذهب يخالف فيه الناس لأحب أن يحملك عليه قال أجل و معرفتي به أكثر قال أبي فدعوت بدابتي و ركبت إلى الفيض من ساعتي فصرت إليه و معي قعنب في الظهيرة فاستأذنت عليه فأرسل إلي جعلت فداك قد جلست مجلسا أرفع قدرك عنه و إذا هو جالس على شرابه فأرسلت إليه لا بد من لقائك فخرج إلي في قميص دقيق و إزار مورد فأخبرته بما بلغني فقال لقعنب لا جزيت خيرا أ لم أتقدم إليك أن لا تخبر أبا عبد الله فتغمه ثم قال لا بأس فليس في قلب الأمير من ذلك شيء قال فما مضت بعد ذلك إلا أيام يسيرة حتى حمل موسى بن جعفر ع سرا إلى بغداد و حبس ثم أطلق ثم حبس و سلم إلى السندي بن شاهك فحبسه و ضيق عليه ثم بعث إليه الرشيد بسم في رطب و أمره أن يقدمه إليه و يحتم عليه في تناوله منه ففعل فمات صلوات الله عليه
إيضاح احتفل القوم اجتمعوا و ما احتفل به ما بالي
26- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ تميم القرشي عن أبيه عن أحمد بن علي الأنصاري عن سليمان بن جعفر البصري عن عمر بن واقد قال إن هارون الرشيد لما ضاق صدره مما كان يظهر له من فضل موسى بن جعفر ع و ما كان يبلغه عنه من قول الشيعة بإمامته و اختلافهم في السر إليه بالليل و النهار خشية على نفسه و ملكه ففكر في قتله بالسم فدعا برطب فأكل منه ثم أخذ صينية فوضع فيها عشرين رطبة و أخذ سلكان فعركه في السم و أدخله في سم الخياط و أخذ رطبة من ذلك الرطب فأقبل يردد إليها ذلك السم بذلك الخيط حتى علم أنه قد حصل السم فيها فاستكثر منه ثم ردها في ذلك الرطب و قال لخادم له احمل هذه الصينية إلى موسى بن جعفر و قل له إن أمير المؤمنين أكل من هذا الرطب و تنغص لك به و هو يقسم عليك بحقه لما أكلتها عن آخر رطبة فإني اخترتها لك بيدي و لا تتركه يبقي منها شيئا و لا يطعم منها أحدا فأتاه بها الخادم و أبلغه الرسالة فقال له ائتني بخلال فناوله خلالا و قام بإزائه و هو يأكل من الرطب و كانت للرشيد كلبة تعز عليه فجذبت نفسها و خرجت تجر سلاسلها من ذهب و جوهر حتى حاذت موسى بن جعفر ع فبادر بالخلال إلى الرطبة المسمومة و رمى بها إلى الكلبة فأكلتها فلم تلبث أن ضربت بنفسها الأرض و عوت و تهرت قطعة قطعة و استوفى ع باقي الرطب و حمل الغلام الصينية حتى صار بها إلى الرشيد فقال له قد أكل الرطب عن آخره قال نعم يا أمير المؤمنين قال فكيف رأيته قال ما أنكرت منه شيئا يا أمير المؤمنين قال ثم ورد عليه خبر الكلبة و أنها قد تهرت و ماتت فقلق الرشيد لذلك قلقا شديدا و استعظمه و وقف على الكلبة فوجدها متهرئة بالسم فأحضر الخادم و دعا له بسيف و نطع و قال له لتصدقني عن خبر الرطب أو لأقتلنك فقال يا أمير المؤمنين إني حملت الرطب إلى موسى بن جعفر و أبلغته سلامك و قمت بإزائه فطلب مني خلالا فدفعته إليه فأقبل يغرز في الرطبة بعد الرطبة و يأكلها حتى مرت الكلبة فغرز الخلال في رطبة من ذلك الرطب فرمى بها فأكلتها الكلبة و أكل هو باقي الرطب فكان ما ترى يا أمير المؤمنين فقال الرشيد ما ربحنا من موسى إلا أنا أطعمناه جيد الرطب و ضيعنا سمنا و قتل كلبتنا ما في موسى حيلة ثم إن سيدنا موسى ع دعا بالمسيب و ذلك قبل وفاته بثلاثة أيام و كان موكلا به فقال له يا مسيب فقال لبيك يا مولاي قال إني ظاعن في هذه الليلة إلى المدينة مدينة جدي رسول الله ص لأعهد إلى علي ابني ما عهده إلي أبي و أجعله وصيي و خليفتي و آمره بأمري قال المسيب فقلت يا مولاي كيف تأمرني أن أفتح لك الأبواب و أقفالها و الحرس معي على الأبواب فقال يا مسيب ضعف يقينك في الله عز و جل و فينا فقلت لا يا سيدي قال فمه قلت يا سيدي ادع الله أن يثبتني فقال اللهم ثبته ثم قال إني أدعو الله عز و جل باسمه العظيم الذي دعا به آصف حتى جاء بسرير بلقيس فوضعه بين يدي سليمان قبل ارتداد طرفه إليه حتى يجمع بيني و بين ابني علي بالمدينة قال المسيب فسمعته ع يدعو ففقدته عن مصلاه فلم أزل قائما على قدمي حتى رأيته قد عاد إلى مكانه و أحاد الحديد إلى رجليه فخررت لله ساجدا لوجهي شكرا على ما أنعم به علي من معرفته فقال لي ارفع رأسك يا مسيب و اعلم أني راحل إلى الله عز و جل في ثالث هذا اليوم قال فبكيت فقال لي لا تبك يا مسيب فإن عليا ابني هو إمامك و مولاك بعدي فاستمسك بولايته فإنك لا تضل ما لزمته فقلت الحمد لله قال ثم إن سيدي ع دعاني في ليلة اليوم الثالث فقال لي إني على ما عرفتك من الرحيل إلى الله عز و جل فإذا دعوت بشربة من ماء فشربتها و رأيتني قد انتفخت و ارتفع بطني و اصفر لوني و احمر و اخضر و تلون ألوانا فخبر الطاغية بوفاتي فإذا رأيت بي هذا الحدث فإياك أن تظهر عليه أحدا و لا على من عندي إلا بعد وفاتي قال المسيب بن زهير فلم أزل أرقب وعده حتى دعا ع بالشربة فشربها ثم دعاني فقال لي يا مسبب إن هذا الرجس السندي بن شاهك سيزعم أنه
يتولى غسلي و دفني و هيهات هيهات أن يكون ذلك أبدا فإذا حملت إلى المقبرة المعروفة بمقابر قريش فألحدوني بها و لا ترفعوا قبري فوق أربع أصابع مفرجات و لا تأخذوا من تربتي شيئا لتتبركوا به فإن كل تربة لنا محرمة إلا تربة جدي الحسين بن علي ع فإن الله عز و جل جعلها شفاء لشيعتنا و أوليائنا قال ثم رأيت شخصا أشبه الأشخاص به ع جالسا إلى جانبه و كان عهدي بسيدي الرضا ع و هو غلام فأردت سؤاله فصاح بي سيدي موسى ع و قال لي أ ليس قد نهيتك يا مسيب فلم أزل صابرا حتى مضى و غاب الشخص ثم أنهيت الخبر إلى الرشيد فوافى السندي بن شاهك فو الله لقد رأيتهم بعيني و هم يظنون أنهم يغسلونه فلا تصل أيديهم إليه و يظنون أنهم يحنطونه و يكفنونه و أراهم لا يصنعون به شيئا و رأيت ذلك الشخص يتولى غسله و تحنيطه و تكفينه و هو يظهر المعاونة لهم و هم لا يعرفونه فلما فرغ من أمره قال لي ذلك الشخص يا مسيب مهما شككت فيه فلا تشكن في فإني إمامك و مولاك و حجة الله عليك بعد أبي يا مسيب مثلي مثل يوسف الصديق ع و مثلهم مثل إخوته حين دخلوا عليه فَعَرَفَهُمْ وَ هُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ ثم حمل ع حتى دفن في مقابر قريش و لم يرفع قبره أكثر مما أمر به ثم رفعوا قبره بعد ذلك و بنوا عليه
بيان العرك الدلك و تنغصت عيشه أي تكدرت و هرأت اللحم و هرأته تهرئة إذا أجدت إنضاجه فتهرأ حتى سقط عن العظم
27- ك، ]إكمال الدين[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الطالقاني عن أحمد بن محمد بن عامر عن الحسن بن محمد القطعي عن الحسن بن علي النخاس العدل عن الحسن بن عبد الواحد الخزاز عن علي بن جعفر بن عمر عن عمر بن واقد قال أرسل إلي السندي بن شاهك في بعض الليل و أنا ببغداد يستحضرني فخشيت أن يكون ذلك لسوء يريده بي فأوصيت عيالي بما احتجت إليه و قلت إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ثم ركبت إليه فلما رآني مقبلا قال يا أبا حفص لعلنا أرعبناك و أفزعناك قلت نعم قال فليس هنا إلا خير قلت فرسول تبعثه إلى منزلي يخبرهم خبري فقال نعم ثم قال يا أبا حفص أ تدري لم أرسلت إليك فقلت لا فقال أ تعرف موسى بن جعفر فقلت إي و الله إني لأعرفه و بيني و بينه صداقة منذ دهر فقال من هاهنا ببغداد يعرفه ممن يقبل قوله فسميت له أقواما و وقع في نفسي أنه ع قد مات قال فبعث و جاء بهم كما جاء بي فقال هل تعرفون قوما يعرفون موسى بن جعفر فسموا له قوما فجاء بهم فأصبحنا و نحن في الدار نيف و خمسون رجلا ممن يعرف موسى بن جعفر ع و قد صحبه قال ثم قام فدخل و صلينا فخرج كاتبه و معه طومار فكتب أسماءنا و منازلنا و أعمالنا و حلانا ثم دخل إلى السندي قال فخرج السندي فضرب يده إلي فقال لي قم يا أبا حفص فنهضت و نهض أصحابنا و دخلنا فقال لي يا أبا حفص اكشف الثوب عن وجه موسى بن جعفر فكشفته فرأيته ميتا فبكيت و استرجعت ثم قال للقوم انظروا إليه فدنا واحد بعد واحد فنظروا إليه ثم قال تشهدون كلكم أن هذا موسى بن جعفر بن محمد فقلنا نعم نشهد أنه موسى بن جعفر بن محمد ع ثم قال يا غلام اطرح على عورته منديلا و اكشفه قال ففعل فقال أ ترون به أثرا تنكرونه فقلنا لا ما نرى به شيئا و لا نراه إلا ميتا قال فلا تبرحوا حتى تغسلوه و أكفنه و أدفنه قال فلم نبرح حتى غسل و كفن و حمل فصلى عليه السندي بن شاهك و دفناه و رجعناه فكان عمر بن واقد يقول ما أحد هو أعلم بموسى بن جعفر ع مني كيف يقولون إنه حي و أنا دفنته
28- ن الطالقاني عن الحسن بن علي بن زكريا عن محمد بن خليلان قال حدثني أبي عن أبيه عن جده عن عتاب بن أسيد عن جماعة عن مشايخ أهل المدينة قالوا لما مضى خمس عشرة سنة من ملك الرشيد استشهد ولي الله موسى بن جعفر ع مسموما سمه السندي بن شاهك بأمر الرشيد في الحبس المعروف بدار المسيب بباب الكوفة و فيه السدرة و مضى ع إلى رضوان الله و كرامته يوم الجمعة لخمس خلون من رجب سنة ثلاث و ثمانين و مائة من الهجرة و قد تم عمره أربعا و خمسين سنة و تربته بمدينة السلام في الجانب الغربي بباب التين في المقبرة المعروفة بمقابر قريش
29- ك، ]إكمال الدين[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ابن عبدوس عن ابن قتيبة عن حمدان بن سليمان عن الحسن بن عبد الله الصيرفي عن أبيه قال توفي موسى بن جعفر ع في يدي السندي بن شاهك فحمل على نعش و نودي عليه هذا إمام الرافضة فاعرفوه فلما أتي به مجلس الشرطة أقام أربعة نفر فنادوا ألا من أراد أن يرى الخبيث ابن الخبيث موسى بن جعفر فليخرج و خرج سليمان بن أبي جعفر من قصره إلى الشط فسمع الصياح و الضوضاء فقال لولده و غلمانه ما هذا قالوا السندي بن شاهك ينادي على موسى بن جعفر على نعش فقال لولده و غلمانه يوشك أن يفعل هذا به في الجانب الغربي فإذا عبر به فانزلوا مع غلمانكم فخذوه من أيديهم فإن مانعوكم فاضربوهم و خرقوا ما عليهم من السواد فلما عبروا به نزلوا إليهم فأخذوه من أيديهم و ضربوهم و خرقوا عليهم سوادهم و وضعوه في مفرق أربعة طرق و أقام المنادين ينادون ألا من أراد الطيب ابن الطيب موسى بن جعفر فليخرج و حضر الخلق و غسل و حنط بحنوط فاخر و كفنه بكفن فيه حبرة استعملت له بألفين و خمسمائة دينار عليها القرآن كله و احتفى و مشى في جنازته متسلبا مشقوق الجيب إلى مقابر قريش فدفنه ع هناك و كتب بخبره إلى الرشيد فكتب إلى سليمان بن أبي جعفر وصلتك رحم يا عم و أحسن الله جزاءك و الله ما فعل السندي بن شاهك لعنه الله ما فعله عن أمرنا
بيان شرط السلطان نخبة أصحابه الذين يقدمهم على غيرهم من جنده و الضوضاء أصوات الناس و غلبتهم و السلب خلع لباس الزينة و لبس أثواب المصيبة
30- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الهمداني عن علي عن أبيه عن سليمان بن حفص قال إن هارون الرشيد قبض على موسى بن جعفر ع سنة تسع و سبعين و مائة و توفي في حبسه ببغداد لخمس ليال بقين من رجب سنة ثلاث و ثمانين و مائة و هو ابن سبع و أربعين سنة و دفن في مقابر قريش و كانت إمامته خمسا و ثلاثين سنة و أشهرا و أمه أم ولد يقال لها حميدة و هي أم أخويه إسحاق و محمد ابني جعفر و نص على ابنه علي بن موسى الرضا ع بالإمامة بعده
بيان لعل في لفظ الأربعين تصحيفا
31- ك، ]إكمال الدين[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الهمداني عن علي عن أبيه محمد بن صدقة العنبري قال لما توفي أبو إبراهيم موسى بن جعفر ع جمع هارون الرشيد شيوخ الطالبية و بني العباس و سائر أهل المملكة و الحكام و أحضر أبا إبراهيم موسى بن جعفر فقال هذا موسى بن جعفر قد مات حتف أنفه و ما كان بيني و بينه ما أستغفر الله منه في أمره يعني في قتله فانظروا إليه فدخل عليه سبعون رجلا من شيعته فنظروا إلى موسى بن جعفر و ليس به أثر جراحة و لا خنق و كان في رجله أثر الحناء فأخذه سليمان بن أبي جعفر فتولى غسله و تكفينه و تحفى و تحسر في جنازته
32- ب، ]قرب الإسناد[ أحمد بن محمد عن أبي قتادة عن أبي خالد الزباني قال قدم أبو الحسن موسى ع زبالة و معه جماعة من أصحاب المهدي بعثهم المهدي في إشخاصه إليه و أمرني بشراء حوائج له و نظر إلي و أنا مغموم فقال يا أبا خالد ما لي أراك مغموما قلت جعلت فداك هو ذا تصير إلى هذا الطاغية و لا آمنه عليك فقال يا أبا خالد ليس علي منه بأس إذا كانت سنة كذا و كذا و شهر كذا و كذا و يوم كذا و كذا فانتظرني في أول الميل فإني أوافيك إن شاء الله قال فما كانت لي همة إلا إحصاء الشهور و الأيام فغدوت إلى أول الميل في اليوم الذي وعدني فلم أزل أنتظره إلى أن كادت الشمس أن تغيب فلم أر أحدا فشككت فوقع في قلبي أمر عظيم فنظرت قرب الليل فإذا سواد قد رفع قال فانتظرته فوافاني أبو الحسن ع أمام القطار على بغلة له فقال أيهن يا أبا خالد قلت لبيك جعلت فداك قال لا تشكن ود و الله الشيطان أنك شككت قلت قد كان و الله ذلك جعلت فداك قال فسررت بتخليصه و قلت الحمد لله الذي خلصك من الطاغية فقال يا أبا خالد إن لي إليهم عودة لا أتخلص منهم
33- كشف، ]كشف الغمة[ من دلائل الحميري عن أحمد بن محمد مثله
34- ب، ]قرب الإسناد[ اليقطيني عن يونس عن علي بن سويد السائي قال كتب إلي أبو الحسن الأول ع في كتاب أن أول ما أنعى إليك نفسي في ليالي هذه غير جازع و لا نادم و لا شاك فيما هو كائن مما قضى الله و حتم فاستمسك بعروة الدين آل محمد و العروة الوثقى الوصي بعد الوصي و المسالمة و الرضا بما قالوا
35- غط، ]الغيبة للشيخ الطوسي[ يونس بن عبد الرحمن قال حضر الحسين بن علي الرواسي جنازة أبي إبراهيم ع فلما وضع على شفير القبر إذا رسول من السندي بن شاهك قد أتى أبا المضا خليفته و كان مع الجنازة أن اكشف وجهه للناس قبل أن تدفنه حتى يروه صحيحا لم يحدث به حدث قال فكشف عن وجه مولاي حتى رأيته و عرفته ثم غطى وجهه و أدخل قبره صلى الله عليه
36- غط، ]الغيبة للشيخ الطوسي[ اليقطيني قال أخبرتني رحيم أم ولد الحسين بن علي بن يقطين و كانت امرأة حرة فاضلة قد حجت نيفا و عشرين حجة عن سعيد مولاه و كان يخدمه في الحبس و يختلف في حوائجه أنه حضر حين مات كما يموت الناس من قوة إلى ضعف إلى أن قضى ع
37- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ غط، ]الغيبة للشيخ الطوسي[ محمد البرقي عن محمد بن غياث المهلبي قال لما حبس هارون الرشيد أبا إبراهيم موسى ع و أظهر الدلائل و المعجزات و هو في الحبس تحير الرشيد فدعا يحيى بن خالد البرمكي فقال له يا أبا علي أ ما ترى ما نحن فيه من هذه العجائب أ لا تدبر في أمر هذا الرجل تدبيرا تريحنا من غمه فقال له يحيى بن خالد الذي أراه لك يا أمير المؤمنين أن تمتن عليه و تصل رحمه فقد و الله أفسد علينا قلوب شيعتنا و كان يحيى يتولاه و هارون لا يعلم ذلك فقال هارون انطلق إليه و أطلق عنه الحديد و أبلغه عني السلام و قل له يقول لك ابن عمك أنه قد سبق مني فيك يمين أني لا أخليك حتى تقر لي بالإساءة و تسألني العفو عما سلف منك و ليس عليك في إقرارك عار و لا في مسألتك إياي منقصة و هذا يحيى بن خالد هو ثقتي و وزيري و صاحب أمري فسله بقدر ما أخرج من يميني و انصرف راشدا قال محمد بن غياث فأخبرني موسى بن يحيى بن خالد أن أبا إبراهيم قال ليحيى يا أبا علي أنا ميت و إنما بقي من أجلي أسبوع اكتم موتي و ائتني يوم الجمعة عند الزوال و صل علي أنت و أوليائي فرادى و انظر إذا سار هذا الطاغية إلى الرقة و عاد إلى العراق لا يراك و لا تراه لنفسك فإني رأيت في نجمك و نجم ولدك و نجمه أنه يأتي عليكم فاحذروه ثم قال يا أبا علي أبلغه عني يقول لك موسى بن جعفر رسولي يأتيك يوم الجمعة فيخبرك بما ترى و ستعلم غدا إذا جاثيتك بين يدي الله من الظالم و المعتدي على صاحبه و السلام فخرج يحيى من عنده و احمرت عيناه من البكاء حتى دخل على هارون فأخبره بقصته و ما ورد عليه فقال هارون إن لم يدع النبوة بعد أيام فما أحسن حالنا فلما كان يوم الجمعة توفي أبو إبراهيم ع و قد خرج هارون إلى المدائن قبل ذلك فأخرج إلى الناس حتى نظروا إليه ثم دفن ع و رجع الناس فافترقوا فرقتين فرقة تقول مات و فرقة تقول لم يمت
38- غط، ]الغيبة للشيخ الطوسي[ أخبرنا أحمد بن عبدون سماعا و قراءة عليه قال أخبرنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني قال حدثني أحمد بن عبيد الله بن عمار قال حدثنا علي بن محمد النوفلي عن أبيه قال الأصبهاني و حدثني أحمد بن سعيد قال حدثني محمد بن الحسن العلوي و حدثني غيرهما ببعض قصته و جمعت ذلك بعضه إلى بعض قالوا كان السبب في أخذ موسى بن جعفر ع أن الرشيد جعل ابنه في حجر جعفر بن محمد بن الأشعث فحسده يحيى بن خالد البرمكي و قال إن أفضت الخلافة إليه زالت دولتي و دولة ولدي فاحتال على جعفر بن محمد و كان يقول بالإمامة حتى داخله و آنس إليه و كان يكثر غشيانه في منزله فيقف على أمره فيرفعه إلى الرشيد و يزيد عليه بما يقدح في قلبه ثم قال يوما لبعض ثقاته أ تعرفون لي رجلا من آل أبي طالب ليس بواسع الحال يعرفني ما أحتاج إليه فدل على علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد فحمل إليه يحيى بن خالد مالا و كان موسى يأنس إليه و يصله و ربما أفضى إليه بأسراره كلها فكتب ليشخص به فأحس موسى بذلك فدعاه فقال إلى أين يا ابن أخي قال إلى بغداد قال و ما تصنع قال علي دين و أنا مملق قال فأنا أقضي دينك و أفعل بك و أصنع فلم يلتفت إلى ذلك فقال له انظر يا ابن أخي لا تؤتم أولادي و أمر له بثلاثمائة دينار و أربعة آلاف درهم فلما قام من بين يديه قال أبو الحسن موسى ع لمن حضره و الله ليسعين في دمي و يؤتمن أولادي فقالوا له جعلنا الله فداك فأنت تعلم هذا من حاله و تعطيه و تصله فقال لهم نعم حدثني أبي عن آبائه عن رسول الله ص أن الرحم إذا قطعت فوصلت قطعها الله فخرج علي بن إسماعيل حتى أتى إلى يحيى بن خالد فتعرف منه خبر موسى بن جعفر و رفعه إلى الرشيد و زاد عليه و قال له إن الأموال تحمل إليه من المشرق و المغرب و إن له بيوت أموال و إنه اشترى ضيعة بثلاثين ألف دينار فسماها اليسيرة و قال له صاحبها و قد أحضر المال لا آخذ هذا النقد و لا آخذ إلا نقد كذا فأمر بذلك المال فرد و أعطاه ثلاثين ألف دينار من النقد الذي سأل بعينه فرفع ذلك كله إلى الرشيد فأمر له بمائتي ألف درهم يسبب له على بعض النواحي فاختار كور المشرق و مضت رسله ليقبض المال و دخل هو في بعض الأيام إلى الخلاء فزحر زحرة خرجت منها حشوته كلها فسقط و جهدوا في ردها فلم يقدروا فوقع لما به و جاءه المال و هو ينزع فقال ما أصنع به و أنا في الموت و حج الرشيد في تلك السنة فبدأ بقبر النبي ص فقال يا رسول الله إني أعتذر إليك من شيء أريد أن أفعله أريد أن احبس موسى بن جعفر فإنه يريد التشتت بين أمتك و سفك دمائها ثم أمر به فأخذ من المسجد فأدخل إليه فقيده و أخرج من داره بغلان عليهما قبتان مغطاتان هو في إحداهما و وجه مع كل واحدة
منهما خيلا فأخذ بواحدة على طريق البصرة و الأخرى على طريق الكوفة ليعمي على الناس أمره و كان في التي مضت إلى البصرة و أمر الرسول أن يسلمه إلى عيسى بن جعفر بن المنصور و كان على البصرة حينئذ فمضى به فحبسه عنده سنة ثم كتب إلى الرشيد أن خذه مني و سلمه إلى من شئت و إلا خليت سبيله فقد اجتهدت بأن أجد عليه حجة فما أقدر على ذلك حتى أني لأتسمع عليه إذا دعا لعله يدعو علي أو عليك فما أسمعه يدعو إلا لنفيه يسأل الرحمة و المغفرة فوجه من تسلمه منه و حبسه عند الفضل بن الربيع ببغداد فبقي عنده مدة طويلة و أراده الرشيد على شيء من أمره فأبى فكتب بتسليمه إلى الفضل بن يحيى فتسلمه منه و أراد ذلك منه فلم يفعل و بلغه أنه عنده في رفاهية و سعة و هو حينئذ بالرقة فأنفذ مسرور الخادم إلى بغداد على البريد و أمره أن يدخل من فوره إلى موسى بن جعفر فيعرف خبره فإن كان الأمر على ما بلغه أوصل كتابا منه إلى العباس بن محمد و أمره بامتثاله و أوصل منه كتابا آخر إلى السندي بن شاهك يأمره بطاعة العباس فقدم مسرور فنزل دار الفضل بن يحيى لا يدري أحد ما يريد ثم دخل على موسى بن جعفر ع فوجده على ما بلغ الرشيد فمضى من فوره إلى العباس بن محمد و السندي فأوصل الكتابين إليهما فلم يلبث الناس أن خرج الرسول يركض إلى الفضل بن يحيى فركب معه و خرج مشدوها دهشا حتى دخل على العباس فدعا بسياط و عقابين فوجه ذلك إلى السندي و أمر بالفضل فجرد ثم ضربه مائة سوط و خرج متغير اللون خلاف ما دخل فأذهبت نخوته فجعل يسلم على الناس يمينا و شمالا و كتب مسرور بالخبر إلى الرشيد فأمر بتسليم موسى إلى السندي بن شاهك و جلس مجلسا حافلا و قال أيها الناس إن الفضل بن يحيى قد عصاني و خالف طاعتي و رأيت أن ألعنه فالعنوه فلعنه الناس من كل ناحية حتى ارتج البيت و الدار بلعنه و بلغ يحيى بن خالد فركب إلى الرشيد و دخل من غير الباب الذي يدخل الناس منه حتى جاءه من خلفه و هو لا يشعر ثم قال التفت إلي يا أمير المؤمنين فأصغى إليه فزعا فقال له إن الفضل حدث و أنا أكفيك ما تريد فانطلق وجهه و سر و أقبل على الناس فقال إن الفضل كان عصاني في شيء فلعنته و قد تاب و أناب إلى طاعتي فتولوه فقالوا له نحن أولياء من واليت و أعداء من عاديت و قد توليناه ثم خرج يحيى بن خالد بنفسه على البريد حتى أتى بغداد فماج الناس و أرجفوا بكل شيء فأظهر أنه ورد لتعديل السواد و النظر في أمر العمال و تشاغل ببعض ذلك و دعا السندي فأمره فيه بأمره فامتثله و سأل موسى ع السندي عند وفاته أن يحضره مولى له ينزل عند دار العباس بن محمد في أصحاب القصب ليغسله ففعل ذلك قال و سألته أن يأذن لي أن أكفنه فأبى و قال إنا أهل بيت مهور نسائنا و حج صرورتنا و أكفان موتانا من طهرة أموالنا و عندي كفني فلما مات أدخل عليه الفقهاء و وجوه أهل بغداد و فيهم الهيثم بن عدي و غيره فنظروا إليه لا أثر به و شهدوا على ذلك و أخرج فوضع على الجسر ببغداد و نودي هذا موسى بن جعفر قد مات فانظروا إليه فجعل الناس يتفرسون في وجهه و هو ع ميت قال و حدثني رجل من بعض الطالبيين أنه نودي عليه هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرافضة أنه لا يموت فانظروا إليه فنظروا إليه قالوا و حمل فدفن في مقابر قريش فوقع قبره إلى جانب رجل من النوفليين يقال له عيسى بن عبد الله
39- شا، ]الإرشاد[ أحمد بن عبيد الله بن عمار عن علي بن محمد النوفلي عن أبيه و أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى عن مشايخهم مثله مع تغيير ما
بيان الإملاق الافتقار قوله يسبب له أي يكتب له فإن الكتاب سبب لتحصيل المال و شده الرجل شدها فهو مشدوه أي دهش قوله حافلا أي ممتلئا قوله فماج الناس أي اضطربوا
40- ير، ]بصائر الدرجات[ عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن أحمد بن عمر قال سمعته يقول يعني أبا الحسن الرضا ع إني طلقت أم فروة بنت إسحاق في رجب بعد موت أبي بيوم قلت له جعلت فداك طلقتها و قد علمت موت أبي الحسن قال نعم
بيان قيل الطلاق بعد الموت مبني على أن العلم الذي هو مناط الأحكام الشرعية هو العلم الظاهر على الوجه المتعارف. أقول يمكن أن يكون هذا من خصائصهم ع لإزالة الشرف الذي حصل لهن بسبب الزواج كما طلق أمير المؤمنين ع عائشة يوم الجمل أو أراد تطليقها لتخرج من عداد أمهات المؤمنين و لعله ع إنما طلقها لعلمه بأنها ستريد التزويج و لا يمكنه ع منعها عن ذلك تقية فطلقها ليجوز لها ذلك و يحتمل وجهين آخرين الأول أن يكون التطليق بالمعنى اللغوي أي جعلت أمرها إليها تذهب حيث شاءت الثاني أن يكون ع علم صلاحها في تزويجها قريبا فأخبرها بالموت لتعتد عدة الوفاة و طلقها ظاهرا لعدم تشنيع العامة في ذلك
41- ير، ]بصائر الدرجات[ عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن صفوان قال قلت لأبي الحسن الرضا ع رووا عنك في موت أبي الحسن أن رجلا قال لك علمت ذلك بقول سعيد فقال جاءني سعيد بما قد كنت علمته قبل مجيئه
42- خص، ]منتخب البصائر[ ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن إبراهيم بن أبي محمود عن بعض أصحابنا قال قلت للرضا ع الإمام يعلم إذا مات قال نعم يعلم بالتعليم حتى يتقدم في الأمر قلت علم أبو الحسن ع بالرطب و الريحان المسمومين اللذين بعث إليه يحيى بن خالد قال نعم قلت فأكله و هو يعلم قال أنساه لينفذ فيه الحكم
43- خص، ]منتخب البصائر[ ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن إبراهيم بن أبي محمود قال قلت الإمام يعلم متى يموت قال نعم قلت حيث ما بعث إليه يحيى بن خالد برطب و ريحان مسمومين علم به قال نعم قلت فأكله و هو يعلم فيكون معينا على نفسه فقال لا يعلم قبل ذلك ليتقدم فيما يحتاج إليه فإذا جاء الوقت ألقى الله على قلبه النسيان ليقضي فيه الحكم
بيان ما ذكر في هذين الخبرين أحد الوجوه في الجمع بين ما دل على علمهم بما يئول إليه أمرهم و بالأسباب التي يترتب عليها هلاكهم مع تعرضهم لها و بين عدم جواز إلقاء النفس إلى التهلكة و يمكن أن يقال مع قطع النظر عن الخبر أن التحرز عن أمثال تلك الأمور إنما يكون فيمن لم يعلم جميع أسباب التقادير الحتمية و إلا فيلزم أن لا يجري عليهم شيء من التقديرات المكروهة و هذا مما لا يكون. و الحاصل أن أحكامهم الشرعية منوطة بالعلوم الظاهرة لا بالعلوم الإلهامية و كما أن أحوالهم في كثير من الأمور مباينة لأحوالنا فكذا تكاليفهم مغايرة لتكاليفنا على أنه يمكن أن يقال لعلهم علموا أنهم لو لم يفعلوا ذلك لأهلكوهم بوجه أشنع من ذلك فاختاروا أيسر الأمرين و العلم بعصمتهم و جلالتهم و كون جميع أفعالهم جارية على قانون الحق و الصواب كاف لعدم التعرض لبيان الحكمة في خصوصيات أحوالهم لأولي الألباب و قد مر بعض الكلام في ذلك في باب شهادة أمير المؤمنين و باب شهادة الحسن و باب شهادة الحسين صلوات الله عليهم أجمعين
-44 غط، ]الغيبة للشيخ الطوسي[ علي بن أحمد الموسوي عن إبراهيم بن محمد بن حمران عن يحيى بن القاسم الحذاء و غيره عن جميل بن صالح عن داود بن زربي قال بعث إلي العبد الصالح ع و هو في الحبس فقال ائت هذا الرجل يعني يحيى بن خالد فقل له يقول لك أبو فلان ما حملك على ما صنعت أخرجتني من بلادي و فرقت بيني و بين عيالي فأتيته فأخبرته فقال زبيدة طالق و عليه أغلظ الأيمان لوددت أنه غرم الساعة ألفي ألف و أنت خرجت فرجعت إليه فأبلغته فقال ارجع إليه فقل له يقول لك و الله لتخرجنني أو لأخرجن
45- شا، ]الإرشاد[ قبض الكاظم صلوات الله عليه ببغداد في حبس السندي بن شاهك لست خلون من رجب سنة ثلاث و ثمانين و مائة و له يومئذ خمس و خمسون سنة و كانت مدة خلافته و مقامه في الإمامة بعد أبيه ع خمسا و ثلاثين سنة
46- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أبو الأزهر ناصح بن علية البرجمي في حديث طويل أنه جمعني مسجد بإزاء دار السندي بن شاهك و ابن السكيت فتفاوضنا في العربية و معنا رجل لا نعرفه فقال يا هؤلاء أنتم إلى إقامة دينكم أحوج منكم إلى إقامة ألسنتكم و ساق الكلام إلى إمام الوقت و قال ليس بينكم و بينه غير هذا الجدار قلنا تعني هذا المحبوس موسى قال نعم قلنا سترنا عليك فقم من عندنا خيفة أن يراك أحد جليسنا فنؤخذ بك قال و الله لا يفعلون ذلك أبدا و الله ما قلت لكم إلا بأمره و إنه ليرانا و يسمع كلامنا و لو شاء أن يكون ثالثنا لكان قلنا فقد شئنا فادعه إلينا فإذا قد أقبل رجل من باب المسجد داخلا كادت لرؤيته العقول أن تذهل فعلمنا أنه موسى بن جعفر ع ثم قال أنا هذا الرجل و تركنا و خرجنا من المسجد مبادرا فسمعنا وجيبا شديدا و إذا السندي بن شاهك يعدو داخلا إلى المسجد معه جماعة فقلنا كان معنا رجل فدعانا إلى كذا و كذا و دخل هذا الرجل المصلي و خرج ذاك الرجل و لم نره فأمر بنا فأمسكنا ثم تقدم إلى موسى و هو قائم في المحراب فأتاه من قبل وجهه و نحن نسمع فقال يا ويحك كم تخرج بسحرك هذا و حيلتك من وراء الأبواب و الأغلاق و الأقفال و أردك فلو كنت هربت كان أحب إلي من وقوفك هاهنا أ تريد يا موسى أن يقتلني الخليفة قال فقال موسى و نحن و الله نسمع كلامه كيف أهرب و لله في أيديكم موقت لي يسوق إليها أقداره و كرامتي على أيديكم في كلام له قال فأخذ السندي بيده و مشى ثم قال للقوم دعوا هذين و اخرجوا إلى الطريق فامنعوا أحدا يمر من الناس حتى أتم أنا و هذا إلى الدار
و في كتاب الأنوار، قال العامري إن هارون الرشيد أنفذ إلى موسى بن جعفر جارية خصيفة لها جمال و وضاءة لتخدمه في السجن فقال قل له بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ لا حاجة لي في هذه و لا في أمثالها قال فاستطار هارون غضبا و قال ارجع إليه و قل له ليس برضاك حبسناك و لا برضاك أخذناك و اترك الجارية عنده و انصرف قال فمضى و رجع ثم قام هارون عن مجلسه و أنفذ الخادم إليه ليستفحص عن حالها فرآها ساجدة لربها لا ترفع رأسها تقول قدوس سبحانك سبحانك فقال هارون سحرها و الله موسى بن جعفر بسحره علي بها فأتي بها و هي ترعد شاخصة نحو السماء بصرها فقال ما شأنك قالت شأني الشأن البديع إني كنت عنده واقفة و هو قائم يصلي ليله و نهاره فلما انصرف عن صلاته بوجهه و هو يسبح الله و يقدسه قلت يا سيدي هل لك حاجة أعطيكها قال و ما حاجتي إليك قلت إني أدخلت عليك لحوائجك قال فما بال هؤلاء قالت فالتفت فإذا روضة مزهرة لا أبلغ آخرها من أولها بنظري و لا أولها من آخرها فيها مجالس مفروشة بالوشي و الديباج و عليها وصفاء و وصائف لم أر مثل وجوههم حسنا و لا مثل لباسهم لباسا عليهم الحرير الأخضر و الأكاليل و الدر و الياقوت و في أيديهم الأباريق و المناديل و من كل الطعام فخررت ساجدة حتى أقامني هذا الخادم فرأيت نفسي حيث كنت قال فقال هارون يا خبيثة لعلك سجدت فنمت فرأيت هذا في منامك قالت لا و الله يا سيدي إلا قبل سجودي رأيت فسجدت من أجل ذلك فقال الرشيد اقبض هذه الخبيثة إليك فلا يسمع هذا منها أحد فأقبلت في الصلاة فإذا قيل لها في ذلك قالت هكذا رأيت العبد الصالح ع فسئلت عن قولها قالت إني لما عاينت من الأمر نادتني الجواري يا فلانة ابعدي عن العبد الصالح حتى ندخل عليه فنحن له دونك فما زالت كذلك حتى ماتت و ذلك قبل موت موسى بأيام يسيرة
47- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ كان وفاته في مسجد هارون الرشيد و هو المعروف بمسجد المسيب و هو في الجانب الغربي باب الكوفة لأنه نقل إليه من دار تعرف بدار عمرويه و كان بين وفاة موسى ع إلى وقت حرق مقابر قريش مائتان و ستون سنة
48- كش، ]رجال الكشي[ محمد بن قولويه القمي قال حدثني بعض المشايخ و لم يذكر اسمه عن علي بن جعفر بن محمد قال جاءني محمد بن إسماعيل بن جعفر يسألني أن أسأل أبا الحسن موسى ع أن يأذن له في الخروج إلى العراق و أن يرضى عنه و يوصيه بوصية قال فتجنب حتى دخل المتوضأ و خرج و هو وقت كان يتهيأ لي أن أخلو به و أكلمه قال فلما خرج قلت له إن ابن أخيك محمد بن إسماعيل يسألك أن تأذن له في الخروج إلى العراق و أن توصيه فأذن له ع فلما رجع إلى مجلسه قام محمد بن إسماعيل و قال يا عم أحب أن توصيني فقال أوصيك أن تتقي الله في دمي فقال لعن الله من يسعى في دمك ثم قال يا عم أوصني فقال أوصيك أن تتقي الله في دمي قال ثم ناوله أبو الحسن ع صرة فيها مائة و خمسون دينارا فقبضها محمد ثم ناوله أخرى فيها مائة و خمسون دينارا فقبضها ثم أعطاه صرة أخرى فيها مائة و خمسون دينارا فقبضها ثم أمر له بألف و خمسمائة درهم كانت عنده فقلت له في ذلك و لاستكثرته فقال هذا ليكون أوكد لحجتي إذا قطعني و وصلته قال فخرج إلى العراق فلما ورد حضرة هارون أتى باب هارون بثياب طريقه قبل أن ينزل و استأذن على هارون و قال للحاجب قل لأمير المؤمنين إن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بالباب فقال الحاجب انزل أولا و غير ثياب طريقك و عد لأدخلك إليه بغير إذن فقد نام أمير المؤمنين في هذا الوقت فقال أعلم أمير المؤمنين أني حضرت و لم تأذن لي فدخل الحاجب و أعلم هارون قول محمد بن إسماعيل فأمر بدخوله فدخل قال يا أمير المؤمنين خليفتان في الأرض موسى بن جعفر بالمدينة يجبى له الخراج و أنت بالعراق يجبى لك الخراج فقال و الله فقال و الله قال فأمر له بمائة ألف درهم فلما قبضها و حمل إلى منزله أخذته الريحة في جوف ليلته فمات و حول من الغد المال الذي حمل إليه
بيان روى في الكافي قريبا من ذلك عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن موسى بن القاسم عن علي بن جعفر و فيه فرماه الله بالذبحة و هي كهمزة و عنبة و كسرة و صبرة وجع في الحلق أو دم يخنق فيقتل ثم إن في بعض الروايات محمد بن إسماعيل و في بعضها علي بن إسماعيل و يمكن أن يكون فعل كل منهما ما نسب إليه و سيأتي ذمهما في باب أحوال عشائره ع
-49 كش، ]رجال الكشي[ محمد بن الحسين بن أحمد الفارسي عن أبي القاسم الحليسي عن عيسى بن هوذا عن الحسن بن ظريف بن ناصح فقال قد جئتك بحديث من يأتيك حدثني فلان و نسي الحليسي اسمه عن بشار مولى السندي بن شاهك قال كنت من أشد الناس بغضا لآل أبي طالب فدعاني السندي بن شاهك يوما فقال لي يا بشار إني أريد أن أئتمنك على ما ائتمنني عليه هارون قلت إذن لا أبقي فيه غاية فقال هذا موسى بن جعفر قد دفعه إلي و قد وكلتك بحفظه فجعله في دار دون حرمه و وكلني عليه فكنت أقفل عليه عدة أقفال فإذا مضيت في حاجة وكلت امرأتي بالباب فلا تفارقه حتى أرجع قال بشار فحول الله ما كان في قلبي من البغض حبا قال فدعاني ع يوما فقال يا بشار امض إلى سجن القنطرة فادع لي هند بن الحجاج و قل له أبو الحسن يأمرك بالمصير إليه فإنه سينهرك و يصيح عليك فإذا فعل ذلك فقل له أنا قد قلت لك و أبلغت رسالته فإن شئت فافعل ما أمرني و إن شئت فلا تفعل و اتركه و انصرف قال ففعلت ما أمرني و أقفلت الأبواب كما كنت أقفل و أقعدت امرأتي على الباب و قلت لها لا تبرحي حتى آتيك و قصدت إلى سجن القنطرة فدخلت إلى هند بن الحجاج فقلت أبو الحسن يأمرك بالمصير إليه قال فصاح علي و انتهرني فقلت له أنا قد أبلغتك و قلت لك فإن شئت فافعل و إن شئت فلا تفعل و انصرفت و تركته و جئت إلى أبي الحسن ع فوجدت امرأتي قاعدة على الباب و الأبواب مغلقة فلم أزل أفتح واحدا واحدا منها حتى انتهيت إليه فوجدته و أعلمته الخبر فقال نعم قد جاءني و انصرف فخرجت إلى امرأتي فقلت لها جاء أحد بعدي فدخل هذا الباب فقالت لا و الله ما فارقت الباب و لا فتحت الأقفال حتى جئت
قال و روى لي علي بن محمد بن الحسن الأنباري أخو صندل قال بلغني من جهة أخرى أنه لما صار إليه هند بن الحجاج قال له العبد الصالح ع عند انصرافه إن شئت رجعت إلى موضعك و لك الجنة و إن شئت انصرفت إلى منزلك فقال أرجع إلى موضعي إلى السجن رحمه الله
قال و حدثني علي بن محمد بن صالح الصيمري أن هند بن الحجاج رضي الله عنه كان من أهل الصيمرة و إن قصره لبين
بيان قوله بحديث من يأتيك أي بحديث تخبر به كل من يأتيك أو بحديث من يأتي ذكره و هو الكاظم ع
50- كش، ]رجال الكشي[ وجدت في كتاب محمد بن الحسن بن بندار بخطه حدثني الحسن بن أحمد المالكي عن عبد الله بن طاوس قال قلت للرضا ع إن يحيى بن خالد سم أباك موسى بن جعفر صلوات الله عليهما قال نعم سمه في ثلاثين رطبة قلت له فما كان يعلم أنها مسمومة قال غاب عنه المحدث قلت و من المحدث قال ملك أعظم من جبرئيل و ميكائيل كان مع رسول الله ص و هو مع الأئمة ع و ليس كلما طلب وجد ثم قال إنك ستعمر فعاش مائة سنة
51- كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن إسماعيل بن مهران عن محمد بن منصور عن علي بن سويد قال كتبت إلى أبي الحسن موسى ع و هو في الحبس كتابا أسأله عن حاله و عن مسائل كثيرة فاحتبس الجواب علي ثم أجابني بجواب هذه نسخته بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الحمد لله العلي العظيم الذي بعظمته و نوره أبصر قلوب المؤمنين و بعظمته و نوره عاداه الجاهلون و بعظمته و نوره ابتغى من في السماوات و من في الأرض إليه الوسيلة بالأعمال المختلفة و الأديان المتضادة فمصيب و مخطئ و ضال و مهتد و سميع و أصم و بصير و أعمى حيران فالحمد لله الذي عرف و وصف دينه محمدا ص أما بعد فإنك امرؤ أنزلك الله من آل محمد بمنزلة خاصة و حفظ مودة ما استرعاك من دينه و ما ألهمك من رشدك و بصرك من أمر دينك و بتفضيلك إياهم و بردك الأمور إليهم كتبت تسألني عن أمور كنت منها في تقية و من كتمانها في سعة فلما انقضى سلطان الجبابرة و جاء سلطان ذي السلطان العظيم بفراق الدنيا المذمومة إلى أهلها العتاة على خالقهم رأيت أن أفسر لك ما سألتني عنه مخافة أن يدخل الحيرة على ضعفاء شيعتنا من قبل جهالتهم فاتق الله جل ذكره و خص بذلك الأمر أهله و احذر أن تكون سبب بلية الأوصياء أو حارشا عليهم بإفشاء ما استودعتك و إظهار ما استكتمتك و لن تفعل إن شاء الله إن أول ما أنهي إليك أني أنعى إليك نفسي في ليالي هذه غير جازع و لا نادم و لا شاك فيما هو كائن مما قد قضى الله جل و عز و حتم فاستمسك بعروة الدين آل محمد و العروة الوثقى الوصي بعد الوصي و المسالمة لهم و الرضا بما قالوا و لا تلتمس دين من ليس من شيعتك و لا تحبن دينهم فإنهم الخائنون الذين خانوا الله و رسوله و خانوا أماناتهم و تدري ما خانوا أماناتهم ائتمنوا على كتاب الله فحرفوه و بدلوه و دلوا على ولاة الأمر منهم فانصرفوا عنهم فأذاقهم اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ و سألت عن رجلين اغتصبا رجلا مالا كان ينفقه على الفقراء و المساكين و أبناء السبيل و في سبيل الله فلما اغتصباه ذلك لم يرضيا حيث غصباه حتى حملاه إياه كرها فوق رقبته إلى منزلهما فلما أحرزاه توليا إنفاقه أ يبلغان بذلك كفرا فلعمري لقد نافقا قبل ذلك و ردا على الله جل و عز كلامه و هزءا برسوله ص و هما الكافران عليهما لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ و الله ما دخل قلب أحد منهما شيء من الإيمان منذ خروجهما من حالتيهما و ما ازدادا إلا شكا كانا خداعين مرتابين منافقين حتى توفتهما ملائكة العذاب إلى محل الخزي في دار المقام و سألت عمن حضر ذلك الرجل و هو يغصب ماله و يوضع على رقبته منهم عارف و منكر فأولئك أهل الردة الأولى و من هذه الأمة فعليهم لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ
و سألت عن مبلغ علمنا و هو على ثلاثة وجوه ماض و غابر و حادث فأما الماضي فمفسر و أما الغابر فمكتوب و أما الحادث فقذف في القلوب و نقر في الأسماع و هو أفضل علمنا و لا نبي بعد نبينا محمد ص و سألت عن أمهات أولادهم فهن عواهر إلى يوم القيامة نكاح بغير ولي و طلاق لغير عدة و أما من دخل في دعوتنا فقد هدم إيمانه ضلاله و يقينه شكه و سألت عن الزكاة فيهم فما كان من الزكوات فأنتم أحق به لأنا قد أحللنا ذلك لكم من كان منكم و أين كان و سألت عن الضعفاء فالضعيف من لم ترفع إليه حجة و لم يعرف الاختلاف فإذا عرف الاختلاف فليس بضعيف و سألت عن الشهادات لهم فأقم الشهادة لله عز و جل و لو على نفسك أَوِ الْوالِدَيْنِ وَ الْأَقْرَبِينَ فيما بينك و بينهم فإن خفت على أخيك ضيما فلا و ادع إلى شرائط الله عز ذكره بمعرفتنا من رجوت إجابته و لا تحضر حصن زنا و وال آل محمد و لا تقل لما بلغك عنا و نسب إلينا هذا باطل و إن كنت تعرف منا خلافه فإنك لا تدري لما قلناه و على أي وجه وصفناه آمن بما أخبرك و لا تفش ما استكتمناك من خبرك إن من واجب حق أخيك أن لا تكتمه شيئا تنفعه به لأمر دنياه و آخرته و لا تحقد عليه و إن أساء و أجب دعوته إذا دعاك و لا تخل بينه و بين عدوه من الناس و إن كان أقرب إليه منك و عده في مرضه ليس من أخلاق المؤمنين الغش و لا الأذى و لا الخيانة و لا الكبر و لا الخنا و لا الفحش و لا الأمر به فإذا رأيت المشوه الأعرابي في جحفل جرار فانتظر فرجك و لشيعتك المؤمنين فإذا انكسفت الشمس فارفع بصرك إلى السماء و انظر ما فعل الله عز و جل بالمجرمين فقد فسرت لك جملا جملا و صلى الله على محمد و آله الأخيار
بيان الخبر مفسر في كتاب الروضة من هذا الكتاب و في شرح روضة الكافي
52- مهج، ]مهج الدعوات[ بإسناد صحيح عن عبد الله بن مالك الخزاعي قال دعاني هارون الرشيد فقال يا أبا عبد الله كيف أنت و موضع السر منك فقلت يا أمير المؤمنين ما أنا إلا عبد من عبيدك فقال امض إلى تلك الحجرة و خذ من فيها و احتفظ به إلى أن أسألك عنه قال فدخلت فوجدت موسى بن جعفر ع فلما رآني سلمت عليه و حملته على دابتي إلى منزلي فأدخلته داري و جعلته مع حرمي و قفلت عليه و المفتاح معي و كنت أتولى خدمته و مضت الأيام فلم أشعر إلا برسول الرشيد يقول أجب أمير المؤمنين فنهضت و دخلت عليه و هو جالس و عن يمينه فراش و عن يساره فراش فسلمت عليه فلم يرد غير أنه قال ما فعلت بالوديعة فكأني لم أفهم ما قال فقال ما فعل صاحبك فقلت صالح فقال امض إليه و ادفع إليه ثلاثة آلاف درهم و اصرفه إلى منزله و أهله فقمت و هممت بالانصراف فقال لي أ تدري ما السبب في ذلك و ما هو قلت لا يا أمير المؤمنين قال نمت على الفراش الذي عن يميني فرأيت في منامي قائلا يقول لي يا هارون أطلق موسى بن جعفر فانتبهت فقلت لعلها لما في نفسي منه فقمت إلى هذا الفراش الآخر فرأيت ذلك الشخص بعينه و هو يقول يا هارون أمرتك أن تطلق موسى بن جعفر فلم تفعل فانتبهت و تعوذت من الشيطان ثم قمت إلى هذا الفراش الذي أنا عليه و إذا بذلك الشخص بعينه و بيده حربة كان أولها بالمشرق و آخرها بالمغرب و قد أومأ إلي و هو يقول و الله يا هارون لئن لم تطلق موسى بن جعفر لأضعن هذه الحربة في صدرك و أطلعها من ظهرك فأرسلت إليك فامض فيما أمرتك به و لا تظهره إلى أحد فأقتلك فانظر لنفسك قال فرجعت إلى منزلي و فتحت الحجرة و دخلت على موسى بن جعفر ع فوجدته قد نام في سجوده فجلست حتى استيقظ و رفع رأسه و قال يا أبا عبد الله افعل ما أمرت به فقلت له يا مولاي سألتك بالله و بحق جدك رسول الله هل دعوت الله عز و جل في يومك هذا بالفرج فقال أجل إني صليت المفروضة و سجدت و غفوت في سجودي فرأيت رسول الله ص فقال يا موسى أ تحب أن تطلق فقلت نعم يا رسول الله ص فقال ادع بهذه الدعاء ثم ذكر الدعاء فلقد دعوت به و رسول الله يلقنيه حتى سمعتك فقلت قد استجاب الله فيك ثم قلت له ما أمرني به الرشيد و أعطيته ذلك
53- كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن مسافر قال أمر أبو إبراهيم ع حين أخرج به أبا الحسن أن ينام على بابه في كل ليلة أبدا ما كان حيا إلى أن يأتيه خبره قال فكنا في كل ليلة نفرش لأبي الحسن في الدهليز ثم يأتي بعد العشاء فينام فإذا أصبح انصرف إلى منزله قال فمكث على هذه الحال أربع سنين فلما كان ليلة من الليالي أبطأ عنا و فرش له فلم يأت كما كان يأتي فاستوحش العيال و ذعروا و دخلنا أمر عظيم من إبطائه فلما كان من الغد أتى الدار و دخل إلى العيال و قصد إلى أم أحمد فقال لها هاتي الذي أودعك أبي فصرخت و لطمت وجهها و شقت جيبها و قالت مات و الله سيدي فكفها و قال لها لا تكلمي بشيء و لا تظهريه حتى يجيء الخبر إلى الوالي فأخرجت إليه سفطا و ألفي دينار أو أربعة آلاف دينار فدفعت ذلك أجمع إليه دون غيره و قالت إنه قال لي فيما بيني و بينه و كانت أثيرة عنده احتفظي بهذه الوديعة عندك لا تطلعي عليها أحدا حتى أموت فإذا مضيت فمن أتاك من ولدي فطلبها منك فادفعيها إليه و اعلمي أني قد مت و قد جاءتني و الله علامة سيدي فقبض ذلك منها و أمرهم بالإمساك جميعا إلى أن ورد الخبر و انصرف فلم يعد بشيء من المبيت كما كان يفعل فما لبثنا إلا أياما يسيرة حتى جاءت الخريطة بنعيه فعددنا الأيام و تفقدنا الوقت فإذا هو قد مات في الوقت الذي فعل أبو الحسن ع ما فعل من تخلفه عن المبيت و قبضه لما قبض
54- كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن المعلى عن محمد بن جمهور عن يونس عن طلحة قال قلت للرضا ع إن الإمام لا يغسله إلا الإمام فقال أ ما تدرون من حضر يغسله قد حضره خير ممن غاب عنه الذين حضروا يوسف في الجب حين غاب عنه أبواه و أهل بيته
بيان ظاهره تقية إما من المخالفين بقرينة الراوي أو من نواقص العقول من الشيعة و باطنه حق إذ كان ع حاضرا و هو خير ممن غاب و حضرت الملائكة أيضا
55- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان قال قلت للرضا ع أخبرني عن الإمام متى يعلم أنه إمام حين يبلغه أن صاحبه قد مضى أو حين يمضي مثل أبي الحسن ع قبض ببغداد و أنت هاهنا قال يعلم ذلك حين يمضي صاحبه قلت بأي شيء قال يلهمه الله
56- عيون المعجزات، في كتاب الوصايا لأبي الحسن علي بن محمد بن زياد الصيمري و روي من جهات صحيحة أن السندي بن شاهك حضر بعد ما كان بين يديه السم في الرطب و أنه ع أكل منها عشر رطبات فقال له السندي تزداد فقال ع له حسبك قد بلغت ما يحتاج إليه فيما أمرت به ثم إنه أحضر القضاة و العدول قبل وفاته بأيام و أخرجه إليهم و قال إن الناس يقولون إن أبا الحسن موسى في ضنك و ضر و ها هو ذا لا علة به و لا مرض و لا ضر فالتفت ع فقال لهم اشهدوا علي أني مقتول بالسم منذ ثلاثة أيام اشهدوا أني صحيح الظاهر لكني مسموم و سأحمر في آخر هذا اليوم حمرة شديدة منكرة و أصفر غدا صفرة شديدة و أبيض بعد غد و أمضي إلى رحمة الله و رضوانه فمضى ع كما قال في آخر اليوم الثالث في سنة ثلاث و ثمانين و مائة من الهجرة و كان سنه ع أربعا و خمسين سنة أقام منها مع أبي عبد الله ع عشرين سنة و منفردا بالإمامة أربعا و ثلاثين سنة
57- عمدة الطالب، كان موسى الكاظم ع أسود اللون عظيم الفضل رابط الجأش واسع العطاء و كان يضرب المثل بصرار موسى و كان أهله يقولون عجبا لمن جاءته صرة موسى فشكا القلة قبض عليه موسى الهادي و حبسه فرأى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع في نومه يقول يا موسى فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ فانتبه من نومه و قد عرف أنه المراد فأمر بإطلاقه ثم تنكر له من بعد فهلك قبل أن يوصل إلى الكاظم ع أذى و لما ولي هارون الرشيد الخلافة أكرمه و عظمه ثم قبض عليه و حبسه عند الفضل بن يحيى ثم أخرجه من عنده فسلمه إلى السندي بن شاهك و مضى الرشيد إلى الشام فأمر يحيى بن خالد السندي بقتله فقيل إنه سم و قيل بل لف في بساط و غمز حتى مات ثم أخرج للناس و عمل محضرا بأنه مات حتف أنفه و تركه ثلاثة أيام على الطريق يأتي من يأتي فينظر إليه ثم يكتب في المحضر
أقول رأيت في بعض مؤلفات أصحابنا روي أن الرشيد لعنه الله لما أراد أن يقتل الإمام موسى بن جعفر ع عرض قتله على سائر جنده و فرسانه فلم يقبله أحد منهم فأرسل إلى عماله في بلاد الأفرنج يقول لهم التمسوا لي قوما لا يعرفون الله و رسوله فإني أريد أن أستعين بهم على أمر فأرسلوا إليه قوما لا يعرفون من الإسلام و لا من لغة العرب شيئا و كانوا خمسين رجلا فلما دخلوا إليه أكرمهم و سألهم من ربكم و من نبيكم فقالوا لا نعرف لنا ربا و لا نبيا أبدا فأدخلهم البيت الذي فيه الإمام ع ليقتلوه و الرشيد ينظر إليهم من روزنة البيت فلما رأوه رموا أسلحتهم و ارتعدت فرائصهم و خروا سجدا يبكون رحمة له فجعل الإمام يمر يده على رءوسهم و يخاطبهم بلغتهم و هم يبكون فلما رأى الرشيد خشي الفتنة و صاح بوزيره أخرجهم فخرجوا و هم يمشون القهقرى إجلالا له و ركبوا خيولهم و مضوا نحو بلادهم من غير استئذان
58- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن البزنطي عن الرضا ع قال في حديث طويل فلو لا أن الله يدافع عن أوليائه و ينتقم لأوليائه من أعدائه أ ما رأيت ما صنع الله بآل برمك و ما انتقم الله لأبي الحسن ع و قد كان بنو الأشعث على خطر عظيم فدفع الله عنهم بولايتهم لأبي الحسن ع
بيان جزاء الشرط في قوله فلو لا أن الله محذوف أي لاستؤصلوا و نحوه