1- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أبي علي الحسن بن عبد العزيز الهاشمي قال كانت الفتنة قائمة بين العباسيين و الطالبيين بالكوفة حتى قتل سبعة عشر رجلا عباسيا و غضب الخليفة القادر و استنهض الملك شرف الدولة أبا علي حتى يسير إلى الكوفة و يستأصل بها من الطالبيين و يفعل كذا و كذا بهم و بنسائهم و بناتهم و كتب من بغداد هذا الخبر على طيور إليهم و عرفوهم ما قال القادر ففزعوا و تعلقوا ببني خفاجة فرأت امرأة عباسية في منامها كأن فارسا على فرس أشهب و بيده رمح نزل من السماء فسألت عنه فقيل لها هذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع يريد أن يقتل من عزم على قتل الطالبيين فأخبرت الناس فشاع منامها في البلد و سقط الطائر بكتاب من بغداد بأن الملك شرف الدولة بات عازما على المسير إلى الكوفة فلما انتصف الليل مات فجأة و تفرقت العساكر و فزع القادر
2- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روى أبو محمد الصالح قال حدثنا أبو الحسن علي بن هارون المنجم أن الخليفة الراضي كان يجادلني كثيرا على خطإ علي فيما دبر في أمره مع معاوية قال فأوضحت له الحجة أن هذا لا يجوز على علي و أنه ع لم يعمل إلا الصواب فلم يقبل مني هذا القول و خرج إلينا في بعض الأيام ينهانا عن الخوض في مثل ذلك و حدثنا أنه رأى في منامه كأنه خارج من داره يريد بعض متنزهاته فرفع إليه رجل قصير رأسه رأس كلب فسأل عنه فقيل له هذا الرجل كان يخطئ على علي بن أبي طالب ع قال فعلمت أن ذلك كان عبرة لي و لأمثالي فتبت إلى الله
3- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روى الشيخ أبو جعفر بن بابويه عن ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد السجستي قال خرجت في طلب العلم فدخلت البصرة فصرت إلى محمد بن عباد صاحب عبادان فقلت إني رجل غريب أتيتك من بلد بعيد لأقتبس من علمك شيئا قال من أنت قلت من أهل سجستان قال من بلد الخوارج قلت لو كنت خارجيا ما طلبت علمك قال أ فلا أخبرك بحديث حسن إذا أتيت بلادك تحدث به الناس قلت بلى قال كان لي جار من المتعبدين فرأى في منامه كأنه قد مات و كفن و دفن قال مررت بحوض النبي ص و إذا هو جالس على شفير الحوض و الحسن و الحسين ع يسقيان الأمة الماء فاستسقيتهما فأبيا أن يسقياني فقلت يا رسول الله إني من أمتك قال و إن قصدت عليا لا يسقيك فبكيت و قلت أنا من شيعة علي قال لك جار يلعن عليا و لم تنهه قلت إني ضعيف ليس لي قوة و هو من حاشية السلطان قال فأخرج النبي سكينا و قال امض و اذبحه فأخذت السكين و صرت إلى داره فوجدت الباب مفتوحا فدخلت فأصبته نائما فذبحته و انصرفت إلى النبي ص و قلت قد ذبحته و هذه السكين ملطخة بدمه قال هاتها ثم قال للحسين ع اسقه ماء فلما أضاء الصبح سمعت صراخا فسألت عنه فقيل إن فلانا وجد على فراشه مذبوحا فلما كان بعد ساعة قبض أمير البلد على جيرانه فدخلت عليه و قلت أيها الأمير اتق الله إن القوم برءاء و قصصت عليه الرؤيا فخلى عنهم
-4 أقول و أخبرني بهذا الخبر شيخي و والدي العلامة قدس الله روحه عن السيد حسين بن حيدر الحسيني الكركي رحمه الله قال أخبرني الشيخ الجليل بهاء الملة و الدين العاملي في أصفهان ثاني شهر رمضان سنة ثلاث و تسعين و تسعمائة و أخبرني أيضا في السابع و العشرين من شهر رجب سنة ألف و ثلاث في النجف الأشرف تجاه الضريح المقدس قراءة و إجازة قال أخبرني والدي الشيخ حسين بن عبد الصمد في يوم الثلاثاء ثاني شهر رجب سنة إحدى و تسعين و تسعمائة بدارنا في المشهد المقدس الرضوي صلوات الله على مشرفه عن الشيخين الجليلين السيد حسن بن جعفر الكركي و الشيخ زين الملة و الدين قدس الله روحهما عن الشيخ علي بن عبد العالي الميسي عن الشيخ محمد بن المؤذن الجزيني عن الشيخ ضياء الدين علي عن والده الشهيد السعيد محمد بن مكي عن السيد عبد المطلب بن محمد بن علي بن محمد الأعرج الحسيني عن جده علي عن شيخه عبد الحميد بن السيد فخار بن معد بن فخار الموسوي عن يوسف بن هبة الله بن يحيى الواسطي عن أبيه عن أبي الحسن البصري عن سعيد بن ناصر البستقي عن القاضي أبي محمد السمندي عن علي بن محمد السمان السكري قال خرجت إلى أرض العراق في طلب الحديث فوصلت عبادان فدخلت على شيخها محمد بن عباد شيخ عبادان و رأس المطوعة فقلت له يا شيخ أنا رجل غريب أتيت من بلد بعيد ألتمس من علمك فقال من أين أتيت فقلت من جهستان فقال من بلد الخوارج لعلك خارجي فقلت لو كنت خارجا لم أشتر علمك بدانق فقال أ لا أحدثك حديثا طريفا إذا مضيت إلى بلادك تحدثت به فقلت بلى يا شيخ فقال كان لي جار من المتزهدين المتنسكين فرأى في منامه كأنه مات و نشر و حوسب و جوز الصراط و أنى حوض النبي ص و الحسن و الحسين ع يسقيان قال فاستقيت الحسن فلم يسقني و استقيت الحسين فلم يسقني فقربت من رسول الله ص فقلت يا رسول الله أنا رجل من أمتك و قد استقيت الحسن فلم يسقني و استقيت الحسين فلم يسقني فصاح الرسول ص بأعلى صوته لا تسقياه لا تسقياه فقلت يا رسول الله أنا رجل من أمتك ما بدلت و لا غيرت قال بلى لك جار يلعن عليا و يستنقصه لم تنهه فقلت يا رسول الله هو رجل يغتر بالدنيا و أنا رجل فقير لا طاقة لي به قال فأخرج الرسول ص سكينا مسلولة و قال اذهب فاذبحه بها فأتيت باب الرجل فوجدته مفتوحا فصعدت الدرجة فوجدته ملقى على سريره فذبحته و أتيت بالسكين ملطخة بالدم فأعطيتها رسول الله ص فأخذها و قال اسقياه فتناولت الكأس فلا أدري أ شربتها أم لا و انتبهت فزعا مرعوبا ففزعت إلى الوضوء و صليت ما شاء الله و وضعت رأسي و نمت و سمعت الصياح في جواري فسألت عن الحال فقيل إن فلانا وجد على سريره مذبوحا فما مكثت حتى أتى الأمير و الحرس فأخذوا الجيران فقلت أنا ذبحت الرجل و لا يسعني أن أكتم فمضيت إلى الأمير فقلت أنا ذبحت الرجل فقال لست متهما على مثل هذا فقصصت الرؤيا عليه و قلت أيها الأمير إن صححها الله فما ذنبي و ما ذنب هؤلاء فقال الأمير أحسن الله جزاك أنت بريء و القوم برءاء قال الشيخ علي بن محمد السمان فلم أسمع بالعراق أحسن من هذا الحديث
ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ذكر الفضل بن شاذان في كتابه الذي نقض به على ابن كرام قال روى عثمان بن عفان عن محمد بن عباد البصري و ذكر نحوه
5- أقول ذكر العلامة الحلي قدس الله روحه في إجازته الكبيرة عن تاج الدين الحسن بن الدربي عن أبي الفائز بن سالم بن معارويه في سنة إحدى و تسعين و خمسمائة عن أبي البقاء هبة الله بن نما عن أبي البقاء هبة الله بن ناصر بن نصر عن أبيه عن الأسعد عن الرئيس أبي البقاء أحمد بن علي المزرع عمن حدثه عن بعض أهل الموصل قال عزمت الحج فأتيت الأمير حسام الدولة المقلد بن المسيب و هو أميرنا يومئذ فودعته و عرضت الحاجة عليه فاستخلى بي و أحضر لي مصحفا فحلفني به إلا بلغت رسالته و حلف به لو ظهر هذا الخبر لأقتلنك فلما فرغ قال إذا أتيت المدينة فقف عند قبر محمد ص و قل يا محمد قلت و صنعت و موهت على الناس في حياتك لم أمرتهم بزيارتك بعد مماتك و كلام نحو هذا فسقط في يدي لم أتيته و لم أعلم أنه يرى رأي الكفار فحججت و عدت حتى أتيت المدينة و زرت رسول الله ص و هبته أن أقول ما قال لي و بقيت أياما حتى إذا كان ليلة مسيرنا فذكرت يميني بالمصحف فوقفت أمام القبر و قلت يا رسول الله حاكي الكفر ليس بكافر قال لي المقلد بن المسيب كذا و كذا ثم استعظمت ذلك و فزعت عنه فأتيت رحلي و رفاقتي و رميت بنفسي و تدبرت و حرت كالمجهود فلما أن تهور الليل رأيت في منامي رسول الله ص و عليا و بيد علي سيف و بينهما رجل نائم عليه إزار رقيق أبيض بطراز أحمر فقال رسول الله ص يا فلان اكشف عن وجهه فكشفته فقال تعرفه قلت نعم قال من هو قلت المقلد بن المسيب قال يا علي اذبحه فأمر السيف على نحره و ذبحه و رفعه فمسحه بالإزار الذي على صدره مسحتين فأثر الدم فيه خطين فانتبهت مرعوبا و لم أكن أخبرت أحدا فتداخلني أمر عظيم حتى أخبرت رجلا من أصحابي و كتبت شرح المنام و أرخت الليلة و لم نعلم به ثالثا حتى انتهينا إلى الكوفة سمعنا الخبر أن الأمير قد قتل و أصبح مذبوحا في فراشه فسألنا لما وصلنا إلى الموصل عن خبره فلم يزد أحد غير أنه أصبح مذبوحا فسألنا عن الليلة التي ذبح فيها فإذا هي الليلة التي أرخناها بالمدينة مع صاحبي فكان موافقا ثم قلنا قد بقي شيء واحد و هو الإزار و الدم عليه فسألنا عمن غسله فأرشدنا إليه فسألناه فأخرج لنا ما أخذ من ثيابه حين غسله و الإزار الأبيض المطرز بالأحمر و فيه الخطان بالدم
بيان تهور الليل ذهب أو ولى أكثره
6- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن أحمد بن جعفر البجلي عن محمد بن عمار الأسدي عن يحيى بن ثعلبة عن أبي نعيم محمد بن جعفر الحافظ عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن هشام بن محمد بن السائب عن يحيى بن ثعلبة عن أمه عائشة بنت عبد الرحمن بن سائب عن أبيها قال جمع زياد ابن أبيه شيوخ أهل الكوفة و أشرافهم في مسجد الرحبة لسب أمير المؤمنين ع و البراءة منه و كنت فيهم و كان الناس من ذلك في أمر عظيم فغلبتني عيناي فنمت فرأيت في النوم شيئا طويلا طويل العنق أهدل أهدب فقلت من أنت فقال أنا النقاد ذو الرقبة قلت و ما النقاد قال طاعون بعثت إلى صاحب هذا القصر لأجتثه من جديد الأرض كما عتا و حاول ما ليس له بحق قال فانتبهت فزعا و أنا في جماعة من قومي فقلت هل رأيتم ما رأيت في المنام فقال رجلان منهم رأينا كيت و كيت بالصفة و قال الباقون ما رأينا شيئا فما كان بأسرع من أن خرج خارج من دار زياد فقال يا هؤلاء انصرفوا فإن الأمير عنكم مشغول فسألناه عن خبره فخبرنا أنه طعن في ذلك الوقت فما تفرقنا حتى سمعنا الواعية عليه فأنشأت أقول في ذلك
قد جشم الناس أمرا ضاق ذرعهم بحمله حين ناداهم إلى الرحبةيدعو على ناصر الإسلام حين يرى له على المشركين الطول و الغلبةما كان منتهيا عما أراد بنا حتى تناوله النقاد ذو الرقبةفأسقط الشق منه ضربة عجبا كما تناول ظلما صاحب الرحبة
7- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ كان بالمدينة رجل ناصبي ثم تشيع بعد ذلك فسئل عن السبب في ذلك فقال رأيت في منامي عليا ع يقول لي لو حضرت صفين مع من كنت تقاتل قال فأطرقت أفكر فقال ع يا خسيس هذه مسألة تحتاج إلى هذا الفكر العظيم اعطوا قفاه فصفقت حتى انتبهت و قد ورم قفاي فرجعت عما كنت عليه
8- فض، ]كتاب الروضة[ يل، ]الفضائل لابن شاذان[ عن إبراهيم بن مهران قال كان بالكوفة رجل يكنى بأبي جعفر و كان حسن المعاملة مع الله تعالى و من أتاه من العلويين يطلب منه شيئا أعطاه و يقول لغلامه يا هذا اكتب هذا ما أخذ علي بن أبي طالب و بقي على ذلك زمانا ثم قعد به الوقت و افتقر فنظر يوما في حسابه فجعل كل ما هو عليه اسم حي من غرمائه بعث إليه يطالبه و من مات ضرب على اسمه فبينا هو جالس على باب داره إذ مر به رجل فقال ما فعل بمالك علي بن أبي طالب فاغتم لذلك غما شديدا و دخل منزله فلما جنه الليل رأى النبي ص و كان الحسن و الحسين ع يمشيان أمامه فقال لهما النبي ص ما فعل أبوكما فأجابه علي ع من ورائه ها أنا ذا يا رسول الله فقال له لم لا تدفع إلى هذا الرجل حقه فقال علي ع يا رسول الله هذا حقه قد جئت به فقال له النبي ص ادفعه إليه فأعطاه كيسا من صوف أبيض فقال إن هذا حقك فخذه فلا تمنع من جاءك من ولدي يطلب شيئا فإنه لا فقر عليك بعد هذا قال الرجل فانتبهت و الكيس في يدي فناديت زوجتي و قلت لها هاك فناولتها الكيس فإذا فيه ألف دينار فقالت لي يا ذا الرجل اتق الله تعالى و لا يحملك الفقر على أخذ ما لا تستحقه و إن كنت خدعت بعض التجار على ماله فاردده إليه فحدثتها بالحديث فقالت إن كنت صادقا فأرني حساب علي بن أبي طالب ع فأحضر الدستور و فتحه فلم يجد فيه شيئا من الكتابة بقدرة الله تعالى
أقول روي في كتاب صفوة الأخبار عن جابر بن عبد الله الأنصاري مثله
9- فض، ]كتاب الروضة[ من المسموعات بواسط في سنة اثنين و خمسين و ست مائة عن الحسن بن أبي بكر أن ابن سلامة القزاز حيث ذهبت عينه اليمنى و كان عليه دين لشخص يعرف بابن حنظلة الفزاري فألح عليه بالمطالبة و هو معسر فشكا حاله إلى الله سبحانه و تعالى و استجار بمولانا أمير المؤمنين ع فلما كان في بعض الليالي رأى في منامه عز الدين أبا المعالي ابن طبيبي رحمه الله و معه رجل آخر فدنا منه و سلم عليه و سأله عن الرجل فقال له هذا مولانا أمير المؤمنين ع فدنا من الإمام و قال له يا مولاي هذه عيني اليمنى قد ذهبت فقال له يردها الله عليك و مد يده الكريمة إليها و قال يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ فرجعت بإذن الله تعالى و قد شاهد ذلك كل من في واسط و الرجل موجود بها
10- يل، ]الفضائل لابن شاذان[ فض، ]كتاب الروضة[ روى عبد الله بن مسعود بن عبد الدار عن عيسى بن عبد الله مولى بني تميم عن شيخ القاروني من قريش من بني هاشم قال رأيت رجلا بالشام قد أسود وجهه و هو يغطيه فسألته عن سبب ذلك قال نعم قد جعلت علي لله أن لا يسألني أحد عن ذلك الأذى إلا أجبته و أخبرته إني كنت شديد الوقيعة في علي بن أبي طالب ع كثير السب له فبينما أنا ذات ليلة من الليالي نائم إذ أتاني آت في منامي فقال أنت صاحب الوقيعة في علي بن أبي طالب قلت بلى فضرب وجهي و قال سود الله فاسود كما ترى
11- من كتاب صفوة الأخبار روى الأعمش قال رأيت جارية سوداء تسقي الماء و هي تقول اشربوا حبا لعلي بن أبي طالب ع و كانت عمياء قال ثم أتيتها بمكة بصيرة تسقي الماء و هي تقول اشربوا حبا لمن رد الله علي بصري به فقلت يا جارية رأيتك في المدينة ضريرة تقولين اشربوا حبا لمولاي علي بن أبي طالب ع و أنت اليوم بصيرة فما شأنك قالت بأبي أنت إني رأيت رجلا قال يا جارية أنت مولاة لعلي بن أبي طالب ع و محبته فقلت نعم فقال اللهم إن كانت صادقة فرد عليها بصرها فو الله لقد رد الله علي بصري فقلت من أنت قال أنا الخضر و أنا من شيعة علي بن أبي طالب ع
12- من كتاب كشف اليقين للعلامة قدس الله روحه من كتاب الأربعين عن الأربعين قال إن الشاعر الببغاء وفد على بعض الملوك و كان يفد عليه في كل سنة فوجده في الصيد فكتب وزير الملك يخبر بقدومه فأمره بأن يسكنه في بعض دوره و كان على تلك الدار غرفة كان الببغاء يبيت كل ليلة فيها و لها مطلع إلى الدرب و كان كل ليلة يخرج الحارث بعد نصف الليل فيصيح بأعلى صوته يا غافلين اذكروا الله ثم يسب عليا و كان الشاعر الببغاء ينزعج لصوته فاتفق في بعض الليالي أن الشاعر رأى في منامه أن النبي ص قد جاء هو و علي ع إلى ذلك الدرب و وجد الحارث فقال النبي ص لعلي ع اصفقه فله اليوم أربعون سنة يسبك فضربه أمير المؤمنين ع بين كتفيه فانتبه الشاعر منزعجا من المنام ثم انتظر الصوت الذي كان من الحارث كل وقت فلم يسمعه فتعجب من ذلك ثم رأى صياحا و رجالا قد أقبلوا إلى دار الحارث فسألهم الخبر فقالوا له إن الحارث حصل له بين كتفيه ضربة بقدر الكف و هي تنشق و تمنعه القرار فلم يكن وقت الصباح إلا و قد مات و شاهده بهذه الحال أربعون نفسا و كان ببلد الموصل شخص يقال له أحمد بن حمدون بن الحارث العدوي كان شديد العناد كثير البغض لمولانا أمير المؤمنين ع فأراد بعض أهل الموصل الحج فجاء إليه يودعه فقال له إني قد عزمت على الخروج إلى الحج فإن كان لك حاجة تعرفني حتى أقضيها لك فقال إن لي حاجة مهمة و هي سهلة عليك فقال له مرني بها حتى أفعلها فقال إذا قضيت الحج و وردت المدينة و زرت النبي ص فخاطبه عني و قل يا رسول الله ما أعجبك من علي بن أبي طالب حتى تزوجته بابنتك عظم بطنه أو دقة ساقه أو صلعة رأسه و حلفه و عزم عليه أن يبلغه هذا الكلام فلما ورد المدينة و قضى حوائجه أنسى تلك الوصية فرأى أمير المؤمنين ع في منامه فقال له أ لا تبلغ وصية فلان إليك فانتبه و مشى لوقته إلى القبر المقدس و خاطب النبي ص بما أمره ذلك الرجل به ثم نام فرأى أمير المؤمنين ع فأخذه و مشى هو و إياه إلى منزل ذلك الرجل و فتح الأبواب و أخذ مدية فذبحه ع بها ثم مسح المدية بملحفة كانت عليه ثم أتى سقف باب الدار فرفعه بيده و وضع المدية تحته و خرج فانتبه الحاج منزعجا من ذلك و كتب صورة المنام هو و أصحابه و انتبه سلطان الموصل في تلك الليلة و أخذ الجيران و المشتبهين و رماهم في السجن و تعجب أهل الموصل من قتله حيث لا يجدوا نقبا و لا تسليقا على حائط و لا بابا مفتوحا و لا قفلا و بقي السلطان متحيرا في أمره ما يدري ما يصنع في قضيته فإن ورود واحد من خارج متعذر مع هذه العلامات و لم يسرق من الدار شيء البتة و لم تزل الجيران و غيرهم في السجن إلى ورود الحاج من مكة فلقي الجيران في السجن فسأل عن ذلك فقيل إن في الليلة الفلانية وجدوا فلانا مذبوحا في داره و لم يعرف قاتله ففكر و قال لأصحابه أخرجوا صورة المنام فإذا هي ليلة القتل ثم مشى هو و الناس بأجمعهم إلى دار المقتول فأمر بإخراج الملحفة و أخبرهم بالدم فيها فوجدوها كما قال ثم أمر برفع المردم فرفع فوجد السكين تحته فعرفوا صدق منامه و أفرج عن المحبوسين و رجع أهله إلى الإيمان و كان ذلك من ألطاف الله تعالى في حق بريته و كان في الحلة شخص من أهل الدين و الصلاح ملازم لتلاوة الكتاب العزيز فرجمه الجن فكان تأتي الحجارة من الخزائن و الروازن المسدودة و ألحوا عليه بالرجم و أضجروه و شاهدت أنا الموضع التي كان يأتي الرجم منها و لم يقصر في طلب العزائم و التعاويذ و وضعها في منزله و قراءتها فيه و لم ينقطع عنه الرجم مدة فخطر بباله أنه دخل و وقف على باب البيت الذي كان يأتي الرجم منه فخاطبهم و هو لا يراهم فقال و الله لئن لم تنتهوا عني لأشكونكم إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فانقطع عنه الرجم في الحال و لم يعد إليه
و نقل ابن الجوزي و كان حنبلي المذهب في كتاب تذكرة الخواص كان عبد الله بن المبارك يحج سنة و يغزو سنة و داوم عليه على ذلك خمسين سنة فخرج في بعض سني الحج و أخذ معه خمسمائة دينار إلى موقف الجمال بالكوفة ليشتري جمالا للحج فرأى امرأة علوية على بعض المزابل تنتف ريش بطة ميتة قال فتقدمت إليها فقلت و لم تفعلين هذا فقالت يا عبد الله لا تسأل عما لا يعنيك قال فوقع في خاطري من كلامها شيء فألححت عليها فقالت يا عبد الله قد ألجأتني إلى كشف سري إليك أنا امرأة علوية و لي أربع بنات يتامى مات أبوهن من قريب و هذا اليوم الرابع ما أكلنا شيئا و قد حلت لنا الميتة فأخذت هذه البطة أصلحها و أحملها إلى بناتي يأكلنها قال فقلت في نفسي ويحك يا ابن المبارك أين أنت عن هذه فقلت افتحي حجرك ففتحت فصببت الدنانير في طرف إزارها و هي مطرقة لا تلتفت قال و مضيت إلى المنزل و نزع الله من قلبي شهوة الحج في ذلك العام ثم تجهزت إلى بلادي فأقمت حتى حج الناس و عادوا فخرجت أتلقى جيراني و أصحابي فجعل كل من أقول له قبل الله حجك و شكر سعيك يقول لي و أنت قبل الله حجك و شكر سعيك إنا قد اجتمعنا بك في مكان كذا و كذا و أكثر الناس علي في القول فبت متفكرا فرأيت رسول الله ص في المنام و هو يقول لي يا عبد الله لا تعجب فإنك أغثت ملهوفة من ولدي فسألت الله أن يخلق على صورتك ملكا يحج عنك كل عام إلى يوم القيامة فإن شئت أن تحج و إن شئت لا تحج
و نقل ابن الجوزي في كتابه قال قرأت في الملتقط و هو كتاب لجده أبي الفرج بن الجوزي قال كان ببلخ رجل من العلويين نازلا بها و له زوجة و بنات فتوفي قالت المرأة فخرجت بالبنات إلى سمرقند خوفا من شماتة الأعداء و اتفق وصولي في شدة البرد فأدخلت البنات مسجدا فمضيت لأحتال في القوت فرأيت الناس مجتمعين على شيخ فسألت عنه فقالوا هذا شيخ البلد فشرحت له حالي فقال أقيمي عندي البينة أنك علوية و لم يلتفت إلي فيئست منه و عدت إلى المسجد فرأيت في طريقي شيخا جالسا على دكة و حوله جماعة فقلت من هذا فقالوا ضامن البلد و هو مجوسي فقلت عسى أن يكون عنده فرج فحدثته حديثي و ما جرى لي مع الشيخ فصاح بخادم له فخرج فقال قل لسيدتك تلبس ثيابها فدخل فخرجت امرأة و معها جوار فقال لها اذهبي مع هذه المرأة إلى المسجد الفلاني و احملي بناتها إلى الدار فجاءت معي و حملت البنات و قد أفرد لنا دارا في داره و أدخلنا الحمام و كسانا ثيابا فاخرة و جاءنا بألوان الأطعمة و بتنا بأطيب ليلة فلما كان نصف الليل رأى شيخ البلد المسلم في منامه كان القيامة قد قامت و اللواء على رأس محمد ص و إذا قصر من الزمرد الأخضر فقال لمن هذا فقيل له لرجل مسلم موحد فتقدم إلى رسول الله ص فأعرض عنه فقال يا رسول الله تعرض عني و أنا رجل مسلم فقال له أقم البينة عندي أنك مسلم فتحير الرجل فقال له رسول الله ص نسيت ما قلت للعلوية و هذا القصر للشيخ الذي هي في داره فانتبه الرجل و هو يلطم و يبكي و بعث غلمانه في البلد و خرج بنفسه يدور على العلوية فأخبر أنها في دار المجوسي فجاء إليه فقال أين العلوية قال عندي قال أريدها قال ما إلى هذا سبيل قال هذه ألف دينار و سلمهن إلي قال لا و الله و لا مائة ألف دينار فلما ألح عليه قال المنام الذي رأيته أنت رأيته أنا أيضا و القصر الذي رأيته لي خلق و أنت تدل علي بإسلامك و الله ما نمت و لا أحد في داري إلا و قد أسلمنا كلنا على يد العلوية و عاد من بركاتها علينا و رأيت رسول الله ص و قال لي القصر لك و لأهلك بما فعلت مع العلوية و أنتم من أهل الجنة خلقكم الله مؤمنين في العدم
و نقل أيضا في كتابه عن أبي الدنيا أن رجلا رأى رسول الله ص في منامه و هو يقول امض إلى فلان المجوسي و قل له قد أجيبت الدعوة فامتنع الرجل من أداء الرسالة لئلا يظن المجوسي أنه يتعرض له و كان الرجل في الدنيا واسعة فرأى رسول الله ص ثانيا و ثالثا فأصبح فأتى المجوسي و قال له في خلوة من الناس أنا رسول رسول الله إليك و هو يقول لك قد أجبت الدعوة فقال له أ تعرفني فقال نعم فقال إني أنكر دين الإسلام و نبوة محمد ص فقال أنا أعرف هذا و هو الذي أرسلني إليك مرة و مرة و مرة فقال أنا أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ص و دعا أهله و أصحابه و قال لهم كنت على ضلال و قد رجعت إلى الحق فأسلموا فمن أسلم فما في يده له و من أبى فلينزع عما لي عنده فأسلم القوم و أهله و كانت ابنته مزوجة من ابنه ففرق بينهما ثم قال لي أ تدري ما الدعوة فقلت لا و الله و أنا أريد أن أسألك عنها الساعة فقال لما زوجت ابنتي صنعت طعاما و دعوت الناس فأجابوا و كان إلى جانبنا قوم أشراف فقراء لا مال لهم فأمرت غلماني أن يبسطوا لي حصيرا في وسط الدار فسمعت صبية تقول لأمها يا أماه قد آذانا هذا المجوسي برائحة طعامه فأرسلت إليهن بطعام كثير و كسوة و دنانير للجميع فلما نظروا إلى ذلك قالت الصبية للباقيات و الله ما نأكل حتى ندعو له فرفعن أيديهن و قلن حشرك الله مع جدنا رسول الله ص و أمن بعضهن فتلك الدعوة التي أجيبت
و نقل ابن الجوزي أيضا في كتابه عن جده أبي الفرج بإسناده إلى ابن الخضيب قال كنت كاتبا للسيدة أم المتوكل فبينا أنا في الديوان إذا بخادم صغير قد خرج من عندها و معه كيس فيه ألف دينار فقال السيدة تقول لك فرق هذا في أهل الاستحقاق فهو من أطيب مالي و اكتب أسماء الذين تفرقه فيهم حتى إذا جاءني من هذا الوجه شيء صرفته إليهم قال فمضيت إلى منزلي و جمعت أصحابي و سألتهم عن المستحقين فسموا لي أشخاصا ففرقت فيهم ثلاثمائة دينار و بقي الباقي بين يدي إلى نصف الليل و إذا بطارق يطرق الباب فسألته من هو فقال فلان العلوي و كان جاري فأذنت له فدخل فقلت له ما شأنك فقال إني جائع فأعطيته من ذلك دينارا فدخلت إلى زوجتي فقالت ما الذي عناك في هذه الساعة فقلت طرقني في هذه الساعة طارق من ولد رسول الله ص و لم يكن عندي ما أطعمه فأعطيته دينارا فأخذه و شكر لي و انصرف فخرجت زوجتي و هي تبكي و تقول أ ما تستحيي يقصدك مثل هذا الرجل و تعطيه دينارا و قد عرفت استحقاقه أعطه الجميع فوقع كلامها في قلبي و قمت خلفه فناولته الكيس فأخذه و انصرف فلما عدت إلى الدار ندمت و قلت الساعة يصل الخبر إلى المتوكل و هو يمقت العلويين فيقتلني فقال لي زوجتي لا تخف و اتكل على الله و على جدهم فبينا نحن كذلك إذ طرق الباب و المشاعل في أيدي الخدم و هم يقولون أجب السيدة فقمت مرعوبا و كلما مشيت قليلا تواترت الرسل فوقفت على ستر السيدة فسمعتها تقول يا أحمد جزاك الله خيرا و جزى زوجتك كنت الساعة نائمة فجاءني رسول الله ص و قال جزاك الله خيرا و جزى زوجة ابن الخضيب خيرا فما معنى هذا فحدثتها الحديث و هي تبكي فأخرجت دنانير و كسوة و قالت هذا للعلوي و هذا لزوجتك و هذا لك و كان ذلك يساوي مائة ألف درهم فأخذت المال و جعلت طريقي على بيت العلوي فطرقت الباب فقال من داخل المنزل هات ما معك يا أحمد و خرج و هو يبكي فسألته عن بكائه فقال لما دخلت منزلي قالت لي زوجتي ما هذا الذي معك فعرفتها فقالت لي قم بنا حتى نصلي و ندعو للسيدة و لأحمد و زوجته فصلينا و دعونا ثم نمت فرأيت رسول الله ص في المنام و هو يقول قد شكرتم على ما فعلوا معك فالساعة يأتونك بشيء فاقبل منهم انتهى ما أخرجته من كتاب كشف اليقين
-13 كنز الكراجكي، حدثني علي بن أحمد اللغوي بميافارقين في سنة تسع و تسعين و ثلاثمائة قال دخلت على أبي الحسن علي السلماسي في مرضته التي توفي فيها فسألته عن حاله فقال لحقتني غشية أغمي علي فيها فرأيت مولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قد أخذ بيدي و أنشأ يقول
فإن آل محمد في الأرض غرق جهلهاو سفينتهم حمل الذي طلب النجاة و أهلهافاقبض بكفك عروة لا تخش منها فصلها
و منه عن محمد بن عبيد الله الحسيني عن أبيه عن أحمد بن محبوب قال سمعت أبا جعفر الطبري يقول حدثنا هناد بن السري قال رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه و آله في المنام فقال لي يا هناد قلت لبيك يا أمير المؤمنين قال أنشدني قول الكميت
و يوم الدوح دوح غدير خم أبان لنا الولاية لو أطيعاو لكن الرجال تبايعوها فلم أر مثلها أمرا شنيعا
قال فأنشدته فقال لي خذ إليك يا هناد فقلت هات يا سيدي فقال ع
و لم أر مثل ذاك اليوم يوما و لم أر مثله حقا أضيعا