1- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن شبل عن ظفر بن حمدون عن إبراهيم بن إسحاق عن محمد بن سليمان عن أبيه قال كان رجل من أهل الشام يختلف إلى أبي جعفر ع و كان مركزه بالمدينة يختلف إلى مجلس أبي جعفر يقول له يا محمد أ لا ترى أني إنما أغشي مجلسك حياء مني منك و لا أقول إن أحدا في الأرض أبغض إلي منكم أهل البيت و أعلم أن طاعة الله و طاعة رسوله و طاعة أمير المؤمنين في بغضكم و لكن أراك رجلا فصيحا لك أدب و حسن لفظ فإنما اختلافي إليك لحسن أدبك و كان أبو جعفر يقول له خيرا و يقول لن تخفى على الله خافية فلم يلبث الشامي إلا قليلا حتى مرض و اشتد وجعه فلما ثقل دعا وليه و قال له إذا أنت مددت علي الثوب فأت محمد بن علي ع و سله أن يصلي علي و أعلمه أني أنا الذي أمرتك بذلك قال فلما أن كان في نصف الليل ظنوا أنه قد برد و سجوه فلما أن أصبح الناس خرج وليه إلى المسجد فلما أن صلى محمد بن علي ع و تورك و كان إذا صلى عقب في مجلسه قال له يا أبا جعفر إن فلان الشامي قد هلك و هو يسألك أن تصلي عليه فقال أبو جعفر كلا إن بلاد الشام بلاد صرد و الحجاز بلاد حر و لهبها شديد فانطلق فلا تعجلن على صاحبك حتى آتيكم ثم قام ع من مجلسه فأخذ ع وضوءا ثم عاد فصلى ركعتين ثم مد يده تلقاء وجهه ما شاء الله ثم خر ساجدا حتى طلعت الشمس ثم نهض ع فانتهى إلى منزل الشامي فدخل عليه فدعاه فأجابه ثم أجلسه و أسنده و دعا له بسويق فسقاه و قال لأهله املئوا جوفه و بردوا صدره بالطعام البارد ثم انصرف ع فلم يلبث إلا قليلا حتى عوفي الشامي فأتى أبا جعفر ع فقال أخلني فأخلاه فقال أشهد أنك حجة الله على خلقه و بابه الذي يؤتى منه فمن أتى من غيرك خاب و خسر و ضَلَّ ضَلالًا بَعِيداً قال له أبو جعفر و ما بدا لك قال أشهد أني عهدت بروحي و عاينت بعيني فلم يتفاجأني إلا و مناد ينادي أسمعه بأذني ينادي و ما أنا بالنائم ردوا عليه روحه فقد سألنا ذلك محمد بن علي فقال له أبو جعفر أ ما علمت أن الله يحب العبد و يبغض عمله و يبغض العبد و يحب عمله قال فصار بعد ذلك من أصحاب أبي جعفر ع
2- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ محمد بن شبل الوكيل بالإسناد عن محمد بن سليمان مثله
3- ير، ]بصائر الدرجات[ علي بن خالد عن ابن يزيد عن عباس الوراق عن عثمان بن عيسى عن ابن مسكان عن ليث المرادي أنه حدثه عن سدير بحديث فأتيته فقلت إن ليثا المرادي حدثني عنك بحديث فقال و ما هو قلت جعلت فداك حديث اليماني قال كنت عند أبي جعفر ع فمر بنا رجل من أهل اليمن فسأله أبو جعفر عن اليمن فأقبل يحدث فقال له أبو جعفر ع هل تعرف دار كذا و كذا قال نعم و رأيتها قال فقال له أبو جعفر ع هل تعرف صخرة عندها في موضع كذا و كذا قال نعم و رأيتها فقال الرجل ما رأيت رجلا أعرف بالبلاد منك فلما قام الرجل قال لي أبو جعفر ع يا أبا الفضل تلك الصخرة التي غضب موسى فألقى الألواح فما ذهب من التوراة التقمته الصخرة فلما بعث الله رسوله أدته إليه و هي عندنا
4- ير، ]بصائر الدرجات[ الحسن بن علي بن عبد الله عن ابن فضال عن داود بن أبي يزيد عن بعض أصحابنا عن عمر بن حنظلة قال قلت لأبي جعفر ع إني أظن أن لي عندك منزلة قال أجل قال قلت فإن لي إليك حاجة قال و ما هي قلت تعلمني الاسم الأعظم قال و تطيقه قلت نعم قال فادخل البيت قال فدخل البيت فوضع أبو جعفر يده على الأرض فأظلم البيت فأرعدت فرائص عمر فقال ما تقول أعلمك فقال لا قال فرفع يده فرجع البيت كما كان
5- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عن عمر مثله مع اختصار
6- ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن عيسى عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي بصير قال قدم بعض أصحاب أبي جعفر ع فقال لي لا ترى و الله أبا جعفر ع أبدا قال فلقفت صكا فأشهدت شهودا في الكتاب في غير إبان الحج ثم إني خرجت إلى المدينة فاستأذنت على أبي جعفر ع فلما نظر إلي قال يا أبا بصير ما فعل الصك قال قلت جعلت فداك إن فلانا قال لي و الله لا ترى أبا جعفر أبدا
بيان لقفه تناوله بسرعة
7- ير، ]بصائر الدرجات[ ابن يزيد عن الوشاء عن عبد الله عن موسى بن بكر عن عبد الله بن عطاء المكي قال اشتقت إلى أبي جعفر ع و أنا بمكة فقدمت المدينة و ما قدمتها إلا شوقا إليه فأصابني تلك الليلة مطر و برد شديد فانتهيت إلى بابه نصف الليل فقلت ما أطرقه هذه الساعة و أنتظر حتى أصبح فإني لأفكر في ذلك إذ سمعته يقول يا جارية افتحي الباب لابن عطاء فقد أصابه في هذه الليلة برد و أذى قال فجاءت ففتحت الباب فدخلت عليه
8- كشف، ]كشف الغمة[ من دلائل الحميري مثله
9- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عن عبد الله مثله
10- ير، ]بصائر الدرجات[ عبد الله عن أحمد بن الحسين عن أحمد بن إبراهيم عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع قال نزل أبو جعفر ع بواد فضرب خباه ثم خرج أبو جعفر بشيء حتى انتهى إلى النخلة فحمد الله عندها بمحامد لم أسمع بمثلها ثم قال أيتها النخلة أطعمينا مما جعل الله فيك قال فتساقط رطب أحمر و أصفر فأكل ع و معه أبو أمية الأنصاري فأكل منه فقال هذه الآية فينا كالآية في مريم إذ هزت إليها بجذع النخلة فتساقط عليها رطبا جنيا
11- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عن عبد الرحمن مثله
12- ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن أحمد عن أحمد بن هلال و محمد بن الحسين عن الحسن بن فضال عن ابن بكير عن أبي كهمس عن عبد الله بن عطاء قال دخلت إلى مكة في الليل ففرغت من طوافي و سعيي و بقي علي ليل فقلت أمضي إلى أبي جعفر فأتحدث عنده بقية ليلي فجئت إلى الباب فقرعته فسمعت أبا جعفر يقول إن كان عبد الله بن عطاء فأدخله قال من هذا قلت عبد الله بن عطاء قال ادخل
-13 ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن مثنى الحناط عن أبي بصير قال دخلت على أبي عبد الله و أبي جعفر ع فقلت لهما أنتما ورثة رسول الله ص قال نعم قلت فرسول الله ص وارث الأنبياء علم كلما علموا فقال لي نعم فقلت أنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى و تبرءوا الأكمه و الأبرص فقال لي نعم بإذن الله ثم قال ادن مني يا أبا محمد فمسح يده على عيني و وجهي فأبصرت الشمس و السماء و الأرض و البيوت و كل شيء في الدار قال أ تحب أن تكون هكذا و لك ما للناس و عليك ما عليهم يوم القيامة أو تعود كما كنت و لك الجنة خالصا قلت أعود كما كنت قال فمسح على عيني فعدت كما كنت قال علي فحدثت به ابن أبي عمير فقال أشهد أن هذا حق كما أن النهار حق
14- عم، ]إعلام الورى[ قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن أبي بصير مثله
15- كش، ]رجال الكشي[ محمد بن مسعود عن علي بن محمد القمي عن محمد بن أحمد عن أحمد بن الحسن عن علي بن الحكم مثله
16- ير، ]بصائر الدرجات[ إبراهيم بن هاشم عن علي بن معبد يرفعه قال دخلت حبابة الوالبية على أبي جعفر محمد بن علي ع قال يا حبابة ما الذي أبطأ بك قالت قلت بياض عرض في مفرق رأسي كثرت له همومي فقال يا حبابة أرينيه قالت فدنوت منه فوضع يده في مفرق رأسي ثم قال ائتوا لها بالمرآة فأتيت بالمرآة فنظرت فإذا شعر مفرق رأسي قد أسود فسررت بذلك و سر أبو جعفر ع بسروري
17- ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن علي عن علي بن محمد الحناط عن عاصم عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال كنت عنده يوما إذ وقع عليه زوج ورشان فهدلا هديلهما فرد عليهما أبو جعفر ع كلامهما ساعة ثم نهضا فلما صارا على الحائط هدل الذكر على الأنثى ساعة ثم نهضا فقلت جعلت فداك ما حال الطير فقال يا ابن مسلم كل شيء خلقه الله من طير أو بهيمة أو شيء فيه روح هو أسمع لنا و أطوع من ابن آدم إن هذا الورشان ظن بأنثاه ظن السوء فحلفت له ما فعلت فلم يقبل فقالت ترضى بمحمد بن علي فرضيا بي و أخبرته أنه لها ظالم فصدقها
18- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عن محمد بن مسلم مثله
بيان قال الفيروزآبادي الهديل صوت الحمام أو خاص بوحشيها هدل يهدل
19- ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن الحسين عن أحمد بن إبراهيم عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع قال مر أبو جعفر بالهجين و معه أبو أمية الأنصاري زميله في محمله قال فبينا هو كذلك إذ نظر إلى ورشان في جانب المحمل معه فرفع أبو أمية يده ليذبه عنه فقال يا أبا أمية إن هذا طائر جاء يستجير بأهل البيت و إني دعوت الله فانصرفت عنه حية كانت تأتيه كل سنة فتأكل فراخه
-20 ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن هشام الجواليقي عن محمد بن مسلم قال كنت مع أبي جعفر ع بين مكة و المدينة و أنا أسير على حمار لي و هو على بغلته إذ أقبل ذئب من رأس الجبل حتى انتهى إلى أبي جعفر فحبس ع البغلة و دنا الذئب حتى وضع يده على قربوس السرج و مد عنقه إلى أذنه و أدنى أبو جعفر أذنه منه ساعة ثم قال امض فقد فعلت فرجع مهرولا قال قلت جعلت فداك لقد رأيت عجبا قال و تدري ما قلت قال قلت الله و رسوله و ابن رسوله أعلم قال إنه قال لي يا ابن رسول الله إن زوجتي في ذاك الجبل و قد تعسر عليها ولادتها فادع الله أن يخلصها و لا يسلط أحدا من نسلي على أحد من شيعتكم قلت فقد فعلت
21- كشف، ]كشف الغمة[ من دلائل الحميري عن محمد بن مسلم مثله
22- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عن محمد بن مسلم مثله ثم قال و قد روى الحسن بن علي بن أبي حمزة في الدلالات هذا الخبر عن الصادق ع و زاد فيه أنه ع مر و سكن في ضيعته شهرا فلما رجع فإذا هو بالذئب و زوجته و جرو عووا في وجه الصادق ع فأجابهم بمثل عوائهم بكلام يشبهه ثم قال لنا ع قد ولد له جرو ذكر و كانوا يدعون الله لي و لكم بحسن الصحابة و دعوت لهم بمثل ما دعوا لي و أمرتهم أن لا يؤذوا لي وليا و لا لأهل بيتي ففعلوا و ضمنوا لي ذلك
بيان الجرو صغير كل شيء و ولد الكلب و الأسد
23- ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ الحسن بن محمد بن سلمة عن محمد بن المثنى عن أبيه عن عثمان بن زيد عن جابر عن أبي جعفر ع قال دخلت عليه فشكوت إليه الحاجة قال فقال يا جابر ما عندنا درهم فلم ألبث أن دخل عليه الكميت فقال له جعلت فداك إن رأيت أن تأذن لي حتى أنشدك قصيدة قال فقال أنشد فأنشده قصيدة فقال يا غلام أخرج من ذلك البيت بدرة فادفعها إلى الكميت قال فقال له جعلت فداك إن رأيت أن تأذن لي أنشدك قصيدة أخرى قال أنشد فأنشده أخرى فقال يا غلام أخرج من ذلك البيت بدرة فادفعها إلى الكميت قال فأخرج بدرة فدفعها إليه قال فقال له جعلت فداك إن رأيت أن تأذن لي أنشدك ثالثة قال له أنشد فأنشده فقال يا غلام أخرج من ذلك البيت بدرة فادفعها إليه قال فأخرج بدرة فدفعها إليه فقال الكميت جعلت فداك و الله ما أحبكم لغرض الدنيا و ما أردت بذلك إلا صلة رسول الله ص و ما أوجب الله علي من الحق قال فدعا له أبو جعفر ع ثم قال يا غلام ردها مكانها قال فوجدت في نفسي و قلت قال ليس عندي درهم و أمر للكميت بثلاثين ألف درهم قال فقام الكميت و خرج قلت له جعلت فداك قلت ليس عندي درهم و أمرت للكميت بثلاثين ألف درهم فقال لي يا جابر قم و ادخل البيت قال فقمت و دخلت البيت فلم أجد منه شيئا قال فخرجت إليه فقال لي يا جابر ما سترنا عنكم أكثر مما أظهرنا لكم فقام و أخذ بيدي و أدخلني البيت ثم قال و ضرب برجله الأرض فإذا شبيه بعنق البعير قد خرجت من ذهب ثم قال لي يا جابر انظر إلى هذا و لا تخبر به أحدا إلا من تثق به من إخوانك إن الله أقدرنا على ما نريد و لو شئنا أن نسوق الأرض بأزمتها لسقناها
24- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عن جابر مثله
25- ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن ابن بكير عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن بالمدينة رجلا قد أتى المكان الذي به ابن آدم فرآه معقولا معه عشرة موكلين به يستقبلون به الشمس حيث ما دارت في الصيف يوقدون حوله النار فإذا كان الشتاء صبوا عليه الماء البارد كلما هلك رجل من العشرة أقام أهل القرية رجلا فيجعلونه مكانه فقال يا عبد الله ما قصتك و لأي شيء ابتليت بهذا فقال لقد سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك إنك لأحمق الناس أو أكيس الناس قال فقلت لأبي جعفر أ يعذب في الآخرة قال فقال ع و يجمع الله عليه عذاب الدنيا و عذاب الآخرة
26- ختص، ]الإختصاص[ ابن عيسى و أحمد بن الحسن بن فضال عن ابن فضال عن ابن بكير مثله
بيان حكمه بأحد الأمرين لأن السؤال عن غرائب الأمور قد يكون لغاية الكياسة و قد يكون لنهاية الحماقة
27- ختص، ]الإختصاص[ الحجال عن اللؤلؤي عن ابن سنان عن ابن مسكان عن سدير قال قال أبو جعفر ع يا أبا الفضل إني لأعرف رجلا من أهل المدينة أخذ قبل مطلع الشمس و قبل مغربها إلى البقية الذين قال الله وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ لمشاجرة كانت فيما بينهم فأصلح فيما بينهم و رجع و لم يقعد فمر بنطفكم فشرب منه و مر على بابك فدق عليك حلقة بابك ثم رجع إلى منزله و لم يقعد
28- ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن أبيه عن ابن مسكان عن سدير الصيرفي قال سمعت أبا جعفر ع يقول إني لأعرف رجلا من أهل المدينة أخذ قبل انطباق الأرض إلى الفئة التي قال الله في كتابه وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ لمشاجرة كانت فيما بينهم و أصلح بينهم و رجع و لم يقعد فمر بنطفكم فشرب منها يعني الفرات ثم مر عليك يا أبا الفضل يقرع عليك بابك و مر برجل عليه مسوح معقل به عشرة موكلون يستقبل في الصيف عين الشمس و يوقد حوله النيران و يدورون به حذاء الشمس حيث دارت كلما مات من العشرة واحد أضاف إليه أهل القرية واحدا الناس يموتون و العشرة لا ينقصون فمر به رجل فقال ما قصتك قال له الرجل إن كنت عالما فما أعرفك بأمري و يقال إنه ابن آدم القاتل
و قال محمد بن مسلم و كان الرجل محمد بن علي ع
29- يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن سدير مثله
بيان قبل انطباق الأرض أي عند انطباق بعض طبقات الأرض على بعض ليسرع السير أو نحو انطباقها أو بسبب ذلك و قال الفيروزآبادي النطفة بالضم الماء الصافي قل أو كثر و الجمع نطاف و نطف و النطفتان في الحديث بحر المشرق و المغرب أو ماء الفرات و ماء بحر جدة أو بحر الروم أو بحر الصين انتهى و المسح بكسر الميم البلاس و الجمع المسوح
30- ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن البزنطي عن عبد الكريم عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال جاء أعرابي حتى قام على باب المسجد فتوسم فرأى أبا جعفر فعقل ناقته و دخل و جثى على ركبتيه و عليه شملة فقال أبو جعفر من أين جئت يا أعرابي قال جئت من أقصى البلدان قال أبو جعفر ع البلدان أوسع من ذاك فمن أين جئت قال جئت من الأحقاف أحقاف عاد قال نعم فرأيت ثمة سدرة إذا مر التجار بها استظلوا بفيئها قال و ما علمك جعلني الله فداك قال هو عندنا في كتاب و أي شيء رأيت أيضا قال رأيت واديا مظلما فيه الهام و البوم لا يبصر قعره قال و تدري ما ذاك الوادي قال لا و الله ما أدري قال ذاك برهوت فيه نسمة كل كافر ثم قال أين بلغت قال فقطع بالأعرابي فقال بلغت قوما جلوسا في مجالسهم ليس لهم طعام و لا شراب إلا ألبان أغنامهم فهي طعامهم و شرابهم ثم نظر إلى السماء فقال اللهم العنه فقال له جلساؤه من هو جعلنا فداك قال هو قابيل يعذب بحر الشمس و زمهرير البرد ثم جاءه رجل آخر فقال له رأيت جعفرا فقال الأعرابي و من جعفر هذا الذي يسأل عنه قالوا ابنه قال سبحان الله و ما أعجب هذا الرجل يخبرنا عن خبر السماء و لا يدري أين ابنه
بيان البلدان أوسع من ذاك أي هي أكثر من أن تأتي من أقصاه أو من أن يعين و يعرف بذلك و الهام طائر من طير الليل و هو الصدى قوله فيه نسمة كل كافر أي يعذب فيها أرواحهم و سيأتي بيانها في كتاب الجنائز و قوله فقطع الأعرابي على المجهول أي بهت و سكت أو بالمعلوم أي قطع ع كلامه و على التقديرين فاعل قال بعد ذلك هو أبو جعفر ع و بلغت بصيغة الخطاب و إنما سأل ع عن هذا القوم ليبين أن ابن آدم يعذب في قريتهم و لذا قال بعد ذلك اللهم العنه
31- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أبي بصير قال دخلت المسجد مع أبي جعفر ع و الناس يدخلون و يخرجون فقال لي سل الناس هل يرونني فكل من لقيته قلت له أ رأيت أبا جعفر يقول لا و هو واقف حتى دخل أبو هارون المكفوف قال سل هذا فقلت هل رأيت أبا جعفر فقال أ ليس هو بقائم قال و ما علمك قال و كيف لا أعلم و هو نور ساطع قال و سمعت يقول لرجل من أهل الإفريقية ما حال راشد قال خلفته حيا صالحا يقرئك السلام قال رحمه الله قال مات قال نعم قال متى قال بعد خروجك بيومين قال و الله ما مرض و لا كان به علة قال و إنما يموت من يموت من مرض و علة قلت من الرجل قال رجل لنا موال و لنا محب ثم قال أ ترون أن ليس لنا معكم أعين ناظرة و أسماع سامعة بئس ما رأيتم و الله لا يخفى علينا شيء من أعمالكم فاحضرونا جميعا و عودوا أنفسكم الخير و كونوا من أهله تعرفوا فإني بهذا آمر ولدي و شيعتي
بيان فاحضرونا جميعا أي اعلموا أنا جميعا حاضرون عندكم بالعلم أو احضروا لدينا فعلى الأول على صيغة الإفعال و على الثاني على بناء المجرد
32- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن الحلبي عن الصادق ع قال دخل الناس على أبي ع قالوا ما حد الإمام قال حده عظيم إذا دخلتم عليه فوقروه و عظموه و آمنوا بما جاء به من شيء و عليه أن يهديكم و فيه خصلة إذا دخلتم عليه لم يقدر أحد أن يملأ عينه منه إجلالا و هيبة لأن رسول الله ص كذلك كان و كذلك يكون الإمام قال فيعرف شيعته قال نعم ساعة يراهم قالوا فنحن لك شيعة قال نعم كلكم قالوا أخبرنا بعلامة ذلك قال أخبركم بأسمائكم و أسماء آبائكم و قبائلكم قالوا أخبرنا فأخبرهم قالوا صدقت قال و أخبركم عما أردتم أن تسألوا عنه في قوله تعالى كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ نحن نعطي شيعتنا من نشاء من علمنا ثم قال يقنعكم قالوا في دون هذا نقنع
بيان قوله في قوله تعالى بيان لما أضمروا أن يسألوا عنه و قوله نحن نعطي تفسير للآية أي إنما عنانا بالشجرة و إيتاء الأكل كناية عن إفاضة العلم كما مر في كتاب الإمامة. و يحتمل أن يكون المراد أن الله تعالى أخبر عن حالنا هذه في تلك الآية فلم يخبر ع بضميرهم أو أخبر و لم يذكر و الأول أظهر بل يعينه ما سيأتي نقلا عن المناقب
33- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روى أبو عتيبة قال كنت عند أبي جعفر ع فدخل رجل فقال أنا من أهل الشام أتولاكم و أبرأ من عدوكم و أبي كان يتولى بني أمية و كان له مال كثير و لم يكن له ولد غيري و كان مسكنه بالرملة و كان له جنينه يتخلى فيها بنفسه فلما مات طلبت المال فلم أظفر به و لا أشك أنه دفنه و أخفاه مني قال أبو جعفر أ فتحب أن تراه و تسأله أين موضع ماله قال إي و الله إني لفقير محتاج فكتب أبو جعفر كتابا و ختمه بخاتمه ثم قال انطلق بهذا الكتاب الليلة إلى البقيع حتى تتوسطه ثم تنادي يا درجان يا درجان فإنه يأتيك رجل معتم فادفع إليه كتابي و قل أنا رسول محمد بن علي بن الحسين فإنه يأتيك فاسأله عما بدا لك فأخذ الرجل الكتاب و انطلق قال أبو عتيبة فلما كان من الغد أتيت أبا جعفر لأنظر ما حال الرجل فإذا هو على الباب ينتظر أن يؤذن له فأذن له فدخلنا جميعا فقال الرجل الله يعلم عند من يضع العلم قد انطلقت البارحة و فعلت ما أمرت فأتاني الرجل فقال لا تبرح من موضعك حتى آتيك به فأتاني برجل أسود فقال هذا أبوك قلت ما هو أبي قال غيره اللهب و دخان الجحيم و العذاب الأليم قلت أنت أبي قال نعم قلت فما غيرك عن صورتك و هيئتك قال يا بني كنت أتولى بني أمية و أفضلهم على أهل بيت النبي بعد النبي ص فعذبني الله بذلك و كنت أنت تتولاهم و كنت أبغضتك على ذلك و حرمتك مالي فزويته عنك و أنا اليوم على ذلك من النادمين فانطلق يا بني إلى جنتي فاحفر تحت الزيتونة و خذ المال مائة ألف درهم فادفع إلى محمد بن علي ع خمسين ألفا و الباقي لك ثم قال و أنا منطلق حتى آخذ المال و آتيك بمالك قال أبو عتيبة فلما كان من قابل سألت أبا جعفر ع ما فعل الرجل صاحب المال قال قد أتاني بخمسين ألف درهم فقضيت منها دينا كان علي و ابتعت منها أرضا بناحية خيبر و وصلت منها أهل الحاجة من أهل بيتي
بيان جنينه أي مال يستره عني قال الفيروزآبادي الجنين كل مستور و في بعض النسخ جنة و هو أظهر أي كان يتخلى في جنته و قد ظن أنه كان لدفن المال و على الأول يحتمل أن يكون تصغير الجنة
34- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن عبد الله بن معاوية الجعفري قال سأحدثكم بما سمعته أذناي و رأته عيناي من أبي جعفر ع أنه كان على المدينة رجل من آل مروان و أنه أرسل إلي يوما فأتيته و ما عنده أحد من الناس فقال يا معاوية إنما دعوتك لثقتي بك و إني قد علمت أنه لا يبلغ عني غيرك فأجبت أن تلقى عميك محمد بن علي و زيد بن الحسن ع و تقول لهما يقول لكما الأمير لتكفان عما يبلغني عنكما أو لتنكران فخرجت متوجها إلى أبي جعفر فاستقبلته متوجها إلى المسجد فلما دنوت منه تبسم ضاحكا فقال بعث إليك هذا الطاغية و دعاك و قال الق عميك فقل لهما كذا فقال أخبرني أبو جعفر بمقالته كأنه كان حاضرا ثم قال يا ابن عم قد كفينا أمره بعد غد فإنه معزول و منفي إلى بلاد مصر و الله ما أنا بساحر و لا كاهن و لكني أتيت و حدثت قال فو الله ما أتى عليه اليوم الثاني حتى ورد عليه عزله و نفيه إلى مصر و ولى المدينة غيره
بيان لتنكران من أنكره إذا لم يعرفه كناية عن إيذائهما و عدم عرفان حقهما و شرفهما أو بمعنى المناكرة بمعنى المحاربة و الأظهر لتنكلان من التنكيل بمعنى التعذيب قوله ع أتيت على المجهول أي أتاني الخبر من عند الله أو من آبائي بذلك
35- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أبي بصير قال كنت أقرئ امرأة القرآن بالكوفة فمازحتها بشيء فلما دخلت على أبي جعفر ع عاتبني و قال من ارتكب الذنب في الخلاء لم يعبأ الله به أي شيء قلت للمرأة فغطيت وجهي حياء و تبت فقال أبو جعفر ع لا تعد
36- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روى أبو بصير عن أبي جعفر ع قال لرجل من أهل خراسان كيف أبوك قال صالح قال قد مات أبوك بعد ما خرجت حيث سرت إلى جرجان ثم قال كيف أخوك قال تركته صالحا قال قد قتله جار له يقال له صالح يوم كذا في ساعة كذا فبكى الرجل و قال إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ بما أصبت فقال أبو جعفر ع اسكن فقد صاروا إلى الجنة و الجنة خير لهم مما كانوا فيه فقال له الرجل إني خلفت ابني وجعا شديد الوجع و لم تسألني عنه قال قد برأ و قد زوجه عمه ابنته و أنت تقدم عليه و قد ولد له غلام و اسمه علي و هو لنا شيعة و أما ابنك فليس لنا شيعة بل هو لنا عدو فقال له الرجل فهل من حيلة قال إنه عدو و هو وقيد قلت من هذا قال رجل من أهل خراسان و هو لنا شيعة و هو مؤمن
37- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عن مشمعل الأسدي عن أبي بصير مثله
بيان الوقيد بالدال المهملة الحطب و لعل المراد أنه حطب جهنم و يحتمل أن يكون بالمعجمة قال الفيروزآبادي الوقيذ السريع و البطيء و الثقيل و الشديد المرض المشرف انتهى فالمعنى أنه سيصرع أو هو بطيء عن الخير أو أنه شديد المرض و لا ينافيه إخباره ع ببرئه من المرض السابق
-38 يج، ]الخرائج و الجرائح[ روى جابر الجعفي قال خرجت مع أبي جعفر ع إلى الحج و أنا زميله إذ أقبل ورشان فوقع على عضادتي محمله فترنم فذهبت لأخذه فصاح بي مه يا جابر فإنه استجار بنا أهل البيت فقلت و ما الذي شكا إليك فقال شكا إلي أنه يفرخ في هذا الجبل منذ ثلاث سنين و أن حية تأتيه فتأكل فراخه فسألني أن أدعو الله عليها ليقتلها ففعلت و قد قتلها الله ثم سرنا حتى إذا كان وجه السحر قال لي انزل يا جابر فنزلت فأخذت بخطام الجمل و نزل فتنحى عن الطريق ثم عمد إلى روضة من الأرض ذات رمل فأقبل فكشف الرمل يمنة و يسرة و هو يقول اللهم اسقنا و طهرنا إذ بدا حجر أبيض بين الرمل فاقتلعه فنبع له عين ماء أبيض صاف فتوضأ و شربنا منه ثم ارتحلنا فأصبحنا دون قرية و نخل فعمد أبو جعفر إلى نخلة يابسة فيها فدنا منها و قال أيتها النخلة أطعمينا مما خلق الله فيك فلقد رأيت النخلة تنحني حتى جعلنا نتناول من ثمرها و نأكل و إذا أعرابي يقول ما رأيت ساحرا كاليوم فقال أبو جعفر يا أعرابي لا تكذبن علينا أهل البيت فإنه ليس منا ساحر و لا كاهن و لكن علمنا أسماء من أسماء الله تعالى فنسأل بها فنعطى و ندعو فنجاب
بيان وجه السحر أي أوله أو قريبا منه فإن الوجه مستقبل كل شيء
39- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن عباد بن كثير البصري قال قلت للباقر ما حق المؤمن على الله فصرف وجهه فسألته عنه ثلاثا فقال من حق المؤمن على الله أن لو قال لتلك النخلة أقبلي لأقبلت قال عباد فنظرت و الله إلى النخلة التي كانت هناك قد تحرك مقبلة فأشار إليها قري فلم أعنك
40- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أبي الصباح الكناني قال صرت يوما إلى باب أبي جعفر فقرعت الباب فخرجت إلي وصيفة ناهد فضربت بيدي على رأس ثديها فقلت لها قولي لمولاك إني بالباب فصاح من آخر الدار ادخل لا أم لك فدخلت و قلت و الله ما أردت ريبة و لا قصدت إلا زيادة في يقيني فقال صدقت لئن ظننتم أن هذه الجدران تحجب أبصارنا كما تحجب أبصاركم إذا لا فرق بيننا و بينكم فإياك أن تعاود لمثلها
بيان نهدت المرأة كعب ثديها
41- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أبي بصير قال كنت مع الباقر ع في مسجد رسول الله ص قاعدا حدثان ما مات علي بن الحسين ع إذ دخل الدوانيقي و داود بن سليمان قبل أن أفضي الملك إلى ولد العباس و ما قعد إلى الباقر إلا داود فقال الباقر ع ما منع الدوانيقي أن يأتي قال فيه جفاء قال الباقر ع لا تذهب الأيام حتى يلي أمر هذا الخلق و يطأ أعناق الرجال و يملك شرقها و غربها و يطول عمره فيها حتى يجمع من كنوز الأموال ما لم يجتمع لأحد قبله فقام داود و أخبر الدوانيقي بذلك فأقبل إليه الدوانيقي و قال ما منعني من الجلوس إليك إلا إجلالك فما الذي خبرني به داود فقال هو كائن قال و ملكنا قبل ملككم قال نعم قال يملك بعدي أحد من ولدي قال نعم قال فمدة بني أمية أكثر أم مدتنا قال مدتكم أطول و ليتلقفن هذا الملك صبيانكم و يلعبون به كما يلعبون بالكرة هذا ما عهده إلي أبي فلما ملك الدوانيقي تعجب من قول الباقر ع
بيان الجفا البعد عن الآداب و وطء أعناق الرجال كناية عن شدة استيلائه على الخلق و تمكنه من الناس
42- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أبي بصير قال قلت يوما للباقر أنتم ذرية رسول الله قال نعم قلت و رسول الله وارث الأنبياء كلهم قال نعم ورث جميع علومهم قلت و أنتم ورثتم جميع علم رسول الله ص قال نعم قلت و أنتم تقدرون أن تحيوا الموتى و تبرءوا الأكمه و الأبرص و تخبروا الناس بما يأكلون و ما يدخرون في بيوتهم قال نعم بإذن الله ثم قال ادن مني يا أبا بصير فدنوت منه فمسح يده على وجهي فأبصرت السهل و الجبل و السماء و الأرض ثم مسح يده على وجهي فعدت كما كنت لا أبصر شيئا قال ثم قال لي الباقر ع إن أحببت أن تكون هكذا كما أبصرت و حسابك على الله و إن أحببت أن تكون كما كنت و ثوابك الجنة فقلت كما كنت و الجنة أحب إلي
43- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن جابر قال كنا عند الباقر نحوا من خمسين رجلا إذ دخل عليه كثير النواء و كان من المغيرية فسلم و جلس ثم قال إن المغيرة بن عمران عندنا بالكوفة يزعم أن معك ملكا يعرفك الكافر من المؤمن و شيعتك من أعدائك قال ما حرفتك قال أبيع الحنطة قال كذبت قال و ربما أبيع الشعير قال ليس كما قلت بل تبيع النواء قال من أخبرك بهذا قال الملك الذي يعرفني شيعتي من عدوي لست تموت إلا تائها قال جابر الجعفي فلما انصرفنا إلى الكوفة ذهبت في جماعة نسأل فدللنا على عجوز فقالت مات تائها منذ ثلاثة أيام
بيان المغيرية أصحاب المغيرة بن سعيد العجلي الذي ادعى أن الإمامة بعد محمد بن علي بن الحسين ع لمحمد بن عبد الله بن الحسن و زعم أنه حي لم يمت. و قال الشيخ و الكشي إن كثيرا كان من البترية و قال البرقي إنه كان عاميا و الظاهر أن المراد بالتائه الذاهب العقل و يحتمل أن يكون المراد به التحير في الدين
44- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روى أبو بصير قال كنت مع الباقر ع في المسجد إذ دخل عمر بن عبد العزيز عليه ثوبان ممصران متكئا على مولى له فقال ع ليلين هذا الغلام فيظهر العدل و يعيش أربع سنين ثم يموت فيبكي عليه أهل الأرض و يلعنه أهل السماء قال يجلس في مجلس لا حق له فيه ثم ملك و أظهر العدل جهده
بيان قال الجزري الممصرة من الثياب التي فيها صفرة خفيفة و منه الحديث أتى علي طلحة و عليه ممصران
45- كش، ]رجال الكشي[ حمدويه عن أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد عن سلام بن سعيد الجمحي عن أسلم مولى محمد بن الحنفية قال كنت مع أبي جعفر ع مسندا ظهري إلى زمزم فمر علينا محمد بن عبد الله بن الحسن و هو يطوف بالبيت فقال أبو جعفر يا أسلم أ تعرف هذا الشاب قلت نعم هذا محمد بن عبد الله بن الحسن قال أما إنه سيظهر و يقتل في حال مضيعة ثم قال يا أسلم لا تحدث بهذا الحديث أحدا فإنه عندك أمانة قال فحدثت به معروف بن خربوذ و أخذت عليه مثل ما أخذ علي قال و كنا عند أبي جعفر ع غدوة و عشية أربعة من أهل مكة فسأله معروف فقال أخبرني عن هذا الحديث الذي حدثنيه فإني أحب أن أسمعه منك قال فالتفت إلى أسلم فقال له يا أسلم فقال له جعلت فداك إني أخذت عليه مثل الذي أخذته علي قال فقال أبو جعفر ع لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم لنا شكاكا و الربع الآخر أحمق
46- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن محمد بن أبي حازم قال كنت عند أبي جعفر فمر بنا زيد بن علي فقال أبو جعفر أما و الله ليخرجن بالكوفة و ليقتلن و ليطافن برأسه ثم يؤتى به فينصب على قصبة في هذا الموضع و أشار إلى الموضع الذي صلب فيه قال سمع أذناي به ثم رأت عيني بعد ذلك فبلغنا خروجه و قتله ثم مكثنا ما شاء الله فرأينا يطاف برأسه فنصب في ذلك الموضع على قصبة فتعجبنا
و في رواية أن الباقر ع قال سيخرج زيد أخي بعد موتي و يدعو الناس إلى نفسه و يخلع جعفرا ابني و لا يلبث إلا ثلاثا حتى يقتل و يصلب ثم يحرق بالنار و يذرى في الريح و يمثل به مثلة ما مثل به أحد قبله
بيان التمثيل التنكيل و التعذيب قال الجزري فيه إنه نهي عن المثلة يقال مثلت بالحيوان أمثل به مثلا إذا قطعت أطرافه و شوهت به و مثلت بالقتيل إذا جذعت أنفه و أذنه أو مذاكيره أو شيئا من أطرافه و الاسم المثلة فأما مثل بالتشديد فهو للمبالغة
47- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أنه ع جعل يحدث أصحابه بأحاديث شداد و قد دخل عليه رجل يقال له النضر بن قرواش فاغتم أصحابه لمكان الرجل مما يستمع حتى نهض فقالوا قد سمع ما سمع و هو خبيث قال لو سألتموه عما تكلمت به اليوم ما حفظ منه شيئا قال بعضهم فلقيته بعد ذلك فقلت الأحاديث الذي سمعتها من أبي جعفر أحب أن أسمعها فقال لا و الله ما فهمت منها قليلا و لا كثيرا
48- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ يج، ]الخرائج و الجرائح[ روى أبو حمزة عن أبي جعفر ع قال إني لفي عمرة اعتمرتها فأنا في الحجر جالس إذ نظرت إلى جان قد أقبل من ناحية المشرق حتى دنا من الحجر الأسود فأقبلت ببصري نحوه فوقف طويلا ثم طاف بالبيت أسبوعا ثم بدأ بالمقام فقام على ذنبه فصلى ركعتين و ذلك عند زوال الشمس فبصر به عطاء و أناس معه فأتوني فقالوا يا أبا جعفر ما رأيت هذا الجان فقلت قد رأيته و ما صنع ثم قلت لهم انطلقوا إليه و قولوا له يقول لك محمد بن علي إن البيت يحضره أعبد و سودان فهذه ساعة خلوته منهم و قد قضيت نسكك و نحن نتخوف عليك منهم فلو خففت و انطلقت قبل أن يأتوا قال فكوم كومة من بطحاء المسجد ثم وضع ذنبه عليها ثم مثل في الهواء
توضيح قال الفيروزآبادي الجان اسم جمع للجن و حية أكحل العين لا تؤذي كثيرة في الدور. و قال كوم التراب تكويما جعله كومة كومة بالضم أي قطعة قطعة و رفع رأسها. و قال البطحاء و الأبطح مسيل واسع فيه دقاق الحصى و قال مثل قام منتصبا كمثل بالضم و زال عن موضعه انتهى أي زال عن موضعه مرتفعا في الهواء أو صار في الهواء متمثلا بصورة شخص
49- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن سدير أن كثير النواء دخل على أبي جعفر ع و قال زعم المغيرة بن سعيد أن معك ملكا يعرفك المؤمن من الكافر في كلام طويل فلما خرج قال ع ما هو إلا خبيث الولادة و سمع هذا الكلام جماعة من الكوفة قالوا ذهبنا حتى نسأل عن كثير فله خبر سوء فمضينا إلى الحي الذي هو فيهم فدللنا إلى عجوزة صالحة فقلنا لها نسألك عن أبي إسماعيل قالت كثير فقلنا نعم قالت تريدون أن تزوجوه قلنا نعم قالت لا تفعلوا فإن أمه قد وضعته في ذلك البيت رابع أربعة من الزنا و أشارت إلى بيت من بيوت الدار
-50 يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن جماعة استأذنوا على أبي جعفر ع قالوا فلما صرنا في الدهليز إذا قراءة سريانية بصوت حسن يقرأ و يبكي حتى أبكى بعضنا و ما نفهم ما يقول فظننا أن عنده بعض أهل الكتاب استقرأه فلما انقطع الصوت دخلنا عليه فلم نر عنده أحدا قلنا لقد سمعنا قراءة سريانية بصوت حزين قال ذكرت مناجات إليا النبي فأبكتني
51- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ يج، ]الخرائج و الجرائح[ روى أبو بصير عن الصادق ع قال كان أبي في مجلس له ذات يوم إذ أطرق رأسه إلى الأرض فمكث فيها مكثا ثم رفع رأسه فقال يا قوم كيف أنتم إن جاءكم رجل يدخل عليكم مدينتكم هذه في أربعة آلاف حتى يستعرضكم بالسيف ثلاثة أيام فيقتل مقاتلتكم و تلقون منه بلاء لا تقدرون أن تدفعوها و ذلك من قابل فخذوا حذركم و اعلموا أن الذي قلت هو كائن لا بد منه فلم يلتفت أهل المدينة إلى كلامه و قالوا لا يكون هذا أبدا و لم يأخذوا حذرهم إلا نفر يسير و بنو هاشم فخرجوا من المدينة خاصة و ذلك أنهم علموا أن كلامه هو الحق فلما كان من قابل تحمل أبو جعفر بعياله و بنو هاشم و جاء نافع بن الأزرق حتى كبس المدينة فقتل مقاتلهم و فضح نساءهم فقال أهل المدينة لا نرد على أبي جعفر شيئا نسمعه منه أبدا بعد ما سمعنا و رأينا فإنهم أهل بيت النبوة و ينطقون بالحق
إيضاح قال الفيروزآبادي عرض القوم على السيف قتلهم و قال استعرض قتلهم و لم يسأل عن حال أحد
52- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روى أبو بصير عن أبي جعفر ع قال إني لأعرف من لو قام بشاطئ البحر يعرف دواب البحر و أمهاتها و عماتها و خالاتها
53- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن الأسود بن سعيد قال كنت عند أبي جعفر ع فقال ابتداء من غير أن أسأله نحن حجة الله و نحن وجه الله و نحن عين الله في خلقه و نحن ولاة أمر الله في عباده ثم قال إن بيننا و بين كل أرض ترا مثل تر البناء فإذا أمرنا في الأرض بأمر أخذنا ذلك التر فأقبلت إلينا الأرض بكليتها و أسواقها و كورها حتى ننفذ فينا من أمر الله ما أمر إن الريح كما كانت مسخرة لسليمان فقد سخرها الله لمحمد و آله
بيان التر بالضم خيط البناء و الكورة بالضم المدينة و الصقع و الجمع كور بضم الكاف و فتح الواو
54- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن محمد بن مسلم قال قال أبو جعفر ع لئن ظننتم أنا لا نراكم و لا نسمع كلامكم لبئس ما ظننتم لو كان كما تظنون أنا لا نعلم ما أنتم فيه و عليه ما كان لنا على الناس فضل قلت أرني بعض ما أستدل به قال وقع بينك و بين زميلك بالربذة حتى عيرك بنا و بحبنا و معرفتنا قلت إي و الله لقد كان ذلك قال فتراني قلت باطلاع الله ما أنا بساحر و لا كاهن و لا بمجنون لكنها من علم النبوة و نحدث بما يكون قلت من الذي يحدثكم بما نحن عليه قال أحيانا ينكت في قلوبنا و يوقر في آذاننا و مع ذلك فإن لنا خدما من الجن مؤمنين و هم لنا شيعة و هم لنا أطوع منكم قلت مع كل رجل واحد منهم قال نعم يخبرنا بجميع ما أنتم فيه و عليه
55- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روى الحسن بن مسلم عن أبيه قال دعاني الباقر ع إلى طعام فجلست إذ أقبل ورشان منتوف الرأس حتى سقط بين يديه و معه ورشان آخر فهدل فرد الباقر ع بمثل هديله فطار فقلنا للباقر ع ما قالا و ما قلت قال ع إنه اتهم زوجته بغيره فنقر رأسها و أراد أن يلاعنها عندي فقال لها بيني و بينك من يحكم بحكم داود و آل داود و يعرف منطق الطير و لا يحتاج إلى شهود فأخبرته أن الذي ظن بها لم يكن كما ظن فانصرفا على صلح
56- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أبي بصير قال سمعت الصادق ع يقول إن أبي مرض مرضا شديدا حتى خفنا عليه فبكى عند رأسه بعض أصحابه فنظر إليه و قال إني لست بميت في وجعي هذا قال فبرأ و مكث ما شاء الله من السنين فبين ما هو صحيح ليس به بأس فقال يا بني إني ميت يوم كذا فمات في ذلك اليوم
57- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن محمد بن مسلم قال دخلت مع أبي جعفر ع مسجد الرسول ص فإذا طاوس اليماني يقول من كان نصف الناس فسمعه أبو جعفر ع فقال إنما هو ربع الناس آدم و حواء و هابيل و قابيل قال صدقت يا ابن رسول الله قال محمد بن مسلم فقلت في نفسي هذه و الله مسألة فغدوت إلى منزل أبي جعفر و قد لبس ثيابه و أسرج له فلما رآني ناداني قبل أن أسأله فقال بالهند و وراء الهند بمسافة بعيدة رجل عليه مسوح يده مغلولة إلى عنقه موكل به عشرة رهط يعذب إلى أن تقوم الساعة قلت و من ذلك قال قابيل
بيان المسوح جمع المسح و هو البلاس
58- شي، ]تفسير العياشي[ عن الفضيل بن يسار قال قلت لأبي جعفر ع جعلت فداك إنا نتحدث أن لآل جعفر راية و لآل فلان راية فهل في ذلك شيء فقال أما لآل جعفر فلا و أما راية بني فلان فإن لهم ملكا مبطأ يقربون فيه البعيد و يبعدون فيه القريب و سلطانهم عسر ليس فيه يسر لا يعرفون في سلطانهم من أعلام الخير شيئا يصيبهم فيه فزعات ثم فزعات كل ذلك يتجلى عنهم حتى إذا أمنوا مكر الله و أمنوا عذابه و ظنوا أنهم قد استقروا صيح فيهم صيحة لم يكن لهم فيها مناد يسمعهم و لا يجمعهم و ذلك قول الله حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها إلى قوله لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ إلا أنه ليس أحد من الظلمة إلا و لهم بقيا إلا آل فلان فإنهم لا بقيا لهم قال جعلت فداك أ ليس لهم بقيا قال بلى و لكنهم يصيبون منا دما فبظلمهم نحن و شيعتنا فلا بقيا لهم
بيان البقيا بالضم الرحمة و الشفقة
59- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ قيل لأبي جعفر ع محمد بن مسلم وجع فأرسل إليه بشراب مع الغلام فقال الغلام أمرني أن لا أرجع حتى تشربه فإذا شربت فأته ففكر محمد فيما قال و هو لا يقدر على النهوض فلما شرب و استقر الشراب في جوفه صار كأنما أنشط من عقال فأتى بابه فاستؤذن عليه فصوت له صح الجسم فادخل فدخل و سلم عليه و هو باك و قبل يده و رأسه فقال ع ما يبكيك يا محمد قال على اغترابي و بعد الشقة و قلة المقدرة على المقام عندك و النظر إليك فقال أما قلة المقدرة فكذلك جعل الله أولياءنا و أهل مودتنا و جعل البلاء إليهم سريعا و أما ما ذكرت من الاغتراب فلك بأبي عبد الله أسوة بأرض ناء عنا بالفرات صلى الله عليه و أما ما ذكرت من بعد الشقة فإن المؤمن في هذه الدار غريب و في هذا الخلق منكوس حتى يخرج من هذه الدار إلى رحمة الله و أما ما ذكرت من حبك قربنا و النظر إلينا و أنك لا تقدر على ذلك فلك ما في قلبك و جزاؤك عليه
دلالات الحسن بن علي بن أبي حمزة عن بعض أصحابه عن ميسر بياع الزطي قال أقمت على باب أبي جعفر ع فطرقته فخرجت إلى جارية خماسية فوضعت يدي على يدها و قلت لها قولي لمولاك هذا ميسر بالباب فناداني ع من أقصى الدار ادخل لا أبا لك ثم قال لي أما و الله يا ميسر لو كانت هذه الجدر تحجب أبصارنا كما تحجب عنكم أبصاركم لكنا و أنتم سواء فقلت جعلت فداك و الله ما أردت إلا لأزداد بذلك إيمانا
الحسين بن المختار عن أبي بصير قال كنت أقرئ امرأة القرآن و أعلمها إياه قال فمازحتها بشيء فلما قدمت على أبي جعفر ع قال لي يا أبا بصير أي شيء قلت للمرأة فقلت بيدي هكذا يعني غطيت وجهي فقال لا تعودن إليها
و في رواية حفص البختري أنه ع قال لأبي بصير أبلغها السلام فقل أبو جعفر يقرئك السلام و يقول زوجي نفسك من أبي بصير قال فأتيتها فأخبرتها فقالت الله لقد قال لك أبو جعفر ع هذا فحلفت لها فزوجت نفسها مني
أبو حمزة الثمالي في خبر لما كانت السنة التي حج فيها أبو جعفر محمد بن علي و لقيه هشام بن عبد الملك أقبل الناس ينثالون عليه فقال عكرمة من هذا عليه سيماء زهرة العلم لأجربنه فلما مثل بين يديه ارتعدت فرائصه و أسقط في يد أبي جعفر و قال يا ابن رسول الله لقد جلست مجالس كثيرة بين يدي ابن عباس و غيره فما أدركني ما أدركني آنفا فقال له أبو جعفر ع ويلك يا عبيد أهل الشام إنك بين يدي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ
بيان قال الفيروزآبادي انثال انصب و عليه القول تتابع و كثر فلم يدر بأيه يبدأ و قال زهرة الدنيا بهجتها و نضارتها و حسنها و بالضم البياض و الحسن
-60 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ حبابة الوالبية قالت رأيت رجلا بمكة أصيلا في الملتزم أو بين الباب و الحجر على صعدة من الأرض و قد حزم وسطه على المئزر بعمامة خز و الغزالة تخال على قلل الجبال كالعمائم على قمم الرجال و قد صاعد كفه و طرفه نحو السماء و يدعو فلما انثال الناس عليه يستفتونه عن المعضلات و يستفتحون أبواب المشكلات فلم يرم حتى أفتاهم في ألف مسألة ثم نهض يريد رحله و مناد ينادي بصوت صهل ألا إن هذا النور الأبلج المسرج و النسيم الأرج و الحق المرج و آخرون يقولون من هذا فقيل محمد بن علي الباقر علم العلم و الناطق عن الفهم محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع
و في رواية أبي بصير ألا إن هذا باقر علم الرسل و هذا مبين السبل هذا خير من رسخ في أصلاب أصحاب السفينة هذا ابن فاطمة الغراء العذراء الزهراء هذا بقية الله في أرضه هذا ناموس الدهر هذا ابن محمد و خديجة و علي و فاطمة هذا منار الدين القائمة
بيان الأصيل وقت العصر و بعده و الغزالة الشمس و القمم بكسر القاف و فتح الميم جمع قمة بالكسر و هي أعلى الرأس أي كانت الشمس في رءوس الجبال تتخيل كأنها عمامة على رأس رجل لاتصالها برءوسها و قرب أفولها و الغرض كون الوقت آخر اليوم و مع ذلك أفتى في ألف مسألة و يقال ما رمت المكان بالكسر أي ما برحت و الصهل محركة حدة الصوت مع بحح و الأبلج الواضح و المضيء و التسريح الإرسال و الإطلاق أي المرسل لهداية العباد أو بالجيم من الإسراج بمعنى إيقاد السراج و هو أنسب و الأرج بكسر الراء من الأرج بالتحريك و هو توهج ريح الطيب و المرج إما بضم الميم و كسر الراء و تشديد الجيم من الرج و هو التحرك و الاهتزاز لتحركه بين الناس أو لاضطرابه من خوف الأعداء أو بفتح الميم و كسر الراء و تخفيف الجيم من قولهم مرج الدين إذا فسد أي الذي ضاع بين الناس قدره و قوله علم العلم بتحريك المضاف و الناموس صاحب سر الملك أي مخزن أسرار الله في الدهر
61- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ في حديث جابر بن يزيد الجعفي أنه لما شكت الشيعة إلى زين العابدين ع مما يلقونه من بني أمية دعا الباقر ع و أمره أن يأخذ الخيط الذي نزل به جبرئيل إلى النبي ص و يحركه تحريكا قال فمضى إلى المسجد فصلى فيه ركعتين ثم وضع خده على التراب و تكلم بكلمات ثم رفع رأسه فأخرج من كمه خيطا رقيقا يفوح منه رائحة المسك و أعطاني طرفا منه فمشيت رويدا فقال قف يا جابر فحرك الخيط تحريكا لينا خفيفا ثم قال اخرج فانظر ما حال الناس قال فخرجت من المسجد فإذا صياح و صراخ و ولولة من كل ناحية و إذا زلزلة شديدة و هدة و رجفة قد أخربت عامة دور المدينة و هلك تحتها أكثر من ثلاثين ألف إنسان ثم صعد الباقر ع المنارة فنادى بأعلا صوته ألا أيها الضالون المكذبون قال فظن الناس أنه صوت من السماء فخروا لوجوههم و طارت أفئدتهم و هم يقولون في سجودهم الأمان الأمان و إنهم يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ و لا يرون الشخص ثم قرأ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَ أَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ قال فلما نزل منها و خرجنا من المسجد سألته عن الخيط قال هذا من البقية قلت و ما البقية يا ابن رسول الله قال يا جابر بَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَ آلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ و يضعه جبرئيل لدينا
المفضل بن عمر بينما أبو جعفر ع بين مكة و المدينة إذا انتهى إلى جماعة على الطريق و إذا رجل من الحجاج نفق حماره و قد بدد متاعه و هو يبكي فلما رأى أبا جعفر أقبل إليه فقال له يا ابن رسول الله نفق حماري و بقيت منقطعا فادع الله تعالى أن يحيي لي حماري قال فدعا أبو جعفر ع فأحيا الله له حماره
بيان و قد بدد متاعه أي فرق
-62 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ قال أبو بصير للباقر ع ما أكثر الحجيج و أعظم الضجيج فقال بل ما أكثر الضجيج و أقل الحجيج أ تحب أن تعلم صدق ما أقوله و تراه عيانا فمسح يده على عينيه و دعا بدعوات فعاد بصيرا فقال انظر يا أبا بصير إلى الحجيج قال فنظرت فإذا أكثر الناس قردة و خنازير و المؤمن بينهم مثل الكوكب اللامع في الظلماء فقال أبو بصير صدقت يا مولاي ما أقل الحجيج و أكثر الضجيج ثم دعا بدعوات فعاد ضريرا فقال أبو بصير في ذلك فقال ع ما بخلنا عليك يا أبا بصير و إن كان الله تعالى ما ظلمك و إنما خار لك و خشينا فتنة الناس بنا و أن يجهلوا فضل الله علينا و يجعلونا أربابا من دون الله و نحن له عبيد لا نستكبر عن عبادته و لا نسأم من طاعته وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
أبو عروة دخلت مع أبي بصير إلى منزل أبي جعفر و أبي عبد الله ع فقال لي أ ترى في البيت كوة قريبة قلت نعم و ما علمك بها قال أرانيها أبو جعفر
حلية الأولياء، بالإسناد قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين ع و سمع عصافير يصحن قال تدري يا أبا حمزة ما يقلن قلت لا قال يسبحن ربي عز و جل و يسألن قوت يومهن
جابر بن يزيد الجعفي قال مررت بمجلس عبد الله بن الحسن فقال بما ذا فضلني محمد بن علي ثم أتيت إلى أبي جعفر ع فلما بصر بي ضحك إلي ثم قال يا جابر اقعد فإن أول داخل يدخل عليك في هذا الباب عبد الله بن الحسن فجعلت أرمق ببصري نحو الباب و أنا مصدق لما قال سيدي إذ أقبل يسحب أذياله فقال له يا عبد الله أنت الذي تقول بما ذا فضلني محمد بن علي أن محمدا و عليا ولداه و قد ولداني ثم قال يا جابر احفر حفيرة و املأها حطبا جزلا و أضرمها نارا قال جابر ففعلت فلما أن رأى النار قد صارت جمرا أقبل عليه بوجهه فقال إن كنت حيث ترى فادخلها لن تضرك فقطع بالرجل فتبسم في وجهي ثم قال يا جابر فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ
بيان رمقه لحظه لحظا خفيفا و سحبه كمنعه جره على وجه الأرض و الجزل الحطب اليابس أو الغليظ العظيم منه و الكثير من الشيء و قوله فقطع بالرجل على بناء المجهول أي انقطعت حجته و بهت على المجهول أي انقطع و تحير و عجز عن الجواب
63- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الثعلبي في نزهة القلوب روي عن الباقر ع أنه قال أشخصني هشام بن عبد الملك فدخلت عليه و بنو أمية حوله فقال لي ادن يا ترابي فقلت من التراب خلقنا و إليه نصير فلم يزل يدنيني حتى أجلسني معه ثم قال أنت أبو جعفر الذي تقتل بني أمية فقلت لا قال فمن ذاك فقلت ابن عمنا أبو العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس فنظر إلي و قال و الله ما جربت عليك كذبا ثم قال و متى ذاك قلت عن سنيات و الله ما هي ببعيدة الخبر
جابر الجعفي مرفوعا لا يزال سلطان بني أمية حتى يسقط حائط مسجدنا هذا يعني مسجد الجعفي فكان كما أخبر
قال الكميت الأسدي دخلت إليه و عنده رجل من بني مخزوم فأنشدته شعري فيهم فكلما أنشدته قصيدة قال يا غلام بدرة فما خرجت من البيت حتى أخرج خمسين ألف درهم فقلت و الله إني ما قلت فيكم لعرض الدنيا و أبيت فقال يا غلام أعد هذا المال في مكانه فلما حمل قال له المخزومي سألتك بالله عشرة آلاف درهم فقلت ليست عندي و أعطيت الكميت خمسين ألف درهم و إني لأعلم أنك الصادق البار قال له قم و ادخل فخذ فدخل المخزومي فلم يجد شيئا فهذا دليل على أن الكنوز مغطية لهم معتب قال توجهت مع أبي عبد الله ع إلى ضيعته فلما دخلها صلى ركعتين ثم قال إني صليت مع أبي الفجر ذات يوم فجلس أبي يسبح الله فبينما هو يسبح إذ أقبل شيخ طوال أبيض الرأس و اللحية فسلم على أبي و إذا شاب مقبل في أثره فجاء إلى الشيخ و سلم على أبي و أخذ بيد الشيخ و قال قم فإنك لم تؤمر بهذا فلما ذهبا من عند أبي قلت يا أبي من هذا الشيخ و هذا الشاب فقال هذا و الله ملك الموت و هذا جبرئيل ع
جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر ع قال إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان و بحقيقة النفاق قال جرى عند أبي عبد الله ع ذكر عمر بن سجنة الكندي فزكوه فقال ع ما أرى لكم علما بالناس إني لأكتفي من الرجل بلحظة إن ذا من أخبث الناس قال و كان عمر بعد ما يدع محرما لله لا يركبه
عمر بن حنظلة سألت أبا جعفر ع أن يعلمني الاسم الأعظم فقال ادخل البيت فوضع أبو جعفر ع بيده على الأرض فأظلم البيت و ارتعدت فرائصي فقال ما تقول أعلمك قلت لا فرفع يده فرجع البيت كما كان
و يروى أن زيد بن علي لما عزم على البيعة قال له أبو جعفر ع يا زيد إن مثل القائم من أهل هذا البيت قبل قيام مهديهم مثل فرخ نهض من عشه من غير أن يستوي جناحاه فإذا فعل ذلك سقط فأخذه الصبيان يتلاعبون به فاتق الله في نفسك أن تكون المصلوب غدا بالكناسة فكان كما قال
عبد الله بن طلحة عن أبي عبد الله ع في خبر أن أبي ع كان قاعدا في الحجر و معه رجل يحدثه فإذا هو بوزغ يولول بلسانه فقال أبي للرجل أ تدري ما يقول هذا الوزغ فقال الرجل لا علم لي بما يقول قال فإنه يقول و الله لئن ذكرت الثالث لأسبن عليا حتى تقوم من هاهنا
الحسين بن محمد بإسناده عن أبي بكر الحضرمي قال لما حمل أبو جعفر إلى الشام إلى هشام بن عبد الملك و صار ببابه قال هشام لأصحابه إذا سكت من توبيخ محمد بن علي فلتوبخوه ثم أمر أن يؤذن له فلما دخل عليه أبو جعفر قال بيده السلام عليك فعمهم بالسلام جميعا ثم جلس فازداد هشام عليه حنقا بتركه السلام بالخلافة و جلوسه بغير إذن فقال يا محمد بن علي لا يزال الرجل منكم قد شق عصا المسلمين و دعا إلى نفسه و زعم أنه الإمام سفها و قلة علم و جعل يوبخه فلما سكت أقبل القوم عليه رجل بعد رجل يوبخه فلما سكت القوم نهض قائما ثم قال أيها الناس أين تذهبون و أين يراد بكم بنا هدى الله أولكم و بنا يختم آخركم فإن يكن لكم ملك معجل فإن لنا ملكا مؤجلا و ليس بعد ملكنا ملك لأنا أهل العاقبة يقول الله عز و جل وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ فأمر به إلى الحبس فلما صار في الحبس تكلم فلم يبق في الحبس رجل إلا ترشفه و حن عليه فجاء صاحب الحبس إلى هشام و أخبره بخبره فأمر به فحمل على البريد هو و أصحابه ليردوا إلى المدينة و أمر أن لا تخرج لهم الأسواق و حال بينهم و بين الطعام و الشراب فساروا ثلاثا لا يجدون طعاما و لا شرابا حتى انتهوا إلى مدين فأغلق باب المدينة دونهم فشكا أصحابه العطش و الجوع قال فصعد جبلا و أشرف عليهم فقال بأعلا صوته يا أهل المدينة الظالم أهلها أنا بقية الله يقول الله بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَ ما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ قال و كان فيهم شيخ كبير فأتاهم فقال يا قوم هذه و الله دعوة شعيب ع و الله لئن لم تخرجوا إلى هذا الرجل بالأسواق لتؤخذن من فوقكم و من تحت أرجلكم فصدقوني هذه المرة و أطيعوني و كذبوني فيما تستأنفون فإني ناصح لكم قال فبادروا و أخرجوا إلى أبي جعفر و أصحابه الأسواق
64- كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن المعلى عن ابن أسباط عن صالح بن حمزة عن أبيه عن الحضرمي مثله
بيان الحنق محركة شدة الغيظ و شق العصا كناية عن تفريق الجماعة قال الفيروزآبادي العصا اللسان و عظم الساق و جماعة الإسلام و شق العصا مخالفة جماعة الإسلام انتهى. أقول يحتمل أن يكون الإضافة بيانية بأن شبه المسلمين بعصا يقوم به الإسلام و تفريقهم بمنزلة شق عصا الإسلام أو لامية بأن شبه اجتماعهم بعصا يقومون به لأنه سبب قيامهم و بقائهم أو المراد بعصا المسلمين تأديبهم و ضربهم و زجرهم عن المناهي فمن فرق جماعتهم فقد شق بعصاهم أي منعهم عن ذلك أو أنهم يشقون و يكسرون العصا في تأديب هذا الذي يريد تفريق جماعتهم. قال الجزري فيه لا ترفع عصاك عن أهلك أي لا تدع تأديبهم و جمعهم على طاعة الله يقال شق العصا أي فارق الجماعة و لم يرد الضرب بالعصا و لكنه جعله مثلا و قيل أراد لا تغفل عن أدبهم و منعهم عن الفساد و منه الحديث إن الخوارج شقوا عصا المسلمين و فرقوا جماعتهم و منه الحديث إياك و قتيل العصا أي إياك أن تكون قاتلا أو مقتولا في شق عصا المسلمين انتهى و ربما يؤيد ما ذكره من المعنيين الأخيرين. و قال الميداني في مجمع الأمثال شق فلان عصا المسلمين إذا فرق جمعهم قال أبو عبيد معناه فرق جماعتهم قال و الأصل في العصا الاجتماع و الائتلاف و ذلك أنها لا تدعى عصا حتى تكون جميعا فإذا انشقت لم تدع عصا و من ذلك قولهم للرجل إذا أقام بالمكان و اطمأن به و اجتمع له فيه أمره قد ألقى عصاه. قال البارقي فألقت عصاها و استقرت بها النوى قالوا و أصل هذا أن الحاديين يكونان في رفقة فإذا فرقهم الطريق شقا العصا التي معهما فأخذ هذا نصفها و ذا نصفها يضرب مثلا لكل فرقة انتهى و الترشف المص و التقبيل مع اجتماع الماء في الفم و هو كناية عن مبالغتهم في أخذ العلم عنه ع أو عن غاية الحب و لعله تصحيف ترسفه بالسين المهملة يعني مشى إليه مشي المقيد يتحامل رجله مع القيد
65- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عاصم الحناط عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال سمعته و هو يقول لرجل من أهل إفريقية ما حال راشد قال خلفته حيا صالحا يقرئك السلام قال رحمه الله قلت جعلت فداك و مات قال نعم رحمه الله قلت و متى مات قال بعد خروجك بيومين
و في حديث الحلبي أنه دخل أناس على أبي جعفر ع و سألوا علامة فأخبرهم بأسمائهم و أخبرهم عما أرادوا يسألون عنه و قال أردتم أن تسألوا عن هذه الآية من كتاب الله كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها قالوا صدقت هذه الآية أردنا أن نسألك قال نحن الشجرة التي قال الله تعالى أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ و نحن نعطي شيعتنا ما نشاء من أمر علمنا
علي بن أبي حمزة و أبو بصير قالا كان لنا موعد على أبي جعفر ع فدخلنا عليه أنا و أبو ليلى فقال يا سكينة هلمي المصباح فأتت بالمصباح ثم قال هلمي بالسفط الذي في موضع كذا و كذا قال فأتته بسفط هندي أو سندي ففض خاتمه ثم أخرج منه صحيفة صفراء فقال علي فأخذ يدرجها من أعلاها و ينشرها من أسفلها حتى إذا بلغ ثلثها أو ربعها نظر إلي فارتعدت فرائصي حتى خفت على نفسي فلما نظر إلي في تلك الحال وضع يده على صدري فقال أ برأت أنت قلت نعم جعلت فداك قال ليس عليك بأس ثم قال ادنه فدنوت فقال لي ما ترى قلت اسمي و اسم أبي و أسماء أولاد لي لا أعرفهم فقال يا علي لو لا أن لك عندي ما ليس لغيرك ما أطلعتك على هذا أما إنهم سيزدادون على عدد ما هاهنا قال علي بن أبي حمزة فمكثت و الله بعد ذلك عشرين سنة ثم ولد لي الأولاد بعدد ما رأيت بعيني في تلك الصحيفة الخبر
أبو عيينة و أبو عبد الله ع إن موحدا أتى الباقر ع و شكا عن أبيه و نصبه و فسقه و أنه أخفى ماله عند موته فقال له أبو جعفر أ فتحب أن تراه و تسأله عن ماله فقال الرجل نعم و إني لمحتاج فقير فكتب إليه أبو جعفر كتابا بيده في رق أبيض و ختمه بخاتمه ثم قال اذهب بهذا الكتاب الليلة إلى البقيع حتى تتوسطه ثم تنادي يا درجان ففعل ذلك فجاءه شخص فدفع إليه الكتاب فلما قرأه قال أ تحب أن ترى أباك فلا تبرح حتى آتيك به فإنه بضجنان فانطلق فلم يلبث إلا قليلا حتى أتاني رجل أسود في عنقه حبل أسود مدلع لسانه يلهث و عليه سربال أسود فقال لي هذا أبوك و لكن غيره اللهب و دخان الجحيم و جرع الحميم فسألته عن حاله قال إني كنت أتوالى بني أمية و كنت أنت تتوالى أهل البيت و كنت أبغضك على ذلك و أحرمتك مالي و دفنته عنك فأنا اليوم على ذلك من النادمين فانطلق إلى جنتي فاحتفر تحت الزيتونة فخذ المال و هو مائة و خمسون ألفا و ادفع إلى محمد بن علي خمسين ألفا و لك الباقي قال ففعل الرجل كذلك فقضى أبو جعفر ع بها دينا و ابتاع بها أرضا ثم قال أما إنه سينفع الميت الندم على ما فرط من حبنا و ضيع من حقنا بما أدخل علينا من الرفق و السرور
جابر بن يزيد سألت أبا جعفر ع عن قوله تعالى وَ كَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ فدفع أبو جعفر بيده و قال ارفع رأسك فرفعت فوجدت السقف متفرقا و رمق ناظري في ثلمة حتى رأيت نورا حار عنه بصري فقال هكذا رأى إبراهيم ملكوت السماوات و انظر إلى الأرض ثم ارفع رأسك فلما رفعته رأيت السقف كما كان ثم أخذ بيدي و أخرجني من الدار و ألبسني ثوبا و قال غمض عينيك ساعة ثم قال أنت في الظلمات التي رآها ذو القرنين ففتحت عيني فلم أر شيئا ثم تخطا خطا و قال أنت على رأس عين الحياة للخضر ثم خرجنا من ذلك العالم حتى تجاوزنا خمسة فقال هذه ملكوت الأرض ثم قال غمض عينيك و أخذ بيدي فإذا نحن في الدار التي كنا فيها و خلع عني ما كان ألبسنيه فقلت جعلت فداك كم ذهب من اليوم فقال ثلاث ساعات
66- عم، ]إعلام الورى[ شعيب العقرقوفي عن أبي عروة قال دخلت مع أبي بصير إلى منزل أبي جعفر ع أو أبي عبد الله ع قال فقال لي أ ترى في البيت كوة قريبا من السقف قال قلت نعم و ما علمك بها قال أرانيها أبو جعفر ع
67- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عم، ]إعلام الورى[ حماد بن عثمان عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن أبي قال ذات يوم إنما بقي من أجلي خمس سنين فحسبت فما زاد و لا نقص
68- كشف، ]كشف الغمة[ من كتاب دلائل الحميري عن يزيد بن حازم قال كنت عند أبي جعفر ع فمررنا بدار هشام بن عبد الملك و هي تبنى فقال أما و الله لتهدمن أما و الله لينقلن ترابها من مهدمها أما و الله لتبدون أحجار الزيت و إنه لموضع النفس الزكية فتعجبت و قلت دار هشام من يهدمها فسمعت أذني هذا من أبي جعفر ع قال فرأيتها بعد ما مات هشام و قد كتب الوليد في أن يستهدم و ينقل ترابها فنقل حتى بدت الأحجار و رأيتها
بيان أحجار الزيت موضع بالمدينة و بها قتل محمد بن عبد الله بن الحسن الملقب بالنفس الزكية كما سيأتي
69- كشف، ]كشف الغمة[ من دلائل الحميري عن أبي بصير قال قال أبو جعفر كان فيما أوصى أبي إلي إذا أنا مت فلا يلي غسلي أحد غيرك فإن الإمام لا يغسله إلا إمام و اعلم أن عبد الله أخاك سيدعو إلى نفسه فدعه فإن عمره قصير فلما قضى أبي غسلته كما أمرني و ادعى عبد الله الإمامة مكانه فكان كما قال أبي و ما لبث عبد الله إلا يسيرا حتى مات و كانت هذه من دلالته يبشرنا بالشيء قبل أن يكون فيكون و به يعرف الإمام
و عن فيض بن مطر قال دخلت على أبي جعفر و أنا أريد أن أسأله عن صلاة الليل في المحمل قال فابتدأني فقال كان رسول الله ص يصلي على راحلته حيث توجهت به
70- يج، ]الخرائج و الجرائح[ سعد الإسكاف مثله
71- كشف، ]كشف الغمة[ من دلائل الحميري عن سعد الإسكاف قال طلبت الإذن على أبي جعفر ع فقيل لي لا تعجل إن عنده قوما من إخوانكم فما لبثت أن خرج علي اثني عشر رجلا يشبهون الزط و عليهم أقبية ضيقات و بتوت و خفاف فسلموا و مروا فدخلت على أبي جعفر فقلت له ما أعرف هؤلاء الذين خرجوا من عندك من هم قال هؤلاء قوم من إخوانكم الجن قال قلت و يظهرون لكم فقال نعم يغدون علينا في حلالهم و حرامهم كما تغدون
72- يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن سعد الإسكاف مثله
بيان الزط بالضم جيل من الهند و البت الطيلسان من خز و نحوه و الجمع البتوت
73- كشف، ]كشف الغمة[ من دلائل الحميري عن مالك الجهني قال كنت قاعدا عند أبي جعفر ع فنظرت إليه و جعلت أفكر في نفسي و أقول لقد عظمك الله و كرمك و جعلك حجة على خلقه فالتفت إلي و قال يا مالك الأمر أعظم مما تذهب إليه
و عن أبي الهذيل قال قال لي أبو جعفر يا أبا الهذيل إنه لا تخفى علينا ليلة القدر إن الملائكة يطيفون بنا فيها
و عن أبي عبد الله ع قال كان في دار أبي جعفر ع فاختة فسمعها و هي تصيح فقال تدرون ما تقول هذه الفاختة قالوا لا قال تقول فقدتكم فقدتكم نفقدها قبل أن تفقدنا ثم أمر بذبحها
هذا آخر ما أردت إثباته من كتاب الدلائل
و نقلت من كتاب جمعه الوزير السعيد مؤيد الدين أبو طالب محمد بن أحمد بن محمد بن العلقمي رحمه الله تعالى قال ذكر الأجل أبو الفتح يحيى بن محمد بن حياء الكاتب قال حدث بعضهم قال كنت بين مكة و المدينة فإذا أنا بشبح يلوح من البرية يظهر تارة و يغيب أخرى حتى قرب مني فتأملته فإذا هو غلام سباعي أو ثماني فسلم علي فرددت عليه و قلت من أين قال من الله فقلت و إلى أين فقال إلى الله قال فقلت فعلام فقال على الله فقلت فما زادك قال التقوى فقلت ممن أنت قال أنا رجل عربي فقلت ابن لي قال أنا رجل قرشي فقلت ابن لي فقال أنا رجل هاشمي فقلت ابن لي فقال أنا رجل علوي ثم أنشد
فنحن على الحوض ذواده نذود و يسعد ورادهفما فاز من فاز إلا بنا و ما خاب من حبنا زادهفمن سرنا نال منا السرور و من ساءنا ساء ميلادهو من كان غاصبنا حقنا فيوم القيامة ميعاده
ثم قال أنا محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ثم التفت فلم أره فلا أعلم هل صعد إلى السماء أم نزل في الأرض
74- كش، ]رجال الكشي[ طاهر بن عيسى عن جعفر بن محمد عن الشجاعي عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن حمزة بن الطيار عن أبيه محمد قال جئت إلى باب أبي جعفر ع أستأذن عليه فلم يأذن لي فأذن لغيري فرجعت إلى منزلي و أنا مغموم فطرحت نفسي على سرير في الدار و ذهب عني النوم فجعلت أفكر و أقول أ ليس المرجئة تقول كذا و القدرية تقول كذا و الحرورية تقول كذا و الزيدية تقول كذا فنفند عليهم قولهم فأنا أفكر في هذا حتى نادى المنادي فإذا الباب يدق فقلت من هذا فقال رسول لأبي جعفر ع يقول لك أبو جعفر ع أجب فأخذت ثيابي علي و مضيت معه فدخلت عليه فلما رآني قال يا محمد لا إلى المرجئة و لا إلى القدرية و لا إلى الحرورية و لا إلى الزيدية و لكن إلينا إنما حجبتك لكذا و كذا فقبلت و قلت به
75- كشف، ]كشف الغمة[ من دلائل الحميري عن حمزة بن محمد الطيار قال أتيت باب أبي جعفر ع و ذكر مثله و فيه يا ابن محمد لا إلى المرجئة
-76 كش، ]رجال الكشي[ حمدويه قال سألت أبا الحسن أيوب بن نوح عن سليمان بن خالد النخعي أ ثقة هو فقال كما يكون الثقة
قال حدثني عبد الله بن محمد قال حدثني أبي عن إسماعيل بن أبي حمزة عن أبيه قال ركب أبو جعفر ع يوما إلى حائط له من حيطان المدينة فركبت معه إلى ذلك الحائط و معنا سليمان بن خالد فقال له سليمان بن خالد جعلت فداك يعلم الإمام ما في يومه فقال يا سليمان و الذي بعث محمدا بالنبوة و اصطفاه بالرسالة إنه ليعلم ما في يومه و في شهره و في سنته ثم قال يا سليمان أ ما علمت أن روحا ينزل عليه في ليلة القدر فيعلم ما في تلك السنة إلى ما في مثلها من قابل و علم ما يحدث في الليل و النهار و الساعة ترى ما يطمئن إليه قلبك قال فو الله ما سرنا إلا ميلا و نحو ذلك حتى قال الساعة يستقبلك رجلان قد سرقا سرقة قد أضمرا عليها فو الله ما سرنا إلا ميلا حتى استقبلنا الرجلان فقال أبو جعفر ع لغلمانه عليكم بالسارقين فأخذا حتى أتي بهما فقال سرقتما فحلفا له بالله أنهما ما سرقا فقال و الله لئن أنتما لم تخرجا ما سرقتما لأبعثن إلى الموضع الذي وضعتما فيه سرقتكما و لأبعثن إلى صاحبكما الذي سرقتماه حتى يأخذكما و يرفعكما إلى والي المدينة فرأيكما فأبيا أن يردا الذي سرقاه فأمر أبو جعفر ع غلمانه أن يستوثقوا منهما قال فانطلق أنت يا سليمان إلى ذلك الجبل و أشار بيده إلى ناحية من الطريق فاصعد أنت و هؤلاء الغلمان فإن في قلة الجبل كهفا فادخل أنت فيه بنفسك تستخرج ما فيه و تدفعه إلى مولى هذا فإن فيه سرقة لرجل آخر و لم يأت و سوف يأتي فانطلقت و في قلبي أمر عظيم مما سمعت حتى انتهيت إلى الجبل فصعدت إلى الكهف الذي وصفه لي فاستخرجت منه عيبتين وقر رجلين حتى أتيت بهما أبا جعفر ع فقال يا سليمان إن بقيت إلى غد رأيت العجب بالمدينة مما يظلم كثير من الناس فرجعنا إلى المدينة فلما أصبحنا أخذ أبو جعفر ع بأيدينا فأدخلنا معه على والي المدينة و قد دخل المسروق منه برجال براء فقال هؤلاء سرقوها و إذا الوالي يتفرسهم فقال أبو جعفر ع إن هؤلاء براء و ليس هم سراقه و سراقه عندي ثم قال لرجل ما ذهب لك قال عيبة فيها كذا و كذا فادعى ما ليس له و ما لم يذهب منه فقال أبو جعفر ع لم تكذب فقال أنت أعلم بما ذهب مني فهم الوالي أن يبطش به حتى كفه أبو جعفر ع ثم قال للغلام ائتني بعيبة كذا و كذا فأتى بها ثم قال للوالي إن ادعى فوق هذا فهو كاذب مبطل في جميع ما ادعى و عندي عيبة أخرى لرجل آخر و هو يأتيك إلى أيام و هو رجل من أهل بربر فإذا أتاك فأرشده إلي فإن عيبته عندي و أما هذان السارقان فلست ببارح من هاهنا حتى تقطعهما فأتي بالسارقين فكانا يريان أنه لا يقطعهما بقول أبي جعفر ع فقال أحدهما لم تقطعنا و لم نقر على أنفسنا بشيء قال ويلكما شهد عليكما من لو شهد على أهل المدينة لأجزت شهادته فلما قطعهما قال أحدهما و الله يا أبا جعفر لقد قطعتني بحق و ما سرني أن الله جل و علا أجرى توبتي على يد غيرك و أن لي ما حازته المدينة و إني لأعلم أنك لا تعلم الغيب و لكنكم أهل بيت النبوة و عليكم نزلت الملائكة و أنتم معدن الرحمة فرق له أبو جعفر ع و قال له أنت على خير ثم التفت إلى الوالي و جماعة الناس فقال و الله لقد سبقته يده إلى الجنة بعشرين سنة فقال سليمان بن خالد لأبي حمزة يا أبا حمزة رأيت دلالة أعجب من هذا فقال أبو حمزة العجيبة في العيبة الأخرى فو الله ما لبثنا إلا هنيئة حتى جاء البربري إلى الوالي و أخبره بقصتها فأرشده الوالي إلى أبي جعفر ع فأتاه فقال له أبو جعفر أ لا أخبرك بما في عيبتك قبل أن تخبرني فقال البربري إن أنت أخبرتني بما فيها علمت أنك إمام فرض الله طاعتك فقال له أبو جعفر ع ألف دينار لك و ألف دينار لغيرك و من الثياب كذا و كذا قال فما اسم الرجل الذي له الألف دينار قال محمد بن عبد الرحمن و هو على الباب ينتظرك تراني أخبرك
إلا بالحق فقال البربري آمنت بالله وحده لا شريك له و بمحمد عليه السلام و أشهد أنكم أهل بيت الرحمة الذين أذهب الله عنكم الرجس و طهركم تطهيرا فقال أبو جعفر ع رحمك الله فخر يشكر فقال سليمان بن خالد حججت بعد ذلك عشر سنين و كنت أرى الأقطع من أصحاب أبي جعفر ع
77- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عن أبي حمزة مثله
78- يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن عاصم عن أبي حمزة مثله و فيه بعد قوله بعشرين سنة فعاش الرجل عشرين سنة و في آخر الخبر قال هو محمد بن عبد الرحمن و هو صالح كثير الصدقة كثير الصلاة و هو الآن على الباب ينتظرك
79- مشارق الأنوار للبرسي، قال قال أبو بصير قال لي مولاي أبو جعفر ع إذا رجعت إلى الكوفة يولد لك ولد و تسميه عيسى و يولد لك ولد و تسميه محمدا و هما من شيعتنا و اسمهما في صحيفتنا و ما يولدون إلى يوم القيامة قال فقلت و شيعتكم معكم قال نعم إذا خافوا الله و اتقوه قال و روي أنه ع دخل المسجد يوما فرأى شابا يضحك في المسجد فقال له تضحك في المسجد و أنت بعد ثلاثة من أهل القبور فمات الرجل في أول اليوم الثالث و دفن في آخره
80- عيون المعجزات، المنسوب إلى المرتضى رحمه الله مرفوعا عن جابر قال لما أفضت الخلافة إلى بني أمية سفكوا في أيامهم الدم الحرام و لعنوا أمير المؤمنين صلوات الله عليه على منابرهم ألف شهر و اغتالوا شيعته في البلدان و قتلوهم و استأصلوا شأفتهم و مالأتهم على ذلك علماء السوء رغبة في حطام الدنيا و صارت محنتهم على الشيعة لعن أمير المؤمنين ع فمن لم يلعنه قتلوه فلما فشا ذلك في الشيعة و كثر و طال اشتكت الشيعة إلى زين العابدين ع و قالوا يا ابن رسول الله أجلونا عن البلدان و أفنونا بالقتل الذريع و قد أعلنوا لعن أمير المؤمنين ع في البلدان و في مسجد رسول الله ص و على منبره و لا ينكر عليهم منكر و لا يغير عليهم مغير فإن أنكر واحد منا على لعنه قالوا هذا ترابي و رفع ذلك إلى سلطانهم و كتب إليه أن هذا ذكر أبا تراب بخير حتى ضرب و حبس ثم قتل فلما سمع ذلك ع نظر إلى السماء و قال سبحانك ما أعظم شأنك إنك أمهلت عبادك حتى ظنوا أنك أهملتهم و هذا كله بعينك إذ لا يغلب قضاءك و لا يرد تدبير محتوم أمرك فهو كيف شئت و أنى شئت لما أنت أعلم به منا ثم دعا بابنه محمد بن علي الباقر ع فقال يا محمد قال لبيك قال إذا كان غدا فاغد إلى مسجد رسول الله ص و خذ الخيط الذي نزل به جبرئيل على رسول الله ص فحركه تحريكا لينا و لا تحركه تحريكا شديدا فيهلكوا جميعا قال جابر رضوان الله عليه فبقيت متعجبا من قوله لا أدري ما أقول فلما كان من الغد جئته و كان قد طال علي ليلي حرصا لأنظر ما يكون من أمر الخيط فبينما أنا بالباب إذ خرج ع فسلمت عليه فرد السلام و قال ما غدا بك يا جابر و لم تكن تأتينا في هذا الوقت فقلت له لقول الإمام ع بالأمس خذ الخيط الذي أتى به جبرئيل ع و صر إلى مسجد جدك ص و حركه تحريكا لينا و لا تحركه تحريكا شديدا فتهلك الناس جميعا قال الباقر ع لو لا الوقت المعلوم و الأجل المحتوم و القدر المقدور لخسفت بهذا الخلق المنكوس في طرفة عين بل في لحظة و لكنا عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا نسبقه بالقول و بأمره نعمل يا جابر قال فقلت يا سيدي و مولاي و لم تفعل بهم هذا فقال لي أ ما حضرت بالأمس و الشيعة تشكو إلى أبي ما يلقون من هؤلاء فقلت يا سيدي و مولاي نعم فقال إنه أمرني أن أرعبهم لعلهم ينتهون و كنت أحب أن تهلك طائفة منهم و يطهر الله البلاد و العباد منهم
قال جابر رضوان الله عليه فقلت سيدي و مولاي كيف ترعبهم و هم أكثر من أن يحصوا فقال الباقر ع امض بنا إلى مسجد رسول الله ص لأريك قدرة من قدرة الله تعالى التي خصنا بها و ما من به علينا من دون الناس فقال جابر رضوان الله عليه فمضيت معه إلى المسجد فصلى ركعتين ثم وضع خده على التراب و تكلم بكلام ثم رفع رأسه و أخرج من كمه خيطا دقيقا فاحت منه رائحة المسك فكان في المنظر أدق من سم الخياط ثم قال لي خذ يا جابر إليك طرف الخيط و امض رويدا و إياك أن تحركه قال فأخذت طرف الخيط و مشيت رويدا فقال ع قف يا جابر فوقفت ثم حرك الخيط تحريكا خفيفا ما ظننت أنه حركه من لينه ثم قال ع ناولني طرف الخيط فناولته و قلت ما فعلت به يا سيدي قال ويحك اخرج فانظر ما حال الناس قال جابر رضوان الله عليه فخرجت من المسجد و إذا الناس في صياح واحد و الصائحة من كل جانب فإذا بالمدينة قد زلزلت زلزلة شديدة و أخذتهم الرجفة و الهدمة و قد خربت أكثر دور المدينة و هلك منها أكثر من ثلاثين ألفا رجالا و نساء دون الولدان و إذ الناس في صياح و بكاء و عويل و هم يقولون إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ خربت دار فلان و خرب أهلها و رأيت الناس فزعين إلى مسجد رسول الله ص و هم يقولون كانت هدمة عظيمة و بعضهم يقول قد كانت زلزلة و بعضهم يقول كيف لا نخسف و قد تركنا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و ظهر فينا الفسق و الفجور و ظلم آل رسول الله ص و الله ليزلزل بنا أشد من هذا و أعظم أو نصلح من أنفسنا ما أفسدنا قال جابر ره فبقيت متحيرا أنظر إلى الناس حيارى يبكون فأبكاني بكاؤهم و هم لا يدرون من أين أتوا فانصرفت إلى الباقر ع و قد حف به الناس في مسجد رسول الله ص و هم يقولون يا ابن رسول الله أ ما ترى إلى ما نزل بنا فادع الله لنا فقال لهم افزعوا إلى الصلاة و الدعاء و الصدقة ثم أخذ ع بيدي و سار بي فقال لي ما حال الناس فقلت لا تسأل يا ابن رسول الله خربت الدور و المساكن و هلك الناس و رأيتهم بحال رحمتهم فقال ع لا رحمهم الله أما إنه قد أبقيت عليك بقية و لو لا ذلك لم ترحم أعداؤنا و أعداء أوليائنا ثم قال سحقا سحقا و بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ و الله لو لا مخافة مخالفة والدي لزدت في التحريك و أهلكتهم أجمعين و جعلت أعلاها أسفلها فكان لا يبقى فيها دار و لا جدار فما أنزلونا و أولياءنا من أعدائنا هذه المنزلة غيرهم و لكني أمرني مولاي أن أحرك تحريكا ساكنا ثم صعد ع المنارة و أنا أراه و الناس لا يرونه فمد يده و أدارها حول المنارة فزلزلت المدينة زلزلة خفيفة و تهدمت دور ثم تلا الباقر صلوات الله عليه ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَ هَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ و تلا أيضا فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها و تلا فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَ أَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ قال جابر فخرجت العواتق من خدورهن في الزلزلة الثانية يبكين و يتضرعن منكشفات لا يلتفت إليهن أحد فلما نظر الباقر ع إلى تحير العواتق رق لهن فوضع الخيط في كمه و سكنت الزلزلة ثم نزل عن المنارة و الناس لا يرونه و أخذ بيدي حتى خرجنا من المسجد فمررنا بحداد اجتمع الناس بباب حانوته و الحداد يقول أ ما سمعتم الهمهمة في الهدم فقال بعضهم بل كانت همهمة كثيرة و قال قوم آخرون بل و الله كثير إلا أنا لم نقف على الكلام قال جابر رضوان الله عليه فنظر إلي الباقر و تبسم ثم قال يا جابر هذا لما طغوا و بغوا فقلت يا ابن رسول الله ما هذا الخيط الذي فيه العجب فقال بَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَ آلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ و نزل به جبرئيل ع ويحك يا جابر أنا من الله تعالى بمكان و منزلة رفيعة فلو لا نحن لم يخلق الله تعالى سماء و لا أرضا و لا جنة و لا نارا و لا شمسا و لا قمرا و لا جنا و لا إنسا ويحك يا جابر
لا يقاس بنا أحد يا جابر بنا و الله أنقذكم الله و بنا نعشكم و بنا هداكم و نحن و الله دللنا لكم على ربكم فقفوا عند أمرنا و نهينا و لا تردوا علينا ما أوردنا عليكم فإنا بنعم الله أجل و أعظم من أن يرد علينا و جميع ما يرد عليكم منا فما فهمتموه فاحمدوا الله عليه و ما جهلتموه فردوه إلينا و قولوا أئمتنا أعلم بما قالوا قال جابر رضوان الله عليه ثم استقبله أمير المدينة المقيم بها من قبل بني أمية قد نكب و نكب حواليه حرمته و هو ينادي معاشر الناس احضروا ابن رسول الله ص علي بن الحسين ع و تقربوا به إلى الله تعالى و تضرعوا إليه و أظهروا التوبة و الإنابة لعل الله يصرف عنكم العذاب قال جابر رفع الله درجته فلما بصر الأمير بالباقر محمد بن علي ع سارع نحوه فقال يا ابن رسول الله أ ما ترى ما نزل بأمة محمد ص و قد هلكوا و فنوا ثم قال له أين أبوك حتى نسأله أن يخرج معنا إلى المسجد فنتقرب به إلى الله تعالى فيرفع عن أمة محمد ص البلاء فقال الباقر ع يفعل إن شاء الله تعالى و لكن أصلحوا من أنفسكم و عليكم بالتوبة و النزوع عما أنتم عليه فإنه لا يأمن مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ قال جابر رضوان الله عليه فأتينا زين العابدين ع بأجمعنا و هو يصلي فانتظرنا حتى انفتل و أقبل علينا ثم قال لابنه سرا يا محمد كدت أن تهلك الناس جميعا قال جابر قلت و الله يا سيدي ما شعرت بتحريكه حين حركه فقال ع يا جابر لو شعرت بتحريكه ما بقي عليها نافخ نار فما خبر الناس فأخبرناه فقال ذلك مما استحلوا منا محارم الله و انتهكوا من حرمتنا فقلت يا ابن رسول الله إن سلطانهم بالباب قد سألنا أن نسألك أن تحضر المسجد حتى تجتمع الناس إليك يدعون و يتضرعون إليه و يسألونه الإقالة فتبسم ع ثم تلا أَ وَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى قالُوا فَادْعُوا وَ ما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ قلت يا سيدي و مولاي العجب أنهم لا يدرون من أين أتوا فقال ع أجل ثم تلا فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا وَ ما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ هي و الله يا جابر آياتنا و هذه و الله إحداها و هي مما وصف الله تعالى في كتابه بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَ لَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ثم قال ع يا جابر ما ظنك بقوم أماتوا سنتنا و ضيعوا عهدنا و والوا أعداءنا و انتهكوا حرمتنا و ظلمونا حقنا و غصبونا إرثنا و أعانوا الظالمين علينا و أحيوا سنتهم و ساروا سيرة الفاسقين الكافرين في فساد الدين و إطفاء نور الحق قال جابر فقلت الحمد لله الذي من علي بمعرفتكم و عرفني فضلكم و ألهمني طاعتكم و وفقني لموالاة أوليائكم و معاداة أعدائكم فقال ص يا جابر أ تدري ما المعرفة فسكت جابر فأورد عليه الخبر بطوله
بيان قال الفيروزآبادي الشأفة قرحة تخرج في أسفل القدم فتكوى فتذهب فإذا قطعت مات صاحبها و الأصل و استأصل الله شأفته أذهبه كما تذهب تلك القرحة أو معناه أزاله من أصله انتهى. و مالأه على الأمر ساعده و شايعه قوله بعينك أي بعلمك قوله أبقيت عليك أي رحمتك و في بعض النسخ بقيت عليك بقية أي لم يأت زمان هلاك جميعهم و السحق البعد و العواتق جمع العاتق و هي الجارية الشابة أول ما تدرك و الخدور جمع الخدر بالكسر و هي ناحية من البيت يترك عليها ستر فيكون فيها الجارية البكر و قوله نكب على البناء للمفعول من قولهم نكبة الدهر أي بلغ منه أو أصابه بنكبة
-81 ختص، ]الإختصاص[ ابن عيسى عن علي بن الحكم عن مالك بن عطية عن أبي عبد الله ع قال كنت أسير مع أبي في طريق مكة و نحن على ناقتين فلما صرنا بوادي ضجنان خرج علينا رجل في عنقه سلسلة يسحبها فقال يا ابن رسول الله اسقني سقاك الله فتبعه رجل آخر فاجتذب السلسلة و قال يا ابن رسول الله لا تسقه لا سقاه الله فالتفت إلي أبي فقال يا جعفر عرفت هذا هذا معاوية
82- ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ عنه عن محمد بن المثنى عن أبيه عن عثمان بن زيد عن جابر عن أبي جعفر ع قال سألته عن قول الله عز و جل وَ كَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ قال فكنت مطرقا إلى الأرض فرفع يده إلى فوق ثم قال لي ارفع رأسك فرفعت رأسي فنظرت إلى السقف قد انفجر حتى خلص بصري إلى نور ساطع حار بصري دونه قال ثم قال لي رأى إبراهيم ع ملكوت السماوات و الأرض هكذا ثم قال لي أطرق فأطرقت ثم قال لي ارفع رأسك فرفعت رأسي قال فإذا السقف على حاله قال ثم أخذ بيدي و قام و أخرجني من البيت الذي كنت فيه و أدخلني بيتا آخر فخلع ثيابه التي كانت عليه و لبس ثيابا غيرها ثم قال لي غض بصرك فغضضت بصري و قال لي لا تفتح عينيك فلبثت ساعة ثم قال لي أ تدري أين أنت قلت لا جعلت فداك فقال لي أنت في الظلمة التي سلكها ذو القرنين فقلت له جعلت فداك أ تأذن لي أن أفتح عيني فقال لي افتح فإنك لا ترى شيئا ففتحت عيني فإذا أنا في ظلمة لا أبصر فيها موضع قدمي ثم سار قليلا و وقف فقال لي هل تدري أين أنت قلت لا قال أنت واقف على عين الحياة التي شرب منها الخضر ع و خرجنا من ذلك العالم إلى عالم آخر فسلكنا فيه فرأينا كهيئة عالمنا في بنائه و مساكنه و أهله ثم خرجنا إلى عالم ثالث كهيئة الأول و الثاني حتى وردنا خمسة عوالم قال ثم قال هذه ملكوت الأرض و لم يرها إبراهيم و إنما رأى ملكوت السماوات و هي اثنا عشر عالما كل عالم كهيئة ما رأيت كلما مضى منا إمام سكن أحد هذه العوالم حتى يكون آخرهم القائم في عالمنا الذي نحن ساكنوه قال ثم قال لي غض بصرك فغضضت بصري ثم أخذ بيدي فإذا نحن في البيت الذي خرجنا منه فنزع تلك الثياب و لبس الثياب التي كانت عليه و عدنا إلى مجلسنا فقلت جعلت فداك كم مضى من النهار قال ع ثلاث ساعات
بيان قوله ع و لم يرها إبراهيم لعل المعنى أن إبراهيم لم ير ملكوت جميع الأرضين و إنما رأى ملكوت أرض واحدة و لذا أتى الله تعالى الأرض بصيغة المفرد و يحتمل أن يكون في قراءتهم ع الأرض بالنصب
83- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى و أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار جميعا عن علي بن حديد عن جميل بن دراج عن زرارة قال كان أبو جعفر ع في المسجد الحرام فذكر بني أمية و دولتهم و قال له بعض أصحابه إنما نرجو أن تكون صاحبهم و أن يظهر الله عز و جل هذا الأمر على يدك فقال ما أنا بصاحبهم و لا يسرني أن أكون صاحبهم إن أصحابهم أولاد الزنا إن الله تبارك و تعالى لم يخلق منذ خلق السماوات و الأرض سنين و لا أياما أقصر من سنيهم و أيامهم إن الله عز و جل يأمر الملك الذي في يده الفلك فيطويه طيا
84- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن عنبسة بن بجاد العابد عن جابر عن أبي جعفر ع قال كنا عنده و ذكروا سلطان بني أمية فقال أبو جعفر ع لا يخرج على هشام أحد إلا قتله قال و ذكر ملكه عشرين سنة قال فجزعنا فقال ما لكم إذا أراد الله عز و جل أن يهلك سلطان قوم أمر الملك فأسرع بالسير الفلك فقدر على ما يريد قال فقلنا لزيد هذه المقالة فقال إني شهدت هشاما و رسول الله يسب عنده فلم ينكر ذلك و لم يغيره فو الله لو لم يكن إلا أنا و ابني لخرجت عليه
بيان يمكن أن يكون طي الفلك و سرعته في السير كناية عن تسبيب أسباب زوال ملكهم و أن يكون لكل ملك و دولة فلك غير الأفلاك المعروفة السير و يكون الإسراع و الإبطاء في حركة ذلك الفلك ليوافق ما قدر لهم من عدد دوراته
85- كا، ]الكافي[ علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن محمد بن أورمة عن أحمد بن النضر عن النعمان بن بشير قال كنت مزاملا لجابر بن يزيد الجعفي فلما أن كنا بالمدينة دخل على أبي جعفر ع فودعه و خرج من عنده و هو مسرور حتى وردنا الأخيرجة أول منزل تعدل من فيد إلى المدينة يوم الجمعة فصلينا الزوال فلما نهض بنا البعير إذا أنا برجل طوال آدم معه كتاب فناوله فقبله و وضعه على عينيه و إذا هو من محمد بن علي إلى جابر بن يزيد و عليه طين أسود رطب فقال له متى عهدك بسيدي فقال الساعة فقال له قبل الصلاة أو بعد الصلاة فقال بعد الصلاة قال ففك الخاتم و أقبل يقرؤه و يقبض وجهه حتى أتى على آخره ثم أمسك الكتاب فما رأيته ضاحكا و لا مسرورا حتى وافى الكوفة فلما وافينا الكوفة ليلا بت ليلتي فلما أصبحت أتيته إعظاما له فوجدته قد خرج علي و في عنقه كعاب قد علقها و قد ركب قصبة و هو يقول أجد منصور بن جمهور أميرا غير مأمور و أبياتا من نحو هذا فنظر في وجهي و نظرت في وجهه فلم يقل لي شيئا و لم أقل له و أقبلت أبكي لما رأيته و اجتمع علي و عليه الصبيان و الناس و جاء حتى دخل الرحبة و أقبل يدور مع الصبيان و الناس يقولون جن جابر بن يزيد فو الله ما مضت الأيام حتى ورد كتاب هشام عبد الملك إلى واليه أن انظر رجلا يقال له جابر بن يزيد الجعفي فاضرب عنقه و ابعث إلي برأسه فالتفت إلى جلسائه فقال لهم من جابر بن يزيد الجعفي قالوا أصلحك الله كان رجلا له علم و فضل و حديث و حج فجن و هو ذا في الرحبة مع الصبيان على القصب يلعب معهم قال فأشرف عليه فإذا هو مع الصبيان يلعب على القصب فقال الحمد لله الذي عافاني من قتله قال و لم تمض الأيام حتى دخل منصور بن جمهور الكوفة و صنع ما كان يقول جابر
بيان فيد منزل بطريق مكة و المعنى أنك إذا توجهت من فيد إلى المدينة فهو أول منازلك و الحاصل أن الطريق من الكوفة إلى مكة و إلى المدينة مشتركان إلى فيد ثم يفترق الطريقان فإذا ذهبت إلى المدينة عادلا عن طريق مكة فأول منزل تنزله الأخيرجة. و قيل أراد به أن المسافة بين الأخيرجة و بين المدينة كالمسافة بين فيد و المدينة. و قيل المعنى أن المسافة بينها و بين الكوفة كانت مثل ما بين فيد و المدينة و ما ذكرنا أظهر. و منصور بن جمهور كان واليا بالكوفة ولاه يزيد بن الوليد من خلفاء بني أمية بعد عزل يوسف بن عمر في سنة ست و عشرين و مائة و كان بعد وفاة الباقر ع باثنتي عشرة سنة و لعل جابرا رحمه الله أخبر بذلك فيما أخبر من وقائع الكوفة
86- ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن إبراهيم بن أبي البلاد عن سدير الصيرفي قال أوصاني أبو جعفر ع بحوائج له بالمدينة قال فبينا أنا في فخ الروحاء على راحلتي إذا إنسان يلوي بثوبه قال فملت إليه و ظننت أنه عطشان فناولته الإداوة قال فقال لا حاجة لي بها ثم ناولني كتابا طينه رطب قال فلما نظرت إلى ختمه إذا هو خاتم أبي جعفر ع فقلت له متى عهدك بصاحب الكتاب قال الساعة قال فإذا فيه أشياء يأمرني بها قال ثم التفت فإذا ليس عندي أحد قال فقدم أبو جعفر فلقيته فقلت له جعلت فداك رجل أتاني بكتابك و طينه رطب قال إذا عجل بنا أمر أرسلت بعضهم يعني الجن و زاد فيه محمد بن الحسين بهذا الإسناد يا سدير إن لنا خدما من الجن فإذا أردنا السرعة بعثناهم
87- عيون المعجزات، روي أن حبابة الوالبية رحمها الله بقيت إلى إمامة أبي جعفر ع فدخلت عليه فقال ما الذي أبطأ بك يا حبابة قالت كبر سني و ابيض رأسي و كثرت همومي فقال ع ادني مني فدنت منه فوضع يده ع على مفرق رأسها و دعا لها بكلام لم نفهمه فاسود شعر رأسها و عاد حالكا و صارت شابة فسرت بذلك و سر أبو جعفر ع لسرورها فقالت بالذي أخذ ميثاقك على النبيين أي شيء كنتم في الأظلة فقال يا حبابة نورا قبل أن خلق الله آدم ع نسبح الله سبحانه فسبحت الملائكة بتسبيحنا و لم تكن قبل ذلك فلما خلق الله تعالى آدم ع أجرى ذلك النور فيه
88- خص، ]منتخب البصائر[ عن أبي سليمان بن داود بإسناده عن سهل بن زياد عن عثمان بن عيسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير قال قلت لأبي جعفر ع أنا مولاك و من شيعتك ضعيف ضرير فاضمن لي الجنة قال أ و لا أعطيك علامة الأئمة قلت و ما عليك أن تجمعها لي قال و تحب ذلك قلت و كيف لا أحب فما زاد أن مسح على بصري فأبصرت جميع الأئمة عنده في السقيفة التي كان فيها جالسا قال يا أبا محمد مد بصرك فانظر ما ذا ترى بعينك قال فو الله ما أبصرت إلا كلبا أو خنزيرا أو قردا قلت ما هذا الخلق الممسوخ قال هذا الذي ترى هو السواد الأعظم و لو كشف للناس ما نظر الشيعة إلى من خالفهم إلا في هذه الصورة ثم قال يا أبا محمد إن أحببت تركتك على حالك هذا و إن أحببت ضمنت لك على الله الجنة و رددتك إلى حالك الأول قلت لا حاجة لي في النظر إلى هذا الخلق المنكوس ردني ردني إلى حالتي فما للجنة عوض فمسح يده على عيني فرجعت كما كنت
أقول قد مضى أخبار ظهور الملائكة و الجن له ع في كتاب الإمامة و سيأتي كثير من معجزاته ع في الأبواب الآتية
89- ق، ]كتاب العتيق الغروي[ عبد الله بن محمد المروزي عن عمارة بن زيد عن عبد الله بن العلاء عن الصادق ع قال كنت مع أبي و بيننا قوم من الأنصار إذ أتاه آت فقال له الحق فقد احترقت دارك فقال يا بني ما احترقت فذهب ثم لم يلبث أن عاد فقال و الله احترقت دارك فقال يا بني و الله ما احترقت فذهب ثم لم يلبث أن عاد و معه جماعة من أهلنا و موالينا يبكون و يقولون قد احترقت دارك فقال كلا و الله ما احترقت و لا كذبت و لا كذبت و أنا أوثق بما في يدي منكم و مما أبصرت أعينكم و قام أبي و قمت معه حتى انتهوا إلى منازلنا و النار مشتعلة عن أيمان منازلنا و عن شمائلها و من كل جانب منها ثم عدل إلى المسجد فخر ساجدا و قال في سجوده و عزتك و جلالك لا رفعت رأسي من سجودي أو تطفئها قال فو الله ما رفع رأسه حتى طفئت و احترق ما حولها و سلمت منازلنا ثم ذكر ع أن ذلك لدعاء كان قرأه ع
أقول سيأتي ذكر الدعاء في موضعه إن شاء الله