1- العلل، عن محمد بن موسى المتوكل عن علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن يونس عن عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله ع قال إن الشيء إذا اختلف لم يلقح قلت فإن الناس يزعمون الطير الراعبي أحد أبويه ورشان و قد نراه يبيض و يفرخ قال كذبوا إنه قد يلقى الورشان على الطير فيتزاوج و يبيض و يفرخ و لا يفرخ نسله أبدا
تبيان قوله إن الشيء إذا اختلف لم يلقح أي إذا تولد الحيوان من جنسين مختلفين يكون عقيما لا يلد فقال الراوي الراعبي مع كونه من جنسين مختلفين يبيض و يفرخ و جوابه ع يحتمل وجهين أحدهما تكذيب الناس في ذلك و إفادة أنه لا يبيض و لا يفرخ بل كل راعبي يتولد من جنسين و ثانيهما أن يكون المعنى أن ما يحصل من الورشان و الجنس الآخر هو غير الراعبي و لا يفرخ و لعله أظهر. و قال الدميري الراعبي طائر متولد بين الورشان و الحمام و هو شكل عجيب قاله القزويني. و قال الورشان هو ساق حر و قيل طائر متولد بين الفاختة و الحمامة و بعضهم يسميه الوراشين و هو أصناف منها النوبي و هو أسود حجازي إلا أنه أشجى صوتا من الورشان يوصف بالحنو على الأولاد حتى أنه ربما قتل نفسه إذا رآها في يد القانص. و قال ساق حر الورشان و هو ذكر القماري لا يختلفون في ذلك
2- العيون، و العلل، بالإسناد المتقدم سأل الشامي أمير المؤمنين ع عن معنى هدير الحمام الراعبية فقال تدعو على أهل المعازف و القيان و المزامير و العيدان
بيان في القاموس المعازف الملاهي كالعود و الطنبور و الواحد عزف أو معزف كمنبر و مكنسة و القيان جمع القينة الأمة المغنية فهو عطف على الأهل و يقدر المضاف في الأخيرين
3- الإختصاص، و البصائر، عن أحمد بن محمد عن البزنطي عن بعض أصحابنا قال أهدي إلى أبي عبد الله ع فاختة و ورشان و طير راعبي فقال أبو عبد الله ع أما الفاختة فتقول فقدتكم فقدتكم فافقدوها قبل أن تفقدكم فأمر بها فذبحت و أما الورشان فيقول قدستم قدستم فوهبه لبعض أصحابه و الطير الراعبي يكون عندي أسر به
بيان قال الدميري الفاختة واحدة الفواخت من ذوات الأطواق زعموا أن الحيات تهرب من صوتها و هي عراقية و ليست حجازية و فيها فصاحة و حسن صوت و في طبعها الأنس و تعيش في الدور و العرب تصفها بالكذب فإن صوتها عندهم هذا أوان الرطب تقول ذلك و النخل لم تطلع و تعمر و قد ظهر منه ما عاش خمسا و عشرين سنة و ما عاش أربعين سنة
-4 البصائر، عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر عن الحلبي عن ابن مسكان عن أبي أحمد عن شعيب بن الحسن قال كنت عند أبي جعفر ع جالسا فسمع صوتا من الفاختة فقال تدرون ما تقول قال قلت لا قال تقول فقدتكم فافقدوها قبل أن تفقدكم
و منه عن البرقي عن النضر عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن أبي أحمد عن سعد بن الحسن عن أبي جعفر ع مثله
5- و منه، عن أحمد بن محمد عن سعيد بن جناح عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن بعض أصحابنا قال سمعت فاختة تصيح من دار أبي عبد الله ع فقال أ تدرون ما تقول هذه الفاختة قال قلت لا قال تقول فقدتكم أما إنا لنفقدنها قبل أن تفقدنا قال فأمر بها فذبحت
6- و منه، عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد و البرقي عن النضر عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن داود بن فرقد عن علي بن سنان قال كنا عند أبي عبد الله ع فسمع صوت فاختة في الدار فقال أين هذه التي أسمع صوتها قلنا هي في الدار أهديت لبعضهم فقال أبو عبد الله ع أما لنفقدنك قبل أن تفقدنا قال ثم أمر بها فأخرجت من الدار
بيان ربما يحمل دعاؤها على صاحب البيت بأنها لخساستها و بعض جهات الشر فيها في صوتها نحوسة تترتب عليها الجلاء و الهلاك فكأنها تدعو على صاحب البيت و لا ضرورة في ارتكاب هذه التكلفات كما عرفت سابقا
7- كامل الزيارة، عن أبيه و علي بن الحسين عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال اتخذوا الحمام الراعبية في بيوتكم فإنها تلعن قتلة الحسين ع
الكافي، عن علي بن إبراهيم مثله
8- الكامل، عن أبيه و أخيه و علي بن الحسين و محمد بن الحسن جميعا عن أحمد بن إدريس عن الجاموراني عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن صندل عن داود بن فرقد قال كنت جالسا في بيت أبي عبد الله ع فنظرت إلى الحمام الراعبي يقرقر طويلا فنظر إلي أبو عبد الله ع طويلا فقال يا داود أ تدري ما يقول هذا الطير قلت لا و الله جعلت فداك قال يدعو على قتلة الحسين ع فاتخذوه في منازلكم
الكافي، عن العدة عن أحمد بن محمد عن الجاموراني مثله
9- إرشاد المفيد، عن علي بن سعيد عن محمد بن كرامة عن أبي حمزة الثمالي قال كانت لابن ابنتي حمامات فذبحتهن غضبا ثم خرجت إلى مكة فدخلت على أبي جعفر محمد الباقر ع قبل طلوع الشمس فلما طلعت رأيت فيها حماما كثيرا قال قلت أسأله مسائل و أكتب ما يجيبني عنها و قلبي متفكر فيما صنعت بالكوفة و ذبحي لتلك الحمامات من غير معنى و قلت في نفسي لو لم يكن في الحمام خير لما أمسكهن فقال لي أبو جعفر ع ما لك يا با حمزة قلت يا ابن رسول الله خير قال كان قلبك في مكان آخر قلت إي و الله و قصصت عليه القصة و حدثته بأني ذبحتهن فالآن أنا أعجب بكثرة ما عندك منها قال فقال الباقر ع بئس ما صنعت يا أبا حمزة أ ما علمت أنه إذا كان من أهل الأرض عبثا بصبياننا ندفع عنهم الضرر بانتفاض الحمام و أنهن يؤذن بالصلاة في آخر الليل فتصدق عن كل واحدة منهن دينارا فإنك قتلتهن غضبا
بيان انتفاض الحمام تحركها و نفض أجنحتها و يدل على لزوم الكفارة إذا قتل الحمام غضبا و لعله محمول على الاستحباب و لم أر من تعرض له
10- طب الأئمة، عن علي بن سعيد عن محمد بن كرامة قال رأيت في منزل موسى بن جعفر ع زوج حمام أما الذكر فإنه كان أخضر به شيء من السمر و أما الأنثى فسوداء و رأيته يفت لهما الخبز و هو على الخوان و يقول إنهما ليحركان من الليل و يؤنسان و ما من انتفاضة ينتفضانها من الليل إلا دفع الله بها من دخل البيت من الأرواح
بيان الأرواح الجن
11- مشارق الأنوار، عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال عادانا من كل شيء حتى من الطيور الفاختة و من الأيام الأربعاء
12- الكافي، عن العدة عن سهل عن علي بن سليمان عن القاسم بن عبد الرحمن عن محمد بن مخلد عن أبي عبد الله ع قال لنفضة من حمامة منمرة أفضل من سبع ديوك فرق بيض
بيان قال في القاموس النمرة بالضم النكتة من أي لون كان و الأنمر ما فيه نمرة بيضاء و أخرى سوداء و هي نمراء و النمر ككتف و بالكسر سبع معروف سمي للنمر التي فيه
13- الكافي، عن عدة من أصحابه عن أحمد بن محمد بن خالد عن بكر بن صالح عن محمد بن أبي حمزة عن عثمان الأصبهاني قال أهديت لإسماعيل بن أبي عبد الله ع صلصلا فدخل أبو عبد الله ع فلما رآه قال هذا الطير المشئوم أخرجوه فإنه يقول فقدتكم فافقدوه قبل أن يفقدكم
البصائر، عن أحمد بن محمد عن بكر بن صالح عن محمد بن أبي حمزة عن عمر بن محمد الأصبهاني مثله.
بيان قال الدميري الصلصل بالضم الفاختة و كذا ذكره الجوهري و غيره و قال الفيروزآبادي الصلصل كهدهد طائر أو الفاختة
14- الكافي، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم و ابن محبوب عن معاوية بن وهب قال الحمام من طيور الأنبياء ع
15- و منه، عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن حماد بن عثمان عن عبد الأعلى مولى آل سام قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن أول حمام كان بمكة حمام كان لإسماعيل ع
16- و منه، عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله ع أن أصل حمام الحرم بقية حمام كان لإسماعيل بن إبراهيم ع اتخذها كان يأنس بها فقال أبو عبد الله ع يستحب أن يتخذ طيرا مقصوصا يأنس به مخافة الهوام
بيان الهوام جمع الهامة و هي كل ذات سم يقتل و قد يقع الهوام على كل ما يدب من الحيوان و إن لم يقتل و كأن المراد هنا الجن و إن احتمل أن يكون نافعا لدفع الهوام أيضا
17- الكافي، عن علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول هذه الحمام حمام الحرم هي من نسل حمام إسماعيل بن إبراهيم التي كانت له
-18 و منه، عن علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد و الحسين بن محمد عن معلى بن محمد جميعا عن الوشاء عن ابن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد الله ع قال ليس من بيت فيه حمام إلا لم يصب أهل ذلك البيت آفة من الجن إن سفهاء الجن يعبثون في البيت فيعبثون بالحمام و يدعون الإنسان
19- و منه، عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن عبيد الله الدهقان عن درست عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال شكا رجل إلى النبي ص الوحشة فأمره أن يتخذ في بيته زوج حمام
20- و منه، عن عدة من أصحابه عن سهل بن زياد عن أبي عبد الله الجاموراني عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن صندل عن زيد الشحام قال ذكرت الحمام عند أبي عبد الله ع فقال اتخذوها في منازلكم فإنها محبوبة لحقتها دعوة نوح ع و هي آنس شيء في البيوت
21- و منه، عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن رجل عن عمر بن يزيد عن أبي سلمة قال قال أبو عبد الله ع الحمام طير من طيور الأنبياء ع التي كانوا يمسكون في بيوتهم و ليس من بيت فيه حمام إلا لم يصب أهل ذلك البيت آفة من الجن إن سفهاء الجن يعبثون في البيت فيعبثون بالحمام و يدعون الناس قال فرأيت في بيت أبي عبد الله ع حماما لابنه إسماعيل ع
22- و منه، عن عدة من أصحابه عن أحمد بن محمد عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر قال قال أبو الحسن الأول ع و نظرت إلى حمام في بيته ما من انتفاض ينتفض بها إلا نفر الله بها من دخل البيت من عزمة أهل الأرض
بيان العزمة بالضم أسرة الرجل و قبيلته و الجمع كصرد و بالتحريك المصححون للمودة و كأن المراد هنا طائفة من الجن يدخلون البيوت و يوادون أهلها
23- الكافي، عن العدة عن أحمد بن محمد عن محمد بن علي عن رجل عن يحيى الأزرق قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن خفيق أجنحة الحمام ليطرد الشياطين
بيان خفيق جناح الطائر صوته و يقال خفق الطائر أي طار و أخفق إذا ضرب بجناحيه
24- الكافي، عن عدة من أصحابه عن سهل بن زياد رفعه قال قال أبو عبد الله ع إن الله عز و جل يدفع بالحمام عن هدة الدار
بيان عن هدة الدار أي كسرها و هدمها أو يدفع الضرر عن ضعفاء الدار كالنساء و الصبيان و في القاموس الهد الهدم الشديد و الكسر و الصوت الغليظ و الرجل الضعيف و الهدهد بفتحتين أصوات الجن بلا واحد انتهى. و في بعض النسخ عن أهل هذه الدار و هو أظهر
25- الكافي، عن عدة من أصحابه عن سهل بن زياد عن بكر بن صالح عن محمد بن أبي حمزة عن عثمان بن الأصبهاني قال استهداني إسماعيل بن أبي عبد الله ع فأهديت له طيرا راعبيا فدخل أبو عبد الله ع فقال اجعلوا هذا الطير الراعبي معي في البيت يؤنسني قال و قال عثمان دخلت على أبي عبد الله ع و بين يديه حمام يفت لهن خبزا
بيان في القاموس الفت الدق و الكسر بالأصابع انتهى و يدل على استحباب إطعام الحمام الراعبية و فت الخبز لها
26- الكافي، عن العدة عن سهل عن بكر بن صالح عن أشعث بن محمد البارقي عن عبد الكريم بن صالح قال دخلت على أبي عبد الله ع فرأيت على فراشه ثلاث حمامات خضر قد ذرقن على الفراش فقلت جعلت فداك هؤلاء الحمام تقذر الفراش فقال لا إنه يستحب أن يمسكن في البيت
بيان ذرق الطائر قد يكون بالذال و الزاي و الفعل كضرب و نصر
27- الكافي، عن علي بن إبراهيم عن بعض أصحابه عن أبان عن رجل عن أبي عبد الله ع قال كان في منزل رسول الله ص زوج حمام أحمر
28- و منه، عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أبي نجران عن محمد بن عمر عن إبراهيم بن السندي عن يحيى الأزرق قال قال أبو عبد الله ع احتفر أمير المؤمنين ع بئرا فرموا فيها فأخبر بذلك فجاء حتى وقف عليها فقال لتكفن أو لأسكننها الحمام ثم قال أبو عبد الله ع إن خفيق أجنحتها يطرد الشياطين
بيان الخطاب للجن و الشياطين الذين كان الرمي منهم
29- الكافي، عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه قال ذكر الحمام عند أبي عبد الله ع فقال له رجل إنه بلغني أن عمر رأى حماما يطير و رجل تحته يعدو فقال عمر شيطان يعدو تحته شيطان فقال أبو عبد الله ع ما كان إسماعيل عندكم فقيل صديق فقال فإن بقية حمام الحرم من حمام إسماعيل ع
30- و منه، عن عدة من أصحابه عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله ع قال من اتخذ طيرا في بيته فليتخذ ورشانا فإنه أكثر شيء ذكرا لله عز و جل و أكثر تسبيحا و هو طير يحبنا أهل البيت
31- و منه، عن العدة عن أحمد بن محمد عن بكر بن صالح عن محمد بن أبي حمزة عن عثمان بن الأصبهاني قال استهداني إسماعيل بن أبي عبد الله ع طيرا من طيور العراق فأهديت له ورشانا فدخل أبو عبد الله ع فرآه فقال إن الورشان يقول بوركتم بوركتم فأمسكوه
32- و منه، عن العدة عن أحمد بن محمد عن الجاموراني عن ابن أبي حمزة عن سيف عن إسحاق بن عمار عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع أنه نهى ابنه إسماعيل عن اتخاذ الفاختة و قال إن كنت و لا بد متخذا فاتخذ ورشانا فإنه كثير الذكر لله عز و جل
بيان كأنه ع لم يكن يعلم صلاح إسماعيل في اتخاذ الحمام مطلقا كما يومي إليه الخبر
33- الكافي، عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن رجل عن أبي عبد الله ع قال كانت في دار أبي جعفر ع فاختة فسمعها يوما و هي تصيح فقال لهم أ تدرون ما تقول هذه الفاختة فقالوا لا قال تقول فقدتكم فقدتكم ثم قال لنفقدنها قبل أن تفقدنا ثم أمر بها فذبحت
34- و منه، عن العدة عن أحمد بن محمد بن خالد الجاموراني عن أبي حمزة عن سيف بن عميرة عن إسحاق بن عمار عن أبي بصير قال دخلت على أبي عبد الله ع فقال لي يا با محمد اذهب بنا إلى إسماعيل نعوده و كان شاكيا فقمنا فدخلنا على إسماعيل فإذا في منزله فاختة في قفص تصيح فقال أبو عبد الله ع يا بني ما يدعوك إلى إمساك هذه الفاختة أ و ما علمت أنها مشومة أ و ما تدري ما تقول قال إسماعيل لا قال إنما تدعو على أربابها فتقول فقدتكم فقدتكم فأخرجوها
الخرائج، عن أبي بصير مثله
35- الكافي، عن عدة من أصحابه عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن عذافر قال سألت أبا عبد الله ع عن الطير يرسل من البلد البعيد الذي لم يره قط فيأتي فقال يا ابن عذافر هو يأتي منزل صاحبه من ثلاثين فرسخا على معرفته و حسه فإذا زادت على ثلاثين فرسخا جاءت إلى أربابها بأرزاقها
بيان قوله ع بأرزاقها أي تأتي بسبب أنه قدر رزقها في بيت صاحبها بتسبيب الله تعالى من غير معرفة لها بالطريق و الرواية الآتية أيضا هذا مغزاها و الأكل بالضم و بضمتين الثمر و الرزق و الحظ من الدنيا كما ذكره الفيروزآبادي
36- الكافي، عن عدة من أصحابه عن سهل بن زياد رفعه قال قال أبو عبد الله ع ما أتى من ثلاثين فرسخا فبالهداية و ما كان أكثر من ذلك فبالأكل
37- و منه، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن إسحاق بن عمار قال قلت لأبي عبد الله ع الطير يجيء من المكان البعيد قال إنما يجيء لرزقه
38- و منه، عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن علي بن داود الحداد عن حريز عن أبي عبد الله ع قال قلت الحمام يرسلن من المواضع البعيدة فتأتي و يرسلن من المكان القريب فلا تأتي فقال إذا انقطع أكله فلا تأتي
بيان إذا انقطع أكله أي من الدنيا فيموت أو من بيت صاحبه فيذهب إلى مكان آخر
39- دلائل الطبري، عن أحمد بن إبراهيم عن خالد عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع قال كان أبو جعفر محمد بن علي الباقر في طريق مكة و معه أبو أمية الأنصاري و هو زميله في محمله فنظر إلى زوج ورشان في جانب المحمل معه فرفع أبو أمية يده لينحيه فقال له أبو جعفر مهلا فإن هذا الطير جاء يستجير بنا أهل البيت فإن حية تؤذيه و تأكل فراخه كل سنة و قد دعوت الله أن يدفع عنه و قد فعل
40- مشارق الأنوار، عن محمد بن مسلم قال كنت عند أبي جعفر ع إذ وقع عليه ورشانان ثم هدلا فرد عليهما فطارا فقلت جعلت فداك ما هذا فقال هذا طائر ظن في زوجته سوءا فحلفت له فقال لها لا أرضى إلا بمولاي محمد بن علي فجاءت فحلفت له بالولاية أنها لم تخنه فصدقها و ما من أحد يحلف بالولاية إلا صدق إلا الإنسان فإنه حلاف مهين
41- دلائل الطبري، عن أحمد بن محمد عن محمد بن يوسف عن علي بن داود الحذاء عن الفضيل بن يسار عن أبي عبد الله ع قال كنت عنده إذ نظرت إلى زوج حمام عنده يهدر الذكر على الأنثى فقال أ تدري ما يقول قلت لا قال يقول يا سكني و عرسي ما خلق الله خلقا أحب إلي منك إلا أن يكون جعفر بن محمد ع
42- حياة الحيوان، الحمام قال الجوهري و هو عند العرب ذوات الأطواق نحو الفواخت و القماري و ساق حر و القطا و الوراشين و أشباه ذلك يقع على الذكر و الأنثى لأن الهاء إنما دخلته على أنه واحد من جنس لا للتأنيث و عند العامة أنها الدواجن فقط الواحد حمامة و حكى أبو حاتم عن الأصمعي في كتاب الطير الكبير أن الحمام هو اليمام البري الواحدة يمامة و هو ضروب و الفرق بين الحمام الذي عندنا و اليمام أن في أسفل ذنب الحمامة مما يلي ظهرها بياض و أسفل ذنب اليمامة لا بياض فيه انتهى. و نقل النووي في التحرير عن الأصمعي أن كل ذات طوق فهو حمام و المراد بالطوق الخضرة أو الحمرة أو السواد المحيط بعنق الحمامة في طوقها و كان الكسائي يقول الحمام هو البري و اليمام ما يألف البيوت و الصواب ما قاله الأصمعي و نقل الأزهري عن الشافعي أن الحمام كل ما عب و هدر و إن تفرقت أسماؤه في الطائر عب و لا يقال شرب و الهدر جمع الصوت و مواصلته من غير تقطيع له قال الرافعي و الأشبه أن ما عب هدر و لو اقتصروا في تفسير الحمام على العب لكفاهم و يدل عليه أن الشافعي ذكر في عيون المسائل و ما عب من الماء عبا فهو حمام و ما شرب قطرة قطرة كالدجاج فليس بحمام انتهى و فيما قاله الرافعي نظر لأنه لا يلزم من العب الهدير و قال الشاعر
على حويضي نغر مكب إذا فترت فترة يعبو حمرات شربهن عب
وصف النغر بالعب مع أنه لا يهدر و إلا كان حماما و النغر نوع من العصفور إذا علمت ذلك انتظم لك كلام الشافعي و أهل اللغة يقولون إن الحمام يقع على الذي يألف البيوت و يستفرخ فيها و على اليمام و القماري و ساق حر و هو ذكر القمري و الفواخت و الدبسي و القطا و الوراشين و اليعاقيب و السنفين و الواعي و الورداني و الطوراني و سيأتي إن شاء الله تعالى بيان ذلك كل واحد في بابه و الكلام الآن في الحمام الذي يألف البيت و هو قسمان أحدهما البري الذي يلازم البروج و ما أشبه ذلك و هو كثير النفور سمي بريا لذلك و الثاني الأهلي و هو أنواع مختلفة و أشكال متباينة منها المراغيش و الرواعب و العداد و المضرب و القلاب و المنسوب و هو بالنسبة إلى ما تقدم كالعتاق من الخيل و تلك كالبراذين قال الجاحظ الفقيع من الحمام كالصقلابي من الناس و هو الأبيض
روى أبو داود و ابن ماجة الطبراني و ابن حبان بإسناد جيد عن أبي هريرة أن النبي ص رأى رجلا يتبع حمامة فقال شيطان يتبع شيطانه
و روي شيطان يتبعه شيطان
قال البيهقي و حمله بعض أهل العلم على إدمان صاحب الحمام على الاشتغال به و الارتقاء به على الأسطحة التي يشرف منها على بيوت الجيران و روي عن أسامة بن زيد قال شهدت عمر بن عبد العزيز يأمر بالحمام الطائرة فتذبح و تترك المقصصات
و روى ابن قانع و الطبراني عن حبيب بن عبد الله بن أبي كبشة عن أبيه عن جده أن النبي ص كان يعجبه النظر إلى الأترج و الحمام الأحمر
و رواه الحاكم في تاريخ نيسابور عن عائشة قالت كان رسول الله ص يعجبه النظر إلى الخضرة و إلى الحمام الأحمر
قال ابن قانع و الحافظ أبو موسى قال هلال بن العلا الحمام الأحمر التفاح قال أبو موسى و هذا التفسير لم أره لغيره و كان في منزله ص حمام أحمر اسمه وردان
و في عمل اليوم و الليلة لابن السني عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل أن عليا شكا إلى النبي ص الوحشة فأمره أن يتخذ زوج حمام و أن يذكر الله تعالى عند هديره
و رواه الحافظ بن عساكر و قال إنه غريب جدا و سنده ضعيف
و روى ابن عدي في كامله في ترجمة ميمون بن موسى عن علي بن أبي طالب ع أنه اشتكى إلى رسول الله ص الوحشة فقال له اتخذ زوجا من حمام تؤنسك و توقظك للصلاة بتغريدها و اتخذ ديكا يؤنسك و يوقظك للصلاة
و روي أيضا في ترجمة محمد بن زياد الطحان عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال قال رسول الله ص اتخذوا الحمام المقاصيص في بيوتكم فإنها تلهي الجن عن صبيانكم
و قال عبادة بن الصامت شكا رجل إلى رسول الله ص الوحشة فقال له النبي ص اتخذ زوجا من حمام
رواه الطبراني و فيه الصلت بن الجراح لا يعرف و بقية رجاله رجال الصحيح
و في كامل ابن عدي في ترجمة سهل بن وزير عن محمد بن المنكدر عن جابر أن النبي ص قال شكت الكعبة إلى الله تعالى قلة زوارها فأوحى الله تعالى إليها لأبعثن أقواما يحنون إليها كما تحن الحمامة إلى فراخها
و في سنن أبي داود و النسائي من حديث ابن عباس بإسناد جيد أن النبي ص قال يكون في آخر الزمان قوم يخضبون بالسواد كحوامل الحمام لا يريحون رائحة الجنة
و من طبعه أنه يألف وكره و لو أرسل من ألف فرسخ و يحمل الأخبار و يأتي بها من المسافة البعيدة في المدة القريبة و فيه ما يقطع ثلاثة آلاف فرسخ في يوم واحد و ربما اصطيد و غاب عن وطنه عشر حجج و أكثر ثم هو على ثبات عقله و قوة حفظه و نزوعه إلى وطنه حتى يجد فرصة فيصير إليه و سباع الطير تطلبه أشد طلب و خوفه من الشواهين أشد من خوفه من غيره و هو أطير منه و من سائر الطير كله لكنه يذعر منه و يعتريه ما يعتري الحمار إذا رأى الأسد و الشاة إذا رأت الذئب و الفأر إذا رأت الهر و من عجيب الطبيعة فيه ما حكاه ابن قتيبة في عيون الأخبار عن المثنى بن زهير أنه قال لم أر شيئا قط من رجل و امرأة إلا و قد رأيته في الحمام ما رأيت حمامة إلا تريد ذكرها و لا ذكرا إلا يريد أنثاه إلى أن يهلك أحدهما أو يفقد و رأيت حمامة تتزين للذكر ساعة يريدها و رأيت حمامة لها زوج و هي تمكن آخر ما تعدوه و رأيت حمامة تقمط حمامة و يقال إنها تبيض عن ذلك لكن لا يكون لذلك البيض فراخ و رأيت ذكرا يقمط ذكرا و رأيت ذكرا يقمط من كل لقى و لا يزوج و أنثى يقمطها كل من رآها من الذكور و لا تزوج و ليس من الحيوان ما يستعمل التقبيل عند السفاد إلا الإنسان و الحمام و هو عفيف السفاد يجر ذنبه ليعفي أثر الأنثى كأنه قد علم ما فعلت و يجتهد في إخفائه و قد يسفد لتمام ستة أشهر و الأنثى تحضن أربعة عشر يوما و تبيض بيضتين يخرج من الأولى ذكر و من الثانية أنثى و بين الأولى و الثانية يوم و ليلة و الذكر يجلس على البيض و يسخنه جزءا من النهار و الأنثى بقية النهار و كذلك في الليل و إذا باضت الأنثى و أبت الدخول على بيضها لأمر ما ضربها الذكر و اضطرها إلى الدخول و إذا أراد الذكر أن يسفد الأنثى أخرج فراخه عن الوكر و قد ألهم هذا النوع أن فراخه إذا خرجت من البيض بأن يمضغ الذكر ترابا مالحا و يطعمها إياه ليسهل به سبيل المطعم فسبحان اللطيف الخبير الذي آتى كل نفس هداها و زعم أرسطو أن الحمام يعيش ثمان سنين و ذكر الثعلبي و غيره عن وهب بن منبه في قوله تعالى وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ قال اختار من الغنم الضأن و من الطير الحمام و ذكر أهل التاريخ أن المسترشد لما حبس رأى في منامه على يده حمامة مطوقة فأتاه آت و قال له خلاصك في هذا فلما أصبح حكى ذلك لابن سكينة الإمام فقال له ما أولته قال أولته ببيت أبي تمام
هن الحمام فإن كسرت عيافه من حائهن فإنهن حمام
و خلاصي في حمامي فقتل بعد أيام يسيرة سنة تسع و عشرين و خمسمائة