ما المفيد، عن علي بن خالد المراغي، عن محمد بن أحمد البزّاز، عن أحمد بن الصلت، عن صالح بن أبي النجم، عن الهيثم بن عدي، عن عبد اللّه بن اليسع، عن الشعبي، عن صعصعة بن صوحان العبدي رحمه اللّه، قال دخلت على عثمان بن عفّان في نفر من المصريّين، فقال عثمان قدّموا رجلا منكم يكلّمني، فقدّموني، فقال عثمان هذا..، و كأنّه استحدثني، فقلت له إنّ العلم لو كان بالسن لم يكن لي و لا لك فيه سهم، و لكنّه بالتعلّم. فقال عثمان هات. فقلت ) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ لِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ(. فقال عثمان فينا نزلت هذه الآية. فقلت له فمر بالمعروف و انه عن المنكر، فقال عثمان دع ذا، و هات ما معك. فقلت له ) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ...( إلى آخر الآية. فقال عثمان و هذه أيضا فينا نزلت فقلت له فأعطنا بما أخذت من اللّه تعالى. فقال عثمان يا أيّها الناس عليكم بالسمع و الطاعة و إنّ يد اللّه على الجماعة، و إنّ الشيطان مع القذّ فلا تسمعوا إلى قول هذا، فإنّ هذا لا يدري من اللّه و لا أين اللّه. فقلت له أمّا قولك عليكم بالسمع و الطاعة، فإنّك تريد منّا أن نقول غدا )رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَ كُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا(، و أما قولك إنّي لا أدري من اللّه، فإنّ اللّه ربّنا و ربّ آبائنا الأوّلين، و أمّا قولك إنّي لا أدري أين اللّه، فإنّ اللّه تعالى بالمرصاد. قال فغضب و أمر بصرفنا و غلق الأبواب دوننا.
مع القطّان، عن ابن زكريّا القطّان، عن ابن حبيب، عن حسّان ابن علي المدائني، عن العباس بن مكرم، عن سعد الخفّاف، عن الأصبغ بن نباتة، قال كتب عثمان بن عفّان حين أحيط به إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام أمّا بعد، فقد جاوز الماء الزّبى، و بلغ الحزام الطبيين، و تجاوز الأمر بي قدره، و طمع فيّ من لا يدفع عن نفسه، فإن كنت مأكولا فكن خير آكل، و إلّا فادركني و لما أمزّق.
قال الصدوق رحمه اللّه قال المبرد قوله قد جاوز الماء الزبى.. فالزبية مصيدة الأسد و لا تتّخذ إلّا في قلّة جبل، و تقول العرب قد بلغ الماء الزبى، و ذلك أشدّ ما يكون من السبل، و يقال في العظيم من الأمر قد علا الماء الزبى، و بلغ السكّين العظم، و بلغ الحزام الطبيين، و قد انقطع السلى في البطن، قال العجّاج فقد علا الماء الزبى إلى غير.. أي قد جلّ الأمر عن أن يغيّر أو يصلح. و قوله و بلغ الحزام الطبيين.. فإنّ السباع و الطير يقال لموضع الأخلاف منها أطباء واحدها طبي، كما يقال في الخفّ و الظلف خلف و ضرع هذا مكان هذا، فإذا بلغ الحزام الطبيين فقد انتهى في المكروه، و مثل هذا من أمثالهم التقت حلقتا البطان، و يقال التقت حلقة البطان. و الحقب و يقال حقب البعير.. إذا صار الحزام في الحقب منه.
مزيد توضيح قال في النهاية في حديث عثمان.. أمّا بعد فقد بلغ السّيل الزّبى و جاوز الحزام الطبيين.. هي جمع زبية و هي الرّابية الّتي لا يعلوها الماء، و هي من الأضداد. و قيل إنّما أراد الحفرة.. للسّبع و لا تحفر إلّا في مكان عال من الأرض لئلّا يبلغها السّيل فتنطمّ و هو مثل يضرب للأمر يتفاقم و يتجاوز الحدّ. و قال الأطباء الأخلاف واحدها طبي بالضّمّ و الكسر، و قيل يقال لموضع الأخلاف من الخيل و السّباع أطباء كما يقال في ذوات الخفّ و الظّلف خلف و ضرع. و قوله جاوز الحزام الطبيين.. كناية عن المبالغة في تجاوز حدّ الشّرّ و الأذى، لأنّ الحزام إذا انتهى إلى الطّبيين فقد انتهى إلى بعد غايته فكيف إذا جاوزه. و قال الجوهري السّلى مقصورا الجلدة الرّقيقة الّتي يكون فيها الولد من المواشي إن نزعت عن وجه الفصيل ساعة يولد و إلّا قتلته، و كذلك إن انقطع السّلى في البطن، فإذا خرج السّلى سلمت النّاقة و سلم الولد، و إن انقطع في بطنها هلكت و هلك الولد. يقال انقطع السّلى في البطن إذا ذهبت الحيلة، كما يقال بلغ السّكّين العظم. و قال البطان للقتب الحزام الّذي يجعل تحت بطن البعير. و يقال التقت حلقتا البطان للأمر إذا اشتدّ، و هو بمنزلة التّصدير للرّجل. و قال الحقب بالتّحريك حبل يشدّ به الرّحل إلى بطن البعير ممّا يلي ثيله كيلا يجتذبه التّصدير، تقول منه أحقبت البعير و حقب البعير بالكسر إذا أصاب حقبه ثيله فاحتبس بوله.
ب محمد بن عيسى، عن القداح، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام، قال لما حصر الناس عثمان جاء مروان بن الحكم إلى عائشة و قد تجهّزت للحجّ، فقال يا أمّ المؤمنين إنّ عثمان قد حصره الناس فلو تركت الحجّ و أصلحت أمره كان الناس يستمعون منك، فقالت قد أوجبت الحجّ و شدّدت غرائري، فولّى مروان و هو يقول
حرق قيس عليّ البلاد حتى إذا اضطرمت أجذما
فسمعته عائشة، فقالت تعال، لعلّك تظنّ أنّي في شكّ من صاحبك، و اللّه لوددت أنّك و هو في غرارتين من غرائري مخيط عليكما تغطّان في البحر حتى تموتا.
بيان قال الجوهري الإجذام الإقلاع عن الشّيء. قال الرّبيع بن زياد و حرّق قيس.. البيت.
أقول و روى ذلك الأعثم في الفتوح، و فيه مكان أجدما أحجما.. أي نكص و تأخّر. و الغرارة بالكسر الجوالق. و قال الجوهري واحدة الغرائر الّتي للطّين و أظنّه معربا.
سر موسى بن بكر، عن المفضّل، عن أبي جعفر عليه السلام، قال إنّ فلانا و فلانا غصبانا حقّنا و قسماه بينهم، فرضوا بذلك عنهما، و إنّ عثمان لما منعهم و استأثر عليهم غضبوا لأنفسهم.
قب نقلت المرجئة، عن أبي الجهم العدوي و كان معاديا لعليّ عليه السلام، قال خرجت بكتاب عثمان و المصريّون قد نزلوا بذي خشب إلى معاوية و قد طويته طيّا لطيفا و جعلته في قراب سيفي، و قد تنكّبت عن الطريق و توخّيت سواد الليل حتّى كنت بجانب الجرف، إذا رجل على حمار مستقبلي و معه رجلان يمشيان أمامه فإذا هو عليّ بن أبي طالب عليه السلام قد أتى من ناحية البدو فأثبتني و لم أثبته حتّى سمعت كلامه، فقال أين تريد يا صخر. قلت البدو، فأدع الصحابة. قال فما هذا الّذي في قراب سيفك. قلت لا تدع مزاحك أبدا ثم جرته.
جا الكاتب، عن الزعفراني، عن الثقفي، عن الحسن بن عليّ اللؤلؤي، عن يحيى بن المغيرة، عن سلمة بن الفضل، عن عليّ بن صبيح الكندي، عن أبي يحيى مولى معاذ بن عفرة الأنصاري، قال إنّ عثمان بن عفّان بعث إلى الأرقم بن عبد اللّه و كان خازن بيت مال المسلمين، فقال له أسلفني مائة ألف ألف درهم. فقال له الأرقم أكتب عليك بها صكّا للمسلمين. قال و ما أنت و ذاك لا أمّ لك إنّما أنت خازن لنا. قال فلمّا سمع الأرقم ذلك خرج مبادرا إلى الناس، فقال أيّها الناس عليكم بمالكم فإنّي ظننت أنّي خازنكم و لم أعلم أنّي خازن عثمان بن عفّان حتى اليوم، و مضى فدخل بيته، فبلغ ذلك عثمان، فخرج إلى الناس حتّى دخل المسجد ثم رقى المنبر، و قال أيّها الناس إنّ أبا بكر كان يؤثر بني تيم على الناس، و إنّ عمر كان يؤثر بني عدي على كلّ الناس، و إنّي أوثر و اللّه بني أميّة على من سواهم، و لو كنت جالسا بباب الجنّة ثم استطعت أن أدخل بني أميّة جميعا الجنّة لفعلت، و إنّ هذا المال لنا، فإن احتجنا إليه أخذناه و إن رغم أنف أقوام. فقال عمّار بن ياسر رحمه اللّه معاشر المسلمين اشهدوا أنّ ذلك مرغم لي. فقال عثمان و أنت هاهنا، ثم نزل من المنبر يتوطؤه برجليه حتّى غشي على عمّار و احتمل و هو لا يعقل إلى بيت أمّ سلمة، فأعظم الناس ذلك، و بقي عمّار مغمى عليه لم يصلّ يومئذ الظهر و العصر و المغرب، فلمّا أفاق قال الحمد للّه، فقديما أوذيت في اللّه، و أنا أحتسب ما أصابني في جنب اللّه، بيني و بين عثمان العدل الكريم يوم القيامة. قال و بلغ عثمان أنّ عمّارا عند أمّ سلمة، فأرسل إليها، فقال ممّا هذه الجماعة في بيتك مع هذا الفاجر، أخرجهم من عندك. فقالت و اللّه ما عندنا مع عمّار إلّا بنتاه، فاجتنبنا يا عثمان و اجعل سطوتك حيث شئت، و هذا صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يجود بنفسه من فعالك، قال فندم عثمان على ما صنع فبعث إلى طلحة و الزبير يسألهما أن يأتيا عمّارا فيسألاه أن يستغفر له، فأتياه فأبى عليهما، فرجعا إليه فأخبراه، فقال عثمان من حكم اللّه يا بني أميّة يا فراش النار و ذباب الطمع، شنعتم عليّ، و آليتم على أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، ثم إنّ عمّارا رحمه اللّه صلح من مرضه فخرج إلى مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فبينما هو كذلك إذ دخل ناعي أبي ذرّ على عثمان من الربذة، فقال إنّ أبا ذرّ مات بالربذة وحيدا و دفنه قوم سفر، فاسترجع عثمان و قال رحمه اللّه. فقال عمّار رحم اللّه أبا ذرّ من كلّ أنفسنا. فقال له عثمان و إنّك لهناك بعد ما برأت أ تراني ندمت على تسييري إيّاه. قال له عمّار لا و اللّه، ما أظنّ ذاك. قال و أنت أيضا فالحق بالمكان الذي كان فيه أبو ذرّ فلا تبرحه ما حيينا. قال عمّار أفعل، فو اللّه لمجاورة السباع أحبّ إليّ من مجاورتك. قال فتهيّأ عمّار للخروج و جاءت بنو مخزوم إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام فسألوه أن يقوم معهم إلى عثمان ليستنزله عن تسيير عمّار، فقام معهم فسأله فيهم و رفق به حتى أجابه إلى ذلك.
جا علي بن محمد الكاتب، عن الزعفراني، عن الثقفي، عن الحسن بن الحسين الأنصاري، عن سفيان، عن فضيل بن الزبير، عن فروة بن مجاشع، عن أبي جعفر عليه السلام، قال جاءت عائشة إلى عثمان، فقالت له أعطني ما كان يعطيني أبي و عمر بن الخطاب. فقال لم أجد لك موضعا في الكتاب و لا في السنّة، و إنّما كان أبوك و عمر بن الخطاب يعطيانك بطيبة من أنفسهما، و أنا لا أفعل. قالت فأعطني ميراثي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله. فقال لها أ و لم تحسبي أنت و مالك بن أوس النضري فشهدتما أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لا يورث حتّى منعتما فاطمة ميراثها، و أبطلتما حقّها، فكيف تطلبين اليوم ميراثا من النبيّ صلّى اللّه عليه و آله فتركته و انصرفت، و كان عثمان إذا خرج إلى الصلاة أخذت قميص رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله على قصبة فرفعته عليها، ثم قالت إنّ عثمان قد خالف صاحب هذا القميص و ترك سنّته.
أقول روى في كشف الغمة نحوا من ذلك، و زاد في آخره فلمّا آذته صعد المنبر، فقال إنّ هذه الزعراء عدوّة اللّه ضرب اللّه مثلها و مثل صاحبتها حفصة في الكتاب )امْرَأَتَ نُوحٍ وَ امْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما(.. إلى قوله )وَ قِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ(، فقالت له يا نعثل يا عدوّ اللّه إنّما سمّاك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله باسم نعثل اليهودي الذي باليمن، فلاعنته و لاعنها، و حلفت أن لا تساكنه بمصر أبدا، و خرجت إلى مكة. ثم قال قد نقل ابن أعثم صاحب الفتوح أنّها قالت اقتلوا نعثلا قتل اللّه نعثلا، فلقد أبلى سنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و هذه ثيابه لم تبل، و خرجت إلى مكة. قال و روى غيره أنّه لما قتل جاءت إلى المدينة فلقيها فلان فسألته عن الأموال فخبّرها و أنّ الناس اجتمعوا على عليّ عليه السلام، فقالت و اللّه لأطالبنّ بدمه. فقال لها و أنت حرصت على قتله. قالت إنّهم لم يقتلوه حيث قلت و لكن تركوه حتّى تاب و نقي من ذنوبه و صار كالسبيكة و قتلوه.
تأييد قال في النهاية في مقتل عثمان لا يمنعك مكان ابن سلام أن تسبّ نعثلا كان أعداء عثمان يسمّونه نعثلا، تشبيها برجل من مصر كان طويل اللّحية اسمه نعثل، و قيل النّعثل الشّيخ الأحمق. و ذكر الضّباع، و منه حديث عائشة اقتلوا نعثلا قتل اللّه نعثلا، تعني عثمان، و هذا كان منها لما غاضبته و ذهبت إلى مكّة.
ما أحمد بن محمد بن الصلت، عن ابن عقدة الحافظ، عن جعفر ابن عبد اللّه العلوي، عن عمّه القاسم بن جعفر بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن محمد ابن عبد اللّه، عن أبيه، عن عبد اللّه بن أبي بكر، عن أبي جعفر عليه السلام، قال حدّثني عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري، قال لمّا نزل المصريّون بعثمان بن عفّان في مرّتهم الثانية دعا مروان بن الحكم فاستشاره، فقال له إنّ القوم ليس هم لأحد أطوع منهم لعليّ بن أبي طالب عليه السلام، و هو أطوع الناس في الناس، فابعثه إليهم فليعطهم الرضا و ليأخذ لك عليهم الطاعة، و يحذّرهم الفتنة، فكتب عثمان إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام سلام عليك، أمّا بعد، فإنّه قد جاز السيل الزبى، و بلغ الحزام الطبيين، و ارتفع أمر الناس بي فوق قدره، و طمع فيّ من كان يعجز عن نفسه، فأقبل عليّ أو لي، و تمثّل
فإن كنت مأكولا فكن خير آكل و إلّا فأدركني و لما أمزّق
و السلام. فجاءه عليّ عليه السلام، فقال يا أبا الحسن ائت هؤلاء القوم فادعهم إلى كتاب اللّه و سنّة نبيّه صلّى اللّه عليه و آله. فقال نعم، إن أعطيتني عهد اللّه و ميثاقه على أن تفيء لهم بكلّ شيء أعطيته عنك. فقال نعم، فأخذ عليه عهدا غليظا، و مشى إلى القوم فلمّا دنا منهم قالوا وراءك. قال لا. قالوا وراءك. قال لا، فجاء بعضهم ليدفع في صدره، فقال القوم بعضهم لبعض سبحان اللّه أتاكم ابن عمّ رسول اللّه يعرض كتاب اللّه.. اسمعوا منه و اقبلوا، قالوا تضمن لنا كذلك. قال نعم، فأقبل معه أشرافهم و وجوههم حتى دخلوا على عثمان فعاتبوه، فأجابهم إلى ما أحبّوا، فقالوا اكتب لنا على هذا كتابا، و ليضمن عليّ عنك ما في الكتاب. قال اكتبوا أنّى شئتم، فكتبوا بينهم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، هذا ما كتب عبد اللّه عثمان أمير المؤمنين لمن نقم عليه من المؤمنين و المسلمين، أن لكم عليّ أن أعمل بكتاب اللّه و سنّة نبيّه صلّى اللّه عليه و آله، و أنّ المحروم يعطى، و أنّ الخائف يؤمن، و أنّ المنفيّ يردّ، و أنّ المبعوث لا يجمر، و أنّ الفيء لا يكون دولة بين الأغنياء، و عليّ بن أبي طالب عليه السلام ضامن للمؤمنين و المسلمين على عثمان الوفاء لهم على ما في الكتاب، و شهد الزبير بن العوّام و طلحة بن عبيد اللّه و سعد بن مالك و عبد اللّه بن عمر و أبو أيّوب ابن زيد، و كتب في ذي القعدة سنة خمس و عشرين، فأخذوا الكتاب ثم انصرفوا، فلمّا نزلوا أيلة إذا هم براكب فأخذوه، فقالوا من أنت. قال أنا رسول عثمان إلى عبد اللّه بن سعد، قال بعضهم لبعض لو فتّشناه لئلّا يكون قد كتب فينا، ففتّشوه فلم يجدوا معه شيئا، فقال كنانة بن بشر النجيبي انظروا إلى أدواته فإنّ الناس حيلا، فإذا قارورة مختومة بموم، فإذا فيها كتاب إلى عبد اللّه بن سعد إذا جاءك كتابي هذا فاقطع أيدي الثلاثة مع أرجلهم، فلمّا قرءوا الكتاب رجعوا حتّى أتو عليّا عليه السلام، فأتاه فدخل عليه، فقال استعتبك القوم فأعتبتهم ثم كتبت هذا كتابك نعرفه، الخط الخط، و الخاتم الخاتم، فخرج عليّ عليه السلام مغضبا و أقبل الناس عليه، فخرج سعد من المدينة فلقيه رجل فقال يا أبا إسحاق أين تريد. قال إنّي فررت بديني من مكة إلى المدينة، و أنا اليوم أهرب بديني من المدينة إلى مكة. و قال الحسن بن عليّ لعليّ عليهما السلام حين أحاط الناس بعثمان اخرج من المدينة و اعتزل، فإنّ الناس لا بدّ لهم منك، و إنّهم لا يأتونك و لو كنت بصنعاء، و أخاف أن يقتل هذا الرجل و أنت حاضره. فقال يا بني اخرج عن دار هجرتي، و ما أظنّ أحدا يجترئ على هذا القول كلّه، و قام كنانة بن بشر، فقال يا عبد اللّه أقم لنا كتاب اللّه، فإنّا لا نرضى بالقول دون الفعل، قد كتبت و أشهدت لنا شهودا و أعطيتنا عهد اللّه و ميثاقه، فقال ما كتبت بينكم كتابا، فقام إليه المغيرة بن الأخنس و ضرب بكتابه وجهه و خرج إليهم عثمان ليكلّمهم، فصعد المنبر، فرفعت عائشة قميص رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و نادت أيّها الناس هذا قميص رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لم يبل و قد غيّرت سنّته، فنهض الناس و كثر اللغط و حصبوا عثمان حتى نزل من المنبر و دخل بيته، فكتب نسخة واحدة إلى معاوية و عبد اللّه بن عامر، أمّا بعد فإنّ أهل السفه و البغي و العدوان من أهل العراق و مصر و المدينة أحاطوا بداري و لن يرضيهم منّي دون خلعي أو قتلي، و أنا ملاقي اللّه قبل أن أتابعهم على
شيء من ذلك فأعينوني. فلمّا بلغ كتابه ابن عامر، قام و قال أيّها الناس إنّ أمير المؤمنين عثمان ذكر أنّ شرذمة من أهل مصر و العراق نزلوا بساحته فدعاهم إلى الحقّ فلم يجيبوا، فكتب إليّ أن أبعث إليه منكم ذوي الرأي و الدين و الصلاح لعلّ اللّه أن يدفع عنه ظلم الظالم و عدوان المعتدي. فلم يجيبوه إلى الخروج. ثم إنّه قيل لعليّ عليه السلام إنّ عثمان قد منع الماء فأمر بالروايا فعكمت، و جاء الناس عليّ عليه السلام فصاح بهم صيحة انفرجوا.. فدخلت الروايا، فلمّا رأى عليّ عليه السلام اجتماع الناس دخل على طلحة بن عبيد اللّه و هو متّكئ على وسائد، فقال إنّ الرجل مقتول فامنعوه. فقال أم و اللّه دون أن تعطي بنو أميّة الحقّ من أنفسها.
نهج من كلام له عليه السلام لما اجتمع الناس عليه و شكوا ما نقموه على عثمان، و سألوه مخاطبته عنهم و استعتابه لهم، فدخل عليه، فقال إنّ النّاس ورائي و قد استسفروني بينك و بينهم، و و اللّه ما أدري ما أقول لك، ما أعرف شيئا تجهله و لا أدلّك على أمر لا تعرفه، إنّك لتعلم ما نعلم ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه و لا خلونا بشيء فنبلغكه، و قد رأيت كما رأينا، و سمعت كما سمعنا، و صحبت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كما صحبنا، و ما ابن أبي قحافة و لا ابن الخطّاب بأولى بعمل الحقّ منك، و أنت أقرب إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وشيجة رحم منهما، و قد نلت من صهره ما لم ينالا، فاللّه.. اللّه في نفسك فإنّك و اللّه ما تبصّر من عمي و لا تعلّم من جهل، و إنّ الطّرق لواضحة و إنّ أعلام الدّين لقائمة، فاعلم أنّ أفضل عباد اللّه عند اللّه إمام عادل هدي و هدى فأقام سنّة معلومة و أمات بدعة مجهولة، و إنّ السّنن لنيّرة لها أعلام، و إنّ البدع لظاهرة لها أعلام، و إنّ شرّ النّاس عند اللّه إمام جائر ضلّ و ضلّ به، فأمات سنّة مأخوذة و أحيا بدعة متروكة، و إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر و ليس معه نصير و لا عاذر فيلقى في جهنّم فيدور فيها كما تدور الرّحى، ثمّ يرتبط في قعرها، و إنّي أنشدك اللّه أن تكون إمام هذه الأمّة المقتول، فإنّه كان يقال يقتل في هذه الأمّة إمام يفتح عليها القتل و القتال إلى يوم القيامة، و تلبس أمورها عليها و يبثّ الفتن فيها فلا يبصرون الحقّ من الباطل يموجون فيها موجا و يمرجون فيها مرجا، فلا تكوننّ لمروان سيقة يسوقك حيث شاء بعد جلال السّنّ و تقضي العمر. فقال له عثمان كلّم النّاس في أن يؤجّلوني حتّى أخرج إليهم من مظالمهم. فقال عليّ عليه السّلام ما كان بالمدينة فلا أجل فيه، و ما غاب فأجله وصول أمرك إليه.
توضيح الاستعتاب طلب العتبى و هو الرّجوع و الرّضا. قوله عليه السلام ما أعرف شيئا تجهله.. الغرض بيان وضوح قبائح أعماله بحيث يعرفه الصبيان لا بيان وفور علمه. قوله عليه السلام و أنت أقرب.. الواو للحال، و يحتمل العطف، و الوشيجة تميّزه، و هي عرق الشّجرة.. و الواشجة الرّحم المشتبكة، و قد وشجت بك قرابة فلان و الاسم الوشيج، ذكره الجوهري. قوله عليه السلام فإنّه كان يقال.. أي كان النبيّ صلّى اللّه عليه و آله يقول وأبهم عليه السلام لمصلحة، و المراد بالإمام إمام يدعو إلى النار. و قال الجوهري مرجت.. فسدت، و مرج.. اختلط و اضطرب،.. و منه الهرج و المرج. و السّيّقة بتشديد الياء المكسورة ما استاقه العدوّ من الدّواب. و في القاموس جلّ يجلّ جلالة و جلالا أسنّ.
الكافية في إبطال توبة الخاطئة عن محمد بن إسحاق، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن عبد اللّه بن جعفر، قال كنت مع عثمان و هو محصور، فلمّا عرف أنّه مقتول بعثني و عبد الرحمن بن أزهر إلى أمير المؤمنين عليه السلام و قد استولى طلحة بن عبيد اللّه على الأمر، فقال انطلقا فقولا له أما إنّك أولى بالأمر من ابن الحصرميّة فلا يغلبنّك على أمةّ ابن عمّك.
و عن الفضيل بن وكين، عن فطر، عن عمران الخزاعي، عن ميسرة بن جدير، قال كنت عند الزبير عند أحجار الزيت و هو آخذ بيدي، فأتاه رجل يشتدّ، فقال يا أبا عبد اللّه إنّ أهل الدار قد حيل بينهم و بين الماء، فسمعته يقول دبروا بها دبروا )وَ حِيلَ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ ما يَشْتَهُونَ كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ(.
و عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال قيل لطلحة هذا عثمان قد منع الطعام و الشراب، فقال إمّا تعطيني بنو أميّة الحقّ من أنفسها، و إلّا فلا.
و عن محمد بن فضيل بن غزوان، عن زيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلي، قال رأيت طلحة يرامي في أهل الدار و هو في خرقة و عليه الدرع و قد كفر عليها بقباء فهم يرامونه فيخرجونه من الدار ثم يخرج فيراميهم حتّى دخل عليه من قبل دار بن حزم فقتل.
و عن موسى بن مصيطر، عن الأعمش، عن مسروق، قال دخلت المدينة فبدأنا بطلحة، فخرج مشتملا بقطيفة له حمراء، فذكرنا له أمر عثمان فصيح القوم، فقال قد كاد سفهاؤكم أن يغلبوا حلماءكم على المنطق، قال أ جئتم معكم بحطب و إلّا فخذوا هاتين الحزمتين فاذهبوا بهما إلى بابه، فخرجنا من عنده و أتينا الزبير، فقال مثل قوله، فخرجنا حتّى أتينا عليّا عليه السلام عند أحجار الزيت فذكرنا أمره، فقال استتيبوا الرجل و لا تعجلوا، فإن رجع ممّا هو عليه و تاب فاقبلوا منه.
و عن إسحاق بن راشد، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن أنّ أبي أروى أنّ طلحة بن عبيد اللّه استولى على أمر عثمان و صارت المفاتيح بيده، و أخذ لقاحا كانت لعثمان، و أخذ ما كان في داره، فمكث بذلك ثلاثة أيّام.
د في الثامن عشر من ذي الحجة من سنة خمس و ثلاثين من الهجرة قتل عثمان بن عفّان بن الحكم بن أبي العاص بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي الأموي، كنيته أبو عمرو، و أبو عبد اللّه، و أبو ليلى، مولده في السنة السادسة بعد الفيل بعد ميلاد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بقليل. مدّة ولايته اثنتا عشرة سنة إلّا أيّاما، قتل بالسيف و له يومئذ اثنتان و ثمانون سنة، و قيل ستّ و ثمانون سنة، و أخرج من الدار و ألقي على بعض مزابل المدينة لا يقدم أحد على مواراته خوفا من المهاجرين و الأنصار، حتّى احتيل لدفنه بعد ثلاث، فأخذ سرّا فدفن في حشّ كوكب، و هي مقبرة كانت لليهود بالمدينة، فلمّا ولي معاوية بن أبي سفيان وصلها بمقابر أهل الإسلام. و في هذا اليوم بعينه بايع الناس أمير المؤمنين عليه السلام بعد عثمان، و رجع الأمر إليه في الظاهر و الباطن، و اتّفقت الكافّة عليه طوعا بالاختيار، و في هذا اليوم فلج موسى بن عمران من السحرة، و أخزى اللّه عزّ و جلّ فرعون و جنوده من أهل الكفر و الضلال، و فيه نجّى اللّه تعالى إبراهيم عليه السلام من النار و جعلها بردا و سلاما كما نطق به القرآن، و فيه نصب موسى بن عمران وصيّه يوشع بن نون و نطق بفضله على رءوس الأشهاد، و فيه أظهر عيسى وصيّه شمعون الصفا، و فيه أشهد سليمان بن داود عليهما السلام سائر رعيّته على استخلاف آصف وصيّه عليه السلام، و فيه نصب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أمير المؤمنين عليه السلام و دلّ على فضله بالآيات و البيّنات، و هو يوم كثير البركات.
ختص قتل عثمان بن عفّان و هو ابن إحدى و ثمانين سنة، و ولي الأمر اثنتي عشرة سنة.
أقول قال ابن عبد البرّ في الإستيعاب عثمان بن عفّان بن أبي العاص ابن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي، يكنّى أبا عبد اللّه، و أبا عمرو، و ولد في السنة السادسة بعد الفيل، أمّه أروى بنت كريز ابن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، و أمّها البيضاء أمّ حكيم بنت عبد المطلب عمّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]و آله[، زوّجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]و آله[ ابنتيه رقيّة ثم أمّ كلثوم واحدة بعد أخرى، و بويع له بالخلافة يوم السبت غرّة المحرّم سنة أربع و عشرين بعد دفن عمر بن الخطاب بثلاثة أيّام باجتماع الناس عليه، و قتل بالمدينة يوم الجمعة لثمان عشرة أو سبع عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس و ثلاثين من الهجرة، ذكره المدائني، عن أبي معشر، عن نافع.
و قال المعتمر، عن أبيه، عن أبي عثمان النهدي قتل في وسط أيّام التشريق.
و قال ابن إسحاق قتل عثمان على رأس إحدى عشرة سنة و أحد عشر شهرا و اثنين و عشرين يوما من مقتل عمر بن الخطاب. و على رأس خمس و عشرين من متوفّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]و آله[.
و قال الواقدي قتل يوم الجمعة لثمان ليال خلت من ذي الحجّة يوم التروية سنة خمس و ثلاثين.
و قد قيل إنّه قتل يوم الجمعة لليلتين بقيتا من ذي الحجّة، و قد روي ذلك عن الواقدي أيضا.
و قال الواقدي و حاصروه تسعة و أربعين يوما، و قال الزبير حاصروه شهرين و عشرين يوما، و كان أوّل من دخل عليه الدار محمد بن أبي بكر فأخذ بلحيته، فقال له دعها يا ابن أخي فو اللّه لقد كان أبوك يكرمها، فاستحى و خرج، ثم دخل رومان بن أبي سرحان رجل أزرق قصير محدود عداده في مراد، و هو من ذي أصبح معه خنجر فاستقبله به و قال على أيّ دين أنت يا نعثل. فقال عثمان لست بنعثل، و لكنّي عثمان بن عفّان، و أنا على ملّة إبراهيم حَنِيفاً مُسْلِماً وَ ما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. قال كذبت، و ضربه على صدغه الأيسر فقتله، فخرّ، و أدخلته امرأته نائلة بينها و بين ثيابها، و كانت امرأة جسيمة، و دخل رجل من أهل مصر معه السيف مصلتا، فقال و اللّه لأقطعنّ أنفه، فعالج المرأة فكشف عن ذراعيها و قبضت على السيف فقطع إبهامها، فقالت لغلام عثمان يقال له رباح و معه سيف عثمان أعنّي على هذا و أخرجه عنّي، فضربه الغلام بالسيف فقتله، و أقام عثمان يومه ذلك مطروحا إلى الليل فحمله رجال على باب ليدفنوه فعرض لهم ناس ليمنعوهم من دفنه، فوجدوا قبرا قد كان حفر لغيره فدفنوه فيه، و صلّى عليه جبير بن مطعم. و اختلف فيمن باشر قتله بنفسه، فقيل محمد بن أبي بكر ضربه بمشقص، و قيل بل حبسه محمد و أشعره غيره، و كان الذي قتله سودان بن حمران، و قيل بل ولي قتله رومان اليماني، و قيل بل رومان رجل من بني أسد بن خزيمة، و قيل إنّ محمد بن أبي بكر أخذ بلحيته فهزّها، و قال ما أغنى عنك معاوية، و ما أغنى عنك ابن أبي سرح، ما أغنى عنك ابن عامر. فقال له يا ابن أخي أرسل لحيتي و اللّه إنّك لتجبذ لحية كانت تعزّ على أبيك، و ما كان أبوك يرضى مجلسك هذا منّي، فيقال إنّه حينئذ تركه و خرج عنه، و يقال إنّه حينئذ أشار إلى من معه فطعنه أحدهم و قتلوه، فاللّه أعلم. و أكثرهم يروي أنّ قطرة أو قطرات من دمه سقطت على المصحف على قوله )فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(. و روي أنّه قتله رجل من أهل مصر يقال له جبلة بن الأيهم، ثم طاف بالمدينة ثلاثا يقول أنا قاتل نعثل
ثم روى خبر دفنه كما مرّ.
و قال و اختلف في سنّه حين قتل، فقال ابن إسحاق قتل و هو ابن ثمانين سنة، و قال غيره ابن ثمان و ثمانين، و قيل ابن تسعين، و قال قتادة ابن ستّ و ثمانين.
و قال الواقدي لا خلاف عندنا أنّه قتل و هو ابن اثنتين و ثمانين سنة، و قيل ابن تسعين سنة. و دفن ليلا بموضع يقال له حشّ كوكب، و كوكب رجل من الأنصار، و الحشّ البستان. و قيل صلّى عليه عمرو ابنه، و قيل بل صلّى عليه حكيم بن خرام، و قيل المسور بن محزمة. و قيل كانوا خمسة أو ستة.. فلمّا دفنوه غيّبوا قبره. و قال ابن إسحاق كانت ولايته اثنتي عشرة سنة إلّا اثني عشر يوما. و قال غيره كانت خلافته إحدى عشرة سنة و أحد عشر شهرا و أربعة عشر يوما، و قيل ثمانية عشر يوما.
أقول روى مؤلف كتاب إلزام النواصب، عن هشام بن محمد السائب، أنّه قال و ممّن كان يلعب به و يفتحل عفّان أبو عثمان، قال و كان يضرب بالدفّ.