ل أبي و ابن الوليد معا، عن سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن الحكم بن مسكين، عن أبي الجارود و هشيم بن أبي ساسان و أبي طارق السرّاج، عن عامر بن واثلة، قال كنت في البيت يوم الشورى، فسمعت عليّا عليه السلام و هو يقول استخلف الناس أبا بكر و أنا و اللّه أحقّ بالأمر و أولى به منه، و استخلف أبو بكر عمر و أنا و اللّه أحقّ بالأمر و أولى به منه، إلّا أن عمر جعلني مع خمسة أنا سادسهم لا يعرف لهم عليّ فضل، و لو أشاء لاحتججت عليهم بما لا يستطيع عربيّهم و لا عجميّهم، المعاهد منهم و المشرك تغيير ذلك. ثم قال نشدتكم باللّه أيّها النفر هل فيكم أحد وحّد اللّه قبلي. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد، قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد ساق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لربّ العالمين هديا فأشركه فيه، غيري قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بطير يأكل منه، فقال اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فجئته، فقال اللّهمّ و إلى رسولك.. و إلى رسولك، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حين رجع عمر يجبّن أصحابه و يجبّنونه قد ردّ راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله منهزما فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لأعطينّ الراية غدا رجلا ليس بفرّار يحبّه اللّه و رسوله و يحبّ اللّه و رسوله لا يرجع حتى يفتح اللّه عليه، فلمّا أصبح قال ادعوا لي عليّا. فقالوا يا رسول اللّه )ص( هو رمد ما يطرف. فقال جيئوني، فلمّا قمت بين يديه تفل في عيني و قال اللّهمّ أذهب عنه الحرّ و البرد، فأذهب اللّه عنّي الحرّ و البرد إلى ساعتي هذه، و أخذت الراية فهزم اللّه المشركين و أظفرني بهم، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر المزيّن بالجناحين في الجنّة يحلّ فيها حيث يشاء، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد له عمّ مثل عمّي حمزة أسد اللّه و أسد رسوله و سيّد الشهداء، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطي الحسن و الحسين ابني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سيّدي شباب أهل الجنّة، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و بضعة منه و سيّدة نساء أهل الجنّة، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من فارقك فارقني و من فارقني فارق اللّه، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لينتهين بنو وليعة أو لأبعثنّ إليهم رجلا كنفسي طاعته كطاعتي و معصيته كمعصيتي يغشاهم بالسيف، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ما من مسلم وصل إلى قلبه حبّي إلّا كفّر اللّه عنه ذنوبه، و من وصل حبّي إلى قلبه فقد وصل حبّك إلى قبله، و كذب من زعم أنّه يحبّني و يبغضك، غيري. قالوا اللّهمّ لا.
قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنت الخليفة في الأهل و الولد و المسلمين في كلّ غيبة، عدوّك عدوّي و عدوّي عدوّ اللّه، و وليّك وليّي و وليّي وليّ اللّه، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يا علي من أحبّك و والاك سبقت له الرحمة و من أبغضك و عاداك سبقت له اللعنة، فقالت عائشة يا رسول اللّه )ص( ادع اللّه لي و لأبي لا يكون ممّن يبغضه و يعاديه، فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اسكني، إن كنت أنت و أبوك ممّن يتولّاه و يحبّه فقد سبقت لكما الرحمة، و إن كنتما ممّن يبغضه و يعاديه فقد سبقت لكما اللعنة، و لقد خبثت أنت، و أبوك أوّل من يظلمه و أنت أوّل من يقاتله، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله مثل ما قال لي يا علي أنت أخي و أنا أخوك في الدنيا و الآخرة و منزلك مواجه منزلي كما يتواجه الإخوان في الخلد. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يا علي إنّ اللّه خصّك بأمر و أعطاكه ليس من الأعمال شيء أحبّ إليه و لا أفضل منه عنده، الزهد في الدنيا، فليس تنال منها شيئا و لا تنال منك و هي زينة الأبرار عند اللّه عزّ و جلّ يوم القيامة، فطوبى لمن أحبّك و صدق عليك، و ويل لمن أبغضك و كذب عليك، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد بعثه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ليجيء بالماء كما بعثني، فذهبت حتى حملت القربة على ظهري و مشيت بها فاستقبلتني ريح فردّتني حتى أجلستني، ثم قمت فاستقبلتني ريح فردّتني ثم أجلستني، ثم قمت فجئت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقال لي ما حبسك. فقصصت عليه القصّة، فقال قد جاءني جبرئيل فأخبرني، أمّا الريح الأولى فجبرئيل كان في ألف من الملائكة يسلّمون عليك، و أمّا الثانية فميكائيل جاء في ألف من الملائكة يسلّمون عليك، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم من قال له جبرئيل يا محمد )ص( أ ترى هذه المواساة من عليّ )ع(، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إنّه منّي و أنا منه، فقال جبرئيل و أنا منكما، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد كان يكتب لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كما جعلت أكتب فأغفى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فأنا أرى أنّه يملي عليّ، فلمّا انتبه قال له يا علي من أملى عليك من هاهنا إلى هاهنا، فقلت أنت يا رسول اللّه )ص(. فقال لا، و لكن جبرئيل أملأ عليك، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كما قال لي لو لا أن لا يبقى أحد إلّا قبض من أثرك قبضة يطلب بها البركة لعقبه
من بعده لقلت فيك قولا لا يبقى أحد إلّا قبض من أثرك قبضة. فقالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله احفظ الباب فإنّ زوّارا من الملائكة يزورني فلا تأذن لأحد منهم، فجاء عمر فرددته ثلاث مرّات و أخبرته أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله محتجب و عنده زوّار من الملائكة و عدّتهم كذا و كذا، ثم أذنت له فدخل. فقال يا رسول اللّه إنّي جئت غير مرّة كلّ ذلك يردّني عليّ و يقول إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله محتجب و عنده زوّار من الملائكة و عدّتهم كذا و كذا، فكيف علم بالعدّة أ عاينهم. فقال لا، يا علي قد صدق، كيف علمت بعدّتهم. فقلت اختلفت عليّ التحيّات و سمعت الأصوات فأحصيت العدد. قال صدقت، فإنّ فيك سنّة من أخي عيسى، فخرج عمر و هو يقول ضربه لابن مريم مثلا فأنزل اللّه عزّ و جلّ )وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ( قال يضجّون )وَ قالُوا أَ آلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَ جَعَلْناهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرائِيلَ وَ لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ( غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كما قال لي إنّ طوبى شجرة في الجنّة أصلها في دار عليّ )ع( ليس من مؤمن إلّا و في منزله غصن من أغصانها، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله تقاتل على سنّتي و تبرئ ذمّتي، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله تقاتل الناكثين و القاسطين و المارقين، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد جاء إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و رأسه في حجر جبرئيل عليه السلام فقال لي ادن دونك رأس ابن عمّك فأنت أولى به منّي، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد وضع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله رأسه في حجره حتى غابت الشمس و لم يصلّ العصر فلمّا انتبه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال يا عليّ صلّيت. قلت لا، فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فردّت الشمس بيضاء نقيّة فصلّيت ثم انحدرت، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أمر اللّه عزّ و جلّ رسوله صلّى اللّه عليه و آله أن يبعث ببراءة، فبعث بها مع أبي بكر فأتاه جبرئيل، فقال يا محمّد إنّه لا يؤدّي عنك إلّا أنت أو رجل منك، فبعثني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فأخذتها من أبي بكر فمضيت بها و أدّيتها عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فأثبت
اللّه على لسان رسوله أنّي منه، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنت إمام من أطاعني، و نور أوليائي، و الكلمة التي ألزمتها المتّقين، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من سرّه أن يحيا حياتي و يموت موتي و يسكن جنّتي التي وعدني ربّي جنّات عدن قضيب غرسه اللّه بيده، ثم قال له كن، فكان، فليوال عليّ بن أبي طالب )ع( و ذريّته من بعده، فهم الأئمّة، و هم الأوصياء أعطاهم اللّه علمي و فهمي، لا يدخلونكم في باب ضلال، و لا يخرجونكم من باب هدى، لا تعلموهم فهم أعلم منكم، يزول الحقّ معهم أينما زالوا، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قضى فانقضى، إنّه لا يحبّك إلّا مؤمن و لا يبغضك إلّا منافق، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله مثل ما قال لي أهل ولايتك يخرجون يوم القيامة من قبورهم على نوق بيض، شراك نعالهم نور يتلألأ، قد سهلت عليهم الموارد، و فرّجت عنهم الشدائد، و أعطوا الأمان، و انقطعت عنهم الأحزان حتى ينطلق بهم إلى ظلّ عرش الرحمن، توضع بين أيديهم مائدة يأكلون منها حتى يفرغ من الحساب، يخاف الناس و لا يخافون، و يحزن الناس و لا يحزنون، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حين جاء أبو بكر يخطب فاطمة عليها السلام، فأبى أن يزوّجه، و جاء عمر يخطبها فأبى أن يزوّجه، فخطبت إليه فزوّجني، فجاء أبو بكر و عمر فقالا أبيت أن تزوّجنا و زوّجته. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ما منعتكما و زوّجته، بل اللّه منعكما و زوّجه، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل سمعتم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول كلّ سبب و نسب منقطع يوم القيامة إلّا سببي و نسبي، فأيّ سبب أفضل من سببي و أيّ نسب أفضل من نسبي إنّ أبي و أبا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لأخوان، و إنّ الحسن و الحسين ابني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سيّدي شباب أهل الجنّة ابناي، و فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله زوجتي سيّدة نساء أهل الجنّة، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إنّ اللّه خلق الخلق ففرّقهم فرقتين، فجعلني في خير الفرقتين، ثم جعلهم شعوبا فجعلني في خير شعبة، ثم جعلهم قبائل فجعلني في خير قبيلة، ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خير بيت، ثم اختار من أهل بيتي أنا و عليّا و جعفرا، فجعلني خيرهم، فكنت نائما بين ابني أبي طالب عليه السلام فجاء جبرئيل و معه ملك فقال يا جبرئيل إلى أيّ هؤلاء أرسلت. فقال إلى هذا، ثم أخذ بيدي فأجلسني، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد سدّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أبواب المسلمين كلّهم و لم يسدّ بابي، فجاءه العباس و حمزة و قالا أخرجتنا و أسكنته. فقال لهما ما أنا أخرجتكم و أسكنته بل اللّه أخرجكم و أسكنه، إنّ اللّه عزّ و جلّ
أوحى إلى أخي موسى عليه السلام أن اتّخذ مسجدا طهورا و اسكنه أنت و هارون و ابنا هارون، و إنّ اللّه عزّ و جلّ أوحى إليّ أن اتّخذ مسجدا طهورا و اسكنه أنت و عليّ و ابنا عليّ، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله الحقّ مع عليّ و عليّ مع الحقّ لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد وقى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حيث جاء المشركون يريدون قتله، فأضجعت في مضجعه و ذهب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله نحو الغار و هم يرون أنّي أنا هو، فقالوا أين ابن عمّك. فقلت لا أدري، فضربوني حتى كادوا يقتلونني. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كما قال لي إنّ اللّه أمرني بولاية عليّ فولايته ولايتي و ولايتي ولاية ربّي، عهد عهده إليّ ربّي و أمرني أن أبلّغكموه، فهل سمعتم. قالوا نعم قد سمعناه، قال أما إنّ فيكم من يقول قد سمعت و هو يحمل الناس على كتفيه و يعاديه. قالوا يا رسول اللّه أخبرنا بهم. قال أما إنّ ربّي قد أخبرني بهم و أمرني بالإعراض عنهم لأمر قد سبق، و إنّما يكتفي أحدكم بما يجد لعليّ في قلبه. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قتل من بني عبد الدّار تسعة مبارزة غيري كلّهم يأخذ اللواء، ثم جاء صواب الحبشي مولاهم و هو يقول و اللّه لا أقتل بسادتي إلّا محمّدا، قد أزبد شدقاه و احمرتا عيناه، فاتّقيتموه و حدتم عنه، و خرجت إليه فلمّا أقبل كأنّه قبّة مبنيّة، فاختلفت أنا و هو ضربتين فقطعته بنصفين و بقيت رجلاه و عجزه و فخذاه قائمة على الأرض ينظر إليه المسلمون و يضحكون منه. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قتل من مشركي قريش مثل قتلي. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد جاء عمرو بن عبد ودّ ينادي هل من مبارز، فكعتم عنه كلّكم فقمت أنا، فقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إلى أين تذهب. فقلت أقوم إلى هذا الفاسق. فقال إنّه عمرو بن عبد ودّ، فقلت يا رسول اللّه )ص( إن كان هو عمرو بن عبد ودّ فأنا عليّ بن أبي طالب، فأعاد عليّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الكلام و أعدت عليه، فقال امض على اسم اللّه، فلمّا قربت منه قال من الرجل. قلت عليّ بن أبي طالب. قال كفو كريم ارجع يا ابن أخي فقد كان لأبيك معي صحبة و محادثة فأنا أكره قتلك. فقلت له يا عمرو إنّك قد عاهدت اللّه أن لا يخيّرك أحد ثلاث خصال إلّا اخترت إحداهنّ. فقال اعرض عليّ. قلت تشهد أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه، و تقرّ بما جاء من عند اللّه. قال هات غير هذه. قلت ترجع من حيث جئت. قال و اللّه لا تحدّث نساء قريش بهذا أنّي رجعت عنك. فقلت فانزل فأقاتلك. قال أمّا هذه فنعم، فنزل فاختلف أنا و هو ضربتين فأصاب الحجفة و أصاب السيف رأسي، و ضربته ضربة فانكشفت رجليه فقتله اللّه على يدي، ففيكم أحد فعل هذا. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد حين جاء مرحب و هو يقول
أنا الذي سمّتني أمّي مرحب شاك السلاح بطل مجرّبأطعن أحيانا و حينا أضرب
فخرجت إليه فضربني و ضربته و على رأسه نقير من جبل حجر لم يكن تصلح على رأسه بيضة من عظم رأسه، فقلقت النقير و وصل السيف إلى رأسه فقتلته، ففيكم أحد فعل هذا. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أنزل اللّه فيه آية التطهير على رسوله صلّى اللّه عليه و آله )إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً( فأخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كساء خيبريّا فضمّني فيه و فاطمة و الحسن و الحسين، ثم قال يا ربّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنا سيّد ولد آدم و أنت يا عليّ سيّد العرب. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في المسجد إذ نظر إلى شيء ينزل من السماء فبادره و لحقه أصحابه فانتهى إلى سودان أربعة يحملون سريرا، فقال لهم ضعوا، فوضعوا. فقال اكشفوا عنه، فكشفوا فإذا أسود مطوّق بالحديد، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من هذا. قالوا غلام الرياحيّين كان قد أبق عنهم خبثا و فسقا فأمرونا أن ندفنه في حديده كما هو، فنظرت إليه، فقلت يا رسول اللّه ما رآني قطّ إلّا قال أنا و اللّه أحبّك، و اللّه ما أحبّك إلّا مؤمن و لا أبغضك إلّا كافر. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يا عليّ لقد أثابه اللّه بذا، هذا سبعون قبيلا من الملائكة كلّ قبيل على ألف قبيل قد نزلوا يصلّون عليه، ففكّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حديدته و صلّى عليه و دفنه. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله مثل ما قال لي أذن لي البارحة في الدعاء فما سألت ربّي شيئا إلّا أعطانيه، و ما سألت لنفسي شيئا إلّا سألت لك مثله و أعطانيه. فقلت الحمد للّه. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل علمتم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بعث خالد ابن الوليد إلى بني خزيمة ففعل ما فعل فصعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله المنبر فقال إنّي أبرأ إليك ممّا صنع خالد بن الوليد.. ثلاث مرّات، ثم قال اذهب يا عليّ، فذهبت فوديتهم ثم ناشدتهم باللّه هل بقي شيء. فقالوا إذ نشدتنا باللّه فميلغة كلابنا، و عقال بعيرنا، فأعطيتهم لهما، و بقي معي ذهب كثير فأعطيتهم إيّاه، و قلت هذا لذمّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و لما تعلمون و لما لا تعلمون و لروعات النساء و الصبيان، ثم جئت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فأخبرته، قال و اللّه ما يسرّني يا عليّ أنّ لي بما صنعت حمر النعم. قالوا اللّهمّ نعم. قال نشدتكم باللّه هل سمعتم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول يا عليّ عرضت عليّ أمّتي البارحة فمرّ بي أصحاب الرايات، فاستغفرت لك و لشيعتك. فقالوا اللّهمّ نعم. قال نشدتكم باللّه هل سمعتم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال يا أبا بكر اذهب فاضرب عنق ذلك الرجل الذي تجده في موضع.. كذا و كذا، فرجع، فقال قتلته. قال لا، وجدته يصلّي. قال يا عمر اذهب فاقتله، فرجع قال له قتلته. قال لا، وجدته يصلّي، فقال آمركما بقتله، فتقولان وجدناه يصلّي، فقال يا علي اذهب فاقتله، فلمّا مضيت قال إن أدركه قتله، فرجعت فقلت يا رسول اللّه )ص( لم أجد أحدا. فقال صدقت، أما إنّك لو وجدته لقتلته. فقالوا اللّهمّ نعم. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كما قال لي إنّ وليّك في الجنّة و عدوّك في النار. قالوا اللّهمّ لا. قال نشدتكم باللّه هل علمتم أنّ عائشة قالت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إنّ إبراهيم ليس منك و إنّه ابن فلان القبطي. قال يا علي اذهب فاقتله. فقلت يا رسول اللّه )ص( إذا بعثتني أكون كالمسمار المحمي في الوبر أو أتثبّت. قال لا، بل تثبت، فذهب فلمّا نظر إليّ استند إلى حائط فطرح نفسه
فيه فطرحت نفسي على أثره، فصعد على نخل فصعدت خلفه، فلمّا رآني قد صعدت رمى بإزاره فإذا ليس له شيء ممّا يكون للرجال، فجئت فأخبرت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فقال الحمد للّه الذي صرف عنّا السوء أهل البيت. فقالوا اللّهمّ نعم. فقال اللّهمّ اشهد.
بيان
قوله صلّى اللّه عليه و آله لو لا أن لا يبقى.. ظاهره عدم جواز الاستشفاء و التبرّك بتراب قدم الإمام و هو بعيد، و لعلّه ذكر هذا و أراد لازمه و هو الغلوّ و الاعتقاد بالألوهيّة، كما ورد في أخبار أخر لو لا أن تقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصارى في عيسى ابن مريم لقلت فيك قولا لم تمرّ بملإ إلّا أخذوا التراب من تحت قدميك يستشفون به، أو هو مبنيّ على أنّ وضوح الأمر بهذا الحدّ ينافي الابتلاء الذي لا بدّ منه في التكليف، و الأول أظهر. و الزّور بالفتح و الزّوّار بالضم جمع الزّائر كسفر و سفّار جمع سافر. و قال الجوهري كعت عن الأمر أكيع و أكاع.. إذا هبته و جبنت. و قال رجل شاك في السّلاح و شاكي السّلاح و الشّاكي السّلاح و هو اللّابس السّلاح التّام. و قال الشّوكة شدّة البأس و الحدّ في السّلاح، و قد شاك الرّجل يشاك شوكا.. أي ظهرت شوكته و حدّته فهو شائك السّلاح و شاكي السّلاح أيضا مقلوب منه. و البطل بالتحريك الشّجاع. و النّقير ما نقر من الحجر و الخشب و نحوه، ذكره الفيروزآبادي. قوله عليه السلام إلى شيء ينزل من السماء.. أي أنّه صلّى اللّه عليه و آله لمّا نظر إلى الملائكة ينزلون قام و مشى نحوهم لينظر لأيّ شيء و إلى أيّ شيء ينزلون فمشى حتى انتهى إلى تلك الجنازة و علم أنّ نزولهم لذلك. و قال في النهاية في حديث عليّ )ع( أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]و آله[ و سلّم بعثه ليدي قوما قتلهم خالد بن الوليد فأعطاهم ميلغة الكلب.. هي الإناء الّتي يلغ فيه الكلب.. يعني أعطاهم قيمة كلّ ما ذهب لهم حتّى قيمة الميلغة.
ج روى عمر بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر الباقر صلوات اللّه عليه، قال إنّ عمر بن الخطاب لما حضرته الوفاة و أجمع على الشورى، بعث إلى ستة نفر من قريش، إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام، و إلى عثمان بن عفّان، و إلى زبير بن العوّام، و طلحة بن عبيد اللّه، و عبد الرحمن بن عوف، و سعد بن أبي وقّاص، و أمرهم أن يدخلوا إلى بيت فلم يخرجوا منه حتى يبايعوا لأحدهم، فإن اجتمع أربعة على واحد و أبى واحد أن يبايعهم قتل، و إن امتنع اثنان و بايع ثلاثة قتلا، فاجتمع رأيهم على عثمان، فلمّا رأى أمير المؤمنين عليه السلام ما همّ القوم به من البيعة لعثمان، قام فيهم ليتّخذ عليهم الحجّة، فقال عليه السلام لهم اسمعوا منّي فإن يك ما أقول حقّا فاقبلوا و إن يك باطلا فأنكروا. ثم قال لهم أنشدكم باللّه الذي يعلم صدقكم إن صدقتم و يعلم كذبكم إن كذبتم، هل فيكم أحد صلّى إلى القبلتين كلتيهما، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم من بايع البيعتين بيعة الفتح و بيعة الرضوان، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أخوه المزيّن بالجناحين في الجنّة، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد عمّه سيّد الشهداء، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد زوجته سيّدة نساء أهل الجنّة، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد ابناه ابنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و هما سيّدا شباب أهل الجنّة، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد عرف الناسخ من المنسوخ، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أذهب اللّه عنه الرجس و طهّره تطهيرا، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد عاين جبرئيل عليه السلام في مثال دحية الكلبي، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أدّى الزكاة و هو راكع، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد مسح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و أعطاه الراية يوم خيبر فلم يجد حرّا و لا بردا، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد نصبه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يوم غدير خمّ بأمر اللّه، فقال من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أخو رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في الحضر و رفيقه في السفر، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد بارز عمرو بن عبد ودّ يوم الخندق و قتله، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم من سمّاه اللّه في عشر آيات من القرآن مؤمنا، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد ناول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قبضة من تراب فرمى به في وجوه الكفّار فانهزموا، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد وقفت الملائكة معه يوم أحد حين ذهب الناس، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قضى دين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد اشتاقت الجنّة إلى رؤيته، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد شهد وفاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد غسّل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و كفّنه، غيري. قالوا لا.
قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد ورث سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و رايته و خاتمه، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد جعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله طلاق نسائه بيده، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد حمله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله على ظهره حتى كسر الأصنام على باب الكعبة، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد نودي باسمه يوم بدر لا سيف إلّا ذو الفقار و لا فتى إلّا علي، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أكل مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من الطائر الذي أهدي إليه، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنت صاحب رايتي في الدنيا و صاحب لوائي في الآخرة، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قدّم بين يدي نجواه صدقة، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد يخصف نعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنا أخوك و أنت أخي، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله اللّهمّ عليّ أحبّ الخلق إليّ و أقولهم بالحقّ، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد استقى مائة دلو بمائة تمرة و جاء بالتمر فأطعمه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و هو جائع، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد سلّم عليه جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل في ثلاثة آلاف من الملائكة يوم بدر، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد غمض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد وحّد اللّه قبلي. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد كان أوّل داخل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و آخر خارج من عنده، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد مشى مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فمرّ على حديقة، فقلت ما أحسن هذه الحديقة، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و حديقتك في الجنّة أحسن من هذه.. حتى مررت على ثلاث حدائق كلّ ذلك يقول رسول اللّه حديقتك في الجنّة أحسن من هذه، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنت أوّل من آمن بي و أوّل من يصافحني يوم القيامة، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بيده و يد امرأته و ابنيه حتى حين أراد أن يباهل نصارى أهل نجران، غيري.
قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أوّل طالع يطلع عليكم من هذا الباب يا أنس فإنّه أمير المؤمنين و سيّد المسلمين و خير الوصيّين و أولى الناس بالناس، فقال أنس اللّهمّ اجعله رجلا من الأنصار، فكنت أنا الطالع، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لأنس ما أنت يا أنس بأوّل رجل أحبّ قومه، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية )إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ(، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أنزل اللّه فيه و في ولده )إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً(... إلى آخر السورة، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أنزل اللّه تعالى فيه )أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ(، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد علّمه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ألف كلمة كلّ كلمة مفتاح ألف كلمة، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد ناجاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يوم الطائف، فقال أبو بكر و عمر ناجيت عليّا دوننا فقال لهم صلّى اللّه عليه و آله ما أنا ناجيته بل اللّه أمرني بذلك، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد سقاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من المهراس، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنت أقرب الخلق منّي يوم القيامة يدخل بشفاعتك الجنّة أكثر الخلق من ربيعة و مضر، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يا عليّ أنت تكسى حين أكسى، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه أنت و شيعتك الفائزون يوم القيامة، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كذب من زعم أنّه يحبّني و يبغض هذا، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من أحبّ شعراتي هذه فقد أحبّني، و من أحبّني فقد أحبّ اللّه، فقيل له و ما شعراتك يا رسول اللّه )ص( قال عليّ و الحسن و الحسين و فاطمة، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنت خير البشر بعد النبيّين، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه )ص( أنت الفاروق تفرق بين الحقّ و الباطل، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنت أفضل الخلائق عملا يوم القيامة بعد النبيّين، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كساءه و حطّه عليه و على زوجته و ابنيه، ثم قال اللّهمّ أنا و أهل بيتي إليك لا إلى النار، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد كان يبعث إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله الطعام و هو في الغار و يخبره الأخبار، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لا سرّ دونك، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنت أخي و وزيري و صاحبي من أهلي، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنت أقدمهم سلما، و أفضلهم علما، و أكثرهم حلما، غيري. قالوا لا.
قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قتل مرحب اليهودي مبارزة فارس اليهود، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد عرض عليه النبيّ صلّى اللّه عليه و آله الإسلام فقال له أنظرني حتى ألقى والدي. فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله فإنّها أمانة عندك. فقلت و إن كانت أمانة عندي فقد أسلمت، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد احتمل باب خيبر حين فتحها فمشى به مائة ذراع ثم عالجه بعده أربعون رجلا فلم يطيقوه، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية )يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً( فكنت أنا الذي قدّم، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من سبّ عليّا فقد سبّني و من سبّني فقد سبّ اللّه، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله منزلي مواجه منزلك في الجنّة، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قاتل اللّه من قاتلك، و عادى اللّه من عاداك، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد اضطجع على فراش رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حين أراد أن يسير رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إلى المدينة و وقاه بنفسه من المشركين حين أرادوا قتله، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنت أولى الناس بأمّتي من بعدي، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنت يوم القيامة عن يمين العرش و اللّه يكسوك ثوبين أحدهما أخضر و الآخر وردي، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد صلّى قبل الناس بسبع سنين و أشهر، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنا يوم القيامة آخذ بحجزة ربّي و الحجزة النور و أنت آخذ بحجزتي و أهل بيتي آخذون بحجزتك، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنت كنفسي و حبّك حبّي و بغضك بغضي، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ولايتك كولايتي عهد عهده إليّ ربّي و أمرني أن أبلّغكموه، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله اللّهمّ اجعله لي عونا و عضدا و ناصرا، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله المال يعسوب الظلمة و أنت يعسوب المؤمنين، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لأبعثنّ إليكم رجلا امتحن اللّه قلبه للإيمان، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أطعمه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله رمّانة و قال هذه من رمّان الجنّة لا ينبغي أن يأكل منه إلّا نبيّ أو وصيّ نبيّ، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ما سألت ربّي شيئا إلّا أعطانيه و لم أسأل ربّي شيئا إلّا سألت لك مثله، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنت أقومهم بأمر اللّه، و أوفاهم بعهد اللّه، و أعلمهم بالقضيّة، و أقسمهم بالسويّة، و أعظمهم عند اللّه مزيّة، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فضلك على هذه الأمّة كفضل الشمس على القمر، و كفضل القمر على النجوم، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يدخل اللّه وليّك الجنّة و عدوّك النار، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله الناس من أشجار شتّى و أنا و أنت من شجرة واحدة، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد رضي اللّه عنه في آيتين من
القرآن، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنا سيّد ولد آدم و أنت سيّد العرب و لا فخر، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله موعدك موعدي و موعد شيعتك الحوض إذا خافت الأمم و وضعت الموازين، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله اللّهمّ إنّي أحبّه فأحبّه، اللّهمّ إنّي أستودعكه، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنت تحاجّ الناس فتحجّهم بإقامة الصلاة، و إيتاء الزكاة، و الأمر بالمعروف، و النهي عن المنكر، و إقامة الحدود، و القسم بالسويّة، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يوم بدر بيده فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض إبطه و يقول ألا إنّ هذا ابن عمّي و وزيري فوازروه و ناصحوه و صدّقوه فإنّه وليّكم، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أنزلت فيه هذه الآية )وَ يُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد كان جبرئيل أحد ضيفانه، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أعطاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حنوطا من حنوط الجنّة، ثم قال اقسمه أثلاثا، ثلثا لي تحنّطني به، و ثلثا لابنتي، و ثلثا لك، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد كان إذا دخل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حيّاه و أدناه و تهلّل له وجهه، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنا أفتخر بك يوم القيامة إذا افتخرت الأنبياء بأوصيائها، غيري. قالوا لا. قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد سرّحه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بسورة براءة إلى المشركين من أهل مكة بأمر اللّه، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إنّي لأرحمك من ضغائن في صدور أقوام عليك لا يظهرونها حتى يفقدوني، فإذا فقدوني خالفوا فيها، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أدّى اللّه عن أمانتك، أدّى اللّه عن ذمّتك، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد فتح حصن خيبر، و سبى بنت مرحب فأدّاها إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنت قسيم النار تخرج منها من زكا و تذر فيها كلّ كافر، غيري. قالوا لا. قال هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ترد عليّ الحوض أنت و شيعتك روّاء مرويّين مبيضّة وجوههم، و يرد عليّ عدوّك ظمآء مظمئين مفحمين مسودّة وجوههم، غيري. قالوا لا. ثم قال لهم أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه و آله و رضوانه أما إذا أقررتم على أنفسكم و استبان لكم ذلك من قول نبيّكم صلّى اللّه عليه و آله فعليكم بتقوى اللّه وحده لا شريك له، و أنهاكم عن سخطه و لا تعصوا أمره، و ردّوا الحقّ إلى أهله، و اتّبعوا سنّة نبيّكم، فإنّكم إذا خالفتم خالفتم اللّه، فادفعوها إلى من هو أهلها و هي له. قال فتغامزوا بينهم و تشاوروا، و قالوا قد عرفنا فضله و علمنا أنّه أحقّ الناس بها، و لكّنه رجل لا يفضّل أحدا على أحد، فإن ولّيتموها إيّاه جعلكم و جميع الناس فيها شرعا سواء، و لكن ولّوها عثمان فإنّه يهوى الذي تهوون، فدفعوها إليه.
بيان
صلّى إلى القبلتين.. أي معا في صلاة واحدة أو جميع في مكة بين الكعبة و بيت المقدس، مع أنّه لا استبعاد في عدم إتيان غيره بالصلاة إلى تحوّل القبلة، فإنّ الصلاة في أوّل الأمر لم تكن واجبة يأتي بها جميع المسلمين لكنّه بعيد. و لعلّ المراد ببيعة الفتح بيعة افتتاح تبليغ الرسالة يوم جمع بني عبد المطلب، فإنّهم لم يكونوا داخلين في تلك البيعة، و يحتمل عدم دخول بعضهم في بيعة فتح مكة، و بعضهم في بيعة الرضوان. قوله عليه السلام أوّل داخل.. إلى آخره.. أي كلّ يوم أو في أوّل سنة بمكة و عند وفاة الرسول صلّى اللّه عليه و آله. و قال الجوهري المهراس حجر منقور يدقّ فيه و يتوضّأ. قوله عليه السلام من أحبّ شعراتي.. تشبيههم بالشعرات لكونهم عليهم السلام منه صلّى اللّه عليه و آله و موجبين لحسنه كما أنّ الشعر بالنسبة إلى الإنسان كذلك. قوله عليه السلام بعد النبيّين.. أي بعد درجة النبيّين من حيث المجموع، فإنّ فيهم من هو أفضل منه، و يحتمل أن يكون هذا للتقيّة و المصلحة لئلّا يغلق. فيه الناس، أو يكون هذا حاله عليه السلام قبل الإمامة و بعده يكون أفضل منهم، و به يجمع بين الأخبار. قوله عليه السلام أنظرني.. لعلّه عليه السلام أراد أن يشرك والده في الإسلام رعاية لحقّه بعد إظهار ما يجب من الطاعة و القبول، فلمّا قال له الرسول صلّى اللّه عليه و آله إنّها أمانة عندك، علم أنّه صلّى اللّه عليه و آله لا يحبّ انتشار الأمر، فخاف من إعلام والده ذلك، فبادر إلى البيعة و ما يستحبّ من إظهار كمال المتابعة و الانقياد. قوله عليه السلام رضي اللّه عنه.. في آيتين من القرآن إحداهما قوله تعالى )لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ...( الآية، و الأخرى قال اللّه )هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ...( إلى قوله )رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ(، أو قوله تعالى )وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ(، و قوله تعالى )أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ...( إلى قوله )رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ(، أو قوله تعالى )إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ...( إلى قوله )رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ(، و الأخير أظهر للأخبار الكثيرة الدالّة على نزولها فيه عليه السلام و في شيعته، و يحتمل أن يكون المراد بالتثنية مطلق التكرار نحو لبّيك و سعديك.. فيشمل الجميع. قوله صلّى اللّه عليه و آله أدّى اللّه.. دعاء أو خبر.. أي يوفّقك اللّه لأداء الأمانات و الذمم و العهود، و الأول أظهر.
ل فيما أجاب به أمير المؤمنين عليه السلام اليهوديّ السائل عمّا امتحن به من بين الأوصياء. و أمّا الرابعة يا أخا اليهود فإنّ القائم بعد صاحبه كان يشاورني في موارد الأمور فيصدرها عن أمري و يناظرني في غوامضها فيمضيها عن رأيي لا أعلمه أحدا و لا يعلمه أصحابي، لا يناظره في ذلك غيري، و لا يطمع في الأمر بعده سواي، فلمّا أن أتته منيّته على فجأة بلا مرض كان قبله و لا أمر كان أمضاه في صحّة من بدنه، لم أشكّ أنّي قد استرجعت حقّي في عافية بالمنزلة التي كنت أطلبها، و العاقبة التي كنت ألتمسها، و إنّ اللّه سيأتي بذلك على أحسن ما رجوت و أفضل ما أمّلت، فكان من فعله أن ختم أمره بأن سمّى قوما أنا سادسهم و لم يسوّني بواحد منهم و لا ذكر لي حالا في وراثة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و لا قرابة و لا صهرا و لا نسب، و لا كان لواحد منهم مثل سابقة من سوابقي، و لا أثر من آثاري، و صيّرها شورى بيننا، و صيّر ابنه فيها حاكما علينا، و أمره أن يضرب أعناق النفر الستة الذين صيّر الأمر فيهم إن لم ينفّذوا أمره، و كفى بالصبر على هذا يا أخا اليهود صبرا، فمكث القوم أيّامهم كلّها كلّ يخطب لنفسه و أنا ممسك، إلى أن سألوني عن أمري، فناظرتهم في أيّامي و أيّامهم، و آثاري و آثارهم، و أوضحت لهم ما لم يجهلوه من وجوه استحقاقي لها دونهم، و ذكّرتهم عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إليهم، و تأكيد ما أكّده من البيعة لي في أعناقهم، دعاهم حبّ الإمارة و بسط الأيدي و الألسن في الأمر و النهي، و الركون إلى الدنيا، و الاقتداء بالماضين قبلهم إلى تناول ما لم يجعل اللّه لهم، فإذا خلوت بالواحد ذكّرته أيّام اللّه و حذّرته ما هو قادم عليه و صائر إليه التمس منّي شرطا أن أصيّرها له بعدي، فلمّا لم يجدوا عندي إلّا المحجّة البيضاء و الحمل على كتاب اللّه عزّ و جلّ و وصيّة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و أعطاه كلّ امرئ منهم ما جعله اللّه له و منعه ما لم يجعل اللّه له، أزالوها عنّي إلى ابن عفّان طمعا إلى التبجّح معه فيها، و ابن عفّان رجل لم تسوّ به و بواحد ممّن حضره حال له قطّ فضلا عمّن دونهم، لا ببدر التي هي سنام فخرهم، و لا غيرها من المآثر التي أكرم اللّه بها رسوله صلّى اللّه عليه و آله و من اختصّه معه من أهل بيته، ثم لم أعلم القوم أمسوا من يومهم ذلك حتى ظهرت ندامتهم، و نكصوا على أعقابهم، و أحال بعضهم على كلّ بعض، كلّ يلوم نفسه و يلوم أصحابه، ثم لم تطل الأيّام بالمستبدّ بالأمر ابن عفّان حتى أكفروه و تبرءوا منه، و مشى إلى أصحابه خاصّة و سائر أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه
و آله على هذه يستقيلهم من بيعته و يتوب إلى اللّه من فلتته، فكانت هذه يا أخا اليهود أكبر من أختها و أفظع و أحرى أن لا يصبر عليها، فنالني منها الذي لا يبلغ وصفه و لا يجد وقته، و لم يكن عندي فيه إلّا الصبر على ما أمض و أبلغ منها، و لقد أتاني الباقون من الستة من يومهم كلّ راجع عمّا كان ركب منّي، يسألني خلع ابن عفّان و الوثوب عليه و أخذ حقّي، و يعطيني صفقته و بيعته على الموت تحت رايتي، أو يردّ اللّه عزّ و جلّ عليّ حقّي، فو اللّه يا أخا اليهود ما منعني منها إلّا الذي منعني من أختيها قبلها، و رأيت الإبقاء على من بقي من الطائفة أبهج لي و آنس لقلبي من فنائها، و علمت أنّي إن حملتها على دعوة الموت ركبته، فأمّا نفسي فقد علم من حضر ممّن ترى و من غاب من أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و آله أنّ الموت عندي بمنزلة الشربة الباردة في اليوم الشديد الحرّ من ذي العطش الصدي، و لقد كنت عاهدت اللّه عزّ و جلّ و رسوله صلّى اللّه عليه و آله أنا و عمّي حمزة و أخي جعفر و ابن عمّي عبيدة على أمر و فينا به للّه عزّ و جلّ و لرسوله صلّى اللّه عليه و آله، فتقدّمني أصحابي و تخلّفت بعدهم لما أراد اللّه عزّ و جلّ، فأنزل اللّه فينا )مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا( حمزة و جعفر و عبيدة، و أنا و اللّه المنتظر يا أخا اليهود و ما بدّلت تبديلا، و ما سكتني عن ابن عفّان و حثّني على الإمساك إلّا أنّي عرفت من أخلاقه فيما اختبرت منه بما لن يدعه حتى يستدعي الأباعد إلى قتله و خلعه فضلا عن الأقارب، و أنا في عزلة، فصبرت حتى كان ذلك، لم أنطق فيه بحرف من لا، و لا نعم، ثم أتاني القوم و أنا علم اللّه كاره لمعرفتي بما تطاعموا به من اعتقاد الأموال و المرج في الأرض، و علمهم بأن تلك ليست لهم عندي و شديد عادة منتزعة، فلمّا لم يجدوا عندي تعلّلوا الأعاليل. ثم التفت عليه السلام إلى أصحابه، فقال أ ليس كذلك. فقالوا بلى يا أمير المؤمنين.
بيان
عمّن دونهم.. أي من لم يحضر، أو عند الناس فإنّ فيهم من كان أكثر سوابق ممّن حضر كأهل بيت النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و المقداد و عمّار و غيرهم.
ما ابن الصلت، عن ابن عدّة، عن علي بن محمد الكندي، عن حسن بن حسين، عن أبي غيلان سعد بن طالب، عن أبي إسحاق، عن أبي الطفيل، قال كنت في البيت يوم الشورى و سمعت عليّا عليه السلام يقول أنشدكم اللّه جميعا أ فيكم أحد صلّى القبلتين مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال أنشدكم باللّه جميعا هل فيكم أحد وحّد اللّه قبلي. قالوا اللّهمّ لا. قال فأنشدكم باللّه جميعا هل فيكم أحد هو أخو رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال أنشدكم اللّه هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر. قالوا اللّهمّ لا. قال أنشدكم اللّه هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة. قالوا اللّهمّ لا. قال فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطي الحسن و الحسين ابني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله سيّدي شباب أهل الجنّة. قالوا اللّهمّ لا. قال فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد ناجاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقدّم بين يدي نجواه صدقة، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال أنشدكم باللّه هل فيكم أحد أتي النبيّ صلّى اللّه عليه و آله بطير، فقال اللّهمّ ايتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر، فدخلت عليه، فقال اللّهمّ و إليّ فلم يأكل معه أحد، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال اللّهمّ اشهد.
ج عن عبد الكريم بن عتبة الهاشمي، قال كنت جالسا عند أبي عبد اللّه عليه السلام بمكة إذ دخل عليه أناس من المعتزلة فيهم عمرو بن عبيد و.. ساق الحديث.. إلى أن قال قال عليه السلام يا عمرو لو أنّ الأمّة قلّدتك أمرها فملكته بغير قتال و لا مئونة فقيل لك ولّها من شئت، من كنت تتولّاه. قال كنت أجعلها شورى بين المسلمين. قال بين كلّهم. قال نعم. قال فسقتهم و خيارهم. قال نعم. قال قريش و غيرهم. قال العرب و العجم. قال أخبرني يا عمرو أ تتولّى أبا بكر و عمر أو تتبرّأ منهما. قال أتولّاهما. قال يا عمرو إن كنت رجلا تتبرّأ منهما فإنّه يجوز ذلك الخلاف عليهما، و إن كنت تتولّاهما فقد خالفتهما، قد عهد عمر إلى أبي بكر فبايعه و لم يشاور أحدا، ثم ردّها أبو بكر عليه و لم يشاور أحدا، ثم جعلها عمر شورى بين ستة فأخرج منها الأنصار غير أولئك الستة من قريش، ثم أوصى الناس فيهم بشيء ما أراك ترضى به أنت و لا أصحابك، قال و ما صنع. قال أمر صهيبا أن يصلّي بالناس ثلاثة أيّام و أن يتشاوروا أولئك الستة ليس فيهم أحد سواهم إلّا ابن عمر يشاورونه، و ليس له من الأمر شيء، و أوصى من بحضرته من المهاجرين و الأنصار إن مضت ثلاثة أيّام قبل أن يفرغوا و يبايعوا أن تضرب أعناق الستة جميعا، و إن اجتمع أربعة قبل أن يمضي ثلاثة أيّام و خالف اثنان أن تضرب أعناق الاثنين، أ فترضون بذا فيما تجعلون من الشورى في المسلمين. قالوا لا.
7 6- يب، كا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن زرارة، عن عبد الكريم.. مثله.
ج في خبر أبي الهذيل حين ناظر الشيعي الذي يرمى بالجنون، قال له أخبرني يا أبا الهذيل عن عمر حين صيّرها شورى في ستة و زعم أنّهم من أهل الجنّة، فقال إن خالف اثنان لأربعة فاقتلوا الاثنين، و إن خالف ثلاثة لثلاثة فاقتلوا الثلاثة الذي ليس فيهم عبد الرحمن بن عوف، فهذه ديانة أن يأمر بقتل أهل الجنّة. و أخبرني يا أبا الهذيل عن عمر لما طعن دخل عليه عبد اللّه بن العباس قال فرأيته جزعا، فقلت يا أمير المؤمنين ما هذا الجزع. فقال يا ابن عباس ما جزعي لأجلي و لكن لهذا الأمر من يليه بعدي. قال قلت ولّها طلحة بن عبيد اللّه. قال رجل له حدّة، كان النبيّ صلّى اللّه عليه و آله يعرفه فلا أولّي أمور المسلمين حديدا. قال قلت ولّها زبير بن العوّام. قال رجل بخيل، رأيت يماكس امرأته في كبّة من غزل، فلا أولي أمور المسلمين بخيلا. قال قلت ولّها سعد بن أبي وقّاص. قال رجل صاحب فرس و قوس و ليس من أحلاس الخلافة. قلت ولّها عبد الرحمن بن عوف. قال رجل ليس يحسن أن يكفي عياله. قال قلت ولّها عبد اللّه بن عمر، فاستوى جالسا و قال يا ابن عباس ما و اللّه أردت بهذا، أولّي رجلا لم يحسن أن يطلّق امرأته. قلت ولّها عثمان بن عفّان. فقال و اللّه لئن ولّيته ليحملنّ آل أبي معيط على رقاب المسلمين، و أوشك إن فعلها أن يقتلوه.. قالها ثلاثا، ثم سكت لما أعرف من معاندته لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قال لي يا ابن عباس اذكر صاحبك. قال قلت ولّها عليّا. قال و اللّه ما جزعي إلّا لما أخذنا الحقّ من أربابه، و اللّه لئن ولّيته ليحملّنهم على المحجّة العظماء، و إن يطيعوه يدخلهم الجنّة.. فهو يقول هذا ثم صيّرها شورى بين الستة، فويل له من ربّه.. الخبر.
بيان
من أحلاس الخلافة.. أي من يلازمها و يليق بها. قال في النهاية في حديث الفتن عدّ منها فتنة الأحلاس.. جمع حلس و هو الكساء الّذي يلي ظهر البعير تحت القتب، شبّهها به للزومها و دوامها، و منه الحديث.. كونوا أحلاس بيوتكم.. أي الزموها، و منه.. نحن أحلاس الخيل يريدون لزومهم ظهورها.
ع أبي علي، عن أبيه، رفعه إلى أبي عبد اللّه عليه السلام، قال لما كتب عمر كتاب الشورى بدأ بعثمان في أوّل الصحيفة و أخّر عليّا أمير المؤمنين عليه السلام فجعله في آخر القوم، فقال العباس يا أمير المؤمنين يا أبا الحسن أشرت عليك في يوم قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أن تمدّ يدك فنبايعك فإنّ هذا الأمر لمن سبق إليه، فعصيتني حتى بويع أبو بكر، و أنا أشير عليك اليوم أنّ عمر قد كتب اسمك في الشورى و جعلك آخر القوم و هم يخرجونك منها، فأطعني و لا تدخل في الشورى، فلم يجبه بشيء، فلمّا بويع عثمان قال له العباس أ لم أقل لك. قال له يا عمّ إنّه قد خفي عليك أمر، أ ما سمعت قوله على المنبر ما كان اللّه ليجمع لأهل هذا البيت الخلافة و النبوّة فأردت أن يكذّب نفسه بلسانه فيعلم الناس أنّ قوله بالأمس كان كذبا باطلا، و أنا نصلح للخلافة، فسكت العباس.
ب عنهما، عن حنان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال سأل رجل فقال ما منع عمر بن الخطاب أن يجعل عبد اللّه بن عمر في الشورى. فقال قد قيل ذلك لعمر، فقال كيف أجعل رجلا لم يحسن أن يطلّق.
ما المفيد، عن الكاتب، عن الزعفراني، عن الثقفي، عن محمد ابن علي، عن الحسين بن سفيان، عن أبيه، عن لوط بن يحيى، عن عبد الرحمن ابن جندب، عن أبيه، قال لما بويع عثمان سمعت المقداد بن الأسود الكندي يقول لعبد الرحمن بن عوف و اللّه يا عبد الرحمن ما رأيت مثل ما أتي إلى أهل هذا البيت بعد نبيّهم، فقال له عبد الرحمن و ما أنت و ذاك يا مقداد. قال إنّي و اللّه أحبّهم لحبّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لهم و يعتريني و اللّه وجد لا أبثّه بثّة بثّة لتشرّف قريش على الناس بشرفهم و اجتماعهم على نزع سلطان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من أيديهم. فقال له عبد الرحمن ويحك و اللّه لقد اجتهدت نفسي لكم. قال له المقداد و اللّه لقد تركت رجلا من الذين يأمرون بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ، أما و اللّه لو أنّ لي على قريش أعوانا لقاتلتهم قتالي إيّاهم يوم بدر و أحد. فقال له عبد الرحمن ثكلتك أمّك يا مقداد لا يسمعنّ هذا الكلام منك الناس، أم و اللّه إنّي لخائف أن تكون صاحب فرقة و فتنة. قال جندب فأتيته بعد ما انصرف من مقامه، فقلت له يا مقداد أنا من أعوانك. فقال رحمك اللّه، إنّ الذي نريد لا يغني فيه الرجلان و الثلاثة، فخرجت من عنده فأتيت عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه فذكرت له ما قال و ما قلت، قال فدعا لنا بخير.
جا الكاتب مثله. شا روى يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن أبي صادق، قال لما جعلها عمر شورى في ستة، فقال إن بايع اثنان لواحد و اثنان لواحد فكونوا مع الثلاثة الذين فيهم عبد الرحمن و اقتلوا الثلاثة الذين ليس فيهم عبد الرحمن، خرج أمير المؤمنين عليه السلام من الدار و هو معتمد على يد عبد اللّه بن العباس فقال يا ابن العباس إنّ القوم قد عادوكم بعد نبيّكم كمعاداتهم لنبيّكم صلّى اللّه عليه و آله في حياته، أم و اللّه لا ينيب بهم إلى الحقّ إلّا السيف، فقال له ابن عباس و كيف ذلك. قال أ ما سمعت قول عمر إن بايع اثنان لواحد و اثنان لواحد فكونوا مع الثلاثة الذين عبد الرحمن فيهم و اقتلوا الثلاثة الذين ليس فيهم عبد الرحمن، قال ابن عباس بلى، قال أ و لا تعلم أنّ عبد الرحمن ابن عمّ سعد، و أنّ عثمان صهر عبد الرحمن. قال بلى. قال فإنّ عمر قد علم أنّ سعد و عبد الرحمن و عثمان لا يختلفون في الرأي، و إنّه من بويع منهم كان الاثنان معه، و أمر بقتل من خالفهم و لم يبال أن يقتل طلحة إذا قتلني و قتل الزبير، أم و اللّه لئن عاش عمر لأعرّفنّه سوء رأيه فينا قديما و حديثا، و لئن مات ليجمعني و إيّاه يوم يكون فيه فصل الخطاب.
شا روى عمرو بن سعيد، عن جيش الكناني، قال لما صفق عبد الرحمن على يد عثمان في يوم الدار، قال له أمير المؤمنين عليه السلام حرّكك الصهر و بعثك على ما فعلت، و اللّه ما أمّلت منه إلّا ما أمّل صاحبك من صاحبه، دقّ اللّه بينكما عطر منشم.
بيان
قال الجوهري قال الأصمعيّ منشم بكسر الشّين اسم امرأة كانت بمكّة عطّارة، و كانت خزاعة و جرهم إذا أرادوا القتال تطيّبوا من طيبها، و كانوا إذا فعلوا ذلك كثرت القتلى فيما بينهم، و كان يقال أشأم من عطر منشم، فصار مثلا. قال زهير تفانوا و دقّوا بينهم عطر منشم، و يقال هو حبّ بلسان.
جا عمر بن محمد الصيرفي، عن العباس بن المغيرة، عن أحمد ابن منصور الرمادي، عن أحمد بن صالح، عن عتيبة، عن يونس، عن ابن شهاب، عن ابن بحرية الكندي، قال إنّ عمر بن الخطاب خرج ذات يوم فإذا هو بمجلس فيه عليّ عليه السلام و عثمان و عبد الرحمن و طلحة و الزبير، فقال عمر أ كلّكم يحدّث نفسه بالإمارة بعدي. فقال الزبير نعم، كلّنا يحدّث نفسه بالإمارة بعدك و يراها له أهلا، فما الذي أنكرت. فقال عمر أ فلا أحدّثكم بما عندي فيكم. فسكتوا، فقال عمر أ لا أحدّثكم عنكم. فسكتوا، فقال له الزبير حدّثنا و إن سكتنا. فقال أمّا أنت يا زبير مؤمن الرضا كافر الغضب، تكون يوما شيطانا و يوما إنسانا، أ فرأيت اليوم الذي تكون فيه شيطانا من يكون الخليفة يومئذ. و أمّا أنت يا طلحة، فو اللّه لقد توفّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و إنّه عليك لعاتب. و أمّا أنت يا عليّ، فإنّك صاحب بطالة و مزاح. و أمّا أنت يا عبد الرحمن فو اللّه إنّك لما جاء بك من خير أهل، و إنّ منكم لرجلا لو قسم إيمانه بين جند من الأجناد لوسعهم، و هو عثمان.
جا علي بن بلال، عن علي بن عبد اللّه الأصفهاني، عن الثقفي، عن يوسف بن سعيد الأرحبي، عن عبيد اللّه بن موسى العبسي، عن كامل، عن حبيب بن أبي ثابت، قال لما حضر القوم الدار للشورى جاء المقداد بن الأسود الكندي رحمه اللّه، فقال أدخلوني معكم، فإنّ للّه عندي نصحا و لي بكم خيرا، فأبوا، فقال أدخلوا رأسي و اسمعوا منّي، فأبوا عليه ذلك، فقال أمّا إذا أبيتم فلا تبايعوا رجلا لم يشهد بدرا، و لم يبايع بيعة الرضوان، و انهزم يوم أحد، و يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ، فقال عثمان أم و اللّه لئن وليتها لأردنّك إلى ربّك الأول، فلمّا نزل بالمقداد الموت قال أخبروا عثمان أنّي قد رددت إلى ربّي الأول و الآخر، فلمّا بلغ عثمان موته جاء حتى أتى قبره، فقال رحمك اللّه إن كنت و إن كنت.. يثني عليه خيرا. فقال له الزبير
لأعرفنّك بعد الموت تندبني و في حياتي ما زودتني زادي
فقال يا زبير تقول هذا أ تراني أحبّ أن يموت مثل هذا من أصحاب محمّد )ص( و هو عليّ ساخط.
فض روي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام أنّه خطب ذات يوم و قال أيّها الناس أنصتوا لما أقول رحمكم اللّه، أيّها الناس بايعتم أبا بكر و عمر و أنا و اللّه أولى منهما و أحقّ منهما بوصيّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فأمسكت، و أنتم اليوم تريدون تبايعون عثمان، فإن فعلتم و سكت و اللّه ما تجهلون فضلي و لا جهله من كان قبلكم، و لو لا ذلك قلت ما لا تطيقون دفعه. فقال الزبير تكلّم يا أبا الحسن. فقال عليّ عليه السلام أنشدكم باللّه هل فيكم أحد وحّد اللّه و صلّى مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قبلي. أم هل فيكم أحد أعظم عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله مكانا منّي. أم هل فيكم أحد من كان يأخذ ثلاثة أسهم سهم القرابة و سهم الخاصّة و سهم الهجرة، غيري. أم هل فيكم أحد جاء إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله باثنتي عشرة تمرة، غيري. أم هل فيكم أحد من قدّم بين يدي نجواه صدقة لما بخل الناس ببذل مهجته، غيري. أم هل فيكم أحد أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بيده يوم غدير خمّ و قال من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه، و ليبلّغ الحاضر الغائب فهل كان في أحد، غيري. أم هل فيكم من أمر اللّه عزّ و جلّ بمودّته في القرآن حيث يقول )قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى(، هل قال من قبل لأحد، غيري. أم هل فيكم من غمّض عيني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، غيري. أم هل فيكم من وضع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في حفرته، غيري. أم هل فيكم من جاءته آية التنزيه مع جبرئيل عليه السلام و ليس في البيت إلّا أنا و الحسن و الحسين و فاطمة، فقال جبرئيل عليه السلام السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته، ثم قال يا محمّد ربّك يقرئك السلام و يقول لك )إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً( الآية، هل كان ذلك اليوم، غيري. أم هل فيكم من ترك بابه مفتوحا من قبل المسجد لما أمر اللّه، حتى قال عمر يا رسول اللّه )ص( أخرجتنا و أدخلته، فقال اللّه عزّ و جلّ أدخله و أخرجكم، غيري. أم هل فيكم من قاتل و جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن شماله، غيري. أم هل فيكم من له سبطان مثل سبطي الحسن و الحسين سيّدي شباب أهل الجنّة، ابنا أحد، غيري. أم هل فيكم من قال له النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي، غيري. أم هل فيكم من قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في حقّه يوم خيبر لأعطينّ الراية غدا رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله كرّار غير فرّار يفتح على يده بالنصر، فأعطاها أحدا، غيري. أم هل فيكم من قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يوم الطائر المشويّ اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي، فأتيت أنا معه، هل أتاه أحد، غيري. أم هل فيكم من سمّاه اللّه عزّ و جلّ وليّه، غيري. أم هل فيكم من طهّره اللّه من الرجس في كتابه، غيري. أم هل فيكم من زوّجه اللّه بفاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، غيري. أم هل فيكم من باهل به النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، غيري. قال فعند ذلك قام الزبير و قال ما سمعنا أحدا قال أصحّ من مقالك، و ما نذكر منه شيئا، و لكن الناس بايعوا الشيخين و لم نخالف الإجماع، فلمّا سمع ذلك نزل و هو يقول )وَ ما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً(.
د عن ابن عباس، قال بينا أمشي مع عمر يوما إذ تنفّس نفسا ظننت أنّه قد قصمت أضلاعه، فقلت سبحان اللّه و اللّه ما أخرج منك هذا إلّا أمر عظيم. فقال ويحك يا ابن عباس ما أدري ما أصنع بأمّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله. قلت و لم، و أنت قادر أن تصنع ذلك مكان الثقة. قال إنّي أراك تقول إنّ صاحبك أولى الناس بها يعني عليّا عليه السلام. قلت أجل و اللّه، إنّي لأقول ذلك في سابقته و علمه و قرابته و صهره. قال إنّه كما ذكرت، و لكنّه كثير الدعابة. و في رواية فيه دعابة. و في رواية للّه درّهم إن ولّوها الأصيلع، كيف يحملهم على الحقّ، و لو كان السيف على عنقه. فقلت أ تعلم ذلك منه و لا تولّيه. قال إن لم أستخلف و أتركهم فقد تركهم من هو خير منّي. قلت فعثمان. قال و اللّه لو فعلت لجعل بني أبي معيط على رقاب الناس يعملون فيهم بمعصية اللّه حتى يقتلوه، و اللّه لو فعلت لفعل، و لو فعل لفعلوا، فوثب الناس إليه فقتلوه. و في رواية كلف بأقاربه. قلت طلحة بن عبد اللّه. قال الأكنع، هو أزهى من ذلك، ما كان اللّه ليراني أولّيه أمر أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله على ما هو عليه من الزهو. و في رواية قال فيه نخوة، يعني كبرا، قلت الزبير بن العوّام. قال إذن كان يلاطم الناس في الصاع و المدّ. و في رواية كافر الغضب مؤمن الرضا. قلت سعد بن أبي وقّاص. قال ليس بصاحب ذاك، ذلك صاحب مقنب يقاتل به. و في رواية صاحب مقنب خيل. قلت عبد الرحمن بن عوف. قال نعم الرجل ذكرت، و لكنّه ضعيف عن ذلك. و في رواية ذلك الرجل ليّن أو ضعيف. و في رواية ذاك الرجل لو ولّيته جعل خاتمه في إصبع امرأته، و اللّه يا ابن عباس ما يصلح هذا الأمر إلّا للقويّ في غير عنف، و الليّن في غير ضعف، و الجواد في غير سرف، الممسك في غير بخل.
هذا آخر ما نقلت من كتاب الإستيعاب.
بيان
الأصيلع تصغير الأصلع و هو الّذي انحسر الشّعر عن رأسه. و قال في النهاية كلفت بهذا الأمر أكلف به إذا ولعت به و أحببته. و قال في حديث عمر أنّه قال عن طلحة لما عرض عليه للخلافة الأكنع إنّ فيه نخوة و كبرا. الأكنع الأشلّ، و قد كنعت أصابعه كنعا إذا تشنّجت و يبست، و قد كانت يداه أصيبت يوم أحد لما وقى بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]و آله[ و سلّم فشلّت. و قال الزّهو الكبر و الفخر. و قال في حديث عمر.. فذكر له سعد، فقال ذاك إنّما يكون في مقنب من مقانبكم. المقنب بالكسر جماعة الخيل و الفرسان، و قيل هو دون المائة، يريد أنّه صاحب حرب و جيوش، و ليس بصاحب هذا الأمر.
نهج و من كلام له عليه السلام في وقت الشورى لن يسرع أحد قبلي إلى دعوة حقّ، و صلة رحم، و عائدة كرم، فاسمعوا قولي، و عوا منطقي، عسى أن تروا هذا الأمر من بعد هذا اليوم تنتضى فيه السيوف و تخان فيه العهود، حتى يكون بعضكم أئمّة لأهل الضلالة و شيعة لأهل الجهالة.
توضيح
قوله عليه السلام إلى دعوة حقّ.. أي لن يدعو أحد قبلي إلى حقّ فما لم أدع إليه لم يكن حقّا، أو لم يسبقني أحد إلى إجابة دعوة حقّ، فما لم أجب إليه لا يكون حقّا. و نضا السّيف من غمده و انتضاه أخرجه. قال ابن ميثم رحمه اللّه إشارة إلى ما علمه عليه السلام من حال البغاة و الخوارج و الناكثين لعهد بيعته و ما وقع بعد هذا اليوم من قتل الحسين عليه السلام و ظهور بني أميّة و غيرهم، و أشار بأئمّة أهل الضلالة إلى طلحة و الزبير، و بأهل الضلالة إلى أتباعهم، و بأهل الجهالة إلى معاوية و رؤساء الخوارج و أمراء بني أميّة، و بشيعتهم إلى أتباعهم.
ما جماعة، عن أبي المفضل، قال حدّثنا حسن بن محمد بن شعبة الأنصاري و محمد بن جعفر بن رميس الهبيري بالقصر و علي بن محمد بن الحسن بن كاس النخعي بالرملة، و أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني جميعا، عن أحمد بن يحيى بن زكريّا الأزدي الصوفي، عن عمرو بن حمّاد بن طلحة القناد، عن إسحاق بن إبراهيم الأزدي، عن معروف بن خربوز و زياد بن المنذر و سعيد بن محمد الأسدي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني، قال لما احتضر عمر بن الخطاب جعلها شورى بين ستة، بين عليّ بن أبي طالب عليه السلام و عثمان بن عفّان و طلحة و الزبير و سعد بن أبي وقّاص و عبد الرحمن بن عوف، و عبد اللّه بن عمر فيمن يشاور و لا يولّى. قال أبو الطفيل فلمّا اجتمعوا أجلسوني على الباب أردّ عنهم الناس، فقال عليّ عليه السلام إنّكم قد اجتمعتم لما اجتمعتم له فأنصتوا فأتكّلم فإن قلت حقّا صدقتموني، و إن قلت باطلا ردّوا عليّ و لا تهابوني، إنّما أنا رجل كأحدكم أنشدكم باللّه هل فيكم أحد له مثل ابن عمّي صلّى اللّه عليه و آله أقرب إليه رحما منّي. قالوا اللّهمّ لا. قال فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد مثل عمّي حمزة أسد اللّه و أسد رسوله. قالوا اللّهمّ لا. قال فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر ذي الجناحين مضرّج بالدماء الطيّار في الجنّة. قالوا اللّهمّ لا. قال فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله سيّدة نساء عالمها في الجنّة. قالوا اللّهمّ لا. قال فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد صلّى القبلتين مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قبلي. قالوا اللّهمّ لا. قال فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد له سهمان في كتاب اللّه في الخاصّ و العامّ، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد ترك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بابه مفتوحا يحلّ له ما يحلّ لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و يحرم عليه ما يحرم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال فأنشدكم باللّه هل فيكم رجل ناجى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عشر مرّات يقدّم بين يدي نجواه صدقة، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ما قال في غزاة تبوك إنّما أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله مقالته يوم غدير خمّ من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد وصّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في أهله و ماله، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد قتل المشركين كقتلي. قالوا اللّهمّ لا. قال فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد غسّل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد أقرب عهدا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله منّي. قالوا اللّهمّ لا. قال فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد نزل في حفرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال فاصنعوا ما أنتم صانعون. فقال طلحة و الزبير عند ذلك نصيبنا منها لك يا علي. فقال عبد الرحمن ابن عوف قلّدوني هذا الأمر على أن أجعلها لأحدكم. قالوا قد فعلنا. فقال عبد الرحمن هلمّ يدك يا عليّ تأخذها بما فيها على أن تسير فينا بسيرة أبي بكر و عمر. فقال عليّ عليه السلام آخذها بما فيها على أن أسير فيكم بكتاب اللّه و سنّة نبيّه صلّى اللّه عليه و آله جهدي، فخلّى عن يد عليّ، و قال هلمّ يدك يا عثمان خذها بما فيها على أن تسير فينا بسيرة أبي بكر و عمر. فقال نعم، ثم تفرّقوا.
و روى أبو رافع مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، عن أمير المؤمنين عليه السلام
حديث المناشدة. ما جماعة، عن أبي المفضّل، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد بن جعفر العلوي الحسني و أبي عبد اللّه محمد بن أحمد بن المؤمّل الصيرفي، قالا حدّثنا محمد بن علي بن خلف العطّار، عن أحمد بن جعفر بن عبد اللّه بن محمد ابن ربيعة بن عجلان، عن معاوية بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن أبيه، عن جدّه أبي رافع، قال لما اجتمع أصحاب الشورى و هم ستة نفر منهم عليّ ابن أبي طالب عليه السلام و عثمان و طلحة و الزبير و سعد بن مالك و عبد الرحمن ابن عوف أقبل عليهم عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقال أنشدكم باللّه أيّها النفر هل فيكم من أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله منزلتك منّي يا عليّ منزلة هارون من موسى أ تعلمون قال ذلك لأحد، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال يا أيّها النفر هل فيكم من أحد له سهمان، سهم في الخاصّ و سهم في العامّ، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال..... و ذكر الحديث نحو طريق أبي الأسود الدؤلي، عن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام.
بيان
السهم في الخاصّ إشارة إلى السهم الذي أعطاه رسول اللّه لقتال الملائكة معه، أو إلى السهم الذي خصّه الرسول صلّى اللّه عليه و آله من تعليمه و معاشرته في الخلوة مضافا إلى ما كان له عليه السلام مع سائر الصحابة، و الأول أظهر.
ما جماعة، عن أبي المفضّل، عن أبي طالب محمد بن أحمد بن أبي مشعر السلمي الحرّاني بحرّان، عن أحمد بن أسود أبي عليّ الحنفيّ القاضي، عن عبيد اللّه بن محمد بن حفص التيمي، عن أبيه، عن عمر بن أذينة العبدي، عن وهب بن عبد اللّه بن أبي ذبي الهنائي، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه أبي الأسود، قال لما طعن أبو لؤلؤة عمر بن الخطاب جعل الأمر بين ستة نفر عليّ بن أبي طالب عليه السلام، و عثمان بن عفّان، و عبد الرحمن بن عوف، و طلحة، و الزبير، و سعد بن مالك، و عبد اللّه بن عمر معهم يشهد النجوى و ليس له في الأمر نصيب، و أمرهم أن يدخلوا لذلك بيتا و يغلقوا عليهم بابه. قال أبو الأسود فكنت على الباب أنا و نفر معي حاجتهم أن يسمعوا الحوار الذي يجري بينهم، فابتدر الكلام عبد الرحمن بن عوف، فقال ليذكر كلّ رجل منكم رجلا إن أخطأه هذا الأمر كانت الخيرة لصاحبه، فقال الزبير قد اخترت عليّا. و قال طلحة قد اخترت عثمان. و قال سعد قد اخترت عبد الرحمن، فقال عبد الرحمن قد رضي القوم بنا و قد جعل الأمر فينا، و لنا أيّها الثلاثة، فأيّكم يخرج عن هذا الأمر نفسه و يختار للمسلمين رجلا رضي في الأمّة، فأمسك الشيخان، فعاد عبد الرحمن لكلامه، فقال له عليّ عليه السلام كن أنت ذلك الرجل. قال فإنّه لم يبق إلّا أنت و عثمان، فأيّكما يتقلّد هذا الأمر على أن يسير في الأمّة بسيرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سيرة صاحبيه أبي بكر و عمر فلا يعدوهما. قال عليّ عليه السلام أنا آخذها على أن أسير في الأمّة بسيرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله جهدي و طوقي و أستعين على ذلك بربّي. قال فما عندك أنت يا عثمان. قال أسير في الأمّة بسيرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و سيرة أبي بكر و عمر. قال فردّها على عليّ عليه السلام ثلاثا، و على عثمان ثلاثا كلّ رجل منهما يقول مثل قوله الأول، فلمّا توافقوا على رأي واحد، قال لهم عليّ عليه السلام إنّي أحبّ أن تسمعوا منّي قولا أقول لكم، قالوا قل يا أبا الحسن. قال فإنّي أسألكم باللّه الذي يعلم سرّكم و جهركم هل فيكم من رجل قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي، غيري. قالوا اللّهمّ لا،.. و ذكر المناشدة نحوه.
ما أحمد بن محمد بن الصلت، عن أبي عقدة الحافظ، عن جعفر ابن عبد اللّه العلوي، عن عمّه القاسم بن جعفر العلوي، عن عبد اللّه بن محمد ابن عبد اللّه العلوي، عن أبيه، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جدّه أنّ القوم حين اجتمعوا للشورى، فقالوا فيها و ناجى عبد الرحمن كلّ رجل منهم على حدة، ثم قال لعليّ عليك عهد اللّه و ميثاقه لئن وليت لتعملنّ بكتاب اللّه و سنّة نبيّه و سيرة أبي بكر و عمر، فقال عليّ عليه السلام على عهد اللّه و ميثاقه لئن وليت أمركم لأعملنّ بكتاب اللّه و سنّة نبيّه، فقال عبد الرحمن لعثمان كقوله لعليّ عليه السلام، فأجابه أن نعم. فردّ عليهما القول ثلاثا، كلّ ذلك يقول عليّ عليه السلام كقوله، و يجيبه عثمان أن نعم، فبايع عثمان عبد الرحمن عند ذلك.
إرشاد القلوب عن أبي المفضّل بإسناده، عن أبي ذرّ رضي اللّه عنه أنّ عليّا عليه السلام و عثمان و طلحة و الزبير و عبد الرحمن بن عوف و سعد بن أبي وقّاص أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتا و يغلقوا عليهم بابه و يتشاوروا في أمرهم، و أجّلهم ثلاثة أيّام فإنّ توافق خمسة على قول واحد و أبى رجل منهم قتل ذلك، و إن توافق أربعة و أبى اثنان قتل الاثنان، فلمّا توافقوا جميعا على رأي واحد قال لهم عليّ بن أبي طالب عليه السلام إنّي أحبّ أن تسمعوا منّي ما أقول لكم، فإن يكن حقّا فاقبلوه و إن يكن باطلا فأنكروه. قالوا قل. قال أنشدكم باللّه.. أو قال أسألكم باللّه الذي يعلم سرائركم و يعلم صدقكم إن صدقتم و يعلم كذبكم إن كذبتم، هل فيكم أحد آمن قبلي باللّه و رسوله و صلّى القبلتين قبلي. قالوا اللّهمّ لا. قال فهل فيكم أحد أمر بقول اللّه عزّ و جلّ )يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ( سواي. قالوا اللّهمّ لا. قال فهل فيكم أحد نصر أبوه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و كفله، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال فهل فيكم أحد أخوه ذي الجناحين في الجنّة، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال فهل فيكم أحد وحّد اللّه قبلي و لم يشرك به شيئا. قالوا اللّهمّ لا. قال فهل فيكم أحد عمّه حمزة سيّد الشهداء، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال فهل فيكم أحد زوجته سيّدة نساء أهل الجنّة، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال فهل فيكم أحد ابناه سيّدا شباب أهل الجنّة، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال فهل فيكم أحد أعلم بناسخ القرآن و منسوخه و السنّة منّي. قالوا اللّهمّ لا. قال فهل فيكم أحد سمّاه اللّه عزّ و جلّ في عشر آيات من القرآن مؤمنا، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال فهل فيكم أحد ناجى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عشر مرّات يقدّم بين يدي نجواه صدقة، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه، ليبلّغ الشاهد الغائب ذلك، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لأعطينّ الراية غدا رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله كرّارا غير فرّار لا يولّي الدبر يفتح اللّه على يديه، و ذلك حيث رجع أبو بكر و عمر منهزمين، فدعاني و أنا أرمد فتفل في عيني، و قال اللّهمّ اذهب عنه الحرّ و البرد، فما وجدت بعدها حرّا و لا بردا يوذياني، ثم أعطاني الراية، فخرجت بها ففتح اللّه على يدي خيبر، فقتلت مقاتليهم و فيهم مرحب و سبيت ذراريهم، فهل كان ذلك غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله اللّهمّ ائتني بأحبّ الخلق إليك و إليّ و أشدّهم لي و لك حبّا يأكل معي من هذا الطير، فأتيت فأكلت معه، فهل كان غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لتنتهنّ يا بني وليعة أو لأبعثنّ عليكم رجلا نفسه كنفسي و طاعته كطاعتي و معصيته كمعصيتي يعصاكم أو يقصعكم بالسيف، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كذب من زعم أنّه يحبّني و يبغض عليّا، هل كان غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال فهل فيكم من سلّم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف من الملائكة و فيهم جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل ليلة القليب لما جئت بالماء إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد قال له جبرئيل هذه هي المواساة، و ذلك يوم أحد، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إنّه منّي و أنا منه، فقال جبرئيل عليه السلام و أنا منكما، غيري. قالوا لا.
قال فهل فيكم أحد نودي به من السماء لا سيف إلّا ذو الفقار و لا فتى إلّا علي، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد من يقاتل الناكثين و القاسطين و المارقين على لسان النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إنّي قاتلت على تنزيل القرآن و ستقاتل أنت يا عليّ على تأويله، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد غسّل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله مع الملائكة المقرّبين بالروح و الريحان تقلّبه لي الملائكة و أنا أسمع قولهم و هم يقولون استروا عورة نبيّكم ستركم اللّه، غيري. قالوا لا. قال فهل من كفّن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و وضعه في حفرته، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد بعث اللّه عزّ و جلّ إليه بالتعزية حيث قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و فاطمة عليها السلام تبكيه إذ سمعنا حسّا على الباب و قائلا يقول نسمع حسّه و لا نرى شخصه و هو يقول السلام عليكم أهل البيت و رحمة اللّه و بركاته، ربّكم عزّ و جلّ يقرئكم السلام و يقول لكم إنّ في اللّه خلفا من كلّ مصيبة، و عزاء من كلّ هالك، و دركا من كلّ فوت، فتعزّوا بعزاء اللّه، و اعلموا أنّ أهل الأرض يموتون، و أنّ أهل السماء لا يبقون، و السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته، و أنا في البيت و فاطمة و الحسن و الحسين أربعة لا خامس لنا سوى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله مسجّى بيننا، غيرنا. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد ردّت عليه الشمس بعد ما غربت أو كادت تغيب حتى صلّى العصر في وقتها، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد أمره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بأخذ براءة من أبي بكر بعد ما انطلق أبو بكر بها فقبضتها منه فقال أبو بكر بعد ما رجع يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أ نزل فيّ شيء فقال إنّه لا يؤدّي عنّي إلّا عليّ، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي، و لو كان بعدي لكنته يا عليّ، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم من قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إنّه لا يحبّك إلّا مؤمن و لا يبغضك إلّا كافر، غيري. قالوا لا. قال فهل تعلمون أنّه أمر بسدّ أبوابكم و فتح بابي، فقلتم في ذلك، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ما أنا سددت أبوابكم و لا أنا فتحت بابه بل اللّه سدّ أبوابكم و فتح بابه. قالوا نعم. قال أ تعلمون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ناجاني يوم الطائف دون الناس فأطال ذلك، فقال بعضكم يا رسول اللّه )ص( إنّك قد انتجيت عليّا دوننا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ما أنا انتجيته بل اللّه عزّ و جلّ انتجاه. قالوا نعم. قال أ تعلمون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال الحقّ من بعدي مع عليّ و عليّ مع الحقّ يدور الحقّ معه حيثما دار. قالوا نعم. قال فهل تعلمون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، و أنّكم
لن تضلّوا ما اتّبعتموهما و استمسكتم بهما. قالوا نعم. قال فهل فيكم أحد وفى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بنفسه و ردّ به كيد المشركين و اضطجع في مضجعه، و شرى بذلك من اللّه نفسه، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد حيث آخى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بين أصحابه و كان له أخا غيري. قالوا لا. قال فهل أحد ذكره اللّه عزّ و جلّ بما ذكرني إذ قال )وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ(، غيري. قال فهل سبقني منكم أحد إلى اللّه و رسوله. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد آتى الزكاة و هو راكع، فنزلت فيه )إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ(، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد برز لعمرو بن عبد ودّ حيث عبر خندقكم وحده و دعا جميعكم إلى البراز فنكصتم عنه، و خرجت إليه فقتلته و فتّ اللّه بذلك في أعضاد المشركين و الأحزاب، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد ترك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بابه مفتوحا في المسجد يحلّ له ما يحلّ لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و يحرم عليه ما يحرم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد أنزل اللّه تعالى فيه آية التطهير حيث يقول تعالى )إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً(، غيري و غير زوجتي و ابنيّ. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنا سيّد ولد آدم عليه السلام و عليّ سيّد العرب، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ما سألت اللّه عزّ و جلّ لي شيئا إلّا سألت لك مثله، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد كان صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في المواطن كلّها، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد ناول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قبضة من تراب تحت قدميه فرمى بها في وجوه الكفّار فانهزموا، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد قضى دين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و أنجز عداته، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد اشتاقت الملائكة إلى رؤيته فاستأذنت اللّه تعالى في زيارته، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد ورث سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و أداته، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد استخلفه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في أهله و جعل أمر أزواجه إليه من بعده، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد حمله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله على كتفه حتى كسر الأصنام التي كانت على الكعبة، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد اضطجع هو و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في لحاف واحد إذ كفلني، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنت صاحب رايتي و لوائي في الدنيا و الآخرة، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد كان أوّل داخل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و آخر خارج من عنده و لا يحجب عنه، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم من نزلت فيه و في زوجته و ولديه )وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً...(.. إلى سائر ما اقتصّ اللّه تعالى من ذكرنا في هذه السورة، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية )أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ(، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد أنزل اللّه تعالى فيه )أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ..(.. إلى آخر ما اقتصّ اللّه تعالى من خبر المؤمنين،
غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد أنزل اللّه فيه و في زوجته و ولديه آية المباهلة، و جعل اللّه عزّ و جلّ نفسه نفس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، غيري. قالوا اللّهمّ لا. قال فهل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية )وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ( لما وقيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ليلة الفراش، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد سقى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من المهراس لما اشتدّ ظمؤه و أحجم عن ذلك أصحابه، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله اللّهمّ إنّي أقول كما قال عبدك موسى )رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي(.. إلى آخر دعوة موسى عليه السلام إلّا النبوّة، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد هو أدنى الخلائق برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يوم القيامة و أقرب إليه منّي كما أخبركم بذلك صلوات اللّه عليه و آله، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إنّ من شيعتك رجلا يدخل في شفاعته الجنّة مثل ربيعة و مضر، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنت و شيعتك هم الفائزون تردون يوم القيامة رواء مرويّين و يرد عدوّكم ظماء مقمحين، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من أحبّ هذه الشعرات فقد أحبّني و من أحبنيّ فقد أحبّ اللّه تعالى، و من أبغضها و آذاها فقد أبغضني و آذاني و من آذاني فقد آذى اللّه تعالى، و من آذى اللّه تعالى لعنه اللّه و أعدّ له جهنّم و ساءت مصيرا. فقال أصحابه و ما شعراتك هذه يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله. قال عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنت يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الظالمين، و أنت الصدّيق الأكبر، و أنت الفاروق الأعظم الذي يفرّق بين الحقّ و الباطل، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد طرح عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ثوبه و أنا تحت الثوب و فاطمة و الحسن و الحسين ثم قال اللّهمّ أنا و أهل بيتي هؤلاء إليك لا إلى النار، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بالجحفة بالشجيرات من خم من أطاعك فقد أطاعني و من أطاعني فقد أطاع اللّه، و من عصاك فقد عصاني و من عصاني فقد عصى اللّه تعالى، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بينه و بين زوجته. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد جلس بين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و زوجته، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لا ستر دونك يا عليّ، غيري. قالوا لا.
قال فهل فيكم أحد احتمل باب خيبر يوم فتحت حصنها ثم مشى به ساعة ثم ألقاه فعالجه بعد ذلك أربعون رجلا فلم يقلّوه من الأرض، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنت معي في قصري و منزلك تجاه منزلي في الجنّة، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنت أولى الناس بأمّتي من بعدي، والى اللّه من والاك و عادى اللّه من عاداك، و قاتل اللّه من قاتلك بعدي، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد صلّى مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم سبع سنين و أشهرا قبل الناس، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إنّك عن يمين العرش يا عليّ يوم القيامة يكسوك اللّه عزّ و جلّ بردين أحدهما أحمر و الآخر أخضر، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد أطعمه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من فاكهة الجنّة لما هبط بها جبرئيل عليه السلام و قال لا ينبغي أن يأكله في الدنيا إلّا نبيّ أو وصيّ نبيّ، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنت أقومهم بأمر اللّه، و أوفاهم بعهد اللّه، و أعلمهم بالقضية، و أقسمهم بالسويّة، و أرأفهم بالرعيّة، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنت قسيم النار تخرج منها من آمن و أقرّ، و تدع فيها من كفر، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد قال للعين و قد غاضت انفجري فانفجرت، فشرب منها القوم و أقبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و المسلمون معه فشرب و شربوا و شربت خيلهم و ملأوا رواياهم، غيري. قالوا لا. قال فهل فيكم أحد أعطاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حنوطا من حنوط الجنّة، قال اقسم هذا أثلاثا، ثلثا لي حنّطني به، و ثلثا لابنتي، و ثلثا لك، غيري. قالوا لا. قال.. فما زال يناشدهم و يذكر لهم ما أكرمه اللّه تعالى و أنعم عليه به حتى قام قائم الظهيرة و دنت الصلاة، ثم أقبل عليهم و قال أما إذا أقررتم على أنفسكم و بان لكم من سببي الذي ذكرت، فعليكم بتقوى اللّه وحده، و أنهاكم عن سخط اللّه فلا تعرضوا له و لا تضيّعوا أمري، و ردّوا الحقّ إلى أهله، و اتّبعوا سنّة نبيّكم صلّى اللّه عليه و آله و سنّتي من بعده، فإنّكم إن خالفتموني خالفتم نبيّكم فقد سمع ذلك منه جميعكم، و سلّموها إلى من هو لها أهل و هي له أهل، أما و اللّه ما أنا بالراغب في دنياكم، و لا قلت ما قلت لكم افتخارا و لا تزكية لنفسي، و لكن حدّثت بنعمة ربّي، و أخذت عليكم بالحجّة.. و نهض إلى الصلاة، قال فتؤامر القوم فيما بينهم و تشاوروا، فقالوا قد فضّل اللّه عليّ بن أبي طالب بما ذكر لكم، و لكنّه رجل لا يفضّل أحدا على أحد و يجعلكم و مواليكم سواء، و إن ولّيتموه إيّاها ساوى بين أسودكم و أبيضكم، و وضع السيف على عاتقه، و لكن ولّوها عثمان فهو أقدمكم ميلادا، و ألينكم عريكة، و أجدر أن يتّبع مسرّتكم، و اللّه رءوف رحيم.
ما جماعة، عن أبي المفضّل، عن الحسن بن علي بن زكريّا، عن أحمد بن عبيد اللّه، عن الربيع بن سيار، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ رضي اللّه عنه مثله.
إيضاح
قال الجوهري عصوته بالعصا ضربته بها.. و العصا مقصورا مصدر قولك عصي بالسّيف يعصى إذا ضرب به. و قال قصعت هامته إذا ضربتها ببسط كفّك و قصع اللّه شبابه. و في النهاية فقصعه اللّه.. أي دفعه و كسره. و في بعض النسخ بالفاء و هو الكسر و الدّفع الشّديد. و قال الجوهري فتّ الشّيء.. أي كسره..، يقال فتّ عضدي و هدّ ركني. و قال الفيروزآبادي فتّ في ساعده أضعفه. و الإقماح رفع الرّأس و غضّ البصر، يقال أقمحه الغلّ إذا ترك رأسه مرفوعا من ضيقه. و في بعض النسخ مظمئين، كما في الروايات الأخر على التأكيد، و في بعضها مفحمين.. أي مسكتين بالحجّة.
أقول قال أرباب السير و المحدّثون من المخالفين لما طعن أبو لؤلؤة عمر ابن الخطاب و علم أنّه قد انقضت أيّامه و اقترب أجله، قال له بعض أصحابه لو استخلفت يا أمير المؤمنين فقال لو كان أبو عبيدة حيّا لاستخلفته و قلت لربّي إن سألني سمعت نبيّك يقول أبو عبيدة أمين هذه الأمّة، و لو كان سالم مولى أبي حذيفة حيّا استخلفته، و قلت لربّي إن سألني سمعت نبيّك يقول إنّ سالما شديد الحبّ للّه، فقال له رجل ولّ عبد اللّه بن عمر، فقال قاتلك اللّه، و اللّه ما أردت اللّه بهذا ويحك كيف أستخلف رجلا عجز عن طلاق امرأته رواه ابن الأثير في الكامل و الطبري، عن شيوخه بطرق متعدّدة، ثم قال لا إرب لعمر في خلافتكم فما حمدتها فأرغب فيها لأحد من أهل بيتي، فإن تك خيرا فقد أصبنا منه و إن تك شرّا فقد صرف عنّا، حسب آل عمر أن يحاسب منهم واحد و يسأل عن أمر أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله، فخرج الناس و رجعوا إليه، فقالوا له لو عهدت عهدا، فقال قد كنت أجمعت بعد مقالتي أن أولي أمركم رجلا هو أحراكم أن يحملكم على الحقّ و أشار إلى عليّ عليه السلام فرهقتني غشية فرأيت رجلا دخل جنّة فجعل يقطف كلّ غضّة و يانعة فيضمّها إليه و يصيّرها تحته، فخفت أن أتحمّلها حيّا و ميّتا، و علمت أنّ اللّه غالب أمره. ثم قال عليكم بالرهط الذين قال لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إنّهم من أهل الجنّة و مات و هو راض عن هذه الستة من قريش عليّ، و عثمان، و طلحة، و الزبير، و سعد بن أبي وقّاص، و عبد الرحمن بن عوف، و قد رأيت أن أجعلها شورى بينهم ليختاروا لأنفسهم، ثم قال إن أستخلف فقد استخلف من هو خير منّي، و إن أترك فقد ترك من هو خير منّي، و لن يضيّع اللّه دينه، ثم قال ادعوهم لي.. فدعوهم، فدخلوا عليه و هو ملقى على فراشه يجود بنفسه، فنظر إليهم فقال أ كلّكم يطمع في الخلافة فوجموا، فقال لهم ثانية، فأجابه الزبير، و قال ما الذي يبعدنا منها، وليتها أنت فقمت بها و لسنا دونك في قريش و لا في السابقة و لا في القرابة. فقال عمر أ فلا أخبركم عن أنفسكم. قالوا قل، فإنّا لو استعفيناك لم تعفنا، فقال أمّا أنت يا زبير فوعقة لقس، مؤمن الرضا كافر الغضب، يوما إنسان و يوما شيطان، و لعلّها لو أفضت إليك ظلت يومك تلاطم بالبطحاء على مدّ من شعير، فإن أفضت إليك فليت شعري من يكون للناس يوم تكون شيطانا، و من يكون يوم تغضب إماما، و ما كان اللّه ليجمع لك أمر هذه الأمّة و أنت على هذه الصفة. ثم أقبل على طلحة و كان له مبغضا منذ قال لأبي بكر يوم وفاته ما قال في عمر، و قد تقدّم ذكره فقال له أقول أم أسكت. قال قل، فإنّك لا تقول من الخير شيئا. قال أما إنّي أعرفك منذ أصيبت إصبعك يوم أحد و البأو الذي حدث لك، و لقد مات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و هو ساخطا عليك للكلمة التي قلتها يوم أنزلت آية الحجاب، و الكلمة المذكورة هي أنّه لما نزلت آية الحجاب قال طلحة ما الذي يغنيه حجابهنّ اليوم و سيموت غدا فننكحهنّ، كذا ذكره ابن أبي الحديد عن شيخه الجاحظ.
و روى المفسّرون، عن مقاتل، قال قال طلحة بن عبد اللّه لئن قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]و آله[ لأنكحنّ عائشة بنت أبي بكر، فنزلت )وَ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَ لا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً...( الآية.
و قد مرّ في رواية علي بن إبراهيم أنّ طلحة قال لئن أمات اللّه محمّدا لنركضنّ بين خلاخيل نسائه كما ركض بين خلاخيل نسائنا.
ثم قال ابن أبي الحديد قال الجاحظ لو قال لعمر قائل أنت قلت إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]و آله[ مات و هو راض عن الستة، فكيف تقول لطلحة إنّه مات صلّى اللّه عليه ]و آله[ ساخطا عليك للكلمة التي قلتها لكان قد رماه بمشاقصه، و لكن من الذي كان يجسر على عمر أن يقول له ما دون هذا، فكيف هذا.
ثم أقبل على سعد بن أبي وقّاص، فقال إنّما أنت صاحب مقنب من هذه المقانب تقاتل به و صاحب قنص و قوس و سهم، و ما زهرة و الخلافة و أمور الناس. ثم أقبل على عبد الرحمن بن عوف، فقال و أمّا أنت يا عبد الرحمن فلو وزن نصف إيمان المسلمين بإيمانك لرجح إيمانك و لكن لا يصلح لهذا الأمر من فيه ضعف كضعفك، و ما زهرة و هذا الأمر. ثم أقبل على عليّ عليه السلام، فقال للّه أنت، لو لا دعابة فيك، أما و اللّه لئن وليتهم لتحملنّهم على المحجّة البيضاء و الحقّ الواضح. ثم أقبل على عثمان، فقال هيها إليك كأنّي بك قد قلّدتك قريش هذا الأمر لحبّها إيّاك فحملت بني أميّة و بني أبي معيط على رقاب الناس و آثرتهم بالفيء فسارت إليك عصابة من ذؤبان العرب فذبحوك على فراشك ذبحا، و اللّه لئن فعلوا لتفعلنّ، و لئن فعلت ليفعلنّ، ثم أخذ بناصيته، فقال فإذا كان ذلك فاذكر قولي، فإنّه كائن.
قال ابن أبي الحديد ذكر هذا الخبر كلّه أبو عثمان الجاحظ في كتاب السفيانيّة، و ذكره جماعة غيره في باب فراسة عمر.
و قال الزمخشري في الفائق إنّ عمر دخل عليه ابن عباس حين طعن فرآه مغتمّا لمن يستخلف بعده، فجعل ابن عباس يذكر له أصحابه، فذكر عثمان، فقال إنّه كلف بأقاربه، و روي أخشى حفده و أثرته. قال فعليّ. قال ذاك رجل فيه دعابة. قال فطلحة. قال لو لا بأو فيه. و روي أنّه قال الأكنع، إنّ فيه بأو أو نخوة. قال فالزبير. قال وعقة لقس.
و قال روي ضرس ضبس، أو قال ضمس.
و روي لا يصلح أن يلي هذا الأمر إلّا حصيف العقدة قليل الغرّة، الشديد في غير عنف. فعبد الرحمن. قال أوه ذكرت رجلا صالحا و لكنّه ضعيف، و هذا الأمر لا يصلح له إلّا اللّين من غير ضعف و القويّ من غير عنف، و اللين في غير ضعف، الجواد في غير سرف، البخيل في غير وكف. قال فسعد بن أبي وقّاص. قال ذاك يكون في مقنب من مقانبكم.
ثم فسّر ألفاظه، فقال الكلف الإيلاع بالشيء مع شغل القلب و المشقّة، يقال كلف فلان بهذا الأمر و بهذه الجارية فهو بها كلف مكلّف، و منه المثل لا يكن حبّك كلفا و لا بغضك تلفا، و هو من كلّف الشيء بمعنى تكلّفه.. الحفد الجمع و هو من أخوات الحفل و الحفش، و منه المحفد بمعنى المحفل، و احتفد بمعنى احتفل. عن الأصمعي، و قيل لمن يخف في الخدمة، و للسائر إذا خبّ حافد، لأنّه يحتشد في ذلك، و يجمع له نفسه، و يأتي بخطئه متتابعة،... و تقول العرب للأعوان و الخدم الحفدة، و أخشى حفده.. أي حفوفه في مرضاة أقاربه. الأثرة الاستيثار بالفيء و غيره. الدعابة كالمزاحة و دعب يدعب كمزح يمزح، و رجل دعب و دعابة. البأو العجب و الكبر. الأكنع الأشل، و قد كنعت أصابعه كنعا إذا تشنّجت،... و قد كانت أصيبت يده مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]و آله[ وقاه بها يوم أحد. النخوة العظيمة و الكبر. و قد نخا كزها و انتخى. رجل وعقة لعقة و وعق لعق.. إذا كان فيه حرص و وقوع في الأمر بجهل و ضيق نفس و سوء خلق... و يخفّف فيقال وعقة و وعق، و هو من العجلة و التسرّع،... و يقال ما أوعقك عن كذا.. أي ما أعجلك... لقست نفسه إلى الشيء إذا نازعت إليه و حرصت عليه لقسا، و الرجل لقس، و قيل لقست خبثت. و عن أبي زيد اللقس هو الذي يلقّب الناس و يسخر منهم، و يقال النقس بالنون ينقس الناس نقسا. الضرس الشرس، الزعر من الناقة الضروس، و هي التي تعضّ حالبها، و يقال اتّق الناقة بجزّ ضراسها.. أي بحدثان نتاجها و سوء خلقها، و ذلك لشدّة عطفها على ولدها في هذا الوقت. الضيس و الضمس قريبان من الضرس، يقال فلان ضيس شر، و جمعه أضياس. الضمس المضغ. الوكف الوقوع في المآثم و العيب، و قد وكف فلان يوكف وكفا و أوكفته أنا إذا أوقعته. قال
الحافظو عورة العشيرة لا يأتيهم من ورائهم وكف
و هو من وكف المطر إذا وقع، و منه توكّف الخبر و هو توقّعه. المقنب من الخيل.. الأربعون و الخمسون. و في كتاب العين زهاء ثلاثمائة، يعني أنّه صاحب جيوش، و ليس يصلح لهذا الأمر. انتهى كلام الزمخشري.
و روى ابن عبد البرّ في الإستيعاب أنّه قال في عليّ عليه السلام إن ولّوها الأجلح سلك بهم الطريق المستقيم. فقال له ابن عمر ما يمنعك أن تقدّم عليّا. قال أكره أن أتحمّلها حيّا و ميّتا.
و حكاه السيد رضي اللّه عنه في الشافي، عن البلاذري في تاريخه، عن عفّان بن مسلم، عن حمّاد بن مسلمة، عن علي بن زيد، عن أبي رافع أنّ عمر بن الخطاب كان مستندا إلى ابن العباس و عنده ابن عمر و سعيد بن زيد، فقال اعلموا أنّي لم أقل في الكلالة شيئا، و لم أستخلف بعدي أحدا، و إنّه من أدرك وفاتي من سبي العرب فهو حرّ من مال اللّه. فقال سعيد بن زيد أما أنّك لو أشرت إلى رجل من المسلمين ائتمنك الناس. فقال عمر لقد رأيت من أصحابي حرصا شنيعا و أنا جاعل هذا الأمر إلى هؤلاء النفر الستة الذين مات رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]و آله[ و هو عنهم راض، ثم قال لو أدركني أحد رجلين فجعلت هذا الأمر إليه لوثقت به، سالم مولى أبي حذيفة و أبو عبيدة بن الجرّاح، فقال له رجل يا أمير المؤمنين فأين أنت عن عبد اللّه بن عمر. فقال له قاتلك اللّه و اللّه ما أردت اللّه بها، ما أستخلف رجلا لم يحسن أن يطلّق امرأته. قال عفّان يعني بالرجل الذي أشار إليه بعبد اللّه بن عمر المغيرة بن شعبة.
و قال في موضع آخر منه
روى محمد بن سعد، عن الواقدي، عن محمد بن عبد اللّه الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عيينة، عن ابن عباس، قال قال عمر لا أدري ما أصنع بأمّة محمّد صلّى اللّه عليه ]و آله[ و ذلك قبل أن يطعن، فقلت و لم تهتمّ و أنت تجد من تستخلفه عليهم. قال أ صاحبكم يعني عليّا عليه السلام. قلت نعم و اللّه هو لها أهل في قرابته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]و آله[ و سلّم و صهره و سابقته و بلائه. فقال عمر إنّ فيه بطالة و فكاهة. قلت فأين أنت عن طلحة. قال فإنّ فيه الزهو و النخوة. قلت عبد الرحمن. قال رجل صالح على ضعف فيه. قلت فسعد. قال ذلك صاحب مقنب و قتال لا يقوم بقرية لو حمل أمرها. قلت فالزبير. قال وعقة لقس، مؤمن الرضا كافر الغضب، شحيح، و إنّ هذا الأمر لا يصلح إلّا لقويّ في غير عنف، رفيق في غير ضعف، جواد في غير سرف. قلت فأين أنت عن عثمان. قال لو وليها لحمل بني أبي معيط على رقاب الناس، و لو فعلها لقتلوه.
و روى أحمد بن أعثم في تاريخه أنّ كلامه في حقّ الستّة كان قبل أن يطعنه أبو لؤلؤة بيومين أو ثلاثة، و ذلك أنّه لما هدّده أبو لؤلؤة و قد تقدّم ذكره صعد المنبر في غده و ذكر رؤيا رآها في ليلته، ثم قال إنّي لا أرتاب في اقتراب أجلي فإذا كان ذلك فاختاروا رجلا من الستة الذين توفّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]و آله[ و هو عنهم راض.. و ذكّرهم بأسمائهم، ثم نزل فأخذ بيد عبد اللّه بن العباس و خرج من المسجد، ثم تنفّس الصعداء و قال إنّي لا أجزع من الموت و لكن أحزن على هذا الأمر بعدي، فقال له عبد اللّه ما تقول في عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقد لاح لك أمره في الهجرة و القرابة و السوابق. فقال صدقت يا ابن عباس و إنّي لأعلم منه أنّه لو صار إليه لأقام الناس على المحجّة البيضاء، و لكنّي يمنعني منه دعابة فيه و حرصه على هذا الأمر.. ثم ذكر كلّا من الباقين و عابه بنحو ممّا ذكر آنفا، ثم تأسّف على فقد معاذ بن جبل و سالم مولى أبي حذيفة و أبي عبيدة، ثم دخل داره. قال ثم طعنه أبو لؤلؤة بعد ذلك بخنجر له رأسان و قبضته في وسطه كما تقدّم. قال و لم يكن طلحة يومئذ بالمدينة، فقال عمر انتظروا بطلحة ثلاثة أيّام فإن جاء و إلّا فاختاروا رجلا من الخمسة.
و قال محمد بن جرير الطبري إنّ طلحة لم يذكر في هذا المجلس و لم يكن يومئذ بالمدينة. ثم قال لهم انهضوا إلى حجرة عائشة فتشاوروا فيها، و وضع رأسه و قد نزفه الدم، فدخلوا الحجرة و تناجوا حتى ارتفعت أصواتهم، فقال عبد اللّه بن عمر إنّ أمير المؤمنين لم يمت بعد ففيم هذا اللغط، و انتبه عمر و سمع الأصوات، فقال أعرضوا عنها فإذا أنا متّ فتشاوروا ثلاثة أيّام، و ليصلّ بالناس صهيب، و لا يأتين اليوم الرابع من موتي إلّا و عليكم أمير، و ليحضر عبد اللّه بن عمر مشيرا و ليس له شيء من الأمر، و طلحة بن عبيد اللّه شريككم في الأمر، فإن قدم إلى ثلاثة أيّام فأحضروه أمركم، و إلّا فارضوه، و من لي برضا طلحة. فقال سعد أنا لك به و لن نخالف إن شاء اللّه. ثم ذكر وصيّته لأبي طلحة الأنصاري و ما خصّ به عبد الرحمن بن عوف من كون الحقّ في الفئة التي هو فيها، و أمره بقتل من يخالف، ثم خرج الناس، فقال عليّ للعباس عدل بالأمر عنّي يا عمّ. قال و ما علمك. قال قرن بي عثمان، و قال كونوا مع الأكثر، فإن رضي رجلان رجلا و رجلان رجلا فكونا مع الذين فيهم عبد الرحمن، فسعد لا يخالف ابن عمّه، و عبد الرحمن صهر عثمان لا يختلفان، فيولّيها أحدهما الآخر فلو كان الآخران معي لم يغنيا شيئا. فقال العباس لم أرفعك إلى شيء إلّا رجعت إليّ مستأخرا بما أكره، أشرت عليك عند مرض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أن تسأله عن هذا الأمر فيمن هو فأبيت، و أشرت عليك عند وفاته أن تعاجل البيعة فأبيت، و قد أشرت عليك حين سمّاك عمر في الشورى اليوم أن ترفع نفسك عنها و لا تدخل معهم، فأبيت، فاحفظ عنّي واحدة، كلما عرض عليك القوم الأمر فقل لا، إلّا أن يولّوك، و اعلم أنّ هؤلاء لا يبرحون يدفعونك عن هذا الأمر حتّى يقوم لك به غيرك، و ايم اللّه لا تناله إلّا بشرّ لا ينفع معه خير. فقال عليّ عليه السلام أما إنّي أعلم أنّهم سيولّون عثمان، و ليحدثنّ البدع و الأحداث، و لئن بقي لأذكّرنّك و إن قتل أو مات ليتداولنها بنو أميّة بينهم، و إن كنت حيّا لتجدني حيث يكرهون، ثم تمثّل
حلفت بربّ الراقصات عشيّة غدون خفافا يبتدرن المحصّباليحتلبنّ رهط ابن يعمر غدوة بخيعا بنو الشدّاخ وردا مصلّبا
قال ثم التفت فرأى أبا طلحة الأنصاري فكره مكانه، فقال أبو طلحة لا ترع أبا حسن..
و هذا الذي حكيناه عن الطبري. ذكره
ابن الأثير في الكامل، قالوا ثم قال عمر ادعو لي أبا طلحة الأنصاري، فدعوه له، فقال يا أبا طلحة إنّ اللّه طال ما أعزّ بكم الإسلام، فإذا عدتم من حفرتي فاختر خمسين رجلا من الأنصار حاملي سيوفهم و خذ هؤلاء النفر بإمضاء الأمر و تعجيله، و اجمعهم في بيت وقف بأصحابك على باب البيت ليتشاوروا و يختاروا واحدا منهم، فإن اتّفق خمس و أبى واحد فاشدخ رأسه بالسيف، و إن اتّفق أربعة و أبى اثنان فاضرب أعناقهما، و إن اتّفق ثلاثة و خالف ثلاثة فانظر الثلاثة التي فيها عبد الرحمن بن عوف فإن أصرّت الثلاثة الأخرى على خلافها فاضرب أعناقها.
و في رواية ابن الأثير فإن رضي ثلاثة فحكّموا عبد اللّه بن عمر، فإن لم يرضوا بحكم عبد اللّه فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن و اقتلوا الباقين. ثم قال و إن مضت ثلاثة أيّام و لم يتّفقوا على الأمر فاضرب أعناق الستة و دع المسلمين يختاروا لأنفسهم، فلمّا دفن عمر، جمعهم أبو طلحة الأنصاري في بيت المسور بن مخرمة، و قيل في بيت المال، و قيل في حجرة عائشة بإذنها، و وقف على باب البيت بالسيف في خمسين رجلا من الأنصار حاملي سيوفهم، فجاء عمرو بن العاص و المغيرة بن شعبة فجلسا على باب البيت فحصبهما سعد و أقامهما و قال تريدان أن تقولا حضرنا و كنّا في أهل الشورى، ثم تكلّم أهل الشورى فأشهدهم طلحة بن عبيد اللّه على نفسه أنّه قد وهب حقّه من الشورى لعثمان، و ذلك لعلمه أنّ الناس لا يعدلون به عليّا عليه السلام و عثمان، و أنّ الخلافة لا تخلص له، فأراد تقوية أمر عثمان و إضعاف جانب عليّ عليه السلام بهبته أمر لا انتفاع له به، و ذلك كان لانحرافه عن عليّ عليه السلام لكونه تيميّا و ابن عمّ أبي بكر، و قد كان في صدور بني هاشم حنق و غيظ على بني تيم لخلافة أبي بكر، و كذا في صدور تيم على بني هاشم، فلمّا رأى زبير ذلك قال و أنا أشهدكم على نفسي أنّي قد وهبت حقّي من الشورى لعليّ عليه السلام، و ذلك لما دخلته من حميّة النسب، و ذلك لأنّه كان ابن عمّة أمير المؤمنين عليه السلام، و هي صفيّة بنت عبد المطلب، و كان أبو طالب عليه السلام خاله فبقي من الستة أربعة، فقال سعد بن أبي وقّاص و أنا قد وهبت حقّي لابن عمّي عبد الرحمن و ذلك لأنّهما كانا من بني زهرة، و كان سعد يعلم أنّ الأمر لا يتمّ له، فلمّا لم يبق إلّا الثلاثة قال عبد الرحمن لعليّ عليه السلام و عثمان أيّكما يخرج نفسه من الخلافة و يكون إليه الاختيار في الاثنين الباقيين. فلم يتكلّم منهما أحد، فقال عبد الرحمن أشهدكم أنّي قد أخرجت نفسي من الخلافة على أن أختار أحدهما، فأمسكا، فبدأ بعليّ عليه السلام، فقال له أبايعك على كتاب اللّه و سنّة رسوله )ص( و سيرة الشيخين أبي بكر و عمر. فقال بل على كتاب اللّه و سنّة رسوله صلّى اللّه عليه و آله و اجتهاد رأيي، فعدل عنه إلى عثمان، فعرض ذلك عليه، فقال نعم، فعاد إلى عليّ )ع( فأعاد قوله، فعل عبد الرحمن ذلك ثلاثا، فلمّا رأى أنّ عليّا غير راجع عمّا قاله، و أنّ عثمان ينعم له بالإجابة، صفق على يد عثمان، فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال عليّ عليه السلام و اللّه ما فعلتها إلّا لأنّك رجوت منه ما رجا صاحبكما من صاحبه، دقّ اللّه بينكما عطر منشم. قالوا ففسد بعد ذلك بين عثمان و عبد الرحمن فلم يكلّم أحدهما الآخر حتى مات عبد الرحمن.
و روى ابن أبي الحديد، عن أبي هلال العسكري في كتاب الأوائل استجيبت دعوة عليّ عليه السلام في عثمان و عبد الرحمن فما ماتا إلّا متهاجرين متعاديين،... و لما بنى عثمان قصره طمار و الزوراء و صنع طعاما كثيرا و دعا الناس إليه كان فيهم عبد الرحمن، فلمّا نظر إلى البناء و الطعام، قال يا ابن عفّان لقد صدقنا عليك ما كنّا نكذّب فيك، و إنّي أستعيذ اللّه من بيعتك، فغضب عثمان، و قال أخرجه عنّي يا غلام، فأخرجوه، و أمر الناس أن لا يجالسوه، فلم يكن يأتيه أحد إلّا ابن عباس، كان يأتيه فيتعلّم منه القرآن و الفرائض، و مرض عبد الرحمن فعاده عثمان و كلّمه فلم يكلّمه حتى مات.
و الذي يظهر من رواية ابن الأثير في الكامل و محمد بن جرير في تاريخه هو أنّه لم يتحقّق بيعة عثمان في اليوم الأول من الشورى.
قال ابن الأثير كان عبد الرحمن يدور لياليه يلقى أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]و آله[ و أمراء الأجناد يشاورهم حتى إذا كانت الليلة التي صبيحتها تستكمل الأيّام الثلاثة التي أجّلها عمر أتى منزل المسور بن مخرمة فأيقظه، و قال إنّي لم أذق في هذه الليلة كثير غمض، فانطلق فادع الزبير و سعدا، فدعاهما فبدأ بالزبير، فقال له خلّ ابني عبد مناف و هذا الأمر، فقال نصيبي لعليّ عليه السلام، و قال لسعد اجعل نصيبك لي. فقال إن اخترت نفسك فنعم، و إن اخترت عثمان فعليّ أحبّ إليّ، أيّها الرجل بايع لنفسك و أرحنا. فقال له جعلت على نفسي أن أختار و إن لم أفعل لم أردها، إنّي رأيت روضة خضراء كثيرة العشب فدخل فحلّ ما رأيت أكرم منه فمرّ كأنّه سهم و لم يلتفت إلى شيء منها حتى قطعها و لم يعرج، و دخل بعير يتلوه و اتّبع أثره حتّى خرج منها، ثم دخل فحلّ عبقريّ يجرّ خطامه و مضى قصد الأوّلين، ثم دخل بعير رابع فوقع في الروضة، و لا و اللّه لا أكون الرابع، إن أحدا و لا يقوم مقام أبي بكر و عمر بعدهما فيرضى الناس عنه. قال و أرسل المسور يستدعي عليّا فناجاه طويلا ثم أرسل إلى عثمان فتناجيا حتى فرّق بينهما الصبح...، فلمّا صلّوا الصبح جمع الرهط و بعث إلى من حضره من المهاجرين و أهل السابقة و الفضل من الأنصار و إلى أمراء الأجناد فاجتمعوا حتى ارتجّ المسجد بأهله، فقال أيّها الناس إنّ الناس قد أحبّوا أن يرجع أهل الأمصار إلى أمصارهم فأشيروا عليّ. فقال عمّار إن أردت أن لا يختلف الناس فبايع عليّا عليه السلام. فقال المقداد بن الأسود صدق عمّار، إن بايعت عليّا عليه السلام قلنا سمعا و طاعة. فقال عبد اللّه بن أبي سرح إن أردت أن لا يختلف قريش فبايع عثمان. فقال عبد اللّه أبي ربيعة المخزومي صدق، إن بايعت عثمان قلنا سمعنا و أطعنا...، فشتم عمّار ابن أبي سرح، و قال متى كنت تنصح المسلمين. فتكلّم بنو هاشم و بنو أميّة، فقال عمّار أيّها الناس إنّ اللّه أكرمنا بنبيّه فأنّى تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيّكم. فقال رجل من بني مخزوم لقد عدوت طورك يا ابن سميّة، و ما أنت و تأمير قريش لأنفسها. فقال سعد بن أبي وقّاص يا عبد الرحمن افرغ من أمرك قبل أن يفتتن الناس. فقال عبد الرحمن إنّي قد نظرت و شاورت فلا تجعلنّ أيها الرهط على أنفسكم سبيلا، و دعا عليّا عليه السلام، فقال عليك عهد اللّه و ميثاقه لتعملنّ بكتاب اللّه و سنّة رسوله صلّى اللّه عليه ]و آله[ و سيرة الخليفتين من بعده. قال أرجو أن أفعل و أعمل بمبلغ علمي و طاقتي، و دعا عثمان، فقال له مثل ما قال لعليّ، فقال نعم، فرفع عبد الرحمن رأسه إلى سقف المسجد و يده في يد عثمان، فقال اللّهمّ اسمع و اشهد، اللّهمّ إنّي جعلت ما برقبتي من ذاك في رقبة عثمان، فبايعه. فقال عليّ عليه السلام ليس هذا بأوّل يوم تظاهرتم فيه
علينا، )فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ(، و اللّه ما ولّيت عثمان إلّا ليردّ الأمر إليك، و اللّه كلّ يوم في شأن. فقال عبد الرحمن يا عليّ لا تجعلنّ على نفسك سبيلا يعني يقتلك أبو طلحة حسب ما أمره به عمر. فخرج عليّ عليه السلام و هو يقول سيبلغ الكتاب أجله. فقال عمّار يا عبد الرحمن لقد تركته و إنّه من الذين يقضون بالحقّ و به يعدلون...، ثم قال المقداد تاللّه ما رأيت مثل ما أتي إلى أهل هذا البيت بعد نبيّهم، إنّي لأعجب من قريش أنّهم تركوا رجلا ما أقول و لا أعلم أنّ أحدا أقضى بالحقّ و لا أعلم و لا أتقى منه، أما و اللّه لو أجد أعوانا عليه لقاتلتهم. فقال عبد الرحمن اتّق اللّه يا مقداد فإنّي خائف عليك الفتنة... و قال عليّ عليه السلام إنّي لأعلم ما في أنفسهم، إنّ الناس ينظرون إلى قريش و قريش تنظر في صلاح شأنها، فتقول إن ولّي عليكم بنو هاشم لم تخرج منهم أبدا، و ما كان في غيرهم فهو متداول في بطون قريش. قال و قدم طلحة في اليوم الذي بويع فيه لعثمان، فقيل له بايع لعثمان. فقال كلّ قريش راض به. قالوا نعم، فأتى عثمان، فقال له عثمان أنت على رأس أمرك و إن أبيت رددتها. قال أ تردّها. قال نعم. قال أ كلّ الناس بايعوك. قال نعم. قال قد رضيت، لا أرغب عمّا أجمعوا عليه. و قال المغيرة بن شعبة لعبد الرحمن يا أبا محمد قد أصبت إن بايعت عثمان، و قال لعثمان لو بايع عبد الرحمن غيرك ما رضينا. فقال عبد الرحمن كذبت يا أعور لو بايعت غير عثمان لبايعته و لقلت هذه المقالة، قال و كان المسور يقول ما رأيت أحدا مدّ قوما فيما دخلوا فيه بمثل ما مدّهم عبد الرحمن. ثم قال ابن الأثير و قد ذكر أبو جعفر رواية أخرى في الشورى، عن المسور بن مخرمة قريبا ممّا تقدّم، غير أنّه قال لما دفنوا عمر جمعهم عبد الرحمن و خطبهم و أمرهم بالاجتماع و ترك التفرّق، فتكلّم عثمان...
و ذكر ابن الأثير ما خطب به عثمان ثم الزبير و لا حاجة بنا إلى إيراد خطبتهما. ثم أورد كلام عليّ بن أبي طالب عليه السلام و هو قوله الحمد للّه الذي اختار محمّدا صلّى اللّه عليه و آله منّا نبيّا و ابتعثه إلينا رسولا، فنحن أهل بيت النبوّة و معدن الحكمة، و أمان لأهل الأرض، و نجاة لمن طلب، إنّ لنا حقّا إن نعطه نأخذه و إن نمنعه نركب أعجاز الإبل و إن طال السرى، لو عهد إلينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عهدا لأنفذنا عهده، و لو قال لنا قولا لجادلنا عليه حتى نموت، لن يسرع أحد قبلي إلى دعوة حقّ و صلة رحم، و لا حول و لا قوّة إلّا باللّه، اسمعوا كلامي و عوا منطقي عسى أن تروا هذا الأمر بعد هذا الجمع تنتضى فيه السيوف، و تخان فيه العهود، حتى لا يكون لكم جماعة، و حتى يكون بعضكم أئمّة لأهل الضلالة، و شيعة لأهل الجهالة.
و قد روى ابن أبي الحديد هذا الكلام، عن أبي جعفر محمد بن جرير الطبري، ثم قال و ذكر الهروي في كتاب الجمع بين الغريبين قوله عليه السلام و إن نمنعه نركب أعجاز الإبل..
و فسّره على وجهين أحدهما أنّ من ركب عجز البعير يعاني مشقّة، فكأنّه قال و إن نمنعه نصبر على المشقّة كما يصبر عليها راكب عجز البعير. و الوجه الثاني أنّه أراد نتبع غيرنا كما أنّ راكب عجز البعير يكون رديفا لمن هو أمامه، فكأنّه قال و إن نمنعه نتأخّر و نتبع غيرنا كما يتأخّر راكب عجز البعير.