الآيات الحجرات 11- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَ لا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ التحريم يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ وَ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ وَ إِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَ أَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَ أَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَ إِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَ أَبْكاراً إلى قوله تعالى ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَ امْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَ قِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ. تفسير قال الطبرسي طيب الله رمسه قوله وَ لا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ نزل في نساء النبي ص يسخرن من أم سلمة عن أنس و ذلك أنها ربطت حقويها بسبنية و هي ثوب أبيض و سدلت طرفيها خلفها و كانت تجر فقالت عائشة لحفصة انظري ما ذا تجر خلفها كأنه لسان كلب فهذا كانت سخريتها و قيل إنها عيرتها بالقصر و أشارت بيدها أنها قصيرة عن الحسن و قال رحمه الله في قوله تعالى يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ اختلف أقوال المفسرين في سبب نزول الآيات فقيل إن رسول الله ص كان إذا صلى الغداة يدخل على أزواجه امرأة امرأة و كان قد أهديت لحفصة عكة من عسل فكانت إذا دخل عليها رسول الله ص مسلما حبسته و سقته منها و إن عائشة أنكرت احتباسه عندها فقالت لجويرية حبشية عندها إذا دخل رسول الله ص على حفصة فادخلي عليها فانظري ما تصنع فأخبرتها الخبر و شأن العسل فغارت عائشة و أرسلت إلى صواحبها فأخبرتهن و قالت إذا دخل عليكن رسول الله ص فقلن إنا نجد منك ريح المغافير و هو صمغ العرفط كريه الرائحة و كان رسول الله ص يكره و يشق عليه أن توجد منه ريح غير طيبة لأنه يأتيه الملك قال فدخل رسول الله ص على سودة قالت فما أردت أن أقول ذلك لرسول الله ص ثم إني فرقت من عائشة فقلت يا رسول الله ما هذه الريح التي أجدها منك أكلت المغافير فقال
لا و لكن حفصة سقتني عسلا ثم دخل على امرأة امرأة و هن يقلن له ذلك فدخل على عائشة فأخذت بأنفها فقال لها ما شأنك قالت أجد ريح المغافير أكلتها يا رسول الله قال لا بل سقتني حفصة عسلا فقالت جرست إذا نحلها العرفط فقال ص و الله لا أطعمه أبدا فحرمه على نفسه و قيل إن التي كانت تسقي رسول الله ص أم سلمة عن عطا و قيل بل كانت زينب بنت جحش قالت عائشة إن رسول الله ص كان يمكث عند زينب و يشرب عندها عسلا فتواطيت أنا و حفصة أيتنا دخل عليها النبي ص فلتقل إني أجد منك ريح المغافير أكلت مغافير فدخل ص على إحداهما فقالت له ذلك فقال لا بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش و لن أعود إليه فنزلت الآيات و قيل إن رسول الله ص قسم الأيام بين نسائه فلما كان يوم حفصة قالت يا رسول الله إن لي إلى أبي حاجة فأذن لي أن أزوره فأذن لها فلما خرجت أرسل رسول الله ص إلى جاريته مارية القبطية و كان قد أهداها له المقوقس فأدخلها بيت حفصة فوقع عليها فأتت حفصة فوجدت الباب مغلقا فجلست عند الباب فخرج رسول الله ص و وجهه يقطر عرقا فقالت حفصة إنما أذنت لي من أجل هذا أدخلت أمتك بيتي ثم وقعت عليها في يومي و على فراشي أ ما رأيت لي حرمة و حقا فقال ص أ ليس هي جاريتي قد أحل الله ذلك لي اسكتي فهي حرام علي ألتمس بذاك رضاك فلا تخبري بهذا امرأة منهن و هو عندك أمانة فلما خرج ص قرعت حفصة الجدار الذي بينها و بين عائشة فقالت أ لا أبشرك أن رسول الله ص قد حرم عليه أمته مارية و قد أراحنا الله منها و أخبرت عائشة بما رأت و كانتا متصادقتين متظاهرتين على سائر أزواجه فنزلت يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ فطلق حفصة و اعتزل سائر نسائه تسعة و عشرين يوما و قعد في مشربة أم إبراهيم مارية حتى نزلت آية التخيير و قيل إن النبي خلا في يوم لعائشة مع جاريته أم إبراهيم فوقفت حفصة على ذلك فقال لها رسول الله ص لا تعلمي لعائشة ذلك و حرم مارية على نفسه فأعلمت حفصة عائشة بالخبر و استكتمتها إياه فأطلع الله نبيه على ذلك و هو قوله وَ إِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً يعني حفصة عن الزجاج و قال و لما حرم مارية القبطية أخبر حفصة أنه يملك من بعده أبو بكر ثم عمر فعرفها بعض ما أفشت من الخبر و أعرض عن بعض إن أبا بكر و عمر يملكان من بعدي و قريب من ذلك ما رواه العياشي بالإسناد عن عبد الله بن عطاء المكي عن أبي جعفر إلا أنه زاد في ذلك أن كل واحدة منهما حدثت أباها بذلك فعاتبهما في أمر مارية و ما أفشتا عليه من ذلك و أعرض أن يعاتبهما في الأمر الآخر ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ من الملاذ تَبْتَغِي أي تطلب مَرْضاتَ أَزْواجِكَ و هن أحق بطلب مرضاتك و ليس في هذا دلالة على وقوع ذنب منه صغير أو كبير لأن تحريم الرجل بعض نسائه أو بعض الملاذ بسبب أو لغير سبب ليس بقبيح و لا داخل في جملة الذنوب و لا يمتنع أن يكون خرج هذا القول مخرج التوجع له ص إذ بالغ في إرضاء أزواجه و تحمل في ذلك المشقة و لو أن إنسانا أرضى بعض نسائه بتطليق بعضهن لجاز أن يقال له لم فعلت ذلك و تحملت فيه المشقة و إن كان لم يفعل قبيحا و لو قلنا إنه ص عوتب على ذلك لأن ترك التحريم كان أفضل من فعله لم يمتنع لأنه يحسن أن يقال لتارك النفل لم لم تفعله و لم عدلت عنه و لأن تطييب قلوب النساء مما لا تنكره العقول. و اختلف العلماء فيمن قال لامرأته أنت علي حرام و قال أصحابنا إنه لا يلزم به شيء و وجوده كعدمه و إنما أوجب الله فيه الكفارة لأن النبي ص كان حلف أنه لا يقرب جاريته أو لا يشرب الشراب المذكور فأوجب الله عليه أن يكفر عن يمينه و يعود إلى استباحة ما كان حرمه و بين أن
التحريم لا يحصل إلا بأمر الله و نهيه و لا يصير الشيء حراما بتحريم من يحرمه على نفسه إلا إذا حلف على تركه وَ اللَّهُ غَفُورٌ لعباده رَحِيمٌ بهم إذا رجعوا إلى ما هو الأولى و الأليق بالتقوى قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ أي قد قدر الله لكم ما تحللون به أيمانكم إذا فعلتموها و شرع لكم الحنث فيها لأن اليمين ينحل بالحنث فسمي ذلك تحلة و قيل أي بين الله لكم كفارة أيمانكم في سورة المائدة عن مقاتل قال أمر الله نبيه أن يكفر يمينه و يراجع وليدته فأعتق رقبة و عاد إلى مارية و قيل أي فرض الله عليكم كفارة أيمانكم وَ اللَّهُ مَوْلاكُمْ أي وليكم يحفظكم و ينصركم و هو أولى بأن تتبعوا رضاه وَ هُوَ الْعَلِيمُ بمصالحكم الْحَكِيمُ في أوامره و نواهيه لكم و قيل هو العليم بما قالت حفصة لعائشة الحكيم في تدبيره وَ إِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ و هي حفصة حَدِيثاً كلاما أمرها بإخفائه فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ أي أخبرت غيرها بما خبرها به فأفشت سره وَ أَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ أي و أطلع الله نبيه على ما جرى من إفشاء سره عَرَّفَ بَعْضَهُ وَ أَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ أي عرف النبي ص حفصة بعض ما ذكرت و أخبرها ببعض ما ذكرت و أعرض عن بعض ما ذكرت أو عن بعض ما جرى من الأمر فلم يخبرها و كان ص قد علم جميع ذلك لأن الإعراض إنما يكون بعد المعرفة لكنه ص أخذ بمكارم الأخلاق و التغافل من شيم الكرام فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ أي فلما أخبر رسول الله ص حفصة بما أظهره الله عليه قالَتْ حفصة مَنْ أَنْبَأَكَ هذا أي من أخبرك بهذا قالَ رسول الله ص نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ بجميع الأمور الْخَبِيرُ بسرائر الصدور ثم خاطب سبحانه عائشة و حفصة فقال إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ من التعاون على النبي ص بالإيذاء و التظاهر عليه فقد حق عليكما التوبة و وجب عليكما الرجوع إلى الحق فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما أي مالت قلوبكما إلى الإثم عن ابن عباس و مجاهد و قيل زاغت قلوبكما عن سبيل الاستقامة و عدلت عن الصواب إلى ما يوجب الإثم و قيل إنه شرط في معنى الأمر أي توبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وَ إِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ أي و إن تتعاونا على النبي ص بالإيذاء و عن ابن عباس قال قلت لعمر بن الخطاب من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول الله ص قال عائشة و حفصة أورده البخاري في الصحيح فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ الذي يتولى حفظه و حياطته و نصرته وَ جِبْرِيلُ أيضا معين له وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ يعني خيار المؤمنين و قيل يعني الأنبياء و وردت الرواية من طريق الخاص و العام أن المراد بصالح المؤمنين أمير المؤمنين علي ع و هو قول مجاهد
و في كتاب شواهد التنزيل بالإسناد عن سدير الصيرفي عن أبي جعفر ع قال لقد عرف رسول الله ص عليا ع أصحابه مرتين أما مرة فحيث قال من كنت مولاه فعلي مولاه و أما الثانية فحيث نزلت هذه الآية فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ الآية أخذ رسول الله ص بيد علي ع فقال أيها الناس هذا صالح المؤمنين
و قالت أسماء بنت عميس سمعت النبي ص يقول وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ علي بن أبي طالب
وَ الْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ أي بعد الله و جبرئيل و صالح المؤمنين ظَهِيرٌ أي أعوان للنبي ص و هذا من الواحد الذي يؤدي معنى الجمع عَسى رَبُّهُ أي واجب من الله ربه إِنْ طَلَّقَكُنَّ يا معاشر أزواج النبي ص أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ أي أصلح له منكن مُسْلِماتٍ أي مستسلمات لما أمر الله به مُؤْمِناتٍ أي مصدقات لله و رسوله و قيل مصدقات في أفعالهن و أقوالهن قانِتاتٍ أي مطيعات لله تعالى و لأزواجهن و قيل خاضعات متذللات لأمر الله تعالى و قيل ساكتات عن الخناء و الفضول تائِباتٍ عن الذنوب و قيل راجعات إلى أمر رسول الله ص تاركات لمحاب أنفسهن و قيل نادمات على تقصير وقع منهن عابِداتٍ الله تعالى بما تعبدهن به من الفرائض و السنن على الإخلاص و قيل متذللات للرسول ص بالطاعة سائِحاتٍ أي ماضيات في طاعة الله و قيل صائمات و قيل مهاجرات. قوله تعالى ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا أقول لا يخفى على الناقد البصير و الفطن الخبير ما في تلك الآيات من التعريض بل التصريح بنفاق عائشة و حفصة و كفرهما و هل يحتمل التمثيل بامرأتي نوح و لوط في تلك السورة التي سيقت أكثرها في معاتبة زوجتي الرسول ص و ما صدر عنهما باتفاق المفسرين أن يكون لغيرهما و لو كان التمثيل لسائر الكفار لكان التمثيل بابن نوح و سائر الكفار الذين كانوا من أقارب الرسل أولى و أحرى و العجب من أكثر المفسرين كيف طووا عن مثل ذلك كشحا مع تعرضهم لأدنى إيماء و أخفى إشارة في سائر الآيات و هل هذا إلا من تعصبهم و رسوخهم في باطلهم و لما رأى الزمخشري أن الإعراض عن ذلك رأسا ليس إلا كتطيين الشمس و إخفاء الأمس قال في الكشاف في تفسير تلك الآية مثل الله عز و جل حال الكفار في أنهم يعاقبون على كفرهم و عداوتهم للمؤمنين معاقبة مثلهم من غير إبقاء و لا محاباة و لا ينفعهم مع عداوتهم لهم ما كان بينهم و بينهم من لحمة نسب أو وصلة صهر لأن عداوتهم لهم و كفرهم بالله و رسوله قطع العلائق و بث الوصل و جعلهم أبعد من الأجانب و أبعد و إن كان المؤمن الذي يتصل به الكافر نبيا من أنبياء الله تعالى بحال امرأة نوح و امرأة لوط لما نافقتا و خانتا الرسولين لم يغن الرسولان عنهما بحق ما بينهما و بينهما من وصلة الزواج إغناء ما من عذاب الله و قيل لهما عند موتهما أو يوم القيامة ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ الذين لا وصلة بينهم و بين الأنبياء أو مع داخلها من إخوانكما من قوم نوح و من قوم لوط صلوات الله عليهما و مثل حال المؤمنين في أن وصلة الكافرين لا يضرهم و لا ينقص شيئا من ثوابهم و زلفاهم عند الله بحال امرأة فرعون و
منزلتها عند الله مع كونها زوجة أعدى أعداء الله الناطق بالكلمة العظمى و مريم ابنة عمران و ما أوتيت من كرامة الدنيا و الآخرة و الاصطفاء على نساء العالمين مع أن قومها كانوا كفارا و في طي هذين التمثيلين تعريض بأمي المؤمنين المذكورتين في أول السورة و ما فرط منهما من التظاهر على رسول الله ص بما كرهه و تحذير لهما على أغلظ وجه و أشده لما في التمثيل من ذكر الكفر و نحوه في التغليظ قوله وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ فإشارة إلى أن من حقهما أن تكونا في الإخلاص و الكمال فيه كمثل هاتين المؤمنتين و لم تتكلا على أنهما زوجا رسول الله ص فإن ذلك الفضل لا ينفعهما إلا أن تكونا مخلصين و التعريض بحفصة أرجح لأن امرأة لوط أفشت عليه كما أفشت حفصة على رسول الله ص و أسرار التنزيل و رموزه في كل باب بالغة من اللطف و الخفاء حدا تدق عن تفطن العالم و تزل عن تبصره انتهى كلامه بعبارته. و قد أومأ إمامهم الرازي أيضا في تفسيره إلى ذلك إيماء لطيفا حيث قال و أما ضرب المثل بامرأة نوح و امرأة لوط فمشتمل على فوائد متعددة لا يعرفها بتمامها إلا الله تعالى و الظاهر منها تنبيه الرجال و النساء على الثواب العظيم و العذاب الأليم و منها العلم بأن صلاح الغير لا ينفع المفسد و فساد الغير لا يضر المصلح إلى آخر ما قال
1- يف، ]الطرائف[ روى الثعلبي في تفسير قوله تعالى وَ إِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ قال هو علي بن أبي طالب
2- نهج، ]نهج البلاغة[ فأما فلانة فأدركها رأي النساء و ضغن غلى في صدرها كمرجل القين و لو دعيت لتنال من غيري ما أتت إلي لم تفعل و لها بعد حرمتها الأولى و الحساب على الله
بيان قال ابن أبي الحديد في شرح هذا القول الضغن الحقد و المرجل قدر كبير و القين الحداد أي كغليان قدر من حديد و فلانة كناية عن عائشة أبوها أبو بكر و أمها أم رومان ابنة عامر بن عويمر بن عبد شمس تزوجها رسول الله ص قبل الهجرة بسنتين بعد وفاة خديجة رضي الله عنها و هي بنت سبع سنين و بنى عليها بالمدينة و هي بنت تسع سنين و عشرة أشهر و كانت قبله تذكر لجبير بن مطعم و كان نكاحه إياها في شوال و بناؤه عليها في شوال و توفي رسول الله ص عنها و هي بنت عشرين سنة و كانت ذات حظ من رسول الله ص و ميل ظاهر إليها و كانت لها عليه جرأة و إدلال حتى كان منها في أمره في قصة مارية ما كان من الحديث الذي أسره الأخرى و أدى إلى تظاهرهما عليه و أنزل فيهما قرآن يتلى في المحاريب يتضمن وعيدا غليظا عقيب تصريح بوقوع الذنب و صغو القلب و أعقبتها تلك الجرأة و ذلك الانبساط أن حدث منها في أيام الخلافة العلوية ما حدث
الإستيعاب في باب عائشة بإسناده عن بن عباس قال قال رسول الله ص لنسائه أيتكن صاحبة الجمل الأدبب يقتل حولها قتلى كثير و تنجو بعد ما كادت
قال ابن عبد البر هذا من أعلام نبوته ص و لم تحمل عائشة من رسول الله ع و لا ولد له ولد من مهيرة إلا من خديجة و من السراري من مارية و قذفت عائشة في أيام رسول الله ص بصفوان بن المعطل السلمي و القصة مشهورة فأنزل الله براءتها في قرآن يتلى و ينقل و جلد قاذفوها الحد و توفيت في سنة سبع و خمسين للهجرة و عمرها أربع و ستون سنة و دفنت بالبقيع في ملك معاوية. أقول ثم ذكر ابن أبي الحديد عن شيخه أبي يعقوب يوسف بن إسماعيل اللمعاني أسبابا للعداوة بين عائشة و بين أمير المؤمنين و فاطمة صلوات الله عليهما و بسط الكلام في ذلك إلى أن قال و أكرم رسول الله ص فاطمة إكراما عظيما أكثر مما كان الناس يظنونه و أكثر من إكرام الرجال لبناتهم فقال بمحضر الخاص و العام مرارا لا مرة واحدة و في مقامات مختلفة لا في مقام واحد إنها سيدة نساء العالمين و إنها عديلة مريم بنت عمران و إنها إذا مرت في الموقف نادى مناد من جهة العرش يا أهل الموقف غضوا أبصاركم لتعبر فاطمة بنت محمد و هذه من الأحاديث الصحيحة و ليس من الأخبار المستنقحة و إن إنكاحه عليا إياها لم يكن إلا بعد أن أنكحه الله تعالى إياها في السماء بشهادة الملائكة و كم قال مرة يؤذيني ما يؤذيها و يغضبني ما يغضبها و إنها بضعة مني يريبني ما رابها فكان هذا و أمثاله يوجب زيادة الضغن عند الزوجة و النفوس البشرية تغيظ على ما هو دون هذا ثم كان بينها و بين علي ع في حياة رسول الله ص ما يقتضي تهييج ما في النفوس نحو قولها له و قد استدناه رسول الله ص فجاء حتى قعد بينه و بينها و هما متلاصقان أ ما وجدت مقعدا لكذا لا يكنى عنه إلا فخذي و نحوه ما روي أنه سايره يوما و أطال مناجاته فجاءت و هي سائرة خلفهما حتى دخلت بينهما و قالت فيم أنتما فقد أطلتما فيقال إن رسول الله ص غضب ذلك اليوم و ما روي من حديث الجفنة من الثريد التي أمرت الخادم فوقفت لها فأكفأتها و نحو ذلك مما يكون بين الأهل و بين المرأة و أحمائها ثم اتفق أن فاطمة ولدت أولادا كثيرة بنين و بنات و لم تلد هي ولدا و أن رسول الله ص كان يقيم بني فاطمة مقام بنيه و يسمي الواحد منهم ابني و يقول دعوا إلي ابني و لا ترزموا على ابني و ما فعل ابني ثم اتفق أن رسول الله ص سد باب أبيها إلى المسجد و فتح باب صهره ثم بعث أباها ببراءة إلى مكة ثم عزله عنها بصهره فقدح ذلك أيضا في نفسها و ولد لرسول الله ص إبراهيم من مارية فأظهر علي ع بذلك سرورا كثيرا و كان يتعصب لمارية و يقوم بأمرها عند رسول الله ص ميلا على غيرها و جرت لمارية نكبة مناسبة لنكبة عائشة فبرأها علي ع منها و كشف بطلانها أو كشفه الله تعالى على يده و كان ذلك كشفا محسا بالبصر لا يتهيأ للمنافقين أن يقولوا فيه ما قالوه في القرآن المنزل ببراءة عائشة و كل ذلك مما كان يوغر صدر عائشة ثم مات إبراهيم فأبطنت شماتة و إن أظهرت كآبة و وجم علي و فاطمة ع من ذلك. أقول ثم ساق كلامه بطوله فلما ختمه قال هذه خلاصة كلام أبي يعقوب و لم يكن يتشيع و كان شديدا في الاعتزال إلا أنه في التفضيل كان بغداديا
3- مع، ]معاني الأخبار[ القاسم بن محمد بن أحمد الهمداني عن أحمد بن الحسين عن إبراهيم بن أحمد البغدادي عن أبيه عن عبد السلام عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال كان البدل في الجاهلية أن يقول الرجل للرجل بادلني بامرأتك و أبادلك بامرأتي تنزل لي عن امرأتك فأنزل لك عن امرأتي فأنزل الله عز و جل وَ لا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَ لَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ قال فدخل عيينة بن حصين على النبي ص و عنده عائشة فدخل بغير إذن فقال له النبي ص فأين الاستئذان قال ما استأذنت على رجل من مضر منذ أدركت ثم قال من هذه الحميراء إلى جنبك فقال رسول الله ص هذه عائشة أم المؤمنين قال عيينة أ فلا أنزل لك عن أحسن الخلق و تنزل عنها فقال رسول الله ص إن الله عز و جل قد حرم ذلك علي فلما خرج قالت له عائشة من هذا يا رسول الله قال هذا أحمق مطاع و إنه على ما ترين سيد قومه
4- فس، ]تفسير القمي[ أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن سيار عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ الآية قال اطلعت عائشة و حفصة على النبي ص و هو مع مارية فقال النبي و الله ما أقربها فأمره الله أن يكفر عن يمينه
و قال علي بن إبراهيم كان سبب نزولها أن رسول الله كان في بعض بيوت نسائه و كانت مارية القبطية تكون معه تخدمه و كان ذات يوم في بيت حفصة فذهبت حفصة في حاجة لها فتناول رسول الله ص مارية فعلمت حفصة بذلك فغضبت و أقبلت على رسول الله ص فقالت يا رسول الله هذا في يومي و في داري و على فراشي فاستحيا رسول الله ص منها فقال كفي فقد حرمت مارية على نفسي و لا أطؤها بعد هذا أبدا و أنا أفضي إليك سرا فإن أنت أخبرت به فعليك لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ فقالت نعم ما هو فقال إن أبا بكر يلي الخلافة بعدي ثم بعده أبوك فقالت من أخبرك بهذا قال الله أخبرني فأخبرت حفصة عائشة في يومها بذلك و أخبرت عائشة أبا بكر فجاء أبو بكر إلى عمر فقال له إن عائشة أخبرتني عن حفصة بشيء و لا أثق بقولها فاسأل أنت حفصة فجاء عمر إلى حفصة فقال لها ما هذا الذي أخبرت عنك عائشة فأنكرت ذلك و قالت له ما قلت لها من ذلك شيئا فقال لها عمر إن كان هذا حقا فأخبرينا حتى نتقدم فيه فقالت نعم قد قال رسول الله ص ذلك فاجتمعوا أربعة على أن يسموا رسول الله ص فنزل جبرئيل على رسول الله ص بهذه السورة
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ إلى قوله تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ يعني قد أباح الله لك أن تكفر عن يمينك وَ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ وَ إِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ أي أخبرت به وَ أَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ يعني أظهر الله نبيه على ما أخبرت به و ما هموا به من قتله عَرَّفَ بَعْضَهُ أي خبرها و قال لم أخبرت بما أخبرتك و قوله وَ أَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ قال لم يخبرهم بما يعلم مما هموا به من قتله قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَ إِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ يعني أمير المؤمنين ع وَ الْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ يعني لأمير المؤمنين ع ثم خاطبها فقال عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَ أَبْكاراً عائشة لأنه لم يتزوج ببكر غير عائشة قال علي بن إبراهيم في قوله وَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا ثم ضرب الله فيهما مثلا فقال ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَ امْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما قال و الله ما عنى بقوله فَخانَتاهُما إلا الفاحشة و ليقيمن الحد على فلانة فيما أتت في طريق البصرة و كان فلان يحبها فلما أرادت أن تخرج إلى البصرة قال لها فلان لا يحل لك أن تخرجين من غير محرم فزوجت نفسها من فلان ثم ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إلى قوله الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها قال لم ينظر إليها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا أي روح الله مخلوقة وَ كانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ أي من الداعين. بيان قوله أربعة أي أبو بكر و عمر و بنتاهما قوله إلا الفاحشة لعلها مؤولة بمحض التزويج قوله و ليقيمن الحد أي القائم في الرجعة كما سيأتي و المراد بفلان طلحة كما مر ما يومئ إليه من إظهاره ذلك في حياة الرسول ص و في هذا الخبر غرائب لا نعلم حقيقتها فطوينا على غرها و الله يعلم و حججه صلوات الله عليهم جهة صدورها
5- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن عمر بن محمد عن الحسين بن إسماعيل عن عبد الله بن شبيب عن محمد بن محمد بن عبد العزيز قال وجدت في كتاب أبي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عباس قال وجدت حفصة رسول الله ص مع أم إبراهيم في يوم عائشة فقالت لأخبرنها فقال رسول الله ص اكتمي ذلك و هي علي حرام فأخبرت حفصة عائشة بذلك فأعلم الله نبيه ص فعرف حفصة أنها أفشت سره فقالت له مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ فآلى رسول الله من نسائه شهرا فأنزل الله عز اسمه إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما قال ابن عباس فسألت عمر بن الخطاب من اللتان تظاهرتا على رسول الله ص فقال حفصة و عائشة
6- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الفحام عن عمه عن إسحاق بن عبدوس عن محمد بن بهار بن عمار عن زكريا بن يحيى عن جابر عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث عن أبيه عن أمير المؤمنين صلوات عليه و آله قال أتيت النبي ص و عنده أبو بكر و عمر فجلست بينه و بين عائشة فقالت لي عائشة ما وجدت إلا فخذي أو فخذ رسول الله ص فقال مه يا عائشة لا تؤذيني في علي فإنه أخي في الدنيا و أخي في الآخرة و هو أمير المؤمنين يجلسه الله يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءه الجنة و أعداءه النار
شف، ]كشف اليقين[ إبراهيم بن محمد الثقفي عن إسماعيل بن أبان عن صباح المزني عن جابر عن إبراهيم عن إسحاق بن عبد الله عن أبيه مثله
7- ل، ]الخصال[ الطالقاني عن الجلودي عن الجوهري عن ابن عمارة عن أبيه قال سمعت جعفر بن محمد ع يقول ثلاثة كانوا يكذبون على رسول الله ص أبو هريرة و أنس بن مالك و امرأة
أقول قد مر في أحوال خديجة ما يدل على شقاوتها
8- ع، ]علل الشرائع[ ماجيلويه عن عمه عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سليمان عن داود بن النعمان عن عبد الرحيم القصير قال قال لي أبو جعفر ع أما لو قام قائمنا لقد ردت إليه الحميراء حتى يجلدها الحد و حتى ينتقم لابنة محمد فاطمة ع منها قلت جعلت فداك و لم يجلدها الحد قال لفريتها على أم إبراهيم قلت فكيف أخره الله للقائم ع فقال له لأن الله تبارك و تعالى بعث محمدا ص رحمة و بعث القائم ع نقمة
سن، ]المحاسن[ أبي عن محمد بن سليمان مثله
9- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن محمود بن بنت الأشج عن أحمد بن عبد الرحمن الذهلي عن عمار بن الصباح عن عبد الغفور أبي الصباح الواسطي عن عبد العزيز بن سعيد الأنصاري عن أبيه عن جده و كانت له صحبة عن أم سلمة زوج النبي ص قالت حج رسول الله ص عام حجة الوداع بأزواجه فكان يأوي في كل يوم و ليلة إلى امرأة منهن و هو حرام يبتغي بذلك العدل بينهن قالت فلما أن كانت ليلة عائشة و يومها خلا رسول الله ص بعلي بن أبي طالب ع يناجيه و هما يسيران فأطال مناجاته فشق ذلك على عائشة فقالت إني أريد أن أذهب إلى علي فأناله أو قالت أتناوله بلساني في حبسه رسول الله ص عني فنهيتها فنصت ناقتها في السير ثم إنها رجعت إلي و هي تبكي فقلت ما لك فقالت إني أتيت النبي ص فقلت يا ابن أبي طالب ما تزال تحبس عني رسول الله ص فقال رسول الله ص لا تحولي بيني و بين علي إنه لا يخافه في أحد و إنه لا يبغضه و الذي نفسي بيده مؤمن و لا يحبه كافر ألا إن الحق بعدي مع علي يميل معه حيث ما مال لا يفترقان جميعا حتى يردا علي الحوض قالت أم سلمة فقلت لها قد كنت نهيتك فأبيت إلا ما صنعت
بيان نص ناقته بالصاد المهملة استخرج أقصى ما عندها من السير
10- شف، ]كشف اليقين[ من كتاب إبراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي قال أخبرنا إسماعيل بن أمية المقري عن عبد الغفار بن القاسم الأنصاري عن عبد الله بن شريك العامري عن جندب الأزدي عن علي ع قال و حدثنا سفيان بن إبراهيم عن عبد المؤمن بن القاسم عن عبد الله بن شريك عن جندب عن علي ع قال دخلت على رسول الله ص و عنده أناس قبل أن يحجب النساء فأشار بيده أن اجلس بيني و بين عائشة فجلست فقالت تنح كذا فقال رسول الله ص ما ذا تريدين إلى أمير المؤمنين
11- شف، ]كشف اليقين[ محمد بن جعفر الرزاز عن محمد بن عيسى عن إسحاق بن زيد عن عبد الغفار بن القاسم عن عبد الله بن شريك العامري عن جندب بن عبد الله البجلي عن علي بن أبي طالب ع قال دخلت على رسول الله ص قبل أن يضرب الحجاب و هو في منزل عائشة فجلست بينه و بينها فقالت يا ابن أبي طالب ما وجدت مكانا لاستك غير فخذي أمط عني فضرب رسول الله ص بين كتفيها ثم قال لها ويك ما تريدين من أمير المؤمنين و سيد الوصيين و قائد الغر المحجلين
ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن جعفر مثله. توضيح أماط جاء بمعنى بعد و أبعد و المراد هنا الأول
12- كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي قال استأذن ابن أم مكتوم على النبي ص و عنده عائشة و حفصة فقال لهما قوما فادخلا البيت فقالتا إنه أعمى فقال إن لم يركما فإنكما تريانه
13- كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال سمعته يقول و سئل عن التزويج في شوال فقال إن النبي ص تزوج بعائشة في شوال
-14 كا، ]الكافي[ جماعة من أصحابنا عن ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال كان رسول الله ص عند عائشة ذات ليلة فقام يتنفل فاستيقظت عائشة فضربت بيدها فلم تجده فظنت أنه قد قام إلى جاريتها فقامت تطوف عليه فوطئت على عنقه و هو ساجد باك يقول سجد لك سوادي و خيالي و آمن بك فؤادي أبوء إليك بالنعم و أعترف لك بالذنب العظيم عملت سوءا و ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي إنه لا يغفر الذنب العظيم إلا أنت أعوذ بعفوك من عقوبتك و أعوذ برضاك من سخطك و أعوذ برحمتك من نقمتك و أعوذ بك منك لا أبلغ مدحك و الثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك أستغفرك و أتوب إليك فلما انصرف قال يا عائشة لقد أوجعت عنقي أي شيء خشيت أن أقوم إلى جاريتك
أقول قد مر بعض أحوال عائشة في باب تزويج خديجة و في باب أحوال أولاده ص في قصص مارية و أنها قذفتها فنزلت فيها آيات الإفك و سيأتي أكثر أحوالها في قصة الجمل
15- و وجدت في كتاب سليم بن قيس الهلالي قال سمعت سلمان و أبا ذر و المقداد و سألت علي بن أبي طالب عن ذلك فقال صدقوا قالوا دخل علي ع على رسول الله ص و عائشة قاعدة خلفه و البيت غاص بأهله فيهم الخمسة أصحاب الكساء و الخمسة أصحاب الشورى و لم يجد مكانا فأشار إليه رسول الله ص هاهنا يعني خلفه و عائشة قاعدة خلفه و عليها كساء فجاء علي ع فقعد بين رسول الله ص و بين عائشة فغضبت عائشة و أقعت كما يقعي الأعرابي قد قدعته عائشة و غضبت و قالت ما وجدت لاستك موضعا غير حجري فغضب رسول الله ص و قال مه يا حميراء لا تؤذيني في أخي علي فإنه أمير المؤمنين و سيد المسلمين و صاحب الغر المحجلين يوم القيامة يجعله الله على الصراط
و في رواية أخرى يقعده الله يوم القيامة على الصراط فيقاسم النار فيدخل أولياءه الجنة و يدخل أعداءه النار
إيضاح في بعض النسخ قدعته بالدال المهملة و القدع الكف و المنع و في بعضها بالمعجمة يقال قذعه كمنعه رماه بالفحش و سوء القول و بالعصا ضربه
16- تقريب المعارف، عن أبي جعفر ع في قوله عز و جل وَ إِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً قال أسر إليهما أمر القبطية و أسر إليهما أن أبا بكر و عمر يليان أمر الأمة من بعده ظالمين فاجرين غادرين
17- الصراط المستقيم، في حديث الحسين بن علوان و الديلمي عن الصادق ع في قوله تعالى وَ إِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً هي حفصة قال الصادق ع كفرت في قولها مَنْ أَنْبَأَكَ هذا و قال الله فيها و في أختها إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما أي زاغت و الزيغ الكفر
و في رواية أنه أعلم حفصة أن أباها و أبا بكر يليان الأمر فأفشت إلى عائشة فأفشت إلى أبيها فأفشى إلى صاحبه فاجتمعا على أن يستعجلا ذلك على أن يسقياه سما فلما أخبره الله بفعلهما هم بقتلهما فحلفا له أنهما لم يفعلا فنزل يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ
ملحة قال ناصبي لشيعي أ تحب أم المؤمنين قال لا قال و لم قال يقول النبي ص لم تجد امرأة غير امرأتي تحبها ما لي و لزوجة النبي ص أ فترضى أن أحب امرأتك