الآيات آل عمران فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ الأنعام قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ وَ لا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَ لا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ الأعراف خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ التوبة وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ يُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ رَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ النحل وَ اصْبِرْ وَ ما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ لا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَ لا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ الكهف فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً و قال تعالى الكهف فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلَّا مِراءً ظاهِراً وَ لا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً وَ لا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ وَ اذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ وَ قُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً طه طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى و قال تعالى طه فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ غُرُوبِها وَ مِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَ أَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى وَ لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَ رِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَ أَبْقى وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَ الْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى الشعراء وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ وَ اخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ وَ تَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ وَ تَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ النمل وَ لا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَ لا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ إلى قوله تعالى فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ و قال تعالى النمل إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَها وَ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَ أَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ العنكبوت اتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ وَ أَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ الروم فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ لا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ الأحزاب وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيراً وَ لا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَ الْمُنافِقِينَ وَ دَعْ أَذاهُمْ وَ تَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَ كَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا فاطر فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ يس وَ ما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَ ما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَ قُرْآنٌ مُبِينٌ إلى قوله تعالى فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَ ما يُعْلِنُونَ المؤمن فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَ الْإِبْكارِ السجدة وَ لا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَ لَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَ ما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَ ما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَ إِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ الزخرف وَ قِيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَ قُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ الأحقاف فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَ لا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ محمد فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَ مَثْواكُمْ ق فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ الْغُرُوبِ وَ مِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَ أَدْبارَ السُّجُودِ إلى قوله تعالى نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ وَ ما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ الطور وَ اصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ وَ مِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَ إِدْبارَ النُّجُومِ
القلم ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَ إِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ فَسَتُبْصِرُ وَ يُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ إلى قوله تعالى فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَ لا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى وَ هُوَ مَكْظُومٌ المعارج فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلًا الجن قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي وَ لا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَ لا رَشَداً قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَ لَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَ رِسالاتِهِ وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَ إِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً قُلْ إِنْ أَدْرِي أَ قَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ وَ أَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وَ أَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً المزمل يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَ أَقْوَمُ قِيلًا إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا وَ اذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَ تَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا وَ اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا وَ ذَرْنِي وَ الْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَ مَهِّلْهُمْ قَلِيلًا إلى قوله تعالى إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَ نِصْفَهُ وَ ثُلُثَهُ وَ طائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَ اللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَ آخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَ آخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ المدثر يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَ رَبَّكَ فَكَبِّرْ وَ ثِيابَكَ فَطَهِّرْ وَ الرُّجْزَ فَاهْجُرْ وَ لا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ وَ لِرَبِّكَ فَاصْبِرْ الدهر إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَ لا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً وَ اذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَ أَصِيلًا وَ مِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَ سَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا
تفسير قال الطبرسي رحمه الله فَبِما رَحْمَةٍ ما زائدة مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ أي إن لينك لهم مما يوجب دخولهم في الدين وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا أي جافيا سيئ الخلق غَلِيظَ الْقَلْبِ أي قاسي الفؤاد غير ذي رحمة لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ لتفرق أصحابك عنك فَاعْفُ عَنْهُمْ ما بينك و بينهم وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ ما بينهم و بيني وَ شاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ أي استخراج آرائهم و اعلم ما عندهم و اختلف في فائدة مشاورته إياهم مع استغنائه بالوحي على أقوال. أحدها أن ذلك على وجه التطييب لنفوسهم و التالف لهم و الرفع من أقدارهم و ثانيها أن ذلك ليقتدي به أمته في المشاورة و لا يرونها نقيصة كما مدحوا بأن أمرهم شُورى بَيْنَهُمْ. و ثالثها أن ذلك لأمرين لإجلال أصحابه و ليقتدي أمته به في ذلك. و رابعها أن ذلك ليمتحنهم بالمشاورة ليتميز الناصح من الغاش. و خامسها أن ذلك في أمور الدنيا و مكايد الحرب و لقاء العدو و في مثل ذلك يجوز أن يستعين بآرائهم فإذا عزمت أي فإذا عقدت قلبك على الفعل و إمضائه و رووا عن جعفر بن محمد و عن جابر بن يزيد فإذا عزمت بالضم فالمعنى إذا عزمت لك و وفقتك و أرشدتك فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ أي فاعتمد على الله و ثق به و فوض أمرك إليه و في هذه الآية دلالة على تخصيص نبينا ص بمكارم الأخلاق و محاسن الأفعال و من عجيب أمره أنه كان أجمع الناس لدواعي الترفع ثم كان أدناهم إلى التواضع و ذلك أنه ص كان أوسط الناس نسبا و أوفرهم حسبا و أسخاهم و أشجعهم و أزكاهم و أفصحهم و هذه كلها من دواعي الترفع ثم كان من تواضعه أنه كان يرقع الثوب و يخصف النعل و يركب الحمار و يعلف الناضح و يجيب دعوة المملوك و يجلس في الأرض و يأكل في الأرض و كان يدعو إلى الله من غير زبر و لا كهر و لا زجر و لقد أحسن من مدحه في قوله
فما حملت من ناقة فوق ظهرها. أبر و أوفى ذمة من محمد.
و في قوله تعالى قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ أي خزائن رحمته أو مقدوراته أو أرزاق الخلائق وَ لا أَعْلَمُ الْغَيْبَ الذي يختص الله تعالى بعلمه و إنما أعلم ما علمني وَ لا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ أي لا أقدر على ما يقدر عليه الملك فأشاهد من أمر الله و غيبه ما تشاهده الملائكة إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ يريد ما أخبركم إلا بما أنزل الله إلي. أقول الحاصل أني لا أقدر أن آتيكم بمعجزة و آية إلا بما أقدرني الله عليه و أذن لي فيه و لا أعلم شيئا إلا بتعليمه تعالى و لا أعلم شيئا من قبل نفسي إلا بإلهام أو وحي منه تعالى و لا أقول إني مبرأ من الصفات البشرية من الأكل و الشرب و غير ذلك. و قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى خُذِ الْعَفْوَ أي ما عفا من أموال الناس أي ما فضل من النفقة فكان رسول الله ص يأخذ الفضل من أموالهم ليس فيها شيء موقت ثم نزلت آية الزكاة فصار منسوخا بها و قيل معناه خُذِ الْعَفْوَ من أخلاق الناس و اقبل الميسور منها و قيل هو العفو في قبول العذر من المعتذر و ترك المؤاخذة بالإساءة وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ يعني بالمعروف و هو كل ما حسن في العقل أو الشرع وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ أي أعرض عنهم عند قيام الحجة عليهم و الإياس من قبولهم و لا تقابلهم بالسفه صيانة لقدرك و في قوله تعالى وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ أي يستمع إلى ما يقال له و يصغى إليه و يقبله قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ أي يستمع إلى ما هو خير لكم و هو الوحي أو هو يسمع الخير و يعمل به و منهم من قرأ أذن خير لكم بالرفع و التنوين فيهما فالمعنى أن كونه أذنا أصلح لكم لأنه يقبل عذركم و يستمع إليكم و لو لم يقبل عذركم لكان شرا لكم فكيف تعيبونه بما هو أصلح لكم يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ يُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ أي لا يضره كونه أذنا فإنه أذن خير فلا يقبل إلا الخير الصادق من الله و يصدق المؤمنين أيضا فيما يخبرونه و يقبل منهم دون المنافقين و قيل يُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ أي يؤمنهم فيما يلقي إليهم من الأمان وَ رَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ أي و هو رحمة لهم لأنهم إنما نالوا الإيمان بهدايته و دعائه إياهم. و في قوله تعالى وَ اصْبِرْ أي فيما تبلغه من الرسالة و فيما تلقاه من الأذى وَ ما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ أي بتوفيقه و تيسيره و ترغيبه فيه وَ لا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ أي على المشركين في إعراضهم عنك فإنه يكون الظفر و النصرة لك عليهم و لا عتب عليك في إعراضهم وَ لا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ أي لا يكن صدرك في ضيق من مكرهم بك و بأصحابك فإن الله يرد كيدهم في نحورهم. و في قوله فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ أي مهلك و قاتل نفسك على آثارهم قومك الذين قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً تمردا منهم على ربهم
إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أي القرآن أَسَفاً أي حزنا و تلهفا. و في قوله تعالى فَلا تُمارِ فِيهِمْ أي فلا تجادل الخائضين في أمر الفتية و عددهم إِلَّا مِراءً ظاهِراً أي إلا بما أظهرنا لك من أمرهم أي إلا بحجة و دلالة و إخبار من الله سبحانه أو الأمراء يشهده الناس و يحضرونه فلو أخبرتهم في غير مرأى من الناس لكذبوا عليك و لبسوا على الضعفة فادعوا أنهم كانوا يعرفونه لأن ذلك من غوامض علومهم وَ لا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً أي لا تستخبر في أهل الكهف و عددهم من أهل الكتاب أحدا و الخطاب له ص و المراد غيره وَ لا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ فيه وجهان. أحدهما أنه نهي من الله سبحانه لنبيه ص أن يقول إني أفعل شيئا في الغد إلا أن يقيد ذلك بمشية الله تعالى فيقول إن شاء الله تعالى و فيه إضمار القول. و ثانيهما أن قوله أَنْ يَشاءَ اللَّهُ بمعنى المصدر و تقديره و لا تقولن إني فاعل شيئا غدا إلا بمشية الله و المعنى لا تقل إني أفعل إلا ما يشاء الله و يريده من الطاعات وَ اذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ أي إذا نسيت الاستثناء ثم تذكرت فقل إن شاء الله و إن كان بعد يوم أو شهر أو سنة و قد روي ذلك عن أئمتنا ع و يمكن أن يكون الوجه فيه أنه إذا استثنى بعد النسيان فإنه يحصل له ثواب المستثنى من غير أن يؤثر الاستثناء بعد انفصال الكلام في الكلام و في إبطال الحنث و سقوط الكفارة في اليمين و قيل معناه و اذكر ربك إذا غضبت بالاستغفار ليزول عنك الغضب و قيل إنه أمر بالانقطاع إلى الله تعالى و معناه وَ اذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ شيئا بك إليه حاجة يذكره لك و قيل المراد به الصلاة و المعنى إذا نسيت صلاة فصلها إذا ذكرتها. أقول يحتمل أن يكون الخطاب متوجها إليه ص و المراد به غيره و يمكن أن يكون المراد بالنسيان الترك و سيأتي الكلام فيه إن شاء الله تعالى. ثم قال في قوله وَ قُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً أي قل عسى أن يعطيني ربي من الآيات و الدلالات على النبوة ما يكون أقرب إلى الرشد و أدل من قصة أصحاب الكهف. قوله تعالى طه ذهب أكثر المفسرين إلى أن معناه يا رجل بلسان الحبشية أو النبطية و قيل هو من أسماء النبي ص و قال الطبرسي روي عن الحسن أنه قرأ طه بفتح الطاء و سكون الهاء فإن صح فأصله طأ فأبدل من الهمزة هاء و معناه طأ الأرض بقدميك جميعا فقد روي أن النبي ص كان يرفع إحدى رجليه في الصلاة ليزيد تعبه فأنزل الله طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى فوضعها و روي ذلك عن أبي عبد الله ع و قال قتادة كان يصلي الليل كله و يعلق صدره بحبل حتى لا يغلبه النوم فأمره الله سبحانه أن يخفف عن نفسه و ذكر أنه ما أنزل عليه الوحي ليتعب كل هذا التعب. قوله تعالى ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى قال البيضاوي ما أنزلناه عليك لتتعب بفرط تأسفك على كفر قريش إذ ما عليك إلا أن تبلغ أو بكثرة الرياضة و كثرة التهجد و القيام على ساق و الشقاء شائع بمعنى التعب و قيل رد و تكذيب للكفرة فإنهم لما رأوا كثرة عبادته قالوا إنك لتشقى بترك ديننا و إن القرآن أنزل عليك لتشقى به إِلَّا تَذْكِرَةً لكن تذكيرا و انتصابه على الاستثناء المنقطع لِمَنْ يَخْشى لمن في قلبه خشية و رقة يتأثر بالإنذار أو لمن علم الله منه أنه يخشى بالتخويف منه فإنه المنتفع به.
قوله تعالى وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قيل أي و صل و أنت حامد لربك على هدايته و توفيقه أو نزهه عن الشرك و عن سائر ما يضيفون إليه من النقائص حامدا له على ما ميزك بالهدى معترفا بأنه المولى للنعم كلها قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ يعني الفجر وَ قَبْلَ غُرُوبِها يعني الظهر و العصر لأنهما في آخر النهار أو العصر وحده وَ مِنْ آناءِ اللَّيْلِ ساعاته فَسَبِّحْ يعني المغرب و العشاء و قيل صلاة الليل وَ أَطْرافَ النَّهارِ تكرير لصلاتي الصبح و المغرب إرادة الاختصاص أو أمر بصلاة الظهر فإنه نهاية النصف الأول من النهار و بداية النصف الأخير لَعَلَّكَ تَرْضى أي سبح في هذه الأوقات طمعا أن تنال عند الله ما به ترضى نفسك وَ لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ أي نظر عينيك إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ استحسانا و تمنيا أن يكون لك مثله أَزْواجاً مِنْهُمْ أصنافا من الكفرة زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا الزهرة الزينة و البهجة منصوب بمحذوف دل عليه متعنا أو به على تضمينه معنى أعطينا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ أي لنبلوهم و نختبرهم فيه أو لنعذبهم في الآخرة بسببه وَ رِزْقُ رَبِّكَ و ما ادخره لك في الآخرة أو ما رزقك من الهدى و النبوة خَيْرٌ مما منحهم في الدنيا وَ أَبْقى فإنه لا ينقطع. وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ قال الطبرسي أي أهل بيتك و أهل دينك بالصلاة روى أبو سعيد الخدري قال لما نزلت هذه الآية كان رسول الله ص يأتي باب فاطمة و علي تسعة أشهر وقت كل صلاة فيقول الصلاة يرحمكم الله إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً و رواه ابن عقدة من طرق كثيرة عن أهل البيت ع و عن غيرهم مثل أبي بردة و أبي رافع. و قال أبو جعفر ع أمره الله تعالى أن يخص أهله دون الناس ليعلم الناس أن لأهله عند الله منزلة ليست للناس فأمرهم مع الناس عامة و أمرهم خاصة. وَ اصْطَبِرْ عَلَيْها أي و اصبر على فعلها و على أمرهم بها لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً لخلقنا و لا لنفسك بل كلفناك للعبادة و أداء الرسالة و ضمنا رزق جميع العباد نَحْنُ نَرْزُقُكَ الخطاب للنبي ص و المراد به جميع الخلق أي نرزق جميعهم و لا نسترزقهم وَ الْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى أي العاقبة المحمودة لأهل التقوى. قوله تعالى وَ اخْفِضْ جَناحَكَ أي لين جانبك لهم مستعار من خفض الطائر جناحه إذا أراد أن ينحط الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ أي إلى التهجد أو للإنذار وَ تَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ أي ترددك في تصفح أحوال المتهجدين كما روي أنه ص لما نسخ فرض قيام الليل طاف تلك الليلة ببيوت أصحابه لينظر ما يصنعون حرصا على كثرة طاعاتهم فوجدها كبيوت الزنابير لما سمع من دندنتهم بذكر الله و التلاوة أو تصرفك فيما بين المصلين بالقيام و الركوع و السجود و القعود إذا أمهم. قال الطبرسي و قيل معناه و تقلبك في أصلاب الموحدين من نبي إلى نبي حتى أخرجك نبيا و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قالا في أصلاب النبيين نبي بعد نبي حتى أخرجه من صلب أبيه من نكاح غير سفاح من لدن آدم. قوله تعالى إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ أي سبب للانتهاء عن المعاصي حال الاشتغال بها و غيرها من حيث إنها تذكر الله و تورث للنفس خشية منه أو الصلاة الكاملة هي التي تكون كذلك فإن لم تكن كذلك فكأنها ليست بصلاة كما روى الطبرسي مرسلا عن أبي عبد الله ع قال من أحب أن يعلم أ قبلت صلاته أم لم
تقبل فلينظر هل منعته صلاته عن الفحشاء و المنكر فبقدر ما منعته قبلت منه وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ أي ذكر الله إياكم برحمته أكبر من ذكركم إياه بطاعته أو ذكر العبد لله في جميع الأحوال أكبر الطاعات أو أكبر في النهي عن الفحشاء و المنكر و سيأتي لها في كتاب الإمامة تأويلات أخر. قوله تعالى فَاصْبِرْ أي على أذاهم إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ بنصرتك و إظهار دينك على الدين كله حَقٌّ وَ لا يَسْتَخِفَّنَّكَ أي و لا يحملنك على الخفة و القلق الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ بتكذيبهم. قوله تعالى وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيراً على سائر الأمم وَ لا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَ الْمُنافِقِينَ تهييج له على ما هو عليه مخالفتهم وَ دَعْ أَذاهُمْ أي إيذاءهم إياك و لا تحتفل به أو إيذاءك إياهم مجازاة و مؤاخذة على كفرهم و لذلك قيل إنه منسوخ وَ كَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا موكولا إليه الأمر في الأحوال كلها قوله تعالى فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ أي فلا تهلك نفسك عليهم للحسرات على غيهم و إصرارهم على التكذيب إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ فيجازيهم عليه. قوله تعالى وَ ما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ قال البيضاوي رد لقولهم إن محمدا شاعر أي ما علمناه الشعر بتعليم القرآن فإنه غير مقفى و لا موزون و ليس معناه ما يتوخاه الشعراء من التخييلات المرغبة و المنفرة وَ ما يَنْبَغِي لَهُ و ما يصح له الشعر و لا يتأتى له إن أراد قرضه على ما اختبرتم طبعه نحوا من أربعين سنة و قوله
أنا النبي لا كذب. أنا ابن عبد المطلب.
و قوله
هل أنت إلا إصبع دميت. و في سبيل الله ما لقيت.
اتفاقي من غير تكلف و قصد منه إلى ذلك و قد يقع مثله كثيرا في تضاعيف المنثورات على أن الخليل ما عد المشطور من الرجز شعرا و روي أنه حرك الباءين و كسر التاء الأولى بلا إشباع و سكن الثانية و قيل الضمير للقرآن أي و ما يصح للقرآن أن يكون شعرا. و في قوله تعالى وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ و أقبل على أمر دينك و تدارك فرطاتك بترك الأولى و الاهتمام بأمر العدى بالاستغفار فإنه تعالى كافيك في النصر و إظهار الأمر وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَ الْإِبْكارِ و دم على التسبيح و التحميد لربك و قيل صل لهذين الوقتين إذ كان الواجب بمكة ركعتان بكرة و ركعتان عشاء. و في قوله تعالى وَ لا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَ لَا السَّيِّئَةُ أي في الجزاء و حسن العاقبة ادْفَعْ أي السيئة حيث اعترضتك بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ منها و هي الحسنة أو بأحسن ما يمكن رفعها به من الحسنات فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ أي إذا فعلت ذلك صار عدوك المشاق مثل الولي الشفيق وَ ما يُلَقَّاها أي هذه السجية و هي مقابلة الإساءة بالإحسان إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا فإنها تحبس النفس عن الانتقام وَ ما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ من الخير و كمال النفس و قيل الحظ العظيم الجنة وَ إِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ أي نخس شبه به وسوسته لأنها بعث على ما لا ينبغي كالدفع بما هو أسوأ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ من شره و لا تطعه إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ لاستعاذتك الْعَلِيمُ بنيتك أو بصلاحك. و في قوله تعالى وَ قِيلِهِ عطف على الساعة أي و قول الرسول فَاصْفَحْ عَنْهُمْ فأعرض عن دعوتهم آيسا عن إيمانهم وَ قُلْ سَلامٌ تسلم منكم و متاركة فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ تسلية للرسول و تهديد لهم. و في قوله تعالى وَ لا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ أي لكفار قريش بالعذاب فإنه نازل بهم في وقته لا محالة كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ استقصروا من هوله مدة لبثهم في الدنيا حتى يحسبونها ساعة بَلاغٌ أي هذا الذي وعظتم به أو هذه السورة كفاية أو تبليغ من الرسول ص. قوله تعالى فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ قال الطبرسي رحمه الله أي أقم على هذا العلم و اثبت عليه و قيل يتعلق بما قبله أي إذا جاءتهم الساعة فاعلم أنه لا إله إلا الله أي يبطل الممالك عند ذلك فلا ملك و لا حكم لأحد إلا الله و قيل إن هذا إخبار بموته أي فاعلم أن الحي الذي لا يموت هو الله وحده و قيل إنه ص كان ضيق الصدر من أذى قومه فقيل له فاعلم أنه لا كاشف لذلك إلا الله وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ الخطاب له و المراد به الأمة و قيل المراد به الانقطاع إلى الله تعالى فإن الاستغفار عبادة يستحق به الثواب وَ اللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَ مَثْواكُمْ أي متصرفكم في أعمالكم في الدنيا و مصيركم في الآخرة إلى الجنة أو إلى النار و قيل متقلبكم في أصلاب الآباء إلى أرحام الأمهات وَ مَثْواكُمْ أي مقامكم في الأرض و قيل مُتَقَلَّبَكُمْ من ظهر إلى بطن وَ مَثْواكُمْ في القبور و قيل متصرفكم بالنهار و مضجعكم بالليل. و قال البيضاوي في قوله تعالى وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ أي نزهه عن العجز عما يمكن و الوصف بما يوجب التشبيه حامدا له على ما أنعم عليك من إصابة الحق و غيرها قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ الْغُرُوبِ يعني الفجر و العصر وَ مِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ أي
و سبحه بعض الليل وَ أَدْبارَ السُّجُودِ و أعقاب الصلاة و قيل المراد بالتسبيح الصلاة فالصلاة قبل الطلوع الصبح و قبل الغروب الظهر و العصر و من الليل العشاءان و التهجد وَ أَدْبارَ السُّجُودِ النوافل بعد المكتوبات و قيل الوتر بعد العشاء. و قال الطبرسي رحمه الله وَ أَدْبارَ السُّجُودِ فيه أقوال أحدها أن المراد به الركعتان بعد المغرب وَ إِدْبارَ النُّجُومِ الركعتان قبل الفجر عن علي و الحسن بن علي ع. و ثانيها أنه التسبيح بعد كل صلاة. و ثالثها أنه النوافل بعد المفروضات. و رابعها أنه الوتر من آخر الليل و روي ذلك عن أبي عبد الله ع. قوله تعالى وَ ما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ قال البيضاوي أي بمسلط تقسرهم على الإيمان أو تفعل بهم ما تريد و إنما أنت داع. و في قوله تعالى وَ اصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ بإمهالهم و إبقائك في عنائهم فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا في حفظنا بحيث نراك و نكلؤك وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ عن أي مكان قمت أو من منامك أو إلى الصلاة وَ مِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ فإن العبادة فيه أشق على النفس و أبعد عن الرئاء وَ إِدْبارَ النُّجُومِ و إذا أدبرت النجوم من آخر الليل. و قال الطبرسي رحمه الله يعني الركعتين قبل صلاة الفجر و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع. و قال البيضاوي في قوله تعالى ن من أسماء الحروف و قيل اسم الحوت و المراد به الجنس أو اليهموت و هو الذي عليه الأرض أو الدواة فإن بعض الحيتان يستخرج منه شيء أسود يكتب به. و قال الطبرسي روي مرفوعا إلى النبي ص قال هو نهر في الجنة قال الله له كن مدادا فجمد و كان أبيض من اللبن و أحلى من الشهد ثم قال للقلم اكتب فكتب القلم ما كان و ما هو كائن إلى يوم القيامة عن أبي جعفر الباقر ع. وَ الْقَلَمِ قال البيضاوي هو الذي خط اللوح أو الذي يخط به أقسم به لكثرة فوائده وَ ما يَسْطُرُونَ و ما يكتبون و الضمير للقلم بالمعنى الأول على التعظيم أو بالمعنى الثاني على إرادة الجنس و إسناد الفعل إلى الآلة و إجرائه مجرى أولي العلم لإقامته مقامه أو لأصحابه أو للحفظة و ما مصدرية أو موصولة ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ جواب القسم و المعنى ما أنت بمجنون منعما عليك بالنبوة و حصافة الرأي وَ إِنَّ لَكَ لَأَجْراً على الاحتمال أو الإبلاغ غَيْرَ مَمْنُونٍ مقطوع أو ممنون به عليك من الناس فإنه تعالى يعطيك بلا توسط وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ إذ تحتمل من قومك ما لا يحتمله أمثالك فَسَتُبْصِرُ وَ يُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ أيكم الذي فتن بالجنون و الباء مزيدة أو بأيكم الجنون على أن الْمَفْتُونُ مصدر أو بأي الفريقين منكم الجنون أ بفريق المؤمنين أو بفريق الكافرين أي في أيهما من يستحق هذا الاسم فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ و هو إمهالهم و تأخير نصرتك عليهم وَ لا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ
يونس إِذْ نادى في بطن الحوت وَ هُوَ مَكْظُومٌ مملو غيظا في الضجرة فتبتلي ببلائه. و قال الطبرسي رحمه الله إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ أي على دين عظيم و قيل معناه أنك متخلق بأخلاق الإسلام و على طبع كريم و قيل سمي خلقه عظيما لاجتماع مكارم الأخلاق فيه و يعضده ما روي عنه ص أنه قال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق و قال ص أدبني ربي فأحسن تأديبي و قال و أخبرني السيد أبو الحمد مهدي بن نزار الحسيني عن أبي القاسم الحسكاني بإسناده عن الضحاك بن مزاحم قال لما رأت قريش تقديم النبي ص عليا ع و إعظامه له نالوا من علي ع و قالوا قد افتتن به محمد ص فأنزل الله تعالى ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ قسم أقسم الله به ما أَنْتَ يا محمد بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ يعني القرآن إلى قوله بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ و هم النفر الذين قالوا ما قالوا وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ علي بن أبي طالب ع. و قال البيضاوي في قوله تعالى مُلْتَحَداً أي منحرفا و ملتجئا إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ استثناء من قوله لا أَمْلِكُ فإن التبليغ إرشاد و إنفاع أو من مُلْتَحَداً و رِسالاتِهِ عطف على بَلاغاً مِنَ اللَّهِ. وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ في الأمر بالتوحيد إذ الكلام فيه حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ في الدنيا كوقعة بدر أو في الآخرة قُلْ إِنْ أَدْرِي أي ما أدري أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً غاية يطول مدتها كأنه لما سمع المشركون حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ قالوا متى يكون إنكارا فقيل قل إنه كائن لا محالة و لكن لا أدري وقته فَلا يُظْهِرُ فلا يطلع عَلى غَيْبِهِ أَحَداً أي على الغيب المخصوص به علمه إِلَّا مَنِ ارْتَضى يعلم بعضه حتى يكون له معجزة مِنْ رَسُولٍ بيان لمن. فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ من بين يدي المرتضى وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً حرسا من الملائكة يحرسونه من اختطاف الشياطين و تخاليطهم لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا أي ليعلم النبي الموحى إليه أن قد أبلغ جبرئيل و الملائكة النازلون بالوحي أو ليعلم الله أن أبلغ الأنبياء بمعنى ليتعلق علمه به موجودا رِسالاتِ رَبِّهِمْ كما هي محروسة عن التغيير وَ أَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ بما عند الرسل وَ أَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً حتى القطر و الرمل و في قوله تعالى يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ أي قم إلى الصلاة أو داوم عليها إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ الاستثناء من الليل و نصفه بدل من قليلا و قلته بالنسبة إلى الكل و التخيير بين قيام النصف و الزائد عليه كالثلثين و الناقص عنه كالثلث أو نصفه بدل من الليل و الاستثناء منه و الضمير في منه و عليه للأقل من النصف كالثلث فيكون التخيير بينه و بين الأقل منه كالربع و الأكثر منه كالنصف أو للنصف و التخيير بين أن يقوم أقل منه على البت و أن يختار أحد الأمرين من الأقل و الأكثر أو الاستثناء من أعداد الليل فإنه عام و التخيير بين قيام النصف و الناقص عنه و الزائد عليه وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا اقرأه على تؤدة و تبيين حروف بحيث يتمكن السامع من عدها إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا يعني القرآن فإنه لما فيه من التكاليف الشاقة ثقيل على المكلفين أو رصين لرزانة لفظه و متانة معناه أو ثقيل على المتأمل فيه لافتقاره إلى مزيد تصفية للسر و تحديد للنظر أو ثقيل في الميزان أو على الكفار و الفجار أو ثقيل تلقيه لقول عائشة رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم
الشديد البرد فينفصم عنه و إن جبينه ليرفض عرقا إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ إن النفس التي تنشأ من مضجعها إلى العبادة من نشأ من مكانه إذا نهض أو قيام الليل على أن الناشئة له أو العبادة التي تنشأ بالليل أي تحدث أو ساعات الليل فإنها تحدث واحدة بعد أخرى أو ساعاتها الأول من نشأت إذا ابتدأت هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً أي كلفة أو ثبات قدم وَ أَقْوَمُ قِيلًا و أسد مقالا أو أثبت قراءة لحضور القلب و هدوء الأصوات إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا تقلبا في مهامك و اشتغالا بها فعليك بالتهجد فإن مناجات الحق تستدعي فراغا وَ اذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ و دم على ذكره ليلا و نهارا وَ تَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا و انقطع إليه بالعبادة و جرد نفسك عما سواه رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ خبر محذوف أو مبتدأ خبره لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا مسبب عن التهليلة فإن توحده بالألوهية يقتضي أن توكل إليه الأمور وَ اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ من الخرافات وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا بأن تجانبهم و تداريهم و لا تكافيهم و تكل أمرهم إلى الله كما قال وَ ذَرْنِي وَ الْمُكَذِّبِينَ دعني و إياهم و كل إلى أمرهم أُولِي النَّعْمَةِ أرباب التنعم يريد صناديد قريش وَ مَهِّلْهُمْ قَلِيلًا زمانا أو إمهالا إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَ نِصْفَهُ وَ ثُلُثَهُ استعار الأدنى للأقل لأن الأقرب إلى الشيء أقل بعدا منه و نصفه و ثلثه عطف على أدنى. وَ طائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ و يقوم ذلك جماعة من أصحابك وَ اللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ لا يعلم مقادير ساعاتهما كما هي إلا الله عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ أي لن تحصوا تقدير الأوقات و لن تستطيعوا ضبط الساعات فَتابَ عَلَيْكُمْ بالترخيص في ترك القيام المقدور و رفع التبعة فيه فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ فصلوا ما تيسر عليكم من صلاة الليل عبر عن الصلاة بالقراءة كما عبر عنها بسائر أركانها قيل كان التهجد واجبا على التخيير المذكور فعسر عليهم القيام به فنسخ به ثم نسخ هذا بالصلوات الخمس أو فاقرءوا القرآن بعينه كيفما تيسر عليكم عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى استئناف يبين حكمة أخرى مقتضية للترخيص و التخفيف و لذلك كرر الحكم مرتبا عليه و قال وَ آخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ و الضرب في الأرض ابتغاء للفضل أو المسافرة للتجارة و تحصيل العلم. يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ أي المتدثر و هو لابس الدثار و سيأتي القول فيه قُمْ من مضجعك أو قم قيام عزم و جد فَأَنْذِرْ مطلق للتعميم أو مقدر بمفعول دل عليه قوله وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ. وَ رَبَّكَ فَكَبِّرْ و خصص ربك بالتكبير و هو وصفه بالكبرياء عقدا و قولا وَ ثِيابَكَ فَطَهِّرْ من النجاسات فإن التطهير واجب في الصلاة محبوب في غيرها و ذلك بغسلها أو بحفظها عن النجاسة كتقصيرها مخافة جر الذيول فيها و هو أول ما أمر به من رفض العادات المذمومة أو طهر نفسك من الأخلاق و الأفعال الذميمة أو فطهر دثار النبوة عما يدنسه من الحقد و الضجر و قلة الصبر وَ الرُّجْزَ فَاهْجُرْ و اهجر العذاب بالثبات على هجر ما يؤدي إليه من الشرك و غيره من القبائح وَ لا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ و لا تعط مستكثرا نهى عن الاستغزار و هو أن يهب شيئا طامعا في عوض أكثر نهي تنزيه أو نهيا خاصا به ص أو لا تمنن على الله بعبادتك مستكثرا إياها أو على الناس بالتبليغ مستكثرا به الأجر منهم أو مستكثرا إياه وَ لِرَبِّكَ و لوجهه أو أمره فَاصْبِرْ فاستعمل الصبر أو فاصبر على مشاق التكاليف و أذى المشركين. و في قوله تعالى وَ لا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً أي كل واحد من مرتكب الإثم الداعي لك إليه و من الغالي في الكفر الداعي إليه وَ اذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَ أَصِيلًا أي و داوم على ذكره أو دم على صلاة الفجر و الظهر و العصر فإن الأصيل يتناول وقتيهما وَ مِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ و بعض الليل فصل له و لعل المراد به صلاة المغرب و العشاء وَ سَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا و تهجد له طائفة طويلة من الليل
1- ل، ]الخصال[ لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبان الأحمر عن الصادق جعفر بن محمد ع قال جاء رجل إلى رسول الله ص و قد بلى ثوبه فحمل إليه اثني عشر درهما فقال يا علي خذ هذه الدراهم فاشتر لي ثوبا ألبسه قال علي ع فجئت إلى السوق فاشتريت له قميصا باثني عشر درهما و جئت به إلى رسول الله ص فنظر إليه فقال يا علي غير هذا أحب إلي أ ترى صاحبه يقيلنا فقلت لا أدري فقال انظر فجئت إلى صاحبه فقلت إن رسول الله ص قد كره هذا يريد ثوبا دونه فأقلنا فيه فرد علي الدراهم و جئت به إلى رسول الله ص فمشى معي إلى السوق ليبتاع قميصا فنظر إلى جارية قاعدة على الطريق تبكي فقال لها رسول الله ص ما شأنك قالت يا رسول الله إن أهل بيتي أعطوني أربعة دراهم لأشتري لهم بها حاجة فضاعت فلا أجسر أن أرجع إليهم فأعطاها رسول الله ص أربعة دراهم و قال ارجعي إلى أهلك و مضى رسول الله ص إلى السوق فاشترى قميصا بأربعة دراهم و لبسه و حمد الله و خرج فرأى رجلا عريانا يقول من كساني كساه الله من ثياب الجنة فخلع رسول الله ص قميصه الذي اشتراه و كساه السائل ثم رجع إلى السوق فاشترى بالأربعة التي بقيت قميصا آخر فلبسه و حمد الله و رجع إلى منزله و إذا الجارية قاعدة على الطريق فقال لها رسول الله صلى الله عليه و آله ما لك لا تأتين أهلك قالت يا رسول الله إني قد أبطأت عليهم و أخاف أن يضربوني فقال رسول الله ص مري بين يدي و دليني على أهلك فجاء رسول الله ص حتى وقف على باب دارهم ثم قال السلام عليكم يا أهل الدار فلم يجيبوه فأعاد السلام فلم يجيبوه فأعاد السلام فقالوا عليك السلام يا رسول الله و رحمة الله و بركاته فقال لهم ما لكم تركتم إجابتي في أول السلام و الثاني قالوا يا رسول الله سمعنا سلامك فأحببنا أن تستكثر منه فقال رسول الله ص إن هذه الجارية أبطأت عليكم فلا تؤاخذوها فقالوا يا رسول الله هي حرة لممشاك فقال رسول الله ص الحمد لله ما رأيت اثني عشر درهما أعظم بركة من هذه كسا الله بها عريانين و أعتق بها نسمة
2- لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن الوليد عن الصفار عن عبد الله بن الصلت عن يونس عن ابن حميد عن محمد بن قيس عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص خمس لا أدعهن حتى الممات الأكل على الحضيض مع العبيد و ركوبي الحمار مؤكفا و حلبي العنز بيدي و لبس الصوف و التسليم على الصبيان لتكون سنة من بعدي
3- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ع، ]علل الشرائع[ المظفر العلوي عن ابن العياشي عن أبيه عن علي بن الحسن بن فضال عن محمد بن الوليد عن العباس بن هلال عن الرضا عن آبائه عن علي عليهم السلام مثله
ل، ]الخصال[ ابن المتوكل عن السعدآبادي عن الرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير و صفوان معا عن الحسين بن مصعب عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم السلام مثله بيان الأكل على الحضيض الأكل على الأرض من غير أن يكون خوان قال الجوهري و الحضيض القرار من الأرض عند منقطع الجبل و في الحديث أنه أهدي إلى رسول الله ص هدية فلم يجد شيئا يضعه عليه فقال ضعه بالحضيض فإنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد يعني بالأرض. و قال الفيروزآبادي إكاف الحمار ككتاب و غراب و وكافه برذعته و الأكاف صانعه و آكف الحمار إيكافا و أكفه تأكيفا شده عليه. أقول سيأتي شرح الخبر بتمامه في كتاب الآداب و السنن إن شاء الله تعالى
4- لي، ]الأمالي للصدوق[ العطار عن أبيه عن ابن عيسى عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن العيص بن القاسم قال قلت للصادق جعفر بن محمد ع حديث يروى عن أبيك ع أنه قال ما شبع رسول الله ص من خبز بر قط أ هو صحيح فقال لا ما أكل رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم خبز بر قط و لا شبع من خبز شعير قط
5- لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن إدريس عن أبيه عن ابن عيسى عن محمد بن يحيى الخزاز عن موسى بن إسماعيل عن أبيه عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه ع عن أمير المؤمنين عليه السلام قال إن يهوديا كان له على رسول الله ص دنانير فتقاضاه فقال له يا يهودي ما عندي ما أعطيك فقال فإني لا أفارقك يا محمد حتى تقضيني فقال إذا أجلس معك فجلس معه حتى صلى في ذلك الموضع الظهر و العصر و المغرب و العشاء الآخرة و الغداة و كان أصحاب رسول الله ص يتهددونه و يتواعدونه فنظر رسول الله ص إليهم فقال ما الذي تصنعون به فقالوا يا رسول الله يهودي يحسبك فقال ص لم يبعثني ربي عز و جل بأن أظلم معاهدا و لا غيره فلما علا النهار قال اليهودي أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و شطر مالي في سبيل الله أما و الله ما فعلت بك الذي فعلت إلا لأنظر إلى نعتك في التوراة فإني قرأت نعتك في التوراة محمد بن عبد الله مولده بمكة و مهاجره بطيبة و ليس بفظ و لا غليظ و لا سخاب و لا متزين بالفحش و لا قول الخناء و أنا أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله ص و هذا مالي فاحكم فيه بما أنزل الله و كان اليهودي كثير المال ثم قال ع كان فراش رسول الله ص عباءة و كانت مرفقته أدم حشوها ليف فثنيت له ذات ليلة فلما أصبح قال لقد منعني الفراش الليلة الصلاة فأمر ع أن يجعل بطاق واحد
بيان قال الجزري فيه من قتل معاهدا لم يقبل الله منه صرفا و لا عدلا يجوز أن يكون بكسر الهاء و فتحها على الفاعل و المفعول و هو في الحديث بالفتح أشهر و أكثر و المعاهد من كان بينك و بينه عهد و أكثر ما يطلق في الحديث على أهل الذمة و قد يطلق على غيرهم من الكفار إذا صولحوا على ترك الحرب مدة ما و قال الشطر النصف. و قال الجوهري طيبة على وزن شيبة اسم مدينة الرسول ص و الصخب بالصاد و بالسين الضجة و اضطراب الأصوات للخصام قوله ع و لا متزين في بعض النسخ بالزاء المعجمة أي لم يجعل الفحش زينة كما يتخذه اللئام و في بعضها بالراء أي لا يدنس نفسه بذلك و الخناء أيضا الفحش في القول و المرفقة بالكسر الوسادة
6- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص في بيت أم سلمة في ليلتها ففقدته من الفراش فدخلها في ذلك ما يدخل النساء فقامت تطلبه في جوانب البيت حتى انتهت إليه و هو في جانب من البيت قائم رافع يديه يبكي و هو يقول اللهم لا تنزع مني صالح ما أعطيتني أبدا اللهم لا تشمت بي عدوا و لا حاسدا أبدا اللهم و لا تردني في سوء استنقذتني منه أبدا اللهم و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا قال فانصرفت أم سلمة تبكي حتى انصرف رسول الله ص لبكائها فقال لها ما يبكيك يا أم سلمة فقالت بأبي أنت و أمي يا رسول الله و لم لا أبكي و أنت بالمكان الذي أنت به من الله قد غفر الله لك ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ تسأله أن لا يشمت بك عدوا أبدا و أن لا يردك في سوء استنقذك منه أبدا و أن لا ينزع منك صالحا أعطاك أبدا و أن لا يكلك إلى نفسك طرفة عين أبدا فقال يا أم سلمة و ما يؤمنني و إنما وكل الله يونس بن متى إلى نفسه طرفة عين و كان منه ما كان
7- ب، ]قرب الإسناد[ ابن طريف عن ابن علوان عن جعفر عن أبيه ع قال جاء إلى النبي ص سائل يسأله فقال رسول الله ص هل من أحد عنده سلف فقام رجل من الأنصار من بني الجبلي فقال عندي يا رسول الله قال فأعط هذا السائل أربعة أوساق تمر قال فأعطاه قال ثم جاء الأنصاري بعد إلى النبي ص يتقاضاه فقال له يكون إن شاء الله ثم عاد إليه فقال يكون إن شاء الله ثم عاد إليه الثالثة فقال يكون إن شاء الله فقال قد أكثرت يا رسول الله من قول يكون إن شاء الله قال فضحك رسول الله و قال هل من رجل عنده سلف قال فقام رجل فقال له عندي يا رسول الله قال و كم عندك قال ما شئت قال فأعط هذا ثمانية أوسق من تمر فقال الأنصاري إنما لي أربعة يا رسول الله قال رسول الله ص و أربعة أيضا
8- ب، ]قرب الإسناد[ ابن طريف عن ابن علوان عن جعفر عن أبيه ع أن رسول الله ص لم يورث دينارا و لا درهما و لا عبدا و لا وليدة و لا شاة و لا بعيرا و لقد قبض ص و إن درعه مرهونة عند يهودي من يهود المدينة بعشرين صاعا من شعير استلفها نفقة لأهله
9- ب، ]قرب الإسناد[ أبو البختري عن جعفر عن أبيه ع أن المساكين كانوا يبيتون في المسجد على عهد رسول الله ص فأفطر النبي ص مع المساكين الذين في المسجد ذات ليلة عند المنبر في برمة فأكل منها ثلاثون رجلا ثم ردت إلى أزواجه شبعهن
10- ب، ]قرب الإسناد[ محمد بن الوليد عن ابن بكير قال سألت أبا عبد الله ع عن الصلاة قاعدا أو يتوكأ على عصا أو على حائط فقال لا ما شأن أبيك و شأن هذا ما بلغ أبوك هذا بعد أن رسول الله ص بعد ما عظم أو بعد ما ثقل كان يصلي و هو قائم و رفع إحدى رجليه حتى أنزل الله تبارك و تعالى طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى فوضعها
بيان لعل تحمل هذه الأثقال في العبادة كان في الشريعة ثم نسخ
11- ل، ]الخصال[ محمد بن عمر الحافظ البغدادي عن إسحاق بن جعفر العلوي عن أبيه جعفر بن محمد عن علي بن محمد العلوي المعروف بالمشلل عن سليمان بن محمد القرشي عن إسحاق بن أبي زياد عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي ع قال قال رسول الله ص خمس لست بتاركهن حتى الممات لباسي الصوف و ركوبي الحمار مؤكفا و أكلي مع العبيد و خصفي النعل بيدي و تسليمي على الصبيان لتكون سنة من بعدي
12- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص أتاني ملك فقال يا محمد إن ربك يقرئك السلام و يقول إن شئت جعلت لك بطحاء مكة ذهبا قال فرفع رأسه إلى السماء و قال يا رب أشبع يوما فأحمدك و أجوع يوما فأسألك
صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عنه ع مثله جا، ]المجالس للمفيد[ عمر بن محمد عن ابن مهرويه عن داود بن سليمان عنه ع مثله
13- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه عن علي ع قال كان النبي ص يضحي بكبشين أملحين أقرنين
14- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بهذا الإسناد قال إن النبي ص كان يتختم في يمينه
15- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ و بهذا الإسناد قال ما شبع النبي ص من خبز بر ثلاثة أيام حتى مضى لسبيله
-16 ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الحسين بن أحمد البيهقي عن محمد بن يحيى الصولي عن سهل بن القاسم النوشجاني قال قال رجل للرضا ع يا ابن رسول الله إنه يروى عن عروة بن زبير أنه قال توفي النبي ص و هو في تقية فقال أما بعد قول الله عز و جل يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فإنه أزال كل تقية بضمان الله عز و جل له و بين أمر الله و لكن قريشا فعلت ما اشتهت بعده و أما قبل نزول هذه الآية فلعله
17- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الحسين بن محمد التمار عن محمد بن إسكاب عن مصعب بن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة أن النبي ص كان إذا رأى ناشئا ترك كل شيء و إن كان في صلاة و قال اللهم إني أعوذ بك من شر ما فيه فإن ذهب حمد الله و إن أمطر قال اللهم اجعله ناشئا نافعا و الناشئ السحاب و المخيلة أيضا السحابة
بيان قوله و الناشئ إلى آخر الكلام إما كلام الشيخ أو بعض الرواة و قال الجزري فيه كان إذا رأى ناشئا في أفق السماء أي سحابا لم يتكامل اجتماعه و اصطحابه
18- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن حشيش عن أحمد عن سليمان بن أحمد الطبراني عن عمرو بن ثور عن محمد بن يوسف عن سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن قاسم عن أبيه عن عائشة قال ما شبع آل محمد ع ثلاثة أيام تباعا حتى لحق بالله عز و جل
-19 ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن مخلد عن الخالدي عن الحسن بن علي القطان عن عباد بن موسى عن إبراهيم بن سليمان عن عبد الله بن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان رسول الله ص يجلس على الأرض و يأكل على الأرض و يعتقل الشاة و يجيب دعوة المملوك على خبز الشعير
20- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ حمويه بن علي عن محمد بن محمد بن بكر الهزالي عن الفضل بن الحباب عن سلم عن أبي هلال عن بكر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب دخل على النبي ص و هو موقوذ أو قال محموم فقال له عمر يا رسول الله ما أشد وعكك أو حماك فقال ما منعني ذلك أن قرأت الليلة ثلاثين سورة فيهن السبع الطول فقال عمر يا رسول الله غفر الله لك ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ و أنت تجتهد هذا الاجتهاد فقال يا عمر أ فلا أكون عبدا شكورا
بيان قال الفيروزآبادي الموقوذ الشديد المرض المشرف و وقذه صرعه و سكنه و غلبه و تركه عليلا كأوقذه و قال الوعك أدنى الحمى و وجعها و مغثها في البدن و ألم من شدة التعب
21- ع، ]علل الشرائع[ علي بن حاتم عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن الحسين بن موسى عن أبيه عن موسى بن جعفر أبيه عن جده عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب ع قال كان رسول الله ص مكفرا لا يشكر معروفه و لقد كان معروفه على القرشي و العربي و العجمي و من كان أعظم معروفا من رسول الله ص على هذا الخلق و كذلك نحن أهل البيت مكفرون و لا يشكر معروفنا و خيار المؤمنين مكفرون و لا يشكر معروفهم
22- ع، ]علل الشرائع[ أبي عن القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم النهاوندي عن صالح بن راهويه عن أبي جويد مولى الرضا ع عن الرضا ع قال نزل جبرئيل على النبي ص فقال يا محمد إن ربك يقرئك السلام و يقول إن الأبكار من النساء بمنزلة الثمر على الشجر فإذا أينع الثمر فلا دواء له إلا اجتناؤه و إلا أفسدته الشمس و غيرته الريح و إن الأبكار إذا أدركن ما تدرك النساء فلا دواء لهن إلا البعول و إلا لم يؤمن عليهن الفتنة فصعد رسول الله ص المنبر فجمع الناس ثم أعلمهم ما أمر الله عز و جل به فقالوا ممن يا رسول الله فقال من الأكفاء فقالوا و من الأكفاء فقال المؤمنون بعضهم أكفاء بعض ثم لم ينزل حتى زوج ضباعة من المقداد بن الأسود ثم قال أيها الناس إني زوجت ابنة عمي المقداد ليتضع النكاح
23- ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن جعفر بن محمد بن يونس عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله ع قال إن النبي ص كان في مكان و معه رجل من أصحابه و أراد قضاء حاجة فقام إلى الأشاءين يعني النخلتين فقال لهما اجتمعا فاستتر بهما النبي ص فقضى حاجته ثم قام فجاء الرجل فلم ير شيئا
بيان قال الجوهري الأشاء بالفتح و المد صغار النخل
24- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن عبد الله بن حامد عن أحمد بن محمد بن الحسن عن محمد بن يحيى أبي صالح عن الليث عن يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة أن جابر بن عبد الله قال كنا مع رسول الله ص بمر الظهران يرعى الغنم و إن رسول الله ص قال عليكم بالأسود منه فإنه أطيبه قالوا ترعى الغنم قال نعم و هل نبي إلا رعاها
25- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن أبيه عن محمد العطار عن الأشعري عن سيف بن حاتم عن رجل من ولد عمار يقال له أبو لؤلؤة سماه عن آبائه قال قال عمار رضي الله عنه كنت أرعى غنيمة أهلي و كان محمد ص يرعى أيضا فقلت يا محمد هل لك في فخ فإني تركتها روضة برق قال نعم فجئتها من الغد و قد سبقني محمد ص و هو قائم يذود غنمه عن الروضة قال إني كنت واعدتك فكرهت أن أرعى قبلك
بيان قال الفيروزآبادي البرق محركة الحمل معرب برة و قال الأبرق غلظ فيه حجارة و رمل و طين مختلطة و البرقة بالضم غلظ الأبرق و برق ديار العرب تنيف على مائة منها برقة الأثمار و الأوجال و الأجداد و عدها إلى أن قال و النجد و يثرب و اليمامة هذه برق العرب
26- سن، ]المحاسن[ أبي عن النوفلي عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص خلق الله العقل فقال له أدبر فأدبر ثم قال له أقبل فأقبل ثم قال ما خلقت خلقا أحب إلي منك فأعطى الله محمدا تسعة و تسعين جزءا ثم قسم بين العباد جزءا واحدا
27- صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص ضعفت عن الصلاة و الجماع فنزلت علي قدر من السماء فأكلت منها فزاد في قوتي قوة أربعين رجلا في البطش و الجماع
28- صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عن الرضا عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع كنا مع النبي ص في حفر الخندق إذ جاءت فاطمة و معها كسيرة من خبز فدفعتها إلى النبي صلى الله عليه و آله فقال النبي ص ما هذه الكسيرة فقالت خبزته قرصا للحسن و الحسين جئتك منه بهذه الكسيرة فقال النبي ص يا فاطمة أما إنه أول طعام دخل جوف أبيك منذ ثلاث
ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالأسانيد الثلاثة عنه ع مثله
29- سن، ]المحاسن[ علي بن الحكم عن أبي المغراء عن ابن خارجة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص يأكل أكل العبد و يجلس جلوس العبد و يعلم أنه عبد
بيان أكل العبد الأكل على الأرض كما مر و جلوس العبد الجلوس على الركبتين
30- سن، ]المحاسن[ أبي عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال كان رسول الله ص يأكل أكل العبد و يجلس جلسة العبد و كان يأكل على الحضيض و ينام على الحضيض
31- سن، ]المحاسن[ صفوان عن ابن مسكان عن الحسن الصيقل قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول مرت امرأة بدوية برسول الله ص و هو يأكل و هو جالس على الحضيض فقالت يا محمد و الله إنك لتأكل أكل العبد و تجلس جلوسه فقال لها رسول الله ص ويحك أي عبد أعبد مني قالت فناولني لقمة من طعامك فناولها فقالت لا و الله إلا التي في فمك فأخرج رسول الله ص اللقمة من فمه فناولها فأكلتها قال أبو عبد الله ع فما أصابها داء حتى فارقت الدنيا
مكا، ]مكارم الأخلاق[ من كتاب النبوة عن أبي عبد الله ع مثله كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن صفوان مثله
32- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن الصادق ع أن رسول الله ص أقبل إلى الجعرانة فقسم فيها الأموال و جعل الناس يسألونه فيعطيهم حتى ألجئوه إلى الشجرة فأخذت بردة و خدشت ظهره حتى جلوه عنها و هم يسألونه فقال أيها الناس ردوا علي بردي و الله لو كان عندي عدد شجر تهامة نعما لقسمته بينكم ثم ما ألفيتموني جبانا و لا بخيلا ثم خرج من الجعرانة في ذي القعدة قال فما رأيت تلك الشجرة إلا خضراء كأنما يرش عليها الماء
33- و في رواية أخرى حتى انتزعت الشجرة رداءه و خدشت الشجرة ظهره
بيان قال الجوهري جلوا عن أوطانهم و جلوتهم أنا يتعدى و لا يتعدى
34- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أما آدابه ص فقد جمعها بعض العلماء و التقطها من الأخبار كان النبي ص أحكم الناس و أحلمهم و أشجعهم و أعدلهم و أعطفهم لم تمس يده يد امرأة لا تحل و أسخى الناس لا يثبت عنده دينار و لا درهم فإن فضل و لم يجد من يعطيه و يجنه الليل لم يأو إلى منزله حتى يتبرأ منه إلى من يحتاج إليه لا يأخذ مما آتاه الله إلا قوت عامه فقط من يسير ما يجد من التمر و الشعير و يضع سائر ذلك في سبيل الله و لا يسأل شيئا إلا أعطاه ثم يعود إلى قوت عامه فيؤثر منه حتى ربما احتاج قبل انقضاء العام إن لم يأته شيء و كان يجلس على الأرض و ينام عليها و يأكل عليها و كان يخصف النعل و يرقع الثوب و يفتح الباب و يحلب الشاة و يعقل البعير فيحلبها و يطحن مع الخادم إذا أعيا و يضع طهوره بالليل بيده و لا يتقدمه مطرق و لا يجلس متكئا و يخدم في مهنة أهله و يقطع اللحم و إذا جلس على الطعام جلس محقرا و كان يلطع أصابعه و لم يتجشأ قط و يجيب دعوة الحر و العبد و لو على ذراع أو كراع و يقبل الهدية و لو أنها جرعة لبن و يأكلها و لا يأكل الصدقة لا يثبت بصره في وجه أحد يغضب لربه و لا يغضب لنفسه و كان يعصب الحجر على بطنه من الجوع يأكل ما حضر و لا يرد ما وجد لا يلبس ثوبين يلبس بردا حبرة يمنية و شملة جبة صوف و الغليظ من القطن و الكتان و أكثر ثيابه البياض و يلبس العمامة و يلبس القميص من قبل ميامنه و كان له ثوب للجمعة خاصة و كان إذا لبس جديدا أعطى خلق ثيابه مسكينا و كان له عباء يفرش له حيث ما ينقل تثني ثنيتين يلبس خاتم فضة في خنصره الأيمن يحب البطيخ و يكره الريح الردية و يستاك عند الوضوء يردف خلفه عبده أو غيره يركب ما أمكنه من فرس أو بغلة أو حمار و يركب الحمار بلا سرج و عليه العذار و يمشي راجلا و حافيا بلا رداء و لا عمامة و لا قلنسوة و يشيع الجنائز و يعود المرضى في أقصى المدينة يجالس الفقراء و يؤاكل المساكين و يناولهم بيده و يكرم أهل الفضل في أخلاقهم و يتألف أهل الشرف بالبر لهم يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على غيرهم إلا بما أمر الله و لا يجفو على أحد يقبل معذرة المتعذر إليه و كان أكثر الناس تبسما ما لم ينزل عليه قرآن أو لم تجر عظة و ربما ضحك من غير قهقهة لا يرتفع على عبيده و إمائه في مأكل و لا ملبس ما شتم أحدا بشتمة و لا لعن امرأة و لا خادما بلعنة و لا لاموا أحدا إلا قال دعوه و لا يأتيه أحد حر أو عبد أو أمة إلا قام معه في حاجته لا فظ و لا غليظ و لا صخاب في الأسواق و لا يجزي بالسيئة السيئة و لكن يغفر و يصفح يبدأ من لقيه بالسلام و من رامه بحاجة صابرة حتى يكون هو المنصرف ما أخذ أحد يده فيرسل يده حتى يرسلها و إذا ألقى مسلما بدأه بالمصافحة و كان لا يقوم و لا يجلس إلا على ذكر الله و كان لا يجلس إليه أحد و هو يصلي إلا خفف صلاته و أقبل عليه و قال أ لك حاجة و كان أكثر جلوسه أن ينصب ساقيه جميعا يجلس حيث ينتهي به المجلس و كان أكثر ما يجلس مستقبل القبلة و كان يكرم من يدخل عليه حتى ربما بسط ثوبه و يؤثر الداخل بالوسادة التي تحته و كان في الرضا و الغضب لا يقول إلا حقا و كان يأكل القثاء بالرطب و الملح و كان أحب الفواكه الرطبة إليه البطيخ و العنب و أكثر طعامه الماء و التمر و كان يتمجع اللبن بالتمر و يسميهما الأطيبين و كان أحب الطعام إليه اللحم و يأكل الثريد باللحم و كان يحب القرع و كان يأكل لحم الصيد و لا يصيده و كان يأكل الخبز و السمن و كان يحب من الشاة الذراع و الكتف و من القدر الدباء و من الصباغ الخل و من التمر العجوة و من البقول الهندباء و الباذروج و البقلة اللينة
بيان قوله لا يتقدمه مطرق أي كان أكثر الناس إطراقا إلى الأرض حياء يقال أطرق أي سكت و لم يكلم و أرخى عينيه ينظر إلى الأرض و المهنة بالفتح و الكسر الخدمة و لطع الأصابع لحسها و مصها بعد الطعام و الكراع كغراب من البقر و الغنم مستدق الساق و قال الفيروزآبادي المجيع تمر يعجن بلبن و تمجع أكل التمر اليابس باللبن معا و أكل التمر و شرب عليه اللبن
35- مكا، ]مكارم الأخلاق[ في تواضعه و حيائه عن أنس بن مالك قال كان رسول الله ص يعود المريض و يتبع الجنازة و يجيب دعوة المملوك و يركب الحمار و كان يوم خيبر و يوم قريظة و النضير على حمار مخطوم بحبل من ليف تحته أكاف من ليف
و عن أنس بن مالك قال لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله و كانوا إذا رأوه لم يقوموا إليه لما يعرفون من كراهيته
و عن ابن عباس قال كان رسول الله ص يجلس على الأرض و يأكل على الأرض و يعتقل الشاة و يجيب دعوة المملوك
و عن أنس بن مالك قال إن رسول الله ص مر على صبيان فسلم عليهم و هو مغذ
عن أسماء بنت يزيد أن النبي ص مر بنسوة فسلم عليهن
و عن ابن مسعود قال أتى النبي ص رجل يكلمه فأرعد فقال هون عليك فلست بملك إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القد
عن أبي ذر قال كان رسول الله ص يجلس بين ظهراني أصحابه فيجيء الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل فطلبنا إلى النبي ص أن يجعل مجلسا يعرفه الغريب إذا أتاه فبنينا له دكانا من طين و كان يجلس عليه و نجلس بجانبيه
و سئلت عائشة ما كان النبي ص يصنع إذا خلا قالت يخيط ثوبه و يخصف نعله و يصنع ما يصنع الرجل في أهله
و عنها أحب العمل إلى رسول الله ص الخياطة
و عن أنس بن مالك قال خدمت النبي ص تسع سنين فما أعلمه قال لي قط هلا فعلت كذا و كذا و لا عاب علي شيئا قط
و عن أنس بن مالك قال صحبت رسول الله ص عشر سنين و شممت العطر كله فلم أشم نكهة أطيب من نكهته و كان إذا لقيه واحد من أصحابه قام معه فلم ينصرف حتى يكون الرجل ينصرف عنه و إذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده ناولها إياه فلم ينزع عنه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع عنه و ما أخرج ركبتيه بين جليس له قط و ما قعد إلى رسول الله ص رجل قط فقام حتى يقوم
و عن أنس بن مالك قال إن النبي ص أدركه أعرابي فأخذ بردائه فجبذه جبذة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عنق رسول الله ص و قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جبذته ثم قال له يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه رسول الله ص فضحك و أمر له بعطاء
عن أبي سعيد الخدري يقول كان رسول الله ص حييا لا يسأل شيئا إلا أعطاه
و عنه قال كان رسول الله ص أشد حياء من العذراء في خدرها و كان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه
و عن ابن مسعود قال رسول الله ص لا يبلغني أحد منكم عن أصحابي شيئا فإني أحب أن أخرج إليكم و أنا سليم الصدر
في جوده
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع قال كان رسول الله ص أجود الناس كفا و أكرمهم عشرة من خالطه فعرفه أحبه
من كتاب النبوة، عن ابن عباس عن النبي ص قال أنا أديب الله و علي أديبي أمرني ربي بالسخاء و البر و نهاني عن البخل و الجفاء و ما شيء أبغض إلى الله عز و جل من البخل و سوء الخلق و إنه ليفسد العمل كما يفسد الطين العسل
و برواية أخرى عن أمير المؤمنين ع كان إذا وصف رسول الله ص قال كان أجود الناس كفا و أجرأ الناس صدرا و أصدق الناس لهجة و أوفاهم ذمة و ألينهم عريكة و أكرمهم عشرة و من رآه بديهة هابه و من خالطه فعرفه أحبه لم أر مثله قبله و لا بعده
و عن ابن عمر قال ما رأيت أحدا أجود و لا أنجد و لا أشجع و لا أوضأ من رسول الله ص
و عن جابر بن عبد الله قال ما سئل رسول الله ص شيء قط قال لا
و عن ابن عباس قال كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان و لا يقاعدونه فقال يا رسول الله ثلاث أعطنيهن قال نعم قال عندي أحسن العرب و أجمله أم حبيبة أزوجكها قال نعم قال و معاوية تجعله كاتبا بين يديك قال نعم قال مرني حتى أقاتل الكفار كما قاتلت المسلمين قال نعم قال ابن زميل و لو لا أنه طلب ذلك من النبي صلى الله عليه و آله ما أعطاه لأنه لم يكن يسأل شيئا قط إلا قال نعم
و عن عمر أن رجلا أتى النبي ص فقال ما عندي شيء و لكن ابتع علي فإذا جاءنا شيء قضيناه قال عمر فقلت يا رسول الله ما كلفك الله ما لا تقدر عليه قال فكره النبي ص فقال الرجل أنفق و لا تخف من ذي العرش إقلالا قال فتبسم النبي ص و عرف السرور في وجهه
في شجاعته
عن علي ع قال لقد رأيتني يوم بدر و نحن نلوذ بالنبي ص و هو أقربنا إلى العدو و كان من أشد الناس يومئذ بأسا
و عنه ع قال كنا إذا احمر البأس و لقي القوم القوم اتقينا برسول الله ص فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه
و عن أنس بن مالك قال كان بالمدينة فزع فركب النبي ص فرسا لأبي طلحة فقال ما رأينا من شيء و إن وجدناه لبحرا
و برواية أخرى عن أنس قال كان رسول الله ص أشجع الناس و أحسن الناس و أجود الناس قال فزع أهل المدينة ليلة فانطلق الناس قبل الصوت قال فتلقاهم رسول الله ص و قد سبقهم و هو يقول لن تراعوا و هو على فرس لأبي طلحة و في عنقه السيف قال فجعل يقول للناس لم تراعوا وجدناه بحرا أو أنه لبحر
في علامة رضاه و غضبه
عن ابن عمر قال كان رسول الله ص يعرف رضاه و غضبه في وجهه كان إذا رضي فكأنما تلاحك الجذر وجهه و إذا غضب خسف لونه و أسود
عن كعب بن مالك قال كان رسول الله ص إذا سره الأمر استنار وجهه كأنه داره القمر
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع قال كان رسول الله ص إذا رأى ما يحب قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
عن عبد الله بن مسعود يقول شهدت من المقداد مشهدا لأن أكون أنا صاحبه أحب إلي مما في الأرض من شيء قال كان النبي ص إذا غضب احمر وجهه
عن ابن عمر قال كان النبي ص يعرف رضاه و غضبه بوجهه كان إذا رضي فكأنما تلاحك الجدر وجهه و إذا غضب خسف لونه و أسود
قال أبو البدر سمعت أبا الحكم الليثي يقول هي المرآة توضع في الشمس فيرى ضوؤها على الجدار يعني قوله تلاحك الجدر
في الرفق بأمته
عن أنس قال كان رسول الله ص إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه فإن كان غائبا دعا له و إن كان شاهدا زاره و إن كان مريضا عاده
عن جابر بن عبد الله قال غزا رسول الله ص إحدى و عشرين غزوة بنفسه شاهدت منها تسعة عشر و غبت عن اثنتين فبينا أنا معه في بعض غزواته إذ أعيانا ضحى تحتي بالليل فبرك و كان رسول الله ص في آخرنا في آخريات الناس فيزجي الضعيف و يردف و يدعو لهم فانتهى إلي و أنا أقول يا لهف أمياه و ما زال لنا ناضح سوء فقال من هذا فقلت أنا جابر بأبي أنت و أمي يا رسول الله قال ما شأنك قلت أعيا ناضحي فقال أ معك عصا فقلت نعم فضربه ثم بعثه ثم أناخه و وطئ على ذراعه و قال اركب فركبت فسايرته فجعل جملي يسبقه فاستغفر لي تلك الليلة خمسا و عشرين مرة فقال لي ما ترك عبد الله من الولد يعني أباه قلت سبع نسوة قال أبوك عليه دين قلت نعم قال فإذا قدمت المدينة فقاطعهم فإن أبوا فإذا حضر جذاذ نخلكم فآذني و قال هل تزوجت قلت نعم قال بمن قلت بفلانة بنت فلان بأيم كانت بالمدينة قال فهلا فتاة تلاعبها و تلاعبك قلت يا رسول الله كن عندي نسوة خرق يعني أخواته فكرهت أن آتيهن بامرأة خرقاء فقلت هذه أجمع لأمري قال أصبت و رشدت فقال بكم اشتريت جملك فقلت بخمس أواق من ذهب قال قد أخذناه فلما قدم المدينة أتيته بالجمل فقال يا بلال أعطه خمس أواق من ذهب يستعين به في دين عبد الله و زده ثلاثا و اردد عليه جملة قال هل قاطعت غرماء عبد الله قلت لا يا رسول الله قال اترك وفاء قلت لا قال لا عليك إذا حضر جذاذ نخلكم فآذني فأذنته فجاء فدعا لنا فجذذنا و استوفى كل غريم ما كان يطلب تمرا وفاء و بقي لنا ما كنا نجذ و أكثر فقال رسول الله ص ارفعوا و لا تكيلوا فرفعناه و أكلنا منه زمانا
و عن ابن عباس قال كان رسول الله ص إذا حدث الحديث أو سأل عن الأمر كرره ثلاثا ليفهم و يفهم عنه
و عن ابن عمر قال قال رجل يا رسول الله فقال لبيك
و روي عن زيد بن ثابت أن النبي ص كنا إذا جلسنا إليه إن أخذنا بحديث في ذكر الآخرة أخذ معنا و إن أخذنا في الدنيا أخذ معنا و إن أخذنا في ذكر الطعام و الشراب أخذ معنا فكل هذا أحدثكم عن رسول الله ص
عن أبي الحميساء قال بايعت النبي ص قبل أن يبعث فواعدنيه مكانا فنسيته يومي و الغد فأتيته يوم الثالث فقال ص يا فتى لقد شققت علي أنا هاهنا منذ ثلاثة أيام
عن جرير بن عبد الله أن النبي ص دخل بعض بيوته فامتلأ البيت و دخل جرير فقعد خارج البيت فأبصره النبي ص فأخذ ثوبه فلفه فرمى به إليه و قال اجلس على هذا فأخذ جرير فوضعه على وجهه فقبله
عن سلمان الفارسي قال دخلت على رسول الله ص و هو متكئ على وسادة فألقاها إلي ثم قال يا سلمان ما من مسلم دخل على أخيه المسلم فيلقى له الوسادة إكراما له إلا غفر الله له
في بكائه
ص عن أنس بن مالك قال رأيت إبراهيم بن رسول الله ص و هو يجود بنفسه فدمعت عيناه فقال رسول الله ص تدمع العين و يحزن القلب و لا أقول إلا ما يرضى ربنا و إنا بك يا إبراهيم لمحزونون
عن خالد بن سلمة المخزومي قال لما أصيب زيد بن حارثة انطلق رسول الله ص إلى منزله فلما رأته ابنته جهشت فانتحب رسول الله ص و قال له بعض أصحابه ما هذا يا رسول الله قال هذا شوق الحبيب إلى الحبيب
في مشيه ص
عن علي بن أبي طالب ع قال كان رسول الله ص إذا مشى تكفأ تكفؤا كأنما يتقلع من صبب لم أر قبله و لا بعده مثله
عن جابر قال كان رسول الله ص إذا خرج مشى أصحابه أمامه و تركوا ظهره للملائكة
عن ابن عباس قال كان رسول الله ص إذا مشى مشى مشيا يعرف أنه ليس بمشي عاجز و لا بكسلان
عن أنس بن مالك قال كنا إذا أتينا النبي ص جلسنا حلقة
و روي أن رسول الله لا يدع أحدا يمشي معه إذا كان راكبا حتى يحمله معه فإن أبي قال تقدم أمامي و أدركني في المكان الذي تريد و دعاه ص قوم من أهل المدينة إلى طعام صنعوه له و لأصحاب له خمسة فأجاب دعوتهم فلما كان في بعض الطريق أدركهم سادس فماشاهم فلما دنوا من بيت القوم قال للرجل السادس إن القوم لم يدعوك فاجلس حتى نذكر لهم مكانك و نستأذنهم بك
في جمل من أحواله و أخلاقه
من كتاب النبوة عن علي ع قال ما صافح رسول الله ص أحدا قط فنزع يده من يده حتى يكون هو الذي ينزع يده و ما فاوضه أحد قط في حاجة أو حديث فانصرف حتى يكون الرجل ينصرف و ما نازعه الحديث حتى يكون هو الذي يسكب و ما رأى مقدما رجله بين يدي جليس له قط و لا عرض له قط أمران إلا أخذ بأشدهما و ما انتصر نفسه من مظلمة حتى ينتهك محارم الله فيكون حينئذ غضبه لله تبارك و تعالى و ما أكل متكئا قط حتى فارق الدنيا و ما سئل شيئا قط فقال لا و ما رد سائلا حاجة إلا بها أو بميسور من القول و كان أخف الناس صلاة في تمام و كان أقصر الناس خطبة و أقله هذرا و كان يعرف بالريح الطيب إذا أقبل و كان إذا أكل مع القوم كان أول من يبدأ و آخر من يرفع يده و كان إذا أكل أكل مما يليه فإذا كان الرطب و التمر جالت يده و إذا شرب شرب ثلاثة أنفاس و كان يمص الماء مصا و لا يعبه عبا و كان يمينه لطعامه و شرابه و أخذه و إعطائه كان لا يأخذه إلا بيمينه و لا يعطي إلا بيمينه و كان شماله لما سوى ذلك من بدنه و كان يحب التيمن في كل أموره في لبسه و تنعله و ترجله و كان إذا دعا دعا ثلاثا و إذا تكلم تكلم وترا و إذا استأذن استأذن ثلاثا و كان كلامه فصلا يتبينه كل من سمعه و إذا تكلم رأى كالنور يخرج من بين ثناياه و إذا رأيته قلت أفلج الثنيتين و ليس بأفلج و كان نظره اللحظ بعينه و كان لا يكلم أحدا بشيء يكرهه و كان إذا مشى ينحط من صبب و كان يقول إن خياركم أحسنكم أخلاقا و كان لا يذم ذواقا و لا يمدحه و لا يتنازع أصحابه الحديث عنده و كان المحدث عنه يقول لم أر بعيني مثله قبله و لا بعده صلى الله عليه و آله
عن أبي عبد الله ع قال إن رسول الله ص إذا رئي في الليلة الظلماء رئي له نور كأنه شقة قمر
عنه ع قال نزل جبرئيل ع على رسول الله ص فقال إن الله جل جلاله يقرئك السلام و يقول لك هذه بطحاء مكة تكون لك رضراضة ذهبا قال فنظر النبي ص إلى السماء ثلاثا ثم قال لا يا رب و لكن أشبع يوما فأحمدك و أجوع يوما فأسألك
و عنه ع قال كان رسول الله ص يحلب عنز أهله
و عنه ع قال كان رسول الله ص يحب الركوب على الحمار مؤكفا و الأكل على الحضيض مع العبيد و مناولة السائل بيديه
و عن جابر بن عبد الله قال في رسول الله ص خصال لم يكن في طريق فيتبعه أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرفه أو ريح عرقه و لم يكن يمر بحجر و لا مدر إلا سجد له
و عن ثابت بن أنس بن مالك قال إن رسول الله ص كان أزهر اللون كان لونه اللؤلؤ و إذا مشى تكفأ و ما شممت رائحة مسك و لا عنبر أطيب من رائحته و لا مسست ديباجة و لا حريرا ألين من كف رسول الله ص كان أخف الناس صلاة في تمام
عن جرير بن عبد الله قال لما بعث النبي ص أتيته لأبايعه فقال لي يا جرير لأي شيء جئت قال قلت جئت لأسلم على يديك يا رسول الله فألقى لي كساءه ثم أقبل على أصحابه فقال إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه
و عن أبي عبد الله ع قال إن رسول الله ص وعد رجلا إلى الصخرة فقال أنا لك هاهنا حتى تأتي فاشتدت الشمس عليه فقال له أصحابه يا رسول الله لو أنك تحولت إلى الظل قال وعدته إلى هاهنا و إن لم يجئ كان منه الجشر
و عن عائشة قال قلت يا رسول الله لو أنك إذا دخلت الخلاء فخرجت دخلت في أثرك فلم أر شيئا خرج منك غير أني أجد رائحة المسك قال يا عائشة إنا معشر الأنبياء ينبت أجسادنا على أرواح أهل الجنة فما خرج منا من شيء ابتلعته الأرض
و عن ابن عباس قال إن رسول الله ص دخل عليه عمر و هو على حصير قد أثر في جنبيه فقال يا نبي الله لو اتخذت فراشا فقال ما لي و للدنيا ما مثلي و مثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح و تركها
و عن ابن عباس قال إن رسول الله ص توفي و درعه مرهونة عند رجل من اليهود على ثلاثين صاعا من شعير أخذها رزقا لعياله
و عن أبي رافع قال سمعت رسول الله ص يقول إذا سميتم محمدا فلا تقبحوه و لا تجبهوه و تضربوه بورك لبيت فيه محمد و مجلس فيه محمد و رفقة فيها محمد
في جلوسه و أمر أصحابه في آداب الجلوس
و كان ص يؤتى بالصبي الصغير ليدعو له بالبركة أو يسميه فيأخذه فيضعه في حجره تكرمة لأهله فربما بال الصبي عليه فيصيح بعض من رآه حين بال فيقول ص لا تزرموا بالصبي فيدعه حتى يقضي بوله ثم يفرغ له من دعائه أو تسميته و يبلغ سرور أهله فيه و لا يرون أنه يتأذى ببول صبيهم فإذا انصرفوا غسل ثوبه بعد و دخل رجل المسجد و هو جالس وحده فتزحزح له فقال الرجل في المكان سعة يا رسول الله فقال ص إن حق المسلم على المسلم إذا رآه يريد الجلوس إليه أن يتزحزح له
و روي أن رسول الله ص قال من أحب أن يمثل له الرجال فليتبوأ مقعده في النار
و قال ص لا تقوموا كما تقوم الأعاجم بعضهم لبعض
و روي عن أبي عبد الله ع من كتاب المحاسن قال كان رسول الله ص إذا دخل منزلا قعد في أدنى المجلس حين يدخل
و عنه ع قال كان رسول الله أكثر ما يجلس تجاه القبلة
و روي عنه ع أن رسول الله ص قال إذا أتى أحدكم مجلسا فليجلس حيث ما انتهى مجلسه
و روي أن رسول الله ص قال إذا قام أحدكم من مجلسه منصرفا فليسلم فليس الأولى بأولى من الأخرى
و روي عنه ع أنه قال إذا قام أحدكم من مجلسه ثم رجع فهو أولى بمكانه
و روي عن النبي ص أنه قال أعطوا المجالس حقها قيل و ما حقها قال غضوا أبصاركم و ردوا السلام و أرشدوا الأعمى و أمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر
عن أبي أمامة قال كان رسول الله ص إذا جلس جلس القرفصاء
من كتاب المحاسن، و كان النبي ص يجلس ثلاثا يجلس القرفصاء و هي أن يقيم ساقيه و يستقبلهما بيديه فيشد يده في ذراعه و كان يجثو على ركبتيه و كان يثني رجلا واحدة و يبسط عليها الأخرى و لم ير متربعا قط و كان يجثو على ركبتيه و لا يتكئ
في صفة أخلاقه في مطعمه
من كتاب مواليد الصادقين كان رسول الله ص يأكل كل الأصناف من الطعام و كان يأكل ما أحل الله له مع أهله و خدمه إذا أكلوا و مع من يدعوه من المسلمين على الأرض و على ما أكلوا عليه و مما أكلوا إلا أن ينزل به ضيف فيأكل مع ضيفه و كان أحب الطعام إليه ما كان على ضفف و لقد قال ذات يوم و عنده أصحابه اللهم إنا نسألك من فضلك و رحمتك اللذين لا يملكهما غيرك فبينا هم كذلك إذ أهدي إلى النبي ص شاة مشوية فقال خذوا هذا من فضل الله و نحن ننتظر رحمته و كان ص إذا وضعت المائدة بين يديه قال بسم الله اللهم اجعلها نعمة مشكورة تصل بها نعمة الجنة و كان كثيرا إذا جلس يأكل ما بين يديه و يجمع ركبتيه و قدميه كما يجلس المصلي في اثنتين ألا إن الركبة فوق الركبة و القدم على القدم و يقول ص أنا عبد آكل كما يأكل العبد و أجلس كما يجلس العبد
عن أبي عبد الله ع قال ما أكل رسول الله ص متكئا منذ بعثه الله عز و جل نبيا حتى قبضه الله إليه متواضعا لله عز و جل و كان ص إذا وضع يده في الطعام قال بسم الله بارك لنا فيما رزقتنا و عليك خلفه
من مجموع أبي عن الصادق عن آبائه ع أن رسول الله ص كان إذا أفطر قال اللهم لك صمنا و على رزقك أفطرنا فتقبله منا ذهب الظماء و ابتلت العروق و بقي الأجر
و قال و كان رسول الله ص إذا أكل عند قوم قال أفطر عندكم الصائمون و أكل طعامكم الأبرار
و قال دعوة الصائم يستجاب عند إفطاره
و قد جاءت الرواية أن النبي ص كان يفطر على التمر و كان إذا وجد السكر أفطر عليه
عن الصادق ع أن النبي ص كان يفطر على الحلو فإذا لم يجد يفطر على الماء الفاتر و كان يقول إنه ينقي الكبد و المعدة و يطيب النكهة و الفم و يقوي الأضراس و الحدق و يحدد الناظر و يغسل الذنوب غسلا و يسكن العروق الهائجة و المرة الغالبة و يقطع البلغم و يطفئ الحرارة عن المعدة و يذهب بالصداع و كان ص لا يأكل الحار حتى يبرد و يقول إن الله لم يطعمنا نارا إن الطعام الحار غير ذي بركة فأبردوه
و كان ص إذا أكل سمى و يأكل بثلاث أصابع و مما يليه و لا يتناول من بين يدي غيره و يؤتى بالطعام فيشرع قبل القوم ثم يشرعون و كان يأكل بأصابعه الثلاث الإبهام و التي يليها و الوسطى و ربما استعان بالرابعة و كان ص يأكل بكفه كلها و لم يأكل بإصبعين و يقول إن الأكل بإصبعين هو أكلة الشيطان و لقد جاءه بعض أصحابه يوما بفالوذج فأكل منه و قال مم هذا يا أبا عبد الله فقال بأبي أنت و أمي نجعل السمن و العسل في البرمة و نضعها على النار ثم نغليه ثم نأخذ مخ الحنطة إذا طحنت فنلقيه على السمن و العسل ثم نسوطه حتى ينضج فيأتي كما ترى فقال ص إن هذا الطعام طيب و لقد كان يأكل الشعير إذا كان غير منخول خبزا أو عصيدة في حالة كل ذلك كان يأكل ص
و من كتاب روضة الواعظين، قال العيص بن القاسم قلت للصادق ع حديث يروى عن أبيك ع أنه قال ما شبع رسول الله ص من خبز بر قط أ هو صحيح فقال لا ما أكل رسول الله ص خبز بر قط و لا شبع من خبز شعير قط و قالت عائشة ما شبع رسول الله ص من خبز الشعير يومين حتى مات و روي أن رسول الله ص لم يأكل على خوان قط حتى مات و لا أكل خبزا مرققا حتى مات و قالت عائشة ما زالت الدنيا علينا عسرة كدرة حتى قبض رسول الله ص فلما قبض صبت الدنيا علينا صبا
و من كتاب النبوة عن أبي عبد الله ع قال ما زال طعام رسول الله ص الشعير حتى قبضه الله إليه
عن أنس قال كان رسول الله ص يجيب دعوة المملوك و يردفه خلفه و يضع طعامه على الأرض و كان يأكل القثاء بالرطب و القثاء بالملح و كان يأكل الفاكهة الرطبة و كان أحبها إليه البطيخ و العنب و كان يأكل البطيخ بالخبز و ربما أكل بالسكر و كان ص ربما أكل البطيخ بالرطب فيستعين باليدين جميعا و لقد جلس يوما يأكل رطبا فيأكل بيمينه و أمسك النوى بيساره و لم يلقه في الأرض فمرت به شاة قريبة منه فأشار إليها بالنوى الذي في كفه فدنت إليه و جعلت تأكل من كفه اليسرى و يأكل هو بيمينه و يلقي إليها النوى حتى فرغ و انصرف الشاة حينئذ و كان ص إذا كان صائما يفطر على الرطب في زمانه و كان ربما أكل العنب حبة حبة و كان ص ربما أكله خرطا حتى ترى روال على لحيته كتحدر اللؤلؤ و الروال الماء الذي يخرج من تحت القشر و كان ص يأكل الحيس و كان ص يأكل التمر و يشرب عليه الماء و كان التمر و الماء أكثر طعامه و كان يتمجع اللبن و التمر و يسميهما الأطيبين و كان يأكل العصيدة من الشعير بإهالة الشحم و كان ص يأكل الهريسة أكثر ما يأكل و يتسحر بها و كان جبرئيل قد جاءه بها من الجنة يتسحر بها و كان يأكل في بيته مما يأكل الناس و كان ص يأكل اللحم طبيخا بالخبز و يأكله مشويا بالخبز و كان يأكل القديد وحده و ربما أكله بالخبز و كان أحب الطعام إليه اللحم و يقول هو يزيد في السمع و البصر و كان يقول ص اللحم سيد الطعام في الدنيا و الآخرة فلو سألت ربي أن يطعمنيه كل يوم لفعل و كان يأكل الثريد بالقرع و اللحم و كان يحب القرع و يقول إنها شجرة أخي يونس و كان ص يعجبه الدباء و يلتقطه من الصحفة و كان ص يأكل الدجاج و لحم الوحش و لحم الطير الذي يصاد و كان لا يبتاعه و لا يصيده و يحب أن يصاد له و يؤتى به مصنوعا فيأكله أو غير مصنوع فيصنع له فيأكله و كان إذا أكل اللحم لم يطأطئ رأسه إليه و يرفعه إلى فيه ثم ينتهسه انتهاسا و كان يأكل الخبز و السمن و كان يحب من الشاة الذراع و الكتف و من الصباغ الخل و من البقول الهندباء و الباذروج و بقلة الأنصار و يقال إنها الكرنب و كان ص لا يأكل الثوم و لا البصل و لا الكراث و لا العسل الذي فيه المغافير و المغافير ما يبقى من الشجر في بطون النحل فيلقيه في العسل فيبقى له ريح في الفم و ما ذم رسول الله ص طعاما قط كان إذا أعجبه أكله و إذا كرهه تركه و كان ص ما عاف من شيء فإنه لا يحرمه على غيره و لا يبغضه إليه و كان ص يلحس الصحفة و يقول آخر الصحفة أعظم الطعام بركة و كان ص إذا فرغ من طعامه لعق أصابعه الثلاث التي أكل بها فإن بقي فيها شيء عاوده فلعقها حتى يتنظف و لا يمسح يده بالمنديل حتى يلعقها واحدة واحدة و يقول لا يدرى في أي الأصابع البركة و كان ص يأكل البرد و يتفقد ذلك أصحابه فيلتقطونه له فيأكله و يقول إنه يذهب بأكلة الأسنان و كان ص يغسل يديه من الطعام حتى ينقيهما فلا يوجد لما أكل ريح و كان ص إذا أكل الخبز و اللحم خاصة غسل يديه غسلا جيدا ثم مسح بفضل الماء الذي في يده وجهه و كان ص لا يأكل وحده ما يمكنه و قال أ لا أنبئكم بشراركم قالوا بلى قال من أكل وحده و ضرب عبده و منع رفده
في صفة أخلاقه في مشربه ص
و كان ص إذا شرب بدأ فسمى و حسا حسوة و حسوتين ثم يقطع فيحمد الله ثم يعود فيسمي ثم يزيد في الثالثة ثم يقطع فيحمد الله و كان له في شربه ثلاث تسميات و ثلاث تحميدات و يمص الماء مصا و لا يعبه عبا و يقول إن الكباد من العب و كان ص لا يتنفس في الإناء إذا شرب فإن أراد أن يتنفس أبعد الإناء عن فيه حتى يتنفس و كان ربما شرب بنفس واحد حتى يفرغ و كان ص يشرب في أقداح القوارير التي يؤتى بها من الشام و يشرب في الأقداح التي يتخذ من الخشب و في الجلود و يشرب في الخزف و يشرب بكفيه يصب الماء فيهما و يشرب و يقول ليس إناء أطيب من اليد و يشرب من أفواه القرب و الأداوي و لا يختنثها اختناثا و يقول إن اختناثها ينتنها و كان ص يشرب قائما و ربما شرب راكبا و ربما قام فشرب من القربة أو الجرة أو الإداوة و في كل إناء يجده و في يديه و كان ص يشرب الماء الذي حلب عليه اللبن و يشرب السويق و كان ص أحب الأشربة إليه الحلو و في رواية أحب الشراب إلى رسول الله ص الحلو البارد و كان يشرب الماء على العسل و كان يماث له الخبز فيشربه أيضا و كان ص يقول سيد الأشربة في الدنيا و الآخرة الماء
و قال أنس بن مالك كانت لرسول الله ص شربة يفطر عليها و شربة للسحر و ربما كانت واحدة و ربما كانت لبنا و ربما كانت الشربة خبزا يماث فهيأتها له ص ذات ليلة فاحتبس النبي ص فظننت أن بعض أصحابه دعاه فشربتها حين احتبس فجاء ص بعد العشاء بساعة فسألت بعض من كان معه هل كان النبي ص أفطر في مكان أو دعاه أحد فقال لا فبت بليلة لا يعلمها إلا الله من غم أن يطلبها مني النبي ص و لا يجدها فيبيت جائعا فأصبح صائما و ما سألني عنها و لا ذكرها حتى الساعة و لقد قرب إليه إناء فيه لبن و ابن عباس عن يمينه و خالد بن الوليد عن يساره فشرب ثم قال لعبد الله بن عباس إن الشربة لك أ فتأذن أن أعطي خالد بن الوليد يريد السن فقال ابن عباس لا و الله لا أوثر بفضل رسول الله ص أحدا فتناول ابن عباس القدح فشربه و لقد جاءه ص ابن خولي بإناء فيه عسل و لبن فأتى أن يشربه فقال شربتان في شربة و إناءان في إناء واحد فأبى أن يشربه ثم قال ما أحرمه و لكني أكره الفخر و الحساب بفضول الدنيا غدا و أحب التواضع فإن من تواضع لله رفعه الله
في صفة أخلاقه في الطيب و الدهن و لبس الثياب و في غسل رأسه ص
و كان ص إذا غسل رأسه و لحيته غسلهما بالسدر
في دهنه
و كان يحب الدهن و يكره الشعث و يقول إن الدهن يذهب بالبؤس كان يدهن بأصناف من الدهن و كان إذا ادهن بدأ برأسه و لحيته و يقول إن الرأس قبل اللحية و كان يدهن بالبنفسج و يقول هو أفضل الأدهان و كان ص إذا ادهن بدأ بحاجبيه ثم بشاربيه ثم يدخل في أنفه و يشمه ثم يدهن رأسه و كان ص يدهن حاجبيه من الصداع و يدهن شاربيه بدهن سوى دهن لحيته
في تسريحه
و كان ص يمتشط و يرجل رأسه بالمدري و ترجله نساؤه و تتفقد نساؤه تسريحه إذا سرح رأسه و لحيته فيأخذن المشاطة فيقال إن الشعر الذي في أيدي الناس من تلك المشاطات فأما ما حلق في عمرته و حجته فإن جبرئيل ع كان ينزل فيأخذه فيعرج به إلى السماء و لربما سرح لحيته في اليوم مرتين و كان ص يضع المشط تحت وسادته إذا امتشط به و يقول إن المشط يذهب بالوباء و كان ص يسرح تحت لحيته أربعين مرة و من فوقها سبع مرات و يقول إنه يزيد في الذهن و يقطع البلغم
و في رواية عن النبي ص أنه قال من أمر المشط على رأسه و لحيته و صدره سبع مرات لم يقاربه داء أبدا
في طيبه
و كان ص يتطيب بالمسك حتى يرى وبيصه في مفرقه و كان ص يتطيب بذكور الطيب و هو المسك و العنبر و كان ص يتطيب بالغالية تطيبه بها نساؤه بأيديهن و كان ص يستجمر بالعود القماري و كان يعرف في الليلة المظلمة قبل أن يرى بالطيب فيقال هذا النبي ص
عن الصادق ع قال كان رسول الله ص ينفق على الطيب أكثر مما ينفق على الطعام
و قال الباقر ع كان في رسول الله ص ثلاث خصال لم يكن في أحد غيره لم يكن له فيء و كان لا يمر في طريق فيمر فيه بعد يومين أو ثلاثة إلا عرف أنه قد مر فيه لطيب عرفه و كان لا يمر بحجر و لا بشجر إلا سجد له و كان ص لا يعرض عليه طيب إلا تطيب به و يقول هو طيب ريحه خفيف محمله و إن لم يتطيب وضع إصبعه في ذلك الطيب ثم لعق منه و كان ص يقول جعل لذتي في النساء و الطيب و جعل قرة عيني في الصلاة و الصوم
في تكحله
و كان ص يكتحل في عينه اليمنى ثلاثا و في اليسرى ثنتين و قال من شاء اكتحل ثلاثا و كل حين و من فعل دون ذلك أو فوقه فلا حرج و ربما اكتحل و هو صائم و كانت له مكحلة يكتحل بها بالليل و كان كحله الإثمد
في نظره في المرآة
و كان ص ينظر في المرآة و يرجل جمته و يمتشط و ربما نظر في الماء و سوى جمته فيه و لقد كان يتجمل لأصحابه فضلا على تجمله لأهله و قال ذلك لعائشة حين رأته ينظر في ركوة فيها ماء في حجرتها و يسوي فيها جمته و هو يخرج إلى أصحابه فقالت بأبي أنت و أمي تتمرأ في الركوة و تسوي جمتك و أنت النبي و خير خلقه فقال إن الله تعالى يحب من عبده إذا خرج إلى إخوانه أن يتهيأ لهم و يتجمل
في اطلائه
و كان رسول الله ص يطلي فيطليه من يطليه حتى إذا بلغ ما تحت الإزار تولاه بنفسه و كان ص لا يفارقه في أسفاره قارورة الدهن و المكحلة و المقراض و المرآة و المسواك و المشط
و في رواية تكون معه الخيوط و الإبرة و المخصف و السيور فيخيط ثيابه و يخصف نعله و كان ص إذا استاك استاك عرضا
في لباسه
و كان رسول الله ص يلبس الشملة يأتزر بها و يلبس النمرة يأتزر بها فيحسن عليه النمرة لسوادها على بياض ما يبدو من ساقيه و قدميه و قيل لقد قبضه الله عز و جل و إن له لنمرة تنسج في بني عبد الأشهل ليلبسها ص و ربما كان ص يصلي بالناس و هو لابس الشملة
و قال أنس ربما رأيته يصلي بنا الظهر في شملة عاقدا طرفيها بين كتفيه
في عمامته و قلنسوته
و كان ص يلبس القلانس تحت العمائم و يلبس القلانس بغير العمائم و العمائم بغير القلانس و كان يلبس البرطلة و كان ص يلبس من القلانس التيهية اليمنية و من البيض المصرية و يلبس القلانس ذوات الآذان في الحرب منها ما يكون من السيجان الخضر و كان ربما نزع قلنسوته فجعلها سترة بين يديه يصلي إليها و كان ص كثيرا ما يتعمم العمائم الخز السود في أسفاره و غيرها و يعتجر اعتجارا و ربما لم يكن له العمامة فيشد العصابة على رأسه أو على جبهته و كان شد العصابة من فعاله كثيرا ما يرى عليه و كانت له عمامة يعتم بها يقال لها السحاب فكساها عليا ع و كان ربما طلع علي فيها فيقول أتاكم علي ع في السحاب يعني عمامته التي وهب له
و قالت عائشة و لقد لبس رسول الله ص جبة صوف و عمامة صوف ثم خرج فخطب الناس على المنبر فما رأيت شيئا مما خلق الله تعالى أحسن منه فيها
في كيفية لبسه
و كان ص إذا لبس ثوبا جديدا قال الحمد لله الذي كساني ما يواري عورتي و أتجمل به في الناس و كان إذا نزعه نزع من مياسره أولا و كان من فعله إذا لبس الثوب الجديد حمد الله ثم يدعو مسكينا فيعطيه خلقانه ثم يقول ما من مسلم يكسو مسلما من سمل ثيابه لا يكسوه إلا لله عز و جل إلا كان في ضمان الله و حرزه و حيزه ما واراه حيا و ميتا و كان ص إذا لبس ثيابه و استوى قائما قبل أن يخرج قال اللهم بك استترت و إليك توجهت و بك اعتصمت و عليك توكلت اللهم أنت ثقتي و أنت رجائي اللهم اكفني ما أهمني و ما لا أهتم به و ما أنت أعلم به مني عز جارك و جل ثناؤك و لا إله غيرك اللهم زودني التقوى و اغفر لي ذنبي و وجهني للخير حيث ما توجهت ثم يندفع لحاجته و كان له ص ثوبان للجمعة خاصة سوى ثيابه في غير الجمعة و كانت له خرقة و منديل يمسح به وجهه من الوضوء و ربما لم يكن معه المنديل فيمسح وجهه بطرف الرداء الذي يكون عليه
في خاتمه
و كان ص لبس خاتما من فضة و كان فصه حبشي فجعل الفص مما يلي بطن الكف و لبس خاتما من حديد ملويا عليه فضة أهداها له معاذ بن جبل فيه محمد رسول الله و لبس رسول الله خاتمه في يده اليمنى ثم نقله إلى شماله و كان خاتمه الآخر الذي قبض و هو في يده خاتم فضة فصه فضة ظاهرا كما يلبس الناس خواتيمهم و فيه محمد رسول الله و كان رسول الله ص يستنجي بيساره و هو فيها
و يروى أنه لم يزل كان في يمينه إلى أن قبض و كان ص ربما جعل خاتمه في إصبعه الوسطى في المفصل الثاني منها و ربما لبسه كذلك في الإصبع التي تلي الإبهام و كان ربما خرج على أصحابه و في خاتمه خيط مربوط ليستذكر به الشيء و كان ص يختم بخواتيمه على الكتب و يقول الخاتم على الكتاب حرز من التهمة
في نعله
و كان ص يلبس النعلين بقبالتين و كانت مخصرة معقبة حسنة التخصير مما يلي مقدم العقب مستوية ليست بملسنة و كان منها ما يكون في موضع الشيء الخارج قليلا و كان كثيرا ما يلبس السبتية التي ليس لها شعر و كان إذا لبس بدأ باليمنى و إذا خلع بدأ باليسرى و كان يأمر بلبس النعلين جميعا و تركهما جميعا كراهة أن يلبس واحدة دون أخرى و كان يلبس من الخفاف من كل ضرب
في فراشه
الذي قبض و هو عنده من أسمال وادي القرى محشوا وبرا و قيل كان طوله ذراعين أو نحوهما و عرضه ذراع و شبر
عن علي ع كان فراش رسول الله ص عباءة و كانت مرفقته أدم حشوها ليف فثنيت ذات ليلة فلما أصبح قال لقد منعني الليلة الفراش الصلاة فأمر ع أن يجعل بطاق واحد و كان له فراش من أدم حشوه ليف و كانت له ص عباءة تفرش له حيثما انتقل و تثني ثنتين و كان ص كثيرا ما يتوسد وسادة له من أدم حشوها ليف و يجلس عليها و كانت له قطيفة فدكية يلبسها يتخشع بها و كانت له قطيفة مصرية قصيرة الخمل و كان له بساط من شعر يجلس عليه و ربما صلى عليه
في نومه
و كان ينام على الحصير ليس تحته شيء غيره و كان يستاك إذا أراد أن ينام و يأخذ مضجعه و كان ص إذا آوى إلى فراشه اضطجع على شقه الأيمن و وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن ثم يقول اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك
في دعائه عند مضجعه
و كان له أصناف من الأقاويل يقولها إذا أخذ مضجعه فمنها أنه كان يقول اللهم إني أعوذ بك بمعافاتك من عقوبتك و أعوذ برضاك من سخطك و أعوذ بك منك اللهم إني لا أستطيع أن أبلغ في الثناء عليك و لو حرصت أنت كما أثنيت على نفسك و كان ص يقول عند منامه بسم الله أموت و أحيا و إلى الله المصير اللهم آمن روعتي و استر عورتي و أد عني أمانتي ما يقول عند نومه كان صلى الله عليه و آله يقرأ آية الكرسي عند منامه و يقول أتاني جبرئيل فقال يا محمد إن عفريتا من الجن يكيدك في منامك فعليك بآية الكرسي
عن أبي جعفر ع قال ما استيقظ رسول الله ص من نوم قط إلا خر لله عز و جل ساجدا
و روي أنه ص لا ينام إلا و السواك عند رأسه فإذا نهض بدأ بالسواك و قال ص لقد أمرت بالسواك حتى خشيت أن يكتب علي و كان ص مما يقول إذا استيقظ الحمد لله الذي أحياني بعد موتي إن ربي لَغَفُورٌ شَكُورٌ و كان يقول ص اللهم إني أسألك خير هذا اليوم و نوره و هداه و بركته و طهوره و معافاته اللهم إني أسألك خيره و خير ما فيه و أعوذ بك من شره و شر ما بعده
في سواكه
و كان ص يستاك كل ليلة ثلاث مرات مرة قبل نومه و مرة إذا قام من نومه إلى ورده و مرة قبل خروجه إلى صلاة الصبح و كان يستاك بالأراك أمره بذلك جبرئيل ع
و عن الصادق ع قال إني لأكره للرجل أن يموت و قد بقيت خلة من خلال رسول الله ص لم يأت بها
بيان قوله و هو مغذ أي مسرع من قولهم أغذ إغذاذا إذا أسرع في السير و القد بالفتح جلد السخلة الماعزة و بالكسر سير يقد من جلد غير مدبوغ و القديد اللحم المقدد و في النهاية فيه كانوا يأكلون القد يريد جلد السخلة في الجدب انتهى و الجبذ الجذب و النجدة الشجاعة و قال الجزري فيه لو تعلمون ما في هذه الأمة من الموت الأحمر يعني القتل لما فيه من حمرة الدم أو لشدته يقال موت أحمر أي شديد و منه حديث علي ع كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول الله ص أي إذا اشتدت الحرب استقبلنا العدو به و جعلناه لنا وقاية و قيل أراد إذا اضطرمت نار الحرب و تسعرت كما يقال في الشر بين القوم اضطرمت نارهم تشبيها بحمرة النار و كثيرا ما يطلقون الحمرة على الشدة و قال و فيه أنه ركب فرسا لأبي طلحة فقال إن وجدناه لبحرا أي واسع الجري و سمي البحر بحرا لسعته انتهى. قوله ص لن تراعوا هو من الروع بمعنى الفزع و قال الجزري في صفته ص إذا سر فكان وجهه المرآة و كان الجدر تلاحك وجهه الملاحكة شدة الملائمة أي يرى شخص الجدر في وجهه و قال الجوهري الدارة التي حول القمر و هي الهالة قوله فيزجي الضعيف أي يسوقه ليلحقه بالرفاق و الناضح البعير الذي يستقى عليه قوله جالت يده أي أخذ من كل جانب قوله لا تزرموا بالصبي من باب الإفعال أي لا تقطعوا عليه بوله و مثل الرجل يمثل مثولا إذا انتصب قائما و قال الجزري فيه أنه لم يشبع من خبز و لحم إلا على ضفف الضفف الضيق و الشدة أي لم يشبع منها إلا عن ضيق و قيل الضفف اجتماع الناس يقال ضف القوم على الماء يضفون ضفا و ضففا أي لم يأكل خبزا و لحما وحده و لكن يأكل مع الناس و قيل الضفف أن تكون الأكلة أكثر من مقدار الطعام و الخفف أن يكونوا بمقداره و قال الحيس هو الطعام المتخذ من التمر و الأقط و السمن و قد يجعل عوض الأقط الدقيق أو الفتيت و قال كل شيء مما يؤتدم به إهالة و قيل هو ما أذيب من الألية و الشحم و قال النهس أكل اللحم بأطراف الأسنان و النهش الأخذ بجميعها و قال الفيروزآبادي بقلة الأنصار الكرنب و الكرنب بالضم و كسمند السلق أو نوع منه أحلى و الكباد بالضم وجع الكبد و قال الجزري فيه نهى عن اختناث الأسقية خنثت السقاء إذا ثنيت فمه إلى خارج و شربت منه و قال المدري شيء يعمل من حديد أو خشب على شكل سن من أسنان المشط و أطول منه يسرح به الشعر الملبد و يستعمله من لا مشط له انتهى. و المشاطة بالضم الشعر الذي يسقط من الرأس و اللحية عند التسريح بالمشط و الوباء بالقصر و المد الطاعون و المرض العام و الوبيص بالمهملة البريق و قال الجزري في حديث عائشة أنه كان يتطيب بذكارة الطيب الذكارة بالكسر ما يصلح للرجل كالمسك و العنبر و العود و هي جمع ذكر و الذكورة مثله و منه الحديث كانوا يكرهون المؤنث من الطيب و لا يرون بذكورته بأسا هو ما لا لون له كالعود و الكافور و العنبر و المؤنث طيب النساء كالخلوق و الزعفران انتهى و الإثمد بالكسر حجر الكحل و قال الجزري فيه لا يتمرأ أحدكم في الدنيا أي لا ينظر فيها هو يتفعل من الرؤية و الميم زائدة و في القاموس الشملة بالفتح كساء دون القطيفة يشتمل به و قال النمرة كفرحة شملة فيها خطوط بيض و سود أو بردة من صوف تلبسها الأعراب انتهى. و البرطلة قلنسوة طويلة و الساج الطيلسان الأخضر و الجمع سيجان و اعتجار العمامة هو أن يلفها على رأسه و يرد طرفها على وجهه و لا يعمل منها شيئا تحت ذقنه
و السمل بالتحريك الخلق من الثياب و قال الجزري في حديث خاتم النبي ص فيه فص حبشي يحتمل أنه أراد من الجزع أو العقيق لأن معدنهما اليمن و الحبشة أو نوعا آخر ينسب إليهما قوله و هو فيها حمل على التقية أو على أنه من موضوعات العامة و ربما حمل على بيان الجواز و كذا الاستذكار إما من الموضوعات أو محمول على أنه ص إنما فعله للتعليم و القبال بالكسر زمام النعل و هو السير الذي يكون بين الإصبعين قوله مخصرة أي مستدقة الوسط و المعقبة هي التي لها نتو من عقبه من جهة الفوق و يحتمل من جهة التحت على بعد و الملسنة كمعظمة ما فيها طول و لطافة كهيئة اللسان. قال الزمخشري في الفائق فيه إن نعله ص كانت معقبة مخصرة ملسنة أي مصيرا لها عقب مستدقة الخصر و هو وسطها مخرطة الصدر مرققته من أعلاه على شكل اللسان انتهى. قوله و كان منها لعل المعنى أن بعضها كانت ملسنة لكن قليلا و قال الجوهري السبت بالكسر جلود البقر المدبوغة بالقرظ يحذي منه النعال السبتية
36- جا، ]المجالس للمفيد[ أبو غالب الزراري عن محمد بن سليمان عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن يحيى الخزاز عن غياث بن إبراهيم عن الصادق عن أبيه عن جده ع قال كان رسول الله ص إذا خطب حمد الله و أثنى عليه ثم قال أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله و أفضل الهدي هدي محمد ص و شر الأمور محدثاتها و كل بدعة ضلالة و يرفع صوته و تحمار وجنتاه و يذكر الساعة و قيامها حتى كأنه منذر جيش يقول صبحتكم الساعة مستكم الساعة ثم يقول بعثت أنا و الساعة كهاتين و يجمع بين سبابتيه من ترك مالا فلأهله و من ترك دينا فعلي و إلي
37- مكا، ]مكارم الأخلاق[ في كتاب مواليد الصادقين قال محمد بن إبراهيم الطالقاني و خبرت أنه اعتزل ص نسائه في مشربه و المشربة العلية فدخل عليه عمر و في البيت أهب عطنة و قرظ و النبي ص نائم على حصير قد أثر في جنبه فوجد عمر ريح الأهب فقال يا رسول الله ما هذه الريح قال يا عمر هذا متاع الحي فلما جلس النبي ص قد أثر الحصير في جنبه فقال عمر أما أنا فأشهد أنك رسول الله و لأنت أكرم على الله من قيصر و كسرى و هما فيما هما فيه من الدنيا و أنت على الحصير قد أثر في جنبك فقال النبي ص أ ما ترضى أن يكون لهم الدنيا و لنا الآخرة
بيان العلية بضم العين و تشديد اللام المكسورة و الياء الغرفة و قال الجوهري الأهب بضم الهمزة و الهاء و بفتحهما جمع إهاب و هو الجلد و قيل إنما يقال للجلد إهاب قبل الدبغ فأما بعده فلا و العطنة المنتنة التي هي في دباغها انتهى و القرظ بالتحريك ورق السلم يدبغ به
38- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر بن أحمد معنعنا عن محمد بن كعب القرظي قال كان رسول الله ص يتحارسه أصحابه فأنزل الله تعالى إليه يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إلى آخر الآية قال فترك الحرس حين أخبره الله تعالى أنه يعصمه من الناس بقوله وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ
39- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي الحسن الأنباري عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص يحمد الله في كل يوم ثلاثمائة و ستين مرة عدد عروق الجسد يقول الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ كثيرا على كل حال
-40 كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله ع أن رسول الله ص كان لا يقوم من مجلس و إن خف حتى يستغفر الله عز و جل خمسا و عشرين مرة
41- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص يستغفر الله عز و جل كل يوم سبعين مرة و يتوب إلى الله سبعين مرة
42- كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن أبان عن ابن ميمون القداح عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص إني لأعجب كيف لا أشيب إذا قرأت القرآن
43- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال دخل يهودي على رسول الله ص و عائشة عنده فقال السام عليكم فقال رسول الله صلى الله عليه و آله عليك ثم دخل آخر فقال مثل ذلك فرد عليه كما رد على صاحبه ثم دخل آخر فقال مثل ذلك فرد رسول الله ص كما رد على صاحبه فغضبت عائشة فقالت عليكم السام و الغضب و اللعنة يا معشر اليهود يا إخوة القردة و الخنازير فقال لها رسول ص يا عائشة إن الفحش لو كان ممثلا لكان مثال سوء إن الرفق لم يوضع على شيء قط إلا زانه و لم يرفع عنه قط إلا شانه قال قالت يا رسول الله أ ما سمعت إلى قولهم السام عليكم فقال بلى أ ما سمعت ما رددت عليهم قلت عليكم فإذا سلم عليكم مسلم فقولوا السلام عليكم و إذا سلم عليكم كافر فقولوا عليك
44- كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن النوفلي عن عبد العظيم بن عبد الله العلوي رفعه قال كان النبي ص يجلس ثلاثا القرفصاء و هو أن يقيم ساقيه و يستقبلهما بيديه و يشد يده في ذراعه و كان يجثو على ركبتيه و كان يثني رجلا واحدة و يبسط عليها الأخرى و لم ير ص متربعا قط
45- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن معمر بن خلاد قال سألت أبا الحسن ع فقلت جعلت فداك الرجل يكون مع القوم فيجري بينهم كلام يمزحون و يضحكون فقال لا بأس ما لم يكن فظننت أنه عنى الفحش ثم قال إن رسول الله ص كان يأتيه الأعرابي فيهدي له الهدية ثم يقول مكانه أعطنا ثمن هديتنا فيضحك رسول الله ص و كان إذا اغتم يقول ما فعل الأعرابي ليته أتانا
46- كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله ع قال رأى رسول الله ص امرأة فأعجبته فدخل على أم سلمة و كان يومها فأصاب منها و خرج إلى الناس و رأسه يقطر فقال أيها الناس إنما النظر من الشيطان فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهله
بيان لعله ص إنما فعل ذلك و أظهر لتعليم غيره
47- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص يقسم لحظاته بين أصحابه فينظر إلى ذا و ينظر إلى ذا بالسوية قال و لم يبسط رسول الله ص رجليه بين أصحابه قط و إن كان ليصافحه الرجل فما يترك رسول الله ص يده من يده حتى يكون هو التارك فلما فطنوا لذلك كان الرجل إذا صافحه قال بيده فنزعها من يده
48- كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن العلاء عن محمد عن أبي جعفر ع قال قال النبي ص ما زال جبرئيل يوصيني بالسواك حتى خفت أن أحفي أو أدرد
بيان قال الجزري فيه لزمت السواك حتى كدت أخفي فمي أي أستقصي على أسناني فأذهبها بالتسوك و قال فيه لزمت السواك حتى خشيت أن يدردني أي يذهب بأسناني و الدرد سقوط الأسنان
49- كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي و علي عن أبيه جميعا عن الأصفهاني عن المنقري عن سفيان بن عتيبة عن أبي عبد الله ع أن النبي ص قال أنا أولى بكل مؤمن من نفسه و علي أولى به من بعدي فقيل له ما معنى ذلك فقال قول النبي ص من ترك دينا أو ضياعا فعلي و من ترك مالا فلورثته فالرجل ليست له على نفسه ولاية إذا لم يكن له مال و ليس له على عياله أمر و لا نهي إذا لم يجر عليهم النفقة و النبي و أمير المؤمنين و من بعدهما ألزمهم هذا فمن هناك صاروا أولى بهم من أنفسهم و ما كان سبب إسلام عامة اليهود إلا من بعد هذا القول من رسول الله ص و إنهم آمنوا على أنفسهم و على عيالاتهم
بيان قال الجزري فيه من ترك ضياعا فإلي الضياع العيال و أصله مصدر ضاع يضيع ضياعا فسمي العيال بالمصدر و إن كسرت الضاد كان جمع ضائع كجائع و جياع انتهى. قوله ع ليست له على نفسه ولاية لأنه إما أن يصير أجيرا لغيره فيكون لغيره عليه الولاية أو يشتغل بسائر المكاسب وجوبا فليس له الاشتغال بفضول الطاعات و المباحات أو ليست له على نفسه ولاية أن يمنعها عن السؤال و الطلب أو المعنى أن الإمام لما كان منفقا عليه حينئذ فله الولاية عليه فليس له حقيقة على نفسه ولاية أو أنه لما لم يكن له مال يجعله بضاعة للكسب فلا ولاية له على نفسه بأن يكلف نفسه الكسب و أما عدم الأمر و النهي له على عياله فلأنه ليس له منعهم عن الخروج من البيت و لا الأمر بالخدمات لأنه يجب عليهم الخروج لتحصيل المعاش
50- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال كان رسول الله ص يصنع بمن مات من بني هاشم خاصة شيئا لا يصنعه بأحد من المسلمين كان إذا صلى على الهاشمي و نضح قبره بالماء وضع رسول الله ص كفه على القبر حتى ترى أصابعه في الطين فكان الغريب يقدم أو المسافر من أهل المدينة فيرى القبر الجديد عليه أثر كف رسول الله ص فيقول من مات من آل محمد ص
51- كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أبان بن عثمان عن زيد الشحام عن أبي عبد الله ع قال ما أكل رسول الله ص متكئا منذ بعثه الله عز و جل حتى قبض و كان يأكل أكلة العبد و يجلس جلسة العبد قلت و لم ذاك قال تواضعا لله عز و جل
-52 كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي المعزاء عن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص يأكل أكل العبد و يجلس جلسة العبد و يعلم أنه عبد
53- كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة قال سأل بشير الدهان أبا عبد الله ع و أنا حاضر فقال هل كان رسول الله ص يأكل متكئا على يمينه و على يساره فقال ما كان رسول الله يأكل متكئا على يمينه و لا على يساره ص و لكن يجلس جلسة العبد قلت و لم ذلك قال تواضعا لله عز و جل
54- كا، ]الكافي[ أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن معلى أبي عثمان عن المعلى بن خنيس قال قال أبو عبد الله ع ما أكل نبي الله و هو متكئ منذ بعثه الله جل و عز و كان يكره أن يتشبه بالملوك و نحن لا نستطيع أن نفعل
55- كا، ]الكافي[ أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن سالم عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال كان رسول الله ص يأكل أكل العبد و يجلس جلسة العبد و كان يأكل على الحضيض و ينام على الحضيض
56- كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن علي بن محمد القاساني عن أبي أيوب سليمان بن مقبل المديني عن داود بن عبد الله بن محمد الجعفري عن أبيه أن رسول الله ص كان في بعض مغازيه فمر به ركب و هو يصلي فوقفوا على أصحاب رسول الله ص فسائلوهم عن رسول الله ص و دعوا و أثنوا و قالوا لو لا أنا عجال لانتظرنا رسول الله ص فأقرءوه منا السلام و مضوا فانفتل رسول الله ص مغضبا ثم قال لهم يقف عليكم الركب و يسألونكم عني و يبلغوني السلام و لا تعرضون عليهم الغداء ليعز على قوم فيهم خليلي جعفر أن يجوزوه حتى يتغدوا عنده
57- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص يجعل العنزة بين يديه إذا صلى
بيان قال الجوهري العنزة بالتحريك أطول من العصا و أقصر من الرمح و فيه زج كزج الرمح
58- كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال كان طول رحل رسول الله ص ذراعا و كان إذا صلى وضعه بين يديه ليستتر به ممن يمر بين يديه
59- كا، ]الكافي[ حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن وهيب بن حفص عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال كان رسول الله ص عند عائشة ليلتها فقالت يا رسول الله لم تتعب نفسك و قد غفر الله لك ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ فقال يا عائشة أ لا أكون عبدا شكورا قال و كان رسول الله ص يقوم على أطراف أصابع رجليه فأنزل الله سبحانه طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى
60- كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن عثمان بن عيسى عن عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله ع أن رسول الله ص كان في سفر يسير على ناقة له إذ نزل فسجد خمس سجدات فلما ركب قالوا يا رسول الله إنا رأيناك صنعت شيئا لم تصنعه فقال ص نعم استقبلني جبرئيل ع فبشرني ببشارات من الله عز و جل فسجدت لله شكرا لكل بشرى سجدة
61- كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن أبيه عن حماد عن حريز عن بحر السقاء قال قال لي أبو عبد الله ع يا بحر حسن الخلق يسر ثم قال أ لا أخبرك بحديث ما هو في يدي أحد من أهل المدينة قلت بلى قال بينما رسول الله ص ذات يوم جالس في المسجد إذ جاءت جارية لبعض الأنصار و هو قائم فأخذت بطرف ثوبه فقام لها النبي ص فلم تقل شيئا و لم يقل لها النبي ص شيئا حتى فعلت ذلك ثلاث مرات فقام لها النبي ص في الرابعة و هي خلفه فأخذت هدبة من ثوبه ثم رجعت فقال لها الناس فعل الله بك و فعل حبست رسول الله ثلاث مرات لا تقولين له شيئا و لا هو يقول لك شيئا ما كانت حاجتك إليه قالت إن لنا مريضا فأرسلني أهلي لآخذ هدبة من ثوبه ليستشفي بها فلما أردت أخذها رآني فقام فاستحييت أن آخذها و هو يراني و أكره أن أستأمره في أخذها فأخذتها
بيان هدبة الثوب طرفه مما يلي طرته
62- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر ع قال إن رسول الله ص أتي باليهودية التي سمت الشاة للنبي ص فقال لها ما حملك على ما صنعت فقالت قلت إن كان نبيا لم يضره و إن كان ملكا أرحت الناس منه قال فعفا رسول الله ص عنها
63- كا، ]الكافي[ حميد بن زياد عن الخشاب عن ابن بقاح عن عمرو بن جميع عن أبي عبد الله ع قال دخل رسول الله ص على عائشة فرأى كسرة كاد أن يطأها فأخذها و أكلها و قال يا حميرى أكرمي جوار نعم الله عليك فإنها لم تنفر من قوم فكادت تعود إليهم
64- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج عن أبي عبد الله ع قال أفطر رسول الله عشية خميس في مسجد قباء فقال هل من شراب فأتاه أوس بن خولي الأنصاري بعس مخيض بعسل فلما وضعه على فيه نحاه ثم قال شرابان يكتفى بأحدهما من صاحبه لا أشربه و لا أحرمه و لكن أتواضع لله فإن من تواضع لله رفعه الله و من تكبر خفضه الله و من اقتصد في معيشته رزقه الله و من بذر حرمه الله و من أكثر ذكر الموت أحبه الله
ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن أبي عمير مثله
65- كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن ابن فضال عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يذكر أنه أتى رسول الله ص ملك فقال إن الله تعالى يخيرك أن تكون عبدا رسولا متواضعا أو ملكا رسولا قال فنظر إلي جبرئيل و أومأ بيده أن تواضع فقال عبدا متواضعا رسولا فقال الرسول مع أنه لا ينقصك مما عند ربك شيئا قال و معه مفاتيح خزائن الأرض
66- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن يحيى الخثعمي عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله ع قال ما أعجب رسول الله ص شيء من الدنيا إلا أن يكون فيها جائعا خائفا
67- كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال خرج النبي ص و هو محزون فأتاه ملك و معه مفاتيح خزائن الأرض فقال يا محمد هذه مفاتيح خزائن الدنيا يقول لك ربك افتح و خذ منها ما شئت من غير أن ينقص شيئا عندي فقال رسول الله ص الدنيا دار من لا دار له و لها يجمع من لا عقل له فقال الملك و الذي بعثك بالحق لقد سمعت هذا الكلام من ملك يقوله في السماء الرابعة حين أعطيت المفاتيح
68- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن عيسى عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عن أبيه ع أن رسول الله ص أجرى الخيل التي أضمرت من الحصباء إلى مسجد بني زريق و سبقها من ثلاث نخلات فأعطى السابق عذقا و أعطى المصلي عذقا و أعطى الثالث عذقا
كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله ع مثله
69- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال كان أحب الأصباغ إلى رسول الله ص الخل و الزيت
70- كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال دخل رسول الله ص إلى أم سلمة رضي الله عنها فقربت إليه كسرة فقال هل عندك إدام فقالت لا يا رسول الله ما عندي إلا خل فقال ص نعم الإدام الخل ما افتقر بيت فيه خل
بيان قوله ما افتقر في بعض النسخ بتقدم القاف على الفاء و في بعضها بالعكس و الأول أظهر قال الجزري فيه ما أقفر بيت فيه خل أي ما خلا من الإدام و ما عدم أهله الإدام و القفار الطعام بلا أدم و أقفر الرجل إذا أكل الخبز وحده من القفر و القفار و هي الأرض الخالية التي لا ماء بها
71- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال إن النبي ص أتي بطعام حار جدا فقال ما كان الله ليطعمنا النار أقروه حتى يبرد و يمكن فإنه طعام ممحوق البركة و للشيطان فيه نصيب
72- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن القاساني عن أبي أيوب المديني عن سليمان الجعفري عن الرضا ع أن رسول الله ص كان يعجبه النظر إلى الأترج الأخضر و التفاح الأحمر
-73 كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله يأكل الرطب بالخربز
74- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص يأكل البطيخ بالتمر
75- كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن جعفر بن محمد الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله ع قال كان النبي ص يعجبه الرطب بالخربز
76- كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن محمد بن عيسى عن عبيد الله الدهقان عن درست عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن الأول ع قال أكل رسول الله ص البطيخ بالسكر و أكل ص البطيخ بالرطب
77- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع كان يعجب رسول الله ص من البقول الحوك
بيان قال الفيروزآبادي الحوك الباذروج و البقلة الحمقاء
78- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن سهل عن جعفر بن محمد الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص إذا شرب الماء قال الحمد لله الذي سقانا عذبا زلالا و لم يسقنا ملحا أجاجا و لم يؤاخذنا بذنوبنا
79- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن إبراهيم الكرخي عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص يشرب في الأقداح الشامية يجاء بها من الشام و تهدى له ص
80- كا، ]الكافي[ بهذا الإسناد عن أبي عبد الله ع قال كان النبي ص يعجبه أن يشرب في القدح الشامي و كان يقول هذا أنظف آنيتكم
-81 كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن بعض أصحابه عن عنبسة بن مصعب عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول أتي النبي ص بشيء فقسمه فلم يسع أهل الصفة جميعا فخص به أناسا منهم فخاف رسول الله ص أن يكون قد دخل قلوب الآخرين شيء فخرج إليهم فقال معذرة إلى الله عز و جل و إليكم يا أهل الصفة إنا أوتينا بشيء فأردنا أن نقسمه بينكم فلم يسعكم فخصصت به أناسا منكم خشينا جزعهم و هلعهم
82- كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن إسماعيل بن مهران عن أيمن بن محرز عن أبي عبد الله ع قال ما صافح رسول الله ص رجلا قط فنزع يده حتى يكون هو الذي ينزع يده منه
83- كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن جعفر بن محمد الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله ع قال لقي النبي ص حذيفة فمد النبي ص يده فكف حذيفة يده فقال النبي ص يا حذيفة بسطت يدي إليك فكففت يدك عني فقال حذيفة يا رسول الله بيدك الرغبة و لكني كنت جنبا فلم أحب أن تمس يدي يدك و أنا جنب فقال النبي ص أ ما تعلم أن المسلمين إذا التقيا فتصافحا تحاتت ذنوبهما كما يتحات ورق الشجر
84- كا، ]الكافي[ علي بن محمد بن عبد الله عن البرقي عن أبيه عن إسماعيل بن مهران عن أيمن بن محرز عن زيد الشحام عن أبي عبد الله ع قال قال ما منع رسول الله ص سائلا قط إن كان عنده أعطى و إلا قال يأتي الله به
85- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص أول ما بعث يصوم حتى يقال ما يفطر و يفطر حتى يقال ما يصوم ثم ترك ذلك و صام يوما و أفطر يوما و هو صوم داود ع ثم ترك ذلك و صام الثلاثة الأيام الغر ثم ترك ذلك و فرقها في كل عشرة يوما خميسين بينهما أربعاء فقبض عليه و آله السلام و هو يعمل ذلك
بيان الأيام الغر الأيام البيض في وسط الشهر
86- كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن محمد بن مروان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول كان رسول الله ص يصوم حتى يقال لا يفطر ثم صام يوم و أفطر يوما ثم صام الإثنين و الخميس ثم آل من ذلك إلى صيام ثلاثة أيام في الشهر الخميس في أول الشهر و أربعاء في وسط الشهر و خميس في آخر الشهر و كان يقول ذلك صوم الدهر و قد كان أبي يقول ما من أحد أبغض إلي من رجل يقال له كان رسول الله ص يفعل كذا و كذا فيقول لا يعذبني الله على أن اجتهد في الصلاة كأنه يرى أن رسول الله ص ترك شيئا من الفضل عجزا عنه
87- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله ع قال كن نساء النبي ص إذا كان عليهن صيام أخرن ذلك إلى شعبان كراهة أن يمنعن رسول الله ص فإذا كان شعبان صمن و كان رسول الله ص يقول شعبان شهري
88- كا، ]الكافي[ أحمد بن محمد عن علي بن الحسن عن أحمد بن صبح عن عنبسة العابد قال قبض النبي ص على صوم شعبان و رمضان و ثلاثة أيام في كل شهر أول خميس و أوسط أربعاء و آخر خميس
89- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الرحمن بن عثمان عن رجل من أهل اليمامة كان مع أبي الحسن أيام حبس ببغداد قال قال أبو الحسن ع إن الله عز و جل قال لنبيه ص وَ ثِيابَكَ فَطَهِّرْ و كانت ثيابه طاهرة و إنما أمره بالتشمير
90- كا، ]الكافي[ علي بن محمد عن البرقي عن أبيه عن النضر عن موسى بن بكر عن عجلان عن أبي عبد الله ع قال إن رسول الله ص كان لا يسأله أحد من الدنيا شيئا إلا أعطاه فأرسلت إليه امرأة ابنا لها فقالت انطلق إليه فاسأله فإن قال لك ليس عندنا شيء فقل أعطني قميصك قال فأخذ قميصه فرمى به إليه
و في نسخة أخرى و أعطاه فأدبه الله عز و جل على القصد فقال وَ لا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَ لا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً
91- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن سليمان الفزاري عن رجل عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص يكتحل بالإثمد إذا آوى إلى فراشه وترا وترا
92- كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن جعفر بن محمد الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص ما زال جبرئيل ع يوصيني بالسواك حتى خشيت أن أدرد و أحفى
93- كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن موسى بن القاسم عن صفوان عن زرارة عن أبي عبد الله ع قال إن رسول الله كان يكتحل قبل أن ينام أربعا في اليمنى و ثلاثا في اليسرى
توضيح لعل المعنى أنه ص قد كان يفعل كذلك لئلا ينافي الخبر السابق و يحتمل أن يكون المراد بالسابق كونهما معا وترا فيكون التكرير للتأكيد أو الليالي لكنه بعيد و يمكن حمل السابق على التقية لكونه أوفق بأخبار المخالفين إذ أكثرهم رووا أنه ص كان يكتحل في كل عين ثلاثا
94- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد الله ع قال إن رسول الله ص مر في بعض طرق المدينة و سوداء تلقط السرقين فقيل لها تنحي عن طريق رسول الله ص فقالت إن الطريق لمعرض فهم بها بعض القوم أن يتناولها فقال رسول الله ص دعوها فإنها جبارة
95- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ عبد الله بن سنان عن علي بن شجرة عن عمه بشير عن أبي جعفر ع مثله
96- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال كان النبي ص إذا خرج في الصيف من البيت خرج يوم الخميس و إذا أراد أن يدخل في الشتاء من البرد دخل يوم الجمعة و روي أيضا كان دخوله و خروجه ليلة الجمعة
-97 كا، ]الكافي[ أحمد بن عبد الله عن البرقي عن عبدل بن مالك عن هارون بن الجهم عن الكاهلي عن معاذ بياع الأكسية قال قال أبو عبد الله ع كان رسول الله ص يحلب عنز أهله
98- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عمن ذكره عن منصور بن العباس عن صفوان بن يحيى عن عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص إذا أفطر بدأ بحلواء يفطر عليها فإن لم يجد فسكرة أو تمرات فإذا أعوز ذلك كله فماء فاتر
99- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن مهزم عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص يفطر على التمر في زمن التمر و على الرطب في زمن الرطب
100- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن جعفر بن عبد الله الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص أول ما يفطر عليه في زمن الرطب الرطب و في زمن التمر التمر
101- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله ع كان رسول الله ص إذا دخل العشر الأواخر شد المئزر و اجتنب النساء و أحيا الليل و تفرغ للعبادة
102- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص إذا كان العشر الأواخر اعتكف في المسجد و ضربت له قبة من شعر و شمر المئزر و طوى فراشه فقال بعضهم و اعتزل النساء فقال أبو عبد الله ع أما اعتزال النساء فلا
بيان طي الفراش كناية عن اجتناب النساء أو النوم و الأول أظهر و الاعتزال المنفي الاعتزال بالكلية
103- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال كانت بدر في شهر رمضان فلم يعتكف رسول الله ص فلما أن كان من قابل اعتكف عشرين عشرا لعامه و عشرا قضاء لما فاته
104- كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن أحمد بن محمد عن داود بن الحصين عن أبي العباس عن أبي عبد الله ع قال اعتكف رسول الله ص في شهر رمضان في العشر الأول ثم اعتكف في الثانية في العشر الوسطى ثم اعتكف في الثالثة في العشر الأواخر ثم لم يزل يعتكف في العشر الأواخر
105- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي الفرج قال سأل أبان أبا عبد الله ع أ كان لرسول الله ص طواف يعرف به فقال كان رسول الله ص يطوف بالليل و النهار عشرة أسابيع ثلاثة أول الليل و ثلاثة آخر الليل و اثنين إذا أصبح و اثنين بعد الظهر و كان فيما بين ذلك راحته
106- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن سنان قال كان رسول الله ص يذبح يوم الأضحى كبشين أحدهما عن نفسه و الآخر عمن لم يجد من أمته
107- كا علي عن أبيه عن ابن مرار عن يونس عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع قال لا بأس بالرجل يمر على الثمرة و يأكل منها و لا يفسد و قد نهى رسول الله ص أن تبنى الحيطان بالمدينة لمكان المارة
108- كا، ]الكافي[ علي بن محمد بن عبد الله عن البرقي عن القاساني عمن حدثه عن عبد الله بن القاسم الجعفري عن أبيه قال كان النبي ص إذا بلغت الثمار أمر بالحيطان فثلمت
109- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن فضال عن ابن القداح عن أبي عبد الله قال كان النبي ص يعجبه الدباء و يلتقطه من الصحفة
110- محص، ]التمحيص[ عن أبي سعيد الخدري أنه وضع يده على رسول الله ص و عليه حمى فوجدها من فوق اللحاف فقال ما أشدها عليك يا رسول الله قال إنا كذلك يشتد علينا البلاء و يضعف لنا الأجر
111- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر عن يحيى الحلبي عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله ع قال مات رسول الله ص و عليه دين
112- كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن ابن مهران عن ابن عميرة عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال كان رسول الله ص يأكل الهدية و لا يأكل الصدقة
113- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص لو أهدي إلي كراع لقبلته
-114 كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن النهدي عن موسى بن عمر بن بزيع عن الرضا ع قال إن رسول الله ص كان إذا أخذ في طريق رجع في غيره
115- يب، ]تهذيب الأحكام[ محمد بن علي بن محبوب عن ابن معروف عن ابن المغيرة عن معاوية بن وهب قال سمعت أبا عبد الله ع يقول و ذكر صلاة النبي ص قال كان يأتي بطهور فيتحمر عند رأسه و يوضع سواكه تحت فراشه ثم ينام ما شاء الله فإذا استيقظ جلس ثم قلب بصره في السماء ثم تلا الآيات من آل عمران إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ الآية ثم يستن و يتطهر ثم يقوم إلى المسجد فيركع أربع ركعات على قدر قراءته ركوعه و سجوده على قدر ركوعه يركع حتى يقال متى يرفع رأسه و يسجد حتى يقال متى يرفع رأسه ثم يعود إلى فراشه فينام ما شاء الله ثم يستيقظ فيجلس فيتلو الآيات من آل عمران و يقلب بصره في السماء ثم يستن و يتطهر و يقوم إلى المسجد فيصلي أربع ركعات كما ركع قبل ذلك ثم يعود إلى فراشه فينام ما شاء الله ثم يستيقظ فيجلس فيتلو الآيات من آل عمران و يقلب بصره في السماء ثم يستن و يتطهر و يقوم إلى المسجد فيوتر و يصلي الركعتين ثم يخرج إلى الصلاة
بيان الاستنان استعمال السواك
116- كا، ]الكافي[ العدة عن سهل و أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار جميعا عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن سعيد بن عمرو الجعفي عن محمد بن مسلم قال دخلت على أبي جعفر ع ذات يوم و هو يأكل متكئا قال و قد كان يبلغنا أن ذلك يكره فجعلت أنظر إليه فدعاني إلى طعامه فلما فرغ قال يا محمد لعلك ترى أن رسول الله ص رأته عين يأكل و هو متك منذ أن بعثه الله إلى أن قبضه ثم رد على نفسه فقال لا و الله ما رأته عين يأكل و هو متك من أن بعثه الله إلى أن قبضه ثم قال يا محمد لعلك ترى أنه شبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية من أن بعثه الله إلى أن قبضه ثم إنه رد على نفسه ثم قال لا و الله ما شبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية منذ بعثه الله تعالى إلى أن قبضه أما إني لا أقول إنه كان لا يجد لقد كان يجيز الرجل الواحد بالمائة من الإبل فلو أراد أن يأكل لأكل و لقد أتاه جبرئيل ع بمفاتيح خزائن الأرض ثلاث مرات يخيره من غير أن ينقصه الله تبارك و تعالى مما أعد الله له يوم القيامة شيئا فيختار التواضع لربه جل و عز و ما سئل شيئا قط فيقول لا إن كان أعطي و إن لم يكن قال يكون و ما أعطى على الله شيئا قط إلا سلم ذلك إليه حتى أن كان ليعطي الرجل الجنة فيسلم الله ذلك له ثم تناولني بيده و قال و إن كان صاحبكم ليجلس جلسة العبد و يأكل أكلة العبد و يطعم الناس خبز البر و اللحم و يرجع إلى أهله فيأكل الخبز و الزيت و إن كان ليشتري القميص السنبلاني ثم يخير غلامه خيرهما ثم يلبس الباقي فإذا جاز أصابعه قطعه و إذا جاز كعبه حذفه و ما ورد عليه أمران قط كلاهما لله رضا إلا أخذ بأشدهما على بدنه و لقد ولي الناس خمس سنين فما وضع آجرة على آجرة و لا لبنة على لبنة و لا أقطع قطيعة و لا أورث بيضاء و لا حمراء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع لأهله بها خادما و ما أطاق أحد عمله لقد كان علي بن الحسين ع لينظر في الكتاب من كتب علي ع فيضرب به الأرض و يقول من يطيق هذا
ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن إبراهيم القزويني عن محمد بن وهبان عن محمد بن أحمد بن زكريا عن الحسن بن فضال عن علي بن عقبة مثله
117- كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن البزنطي عن حماد بن عثمان قال حدثني علي بن المغيرة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن جبرئيل ع أتى رسول الله ص فخيره و أشار عليه بالتواضع و كان له ناصحا فكان رسول الله ص يأكل أكلة العبد و يجلس جلسة العبد تواضعا لله تبارك و تعالى ثم أتاه عند الموت بمفاتيح خزائن الدنيا فقال هذه مفاتيح خزائن الدنيا بعث بها إليك ربك ليكون لك ما أقلت الأرض من غير أن ينقصك شيئا فقال رسول الله ص في الرفيق الأعلى
بيان قال الجزري في حديث الدعاء و ألحقني بالرفيق الأعلى الرفيق جماعة الأنبياء يسكنون أعلى عليين و هو اسم جاء على فعيل و هو معناه الجماعة كالصديق و الخليط يقع على الواحد و الجمع و منه قوله تعالى وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً و قيل معنى ألحقني بالرفيق الأعلى أي بالله تعالى يقال الله رفيق بعباده من الرفق و الرأفة و منه حديث عائشة سمعته يقول عند موته بل الرفيق الأعلى و ذلك أنه خير بين البقاء في الدنيا و بين ما عند الله فاختار ما عند الله
118- كا، ]الكافي[ سهل عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن عبد المؤمن الأنصاري عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص عرضت على بطحاء مكة ذهبا فقلت يا رب لا و لكن أشبع يوما و أجوع يوما فإذا شبعت حمدتك و شكرتك و إذا جعت دعوتك و ذكرتك
ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن إبراهيم القزويني عن محمد بن وهبان عن محمد بن أحمد بن زكريا عن ابن فضال مثله
119- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن هشام و غيره عن أبي عبد الله ع قال ما كان شيء أحب إلى رسول الله ص من أن يظل خائفا جائعا في الله عز و جل
120- كا، ]الكافي[ العدة عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن أبي المغراء عن زيد الشحام عن عمرو بن سعيد بن هلال عن أبي عبد الله قال إياك أن تطمح نفسك إلى من فوقك و كفى بما قال الله عز و جل لرسول الله ص فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَ لا أَوْلادُهُمْ و قال الله عز و جل لرسوله وَ لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا فإن خفت شيئا من ذلك فاذكر عيش رسول الله ص فإنما كان قوته الشعير و حلواه التمر و وقوده السعف إذا وجده
كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن الشحام مثله ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ فضالة عن أبي المغراء مثله
121- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن جميل عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص يقسم لحظاته بين أصحابه ينظر إلى ذا و ينظر إلى ذا بالسوية
122- كا، ]الكافي[ محمد عن أحمد عن ابن فضال عن بعض أصحابنا قال قال أبو عبد الله ع ما كلم رسول الله ص العباد بكنه عقله قط قال رسول الله ص إنا معشر الأنبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم
123- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ حماد عن العقرقوفي عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال بينا رسول الله ص ذات يوم عنده عائشة فاستأذن عليه رجل فقال رسول الله ص بئس أخو العشيرة و قامت عائشة فدخلت البيت و أذن له رسول الله ص فدخل فأقبل رسول الله ص عليه حتى إذا فرغ من حديثه خرج فقالت له عائشة يا رسول الله بينا أنت تذكره إذ أقبلت عليه بوجهك و بشرك فقال لها رسول الله ص إن من أشر عباد الله من يكره مجالسته لفحشه
124- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ محمد بن سنان عن ابن مسكان عن الصيقل عن أبي عبد الله ع قال مرت برسول الله ص امرأة بذية و هو يأكل فقالت يا محمد إنك لتأكل أكل العبد و تجلس جلوسه فقال لها ويحك و أي عبد أعبد مني قالت أما لا فناولني لقمة من طعامك فناولها رسول الله ص لقمة من طعامه فقالت لا و الله إلا إلى في من فيك قال فأخرج اللقمة من فيه فناولها إياها فأكلتها قال أبو عبد الله ع فما أصابت بداء حتى فارقت الدنيا
125- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع قال إن النبي ص كان قوته الشعير من غير أدم
126- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ فضالة عن ابن عميرة عن ابن مسكان عن عمار بن حيان قال قال أبو عبد الله ع إن رسول الله ص أتته أخت له من الرضاعة فلما أن نظر إليها سر بها و بسط رداءه لها فأجلسها عليه ثم أقبل يحدثها و يضحك في وجهها ثم قامت فذهبت ثم جاء أخوها فلم يصنع به ما صنع بها فقيل يا رسول الله صنعت بأخته ما لم تصنع به و هو رجل فقال لأنها كانت أبر بأبيها منه
127- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ فضالة عن أبان عن عبد الله بن طلحة عن أبي عبد الله ع قال استقبل رسول الله ص رجل من بني فهد و هو يضرب عبدا له و العبد يقول أعوذ بالله فلم يقلع الرجل عنه فلما أبصر العبد برسول الله ص قال أعوذ بمحمد فأقلع عنه الضرب فقال رسول الله ص يتعوذ بالله فلا تعيذه و يتعوذ بمحمد فتعيذه و الله أحق أن يجار عائذه من محمد فقال الرجل هو حر لوجه الله فقال رسول الله ص و الذي بعثني بالحق نبيا لو لم تفعل لواقع وجهك حر النار
128- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ فضالة عن أبان بن عثمان عن سلمة بن أبي حفص عن أبي عبد الله عن أبيه ع عن جابر قال مر رسول الله ص بالسوق و أقبل يريد العالية و الناس يكتنفه فمر بجدي أسك على مزبلة ملقى و هو ميت فأخذ بأذنه فقال أيكم يحب أن يكون هذا له بدرهم قالوا ما نحب أنه لنا بشيء و ما نصنع به قال أ فتحبون أنه لكم قالوا لا حتى قال ذلك ثلاث مرات فقالوا و الله لو كان حيا كان عيبا فكيف و هو ميت فقال رسول الله ص إن الدنيا على الله أهون من هذا عليكم
بيان قال الجزري فيه أنه مر بجدي أسك أي مصطلم الأذنين مقطوعهما قولهم كان عيبا أي معيبا كذا فيما عندنا من النسخة و كذا وجدت في كتاب رياض الصالحين للنووي رواه عن جابر و لعل فيه تصحيفا
129- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ النضر عن ابن سنان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول دخل على النبي ص رجل و هو على حصير قد أثر في جسمه و وسادة ليف قد أثرت في خده فجعل يمسح و يقول ما رضي بهذا كسرى و لا قيصر إنهم ينامون على الحرير و الديباج و أنت على هذا الحصير قال فقال رسول الله ص لأنا خير منهما و الله لأنا أكرم منهما و الله ما أنا و الدنيا إنما مثل الدنيا كمثل راكب مر على شجرة و لها فيء فاستظل تحتها فلما أن مال الظل عنها ارتحل فذهب و تركها
130- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ النضر عن عاصم عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص جاءني ملك فقال يا محمد ربك يقرئك السلام و يقول لك إن شئت جعلت لك بطحاء مكة رضراض ذهب قال فرفع النبي ص رأسه إلى السماء فقال يا رب أشبع يوما فأحمدك و أجوع يوما فأسألك
131- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ بعض أصحابنا عن علي بن شجرة عن عمه بشير النبال عن أبي عبد الله عليه السلام قال قدم أعرابي النبي ص فقال يا رسول الله تسابقني بناقتك هذه فسابقه فسبقه الأعرابي فقال رسول الله ص إنكم رفعتموها فأحب الله أن يضعها إن الجبال تطاولت لسفينة نوح ع و كان الجودي أشد تواضعا فحب الله بها الجودي
132- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ صفوان بن يحيى عن النضري عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص يتوب إلى الله في كل يوم سبعين مرة من غير ذنب كان يقول أتوب إلى الله
133- محص، ]التمحيص[ عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن رجلا من الأنصار أهدى إلى رسول الله ص صاعا من رطب فقال رسول الله ص للخادم التي جاءت به ادخلي فانظري هل تجدين في البيت قصعة أو طبقا فتأتيني به فدخلت ثم خرجت إليه فقالت ما أصبت قصعة و لا طبقا فكنس رسول الله ص بثوبه مكانا من الأرض ثم قال لها ضعيه هاهنا على الحضيض ثم قال و الذي نفسي بيده لو كانت الدنيا تعدل عند الله مثقال جناح بعوضة ما أعطى كافرا و لا منافقا منها شيئا
134- نهج، ]نهج البلاغة[ إلى أن بعث الله سبحانه محمدا ص لإنجاز عدته و تمام نبوته مأخوذا على النبيين ميثاقه مشهورة سماته كريما ميلاده
135- نهج، ]نهج البلاغة[ حتى بعث الله محمدا ص شهيدا و بشيرا و نذيرا خير البرية طفلا و أنجبها كهلا أطهر المطهرين شيمة و أجود المستمطرين ديمة
بيان الشيمة بالكسر الخلق و الطبيعة و الاستمطار طلب المطر و طلب العطاء الكثير مجازا و الديمة بالكسر المطر الدائم فيمكن أن يقرأ على بناء المفعول أي أجود من طلب منه العطاء الدائم الكثير أو على بناء الفاعل إشارة إلى استحبابه دعائه في الاستسقاء فيحتمل أن يكون أجود مأخوذا من الجود بمعنى المطر الكثير و الله يعلم
136- نهج، ]نهج البلاغة[ و لقد كان في رسول الله ص كاف لك في الأسوة و دليل لك على ذم الدنيا و عيبها و كثرة مخازيها و مساويها إذ قبضت عنه أطرافها و وطئت لغيره أكنافها و فطم من رضاعها و زوي عن زخارفها و ساقها إلى قوله ع فتأس بنبيك الأطهر الأطيب ص فإن فيه أسوة لمن تأسى و عزاء لمن تعزى و أحب العباد إلى الله تعالى المتأسي بنبيه ص و المقتص لأثره قضم الدنيا قضما و لم يعرها طرفا أهضم أهل الدنيا كشحا و أخمصهم من الدنيا بطنا عرضت عليه الدنيا فأبى أن يقبلها و علم أن الله سبحانه أبغض شيئا فأبغضه و حقر شيئا فحقره و صغر شيئا فصغره و لو لم يكن فينا إلا حبنا ما أبغض الله و تعظيمنا ما صغر الله لكفى به شقاقا لله و محادة عن أمر الله و لقد كان رسول الله ص يأكل على الأرض و يجلس جلسة العبد و يخصف بيده نعله و يرقع بيده ثوبه و يركب الحمار العاري و يردف خلفه و يكون الستر على باب بيته فتكون فيه التصاوير فيقول يا فلانة لإحدى أزواجه غيبيه عني فإني إذا نظرت إليه ذكرت الدنيا و زخارفها فأعرض عن الدنيا بقلبه و أمات ذكرها من نفسه و أحب أن تغيب زينتها عن عينه لكيلا يتخذ منها رياشا و لا يعتقدها قرارا و لا يرجو فيها مقاما فأخرجها من النفس و أشخصها عن القلب و غيبها عن البصر و كذلك من أبغض شيئا أبغض أن ينظر إليه و أن يذكر عنده و لقد كان في رسول الله ص ما يدلك على مساوي الدنيا و عيوبها إذ جاع فيها مع خاصته و زويت عنه زخارفها مع عظيم زلفته فلينظر ناظر بعقله أكرم الله محمدا ص بذلك أم أهانه فإن قال أهانه فقد كذب و العظيم و إن قال أكرمه فليعلم أن الله قد أهان غيره حيث بسط الدنيا له و زواها عن أقرب الناس منه فتأسى متأس بنبيه و اقتص أثره و ولج مولجه و إلا فلا يأمن الهلكة فإن الله جعل محمدا ص علما للساعة و مبشرا بالجنة و منذرا بالعقوبة خرج من الدنيا خميصا و ورد الآخرة سليما لم يضع حجرا على حجر حتى مضى لسبيله و أجاب داعي ربه فما أعظم منه الله عندنا حين أنعم علينا به سلفا نتبعه و قائدا نطأ عقبه
بيان المخازي المقابح قوله ع وطئت بالتشديد أي هيأت و بالتخفيف من قولهم وطئت لك المجلس أي جعلته سهلا لينا قوله ع زوي أي قبض قوله ع قضم الدنيا في أكثر النسخ بالضاد المعجمة و هو أكل الشيء اليابس بأطراف الأسنان أي تناول منها قدر الكفاف و ما تدعو إليه الضرورة و التنوين في قضما للتقليل و في بعضها بالصاد المهملة بمعنى الكسر قوله ع و لم يعرها طرفا من الإعارة أي لم يلتفت إليها نظر إعارة فكيف بأن يجعلها مطمح نظره و يقال رجل أهضم إذا كان خميصا لقلة الأكل و الكشح الخاصرة قوله جلسة العبد قال ابن أبي الحديد هي أن يضع قصبتي ساقيه على الأرض و يعتمد عليها بباطن فخذيه يقال لها بالفارسية دو زانو و الرياش إما جمع الريش أو مرادفه و هو اللباس الفاخر و يطلق على المال و الخصب و المعاش قوله ع خميصا أي جائعا
137- ع، ]علل الشرائع[ ابن الوليد عن محمد العطار عن الأشعري عن علي بن الريان عن عبيد الله بن عبد الله الواسطي عن واصل بن سليمان أو عن درست يرفعه إلى أبي عبد الله ع قال قلت له لم كان رسول الله ص يحب الذراع أكثر من حبه لسائر أعضاء الشاة قال فقال لأن آدم قرب قربانا عن الأنبياء من ذريته فسمى لكل نبي عضوا و سمى لرسول الله ص الذراع فمن ثم كان يحب الذراع و يشتهيها و يحبها و يفضلها
138- و في حديث آخر أن رسول الله ص كان يحب الذراع لقربها من المرعى و بعدها من المبال
139- ير، ]بصائر الدرجات[ إبراهيم بن هاشم عن جعفر بن محمد عن القداح عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص يحب الذراع و الكتف و يكره الورك لقربها من المبال
140- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر ع قال كان رسول الله ص يعجبه الذراع
141- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن إبراهيم بن حفص بن عمر العسكري بالمصيصة من أصل كتابه عن عبد الله بن الهيثم الأنماطي عن الحسين بن علوان الكلبي عن عمرو بن خالد الواسطي عن محمد و زيد ابني علي عن أبيهما ع عن أبيه الحسين ع قال كان رسول الله ص يرفع يديه إذا ابتهل و دعا كما يستطعم المسكين
142- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن أحمد بن عبد الرحيم بن سعد عن إسماعيل بن محمد العلوي عن أبيه عن جده إسحاق بن جعفر عن أخيه موسى عن آبائه عن علي ع قال سمعت النبي ص يقول بعثت بمكارم الأخلاق و محاسنها
143- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن جعفر بن محمد بن جعفر العلوي عن أحمد بن عبد المنعم الصيداوي عن حسين بن شداد الجعفي عن أبيه شداد بن رشيد عن عمرو بن عبد الله بن هند عن أبي جعفر ع قال قال علي بن الحسين ع إن جدي رسول الله ص قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر فلم يدع الاجتهاد له و تعبد بأبي هو و أمي حتى انتفخ الساق و ورم القدم و قيل له أ تفعل هذا و قد غفر الله لك ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ قال أ فلا أكون عبدا شكورا الخبر
144- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن غياث بن مصعب الخجندي عن محمد بن حماد الشاشي عن حاتم الأصم عن شقيق البلخي عمن أخبره من أهل العلم قال قيل للنبي ص كيف أصبحت قال بخير من رجل لم يصبح صائما و لم يعد مريضا و لم يشهد جنازة
145- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن إسماعيل بن موسى البجلي عن عبد الله بن عمر بن أبان عن معاوية بن هشام عن سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن عطا عن ابن عباس قال قيل للنبي ص كيف أصبحت قال بخير من قوم لم يشهدوا جنازة و لم يعودوا مريضا
بيان الظاهر أن من في الخبر السابق في قوله من رجل بيانية و هو تميز عن الضمير في أصبحت كقولهم لله درك من فارس و عز من قائل و يا لك من ليل و في الثاني يحتمل ذلك بأن يكون أصبحت في قوة أصبحنا و أن تكون تبعيضية و يكون حالا عن الضمير أي حال كوني من قومهم كذلك
146- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن إبراهيم القزويني عن محمد بن وهبان عن أحمد بن إبراهيم بن أحمد عن الحسن بن علي الزعفراني عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي أسامة عن أبي عبد الله ع قال قلت له بلغنا أن رسول الله ص لم يشبع من خبز بر ثلاثة أيام قط قال فقال أبو عبد الله ع ما أكله قط قلت فأي شيء كان يأكل قال كان طعام رسول الله ص الشعير إذا وجده و حلواه التمر و وقوده السعف
147- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ أحمد بن عبدون عن علي بن محمد بن الزبير عن علي بن فضال عن العباس بن عامر عن أحمد بن رزق عن الفضيل قال سمعت أبا جعفر ع يقول خرج رسول الله ص يريد حاجة فإذا بالفضل بن العباس قال فقال احملوا هذا الغلام خلفي قال فاعتنق رسول الله ص بيده من خلفه على الغلام ثم قال يا غلام خف الله تجده أمامك يا غلام خف الله يكفك ما سواه إلى آخر ما سيأتي في باب مواعظه ص
148- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي جميلة عن محمد الحلبي و زرارة و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل وَ اذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ قال إذا حلف الرجل فنسي أن يستثني فليستثن إذا ذكر
149- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد و علي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً قال فقال إن الله عز و جل لما قال لآدم ادخل الجنة قال له يا آدم لا تقرب هذه الشجرة قال و أراه إياها فقال آدم لربه كيف أقربها و لقد نهيتني عنها أنا و زوجتي قال فقال لهما لا تقرباها يعني لا تأكلا منها فقال آدم و زوجته نعم يا ربنا لا نقربها و لا نأكل منها و لم يستثنيا في قولهما نعم فوكلهما الله في ذلك إلى أنفسهما و إلى ذكرهما قال و قد قال الله عز و جل لنبيه ص في الكتاب وَ لا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ أن لا أفعله فتسبق مشية الله في أن لا أفعله فلا أقدر على أن أفعله قال فلذلك قال الله عز و جل وَ اذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ أي استثن مشية الله في فعلك
150- كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن أبيه عن أبي البختري عن أبي عبد الله ع أن رسول الله كان يتطيب بالمسك حتى يرى وبيصه في مفارقه
بيان الوبيص البريق
151- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال كانت لرسوله الله ص ممسكة إذا هو توضأ أخذها بيده و هي رطبة فكان إذا خرج عرفوا أنه رسول الله ص برائحته
152- كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن نوح بن شعيب عن بعض أصحابنا عن أبي الحسن ع قال كان يرى وبيص المسك في مفرق رسول الله ص
153- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن غير واحد عن الخشاب عن غياث بن كلوب عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع أن رسول الله ص كان إذا اشتكى رأسه استعط بدهن الجلجلان و هو السمسم
154- كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن بعض أصحابه عن ابن أخت الأوزاعي عن مسعدة بن اليسع عن قيس الباهلي أن النبي ص كان يحب أن يستعط بدهن السمسم
155- كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن النوفلي عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن جده قال كانت من أيمان رسول الله ص لا و أستغفر الله
156- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال إن العقرب لدغت رسول الله ص فقال لعنك الله فما تبالين مؤمنا أذيت أم كافرا ثم دعا بالملح فدلكه فهدأت ثم قال أبو جعفر ع لو يعلم الناس ما في الملح ما بغوا معه درياقا
157- كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن أبيه و عمرو بن إبراهيم جميعا عن خلف بن حماد عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله ع قال لدغت رسول الله ص عقرب فنفضها و قال لعنك الله فما يسلم منك مؤمن و لا كافر ثم دعا بملح فوضعه على موضع اللدغة ثم عصره بإبهامه حتى ذاب ثم قال لو يعلم الناس ما في الملح ما احتاجوا معه إلى ترياق
158- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال وطئ رسول الله ص الرمضاء فأحرقته فوطئ على الرجلة و هي البقلة الحمقاء فسكن عنه حر الرمضاء فدعا لها و كان يحبها و يقول من بقلة ما أبركها
-159 كا، ]الكافي[ علي عن أبيه و محمد بن إسماعيل عن الفضل جميعا عن ابن أبي عمير و صفوان عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال إن النبي ص مد يده إلى الحجر فلسعته عقرب فقال لعنك الله لا برا تدعين و لا فاجرا
160- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال كان بينا رسول الله ص جالسا و عنده جبرئيل إذ حانت من جبرئيل نظرة قبل السماء فانتقع لونه حتى صار كأنه كركم ثم لاذ برسول الله ص فنظر رسول الله ص إلى حيث نظر جبرئيل ع فإذا شيء قد ملأ بين الخافقين مقبلا حتى كان كقاب الأرض فقال يا محمد إني رسول الله إليك أخيرك أن تكون ملكا رسولا أحب إليك أو تكون عبدا رسولا فالتفت رسول الله ص إلى جبرئيل و قد رجع إليه لونه فقال جبرئيل بل كن عبدا رسولا فقال رسول الله ص بل أكون عبدا رسولا فرفع الملك رجله اليمنى فوضعها في كبد السماء الدنيا ثم رفع الأخرى فوضعها في الثانية ثم رفع اليمنى فوضعها في الثالثة ثم هكذا حتى انتهى إلى السماء السابعة كل سماء خطوة و كلما ارتفع صغر حتى صار آخر ذلك مثل الصر فالتفت رسول الله ص إلى جبرئيل فقال لقد رأيت منك ذعرا و مارأيت شيئا كان أذعر لي من تغير لونك فقال يا نبي الله لا تلمني أ تدري من هذا قال لا قال هذا إسرافيل حاجب الرب و لم ينزل من مكانه منذ خلق الله السماوات و الأرض فلما رأيته منحطا ظننت أنه جاء بقيام الساعة فكان الذي رأيت من تغير لوني لذلك فلما رأيت ما اصطفاك الله به رجع إلى لوني و نفسي أ ما رأيته كلما ارتفع صغر إنه ليس شيء يدنو من الرب إلا صغر لعظمته إن هذا حاجب الرب و أقرب خلق الله منه و اللوح بين عينيه من ياقوتة حمراء فإذا تكلم الرب تبارك و تعالى بالوحي ضرب اللوح جبينه فنظر فيه ثم ألقى إلينا نسعى به في السماوات و الأرض إنه لأدنى خلق الرحمن منه و بينه و بينه تسعون حجابا من نور يقطع دونها الأبصار ما يعد و لا يوصف و إني لأقرب الخلق منه و بيني و بينه مسيرة ألف عام
بيان يقال انتقع لونه على بناء المجهول إذا تغير من خوف أو ألم و الكركم بالضم الزعفران قوله من الرب أي من موضع ظهور عظمته و جلاله و صدور أمره و نهيه و وحيه
160- نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال علي ع بينا رسول الله ص يتوضأ إذ لاذ به هر البيت و عرف رسول الله ص أنه عطشان فأصغى إليه الإناء حتى شرب منه الهر و توضأ بفضله
161- و بهذا الإسناد قال كان رسول الله ص إذا أكل عند القوم قال أفطر عندكم الصائمون و أكل طعامكم الأبرار و صلت عليكم الملائكة الأخيار
162- أسرار الصلاة، قال أبو ذر رضي الله عنه قام رسول الله ص ليلة يردد قوله تعالى إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ و لما قال رسول الله ص لابن مسعود اقرأ علي قال ففتحت سورة النساء فلما بلغت فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً رأيت عيناه تذرفان من الدمع فقال لي حسبك الآن