الآيات الأحقاف وَ إِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ إلى قوله تعالى أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ الجن قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَ لَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً إلى آخر السورة تفسير قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى وَ إِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ معناه و اذكر يا محمد إذ وجهنا إليك جماعة من الجن تستمع القرآن و قيل معناه صرفناهم إليك عن بلادهم بالتوفيق و الألطاف حتى أتوك و قيل صرفناهم إليك عن استراق السمع من السماء برجوم الشهب و لم يكونوا بعد عيسى ع قد صرفوا عنه فقالوا ما هذا الذي حدث في السماء إلا من أجل شيء قد حدث في الأرض فضربوا في الأرض حتى وقفوا على النبي ص ببطن نخلة عائدا إلى عكاظ و هويصلي الفجر فاستمعوا القرآن و نظروا كيف يصلي عن ابن عباس و ابن جبير فعلى هذا يكون الرمي بالشهب لطفا للجن فَلَمَّا حَضَرُوهُ أي القرآن أو النبي ص قالُوا أي بعضهم لبعض أَنْصِتُوا أي اسكتوا نستمع إلى قراءته فَلَمَّا قُضِيَ أي فرغ من تلاوته وَلَّوْا أي انصرفوا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ أي محذرين إياهم عذاب الله إن لم يؤمنوا قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى يعنون القرآن مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ أي لما تقدم من الكتب يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أي إلى الدين الحق وَ إِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ يؤدي بسالكه إلى الجنة.
القصة عن الزهري قال لما توفي أبو طالب ع اشتد البلاء على رسول الله ص فعمد لثقيف بالطائف رجاء أن يؤوه فوجد ثلاثة نفر منهم هم سادة و هم إخوة عبد ياليل و مسعود و حبيب بنو عمرو فعرض عليهم نفسه فقال أحدهم أنا أسرق ثياب الكعبة إن كان الله بعثك بشيء قط و قال الآخر أ عجز الله أن يرسل غيرك و قال الآخر و الله لا أكلمك بعد مجلسك هذا أبدا و لئن كنت رسولا كما تقول فلأنت أعظم خطرا من أن يرد عليك الكلام و إن كنت تكذب على الله فما ينبغي لي أن أكلمك بعد و تهزءوا به و أفشوا في قومهم ما راجعوه به فقعدوا له صفين على طريقه فلما مر رسول الله ص بين صفيهم جعلوا لا يرفع رجليه و لا يضعهما إلا رضخوهما بالحجارة حتى أدموا رجليه فخلص منهم و هما يسيلان دما فعمد فجاء إلى حائط من حيطانهم فاستظل في ظل نخلة منه و هو مكروب موجع تسيل رجلاه دما فإذا في الحائط عتبة بن ربيعة و شيبة بن ربيعة فلما رآهما كره مكانهما لما يعلم من عداوتهما لله و رسوله فلما رأياه أرسلا إليه غلاما لهما يدعى عداس معه عنب و هو نصراني من أهل نينوى فلما جاءه قال له رسول الله ص من أي أرض أنت قال من أهل نينوى قال من مدينة العبد الصالح يونس بن متى فقال له عداس و ما يدريك من يونس بن متى فقال ص أنا رسول الله و الله تعالى أخبرني خبر يونس بن متى فلما أخبره بما أوحى الله إليه من شأن يونس خر عداس ساجدا لله و معظما لرسول الله ص و جعل يقبل قدميه و هما تسيلان الدماء فلما بصر عتبة و شيبة ما يصنع غلامهما سكتا فلما أتاهما قالا ما شأنك سجدت لمحمد و قبلت قدميه و لم نرك فعلت ذلك بأحد منا قال هذا رجل صالح أخبرني بشيء عرفته من شأن رسول بعثه الله إلينا يدعى يونس بن متى فضحكا و قالا لا يفتننك عن نصرانيتك فإنه رجل خداع فرجع رسول الله ص إلى مكة حتى إذا كان بنخلة قام في جوف الليل يصلي فمر به نفر من أهل نصيبين من اليمن فوجدوه يصلي صلاة الغداة و يتلو القرآن فاستمعوا له
و هذا معنى قول سعيد بن جبير و جماعة.
و قال آخرون أمر رسول الله ص أن ينذر الجن و يدعوهم إلى الله و يقرأ عليهم القرآن فصرف الله إليه نفرا من الجن من نينوى فقال ص إني أمرت أن أقرأ على الجن الليلة فأيكم يتبعني فاتبعه عبد الله بن مسعود قال عبد الله و لم يحضر معه أحد غيري فانطلقنا حتى إذا كنا بأعلى مكة و دخل نبي الله شعبا يقال له شعب الحجون و خط لي خطا ثم أمرني أن أجلس فيه و قال لا تخرج منه حتى أعود إليك ثم انطلق حتى قام فافتتح القرآن فغشيته أسودة كثيرة حتى حالت بيني و بينه حتى لم أسمع صوته ثم انطلقوا و طفقوا يتقطعون مثل قطع السحاب ذاهبين حتى بقي منهم رهط و فرغ رسول الله ص مع الفجر فانطلق فبرز ثم قال هل رأيت شيئا فقلت نعم رأيت رجالا سودا مستثفري ثياب بيض قال أولئك جن نصيبين
و روى علقمة عن عبد الله قال لم أكن مع رسول الله ص ليلة الجن و وددت أني كنت معه و روي عن ابن عباس أنهم كانوا سبعة نفر من جن نصيبين فجعلهم رسول الله ص رسلا إلى قومهم و قال زر بن حبيش كانوا تسعة نفر منهم زوبعة
و روى محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال لما قرأ رسول الله ص الرَّحْمنُ على الناس سكتوا فلم يقولوا شيئا فقال رسول الله ص الجن كانوا أحسن جوابا منكم لما قرأت عليهم فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ قالوا لا و لا بشيء من آلائك ربنا نكذب.
يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ يعنون محمدا ص إذ دعاهم إلى توحيده و خلع الأنداد دونه وَ آمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ أي إن آمنتم بالله و رسوله يغفر لكم وَ يُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ في هذا دلالة على أنه ع كان مبعوثا إلى الجن كما كان مبعوثا إلى الإنس و لم يبعث الله نبيا إلى الإنس و الجن قبله وَ مَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ أي لا يعجز الله فيسبقه و يفوته وَ لَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءُ أي أنصارا يمنعونه من الله أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ أي عدول عن الحق ظاهر انتهى كلامه رفع مقامه. و قال الرازي روي عن الحسن أن هؤلاء من الجن كانوا يهودا لأن في الجن مللا كما في الإنس و المحققون على أن الجن مكلفون سئل ابن عباس هل للجن ثواب قال نعم لهم ثواب و عليهم عقاب يلتقون في الجنة ويزدحمون على أبوابها ثم قال و اختلفوا في أن الجن هل لهم ثواب أم لا فقيل لا ثواب لهم إلا النجاة من النار ثم يقال لهم كونوا ترابا مثل البهائم و احتجوا بقوله تعالى وَ يُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ و هو قول أبي حنيفة و الصحيح أنهم في حكم بني آدم في الثواب و العقاب و هذا قول ابن أبي ليلى و مالك و كل دليل يدل على أن البشر يستحقون الثواب على الطاعة فهو بعينه قائم في حق الجن و الفرق بين البابين بعيد جدا. و قال الطبرسي في قوله تعالى قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ أي استمع القرآن طائفة من الجن و هم جيل رقاق الأجسام خفية على صورة مخصوصة بخلاف صورة الإنسان و الملائكة فإن الملك مخلوق من النور و الإنس من الطين و الجن من النار فَقالُوا أي الجن بعضها لبعض إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً العجب ما يدعو إلى التعجب منه لخفاء سببه و خروجه عن العادة يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ أي الهدى فَآمَنَّا بِهِ أي بأنه من عند الله وَ لَنْ نُشْرِكَ فيما بعد بِرَبِّنا أَحَداً فنوجه العبادة إليه و فيه دلالة على أنه ص كان مبعوثا إلى الجن أيضا و أنهم عقلاء مخاطبون و بلغات العرب عارفون و أنهم يميزون بين المعجز و غير المعجز و أنهم دعوا قومهم إلى الإسلام و أخبروهم بإعجاز القرآن و أنه كلام الله تعالى
و روى الواحدي بإسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال ما قرأ رسول الله ص على الجن و ما رآهم انطلق رسول الله ص في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ و قد حيل بين الشياطين و بين خبر السماء فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا ما لكم قالوا حيل بيننا و بين خبر السماء و أرسلت علينا الشهب قالوا ما ذاك إلا من شيء حدث فاضربوا مشارق الأرض و مغاربها فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة بالنبي ص و هو بنخل عامدين إلى سوق عكاظ و هو يصلي بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له و قالوا هذا الذي حال بيننا و بين خبر السماء فرجعوا إلى قومهم و قالوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَ لَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً فأوحى الله تعالى إلى نبيه ص قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ و رواه البخاري و مسلم. و عن علقمة بن قيس قال قلت لعبد الله بن مسعود من كان منكم مع النبي ص ليلة الجن فقال ما كان منا معه أحد فقدناه ذات ليلة و نحن بمكة فقلنا اغتيل رسول الله ص أو استطير فانطلقنا نطلبه من الشعاب فلقيناه مقبلا من نحو حرا فقلنا يا رسول الله أين كنت لقد أشفقنا عليك و قلنا له بتنا الليلة بشر ليلة بات بها قوم حين فقدناك فقال لنا إنه أتاني داعي الجن فذهبت أقرئهم القرآن فذهب بنا فأرانا آثارهم و آثار نيرانهم فأما أن يكون صحبه منا أحد فلم يصحبه و عن أبي روق قال هم تسعة نفر من الجن قال أبو حمزة الثمالي و بلغنا أنهم من بني الشيبان و هم أكثر الجن عددا و هم عامة جنود إبليس و قيل كانوا سبعة نفر من جن نصيبين رآهم النبي ص فآمنوا به و أرسلهم إلى سائر الجن. وَ أَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَ لا وَلَداً أي تعالى جلال ربنا و عظمته عن اتخاذ الصاحبة و الولد أو تعالت صفاته أو قدرته أو ذكره أو فعله و أمره أو ملكه أو آلاؤه و نعمه و الجميع يرجع إلى معنى واحد و هو العظمة و الجلال
و روي عن الباقر و الصادق ع أنه ليس لله تعالى جد و إنما قالته الجن بجهالة فحكاه سبحانه كما قالت
وَ أَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا أي جاهلنا و المراد به إبليس عَلَى اللَّهِ شَطَطاً و الشطط السرف في ظلم النفس و الخروج عن الحق وَ أَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً أي حسبنا أن ما يقولونه من اتخاذ الشريك و الصاحبة و الولد صدق و أنا على حق حتى سمعنا القرآن و تبينا الحق به وَ أَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ أي يعتصمون و يستجيرون و كان الرجل من العرب إذا نزل الوادي في سفره ليلا قال أعوذ بعزيز هذا الوادي من شر سفهاء قومه و كان هذا منهم على حسب اعتقادهم أن الجن تحفظهم و قيل معناه أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من أجل الجن و من معرة الجن فَزادُوهُمْ رَهَقاً أي فزاد الجن للإنس إثما على إثمهم الذي كانوا عليه من الكفر و المعاصي و قيل رَهَقاً أي طغيانا و قيل فرقا و خوفا و قيل شرا و قيل ذلة و قال الزجاج يجوز أن يكون الإنس الذين كانوا يستعيذون بالجن زادوا الجن رهقا لأنهم كانوا يزدادون طغيانا في قومهم بهذا التعوذ فيقولون سدنا الجن و الإنس و يجوز أن يكون الجن زادوا الإنس رهقا. وَ أَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً أي قال مؤمنو الجن لكفارهم إن كفار الإنس الذين يعوذون برجال من الجن في الجاهلية حسبوا كما حسبتم يا معشر الجن أن لن يبعث الله رسولا بعد موسى ع أو عيسى ع و قيل إن هذه الآية مع ما قبلها اعتراض من إخبار الله تعالى يقول إن الجن ظنوا كما ظننتم معاشر الإنس أن الله لا يحشر أحدا يوم القيامة و لا يحاسبه أو لن يبعث الله أحدا رسولا ثم حكى عن الجن قولهم وَ أَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ أي مسسناها و قيل معناه طلبنا الصعود إلى السماء فعبر عن ذلك باللمس مجازا و قيل التمسنا قرب السماء لاستراق السمع فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً أي حفظة من الملائكة شدادا وَ شُهُباً و التقدير ملئت من الحرس و الشهب وَ أَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ أي كان يتهيأ لنا فيما قبل القعود في مواضع الاستماع فنسمع منها صوت الملائكة و كلامهم فَمَنْ يَسْتَمِعِ منا الْآنَ ذلك يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً يرمى به و يرصد له و شهابا مفعول به و رصدا صفته قال معمر قلت للزهري كان يرمى بالنجوم في الجاهلية قال نعم قلت أ فرأيت قوله أَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها الآية قال غلظ و شدد أمرها حين بعث النبي ص قال البلخي إن الشهب كانت لا محالة فيما مضى من الزمان غير أنه لم يكن يمنع بها الجن عن صعود السماء فلما بعث النبي ص منع بها الجن من الصعود وَ أَنَّا لا نَدْرِي أَ شَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أي بحدوث الرجم بالشهب و حراسة السماء جوزوا هجوم انقطاع التكليف أو تغيير الأمر بتصديق نبي من الأنبياء و ذلك قوله أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً أي صلاحا و قيل معناه أن هذا المنع لا يدرى أ لعذاب سينزل بأهل الأرض أم لنبي يبعث و يهدي إلى الرشد فإن مثل هذا لا يكون إلا لأحد هذين وَ أَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَ مِنَّا دُونَ ذلِكَ أي دون الصالحين في الرتبة كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً أي فرقا شتى على مذاهب مختلفة و أهواء متفرقة وَ أَنَّا ظَنَنَّا أي علمنا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ أي لن نفوته إن أراد بنا أمرا وَ لَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً أي أنه يدركنا حيث كنا وَ أَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى أي القرآن آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً أي نقصانا فيما يستحقه من الثواب وَ لا رَهَقاً أي لحاق ظلم و غشيان مكروه وَ أَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَ مِنَّا الْقاسِطُونَ أي الجائرون عن طريق الحق فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً أي التمسوا الصواب و الهدى وَ أَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً يلقون فيها فتحرقهم كما تحرق النار الحطب انتهى. أقول سيأتي الكلام في حقيقة الجن و كيفياتهم و أحوالهم في كتاب السماء و العالم إن شاء الله تعالى. و قال القاضي في الشفا رأى عبد الله بن مسعود الجن ليلة الجن و سمع كلامهم و شبههم برجال الزط
و قال النبي ص إن شيطانا تفلت البارحة ليقطع علي صلاتي فأمكنني الله منه فأخذته فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تنظروا إليه كلكم فذكرت دعوة أخي سليمان ع رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ هَبْ لِي مُلْكاً الآية فرده الله خاسئا
1- ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن محمد بن عبد الحميد عن محمد بن راشد عن عمر بن سهل عن سهيل بن غزوان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن امرأة من الجن كان يقال لها عفراء كانت تنتاب النبي ص فتسمع من كلامه فتأتي صالحي الجن فيسلمون على يديها و إنها فقدها النبي ص فسأل عنها جبرئيل فقال إنها زارت أختا لها تحبها في الله فقال النبي ص طوبى للمتحابين في الله إن الله تبارك و تعالى خلق في الجنة عمودا من ياقوتة حمراء عليه سبعون ألف قصر في كل قصر سبعون ألف غرفة خلقها الله عز و جل للمتحابين و المتزاورين في الله ثم قال يا عفراء أي شيء رأيت قالت رأيت عجائب كثيرة قال فأعجب ما رأيت قالت رأيت إبليس في البحر الأخضر على صخرة بيضاء مادا يديه إلى السماء و هو يقول إلهي إذا بررت قسمك و أدخلتني نار جهنم فأسألك بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين إلا خلصتني منها و حشرتني معهم فقلت يا حارث ما هذه الأسماء التي تدعو بها قال لي رأيتها على ساق العرش من قبل أن يخلق الله آدم بسبعة آلاف سنة فعلمت أنهم أكرم الخلق على الله عز و جل فأنا أسأله بحقهم فقال النبي ص و الله لو أقسم أهل الأرض بهذه الأسماء لأجابهم
2- فس، ]تفسير القمي[ قال الجن من ولد الجان منهم مؤمنون و كافرون و يهود و نصارى و تختلف أديانهم و الشياطين من ولد إبليس و ليس فيهم مؤمن إلا واحد اسمه هام بن هيم بن لاقيس بن إبليس جاء إلى رسول الله ص فرآه جسيما عظيما و امرأ مهولا فقال له من أنت قال أنا هام بن هيم بن لاقيس بن إبليس كنت يوم قتل قابيل هابيل غلاما ابن أعوام أنهى عن الاعتصام و آمر بإفساد الطعام فقال رسول الله ص بئس لعمري الشاب المؤمل و الكهل المؤمر فقال دع عنك هذا يا محمد فقد جرت توبتي على يد نوح ع و لقد كنت معه في السفينة فعاتبته على دعائه على قومه و لقد كنت مع إبراهيم ع حيث ألقي في النار فجعلها الله عليه بردا و سلاما و لقد كنت مع موسى ع حين غرق الله فرعون و نجى بني إسرائيل و لقد كنت مع هود ع حين دعا على قومه فعاتبته على دعائه على قومه و لقد كنت مع صالح ع فعاتبته على دعائه على قومه و لقد قرأت الكتب فكلها تبشرني بك و الأنبياء يقرءونك السلام و يقولون أنت أفضل الأنبياء و أكرمهم فعلمني مما أنزل الله عليك شيئا فقال رسول الله ص لأمير المؤمنين ع علمه فقال هام يا محمد إنا لا نطيع إلا نبيا أو وصي نبي فمن هذا قال هذا أخي و وصيي و وزيري و وارثي علي بن أبي طالب قال نعم نجد اسمه في الكتب إليا فعلمه أمير المؤمنين ع فلما كانت ليلة الهرير بصفين جاء إلى أمير المؤمنين ع
بيان قوله ص الشاب المؤمل لعل المعنى بئس حالك في حال شبابك حيث كنت مؤملا على بناء المفعول يأملون منك الخير و في حال شيخوختك حيث صيروك أميرا و في روايات العامة بئس لعمر الله عمل الشيخ المتوسم و الشاب المتلوم قال الجزري المتوسم المتحلي بسمة الشيوخ و المتلوم المتعرض للأئمة في الفعل السيئ و يجوز أن يكون من اللؤمة و هي الحاجة أي المنتظر لقضائها
3- عم، ]إعلام الورى[ جاء في الآثار عن ابن عباس قال لما خرج النبي ص إلى بني المصطلق و نزل بقرب واد وعر فلما كان آخر الليل هبط عليه جبرئيل يخبره عن طائفة من كفار الجن قد استبطنوا الوادي يريدون كيده و إيقاع الشر بأصحابه فدعا أمير المؤمنين ع و قال اذهب إلى هذا الوادي فسيعرض لك من أعداء الله الجن من يريدك فادفعه بالقوة التي أعطاك الله إياها و تحصن منه بأسماء الله التي خصك بعلمها و أنفذ معه مائة رجل من أخلاط الناس و قال لهم كونوا معه و امتثلوا أمره فتوجه أمير المؤمنين ع إلى الوادي فلما قارب شفيره أمر المائة الذين صحبوه أن يقفوا بقرب الشفير و لا يحدثوا شيئا حتى يأذن لهم ثم تقدم فوقف على شفير الوادي و تعوذ بالله من أعدائه و سماه بأحسن أسمائه و أومأ إلى القوم الذين تبعوه أن يقربوا منه فقربوا و كان بينه و بينهم فرجة مسافتها غلوة ثم رام الهبوط إلى الوادي فاعترضت ريح عاصف كاد القوم أن يقعوا على وجوههم لشدتها و لم تثبت أقدامهم على الأرض من هول ما لحقهم فصاح أمير المؤمنين ع أنا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب وصي رسول الله و ابن عمه اثبتوا إن شئتم و ظهر للقوم أشخاص كالزط تخيل في أيديهم شعل النار قد اطمأنوا بجنبات الوادي فتوغل أمير المؤمنين ع بطن الوادي و هو يتلو القرآن و يومئ بسيفه يمينا و شمالا فما لبثت الأشخاص حتى صارت كالدخان الأسود و كبر أمير المؤمنين ع ثم صعد من حيث هبط فقام مع القوم الذين تبعوه حتى أسفر الموضع عما اعتراه فقال له أصحاب رسول الله ص ما لقيت يا أبا الحسن فقد كدنا نهلك خوفا و إشفاقا عليك فقال ع لما تراءى لي العدو جهرت فيهم بأسماء الله فتضاءلوا و علمت ما حل بهم من الجزع فتوغلت الوادي غير خائف منهم و لو بقوا على هيئاتهم لأتيت على آخرهم و كفى الله كيدهم و كفى المسلمين شرهم و سيسبقني بقيتهم إلى النبي ص فيؤمنوا به و انصرف أمير المؤمنين ع بمن معه إلى رسول الله ص فأخبره الخبر فسري عنه و دعا له بخير و قال له قد سبقك يا علي إلي من أخافه الله بك فأسلم و قبلت إسلامه
بيان ضؤل ضئالة صغر و رجل متضائل دقيق و سري عنه الهم على بناء المفعول مشددا انكشف
4- عيون المعجزات، من كتاب الأنوار عن أحمد بن عبدويه عن سليمان بن علي الدمشقي عن أبي هاشم الزبالي عن زاذان عن سلمان قال كان النبي ص ذات يوم جالسا بالأبطح و عنده جماعة من أصحابه و هو مقبل علينا بالحديث إذ نظرنا إلى زوبعة قد ارتفعت فأثارت الغبار و ما زالت تدنو و الغبار يعلو إلى أن وقفت بحذاء النبي ص ثم برز منها شخص كان فيها ثم قال يا رسول الله إني وافد قومي و قد استجرنا بك فأجرنا و ابعث معي من قبلك من يشرف على قومنا فإن بعضهم قد بغى علينا ليحكم بيننا و بينهم بحكم الله و كتابه و خذ علي العهود و المواثيق المؤكدة أن أرده إليك في غداة غد سالما إلا أن تحدث علي حادثة من عند الله فقال النبي ص من أنت و من قومك قال أنا عطرفة بن شمراخ أحد بني نجاح و أنا و جماعة من أهلي كنا نسترق السمع فلما منعنا من ذلك آمنا و لما بعثك الله نبيا آمنا بك على ما علمته و قد صدقناك و قد خالفنا بعض القوم و أقاموا على ما كانوا عليه فوقع بيننا و بينهم الخلاف و هم أكثر منا عددا و قوة و قد غلبوا على الماء و المراعي و أضروا بنا و بدوابنا فابعث معي من يحكم بيننا بالحق فقال له النبي ص فاكشف لنا عن وجهك حتى نراك على هيئتك التي أنت عليها قال فكشف لنا عن صورته فنظرنا فإذا شخص عليه شعر كثير و إذا رأسه طويل طويل العينين عيناه في طول رأسه صغير الحدقتين و له أسنان السباع ثم إن النبي ص أخذ عليه العهد و الميثاق على أن يرد عليه في غد من يبعث به معه فلما فرغ من ذلك التفت إلى أبي بكر فقال سر مع أخينا عطرفة و انظر إلى ما هم عليه و احكم بينهم بالحق فقال يا رسول الله و أين هم قال هم تحت الأرض فقال أبو بكر و كيف أطيق النزول تحت الأرض و كيف أحكم بينهم و لا أحسن كلامهم ثم التفت إلى عمر بن الخطاب فقال له مثل قوله لأبي بكر فأجاب بمثل جواب أبي بكر ثم أقبل على عثمان و قال له مثل قوله لهما فأجابه كجوابهما ثم استدعى بعلي ع و قال له يا علي سر مع أخينا عطرفة و تشرف على قومه و تنظر إلى ما هم عليه و تحكم بينهم بالحق فقام أمير المؤمنين ع مع عطرفة و قد تقلد سيفه قال سلمان فتبعتهما إلى أن صار إلى الوادي فلما توسطاه نظر إلى أمير المؤمنين ع و قال قد شكر الله تعالى سعيك يا با عبد الله فارجع فوقفت أنظر إليهما فانشقت الأرض و دخلا فيها و رجعت و تداخلني من الحسرة ما الله أعلم به كل ذلك إشفاقا على أمير المؤمنين و أصبح النبي ص و صلى بالناس الغداة و جاء و جلس على الصفا و حف به أصحابه و تأخر أمير المؤمنين ع و ارتفع النهار و أكثر الناس الكلام إلى أن زالت الشمس و قالوا إن الجني احتال على النبي ص و قد أراحنا الله من أبي تراب و ذهب عنا افتخاره بابن عمه علينا و أكثروا الكلام إلى أن صلى النبي ص صلاة الأولى و عاد إلى مكانه و جلس على الصفا و ما زال يحدث أصحابه إلى أن وجبت صلاة العصر و أكثر القوم الكلام و أظهروا اليأس من أمير المؤمنين ع فصلى النبي ص صلاة العصر و جاء و جلس على الصفا و أظهر الفكر في أمير المؤمنين ع و ظهرت شماتة المنافقين بأمير المؤمنين ع و كادت الشمس تغرب فتيقن القوم أنه قد هلك و إذا قد انشق الصفا و طلع أمير المؤمنين ع منه و سيفه يقطر دما و معه عطرفة فقام إليه النبي ص و قبل بين عينيه و جبينيه و قال له ما الذي حبسك عني إلى هذا الوقت فقال ع صرت إلى جن كثير قد بغوا على عطرفة و قومه من المنافقين فدعوتهم إلى ثلاث خصال فأبوا علي و ذلك أني دعوتهم إلى الإيمان بالله تعالى و الإقرار بنبوتك و رسالتك فأبوا فدعوتهم إلى أداء الجزية فأبوا فسألتهم أن يصالحوا عطرفة و قومه فيكون بعض المرعى لعطرفة و قومه و كذلك الماء فأبوا ذلك كله فوضعت سيفي فيهم و قتلت
منهم ثمانين ألفا فلما نظروا إلى ما حل بهم طلبوا الأمان و الصلح ثم آمنوا و زال الخلاف بينهم و ما زلت معهم إلى الساعة فقال عطرفة يا رسول الله جزاك الله و أمير المؤمنين عنا خيرا
بيان الزوبعة رئيس من رؤساء الجن و منه سمي الإعصار زوبعة قاله الجوهري
5- سن، ]المحاسن[ عبد الله بن الصلت عن أبي هدية عن أنس بن مالك أن رسول الله ص كان ذات يوم جالسا على باب الدار و معه علي بن أبي طالب ع إذ أقبل شيخ فسلم على رسول الله ص ثم انصرف فقال رسول الله ص لعلي ع أ تعرف الشيخ فقال علي ع ما أعرفه فقال ص هذا إبليس فقال علي ع لو علمت يا رسول الله لضربته ضربة بالسيف فخلصت أمتك منه قال فانصرف إبليس إلى علي ص فقال له ظلمتني يا أبا الحسن أ ما سمعت الله عز و جل يقول وَ شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ فو الله ما شركت أحدا أحبك في أمه
6- ع، ]علل الشرائع[ الحسين بن محمد بن سعيد عن فرات بن إبراهيم عن محمد بن علي بن معتمر عن أحمد بن علي الرملي عن أحمد بن موسى عن يعقوب بن إسحاق المروزي عن عمر بن منصور عن إسماعيل بن أبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبيه عن أبي هارون العبدي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال كنا بمنى مع رسول الله ص إذ بصرنا برجل ساجد و راكع و متضرع فقلنا يا رسول الله ما أحسن صلاته فقال ص هو الذي أخرج أباكم من الجنة فمضى إليه علي ع غير مكترث فهزه هزة أدخل أضلاعه اليمنى في اليسرى و اليسرى في اليمنى ثم قال لأقتلنك إن شاء الله فقال لن تقدر على ذلك إلى أجل معلوم من عند ربي ما لك تريد قتلي فو الله ما أبغضك أحد إلا سبقت نطفتي إلى رحم أمه قبل نطفة أبيه و لقد شاركت مبغضيك في الأموال و الأولاد و هو قول الله عز و جل في محكم كتابه وَ شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ الخبر
7- ب، ]قرب الإسناد[ محمد بن عبد الحميد عن أبي جميلة عن أبي عبد الله ع في قول سليمان هَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ قلت فأعطي الذي دعا به قال نعم و لم يعط بعده إنسان ما أعطي نبي الله من غلبة الشيطان فخنقه إلى إبطه حتى أصاب لسانه يد رسول الله فقال رسول الله ص لو لا ما دعا به سليمان ع لأريتكموه
8- فس، ]تفسير القمي[ وَ إِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ إلى قوله فَلَمَّا قُضِيَ أي فرغ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ إلى قوله أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ فهذا كله حكاية عن الجن و كان سبب نزول هذه الآية أن رسول الله ص خرج من مكة إلى سوق عكاظ و معه زيد بن حارثة يدعو الناس إلى الإسلام فلم يجبه أحد و لم يجد من يقبله ثم رجع إلى مكة فلما بلغ موضعا يقال له وادي مجنة تهجد بالقرآن في جوف الليل فمر به نفر من الجن فلما سمعوا قراءة رسول الله ص استمعوا له فلما سمعوا قراءته قال بعضهم لبعض أَنْصِتُوا يعني اسكتوا فَلَمَّا قُضِيَ أي فرغ رسول الله ص من القراءة وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَ إِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ وَ آمِنُوا بِهِ إلى قوله أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ فجاءوا إلى رسول الله ص فأسلموا و آمنوا و علمهم رسول الله ص شرائع الإسلام فأنزل الله على نبيه قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ السورة كلها فحكى الله قولهم و ولى رسول الله ص عليهم منهم و كانوا يعودون إلى رسول الله ص في كل وقت فأمر أمير المؤمنين صلوات الله عليه أن يعلمهم و يفقههم فمنهم مؤمنون و كافرون و ناصبون و يهود و نصارى و مجوس و هم ولد الجان
9- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ ابن جبير قال توجه النبي ص تلقاء مكة و قام بنخلة في جوف الليل يصلي فمر به نفر من الجن فوجدوه يصلي صلاة الغداة و يتلو القرآن فاستمعوا إليه و قال آخرون أمر رسول الله ص أن ينذر الجن فصرف الله إليه نفرا من الجن من نينوى قوله وَ إِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ و كان بات في وادي الجن و هو على ميل من المدينة فقال ع إني أمرت أن أقرأ على الجن الليلة فأيكم يتبعني فاتبعه ابن مسعود و ساق الحديث مثل ما رواه الطبرسي
و روي عن ابن عباس أنهم كانوا سبعة نفر من جن نصيبين فجعلهم رسول الله ص رسلا إلى قومهم و قال زر بن حبيش كانوا سبعة منهم زوبعة و قال غيره و هم مسار و يسار و بشار و الأزد و خميع
10- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ لما سار النبي ص إلى وادي حنين للحرب إذا بالطلائع قد رجعت و الأعلام و الألوية قد وقفت فقال لهم النبي ص يا قوم ما الخبر فقالوا يا رسول الله حية عظيمة قد سدت علينا الطريق كأنها جبل عظيم لا يمكننا من المسير فسار النبي ص حتى أشرف عليها فرفعت رأسها و نادت السلام عليك يا رسول الله أنا الهيثم بن طاح بن إبليس مؤمن بك قد سرت إليك في عشرة آلاف من أهل بيتي حتى أعينك على حرب القوم فقال النبي ص انعزل عنا و سر بأهلك عن أيماننا ففعل ذلك و سار المسلمون
أقول سيأتي في باب عمل النيروز عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله ع أن يوم النيروز هو اليوم الذي وجه رسول الله ص عليا ع إلى وادي الجن فأخذ عليهم العهود و المواثيق
و سيأتي أكثر أخبار هذا الباب في باب استيلاء أمير المؤمنين صلوات الله عليه على الجن و الشياطين