الآيات آل عمران إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ مريم وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا قالَ إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَ لَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَ لَمْ أَكُ بَغِيًّا قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَ لِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَ رَحْمَةً مِنَّا وَ كانَ أَمْراً مَقْضِيًّا فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَ كُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَ هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا فَكُلِي وَ اشْرَبِي وَ قَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُ قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا يا أُخْتَ هارُونَ ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَ ما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا فَأَشارَتْ إِلَيْهِ قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا وَ جَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَ أَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا وَ بَرًّا بِوالِدَتِي وَ لَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا وَ السَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَ يَوْمَ أَمُوتُ وَ يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحانَهُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ. الأنبياء وَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا وَ جَعَلْناها وَ ابْنَها آيَةً لِلْعالَمِينَ. التحريم وَ مَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَ صَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَ كُتُبِهِ وَ كانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ
1- فس، ]تفسير القمي[ وَ مَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها قال لم ينظر إليها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا أي روح الله مخلوقة وَ كانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ أي من الداعين
2- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن رجل من أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال لم يولد لستة أشهر إلا عيسى ابن مريم و الحسين بن علي ع
3- ع، ]علل الشرائع[ أحمد بن الحسن عن أحمد بن يحيى عن بكر بن عبد الله بن حبيب عن تميم بن بهلول عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن المثنى الهاشمي عن أبي عبد الله ع قال لم يعش مولود قط لستة أشهر غير الحسين و عيسى ابن مريم
-4 فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع في حديث طويل في صفة المعراج و ساق الحديث إلى أن قال ثم قال لي جبرئيل انزل فصل فنزلت و صليت فقال لي تدري أين صليت فقلت لا فقال صليت بطور سينا حيث كلم الله موسى تكليما ثم ركبت فمضينا ما شاء الله ثم قال لي انزل فصل فنزلت و صليت فقال لي أ تدري أين صليت فقلت لا فقال صليت في بيت لحم و بيت لحم بناحية بيت المقدس حيث ولد عيسى ابن مريم ع الخبر
5- كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن أبيه و علي بن محمد جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال رأيت أبا عبد الله ع يتخلل بساتين الكوفة فانتهى إلى نخلة فتوضأ عندها ثم ركع و سجد فأحصيت في سجوده خمسمائة تسبيحة ثم استند إلى النخلة فدعا بدعوات ثم قال يا حفص إنها و الله النخلة التي قال الله جل ذكره لمريم وَ هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا
6- فس، ]تفسير القمي[ وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا قال خرجت إلى النخلة اليابسة فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً قال في محرابها فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا يعني جبرئيل ع فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا فقال لها جبرئيل إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا فأنكرت ذلك لأنه لم يكن في العادة أن تحمل المرأة من غير فحل فقالت أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَ لَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَ لَمْ أَكُ بَغِيًّا و لم يعلم جبرئيل أيضا كيفية القدرة فقال لها كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَ لِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَ رَحْمَةً مِنَّا وَ كانَ أَمْراً مَقْضِيًّا قال فنفخ في جيبها فحملت بعيسى ع بالليل فوضعته بالغداة و كان حملها تسع ساعات جعل الله الشهور لها ساعات ثم ناداها جبرئيل وَ هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ أي هزي النخلة اليابسة فهزت و كان ذلك اليوم سوقا فاستقبلها الحاكة و كانت الحياكة أنبل صناعة في ذلك الزمان فأقبلوا على بغال شهب فقالت لهم مريم أين النخلة اليابسة فاستهزءوا بها و زجروها فقالت لهم جعل الله كسبكم نزرا و جعلكم في الناس عارا ثم استقبلها قوم من التجار فدلوها على النخلة اليابسة فقالت لهم جعل الله البركة في كسبكم و أحوج الناس إليكم فلما بلغت النخلة أخذها المخاض فوضعت بعيسى فلما نظرت إليه قالت يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَ كُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا ما ذا أقول لخالي و ما ذا أقول لبني إسرائيل فناداها عيسى من تحتها أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا أي نهرا وَ هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ أي حركي النخلة تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا أي طيبا و كانت النخلة قد يبست منذ دهر طويل فمدت يدها إلى النخلة فأورقت و أثمرت و سقط عليها الرطب الطري و طابت نفسها فقال لها عيسى قمطيني و سويني ثم افعلي كذا و كذا فقمطته و سوته و قال لها عيسى فَكُلِي وَ اشْرَبِي وَ قَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً و صمتا كذا نزلت فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا ففقدوها في المحراب فخرجوا في طلبها و خرج خالها زكريا ع فأقبلت و هو في صدرها و أقبلن مؤمنات بني إسرائيل يبزقن في وجهها فلم تكلمهن حتى دخلت في محرابها فجاء إليها بنو إسرائيل و زكريا فقالوا لها يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا يا أُخْتَ هارُونَ ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَ ما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا و معنى قولهم يا أخت هارون أن هارون كان رجلا فاسقا زانيا فشبهوها به من أين هذا البلاء الذي جئت به و العار الذي ألزمته بني إسرائيل فأشارت إلى عيسى في المهد فقالوا لها كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا فأنطق الله عيسى ع فقال إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا وَ جَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَ أَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا وَ بَرًّا بِوالِدَتِي وَ لَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا وَ السَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَ يَوْمَ أَمُوتُ وَ يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ أي يتخاصمون فقال الصادق ع في قوله وَ أَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ قال زكاة الرءوس لأن كل الناس ليست لهم أموال و إنما الفطرة على الغني و الفقير و الصغير و الكبير حدثني محمد بن جعفر قال حدثني محمد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد عن يحيى بن المبارك عن عبد الله بن جبلة عن رجل عن أبي عبد الله ع في قوله وَ جَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ قال نفاعا
أقول في بعض النسخ بعد قوله فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا زيادة و هي قوله فنطق عيسى ع بإذن الله بلسان فصيح و قال إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ أي قدر لي أن أكون صاحب شرع له وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا إلى قوله وَ يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا قيل لا يكون على الإنسان شيء أشد من هذه المواطن الثلاثة عند الولادة و قد فارق رفاهية اعتدال الحرارة الغريزية و صدم أهوال الدنيا و لمس الأيدي له و هو موجب لصراخه و عند الممات و ما يجده من سكرات الموت و فراق الأحبة و المسكن و مجاورة الأموات الذين لا يتعارفون و لا يتزاورون و عند الحشر و ما يكون من أهوال يوم القيامة فأخبر عيسى ع أن الله تعالى قد سلمه و آمنه من الآلام و الأهوال في هذه الأحوال الثلاث
7- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن علي بن بلال عن إسماعيل بن علي بن عبد الرحمن عن أبيه عن عيسى بن حميد الطائي عن أبيه حميد بن قيس عن علي بن الحسين ع قال إن أمير المؤمنين ع لما رجع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء فقال للناس إنها الزوراء فسيروا و جنبوا عنها فإن الخسف أسرع إليها من الوتد في النخالة فلما أتى يمنة السواد إذا هو براهب في صومعة له فقال له الراهب لا تنزل هذه الأرض بجيشك قال و لم قال لأنها لا ينزلها إلا نبي أو وصي نبي يقاتل في سبيل الله عز و جل هكذا نجد في كتبنا فقال له أمير المؤمنين ع أنا وصي سيد الأنبياء و سيد الأوصياء فقال له الراهب فأنت إذن أصلع قريش و وصي محمد فقال له أمير المؤمنين ع أنا ذلك فنزل الراهب إليه فقال خذ علي شرائع الإسلام إني وجدت في الإنجيل نعتك و أنك تنزل أرض براثا بيت مريم و أرض عيسى ع فأتى أمير المؤمنين ع موضعا فلكزه برجله فانبجست عين خرارة فقال هذه عين مريم التي أنبعت لها ثم قال اكشفوا هاهنا على سبعة عشر ذراعا فكشف فإذا بصخرة بيضاء فقال ع على هذه وضعت مريم عيسى ع من عاتقها و صلت هاهنا ثم قال أرض براثا هذه بيت مريم ع
8- يب، ]تهذيب الأحكام[ محمد بن أحمد بن داود عن محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك عن سعد بن عمرو الزهري عن بكر بن سالم عن أبيه عن الثمالي عن علي بن الحسين ع في قوله تعالى فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا قال خرجت من دمشق حتى أتت كربلاء فوضعته في موضع قبر الحسين ع ثم رجعت من ليلتها
9- ع، ]علل الشرائع[ بالإسناد إلى وهب قال لما أجاء المخاض مريم ع إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ اشتد عليها البرد فعمد يوسف النجار إلى حطب فجعله حولها كالحظيرة ثم أشعل فيه النار فأصابتها سخونة الوقود من كل ناحية حتى دفئت و كسر لها سبع جوزات وجدهن في خرجه فأطعمها فمن أجل ذلك توقد النصارى النار في ليلة الميلاد و تلعب بالجوز
-10 ك، ]إكمال الدين[ القطان عن السكري عن الجوهري عن ابن عمارة عن أبيه عن الصادق قال لما ولد المسيح أخفى الله ولادته و غيب شخصه لأن مريم لما حملته انتبذت بِهِ مَكاناً قَصِيًّا ثم إن زكريا و خالتها أقبلا يقصان أثرها حتى هجما عليها و قد وضعت ما في بطنها و هي تقول يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَ كُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا فأطلق الله تعالى ذكره لسانه بعذرها و إظهار حجتها فلما ظهر اشتدت البلوى و الطلب على بني إسرائيل و أكب الجبابرة و الطواغيت عليهم حتى كان من أمر المسيح ع ما قد أخبر الله به و استتر شمعون بن حمون و الشيعة حتى أفضى بهم الاستتار إلى جزيرة من جزائر البحر فأقاموا بها ففجر لهم فيها العيون العذبة و أخرج لهم من كل الثمرات و جعل لهم فيها الماشية و بعث إليهم سمكة تدعى القمد لا لحم لها و لا عظم و إنما هي جلد و دم فخرجت من البحر فأوحى الله عز و جل إلى النحل أن يركبها فركبها فأتت النحل إلى تلك الجزيرة و نهض النحل و تعلق بالشجر فغرس و بنى و كثر العسل و لم يكونوا يفقدون شيئا من أخبار المسيح
أقول تمامه في قصة طالوت
11- كا، ]الكافي[ أحمد بن مهران و علي بن إبراهيم جميعا عن محمد بن علي عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم عن أبي الحسن موسى ع في حديث طويل قال أما أم مريم فاسمها مرتا و هي وهيبة بالعربية و أما اليوم الذي حملت فيه مريم فهو يوم الجمعة للزوال و هو اليوم الذي هبط فيه الروح الأمين و ليس للمسلمين عيد كان أولى منه و أما اليوم الذي ولدت فيه مريم فهو يوم الثلاثاء لأربع ساعات و نصف من النهار و النهر الذي ولدت عليه مريم عيسى هو الفرات فحجبت لسانها و نادى قيدوس ولده و أشياعه فأعانوه و أخرجوا آل عمران لينظروا إلى مريم فقالوا لها ما قص الله في كتابه
12- يب، ]تهذيب الأحكام[ بإسناده عن علي بن الحسن عن محمد بن عبد الله بن زرارة عن البزنطي عن أبان بن عثمان عن كثير النواء عن أبي جعفر ع قال يوم عاشوراء هو اليوم الذي ولد فيه عيسى ابن مريم ع
13- يه، ]من لا يحضر الفقيه[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى و ابن هاشم عن الوشاء عن الرضا ع قال ليلة خمس و عشرين من ذي القعدة ولد فيها إبراهيم ع و ولد فيها عيسى ابن مريم ع الخبر
بيان لعل الخبر الأول الدال على كون ولادته في يوم عاشوراء محمول على التقية كما يشهد به بعض الأخبار و كذا الأخبار المختلفة الواردة في زمان الحمل و موضع الولادة لعل بعضها محمولة على التقية لاشتهارها بين المخالفين و الله يعلم
14- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ قال الباقر ع إن مريم بشرت بعيسى فبينا هي في المحراب إذ تمثل لها الروح الأمين بشرا سويا قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا قالَ إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا فتفل في جيبها فحملت بعيسى فلم يلبث أن ولدت و قال لم يكن على وجه الأرض شجرة إلا ينتفع بها و لها ثمرة و لا شوك لها حتى قالت فجرة بني آدم كلمة السوء فاقشعرت الأرض و شاكت الشجر و أتى إبليس تلك الليلة فقيل له ولد الليلة ولد لم يبق على وجه الأرض صنم إلا خر لوجهه و أتى المشرق و المغرب يطلبه فوجده في بيت دير قد حفت به الملائكة فذهب يدنو فصاحت الملائكة تنح فقال لهم من أبوه فقالت فمثله كمثل آدم فقال إبليس لأضلن به أربعة أخماس الناس
15- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن ابن المتوكل عن الحميري عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن زياد بن سوقة عن الحكم بن عيينة قال قال أبو جعفر ع لما قالت العواتق الفرية و هن سبعون لمريم لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا أنطق الله عيسى ع عند ذلك فقال لهن ويلكن تفترين على أمي أنا عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ و أقسم بالله لأضربن كل امرأة منكن حدا بافترائكن على أمي قال الحكم فقلت للباقر ع أ فضربهن عيسى ع بعد ذلك قال نعم و لله الحمد و المنة
16- ع، ]علل الشرائع[ بإسناده عن وهب اليماني قال إن يهوديا سأل النبي فقال يا محمد أ كنت في أم الكتاب نبيا قبل أن تخلق قال نعم قال و هؤلاء أصحابك المؤمنون مثبتون معك قبل أن يخلقوا قال نعم قال فما شأنك لم تتكلم بالحكمة حين خرجت من بطن أمك كما تكلم عيسى ابن مريم على زعمك و قد كنت قبل ذلك نبيا فقال النبي ص إنه ليس أمري كأمر عيسى ابن مريم ع إن عيسى ابن مريم خلقه الله عز و جل من أم ليس له أب كما خلق آدم من غير أب و لا أم و لو أن عيسى ع حين خرج من بطن أمه لم ينطق بالحكمة لم يكن لأمه عذر عند الناس و قد أتت به من غير أب و كانوا يأخذونها كما يأخذون به من المحصنات فجعل الله عز و جل منطقه عذرا لأمه
17- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن يحيى بن عبد الله قال كنا بالحيرة فركبت مع أبي عبد الله ع فلما صرنا حيال قرية فوق الماصر قال هي هي حين قرب من الشط و صار على شفير الفرات ثم نزل فصلى ركعتين ثم قال أ تدري أين ولد عيسى ع قلت لا قال في هذا الموضع الذي أنا فيه جالس ثم قال أ تدري أين كانت النخلة قلت لا فمد يده خلفه فقال في هذا المكان ثم قال أ تدري ما القرار و ما الماء المعين قلت لا قال هذا هو الفرات ثم قال أ تدري ما الربوة قلت لا فأشار بيده عن يمينه فقال هذا هو الجبل إلى النجف و قال إن مريم ظهر حملها و كانت في واد فيه خمسمائة بكر يتعبدن و قال حملته تسع ساعات فلما ضربها الطلق خرجت من المحراب إلى بيت دير لهم فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ فوضعته فحملته فذهب بهإلى قومها فلما رأوها فزعوا فاختلف فيه بنو إسرائيل فقال بعضهم هو ابن الله و قال بعضهم هو عبد الله و نبيه و قالت اليهود بل هو ابن الهنة و يقال للنخلة التي أنزلت على مريم العجوة
بيان المآصر بالمد جمع المأصر كمجلس أي المحبس و لعل المراد محابس الماء و الماصر بغير مد الحاجز بين الشيئين و الحد بين الأرضين و ابن الهنة كناية عن ولد الزنا بأن يكون المراد بالهنة الشر و القبيح كما تطلق عليه كثيرا و قد يكنى به عن كل جنس فالمعنى ابن رجل
18- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق بإسناده إلى ابن أورمة عن أحمد بن خالد الكرخي عن الحسن بن إبراهيم عن سليمان الجعفري عن أبي الحسن ع قال أ تدري بما حملت مريم قلت لا قال من تمر صرفان أتاها به جبرئيل ع
سن، ]المحاسن[ أبي و بكر بن صالح عن سليمان الجعفري عنه ع مثله و في آخره نزل بها جبرئيل فأطعمها فحملت
19- ير، ]بصائر الدرجات[ علي بن الحسين عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن الحكم عن سليمان بن نهيك عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل وَ آوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَ مَعِينٍ قال الربوة نجف الكوفة و المعين الفرات
20- كا، ]الكافي[ أحمد بن مهران و علي بن إبراهيم جميعا عن محمد بن علي عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم عن أبي الحسن موسى ع في مسائله التي سأل النصراني عنها فقال له أبو إبراهيم ع و النهر الذي ولدت عليه مريم عيسى هل تعرفه قال لا قال هو الفرات الخبر
21- سن، ]المحاسن[ أبي عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص ستة كرهها الله تعالى لي فكرهتها للأئمة من ذريتي و عد منها الرفث في الصوم قال و ما الرفث في الصيام قال ما كره الله لمريم في قوله إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا قال قلت صمتت من أي شيء قال من الكذب
22- نجم، ]كتاب النجوم[ ذكر أبو جعفر بن بابويه في كتاب النبوة في باب سياقة حديث عيسى ابن مريم ع فقال ما هذا لفظه و قدم عليها وفد من عظماء المجوس زائرين معظمين لأمر ابنها و قالوا إنا قوم ننظر في النجوم فلما ولد ابنك طلع بمولوده نجم من نجوم الملك فنظرنا فيه فإذا ملكه ملك نبوة لا يزول عنه و لا يفارقه حتى يرفعه إلى السماء فيجاور ربه عز و جل ما كانت الدنيا مكانها ثم يصير إلى ملك هو أطول و أبقى مما كان فيه فخرجنا من قبل المشرق حتى رفعنا إلى هذا المكان فوجدنا النجم متطلعا عليه من فوقه فبذلك عرفنا موضعه و قد أهدينا له هدية جعلناها له قربانا لم يقرب مثله لأحد قط و ذلك أنا وجدنا هذا القربان يشبه أمره و هو الذهب و المر و اللبان لأن الذهب سيد المتاع كله و كذلك ابنك هو سيد الناس ما كان حيا و لأن المر جبار الجراحات و كذلك ابنك يبرئ الله به الجراحات و الأمراض و الجنون و العاهات كلها و لأن اللبان يبلغ دخانه السماء و لن يبلغها دخان شيء غيره و كذلك ابنك يرفعه الله عز و جل إلى السماء و ليس يرفع من أهل زمانه غيره
23- ع، ]علل الشرائع[ الدقاق عن الأسدي عن النخعي عن النوفلي عن علي بن سالم عن أبيه عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله ع لم خلق الله عيسى من غير أب و خلق سائر الناس من الآباء و الأمهات فقال ليعلم الناس تمام قدرته و كمالها و يعلموا أنه قادر على أن يخلق خلقا من أنثى من غير ذكر كما هو قادر على أن يخلقه من غير ذكر و لا أنثى و إنه عز و جل فعل ذلك ليعلم أنه على كل شيء قدير
24- كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن الأحول قال سألت أبا عبد الله ع عن الروح التي في آدم قوله فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي قال هذه روح مخلوقة و الروح التي في عيسى مخلوقة
-25 كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحجال عن ثعلبة بن ميمون عن حمران قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله وَ رُوحٌ مِنْهُ قال هي روح الله مخلوقة خلقها في آدم و عيسى ع
أقول قد مضت الأخبار في تفسير الروح في كتاب التوحيد و ستأتي في كتاب الإمامة إن شاء الله تعالى
26- لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن ابن قتيبة عن حمدان بن سليمان عن نوح بن شعيب عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن علقمة عن الصادق ع أنه قال في حديث طويل أ لم ينسبوا مريم بنت عمران إلى أنها حملت بعيسى من رجل نجار اسمه يوسف الخبر
27- و بإسناده عن علي ع قال دعاني رسول الله ص فقال يا علي إن فيك شبها من عيسى ابن مريم ع أحبته النصارى حتى أنزلوه بمنزلة ليس بها و أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه
28- كا، ]الكافي[ حميد بن زياد عن أبي العباس عبيد الله بن أحمد الدهقان عن علي بن الحسن الطاطري عن محمد بن زياد بياع السابري عن أبان عن رجل عن أبي عبد الله ع قال إن مريم حملت بعيسى ع تسع ساعات كل ساعة شهرا
29- كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جراح المدائني عن أبي عبد الله ع قال إن الصيام ليس من الطعام و الشراب وحده ثم قال قالت مريم إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً أي صمتا
30- كا، ]الكافي[ علي بن محمد عن أحمد بن محمد بن خالد عن الوشاء عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عنه ع مثله
31- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن الرضا ع قال كانت نخلة مريم ع العجوة و نزلت في كانون
32- فض، ]كتاب الروضة[ ضه، ]روضة الواعظين[ عن مجاهد عن أبي عمرو و أبي سعيد الخدري في حديث طويل في ولادة علي ع عن النبي ص أنه قال هذا عيسى ابن مريم ع قال الله عز و جل فيه فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا إلى قوله إِنْسِيًّا فكلم أمه وقت مولده و قال حين أشارت إليه ف قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا... إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ إلى آخر الآية فتكلم ع في وقت ولادته فأعطي الكتاب و النبوة و أوصي بالصلاة و الزكاة في ثلاثة أيام من مولده و كلمهم في اليوم الثاني من مولده
تذنيب قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ قال ابن عباس يريد جبرئيل يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ ففيه قولان أحدهما أنه المسيح سماه كلمة عن ابن عباس و قتادة و جماعة من المفسرين و إنما سمي بذلك لأنه كان بكلمة من الله من غير والد و هو قوله كُنْ فَيَكُونُ يدل عليه قوله تعالى إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ و قيل سمي بذلك لأن الله تعالى بشر به في الكتب السالفة كما يقول الذي يخبر بالأمر إذا خرج موافقا لأمره قد جاء كلامي و مما جاء من البشارة به في التوراة أتانا الله من سيناء و أشرق من ساعير و استعلن من جبال فاران و ساعير هو الموضع الذي بعث منه المسيح ع و قيل لأن الله يهدي به كما يهدي بكلمته. و القول الثاني إن الكلمة بمعنى البشارة كأنه قال ببشارة منه ولد اسمه المسيح و الأول أقوى و يؤيده قوله إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَ كَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَ رُوحٌ مِنْهُ و إنما ذكر الضمير في اسمه و هو عائد إلى الكلمة لأنه واقع على مذكر فذهب إلى المعنى. و اختلف في أنه لم سمي بالمسيح فقيل لأنه مسح باليمن و البركة عن الحسن و قتادة و سعيد و قيل لأنه مسح بالتطهير من الذنوب و قيل لأنه مسح بدهن زيت بورك فيه و كانت الأنبياء تتمسح به عن الجبائي و قيل لأنه مسحه جبرئيل بجناحه وقت ولادته ليكون عوذة من الشيطان و قيل لأنه كان يمسح رأس اليتامى لله و قيل لأنه يمسح عين الأعمى فيبصره عن الكلبي و قيل لأنه كان لا يمسح ذا عاهة بيده إلا أبرأه عن ابن عباس في رواية عطاء و الضحاك و قال أبو عبيدة و هو بالسريانية مشيحا فعربته العرب عيسى ابن مريم نسبه إلى أمه ردا على النصارى قولهم إنه ابن الله وَجِيهاً ذا جاه و قدر و شرف فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ إلى ثواب الله و كرامته وَ يُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ أي صغيرا و المهد الموضع الذي يمهد لنوم الصبي و يعني بكلامه في المهد إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ الآية و وجه كلامه في المهد أنه تنزيه لأمه مما قذفت به و جلالة له بالمعجزة التي ظهرت فيه وَ كَهْلًا أي يكلمهم كهلا بالوحي الذي يأتيه من الله
أعلمنا الله سبحانه أنه يبقى إلى حال الكهولة و في ذلك إعجاز لكون المخبر في وفق الخبر. و قيل المراد به الرد على النصارى بما كان فيه من التقلب في الأحوال لأن ذلك مناف لصفة الإله وَ مِنَ الصَّالِحِينَ أي و من النبيين مثل إبراهيم و موسى ع و قيل إن المراد بالآية و يكلمهم في المهد دعاء إلى الله و كهلا بعد نزوله من السماء ليقتل الدجال و ذلك لأنه رفع إلى السماء و هو ابن ثلاث و ثلاثين سنة و ذلك قبل الكهولة عن زيد بن أسلم. و في ظهور المعجزة في المهد قولان أحدهما أنها كانت مقرونة بنبوة المسيح ع لأنه سبحانه أكمل عقله في تلك الحال و جعله نبيا و أوحى إليه بما تكلم به عن الجبائي و قيل كان ذلك على التأسيس و الإرهاص لنبوته عن ابن الإخشيد و يجوز عندنا الوجهان و يجوز أن يكون معجزة لمريم تدل على طهارتها و براءة ساحتها إذ لا مانع لذلك و قد دلت الأدلة الواضحة على جوازه و إنما جحدت النصارى كلام المسيح في المهد مع كونه آية و معجزة لأن في ذلك إبطال مذهبهم لأنه قال إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ و هو ينافي قولهم إنه ابن الله فاستمروا على تكذيب من أخبر بذلك قالَتْ مريم أَنَّى يَكُونُ لِي أي كيف يكون لي وَلَدٌ وَ لَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ لم تقل ذلك استبعادا و استنكارا بل إنما قالت استفهاما و استعظاما لقدرة الله تعالى لأن في طبع البشر التعجب مما خرج عن المعتاد و قيل إنما قالت ذلك لتعلم أن الله سبحانه يرزقها الولد و هي على حالتها لم يمسسها بشر أو يقدر لها زوجا ثم يرزقها الولد على مجرى العادة قالَ كَذلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ ما يَشاءُ أي يخلق ما يشاء مثل ذلك فهي حكاية ما قال لها الملك أي يرزقك الولد و أنت على هذه الحالة لم يمسك بشر إِذا قَضى أَمْراً أي خلق أمرا و قيل إذا قدر أمرا فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ و قيل في معناه قولان أحدهما أنه إخبار بسرعة حصول مراد الله تعالى في كل شيء أراد حصوله من غير مهلة و لا معاناة و لا تكلف سبب و لا أداة و إنما كنى بهذه اللفظة لأنه لا يدخل في وهم العباد شيء أسرع من كن فيكون و الآخر أن هذه الكلمة جعلها الله علامة للملائكة فيما يريد إحداثه و إيجاده لما فيه من المصلحة و الاعتبار و إنما استعمل لفظة الأمر فيما ليس بأمر هنا ليدل ذلك على أن فعله بمنزلة فعل المأمور في أنه لا كلفة فيه على الآمر. و قال رحمه الله في قوله وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا أي انفردت من أهلها إلى مكان في جهة المشرق و قعدت ناحية منهم قال ابن عباس إنما اتخذت النصارى المشرق قبلة لأنها انتبذت مكانا شرقيا و قيل اتخذت مكانا تنفرد فيه للعبادة لئلا تشتغل بكلام الناس عن الجبائي و قيل تباعدت عن قومها حتى لا يروها عن الأصم و أبي مسلم و قيل إنها تمنت أن تجد خلوة فتفلي رأسها فخرجت في يوم شديد البرد فجلست في مشرقة للشمس عن عطاء فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً أي فضربت من دون أهلها لئلا يروها سترا و حاجزا بينها و بينهم فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا يعني جبرئيل ع عن ابن عباس و الحسن و قتادة و غيرهم و سماه الله روحا لأنه روحاني و أضافه إلى نفسه تشريفا له فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا معناه فأتاها جبرئيل فانتصب بين يديها في صورة آدمي صحيح لم ينقص منه شيء و قال أبو مسلم إن الروح الذي خلق منه المسيح ع تصور لها إنسانا و الأول هو الوجه لإجماع المفسرين عليه و قال عكرمة كانت مريم إذا حاضت خرجت من المسجد و كانت عند خالتها امرأة زكريا أيام حيضها فإذا طهرت عادت إلى بيتها في المسجد فبينما هي في مشرقة لها في ناحية الدار و قد ضربت بينها و بين أهلها سترا لتغتسل و تمتشط إذ دخل عليها جبرئيل في صورة رجل شاب أمرد سوي الخلق فأنكرته فاستعاذت بالله منه قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا معناه أني أعتصم بالرحمن من شرك فاخرج من عندي إن كنت تقيا. سؤال كيف شرطت في التعوذ منه أن يكون تقيا و التقي لا يحتاج أن يتعوذ منه و إنما يتعوذ من غير التقي.
و الجواب أن التقي إذا تعوذ بالرحمن منه ارتدع عما يسخط الله ففي ذلك تخويف و ترهيب له و هذا كما تقول إن كنت مؤمنا فلا تظلمني فالمعنى إن كنت تقيا فاتعظ و اخرج.
و روي عن علي ع أنه قال علمت أن التقي ينهاه عن المعصية
و قيل إن معنى قوله إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا ما كنت تقيا حيث استحللت النظر إلي و خلوت بي فلما سمع جبرئيل منه هذا القول قالَ لها إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا أي ولدا طاهرا من الأدناس و قيل ناميا في أفعال الخير و قيل يريد نبيا عن ابن عباس قالَتْ مريم أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ أي كيف يكون لي ولد وَ لَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ على وجه الزوجية وَ لَمْ أَكُ بَغِيًّا أي و لم أكن زانية و إنما قالت ذلك لأن الولد في العادة يكون من إحدى هاتين الجهتين و المعنى أني لست بذات زوج و غير ذات الزوج لا تلد إلا عن فجور و لست فاجرة و إنما يقال للفاجرة بغي بمعنى أنها تبغي الزنا أي تطلبه. و في هذه الآية دلالة على جواز إظهار الكرامات على غير الأنبياء ع لأن من المعلوم أن مريم ليست بنبية و أن رؤية الملك على صورة البشر و بشارة الملك إياها و ولادتها من غير وطء إلى غيرها من الآيات التي أبانها الله بها من أكبر المعجزات و من لم يجوز إظهار المعجزات على غير النبي اختلفت أقوالهم في ذلك فقال الجبائي و ابنه إنها معجزات لزكريا و قال البلخي إنها معجزات لعيسى على سبيل الإرهاص و التأسيس لنبوته قالَ كَذلِكِ أي قال لها جبرئيل حين سمع تعجبها من هذه البشارة الأمر كذلك أي كما وصفت لك قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَ لِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ معناه و لنجعله علامة ظاهرة و آية باهرة للناس على نبوته و دلالة على براءة أمه وَ رَحْمَةً مِنَّا أي و لنجعله نعمة منا على الخلق يهتدون بسنته وَ كانَ أَمْراً مَقْضِيًّا أي و كان خلق عيسى ع من غير ذكر أمرا كائنا مفروغا منه محتوما قضى الله سبحانه بأنه يكون و حكم به فَحَمَلَتْهُ أي فحملت مريم بعيسى و حبلت في الحال قيل إن جبرئيل أخذ ردن قميصها بإصبعه فنفخ فيه فحملت مريم من ساعتها و وجدت حس الحمل عن ابن عباس و قيل نفخ في كمها فحملت عن ابن جريح.
و روي عن الباقر ع أنه تناول جيب مدرعتها فنفخ نفخة فكمل الولد في الرحم من ساعته كما يكمل الولد في أرحام النساء تسعة أشهر فخرجت من المستحم و هي حامل مثقل فنظرت إليها خالتها فأنكرتها و مضت مريم على وجهها مستحيية من خالتها و من زكريا
فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا أي تنحت بالحمل إلى مكان بعيد و قيل معناه انفردت به مكانا بعيدا من قومها حياء من أهلها و خوفا من أن يتهموها بسوء. و اختلفوا في مدة حملها فقيل ساعة واحدة قال ابن عباس لم يكن بين الانتباذ و الحمل إلا ساعة واحدة لأنه تعالى لم يذكر بينهما فصلا لأنه قال فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ... فَأَجاءَهَا و الفاء للتعقيب و قيل حملت به في ساعة و صور في ساعة و وضعته في ساعة حين زاغت الشمس من يومها و هي بنت عشر سنين عن مقاتل و قيل كانت مدة حملها تسع ساعات و هذا مروي عن أبي عبد الله و قيل ستة أشهر و قيل ثمانية أشهر و كان ذلك آية و ذلك أنه لم يعش مولود وضع لثمانية أشهر غيره فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ أي أجاءها الطلق أي وجع الولادة إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ فالتجأت إليها لتستند إليها عن ابن عباس و مجاهد و قتادة و السدي قال ابن عباس نظرت مريم إلى أكمة فصعدت مسرعة فإذا عليها جذع النخلة ليس عليها سعف و الجذع ساق النخلة و الألف و اللام دخلت للعهد لا للجنس أي النخلة المعروفة فلما ولدت قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَ كُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا أي شيئا حقيرا متروكا عن ابن عباس و قيل شيئا لا يذكر و لا يعرف عن قتادة و قيل حيضة ملقاة عن عكرمة و الضحاك و مجاهد قال ابن عباس فسمع جبرئيل كلامها و عرف جزعها فَناداها مِنْ تَحْتِها و كان أسفل منها تحت الأكمة أَلَّا تَحْزَنِي و هو قول السدي و قتادة و الضحاك إن المنادي جبرئيل ناداها من سفح الجبل و قيل ناداها عيسى عن مجاهد و الحسن و وهب و سعيد بن جبير و ابن زيد و ابن جرير و الجبائي و إنما تمنت الموت كراهية لأن يعصى الله فيها و قيل استحياء من الناس أن يظنوا بها سوء عن السدي
و روي عن الصادق ع لأنها لم تر في قومها رشيدا ذا فراسة ينزهها عن السوء
قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا أي ناداها جبرئيل أو عيسى ليزول ما عندها من الغم و الجزع لا تغتمي قد جعل ربك تحت قدميك نهرا تشربين منه و تطهرين من النفاس عن ابن عباس و مجاهد و سعيد بن جبير قالوا و كان نهرا قد انقطع الماء عنه فأرسل الله الماء فيه لمريم و أحيا ذلك الجذع حتى أثمر و أورق و قيل ضرب جبرئيل برجله فظهر ماء عذب و قيل بل ضرب عيسى برجله فظهر عين ماء تجري و هو المروي عن أبي جعفر ع و قيل السري عيسى ع عن الحسن و ابن زيد و الجبائي و السري هو الرفيع الشريف قال الحسن كان و الله عبدا سريا وَ هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ معناه اجذبي إليك و الباء مزيدة و قال الفراء تقول العرب هزه و هز به تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا الجني بمعنى المجتنى من جنيت الثمرة و اجتنيتها إذا قطعتها
و قال الباقر ع لم تستشف النفساء بمثل الرطب إن الله تعالى أطعمه مريم في نفاسها
قال إن الجذع كان يابسا لا ثمر عليه إذ لو كان عليه ثمر لهزته من غير أن تؤمر به و كان في الشتاء فصار معجزة لخروج الرطب في غير أوانه و لخروجه دفعة واحدة فإن العادة أن يكون نورا أولا ثم يصير بلحا ثم بسرا و روي أنه لم يكن للجذع رأس و ضربته برجلها فأورق و أثمر و انتثر عليها الرطب جنيا و الشجرة التي لا رأس لها لا تثمر في العادة. و قيل إن تلك النخلة كانت برنية و قيل كانت عجوة و هو المروي عن أبي عبد الله ع فَكُلِي وَ اشْرَبِي أي كلي يا مريم من هذا الرطب و اشربي من هذا الماء وَ قَرِّي عَيْناً جاء في التفسير و طيبي نفسا و قيل معناه لتبرد عينك سرورا بهذا الولد الذي ترين لأن دمعة السرور باردة و دمعة الحزن حارة و قيل معناه لتسكن عينك سكون سرور برؤيتك ما تحبين فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فسألك عن ولدك فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً أي صمتا عن ابن عباس و المعنى أوجبت على نفسي لله أن لا أتكلم و قيل صوما أي إمساكا عن الطعام و الشراب و الكلام عن قتادة و إنما أمرت بالصمت ليكفيها الكلام ولدها بما يبرئ ساحتها عن ابن مسعود و ابن زيد و وهب و قيل كان في بني إسرائيل من أراد أن يجتهد صام عن الكلام كما يصوم عن الطعام فلا يتكلم الصائم حتى يمسي يدل على هذا قوله فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا أي إني صائمة فلا أكلم اليوم أحدا و كان قد أذن لها أن تتكلم بهذا القدر ثم تسكت و لا تتكلم بشيء آخر عن السدي و قيل كان الله تعالى أمرها أن تنذر لله الصمت و إذا كلمها أحد تومئ بأنها نذرت صمتا لأنه لا يجوز أن يأمرها بأن تخبر بأنها نذرت و لم تنذر لأن ذلك كذب عن الجبائي فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُ أي فأتت مريم بعيسى حاملة له و ذلك أنها لفته في خرقة و حملته إلى قومها قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا أي أمرا عظيما بديعا إذ لم تلد أنثى قبلك من غير رجل عن قتادة و مجاهد و السدي و قيل أمرا قبيحا منكرا من الافتراء و هو الكذب عن الجبائي. يا أُخْتَ هارُونَ قيل فيه أقوال أحدهما أن هارون كان رجلا صالحا في بني إسرائيل ينسب إليه كل من عرف بالصلاح عن ابن عباس و قتادة و كعب و ابن زيد و المغيرة بن شعبة رفعه إلى النبي ص و قيل إنه لما مات شيع جنازته أربعون ألفا كلهم يسمى هارون فقولهم يا أُخْتَ هارُونَ معناه يا شبيهة هارون في الصلاح ما كان هذا معروفا منك
و ثانيها أن هارون كان أخاها لأبيها ليس من أمها و كان معروفا بحسن الطريقة عن الكلبي. و ثالثها أنه هارون أخو موسى ع فنسبت إليه لأنها من ولده كما يقال يا أخا تميم عن السدي. و رابعها أنه كان رجلا فاسقا مشهورا بالعهر و الفساد فنسبت إليه و قيل لها يا شبيهته في قبح فعله عن سعيد بن جبير. ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَ ما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا أي كان أبواك صالحين فمن أين جئت بهذا الولد فَأَشارَتْ إِلَيْهِ أي فأومأت إلى عيسى بأن كلموه و استشهدوه على براءة ساحتي فتعجبوا من ذلك ثم قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا معناه كيف نكلم صبيا في المهد و قيل صبيا في الحجر رضيعا و كان المهد حجر أمه الذي تربيه فيه إذ لم تكن هيأت له مهدا عن قتادة و قيل إنهم غضبوا عند إشارتها إليه و قالوا لسخريتها بنا أشد علينا من زناها فلما تكلم عيسى ع قالوا إن هذا الأمر عظيم عن السدي. قالَ عيسى ابن مريم إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ قدم إقراره بالعبودية ليبطل به قول من يدعي له الربوبية و كان الله سبحانه أنطقه بذلك لعلمه بما يقوله الغالون فيه ثم قال آتانِيَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا أي حكم لي بإيتاء الكتاب و النبوة و قيل إن الله سبحانه أكمل عقله في صغره و أرسله إلى عباده و كان نبيا مبعوثا إلى الناس في ذلك الوقت مكلفا عاقلا و لذلك كانت له تلك المعجزة عن الحسن و الجبائي و قيل إنه كلمهم و هو ابن أربعين يوما عن وهب و قيل يوم ولد عن ابن عباس و أكثر المفسرين و هو الظاهر و قيل إن معناه أني عبد الله سيؤتيني الكتاب و سيجعلني نبيا و كان ذلك معجزة لمريم ع على براءة ساحتها وَ جَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ أي و جعلني معلما للخير عن مجاهد و قيل نفاعا حيثما توجهت و البركة نماء الخير و المبارك الذي ينمي الخير به و قيل ثابتا دائما على الإيمان و الطاعة و أصل البركة الثبوت عن الجبائي وَ أَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ أي بإقامتهما ما دُمْتُ حَيًّا أي ما بقيت حيا مكلفا وَ بَرًّا بِوالِدَتِي أي جعلني بارا بها أؤدي شكرها وَ لَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً أي متجبرا شَقِيًّا و المعنى أني بتوفيقه كنت محسنا إليها حتى لم أكن من الجبابرة الأشقياء وَ السَّلامُ عَلَيَّ أي و السلامة علي من الله يَوْمَ وُلِدْتُ وَ يَوْمَ أَمُوتُ وَ يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا أي في هذه الأحوال الثلاث قيل و لما كلمهم عيسى ع بذلك علموا براءة مريم ثم سكت عيسى فلم يتكلم بعد ذلك حتى بلغ المدة التي يتكلم فيها الصبيان انتهى ملخص تفسيره رحمه الله. و قال البيضاوي ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ أي الذي تقدم نعته هو عيسى ابن مريم لا ما تصفه النصارى قَوْلَ الْحَقِّ خبر محذوف أي هو قول الحق الذي لا ريب فيه و الإضافة للبيان و الضمير للكلام السابق أو لتمام القصة و قيل صفة عيسى أو بدله أو خبر ثان و معناه كلمة الله و قرأ عاصم و ابن عامر و يعقوب قول بالنصب على أنه مصدر مؤكد الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ أي في أمره يشكون أو يتنازعون فقالت اليهود ساحر و قالت النصارى ابن الله إِذا قَضى أَمْراً تبكيت لهم بأن من إذا أراد شيئا أوجده بكن كان منزها عن شبه الخلق في الحاجة في اتخاذ الولد بإحبال الإناث وَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها من الحلال و الحرام يعني مريم فَنَفَخْنا فِيها في عيسى فيها أي أحييناه في جوفها و قيل فعلنا النفخ فيها مِنْ رُوحِنا من الروح الذي هو بأمرنا وحده أو من جهة روحنا جبرئيل وَ جَعَلْناها وَ ابْنَها أي قصتهما أو حالهما آيَةً لِلْعالَمِينَ فإن من تأمل حالهما تحقق كمال قدرة الصانع تعالى