الآيات الحشر كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيباً ذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ تفسير قال الطبرسي رحمه الله أي مثلهم في اغترارهم بعددهم و قوتهم و بقول المنافقين كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ يعني المشركين الذين قتلوا ببدر و ذلك قبل غزاة بني النضير بستة أشهر عن الزهري و غيره و قيل إن الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيباً هم بنو قينقاع عن ابن عباس و ذلك أنهم نقضوا العهد مرجع رسول الله ص من بدر فأمرهم رسول الله ص أن يخرجوا و قال عبد الله بن أبي لا تخرجوا فإني آتي النبي ص فأكلمه فيكم أو أدخل معكم الحصن فكان هؤلاء أيضا في إرسال عبد الله بن أبي إليهم ثم تركه نصرتهم كأولئك ذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ أي عقوبة كفرهم وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ في الآخرة
-1 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عم، ]إعلام الورى[ لما رجع رسول الله ص إلى المدينة من بدر لم يقم بالمدينة إلا سبع ليال حتى غزا بنفسه يريد بني سليم حتى بلغ ماء من مياههم يقال له الكدر فأقام عليه ثلاث ليال ثم رجع إلى المدينة و لم يلق كيدا فأقام بها بقية شوال و ذا القعدة و فادى في إقامته جل أسارى بدر من قريش. ثم كانت غزوة السويق و ذلك أن أبا سفيان نذر أن لا يمس رأسه من جنابة حتى يغزو محمدا ص فخرج في مائة راكب من قريش ليبر يمينه حتى إذا كان على بريد من المدينة أتى بني النضير ليلا فضرب على حي بن أخطب بابه فأبى أن يفتح له فانصرف عنه إلى سلام بن مشكم و كان سيد بني النضير فاستأذن عليه فأذن له و ساره ثم خرج في عقب ليلته حتى أتى أصحابه و بعث رجالا من قريش إلى المدينة فأتوا ناحية يقال لها العريض فوجدوا رجلا من الأنصار و حليفا له فقتلوهما ثم انصرفوا و نذر بهم الناس فخرج رسول الله ص في طلبهم حتى بلغ قرقرة الكدر و رجع و قد فاته أبو سفيان و رأوا زادا من أزواد القوم قد طرحوها يتخففون منها للنجاء. و كان فيها السويق فسميت غزوة السويق و وافقوا السوق و كانت لهم تجارات فقال المسلمون حين رجع رسول الله ص بهم يا رسول الله ص أ نطمع بأن تكون لنا غزوة فقال ص نعم. ثم كانت غزوة ذي أمر بعد مقامه بالمدينة بقية ذي الحجة و المحرم مرجعه من غزوة السويق و ذلك لما بلغه أن جمعا من غطفان قد تجمعوا يريدون أن يصيبوا من أطراف المدينة عليهم رجل يقال له دعثور بن الحارث بن محارب فخرج في أربعمائة رجل و خمسين رجلا و معهم أفراس و هرب منه الأعراب فوق ذرى الجبال و نزل ص ذا أمر و عسكر به و أصابهم مطر كثير فذهب رسول الله ص لحاجة فأصابه ذلك المطر فبل ثوبه و قد جعل رسول الله ص وادي أمر بينه و بين أصحابه ثم نزع ثيابه فنشرها لتجف و ألقاها على شجرة ثم اضطجع تحتها و الأعراب ينظرون إلى كل ما يفعل رسول الله ص فقالت الأعراب لدعثور و كان سيدهم و أشجعهم قد أمكنك محمد و قد انفرد من بين أصحابه حيث إن غوث بأصحابه لم يغث حتى تقتله فاختار سيفا من سيوفهم صارما ثم أقبل مشتملا على السيف حتى قام على رأس رسول الله ص بالسيف مشهورا فقال يا محمد من يمنعك مني اليوم قال الله و دفع جبرئيل في صدره فوقع السيف من يده فأخذه رسول الله ص و قام على رأسه فقال من يمنعك مني قال لا أحد و أنا أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و الله لا أكثر عليك جمعا أبدا فأعطاه رسول الله ص سيفه ثم أدبر ثم أقبل بوجهه ثم قال و الله لأنت خير مني قال رسول الله ص أنا أحق بذلك فأتى قومه فقيل له أينما كنت تقول و قد أمكنك و السيف في يدك قال قد كان و الله ذلك و لكني نظرت إلى رجل أبيض طويل دفع في صدري فوقعت لظهري فعرفت أنه ملك و شهدت أن محمدا رسول الله و الله لا أكثر عليه و جعل يدعو قومه إلى الإسلام و نزلت هذه الآية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ الآية. ثم كانت غزوة القردة ماء من مياه نجد بعث رسول الله ص زيد بن حارثة بعد رجوعه من بدر إلى المدينة بستة أشهر فأصابوا عيرا لقريش على القردة فيها أبو سفيان و معه فضة كثيرة و ذلك لأن قريشا قد خافت طريقها التي كانت تسلك إلى الشام حين كان من وقعة بدر فسلكوا طريق العراق و استأجروا رجلا من بكر بن وائل يقال له فرات بن حيان يدلهم على الطريق فأصاب زيد بن حارثة تلك العير و أعجزته الرجال هربا. و في رواية الواقدي أن ذلك العير مع صفوان بن أمية و أنهم قدموا
بالعير إلى رسول الله ص و أسروا رجلا أو رجلين و كان فرات بن حيان أسيرا فأسلم فترك من القتل. ثم كانت غزوة بني قينقاع يوم السبت للنصف من شوال على رأس عشرين شهرا من الهجرة و ذلك أن رسول الله جمعهم و إياه سوق بني قينقاع فقال لليهود احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من قوارع الله فأسلموا فإنكم قد عرفتم نعتي و صفتي في كتابكم فقالوا يا محمد لا يغرنك أنك لقيت قومك فأصبت منهم فإنا و الله لو حاربناك لعلمت أنا خلافهم فكادت تقع بينهم المناجزة و نزلت فيهم قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا إلى قوله لِأُولِي الْأَبْصارِ. و روي أن رسول الله ص حاصرهم ستة أيام حتى نزلوا على حكمه فقام عبد الله بن أبي فقال يا رسول الله ص موالي و حلفائي و قد منعوني من الأسود و الأحمر ثلاثمائة دارع و أربعمائة حاسر تحصدهم في غداة واحدة إني و الله لا آمن و أخشى الدوائر و كانوا حلفاء الخزرج دون الأوس فلم يزل يطلب فيهم حتى وهبهم له فلما رأوا ما نزل بهم من الذل خرجوا من المدينة و نزلوا أذرعات و نزلت في عبد الله بن أبي و ناس من بني الخزرج يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَ النَّصارى أَوْلِياءَ إلى قوله فِي أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ
2- فس، ]تفسير القمي[ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَ تُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَ بِئْسَ الْمِهادُ فإنها نزلت بعد بدر لما رجع رسول الله ص من بدر أتى بني قينقاع و هم بناديهم و كان بها سوق يسمى سوق النبط فأتاهم رسول الله ص فقال يا معشر اليهود قد علمتم ما نزل بقريش و هم أكثر عددا و سلاحا و كراعا منكم فادخلوا في الإسلام فقالوا يا محمد إنك تحسب حربنا مثل حرب قومك و الله لو قد لقيتنا للقيت رجالا فنزل عليه جبرئيل فقال يا محمد قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَ تُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَ بِئْسَ الْمِهادُ قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا يعني فئة المسلمين و فئة الكفار إنها عبرة لكم و إنه تهديد لليهود فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ أُخْرى كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ أي كانوا مثلي المسلمين وَ اللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ يعني رسول الله يوم بدر إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ
3- أقول قال في المنتقى، في وقائع السنة الثانية من الهجرة و في هذه السنة كانت سرية عمير بن عدي بن خرشة إلى عصماء بنت مروان اليهودي لخمس ليال مضين من شهر رمضان على رأس تسعة عشر شهرا من الهجرة و كانت عصماء تعيب المسلمين و تؤذي رسول الله ص و تقول الشعر فجاء عمير حتى دخل عليها بيتها و حولها نفر من ولدها أيتام منهم من ترضعه في صدرها فنحى الصبي عنها و وضع سيفه في صدرها حتى أنفذه من ظهرها و صلى الصبح مع النبي ص بالمدينة فقال له رسول الله ص أ قتلت ابنة مروان قال نعم قال لا ينتطح فيها عنزان و كانت هذه الكلمة أول ما سمعت من رسول الله ص و في هذه السنة كانت غزوة بني قينقاع
أقول و ساق القصة نحو ما مر إلا أنه قال حاصرهم خمس عشرة ليلة قال ثم أمر بإجلائهم و غنم رسول الله ص و المسلمون ما كان لهم من مال و كان أول خمس خمس في الإسلام بعد بدر
4- و قال ابن الأثير و كان الذي تولى إخراجهم عبادة بن الصامت ثم ساروا إلى أذرعات من أرض الشام فلم يلبثوا إلا قليلا حتى هلكوا و كان قد استخلف على المدينة أبا لبابة و كان لواء رسول الله مع حمزة ثم انصرف رسول الله ص و حضر الأضحى فخرج رسول الله ص إلى المصلى فصلى بالمسلمين و هي أول صلاة عيد صلاها و ضحى فيه رسول الله ص بشاتين و قيل بشاة و كان أول أضحى رآه المسلمون و ضحى معه ذوو اليسار و كانت الغزوة في شوال بعد بدر و قيل كانت في صفر سنة ثلاث جعلها بعد غزوة الكدر
قال ابن إسحاق كانت في شوال سنة اثنتين
و قال الواقدي كانت في محرم سنة ثلاث و كان قد بلغ رسول الله ص اجتماع بني سليم في ماء لهم يقال له الكدر بضم الكاف و سكون الدال المهملة فسار رسول الله إلى الكدر فلم يلق كيدا و كان لواؤه مع علي ع و استخلف على المدينة ابن أم مكتوم و عاد و معه النعم و الرعاء و كان قدومه في قول لعشر ليال مضين من شوال و بعد قدومه أرسل غالب ابن عبد الله الليثي في سرية إلى بني سليم و غطفان فقتلوا فيهم و غنموا النعم و استشهد من المسلمين ثلاثة نفر و عادوا منتصف شوال ثم كان غزوة السويق و في ذي الحجة من السنة الثانية مات عثمان بن مظعون فدفن بالبقيع و جعل رسول الله ص على رأس قبره حجرا علامة لقبره
-5 و قال في المنتقى في السنة الثانية مات أمية بن الصلت و كان قد قرأ الكتب المتقدمة و رغب عن عبادة الأوثان و أخبر أن نبيا يخرج قد أظل زمانه و كان يؤمل أن يكون ذلك النبي ص فلما بلغه خروج رسول الله كفر به حسدا و لما أنشد لرسول الله ص شعره قال آمن لسانه و كفر قلبه و ذكر غزوة السويق في حوادث السنة الثالثة و ذكر أن غيبته ص فيها كانت خمسة أيام
6- و قال في الكامل في المحرم سنة ثلاث سمع رسول الله ص أن جمعا من بني سعد بن تغلبة و بني محارب بن حفصة تجمعوا ليصيبوا فسار إليهم في أربعمائة و خمسين رجلا فلما صار بذي القصة بفتح القاف و الصاد المهملة لقي رجلا من تغلبة فدعاه إلى الإسلام فأسلم و أخبره أن المشركين أتاهم خبره فهربوا إلى رءوس الجبال فعاد و لم يلق كيدا و كان مقامه اثنتي عشرة ليلة و في تلك السنة في جمادى الأولى غزا بني سليم بنجران و سبب هذه الغزوة أن جمعا من بني سليم تجمعوا بنجران من ناحية الفرع فبلغ ذلك رسول الله ص فسار إليهم في ثلاثمائة فلما صار إلى نجران وجدهم قد تفرقوا فانصرف و لم يلق كيدا و كانت غيبته عشر ليال و استخلف على المدينة ابن أم مكتوم
7- و قال ابن الأثير و الكازروني دخل حديث بعضهم في بعض و في هذه السنة قتل كعب بن الأشرف من طيء و كانت أمه من بني النضير و كان قد كبر عليه قتل من قتل ببدر من قريش فسار إلى مكة و حرض على رسول الله ص و بكى على قتلى بدر و كان يشبب بنساء المسلمين حتى آذاهم فلما عاد إلى المدينة قال رسول الله ص من لي بابن الأشرف فإنه قد آذى الله و رسوله فقام محمد بن مسلمة فقال يا رسول أ تحب أن أقتله قال نعم قال فأذن لي أن أقول شيئا قال قل فاجتمع محمد بن مسلمة و سلكان بن سلامة و قيس و هو أبو نائلة و الحارث بن أوس و كان أخا كعب من الرضاعة و أبو عبس بن جبير ثم قدموا إلى ابن الأشرف فجاء محمد بن مسلمة فتحدث معه ثم قال يا ابن الأشرف إني قد جئتك لحاجة فاكتمها علي قال أفعل قال كان قدوم هذا الرجل بلاء عادتنا العرب و انقطع عنا السبيل حتى ضاع عنا العيال و جهدت الأنفس فقال كعب قد كنت أخبرتكبهذا قال أبو نائلة و أريد أن تبيعنا طعاما و نرهنك و نوثق لك أ تحسن في ذلك فقال نعم ارهنوني نساءكم قالوا كيف نرهنك نساءنا و أنت أجمل العرب قال فارهنوني أبناءكم قالوا كيف نرهنك أبناءنا فيسب أحدهم فيقال رهن بوسق أو وسقين هذا عار علينا و لكنا نرهنك اللأمة يعني السلاح و أراد بذلك أن لا ينكر السلاح إذا أتوه به فواعده أن يأتيه فأتى أصحابه و أخبرهم فأخذ السلاح و ساروا إليه و تبعهم النبي ص إلى بقيع الغرقد و دعا لهم فلما انتهوا إلى الحصن هتف به أبو نائلة و كان كعب قريب عهد بعرس فوثب فقالت له امرأته أين تخرج هذه الساعة أسمع صوتا كأنه يقطر منه الدم قال إنما هو أخي محمد بن مسلمة و رضيعي أبو نائلة إن الكريم إذا دعي إلى طعنة بليل لأجاب فنزل إليهم و تحدث معهم ساعة و ساروا معه إلى شعب العجوز ثم إن أبا نائلة قال ما رأيت كاليوم ريحا أطيب أ تأذن لي أن أشم رأسك قال فشمه حتى فعل ذلك مرارا فلما استمكن منه أخذ برأسه و قال اضربوا عدو الله فاختلف عليه أسيافهم فلم يغن شيئا قال محمد بن مسلمة قد كنت مشغولا فأخذته و قد صاح عدو الله صيحة لم يبق حولنا حصن إلا أوقدت عليه نار فتحاملت عليه و قتلته و قد أصاب الحارث بن أوس بعض أسيافنا فاحتملناه و جئنا به إلى رسول الله ص فأخبرناه بقتل عدو الله فتفل على جرح صاحبنا و عدنا إلى أهلنا فأصبحنا و قد خافت اليهود فليس بها يهودي إلا و هو يخاف على نفسه فقال رسول الله ص من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه فوثب محيصة بن مسعود على ابن سنينة اليهودي و هو من تجار اليهود فقتله فقال له أخوه خويصة و هو مشرك يا عدو الله قتلته أما و الله لرب شحم في بطنك من ماله فقال محيصة لو أمرني بقتلك من أمرني بقتله لقتلتك قال فو الله إن كان لأول إسلام خويصة ثم أسلم عبس بن جبير و كان قتل كعب لأربع عشرة ليلة مضت من ربيع الأول و في هذا الشهر تزوج عثمان بن عفان أم كلثوم بنت رسول الله ص و بنى بها في جمادى الآخرة
8- و قال الكازروني و في هذه السنة تزوج رسول الله ص حفصة بنت عمر في شعبان و كانت قبله تحت خنيس بن حذاقة السهمي في الجاهلية فتوفي عنها و فيها تزوج ص زينب بنت خزيمة و كانت تسمى في الجاهلية أم المساكين و كانت عند الطفيل بن الحارث بن المطلب فطلقها فتزوجها أخوه عبيدة فقتل عنها يوم بدر شهيدا فتزوجها رسول الله ص في شهر رمضان من هذه السنة و أصدقها اثنتي عشرة أوقية و نشا فمكثت عنده ثمانية أشهر و توفيت و في هذه السنة ولد الحسن بن علي ع في النصف من شهر رمضان
9- قال ابن الأثير و فيها كانت غزوة القردة و فيها في جمادى الآخرة قتل أبو رافع سلام بن أبي الحقيق اليهودي و كان يظاهر كعب بن الأشرف على رسول الله ص فلما قتل ابن الأشرف فكان قتله من الأوس قالت الخزرج و الله لا يذهبون بها علينا عند رسول الله فتذاكر الخزرج من يعادي رسول الله ص كابن الأشرف فذكروا ابن أبي الحقيق و هو بخيبر فاستأذنوا رسول الله ص في قتله فأذن لهم فخرج إليه من الخزرج عبد الله بن عتيك و مسعود بن سنان و عبد الله بن أنيس و أبو قتادة و خزاعي بن الأسود حليف لهم و أمر عليهم عبد الله بن عتيك فخرجوا حتى قدموا خيبر فأتوا دار أبي رافع ليلا فلم يدعوا بابا في الدار إلا أغلقوه على أهله و كان في علية فاستأذنوا عليه فخرجت امرأته فقالت من أنتم قالوا من العرب نلتمس الميرة قال ذاك صاحبكم فادخلوا عليه فلما دخلوا أغلقوا باب العلية و بدروه على فراشه فصاحت المرأة فجعل الرجل منهم يريد قتلها فيذكر نهي النبي ص إياهم عن قتل النساء و الصبيان فيكف عنها فضربوه بأسيافهم و تحامل عليه عبد الله بن أنيس بسيفه في بطنه حتى أنفذه ثم خرجوا من عنده و كان عبد الله بن عتيك سيئ البصر فوقع من الدرجة فوثبت رجله وثبا شديدا و احتملوه و رجعوا و طلبتهم اليهود في كل وجه فلم يروهم فرجعوا إلى صاحبهم فقال المسلمون كيف نعلم أن عدو الله قد مات فعاد بعضهم و دخل في الناس فرآه و الناس حوله و هو يقول قد عرفت صوت ابن عتيك ثم صاحت امرأته و قالت مات و الله قال فما سمعت كلمة ألذ إلى نفسي منها ثم عاد إلى أصحابه و أخبرهم الخبر و سمع صوت الناعي يقول أنعى أبا رافع تاجر أهل الحجاز و ساروا حتى قدموا على النبي ص و اختلفوا في قتله فقال رسول الله ص هاتوا أسيافكم فجاءوا بها فنظر فيها فقال لسيف عبد الله بن أنيس هذا قتله أرى أثر الطعام