1- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ في حديث مازن بن العصفور الطائي أنه لما نحر عتيرة سمع من صنمه.
بعث نبي من مضر. فدع نحيتا من حجر.
ثم نحر يوما آخر عتيرة أخرى فسمع منه.
هذا نبي مرسل. جاء بخير منزل.
أبو عبيس قال سمعت قريش في الليل هاتفا على أبي قبيس يقول شعرا.
إذا أسلم السعدان يصبح بمكة. محمد لا يخشى خلاف المخالف.
فلما أصبحوا قال أبو سفيان من السعدان سعد بكر و سعد تميم ثم سمع في الليلة الثانية
أيا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا. و يا سعد سعد الخزرجين غطارف.أجيبا إلى داعي الهدى و تمنيا. على الله في الفردوس خير زخارف.
فلما أصبحوا قال أبو سفيان هو سعد بن معاذ و سعد بن عبادة. قال تميم الداري أدركني الليل في بعض طرقات الشام فلما أخذت مضجعي قلت أنا الليلة في جوار هذا الوادي فإذا مناد يقول عذ بالله فإن الجن لا تجير أحدا على الله قد بعث نبي الأميين رسول الله و قد صلينا خلفه بالحجون و ذهب كيد الشياطين و رميت بالشهب فانطلق إلى محمد رسول رب العالمين. سعيد بن جبير قال قال سواد بن قارب نمت على جبل من جبال السراة فأتاني آت و ضربني برجله و قال قم يا سواد بن قارب أتاك رسول من لوي بن غالب فلما استويت أدبر و هو يقول.
عجبت للجن و أرجاسها. و رحلها العيس بأحلاسها.تهوي إلى مكة تبغي الهدى. ما صالحوها مثل أنجاسها.
فعدت فنمت فضربني برجله فقال مثل الأول فأدبر قائلا.
عجبت للجن و تطلابها. و رحلها العيس بأقتابها.تهوي إلى مكة تبغي الهدى. ما صادقوها مثل كذابها.
فعدت فنمت فضربني برجله فقال مثل الأول فلما استويت أدبر و هو يقول.
عجبت للجن و أشرارها. و رحلها العيس بأكوارها.تهوي إلى مكة تبغي الهدى. ما مؤمنوها مثل كفارها.
قال فركبت ناقتي و أتيت مكة عند النبي و أنشدته.
أتاني جن قبل هدء و رقدة. و لم يك فيما قد أتانا بكاذب.ثلاث ليال قوله كل ليلة. أتاك رسول من لوي بن غالب.فأشهد أن الله لا رب غيره. و أنك مأمون على كل غائب.
و كان لبني عذرة صنم يقال له حمام فلما بعث النبي ص سمع من جوفه يقول يا بني هند بن حزام ظهر الحق و أودى الحمام و دفع الشرك الإسلام ثم نادى بعد أيام لطارق يقول يا طارق يا طارق بعث النبي الصادق جاء بوحي ناطق صدع صادع بتهامة لناصريه السلامة و لخاذليه الندامة هذا الوداع مني إلى يوم القيامة ثم وقع الصنم لوجهه فتكسر. قال زيد بن ربيعة فأتيت النبي ص فأخبرته بذلك فقال كلام الجن المؤمنين فدعانا إلى الإسلام. و سمع صوت الجن بمكة ليلة خرج النبي ص.
جزى الله رب الناس خير جزائه. رسولا أتى في خيمتي أم معبد.فيا لقصي ما زوى الله عنكم. به من فعال لا يجازى بسودد.
فأجابه حسان في قوله.
لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم. و قد سر من يسري إليه و يغتدي.نبي يرى ما لا يرى الناس حوله. و يتلو كتاب الله في كل مشهد.و إن قال في يوم مقالة غائب. فتصديقها في ضحوة العيد أوغد.
و هتف من جبال مكة يوم بدر.
أذل الحنيفيون بدرا بوقعة. سينقض منها ملك كسرى و قيصرا.أصاب رجالا من لوي و جردت. حرائر يضربن الحرائر حسرا.
ألا ويح من أمسى عدو محمد. لقد ضاق خزيا في الحياة و خسرا.و أصبح في هافي العجاجة معفرا. تناوله الطير الجياع و تنقرا.
فعلموا الواقعة و ظهر الخبر من الغد. و دخل العباس بن مرداس السلمي على وثن يقال له الضمير فكنس ما حوله و مسحه و قبله فإذا صائح يصيح يا عباس بن مرداس.
قل للقبائل من سليم كلها. هلك الضمير و فاز أهل المسجد.هلك الضمير و كان يعبد مرة. قبل الكتاب إلى النبي محمد.إن الذي جا بالنبوة و الهدى. بعد ابن مريم من قريش مهتد.
فخرج في ثلاث مائة راكب من قومه إلى النبي ص فلما رآه النبي ص تبسم ثم قال يا عباس بن مرداس كيف كان إسلامك فقص عليه القصة فقال ص صدقت و سر بذلك ص. و في حديث سيار الغساني لما قال له عمر أ كاهن أنت فقال قد هدى الله بالإسلام كل جاهل و دفع بالحق كل باطل و أقام بالقرآن كل مائل القصة فأخذت ظبية بذي العسف فإذا بهاتف
يا أيها الركب السراع الأربعه خلوا سبيل الظبية المروعه
فخليتها فلما جن الليل فإذا أنا بهاتف يقول.
خذها و لا تعجل و خذها عن ثقه. فإن شر السير سير الحقحقه.هذا نبي فائز من حققه.
و قال عمرو بن جبلة الكلبي عترنا عتيرة لعمرة اسم صنم فسمعنا من جوفه مخاطب سادنه عصام يا عصام يا عصام جاء الإسلام و ذهبت الأصنام و حقنت الدماء و وصلت الأرحام ففزعت من ذلك ثم عترنا أخرى فسمعنا يقول لرجل اسمه بكر يا بكر بن جبل جاء النبي المرسل يصدقه المطعمون في المحل أرباب يثرب ذات النخل و يكذبه أهل نجد و تهامة و أهل فلج و اليمامة. فأتيا إلى النبي و أسلما و أنشد عمرو
أجبت رسول الله إذ جاء بالهدى. فأصبحت بعد الحمد لله أوحدا.
تكلم شيطان من جوف هبل بهذه الأبيات.
قاتل الله رهط كعب بن فهر. ما أضل العقول و الأحلاما.جاءنا تائه يعيب علينا. دين آبائنا الحماة الكراما.
فسجدوا كلهم و تنقصوا النبي ص و قال هلموا غدا فسمع أيضا فحزن النبي ص من ذلك فأتاه جني مؤمن و قال يا رسول الله أنا قتلت مسعر الشيطان المتكلم في الأوثان فأحضر المجمع لأجيبه فلما اجتمعوا و دخل النبي ص خرت الأصنام على وجوهها فنصبوها و قالوا تكلم فقال.
أنا الذي سماني المطهرا. أنا قتلت ذا الفخور مسعرا.إذا طغى لما طغى و استكبرا. و أنكر الحق و رام المنكرا.بشتمه نبينا المطهرا. قد أنزل الله عليه السورا.من بعد موسى فاتبعنا الأثرا.
فقالوا إن محمدا يخادع اللات كما خادعنا. تاريخ الطبري أنه روى الزهري في حديث جبير بن مطعم عن أبيه قال كنا جلوسا قبل أن يبعث رسول الله بشهر نحرنا جزورا فإذا صائح يصيح من جوف الصنم اسمعوا العجب ذهب استراق الوحي و يرمى بالشهب لنبي بمكة اسمه محمد مهاجرته إلى يثرب. الطبري في حديث ابن إسحاق و الزهري عن عبد الله بن كعب مولى عثمان أنه قال عمر لقد كنا في الجاهلية نعبد الأصنام و نعلق الأوثان حتى أكرمنا الله بالإسلام فقال الأعرابي لقد كنت كاهنا في الجاهلية قال فأخبرنا ما أعجب ما جاءك به صاحبك قال جاءني قبل الإسلام جاء فقال أ لم تر إلى الجن أبالسها و إياسها من دينها و لحاقها بالقلاص و أحلاسها فقال عمر إني و الله لعند وثن من أوثان الجاهلية في معشر من قريش قد ذبح له رجل من العرب عجلا فنحن ننظر قسمه ليقسم لنا منه إذ سمعت من جوف العجل صوتا ما سمعت صوتا قط أنفذ منه و ذلك قبل الإسلام بشهر أو سنة يقول يا آل ذريح أمر نجيح رجل فصيح يقول لا إله إلا الله. و منه حديث الخثعمي و حديث سعد بن عبادة و حديث سعد بن عمرو الهذلي و في حديث خزيم بن فاتك الأسدي أنه وجد إبله بأبرق العزل القصة فسمع هاتفا.
هذا رسول الله ذو الخيرات. جاء بياسين و حاميمات.
فقلت من أنت قال أنا مالك بن مالك بعثني رسول الله إلى حي نجد قلت لو كان لي من يكفيني إبلي لأتيته فآمنت به فقال أنا فعلوت بعيرا منها و قصدت المدينة و الناس في صلاة الجمعة فقلت في نفسي لا أدخل حتى ينقضي صلاتهم فأنا أنيخ راحلتي إذ خرج إلي رجل قال يقول لك رسول الله ادخل فدخلت فلما رآني قال ما فعل الشيخ الذي ضمن لك أن يؤدي إبلك إلى أهلك قلت لا علم لي به قال إنه أداها سالمين قلت أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله. بيان العتيرة شاة كانوا يذبحونها في رجب لآلهتهم و الغطريف السيد و الحجون بفتح الحاء جبل بمكة و هي مقبرة و يقال رحلت البعير أي شددت على ظهره الرحل و هفا الشيء في الهواء إذا ذهب و العجاجة الغبار. و قال الجزري في حديث سلمان شر السير الحقحقة هو المتعب من السير و قيل هو أن تحمل الدابة على ما لا تطيقه و الفلج موضع بين بصرة و ضرية
2- أقول روى في المنتقى، بإسناده عن يعقوب بن زيد بن طلحة أن رجلا مر على مجلس بالمدينة فيه عمر بن الخطاب فنظر إليه عمر فقال أ كاهن هو فقال يا أمير المؤمنين هدي بالإسلام كل جاهل و دفع بالحق كل باطل و أقيم بالقرآن كل مائل و أغني بمحمد ص كل عائل فقال عمر متى عهدك بها يعني صاحبته قال قبيل الإسلام أتتني فصرخت يا سلام يا سلام الحق المبين و الخير الدائم غير حلم النائم الله أكبر فقال رجل من القوم يا أمير المؤمنين أنا أحدثك بمثل هذا و الله إنا لنسير في بادية ملساء لا يسمع فيها إلا الصدى إذ نظرنا فإذا راكب مقبل أسرع من الفرس حتى كان منا على قدر ما يسمعنا صوته فقال يا أحمد يا أحمد الله أعلى و أمجد أتاك ما وعدك من الخير يا أحمد ثم ضرب راحلته حتى أتى من ورائنا فقال عمر الحمد لله الذي هدانا بالإسلام و أكرمنا به فقال رجل من الأنصار أنا أحدثك يا أمير المؤمنين بمثل هذا و أعجب قال عمر حدث قال انطلقت أنا و صاحبان لي نريد الشام حتى إذا كنا بقفرة من الأرض نزلنا بها فبينا نحن كذلك إذ لحقنا راكب فكنا أربعة قد أصابنا سغب شديد فالتفت فإذا أنا بظبية عضباء ترتع قريبا منا فوثبت إليها فقال الرجل الذي لحقنا خل سبيلها لا أبا لك و الله لقد رأيتها و نحن نسلك هذا الطريق و نحن عشرة أو أكثر من ذلك فيخطف بعضنا فما هو إلا أن كان هذه الظبية فما يهيجها أحد فأبيت و قلت لعمر و الله لا أخليها فارتحلنا و قد شددتها معي حتى إذا ذهب سدف من الليل إذا هاتف يهتف بنا و يقول
يا أيها الركب السراع الأربعه خلوا سبيل النافر المفزعهخلوا عن العضباء في الوادي معه لا تذبحن الظبية المروعهفيها لأيتام صغار منفعه
قال فخليت سبيلها ثم انطلقنا حتى أتينا الشام فقضينا حوائجنا ثم أقبلنا حتى إذا كنا بالمكان الذي كنا فيه هتف هاتف من خلفنا
إياك لا تعجل و خذها من ثقه فإن شر السير سير الحقحقهقد لاح نجم و أضاء مشرقه يخرج من ظلماء عسف موبقهذاك رسول مفلح من صدقه الله أعلى أمره و حققه
بيان السدف بالضم الطائفة من الليل و السدف محركة سواد الليل
3- ختص، ]الإختصاص[ أبو محمد عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن الأصبغ بن نباتة قال كنا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع يوم الجمعة في المسجد بعد العصر إذ أقبل رجل طوال كأنه بدوي فسلم عليه فقال له علي ع ما فعل جنيك الذي كان يأتيك قال إنه ليأتيني إلى أن وقفت بين يديك يا أمير المؤمنين قال علي ع فحدث القوم بما كان منه فجلس و سمعنا له فقال إني لراقد باليمن قبل أن يبعث الله نبيه ص فإذا جني أتاني نصف الليل فرفسني برجله و قال اجلس فجلست ذعرا فقال اسمع قلت و ما أسمع قال
عجبت للجن و إبلاسها و ركبها العيس بأحلاسهاتهوي إلى مكة تبغي الهدى ما طاهر الجن كأنجاسهافارحل إلى الصفوة من هاشم و ارم بعينيك إلى رأسها
قال فقلت و الله لقد حدث في ولد هاشم شيء أو يحدث و ما أفصح لي و إني لأرجو أن يفصح لي فأرقت ليلتي و أصبحت كئيبا فلما كان من القابلة أتاني نصف الليل و أنا راقد فرفسني برجله و قال اجلس فجلست ذعرا فقال اسمع فقلت و ما أسمع قال
عجبت للجن و أخبارها و ركبها العيس بأكوارهاتهوي إلى مكة تبغي الهدى ما مؤمنو الجن ككفارهافارحل إلى الصفوة من هاشم بين روابيها و أحجارها
فقلت و الله لقد حدث في ولد هاشم أو يحدث و ما أفصح لي و إني لأرجو أن يفصح لي فأرقت ليلتي و أصبحت كئيبا فلما كان من القابلة أتاني نصف الليل و أنا راقد فرفسني برجله و قال اجلس فجلست و أنا ذعر فقال اسمع قلت و ما أسمع قال
عجبت للجن و ألبابها و ركبها العيس بأنيابهاتهوي إلى مكة تبغي الهدى ما صادقو الجن ككذابهافارحل إلى الصفوة من هاشم أحمد أزهر خير أربابها
قلت عدو الله أفصحت فأين هو قال ظهر بمكة يدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله فأصبحت و رحلت ناقتي و وجهتها قبل مكة فأول ما دخلتها لقيت أبا سفيان و كان شيخا ضالا فسلمت عليه و سألته عن الحي فقال و الله إنهم مخصبون إلا أن يتيم أبي طالب قد أفسد علينا ديننا قلت و ما اسمه قال محمد أحمد قلت و أين هو قال تزوج بخديجة بنت خويلد فهو عليها نازل فأخذت بخطام ناقتي ثم انتهيت إلى بابها فعقلت ناقتي ثم ضربت الباب فأجابتني من هذا فقلت أنا أردت محمدا فقالت اذهب إلى عملك ما تذرون محمدا يأويه ظل بيت قد طردتموه و هربتموه و حصنتموه اذهب إلى عملك قلت رحمك الله إني رجل أقبلت من اليمن و عسى الله أن يكون قد من علي به فلا تحرميني النظر إليه و كان ص رحيما فسمعته يقول يا خديجة افتحي الباب ففتحت فدخلت فرأيت النور في وجهه ساطعا نور في نور ثم درت خلفه فإذا أنا بخاتم النبوة معجون على كتفه الأيمن فقبلته ثم قمت بين يديه و أنشأت أقول
أتاني نجي بعد هدء و رقدة و لم يك فيما قد تلوت بكاذبثلاث ليال قوله كل ليلة أتاك رسول من لوي بن غالبفشمرت عن ذيلي الإزار و وسطت بي الذعلب الوجناء بين السباسبفمرنا بما يأتيك يا خير قادر و إن كان فيما جاء شيب الذوائبو أشهد أن الله لا شيء غيره و أنك مأمون على كل غائبو أنك أدنى المرسلين وسيلة إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايبو كن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة إلى الله يغني عن سواد بن قارب
و كان اسم الرجل سواد بن قارب فرحت و الله مؤمنا به ص ثم خرج إلى صفين فاستشهد مع أمير المؤمنين ع
بيان العيس بالكسر الإبل البيض يخالط بياضها شيء من الشقرة و الأحلاس جمع حلس و هو كساء يطرح على ظهر البعير قوله إلى رأسها الضمير راجع إلى القبيلة و الأكوار جمع الكور بالضم و هو الرحل بأداته و الهدء السكون و الذعلب الناقة القوية و الوجناء الناقة الصلبة و سباسب جمع سبسب قوله شيب الذوائب أي قبلنا و صدقنا بما يأتيك به الوحي من الله و إن كان فيه أمور شداد تشيب منها الذوائب و رأيت في بعض الكتب مكان الشعر الأول.
عجبت للجن و تجساسها. و شدها العيس بأحلاسها.تهوي إلى مكة تبغي الهدى. ما خير الجن كأنجاسها.
و مكان الثاني.
عجبت للجن و تطلابها. و شدها العيس بأقتابها.
إلى قوله.
فارحل إلى الصفوة من هاشم. ليس قداماها كأذنابها.
التجساس تفعال من التجسس كالتطلاب من الطلب و القدامى المتقدمون و الأذناب المتأخرون. و روى فيه عن أبي هريرة أن قوما من خثعم كانوا عند صنم لهم جلوسا و كانوا يتحامون إلى أصنامهم فيقال لأبي هريرة هل كنت تفعل ذلك فيقول أبو هريرة و الله فعلت فأكثرت فالحمد لله الذي أنقذني بمحمد ص قال أبو هريرة فالقوم مجتمعون عند صنمهم إذ سمعوا بهاتف يهتف.
يا أيها الناس ذوي الأجسام. و مسند و الحكم إلى الأصنام.أ كلكم أوره كالكهام. أ لا ترون ما أرى أمامي.من ساطع يجلو دجى الظلام. قد لاح للناظر من تهام.قد بدأ للناظر الشئام. ذاك نبي سيد الأنام.من هاشم في ذروة السنام. مستعلن بالبلد الحرام.جاء يهد الكفر بالإسلام. أكرمه الرحمن من إمام.
قال أبو هريرة فأمسكوا ساعة حتى حفظوا ذلك ثم تفرقوا فلم تمض بهم ثالثة حتى جاءهم خبر رسول الله ص أنه قد ظهر بمكة. أقول الأوره الأحمق و يقال كهمته الشدائد أي جبنته عن الإقدام و أكهم بصره كل و رق و رجل كهام كسحاب كليل عيي لا غناء عنده و قوم كهام أيضا و المتكهم المتعرض للشر و الشئام كفعال بالهمز نسبة إلى الشام أي يظهر نوره للشامي كما يظهر للتهامي
-4 كنز الكراجكي، ذكروا أنه كان لسعد العشيرة صنم يقال له فراص و كانوا يعظمونه و كان سادنه رجل من بني أنس الله بن سعد العشيرة يقال له ابن وقشة فحدث رجل من بني أنس الله يقال له ذباب بن الحارث بن عمرو قال كان لابن وقشة رئي من الجن يخبره بما يكون فأتاه ذات يوم فأخبره قال فنظر إلي و قال يا ذباب اسمع العجب العجاب بعث أحمد بالكتاب يدعو بمكة لا يجاب قال فقلت ما هذا الذي تقول قال ما أدري هكذا قيل لي فلم يكن إلا قليل حتى سمعنا بخروج النبي ص فقام ذباب إلى الصنم فحطمه ثم أتى النبي ص فأسلم على يده و قال بعد إسلامه شعر
تبعت رسول الله إذ جاء بالهدى و خلفت فراصا بأرض هوانشددت عليه شدة فتركته كأن لم يكن و الدهر ذو حدثانو لما رأيت الله أظهر دينه أجبت رسول الله حين دعانيفمن مبلغ سعد العشيرة أنني شريت الذي يبقى بآخر فاني
قال و روي أنه كان لبني عذرة صنم يقال له حمام و كانوا يعظمونه و كان في بني هند بن حزام و كان سادنه رجل منهم يقال له طارق و كانوا يعترون عنده العتائر قال زمل بن عمرو العذري فلما ظهر النبي ص سمعنا منه صوتا و هو يقول يا بني هند بن حزام ظهر الحق و أودى حمام و دفع الشرك الإسلام قال ففزعنا لذلك و هالنا فمكثنا أياما ثم سمعنا صوتا آخر و هو يقول يا طارق يا طارق بعث النبي الصادق بوحي ناطق صدع صادع بأرض تهامة لناصريه السلامة و لخاذليه الندامة هذا الوداع مني إلى يوم القيامة ثم وقع الصنم لوجهه قال زمل فخرجت حتى أتيت النبي ص و معي نفر من قومي فأخبرناه بما سمعنا فقال ذاك كلام مؤمن من الجن ثم قال يا معشر العرب إني رسول الله إلى الأنام كافة أدعوهم إلى عبادة الله وحده و أني رسوله و عبده و أن تحجوا البيت و تصوموا شهرا من اثني عشر شهرا و هو شهر رمضان فمن أجابني فله الجنة نزلا و ثوابا و من عصاني كانت له النار منقلبا و عقابا قال فأسلمنا و عقد لي لواء و كتب لي كتابا فقال زمل عند ذلك شعر
إليك رسول الله أعملت نصها أكلفها حزنا و قوزا من الرمللأنصر خير الناس نصرا مؤزرا و أعقد حبلا من حبالك في حبليو أشهد أن الله لا شيء غيره أدين له ما أثقلت قدمي نعلي
قال و ذكروا أن عمرو بن مرة كان يحدث فيقول خرجت حاجا في الجاهلية في جماعة من قومي فرأيت في المنام و أنا في الطريق كان نورا قد سطع من الكعبة حتى أضاء إلى نخل يثرب و جبلي جهينة الأشعر و الأجرد و سمعت في النوم قائلا يقول تقشعت الظلماء و سطع الضياء و بعث خاتم الأنبياء ثم أضاء إضاءة أخرى حتى نظرت إلى قصور الحيرة و أبيض المدائن و سمعته يقول أقبل حق فسطع و دمغ باطل فانقمع فانتبهت فزعا و قلت لأصحابي و الله ليحدثن بمكة في هذا الحي من قريش حدث ثم أخبرتهم بما رأيت فلما انصرفنا إلى بلادنا جاءنا مخبر يخبر أن رجلا من قريش يقال له أحمد قد بعث و كان لنا صنم فكنت أنا الذي أسدنه فشددت عليه فكسرته و خرجت حتى قدمت عليه مكة فأخبرته فقال يا عمرو بن مرة أنا النبي المرسل إلى العباد كافة أدعوهم إلى الإسلام و آمرهم بحقن الدماء و صلة الأرحام و عبادة الرحمن و رفض الأوثان و حج البيت و صوم شهر رمضان فمن أجاب فله الجنة و من عصى فله النار فآمن بالله يا عمرو بن مرة تأمن يوم القيامة من النار فقلت أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله آمنت بما جئت به من حلال و حرام و إن أرغم ذلك كثيرا من الأقوام و أنشأت أقول
شهدت بأن الله حق و أنني لآلهة الأحجار أول تاركو شمرت عن ساقي الإزار مهاجرا إليك أجوب الوعث بعد الدكادكلأصحب خير الناس نفسا و والدا رسول مليك الناس فوق الحبائك
ثم قلت يا رسول الله ابعثني إلى قومي لعل الله تبارك و تعالى أن يمن بي عليهم كما من علي بك فبعثني و قال عليك بالرفق و القول السديد و لا تك فظا غليظا و لا مستكبرا و لا حسودا فأتيت قومي فقلت يا بني رفاعة بل يا معشر جهينة إن الله و له الحمد قد جعلكم خيار من أنتم منه و بغض إليكم في جاهليتكم ما حبب إلى غيركم من العرب الذين كانوا يجمعون بين الأختين و يخلف الرجل منهم على امرأة أبيه و إغارة في الشهر الحرام فأجيبوا هذا الذي من لوي تنالوا شرف الدنيا و كرامة الآخرة و سارعوا في أمره يكن بذلك لكم عنده فضيلة قال فأجابوني إلا رجل منهم فإنه قام فقال يا عمرو بن مرة أمر الله عيشك أ تأمرنا برفض آلهتنا و تفريق جماعتنا و مخالفة دين آبائنا و من مضى من أوائلنا إلى ما يدعوك إليه هذا المضري من تهامة لا و لا حبا و لا كرامة ثم أنشأ يقول شعر
إن ابن مرة قد أتى بمقالة ليست مقالة من يريد صلاحاإني لأحسب قوله و فعاله يوما و إن طال الزمان ذباحايسفه الأحلام ممن قد مضى من رام ذاك لا أصاب فلاحا
فقال له عمرو الكذاب مني و منك أمر الله عيشه و أبكم لسانه و أكمه إنسانه قال عمرو فو الله لقد عمي و ما مات حتى سقط فوه و كان لا يقدر على الكلام و لا يبصر شيئا و افتقر و احتاج
بيان في النهاية النص التحريك حتى يستخرج أقصى سير الناقة و في القاموس القوز المستدير من الرمل و الكثيب المشرف و قال الوعث المكان السهل الدهش تغيب فيه الأقدام و الطريق العسر و قال الدكداك من الرمل ما يكبس أو ما التبد منه بالأرض أو هي أرض فيها غلظ و الجمع دكادك و قال الجوهري الحباك و الحبيكة الطريقة في الرمل و نحوه و جمع الحباك الحبك و جمع الحبيكة حبائك و قوله تعالى وَ السَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ قالوا طرائق النجوم و قال في النهاية في حديث كعب بن مرة و شعره إني لأحسب البيت هكذا جاء في الرواية و الذباح القتل و هو أيضا نبت يقتل آكله