الآيات النساء وَ أَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ الْأَسْباطِ وَ عِيسى وَ أَيُّوبَ وَ يُونُسَ وَ هارُونَ وَ سُلَيْمانَ الأنعام وَ نُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ الأنبياء وَ لِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها وَ كُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عالِمِينَ وَ مِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَ يَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذلِكَ وَ كُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ النمل وَ لَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَ سُلَيْمانَ عِلْماً وَ قالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وَ قالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ سبأ وَ لِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ وَ رَواحُها شَهْرٌ وَ أَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَ مِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَ مَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَ تَماثِيلَ وَ جِفانٍ كَالْجَوابِ وَ قُدُورٍ راسِياتٍ اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ ص وَ لَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَ أَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ هَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ وَ الشَّياطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَ غَوَّاصٍ وَ آخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ وَ إِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَ حُسْنَ مَآبٍ تفسير قال المفسرون الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها هي الشام و وجه وصف الريح تارة بالعاصفة و أخرى بالرخاء بوجوه الأول أنها كانت تارة كذا و تارة كذا بحسب إرادته و الثاني أنها كانت في بدء الأمر عاصفة لرفع البساط و قلعه ثم كانت تصير رخاء عند تسييرها و الثالث أن العصف عبارة عن سرعة سيرها و الرخاوة عن كونها لينة طيبة في نفسها الرابع أن الرخاوة كناية عن انقيادها له في كل ما أمرها به. و قال الطبرسي رحمه الله و قيل كانت الريح تجري به في الغداة مسيرة شهر و في الرواح كذلك و كان يسكن بعلبك و يبنى له بيت المقدس و يحتاج إلى الخروج إليها و إلى غيرها قال وهب و كان سليمان يخرج إلى مجلسه فتعكف عليه الطير و يقوم له الإنس و الجن حتى يجلس على سريره و يجتمع معه جنوده ثم تحمله الريح إلى حيث أراد. قوله تعالى مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ أي في البحر فيخرجون له الجواهر و اللآلي وَ يَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذلِكَ أي سوى ذلك من الأبنية كالمحاريب و التماثيل و غيرهما وَ كُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ لئلا يهربوا منه و يمتنعوا عليه و قيل من أن يفسدوا ما عملوه. قوله عِلْماً قال أي بالقضاء بين الخلق و بكلام الطير و الدواب وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ فيه دلالة على أن الأنبياء يورثون المال كتوريث غيرهم و قيل إنه ورثه علمه و نبوته و ملكه دون سائر أولاده و الصحيح عند أهل البيت ع هو الأول عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ أهل العربية يقولون لا يطلق النطق على غير بني آدم و إنما يقال الصوت لأن النطق عبارة عن الكلام و لا كلام للطير إلا أنه لما فهم سليمان معنى صوت الطير سماه منطقا مجازا و قيل إنه أراد حقيقة المنطق لأن من الطير ما له كلام يهجي كالطوطي و قال علي بن عيسى إن الطير كانت تكلم سليمان معجزة له كما أخبر عن الهدهد و منطق الطير صوت يتفاهم به معانيها على صيغة واحدة بخلاف منطق الناس الذي يتفاهمون به المعاني على صيغ مختلفة و لذلك لم نفهم عنها مع طول مصاحبتها و لم تفهم هي عنا لأن أفهامها مقصورة على تلك الأمور المخصوصة و لما جعل سليمان يفهم عنها كان قد علم منطقها وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أي من كل شيء يؤتى الأنبياء و الملوك و قيل من كل شيء يطلبه طالب لحاجته إليه و انتفاعه به حَيْثُ أَصابَ أي أراد من النواحي وَ الشَّياطِينَ أي و سخرنا له الشياطين وَ آخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ أي و سخرنا له آخرين من الشياطين مشددين في الأغلال و السلاسل من الحديد و كان يجمع بين اثنين و ثلاثة منهم في سلسلة لا يمتنعون عليه إذا أراد ذلك بهم عند تمردهم و قيل إنه إنما كان يفعل ذلك بكفارهم فإذا آمنوا أطلقهم هذا أي ما تقدم من الملك عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ أي فأعط من الناس من شئت و امنع من شئت بِغَيْرِ حِسابٍ أي لا تحاسب يوم القيامة على ما تعطي و تمنع
1- فس، ]تفسير القمي[ وَ لِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً قال تجري من كل جانب إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها قال إلى بيت المقدس و الشام
2- ك، ]إكمال الدين[ القطان عن السكري عن الجوهري عن ابن عمارة عن أبيه عن الصادق ع قال إن داود ع أراد أن يستخلف سليمان ع لأن الله عز و جل أوحى إليه يأمره بذلك فلما أخبر بني إسرائيل ضجوا من ذلك و قالوا يستخلف علينا حدثا و فينا من هو أكبر منه فدعا أسباط بني إسرائيل فقال لهم قد بلغتني مقالتكم فأروني عصيكم فأي عصا أثمرت فصاحبها ولي الأمر بعدي فقالوا رضينا و قال ليكتب كل واحد منكم اسمه على عصاه فكتبوا ثم جاء سليمان بعصاه فكتب عليها اسمه ثم أدخلت بيتا و أغلق الباب و حرسه رءوس أسباط بني إسرائيل فلما أصبح صلى بهم الغداة ثم أقبل ففتح الباب فأخرج عصيهم و قد أورقت عصا سليمان و قد أثمرت فسلموا ذلك لداود فاختبره بحضرة بني إسرائيل فقال له يا بني أي شيء أبرد قال عفو الله عن الناس و عفو الناس بعضهم عن بعض قال يا بني فأي شيء أحلى قال المحبة و هي روح الله في عباده فافتر داود ضاحكا فسار به في بني إسرائيل فقال هذا خليفتي فيكم من بعدي ثم أخفى سليمان بعد ذلك أمره و تزوج بامرأة و استتر من شيعته ما شاء الله أن يستتر ثم إن امرأته قالت له ذات يوم بأبي أنت و أمي ما أكمل خصالك و أطيب ريحك و لا أعلم لك خصلة أكرهها إلا أنك في مئونة أبي فلو دخلت السوق فتعرضت لرزق الله رجوت أن لا يخيبك فقال لها سليمان إني و الله ما عملت عملا قط و لا أحسنه فدخل السوق فجال يومه ذلك ثم رجع فلم يصب شيئا فقال لها ما أصبت شيئا قالت لا عليك إن لم يكن اليوم كان غدا فلما كان من الغد خرج إلى السوق فجال فيه فلم يقدر على شيء و رجع فأخبرها فقالت يكون غدا إن شاء الله فلما كان في اليوم الثالث مضى حتى انتهى إلى ساحل البحر فإذا هو بصياد فقال له هل لك أن أعينك و تعطينا شيئا قال نعم فأعانه فلما فرغ أعطاه الصياد سمكتين فأخذهما و حمد الله عز و جل ثم إنه شق بطن إحداهما فإذا هو بخاتم في بطنها فأخذه فصيره في ثوبه و حمد الله و أصلح السمكتين و جاء بهما إلى منزله و فرحت امرأته بذلك و قالت له إني أريد أن تدعو أبوي حتى يعلما أنك قد كسبت فدعاهما فأكلا معه فلما فرغوا قال لهم هل تعرفوني قالوا لا و الله إلا أنا لم نر خيرا منك فأخرج خاتمه فلبسه فخر عليه الطير و الريح و غشيه الملك و حمل الجارية و أبويها إلى بلاد إصطخر و اجتمعت إليه الشيعة و استبشروا به ففرج الله عنهم مما كانوا فيه من حيرة غيبته فلما حضرته الوفاة أوصى إلى آصف بن برخيا بإذن الله تعالى ذكره فلم يزل بينهم يختلف إليه الشيعة و يأخذون عنه معالم دينهم ثم غيب الله عز و جل آصف غيبة طال أمدها ثم ظهر لهم فبقي بين قومه ما شاء الله ثم إنه ودعهم فقالوا له أين الملتقى قال على الصراط و غاب عنهم ما شاء الله و اشتدت البلوى على بني إسرائيل بغيبته و تسلط عليهم بختنصر أقول تمام الخبر في باب قصة طالوت
ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن محمد العطار عن ابن أبان عن ابن أورمة عن محمد بن إسماعيل عن حنان بن سدير عن أبي الخطاب عن العبد الصالح مثله إلى قوله فافتر داود ضاحكا
3- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن إبراهيم القزويني عن محمد بن وهبان عن أحمد بن إبراهيم بن أحمد عن الحسن بن علي الزعفراني عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال إن سليمان ع لما سلب ملكه خرج على وجهه فضاف رجلا عظيما فأضافه و أحسن إليه و نزل سليمان منه منزلا عظيما لما رأى من صلاته و فضله قال فزوجه بنته فقال له بنت الرجل حين رأت منه ما رأت بأبي أنت و أمي ما أطيب ريحك و أكمل خصالك لا أعلم فيك خصلة أكرهها إلا أنك في مئونة أبي قال فخرج حتى أتى الساحل فأعان صيادا على ساحل البحر فأعطاه السمكة التي وجد في بطنها خاتمه
4- ج، ]الإحتجاج[ في حديث الزنديق الذي سأل الصادق ع عن مسائل كان فيما سأله كيف صعدت الشياطين إلى السماء و هم أمثال الناس في الخلقة و الكثافة و قد كانوا يبنون لسليمان بن داود ع من البناء ما يعجز عنه ولد آدم قال ع غلظوا لسليمان كما سخروا و هم خلق رقيق غذاؤهم التنسم و الدليل على ذلك صعودهم إلى السماء لاستراق السمع و لا يقدر الجسم الكثيف على الارتقاء إليها إلا بسلم أو سبب
5- كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه أو غيره عن سعد بن سعد عن الحسن بن الجهم عن أبي الحسن ع قال كان لسليمان بن داود ع ألف امرأة في قصر واحد ثلاث مائة مهيرة و سبعمائة سرية
6- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير رفعه عن أبي عبد الله ع قال إن أول من اتخذ السكر سليمان بن داود ع
7- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال كان ملك سليمان ما بين الشامات إلى بلاد إصطخر
8- دعوات الراوندي، قال الصادق ع كان سليمان ع يطعم أضيافه اللحم بالحوارى و عياله الخشكار و يأكل هو الشعير غير منخول
بيان الخبز الحواري الذي نخل مرة بعد مرة و الخشكار لم أجده في أكثر كتب اللغة فكأنه معرب مولد و في كتب الطب و بعض كتب اللغة أنه الخبز المأخوذ من الدقيق غير المنخول و قيل إنه الخبز اليابس و الأول هو المراد هاهنا
9- نهج، ]نهج البلاغة[ قال أمير المؤمنين ع و لو أن أحدا يجد إلى البقاء سلما أو لدفع الموت سبيلا لكان ذلك سليمان بن داود ع الذي سخر له ملك الجن و الإنس مع النبوة و عظيم الزلفة فلما استوفى طعمته و استكمل مدته رمته قسي الفناء بنبال الموت و أصبحت الديار منه خالية و المساكن معطلة ورثها قوم آخرون
10- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق بإسناده إلى زيد الشحام عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً قال كانوا ثمانين رجلا و سبعين امرأة ما أغب المحراب رجل واحد منهم يصلي فيه و كانوا آل داود فلما قبض داود ع ولى سليمان ع قال يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ سخر الله له الجن و الإنس و كان لا يسمع بملك في ناحية الأرض إلا أتاه حتى يذله و يدخله في دينه و سخر الريح له فكان إذا خرج إلى مجلسه عكف عليه الطير و قام الجن و الإنس و كان إذا أراد أن يغزو أمر بمعسكره فضرب له بساطا من الخشب ثم جعل عليه الناس و الدواب و آلة الحرب كلها حتى إذا حمل معه ما يريد أمر العاصف من الريح فدخلت تحت الخشب فحمله حتى ينتهي به إلى حيث يريد و كان غدوها شهرا و رواحها شهرا
بيان ما أغب المحراب أي لم يكونوا يأتون المحراب غبا بل كان كل منهم يواظبه
-11 ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق بإسناده عن أبي حمزة عن الأصبغ قال خرج سليمان بن داود ع من بيت المقدس مع ثلاثمائة ألف كرسي عن يمينه عليها الإنس و ثلاثمائة ألف كرسي عن يساره عليها الجن و أمر الطير فأظلتهم و أمر الريح فحملتهم حتى وردت بهم المدائن ثم رجع و بات في إصطخر ثم غدا فانتهى إلى جزيرة بركاوان ثم أمر الريح فخفضتهم حتى كادت أقدامهم يصيبها الماء فقال بعضهم لبعض هل رأيتم ملكا أعظم من هذا فنادى ملك من السماء لثواب تسبيحة واحدة أعظم مما رأيتم
فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن أبي نصر عن أبان عن أبي حمزة مثله
12- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن سعد عن أبي عيسى عن ابن محبوب عن أبي ولاد عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال كان لسليمان ع حصن بناه الشياطين له فيه ألف بيت في كل بيت طروقة منهن سبعمائة أمة قبطية و ثلاثمائة حرة مهيرة فأعطاه الله تعالى قوة أربعين رجلا في مباضعة النساء و كان يطوف بهن جميعا و يسعفهن قال و كان سليمان ع يأمر الشياطين فتحمل له الحجارة من موضع إلى موضع فقال لهم إبليس كيف أنتم قالوا ما لنا طاقة بما نحن فيه فقال إبليس أ ليس تذهبون بالحجارة و ترجعون فراغا قالوا نعم قال فأنتم في راحة فأبلغت الريح سليمان ما قال إبليس للشياطين فأمرهم يحملون الحجارة ذاهبين و يحملون الطين راجعين إلى موضعها فتراءى لهم إبليس فقال كيف أنتم فشكوا إليه فقال أ لستم تنامون بالليل قالوا بلى قال فأنتم في راحة فأبلغت الريح ما قالت الشياطين و إبليس فأمرهم أن يعملوا بالليل و النهار فما لبثوا إلا يسيرا حتى مات سليمان و قال خرج سليمان يستسقي و معه الجن و الإنس فمر بنملة عرجاء ناشرة جناحها رافعة يدها و تقول اللهم أنا خلق من خلقك لا غنى بنا عن رزقك فلا تؤاخذنا بذنوب بني آدم و اسقنا فقال سليمان ع لمن كان معه ارجعوا فقد شفع فيكم غيركم و في خبر قد كفيتم بغيركم
بيان قال الجوهري طروقة الفحل أنثاه
13- سن، ]المحاسن[ اليقطيني عن الدهقان عن درست عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن موسى بن جعفر ع قال ما بعث الله نبيا قط إلا عاقلا و بعض النبيين أرجح من بعض و ما استخلف داود سليمان حتى اختبر عقله و استخلف داود سليمان و هو ابن ثلاث عشرة سنة و مكث في ملكه أربعين سنة و ملك ذو القرنين و هو ابن اثنتي عشرة سنة و مكث في ملكه ثلاثين سنة
14- سن، ]المحاسن[ أبي و علي بن عيسى الأنصاري عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبي الحسن الثاني ع قال إن سليمان بن داود ع أتته امرأة عجوز مستعدية على الريح فدعا سليمان الريح فقال لها ما دعاك إلى ما صنعت بهذه المرأة قالت إن رب العزة بعثني إلى سفينة بني فلان لأنقذها من الغرق و كانت قد أشرفت على الغرق فخرجت في سنتي عجلي إلى ما أمرني الله به و مررت بهذه المرأة و هي على سطحها فعثرت بها و لم أردها فسقطت فانكسرت يدها فقال سليمان يا رب بما أحكم على الريح فأوحى الله إليه يا سليمان احكم بأرش كسر هذه المرأة على أرباب السفينة التي أنقذتها الريح من الغرق فإنه لا يظلم لدي أحد من العالمين
15- سن، ]المحاسن[ علي بن الحكم عن أبان عن أبي العباس عن أبي عبد الله ع في قوله يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَ تَماثِيلَ فقال و الله ما هي تماثيل الرجل و النساء و لكن الشجر و شبهه
كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن داود بن الحصين عن الفضل بن العباس مثله
16- سر، ]السرائر[ من كتاب أبان بن تغلب عن ابن أسباط و ابن أبي نجران و الوشاء جميعا عن محمد بن حمران عن أبي عبد الله ع أو عن زرارة عنه ع قال آخر نبي يدخل الجنة سليمان بن داود ع و ذلك لما أعطي في الدنيا
17- مكا، ]مكارم الأخلاق[ عن زروان المدائني عن أبي الحسن الثاني ع قال لقد كان لسليمان ع ألف امرأة في قصر ثلاث مائة مهيرة و سبعمائة سرية و كان يطيف بهن في كل يوم و ليلة
بيان طيف تطييفا أكثر الطواف و في بعض النسخ يطوف أي كان يأتيهن جميعا إما بالزيارة أو بالجماع أيضا
18- محص، ]التمحيص[ عن عبد الله بن سنان قال قال أبو عبد الله ع إن آخر الأنبياء دخولا إلى الجنة سليمان ع و ذلك لما أعطي من الدنيا
19- يه، ]من لا يحضر الفقيه[ بإسناده الصحيح عن زرارة عن أبي جعفر ع قال إن سليمان ع قد حج البيت في الجن و الإنس و الطير و الرياح و كسا البيت القباطي
بيان القبطية ثوب ينسب إلى مصر و الجمع قباطي بالضم و الكسر
20- يه، ]من لا يحضر الفقيه[ بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إن أول من كسا البيت الثياب سليمان بن داود ع كساه القباطي
21- فس، ]تفسير القمي[ وَ لِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ وَ رَواحُها شَهْرٌ قال كانت الريح تحمل كرسي سليمان فتسير به في الغداة مسيرة شهر و بالعشي مسيرة شهر وَ أَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ أي الصفر مَحارِيبَ وَ تَماثِيلَ قال الشجر وَ جِفانٍ كَالْجَوابِ أي جفنة كالحفرة وَ قُدُورٍ راسِياتٍ أي ثابتات ثم قال اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً قال اعملوا ما تشكرون عليه
بيان يمكن قراءة تشكرون على المعلوم و المجهول و لعل الأخير أظهر. تفسير قال الطبرسي نور الله مضجعه وَ لِسُلَيْمانَ الرِّيحَ أي و سخرنا لسليمان الريح غُدُوُّها شَهْرٌ وَ رَواحُها شَهْرٌ أي مسير غدو تلك الريح المسخرة له مسيرة شهر و مسير رواحها مسيرة شهر و المعنى أنها كانت تسير في اليوم مسيرة شهرين للراكب قال قتادة كانت تغدو مسيرة شهر إلى نصف النهار و تروح مسيرة شهر إلى آخر النهار و قال الحسن كانت تغدو من دمشق فيقيل بإصطخر من أرض أصفهان و بينهما مسيرة شهر للمسرع و تروح من إصطخر فتبيت بكابل و بينهما مسيرة شهر تحمله الريح مع جنوده أعطاه الله الريح بدلا من الصافنات الجياد وَ أَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ أي أذبنا له عين النحاس و أظهرناها له قالوا جرت له عين الصفر ثلاثة أيام بلياليهن جعلها الله له كالماء و إنما يعمل الناس بما أعطي لسليمان منه وَ مِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ المعنى و سخرنا له من الجن من يعمل بحضرته و أمام عينه ما يأمرهم به من الأعمال كما يعمل الآدمي بين يدي الآدمي بأمر ربه تعالى و كان يكلفهم الأعمال الشاقة مثل عمل الطين و غيره و قال ابن عباس سخرهم الله لسليمان و أمرهم بطاعته فيما يأمرهم به و في هذا دلالة على أنه قد كان من الجن من هو غير مسخر له وَ مَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ المعنى و من يعدل من هؤلاء الجن الذين سخرناهم لسليمان عما أمرناهم به من طاعة سليمان نذقه من عذاب بالسعير أي عذاب النار في الآخرة عن أكثر المفسرين و في هذا دلالة على أنهم قد كانوا مكلفين و قيل معناه نذيقه العذاب في الدنيا و أن الله سبحانه وكل بهم ملكا بيده سوط من نار فمن زاغ منهم عن طاعة سليمان ضربه ضربة أحرقته يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ و هي البيوت الشريفة و قيل هي القصور و المساجد يتعبد فيها عن قتادة و الجبائي قال و كان مما عملوه بيت المقدس و قد كان الله عز و جل سلط على بني إسرائيل الطاعون فهلك خلق كثير في يوم واحد فأمرهم داود ع أن يغتسلوا و يبرزوا إلى الصعيد بالذراري و الأهلين و يتضرعوا إلى الله تعالى لعله يرحمهم و ذلك صعيد بيت المقدس قبل بناء المسجد و ارتفع داود ع فوق الصخرة فخر ساجدا يبتهل إلى الله سبحانه و سجدوا معه فلم يرفعوا رءوسهم حتى كشف الله عنهم الطاعون فلما أن شفع الله داود في بني إسرائيل جمعهم داود بعد ثلاث و قال لهم
إن الله تعالى قد من عليكم و رحمكم فجددوا له شكرا بأن تتخذوا من هذا الصعيد الذي رحمكم فيه مسجدا ففعلوا و أخذوا في بناء بيت المقدس فكان داود ع ينقل الحجارة لهم على عاتقه و كذلك خيار بني إسرائيل حتى رفعوه قامة و لداود ع يومئذ سبع و عشرون و مائة سنة فأوحى الله تعالى إلى داود أن تمام بنائه يكون على يد ابنه سليمان فلما صار داود ابن أربعين و مائة سنة توفاه الله و استخلف سليمان فأحب إتمام بيت المقدس فجمع الجن و الشياطين فقسم عليهم الأعمال يخص كل طائفة منهم بعمل فأرسل الجن و الشياطين في تحصيل الرخام و المها الأبيض الصافي من معادنه و أمر ببناء المدينة من الرخام و الصفاح و جعلها اثني عشر ربضا و أنزل كل ربض منها سبطا من الأسباط فلما فرغ من بناء المدينة ابتدأ في بناء المسجد فوجه الشياطين فرقا فرقة يستخرجون الذهب و اليواقيت من معادنها و فرقة يقلعون الجواهر و الأحجار من أماكنها و فرقة يأتونه بالمسك و العنبر و سائر الطيب و فرقة يأتونه بالدر من البحار فأوتي من ذلك بشيء لا يحصيه إلا الله تعالى ثم أحضر الصناع و أمرهم بنحت تلك الأحجار حتى صيروها ألواحا و معالجة تلك الجواهر و اللآلي و بنى سليمان المسجد بالرخام الأبيض و الأصفر و الأخضر و عمده بأساطين المها الصافي و سقفه بألواح الجواهر و فصص سقوفه و حيطانه باللآلي و اليواقيت و الجواهر و بسط أرضه بألواح الفيروزج فلم يكن في الأرض بيت أبهى منه و لا أنور من ذلك المسجد كان يضيء في الظلمة كالقمر ليلة البدر فلما فرغ منه جمع إليه خيار بني إسرائيل فأعلمهم أنه بناه لله تعالى و اتخذ ذلك اليوم الذي فرغ منه عيدا فلم يزل بيت المقدس على ما بناه سليمان حتى إذا غزا بختنصر بني إسرائيل فخرب المدينة و هدمها و نقض المسجد و أخذ ما في سقوفه و حيطانه من الذهب و الدرر و اليواقيت و الجواهر فحملها إلى دار مملكته من أرض العراق قال سعيد بن المسيب لما فرغ سليمان من بناء بيت المقدس تغلقت أبوابه فعالجها سليمان فلم تنفتح حتى قال في دعائه بصلوات أبي داود إلا فتحت الأبواب ففرغ له سليمان عشرة آلاف من قراء بني إسرائيل خمسة آلاف بالليل و خمسة آلاف بالنهار و لا تأتي ساعة من ليل و لا نهار إلا و يعبد الله فيها وَ تَماثِيلَ يعني صورا من نحاس و شبه و زجاج و رخام كانت الجن تعملها. ثم اختلفوا فقال بعضهم كانت صورا للحيوانات و قال آخرون كانوا يعملون صور السباع و البهائم على كرسيه ليكون أهيب له فذكروا أنهم صوروا أسدين أسفل كرسيه و نسرين فوق عمودي كرسيه فكان إذا أراد أن يصعد على الكرسي بسط الأسدان ذراعيهما و إذا علا على الكرسي نشر النسران أجنحتهما فظللاه من الشمس و يقال إن ذلك كان مما لا يعرفه أحد من الناس فلما حاول بختنصر صعود الكرسي بعد سليمان حين غلب على بني إسرائيل لم يعرف كيف كان يصعد سليمان ع فرفع الأسد ذراعيه فضرب ساقه فقدها فخر مغشيا عليه فما جسر أحد بعده أن يصعد ذلك الكرسي قال الحسن و لم تكن يومئذ التصاوير محرمة و هي محظورة في شريعة نبينا ع فإنه قال لعن الله المصورين و يجوز أن يكره ذلك في زمن دون زمن و قد بين الله سبحانه أن المسيح ع كان يصور بأمر الله من الطين كهيئة الطير و قال ابن عباس كانوا يعملون صور الأنبياء و العباد في المساجد ليقتدى بهم
و روي عن الصادق ع أنه قال و الله ما هي تماثيل الرجال و النساء و لكنها الشجر و ما أشبهه
وَ جِفانٍ كَالْجَوابِ أي صحاف كالحياض التي يجبى فيها الماء أي يجمع و كان سليمان ع يصلح طعام جيشه في مثل هذه الجفان فإنه لم يمكنه أن يطعمهم في مثل قصع الناس لكثرتهم و قيل إنه كان يجمع على كل جفنة ألف رجل يأكلون بين يديه وَ قُدُورٍ راسِياتٍ أي ثابتات لا تزلن عن أمكنتهن لعظمهن عن قتادة و كانت باليمن و قيل كانت عظيمة كالجبال يحملونها مع أنفسهم و كان سليمان ع يطعم جنده انتهى. و قال صاحب الكامل لما توفي داود ع ملك بعده ابنه سليمان ع على بني إسرائيل و كان عمره ثلاث عشرة سنة و أتاه مع الملك النبوة و سخر له الجن و الإنس و الشياطين و الطير و الريح فكان إذا خرج من بيته إلى مجلسه عكفت عليه الطير و قام له الإنس و الجن متى يجلس فيه و قيل إنه سخر له الريح و الجن و الشياطين و الطير و غير ذلك بعد أن زال ملكه و أعاده الله إليه و كان أبيض جسيما كثير الشعر يلبس البياض و كان يأكل من كسبه و كان كثير الغزو و كان إذا أراد الغزو أمر فعمل بساط من خشب يسع عسكره فيركبون عليه هم و دوابهم و ما يحتاجون إليه ثم أمر الريح فحملته فسار في غدوته مسيرة شهر و في روحته كذلك و كان له ثلاث مائة زوجة و سبعمائة سرية و أعطاه الله أخيرا أنه لا يتكلم أحد بشيء إلا حملته الريح فيعلم ما يقول انتهى
22- أعلام الدين، قال ابن شهاب بعث سليمان بن داود ع بعض عفاريته و بعث معه نفرا من أصحابه فقال اذهبوا معه و انظروا ما ذا يقول فمروا به في السوق فرفع رأسه إلى السماء و نظر إلى الناس فهز رأسه و مروا به على بيت يبكون على ميت لهم فضحك و مروا به على الثوم يكال كيلا و على الفلفل يوزن وزنا فضحك و مروا به على قوم يذكرون الله تعالى و آخرين في باطل فهز رأسه ثم ردوه إلى سليمان فأخبروه بما رأوا منه فسأله سليمان ع أ رأيت إذ مروا بك في السوق لم رفعت رأسك إلى السماء و نظرت إلى الأرض و الناس قال عجبت من الملائكة على رءوس الناس ما أسرع ما يكتبون و من الناس ما أسرع ما يملون قال و مررت على أهل بيت يبكون على ميت و قد أدخله الله الجنة فضحكت قال و مررت على الثوم يكال كيلا و منه الترياق و على الفلفل يوزن وزنا و هو الداء فتعجبت و نظرت إلى قوم يذكرون الله و آخرين في باطل فتعجبت و ضحكت
أقول قد مر في الباب الأول و غيره في خبر الشامي أن سليمان ع ممن ولد من الأنبياء مختونا و في الباب الثاني عن الرضا ع أنه كان نقش خاتمه سبحان من ألجم الجن بكلماته و في أبواب قصص داود ع بعض ما يتعلق بأحواله
23- و قال الطبرسي، رحمه الله روى الواحدي بالإسناد عن محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال أعطي سليمان بن داود ملك مشارق الأرض و مغاربها فملك سبعمائة سنة و سبعة أشهر ملك أهل الدنيا كلهم من الجن و الإنس و الشياطين و الدواب و الطير و السباع و أعطي علم كل شيء و منطق كل شيء و في زمانه صنعت الصنائع المعجبة التي سمع بها الناس و ذلك قوله عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ
أقول هذا الخبر غريب من حيث اشتماله على ملك المشارق و المغارب و كون ملكه سبعمائة سنة و مخالف للأخبار المعتبرة من الجهتين معا لكن سيأتي من إكمال الدين في باب وفاته ع ما يؤيد الثاني. ثم قال رحمه الله قال محمد بن كعب بلغنا أن سليمان بن داود ع كان عسكره مائة فرسخ خمسة و عشرون للإنس و خمسة و عشرون للجن و خمسة و عشرون للوحش و خمسة و عشرون للطير و كان له ألف بيت من القوارير على الخشب فيها ثلاثمائة مهيرة و سبعمائة سرية فيأمر الريح العاصف فترفعه و يأمر الرخاء فتسير به فأوحى الله تعالى إليه و هو يسير بين السماء و الأرض أني قد زدت في ملكك أنه لا يتكلم أحد من الخلائق بشيء إلا جاءت به الريح فأخبرتك و قال مقاتل نسجت الشياطين لسليمان ع بساطا فرسخا في فرسخ ذهبا في إبريسم و كان يوضع فيه منبر من ذهب في وسط البساط فيقعد عليه و حوله ثلاثة آلاف كرسي من ذهب و فضة فيقعد الأنبياء على كراسي الذهب و العلماء على كراسي الفضة و حولهم الناس و حول الناس الجن و الشياطين و تظله الطير بأجنحتها حتى لا تقع عليه الشمس و ترفع ريح الصبا البساط مسيرة شهر من الصباح إلى الرواح و من الرواح إلى الصباح. أقول روى ابن شهرآشوب في البيان الخبر الثاني مختصرا و زاد فيه و له تخت من عاج ميل في ميل و روي ذلك كله في عدة الداعي و زاد في آخره فيحكي أنه مر بحراث فقال لقد أوتي ابن داود ملكا عظيما فألقاه الريح في أذنه فنزل و مشى إلى الحراث و قال إنما مشيت إليك لئلا تتمنى ما لا تقدر عليه ثم قال لتسبيحة واحدة يقبلها الله تعالى خير مما أوتي آل داود و في حديث آخر لأن ثواب التسبيحة يبقى و ملك سليمان يفنى
24- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن أبي الحسن الأسدي عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال خرج أمير المؤمنين ع ذات ليلة بعد عتمة و هو يقول همهمة همهمة و ليلة مظلمة خرج عليكم الإمام عليه قميص آدم و في يده خاتم سليمان و عصا موسى
25- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن سيف عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر الثاني ع قال قلت له إنهم يقولون في حداثة سنك فقال إن الله تبارك و تعالى أوحى إلى داود ع أن يستخلف سليمان و هو صبي يرعى الغنم فأنكر ذلك عباد بني إسرائيل و علماؤهم فأوحى الله تعالى أن خذ عصى المتكلمين و عصا سليمان و اجعلها في بيت و اختم عليها بخواتيم القوم فإذا كان من الغد فمن كانت عصاه قد أورقت و أثمرت فهو الخليفة فأخبرهم داود ع فقالوا قد رضينا و سلمنا
26- كا، ]الكافي[ محمد بن الحسن و علي بن إبراهيم الهاشمي عن بعض أصحابنا عن سليمان بن جعفر الجعفري عن أبي الحسن الرضا ع قال قال علي بن الحسين ع القنزعة التي على رأس القنبرة من مسحة سليمان بن داود ع و ذلك أن الذكر أراد أن يسفد أنثاه فامتنعت عليه فقال لها لا تمتنعي ما أريد إلا أن يخرج الله عز و جل مني نسمة يذكر به فأجابته إلى ما طلب فلما أرادت أن تبيض قال لها أين تريدين أن تبيضي فقالت لا أدري أنحيه عن الطريق قال لها إني أخاف أن يمر بك مار الطريق و لكني أرى لك أن تبيضي قرب الطريق فمن يراك قربه توهم أنك تعرضين للقط الحب من الطريق فأجابته إلى ذلك و باضت و حضنت حتى أشرفت على النقاب فبينا هما كذلك إذ طلع سليمان بن داود ع في جنوده و الطير تظله فقالت له هذا سليمان قد طلع علينا بجنوده و لا آمن أن يحطمنا و يحطم بيضنا فقال لها إن سليمان ع لرجل رحيم فهل عندك شيء خبيته لفراخك إذا نقبن قالت نعم عندي جرادة خبأتها منك أنتظر بها فراخي إذا نقبن فهل عندك شيء قال نعم عندي تمرة خبأتها منك لفراخي قالت فخذ أنت تمرتك و آخذ أنا جرادتي و نعرض لسليمان ع فنهديهما له فإنه رجل يحب الهدية فأخذ التمرة في منقاره و أخذت هي الجرادة في رجليها ثم تعرضا لسليمان ع فلما رآهما و هو على عرشه بسط يده لهما فأقبلا فوقع الذكر على اليمين و وقعت الأنثى على اليسار و سألهما عن حالهما فأخبراه فقبل هديتهما و جنب جنده عنهما و عن بيضهما و مسح على رأسهما و دعا لهما بالبركة فحدثت القنزعة على رأسهما من مسحة سليمان ع
27- نبه، ]تنبيه الخاطر[ روي أن سليمان بن داود ع مر في موكبه و الطير تظله و الجن و الإنس عن يمينه و عن شماله بعابد من عباد بني إسرائيل فقال و الله يا ابن داود لقد آتاك الله ملكا عظيما فسمعه سليمان فقال لتسبيحة في صحيفة مؤمن خير مما أعطي ابن داود إن ما أعطي ابن داود يذهب و إن التسبيحة تبقى
28- و كان سليمان ع إذا أصبح تصفح وجوه الأغنياء و الأشراف حتى يجيء إلى المساكين و يقعد معهم و يقول مسكين مع المساكين
29- إرشاد القلوب، كان سليمان ع مع ما هو فيه من الملك يلبس الشعر و إذا جنه الليل شد يديه إلى عنقه فلا يزال قائما حتى يصبح باكيا و كان قوته من سفائف الخوص يعملها بيده و إنما سأل الملك ليقهر ملوك الكفر
و روى الثعلبي في تفسيره بإسناده عن وهب بن منبه عن كعب قال إن سليمان ع كان إذا ركب حمل أهله و سائر حشمه و خدمه و كتابه في مدينة من قوارير لها ألف سقف و تلك السقوف بعضها فوق بعض على قدر درجاتهم و قد اتخذ مطابخ و مخابز يحمل فيها تنانير الحديد و قدور عظام يسع كل قدر عشرة جزائر و قد اتخذ ميادين للدواب أمامه فيطبخ الطباخون و يخبز الخبازون و تجري الدواب بين يديه بين السماء و الأرض و الريح تهوي بهم فسار من إصطخر إلى اليمن فسلك المدينة مدينة الرسول ص فقال سليمان هذا دار هجرة نبي في آخر الزمان طوبى لمن آمن به و طوبى لمن اتبعه و طوبى لمن اقتدى به و رأى حول البيت أصناما تعبد من دون الله فلما جاوز سليمان البيت بكى البيت فأوحى الله تعالى إلى البيت ما يبكيك قال يا رب أبكاني هذا نبي من أنبيائك و قوم من أوليائك مروا علي فلم يهبطوا في و لم يصلوا عندي و لم يذكروك بحضرتي و الأصنام تعبد حولي من دونك فأوحى الله تعالى إليه أن لا تبك فإني سوف أملأك وجوها سجدا و أنزل فيك قرآنا جديدا و أبعث منك نبيا في آخر الزمان أحب أنبيائي إلي و أجعل فيك عمارا من خلقي يعبدونني و أفرض على عبادي فريضة يدفون إليك دفيف النسور إلى وكورها و يحنون إليك حنين الناقة إلى ولدها و الحمامة إلى بيضتها و أطهرك من الأوثان و عبدة الشيطان قال و روي أن سليمان لما ملك بعد أبيه أمر باتخاذ كرسي ليجلس عليه للقضاء و أمر بأن يعمل بديعا مهولا بحيث أن لو رآه مبطل أو شاهد زور ارتدع و تهيب قال فعمل له كرسي من أنياب الفيلة و فصصوه بالياقوت و اللؤلؤ و الزبرجد و أنواع الجواهر و حففوه بأربع نخلات من ذهب شماريخها الياقوت الأحمر و الزمرد الأخضر على رأس نخلتين منها طاوسان من ذهب و على رأس الآخرين نسران من ذهب بعضها مقابلا لبعض و جعلوا من جنبتي الكرسي أسدين من الذهب على رأس كل واحد منهما عمود من الزمرد الأخضر و قد عقدوا على النخلات أشجار كروم من الذهب الأحمر و اتخذوا عناقيدها من الياقوت الأحمر بحيث يظل عريش الكروم النخل و الكرسي قال و كان سليمان ع إذا أراد صعوده وضع قدميه على الدرجة السفلى فيستدير الكرسي كله بما فيه دوران الرحى المسرعة و تنشر تلك النسور و الطواويس أجنحتها و تبسط الأسدان أيديهما فتضربان الأرض بأذنابهما فكذلك كل درجة يصعدها سليمان ع فإذا استوى بأعلاه أخذ النسران اللذان على النخلتين تاج سليمان فوضعاه على رأس سليمان ع ثم يستدير الكرسي بما فيه و يدور معه النسران و الطاوسان و الأسدان قائلات برءوسها إلى سليمان ينضحن عليه من أجوافها المسك و العنبر ثم تناولت حمامة من ذهب قائمة على عمود من جوهر من أعمدة الكرسي التوراة فيفتحها سليمان ع و يقرؤها على الناس و يدعوهم إلى فصل القضاء و يجلس عظماء بني إسرائيل على كراسي من الذهب المفصصة بالجوهر و هي ألف كرسي عن يمينه و تجيء عظماء الجن و تجلس على كراسي الفضة عن يساره و هي ألف كرسي حافين جميعا به ثم يحف بهم الطير فتظلهم و تتقدم إليه الناس للقضاء فإذا دعا بالبينات و الشهود لإقامة الشهادات دار الكرسي بما فيه مع جميع ما حوله دوران الرحى المسرعة و يبسط الأسدان أيديهما و يضربان الأرض بأذنابهما و ينشر النسران و الطاوسان أجنحتهما فيفزع منه الشهود و يدخلهم من ذلك رعب و لا يشهدون إلا بالحق