1- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ع، ]علل الشرائع[ محمد بن عمر بن علي بن عبد الله البصري عن محمد بن عبد الله بن أحمد بن جبلة عن عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي عن أبيه عن الرضا عن آبائه عن الحسين بن علي ع قال كان علي بن أبي طالب ع بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فقال يا أمير المؤمنين إني أسألك عن أشياء فقال سل تفقها و لا تسأل تعنتا فأحدق الناس بأبصارهم فقال أخبرني عن أول ما خلق الله تبارك و تعالى فقال خلق النور قال فمم خلق السماوات قال من بخار الماء قال فمم خلق الأرض قال من زبد الماء قال فمم خلقت الجبال قال من الأمواج قال فلم سميت مكة أم القرى قال لأن الأرض دحيت من تحتها و سأله عن سماء الدنيا مما هي قال من موج مكفوف و سأله عن طول الشمس و القمر و عرضهما قال تسعمائة فرسخ في تسعمائة فرسخ و سأله كم طول الكواكب و عرضه قال اثنا عشر فرسخا في اثني عشر فرسخا و سأله عن ألوان السماوات السبع و أسمائها فقال له اسم السماء الدنيا رفيع و هي من ماء و دخان و اسم السماء الثانية قيدرا و هي على لون النحاس و السماء الثالثة اسمها الماروم و هي على لون الشبه و السماء الرابعة اسمها أرفلون و هي على لون الفضة و السماء الخامسة اسمها هيعون و هي على لون الذهب و السماء السادسة اسمها عروس و هي ياقوتة خضراء و السماء السابعة اسمها عجماء و هي درة بيضاء و سأله عن الثور ما باله غاض طرفه و لا يرفع رأسه إلى السماء قال حياء من الله عز و جل لما عبد قوم موسى العجل نكس رأسه و سأله عن المد و الجزر ما هما قال ملك موكل بالبحار يقال له رومان فإذا وضع قدميه في البحر فاض و إذا أخرجهما غاض و سأله عن اسم أبي الجن فقال شومان و هو الذي خلق من مارج من نار و سأله هل بعث الله نبيا إلى الجن فقال نعم بعث إليهم نبيا يقال له يوسف فدعاهم إلى الله فقتلوه و سأله عن اسم إبليس ما كان في السماء فقال كان اسمه الحارث و سأله لم سمي آدم آدم قال لأنه خلق من أديم الأرض و سأله لم صار الميراث لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فقال من قبل السنبلة كان عليها ثلاث حبات فبادرت إليها حواء فأكلت منها حبة و أطعمت آدم حبتين فمن أجل ذلك ورث الذكر مثل حظ الأنثيين و سأله عمن خلق الله من الأنبياء مختونا فقال خلق الله آدم مختونا و ولد شيث مختونا و إدريس و نوح و إبراهيم و داود و سليمان و لوط و إسماعيل و موسى و عيسى و محمد صلى الله عليه و عليهم أجمعين و سأله كم كان عمر آدم فقال تسعمائة سنة و ثلاثين سنة و سأله عن أول من قال الشعر فقال آدم قال و ما كان شعره قال لما أنزل إلى الأرض من السماء فرأى تربتها و سعتها و هواها و قتل قابيل هابيل قال آدم ع
تغيرت البلاد و من عليها فوجه الأرض مغبر قبيحتغير كل ذي لون و طعم و قل بشاشة الوجه المليح
فأجابه إبليس
تنح عن البلاد و ساكنيها ففي الفردوس ضاق بك الفسيحو كنت بها و زوجك في قرار و قلبك من أذى الدنيا مريحفلم تنفك من كيدي و مكري إلى أن فاتك الثمن الربيحفلو لا رحمة الجبار أضحى بكفك من جنان الخلد ريح
و سأله كم حج آدم ع من حجة فقال له سبعين حجة ماشيا على قدميه و أول حجة كان معه الصرد يدله على مواضع الماء و خرج معه من الجنة و قد نهي عن أكل الصرد و الخطاف و سأله ما باله لا يمشي على الأرض قال لأنه ناح على بيت المقدس فطاف حوله أربعين عاما يبكي عليه و لم يزل يبكي مع آدم ع فمن هناك سكن البيوت و معه تسع آيات من كتاب الله عز و جل مما كان آدم يقرؤها في الجنة و هي معه إلى يوم القيامة ثلاث آيات من أول الكهف و ثلاث آيات من سبحان و هي وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ و ثلاث آيات من يس وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا و سأله عن أول من كفر و أنشأ الكفر فقال إبليس لعنه الله و سأله عن اسم نوح ما كان فقال كان اسمه السكن و إنما سمي نوحا لأنه ناح على قومه أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً و سأله عن سفينة نوح ع ما كان عرضها و طولها فقال كان طولها ثمانمائة ذراع و عرضها خمسمائة ذراع و ارتفاعها في السماء ثمانون ذراعا ثم جلس الرجل و قام إليه آخر فقال يا أمير المؤمنين أخبرنا عن أول شجرة غرست في الأرض فقال العوسجة و منها عصا موسى ع و سأله عن أول شجرة نبتت في الأرض فقال هي الدباء و هو القرع و سأله عن أول من حج من أهل السماء فقال له جبرئيل ع و سأله عن أول بقعة بسطت من الأرض أيام الطوفان فقال له موضع الكعبة و كان زبرجدة خضراء و سأله عن أكرم واد على وجه الأرض فقال له واد يقال له سرنديب سقط فيه آدم ع من السماء و سأله عن شر واد على وجه الأرض فقال واد باليمن يقال له برهوت و هو من أودية جهنم و سأله عن سجن سار بصاحبه فقال الحوت سار بيونس بن متى عليه السلام و سأله عن ستة لم يركضوا في رحم فقال آدم و حواء و كبش إبراهيم و عصا موسى و ناقة صالح و الخفاش الذي عمله عيسى ابن مريم و طار بإذن الله عز و جل و سأله عن شيء مكذوب عليه ليس من الجن و لا من الإنس فقال الذئب الذي كذب عليه إخوة يوسف ع و سأله عن شيء أوحى الله عز و جل إليه ليس من الجن و لا من الإنس فقال أوحى الله عز و جل إلى النحل و سأله عن موضع طلعت عليه الشمس ساعة من النهار و لا تطلع عليه أبدا قال ذلك البحر حين فلقه الله عز و جل لموسى ع فأصابت أرضه الشمس و أطبق عليه الماء فلن تصيبه الشمس و سأله عن شيء شرب و هو حي و أكل و هو ميت فقال تلك عصا موسى و سأله عن نذير أنذر قومه ليس من الجن و لا من الإنس فقال هي النملة و سأله عن أول من أمر بالختان قال إبراهيم و سأله عن أول من خفض من النساء فقال هاجر أم إسماعيل خفضتها سارة لتخرج من يمينها و سأله عن أول امرأة جرت ذيلها فقال هاجر لما هربت من سارة و سأله عن أول من جر ذيله من الرجال فقال قارون و سأله عن أول من لبس النعلين فقال إبراهيم ع و سأله عن أكرم الناس نسبا فقال صديق الله يوسف بن يعقوب إسرائيل الله بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله
و سأله عن ستة من الأنبياء لهم اسمان فقال يوشع بن نون و هو ذو الكفل و يعقوب و هو إسرائيل و الخضر و هو تاليا و يونس و هو ذو النون و عيسى و هو المسيح و محمد و هو أحمد صلوات الله عليهم و سأله عن شيء تنفس ليس له لحم و لا دم فقال ذاك الصبح إذا تنفس و سأله عن خمسة من الأنبياء تكلموا بالعربية فقال هود و شعيب و صالح و إسماعيل و محمد صلى الله عليه و عليهم ثم جلس و قام رجل آخر فسأله و تعنته فقال يا أمير المؤمنين أخبرنا عن قول الله عز و جل يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ من هم فقال قابيل يفر من هابيل و الذي يفر من أمه موسى و الذي يفر من أبيه إبراهيم و الذي يفر من صاحبته لوط و الذي يفر من ابنه نوح يفر من ابنه كنعان و سأله عن أول من مات فجاءه فقال داود ع مات على منبره يوم الأربعاء و سأله عن أربعة لا يشبعن من أربعة فقال أرض من مطر و أنثى من ذكر و عين من نظر و عالم من علم و سأله عن أول من وضع سكك الدنانير و الدراهم فقال نمرود بن كنعان بعد نوح و سأله عن أول من عمل عمل قوم لوط فقال إبليس فإنه أمكن من نفسه و سأله عن معنى هدير الحمام الراعبية فقال تدعو على أهل المعازف و القينات و المزامير و العيدان و سأله عن كنية البراق فقال يكنى أبا هزال و سأله لم سمي تبع تبعا قال لأنه كان غلاما كاتبا فكان يكتب لملك كان قبله فكان إذا كتب كتب بسم الله الذي خلق صبحا و ريحا فقال الملك اكتب و ابدأ باسم ملك الرعد فقال لا أبدأ إلا باسم إلهي ثم أعطف على حاجتك فشكر الله عز و جل له ذلك و أعطاه ملك ذلك الملك فتابعه الناس على ذلك فسمي تبعا و سأله ما بال الماعز مفرقعة الذنب بادية الحياء و العورة فقال لأن الماعز عصت نوحا لما أدخلها السفينة فدفعها فكسر ذنبها و النعجة مستورة الحياء و العورة لأن النعجة بادرت بالدخول إلى السفينة فمسح نوح ع يده على حياها و ذنبها فاستوت الألية و سأله عن كلام أهل الجنة فقال كلام أهل الجنة بالعربية و سأله عن كلام أهل النار فقال بالمجوسية ثم قال أمير المؤمنين ع النوم على أربعة أصناف الأنبياء تنام على أقفيتها مستلقية و أعينها لا تنام متوقعة لوحي ربها و المؤمن ينام على يمينه مستقبل القبلة و الملوك و أبناؤها تنام على شمالها ليستمرءوا ما يأكلون و إبليس و إخوانه و كل مجنون و ذي عاهة تنام على وجهه منبطحا ثم قام إليه رجل آخر فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن يوم الأربعاء و تطيرنا منه و ثقله و أي أربعاء هو قال آخر أربعاء في الشهر و هو المحاق و فيه قتل قابيل هابيل أخاه و يوم الأربعاء ألقي إبراهيم في النار و يوم الأربعاء وضعوه في المنجنيق و يوم الأربعاء غرق الله عز و جل فرعون و يوم الأربعاء جعل الله عالِيَها سافِلَها و يوم الأربعاء أرسل الله عز و جل الريح على قوم عاد و يوم الأربعاء أصبحت كَالصَّرِيمِ و يوم الأربعاء سلط الله على نمرود البقة و يوم الأربعاء طلب فرعون موسى ع ليقتله و يوم الأربعاء خر عليهم السقف من فوقهم و يوم الأربعاء أمر فرعون بذبح الغلمان و يوم الأربعاء خرب بيت المقدس و يوم الأربعاء أحرق مسجد سليمان بن داود بإصطخر من كورة فارس و يوم الأربعاء قتل يحيى بن زكريا و يوم الأربعاء
أظل قوم فرعون أول العذاب و يوم الأربعاء خسف الله بقارون و يوم الأربعاء ابتلي أيوب بذهاب ماله و ولده و يوم الأربعاء أدخل يوسف السجن و يوم الأربعاء قال الله عز و جل أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَ قَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ و يوم الأربعاء أخذتهم الصيحة و يوم الأربعاء عقرت الناقة و يوم الأربعاء أمطر عليهم حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ و يوم الأربعاء شج وجه النبي ص و كسرت رباعيته و يوم الأربعاء أخذت العماليق التابوت و سأله عن الأيام و ما يجوز فيها من العمل فقال أمير المؤمنين يوم السبت يوم مكر و خديعة و يوم الأحد يوم غرس و بناء و يوم الإثنين يوم سفر و طلب و يوم الثلاثاء يوم حرب و دم و يوم الأربعاء يوم شؤم فيه يتطير الناس و يوم الخميس يوم الدخول على الأمراء و قضاء الحوائج و يوم الجمعة يوم خطبة و نكاح
بيان قوله بشاشة الوجه المليح لعل رفع المليح للقطع بالمدح و يمكن أن يقرأ بشاشة بالنصب على التمييز و في بعض النسخ بعده
و ما لي لا أجود بسكب دمع و هابيل تضمنه الضريحقتل قابيل هابيلا أخاه فوا حزنا لقد فقد المليح.
قوله ما باله لا يمشي أي الخطاب و قال الجوهري العوسج ضرب من الشوك الواحدة عوسجة و قال الفيروزآبادي رعيت الحمامة رفعت هديلها و شددته. قوله مفرقعة الذنب قال الفيروزآبادي فرقع فلانا لوى عنقه و الافرنقاع عن الشيء الانكشاف عنه و التنحي. أقول و في بعض النسخ معرقبة الذنب أي مقطوعة مجازا من قولهم عرقبه فقطع عرقوبه و في بعضها مرفوعة الذنب و هو أظهر و الحياء بالمد الفرج من ذوات الخف و الظلف و السباع و قد يقصر و بطحه كمنعه ألقاه على وجه فانبطح. أقول سيأتي تفسير أجزاء الخبر في مواضعها إن شاء الله تعالى