الآيات الأعراف لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ وَ لكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَ أَنْصَحُ لَكُمْ وَ أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ أَ وَ عَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَ لِتَتَّقُوا وَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْناهُ وَ الَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَ أَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً عَمِينَ يونس وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي وَ تَذْكِيرِي بِآياتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَ شُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَ لا تُنْظِرُونِ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْناهُ وَ مَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَ جَعَلْناهُمْ خَلائِفَ وَ أَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ هود وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما نَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا وَ ما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ وَ ما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ قالَ يا قَوْمِ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَ آتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَ نُلْزِمُكُمُوها وَ أَنْتُمْ لَها كارِهُونَ وَ يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالًا إِنْ أَجرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَ ما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَ لكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ وَ يا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ وَ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ وَ لا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَ لا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَ لا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً اللَّهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ قالَ إِنَّما يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شاءَ وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ وَ لا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرامِي وَ أَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ وَ أُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ وَ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَ وَحْيِنا وَ لا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ وَ يَصْنَعُ الْفُلْكَ وَ كُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَ يَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَ فارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَ أَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَ مَنْ آمَنَ وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ وَ قالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَ مُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ وَ هِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ وَ نادى نُوحٌ ابْنَهُ وَ كانَ فِي مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَ لا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ قالَ سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ قالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَ حالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ وَ قِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَ يا سَماءُ أَقْلِعِي وَ غِيضَ الْماءُ وَ قُضِيَ الْأَمْرُ وَ اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَ قِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَ نادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَ أَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ قالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَ إِلَّا تَغْفِرْ لِي وَ تَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ قِيلَ يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَ بَرَكاتٍ عَلَيْكَ وَ عَلى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَ أُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ
الأنبياء وَ نُوحاً إِذْ نادى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَنَجَّيْناهُ وَ أَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ وَ نَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ المؤمنون وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَ فَلا تَتَّقُونَ فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَ وَحْيِنا فَإِذا جاءَ أَمْرُنا وَ فارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَ أَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَ لا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَ مَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَ قُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً وَ أَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ وَ إِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ الشعراء كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَ لا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُونِ وَ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُونِ قالُوا أَ نُؤْمِنُ لَكَ وَ اتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ قالَ وَ ما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ إِنْ حِسابُهُمْ إِلَّا عَلى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ وَ ما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ فَافْتَحْ بَيْنِي وَ بَيْنَهُمْ فَتْحاً وَ نَجِّنِي وَ مَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَأَنْجَيْناهُ وَ مَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ثُمَّ أَغْرَقْنا بَعْدُ الْباقِينَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَ ما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ وَ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ العنكبوت وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَ هُمْ ظالِمُونَ فَأَنْجَيْناهُ وَ أَصْحابَ السَّفِينَةِ وَ جَعَلْناها آيَةً لِلْعالَمِينَ الصافات وَ لَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ وَ نَجَّيْناهُ وَ أَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ وَ جَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ وَ تَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ الذاريات وَ قَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ القمر كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنا وَ قالُوا مَجْنُونٌ وَ ازْدُجِرَ فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ وَ فَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ وَ حَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَ دُسُرٍ تَجْرِي بِأَعْيُنِنا جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ وَ لَقَدْ تَرَكْناها آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَ نُذُرِ وَ لَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ التحريم ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَ امْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَ قِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ الحاقة 11- إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً نوح إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ قالَ يا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اتَّقُوهُ وَ أَطِيعُونِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَ يُؤَخِّرْكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَ نَهاراً فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلَّا فِراراً وَ إِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ وَ اسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ وَ أَصَرُّوا وَ اسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهاراً ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَ أَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً
ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً وَ قَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً أَ لَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً وَ جَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَ جَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً وَ اللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيها وَ يُخْرِجُكُمْ إِخْراجاً وَ اللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلًا فِجاجاً قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَ اتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَ وَلَدُهُ إِلَّا خَساراً وَ مَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً وَ قالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَ لا تَذَرُنَّ وَدًّا وَ لا سُواعاً وَ لا يَغُوثَ وَ يَعُوقَ وَ نَسْراً وَ قَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَ لا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلالًا مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصاراً وَ قالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَ لا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ لِوالِدَيَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ لا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَباراً تفسير قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً هو نوح بن ملك بن متوشلخ بن أخنوخ و هو إدريس ع و هو أول نبي بعد إدريس ع و قيل إنه كان نجارا و ولد في العام الذي مات فيه آدم ع قبل موت آدم في الألف الأولى و بعث في الألف الثانية و هو ابن أربعمائة و قيل بعث و هو ابن خمسين سنة و لبث في قومه أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً و كان في تلك الألف ثلاثة قرون عايشهم و عمر فيهم و كان يدعوهم ليلا و نهارا فلا يزيدهم دعاؤه إلا فرارا و كان يضربه قومه حتى يغشى عليه فإذا أفاق قال اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ثم شكاهم إلى الله تعالى فغرقت له الدنيا و عاش بعده تسعين سنة و روي أكثر من ذلك أيضا إِنِّي أَخافُ إنما لم يقطع لأنه جوز أن يؤمنوا قالَ الْمَلَأُ أي الجماعة مِنْ قَوْمِهِ أو الأشراف و الرؤساء منهم إِنَّا لَنَراكَ أي بالقلب أو البصر أو من الرأي بمعنى الظن وَ أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ أي من صفاته و توحيده و عدله و حكمته أو من دينه أو من قدرته و سلطانه و شدة عقابه أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ أي بيان أو نبوة و رسالة إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً عَمِينَ عن الحق أي ذاهبين عنه جاهلين به يقال رجل عم إذا كان أعمى القلب و رجل أعمى في البصر. في حديث وهب بن منبه أن نوحا ع كان أول نبي نبأه الله بعد إدريس و كان إلى الأدمة ما هو دقيق الوجه في رأسه طول عظيم العينين دقيق الساقين طويلا جسيما دعا قومه إلى الله حتى انقرضت ثلاثة قرون منهم كل قرن ثلاث مائة سنة يدعوهم سرا و جهرا فلا يزدادون إلا طغيانا و لا يأتي منهم قرن إلا كان أعتى على الله من الذين قبلهم و كان الرجل منهم يأتي بابنه و هو صغير فيقيمه على رأس نوح فيقول يا بني إن بقيت بعدي فلا تطيعن هذا المجنون و كانوا يثورون إلى نوح فيضربونه حتى يسيل مسامعه دما و حتى لا يعقل شيئا مما يصنع به فيحمل فيرمى في بيت أو على باب داره مغشيا عليه فأوحى الله تعالى إليه أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فعندها أقبل على الدعاء عليهم و لم يكن دعا عليهم قبل ذلك فقال رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ إلى آخر السورة فأعقم الله أصلاب الرجال و أرحام النساء فلبثوا أربعين سنة لا يولد لهم ولد و قحطوا في تلك الأربعين سنة حتى هلكت أموالهم و أصابهم الجهد و البلاء ثم قال لهم نوح اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً الآيات فأعذر إليهم و أنذر فلم يزدادوا إلا كفرا فلما يئس منهم أقصر عن كلامهم و دعائهم فلم يؤمنوا وَ قالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَ لا تَذَرُنَّ وَدًّا الآية يعنون آلهتهم حتى غرقهم الله و آلهتهم التي كان يعبدونها فلما كان بعد خروج نوح من السفينة و عبد الناس الأصنام سموا أصنامهم بأسماء أصنام قوم نوح فاتخذ أهل اليمن يغوث و يعوق و أهل دومة الجندل صنما سموه ودا و اتخذت حمير صنما سمته نسرا و هذيل صنما سموه سواعا فلم يزل يعبدونها حتى جاء الإسلام.
إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي أي شق و عظم عليكم إقامتي بين أظهركم وَ تَذْكِيرِي بِآياتِ اللَّهِ أي بحججه و بيناته على صحة التوحيد و العدل و بطلان ما تدينون به و في الكلام حذف هو قوله و عزمتم على قتلي و طردي من بين أظهركم فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَ شُرَكاءَكُمْ أي فاعزموا على أمركم مع شركائكم و اتفقوا على أمر واحد من قتلي و طردي و هذا تهديد في صورة الأمر و قيل معناه اعزموا على أمركم و ادعوا شركاءكم فبين ع أنه لا يرتدع عن دعائهم و عيب آلهتهم مستعينا بالله عليهم واثقا بأنه سبحانه يعصمه منهم و قيل أراد بالشركاء الأوثان و قيل من شاركهم في دينهم ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً أي غما و حزنا بأن تترددوا فيه و قيل معناه ليكن أمركم ظاهرا مكشوفا و لا يكون مغطى مبهما من غممت الشيء إذا سترته و قيل أي لا تأتوه من غير أن تشاوروا و من غير أن يجتمع رأيكم عليه لأن من حاول أمرا من غير أن يعلم كيف يتأتى ذلك كان أمره غمة عليه ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَ لا تُنْظِرُونِ أي انهضوا إلي فاقتلوني إن وجدتم إليه سبيلا و لا تمهلوني و قيل اقْضُوا إِلَيَّ افعلوا ما تريدون و ادخلوا إلي لأنه بمعنى افرغوا من جميع حيلكم كما يقال خرجت إليه من العهدة و قيل معناه توجهوا إلي و هذا كان من معجزات نوح ع لأنه كان وحيدا مع نفر يسير و قد أخبر بأنهم لا يقدرون على قتله و على أن ينزلوا به سوءا لأن الله ناصره. فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ أي ذهبتم عن الحق و لم تقبلوه فَما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ أي لا أطلب منكم أجرا على ما أؤديه إليكم من الله فيثقل ذلك عليكم أو لم يضرني لأني لم أطمع في مالكم فيفوتني ذلك بتوليكم عني و إنما يعود الضرر عليكم وَ جَعَلْناهُمْ خَلائِفَ أي خلفا لمن هلك بالغرق و قيل إنهم كانوا ثمانين و قيل أي جعلناهم رؤساء في الأرض فَانْظُرْ أيها السامع كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ أي المخوفين بالله و عذابه. ما نَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا ظنا منهم أن الرسول إنما يكون من غير جنس المرسل إليه و لم يعلموا أن البعثة من الجنس قد يكون أصلح و من الشبهة أبعد بادِيَ الرَّأْيِ
أي في ظاهر الأمر و الرأي لم يتدبروا ما قلت و لم يتفكروا فيه و قيل أي اتبعوك في الظاهر و باطنهم على خلاف ذلك وَ ما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ لتوهمهم أن الفضل أنما يكون بكثرة المال و الشرف في النسب عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي أي على برهان و حجة تشهد بصحة النبوة و هي المعجزة أو على يقين و بصيرة من ربوبية ربي و عظمته وَ آتانِي رَحْمَةً و هي هنا النبوة فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أي خفيت عليكم لقلة تدبركم فيها أَ نُلْزِمُكُمُوها أي أ تريدون أن أكرهكم على المعرفة و ألجئكم إليها على كره منكم هذا غير مقدور لي وَ ما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا قيل إنهم كانوا سألوه طردهم ليؤمنوا له أنفة من أن يكونوا معهم على سواء إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ فيجازي من ظلمهم و طردهم أو ملاقو ثوابه فكيف يكونون أراذل و كيف يجوز طردهم مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ أي يمنعني من عذابه. وَ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ قال البيضاوي أي خزائن رزقه و فضله حتى جحدتم فضلي وَ لا أَعْلَمُ الْغَيْبَ أي و لا أقول أنا أعلم الغيب حتى تكذبوني استبعادا و حتى أعلم أن هؤلاء اتبعوني بادي الرأي من غير بصيرة و عقد قلب وَ لا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ حتى تقولوا ما أنت إلا بشر مثلنا وَ لا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ و لا أقول في شأن من استرذلتموهم لفقرهم لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً فإن ما أعد الله لهم في الآخرة خير مما آتاكم في الدنيا إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ إن قلت شيئا من ذلك و الازدراء افتعال من زرأه إذا عابه و إسناده إلى الأعين للمبالغة و التنبيه على أنهم استرذلوهم بما عاينوا من رثاثة حالهم دون تأمل في كمالاتهم قَدْ جادَلْتَنا خاصمتنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا فأطلته أو أتيت بأنواعه فَأْتِنا بِما تَعِدُنا من العذاب إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ في الدعوى و الوعيد فإن مناظرتك لا تؤثر فينا إِنَّما يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شاءَ عاجلا و آجلا وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ بدفع العذاب أو الهرب منه وَ لا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ شرط و دليل جواب و الجملة دليل جواب قوله إِنْ كانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ و تقرير الكلام إن كان الله يريد أن يغويكم فإن أردت أن أنصح لكم لا ينفعكم نصحي و قال الطبرسي قدس سره ذكر في تأويله وجوه. أحدها أن أراد الله أن يخيبكم من رحمته بأن يحرمكم من ثوابه و يعاقبكم لكفركم به فلا ينفعكم نصحي و قد سمى الله العقاب غيا بقوله فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا و لما خيب الله قوم نوح من رحمته و أعلم نوحا بذلك في قوله لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ قال لهم لا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي مع إيثاركم ما يوجب خيبتكم و العذاب الذي جره إليكم قبيح أفعالكم. و ثانيها أن المعنى إن كان الله يريد عقوبة إغوائكم الخلق و من عادة العرب أن يسمي العقوبة باسم الشيء المعاقب عليه كما في قوله سبحانه وَ جَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها و أمثاله. و ثالثها أن معناه إن كان الله يريد أن يهلككم فلا ينفعكم نصحي عند نزول العذاب بكم و إن قبلتم قولي و آمنتم لأن الله حكم بأن لا يقبل الإيمان عند نزول العذاب و قد حكي عن العرب أنهم قالوا أغويت فلانا بمعنى أهلكته. و رابعها أن قوم نوح كانوا يعتقدون أن الله يضل عباده فقال لهم نوح على وجه التعجب و الإنكار أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قيل يعني بذلك محمدا ص يقول الكفار افترى محمد ص ما أخبر به من نبأ نوح فَعَلَيَّ إِجْرامِي أي عقوبة جرمي وَ أَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ أي لا أؤاخذ بجرمكم و قيل يعني به نوحا ع فَلا تَبْتَئِسْ أي لا تغتم و لا تحزن بِأَعْيُنِنا أي بمرأى منا و التأويل بحفظنا إياك حفظ الرائي لغيره إذا كان يدفع الضرر عنه و قيل بأعين الملائكة الموكلين و إنما أضاف إلى نفسه إكراما لهم وَ وَحْيِنا أي و على ما أوحينا إليك من صفتها و حالها وَ لا تُخاطِبْنِي أي لا تسألني العفو عن هؤلاء و لا تشفع لهم ف إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ عن قريب و قيل إنه عنى به امرأته و ابنه وَ يَصْنَعُ الْفُلْكَ أي و جعل نوح يصنع الفلك كما أمره الله و قيل أخذ نوح في صنعة السفينة بيده فجعل ينحتها و يسويها و أعرض عن قومه كُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ أي كلما اجتاز به جماعة من أشراف قومه يهزءوا من فعله قيل
إنهم كانوا يقولون له يا نوح صرت نجارا بعد النبوة على طريق الاستهزاء و قيل إنما كانوا يسخرون من عمل السفينة لأنه كان يعملها في البر على صفة من الطول و العرض و لا ماء هناك يحمل مثلها فكانوا يتضاحكون و يتعجبون من عمله إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا أي إن تستجهلونا في هذا الفعل فإنا نستجهلكم عند نزول العذاب بكم كما تستجهلونا أو نجازيكم على سخريتكم عند الغرق و أراد به تعذيب الله إياهم فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ أينا أحق بالسخرية أو عاقبة سخريتكم مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ ابتداء كلام و الأظهر أنه متصل بما قبله أي فسوف تعلمون أينا يأتيه عذاب يهينه و يفضحه في الدنيا وَ يَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ أي دائم في الآخرة قال الحسن كان طول السفينة ألف ذراع و مائتي ذراع و عرضها ستمائة ذراع و قال قتادة كان طولها ثلاث مائة ذراع و عرضها خمسين ذراعا و ارتفاعها ثلاثين ذراعا و بابها في عرضها و قال ابن عباس كانت ثلاث طبقات طبقة للناس و طبقة للأنعام و طبقة للهوام و الوحش و جعل أسفلها الوحوش و السباع و الهوام و أوسطها للدواب و الأنعام و ركب هو و من معه في الأعلى مع ما يحتاج إليه من الزاد و كانت من خشب الساج.
و روي عن النبي ص أنه قال لما فار التنور و كثر الماء في السكك خشيت أم صبي عليه و كانت تحبه حبا شديدا فخرجت إلى الجبل حتى بلغت ثلثه فلما بلغها الماء عرجت به حتى بلغت ثلثيه فلما بلغها الماء عرجت به حتى استوت على الجبل فلما بلغ الماء رقبتها رفعته بيديها حتى ذهب بها الماء فلو رحم الله منهم أحدا لرحم أم الصبي
و روى علي بن إبراهيم عن أبيه عن صفوان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال لما أراد الله هلاك قوم نوح ع عقم أرحام النساء أربعين سنة فلم يولد لهم مولود فلما فرغ نوح من اتخاذ السفينة أمره الله تعالى أن ينادي بالسريانية أن يجتمع إليه جميع الحيوان فلم يبق حيوان إلا و قد حضر فأدخل من كل جنس من أجناس الحيوان زوجين ما خلا الفأرة و السنور و إنهم لما شكوا إليه سرقين الدواب و القذر دعا بالخنزير فمسح جبينه فعطس فسقط من أنفه زوج فأرة فتناسل فلما كثروا و شكوا إليه منهم دعا ع بالأسد فمسح جبينه فعطس فسقط من أنفه زوج سنور و كان الذين آمنوا به من جميع الدنيا ثمانين رجلا و في حديث آخر أنهم شكوا إليه العذرة فأمر الفيل فعطس فسقط الخنزير
حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا أي فذلك حاله و حالهم حتى إذا جاء قضاؤنا بنزول العذاب وَ فارَ التَّنُّورُ بالماء أي ارتفع الماء بشدة اندفاع قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ أي من كل جنس من الحيوان زوجين أي ذكر و أنثى وَ أَهْلَكَ أي و احمل أهلك و ولدك إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ أي من سبق الوعد بإهلاكه و الإخبار بأنه لا يؤمن و هي امرأته الخائنة و اسمها واغلة و ابنه كنعان وَ مَنْ آمَنَ أي و احمل فيها من آمن بالله من غير أهلك وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ أي إلا نفر قليل و كان فيمن أدخل السفينة بنوه الثلاثة سام و حام و يافث و ثلاث كنائن له فالعرب و الروم و فارس و أصناف العجم ولد سام و السودان من الحبش و الزنج و غيرهم ولد حام و الترك و الصين و الصقالبة و يأجوج و مأجوج ولد يافث بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَ مُرْساها أي متبركين باسم الله أو قائلين بسم الله وقت إجرائها و إرسائها أي إثباتها و حبسها و قيل بسم الله إجراؤها و إرساؤها و قال الضحاك كانوا إذا أرادوا أن تجري السفينة قالوا بسم الله مجريها فجرت و إذا أرادوا أن تقف السفينة قالوا بسم الله مرسيها فوقفت فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ دل تشبيهها بالجبال على أن ذلك لم يكن موجا واحدا بل كان كثيرا و روي عن الحسن أن الماء ارتفع فوق كل شيء و فوق كل جبل ثلاثين ذراعا و قال غيره خمسة عشر ذراعا
و روى أصحابنا عن أبي عبد الله ع أن نوحا ركب السفينة في أول يوم من رجب فصام و أمر من معه أن يصوموا ذلك اليوم
وَ نادى نُوحٌ ابْنَهُ و اسمه كنعان و قيل يام وَ كانَ فِي مَعْزِلٍ أي في قطعة من الأرض غير القطعة التي كان نوح فيها حين ناداه أو كان في ناحية من دين أبيه و كان نوح ع يظن أنه مسلم فلذلك دعاه و قيل كان في معزل من السفينة يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا قال الحسن كان ينافق أباه فلذلك دعاه و قال مسلم دعاه بشرط الإيمان لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ أي من عذابه إِلَّا مَنْ رَحِمَ أي رحمه الله بإيمانه فآمن بالله يرحمك الله فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ أي فصار منهم. وَ قِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ أي قال الله للأرض انشفي ماءك الذي نبعت به العيون و اشربي ماءك حتى لا يبقى على وجهك شيء منه و هذا إخبار عن ذهاب الماء عن وجه الأرض بأوجز مدة فجرى مجرى أن قيل لها فبلعت وَ يا سَماءُ أَقْلِعِي أي أمسكي عن المطر وَ غِيضَ الْماءُ أي ذهب عن وجه الأرض إلى باطنه و يقال إن الأرض ابتلعت جميع مائها و ماء السماء لقوله وَ غِيضَ الْماءُ و يقال لم تبتلع ماء السماء لقوله ابْلَعِي ماءَكِ و إن ماء السماء صار بخارا و أنهارا و هو المروي عن أئمتنا ع وَ قُضِيَ الْأَمْرُ أي وقع هلاك الكفار على التمام أو الأمر بنجاة نوح و من معه وَ اسْتَوَتْ أي استقرت السفينة عَلَى الْجُودِيِّ قيل رست السفينة على الجودي شهرا وَ قِيلَ بُعْداً أي قال الله تعالى ذلك و معناه أبعد الله الظالمين إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ.
روي عن علي بن مهزيار عن الوشاء عن الرضا ع قال قال أبو عبد الله ع إن الله قال لنوح إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ لأنه كان مخالفا له و جعل من اتبعه من أهله
إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ قال المرتضى قدس الله روحه التقدير أنه ذو عمل غير صالح كما في قول الخنساء فإنما هي إقبال و إدبار قال و من قال إن المعنى أن سؤالك إياي ما ليس لك به علم غير صالح فإن من امتنع من أن يقع على الأنبياء شيء من القبائح يدفع ذلك فإذا قيل له فلم قال فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ و كيف قال نوح رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ قال لا يمتنع أن يكون نهي عن سؤال ما ليس له به علم و إن لم يقع منه و أن يعوذ من ذلك و إن لم يوقعه كما نهى الله سبحانه نبيه عن الشرك و إن لم يجز وقوع ذلك منه و إنما سأل نوح ع نجاة ابنه بشرط المصلحة لا على سبيل القطع فلما بين سبحانه له أن المصلحة في غير نجاته لم يكن ذلك خارجا عما تضمنه السؤال و قوله إِنِّي أَعِظُكَ أي أحذرك و الوعظ الدعاء إلى الحسن و الزجر عن القبيح على وجه الترغيب و الترهيب أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ معناه لا تكن منهم و قال الجبائي يعني أعظك لئلا تكون من الجاهلين و لا شك أن وعظه سبحانه يصرف عن الجهل و ينزه عن القبيح قالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ معنى العياذ بالله الاعتصام طلبا للنجاة و معناه هاهنا الخضوع و التذلل لله سبحانه ليوفقه و لا يكله إلى نفسه وَ إِلَّا تَغْفِرْ لِي إنما قال على سبيل التخشع و الاستكانة لله تعالى و إن لم يسبق منه ذنب قِيلَ أي قال الله يا نُوحُ اهْبِطْ أي انزل من الجبل أو من السفينة بِسَلامٍ مِنَّا أي بسلامة منا و نجاة و قيل بتحية و تسليم منا عليك وَ بَرَكاتٍ عَلَيْكَ أي و نعم دائمة و خيرات نامية ثابتة حالا بعد حال عليك وَ عَلى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ أي المؤمنين الذين كانوا معه في السفينة و قيل معناه و على أمم من ذرية من معك و قيل يعني بالأمم سائر الحيوان الذين كانوا معه لأن الله تعالى جعل فيها البركة وَ أُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ أي يكون من نسلهم أمم سنمتعهم في الدنيا بضروب من النعم فيكفرون فنهلكهم ثُمَّ يَمَسُّهُمْ بعد ذلك الهلاك عذاب مولم. إِذْ نادى مِنْ قَبْلُ أي من قبل إبراهيم و لوط مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ أي من الغم الذي يصل حره إلى القلب و هو ما كان يلقاه من الأذى طول تلك المدة وَ نَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ أي منعناه منهم بالنصرة و قيل من بمعنى على وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً قيل إنه سمي نوحا لكثرة نوحه على نفسه عن ابن عباس و قيل في سبب نوحه أنه كان يدعو على قومه بالهلاك و قيل هو مراجعته ربه في شأن ابنه أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ بأن يصير متبوعا و أنتم له تبع وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ أن لا يعبد سواه لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً و لم ينزل بشرا آدميا ما سَمِعْنا بِهذا الذي يدعونا إليه نوح من التوحيد فَتَرَبَّصُوا بِهِ أي
انتظروا موته فتستريحوا منه و قيل فانتظروا إفاقته من جنونه فيرجع عما هو عليه و قيل احبسوه مدة ليرجع عن قوله بِما كَذَّبُونِ أي بتكذيبهم إياي مُنْزَلًا مُبارَكاً أي إنزالا مباركا بعد الخروج من السفينة و قيل أي مكانا مباركا بالماء و الشجر و قيل المنزل المبارك هو السفينة وَ إِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ أي و إن كنا مختبرين إياهم بإرسال نوح و وعظه و تذكيره و متعبدين عبادنا بالاستدلال بتلك الآيات على قدرتنا و معرفتنا. الْمُرْسَلِينَ لأن من كذب رسولا واحدا فقد كذب الجماعة لأن كل رسول يأمر بتصديق جميع الرسل و قال أبو جعفر ع يعني بالمرسلين نوحا و الأنبياء الذين كانوا بينه و بين آدم أَخُوهُمْ أي في النسب إِنْ أَجْرِيَ أي ما ثوابي و جزائي إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ و لا أسألكم عليه أجرا فتخافوا تلف أموالكم وَ اتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ أي السفلة أو المساكين و قيل يعنون الحاكة و الأساكفة لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ بالحجارة أو بالشتم فَافْتَحْ أي فاقض بيني و بينهم قضاء بالعذاب فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ أي في السفينة المملوءة من الناس و غيرهم من الحيوانات فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ نحن لنوح في دعائه أو لكل من دعانا وَ جَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ بعد الغرق و الناس كلهم بعد نوح من ولد نوح قال الكلبي لما خرج نوح من السفينة مات من كان من الرجال و النساء إلا ولده و نساءهم وَ تَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ أي تركنا عليه ذكرا جميلا و أثنينا عليه في أمة محمد ص و ذلك الذكر قوله سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ. وَ ازْدُجِرَ أي و زجر بالشتم و الرمي بالقبيح أو بالوعيد فَانْتَصِرْ أي فانتقم لي منهم. فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ أي أجرينا الماء من السماء كجريانه إذا فتح عنه بابا كان مانعا له بِماءٍ مُنْهَمِرٍ أي منصب انصبابا شديدا لا ينقطع وَ فَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً أي شققنا الأرض بالماء عيونا حتى جرى الماء على وجه الأرض فَالْتَقَى الْماءُ أي ماء السماء و ماء الأرض و إنما لم يثن لأنه اسم جنس يقع على القليل و الكثير عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ فيه هلاك القوم أي قدره الله و قيل على أمر قدره الله تعالى و عرف مقداره فلا زيادة فيه و لا نقصان و قيل إنه كان قدر ماء السماء مثل قدر ماء الأرض و قيل على أمر قدره الله عليهم في اللوح المحفوظ وَ حَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ أي على سفينة ذات ألواح مركبة جمع بعضها إلى بعض و ألواحها أخشابها التي منها جمعت وَ دُسُرٍ أي مسامير شدت بها السفينة و قيل هو صدر السفينة يدسر به الماء و قيل هي أضلاع السفينة و قيل الدسر طرفاها و أصلها و الألواح جانباها بِأَعْيُنِنا أي بحفظنا و حراستنا جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ أي فعلنا به و بهم ما فعلنا من إنجائه و إغراقهم ثوابا لمن كان كفر و جحد أمره و هو نوح ع و التقدير لمن جحد نبوته و كفر بالله فيه وَ لَقَدْ تَرَكْناها أي هذه الفعلة آيَةً أي علامة يعتبر بها أو تركنا السفينة و نجاة من فيها و إهلاك الباقين دلالة باهرة على وحدانيته تعالى و عبرة لمن اتعظ بها و كانت السفينة باقية حتى رآها أوائل هذه الأمة و قيل في كونها آية إنها كانت تجري بين ماء السماء و ماء الأرض و قد كان غطاها على ما أمر الله تعالى به فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ أي متذكر يعتبر فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَ نُذُرِ هذا استفهام و معناه التعظيم أي كيف رأيتم انتقامي منهم و إنذاري إياهم وَ لَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ أي سهلناه للحفظ و القراءة. فَخانَتاهُما قال ابن عباس كانت امرأة نوح كافرة تقول للناس إنه مجنون و إذا آمن بنوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح به و كانت امرأة لوط تدل على أضيافه و كان ذلك خيانتهما لهما و ما بغت امرأة نبي قط و إنما كانت خيانتهما في الدين و قال السدي كانت خيانتهما أنهما كانتا كافرتين و قيل كانتا منافقتين و قال الضحاك خيانتهما النميمة إذا أوحى الله إليهما أفشتاه إلى المشركين فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أي فلم يغن نوح و لوط مع نبوتهما عن امرأتيهما من عذاب الله شيئا وَ قِيلَ أي و يقال لهما يوم القيامة
ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ قيل إن اسم امرأة نوح واغلة و اسم امرأة لوط واهلة و قال مقاتل والغة و والهة. لَمَّا طَغَى الْماءُ أي جاوز الحد حتى غرقت الأرض بمن عليها حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ أي حملنا آباءكم في السفينة لِنَجْعَلَها أي تلك الفعلة. عَذابٌ أَلِيمٌ قال البيضاوي عذاب الآخرة أو الطوفان مِنْ ذُنُوبِكُمْ بعضها و هو ما سبق إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى هو أقصى ما قدر لكم بشرط الإيمان و الطاعة فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إسناد الزيادة إلى الدعاء على السببية إِلَّا فِراراً عن الإيمان و الطاعة جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ لئلا يسمعوا الدعوة وَ اسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ تغطوا بها لئلا يروني وَ أَصَرُّوا أكبوا على الكفر و المعاصي ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ إلى قوله إِسْراراً أي دعوتهم مرة بعد أخرى على أي وجه أمكنني و ثم لتفاوت الوجوه أو لتراخي بعضها عن بعض يُرْسِلِ السَّماءَ أي المظلة أو السحاب عَلَيْكُمْ مِدْراراً أي كثير المدر جَنَّاتٍ أي بساتين ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً لا تأملون له توقيرا أي تعظيما لمن عبده و أطاعه أو لا تعتقدون له عظمة وَ قَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً أي تارات إذ خلقهم أولا عناصر ثم مركبات تغذي الإنسان ثم أخلاطا ثم نطفا و هكذا فإنه يدل على أنه يمكنه أن يعيدهم تارة أخرى وَ اللَّهُ أَنْبَتَكُمْ أي أنشأكم ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فيها مقبورين وَ يُخْرِجُكُمْ إِخْراجاً بالحشر فِجاجاً واسعة وَ اتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَ وَلَدُهُ إِلَّا خَساراً أي اتبعوا رؤساهم البطرين بأموالهم المغترين بأولادهم بحيث صار ذلك سببا لزيادة خسارهم في الآخرة وَ مَكَرُوا عطف على لم يزده و الضمير لمن و جمعه للمعنى مَكْراً كُبَّاراً كبيرا في الغاية وَ لا تَذَرُنَّ وَدًّا قيل هي أسماء رجال صالحين كانوا بين آدم و نوح فلما ماتوا صوروا تبركا بهم فلما طال الزمان عبدوا و قد انتقلت إلى العرب وَ قَدْ أَضَلُّوا أي الرؤساء أو الأصنام وَ لا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلالًا عطف على الرب إِنَّهُمْ عَصَوْنِي و لعل المطلوب هو الضلال في ترويج مكرهم و مصالح دنياهم لا في أمر دينهم أو الضياع و الهلاك كقوله إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَ سُعُرٍ. مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ من أجلها و ما مزيدة للتأكيد و التفخيم فَأُدْخِلُوا ناراً المراد عذاب القبر أو عذاب الآخرة دَيَّاراً أي أحدا وَ لِوالِدَيَّ لمك بن متوشلخ و شمخا بنت أنوش وَ لِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ منزلي أو مسجدي أو سفينتي إِلَّا تَباراً أي هلاكا
1- فس، ]تفسير القمي[ نَبَأَ نُوحٍ أي خبر نوح ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً أي لا تغتموا ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ أي ادعوا علي
2- فس، ]تفسير القمي[ وَ اتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ قال الفقراء
3- فس، ]تفسير القمي[ في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله وَ جَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ يقول الحق و النبوة و الكتاب و الإيمان في عقبه و ليس كل من في الأرض من بني آدم من ولد نوح قال الله في كتابه احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَ أَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَ مَنْ آمَنَ وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ و قال أيضا ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ
4- فس، ]تفسير القمي[ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما قال و الله ما عنى بقوله فَخانَتاهُما إلا الفاحشة
5- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع قال بقي نوح في قومه ثلاث مائة سنة يدعوهم إلى الله فلم يجيبوه فهم أن يدعو عليهم فوافاه عند طلوع الشمس اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة سماء الدنيا و هم العظماء من الملائكة فقال لهم نوح ما أنتم فقالوا نحن اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة السماء الدنيا و إن غلظ مسيرة سماء الدنيا خمسمائة عام و من سماء الدنيا إلى الدنيا مسيرة خمسمائة عام و خرجنا عند طلوع الشمس و وافيناك في هذا الوقت فنسألك أن لا تدعو على قومك قال نوح أجلتهم ثلاثمائة سنة فلما أتى عليهم ستمائة سنة و لم يؤمنوا هم أن يدعو عليهم فوافاه اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة سماء الثانية فقال نوح من أنتم قالوا نحن اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة سماء الثانية و غلظ سماء الثانية مسيرة خمسمائة عام و من سماء الثانية إلى سماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام و غلظ سماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام و من السماء الدنيا إلى الدنيا مسيرة خمسمائة عام خرجنا عند طلوع الشمس و وافيناك ضحوة نسألك أن لا تدعو على قومك فقال نوح قد أجلتهم ثلاثمائة سنة فلما أتى عليهم تسعمائة سنة و لم يؤمنوا هم أن يدعو عليهم فأنزل الله عز و جل أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ فقال نوح رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَ لا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً فأمره الله عز و جل أن يغرس النخل فأقبل يغرس النخل فكان قومه يمرون به فيسخرون منه و يستهزءون به و يقولون شيخ قد أتى له تسعمائة سنة يغرس النخل و كانوا يرمونه بالحجارة فلما أتى لذلك خمسون سنة و بلغ النخل و استحكم أمر بقطعه فسخروا منه و قالوا بلغ النخل مبلغه قطعه إن هذا الشيخ قد خرف و بلغ منه الكبر و هو قوله وَ كُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ فأمره الله أن يتخذ السفينة و أمر جبرئيل أن ينزل عليه و يعلمه كيف يتخذها فقدر طولها في الأرض ألفا و مائتي ذراع و عرضها ثمان مائة ذراع و طولها في السماء ثمانون ذراعا فقال يا رب من يعينني على اتخاذها فأوحى الله إليه ناد في قومك من أعانني عليها و نجر منها شيئا صار ما ينجره ذهبا و فضة فنادى نوح فيهم بذلك فأعانوه عليهم و كانوا يسخرون منه و يقولون يتخذ سفينة في البر
-6 قال فحدثني أبي عن صفوان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال لما أراد الله عز و جل هلاك قوم نوح عقم أرحام النساء أربعين سنة فلم يلد فيهم مولود فلما فرغ نوح من اتخاذ السفينة أمره الله أن ينادي بالسريانية لا يبقى بهيمة و لا حيوان إلا حضر فأدخل من كل جنس من أجناس الحيوان زوجين في السفينة و كان الذين آمنوا به من جميع الدنيا ثمانين رجلا فقال الله عز و جل احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَ أَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَ مَنْ آمَنَ وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ و كان نجر السفينة في مسجد الكوفة فلما كان في اليوم الذي أراد الله هلاكهم كانت امرأة نوح تخبز في الموضع الذي يعرف بفار التنور في مسجد الكوفة و قد كان نوح اتخذ لكل ضرب من أجناس الحيوان موضعا في السفينة و جمع لهم فيها ما يحتاجون إليه من الغذاء فصاحت امرأته لما فار التنور فجاء نوح إلى التنور فوضع عليها طينا و ختمه حتى أدخل جميع الحيوان السفينة ثم جاء إلى التنور ففض الخاتم و رفع الطين و انكسفت الشمس و جاء من السماء ماء منهمر صب بلا قطر و تفجرت الأرض عيونا و هو قوله عز و جل فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ وَ فَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ وَ حَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَ دُسُرٍ قال الله عز و جل ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَ مُرْساها يقول مجراها أي مسيرها و مرساها أي موقفها فدارت السفينة و نظر نوح إلى ابنه يقع و يقوم فقال له يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَ لا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ فقال ابنه كما حكى الله عز و جل سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ فقال نوح لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ ثم قال نوح رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَ أَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ فقال الله يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ فقال نوح كما حكى الله تعالى رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَ إِلَّا تَغْفِرْ لِي وَ تَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ فكان كما حكى الله وَ حالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ فقال أبو عبد الله ع فدارت السفينة و ضربتها الأمواج حتى وافت مكة و طافت بالبيت و غرق جميع الدنيا إلا موضع البيت و إنما سمي البيت العتيق لأنه أعتق من الغرق فبقي الماء ينصب من السماء أربعين صباحا و من الأرض العيون حتى ارتفعت السفينة فمسحت السماء قال فرفع نوح يده ثم قال يا رهمان أتقن و تفسيرها رب أحسن فأمر الله الأرض أن تبلع ماءها و هو قوله وَ قِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَ يا سَماءُ أَقْلِعِي أي أمسكي وَ غِيضَ الْماءُ وَ قُضِيَ الْأَمْرُ وَ اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ فبلعت الأرض ماءها فأراد ماء السماء أن يدخل في الأرض فامتنعت الأرض من قبولها و قالت إنما أمرني الله عز و جل أن أبلع مائي فبقي ماء السماء على وجه الأرض و استوت السفينة على جبل الجودي و هو بالموصل جبل عظيم فبعث الله جبرئيل فساق الماء إلى البحار حول الدنيا و أنزل الله على نوح يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَ بَرَكاتٍ عَلَيْكَ وَ عَلى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَ أُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ فنزل نوح بالموصل من السفينة مع الثمانين و بنوا مدينة الثمانين و كانت لنوح بنت ركبت معه السفينة فتناسل الناس منها و ذلك قول النبي ص نوح أحد الأبوين ثم قال الله عز و جل لنبيه ص تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَ لا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ
بيان قال الشيخ الطبرسي قدس الله روحه قد قيل في معنى قوله سبحانه إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ أقوال. أحدها أنه كان ابنه لصلبه و المعنى أنه ليس من أهلك الذين وعدتك بنجاتهم معك لأن الله تعالى قد استثنى من أهله الذين وعده أن ينجيهم من أراد إهلاكهم بالغرق فقال إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ عن ابن عباس و سعيد بن جبير و الضحاك و عكرمة و اختاره الجبائي. و ثانيها أن المراد من قوله لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ أنه ليس على دينك فكان كفره أخرجه عن أن يكون له أحكام أهله عن جماعة من المفسرين و هذا كما قال النبي ص سلمان منا أهل البيت و إنما أراد على ديننا و يؤيد هذا التأويل أن الله سبحانه قال على طريق التعليل إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فبين أنه إنما أخرج عن أحكام أهله لكفره و شر عمله و روي عن عكرمة أنه قال كان ابنه و لكنه كان مخالفا له في العمل و النية فمن ثم قيل إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ. و ثالثها أنه لم يكن ابنه على الحقيقة و إنما ولد على فراشه فقال ع إنه ابني على ظاهر الأمر فأعلمه الله أن الأمر بخلاف الظاهر و نبهه على خيانة امرأته عن الحسن و مجاهد و هذا الوجه بعيد من حيث إن فيه منافاة للقرآن لأنه تعالى قال وَ نادى نُوحٌ ابْنَهُ و لأن الأنبياء يجب أن ينزهوا عن مثل هذه الحال لأنها تعير و تشين و قد نزه الله أنبياءه عما دون ذلك توقيرا و تعظيما عما ينفر من القبول منهم و روي عن ابن عباس أنه قال ما زنت امرأة نبي قط و كانت الخيانة من امرأة نوح أنها كانت تنسبه إلى الجنون و الخيانة و من امرأة لوط أنها كانت تدله على أضيافه. و رابعها أنه كان ابن امرأته و كان ربيبه و يعضده قراءة من قرأ ابنه بفتح الهاء أو ابنها و المعتمد المعول عليه في تأويل الآية القولان الأولان انتهى
7- فس، ]تفسير القمي[ وَ ازْدُجِرَ أي آذوه و أرادوا رجمه قوله فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ قال صب بلا قطر وَ فَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ قال ماء السماء و ماء الأرض عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ وَ حَمَلْناهُ يعني نوحا عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَ دُسُرٍ قال الألواح السفينة و الدسر المسامير و قيل الدسر ضرب من الحشيش شد به السفينة تَجْرِي بِأَعْيُنِنا أي بأمرنا و حفظنا
8- فس، ]تفسير القمي[ وَ اسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ قال استتروا بها وَ أَصَرُّوا وَ اسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً أي عزموا على أن لا يسمعوا شيئا ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَ أَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً قال دعوتهم سرا و علانية
و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً قال لا تخافون الله عظمة
و قال علي بن إبراهيم في قوله وَ قَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً قال على اختلاف الأهواء و الإرادات و المشيات قوله وَ اللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً أي على الأرض نباتا قوله وَ اتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ قال تبعوا الأغنياء قوله كُبَّاراً أي كبيرا قوله وَ لا تَذَرُنَّ وَدًّا وَ لا سُواعاً قال كان قوم مؤمنون قبل نوح فماتوا فحزن عليهم الناس فجاء إبليس فاتخذ لهم صورهم ليأنسوا بها فأنسوا بها فلما جاءهم الشتاء أدخلوهم البيوت فمضى ذلك القرن و جاء القرن الآخر فجاءهم إبليس فقال لهم إن هؤلاء آلهة كانوا آباؤكم يعبدونها فعبدوهم و ضل منهم بشر كثير فدعا عليهم نوح فأهلكهم الله
و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً يقول بعضها فوق بعض قوله وَ لا تَذَرُنَّ وَدًّا الآية قال كانت ود صنما لكلب و كانت سواع لهذيل و يغوث لمراد و يعوق لهمدان و نسر لحصين و قال علي بن إبراهيم في قوله وَ لا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلالًا قال هلاكا و تدميرا
9- فس، ]تفسير القمي[ أحمد بن محمد بن موسى عن محمد بن حماد عن علي بن إسماعيل الميثمي عن فضيل الرسان عن صالح بن ميثم قال قلت لأبي جعفر ع ما كان علم نوح حين دعا على قومه أنهم لا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً فقال أ ما سمعت قول الله لنوح أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ
10- فس، ]تفسير القمي[ أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله ع في قوله اغْفِرْ لِي وَ لِوالِدَيَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً إنما هي يعني الولاية من دخل فيها دخل بيوت الأنبياء
11- فس، ]تفسير القمي[ و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله وَ لا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَباراً أي خسارا
12- ب، ]قرب الإسناد[ ابن سعد عن الأزدي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول و نادى نوح ابنه أي ابنها و هي لغة طي
بيان لعله ع قرأ ابنه بفتح الهاء و قد روى العياشي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع و نادى نوح ابنه بنصب الهاء يعني ابن امرأته و قال الشيخ الطبرسي رحمه الله روي عن علي و أبي جعفر محمد بن علي و جعفر بن محمد ع و عروة بن الزبير و نادى نوح ابنه بفتح الهاء فحذف الألف تخفيفا و روي عن عكرمة ابنها. و قال الرازي فيه أقوال فالأول أنه ابنه في الحقيقة و الثاني أنه كان ابن امرأته و هو قول محمد بن علي الباقر و الحسن البصري و يروى أن عليا قرأ و نادى نوح ابنها و الضمير لامرأته و قرأ محمد بن علي و عروة بن الزبير بفتح الهاء يريدان ابنها إلا أنهما اكتفيا بالفتحة عن الألف و الثالث أنه ولد على فراشه لغير رشدة و هذا قول خبيث يجب صون منصب النبوة عن هذه الفضيحة انتهى ملخص كلامه. أقول الأخبار في ذلك مختلفة و يظهر من بعض الأخبار أن روايات النفي محمولة على التقية و الله يعلم
13- ل، ]الخصال[ ماجيلويه عن عمه عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال إن نوحا لما كان أيام الطوفان دعا مياه الأرض فأجابته إلا الماء المر و الكبريت
14- ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن الحسن بن علي عن عمر عن أبان بن عثمان عن العلاء بن سيابة عن أبي عبد الله ع قال لما هبط نوح من السفينة أتاه إبليس فقال له ما في الأرض رجل أعظم منه علي منك دعوت الله على هؤلاء الفساق فأرحتني منهم أ لا أعلمك خصلتين إياك و الحسد فهو الذي عمل بي ما عمل و إياك و الحرص فهو الذي عمل بآدم ما عمل
15- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ع، ]علل الشرائع[ ل، ]الخصال[ سأل الشامي أمير المؤمنين ع عن قول الله عز و جل يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ من هم فقال ع قابيل يفر من هابيل و الذي يفر من أمة موسى و الذي يفر من أبيه إبراهيم و الذي يفر من صاحبته لوط و الذي يفر من ابنه نوح يفر من ابنه كنعان
بيان هذا هو المشهور في اسم ابنه ع و قيل اسمه يام. أقول قد مرت الأخبار في نقش خاتمه ع فارجع إليها فإنها تتضمن قصة الطوفان
16- كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله قال إن نوحا ع لما كان أيام الطوفان دعا المياه كلها فأجابته إلا ماء الكبريت و ماء المر فلعنهما
كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سنان عمن ذكره عن أبي عبد الله ع مثله
17- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن محمد بن يحيى بن زكريا و عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه جميعا عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي سعيد عقيصا عن الحسن و الحسين صلوات الله عليهما أنهما قالا إن الله تبارك و تعالى لما آسفه قوم نوح فتح السماء بماء منهمر و أوحى إلى الأرض فاستعصت عليه عيون فلعنها و جعلها ملحا أجاجا
18- ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن البزنطي عن أبان عن كثير النواء عن أبي عبد الله ع قال إن نوحا ع ركب السفينة أول يوم من رجب فأمر من كان معه أن يصوموا ذلك اليوم الخبر
ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن ابن قولويه عن محمد بن الحسن بن مت الجوهري عن الأشعري عن ابن عيسى مثله
19- ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن ابن المهتدي عن سيف بن المبارك عن أبيه عن أبي الحسن ع مثله
20- ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن محمد البرقي عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال لما دعا نوح ع ربه عز و جل على قومه أتاه إبليس لعنه الله فقال يا نوح إن لك عندي يدا أريد أن أكافيك عليها فقال له نوح ع إنه ليبغض إلى أن يكون لك عندي يد فما هي قال بلى دعوت الله على قومك فأغرقتهم فلم يبق أحد أغويه فأنا مستريح حتى ينسق قرن آخر و أغويهم فقال له نوح ع ما الذي تريد أن تكافيني به قال اذكرني في ثلاث مواطن فإني أقرب ما أكون إلى العبد إذا كان في إحداهن اذكرني إذا غضبت و اذكرني إذا حكمت بين اثنين و اذكرني إذا كنت مع امرأة خاليا ليس معكما أحد
-21 ع، ]علل الشرائع[ بالإسناد إلى وهب قال أهل الكتابين يقولون إن إبليس عمر زمان الغرق كله في الجو الأعلى يطير بين السماء و الأرض بالذي أعطاه الله تبارك و تعالى من القوة و الحيلة و عمرت جنوده في ذلك الزمان فطفوا فوق الماء و تحولت الجن أرواحا تهب فوق الماء و بذلك توصيف خلقتها أنها تهوي هوى الريح إنما سمي الطوفان طوفانا لأن الماء طفا فوق كل شيء فلما هبط نوح من السفينة أوحى الله عز و جل إليه يا نوح إنني خلقت خلقي لعبادتي و أمرتهم بطاعتي فقد عصوني و عبدوا غيري و استوجبوا بذلك غضبي فغرقتهم و إني قد جعلت قوسي أمانا لعبادي و بلادي و موثقا مني بيني و بين خلقي يأمنون به إلى يوم القيامة من الغرق و من أوفى بعهده مني ففرح نوح ع بذلك و تباشر و كانت القوس فيها سهم و وتر فنزع الله عز و جل السهم و الوتر من القوس و جعلها أمانا لعباده و بلاده من الغرق
22- ل، ]الخصال[ ابن موسى عن ابن زكريا القطان عن ابن حبيب عن عبد الرحيم الجبلي و عبد الله بن الصلت عن الحسن بن نصر الخزار عن عمرو بن طلحة عن أسباط بن نصر عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس فيما سأل اليهودي أمير المؤمنين ع قال فما الخمسون قال لبث نوح ع في قومه أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً قال فما الثمانون قال قرية بالجزيرة يقال لها ثمانون منها قعد نوح في السفينة وَ اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ و أغرق الله القوم قال فما التسعون قال الفلك المشحون اتخذ نوح ع فيه تسعين بيتا للبهائم
23- ع، ]علل الشرائع[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ سأل الشامي أمير المؤمنين ع عن سفينة نوح ما كان عرضها و طولها فقال كان طولها ثمان مائة ذراع و عرضها خمسمائة ذراع و ارتفاعها في السماء ثمانين ذراعا
-24 ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ السناني عن الأسدي عن أبي الفيض صالح بن أحمد عن سهل عن صالح بن أبي حماد عن الحسين بن موسى الوشاء عن الرضا ع قال قال لي كيف تقرءون قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فقلت من الناس من يقرأ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ نفاه عن أبيه فقال ع كلا لقد كان ابنه و لكن لما عصى الله عز و جل نفاه عن أبيه الخبر
25- ع، ]علل الشرائع[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الهمداني عن علي عن أبيه عن الهروي عن الرضا ع قال قلت له لأي علة أغرق الله عز و جل الدنيا كلها في زمن نوح ع و فيهم الأطفال و فيهم من لا ذنب له فقال ع ما كان فيهم الأطفال لأن الله عز و جل أعقم أصلاب قوم نوح ع و أرحام نسائهم أربعين عاما فانقطع نسلهم فغرقوا و لا طفل فيهم و ما كان الله عز و جل ليهلك بعذابه من لا ذنب له و أما الباقون من قوم نوح ع فأغرقوا لتكذيبهم لنبي الله نوح ع و سائرهم أغرقوا برضاهم بتكذيب المكذبين و من غاب عن أمر فرضي به كان كمن شهده و أتاه
26- ع، ]علل الشرائع[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن الوشاء عن الرضا ع قال سمعته يقول قال أبي قال أبو عبد الله ع إن الله عز و جل قال يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ لأنه كان مخالفا له و جعل من اتبعه من أهله قال و سألني كيف يقرءون هذه الآية في ابن نوح فقلت يقرؤها الناس على وجهين إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ و إنه عمل غير صالح فقال كذبوا هو ابنه و لكن الله عز و جل نفاه عنه حين خالفه في دينه
بيان ذكر المفسرون فيها قراءتين فعن الكسائي و يعقوب و سهل عمل غير صالح على الفعل و نصب غير و قرأ الباقون عَمَلٌ اسما مرفوعا منونا غَيْرُ بالرفع و على الأخير فالأكثر على أن الضمير راجع إلى الابن إما على المبالغة أو بتقدير مضاف أي ذو عمل و قيل بإرجاع الضمير إلى السؤال و الظاهر أن ما في الخبر هو هاتان القراءتان لكن كانوا يفسرون القراءة بكونه معمولا غير صالح أي ولد زنا فنفى ع أصل القراءة أو تأويلهم و يحتمل أن يكون أحدهما عمل غير صالح بالإضافة و إن لم ينقل في القراءات فنفاه ع لكونه موضوعا فاسدا
27- ع، ]علل الشرائع[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ سأل الشامي أمير المؤمنين فقال ما بال الماعزة مرفوعة الذنب بادية الحياء و العورة فقال لأن الماعزة عصت نوحا لما أدخلها السفينة فدفعها فكسر ذنبها و النعجة مستورة الحياء و العورة لأن النعجة بادرت بالدخول إلى السفينة فمسح نوح ع يده على حياها و ذنبها فاستوت الألية
بيان مرفوعة الذنب في بعض النسخ مفرقعة قال الفيروزآبادي الافرنقاع عن الشيء الانكشاف عنه و التنحي و قال الحياء بالمد الفرج من ذوات الخف و الظلف و السباع و قد يقصر
28- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ماجيلويه و ابن المتوكل و الهمداني جميعا عن علي بن إبراهيم عن ياسر الخادم عن الرضا ع قال إن نوحا قال رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَ أَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ فقال الله عز و جل يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فأخرجه الله عز و جل من أن يكون من أهله بمعصيته
29- ع، ]علل الشرائع[ الدقاق عن الأسدي عن النخعي عن النوفلي عن البطائني عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إن النجف كان جبلا و هو الذي قال ابن نوح سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ و لم يكن على وجه الأرض جبل أعظم منه فأوحى الله عز و جل إليه يا جبل أ يعتصم بك مني فتقطع قطعا قطعا إلى بلاد الشام و صار رملا دقيقا و صار بعد ذلك بحرا عظيما و كان يسمى ذلك البحر بحر ني ثم جف بعد ذلك فقيل ني جف فسمي بني جف ثم صار بعد ذلك يسمونه نجف لأنه كان أخف على ألسنتهم
30- ع، ]علل الشرائع[ الهمداني عن علي عن أبيه عن الهروي قال قال الرضا ع لما هبط نوح ع إلى الأرض كان هو و ولده و من تبعه ثمانين نفسا فبنى حيث نزل قرية فسماها قرية الثمانين لأنهم كانوا ثمانين
31- ع، ]علل الشرائع[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن محمد بن إسماعيل عن حنان بن سدير عن أبيه قال قلت لأبي جعفر ع أ رأيت نوحا ع حين دعا على قومه فقال رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَ لا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً قال ع علم أنه لا ينجب من بينهم أحد قال قلت و كيف علم ذلك قال أوحى الله إليه أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فعند هذا دعا عليهم بهذا الدعاء
32- ع، ]علل الشرائع[ بالإسناد إلى وهب قال لما ركب نوح ع في السفينة ألقى الله عز و جل السكينة على ما فيها من الدواب و الطير و الوحش فلم يكن شيء فيها يضر شيئا كانت الشاة تحتك بالذئب و البقرة تحتك بالأسد و العصفور يقع على الحية فلا يضر شيء شيئا و لا يهيجه و لم يكن فيها ضجر و لا صخب و لا سبة و لا لعن قد أهمتهم أنفسهم و أذهب الله عز و جل حمة كل ذي حمة فلم يزالوا كذلك في السفينة حتى خرجوا منها و كان الفأر قد كثر في السفينة و العذرة فأوحى الله عز و جل إلى نوح ع أن يمسح الأسد فمسحه فعطس فخرج من منخريه هران ذكر و أنثى فخف الفأر و مسح وجه الفيل فعطس فخرج من منخريه خنزيران ذكر و أنثى فخفت العذرة
بيان الصخب محركة شدة الصوت و الحمة بالتخفيف السم
33- مع، ]معاني الأخبار[ معنى الطوفان أنه طفا الماء فوق كل شيء
-34 ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد عن الصدوق عن أبيه عن محمد العطار عن ابن أبان عن ابن أورمة عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله ع قال دعا نوح ع قومه علانية فلما سمع عقب هبة الله من نوح تصديق ما في أيديهم من العلم صدقوه فأما ولد قابيل فإنهم كذبوه و قالوا ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ و قالُوا أَ نُؤْمِنُ لَكَ وَ اتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ يعنون عقب هبة الله
35- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بهذا الإسناد عن ابن أورمة عن محمد بن علي الكوفي عن أحمد بن محمد عن أبان بن عثمان عن إسماعيل الجعفي عن أبي جعفر ع قال مكث نوح ع في قومه يدعوهم سرا و علانية فلما عتوا و أبوا قال رب إني مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ فأوحى الله تعالى إليه أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ و أمره بغرس النوى فمر عليه قوم فجعلوا يضحكون و يسخرون و يقولون قد قعد غراسا حتى إذا طال و صار طوالا قطعه و نجره فقالوا قد قعد نجارا ثم ألفه فجعله سفينة فمروا عليه فجعلوا يضحكون و يسخرون و يقولون قد قعد ملاحا في أرض فلاة حتى فرغ منها
36- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد عن ابن أورمة عن مصعب بن يزيد عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال جاء نوح ع إلى الحمار ليدخل السفينة فامتنع عليه قال و كان إبليس بين أرجل الحمار فقال يا شيطان ادخل فدخل الحمار و دخل الشيطان فقال إبليس أعلمك خصلتين فقال نوح ع لا حاجة لي في كلامك فقال إبليس إياك و الحرص فإنه أخرج آدم من الجنة و إياك و الحسد فإنه أخرجني من الجنة فأوحى الله إليه اقبلهما و إن كان ملعونا
37- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد عن ابن أورمة عن أبي أحمد عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال إن قوم نوح شكوا إلى نوح ع الفأر فأمر الله تعالى الفهد فعطس فطرح السنور فأكل الفأر و شكوا إليه العذرة فأمر الله الفيل أن يعطس فسقط الخنزير
38- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بهذا الإسناد عن ابن أورمة عن الحسن بن علي عن داود بن يزيد عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال ارتفع الماء زمان نوح ع على كل جبل و على كل سهل خمسة عشر ذراعا
بيان أي لم يكن أقل من ذلك و إن زاد في بعض المواضع و يحتمل أن يكون سطح الماء غير مستو كالأرض بإعجازه ع
39- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد عن ابن أورمة عن محمد بن علي عن محمد بن سنان عن إبراهيم بن أبي البلاد عن غير واحد عن أحدهما ص قال لما قال الله تعالى يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ قالت الأرض إنما أمرت أن أبلع مائي فقط و لم أومر أن أبلع ماء السماء فبلعت الأرض ماءها و بقي ماء السماء فصير بحرا حول السماء و حول الدنيا و الأمر و الجواب يكونان مع الملك الموكل بالأرض و بالسماء
بيان قوله و الأمر من كلام الراوندي ذكره لتأويل الخطاب المتوجه ظاهرا إلى الجمادات و يحتمل أن يكون على الاستعارة التمثيلية لبيان سرعة نفاذ إرادته و حكمه في كل شيء و يحتمل أن يكون أمرا تكوينيا كما في قوله تعالى كُنْ فَيَكُونُ
40- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن ابن الوليد عن الصفار عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله ع قال صنعها في ثلاثين سنة ثم أمر أن يحمل فيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ الأزواج الثمانية التي خرج بها آدم من الجنة ليكون معيشة لعقب نوح ع في الأرض كما عاش عقب آدم ع فإن الأرض تغرق بما فيها إلا ما كان معه في السفينة
41- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد عن الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن البزنطي عن أبان عن أبي حمزة عن أبي رزين الأسدي عن علي ع قال لما فرغ نوح من السفينة فكان ميعاده ع فيما بينه و بين ربه تعالى في إهلاك قومه أن يفور التنور ففار فقالت امرأته له إن التنور قد فار فقام إليه فختمه فقام الماء فأدخل من أراد أن يدخل ثم أتى إلى خاتمه فنزعه و قال تعالى فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ وَ فَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً
42- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بهذا الإسناد عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن الحسن بن صالح عن أبي عبد الله الصادق ع قال سمعت أبي ع يحدث عطا قال كان طول سفينة نوح ع ألفا و مائتي ذراع و كان عرضها ثمانمائة ذراع و عمقها ثمانين ذراعا فطافت بالبيت و سعت بين الصفا و المروة سبعة أشواط ثم اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ
شي، ]تفسير العياشي[ عن الحسن بن صالح مثله بيان قال صاحب الكامل أمر أن يجعل طوله ثمانين ذراعا و عرضه خمسين ذراعا و طوله في السماء ثلاثين ذراعا. و قال قتادة كان طولها ثلاثمائة ذراع و عرضها خمسين ذراعا و طولها في السماء ثلاثين ذراعا و قال الحسن كان طولها ألف ذراع و مائتي ذراع و عرضها ستمائة ذراع انتهى و ما ورد في الخبر هو المعتمد
43- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد عن الصدوق عن ابن المغيرة عن أبيه عن جده عن ذريح عن أبي عبد الله ع قال إن الله تعالى أغرق الأرض كلها يوم نوح ع إلا البيت فمن يومئذ سمي العتيق لأنه أعتق من الغرق فقلت له صعد إلى السماء فقال لم يصل الماء إليه و إنما رفع عنه
ع، ]علل الشرائع[ أبي عن سعد عن أحمد بن محمد عن علي بن الحسن الطويل عن ابن المغيرة عن ذريح مثله
44- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد عن الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن حنان بن سدير عن أبي عبد الله ع قال آمن بنوح ع من قومه ثمانية نفر و كان اسمه عبد الجبار و إنما سمي نوحا لأنه كان ينوح على نفسه
45- و في رواية لأنه بكى خمسمائة سنة و كان اسمه عبد الأعلى
46- و في رواية عبد الملك و كان يسمى بهذه الأسماء كلها
47- يه، ]من لا يحضر الفقيه[ قال أبو جعفر الباقر ع إن الحيض للنساء نجاسة رماهن الله عز و جل بها و قد كن النساء في زمن نوح ع إنما تحيض المرأة في كل سنة حيضة حتى خرج نسوة من مجانهن و كن سبعمائة امرأة فانطلقن فلبسن المعصفرات من الثياب و تحلين و تعطرن ثم خرجن فتعرفن في البلاد فجلسن مع الرجال و شهدن الأعياد معهم و جلسن في صفوفهم فرماهن الله عز و جل بالحيض عند ذلك في كل شهر يعني أولئك النسوة بأعيانهن فسالت دماؤهن فأخرجن من بين الرجال فكن يحضن في كل شهر حيضة فشغلهن الله تعالى بالحيض و كسر شهوتهن قال و كان غيرهن من النساء اللواتي لم يفعلن مثل ما فعلن يحضن في كل سنة حيضة قال فتزوج بنو اللاتي يحضن في كل شهر حيضة بنات اللاتي يحضن في كل سنة حيضة فامتزج القوم فحضن بنات هؤلاء و هؤلاء في كل شهر حيضة و كثر أولاد اللاتي يحضن في كل شهر حيضة لاستقامة الحيض و قل أولاد اللاتي يحضن في السنة حيضة لفساد الدم قال فكثر نسل هؤلاء و قل نسل أولئك
48- ك، ]إكمال الدين[ الطالقاني عن محمد بن هشام عن أحمد بن زياد الكوفي عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن الميثمي عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال قال الصادق جعفر بن محمد ع لما أظهر الله تبارك و تعالى نبوة نوح ع و أيقن الشيعة بالفرج اشتدت البلوى و عظمت الفرية إلى أن آل الأمر إلى شدة شديدة نالت الشيعة و الوثوب إلى نوح بالضرب المبرح حتى مكث ع في بعض الأوقات مغشيا عليه ثلاثة أيام يجري الدم من أذنه ثم أفاق و ذلك بعد سنة ثلاثمائة من مبعثه و هو في خلال ذلك يدعوهم ليلا و نهارا فيهربون و يدعوهم سرا فلا يجيبون و يدعوهم علانية فيولون فهم بعد ثلاث مائة سنة بالدعاء عليهم و جلس بعد صلاة الفجر للدعاء فهبط إليه وفد من من السماء السابعة و هو ثلاثة أملاك فسلموا عليه ثم قالوا له يا نبي الله لنا حاجة قال و ما هي قالوا تؤخر الدعاء على قومك فإنها أول سطوة لله عز و جل في الأرض قال قد أخرت الدعاء عليهم ثلاث مائة سنة أخرى و عاد إليهم فصنع ما كان يصنع و يفعلون ما كانوا يفعلون حتى إذا انقضت ثلاث مائة سنة أخرى و يئس من إيمانهم جلس في وقت ضحى النهار للدعاء فهبط عليه وفد من السماء السادسة فسلموا عليه فقالوا خرجنا بكرة و جئناك ضحوة ثم سألوه مثل ما سأله وفد السماء السابعة فأجابهم إلى مثل ما أجاب أولئك إليه و عاد ع إلى قومه يدعوهم فلا يزيدهم دعاؤه إلا فرارا حتى انقضت ثلاثمائة سنة تتمة تسعمائة سنة فصارت إليه الشيعة و شكوا ما ينالهم من العامة و الطواغيت و سألوا الدعاء بالفرج فأجابهم إلى ذلك و صلى و دعا فهبط عليه جبرئيل ع فقال له إن الله تبارك و تعالى قد أجاب دعوتك فقل للشيعة يأكلوا التمر و يغرسوا النوى و يراعوه حتى يثمر فإذا أثمر فرجت عنهم فحمد الله و أثنى عليه و عرفهم ذلك فاستبشروا فأخبرهم نوح بما أوحى الله تعالى إليه ففعلوا ذلك و راعوه حتى أثمر ثم صاروا بالثمر إلى نوح ع و سألوه أن ينجز لهم الوعد فسأل الله عز و جل عن ذلك فأوحى إليه قل لهم كلوا هذا التمر و اغرسوا النوى فإذا أثمرت فرجت عنكم فلما ظنوا أن الخلف قد وقع عليهم ارتد منهم الثلث و ثبت الثلثان فأكلوا التمر و غرسوا النوى حتى إذا أثمر أتوا به نوحا ع فأخبروه و سألوه أن ينجز لهم الوعد فسأل الله عز و جل عن ذلك فأوحى إليه قل لهم كلوا هذا التمر و اغرسوا النوى فارتد الثلث الآخر و بقي الثلث فأكلوا التمر و غرسوا النوى فلما أثمر أتوا به نوحا ع ثم قالوا له لم يبق منا إلا القليل و نحن نتخوف على أنفسنا بتأخر الفرج أن نهلك فصلى نوح ع ثم قال يا رب لم يبق من أصحابي إلا هذه العصابة و إني أخاف عليهم الهلاك أن تؤخر الفرج عنهم فأوحى الله عز و جل إليه قد أجبت دعوتك فاصنع الفلك فكان بين إجابة الدعاء و بين الطوفان خمسون سنة
بيان قال الجزري يقال برح به إذا شق عليه و منه الحديث ضربا غير مبرح أي غير شاق
49- يج، ]الخرائج و الجرائح[ من تاريخ محمد النجار شيخ المحدثين بالمدرسة المستنصرية بإسناد مرفوع إلى أنس بن مالك عن النبي ص أنه قال لما أراد الله أن يهلك قوم نوح أوحى إليه أن شق ألواح لسفينة و معه تابوت بها مائة ألف مسمار و تسعة و عشرون ألف الساج فلما شقها لم يدر ما يصنع بها فهبط جبرئيل فأراه هيئة المسمار فسمر بالمسامير كلها السفينة إلى أن بقيت خمسة مسامير فضرب بيده إلى مسمار فأشرق بيده و أضاء كما يضيء الكوكب الدري في أفق السماء فتحير نوح فأنطق الله المسمار بلسان طلق ذلق فقال أنا على اسم خير الأنبياء محمد بن عبد الله فهبط جبرئيل ع فقال له يا جبرئيل ما هذا المسمار الذي ما رأيت مثله فقال هذا باسم سيد الأنبياء محمد بن عبد الله أسمره على أولها على جانب السفينة الأيمن ثم ضرب بيده إلى مسمار ثان فأشرق و أنار فقال نوح و ما هذا المسمار فقال هذا مسمار أخيه و ابن عمه سيد الأوصياء علي بن أبي طالب فأسمره على جانب السفينة الأيسر في أولها ثم ضرب بيده إلى مسمار ثالث فزهر و أشرق و أنار فقال جبرئيل ع هذا مسمار فاطمة فأسمره إلى جانب مسمار أبيها ثم ضرب بيده إلى مسمار رابع فزهر و أنار فقال جبرئيل هذا مسمار الحسن فأسمره إلى جانب مسمار أبيه ثم ضرب بيده إلى مسمار خامس فزهر و أنار و أظهر النداوة فقال جبرئيل هذا مسمار الحسين فأسمره إلى جانب مسمار أبيه فقال نوح يا جبرئيل ما هذه النداوة فقال هذا الدم فذكر قصة الحسين ع و ما تعمل الأمة به فلعن الله قاتله و ظالمه و خاذله
50- ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن هارون عن ابن أبي نجران عن أبي هارون العبدي عن أبي عبد الله ع قال قال لبعض غلمانه في شيء جرى لئن انتهيت و إلا ضربتك ضرب الحمار قال جعلت فداك و ما ضرب الحمار قال إن نوحا ع لما أدخل السفينة من كل زوجين اثنين جاء إلى الحمار فأبى أن يدخل فأخذ جريدة من نخل فضربه ضربة واحدة و قال له عبسا شاطانا أي ادخل يا شيطان
51- ك، ]إكمال الدين[ محمد بن علي بن حاتم عن أحمد بن عيسى الوشاء عن أحمد بن طاهر عن محمد بن يحيى بن سهل عن علي بن الحارث عن سعد بن منصور الجواشني عن أحمد بن علي البديلي عن أبيه عن سدير الصيرفي عن أبي عبد الله ع قال لما استنزل نوح ع العقوبة على قومه بعث الله عز و جل الروح الأمين ع بسبعة نوايات فقال يا نبي الله إن الله تبارك و تعالى يقول لك إن هؤلاء خلائقي و عبادي و لست أبيدهم بصاعقة من صواعقي إلا بعد تأكيد الدعوة و إلزام الحجة فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك فإني مثيبك عليه و اغرس هذا النوى فإن لك في نباتها و بلوغها و إدراكها إذا أثمرت الفرج و الخلاص فبشر بذلك من تبعك من المؤمنين فلما نبتت الأشجار و تأزرت و تسوقت و تغصنت و أثمرت و زها الثمر عليها بعد زمن طويل استنجز من الله سبحانه العدة فأمره الله تبارك و تعالى أن يغرس من نوى تلك الأشجار و يعاود الصبر و الاجتهاد و يؤكد الحجة على قومه و أخبر بذلك الطوائف التي آمنت به فارتد منهم ثلاث مائة رجل و قالوا لو كان ما يدعيه نوح حقا لما وقع في وعد ربه خلف ثم إن الله تبارك و تعالى لم يزل يأمره عند كل مرة أن يغرسها تارة بعد أخرى إلى أن غرسها سبع مرات فما زالت تلك الطوائف ترتد منهم طائفة بعد طائفة إلى أن عاد إلى نيف و سبعين رجلا فأوحى الله عز و جل عند ذلك إليه و قال الآن أسفر الصبح عن الليل لعينك حين صرح الحق عن محضه و صفا من الكدر بارتداد من كانت طينته خبيثة فلو أني أهلكت الكفار و أبقيت من قد ارتد من الطوائف التي كانت آمنت بك لما كنت صدقت و عدي السابق للمؤمنين الذين أخلصوا التوحيد من قومك و اعتصموا بحبل نبوتك بأن أستخلفهم في الأرض و أمكن لهم دينهم و أبدل خوفهم بالأمن لكي تخلص العبادة لي بذهاب الشك من قلوبهم فكيف يكون الاستخلاف و التمكين و تبدل الخوف بالأمن مني لهم مع ما كنت أعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا و خبث طينتهم و سوء سرائرهم التي كانت نتائج النفاق و شبوح الضلالة فلو أنهم تنسموا مني الملك الذي أوتي المؤمنين وقت الاستخلاف إذا أهلكت أعداؤهم لنشقوا روائح صفاته و لاستحكمت سرائر نفاقهم و تأبد خبال ضلالة قلوبهم و كاشفوا إخوانهم بالعداوة و حاربوهم على طلب الرئاسة و التفرد بالأمر و النهي و كيف يكون التمكين في الدين و انتشار الأمر في المؤمنين مع إثارة الفتن و إيقاع الحروب كلا ف اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَ وَحْيِنا
بيان قال الفيروزآبادي الأزر الإحاطة و القوة و الضعف ضد و التقوية و الموازرة أن يقوي الزرع بعضه بعضا فيلتف و التأزير التغطية و التقوية و نصر مؤزر بالغ شديد و قال سوق الشجر تسويقا صار ذا ساق انتهى فالمراد بقوله ع تأزرت تقوت و التفت و بقوله تسوقت قوي ساقها و بقوله تغصنت كثرت و قويت أغصانها و زهو الثمرة احمرارها و اصفرارها. قوله ع حين صرح الحق إما بتخفيف الراء المضمومة أي خلص أو بالتشديد أي بين و المحض الخالص من كل شيء و على التقديرين يضمن معنى الانكشاف أو الكشف و شبوح الضلالة بالباء الموحدة و الحاء المهملة جمع شبح بالتحريك و هو الشخص أو بالسين المهملة و النون بمعنى الظهور أو بالخاء المعجمة جمع سنخ بالكسر بمعنى الأصل أو بمعنى الرسوخ و في بعض النسخ شيوخ جمع الشيخ و على التقادير لا يخلو من تكلف و تنسم النسيم تشممه و نشقه كقرحه شمه و الخبال الجنون و الفساد و الحاصل أن هذه الفتن لتخليص المؤمنين عن المنافقين و ظهور ما كتموه من الشرك و الفساد لكي لا يفسدوا في الأرض بعد ظهور دولة الحق باختلاطهم بالمؤمنين
52- سن، ]المحاسن[ القاسم الزيات عن أبان بن عثمان عن مؤمن بن العلاء عن أبي عبد الله ع قال لما حسر الماء عن عظام الموتى فرأى ذلك نوح ع فجزع جزعا شديدا و اغتم لذلك فأوحى الله إليه أن كل العنب الأسود ليذهب غمك
53- شي، ]تفسير العياشي[ عن إسماعيل الجعفي عن أبي جعفر ع قال كانت شريعة نوح ع أن يعبد الله بالتوحيد و الإخلاص و خلع الأنداد و هي الفطرة التي فطر الناس عليها و أخذ ميثاقه على نوح ع و النبيين أن يعبدوا الله و لا يشركوا به شيئا و أمره بالصلاة و الأمر و النهي و الحرام و الحلال و لم يفرض عليه أحكام حدود و لا فرض مواريث فهذه شريعته فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً يدعوهم سرا و علانية فلما أبوا و عتوا قال رب إني مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ فأوحى الله إليه أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ فلذلك قال نوح وَ لا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً و أوحى الله إليه أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ
54- شي، ]تفسير العياشي[ عن المفضل بن عمر قال كنت مع أبي عبد الله ع بالكوفة أيام قدم على أبي العباس فلما انتهينا إلى الكناسة فنظر عن يساره ثم قال يا مفضل هاهنا صلب عمي زيد رحمه الله ثم مضى حتى أتى طاق الزياتين و هو آخر السراجين فنزل فقال لي انزل فإن هذا الموضع كان مسجد الكوفة الأول الذي كان خطه آدم ع و أنا أكره أن أدخله راكبا فقلت له فمن غيره عن خطته فقال أما أول ذلك فالطوفان في زمن نوح ثم غيره بعد أصحاب كسرى و النعمان بن منذر ثم غيره زياد بن أبي سفيان فقلت له جعلت فداك و كانت الكوفة و مسجدها في زمن نوح فقال نعم يا مفضل و كان منزل نوح و قومه في قرية على متن الفرات مما يلي غربي الكوفة فقال و كان نوح رجلا نجارا فجعله الله نبيا و انتجبه و نوح أول من عمل سفينة تجري على ظهر الماء و إن نوحا لبث في قومه أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً يدعوهم إلى الهدى فيهزءون به و يسخرون منه فلما رأى ذلك منهم دعا عليهم فقال رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً إلى قوله إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً قال فأوحى الله إليه يا نوح اصنع الفلك و أوسعها و عجل عملها بِأَعْيُنِنا وَ وَحْيِنا فعمل نوح سفينة في مسجد الكوفة بيده يأتي بالخشب من بعد حتى فرغ منها قال مفضل ثم انقطع حديث أبي عبد الله ع عند زوال الشمس فقام فصلى الظهر ثم العصر ثم انصرف من المسجد فالتفت عن يساره و أشار بيده إلى موضع دار الداريين و هو في موضع دار ابن حكيم و ذلك فرات اليوم و قال لي يا مفضل هاهنا نصبت أصنام قوم نوح يغوث و يعوق و نسرا ثم مضى حتى ركب دابته فقلت له جعلت فداك في كم عمل سفينة نوح حتى فرغ منها قال في الدورين فقلت و كم الدوران قال ثمانون سنة قلت فإن العامة تقول عملها في خمسمائة عام قال فقال كلا كيف و الله يقول وَ وَحْيِنا
بيان يمكن حمل الاختلاف الواقع في زمان عمل السفينة على أنه لم يحسب في بعض الأخبار زمان بعض مقدمات عملها كتحصيل الخشب و نحو ذلك ثم إن الظاهر من الخبر أنه ع فسر الوحي هنا بالسرعة كما صرح الجوهري بمجيئه بهذا المعنى و حمله المفسرون على معناه المشهور قال الشيخ الطبرسي معناه و على ما أوحينا إليك من صفتها و حالها عن أبي مسلم و قيل المراد بوحينا أن اصنعها
-55 شي، ]تفسير العياشي[ عن عيسى بن عبد الله العلوي عن أبيه قال كانت السفينة مطبقة بطبق و كان معه خرزتان تضيء إحداهما بالنهار ضوء الشمس و تضيء إحداهما بالليل ضوء القمر و كانوا يعرفون وقت الصلاة و كان آدم معه في السفينة فلما خرج من السفينة صير قبره تحت المنارة بمسجد منى
بيان كون السفينة مطبقة مختلف فيه و الخرزتان رواهما العامة أيضا عن ابن عباس و أكثر أخبارنا تدل على كون قبره ع في الغري كما سيأتي في كتاب المزار إن شاء الله
56- شي، ]تفسير العياشي[ عن المفضل قال قلت لأبي عبد الله ع أ رأيت قول الله حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَ فارَ التَّنُّورُ ما هذا التنور و أنى كان موضعه و كيف كان فقال كان التنور حيث وصفت لك فقلت فكان بدو خروج الماء من ذلك التنور فقال نعم إن الله أحب أي يرى قوم نوح الآية ثم إن الله بعد أرسل عليهم مطرا يفيض فيضا و فاض الفرات أيضا و العيون كلهن فيضا فغرقهم الله و أنجى نوحا و من معه في السفينة فقلت له فكم لبث نوح ع و من معه في السفينة حتى نضب الماء و خرجوا منها فقال لبثوا فيها سبعة أيام و لياليها و طافت بالبيت ثم استوت على الجودي و هو فرات الكوفة فقلت له إن مسجد الكوفة لقديم فقال نعم و هو مصلى الأنبياء و لقد صلى فيه رسول الله ص حيث انطلق به جبرئيل على البراق فلما انتهى به إلى دار السلام و هو ظهر الكوفة و هو يريد بيت المقدس قال له يا محمد هذا مسجد أبيك آدم و مصلىالأنبياء فانزل فصل فيه فنزل رسول الله فصلى ثم انطلق به إلى بيت المقدس فصلى ثم إن جبرئيل ع عرج به إلى السماء
بيان في الكافي فأين كان موضعه و كيف كان فقال كان التنور في بيت عجوز مؤمنة في دبر قبلة ميمنة المسجد فقلت له فإن ذلك موضع زاوية باب الفيل اليوم فقلت له فكان بدو خروج الماء إلى آخر الخبر. قال الشيخ الطبرسي رحمه الله في التنور أقوال. أولها أنه تنور الخابزة و أنه تنور كان لآدم على نبينا و آله و عليه السلام فار الماء عنه علامة لنوح ع إذ نبع الماء من موضع غير معهود خروجه منه عن ابن عباس و الحسن و مجاهد ثم اختلف في ذلك فقال قوم إن التنور كان في دار نوح ع بعين وردة من أرض الشام و قال قوم بل كان في ناحية الكوفة و هو المروي عن أئمتنا ع. و ثانيهما أن التنور وجه الأرض عن ابن عباس و عكرمة و الزهري و اختاره الزجاج. و ثالثها أن معنى قوله وَ فارَ التَّنُّورُ طلع الفجر و ظهرت أمارات دخول النهار و تقضي الليل من قولهم نور الصبح تنويرا روي ذلك عن علي ع. و رابعها أن التنور أعلى الأرض و أشرفها و المعنى نبع الماء من الأمكنة المرتفعة فشبهت بالتنانير لعلوها عن قتادة. و خامسها أن فار التنور معناه اشتد غضب الله عليهم و وقعت نقمته بهم كما تقول العرب حمي الوطيس إذا اشتد الحرب انتهى. أقول الأظهر هو الوجه الأول لوروده في الأخبار المعتبرة و ما سيأتي من خبر الأعمش لا يصلح لمعارضتها. ثم اعلم أنه اختلف في مدة مكثهم في السفينة قال الشيخ الطبرسي بعد إيراد هذه الرواية و في رواية أخرى أن السفينة استقلت بما فيها فجرت على ظهر الماء مائة و خمسين يوما بلياليها ثم قال و قيل إن سفينة نوح سارت لعشر مضين من رجب فسارت ستة أشهر حتى طافت الأرض كلها لا تستقر في موضع حتى أتت الحرم فطافت بموضع الكعبة أسبوعا و كان الله سبحانه رفع البيت إلى السماء ثم سارت بهم حتى انتهت إلى الجودي و هو جبل بأرض الموصل فاستقرت عليه اليوم العاشر من المحرم انتهى. و ذكر صاحب الكامل نحوا مما ذكره أخيرا. و قال المسعودي كان ركوبهم في السفينة يوم الجمعة لتسع عشرة ليلة خلت من آذار ثم أغرق الله جميع الأرض خمسة أشهر
57- شي، ]تفسير العياشي[ عن الحسن بن علي عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال جاءت امرأة نوح إليه و هو يعمل السفينة فقالت له إن التنور قد خرج منه ماء فقام إليه مسرعا حتى جعل الطبق عليه فختمه بخاتمه فقام الماء فلما فرغ نوح من السفينة جاء إلى خاتمه ففضه و كشف الطبق ففار الماء
58- شي، ]تفسير العياشي[ أبو عبيدة الخزاعي عن أبي جعفر ع قال مسجد كوفان فيه فار التنور و نجرت السفينة و هو سرة بابل و مجمع الأنبياء
59- شي، ]تفسير العياشي[ عن سلمان الفارسي عن أمير المؤمنين ع في حديث له في فضل مسجد الكوفة فيه نجر نوح سفينته و فيه فارَ التَّنُّورُ و به كان بيت نوح و مسجده
60- شي، ]تفسير العياشي[ عن الأعمش يرفعه إلى علي ع في قوله حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَ فارَ التَّنُّورُ فقال أما و الله ما هو تنور الخبز ثم أومأ بيده إلى الشمس فقال طلوعها
61- شي، ]تفسير العياشي[ عن إسماعيل بن جابر الجعفي عن أبي عبد الله ع قال صنعها في مائة سنة ثم أمره أن يحمل فيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ الأزواج الثمانية التي خرج بها آدم ع من الجنة ليكون معيشة لعقب نوح في الأرض كما عاش عقب آدم فإن الأرض تغرق و ما فيها إلا ما كان معه في السفينة قال فحمل نوح في السفينة الأزواج الثمانية التي قال الله وَ أَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَ مِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ وَ مِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَ مِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ فكان زوجين من الضأن زوج يربيها الناس و يقومون بأمرها و زوج من الضأن التي تكون في الجبال الوحشية أحل لهم صيدها و من المعز اثنين زوج يربيها الناس و زوج من الضباء و من البقر اثنين زوج يربيه الناس و زوج هو البقر الوحشي و من الإبل زوجين و هي البخاتي و العراب و كل طير وحشي أو إنسي ثم غرفت الأرض
بيان قرأ حفص مِنْ كُلٍّ بالتنوين و الباقون أضافوا و فسرهما المفسرون بالذكر و الأنثى و قالوا على القراءة الثانية معناه احمل اثنين من كل زوجين أي من كل صنف ذكر و صنف أنثى و لا يخفى أن تفسيره ع ينطبق على القراءتين من غير تكلف
62- شي، ]تفسير العياشي[ عن إبراهيم عن أبي عبد الله ع أن نوحا حمل الكلب في السفينة و لم يحمل ولد الزنا
63- شي، ]تفسير العياشي[ عن عبيد الله الحلبي عنه ع قال ينبغي لولد الزنا أن لا تجوز له شهادة و لا يؤم بالناس لم يحمله نوح في السفينة و قد حمل فيه الكلب و الخنزير
64- شي، ]تفسير العياشي[ عن حمران عن أبي جعفر ع في قول الله وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ قال كانوا ثمانية
بيان قال الطبرسي رحمه الله هم ثمانون إنسانا في قول المكثرين و قيل اثنان و سبعون رجلا و امرأة و بنوه الثلاثة و نساؤهم فهم ثمانية و سبعون نفسا و حمل معه جسد آدم ع عن مقاتل و قيل عشرة أنفس عن ابن إسحاق و قيل ثمانية أنفس عن ابن جريح و قتادة و روي ذلك عن أبي عبد الله ع و قيل سبعة أنفس عن الأعمش انتهى. و قال في موضع آخر
روى الشيخ أبو جعفر في كتاب النبوة بإسناده عن حنان بن سدير عن أبي عبد الله ع قال آمن مع نوح من قومه ثمانية نفر
65- فس، ]تفسير القمي[ أحمد بن إدريس عن البزنطي عن أبان عن موسى بن أكيل عن العلاء بن سيابة عن أبي عبد الله ع في قول الله وَ نادى نُوحٌ ابْنَهُ فقال ليس بابنه إنما هو ابنه من زوجته على لغة طي يقولون لابن المرأة ابنه
66- شي، ]تفسير العياشي[ عن موسى بن العلاء بن سيابة عن أبي عبد الله ع في قول الله وَ نادى نُوحٌ ابْنَهُ قال ليس بابنه إنما هو ابن امرأته و هو لغة طي يقولون لابن امرأة ابنه قال نوح رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ إلى الْخاسِرِينَ
67- شي، ]تفسير العياشي[ عن زرارة عن أبي جعفر ع في قول نوح يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا قال ليس بابنه قال قلت إن نوحا قال يا بني قال فإن نوحا قال ذلك و هو لا يعلم
68- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ بعض أصحابنا عن علي بن شجرة عن بشير النبال عن أبي عبد الله ع قال قال النبي ص إن الجبال تطاولت لسفينة نوح ع و كان الجودي أشد تواضعا فحط الله بها على الجودي
69- شي، ]تفسير العياشي[ عن إبراهيم بن أبي العلاء عن غير واحد عن أحدهما قال لما قال الله يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَ يا سَماءُ أَقْلِعِي قال الأرض إنما أمرت أن أبلع مائي أنا فقط و لم أومر أن أبلع ماء السماء قال فبلعت الأرض ماءها و بقي ماء السماء فصير بحرا حول الدنيا
-70 شي، ]تفسير العياشي[ عن عبد الرحمن بن الحجاج عن أبي عبد الله ع في قوله يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ قال نزلت بلغة الهند اشربي
71- شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير عن أبي الحسن موسى ع قال قال يا أبا محمد إن الله أوحى إلى الجبال إني واضع سفينة نوح على جبل منكن في الطوفان فتطاولت و شمخت و تواضع جبل عندكم بالموصل يقال له الجودي فمرت السفينة تدور في الطوفان على الجبال كلها حتى انتهت إلى الجودي فوقعت عليه فقال نوح بارات قني بارات قني قال قلت جعلت فداك أي شيء هذا الكلام فقال اللهم أصلح اللهم أصلح
72- شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير عن أبي الحسن موسى ع قال كان نوح في السفينة فلبث فيها ما شاء الله و كانت مأمورة فخلى سبيلها نوح فأوحى الله إلى الجبال إني واضع سفينة عبدي نوح على جبل منكم فتطاولت الجبال و شمخت غير الجودي و هو جبل بالموصل فضرب جؤجؤ السفينة الجبل فقال نوح عند ذلك يا ماريا أتقن و هو بالعربية رب أصلح
73- كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم رفعه عن أبي بصير عن أبي الحسن موسى ع قال يا أبا محمد إن نوحا ع كان في السفينة و كان فيها ما شاء الله و كانت السفينة مأمورة فطافت بالبيت و هو طواف النساء فخلى سبيلها نوح فأوحى الله عز و جل إلى الجبال إني واضع سفينة نوح عبدي على جبل منكن فتطاولت و شمخت و تواضع الجودي و هو جبل عندكم فضربت السفينة بجؤجؤها الجبل قال فقال نوح عند ذلك يا ماري أتقن و هو بالسريانية رب أصلح
-74 شي، ]تفسير العياشي[ و روى كثير النواء عن أبي جعفر ع يقول سمع نوح صرير السفينة على الجودي فخاف عليها فأخرج رأسه من كوة كانت فيها فرفع يده و أشار بإصبعه و هو يقول رهمان أتقن و تأويله يا رب أحسن
بيان قال الطبرسي رحمه الله قال الزجاج الجودي جبل بناحية آمد و قال غيره بقرب جزيرة الموصل و قال أبو مسلم الجودي اسم لكل جبل و أرض صلبة انتهى. أقول يظهر من بعض الأخبار أنه كان بقرب الكوفة و ربما أشعر بعضها بأنه الغري ثم روى الطبرسي خبر أبي بصير من كتاب النبوة ثم قال و في رواية أخرى يا رهمان أتقن و تأويله يا رب أحسن
75- شي، ]تفسير العياشي[ عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله ع قال لما ركب نوح في السفينة قِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
76- ني، ]الغيبة للنعماني[ سلامة بن محمد عن علي بن داود القمي عن الصفار عن أبي عيسى عن بعض رجاله عن أبي عبد الله ع قال سأل نوح ع ربه أن ينزل على قومه العذاب فأوحى الله إليه أن يغرس نواة من النخل فإذا بلغت فأثمرت و أكل منها أهلك قومه و أنزل عليهم العذاب فغرس نوح النواة و أخبر أصحابه بذلك فلما بلغت النخلة و أثمرت و اجتنى نوح منها و أكل و أطعم أصحابه قالوا له يا نبي الله الوعد الذي وعدتنا فدعا نوح ربه و سأله الوعد الذي وعده فأوحى إليه أن يعيد الغرس ثانية حتى إذا بلغ النخل و أثمر فأكل منه أنزل عليهم العذاب فأخبر نوح ع أصحابه بذلك فصاروا ثلاث فرق فرقة ارتدت و فرقة نافقت و فرقة ثبتت مع نوح ففعل نوح ذلك حتى إذا بلغت النخلة و أثمرت و أكل منها نوح و أطعم أصحابه قالوا يا نبي الله الوعد الذي وعدتنا فدعا نوح ربه فأوحى إليه أن يغرس غرسه الثالثة فإذا بلغ و أثمر أهلك قومه فأخبر أصحابه فافترقوا ثلاث فرق فرقة ارتدت و فرقة نافقت و فرقة ثبتت معه حتى فعل نوح ذلك عشر مرات و فعل الله ذلك بأصحابه به الذين يبقون معه فيفترقون كل فرقة ثلاث فرق على ذلك فلما كان في العاشرة جاء إليه رجل من أصحابه الخاص و المؤمنون فقالوا يا نبي الله فعلت بنا ما وعدت أو لم تفعل فأنت صادق نبي مرسل لا نشك فيك و لو فعلت ذلك بنا قال فعند ذلك من قولهم أهلكهم الله لقول نوح و أدخل الخاص معه السفينة فنجاهم الله تعالى و نجى نوحا معهم بعد ما صفوا و ذهب الكدر منهم
77- أقول روى الشيخ الطبرسي رحمه الله من كتاب النبوة مرفوعا عن أبي عبد الله ع قال لما أن بعث الله نوحا دعا قومه علانية فلما سمع عقب هبة الله بن آدم تصديق ما في أيديهم من العلم و عرفوا أن العلم الذي في أيديهم هو العلم الذي جاء به نوح صدقوه و سلموا له فأما ولد قابيل فإنهم كذبوه و قالوا إن الجن كانوا قبلنا فبعث الله إليهم ملكان فلو أراد أن يبعث إلينا لبعث إلينا ملكا من الملائكة
78- يب، ]تهذيب الأحكام[ أحمد بن محمد عن يعقوب بن عبد الله عن إسماعيل بن زيد عن الكاهلي عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع في ذكر مسجد الكوفة منه سارت سفينة نوح و كان فيه نسر و يغوث و يعوق
79- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن الوشاء عن البطائني عن أبي الحسن ع قال إن سفينة نوح كانت مأمورة فطافت بالبيت حيث غرقت الأرض ثم أتت منى في أيامها ثم رجعت السفينة و كانت مأمورة و طافت بالبيت طواف النساء
أقول قال السيد بن طاوس في سعد السعود وجدت في التوراة المترجم أن الطوفان بقي على الأرض مائة و خمسين يوما و إن الذين كانوا معه في السفينة من الإنس بنوه الثلاثة سام و حام و يافث و نساؤهم و إن جميع أيام حياة نوح تسعمائة و خمسين سنة و إن حياته بعد الطوفان كانت ثلاث مائة و خمسين سنة. و روى من كتاب القصص لمحمد بن جرير الطبري أن الله تعالى أكرم نوحا بطاعته و العزلة لعبادته و كان طوله ثلاثمائة و ستين ذراعا بذراع زمانه و كان لباسه الصوف و لباس إدريس قبله الشعر و كان يسكن في الجبال و يأكل من نبات الأرض فجاءه جبرئيل ع بالرسالة و قد بلغ عمر نوح أربعمائة سنة و ستين سنة فقال له ما بالك معتزلا قال لأن قومي لا يعرفون الله فاعتزلت عنهم فقال له جبرئيل فجاهدهم فقال نوح لا طاقة لي بهم و لو عرفوني لقتلوني فقال له فإن أعطيت القوة كنت تجاهدهم قال وا شوقاه إلى ذلك فقال له نوح من أنت قال فصاح جبرئيل صيحة واحدة تداعت فأجابته الملائكة بالتلبية و رجت الأرض و قالت لبيك لبيك يا رسول رب العالمين قال فبقي نوح مرعوبا فقال له جبرئيل أنا صاحب أبويك آدم و إدريس و الرحمن يقرئك السلام و قد أتيتك بالبشارة و هذا ثوب الصبر و ثوب اليقين و ثوب النصرة و ثوب الرسالة و النبوة و آمرك أن تتزوج بعمورة بنت ضمران بن أخنوخ فإنها أول من تؤمن بك فمضى نوح يوم عاشوراء إلى قومه و في يده عصا بيضاء و كانت العصا تخبره بما يكن به قومه و كان رؤساؤهم سبعين ألف جبار عند أصنامهم في يوم عيدهم فنادى لا إله إلا الله آدم المصطفى و إدريس الرفيع و إبراهيم الخليل و موسى الكليم و عيسى المسيح خلق من روح القدس و محمد المصطفى آخر الأنبياء هو شهيدي عليكم إني قد بلغت الرسالة فارتجت الأصنام و خمدت النيران و أخذهم الخوف و قال الجبارون من هذا فقال نوح أنا عبد الله و ابن عبده بعثني رسولا إليكم و رفع صوته بالبكاء و قال إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ قال و سمعت عمورة كلام نوح فآمنت به فعاتبها أبوها و قال أ يؤثر فيك قول نوح في يوم واحد و أخاف أن يعرف الملك بك فيقتلك فقالت عمورة يا أبت أين عقلك و فضلك و حلمك نوح رجل وحيد ضعيف يصيح فيكم تلك الصيحة فيجري عليكم ما يجري فتوعدها فلم ينفع فأشار عليه أهل بيته بحبسها و منعها الطعام فحبسها و بقيت في الحبس سنة و هم يسمعون كلامها فأخرجها بعد سنة و قد صار عليها نور عظيم و هي في أحسن حال فتعجبوا من حياتها بغير طعام فسألوها فقالت إنها استغاثت برب نوح ع و إن نوحا ع كان يحضر عندها بما تحتاج إليه ثم ذكر تزويجه بها و أنها ولدت له سام بن نوح لأن الرواية في غير هذا الكتاب تضمنت أنه كان لنوح ع امرأتان اسم واحدة رابعا و هي الكافرة فهلكت و حمل نوح معه في السفينة امرأته المسلمة و قيل إن اسم المسلمة هيكل و قيل ما ذكره الطبري و يمكن أن يكون عمورة اسمها و هيكل صفتها بالزهد
80- أقول، روى الشيخ أحمد بن فهد في المهذب و غيره بأسانيدهم إلى المعلى بن خنيس عن الصادق ع أنه قال يوم النيروز هو اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح ع على الجودي الخبر
81- نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال علي ع صلى نبي الله نوح ع و من معه ستة أشهر قعودا لأن السفينة كانت تنكفئ بهم
82- دعوات الراوندي، قال لما ركب نوح ع في السفينة أبى أن يحمل العقرب معه فقال عاهدتك أن لا ألسع أحدا يقول سَلامٌ على محمد و آل محمد و عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ