الآيات الإسراء ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً. تفسير قال الطبرسي رحمه الله إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً معناه أن نوحا كان عبدا لله كثير الشكر و كان إذا لبس ثوبا أو أكل طعاما أو شرب ماء شكر الله تعالى و قال الحمد لله و قيل إنه كان يقول في ابتداء الأكل و الشرب بسم الله و في انتهائه الحمد لله
و روي عن أبي عبد الله و أبي جعفر ع أن نوحا كان إذا أصبح و أمسى قال اللهم إني أشهدك أن ما أصبح أو أمسى بي من نعمة في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك لك الحمد و لك الشكر بها علي حتى ترضى و بعد الرضى فهذا كان شكره
-1 ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عن علي بن الحسين ع قال أخذ الناس ثلاثة من ثلاثة أخذوا الصبر عن أيوب و الشكر عن نوح و الحسد عن بني يعقوب
2- ع، ]علل الشرائع[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن البزنطي عن أبان بن عثمان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال إن نوحا إنما سمي عَبْداً شَكُوراً لأنه كان يقول إذا أصبح و أمسى اللهم إني أشهد أنه ما أمسى و أصبح بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك لك الحمد و الشكر بها علي حتى ترضى إلهنا
3- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال كان نوح إذا أمسى و أصبح يقول أمسيت أشهد أنه ما أمسى بي من نعمة في دين أو دنيا فإنها من الله وحده لا شريك له له الحمد بها علي و الشكر كثيرا فأنزل الله إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً فهذا كان شكره
4- ع، ]علل الشرائع[ الدقاق عن الأسدي عن سهل عن عبد العظيم الحسني قال سمعت علي بن محمد العسكري ع يقول عاش نوح ع ألفين و خمسمائة سنة و كان يوما في السفينة نائما فهبت ريح فكشفت عورته فضحك حام و يافث فزجرهما سام و نهاهما عن الضحك و كان كلما غطى سام شيئا تكشفه الريح كشفه حام و يافث فانتبه نوح ع فرآهم و هم يضحكون فقال ما هذا فأخبره سام بما كان فرفع نوح ع يده إلى السماء يدعو و يقول اللهم غير ماء صلب حام حتى لا يولد له إلا السودان اللهم غير ماء صلب يافث فغير الله ماء صلبيهما فجميع السودان حيث كانوا من حام و جميع الترك و الصقالبة و يأجوج و مأجوج و الصين من يافث حيث كانوا و جميع البيض سواهم من سام و قال نوح ع لحام و يافث جعل ذريتكما خولا لذرية سام إلى يوم القيامة لأنه بر بي و عققتماني فلا زالت سمة عقوقكما لي في ذريتكما ظاهرة و سمة البر بي في ذرية سام ظاهرة ما بقيت الدنيا
بيان خولا أي خدما و مماليك. أقول روى الشيخ الطبرسي رحمه الله هذا الخبر من كتاب النبوة بهذا الإسناد ثم قال قال الشيخ أبو جعفر بن بابويه رحمه الله ذكر يافث في هذا الخبر غريب لم أروه إلا من هذا الطريق و جميع الأخبار التي رويتها في هذا المعنى فيها ذكر حام وحده و إنه ضحك لما انكشف عورة أبيه و إن ساما و يافثا كانا في ناحية فبلغهما ما صنع فأقبلا و معهما ثوب و هما معرضان و ألقيا عليه الثوب و هو نائم فلما استيقظ أوحى الله عز و جل إليه ما صنع حام فلعن حام و دعا عليه
5- ع، ]علل الشرائع[ الهمداني عن علي عن أبيه عن ابن مرار عن يونس عن العلاء عن محمد عن أبي عبد الله ع قال كان أبي يقول إن نوحا ع حين أمر بالغرس كان إبليس إلى جانبه فلما أراد أن يغرس العنب قال هذه الشجرة لي فقال له نوح ع كذبت فقال إبليس فما لي منها فقال نوح ع لك الثلثان فمن هناك طاب الطلاء على الثلث
6- ع، ]علل الشرائع[ بالإسناد إلى وهب قال لما خرج نوح ع من السفينة غرس قضبانا كانت معه في السفينة من النخل و الأعناب و سائر الثمار فأطعمت من ساعتها و كانت معه حبلة العنب و كانت آخر شيء أخرج حبلة العنب فلم يجدها نوح ع و كان إبليس قد أخذها فخباها فنهض نوح ع ليدخل السفينة فيلتمسها فقال له الملك الذي معه اجلس يا نبي الله ستؤتى بها فجلس نوح ع فقال له الملك إن لك فيها شريكا في عصيرها فأحسن مشاركته قال نعم له السبع و لي ستة أسباع قال له الملك أحسن فأنت محسن قال نوح ع له السدس و لي خمسة أسداس قال له الملك أحسن فأنت محسن قال نوح ع له الخمس و لي الأربعة الأخماس قال له الملك أحسن فأنت محسن قال نوح ع له الربع و لي ثلاثة أرباع قال الملك أحسن فأنت محسن قال فله النصف و لي النصف و لي التصرف قال له الملك أحسن فأنت محسن قال ع لي الثلث و له الثلثان فرضي فما كان فوق الثلث من طبخها فلإبليس و هو حظه و ما كان من الثلث فما دونه فهو لنوح ع و هو حظه و ذلك الحلال الطيب ليشرب منه
7- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن محمد بن شاذان عن أحمد بن عثمان عن محمد بن محمد بن الحارث عن صالح بن سعيد عن عبد الهيثم عن المسيب عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال إبليس لنوح ع لك عندي يد سأعلمك خصالا قال نوح و ما يدي عندك قال دعوتك على قومك حتى أهلكهم الله جميعا فإياك و الكبر و إياك و الحرص و إياك و الحسد فإن الكبر هو الذي حملني على أن تركت السجود لآدم فأكفرني و جعلني شيطانا رجيما و إياك و الحرص فإن آدم أبيح له الجنة و نهي عن شجرة واحدة فحمله الحرص على أن أكل منها و إياك و الحسد فإن ابن آدم حسد أخاه فقتله فقال نوح فأخبرني متى تكون أقدر على ابن آدم قال عند الغضب
8- كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي نصر عن أبان عن زرارة عن أبي جعفر ع قال لما هبط نوح ع من السفينة غرس غرسا فكان فيما غرس النخلة ثم رجع إلى أهله فجاء إبليس لعنه الله فقلعها ثم إن نوحا ع عاد إلى غرسه فوجده على حاله و وجد النخلة قد قلعت و وجد إبليس عندها فأتاه جبرئيل ع فأخبره أن إبليس لعنه الله قلعها فقال نوح ع لإبليس لعنه الله ما دعاك إلى قلعها فو الله ما غرست غرسا أحب إلي منها و و الله لا أدعها حتى أغرسها و قال إبليس لعنه الله و أنا و الله لا أدعها حتى أقلعها فقال له اجعل لي منها نصيبا قال فجعل له منها الثلث فأبى أن يرضى فجعل له النصف فأبى أن يرضى و أبى نوح ع أن يزيده فقال جبرئيل ع لنوح يا رسول الله أحسن فإن منك الإحسان فعلم نوح ع أنه قد جعل الله له عليها سلطانا فجعل نوح له الثلثين فقال أبو جعفر ع فإذا أخذت عصيرا فاطبخه حتى يذهبا الثلثان نصيب الشيطان فكل و اشرب حينئذ
9- كا، ]الكافي[ أبو علي الأشعري عن الحسن بن علي الكوفي عن عثمان بن عيسى عن سعيد بن يسار عن أبي عبد الله ع قال إن إبليس نازع نوحا في الكرم فأتاه جبرئيل ع فقال له إن له حقا فأعطه فأعطاه الثلث فلم يرض إبليس ثم أعطاه النصف فلم يرض فطرح جبرئيل نارا فأحرقت الثلثين و بقي الثلث فقال ما أحرقت النار فهو نصيبه و ما بقي فهو لك يا نوح