1- ج، ]الإحتجاج[ روي عن موسى بن جعفر ع عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي ع أن يهوديا من يهود الشام و أحبارهم كان قد قرأ التوراة و الإنجيل و الزبور و صحف الأنبياء ع و عرف دلائلهم جاء إلى مجلس فيه أصحاب رسول الله ص و فيهم علي بن أبي طالب ع و ابن عباس و أبو معبد الجهني فقال يا أمة محمد ما تركتم لنبي درجة و لا لمرسل فضيلة إلا نحلتموها نبيكم فهل تجيبوني عما أسألكم عنه فكاع القوم عنه فقال علي بن أبي طالب ع نعم ما أعطى الله عز و جل نبيا درجة و لا مرسلا فضيلة إلا و قد جمعها لمحمد ص و زاد محمدا ص على الأنبياء أضعافا مضاعفة فقال له اليهودي فهل أنت مجيبني قال له نعم سأذكر لك اليوم من فضائل رسول الله ص ما يقر الله به أعين المؤمنين و يكون فيه إزالة لشك الشاكين في فضائله إنه عليه الصلاة و السلام كان إذا ذكر لنفسه فضيلة قال و لا فخر و أنا أذكر لك فضائله غير مزر بالأنبياء و لا منتقص لهم و لكن شكر الله عز و جل على ما أعطى محمدا ص مثل ما أعطاهم و ما زاده الله و ما فضله عليهم فقال له اليهودي إني أسألك فأعد له جوابا فقال له علي ع هات قال له اليهودي هذا آدم ع أسجد الله له ملائكته فهل فعل بمحمد شيئا من هذا فقال له علي ع لقد كان ذلك و لئن أسجد الله لآدم ملائكته فإن سجودهم لم يكن سجود طاعة أنهم عبدوا آدم من دون الله عز و جل و لكن اعترفوا لآدم بالفضيلة و رحمة من الله له و محمد ص أعطي ما هو أفضل من هذا إن الله تعالى صلى عليه في جبروته و الملائكة بأجمعها و تعبد المؤمنين بالصلاة عليه فهذه زيادة له يا يهودي قال له اليهودي فإن آدم تاب الله عليه من بعد خطيئته قال له علي ع لقد كان كذلك و محمد ص نزل فيه ما هو أكبر من هذا من غير ذنب أتى قال الله عز و جل لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ إن محمدا غير مواف في القيامة بوزر و لا مطلوب فيها بذنب قال له اليهودي فإن هذا إدريس ع رفعه الله عز و جل مكانا عليا و أطعمه من تحف الجنة بعد وفاته قال له علي ع لقد كان كذلك و محمد ص أعطي ما هو أفضل من هذا إن الله جل ثناؤه قال فيه وَ رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ فكفى بهذا من الله رفعة و لئن أطعم إدريس من تحف الجنة بعد وفاته فإن محمدا ص أطعم في الدنيا في حياته بينما يتضور جوعا فأتاه جبرئيل بجام من الجنة فيه تحفة فهلل الجام و هللت التحفة في يده و سبحا و كبرا و حمدا فناولها أهل بيته ففعل الجام مثل ذلك فهم أن يناولها بعض أصحابه فتناولها جبرئيل ع فقال له كلها فإنها تحفة من الجنة أتحفك الله بها و إنها لا تصلح إلا لنبي أو وصي نبي فأكل ص و أكلنا معه و إني لأجد حلاوتها ساعتي هذه فقال له اليهودي فهذا نوح ع صبر في ذات الله عز و جل و أعذر قومه إذ كذب قال له علي ع لقد كان كذلك و محمد ص صبر في ذات الله و أعذر قومه إذ كذب
و شرد و حصب بالحصى و علاه أبو لهب بسلا شاة فأوحى الله تبارك و تعالى إلى جابيل ملك الجبال أن شق الجبال و انته إلى أمر محمد ص فأتاه فقال له إني قد أمرت لك بالطاعة فإن أمرت أن أطبق عليهم الجبال فأهلكتهم بها قال عليه الصلاة و السلام إنما بعثت رحمة رب اهد أمتي فإنهم لا يعلمون ويحك يا يهودي إن نوحا لما شاهد غرق قومه رق عليهم رقة القرابة و أظهر عليهم شفقة فقال رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي فقال الله تبارك و تعالى اسمه إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ أراد جل ذكره أن يسليه بذلك و محمد ص لما علنت من قومه المعاندة شهر عليهم سيف النقمة و لم تدركه فيهم رقة القرابة و لم ينظر إليهم بعين مقت قال له اليهودي فإن نوحا دعا ربه فهطلت له السماء بماء منهمر قال له ع لقد كان كذلك و كانت دعوته دعوة غضب و محمد ص هطلت له السماء بماء منهمر رحمة إنه ع لما هاجر إلى المدينة أتاه أهلها في يوم جمعة فقالوا له يا رسول الله ص احتبس القطر و اصفر العود و تهافت الورق فرفع يده المباركة حتى رئي بياض إبطيه و ما ترى في السماء سحابة فما برح حتى سقاهم الله حتى أن الشاب المعجب بشبابه لتهمه نفسه في الرجوع إلى منزله فما يقدر من شدة السيل فدام أسبوعا فأتوه في الجمعة الثانية فقالوا يا رسول الله لقد تهدمت الجدر و احتبس الركب و السفر فضحك عليه الصلاة و السلام و قال هذه سرعة ملالة ابن آدم ثم قال اللهم حوالينا و لا علينا اللهم في أصول الشيح و مراتع البقع فرئي حوالي المدينة المطر يقطر قطرا و ما يقع في المدينة قطرة لكرامته على الله عز و جل قال له اليهودي فإن هذا هود ع قد انتصر الله له من أعدائه بالريح فهل فعل بمحمد ص شيئا من هذا قال له علي ع لقد كان كذلك و محمد ص أعطي ما هو أفضل من هذا إن الله عز و جل ذكره قد انتصر له من أعدائه بالريح يوم الخندق إذ أرسل عليهم ريحا تذرو الحصى و جنودا لم يروها فزاد الله تبارك و تعالى محمدا ص على هود بثمانية آلاف ملك و فضله على هود بأن ريح عاد ريح سخط و ريح محمد ص ريح رحمة قال الله تبارك و تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها قال له اليهودي فإن هذا صالح أخرج الله له ناقة جعلها لقومه عبرة قال علي ع لقد كان كذلك و محمد عليه و آله السلام أعطي ما هو أفضل من ذلك إن ناقة صالح لم تكلم صالحا و لم تناطقه و لم تشهد له بالنبوة و محمد ص بينما نحن معه في بعض غزواته إذا هو ببعير قد دنا ثم رغا فأنطقه الله عز و جل فقال يا رسول الله إن فلانا استعملني حتى كبرت و يريد نحري فأنا أستعيذ بك منه فأرسل رسول الله ص إلى صاحبه فاستوهبه منه فوهبه له و خلاه و لقد كنا معه فإذا نحن بأعرابي معه ناقة له يسوقها و قد استسلم للقطع لما زور عليه من الشهود فنطقت له الناقة فقالت يا رسول الله إن فلانا مني بريء و إن الشهود يشهدون عليه بالزور و إن سارقي فلان اليهودي قال له اليهودي فإن هذا إبراهيم قد تيقظ بالاعتبار على معرفة الله تعالى و أحاطت دلالته بعلم الإيمان به قال له علي ع لقد كان كذلك و أعطي محمد ص أفضل من ذلك قد تيقظ بالاعتبار على معرفة الله تعالى و أحاطت دلالته بعلم الإيمان به و تيقظ إبراهيم و هو ابن خمس عشرة سنة و محمد ص كان ابن سبع سنين قدم تجار من النصارى فنزلوا بتجارتهم بين الصفا و المروة فنظر إليه بعضهم فعرفه بصفته و نعته و خبر مبعثه و آياته ص
فقالوا له يا غلام ما اسمك قال محمد قالوا ما اسم أبيك قال عبد الله قالوا ما اسم هذه و أشاروا بأيديهم إلى الأرض قال الأرض قالوا فما اسم هذه و أشاروا بأيديهم إلى السماء قال السماء قالوا فمن ربهما قال الله ثم انتهرهم و قال أ تشككونني في الله عز و جل ويحك يا يهودي لقد تيقظ بالاعتبار على معرفة الله عز و جل مع كفر قومه إذ هو بينهم يستقسمون بالأزلام و يعبدون الأوثان و هو يقول لا إله إلا الله قال اليهودي فإن إبراهيم ع حجب عن نمرود بحجب ثلاثة فقال علي ع لقد كان كذلك و محمد ص حجب عمن أراد قتله بحجب خمس فثلاثة بثلاثة و اثنان فضل قال الله عز و جل و هو يصف أمر محمد ص فقال وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا فهذا الحجاب الأول وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فهذا الحجاب الثاني فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ فهذا الحجاب الثالث ثم قال وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً فهذا الحجاب الرابع ثم قال فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ فهذه حجب خمسة قال له اليهودي فإن إبراهيم ع قد بهت الذي كفر ببرهان نبوته قال له علي ع لقد كان كذلك و محمد ص أتاه مكذب بالبعث بعد الموت و هو أبي بن خلف الجمحي معه عظم نخر ففركه ثم قال يا محمد مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ فأنطق الله محمدا ص بمحكم آياته و بهته ببرهان نبوته فقال يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ فانصرف مبهوتا قال له اليهودي فإن هذا إبراهيم جذ أصنام قومه غضبا لله عز و جل قال له علي ع لقد كان كذلك و محمد ص قد نكس عن الكعبة ثلاثمائة و ستين صنما و نفاها من جزيرة العرب و أذل من عبدها بالسيف قال له اليهودي فإن هذا إبراهيم ع قد أضجع ولده وَ تَلَّهُ لِلْجَبِينِ فقال
له علي ع لقد كان كذلك و لقد أعطي إبراهيم ع بعد الإضجاع الفداء و محمد ص أصيب بأفجع منه فجيعة إنه وقف عليه و آله الصلاة و السلام على عمه حمزة أسد الله و أسد رسوله و ناصر دينه و قد فرق بين روحه و جسده فلم يبين عليه حرقة و لم يفض عليه عبرة و لم ينظر إلى موضعه من قلبه و قلوب أهل بيته ليرضي الله عز و جل بصبره و يستسلم لأمره في جميع الفعال و قال ص لو لا أن تحزن صفية لتركته حتى يحشر من بطون السباع و حواصل الطير و لو لا أن يكون سنة بعدي لفعلت ذلك قال له اليهودي فإن إبراهيم ع قد أسلمه قومه إلى الحريق فصبر فجعل الله عز و جل النار عليه بردا و سلاما فهل فعل بمحمد شيئا من ذلك قال له علي ع لقد كان كذلك و محمد ص لما نزل بخيبر سمته الخيبرية فستر الله السم في جوفه بردا و سلاما إلى منتهى أجله فالسم يحرق إذا استقر في الجوف كما أن النار تحرق فهذا من قدرته لا تنكره قال له اليهودي فإن هذا يعقوب ع أعظم في الخير نصيبه إذ جعل الأسباط من سلالة صلبه و مريم ابنة عمران من بناته قال له علي ع لقد كان كذلك و محمد ص أعظم في الخير نصيبا منه إذ جعل فاطمة ع سيدة نساء العالمين من بناته و الحسن و الحسين من حفدته قال له اليهودي فإن يعقوب ع قد صبر على فراق ولده حتى كاد يحرض من الحزن قال له علي ع لقد كان كذلك و كان حزن يعقوب حزنا بعده تلاق و محمد ص قبض ولده إبراهيم قرة عينه في حياة منه و خصه بالاختبار ليعظم له الادخار فقال ص تحزن النفس و يجزع القلب و إنا عليك يا إبراهيم لمحزونون و لا نقول ما يسخط الرب في كل ذلك يؤثر الرضا عن الله عز ذكره و الاستسلام له في جميع الفعال فقال اليهودي فإن هذا يوسف ع قاسى مرارة الفرقة و حبس في السجن توقيا للمعصية فألقي في الجب وحيدا قال له علي ع لقد كان كذلك و محمد ص قاسى مرارة الغربة و فارق الأهل و الأولاد و المال مهاجرا من حرم الله تعالى و أمنه فلما رأى الله عز و جل كآبته و استشعاره الحزن أراه تبارك و تعالى اسمه رؤيا توازي رؤيا يوسف ع في تأويلها و أبان للعالمين صدق تحقيقها فقال لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَ مُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ و لئن كان يوسف ع حبس في السجن فلقد حبس رسول الله ص نفسه في الشعب ثلاثة سنين و قطع منه أقاربه و ذوو الرحم و ألجئوه إلى أضيق المضيق فلقد كادهم الله عز و جل له كيدا مستبينا إذ بعث أضعف خلقه فأكل عهدهم الذي كتبوه بينهم في قطيعة رحمه و لئن كان يوسف ع ألقي في الجب فلقد حبس محمد ص نفسه مخافة عدوه في الغار حتى قال لصاحبه لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا و مدحه الله بذلك في كتابه فقال له اليهودي فهذا موسى بن عمران ع آتاه الله التوراة التي فيها حكم قال له علي ع لقد كان كذلك و محمد ص أعطي ما هو أفضل منه أعطى محمدا ص سورة البقرة و المائدة بالإنجيل و طواسين و طه و نصف المفصل و الحواميم بالتوراة و أعطى نصف المفصل و التسابيح بالزبور و أعطى سورة بني إسرائيل و براءة بصحف إبراهيم ع و صحف موسى ع و زاد الله عز ذكره محمدا ص السبع الطوال و فاتحة الكتاب و هي السبع المثاني و القرآن العظيم و أعطى الكتاب و الحكمة قال له اليهودي فإن موسى ع ناجاه الله عز و جل على طور سيناء قال له علي ع لقد كان كذلك و لقد أوحى الله عز و جل إلى محمد ص عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى فمقامه في السماء محمود و عند منتهى العرش مذكور قال له اليهودي فلقد ألقى الله على موسى ع محبة منه قال له علي ع
لقد كان كذلك و لقد أعطى الله محمدا ص ما هو أفضل منه لقد ألقى الله عز و جل عليه محبة منه فمن هذا الذي يشركه في هذا الاسم إذ تم من الله عز و جل به الشهادة فلا تتم الشهادة إلا أن يقال أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله ينادى به على المنابر فلا يرفع صوت بذكر الله عز و جل إلا رفع بذكر محمد ص معه قال له اليهودي لقد أوحى الله إلى أم موسى لفضل منزلة موسى ع عند الله عز و جل قال علي ع لقد كان كذلك و لقد لطف الله جل ثناؤه لأم محمد ص بأن أوصل إليها اسمه حتى قالت أشهد و العالمون أن محمدا ص منتظر و شهد الملائكة على الأنبياء أنهم أثبتوه في الأسفار و بلطف من الله عز و جل ساقه إليها و وصل إليها اسمه لفضل منزلته عنده حتى رأت في المنام أنه قيل لها إنما في بطنك سيد فإذا ولدته فسميه محمدا ص فاشتق الله له اسما من أسمائه فالله محمود و هذا محمد ص قال له اليهودي فإن هذا موسى بن عمران قد أرسله الله إلى فرعون و أراه الْآيَةَ الْكُبْرى قال له علي ع لقد كان كذلك و محمد ص أرسله إلى فراعنة شتى مثل أبي جهل بن هشام و عتبة بن ربيعة و شيبة و أبي البختري و النضر بن الحارث و أبي بن خلف و منبه و نبيه ابني الحجاج و إلى الخمسة المستهزءين الوليد بن المغيرة المخزومي و العاص بن وائل السهمي و الأسود بن عبد يغوث الزهري و الأسود بن المطلب و الحارث بن الطلاطلة فأراهم الآيات فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حتى تبين لهم أنه الحق قال له اليهودي لقد انتقم الله لموسى ع من فرعون قال له علي ع لقد كان كذلك و لقد انتقم الله جل اسمه لمحمد ص من الفراعنة فأما المستهزءون فقد قال الله تعالى إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ فقتل الله كل واحد منهم بغير قتلة صاحبه في يوم واحد فأما الوليد بن المغيرة فمر بنبل لرجل من خزاعة قد راشه و وضعه في الطريق فأصابه شظية منه فانقطع أكحله حتى أدماه فمات و هو يقول قتلني رب محمد ص و أما العاص بن وائل فإنه خرج في حاجة له إلى موضع فتدهده تحته حجر فسقط فتقطع قطعة قطعة فمات و هو يقول قتلني رب محمد ص و أما الأسود بن عبد يغوث فإنه خرج يستقبل ابنه زمعة فاستظل بشجرة فأتاه جبرئيل ع فأخذ رأسه فنطح به الشجرة فقال لغلامه امنع عني هذا فقال ما أرى أحدا يصنع بك شيئا إلا نفسك فقتله و هو يقول قتلني رب محمد و أما الأسود بن المطلب فإن النبي ص دعا عليه أن يعمي الله بصره و أن يثكله ولده فلما كان في ذلك اليوم خرج حتى صار إلى موضع فأتاه جبرئيل بورقة خضراء فضرب بها وجهه فعمي و بقي حتى أثكله الله عز و جل ولده و أما الحارث بن الطلاطلة فإنه خرج من بيته في السموم فتحول حبشيا فرجع إلى أهله فقال أنا الحارث فغضبوا عليه فقتلوه و هو يقول قتلني رب محمد ص
و روي أن الأسود بن الحارث أكل حوتا مالحا فأصابه العطش فلم يزل يشرب الماء حتى انشق بطنه فمات و هو يقول قتلني رب محمد كل ذلك في ساعة واحدة و ذلك أنهم كانوا بين يدي رسول الله ص فقالوا له يا محمد ننتظر بك إلى الظهر فإن رجعت عن قولك و إلا قتلناك فدخل النبي ص في منزله فأغلق عليه بابه مغتما لقولهم فأتاه جبرئيل ع عن الله ساعته فقال له يا محمد السلام يقرأ عليك السلام و هو يقول فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ يعني أظهر أمرك لأهل مكة و ادعهم إلى الإيمان قال يا جبرئيل كيف أصنع بالمستهزءين و ما أوعدوني قال له إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ قال يا جبرئيل كانوا الساعة بين يدي قال قد كفيتهم فأظهر أمره عند ذلك و أما بقيتهم من الفراعنة فقتلوا يوم بدر بالسيف و هزم الله الجمع و ولوا الدبر قال له اليهودي فإن هذا موسى بن عمران قد أعطي العصا فكانت تتحول ثعبانا قال له علي ع لقد كان كذلك و محمد ص أعطي ما هو أفضل من هذا إن رجلا كان يطالب أبا جهل بن هشام بدين ثمن جزور قد اشتراه فاشتغل عنه و جلس يشرب فطلبه الرجل فلم يقدر عليه فقال له بعض المستهزءين من تطلب قال عمرو بن هشام يعني أبا جهل لي عليه دين قال فأدلك على من يستخرج الحقوق قال نعم فدله على النبي ص و كان أبو جهل يقول ليت لمحمد إلي حاجة فأسخر به و أرده فأتى الرجل النبي ص فقال له يا محمد بلغني أن بينك و بين عمرو بن هشام حسن و أنا أستشفع بك إليه فقام معه رسول الله ص فأتى بابه فقال له قم يا أبا جهل فأد إلى الرجل حقه و إنما كناه أبا جهل ذلك اليوم فقام مسرعا حتى أدى إليه حقه فلما رجع إلى مجلسه قال له بعض أصحابه فعلت ذلك فرقا من محمد قال ويحكم أعذروني إنه لما أقبل رأيت عن يمينه رجالا بأيديهم حراب تتلألأ و عن يساره ثعبانان تصطك أسنانهما و تلمع النيران من أبصارهما لو امتنعت لم آمن أن يبعجوا بالحراب بطني و يقضمني الثعبانان هذا أكبر مما أعطي ثعبان بثعبان موسى ع و زاد الله محمدا ص ثعبانا و ثمانية أملاك معهم الحراب و لقد كان النبي ص يؤذي قريشا بالدعاء فقام يوما فسفه أحلامهم و عاب دينهم و شتم أصنامهم و ضلل آباءهم فاغتموا من ذلك غما شديدا فقال أبو جهل و الله للموت خير لنا من الحياة فليس فيكم معاشر قريش أحد يقتل محمدا فيقتل به فقالوا له لا قال فأنا أقتله فإن شاءت بنو عبد المطلب قتلوني به و إلا تركوني قالوا إنك إن فعلت ذلك اصطنعت إلى أهل الوادي معروفا لا تزال تذكر به
قال إنه كثير السجود حول الكعبة فإذا جاء و سجد أخذت حجرا فشدخته به فجاء رسول الله ص فطاف بالبيت أسبوعا ثم صلى و أطال السجود فأخذ أبو جهل حجرا فأتاه من قبل رأسه فلما أن قرب منه أقبل فحل من قبل رسول الله فاغرا فاه نحوه فلما أن رآه أبو جهل فزع منه و ارتعدت يده و طرح الحجر فشدخ رجله فرجع مدمى متغير اللون يفيض عرقا فقال له أصحابه ما رأينا كاليوم قال ويحكم أعذروني فإنه أقبل من عنده فحل فكاد يبتلعني فرميت بالحجر فشدخت رجلي قال له اليهودي فإن موسى ع قد أعطي اليد البيضاء فهل فعل بمحمد شيء من هذا قال له علي ع لقد كان كذلك و محمد ص أعطي ما هو أفضل من هذا إن نورا كان يضيء عن يمينه حيثما جلس و عن يساره أينما جلس و كان يراه الناس كلهم قال له اليهودي فإن موسى ع قد ضرب له في البحر طريق فهل فعل بمحمد شيء من هذا فقال له علي ع لقد كان كذلك و محمد ص أعطي ما هو أفضل من هذا خرجنا معه إلى حنين فإذا نحن بواد يشخب فقدرناه فإذا هو أربع عشرة قامة فقالوا يا رسول الله العدو من ورائنا و الوادي أمامنا كما قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ فنزل رسول الله ص ثم قال اللهم إنك جعلت لكل مرسل دلالة فأرني قدرتك و ركب ص فعبرت الخيل لا تندى حوافرها و الإبل لا تندى أخفافها فرجعنا فكان فتحنا فتحا قال له اليهودي فإن موسى ع قد أعطي الحجر فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قال له علي ع لقد كان كذلك و محمد ص لما نزل الحديبية و حاصره أهل مكة قد أعطي ما هو أفضل من ذلك و ذلك أن أصحابه شكوا إليه الظمأ و أصابهم ذلك حتى التفت خواصر الخيل فذكروا له ص ذلك فدعا بركوة يمانية ثم نصب يده المباركة فيها فتفجرت من بين أصابعه عيون الماء فصدرنا و صدرت الخيل رواء و ملأنا كل مزادة و سقاء و لقد كنا معه بالحديبية و إذا ثم قليب جافة فأخرج ع سهما من كنانته فناوله البراء بن عازب فقال له اذهب بهذا السهم إلى تلك القليب الجافة فاغرسه فيها ففعل ذلك فتفجرت منه اثنتا عشرة عينا من تحت السهم و لقد كان يوم الميضاة عبرة و علامة للمنكرين لنبوته كحجر موسى حيث دعا بالميضاة فنصب يده فيها ففاضت بالماء و ارتفع حتى توضأ منه ثمانية آلاف رجل و شربوا حاجتهم و سقوا دوابهم و حملوا ما أرادوا قال له اليهودي فإن موسى ع قد أعطي المن و السلوى فهل أعطي محمد ص نظير هذا قال له علي ع لقد كان كذلك و محمد ص أعطي ما هو أفضل من هذا إن الله عز و جل أحل له الغنائم و لأمته و لم تحل لأحد قبله فهذا أفضل من المن و السلوى ثم زاده أن جعل النية له و لأمته عملا صالحا و لم يجعل لأحد من الأمم ذلك قبله فإذا هم أحدهم بحسنة و لم يعملها كتبت له حسنة و إن عملها كتبت له عشرة قال له اليهودي فإن موسى ع قد ظلل عليه الغمام قال له علي ع لقد كان كذلك و قد فعل ذلك لموسى ع في التيه و أعطي محمد ص أفضل من هذا إن الغمامة كانت تظلله من يوم ولد إلى يوم قبض في حضره و أسفاره فهذا أفضل مما أعطي موسى ع قال له اليهودي فهذا داود قد ألان الله عز و جل له الحديد فعمل منه الدروع قال له ع لقد كان كذلك و محمد ص أعطي ما هو أفضل منه إنه لين
الله عز و جل له الصم الصخور الصلاب و جعلها غارا و لقد غارت الصخرة تحت يده ببيت المقدس لينة حتى صارت كهيئة العجين قد رأينا ذلك و التمسناه تحت رايته قال له اليهودي فإن هذا داود بكى على خطيئته حتى سارت الجبال معه لخوفه قال له علي ع لقد كان كذلك و محمد ص أعطي ما هو أفضل من هذا إنه كان إذا قام إلى الصلاة سمع لصدره و جوفه أزيز كأزيز المرجل على الأثافي من شدة البكاء و قد أمنه الله عز و جل من عقابه فأراد أن يتخشع لربه ببكائه و يكون إماما لمن اقتدى به و لقد قام عليه و آله السلام عشر سنين على أطراف أصابعه حتى تورمت قدماه و اصفر وجهه يقوم الليل أجمع حتى عوتب في ذلك فقال الله عز و جل طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى بل لتسعد به و لقد كان يبكي حتى يغشى عليه فقيل له يا رسول الله أ ليس الله عز و جل قد غفر لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر قال بلى أ فلا أكون عبدا شكورا و لئن سارت الجبال و سبحت معه لقد عمل محمد ص ما هو أفضل من هذا إذ كنا معه على جبل حراء إذ تحرك الجبل فقال له قر فليس عليك إلا نبي و صديق شهيد فقر الجبل مجيبا لأمره و منتهيا إلى طاعته و لقد مررنا معه بجبل و إذا الدموع تخرج من بعضه فقال له النبي ص ما يبكيك يا جبل فقال يا رسول الله كان المسيح مر بي و هو يخوف الناس بنار وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ فأنا أخاف أن أكون من تلك الحجارة قال له لا تخف تلك حجارة الكبريت فقر الجبل و سكن و هدأ و أجاب لقوله ص قال له اليهودي فإن هذا سليمان أعطي ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فقال له علي ع لقد كان كذلك و محمد ص أعطي ما هو أفضل من هذا إنه هبط إليه ملك لم يهبط إلى الأرض قبله و هو ميكائيل فقال له يا محمد عش ملكا منعما و هذه مفاتيح خزائن الأرض معك و تسير معك جبالها ذهبا و فضة لا ينقص لك فيما ادخر لك في الآخرة شيء فأومأ إلى جبرئيل عليه السلام و كان خليله من الملائكة فأشار إليه أن تواضع فقال بل أعيش نبيا عبدا آكل يوما و لا آكل
يومين و ألحق بإخواني من الأنبياء من قبلي فزاده الله تعالى الكوثر و أعطاه الشفاعة و ذلك أعظم من ملك من أولها إلى آخرها سبعين مرة و وعده المقام المحمود فإذا كان يوم القيامة أقعده الله تعالى على العرش فهذا أفضل مما أعطي سليمان بن داود ع قال له اليهودي فإن هذا سليمان قد سخرت له الرياح فسارت في بلاده غُدُوُّها شَهْرٌ وَ رَواحُها شَهْرٌ فقال له علي ع لقد كان كذلك و محمد ص أعطي ما هو أفضل من هذا إنه أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى مسيرة شهر و عرج به في ملكوت السماوات مسيرة خمسين ألف عام في أقل من ثلث ليلة حتى انتهى إلى ساق العرش فدنا بالعلم فتدلى فدلي له من الجنة رفرف أخضر و غشي النور بصره فرأى عظمة ربه عز و جل بفؤاده و لم يرها بعينه فكان كقاب قوسين بينها و بينه أَوْ أَدْنى فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى فكان فيما أوحى إليه الآية التي في سورة البقرة قوله تعالى لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ إِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ و كانت الآية قد عرضت على الأنبياء من لدن آدم ع إلى أن بعث الله تبارك اسمه محمدا ص و عرضت على الأمم فأبوا أن يقبلوها من ثقلها و قبلها رسول الله ص و عرضها على أمته فقبلوها فلما رأى الله تبارك و تعالى منهم القبول علم أنهم لا يطيقونها فلما أن صار إلى ساق العرش كرر عليه الكلام ليفهمه فقال آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ فأجاب ص مجيبا عنه و عن أمته فقال وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ فقال جل ذكره لهم الجنة و المغفرة على أن فعلوا ذلك فقال النبي ص أما إذا فعلت بنا ذلك ف غُفْرانَكَ رَبَّنا وَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ يعني المرجع في الآخرة قال فأجاب الله جل ثناؤه و قد فعلت ذلك بك و بأمتك ثم قال عز و جل أما إذا قبلت الآية بتشديدها و عظم ما فيها و قد عرضتها على الأمم فأبوا أن يقبلوها و قبلتها أمتك فحق علي أن أرفعها عن أمتك فقال
لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ من خير وَ عَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ من شر فقال النبي ص لما سمع ذلك أما إذ فعلت ذلك بي و بأمتي فزدني قال سل قال رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا قال الله عز و جل لست أؤاخذ أمتك بالنسيان و الخطإ لكرامتك علي و كانت الأمم السالفة إذا نسوا ما ذكروا به فتحت عليهم أبواب العذاب و قد رفعت ذلك عن أمتك و كانت الأمم السالفة إذا أخطئوا أخذوا بالخطإ و عوقبوا عليه و قد رفعت ذلك عن أمتك لكرامتك علي فقال النبي ص اللهم إذ أعطيتني ذلك فزدني فقال الله تعالى له سل قال رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا يعني بالإصر الشدائد التي كانت على من كان قبلنا فأجابه الله إلى ذلك فقال تبارك اسمه قد رفعت عن أمتك الآصار التي كانت على الأمم السالفة كنت لا أقبل صلاتهم إلا في بقاع من الأرض معلومة اخترتها لهم و إن بعدت و قد جعلت الأرض كلها لأمتك مسجدا و طهورا فهذه من الآصار التي كانت على الأمم قبلك فرفعتها عن أمتك و كانت الأمم السالفة إذا أصابهم أذى من نجاسة قرضوها من أجسادهم و قد جعلت الماء لأمتك طهورا فهذه من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك و كانت الأمم السالفة تحمل قرابينها على أعناقها إلى بيت المقدس فمن قبلت ذلك منه أرسلت عليه نارا فأكلته فرجع مسرورا و من لم أقبل ذلك منه رجع مثبورا و قد جعلت قربان أمتك في بطون فقرائها و مساكينها فمن قبلت ذلك منه أضعفت ذلك له أضعافا مضاعفة و من لم أقبل ذلك منه رفعت عنه عقوبات الدنيا و قد رفعت ذلك عن أمتك و هي من الآصار التي كانت على من كان قبلك و كانت الأمم السالفة صلاتها مفروضة عليها في ظلم الليل و أنصاف النهار و هي من الشدائد التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك و فرضت عليهم صلواتهم في أطراف الليل و النهار و في أوقات نشاطهم و كانت الأمم السالفة قد فرضت عليهم خمسين صلاة في خمسين وقتا و هي من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك و جعلتها خمسا في خمسة أوقات و هي إحدى و خمسون ركعة و جعلت لهم أجر خمسين صلاة و كانت الأمم السالفة حسنتهم بحسنة و سيئتهم بسيئة و هي من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك و جعلت الحسنة بعشرة و السيئة بواحدة و كانت الأمم السالفة إذا نوى أحدهم حسنة ثم لم يعملها لم تكتب له و إن عملها كتبت له حسنة و إن أمتك إذا هم أحدهم بحسنة و لم يعملها كتبت له حسنة و إن عملها كتبت له عشرا و هي من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك و كانت الأمم السالفة إذا هم أحدهم بسيئة ثم لم يعملها لم تكتب عليه و إن عملها كتبت عليه سيئة و إن أمتك إذا هم أحدهم بسيئة ثم لم يعملها كتبت له حسنة و هذه من الآصار التي كانت عليهم فرفعت ذلك عن أمتك و كانت الأمم السالفة إذا أذنبوا كتبت ذنوبهم على أبوابهم و جعلت توبتهم من الذنوب أن حرمت عليهم بعد التوبة أحب الطعام إليهم و قد رفعت ذلك عن أمتك و جعلت ذنوبهم فيما بيني و بينهم و جعلت عليهم ستورا كثيفة و قبلت توبتهم بلا عقوبة و لا أعاقبهم بأن أحرم عليهم أحب الطعام إليهم و كانت الأمم السالفة يتوب أحدهم من الذنب الواحد مائة سنة أو ثمانين سنة أو خمسين سنة ثم لا أقبل توبته دون أن أعاقبه في الدنيا بعقوبة و هي من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك و إن الرجل من أمتك ليذنب عشرين سنة أو ثلاثين سنة أو أربعين سنة أو مائة سنة ثم يتوب و يندم طرفة العين فأغفر له ذلك كله فقال النبي ص اللهم إذ أعطيتني ذلك كله فزدني قال سل قال رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ فقال تبارك اسمه قد فعلت ذلك بأمتك و قد رفعت عنهم عظم بلايا الأمم و ذلك حكمي في جميع الأمم أن لا أكلف خلقا فوق طاقتهم فقال النبي ص وَ اعْفُ عَنَّا وَ اغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا قال الله عز و جل قد فعلت ذلك بتائبي أمتك ثم قال فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ قال الله عز اسمه إن أمتك في الأرض كالشامة البيضاء في الثور الأسود هم القادرون و هم القاهرون يستخدمون و لا يستخدمون لكرامتك
علي و حق علي أن أظهر دينك على الأديان حتى لا يبقى في شرق الأرض و غربها دين إلا دينك أو يؤدون إلى أهل دينك الجزية قال له اليهودي فإن هذا سليمان ع سخرت له الشياطين يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَ تَماثِيلَ قال له علي ع لقد كان كذلك و لقد أعطي محمد ص أفضل من هذا إن الشياطين سخرت لسليمان و هي مقيمة على كفرها و قد سخرت لنبوة محمد ص الشياطين بالإيمان فأقبل إليه الجن التسعة من أشرافهم من جن نصيبين و اليمن من بني عمرو بن عامر من الأحجة منهم شضاة و مضاة و الهملكان و المرزبان و المازمان و نضاة و هاصب و هاضب و عمرو و هم الذين يقول الله تبارك اسمه فيهم وَ إِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ و هم التسعة يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فأقبل إليه الجن و النبي ص ببطن النخل فاعتذروا بأنهم ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً و لقد أقبل إليه أحد و سبعون ألفا منهم فبايعوه على الصوم و الصلاة و الزكاة و الحج و الجهاد و نصح المسلمين فاعتذروا بأنهم قالوا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً و هذا أفضل مما أعطي سليمان سبحان من سخرها لنبوة محمد ص بعد أن كانت تتمرد و تزعم أن لله ولدا فلقد شمل مبعثه من الجن و الإنس ما لا يحصى قال له اليهودي فهذا يحيى بن زكريا يقال أنه أوتي الحكم صبيا و الحلم و الفهم و أنه كان يبكي من غير ذنب و كان يواصل الصوم قال له علي ع لقد كان كذلك و محمد ص أعطي ما هو أفضل من هذا إن يحيى بن زكريا كان في عصر لا أوثان فيه و لا جاهلية و محمد ص أوتي الحكم و الفهم صبيا بين عبدة الأوثان و حزب الشيطان و لم يرغب لهم في صنم قط و لم ينشط لأعيادهم و لم ير منه كذب قط ص و كان أمينا صدوقا حليما و كان يواصل صوم
الأسبوع و الأقل و الأكثر فيقال له في ذلك فيقول إني لست كأحدكم إني أظل عند ربي فيطعمني و يسقيني و كان يبكي ص حتى يبتل مصلاه خشية من الله عز و جل من غير جرم قال له اليهودي فإن هذا عيسى ابن مريم يزعمون أنه تكلم فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا قال له علي ع لقد كان كذلك و محمد ص سقط من بطن أمه واضعا يده اليسرى على الأرض و رافعا يده اليمنى إلى السماء يحرك شفتيه بالتوحيد و يدامن فيه نور رأى أهل مكة منه قصور بصرى من الشام و ما يليها و القصور الحمر من أرض اليمن و ما يليها و القصور البيض من إصطخر و ما يليها و لقد أضاءت الدنيا ليلة ولد النبي ص حتى فزعت الجن و الإنس و الشياطين و قالوا حدث في الأرض حدث و لقد رئيت الملائكة ليلة ولد تصعد و تنزل و تسبح و تقدس و تضطرب النجوم و تتساقط علامة لميلاده و لقد هم إبليس بالظعن في السماء لما رأى من الأعاجيب في تلك الليلة و كان له مقعد في السماء الثالثة و الشياطين يسترقون السمع فلما رأوا الأعاجيب أرادوا أن يسترقوا السمع فإذا هموا قد حجبوا من السماوات كلها و رموا بالشهب دلالة لنبوته ص قال له اليهودي فإن عيسى يزعمون أنه قد أبرأ الأكمه و الأبرص بإذن الله عز و جل فقال له علي ع لقد كان كذلك و محمد ص أعطي ما هو أفضل من ذلك أبرأ ذا العاهة من عاهته فبينما هو جالس ص إذ سأل عن رجل من أصحابه فقالوا يا رسول الله إنه قد صار من البلاء كهيئة الفرخ لا ريش عليه فأتاه ع فإذا هو كهيئة الفرخ من شدة البلاء فقال قد كنت تدعو في صحتك دعاء قال نعم كنت أقول يا رب أيما عقوبة معاقبي بها في الآخرة فعجلها لي في الدنيا فقال النبي ص أ لا قلت اللهم آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النَّارِ فقالها فكأنما نشط من عقال و قام صحيحا و خرج معنا و لقد أتاه رجل من جهينة أجذم يتقطع من الجذام فشكا إليه ص فأخذ قدحا من ماء
فتفل فيه ثم قال امسح به جسدك ففعل فبرأ حتى لم يوجد فيه شيء و لقد أتى أعرابي أبرص فتفل من فيه عليه فما قام من عنده إلا صحيحا و لئن زعمت أن عيسى ع أبرأ ذوي العاهات من عاهاتهم فإن محمدا ص بينا هو في بعض أصحابه إذا هو بامرأة فقالت يا رسول الله إن ابني قد أشرف على حياض الموت كلما أتيته بطعام وقع عليه التثاؤب فقام النبي ص و قمنا معه فلما أتيناه قال له جانب يا عدو الله ولي الله فأنا رسول الله فجانبه الشيطان فقام صحيحا و هو معنا في عسكرنا و لئن زعمت أن عيسى ع أبرأ العميان فإن محمدا ص قد فعل ما هو أكثر من ذلك إن قتادة بن ربعي كان رجلا صبيحا فلما أن كان يوم أحد أصابته طعنة في عينه فبدرت حدقته فأخذها بيده ثم أتى بها النبي ص فقال يا رسول الله إن امرأتي الآن تبغضني فأخذها رسول الله ص من يده ثم وضعها مكانها فلم تكن تعرف إلا بفضل حسنها و فضل ضوئها على العين الأخرى و لقد جرح عبد الله بن عتيك و بانت يده يوم ابن أبي الحقيق فجاء إلى النبي ص ليلا فمسح عليه يده فلم تكن تعرف من اليد الأخرى و لقد أصاب محمد بن مسلمة يوم كعب بن الأشرف مثل ذلك في عينه و يده فمسحه رسول الله فلم تستبينا و لقد أصاب عبد الله بن أنيس مثل ذلك في عينه فمسحها فما عرفت من الأخرى فهذه كلها دلالة لنبوته ص قال له اليهودي فإن عيسى ابن مريم يزعمون أنه قد أحيا الموتى بإذن الله تعالى قال له علي ع لقد كان كذلك و محمد ص سبحت في يده تسع حصيات تسمع نغماتها في جمودها و لا روح فيها لتمام حجة نبوته و لقد كلمته الموتى من بعد موتهم و استغاثوه مما خافوا من تبعته و لقد صلى بأصحابه ذات يوم فقال ما هاهنا من بني النجار أحد و صاحبهم محتبس على باب الجنة بثلاثة دراهم لفلان اليهودي و كان شهيدا و لئن زعمت أن عيسى ع كلم الموتى فلقد كان لمحمد ص ما هو أعجب من هذا إن النبي ص لما نزل بالطائف و حاصر أهلها بعثوا إليه بشاة مسلوخة مطلية بسم فنطق الذراع منها فقالت يا رسول الله لا تأكلني فإني مسمومة فلو كلمته البهيمة و هي حية لكانت من أعظم حجج الله عز و جل على المنكرين لنبوته فكيف و قد كلمته من بعد ذبح و سلخ و شي و لقد كان ص يدعو بالشجرة فتجيبه و تكلمه البهيمة و تكلمه السباع و تشهد له بالنبوة و تحذرهم عصيانه فهذا أكثر مما أعطي عيسى ع قال له اليهودي إن عيسى يزعمون أنه أنبأ قومه بما يأكلون و ما يدخرون في بيوتهم قال له علي ع لقد كان كذلك و محمد ص فعل ما هو أكثر من هذا إن عيسى ع أنبأ قومه بما كان من وراء حائط و محمد ص أنبأ عن مؤتة و هو عنها غائب و وصف حربهم و من استشهد منهم و بينه و بينهم مسيرة شهر و كان يأتيه الرجل يريد أن يسأله عن شيء فيقول ص تقول أو أقول فيقول بل قل يا رسول الله فيقول جئتني في كذا و كذا حتى يفرغ من حاجته و لقد كان ص يخبر أهل مكة بأسرارهم بمكة حتى لا يترك من أسرارهم شيئا منها ما كان بين صفوان بن أمية و بين عمير بن وهب إذا أتاه عمير فقال جئت في فكاك ابني فقال له كذبت بل قلت لصفوان و قد اجتمعتم في الحطيم و ذكرتم قتلى بدر و الله للموت خير لنا من البقاء مع ما صنع محمد ص بنا و هل حياة بعد أهل القليب فقلت أنت لو لا عيالي و دين علي لأرحتك من محمد فقال صفوان علي أن أقضي دينك و أن أجعل بناتك مع بناتي يصيبهن ما يصيبهن من خير أو شر فقلت أنت فاكتمها علي و جهزني حتى أذهب فأقتله فجئت لتقتلني فقال صدقت يا رسول الله فأنا أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله و أشباه هذا مما لا يحصى
قال له اليهودي فإن عيسى يزعمون أنه خلق مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فينفخ فيه فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ عز و جل فقال له علي ع لقد كان كذلك و محمد ص قد فعل ما هو شبيه بهذا أخذ يوم حنين حجرا فسمعنا للحجر تسبيحا و تقديسا ثم قال ص للحجر انفلق فانفلق ثلاث فلق نسمع لكل فلقة منها تسبيحا لا يسمع للأخرى و لقد بعث إلى شجرة يوم البطحاء فأجابته و لكل غصن منها تسبيح و تهليل و تقديس ثم قال لها انشقي فانشقت نصفين ثم قال لها التزقي فالتزقت ثم قال لها اشهدي لي بالنبوة فشهدت ثم قال لها ارجعي إلى مكانك بالتسبيح و التهليل و التقديس ففعلت و كان موضعها بجنب الجزارين بمكة قال له اليهودي فإن عيسى يزعمون أنه كان سياحا فقال له علي ع لقد كان كذلك و محمد ص كانت سياحته في الجهاد و استنفر في عشر سنين ما لا يحصى من حاضر و باد و أفنى فئاما عن العرب من منعوت بالسيف لا يداري بالكلام و لا ينام إلا عن دم و لا يسافر إلا و هو متجهز لقتال عدوه قال له اليهودي فإن عيسى يزعمون أنه كان زاهدا قال له علي ع لقد كان كذلك و محمد ص أزهد الأنبياء ع كان له ثلاث عشرة زوجة سوى من يطيف به من الإماء ما رفعت له مائدة قط و عليها طعام و ما أكل خبز بر قط و لا شبع من خبز شعير ثلاث ليال متواليات قط توفي و درعه مرهونة عند يهودي بأربعة دراهم ما ترك صفراء و لا بيضاء مع ما وطئ له من البلاد و مكن له من غنائم العباد و لقد كان يقسم في اليوم الواحد ثلاثمائة ألف و أربعمائة ألف و يأتيه السائل بالعشي فيقول و الذي بعث محمدا بالحق ما أمسى في آل محمد صاع من شعير و لا صاع من بر و لا درهم و لا دينار قال له اليهودي فإني أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا ص رسول الله و أشهد أنه ما أعطى الله نبيا درجة و لا مرسلا فضيلة إلا و قد جمعها لمحمد ص و زاد محمدا ص على الأنبياء صلوات الله عليهم أضعاف درجة فقال ابن عباس لعلي بن أبي طالب ع أشهد يا أبا الحسن أنك من الراسخين في العلم فقال ويحك و ما لي لا أقول ما قلت في نفس من استعظمه الله تعالى في عظمته جلت فقال وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ
إيضاح المقة بكسر الميم المحبة و التهافت التساقط و الشيح بالكسر نبت تنبت بالبادية قوله صلوات الله عليه و مراتع البقع البقع بالضم جمع الأبقع و هو ما خالط بياضه لون آخر و لعل المراد الغراب الأبقع فإنه يفر من الناس و يرتع في البوادي و يحتمل أن يكون في الأصل البقيع أو لفظ آخر و الظاهر أن فيه تصحيفا. قوله بحجب ثلاثة لعل المراد البطن و الرحم و المشيمة حيث أخفى حمله عن نمرود أو في الغار بثلاثة حجب أو أحدها عند الحمل و الثاني في الغار و الثالث في النار و المقمح الغاض بصره بعد رفع رأسه و اختلف في تفسير الآية فقيل إنه مثل ضربه الله تعالى للمشركين في إعراضهم عن الحق فمثلهم كمثل رجل غلت يداه إلى عنقه لا يمكنه أن يبسطهما إلى خير و رجل طامح برأسه لا يبصر موطئ قدميه و قيل إن المعنى بذلك ناس من قريش هموا بقتل النبي ص فصاروا هكذا و هذا الخبر يدل على الأخير و السبع الطوال على المشهور من البقرة إلى الأعراف و السابعة سورة يونس أو الأنفال و براءة جميعا لأنهما سورة واحدة عند بعض و المراد هنا ما يبقى بعد إسقاط البقرة و المائدة و براءة. و قوله و القرآن العظيم أريد به بقية القرآن أو المراد به الفاتحة أيضا و قوله و أعطي الكتاب إشارة إلى البقية. قوله ع في هذا الاسم يحتمل أن يكون المعنى أن اسمه ص يدل على أن الله تعالى ألقى محبته على العباد لدلالته على كونه محمودا في السماء و الأرض أو يكون المراد بالاسم الذكر فكثيرا ما يطلق عليه مجازا أو أن قوله إذ تم في قوة البدل من الاسم و الحاصل أنه من الذي يشركه في أن لا يتم الشهادة لله بالوحدانية إلا بذكر اسمه و الشهادة له بالنبوة كل هذا إذا قرئ من بالفتح و يمكن أن يقرأ بالكسر فيوجه بأحد الوجهين الأخيرين و النبل السهام العربية و يقال رشت السهم إذا ألزقت عليه الريش و الشظية الفلقة من العصا و نحوها و الأكحل عرق في اليد يفصد. قوله و روي الظاهر أنه كلام الطبرسي رحمه الله أدخله بين الخبر قوله أن يبعجوا بفتح العين أي أن يشقوا و الشدخ كسر الشيء الأجوف أي شدخت رأسه به و يقال فغر فاه أي فتحه. قوله و حتى التفت خواصر الخيل أي جنبتاها من شدة العطش قوله ع و جعلها غارا يدل على أنه ص ليلة الغار أحدث الغار و دخل فيه و لم يكن ثمة غار و أما صخرة بيت المقدس فكان ليلة المعراج. و أما قوله قد رأينا ذلك و التمسناه تحت رايته أي رأينا تحت رايته عليه الصلاة و السلام أمثال ذلك كثيرا و المراد بالراية العلامة أي رأى بعض الصحابة ذلك تحت علامته في بيت المقدس و يلوح لي أن فيه تصحيفا و كان في الأصل و جعلها هارا فيكون إشارة إلى ما سيأتي في أبواب معجزاته ص أن في غزوة الأحزاب بلغوا إلى أرض صلبة لا تعمل فيها المعاول فصب ص عليها ماء فصارت هائرة متساقطة فقوله قد رأينا ذلك إشارة إلى هذا. و قال الجزري فيه أنه كان يصلي و لجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء أي خنين من الجوف بالخاء المعجمة و هو صوت البكاء و قيل هو أن يجيش جوفه و يغلي بالبكاء انتهى و المرجل كمنبر القدر و الأثافي الأحجار يوضع عليها القدر و الرفرف ثياب خضر يتخذ منها المحابس و تبسط و كسر الخباء و جوانب الدرع و ما تدلى منها و ما تدلى من أغصان الأيكة و فضول المحابس و الفرش و كل ما
فضل فثني و الفراش ذكرها الفيروزآبادي. قوله ع فكان فيما أوحى إليه لعل المعنى أنه كانت تلك الآية فيما أوحى الله إليه قبل تلك الليلة ليتأتى تبليغها أمته و قبولهم لها فيكون ذكرها لبيان سبب ما أوحى إليه ص في هذا الوقت و يحتمل أن يكون التبليغ إلى أمير المؤمنين ع من ذلك المكان في تلك الليلة قبل الوصول إلى ساق العرش و يحتمل أن يكون التبليغ بعد النزول و يكون قوله فلما رأى الله تعالى منهم القبول أي علم الله منهم أنهم سيقبلونها و الأول أظهر و الثبور الهلاك و الخسران. قوله ع من الأحجة جمع حجيج بمعنى مقيم الحجة على مذهبه و في بعض النسخ من الأجنحة أي الرؤساء أو اسم قبيلة منهم قوله ع و شي أي بعد ما كان مشويا مطبوخا و مؤتة بضم الميم و سكون الهمزة و فتح التاء اسم موضع قتل فيها جعفر بن أبي طالب و سيأتي قصته و كيف أخبر النبي ص عن شهادته و غيرها و الفئام بالكسر مهموزا الجماعة الكثيرة كما ذكره اللغويون و قد فسر في بعض أخبارنا بمائة ألف. قوله ع مع ما وطئ له من البلاد على بناء المجهول من باب التفعيل أي مهد و ذلل و يسر له فتحها و الاستيلاء عليها من قولهم فراش وطيء أي لا يؤذي جنب النائم. قوله ع جلت معترضة ثنائية أي جلت عظمته عن البيان و الأظهر أنه كان في الأصل حيث قال فصحف و كذا الأظهر أن قوله نفس تصحيف نعت أو وصف