الآيات البقرة أَ لَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ أَلَّا تُقاتِلُوا قالُوا وَ ما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ قَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا وَ أَبْنائِنا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ وَ قالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً قالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَ نَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَ لَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ قالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَ زادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ وَ اللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ وَ قالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ بَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَ آلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ قالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَ مَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جاوَزَهُ هُوَ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قالُوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَ جُنُودِهِ قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَ اللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ وَ لَمَّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وَ جُنُودِهِ قالُوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ قَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَ الْحِكْمَةَ وَ عَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ وَ لَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَ لكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ.
تفسير قال الطبرسي رحمه الله هَلْ عَسَيْتُمْ أي لعلكم إن فرض عليكم المحاربة مع ذلك الملك أَلَّا تُقاتِلُوا أي لا تفوا بما تقولون و تجبنوا مِنْ دِيارِنا وَ أَبْنائِنا أي من أوطاننا و أهالينا بالسبي و القهر على نواحينا تَوَلَّوْا أي أعرضوا عن القتال إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ و هم الذين عبروا النهر قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً أي جعله ملكا و هو من ولد بنيامين و لم يكن من سبط النبوة و لا من سبط المملكة و سمي طالوت لطوله و يقال كان سقاء و قيل خربندجا و قيل دباغا و كانت النبوة في سبط لاوي و المملكة في سبط يهودا و قيل في سبط يوسف و قيل بعثه نبيا بعد أن جعله ملكا وَ زادَهُ بَسْطَةً أي فضيلة و سعة فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ و كان أعلم بني إسرائيل في وقته و أجملهم و أتمهم و أعظمهم جسما و أقواهم شجاعة و قيل كان إذا قام الرجل فبسط يده رافعا لها نال رأسه قال وهب كان ذلك قبل الملك و زاده ذلك بعد الملك فَلَمَّا فَصَلَ أي خرج من مكانه و قطع الطريق بالجنود اختلف في عددهم قيل كانوا ثمانين ألف مقاتل و قيل سبعين ألفا و ذلك أنهم لما رأوا التابوت أيقنوا بالنصر فتبادروا إلى الجهاد قالَ يعني طالوت إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ أي ممتحنكم و مختبركم و كان سبب ابتلائهم شكايتهم عن قلة الماء و خوف التلف من العطش و قيل إنما ابتلوا ليشكروا فيكثر ثوابهم و اختلف في النهر فقيل هو نهر بين الأردن و فلسطين و قيل نهر فلسطين فَلَيْسَ مِنِّي أي من أهل ولايتي و ممن يتبعني وَ مَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ أي لم يجد طعمه و لم يذق منه إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ أي إلا من أخذ من الماء مرة واحدة باليد و من قرأ غرفة بالضم و هو غير ابن كثير و أبو عمرو و أهل المدينة فمعناه إلا من شرب مقدار ملء كفه فَشَرِبُوا مِنْهُ أي أكثر من غرفة إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ و قيل إن الذين شربوا منه غرفة كانوا ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا و قيل أربعة آلاف رجل و نافق ستة و سبعون ألفا ثم نافق الأربعة آلاف إلا ثلاث مائة و بضعة عشر و قيل من استكثر من ذلك الماء عطش و من لم يشرب إلا غرفة روي و ذهب عطشه و رد طالوت عند ذلك العصاة منهم فلم يقطعوا معه النهر فَلَمَّا جاوَزَهُ أي فلما تخطى النهر طالوت و المؤمنون معه و روي أنه جاوز معه المؤمنون خاصة كانوا مثل عدد أهل بدر و قيل بل جاوز المؤمنون و الكافرون إلا أن الكافرين انعزلوا و بقي المؤمنون على عدد أهل بدر و هذا أقوى فلما رأوا كثرة جنود جالوت قالُوا أي الكفار منهم قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أي يستيقنون أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ أي راجعون إلى الله و إلى جزائه أو يظنون أنهم ملاقو الله بالقتل في تلك الوقعة و هم المؤمنون الذين عددهم عدة أهل بدر كَمْ مِنْ فِئَةٍ أي فرقة بِإِذْنِ اللَّهِ أي بنصره أَفْرِغْ عَلَيْنا أي أصبب علينا وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا حتى لا نفر وَ آتاهُ اللَّهُ أي داود الْمُلْكَ بعد قتل جالوت بسبع سنين وَ الْحِكْمَةَ قبل النبوة و لم يكن نبيا قبل قتله جالوت فجمع الله له الملك و النبوة عند موت طالوت في حالة واحدة لأنه لا يجوز أن يترأس من ليس بنبي على نبي و قيل يجوز ذلك إذا كان يفعل ما يفعل بأمره و مشورته وَ عَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ من أمور الدين و الدنيا منها صنعة الدروع فإنه كان يلين له الحديد كالشمع و قيل الزبور و الحكم بين الناس و كلام الطير و النمل و قيل الصوت الطيب و الألحان
1- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد و الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن هارون بن خارجة عن أبي بصير عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً قالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَ نَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ قال لم يكن من سبط النبوة و لا من سبط المملكة قالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ و قال إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ بَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَ آلُ هارُونَ فجاءت به الملائكة تحمله و قال الله جل ذكره إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَ مَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي فشربوا منه إلا ثلاث مائة و ثلاثة عشر رجلا منهم من اغترف و منهم من لم يشرب فلما برزوا قال الذين اغترفوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَ جُنُودِهِ و قال الذين لم يغترفوا كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَ اللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ
شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير مثله
2- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن سليمان عن أبي جعفر ع أنه قرأ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ بَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَ آلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ قال كانت تحمله في صورة البقرة
3- كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عمن أخبره عن أبي جعفر ع في قول الله تبارك و تعالى يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ بَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَ آلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ قال رضراض الألواح فيها العلم و الحكمة
4- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن النضر عن يحيى الحلبي عن هارون بن خارجة عن أبي بصير عن أبي جعفر ع أن بني إسرائيل بعد موسى عملوا بالمعاصي و غيروا دين الله و عتوا عن أمر ربهم و كان فيهم نبي يأمرهم و ينهاهم فلم يطيعوه و روي أنه إرميا النبي فسلط الله عليهم جالوت و هو من القبط فأذلهم و قتل رجالهم و أخرجهم من ديارهم و أخذ أموالهم و استعبد نساءهم ففزعوا إلى نبيهم و قالوا سل الله أن يبعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله و كانت النبوة في بني إسرائيل في بيت و الملك و السلطان في بيت آخر لم يجمع الله لهم النبوة و الملك في بيت واحد فمن ذلك قالوا ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فقال لهم نبيهم هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ أَلَّا تُقاتِلُوا قالُوا وَ ما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ قَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا وَ أَبْنائِنا و كان كما قال الله تبارك و تعالى فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ف قالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً فغضبوا من ذلك و قالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَ نَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَ لَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ و كانت النبوة في ولد لاوي و الملك في ولد يوسف و كان طالوت من ولد ابن يامين أخي يوسف لأمه لم يكن من بيت النبوة و لا من بيت المملكة فقال لهم نبيهم إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَ زادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ وَ اللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ و كان أعظمهم جسما و كان شجاعا قويا و كان أعلمهم إلا أنه كان فقيرا فعابوه بالفقر فقالوا لَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ ف قالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ بَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَ آلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ و كان التابوت الذي أنزله الله على موسى فوضعته فيه أمه و ألقته في اليم فكان في بني إسرائيل يتبركون به فلما حضر موسى الوفاة وضع فيه الألواح و درعه و ما كان عنده من آيات النبوة و أودعه يوشع وصيه فلم يزل التابوت بينهم حتى استخفوا به و كان الصبيان يلعبون به في الطرقات فلم يزل بنو إسرائيل في عز و شرف ما دام التابوت عندهم فلما عملوا بالمعاصي و استخفوا بالتابوت رفعه الله عنهم فلما سألوا النبي و بعث الله إليهم طالوت ملكا يقاتل معهم رد الله عليهم التابوت كما قال الله إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ بَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَ آلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ قال البقية ذرية الأنبياء و قوله فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فإن التابوت كان يوضع بين يدي العدو و بين المسلمين فتخرج منه ريح طيبة لها وجه كوجه الإنسان
حدثني أبي عن الحسين بن خالد عن الرضا ع أنه قال السكينة ريح من الجنة لها وجه كوجه الإنسان و كان إذا وضع التابوت بين يدي المسلمين و الكفار فإن تقدم التابوت رجل لا يرجع حتى يغلب أو يقتل و من رجع عن التابوت كفر و قتله الإمام فأوحى الله إلى نبيهم إن جالوت يقتله من يستوي عليه درع موسى ع و هو رجل من ولد لاوي بن يعقوب ع اسمه داود بن إيشا و كان إيشا راعيا و كان له عشرة بنين أصغرهم داود فلما بعث طالوت إلى بني إسرائيل و جمعهم لحرب جالوت بعث إلى إيشا أن احضر و أحضر ولدك فلما حضروا دعا واحدا واحدا من ولده فألبسه الدرع درع موسى ع فمنهم من طال عليه و منهم من قصر عنه فقال لإيشا هل خلفت من ولدك أحدا قال نعم أصغرهم تركته في الغنم راعيا فبعث إليه فجاء به فلما دعي أقبل و معه مقلاع قال فناداه ثلاث صخرات في طريقه فقالت يا داود خذنا فأخذها في مخلاته و كان شديد البطش قويا في بدنه شجاعا فلما جاء إلى طالوت ألبسه درع موسى فاستوى عليه ف فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ و قال لهم نبيهم يا بني إسرائيل إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ في هذه المفازة فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فليس من حزب الله و من لم يشرب فهو من الله إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فلما وردوا النهر أطلق الله لهم أن يغرف كل واحد منهم غرفة بيده فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فالذين شربوا منه كانوا ستين ألفا و هذا امتحان امتحنوا به كما قال الله
و روي عن أبي عبد الله ع أنه قال القليل الذين لم يشربوا و لم يغترفوا ثلاث مائة و ثلاثة عشر رجلا فلما جاوزوا النهر و نظروا إلى جنود جالوت قال الذين شربوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَ جُنُودِهِ و قال الذين لم يشربوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ فجاء داود ع فوقف بحذاء جالوت و كان جالوت على الفيل و على رأسه التاج و في جبهته ياقوتة يلمع نورها و جنوده بين يديه فأخذ داود ع من تلك الأحجار حجرا فرمى به في ميمنة جالوت فمر في الهواء فوقع عليهم فانهزموا و أخذ حجرا آخر فرمى به في ميسرة جالوت فوقع عليهم فانهزموا و رمى جالوت بحجر فصكت الياقوتة في جبهته و وصلت إلى دماغه و وقع إلى الأرض ميتا و هو قوله فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ قَتَلَ داوُدُ جالُوتَ
بيان قوله و روي من كلام المصنف أدخل بين الخبر قوله البقية ذرية الأنبياء كأنه هكذا فهم ما سيأتي من رواية أبي المحسن و في تلك الرواية يحتمل أن يكون تفسيرا للملائكة أي الملائكة الحاملون للتابوت حقيقة هم الأوصياء من ذرية الأنبياء و أطلقت الملائكة عليهم مجازا و على ما رواه يحتمل أن يكون المراد كون ذكرهم و بيان فضلهم في التابوت أو يكون في بمعنى مع. و قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ اختلف في ذلك النبي فقيل اسمه شمعون بن صفية من ولد لاوي عن السدي و قيل هو يوشع و قيل هو إشمويل و هو بالعربية إسماعيل عن أكثر المفسرين و هو المروي عن أبي جعفر ع ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اختلف في سبب سؤالهم ذلك فقيل كان سببه استذلال الجبابرة لهم لما ظهروا على بني إسرائيل و غلبوهم على كثير من ديارهم و سبوا كثيرا من ذراريهم بعد أن كانت الخطايا قد كثرت في بني إسرائيل فبعث إليهم إشمويل نبيا فقالوا له إن كنت صادقا ف ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عن الربيع و الكلبي و قيل أرادوا قتال العمالقة فسألوا ملكا يكون أميرا عليهم و قيل بعث الله إشمويل نبيا فلبثوا أربعين سنة بأحسن حال ثم كان من أمر جالوت و العمالقة ما كان فقالوا لإشمويل ابْعَثْ لَنا مَلِكاً ثم قال رحمه الله قيل كان التابوت في أيدي أعداء بني إسرائيل من العمالقة غلبوهم عليه لما مرج أمر بني إسرائيل و حدث فيهم الأحداث ثم انتزعه الله من أيديهم و رده على بني إسرائيل تحمله الملائكة عن ابن عباس و وهب و روي ذلك عن أبي عبد الله ع و قيل كان التابوت الذي أنزله الله على آدم فيه صور الأنبياء فتوارثته أولاد آدم ع و كان في بني إسرائيل يستفتحون به على عدوهم و قال قتادة كان في برية التيه خلفه هناك يوشع بن نون تحمله الملائكة إلى بني إسرائيل و قيل كان قد التابوت ثلاثة أذرع في ذراعين عليه صفائح الذهب و كان من شمشاد و كانوا يقدمونه في الحروب و يجعلونه أمام جندهم فإذا سمع من جوفه أنين زف تابوت أي سار و كان الناس يسيرون خلفه فإذا سكن الأنين وقف فوقفوا
-5 ب، ]قرب الإسناد[ ابن عيسى عن ابن أسباط عن أبي الحسن ع قال السكينة ريح تخرج من الجنة لها صورة كصورة الإنسان و رائحة طيبة و هي التي أنزلت على إبراهيم ع فأقبلت تدور حول أركان البيت و هو يضع الأساطين قلنا هي من التي قال فيه سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ بَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَ آلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ قال تلك السكينة كانت في التابوت و كانت فيها طست يغسل فيها قلوب الأنبياء و كان التابوت يدور في بني إسرائيل مع الأنبياء ع ثم أقبل علينا فقال فما تابوتكم قلنا السلاح قال صدقتم هو تابوتكم الخبر
6- مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن علي بن النعمان عن هارون بن خارجة عن أبي بصير عن أبي جعفر ع في قوله عز و جل فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ قال كان القليل ستين ألفا
شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير مثله
7- مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن محمد العطار عن الأشعري عن السندي بن محمد عن العلاء عن محمد عن أبي جعفر ع قال السكينة الإيمان
8- مع، ]معاني الأخبار[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن هاشم عن ابن مرار عن يونس عن أبي الحسن ع قال سألته فقلت جعلت فداك ما كان تابوت موسى و كم كان سعته قال ثلاث أذرع في ذراعين قلت ما كان فيه قال عصا موسى و السكينة قلت و ما السكينة قال روح الله يتكلم كانوا إذا اختلفوا في شيء كلمهم و أخبرهم ببيان ما يريدون
-9 ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن إسماعيل بن همام عن الرضا ع أنه قال لرجل أي شيء السكينة عندكم فلم يدر القوم ما هي فقالوا جعلنا الله فداك ما هي قال ريح تخرج من الجنة طيبة لها صورة كصورة الإنسان تكون مع الأنبياء ع و هي التي أنزلت على إبراهيم ع حين بنى الكعبة فجعلت تأخذ كذا و كذا و بنى الأساس عليها
بيان قال الطبرسي رحمه الله اختلف في السكينة فقيل إن السكينة التي فيه كانت ريحا هفافة من الجنة لها وجه كوجه الإنسان عن علي ع و قيل كان له جناحان و رأس كرأس الهرة من الزبرجد و الزمرد عن مجاهد و روي ذلك في أخبارنا و قيل كان فيه آية يسكنون إليها عن عطا و قيل روح من الله يكلمهم بالبيان عند وقوع الاختلاف عن وهب و اختلف في البقية أيضا فقيل إنها عصا موسى و رضاض الألواح عن ابن عباس و قتادة و السدي و هو المروي عن أبي جعفر ع و قيل هي التوراة و شيء من ثياب موسى ع عن الحسن و قيل و كان فيه لوحان أيضا من التوراة و قفيز من المن الذي كان ينزل عليهم و نعلا موسى و عمامة هارون و عصاه هذه أقوال أهل التفسير في السكينة و البقية. و الظاهر أن السكينة أمنة و طمأنينة جعلها الله سبحانه فيه ليسكن إليه بنو إسرائيل و البقية جائز أن يكون بقية من العلم أو شيئا من علامات الأنبياء و جائز أن يتضمنهما جميعا و أما قوله تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ فقيل حملته الملائكة بين السماء و الأرض حتى رآه بنو إسرائيل عيانا عن ابن عباس و الحسن و قيل لما غلب الأعداء على التابوت أدخلوه بيت الأصنام فأصبحت أصنامهم منكسة فأخرجوه و وضعوه ناحية من المدينة فأخذهم وجع في أعناقهم و كل موضع وضعوه ظهر فيه بلاء و موت و وباء فأشير عليهم بأن يخرجوا التابوت فأجمع رأيهم على أن يأتوا به و يحملوه على عجلة و يشدوها إلى ثورين ففعلوا ذلك و أرسلوا الثورين فجاءت الملائكة و ساقوا الثورين إلى بني إسرائيل انتهى. أقول يمكن الجمع بين ما ورد في أخبارنا من معنى السكينة بأن المراد جميع ذلك و إنما ورد في كل خبر بعض ما هو داخل فيها
10- ك، ]إكمال الدين[ القطان عن السكري عن الجوهري عن ابن عمارة عن أبيه عن الصادق عن آبائه ع قال إن يوشع بن نون قام بالأمر بعد موسى ع صابرا من الطواغيت على الأواء ]اللأواء[ و الضراء و الجهد و البلاء حتى مضى منهم ثلاثة طواغيت فقوى بعدهم أمره فخرج عليه رجلان من منافقي قوم موسى بصفراء بنت شعيب امرأة موسى في مائة ألف رجل فقاتلوا يوشع بن نون فغلبهم و قتل منهم مقتلة عظيمة و هزم الباقين بإذن الله تعالى ذكره و أسر صفراء بنت شعيب و قال لها قد عفوت عنك في الدنيا إلى أن نلقى نبي الله موسى فأشكو ما لقيت منك و من قومك فقالت صفراء وا ويلاه و الله لو أبيحت لي الجنة لاستحييت أن أرى فيها رسول الله و قد هتكت حجابه و خرجت على وصيه بعده فاستتر الأئمة بعد يوشع إلى زمان داود ع أربعمائة سنة و كانوا أحد عشر و كان قوم كل واحد منهم يختلفون إليه في وقته و يأخذون عنه معالم دينهم حتى انتهى الأمر إلى آخرهم فغاب عنهم ثم ظهر فبشرهم بداود ع و أخبرهم أن داود ع هو الذي يطهر الأرض من جالوت و جنوده و يكون فرجهم في ظهوره و كانوا ينتظرونه فلما كان زمان داود ع كان له أربعة إخوة و لهم أب شيخ كبير و كان داود ع من بينهم خامل الذكر و كان أصغر إخوته لا يعلمون أنه داود النبي المنتظر الذي يطهر الأرض من جالوت و جنوده و كانت الشيعة يعلمون أنه قد ولد و بلغ أشده و كانوا يرونه و يشاهدونه و لا يعلمون أنه هو فخرج داود ع و إخوته و أبوهم لما فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ و تخلف عنهم داود و قال ما يصنع بي في هذا الوجه و استهان به إخوته و أبوه و أقام في غنم أبيه يرعاها فاشتدت الحرب و أصاب الناس جهد فرجع أبوه و قال لداود احمل إلى إخوتك طعاما يتقوون به على العدو و كان ع رجلا قصيرا قليل الشعر طاهر القلب أخلاقه نقية فخرج و القوم متقاربون بعضهم من بعض قد رجع كل واحد منهم إلى مركزه فمر داود على حجر فقال الحجر له بنداء رفيع يا داود خذني فاقتل بي جالوت فإني إنما خلقت لقتله فأخذه و وضعه في مخلاته التي كانت يكون فيها حجارته التي كان يرمي بها غنمه فلما دخل العسكر سمعهم يعظمون أمر جالوت فقال لهم ما تعظمون من أمره فو الله إن عاينته لأقتلنه فتحدثوا بخبره حتى أدخل على طالوت فقال له يا فتى ما عندك من القوة و ما جربت من نفسك قال قد كان الأسد يعدو على الشاة من غنمي فأدركه و آخذ برأسه و أقلب لحيه عنها فآخذها من فيه و قد كان الله تبارك و تعالى أوحى إلى طالوت أنه لا يقتل جالوت إلا من لبس درعك فملأها فدعا بدرعه فلبسها داود فاستوت عليه فراع ذلك طالوت و من حضره من بني إسرائيل فقال عسى الله أن يقتل جالوت به فلما أصبحوا و التقى الناس قال داود أروني جالوت فلما رآه أخذ الحجر فرماه به فصك به بين عينيه فدمغه و تنكس عن دابته فقال الناس قتل داود جالوت و ملكه الناس حتى لم يكن يسمع لطالوت ذكر و اجتمعت عليه بنو إسرائيل و أنزل الله تبارك و تعالى عليه الزبور و علمه صنعة الحديد فلينه له و أمر الجبال و الطير أن تسبح معه و أعطاه صوتا لم يسمع بمثله حسنا و أعطي قوة في العبادة و أقام في بني إسرائيل نبيا ثم إن داود ع أراد أن يستخلف سليمان ع لأن الله عز و جل أوحى إليه
يأمره بذلك فلما أخبر بني إسرائيل ضجوا من ذلك و قالوا يستخلف علينا حدثا و فينا من هو أكبر منه فدعا أسباط بني إسرائيل فقال لهم قد بلغتني مقالتكم فأروني عصيكم فأي عصا أثمرت فصاحبها ولي الأمر بعدي فقالوا رضينا و قال ليكتب كل واحد منكم اسمه على عصاه فكتبوا ثم جاء سليمان بعصاه فكتب عليها اسمه ثم أدخلت بيتا و أغلق الباب و حرسه رءوس أسباط بني إسرائيل فلما أصبح صلى بهم الغداة ثم أقبل ففتح الباب فأخرج عصيهم و قد أورقت عصا سليمان و قد أثمرت فسلموا ذلك لداود فاختبره بحضرة بني إسرائيل فقال له يا بني أي شيء أبرد قال عفو الله عن الناس و عفو الناس بعضهم عن بعض قال يا بني فأي شيء أحلى قال المحبة و هي روح الله في عباده فافتر داود ضاحكا فسار به في بني إسرائيل فقال هذا خليفتي فيكم من بعدي ثم أخفى سليمان بعد ذلك أمره و تزوج بامرأة و استتر من شيعته ما شاء الله أن يستتر ثم إن امرأته قالت له ذات يوم بأبي أنت و أمي ما أكمل خصالك و أطيب ريحك و لا أعلم لك خصلة أكرهها إلا أنك في مئونة أبي فلو دخلت السوق فتعرضت لرزق الله رجوت أن لا يخيبك فقال لها سليمان إني و الله ما عملت عملا قط و لا أحسنه فدخل السوق فجال يومه ذلك ثم رجع فلم يصب شيئا فقال لها ما أصبت شيئا قالت لا عليك إن لم يكن اليوم كان غدا فلما كان من الغد خرج إلى السوق فجال فيه فلم يقدر على شيء و رجع فأخبرها فقالت يكون غدا إن شاء الله فلما كان في اليوم الثالث مضى حتى انتهى إلى ساحل البحر فإذا هو بصياد فقال له هل لك أن أعينك و تعطينا شيئا قال نعم فأعانه فلما فرغ أعطاه الصياد سمكتين فأخذهما و حمد الله عز و جل ثم إنه شق بطن إحداهما فإذا هو بخاتم في بطنها فأخذه فصيره في ثوبه و حمد الله و أصلح السمكتين و جاء بهما إلى منزله و فرحت امرأته بذلك و قالت له إني أريد أن تدعو أبوي حتى يعلما أنك قد كسبت فدعاهما فأكلا معه فلما فرغوا قال لهم هل تعرفوني قالوا لا و الله إلا أنا لم نر خيرا منك فأخرج خاتمه فلبسه فخر عليه الطير و الريح و غشيه
الملك و حمل الجارية و أبويها إلى بلاد إصطخر و اجتمعت إليه الشيعة و استبشروا به ففرج الله عنهم ما كانوا فيه من حيرة غيبته فلما حضرته الوفاة أوصى إلى آصف بن برخيا بإذن الله تعالى ذكره فلم يزل بينهم تختلف إليه الشيعة و يأخذون عنه معالم دينهم ثم غيب الله عز و جل آصف غيبة طال أمدها ثم ظهر لهم فبقي بين قومه ما شاء الله ثم إنه ودعهم فقالوا له أين الملتقى قال على الصراط و غاب عنهم ما شاء الله و اشتدت البلوى على بني إسرائيل بغيبته و تسلط عليهم بختنصر فجعل يقتل من يظفر به منهم و يطلب من يهرب و يسبي ذراريهم فاصطفى من السبي من أهل بيت يهودا أربعة نفر فيهم دانيال و اصطفى من ولد هارون عزيرا و هم حينئذ صبية صغار فمكثوا في يده و بنو إسرائيل في العذاب المهين و الحجة دانيال أسير في يد بختنصر تسعين سنة فلما عرف فضله و سمع أن بني إسرائيل ينتظرون خروجه و يرجون الفرج في ظهوره و على يده أمر أن يجعل في جب عظيم واسع و يجعل معه الأسد ليأكله فلم يقربه و أمر أن لا يطعم فكان الله تعالى يأتيه بطعامه و شرابه على يد نبي من أنبياء بني إسرائيل فكان يصوم دانيال النهار و يفطر الليل على ما يدلى إليه من الطعام و اشتدت البلوى على شيعته و قومه المنتظرين لظهوره و شك أكثرهم في الدين لطول الأمد فلما تناهى البلاء بدانيال و بقومه رأى بختنصر في المنام كان ملائكة من السماء قد هبطت إلى الأرض أفواجا إلى الجب الذي فيه دانيال مسلمين عليه يبشرونه بالفرج فلما أصبح ندم على ما أتى إلى دانيال فأمر أن يخرج من الجب فلما أخرج اعتذر إليه مما ارتكب منه من التعذيب ثم فوض إليه النظر في أمور ممالكه و القضاء بين الناس فظهر من كان مستترا من بني إسرائيل و رفعوا رءوسهم و اجتمعوا إلى دانيال ع موقنين بالفرج فلم يلبث إلا القليل على تلك الحال حتى مضى لسبيله و أفضى الأمر بعده إلى عزير و كانوا يجتمعون إليه و يأنسون به و يأخذون عنه معالم دينهم فغيب الله عنهم شخصه مائة عام ثم بعثه و غابت الحجج بعده و اشتدت البلوى على بني إسرائيل حتى ولد يحيى بن زكريا ع و ترعرع و ظهر و له سبع سنين فقام في الناس خطيبا فحمد الله و أثنى عليه و ذكرهم بأيام الله و أخبرهم أن محن الصالحين إنما كانت لذنوب بني إسرائيل و أن العاقبة للمتقين و وعدهم الفرج بقيام المسيح بعد نيف و عشرين سنة من هذا القول فلما ولد المسيح أخفى الله ولادته و غيب شخصه لأن مريم ع لما حملته انتبذت بِهِ مَكاناً قَصِيًّا ثم إن زكريا و خالتها أقبلا يقصان أثرها حتى هجما عليها و قد وضعت ما في بطنها و هي تقول يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَ كُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا فأطلق الله تعالى ذكره لسانه بعذرها و إظهار حجتها فلما ظهر اشتدت البلوى و الطلب على بني إسرائيل و أكب الجبابرة و الطواغيت عليهم حتى كان من أمر المسيح ما قد أخبر الله به و استتر شمعون بن حمون و الشيعة حتى أفضى بهم الاستتار إلى جزيرة من جزائر البحر فأقاموا بها ففجر لهم فيها العيون العذبة و أخرج لهم من كل الثمرات و جعل لهم فيها الماشية و بعث إليهم سمكة تدعى القمد لا لحم لها و لا عظم و إنما هي جلد و دم فخرجت من البحر و أوحى الله عز و جل إلى النحل أن تركبها فركبتها فأتت النحل إلى تلك الجزيرة و نهض النحل و تعلق بالشجر فعرش و بنى و كثر العسل و لم يكونوا يفقدون شيئا من أخبار المسيح ع
بيان قد مضى صدر الخبر في باب وفاة موسى ع و قال الفيروزآبادي دمغه كمنعه و نصره شجه حتى بلغت الشجة الدماغ و قال افتر ضحك ضحكا حسنا و قال عرش بالمكان أقام
11- شي، ]تفسير العياشي[ عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله أَ لَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قال و كان الملك في ذلك الزمان هو الذي يسير بالجنود و النبي يقيم له أمره و ينبئه الخير من عند ربه فلما قالوا ذلك لنبيهم قال لهم إنه ليس عندكم وفاء و لا صدق و لا رغبة في الجهاد فقالوا إن كتب الله الجهاد فإذا أخرجنا من ديارنا و أبنائنا فلا بد لنا من الجهاد و نطيع ربنا في جهاد عدونا قال فإن اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً فقالت عظماء بني إسرائيل و ما شأن طالوت يملك علينا و ليس في بيت النبوة و المملكة و قد عرفت أن النبوة و المملكة في اللاوي و يهودا و طالوت من سبط بنيامين بن يعقوب فقال لهم إن الله قد اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَ زادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ و الملك بيد الله يجعله حيث يشاء ليس لكم أن تخيروا فإن آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ من قبل الله تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ بَقِيَّةٌ و هو الذي كنتم تهزمون به من لقيتم فقالوا إن جاء التابوت رضينا و سلمنا
12- شي، ]تفسير العياشي[ عن حريز عن رجل عن أبي جعفر ع في قول الله يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ بَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَ آلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ قال رضاض الألواح فيها العلم و الحكمة العلم جاء من السماء فكتب في الألواح و جعل في التابوت
13- شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي المحسن عن أبي عبد الله ع أنه سئل عن قول الله وَ بَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَ آلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ فقال ذرية الأنبياء
14- شي، ]تفسير العياشي[ عن العباس بن هلال عن أبي الحسن الرضا ع قال سمعته و هو يقول للحسن أي شيء السكينة عندكم و قرأ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ فقال له الحسن جعلت فداك لا أدري فأي شيء هو قال ريح تخرج من الجنة طيبة لها صورة كصورة وجه الإنسان قال فيكون مع الأنبياء فقال له علي بن أسباط تنزل على الأنبياء و الأوصياء فقال تنزل على الأنبياء قال و هي التي نزلت على إبراهيم ع حيث بنى الكعبة فجعلت تأخذ كذا و كذا و يبني الأساس عليها فقال له محمد بن علي قول الله فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ قال هي من هذا ثم أقبل على الحسن فقال أي شيء التابوت فيكم فقال السلاح فقال نعم هو تابوتكم فقال فأي شيء في التابوت الذي كان في بني إسرائيل قال كان فيه ألواح موسى التي تكسرت و الطشت التي يغسل فيها قلوب الأنبياء
15- ل، ]الخصال[ ع، ]علل الشرائع[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ سأل الشامي أمير المؤمنين ع عن يوم الأربعاء الذي يتطير منه فقال ع آخر أربعاء في الشهر و ساق الحديث إلى أن قال و يوم الأربعاء أخذت العماليق التابوت
16- شي، ]تفسير العياشي[ عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله ع قال كان داود و أخوه له أربعة و معهم أبوهم شيخ كبير و تخلف داود ع في غنم لأبيه ففصل طالوت بالجنود فدعا أبو داود داود و هو أصغرهم فقال يا بني اذهب إلى إخوتك بهذا الذي قد صنعناه لهم يتقوون به على عدوهم و كان رجلا قصيرا أزرق قليل الشعر طاهر القلب فخرج و قد تقارب القوم بعضهم من بعض
17- شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير قال سمعته يقول فمر داود على الحجر فقال الحجر يا داود خذني فاقتل بي جالوت فإني إنما خلقت لقتله فأخذه فوضعه في مخلاته التي تكون فيها حجارته التي كان يرمي بها عن غنمه بمقذافه فلما دخل العسكر سمعهم يتعظمون أمر جالوت فقال لهم داود ما تعظمون من أمره فو الله لئن عاينته لأقتلنه فتحدثوا بخبره حتى أدخل على طالوت فقال يا فتى و ما عندك من القوة و ما جربت من نفسك قال كان الأسد يعدو على الشاة من غنم فأدركه فأخذه برأسه فأفك لحيته عنها فأخذها من فيه قال فقال ادع لي بدرع سابغة قال فأتي بدرع فقذفها في عنقه فتملأ منها حتى راع طالوت و من حضره من بني إسرائيل فقال طالوت و الله لعسى الله أن يقتله به قال فلما أن أصبحوا و رجعوا إلى طالوت و التقى الناس قال داود ع أروني جالوت فلما رآه أخذ الحجر فجعله في مقذافه فرماه فصك به بين عينيه فدمغه و نكس عن دابته و قال الناس قتل داود جالوت و ملكه الناس حتى لم يكن يسمع لطالوت ذكر و اجتمعت بنو إسرائيل على داود و أنزل الله عليه الزبور و علمه صنعة الحديد فلينه له و أمر الجبال و الطير يسبحن معه قال و لم يعط أحد مثل صوته فأقام داود في بني إسرائيل مستخفيا و أعطي قوة في عبادته
أقول قال صاحب الكامل لما انقطع إلياس عن بني إسرائيل بعث الله اليسع فكان فيهم ما شاء الله ثم قبضه الله و عظمت فيهم الأحداث و عندهم التابوت يتوارثونه فيه السكينة وَ بَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَ آلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ فكانوا لا يلقاهم عدو فيقدمون التابوت إلا هزم الله العدو و كانت السكينة شبه رأس هر فإذا صرخت في التابوت بصراخ هر أيقنوا بالنصر و جاءهم الفتح ثم خلف فيهم ملك يقال له إيلاف و كان الله يمنعهم و يحميهم فلما عظمت أحداثهم نزل بهم عدو فخرجوا إليه و أخرجوا التابوت فاقتتلوا فغلبهم عدوهم على التابوت و أخذه منهم و انهزموا فلما علم ملكهم أن التابوت أخذ مات كمدا و دخل العدو أرضهم و نهب و سبى و عاد فمكثوا على اضطراب من أمرهم و اختلاف و كانوا يتمادون أحيانا في غيهم فيسلط الله عليهم من ينتقم به منهم فإذا رجعوا إلى التوبة كفى الله عنهم شر عدوهم فكان هذا حالهم من لدن توفي يوشع بن نون إلى أن بعث الله إشمويل و ملكهم طالوت و رد عليهم التابوت و كانت مدة ما بين وفاة يوشع إلى أن رجعت النبوة إلى إشمويل أربعمائة سنة و ستين سنة و كان من خبر إشمويل أن بني إسرائيل لما طال عليهم البلاء و طمع فيهم الأعداء و أخذ التابوت عنهم فصاروا بعده لا يلقون ملكا إلا خائفين فقصدهم جالوت ملك الكنعانيين و كان ملكه ما بين مصر و فلسطين فظفر بهم و ضرب عليهم الجزية و أخذ منهم التوراة فدعوا الله أن يبعث لهم نبيا يقاتلون معه و كان سبط النبوة هلكوا فلم يبق منهم غير امرأة حبلى فحبسوها في بيت رهبة أن تلد جارية فتبدلها بغلام لما ترى من رغبة بني إسرائيل في ولدها فولدت غلاما سمته إشمويل و معناه سمع الله دعائي و سبب هذه التسمية أنها كانت عاقرا و كان لزوجها امرأة أخرى قد ولدت له عشرة أولاد فبغت عليها بكثرة أولادها فانكسرت العجوز و دعت الله أن يرزقها ولدا فرحم الله تعالى انكسارها و حاضت لوقتها و قربت زوجها فحملت فلما انقضت مدة الحمل ولدت غلاما فسمته إشمويل فلما كبر أسلمته في بيت المقدس يتعلم التوراة و كفله شيخ من علمائهم و تبناه فلما بلغ أن يبعثه الله نبيا أتاه جبرئيل و هو يصلي فناداه بصوت يشبه صوت الشيخ فجاء إليه فقال ما تريد فكره أن يقول لم أدع فيفزع فقال ارجع و نم فعاد جبرئيل لمثلها فجاء إلى الشيخ فقال له ما تريد فقال يا بني عد و إذا دعوتك فلا تجبني فلما كانت الثالثة ظهر له جبرئيل ع و أمره بإنذار قومه و أعلمه أن الله بعثه رسولا فدعاهم فكذبوه ثم أطاعوه فأقام يدبر أمرهم عشر سنين و قيل أربعين سنة و كانت العمالقة مع ملكهم
جالوت قد عظمت نكايتهم في بني إسرائيل حتى كادوا يهلكونهم فلما رأى بنو إسرائيل ذلك قالوا ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إلى قوله وَ أَبْنائِنا فدعا الله فأرسل إليه عصا و قرنا فيه دهن و قيل له إن صاحبكم طوله طول هذه العصا فإذا دخل عليك رجل فنش الدهن الذي في القرن فهو ملك بني إسرائيل فادهن رأسه به و ملكه عليهم فقاسوا أنفسهم بالعصا فلم يكونوا مثلها و قيل كان طالوت دباغا و قيل كان سقاء يستقي الماء و يبيعه فضل حماره فانطلق يطلبه فلما اجتاز بالمكان الذي فيه إشمويل دخل يسأله أن يدعو له ليرد الله حماره فلما دخل نش الدهن فقاسوه بالعصا فكان مثلها فقال لهم نبيهم إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً فقالوا له ما كنت قط أكذب منك الساعة و نحن من سبط الملك وَ لَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ فنتبعه فقال إشمويل إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَ زادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ فقالوا إن كنت صادقا فأت بآية فقال إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ الآية فحملته الملائكة و أتت به إلى طالوت نهارا بين السماء و الأرض و الناس ينظرون فأخرجه طالوت إليهم فأقروا بملكه ساخطين و خرجوا معه كارهين و هم ثمانون ألفا فلما خرجوا قال لهم طالوت إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَ مَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي و هو نهر فلسطين و قيل هو الأردن فشربوا منه إلا قليلا و هم أربعة آلاف فمن شرب منه عطش و من لم يشرب منه إلا غرفة روي فلما جاوزه هو و الذين آمنوا معه لقيهم جالوت و كان ذا بأس شديد فلما رأوه رجع أكثرهم و قالوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَ جُنُودِهِ و لم يبق معه غير ثلاث مائة و بضعة عشر رجلا عدة أهل بدر فلما رجع من رجع قالوا كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَ اللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ و كان فيهم أبو داود و معه من أولاده ثلاثة عشر ابنا و كان داود ع أصغر بنيه و قد خلفه يرعى لهم و يحمل إليهم الطعام و كان قد قال لأبيه ذات يوم يا أبتاه ما أرمي بقذافتي شيئا إلا صرعته و قال له لقد دخلت بين الجبال فوجدت أسدا رابضا فركبت عليه و أخذت بأذنيه و لم أخفه ثم أتاه يوما آخر فقال له إني لأمشي بين الجبال فأسبح فلا يبقى جبل إلا سبح معي قال أبشر فإن هذا خير أعطاكه الله فأرسل الله تعالى إلى النبي الذي مع طالوت قرنا فيه دهن و تنورا من حديد فبعث الله إلى طالوت و قال إن صاحبكم الذي يقتل جالوت يوضع هذا الدهن على رأسه فيغلي حتى يسيل من القرن و لا يجاوز رأسه إلى وجهه و يبقى على رأسه كهيئة الإكليل و يدخل في هذا التنور فيملؤه فدعا طالوت بني إسرائيل فجر بهم فلم يوافقه منهم أحد فأحضر داود من رعيه فمر في طريقه بثلاثة أحجار فكلمنه و قلن خذنا يا داود فاقتل بنا جالوت فأخذهن و جعلهن في مخلاته و كان طالوت قد قال من قتل جالوت زوجته ابنتي و أجريت خاتمه في مملكته فلما جاء داود وضعوا القرن على رأسه فغلى حتى ادهن منه و لبس التنور فملأه و كان داود مسقاما أزرق مصفارا فلما دخل في التنور تضايق عليه حتى ملأه و فرح إشمويل و طالوت و بنو إسرائيل بذلك و تقدموا إلى جالوت و صفوا للقتال و خرج داود نحو جالوت و أخذ الأحجار و وضعها في قذافته و رمى بها جالوت فوقع الحجر بين عينيه و نقبت رأسه و قتلته و لم يزل الحجر يقتل كل من أصابته ينفذ منه إلى غيره فانهزم عسكر جالوت بإذن الله و رجع طالوت فأنكح ابنته داود و أجرى خاتمه في ملكه فمال الناس إلى داود و أحبوه. أقول في أكثر نسخ التواريخ التنور بالتاء و في العرائس شبه تنور فأمره
أن يجلس فيه و في بعض النسخ بالسين قال الفيروزآبادي السنور لبوس من قد كالدرع انتهى. ثم اعلم أنه ذكر المؤرخون أن طالوت حسد داود و أراد قتله فمنعه الله من ذلك و هو ليس بمعتمد لأنه يظهر من الآية و بعض الروايات فضله و علمه و كماله و لم يرد في أخبارنا شيء من ذلك و لذا تركنا إيراده. و ذكر المسعودي هذه القصة نحوا مما مر و فيه أن الله تعالى جمع الأحجار الثلاثة في مخلاته فصارت حجرا واحدا و ذكر أن مدة مكث التابوت ببابل كان عشر سنين فسمعوا عند الفجر حفيف الملائكة يحملون التابوت.
18- كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن معاوية بن وهب عن سعيد السمان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إنما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل كانت بنو إسرائيل أي أهل بيت وجد التابوت على بابهم أوتوا النبوة فمن صار إليه السلاح منا أوتي الإمامة
19- كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن السكين عن نوح بن دراج عن عبد الله بن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إنما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل حيثما دار التابوت دار الملك فأينما دار فينا السلاح دار العلم
20- كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن الرضا ع مثله
أقول سيأتي الأخبار في ذلك في كتاب الإمامة
21- يه، ]من لا يحضر الفقيه[ قال الصادق ع مسجد السهلة هو بيت إدريس ع الذي كان يخيط فيه و هو الموضع الذي خرج منه إبراهيم إلى العمالقة و هو الموضع الذي خرج منه داود إلى جالوت
-22 كنز الفوائد، للكراجكي ذكروا أن الوليد بن عبد الملك احتاج إلى رصاص أيام بناء مسجد دمشق فقيل إن في الأردن منارة فيها رصاص فابعث إليها قال فبعث إليها فلما أخذوا في حفرها ضرب رجل بمعول فأصاب رجلا في سفط و ناله المعول فسأل دمه فقيل هذا طالوت الملك فتركه و لم يخرجه