1- ختص، ]الإختصاص[ يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير قال قال أبو حنيفة لأبي جعفر مؤمن الطاق ما تقول في الطلاق الثلاث قال أ على خلاف الكتاب و السنة قال نعم قال أبو جعفر لا يجوز ذلك قال أبو حنيفة و لم لا يجوز ذلك قال لأن التزويج عقد عقد بالطاعة فلا يحل بالمعصية و إذا لم يجز التزويج بجهة المعصية لم يجز الطلاق بجهة المعصية و في إجازة ذلك طعن على الله عز و جل فيما أمر به و على رسوله فيما سن لأنه إذا كان العمل بخلافهما فلا معنى لهما و في قولنا من شذ عنهما رد إليهما و هو صاغر قال أبو حنيفة قد جوز العلماء ذلك قال أبو جعفر ليس العلماء الذين جوزوا للعبد العمل بالمعصية و استعمال سنة الشيطان في دين الله و لا عالم أكبر من الكتاب و السنة فلم تجوزون للعبد الجمع بين ما فرق الله من الطلاق الثلاث في وقت واحد و لا تجوزون له الجمع بين ما فرق الله من الصلوات الخمس و في تجويز ذلك تعطيل الكتاب و هدم السنة و قد قال الله جل و عز وَ مَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ما تقول يا أبا حنيفة في رجل قال إنه طالق امرأته على سنة الشيطان أ يجوز له ذلك الطلاق قال أبو حنيفة فقد خالف السنة و بانت منه امرأته و عصى ربه قال أبو جعفر فهو كما قلنا إذا خالف سنة الله عمل بسنة الشيطان و من أمضى بسنته فهو على ملته ليس له في دين الله نصيب قال أبو حنيفة هذا عمر بن الخطاب و هو من أفضل أئمة المسلمين قال إن الله جل ثناؤه جعل لكم في الطلاق أناة فاستعجلتموه و أجزنا لكم ما استعجلتموه قال أبو جعفر إن عمر كان لا يعرف أحكام الدين قال أبو حنيفة و كيف ذلك قال أبو جعفر ما أقول فيه ما تنكره أما أول ذلك فإنه قال لا يصلي الجنب حتى يجد الماء و لو سنة و الأمة على خلاف ذلك و أتاه أبو كيف العائذي فقال يا أمير المؤمنين إني غبت فقدمت و قد تزوجت امرأتي فقال إن كان قد دخل بها فهو أحق بها و إن لم يكن دخل بها فأنت أولى بها و هذا حكم لا يعرف و الأمة على خلافه و قضى في رجل غاب عن أهله أربع سنين أنها تتزوج إن شاءت و الأمة على خلاف ذلك أنها لا تتزوج أبدا حتى تقوم البينة أنه مات أو طلقها و أنه قتل سبعة نفر من أهل اليمن برجل واحد و قال لو لا ما عليه أهل صنعاء لقتلتهم به و الأمة على خلافه و أتي بامرأة حبلى شهدوا عليها بالفاحشة فأمر برجمها فقال له علي ع إن كان لك السبيل عليها فما سبيلك على ما في بطنها فقال لو لا علي لهلك عمر و أتي بمجنونة قد زنت فأمر برجمها فقال له علي ع أ ما علمت أن القلم قد رفع عنها حتى تصح فقال لو لا علي لهلك عمر و إنه لم يدر الكلالة فسأل النبي ص عنها فأخبره بها فلم يفهم عنه فسأل ابنته حفصة أن تسأل النبي عن الكلالة فسألته فقال لها أبوك أمرك بهذا قالت نعم فقال لها إن أباك لا يفهمها حتى يموت فمن لم يعرف الكلالة كيف يعرف أحكام الدين
2- أقول قال السيد رضي الله عنه في كتاب الفصول، أخبرني الشيخ أدام الله عزه مرسلا قال مر الفضال بن الحسن بن فضال الكوفي بأبي حنيفة و هو في جمع كثير يملي عليهم شيئا من فقهه و حديثه فقال لصاحب كان معه و الله لا أبرح أو أخجل أبا حنيفة قال صاحبه إن أبا حنيفة ممن قد علت حاله و ظهرت حجته قال مه هل رأيت حجة كافر علت على مؤمن ثم دنا منه فسلم عليه فرد و رد القوم السلام بأجمعهم فقال يا أبا حنيفة رحمك الله إن لي أخا يقول إن خير الناس بعد رسول الله ص علي بن أبي طالب ع و أنا أقول إن أبا بكر خير الناس و بعده عمر فما تقول أنت رحمك الله فأطرق مليا ثم رفع رأسه فقال كفى بمكانهما من رسول الله ص كرما و فخرا أ ما علمت أنهما ضجيعاه في قبره فأي حجة أوضح لك من هذه فقال له فضال إني قد قلت ذلك لأخي فقال و الله لئن كان الموضع لرسول الله ص دونهما فقد ظلما بدفنهما في موضع ليس لهما فيه حق و إن كان الموضع لهم فوهباه لرسول الله ص فقد أساءا و ما أحسنا إذ رجعا في هبتهما و نكثا عهدهما فأطرق أبو حنيفة ساعة ثم قال له لم يكن له و لا لهما خاصة و لكنهما نظرا في حق عائشة و حفصة فاستحقا الدفن في ذلك الموضع بحقوق ابنتيهما فقال له فضال قد قلت له ذلك فقال أنت تعلم أن النبي ص مات عن تسع حشايا و نظرنا فإذا لكل واحدة منهن تسع الثمن ثم نظرنا في تسع الثمن فإذا هو شبر في شبر فكيف يستحق الرجلان أكثر من ذلك و بعد فما بال حفصة و عائشة ترثان رسول الله ص و فاطمة بنته تمنع الميراث فقال أبو حنيفة يا قوم نحوه عني فإنه و الله رافضي خبيث 3- و مما حكى الشيخ رحمه الله قال قال الحارث بن عبد الله الربعي كنت جالسا في مجلس المنصور و هو بالجسر الأكبر و سوار القاضي عنده و السيد الحميري ينشده
إن الإله الذي لا شيء يشبهه آتاكم الملك للدنيا و للدينآتاكم الله ملكا لا زوال له حتى يقاد إليكم صاحب الصينو صاحب الهند مأخوذ برمته و صاحب الترك محبوس على هون
حتى أتى على القصيدة و المنصور مسرور فقال سوار إن هذا و الله يا أمير المؤمنين يعطيك بلسانه ما ليس في قلبه و الله إن القوم الذين يدين بحبهم لغيركم و إنه لينطوي على عداوتكم فقال السيد و الله إنه لكاذب و إنني في مدحتك لصادق و إنه حمله الحسد إذ رآك على هذه الحال و إن انقطاعي إليكم و مودتي لكم أهل البيت لمعرق فيها من أبوي و إن هذا و قومه لأعداؤكم في الجاهلية و الإسلام و قد أنزل الله عز و جل على نبيه عليه الصلاة و السلام في أهل بيت هذا إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ فقال المنصور صدقت فقال سوار يا أمير المؤمنين إنه يقول بالرجعة و يتناول الشيخين بالسب و الوقيعة فيهما فقال السيد أما قوله إني أقول بالرجعة فإني أقول بذلك على ما قال الله تعالى وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ و قد قال في موضع آخر وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً فعلمنا أن هاهنا حشرين أحدهما عام و الآخر خاص و قال سبحانه رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَ أَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ و قال تعالى فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ و قال تعالى أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ فهذا كتاب الله تعالى و قد قال رسول الله ص يحشر المتكبرون في صور الذر يوم القيامة و قال ص لم يجر في بني إسرائيل شيء إلا و يكون في أمتي مثله حتى الخسف و المسخ و القذف و قال حذيفة و الله ما أبعد أن يمسخ الله عز و جل كثيرا من هذه الأمة قردة و خنازير فالرجعة التي أذهب إليها ما نطق به القرآن و جاءت به السنة و إني لأعتقد أن الله عز و جل يرد هذا يعني سوارا إلى الدنيا كلبا أو قردا أو خنزيرا أو ذرة فإنه و الله متجبر متكبر كافر قال فضحك المنصور و أنشأ السيد يقول
جاثيت سوارا أبا شملة عند الإمام الحاكم العادلفقال قولا خطلا كله عند الورى الحافي و الناعل
ما ذب عما قلت من وصمة في أهله بل لج في الباطلو بان للمنصور صدقي كما قد بان كذب الأنوك الجاهليبغض ذا العرش و من يصطفي من رسله بالنير الفاضلو يشنأ الحبر الجواد الذي فضل بالفضل على الفاضلو يعتدي بالحكم في معشر أدوا حقوق الرسل للراسلفبين الله تزاويقه فصار مثل الهائم الهامل
فقال المنصور كف عنه فقال السيد يا أمير المؤمنين البادئ أظلم يكف عني حتى أكف عنه فقال المنصور لسوار قد تكلم بكلام فيه نصفة كف عنه حتى لا يهجوك