الآيات البقرة أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ
1- فس، ]تفسير القمي[ أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ الآية فإنه وقع الطاعون بالشام في بعض الكور فخرج منهم خلق كثير كما حكى الله تعالى هربا من الطاعون فصاروا إلى مفازة فماتوا في ليلة واحدة كلهم فبقوا حتى كانت عظامهم يمر بها المار فينحيها برجله عن الطريق ثم أحياهم الله و ردهم إلى منازلهم فبقوا دهرا طويلا ثم ماتوا و تدافنوا
2- خص، ]منتخب البصائر[ سعد عن ابن أبي الخطاب عن أبي خالد القماط عن حمران بن أعين عن أبي جعفر ع قال قلت له كان في بني إسرائيل شيء لا يكون هاهنا مثله فقال لا فقلت فحدثني عن قول الله عز و جل أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ فهل أحياهم حتى نظر الناس إليهم ثم أماتهم من يومهم أو ردهم إلى الدنيا فقال بل ردهم إلى الدنيا حتى سكنوا الدور و أكلوا الطعام و نكحوا النساء و لبثوا بذلك ما شاء الله ثم ماتوا بالآجال
شي، ]تفسير العياشي[ عن حمران مثله
3- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال سأل عبد الأعلى مولى بني سام الصادق ع و أنا عنده حديث يرويه الناس فقال و ما هو قال يروون أن الله تعالى عز و جل أوحى إلى حزقيل النبي ع أن أخبر فلان الملك أني متوفيك يوم كذا فأتى حزقيل الملك فأخبره بذلك قال فدعا الله و هو على سريره حتى سقط ما بين الحائط و السرير و قال يا رب أخرني حتى يشب طفلي و أقضي أمري فأوحى الله إلى ذلك النبي أن ائت فلانا و قل إني أنسأت في عمره خمس عشرة سنة فقال النبي يا رب بعزتك إنك تعلم أني لم أكذب كذبة قط فأوحى الله إليه أنما أنت عبد مأمور فأبلغه
4- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن عمر بن يزيد عنهما ع في قوله تعالى أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ قال إن هؤلاء أهل مدينة من مدائن الشام من بني إسرائيل و كانوا سبعين ألف بيت و كان الطاعون يقع فيهم في كل أوان فكانوا إذا أحسوا به خرج من المدينة الأغنياء و بقي فيها الفقراء لضعفهم فكان الموت يكثر في الذين أقاموا و يقل في الذين خرجوا فصاروا رميما عظاما فمر بهم نبي من الأنبياء يقال له حزقيل فرآهم و بكى و قال يا رب لو شئت أحييتهم الساعة فأحياهم الله و في رواية أنه تعالى أوحى إليه أن رش الماء عليهم ففعل فأحياهم
بيان السقط ظاهر في هذا الخبر كما سيظهر من رواية الكافي مع توافق آخر سنديهما
-5 سن، ]المحاسن[ بعض أصحابنا عن رجل سمي عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال لما خرج ملك القبط يريد هدم بيت المقدس اجتمع الناس إلى حزقيل النبي ع فشكوا ذلك إليه فقال لعلي أناجي ربي الليلة فلما جنه الليل ناجى ربه فأوحى الله إليه أني قد كفيتكهم و كانوا قد مضوا فأوحى الله إلى ملك الهواء أن أمسك عليهم أنفاسهم فماتوا كلهم فأصبح حزقيل النبي و أخبر قومه بذلك فخرجوا فوجدوهم قد ماتوا و دخل حزقيل النبي العجب فقال في نفسه ما فضل سليمان النبي علي و قد أعطيت مثل هذا قال فخرجت قرحة على كبده فآذته فخشع لله و تذلل و قعد على الرماد فأوحى الله إليه أن خذ لبن التين فحكه على صدرك من خارج ففعل فسكن عنه ذلك
ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق بإسناده إلى الثمالي مثله قال الطبرسي قدس روحه في قوله تعالى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ قيل هم قوم من بني إسرائيل فروا من طاعون وقع في أرضهم عن الحسن و قيل فروا من الجهاد و قد كتب عليهم عن الضحاك و مقاتل و احتجا بقوله عقيب الآية وَ قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ و قيل هم قوم حزقيل و هو ثالث خلفاء بني إسرائيل بعد موسى ع و ذلك أن القيم بأمر بني إسرائيل بعد الموسى كان يوشع بن نون ثم كالب بن يوفنا ثم حزقيل و قد كان يقال له ابن العجوز و ذلك أن أمه كانت عجوزا فسألت الله الولد و قد كبرت و عقمت فوهبه الله سبحانه لها و قال الحسن هو ذو الكفل و إنما سمي حزقيل ذا الكفل لأنه كفل سبعين نبيا نجاهم من القتل و قال لهم اذهبوا فإني إن قتلت كان خيرا من أن تقتلوا جميعا فلما جاء اليهود و سألوا حزقيل عن الأنبياء السبعين قال إنهم ذهبوا فلا أدري أين هم و منع الله سبحانه ذا الكفل منهم. وَ هُمْ أُلُوفٌ أجمع أهل التفسير أن المراد بألوف هنا كثرة العدد إلا ابن زيد فإنه قال معناه خرجوا مؤتلفي القلوب لم يخرجوا عن تباغض و اختلف من قال المراد به العدد الكثير فقيل كانوا ثلاثة آلاف عن عطاء و قيل ثمانية آلاف عن مقاتل و الكلبي و قيل عشرة آلاف عن أبي روق و قيل بضعة و ثلاثين ألفا عن السدي و قيل أربعين ألفا عن ابن عباس و ابن جريح و قيل سبعين ألفا عن عطاء بن أبي رياح و قيل كانوا عددا كثيرا عن الضحاك. حَذَرَ الْمَوْتِ أي من خوف الموت فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ قيل أحياهم الله بدعاء نبيهم حزقيل عن ابن عباس و قيل إنه شمعون نبي من أنبياء بني إسرائيل ثم ذكر رحمه الله القصة فقال قيل إن اسم القرية التي خرجوا منها داوردان و قيل واسط قال الكلبي و الضحاك و مقاتل إن ملكا من ملوك بني إسرائيل أمرهم أن يخرجوا إلى قتال عدوهم فخرجوا و عسكروا ثم جبنوا و كرهوا الموت فاعتلوا و قالوا إن الأرض التي نأتيها بها الوباء فلا نأتيها حتى ينقطع منها الوباء فأرسل الله عليهم الموت فلما رأوا أن الموت كثر فيهم خرجوا من ديارهم فرارا من الموت فلما رأى الملك ذلك قال اللهم رب يعقوب و إله موسى قد ترى معصية عبادك فأرهم آية في أنفسهم حتى يعلموا أنهم لا يستطيعون الفرار منك فأماتهم الله جميعا و أمات دوابهم و أتى عليهم ثمانية أيام حتى انتفخوا و أروحت أجسادهم فخرج إليهم الناس فعجزوا عن دفنهم فحظروا عليهم حظيرة دون السباع و تركوهم فيها قالوا و أتى على ذلك مدة حتى بليت أجسادهم و عريت عظامهم و قطعت أوصالهم فمر عليهم حزقيل فجعل يتفكر فيهم متعجبا منهم فأوحى الله إليه يا حزقيل تريد أن أريك آية و أريك كيف أحيي الموتى قال نعم فأحياهم الله عز و جل و قيل إنهم كانوا قوم حزقيل فأحياهم الله بعد ثمانية أيام و ذلك أنه لما أصابهم ذلك خرج حزقيل في طلبهم فوجدهم موتى فبكى ثم قال يا رب كنت في قوم يحمدونك و يسبحونك و يقدسونك فبقيت وحيدا لا قوم لي فأوحى الله تعالى إليه قد جعلنا حياتهم إليك فقال حزقيل أحيوا بإذن الله فعاشوا.
6- كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عمر بن يزيد و غيره عن بعضهم عن أبي عبد الله و بعضهم عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ فقال إن هؤلاء أهل مدينة من مدائن الشام و كانوا سبعين ألف بيت و كان الطاعون يقع فيهم في كل أوان فكانوا إذا أحسوا به خرج من المدينة الأغنياء لقوتهم و بقي فيها الفقراء لضعفهم فكان الموت يكثر في الذين أقاموا و يقل في الذين خرجوا فيقول الذين خرجوا لو كنا أقمنا لكثر فينا الموت و يقول الذين أقاموا لو كنا خرجنا لقل فينا الموت قال فاجتمع رأيهم جميعا على أنه إذا وقع الطاعون و أحسوا به خرجوا كلهم من المدينة فلما أحسوا بالطاعون خرجوا جميعا و تنحوا عن الطاعون حذر الموت فصاروا في البلاد ما شاء الله ثم إنهم مروا بمدينة خربة قد جلا أهلها عنها و أفناهم الطاعون فنزلوا بها فلما حطوا رحالهم و اطمأنوا قال لهم الله عز و جل موتوا جميعا فماتوا من ساعتهم و صاروا رميما يلوح و كانوا على طريق المارة فكنستهم المارة فنحوهم و جمعوهم في موضع فمر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له حزقيل فلما رأى تلك العظام بكى و استعبر و قال يا رب لو شئت لأحييتهم الساعة كما أمتهم فعمروا بلادك و ولدوا عبادك و عبدوك مع من يعبدك من خلقك فأوحى الله إليه أ فتحب ذلك قال نعم يا رب فأحيهم فأوحى الله عز و جل قل كذا و كذا فقال الذي أمره الله عز و جل أن يقوله فقال أبو عبد الله ع و هو الاسم الأعظم فلما قال حزقيل ذلك الكلام نظر إلى العظام يطير بعضها إلى بعض فعادوا أحياء ينظر بعضهم إلى بعض يسبحون الله عز ذكره و يكبرونه و يهللونه فقال حزقيل عند ذلك أشهد أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ قال عمر بن يزيد فقال أبو عبد الله ع فيهم نزلت هذه الآية
7- أقول روى الشيخ أحمد بن فهد في المهذب و غيره بأسانيدهم عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله ع قال يوم النيروز هو اليوم الذي أحيا الله فيه القوم الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ و ذلك أن نبيا من الأنبياء سأل ربه أن يحيي القوم الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فأماتهم الله فأوحى إليه أن صب عليهم الماء في مضاجعهم فصب عليهم الماء في هذا اليوم فعاشوا و هم ثلاثون ألفا فصار صب الماء في يوم النيروز سنة ماضية لا يعرف سببها إلا الراسخون في العلم
8- ج، ]الإحتجاج[ يد، ]التوحيد[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ عن الحسن بن محمد النوفلي فيما احتج الرضا ع على أرباب الملل قال ع للجاثليق فإن اليسع صنع مثل ما صنع عيسى فلم يتخذه أمته ربا و لقد صنع حزقيل النبي ع مثل ما صنع عيسى ابن مريم ع فأحيا خمسة و ثلاثين ألف رجل من بعد موتهم بستين سنة ثم التفت إلى رأس الجالوت فقال أ تجد هؤلاء في شباب بني إسرائيل في التوراة اختارهم بختنصر من سبي بني إسرائيل حين غزا بيت المقدس ثم انصرف بهم إلى بابل فأرسله الله عز و جل إليهم فأحياهم ثم أقبل على النصراني فقال يا نصراني أ فهؤلاء كانوا قبل عيسى أم عيسى كان قبلهم قال بل كانوا قبله فقال ع فمتى اتخذتم عيسى ربا جاز لكم أن تتخذوا اليسع و حزقيل لأنهما قد صنعا مثل ما صنع عيسى من إحياء الموتى و غيره إن قوما من بني إسرائيل هربوا من بلادهم من الطاعون وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فأماتهم الله في ساعة واحدة فعمد أهل تلك القرية فحظروا عليهم حظيرة فلم يزالوا فيها حتى نخرت عظامهم و صاروا رميما فمر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل فتعجب منهم و من كثرة العظام البالية فأوحى الله عز و جل إليه أ تحب أن أحييهم لك فتنذرهم قال نعم يا رب فأوحى الله إليه أن نادهم فقال أيتها العظام البالية قومي بإذن الله عز و جل فقاموا أحياء أجمعون ينفضون التراب عن رءوسهم
9- ج، ]الإحتجاج[ في حديث الزنديق الذي سأل الصادق ع عن مسائل قال ع أحيا الله قوما خرجوا عن أوطانهم هاربين من الطاعون لا يحصى عددهم فأماتهم الله دهرا طويلا حتى بليت عظامهم و تقطعت أوصالهم و صاروا ترابا فبعث الله في وقت أحب أن يرى خلقه قدرته نبيا يقال له حزقيل فدعاهم فاجتمعت أبدانهم و رجعت فيها أرواحهم و قاموا كهيئة يوم ماتوا لا يفقدون من أعدادهم رجلا فعاشوا بعد ذلك دهرا طويلا
أقول إنما أوردنا قصة حزقيل ع هاهنا تبعا للمشهور بين المفسرين و المؤرخين و الظاهر من بعض الروايات تأخره عن تلك المرتبة