الآيات الأعراف وَ لُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَ تَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ وَ ما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ فَأَنْجَيْناهُ وَ أَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ وَ أَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ هود وَ لَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَ ضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَ قالَ هذا يَوْمٌ عَصِيبٌ وَ جاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَ مِنْ قَبْلُ كانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ قالَ يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ لا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَ لَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ قالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ قالُوا يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَ لا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَ لَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَ أَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَ ما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ الحجر وَ نَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ قالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ قالَ أَ بَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ قالَ وَ مَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ قالُوا بَلْ جِئْناكَ بِما كانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ وَ أَتَيْناكَ بِالْحَقِّ وَ إِنَّا لَصادِقُونَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَ اتَّبِعْ أَدْبارَهُمْ وَ لا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَ امْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ وَ قَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ وَ جاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ قالَ إِنَّ هؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ لا تُخْزُونِ قالُوا أَ وَ لَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ قالَ هؤُلاءِ بَناتِي إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَ أَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ الأنبياء وَ لُوطاً آتَيْناهُ حُكْماً وَ عِلْماً وَ نَجَّيْناهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فاسِقِينَ وَ أَدْخَلْناهُ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ الشعراء كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَ لا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُونِ وَ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ أَ تَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ وَ تَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ رَبِّ نَجِّنِي وَ أَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ فَنَجَّيْناهُ وَ أَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ وَ أَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَ ما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَوَ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
النمل وَ لُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَ تَأْتُونَ الْفاحِشَةَ وَ أَنْتُمْ تُبْصِرُونَ أَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ فَأَنْجَيْناهُ وَ أَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ وَ أَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ العنكبوت وَ لُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ أَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَ تَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَ تَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ قالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ وَ لَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَ أَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ وَ لَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَ ضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَ قالُوا لا تَخَفْ وَ لا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَ أَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ وَ لَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ الصافات وَ إِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ نَجَّيْناهُ وَ أَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ وَ إِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَ بِاللَّيْلِ أَ فَلا تَعْقِلُونَ الذاريات قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَ تَرَكْنا فِيها آيَةً لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ القمر كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ وَ لَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنا فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ وَ لَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِي وَ نُذُرِ وَ لَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ فَذُوقُوا عَذابِي وَ نُذُرِ وَ لَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ التحريم ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَ امْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَ قِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ تفسير قال الطبرسي قدس الله روحه وَ لُوطاً أي أرسلنا أو اذكر لوطا و هو لوط بن هاران بن تارخ ابن أخي إبراهيم الخليل ع و قيل إنه كان ابن خالة إبراهيم و كانت سارة امرأة إبراهيم أخت لوط أَ تَأْتُونَ الْفاحِشَةَ أي السيئة العظيمة القبح يعني إتيان الرجال في أدبارهم ما سَبَقَكُمْ بِها قيل ما نزا ذكر على ذكر قبل قوم لوط قال الحسن و كانوا يفعلون ذلك بالغرباء. شَهْوَةً قال البيضاوي مفعول له أو مصدر في موقع الحال و في التقييد بها وصفهم بالبهيمية الصرفة و تنبيه على أن العاقل ينبغي أن يكون الداعي له إلى المباشرة طلب الولد و بقاء النوع لا قضاء الوطر. مُسْرِفُونَ قال الطبرسي أي متجاوزون عن الحد في الظلم و الفساد يَتَطَهَّرُونَ أي يتحرجون عن أدبار الرجال أو يتنزهون عن أفعالكم و طرائقكم. وَ أَهْلَهُ قال البيضاوي أي من آمن به مِنَ الْغابِرِينَ من الذين بقوا في ديارهم
فهلكوا مَطَراً أي نوعا من المطر عجيبا أي حجارة من سجيل قيل خسف بالمقيمين منهم و أمطرت الحجارة على مسافريهم. و قال الطبرسي رحمه الله سِيءَ بِهِمْ أي ساءه مجيئهم لأنه خاف عليهم من قومه وَ ضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً أي ضاق بمجيئهم ذرعه أي قلبه لما رأى لهم من حسن الصورة و قد دعوه إلى الضيافة و قومه كانوا يسارعون إلى أمثالهم بالفاحشة و قيل ضاق بحفظهم من قومه ذرعه حيث لم يجد سبيلا إلى حفظهم و قد أتوه في صورة الغلمان المرد و أصله أن الشيء إذا ضاق ذرعه لم يتسع له ما اتسع فاستعير ضيق الذرع عند تعذر الإمكان يَوْمٌ عَصِيبٌ أي شديد من عصبه إذا شده يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ أي يسرعون في المشي لطلب الفاحشة و قيل أي يساقون و ليس هناك سائق غيرهم فكأن بعضهم يسوق بعضا وَ مِنْ قَبْلُ أي قبل إتيان الملائكة أو قبل مجيء قوم لوط إلى ضيفانه أو قبل بعثة لوط إليهم كانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أي الفواحش مع الذكور وَ لا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أي لا تلزموني عارا و فضيحة و لا تخجلوني بالهجوم على أضيافي أَ لَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ قد أصاب الرشد فيعمل بالمعروف و ينهى عن المنكر أو مرشد يرشدكم إلى الحق لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أي منعة و قدرة و جماعة أتقوى بهم عليكم أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ أي أنضم إلى عشيرة منيعة قال قتادة ذكر لنا أن الله تعالى لم يبعث نبيا بعد لوط إلا في عز من عشيرته و منعة من قومه وَ لا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ أي لا ينظر أحد منكم وراءه أو لا يلتفت أحد منكم إلى ماله و لا متاعه بالمدينة أو لا يتخلف أحد و قيل أمرهم أن لا يلتفتوا إذا سمعوا الرجفة و الهدة إن امرأتك قيل إنها التفتت حين سمعت الرجفة و قالت يا قوماه فأصابها حجر فقتلتها و قيل إِلَّا امْرَأَتَكَ لا تسر بها عِنْدَ رَبِّكَ أي في علمه أو خزائنه التي لا يتصرف فيها أحد إلا بأمره وَ ما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ أي و ما تلك الحجارة من الظالمين من أمتك يا محمد ببعيد و قيل يعني بذلك قوم لوط و ذكر أن حجرا بقي معلقا بين السماء و الأرض أربعين يوما يتوقع به رجل من قوم لوط كان في الحرم حتى خرج منه فأصابه قال قتادة كانوا أربعة آلاف ألف. مِنَ الْقانِطِينَ أي الآيسين فأجابهم إبراهيم ع بأن قال وَ مَنْ يَقْنَطُ تنبيها على أنه لم يكن كلامه من جهة القنوط وَ أَتَيْناكَ بِالْحَقِّ أي بالعذاب المستيقن به وَ اتَّبِعْ أَدْبارَهُمْ أي كن وراءهم لتكون عينا عليهم فلا يتخلف أحد منهم وَ امْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ أي اذهبوا إلى الموضع الذي أمركم الله بالذهاب إليه و هو الشام وَ قَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أي أعلمنا لوطا و أوحينا إليه ما ينزل بهم من العذاب يَسْتَبْشِرُونَ أي يبشر بعضهم بعضا بأضياف لوط أَ وَ لَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ أي أن تجير أحدا أو تضيف أحدا و هذا الكلام الذي تقدم إنما كان من لوط لقومه قبل أن يعلم أنهم ملائكة و إنما ذكر مؤخرا لَعَمْرُكَ أي و حياتك يا محمد إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ أي في غفلتهم يتحيرون و يترددون فلا يبصرون طريق الرشد فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ أي أخذتهم الصوت الهائل في حال شروق الشمس إِنَّ فِي ذلِكَ أي فيما سبق ذكره من إهلاك قوم لوط لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ لدلالات للمتفكرين المعتبرين. آتَيْناهُ حُكْماً أي نبوة أو الفصل بين الخصوم بالحق الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ فإنهم كانوا يأتون الذكران و يتضارطون في أنديتهم و غير ذلك من القبائح. قَوْمٌ عادُونَ أي ظالمون متعدون الحلال إلى الحرام مِنَ الْمُخْرَجِينَ أي عن بلدنا مِنَ الْقالِينَ أي المبغضين فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ أي بئس مطر الكافرين مطرهم. وَ أَنْتُمْ تُبْصِرُونَ أي تعلمون أنها فاحشة أو يرى بعضكم ذلك من بعض تَجْهَلُونَ أي تفعلون أفعال الجهال أو تجهلون القيامة و عاقبة العصيان. وَ تَقْطَعُونَ السَّبِيلَ أي سبيل الولد باختياركم الرجال أو تقطعون الناس عن الأسفار بإتيان هذه الفاحشة فإنهم كانوا يفعلونه بالمجتازين في ديارهم و كانوا يرمون
ابن السبيل بالحجارة بالخذف فأيهم أصابه كان أولى به و يأخذون ماله و ينكحونه و يغرمونه ثلاثة دراهم و كان لهم قاض يقضي بذلك أو كانوا يقطعون الطريق على الناس بالسرقة وَ تَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ قيل كانوا يتضارطون في مجالسهم من غير حشمة و لا حياء عن ابن عباس و روي ذلك عن الرضا ع و قيل إنهم كانوا يأتون الرجال في مجالسهم يرى بعضهم بعضا و قيل كانت مجالسهم تشتمل على أنواع المناكير مثل الشتم و السخف و الصفع و القمار و ضرب المخراق و خذف الأحجار على من مر بهم و ضرب المعازف و المزامير و كشف العورات و اللواط رِجْزاً أي عذابا آيَةً بَيِّنَةً قيل هي الحجارة التي أمطرت عليهم و قيل هي آثار منازلهم الخربة و قيل هي الماء الأسود على وجه الأرض. وَ إِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ أي في ذهابكم و مجيئكم إلى الشام. غَيْرَ بَيْتٍ أي أهل بيت مِنَ الْمُسْلِمِينَ يعني لوطا و بنتيه. بِالنُّذُرِ أي بالإنذار أو بالرسل حاصِباً أي ريحا حصبتهم أي رمتهم بالحجارة و الحصباء قال ابن عباس يريد ما حصبوا به من السماء من الحجارة في الريح نِعْمَةً أي إنعاما مفعول له أو مصدر وَ لَقَدْ أَنْذَرَهُمْ لوط بَطْشَتَنا أي أخذنا إياهم بالعذاب فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ أي تدافعوا بالإنذار على وجه الجدال بالباطل و قيل أي فشكوا و لم يصدقوا وَ لَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ أي طلبوا منه أن يسلم إليهم أضيافه فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ أي محونا و المعنى عميت أبصارهم فَذُوقُوا عَذابِي وَ نُذُرِ أي فقلنا لقوم لوط ذوقوا عذابي و نذري وَ لَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ أي أتاهم صباحا عذاب نازل بهم حتى هلكوا. فَخانَتاهُما قال ابن عباس كانت امرأة نوح كافرة تقول للناس إنه مجنون و إذا آمن أحد بنوح أخبرت الجبابرة من قوم نوح به و كانت امرأة لوط تدل على أضيافه فكان ذلك خيانتهما لهما و ما بغت امرأة نبي قط و إنما كانت خيانتهما في الدين. و قال السدي كانت خيانتهما أنهما كانتا كافرتين و قيل كانتا منافقتين و قال الضحاك خيانتهما النميمة إذا أوحى الله إليهما أفشتاه إلى المشركين و قيل إن اسم امرأة نوح واغلة و اسم امرأة لوط واهلة و قال مقاتل والغة و والهة
1- ع، ]علل الشرائع[ ابن المتوكل عن الحميري عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي بصير قال قلت لأبي جعفر ع كان رسول الله ص يتعوذ من البخل فقال نعم يا أبا محمد في كل صباح و مساء و نحن نتعوذ بالله من البخل الله يقول وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ و سأخبرك عن عاقبة البخل إن قوم لوط كانوا أهل قرية أشحاء على الطعام فأعقبهم البخل داء لا دواء له في فروجهم فقلت و ما أعقبهم فقال إن قرية قوم لوط كانت على طريق السيارة إلى الشام و مصر فكانت السيارة تنزل بهم فيضيفونهم فلما كثر ذلك عليهم ضاقوا بذلك ذرعا بخلا و لؤما فدعاهم البخل إلى أن كانوا إذا نزل بهم الضيف فضحوه من غير شهوة بهم إلى ذلك و إنما كانوا يفعلون ذلك بالضيف حتى ينكل النازل عنهم فشاع أمرهم في القرى و حذر منهم النازلة فأورثهم البخل بلاء لا يستطيعون دفعه عن أنفسهم من غير شهوة لهم إلى ذلك حتى صاروا يطلبونه من الرجال في البلاد و يعطونهم عليه الجعل ثم قال فأي داء أدأى من البخل و لا أضر عاقبة و لا أفحش عند الله عز و جل قال أبو بصير فقلت له جعلت فداك فهل كان أهل قرية لوط كلهم هكذا يعملون فقال نعم إلا أهل بيت من المسلمين أ ما تسمع لقوله تعالى فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثم قال أبو جعفر ع إن لوطا لبث في قومه ثلاثين سنة يدعوهم إلى الله عز و جل و يحذرهم عذابه و كانوا قوما لا يتنظفون من الغائط و لا يتطهرون من الجنابة و كان لوط ابن خالة إبراهيم و كانت امرأة إبراهيم سارة أخت لوط و كان لوط و إبراهيم نبيين مرسلين منذرين و كان لوط رجلا سخيا كريما يقري الضيف إذا نزل به و يحذرهم قومه قال فلما رأى قوم لوط ذلك منه قالوا له إنا ننهاك عن العالمين لا تقر ضيفا ينزل بك إن فعلت فضحنا ضيفك الذي ينزل بك و أخزيناك فكان لوط إذا نزل به الضيف كتم أمره مخافة أن يفضحه قومه و ذلك أنه لم يكن للوط عشيرة قال و لم يزل لوط و إبراهيم يتوقعان نزول العذاب على قومه فكانت لإبراهيم و للوط منزلة من الله عز و جل شريفة و إن الله عز و جل كان إذا أراد عذاب قوم لوط أدركته مودة إبراهيم و خلته و محبة لوط فيراقبهم فيؤخر عذابهم قال أبو جعفر ع فلما اشتد أسف الله على قوم لوط و قدر عذابهم و قضى أن يعوض إبراهيم من عذاب قوم لوط بغلام عليم فيسلي به مصابه بهلاك قوم لوط فبعث الله رسلا إلى إبراهيم يبشرونه بإسماعيل فدخلوا عليه ليلا ففزع منهم و خاف أن يكونوا سراقا فلما رأته الرسل فزعا مذعورا قالوا سَلاماً قالَ سلام إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ قالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا رسل ربك نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ قال أبو جعفر ع و الغلام العليم هو إسماعيل من هاجر ف قالَ إبراهيم للرسل أَ بَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ ف قالَ إبراهيم فَما خَطْبُكُمْ بعد البشارة قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ قوم لوط إنهم كانوا قوما فاسقين لننذرهم عذاب رب العالمين قال أبو جعفر ع ف قالَ إبراهيم ع للرسل إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَ أَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ قال فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ قالُوا بَلْ جِئْناكَ بِما كانُوا فِيهِ
قومك من عذاب الله يَمْتَرُونَ وَ أَتَيْناكَ بِالْحَقِّ لننذر قومك العذاب وَ إِنَّا لَصادِقُونَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ يا لوط إذا مضى لك من يومك هذا سبعة أيام و لياليها بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ إذا مضى نصف الليل وَ لا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ وَ امْضُوا في تلك الليلة حَيْثُ تُؤْمَرُونَ قال أبو جعفر ع فقضوا ذلك الأمر إلى لوط أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ قال قال أبو جعفر ع فلما كان يوم الثامن مع طلوع الفجر قدم الله عز و جل رسلا إلى إبراهيم يبشرونه بإسحاق و يعزونه بهلاك قوم لوط و ذلك قوله تعالى وَ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ يعني زكيا مشويا نضيجا فَلَمَّا رَأى إبراهيم أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَ أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ وَ امْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فبشروها بِإِسْحاقَ وَ مِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ فَضَحِكَتْ يعني فتعجبت من قولهم قالَتْ يا وَيْلَتى أَ أَلِدُ وَ أَنَا عَجُوزٌ وَ هذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ قالُوا أَ تَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ قال أبو جعفر ع فلما جاءت إبراهيم البشارة بإسحاق و ذهب عنه الروع أقبل يناجي ربه في قوم لوط و يسأله كشف البلاء عنهم فقال الله عز و جل يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَ إِنَّهُمْ آتِيهِمْ عذابي بعد طلوع الشمس من يومك محتوما غَيْرُ مَرْدُودٍ
شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير مثله بيان هذا الخبر يدل على تعدد البشارة و أن الآيات الأول إشارة إلى الأولى و الثواني إلى الثانية و لم يذكره المفسرون و يؤيده ما ذكره سبحانه في سورة الصافات حيث قال فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ إلى أن قال وَ بَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ فظهر أن الغلام العليم الحليم المبشر به هو إسماعيل ع و هو الذبيح و بشر إبراهيم ع بعد ذلك بإسحاق و مر في باب الذبح قوله تعالى سَلاماً أي نسلم عليك سلاما أو سلمنا سلاما. قوله أَ بَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ تعجب من أن يولد له مع الكبر فَبِمَ تُبَشِّرُونَ أي فبأي أعجوبة تبشروني أو أ بأمر الله أم من جهة أنفسكم و كان استعجابه ع باعتبار العادة دون القدرة و قيل كان غرضه أن يعلم أنه هل يولد له على تلك الحال أو يرد إلى الشباب قوله فَما خَطْبُكُمْ أي فما شأنكم الذي أرسلتم لأجله سوى البشارة قوله تعالى لَمِنَ الْغابِرِينَ أي الباقين مع الكفرة لتهلك معهم قوله مُنْكَرُونَ أي ينكركم نفسي و ينفر عنكم مخافة أن تطرقوني أو لا أعرفكم فعرفوني أنفسكم قوله بِما كانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ أي بالعذاب الذي كانوا يشكون فيه إذا وعدتهم فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ أي فاذهب بهم الليل بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ في طائفة من الليل و قيل في آخره و على الأول يحمل تفسيره ع أي المراد بقطع نصف الليل و قوله إِلَّا امْرَأَتَكَ ليس في خلال تلك الآيات و إنما ذكره ع لبيان أنه كان المراد بالأهل غيرها أو أنها هلكت في حال الخروج حيث التفتت فأصابها العذاب كما روي قوله أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ أي آخر من يبقى منهم يهلك وقت الصبح أي أنهم مستأصلون بالعذاب وقت الصباح على وجه لا يبقى منهم أثر و لا نسل و لا عقب. و قال الفيروزآبادي حنذ الشاة يحنذها حنذا و تحناذا شواها و جعل فوقها حجارة محماة لينضجها فهي حنيذ أو هو الحال الذي يقطر ماؤه انتهى. و الإيجاس الإدراك أو الإضمار اختلف في سبب الخوف فقيل إنه لما رآهم شبانا أقوياء و كان ينزل طرفا من البلد و كانوا يمتنعون من تناول طعامه لم يأمن أن يكون ذلك لبلاء و ذلك أن أهل ذلك الزمان إذا أكل بعضهم طعام بعض أمنه صاحب الطعام على نفسه و ماله و لهذا يقال تحرم فلان بطعامنا أي أثبتت الحرمة بيننا بأكله الطعام و قيل إنه ظنهم لصوصا يريدون به سوءا و قيل إنه ظن أنهم ليسوا من البشر جاءوا لأمر عظيم و قيل علم أنهم ملائكة فخاف أن يكون قومه المقصودين بالعذاب حتى قالُوا له لا تَخَفْ يا إبراهيم إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ بالعذاب لا إلى قومك و قيل إنهم دعوا الله فأحيا العجل الذي كان ذبحه إبراهيم ع و شواه فطفر و رغا فعلم حينئذ أنهم رسل الله
2- ل، ]الخصال[ ع، ]علل الشرائع[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ سأل الشامي أمير المؤمنين ع عن قوله تعالى يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ من هم فقال ع قابيل يفر من هابيل ع و الذي يفر من أمه موسى ع و الذي يفر من أبيه إبراهيم ع و الذي يفر من صاحبته لوط ع و الذي يفر من ابنه نوح ع يفر من ابنه كنعان
3- ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن ابن معروف عن أبي جميلة عن سعد بن طريف عن الأصبغ قال سمعت عليا ع يقول ستة في هذه الأمة من أخلاق قوم لوط الجلاهق و هو البندق و الخذف و مضغ العلك و إرخاء الإزار خيلاء و حل الأزرار من القباء و القميص
4- ع، ]علل الشرائع[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ سأل الشامي أمير المؤمنين ع عمن خلق الله من الأنبياء مختونا فقال خلق الله آدم مختونا و ولد شيث مختونا و إدريس و نوح و سام بن نوح و إبراهيم و داود و سليمان و لوط و إسماعيل و موسى و عيسى و محمد صلوات الله عليه و عليهم و سأله ع عن يوم الأربعاء و التطير منه فقال ع آخر أربعاء من الشهر إلى أن قال و يوم الأربعاء جعل الله عز و جل أرض قوم لوط عاليها سافلها و يوم الأربعاء أمطر عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ
-5 فس، ]تفسير القمي[ في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال و أما القرية التي أمطرت مطر السوء فهي سدوم قرية قوم لوط أمطر الله عليهم حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ يقول من طين
6- فس، ]تفسير القمي[ فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ أي لإبراهيم ع قوله وَ تَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ قال هم قوم لوط يضرط بعضهم على بعض فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِباً هم قوم لوط
7- ع، ]علل الشرائع[ ابن المتوكل عن الحميري عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن الثمالي عن أبي جعفر ع أن رسول الله ص سأل جبرئيل كيف كان مهلك قوم لوط فقال إن قوم لوط كانوا أهل قرية لا يتنظفون من الغائط و لا يتطهرون من الجنابة بخلاء أشحاء على الطعام و إن لوطا لبث فيهم ثلاثين سنة و إنما كان نازلا عليهم و لم يكن منهم و لا عشيرة له فيهم و لا قوم و إنه دعاهم إلى الله عز و جل و إلى الإيمان و اتباعه و نهاهم عن الفواحش و حثهم على طاعة الله فلم يجيبوه و لم يطيعوه و إن الله عز و جل لما أراد عذابهم بعث إليهم رسلا منذرين عذرا نذرا فلما عتوا عن أمره بعث إليهم ملائكة ليخرجوا من كان في قريتهم من المؤمنين فما وجدوا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فأخرجوهم منها و قالوا للوط أسر بأهلك من هذه القرية الليلة بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ... وَ لا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَ امْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ فلما انتصف الليل سار لوط ببناته و تولت امرأته مدبرة فانقطعت إلى قومها تسعى بلوط و تخبرهم أن لوطا قد سار ببناته و إني نوديت من تلقاء العرش لما طلع الفجر يا جبرئيل حق القول من الله بحتم عذاب قوم لوط فاهبط إلى قرية قوم لوط و ما حوت فاقلعها من تحت سبع أرضين ثم اعرج بها إلى السماء فأوقفها حتى يأتيك أمر الجبار في قلبها و دع منها آية بينة من منزل لوط عبرة للسيارة فهبطت على أهل القرية الظالمين فضربت بجناحي الأيمن على ما حوى عليه شرقيها و ضربت بجناحي الأيسر على ما حوى عليه غربيها فاقتلعتها يا محمد من تحت سبع أرضين إلا منزل آل لوط آية للسيارة ثم عرجت بها في جوافي جناحي حتى أوقفتها حيث يسمع أهل السماء زقاء ديوكها و نباح كلابها فلما طلعت الشمس نوديت من تلقاء العرش يا جبرئيل اقلب القرية على القوم فقلبتها عليهم حتى صار أسفلها أعلاها و أمطر الله عليهم حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَ ما هِيَ يا محمد مِنَ الظَّالِمِينَ من أمتك بِبَعِيدٍ قال فقال له رسول الله ص يا جبرئيل و أين كانت قريتهم من البلاد فقال جبرئيل كان موضع قريتهم في موضع بحيرة طبرية اليوم و هي في نواحي الشام قال له رسول الله ص أ رأيتك حين قلبتها عليهم في أي موضع من الأرضين وقعت القرية و أهلها فقال يا محمد وقعت فيما بين بحر الشام إلى مصر فصارت تلولا في البحر
شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي حمزة مثله بيان الجوافي جمع الجوفاء أي الواسعة أو الجافية من الجفو بمعنى البعد و منه التجافي و يحتمل أن يكون في الأصل أجواف فصحف و الأظهر الخوافي بالخاء المعجمة قال في القاموس قال الأصمعي الخوافي ما دون الريشات العشر من مقدم الجناح و قال قوادم الطير مقاديم ريشه و هي عشر في كل جناح انتهى و الزقاء الصياح
8- فس، ]تفسير القمي[ قوله وَ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى إلى قوله بِعِجْلٍ حَنِيذٍ أي مشوي نضيج فإنه لما ألقى نمرود إبراهيم ع في النار فجعلها الله عليه بردا و سلاما بقي إبراهيم مع نمرود و خاف نمرود من إبراهيم فقال يا إبراهيم اخرج عن بلادي و لا تساكني فيها و كان إبراهيم ع قد تزوج بسارة و هي بنت خاله و قد كانت آمنت به و آمن به لوط و كان غلاما و قد كان إبراهيم ع عنده غنيمات كان معاشه منها فخرج إبراهيم ع من بلاد نمرود و معه سارة في صندوق و ذلك أنه كان شديد الغيرة فلما أراد أن يخرج من بلاد نمرود منعوه و أرادوا أن يأخذوا منه غنيماته و قالوا له هذا كسبته في سلطان الملك و بلاده و أنت مخالف له فقال لهم إبراهيم بيني و بينكم قاضي الملك سندوم فصاروا إليه فقالوا إن هذا مخالف لدين الملك و ما معه كسبه في بلاد الملك و لا ندعه يخرج معه شيئا فقال سندوم صدقوا خل عما في يديك فقال إبراهيم له إنك إن لم تقض بالحق مت الساعة قال و ما الحق قال قل لهم يردوا علي عمري الذي أفنيته في كسب ما معي حتى أرد عليهم فقال سندوم يجب أن تردوا عمره فخلوا عنه و عما كان في يده فخرج إبراهيم ع و كتب نمرود في الدنيا أن لا تدعوه يسكن العمران فمر ببعض عمال نمرود و كان كل من مر به يأخذ عشر ما معه و كانت سارة مع إبراهيم في الصندوق فأخذ عشر ما كان مع إبراهيم ع ثم جاء إلى الصندوق فقال له لا بد من أن أفتحه فقال إبراهيم عده ما شئت و خذ عشره فقال لا بد من فتحه ففتحه فلما نظر إلى سارة تعجب من جمالها فقال لإبراهيم ما هذه المرأة التي هي معك قال هي أختي و إنما عنى أخته في الدين قال له العاشر لست أدعك تبرح حتى أعلم الملك بحالها و حالك فبعث رسولا إلى الملك فأعرضها فحملت إليه فهم بها و مد يده إليها فقالت له أعوذ بالله منك فجفت يده و التصقت بصدره و أصابته من ذلك شدة فقال يا سارة ما هذا الذي أصابني منك فقالت لما هممت به فقال قد هممت لك بالخير فادعي الله أن يردني إلى ما كنت فقالت اللهم إن كان صادقا فرده كما كان فرجع إلى ما كان و كانت على رأسه جارية فقال يا سارة خذي هذه الجارية تخدمك و هي هاجر أم إسماعيل ع فحمل إبراهيم سارة و هاجر فنزلوا البادية على ممر طريق اليمن و الشام و جميع الدنيا فكان يمر به الناس فيدعوهم إلى الإسلام و قد كان شاع خبره في الدنيا أن الملك ألقاه في النار فلم يحترق و كانوا يقولون له لا تخالف دين الملك فإن الملك يقتل من خالفه و كان إبراهيم كل من مر به يضيفه و كان على سبعة فراسخ منه بلاد عامرة كثير الشجر و النبات و الخير و كان الطريق عليها و كان كل من يمر بتلك البلاد يتناول من ثمارهم و زروعهم فجزعوا من ذلك فجاءهم إبليس في صورة شيخ فقال لهم أدلكم على ما إن فعلتموه لم يمر بكم أحد فقالوا ما هو فقال من مر بكم فانكحوه في دبره و اسلبوه ثيابه ثم تصور لهم إبليس في صورة أمرد أحسن ما يكون من الشباب فجاءهم فوثبوا عليه ففجروا به كما أمرهم فاستطابوه فكانوا يفعلونه بالرجال فاستغنى الرجال بالرجال و النساء بالنساء فشكا الناس ذلك إلى إبراهيم ع فبعث إليهم لوطا يحذرهم و ينذرهم فلما نظروا إلى لوط قالوا من أنت قال أنا ابن خال إبراهيم الذي ألقاه الملك في النار فلم يحترق و جعلها الله عليه بردا و سلاما و هو بالقرب منكم فاتقوا الله و لا تفعلوا هذا فإن الله يهلككم فلم يجسروا عليه و خافوه و كفوا عنه و كان لوط كلما مر به رجل يريدونه بسوء خلصه من أيديهم و تزوج لوط فيهم و ولد له بنات فلما
طال ذلك على لوط و لم يقبلوا منه قالوا له لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ أي لنرجمنك و لنخرجنك فدعا عليهم لوط فبينا إبراهيم قاعد في موضعه الذي كان فيه و قد كان أضاف قوما و خرجوا و لم يكن عنده شيء فنظر إلى أربعة نفر قد وقفوا عليه لا يشبهون الناس فَقالُوا سَلاماً فقال إبراهيم سلام فجاء إبراهيم ع إلى سارة فقال لها قد جاءني أضياف لا يشبهون الناس فقالت ما عندنا إلا هذا العجل فذبحه و شواه و حمله إليهم و ذلك قول الله عز و جل وَ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَ أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً و جاءت سارة في جماعة معها فقالت لهم ما لكم تمتنعون من طعام خليل الله ف قالُوا لإبراهيم لا تَوْجَلْ أي لا تخف إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ ففزعت سارة و ضحكت أي حاضت و قد كان ارتفع حيضها منذ دهر طويل فقال الله عز و جل فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَ مِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ فوضعت يدها على وجهها ف قالَتْ يا وَيْلَتى أَ أَلِدُ وَ أَنَا عَجُوزٌ وَ هذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ فقال لها جبرئيل أَ تَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ وَ جاءَتْهُ الْبُشْرى بإسحاق أقبل يجادل كما قال الله يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ فقال إبراهيم لجبرئيل بما ذا أرسلت قال بهلاك قوم لوط فقال إبراهيم إِنَّ فِيها لُوطاً قال جبرئيل نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَ أَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ قال إبراهيم يا جبرئيل إن كان في المدينة مائة رجل من المؤمنين يهلكهم الله قال لا قال فإن كان فيهم خمسين قال لا قال فإن كان فيهم عشرة قال لا قال و إن كان فيهم واحد قال لا و هو قوله فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فقال إبراهيم يا جبرئيل راجع ربك فيهم فأوحى الله كلمح البصر يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَ إِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ فخرجوا من عند إبراهيم ع فوقفوا على لوط في ذلك الوقت و هو يسقي زرعه فقال لهم لوط من أنتم قالوا نحن أبناء السبيل أضفنا الليلة فقال لهم يا قوم إن أهل هذه القرية قوم سوء لعنهم الله و أهلكهم ينكحون الرجال و يأخذون الأموال فقالوا فقد أبطأنا فأضفنا فجاء لوط إلى أهله و كانت منهم فقال لها إنه قد أتاني أضياف في هذه الليلة فاكتمي عليهم حتى أعفو عنك إلى هذا الوقت قالت أفعل و كانت العلامة بينها و بين قومها إذا كان عند لوط أضياف بالنهار تدخن فوق السطح و إذا كان بالليل توقد النار فلما دخل جبرئيل و الملائكة معه بيت لوط ع وثبت امرأته على السطح فأوقدت نارا فعلموا أهل القرية و أقبلوا إليه من كل ناحية كما حكى الله عز و جل وَ جاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ أي يسرعون و يعدون فلما صاروا إلى باب البيت قالُوا يا لوط أَ وَ لَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ فقال لهم كما حكى الله هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ لا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَ لَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ
و حدثني أبي عن محمد بن عمرو رحمه الله في قول لوط هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ قال عنى به أزواجهم و ذلك أن النبي هو أبو أمته فدعاهم إلى الحلال و لم يكن يدعوهم إلى الحرام فقال أزواجكم هن أطهر لكم قالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ فقال لوط لما آيس لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ
أخبرني الحسن بن علي بن مهزيار عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال ما بعث الله نبيا بعد لوط إلا في عز من قومه
و حدثني محمد بن جعفر عن محمد بن أحمد عن محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن صالح أبي عبد الله ع قال في قوله لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً قال القوة القائم ع و الركن الشديد ثلاثمائة و ثلاثة عشر
قال علي بن إبراهيم فقال جبرئيل لو علم ما له من القوة فقال من أنتم قال جبرئيل أنا جبرئيل فقال لوط بما ذا أمرت قال بهلاكهم قال الساعة فقال جبرئيل إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَ لَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ فكسروا الباب و دخلوا البيت فضرب جبرئيل بجناحه على وجوههم فطمسها و هو قول الله عز و جل وَ لَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِي وَ نُذُرِ فلما رأوا ذلك علموا أنه قد أتاهم العذاب فقال جبرئيل للوط فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ و اخرج من بينهم أنت و ولدك وَ لا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ و كان في قوم لوط رجل عالم فقال لهم يا قوم قد جاءكم العذاب الذي كان يعدكم لوط فاحرسوه و لا تدعوه يخرج من بينكم فإنه ما دام فيكم لا يأتيكم العذاب فاجتمعوا حول داره يحرسونه فقال جبرئيل يا لوط اخرج من بينهم فقال كيف أخرج و قد اجتمعوا حول داري فوضع بين يديه عمودا من نور فقال له اتبع هذا العمود لا يلتفت منكم أحد فخرجوا من القرية من تحت الأرض فالتفتت امرأته فأرسل الله عليها صخرة فقتلها فلما طلع الفجر سارت الملائكة الأربعة كل واحد في طرف من قريتهم فقلعوها من سبع أرضين إلى تخوم الأرض ثم رفعوها في الهواء حتى سمع أهل السماء نباح الكلاب و صراخ الديك ثم قلبوها عليهم و أمطرهم الله حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَ ما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ
قوله منضود يعني بعضها على بعض منضدة و قوله مسومة أي منقوطة. بيان قوله ع فأعرضها أي أظهرها لملكه و عرض أمرها عليه قال في القاموس أعرض الشيء له أظهره له. قوله ع و كانوا يقولون له الظاهر أنه من تتمة الخبر الشائع في الناس أي كان قد شاع أنهم نهوه عن ذلك و توعده بالقتل فلم ينته عما كان عليه حتى ألقي في النار فلم يحترق. قال الشيخ الطبرسي رحمه الله وَ أَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً أي و أمطرنا على القرية أي على الفاسقين من أهلها حجارة عن الجبائي و قيل أمطرت الحجارة على تلك القرية حين رفعها جبرئيل ع و قيل إنما أمطر عليهم الحجارة بعد أن قلبت قريتهم تغليظا للعقوبة مِنْ سِجِّيلٍ أي سنگ و گل عن ابن عباس و سعيد بن جبير بين بذلك صلابتها و مباينتها للبرد و أنها ليست من جنس ما جرت به عادتهم في سقوط البرد من الغيوم و قيل إن السجيل الطين عن قتادة و عكرمة و يؤيده قوله تعالى لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ و روي عن عكرمة أيضا أنه بحر معلق في الهواء بين الأرض و السماء منه أنزلت الحجارة و قال الضحاك هو الآجر و قال الفراء هو طين قد طبخ حتى صار بمنزلة الأرحاء و قال كان أصل الحجارة طينا فشددت عن الحسن و قيل إن السجيل السماء الدنيا عن ابن زيد فكانت تلك الحجارة منزلة من السماء الدنيا. و قال البيضاوي أي من طين متحجر و قيل إنه من أسجله إذا أرسله أو من السجل أي ما كتب الله أن يعذبهم به و قيل أصله من سجين أي من جهنم فأبدلت نونه لاما مَنْضُودٍ نضدا معدا لعذابهم أو نضد في الإرسال يتتابع بعضه بعضا كقطار الأمطار أو نضد بعضه على بعض و ألصق به مُسَوَّمَةً معلمة للعذاب و قيل معلمة ببياض و حمرة أو بسيماء يتميز به عن حجارة الأرض أو باسم من يرمى به
9- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن سليمان الديلمي عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قوله وَ أَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ مُسَوَّمَةً قال ما من عبد يخرج من الدنيا يستحل عمل قوم لوط إلا رمى الله كبده من تلك الحجارة يكون منيته فيها و لكن الخلق لا يرونه
10- شي، ]تفسير العياشي[ عن ميمون اللبان مثله
11- فس، ]تفسير القمي[ وَ قَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أي أعلمناه أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ يعني قوم لوط لَعَمْرُكَ أي و حياتك يا محمد فهذه فضيلة لرسول الله ص على الأنبياء
12- ع، ]علل الشرائع[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن البزنطي عن أبان عن أبي بصير و غيره عن أحدهما قال إن الملائكة لما جاءت في هلاك قوم لوط قالوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ قالت سارة و عجبت من قلتهم و كثرة أهل القرية فقالت و من يطيق قوم لوط فبشروها بِإِسْحاقَ وَ مِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَ قالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ و هي يومئذ ابنة تسعين سنة و إبراهيم يومئذ ابن عشرين و مائة سنة فجادل إبراهيم عنهم و قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً قال جبرئيل نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها فزاده إبراهيم فقال جبرئيل يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَ إِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ قال و إن جبرئيل لما أتى لوطا في هلاك قومه فدخلوا عليه و جاءوا قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ قام فوضع يده على الباب ثم ناشدهم فقال اتقوا الله وَ لا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي قالُوا أَ وَ لَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ ثم عرض عليهم بناته نكاحا قالُوا... ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ قال فما منكم رجل رشيد قال فأبوا ف قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ قال و جبرئيل ينظر إليهم فقال لو يعلم أي قوة له ثم دعاه فأتاه ففتحوا الباب و دخلوا فأشار إليهم جبرئيل بيده فرجعوا عميانا يلتمسون الجدار بأيديهم يعاهدون الله لئن أصبحنا لا نستبقي أحدا من آل لوط قال لما قال جبرئيل إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ قال له لوط يا جبرئيل عجل قال نعم قال يا جبرئيل عجل قال إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَ لَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ثم قال جبرئيل يا لوط اخرج منها أنت و ولدك حتى تبلغ موضع كذا و كذا قال يا جبرئيل إن حمري ضعاف قال ارتحل فاخرج منها فارتحل حتى إذا كان السحر نزل إليها جبرئيل فأدخل جناحه تحتها حتى إذا استعلت قلبها عليهم و رمى جدران المدينة بحجارة من سجيل و سمعت امرأة لوط الهدة فهلكت منها
شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير مثله بيان قال الطبرسي رحمه الله اختلف في ذلك يعني عرض البنات فقيل أراد بناته لصلبه عن قتادة و قيل أراد النساء من أمته لأنهن كالبنات له فإن كل نبي أبو أمته و أزواجه أمهاتهم عن مجاهد و سعيد بن جبير و اختلف أيضا في كيفية عرضهن فقيل بالتزويج و كان يجوز في شرعه تزويج المؤمنة من الكافر و كذا كان يجوز أيضا في مبتدأ الإسلام و قد زوج النبي ص بنته من أبي العاص بن الربيع قبل أن يسلم ثم نسخ ذلك و قيل أراد التزويج بشرط الإيمان عن الزجاج و كانوا يخطبون بناته فلا يزوجهن منهم لكفرهم و قيل إنه كان لهم سيدان مطاعان فيهم فأراد أن يزوجهما بنتيه زعوراء و ريثاء
13- ع، ]علل الشرائع[ ابن المتوكل عن الحميري عن محمد بن الحسين عن البزنطي عن أبان بن عثمان عن أبي بصير عن أحدهما ع في قول لوط إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ فقال إن إبليس أتاهم في صورة حسنة فيه تأنيث عليه ثياب حسنة فجاء إلى شباب منهم فأمرهم أن يقعوا به و لو طلب إليهم أن يقع بهم لأبوا عليه و لكن طلب إليهم أن يقعوا به فلما وقعوا به التذوه ثم ذهب عنهم و تركهم فأحال بعضهم على بعض
ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد عن الصدوق عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن عمر الجرجاني عن أبان عن أبي بصير مثله كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن البزنطي مثله
14- ع، ]علل الشرائع[ أبي عن محمد العطار عن الأشعري عن موسى بن جعفر البغدادي عن علي بن معبد عن الدهقان عن درست عن عطية عن أبي عبد الله ع قال في المنكوح من الرجال هم بقية سدوم أما إني لست أعني بقيتهم أنهم ولده و لكن من طينتهم قلت سدوم الذي قلبت عليهم قال هي أربعة مدائن سدوم و صديم و لدنا و عميراء قال فأتاهم جبرئيل ع و هن مقلوبات إلى تخوم الأرضين السابعة فوضع جناحه تحت السفلى منهن و رفعهن جميعا حتى سمع أهل السماء الدنيا نباح كلابهم ثم قلبها
كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن علي بن معبد مثله بيان قال الطبرسي رحمه الله قيل كانت أربع مدائن و هي المؤتفكات سدوم و عامورا و داذوما و صبوايم و أعظمها سدوم و كان لوط يسكنها. قال المسعودي أرسل الله لوطا إلى المدائن الخمسة و هي سدوم و عموراء و أدوما و صاعورا و صابورا و قال صاحب الكامل كانت خمسة سدوم و صبعة و عمرة و دوما و صعوة
15- ع، ]علل الشرائع[ أبي عن سعد عن محمد بن الحسين عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال قيل له كيف كان يعلم قوم لوط أنه قد جاء لوطا رجال قال كانت امرأته تخرج فتصفر فإذا سمعوا التصفير جاءوا فلذلك كره التصفير
16- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بهذا الإسناد عن ابن فضال عن داود بن يزيد عن رجل عن أبي عبد الله ع قال لما جاءت الملائكة في هلاك قوم لوط مضوا حتى أتوا لوطا و هو في زراعة له قرب المدينة فسلموا عليه فلما رآهم رأى هيئة حسنة و عليهم ثياب بيض و عمائم بيض فقال لهم المنزل قالوا نعم فتقدمهم و مشوا خلفه فندم على عرضه عليهم المنزل فالتفت إليهم فقال إنكم تأتون شرار خلق الله و كان جبرئيل قال الله له لا تعذبهم حتى يشهد عليهم ثلاث شهادات فقال جبرئيل هذه واحدة ثم مشى ساعة فقال إنكم تأتون شرارا من خلق الله فقال جبرئيل هذه ثنتان ثم مشى فلما بلغ باب المدينة التفت إليهم فقال إنكم تأتون شرارا من خلق الله فقال جبرئيل هذه ثلاث ثم دخل و دخلوا معه منزله فلما بصر بهم امرأته أبصرت هيئة حسنة فصعدت فوق السطح فصفقت فلم يسمعوا فدخنت فلما رأوا الدخان أقبلوا يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ حتى وقفوا بالباب فقال لوط فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ لا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ثم كابروه حتى دخلوا عليه قال فصاح جبرئيل يا لوط دعهم يدخلوا قال فدخلوا فأهوى جبرئيل إصبعيه و هو قوله فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ ثم قال جبرئيل إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ
17- ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن الوليد عن الحسن بن متيل عن البرقي عن محمد بن سعيد عن زكريا بن محمد عن أبيه عن عمرو عن أبي جعفر ع قال كان قوم لوط أفضل قوم خلقهم الله عز و جل فطلبهم إبليس لعنه الله الطلب الشديد و كان من فضلهم و خيرهم أنهم إذا خرجوا إلى العمل خرجوا بأجمعهم و تبقى النساء خلفهم فأتى إبليس عبادتهم و كانوا إذا رجعوا خرب إبليس ما يعملون قال بعضهم لبعض تعالوا نرصد هذا الذي يخرب متاعنا فرصدوه فإذا هو غلام أحسن ما يكون من الغلمان فقالوا أنت الذي تخرب متاعنا فقال نعم مرة بعد مرة و اجتمع رأيهم على أن يقتلوه فبيتوه عند رجل فلما كان الليل صاح فقال ما لك فقال كان أبي ينومني على بطنه فقال نعم فنم على بطني قال فلم يزل يدلك الرجل حتى علمه أن يعمل بنفسه فأولا علمه إبليس و الثانية علمه هو ثم انسل ففر منهم فأصبحوا فجعل الرجل يخبر بما فعل بالغلام و يعجبهم منه شيء لا يعرفونه فوضعوا أيديهم فيه حتى اكتفى الرجال بعضهم ببعض ثم جعلوا يرصدون مار الطريق فيفعلون بهم حتى ترك مدينتهم الناس ثم تركوا نساءهم فأقبلوا على الغلمان فلما رأى إبليس لعنه الله أنه قد أحكم أمره في الرجال دار إلى النساء فصير نفسه امرأة ثم قال إن رجالكم يفعلون بعضهم ببعض قالوا نعم قد رأينا ذلك و على ذلك يعظهم لوط و يوصيهم حتى استكفت النساء بالنساء فلما كملت عليهم الحجة بعث الله عز و جل جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل في زي غلمان عليهم أقبية فمروا بلوط ع و هو يحرث فقال أين تريدون فما رأيت أجمل منكم قط قالوا أرسلنا سيدنا إلى رب هذه المدينة قال و لم يبلغ سيدكم ما يفعل أهل هذه المدينة يا بني إنهم و الله يأخذون الرجال فيفعلون بهم حتى يخرج الدم فقالوا أمرنا سيدنا أن نمر وسطها قال فلي إليكم حاجة قالوا و ما هي قال تصبرون هاهنا إلى اختلاط الظلام قال فجلسوا قال فبعث ابنته فقال جيئيني لهم بخبز و جيئيني لهم بماء في القرعة و جيئيني لهم بعباءة يتغطون بها من البرد فلما أن ذهبت إلى البيت أقبل المطر و امتلأ الوادي فقال لوط الساعة يذهب بالصبيان الوادي قال قوموا حتى نمضي فجعل لوط ع يمشي في أصل الحائط و جعل جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل يمشون وسط الطريق فقال يا بني هاهنا قالوا أمرنا سيدنا أن نمر في وسطها و كان لوط ع يستغنم الظلام و مر إبليس لعنه الله فأخذ من حجر امرأته صبيا فطرحه في البئر فتصايح أهل المدينة كلهم على باب لوط ع فلما نظروا إلى الغلمان في منزل لوط ع قالوا يا لوط قد دخلت في عملنا قال هؤلاء ضيفي فلا تفضحون قالوا هم ثلاثة خذ واحدا و أعطنا اثنين قال و أدخلهم الحجرة و قال لوط ع لو أن لي أهل بيت يمنعونني منكم قال و قد تدافعوا على الباب فكسروا باب لوط ع و طرحوا لوطا فقال له جبرئيل إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فأخذ كفا من بطحاء فضرب بها وجوههم و قال شاهت الوجوه فعمى أهل المدينة كلهم فقال لهم لوط يا رسل ربي بما أمركم فيهم قالوا أمرنا أن نأخذهم بالسحر قال فلي إليكم حاجة قالوا و ما حاجتك قال تأخذونهم الساعة قالوا يا لوط إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَ لَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ لمن يريد أن يؤخذ فخذ أنت بناتك و امض و دع امرأتك قال أبو جعفر ع رحم الله لوطا لو يدري من معه في الحجرة لعلم أنه منصور حين يقول لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ أي ركن أشد من جبرئيل معه في الحجرة قال الله عز و جل لمحمد ص وَ ما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ أي من ظالمي أمتك إن عملوا عمل قوم لوط
كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن محمد بن سعيد مثله سن، ]المحاسن[ محمد بن سعيد مثله بيان قوله فأولا علمه إبليس هكذا في الكتابين و في الكافي و لعل الأظهر عمله بتقديم الميم في الموضعين و على ما في النسخ لعل المراد أنه كان أولا معلم هذا الفعل إبليس حيث علمه ذلك الرجل ثم صار ذلك الرجل معلم الناس و انسل بتشديد اللام انطلق في استخفاء و القرعة بالفتح حمل اليقطين و شاهت الوجوه أي قبحت
18- فقال رسول الله ص من ألح في وطء الرجال لم يمت حتى يدعو الرجال إلى نفسه
-19 و روي عن أبي عبد الله ع في رجل لعب بغلام قال إذا وقب لن يحل له أخته أبدا
20- و قال ع لو كان ينبغي لأحد أن يرجم مرتين لرجم لوطي مرتين
21- و قال أبو عبد الله ع قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه اللواط ما دون الدبر و هو لواط و الدبر هو الكفر
22- ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن سعيد بن غزوان عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص لما عمل قوم لوط ما عملوا بكت الأرض إلى ربها حتى بلغت دموعها السماء و بكت السماء حتى بلغت دموعها العرش فأوحى الله عز و جل إلى السماء أن احصبيهم و أوحى إلى الأرض أن اخسفي بهم
سن، ]المحاسن[ ابن فضال مثله
23- شي، ]تفسير العياشي[ عن يزيد بن ثابت قال سأل رجل أمير المؤمنين ع أ يؤتى النساء في أدبارهن فقال سفلت سفل الله بك ما سمعت الله يقول أَ تَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ
24- شي، ]تفسير العياشي[ عن عبد الرحمن بن الحجاج قال سمعت أبا عبد الله ع ذكر عنده إتيان النساء في أدبارهن فقال ما أعلم آية في القرآن أحلت ذلك إلا واحدة إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ الآية
25- شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي يزيد الحمار عن أبي عبد الله ع قال إن الله بعث أربعة أملاك بإهلاك قوم لوط جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و كروبيل فمروا بإبراهيم و هم متعممون فسلموا عليه و لم يعرفهم و رأى هيئة حسنة فقال لا يخدم هؤلاء إلا أنا بنفسي و كان صاحب أضياف فشوى لهم عجلا سمينا حتى أنضجه ثم قربه إليهم فلما وضعه بين أيديهم و رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَ أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً فلما رأى ذلك جبرئيل حسر العمامة عن وجهه فعرفه إبراهيم فقال له أنت هو قال نعم و مرت امرأته سارة فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَ مِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ قالت ما قال الله و أجابوها بما في الكتاب فقال إبراهيم فيما جئتم قالوا في هلاك قوم لوط فقال لهم إن كان فيها مائة من المؤمنين أ تهلكونهم فقال له جبرئيل لا قال فإن كانوا خمسين قال لا قال فإن كانوا ثلاثين قال لا قال فإن كانوا عشرين قال لا قال فإن كانوا عشرة قال لا قال فإن كانوا خمسة قال لا قال فإن كانوا واحدا قال لا قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَ أَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ ثم مضوا قال و قال الحسن بن علي لا أعلم هذا القول إلا و هو يستبقيهم و هو قول الله يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ
26- شي، ]تفسير العياشي[ عن عبد الله بن أبي هلال عن أبي عبد الله ع مثله و زاد فيه فقال كلوا فقالوا لا نأكل حتى تخبرنا ما ثمنه فقال إذا أكلتم فقولوا باسم الله و إذا فرغتم فقولوا الحمد لله قال فالتفت جبرئيل إلى أصحابه و كانوا أربعة رئيسهم جبرئيل فقال حق لله أن يتخذ هذا خليلا
بيان قال الحسن بن علي أي ابن فضال كما سيظهر مما سنورده من سند الكافي أي أظن أن غرض إبراهيم ع كان استبقاء القوم و الشفاعة لهم لا محض إنجاء لوط من بينهم
27- شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي يزيد الحمار عن أبي عبد الله ع قال إن الله بعث أربعة أملاك في إهلاك قوم لوط جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و كروبيل فأتوا لوطا و هو في زراعة قرب القرية فسلموا عليه و هم متعممون فلما رآهم رأى هيئة حسنة عليهم ثياب بيض و عمائم بيض فقال لهم المنزل فقالوا نعم فتقدمهم و مشوا خلفه فندم على عرضه المنزل عليهم فقال أي شيء صنعت آتي بهم قومي و أنا أعرفهم فالتفت إليهم فقال إنكم لتأتون شرارا من خلق الله فقال جبرئيل لا تعجل عليهم حتى يشهد عليهم ثلاث مرات فقال جبرئيل هذه واحدة ثم مضى ساعة ثم التفت إليهم فقال إنكم لتأتون شرارا من خلق الله فقال جبرئيل هذه اثنتان ثم مشى فلما بلغ باب المدينة التفت إليهم فقال إنكم لتأتون شرارا من خلق الله فقال جبرئيل هذه الثالثة ثم دخل و دخلوا معه حتى دخل منزله فلما رأتهم امرأته رأت هيئة حسنة فصعدت فوق السطح فصفقت فلم يسمعوا فدخنت فلما رأوا الدخان أقبلوا يهرعون حتى جاءوا إلى الباب فنزلت المرأة فقالت عنده قوم ما رأيت قوما قط أحسن هيئة منهم فجاءوا إلى الباب ليدخلوا فلما رآهم لوط قام إليهم فقال لهم يا قوم فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ لا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَ لَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ و قال هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فدعاهم إلى الحلال فقالوا ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ قالَ لهم لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ قال فقال جبرئيل لو يعلم أي قوة له قال فكاثروه حتى دخلوا البيت فصاح به جبرئيل فقال يا لوط دعهم يدخلون فلما دخلوا أهوى جبرئيل بإصبعه نحوهم فذهبت أعينهم و هو قول الله فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ ثم ناداه جبرئيل إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ و قال له جبرئيل إنا بعثنا في إهلاكهم فقال يا جبرئيل عجل فقال إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَ لَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ فأمره فتحمل و من معه إلا امرأته ثم اقتلعها يعني المدينة جبرئيل بجناحه من سبع أرضين ثم رفعها حتى سمع أهل السماء الدنيا نباح الكلاب و صراخ الديوك ثم قلبها و أمطر عليها و على من حول المدينة حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ
كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن فضال عن داود بن فرقد عن أبي يزيد مثل الخبرين معا
28- شي، ]تفسير العياشي[ عن عبد الله بن سنان قال سألت أبا عبد الله ع يقول جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ قال مشويا نضيجا
29- شي، ]تفسير العياشي[ قوله تعالى هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ قال أبو عبد الله ع عرض عليهم التزويج
30- شي، ]تفسير العياشي[ عن صالح بن سعد عن أبي عبد الله ع في قول الله لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ قال قوة القائم و الركن الشديد ثلاثمائة و ثلاثة عشر أصحابه
بيان يحتمل أن يكون المعنى أنه تمنى قوة مثل قوة القائم و أصحابا مثل أصحابه أو مصداقهما في هذه الأمة القائم و أصحابه مع أنه لا يبعد أن يكون تمنى إدراك زمان القائم ع و حضوره و أصحابه عنده إذ لا يلزم في المتمني إمكان الحصول
31- شي، ]تفسير العياشي[ عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله ع في قول الله إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل مظلما قال قال أبو عبد الله ع و هكذا قراءة أمير المؤمنين ع
32- شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال إن الله تبارك و تعالى لما قضى عذاب قوم لوط و قدره أحب أن يعوض إبراهيم من عذاب قوم لوط بِغُلامٍ عَلِيمٍ ليسلي به مصابه بهلاك قوم لوط قال فبعث الله رسلا إلى إبراهيم يبشرونه بإسماعيل قال فدخلوا عليه ليلا ففزع منهم و خاف أن يكونوا سراقا فلما رأته الرسل فزعا مذعورا قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ قالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ قال أبو جعفر ع و الغلام العليم هو إسماعيل من هاجر فقال إبراهيم للرسل أَ بَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ قال إبراهيم للرسل فَما خَطْبُكُمْ بعد البشارة قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ قوم لوط إنهم كانوا قوما فاسقين لننذرهم عذاب رب العالمين قال أبو جعفر قالَ إبراهيم إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَ أَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ فلما عذبهم الله أرسل الله إلى إبراهيم رسلا يبشرونه بإسحاق و يعزونه بهلاك قوم لوط و ذلك قوله وَ لَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ يعني زكيا مشويا نضيجا فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَ أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ وَ امْرَأَتُهُ قائِمَةٌ قال أبو جعفر إنما عنوا سارة قائمة فبشروها بِإِسْحاقَ وَ مِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ فَضَحِكَتْ يعني فعجبت من قولهم و في رواية أبي عبد الله فَضَحِكَتْ قال حاضت فعجبت من قولهم و قالَتْ يا وَيْلَتى أَ أَلِدُ وَ أَنَا عَجُوزٌ وَ هذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ إلى قوله حَمِيدٌ مَجِيدٌ فلما جاءت إبراهيم البشارة بإسحاق فذهب عنه الروع أقبل يناجي ربه في قوم لوط و يسأله كشف البلاء عنهم فقال الله يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَ إِنَّهُمْ آتِيهِمْ عذابي بعد طلوع الشمس من يومك محتوما غَيْرُ مَرْدُودٍ
33- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن أبي حمزة عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله ع في قول لوط ع هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ قال عرض عليهم التزويج
34- يب، ]تهذيب الأحكام[ علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن الصادق عن آبائه ع أن النبي ص قال الخذف في النادي من أخلاق قوم لوط ثم تلا ع وَ تَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ قال هو الخذف
35- فس، ]تفسير القمي[ كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ قال كانوا ينكحون الرجال