الآيات البقرة وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَ أُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَ لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَ هُمْ فِيها خالِدُونَ و قال سبحانه وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ و قال تعالى وَ قالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ آل عمران قُلْ أَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَ رِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ وَ اللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ و قال تعالى وَ سارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ و قال تعالى أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ و قال سبحانه لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَ لَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ اللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ و قال تعالى لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ النساء وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ و قال تعالى وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَ نُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا و قال سبحانه وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا و قال تعالى وَ مَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ لا يُظْلَمُونَ نَقِيراً المائدة وَ لَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ و قال سبحانه وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَ لَأَدْخَلْناهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ و قال تعالى قالَ اللَّهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ و قال سبحانه فَأَثابَهُمُ اللَّهُ بِما قالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ الأنعام لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ هُوَ وَلِيُّهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ التوبة يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَ رِضْوانٍ وَ جَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ و قال تعالى
وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ مَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَ رِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ و قال أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ و قال رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ وَ أَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ يونس إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وَ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ هود إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ أَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ الرعد وَ الَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ أَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَ عَلانِيَةً وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّيَّاتِهِمْ وَ الْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ و قال سبحانه الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ و قال سبحانه مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أُكُلُها دائِمٌ وَ ظِلُّها تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ عُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ و قال تعالى وَ سَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ إبراهيم وَ أُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ الحجر إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ لا يَمَسُّهُمْ فِيها نَصَبٌ وَ ما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ النحل وَ لَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَ لَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ كَذلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ الكهف وَ يُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً ماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً و قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ يَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ نِعْمَ الثَّوابُ وَ حَسُنَتْ مُرْتَفَقاً و قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا خالِدِينَ فِيها لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلًا مريم إِلَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ لا يُظْلَمُونَ شَيْئاً جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلَّا سَلاماً وَ لَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَ عَشِيًّا تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا طه وَ مَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ ذلِكَ جَزاءُ مَنْ تَزَكَّى الحج إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ و قال تعالى إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤاً وَ لِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ وَ هُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَ هُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ و قال سبحانه فَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ و قال تعالى فَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ و قال سبحانه وَ الَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقاً حَسَناً وَ إِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَ إِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ المؤمنين أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ الفرقان قُلْ أَ ذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كانَتْ لَهُمْ جَزاءً وَ مَصِيراً لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ خالِدِينَ كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلًا و قال
تعالى أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا وَ يُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَ سَلاماً خالِدِينَ فِيها حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مُقاماً العنكبوت وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ لقمان إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ خالِدِينَ فِيها وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ التنزيل فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ و قال تعالى أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلًا بِما كانُوا يَعْمَلُونَ الأحزاب وَ كانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَ أَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً سبأ إِلَّا مَنْ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَ هُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ فاطر جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤاً وَ لِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَ لا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ يس إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ هُمْ وَ أَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَ لَهُمْ ما يَدَّعُونَ سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ الصافات إِلَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ فَواكِهُ وَ هُمْ مُكْرَمُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ لا فِيها غَوْلٌ وَ لا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ وَ عِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ يَقُولُ أَ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ أَ إِذا مِتْنا وَ كُنَّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنَّا لَمَدِينُونَ قالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ قالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ وَ لَوْ لا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ أَ فَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولى وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ ص وَ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ مُتَّكِئِينَ فِيها يَدْعُونَ فِيها بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَ شَرابٍ وَ عِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ هذا ما تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسابِ إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ الزمر لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعادَ و قال سبحانه لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ قال تعالى نقلا عن الذين يحملون العرش و من حوله المؤمن رَبَّنا وَ أَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَ قِهِمُ السَّيِّئاتِ وَ مَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ و قال تعالى وَ مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ السجدة إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ وَ لَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَ لَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ الزخرف الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَ كانُوا مُسْلِمِينَ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَ أَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَ أَكْوابٍ وَ فِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَ تَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَ أَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ وَ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ الدخان إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ فِي جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ كَذلِكَ وَ زَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى وَ وَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
الأحقاف إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ و قال تعالى في أصحاب الجنة وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ محمد وَ يُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ و قال سبحانه إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ و قال تعالى مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَ أَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَ أَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَ أَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَ لَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ الفتح وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَ مَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً ق وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَ جاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَ لَدَيْنا مَزِيدٌ الذريات إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ و قال سبحانه وَ فِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَ ما تُوعَدُونَ الطور إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَ نَعِيمٍ فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ وَ وَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ كُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَ زَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ ما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ وَ أَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ وَ لَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً لا لَغْوٌ فِيها وَ لا تَأْثِيمٌ وَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ وَ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا وَ وَقانا عَذابَ السَّمُومِ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ القمر إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَ نَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ الرحمن وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ذَواتا أَفْنانٍ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ فِيهِما عَيْنانِ تَجْرِيانِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ فِيهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَ جَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌّ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَ الْمَرْجانُ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ وَ مِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ مُدْهامَّتانِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ فِيهِما فاكِهَةٌ وَ نَخْلٌ وَ رُمَّانٌ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌّ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَ عَبْقَرِيٍّ حِسانٍ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ الواقعة وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ قَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ بِأَكْوابٍ وَ أَبارِيقَ وَ كَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَ لا يُنْزِفُونَ وَ فاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَ لَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ وَ حُورٌ عِينٌ كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَ لا تَأْثِيماً إِلَّا قِيلًا سَلاماً سَلاماً وَ أَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ وَ ماءٍ مَسْكُوبٍ وَ فاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَ لا مَمْنُوعَةٍ وَ فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً عُرُباً أَتْراباً لِأَصْحابِ الْيَمِينِ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ
الحديد سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ المجادلة وَ يُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ الحشر لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ الصف وَ يُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَ مَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ التغابن وَ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ الطلاق وَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَ يَعْمَلْ صالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً الملك إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ كَبِيرٌ المعارج أُولئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ و قال تعالى أَ يَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ كَلَّا الدهر إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً و قال تعالى 12- وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَرِيراً مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَ لا زَمْهَرِيراً وَ دانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَ ذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا وَ يُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَ أَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِيراً وَ يُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلًا عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا وَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً وَ إِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَ مُلْكاً كَبِيراً عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَ إِسْتَبْرَقٌ وَ حُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَ سَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَ كانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً المرسلات إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَ عُيُونٍ وَ فَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ النبأ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً حَدائِقَ وَ أَعْناباً وَ كَواعِبَ أَتْراباً وَ كَأْساً دِهاقاً لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَ لا كِذَّاباً جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً النازعات وَ أَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى المطففين إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ خِتامُهُ مِسْكٌ وَ فِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ وَ مِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَ إِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ وَ إِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ وَ إِذا رَأَوْهُمْ قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ وَ ما أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حافِظِينَ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ البروج إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ الغاشية فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ وَ أَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ وَ نَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ وَ زَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ الفجر يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَ ادْخُلِي جَنَّتِي التين إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ البينة إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ
تفسير قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا أي من تحت أشجارها و مساكنها الْأَنْهارُ و استعمل الجري في النهر توسعا لأنه موضع الجري كُلَّما رُزِقُوا مِنْها أي من الجنات و المعنى من أشجارها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً أي أعطوا من ثمارها عطاء أو أطعموا منها طعاما لأن الرزق عبارة عما يصح الانتفاع به و لا يكون لأحد المنع منه قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ فيه وجوه أحدها أن ثمار الجنة إذا جنيت من أشجارها عاد مكانها مثلها فيشتبه عليهم فيقولون هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ عن أبي عبيدة و يحيى بن أبي كثير. و ثانيها أن معناه هذا الذي رزقنا من قبل في الدنيا عن ابن عباس و ابن مسعود و قيل هذا هو الذي وعدنا به في الدنيا. و ثالثها أن معناه هذا الذي رزقناه من قبل في الجنة أي كالذي رزقنا و هم يعلمون أنه غيره و لكنهم شبهوه به في طعمه و لونه و ريحه و طيبه و جودته عن الحسن و واصل. قال الشيخ أبو جعفر رحمه الله و أقوى الأقوال قول ابن عباس لأنه تعالى قال كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً فعم و لم يخص فأول ما أتوا به لا يتقدر فيه هذا القول إلا بأن يكون إشارة إلى ما تقدم رزقه في الدنيا و يكون التقدير هذا مثل الذي رزقناه في الدنيا لأن ما رزقوا في الدنيا فقد عدم فأقام المضاف إليه مقام المضاف. وَ أُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً فيه وجوه أحدها أنه أراد مشتبها في اللون مختلفا في الطعم و ثانيها أن كلها متشابه خيار لا رذل فيه و ثالثها أنه يشبه ثمر الدنيا غير أن ثمر الجنة أطيب و رابعها أنه يشبه بعضه بعضا في اللذة و جميع الصفات و خامسها أن التشابه من حيث الموافقة فالخادم يوافق المسكن و المسكن يوافق الفرش و كذلك جميع ما يليق به وَ لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ من الحور العين و قيل من نساء الدنيا قال الحسن هن عجائزكم الغمص الرمص العمش طهرن من قذرات الدنيا مُطَهَّرَةٌ قيل في الأبدان و الأخلاق و الأعمال فلا يحضن و لا يلدن و لا يتغوطن و لا يبلن قد طهرن من الأقذار و الآثام وَ هُمْ فِيها أي في الجنة خالِدُونَ يعني دائمون يبقون ببقاء الله لا انقطاع لذلك و لا نفاد لأن النعمة تتم بالخلود و البقاء كما تتنغص بالزوال و الفناء. و في قوله عز و جل وَ قالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ هذا على الإيجاز و تقديره قالت اليهود لن يدخل الجنة إلا من كان يهوديا و قالت النصارى لن يدخل الجنة إلا من كان نصرانيا تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ أي تلك المقالة أماني كاذبة يتمنونها على الله و قيل أمانيهم أباطيلهم و قيل أي تلك أقاويلهم و تلاوتهم من قولهم تمنى أي تلا قُلْ هاتُوا أي أحضروا أمر تعجيز و إنكار بُرْهانَكُمْ أي حجتكم إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ في هذا القول بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ أي من أخلص نفسه لله بأن سلك سبيل مرضاته و قيل وجه وجهه لطاعة الله و قيل فوض أمره إلى الله و قيل استسلم لأمر الله و خضع و تواضع لله وَ هُوَ مُحْسِنٌ في عمله و قيل مؤمن و قيل مخلص فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ أي فله جزاء عمله عند الله وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ في الآخرة و هذا ظاهر على قول من يقول إنه لا يكون على أهل الجنة خوف و لا حزن في الآخرة و أما على قول من قال إن بعضهم يخاف ثم يأمن فمعناه أنهم لا يخافون فوت جزاء أعمالهم لأنهم يكونون على ثقة بأن ذلك لا يفوتهم. و في قوله عز و جل وَ سارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أي إلى الأعمال التي توجب المغفرة وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ اختلف في معناه على أقوال أحدها أن المعنى عرضها كعرض السماوات و الأرضين السبع إذا ضم بعضها إلى بعض عن ابن عباس و الحسن و اختاره الجبائي و البلخي و إنما ذكر العرض بالعظم دون الطول لأنه يدل على أن الطول أعظم و ليس كذلك لو ذكر الطول. و ثانيها أن معناه ثمنها لو بيعت كثمن السماوات و الأرض لو بيعتا كما يقال عرضت هذا المتاع للبيع و المراد بذلك عظم مقدارها و جلالة قدرها و أنه لا يساويها شيء و إن عظم عن أبي مسلم الأصفهاني و هذا وجه مليح إلا أن فيه تعسفا.
و ثالثها أن عرضها لم يرد به العرض الذي هو خلاف الطول و إنما أراد سعتها و عظمها و العرب إذا وصفت الشيء بالسعة وصفته بالعرض و يسأل فيقال إذا كانت الجنة عرضها كعرض السماء و الأرض فأين تكون النار فجوابه
أنه روي أن النبي ص سئل عن ذلك فقال سبحان الله إذا جاء النهار فأين الليل
و هذه معارضة فيها إسقاط المسألة لأن القادر على أن يذهب بالليل حيث يشاء قادر على أن يخلق النار حيث شاء. و يسأل أيضا إذا كانت الجنة في السماء فكيف يكون لها هذا العرض و الجواب أنه قيل إن الجنة فوق السماوات السبع تحت العرش عن أنس بن مالك و قد قيل إن الجنة فوق السماوات السبع و إن النار تحت الأرضين السبع عن قتادة و قيل معنى قولهم إن الجنة في السماء أنها في ناحية السماء و جهة السماء لا أن السماء تحويها و لا ينكر أن يخلق الله في العلو أمثال السماوات و الأرضين و إن صح الخبر أنها في السماء الرابعة كان كما يقال في الدار بستان لاتصاله بها و كونه في ناحية منها أو يشرع إليه بابها و إن كان أضعاف الدار و قيل إن الله تعالى يزيد في عرضها يوم القيامة فيكون المراد عرضها السماوات و الأرض يوم القيامة لا في الحال عن أبي بكر أحمد بن علي مع تسليمه أنها في السماء أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ أي المطيعين لله و لرسوله باجتناب المقبحات و فعل الطاعات و هذا يدل على أن الجنة مخلوقة اليوم لأنها لا تكون معدة إلا و هي مخلوقة. أقول و قال الرازي في تفسير هذه الآية و هاهنا سؤالات الأول ما معنى أن عرضها مثل عرض السماوات و الأرض فيه وجوه الأول أن المراد لو جعلت السماوات و الأرضون طبقا طبقا بحيث يكون كل واحد من تلك الطبقات سطحا مؤلفا من أجزاء لا يتجزى ثم وصل البعض بالبعض طبقا واحدا لكان ذلك مثل عرض الجنة و هذا غاية في السعة لا يعلمها إلا الله الثاني أن الجنة التي تكون عرضها مثل عرض السماوات و الأرض إنما يكون للرجل الواحد لأن الإنسان إنما يرغب فيما يصير ملكا له فلا بد و أن تكون الجنة المملوكة لكل واحد مقدار هذا ثم ذكر ما ذكر سابقا عن أبي مسلم ثم قال الرابع المقصود المبالغة في وصف سعة الجنة و ذلك لأنه لا شيء عندنا أعرض منها و نظيره قوله تعالى خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ فإن أطول الأشياء بقاء عندنا هو السماوات و الأرض فخوطبنا على وفق ما عرفناه فكذا هاهنا ثم قال السؤال الثالث أنتم تقولون إن الجنة في السماء فكيف يكون عرضها كعرض السماء و الجواب من وجهين الأول أن المراد من قولنا إنها في السماء أنها فوق السماوات و تحت العرش
قال ع في صفة الفردوس سقفها عرش الرحمن
و روي أن رسول هرقل سأل النبي ص فقال إنك تدعو إلى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ فأين النار فقال النبي ص سبحان الله فأين الليل إذا جاء النهار
المعنى و الله أعلم أنه إذا دار الفلك حصل النهار في جانب من العالم و الليل في ضد ذلك الجانب فكذلك الجنة في جهة العلو و النار في جهة السفل و سئل أنس بن مالك عن الجنة في الأرض أم في السماء فقال فأي أرض و سماء تسع الجنة قيل فأين هي قال فوق السماوات السبع تحت العرش. و الثاني أن الذين يقولون الجنة و النار غير مخلوقتين الآن لا يبعد أن تكون الجنة عندهم مخلوقة في مكان السماوات و النار في مكان الأرض و أما قوله أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ فظاهره يدل على أن الجنة و النار مخلوقتان الآن. و قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ النزل ما يعد للضيف من الكرامة و البر و الطعام و الشراب وَ ما عِنْدَ اللَّهِ من الثواب و الكرامة خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ مما ينقلب فيه الذين كفروا لأن ذلك عن قريب سيزول و ما عند الله سبحانه دائم لا يزول. و في قوله تعالى وَ نُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا أي كنينا ليس فيه حر و لا برد بخلاف ظل الدنيا و قيل ظلا دائما لا تنسخه الشمس كما في الدنيا و قيل ظلا متمكنا قويا كما يقال يوم أيوم و ليل أليل و داهية دهياء يصفون الشيء بمثل لفظه إذا أرادوا المبالغة و قال النقير النكتة في ظهر النواة كان ذلك نقر فيه. و في قوله تعالى لَهُمْ دارُ السَّلامِ أي للذين تذكروا و تدبروا و عرفوا الحق و تبعوه دار السلامة الدائمة الخالصة من كل آفة و بلية مما يلقاه أهل النار و قيل إن السلام هو الله تعالى و داره الجنة عِنْدَ رَبِّهِمْ أي هي مضمونة لهم عند ربهم يوصلهم إليها لا محالة كما يقول الرجل لغيره لك عندي هذا المال أي في ضماني و قيل معناه لهم دار السلام في الآخرة يعطيهم إياها وَ هُوَ وَلِيُّهُمْ يعني الله يتولى إيصال المنافع إليهم و دفع المضار عنهم و قيل وليهم ناصرهم على أعدائهم و قيل يتولاهم في الدنيا بالتوفيق و في الآخرة بالجزاء بِما كانُوا يَعْمَلُونَ أي جزاء بما كانوا يعملونه من الطاعات. و في قوله تعالى لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ أي دائم لا يزول و لا ينقطع خالِدِينَ فِيها أَبَداً أي دائمين فيها مع كون النعيم مقيما لهم إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ أي جزاء على العمل عَظِيمٌ أي كثير مضاعف لا تبلغه نعمة غيره من الخلق. و في قوله سبحانه وَ مَساكِنَ طَيِّبَةً يطيب العيش فيها بناها الله تعالى من اللئالي و الياقوت الأحمر و الزبرجد الأخضر لا أذى فيها و لا وصب و لا نصب عن الحسن فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ أي في جنات إقامة و خلد و هي بطنان الجنة أي وسطها عن ابن مسعود و قيل هي مدينة في الجنة فيها الرسل و الأنبياء و الشهداء و أئمة الهدى و الناس حولهم و الجنان حولها عن الضحاك و قيل إن عدن أعلى درجة في الجنة و فيها عين التسنيم و الجنان حولها محدقة بها و هي مغطاة من يوم خلقها الله حتى ينزلها أهلها الأنبياء و الصديقون و الشهداء و الصالحون و من شاء الله و فيها قصور الدر و اليواقيت و الذهب تهب ريح طيبة من تحت العرش فيدخل عليهم كثبان المسك الأبيض عن مقاتل و الكلبي
و روي أنه ص قال عدن دار الله التي لم ترها عين و لا يخطر على قلب بشر و لا يسكنها غير ثلاثة النبيين و الصديقين و الشهداء يقول الله طوبى لمن دخلك
وَ رِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ رفع على الابتداء أي و رضى الله تعالى عنهم أكبر من ذلك كله قال الجبائي إنما صار الرضوان أكبر من الثواب لأنه لا يوجد منه شيء إلا بالرضوان و هو الداعي إليه الموجب له و قال الحسن لأن ما يصل إلى القلب من السرور برضوان الله أكبر من جميع ذلك ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ أي ذلك النعيم الذي وصفت هو النجاح العظيم الذي لا شيء أعظم منه. و في قوله تعالى يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ أي إلى الجنة تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ أي تجري بين أيديهم و هم يرونها من علو و قيل معناه من تحت بساتينهم و أسرتهم و قصورهم و قوله بِإِيمانِهِمْ يعني جزاء على إيمانهم دَعْواهُمْ فِيها أي دعاء المؤمنين في الجنة و ذكرهم فيها أن يقولوا سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ يقولون ذلك لا على وجه العبادة لأنه ليس هناك تكليف بل يلتذون بالتسبيح و قيل إنهم إذا مر بهم الطير في الهواء و يشتهونه قالوا سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ فيأتيهم الطير فيقع مشويا بين أيديهم و إذا قضوا منه الشهوة قالوا الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ فيطير الطير حيا كما كان فيكون مفتتح كلامهم في كل شيء التسبيح و مختتم كلامهم التحميد و يكون التسبيح في الجنة بدل التسمية في الدنيا عن ابن جريح وَ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ أي تحيتهم من الله سبحانه في الجنة سلام و قيل معناه تحية بعضهم لبعض فيها أو تحية الملائكة لهم فيها سلام يقولون سلام عليكم أي سلمتم من الآفات و المكاره التي ابتلي بها أهل النار وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ أي يجعلون هذا آخر كلامهم في كل ما ذكروه. و في قوله سبحانه وَ أَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ أي أنابوا و تضرعوا إليه و قيل أي اطمأنوا إلى ذكره و قيل خضعوا له و خشعوا إليه و الكل متقارب. و قال البيضاوي في قوله تعالى وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أي يدفعونها بها فيجازون الإساءة بالإحسان أو يتبعون الحسنة السيئة فتمحوها أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ عاقبة الدنيا و ما ينبغي أن يكون مال أهلها و هي الجنة جَنَّاتُ عَدْنٍ بدل من عقبى الدار أو مبتدأ خبره يَدْخُلُونَها و العدن الإقامة أي جنات يقيمون فيها و قيل هو بطنان الجنة وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّيَّاتِهِمْ عطف على المرفوع في يدخلونها و إنما ساغ للفصل بالضمير الآخر أو مفعول معه و المعنى أنه يلحق بهم من صلح من أهلهم و إن لم يبلغ مبلغ فضلهم تبعا لهم و تعظيما لشأنهم و هو دليل على أن الدرجة تعلو بالشفاعة أو أن الموصوفين بتلك الصفات مقترن بعضهم ببعض لما بينهم من القرابة و الوصلة في دخول الجنة زيادة في أنسهم و في التقليد بالصلاح دلالة على أن مجرد الأنساب لا ينفع وَ الْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ من أبواب المنازل أو من أبواب الفتوح و التحف قائلين سَلامٌ عَلَيْكُمْ بشارة بدوام السلامة بِما صَبَرْتُمْ متعلق بعليكم أو بمحذوف أي هذا بما صبرتم لا بسلام فإن الخبر فاصل و الباء للسببية أو البدلية. و قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى طُوبى لَهُمْ فيه أقوال أحدها أن معناه فرح لهم و قرة عين عن ابن عباس الثاني غبطة لهم عن الضحاك الثالث خير لهم و كرامة عن إبراهيم النخعي الرابع الجنة لهم عن مجاهد الخامس العيش الطيب لهم عن الزجاج أو الحال المستطابة لهم عن ابن الأنباري لأنه فعلى من الطيب و قيل أطيب الأشياء لهم و هو الجنة عن الجبائي السادس هنيئا بطيب العيش لهم السابع حسنى لهم عن قتادة الثامن نعم ما لهم عن عكرمة التاسع دوام الخير لهم العاشر أن طوبى شجرة في الجنة أصلها في دار النبي ص و في دار كل مؤمن منها غصن عن عبيد بن عمير و وهب و أبي هريرة و شهر بن حوشب رواه عن أبي سعيد الخدري مرفوعا و هو المروي عن أبي جعفر ع. و روى الثعلبي بإسناده عن الكلبي عن أبي صالح عن أبي عباس قال طوبى شجرة أصلها في دار علي في الجنة و في دار كل مؤمن منها غصن و رواه أبو بصير عن أبي عبد الله ع
و روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه ع قال سئل رسول الله ص عن طوبى قال شجرة أصلها في داري و فرعها على أهل الجنة ثم سئل عنها مرة أخرى فقال في دار علي فقيل له في ذلك فقال إن داري و دار علي في الجنة بمكان واحد
وَ حُسْنُ مَآبٍ أي و لهم حسن مرجع. و في قوله تعالى أُكُلُها دائِمٌ يعني أن ثمارها لا تنقطع كثمار الدنيا و ظلها لا يزول و لا تنسخه الشمس عن الحسن و قيل معناه نعيمها لا ينقطع بموت و لا آفة عن ابن عباس و قيل لذتها في الأفواه باقية عن إبراهيم التيمي وَ ظِلُّها أيضا دائم لا يكون مرة شمسا و مرة ظلا كما يكون في الدنيا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا أي تلك الجنة عاقبة المتقين فالطريق إليها التقوى وَ عُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ أي عاقبة أمر الكفار النار. و في قوله تعالى إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ أي في بساتين خلقت لهم وَ عُيُونٍ من ماء و خمر و عسل تفور من الفوارة ثم تجري في مجاريها ادْخُلُوها بِسَلامٍ أي يقال لهم ادخلوا الجنات بسلامة من الآفات و براءة من المكاره و المضرات آمِنِينَ من الإخراج منها ساكني النفس إلى انتفاء الضرر فيها وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ أي و أزلنا عن صدور أهل الجنة ما فيها من أسباب العداوة من الغل أي الحقد و الحسد و التنافس و التباغض إِخْواناً منصوب على الحال أي و هم يكونون إخوانا متوادين يريد مثل الإخوان فيصفوا لذلك عيشهم عَلى سُرُرٍ أي كائنين على مجالس السرر مُتَقابِلِينَ متواجهين فينظر بعضهم إلى بعض قال مجاهد لا يرى الرجل من أهل الجنة قفا زوجته و لا ترى زوجته قفاه لأن الأسرة تدور بهم كيف ما شاءوا حتى يكونوا متقابلين في عموم أحوالهم و قيل متقابلين في الزيارة إذا تزاوروا استوت مجالسهم و منازلهم و إذا افترقوا كانت منازل بعضهم أرفع من بعض لا يَمَسُّهُمْ فِيها أي في الجنة نَصَبٌ أي عناء و تعب لأنهم لا يحتاجون إلى إتعاب أنفسهم لتحصيل مقاصدهم إذ جميع النعم حاصلة لهم وَ ما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ أي يبقون فيها مؤبدين. و في قوله تعالى تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ لأنهم على غرف في الجنة كما قال وَ هُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ و قيل إن أنهار الجنة تجري من غير أخاديد في الأرض فلذلك قال من تحتهم يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ أي يجعل لهم فيها حلي من أساور و قيل إنه يحلى كل واحد بثلاثة أساور سوار من فضة و سوار من ذهب و سوار من لؤلؤ و ياقوت عن سعيد بن جبير وَ يَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ أي من الديباج الرقيق و الغليظ و قيل إن الإستبرق فارسي معرب أصله إستبر و قيل هو الديباج المنسوج بالذهب مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ متنعمين في تلك الجنان على السرر في الحجال و إنما قال متكئين لأن الاتكاء يفيد أنهم منعمون في الأمن و الراحة فإن الإنسان لا يتكئ إلا في حال الأمن و السلامة نِعْمَ الثَّوابُ أي طاب ثوابهم و عظم عن ابن عباس وَ حَسُنَتْ الأرائك مُرْتَفَقاً أي موضع ارتفاق و قيل منزلا و مجلسا و مجتمعا. و في قوله تعالى كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ أي كان في حكم الله و علمه لهم بساتين الفردوس و هو أطيب موضع في الجنة و أوسطها و أفضلها و أرفعها عن قتادة و قيل هو الجنة الملتفة الأشجار عن قتادة و قيل هو البستان الذي فيه الأعناب عن كعب و
روى عبادة بن الصامت عن النبي ص قال الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء و الأرض الفردوس أعلاها درجة منها تفجر أنهار الجنة الأربعة فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس
نُزُلًا أي منزلا و مأوى و قيل ذات نزل خالِدِينَ فِيها أي دائمين فيها لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلًا أي لا يطلبون عن تلك الجنات تحولا إلى موضع آخر لطيبها و حصول مرادهم فيها. و في قوله جل و علا وَ لا يُظْلَمُونَ شَيْئاً أي و لا يبخسون شيئا من ثوابهم بل يوفيه الله عليهم على التمام و الكمال جَنَّاتِ عَدْنٍ أي إقامة و وحد في الآية المتقدمة و جمع هاهنا لأنه جنة تشتمل على جنات و قيل لأن لكل واحد من المؤمنين جنة تجمعها الجنة العظمى الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ المراد بالعباد المؤمنون و قيل يتناول الكافر بشرط رجوعه عن كفره و قال بِالْغَيْبِ لأنهم غابوا عما فيها مما لا عين رأت و لا أذن سمعت عن ابن عباس و المعنى أنه وعدهم أمرا لم يكونوا يشاهدونه فصدقوه و هو غائب عنهم إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ أي موعودة مَأْتِيًّا أي آتيا لا محالة و المفعول هاهنا بمعنى الفاعل لأن ما أتيته فقد أتاك و قيل الموعود هو الجنة و الجنة مأتية يأتيها المؤمنون لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً أي قولا لا معنى له يستفاد و قد يكون اللغو الهذر و ما يلقى من الكلام مثل الفحش و الأباطيل إِلَّا سَلاماً أي سلام الملائكة عليهم و سلام بعضهم على بعض و قال الزجاج السلام اسم جامع لكل خير لأنه يتضمن السلامة أي يسمعون ما يسلمهم وَ لَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَ عَشِيًّا قال المفسرون ليس في الجنة شمس و لا قمر فيكون لهم بكرة و عشي و المراد أنهم يؤتون رزقهم على ما يعرفونه من مقدار الغداء و العشاء و قيل كانت العرب إذا أصاب أحدهم الغداء و العشاء أعجب به و كانت تكره الأكلة الواحدة في اليوم فأخبر الله تعالى أن لهم في الجنة رزقهم بكرة و عشيا على قدر ذلك الوقت و ليس ثم ليل و إنما هو ضوء و نور عن قتادة و قيل إنهم يعرفون مقدار الليل بإرخاء و فتح الأبواب تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا أي إنما نملك تلك الجنة من كان تقيا في دار الدنيا بترك المعاصي و فعل الطاعات و إنما قال نورث لأنه شبه بالميراث من جهة أنه تمليك بحال استونفت عن حال قد انقضت من أمر الدنيا كما ينقضي حال الميت من أمر الدنيا و قيل إنه تعالى أورثهم من الجنة المساكن و المنازل التي كانت لأهل النار لو أطاعوا الله تعالى و أضاف العباد إلى نفسه لأنه أراد المؤمنين. و في قوله سبحانه وَ ذلِكَ جَزاءُ مَنْ تَزَكَّى أي تطهر بالإيمان و الطاعة عن دنس الكفر و المعصية و قيل تَزَكَّى طلب الزكاء بإرادة الطاعة و العمل بها. و في قوله تعالى مِنْ أَساوِرَ هي حلي اليد مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤاً أي و من لؤلؤ و قال البيضاوي و لؤلؤ عطف على أساور لا على ذهب لأنه لم يعهد السوار منه إلا أن يراد به المرصعة به و نصبه عاصم و نافع عطفا على محلها أو إضمار الناصب مثل و يؤتون وَ لِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ غير أسلوب الكلام فيه للدلالة على أن الحرير ثيابهم المعتادة أو للمحافظة على هيئة الفواصل. و قال الطبرسي رحمه الله وَ هُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ أي أرشدوا في الجنة إلى التحيات الحسنة يحيي بعضهم بعضا و يحييهم الله و ملائكته بها و قيل معناه أرشدوا إلى شهادة أن لا إله إلا الله و الحمد لله عن ابن عباس و زاد بن زيد و الله أكبر و قيل إلى القرآن و قيل إلى القول الذي يلتذونه و يشتهونه و تطيب به نفوسهم و قيل إلى ذكر الله فهم به يتنعمون وَ هُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ و الحميد هو الله المستحق للحمد المتحمد إلى عباده بنعمته عن الحسن أي الطالب منهم أن يحمدوه و صراط الحميد هو طريق الإسلام و طريق الجنة. و في قوله سبحانه وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ يعني نعيم الجنة فإنه أكرم دار و في قوله تعالى أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ أي يرثون منازل أهل النار من الجنة
فقد روي عن النبي ص أنه قال ما منكم من أحد إلا له منزلان منزل في الجنة و منزل في النار فإن مات و دخل النار ورث أهل الجنة منزله
الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هو اسم من أسماء الجنة و لذلك أنث فقال هُمْ فِيها خالِدُونَ و قيل هو اسم لرياض الجنة و قيل هي جنة مخصوصة ثم اختلف في أصله فقيل هو اسم رومي فعرب و قيل هو عربي وزنه فعلول و هو البستان الذي فيه كرم و قال الجبائي معنى الوراثة هنا أن الجنة و نعيمها يئول إليهم من غير اكتساب كما يئول المال إلى الوارث من غير اكتساب. و في قوله تعالى كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلًا قال ابن عباس معناه أن الله سبحانه وعد لهم الجزاء فسألوه الوفاء فوفى و قيل إن الملائكة سألوا الله ذلك لهم فأجيبوا إلى مسألتهم و ذلك قولهم رَبَّنا وَ أَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ و قيل إنهم سألوا الله تعالى في الدنيا الجنة بالدعاء فأجابهم في الآخرة إلى ما سألوا. و في قوله تعالى أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ أي يثابون الدرجة الرفيعة في الجنة بِما صَبَرُوا على أمر ربهم و طاعة نبيهم و قيل هي غرف الزبرجد و الدر و الياقوت و الغرفة في الأصل بناء فوق بناء و قيل الغرفة اسم لأعلى منازل الجنة و أفضلها كما أنها في الدنيا أعلى المساكن وَ يُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَ سَلاماً أي تتلقاهم الملائكة فيها بالتحية و هي كل قول يسر به الإنسان و بالسلام بشارة لهم بعظيم الثواب و قيل التحية الملك العظيم و السلام جميع أنواع السلامة و قيل التحية البقاء الدائم و قال الكلبي يحيي بعضهم بعضا بالسلام و يرسل إليهم الرب بالسلام. و في قوله تعالى فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ أي لا يعلم أحد ما خبئ لهؤلاء الذين ذكروا مما تقر به أعينهم قال ابن عباس هذا ما لا تفسير له فالأمر أعظم و أجل مما يعرف تفسيره
و قد ورد في الصحيح عن النبي ص أنه قال إن الله يقول أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر بله ما أطلعتكم عليه اقرءوا إن شئتم فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ رواه البخاري و مسلم جميعا
و قد قيل في فائدة الإخفاء وجوه. أحدها أن الشيء إذا عظم خطره و جل قدره لا تستدرك صفاته على كنه إلا بشرح طويل و مع ذلك فيكون إبهامه أبلغ. و ثانيها أن قرارات العيون غير متناهية فلا يمكن العلم بتفاصيلها. و ثالثها أنه جعل ذلك في مقابلة صلاة الليل و هي خفية فكذلك ما بإزائها من جزائها
و يؤيد ذلك ما روي عن أبي عبد الله ع أنه قال ما من حسنة إلا و لها ثواب مبين في القرآن إلا صلاة الليل فإن الله عز اسمه لم يبين ثوابها لعظم خطرها
فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ الآية و قرة العين رؤية ما تقر به العين يقال أقر الله عينك أي صادف فؤادك ما يرضيك فتقر عينك حتى لا تطمح بالنظر إلى ما فوقه و قيل هي من القر أي البرد لأن المستبشر الضاحك يخرج من شئون عينيه دمع بارد و المحزون المهموم يخرج من عينيه دمع حار. قوله تعالى نُزُلًا بِما كانُوا يَعْمَلُونَ أي عطاء بما كانوا يعملون و قيل ينزلهم الله فيها نزلا كما ينزل الضيف يعني أنهم في حكم الأضياف. و في قوله تعالى تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ أي يحيي بعضهم بعضا يوم يلقون ثواب الله بأن يقولوا السلامة لكم من جميع الآفات و لقاء الله سبحانه معناه لقاء ثوابه و روي عن البراء بن عازب أنه قال يوم يلقون ملك الموت لا يقبض روح مؤمن إلا سلم عليه فعلى هذا يكون المعنى تحية المؤمن من ملك الموت يوم يلقونه أن يسلم عليهم و ملك الموت مذكور في الملائكة وَ أَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً أي ثوابا جزيلا. و في قوله تعالى فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ أي يضاعف الله حسناتهم فيجزي بالحسنة الواحدة عشرا إلى ما زاد و الضعف اسم الجنس يدل على القليل و الكثير. و في قوله سبحانه وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ أخبر سبحانه عن حالهم أنهم إذا دخلوها يقولون الحمد لله اعترافا منهم بنعمته لا على وجه التكليف و شكرا له على أن أذهب الغم الذي كانوا عليه في دار الدنيا عنهم و قيل يعنون الحزن الذي أصابهم قبل دخول الجنة لأنهم كانوا يخافون دخول النار إذا كانوا مستحقين لذلك فإذا تفضل الله عليهم بإسقاط عقابهم و أدخلهم الجنة حمدوه على ذلك و شكروه إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ لذنوب عباده شَكُورٌ يقبل اليسير من محاسن أعمالهم و قيل إن شكره سبحانه هو مكافاته لهم على الشكر له و القيام بطاعته الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ أي أنزلنا دار الخلود يقيمون فيها أبدا لا يموتون و لا يتحولون عنها مِنْ فَضْلِهِ أي ذلك بتفضله و كرمه لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ أي لا يصيبنا في الجنة عناء و مشقة وَ لا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ أي إعياء و متعبة في طلب المعاش. و في قوله تعالى إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ شغلهم النعيم الذي شملهم و غمرهم بسروره عما فيه أهل النار من العذاب عن الحسن و الكلبي فلا يذكرونهم و لا يهتمون بهم و إن كانوا أقاربهم و قيل شغلوا بافتضاض العذارى عن ابن عباس و ابن مسعود و هو المروي عن الصادق ع قال و حواجبهن كالأهلة و أشفار أعينهن كقوادم النسور و قيل باستمتاع الألحان عن وكيع و قيل شغلهم في الجنة سبعة أنواع من الثواب لسبعة أعضاء فثواب الرجل بقوله ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ و ثواب اليد يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً لا لَغْوٌ فِيها وَ لا تَأْثِيمٌ و ثواب الفرج وَ حُورٌ عِينٌ و ثواب الفم كُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنِيئاً الآية و ثواب اللسان وَ آخِرُ دَعْواهُمْ الآية و ثواب الأذن لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً و نظائرها و ثواب العين وَ تَلَذُّ الْأَعْيُنُ. فاكِهُونَ أي فرحون عن ابن عباس و قيل ناعمون معجبون بما هم فيه قال أبو زيد الفكه الطيب النفس الضحوك رجل فكه و فاكه و لم يسمع لهذا فعل في الثلاثي و قال أبو مسلم إنه مأخوذ عن الفكاهة فهو كناية عن الأحاديث الطيبة و قيل فاكِهُونَ ذوو فاكهة كما يقال لاحم شاحم أي ذو لحم و شحم و عاسل ذو عسل هُمْ وَ أَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ أي هم و حلائلهم في الدنيا ممن وافقهم على إيمانهم في أستار عن وهج النار و سمومها فهم في مثل تلك الحال الطيبة من الظلال التي لا حر فيها و لا برد و قيل أزواجهم التي زوجهم الله تعالى من الحور العين في ظلال أشجار الجنة و قيل في ظلال تسترهم من نظر العيون إليهم عَلَى الْأَرائِكِ و هي السرر عليها الحجال و قيل هي الوسائد مُتَّكِؤُنَ أي جالسون جلوس الملوك إذ ليس لهم من الأعمال شيء قال الأزهري كل ما اتكئ عليه فهو أريكة لَهُمْ فِيها أي في الجنة فاكِهَةٌ وَ لَهُمْ ما يَدَّعُونَ أي ما يتمنون و يشتهون قال أبو عبيدة تقول العرب ادع علي ما شئت أي تمن علي و قيل معناه أن كل من يدعي شيئا فهو
له بحكم الله تعالى لأنه قد هذب طباعهم فلا يدعون إلا ما يحسن منهم قال الزجاج هو مأخوذ من الدعاء يعني أن أهل الجنة كل ما يدعونه يأتيهم سَلامٌ أي لهم سلام و منى أهل الجنة أن يسلم الله عليهم قَوْلًا أي يقوله الله قولا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ بهم يسمعونه من الله فيؤذنهم بدوام الأمن و السلامة مع سبوغ النعمة و الكرامة و قيل إن الملائكة تدخل عليهم من كل باب يقولون سلام عليكم من ربكم الرحيم. و في قوله تعالى أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ جعل لهم التصرف فيه و حكم لهم به في الأوقات المستأنفة في كل وقت شيئا معلوما مقدرا فَواكِهُ هي جمع فاكهة يقع على الرطب و اليابس من الثمار كلها يتفكهون بها و يتنعمون بالتصرف فيها وَ هُمْ مُكْرَمُونَ مع ذلك أي معظمون مبجلون فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ أي و هم مع ذلك في بساتين فيها أنواع النعيم عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ يستمتع بعضهم بالنظر إلى وجوه بعض و لا يرى بعضهم قفا بعض يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ و هو الإناء بما فيه من الشراب مِنْ مَعِينٍ أي من خمر جارية في أنهار ظاهرة العيون و قيل شديدة الجري ثم وصف الخمر فقال بَيْضاءَ وصفها بالبياض لأنها في نهاية الرقة مع الصفاء و اللطافة النورية التي لها قال الحسن خمر الجنة أشد بياضا من اللبن و ذكر أن قراءة ابن مسعود صفراء فيحتمل أن يكون بيضاء الكأس صفراء اللون لَذَّةٍ أي لذيذة لِلشَّارِبِينَ ليس فيها ما يعتري خمر الدنيا من المرارة و الكراهة لا فِيها غَوْلٌ أي لا يغتال عقولهم فيذهب بها و لا يصيبهم منها وجع في البطن و لا في الرأس و يقال للوجع غول لأنه يؤدي إلى الهلاك وَ لا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ قرأ أهل الكوفة غير عاصم ينزفون بكسر الزاي و الباقون بفتحها و كذلك في سورة الواقعة إلا عاصم فإنه قرأ هاهنا بفتح الزاي و هناك بكسرها قال أبو علي يكون أنزف على معنيين أحدهما بمعنى سكر و الآخر بمعنى أنفد شرابه فمن قرأ ينزفون يجوز أن يريد لا يسكرون عند شربها و يجوز أن يريد لا ينفد ذلك عندهم كما ينفد شراب أهل الدنيا و من قرأ بالفتح فهو من نزف الرجل فهو منزوف و نزيف إذا ذهب عقله بالسكر قال ابن عباس معناه
و لا يبولون قال و في الخمر أربع خصال السكر و الصداع و القيء و البول فنزه الله سبحانه خمر الجنة عن هذه الخصال وَ عِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ قصرن طرفهن على أزواجهن فلا يردن غيرهن لحبهن إياهم و قيل معناه لا يفتحن أعينهن دلالا و غنجا عِينٌ أي واسعات العيون و الواحدة عيناء و قيل هي الشديدة بياض العين الشديدة سوادها عن الحسن كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ شبههن ببيض النعام يكنه بالريش من الريح و الغبار عن الحسن و ابن زيد و قيل شبههن ببطن البيض قبل أن يقشر و قبل أن تمسه الأيدي و المكنون المصون فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ يعني أهل الجنة يسأل بعضهم بعضا عن أحوالهم من حيث بعثوا إلى أن أدخلوا الجنة فيخبر كل صاحبه بإنعام الله عليه قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ أي من أهل الجنة إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ في الدنيا أي صاحب يختص بي إما من الإنس على قول ابن عباس أو من الشياطين على قول مجاهد يَقُولُ لي على وجه الإنكار علي و التهجين لفعلي أَ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ بيوم الدين و بالبعث و النشور و الحساب و الجزاء أَ إِذا مِتْنا وَ كُنَّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنَّا لَمَدِينُونَ أي مجزيون محاسبون قالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ أي ثم قال هذا المؤمن لإخوانه في الجنة هل أنتم مطلعون على موضع من الجنة يرى منه هذا القرين يقال اطلع إلى كذا إذا أشرف عليه و المعنى هل تؤثرون أن تروا مكان هذا القرين في النار و في الكلام حذف أي فيقولون له نعم اطلع أنت فأنت أعرف بصاحبك قال الكلبي و ذلك لأن الله تعالى جعل لأهل الجنة كوة ينظرون منها إلى أهل النار فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ أي فاطلع هذا المؤمن فرأى قرينه في وسط النار قالَ أي فقال له المؤمن تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ إن مخففة من الثقيلة أقسم بالله سبحانه على وجه التعجب إنك كدت تهلكني بما قلته لي و دعوتني إليه حتى يكون هلاكي كهلاك المتردي من شاهق وَ لَوْ لا نِعْمَةُ رَبِّي علي بالعصمة و اللطف و الهداية حتى آمنت لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ معك في النار و لا يستعمل أحضر مطلقا إلا في الشر قال قتادة فو الله لو لا أن الله عرفه إياه لما كان يعرفه لقد تغير حبره و سبره أي حسنه و سيماؤه أَ فَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولى وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ أي يقول المؤمن لهذا القرين على وجه التقريع أ لست كنت تقول في الدنيا إنا لا نموت إلا الموتة التي تكون في الدنيا و لا نعذب فقد ظهر الأمر بخلاف ذلك و قيل إن هذا من قول أهل الجنة بعضهم لبعض على وجه إظهار السرور بدوام نعيم الجنة و لهذا عقبه بقوله إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ معناه أَ فَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ في هذه الجنة إِلَّا مَوْتَتَنَا التي كانت في الدنيا وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ كما وعدنا الله تعالى و يريدون التحقيق لا الشك قالوه سرورا و فرحا كقوله
أ بطحاء مكة هذا الذي. أراه عيانا و هذا أنا.
لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ هذا من تمام الحكاية عن قول أهل الجنة و قيل إن هذا من قول الله سبحانه. و في قوله تعالى وَ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ أي حسن مرجع و منقلب يرجعون في الآخرة إلى ثواب الله و مرضاته ثم فسر حسن المآب بقوله جَنَّاتِ عَدْنٍ فهي في موضع جر على البدل أي جنات إقامة و خلود مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ أي يجدون أبوابها مفتوحة حين يردونها و لا يحتاجون إلى الوقوف عند أبوابها حتى تفتح لهم و قيل أي لا يحتاجون إلى مفاتيح بل تنفتح بغير مفتاح و تنغلق بغير مغلاق و قال الحسن يكلم يقال انفتحي انغلقي و قيل معناه أنها معدة لهم غير ممنوعين منها و إن لم تكن أبوابها مفتوحة لهم قبل مصيرهم كما يقول الرجل لغيره متى نشطت لزيارتي فالباب مفتوح و الدست مطروح مُتَّكِئِينَ فِيها أي مسندين فيها إلى المساند جالسين جلسة الملوك يَدْعُونَ فِيها بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَ شَرابٍ أي يحكمون في ثمارها و شرابها فإذا قالوا لشيء منها أقبل حصل عندهم وَ عِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أي أزواج قصرن طرفهن على أزواجهن راضيات بهم ما لهن في غيرهم رغبة و القاصر نقيض الماد يقال فلان قاصر طرفه عن فلان و ماد عينه إلى فلان أَتْرابٌ أي أقران على سن واحد ليس فيهن عجائز و لا هرمة و قيل أمثال و أشباه عن مجاهد أي متساويات في الحسن و مقدار الشباب لا يكون لواحدة على صاحبتها فضل في ذلك و قيل أتراب على مقدار سن الأزواج كل واحدة منهن ترب زوجها و لا تكون أكبر منه قال الفراء الترب اللدة مأخوذ من اللعب بالتراب و لا يقال إلا في الإناث هذا ما تُوعَدُونَ أي ما يوعد به المتقون أو يخاطبون فيقال لهم هذا القول لِيَوْمِ الْحِسابِ أي ليوم الجزاء إِنَّ هذا لَرِزْقُنا أي عطاؤنا المتصل ما لَهُ مِنْ نَفادٍ أي فناء و انقطاع لأنه على سبيل الدوام عن قتادة و قيل إنه ليس لشيء في الجنة نفاد ما أكل من ثمارها خلف مكانه مثله و ما أكل من حيوانها و طيرها عاد مكانه حيا عن ابن عباس. و في قوله تعالى لَهُمْ غُرَفٌ أي قصور في الجنة مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ قصور مبنية و هذا في مقابلة قوله لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَ مِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ فإن في الجنة منازل رفيعة بعضها فوق بعض و ذلك أن النظر من الغرف إلى الخضر و المياه أشهى و ألذ وَعْدَ اللَّهِ أي وعدهم الله تلك الغرف و المنازل وعدا. و في قوله تعالى وَ قِهِمُ السَّيِّئاتِ أي عذاب السيئات و يجوز أن يكون العذاب هو السيئات و سماه السيئات اتساعا كما قال وَ جَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها. و في قوله يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ أي زيادة على ما يستحقونه تفضلا منه تعالى و لو كان على مقدار العمل فقط لكان بحساب و قيل معناه لا تبعة عليهم فيما يعطون من الخير في الجنة. و في قوله تعالى وَ لَكُمْ فِيها أي في الآخرة ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ من الملاذ و تتمنونه من المنافع وَ لَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ أنه لكم فإنه سبحانه يحكم لكم بذلك و قيل إن المراد بقوله ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ البقاء لأنهم كانوا يشتهون البقاء في الدنيا أي لكم فيها ما كنتم تشتهونه من البقاء و لكم فيها ما كنتم تتمنونه من النعيم نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ معناه أن هذا الموعود به مع جلالته في نفسه له جلالة بمعطيه إذ هو عطاء لكم و رزق مجرى عليكم ممن يغفر الذنوب و يستر العيوب رحمة منه لعباده فهو أهنأ لكم و أكمل لسروركم.
و في قوله تعالى الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا أي صدقوا بحججنا و دلائلنا و اتبعوها وَ كانُوا مُسْلِمِينَ أي مستسلمين لأمرنا خاضعين منقادين ثم بين سبحانه ما يقال لهم بقوله ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَ أَزْواجُكُمْ اللاتي كن مؤمنات مثلكم و قيل أزواجكم من الحور العين في الجنة تُحْبَرُونَ أي تسرون و تكرمون يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ أي بقصاع مِنْ ذَهَبٍ فيها ألوان الأطعمة وَ أَكْوابٍ أي كيزان لا عرى لها و قيل بآنية مستديرة الرأس اكتفى سبحانه بذكر الصحاف و الأكواب عن ذكر الطعام و الشراب وَ فِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ من أنواع النعيم المشروبة و المطعومة و الملبوسة و المشمومة و غيرها وَ تَلَذُّ الْأَعْيُنُ بالنظر إليه قد جمع الله سبحانه بذلك ما لو اجتمع الخلائق كلهم على أن يصفوا ما في الجنة من أنواع النعيم لم يزيدوا على ما انتظمته هاتان اللفظتان. و في قوله تعالى فِي مَقامٍ أَمِينٍ أمنوا فيه الغير من الموت و الحوادث و قيل أمنوا من الشيطان و الأحزان يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ قيل السندس ما يلبسونه و الإستبرق ما يفترشونه مُتَقابِلِينَ في المجالس و قيل متقابلين بالمحبة لا متدابرين بالبغضة كَذلِكَ حال أهل الجنة وَ زَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ قال الأخفش المراد به التزويج المعروف و قال غيره لا يكون في الجنة تزويج و المعنى و قرناهم بحور عين يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ أي يستدعون فيها بأي ثمرة شاءوا و اشتهوه غير خائفين فوتها آمنين من نفادها و مضرتها و قيل آمنين من التخم و الأسقام و الأوجاع لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ شبه الموت بالطعام الذي يذاق و يتكره عند المذاق ثم نفى ذلك أن يكون في الجنة و إنما خصهم بأنهم لا يذوقون الموت مع أن جميع أهل الآخرة لا يذوقون الموت لما في ذلك من البشارة لهم بالحياة الهنيئة في الجنة فأما من يكون فيما هو كالموت في الشدة فإنه لا يطلق له هذه الصفة لأنه يموت موتات كثيرة بما يقاسيه من العقوبة إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى قيل معناه بعد الموتة الأولى و قيل معناه لكن الموتة الأولى قد ذاقوها و قيل سوى الموتة الأولى وَ وَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ أي فصرف عنهم عذاب النار استدلت المعتزلة بهذا على أن الفاسق الملي لا يخرج من النار لأنه لا يكون قد وقي النار و الجواب عن ذلك أن هذه الآية يجوز أن تكون مختصة بمن لا يستحق دخول النار فلا يدخلها أو بمن استحق فيفضل عليه بالعفو فلا يدخلها و يجوز أن يكون المراد وقاهم عذاب الجحيم على وجه التأبيد أو على الوجه الذي يعذب عليه الكفار فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ أي فعل الله ذلك بهم تفضلا منه لأنه سبحانه خلقهم و أنعم عليهم و ركب فيهم العقل و كلفهم و بين لهم من الآيات ما استدلوا به على وحدانية الله تعالى و حسن الطاعات فاستحقوا به النعم العظيمة ثم جزاهم بالحسنة عشر أمثالها فكان ذلك فضلا منه عز اسمه و قيل إنما سماه فضلا و إن كان مستحقا لأن سبب الاستحقاق هو التكليف و التمكين و هو فضل منه تعالى ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ أي الظفر بالمطلوب العظيم الشأن. و في قوله تعالى عَرَّفَها لَهُمْ أي بينها لهم حتى عرفوها إذا دخلوها و تفرقوا إلى منازلهم و كانوا أعرف بها من أهل الجمعة إذا انصرفوا إلى منازلهم عن ابن جبير و أبي سعيد الخدري و قتادة و مجاهد و ابن زيد و قيل معناه بينها لهم و أعلمهم بوصفها على ما يشوق إليها فيرغبون فيها و يسعون لها عن الجبائي و قيل معناه طيبها لهم عن ابن عباس في رواية عطاء من العرف و هو الرائحة الطيبة يقال طعام معرف أي مطيب. و في قوله جل و علا مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ أي غير متغير لطول المقام كما تتغير مياه الدنيا وَ أَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ فهو غير حامض و لا قارص و لا يعتريه شيء من العوارض التي تصيب الألبان في الدنيا وَ أَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ أي لذيذة يلتذون بشربها و لا يتأذون بها و لا بعاقبتها بخلاف خمر الدنيا التي لا تخلو من المرارة و السكر و الصداع وَ أَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى أي خالص من الشمع و الرغوة و القذى و من جميع الأذى و العيوب التي تكون لعسل الدنيا وَ لَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ مما يعرفون اسمها و مما لا يعرفون مبرأة من كل مكروه يكون لثمرات الدنيا وَ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ أي و لهم مع هذا مغفرة من ربهم و هو أنه يستر ذنوبهم و ينسيهم إساءتهم حتى لا يتنغص عليهم نعيم الجنة.
و في قوله سبحانه وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ أي قربت الجنة و أدنيت للذين اتقوا الشرك و المعاصي حتى يروا ما فيها من النعيم غَيْرَ بَعِيدٍ أي هي قريبة منهم لا يلحقهم ضرر و لا مشقة في الوصول إليها و قيل معناه ليس ببعيد مجيء ذلك فإن كل آت قريب هذا ما تُوعَدُونَ أي ما وعدتم به من الثواب على ألسنة الرسل لِكُلِّ أَوَّابٍ أي تواب رجاع إلى الطاعة و قيل لكل مسبح عن ابن عباس و عطاء حَفِيظٍ لما أمر الله به متحفظ عن الخروج إلى ما لا يجوز من سيئة تدنسه أو خطيئة تحط منه و تشينه مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ أي من خاف الله و أطاعه و آمن بثوابه و عقابه و لم يره و قيل أي في الخلوة بحيث لا يراه أحد وَ جاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ أي دوام على ذلك حتى وافى الآخرة بقلب مقبل على طاعة الله راجع إلى الله بضمائره ادْخُلُوها بِسَلامٍ أي يقال لهم ادخلوا الجنة بأمان من كل مكروه و سلامة من كل آفة و قيل بسلام من الله و ملائكته عليهم ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ الوقت الذي يبقون فيه في النعيم مؤبدين لا إلى غاية لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها أي ما تشتهيه أنفسهم من أنواع النعم وَ لَدَيْنا مَزِيدٌ أي و عندنا زيادة على ما يشاءونه مما لم يخطر ببالهم و لم تبلغه أمانيهم و قيل هو الزيادة على مقدار استحقاقهم من الثواب بأعمالهم. و قال البيضاوي في قوله تعالى وَ فِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ أي أسباب رزقكم أو تقديره و قيل المراد بالسماء السحاب و بالرزق المطر فإنه سبب الأقوات وَ ما تُوعَدُونَ من الثواب لأن الجنة فوق السماء السابعة أو لأن الأعمال و ثوابها مكتوبة مقدرة في السماء و قيل إنه مستأنف خبره فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ. و قال الطبرسي رحمه الله في قوله عز و جل فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ أي متنعمين بما أعطاهم ربهم من أنواع النعيم و قيل أي معجبين بما آتاهم ربهم كُلُوا وَ اشْرَبُوا أي يقال لهم ذلك هَنِيئاً أي مأمون العاقبة من التخمة و السقم مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ المصفوفة المصطفة الموصول بعضها ببعض و قيل إن في الكلام حذفا تقديره متكئين على نمارق موضوعة على سرر لكنه حذف لأن اللفظ يدل عليه من حيث إن الاتكاء جلسة راحة و دعة و لا يكون ذلك إلا على الوسائد و النمارق وَ زَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ فالحور البيض النقيات البياض في حسن و كمال و العين الواسعات الأعين في صفاء و بهاء و معناه قرنا هؤلاء المتقين بحور عين على وجه التمتيع لهم و التنعيم
و عن زيد بن أرقم قال جاء رجل من أهل الكتاب إلى رسول الله ص فقال يا أبا القاسم تزعم أن أهل الجنة يأكلون و يشربون فقال و الذي نفسي بيده إن الرجل منهم ليؤتى قوة مائة رجل على الأكل و الشرب و الجماع قال فإن الذي يأكل و يشرب يكون له الحاجة فقال عرق يفيض مثل ريح المسك فإذا كان ذلك ضمر له بطنه
وَ أَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ أي أعطيناهم حالا بعد حال فإن الإمداد هو الإتيان بالشيء بعد الشيء يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً أي يتعاطون كأس الخمر هم و جلساؤهم بتجاذب لا لَغْوٌ فِيها وَ لا تَأْثِيمٌ أي لا يجري بينهم باطل لأن اللغو ما يلغي و لا ما فيه إثم كما يجري في الدنيا من شرب الخمر و التأثيم تفعيل من الإثم يقال أثمه إذا جعله ذا إثم يعني أن تلك الكأس لا تجعلهم آثمين و قيل معناه لا يتسابون عليها و لا يؤثم بعضهم بعضا وَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ للخدمة غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ في الحسن و الصباحة و الصفاء و البياض و المكنون المصون المخزون و قيل إنه ليس على الغلمان مشقة في خدمة أهل الجنة بل لهم في ذلك اللذة و السرور إذ ليست تلك الدار دار محنة
و ذكر عن الحسن أنه قال قيل يا رسول الله الخادم كاللؤلؤ فكيف المخدوم فقال و الذي نفسي بيده إن فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب
وَ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ أي يتذاكرون ما كانوا فيه من التعب و الخوف في الدنيا عن ابن عباس و هو قوله قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ أي خائفين في دار الدنيا من العذاب فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا بالمغفرة وَ وَقانا عَذابَ السَّمُومِ أي عذاب جهنم و السموم من أسماء جهنم عن الحسن و قيل إن المعنى يسأل بعضهم بعضا عما فعلوه في الدنيا فاستحقوا به المصير إلى الثواب و الكون في الجنان فيقولون إنا كنا في دار التكليف مشفقين أي خائفين رقيقي القلب و السموم الحر الذي يدخل في مسام البدن يتألم به و أصله من السم الذي هو مخرج النفس و كل خرق سم أو من السم الذي يقتل قال الزجاج يريد عذاب سموم جهنم و هو ما يوجد من لفحها و حرها إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ أي في الدنيا نَدْعُوهُ أي ندعو الله و نوحده و نعبده إِنَّهُ هُوَالْبَرُّ أي اللطيف و قيل الصادق فيما وعده الرَّحِيمُ بعباده. و في قوله تعالى إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَ نَهَرٍ أي أنهار لأنه اسم جنس يقع على القليل و الكثير و النهر هو المجرى الواسع من مجاري الماء فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ أي مجلس حق لا لغو فيه و لا تأثيم و قيل وصفه بالصدق لكونه رفيعا مرضيا و قيل لدوام النعيم به و قيل لأن الله صدق وعد أوليائه فيه عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ أي عند الله سبحانه فهو المالك القادر الذي لا يعجزه شيء و ليس المراد قرب المكان بل إنهم في كنفه و جواره و كفايته حيث تنالهم غواشي رحمته و فضله. و قال البيضاوي في قوله تعالى وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ أي موقفه الذي يقف فيه العباد للحساب أو قيامه على أحواله من قام عليه إذا راقبه أو مقام الخائف عند ربه للحساب بأحد المعنيين فأضاف إلى الرب تفخيما و تهويلا جَنَّتانِ جنة للخائف الإنسي و جنة للخائف الجني فإن الخطاب للفريقين و المعنى لكل خائفين منكما أو لكل واحد جنة لعقيدته و أخرى لعمله أو جنة لفعل الطاعات و أخرى لترك المعاصي أو جنة يثاب بها و أخرى يتفضل بها عليه أو روحانية و جسمانية و كذا ما جاء مثنى بعد. و قال الطبرسي رحمه الله أي جنة عدن و جنة النعيم و قيل بستانان إحداهما داخل القصر و الأخرى خارج القصر كما يشتهي الإنسان في الدنيا و قيل إحدى الجنتين منزله و الأخرى منزل أزواجه و خدمه و قيل جنة من ذهب و جنة من فضة. و قال البيضاوي ذَواتا أَفْنانٍ أنواع من الأشجار و الثمار جمع فن أو أغصان جمع فنن و هي الغصنة التي تنشعب من فرع الشجر و تخصيصها بالذكر لأنها التي تورق و تثمر و تمد الظل فِيهِما عَيْنانِ تَجْرِيانِ حيث شاءوا في الأعالي
و الأسافل و قيل إحداهما التسنيم و الأخرى السلسبيل فِيهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ صنفان غريب و معروف أو رطب و يابس و قال الطبرسي بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ أي من ديباج غليظ و لم يذكر الظهارة لأن البطانة تدل على أن الظهارة فوق الإستبرق و قيل إن الظهارة من سندس و هو الديباج الرقيق و روي عن ابن مسعود أنه قال هذه البطائن فما ظنكم بالظهائر و قيل لسعيد بن جبير البطائن من إستبرق فما الظهائر قال هذا مما قال الله فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ وَ جَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ الجنى الثمر المجتنى أي تدنو الثمرة حتى يجنيها ولي الله إن شاء قائما و إن شاء قاعدا عن ابن عباس و قيل ثمار الجنتين دانية إلى أفواه أربابها فيتناولونها متكئين فإذا اضطجعوا نزلت بإزاء أفواههم فيتناولونها مضطجعين لا يرد أيديهم عنها بعد و لا شوك عن مجاهد فِيهِنَّ أي في الفرش التي ذكرها أو في الجنان لأنها معلومة قاصِراتُ الطَّرْفِ على أزواجهن قال أبو ذر بن زيد إنها تقول لزوجها و عزة ربي ما أرى شيئا في الجنة أحسن منك فالحمد لله الذي جعلني زوجك و جعلك زوجي لَمْ يَطْمِثْهُنَّ أي لم يقتضهن و الاقتضاض النكاح بالتدمية المعنى لم يطأهن و لم يغشهن إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌّ فهن أبكار لأنهن خلقن في الجنة فعلى هذا القول هن من حور الجنة و قيل هن من نساء الدنيا لم يمسسهن منذ أنشئن خلق عن الشعبي و الكلبي أي لم يجامعهن في هذا الخلق الذي أنشئن فيه إنس و لا جان قال الزجاج في هذه الآية دليل على أن الجني يغشى كما يغشى الإنسي و قال ضمرة بن حبيب فيها دليل على أن للجن ثوابا و أزواجا من الحور فالإنسيات للإنس و الجنيات للجن قال البلخي و المعنى أن ما يهب الله لمؤمني الإنس من الحور لم يطمثهن إنس و ما يهب الله لمؤمني الجن من الحور لم يطمثهن جان كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَ الْمَرْجانُ أي هن على صفاء الياقوت و في بياض المرجان عن الحسن و قتادة و قال الحسن و المرجان أشد اللؤلؤ بياضا و هو صغاره
و في الحديث أن المرأة من أهل الجنة يرى مخ ساقها من وراء سبعين حلة من حرير
و عن ابن مسعود يرى كما يرى السلك من وراء الياقوت هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ أي ليس جزاء من أحسن في الدنيا إلا أن يحسن إليه في الآخرة و قيل هل جزاء من قال لا إله إلا الله و عمل بما جاء به محمد ص إلا الجنة عن ابن عباس
و عن أنس قال قرأ رسول الله ص هذه الآية فقال هل تدرون ما يقول ربكم قالوا الله و رسوله أعلم قال فإن ربكم يقول هل جزاء من أنعمنا عليه بالتوحيد إلا الجنة
و قيل معناه هل جزاء من أحسن إليكم بهذه النعم إلا أن تحسنوا في شكره و عبادته.
و روى العياشي بإسناده عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن علي بن سالم قال سمعت أبا عبد الله ع يقول آية في كتاب الله مسجلة قلت ما هي قال قول الله تعالى هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ جرت في الكافر و المؤمن و البر و الفاجر و من صنع إليه معروف فعليه أن يكافئ به و ليس المكافاة أن تصنع كما صنع حتى تربي فإن صنعت كما صنع كان له الفضل بالابتداء
وَ مِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ أي و من دون الجنتين اللتين ذكرناهما جنتان أخريان دون الجنتين الأوليين فإنهما أقرب إلى قصره و مجالسه في قصره ليتضاعف له السرور بالتنقل من جنة إلى جنة على ما هو معروف من طبع البشر في شهوة مثل ذلك و معنى دون هنا مكان قريب من الشيء بالإضافة إلى غيره مما ليس له مثل قربه و قيل إن المعنى أنهما دون الجنتين الأوليين في الفضل
فقد روي عن النبي ص أنه قال جنتان من فضة أبنيتهما و ما فيهما و جنتان من ذهب أبنيتهما و ما فيهما
و روى العياشي بالإسناد إلى أبي عبد الله ع قال قلت له جعلت فداك أخبرني عن المؤمن تكون له امرأة مؤمنة يدخلان الجنة يتزوج أحدهما بالآخر فقال يا أبا محمد إن الله حكم عدل إن كان هو أفضل منها خير هو فإن اختارها كانت من أزواجه و إن كانت هي خيرا منها خيرها فإن اختارته كان زوجا لها قال و قال أبو عبد الله ع لا تقولن إن الجنة واحدة إن الله يقول وَ مِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ و لا تقولن درجة واحدة إن الله يقول درجات بعضها فوق بعض إنما تفاضل القوم بالأعمال قال و قلت له إن المؤمنين يدخلان الجنة فيكون أحدهما أرفع مكانا من الآخر فيشتهي أن يلقى صاحبه قال من كان فوقه فله أن يهبط و من كان تحته لم يكن له أن يصعد لأنه لا يبلغ ذلك المكان و لكنهم إذا أحبوا ذلك و اشتهوه التقوا على الأسرة
و عن العلاء بن سيابة عن أبي عبد الله ع قال قلت له إن الناس يتعجبون منا إذا قلنا يخرج قوم من جهنم فيدخلون الجنة فيقولون لنا فيكونون مع أولياء الله في الجنة فقال يا علاء إن الله يقول وَ مِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ لا و الله لا يكونون مع أولياء الله قلت كانوا كافرين قال ع لا و الله لو كانوا كافرين ما دخلوا الجنة قلت كانوا مؤمنين قال لا و الله لو كانوا مؤمنين ما دخلوا النار و لكن بين ذلك
و تأويل ذلك لو صح الخبر أنهم لم يكونوا من أفاضل المؤمنين و خيارهم. ثم وصف الجنتين فقال مُدْهامَّتانِ أي من خضرتهما قد اسودتا من الري و كل نبت أخضر فتمام خضرته أن يضرب إلى السواد و هو على أتم ما يكون من الحسن فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ أي فوارتان بالماء تنبع من أصلهما ثم تجريان عن الحسن قال ابن عباس تنضخ على أولياء الله بالمسك و العنبر و الكافور و قيل تنضخان بأنواع الخيرات فِيهِما فاكِهَةٌ يعني ألوان الفاكهة وَ نَخْلٌ وَ رُمَّانٌ و حكى الزجاج عن يونس النحوي أن النخل و الرمان من أفضل الفاكهة و إنما فصلا بالواو لفضلهما فِيهِنَّ أي في الجنات الأربع خَيْراتٌ حِسانٌ أي نساء خيرات الأخلاق حسان الوجوه روته أم سلمة عن النبي ص و قيل خَيْراتٌ فاضلات في الصلاح و الجمال عن الحسن حسان في المناظر و الألوان و قيل إنهن من نساء الدنيا ترد عليهم في الجنة و هن أجل من الحور العين و قيل خَيْراتٌ مختارات عن جرير بن عبد الله و قيل لسن بذربات و لا زفرات و لا نخرات و لا متطلعات و لا متسومات و لا متسلطات و لا طماحات و لا طوافات في الطرق و لا يغرن و لا يؤذين و قال عقبة بن عبد الغافر نساء أهل الجنة تأخذ بعضهن بأيدي بعضهن و يتغنين بأصوات لم يسمع الخلائق مثلها
نحن الراضيات فلا نسخط و نحن المقيمات فلا نظعنو نحن خيرات حسان حبيبات لأزواج كرام
و قالت عائشة إن الحور العين إذا قلن هذه المقالة إجابتهن المؤمنات من نساء الدنيا
نحن المصليات و ما صليتن و نحن الصائمات و ما صمتنو نحن المتوضيات و ما توضيتن و نحن المتصدقات و ما تصدقتن
فغلبنهن و الله حُورٌ أي بيض حسان البياض و منه العين الحوراء إذا كانت شديدة بياض البياض شديدة سواد السواد و بذلك يتم حسن العين مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ أي محبوسات في الحجال مستورات في القباب عن ابن عباس و غيره و المعنى أنهن مصونات مخدرات لا يبتذلن و قيل مَقْصُوراتٌ أي قصرن على أزواجهن فلا يردن بدلا منهم و قيل إن لكل زوجة خيمة طولها ستون ميلا عن ابن مسعود
و روي عن النبي ص أنه قال الخيمة درة واحدة طولها في الهواء ستون ميلا في كل زاوية منها أهل للمؤمنين لا يراه الآخرون
و عن ابن عباس قال الخيمة درة مجوفة فرسخ في فرسخ فيها أربعة آلاف مصراع من ذهب
و عن أنس عن النبي ص قال مررت ليلة أسري بي بنهر حافتاه قباب المرجان فنوديت منه السلام عليك يا رسول الله فقلت يا جبرئيل من هؤلاء قال هؤلاء حور من الحور العين استأذن ربهن عز و جل أن يسلمن عليك فأذن لهن فقلن نحن الخالدات فلا نموت و نحن الناعمات فلا نبأس أزواج رجال كرام ثم قرأ ص حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ... لَمْ يَطْمِثْهُنَّ الآية
الوجه في التكرير الإبانة عن أن صفة الحور المقصورات في الخيام كصفة القاصرات الطرف مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ أي على فرش مرتفعة عن الجبائي و قيل الرفرف رياض الجنة و الواحدة رفرفة عن ابن جبير و قيل هي المجالس الطنافس عن ابن عباس و غيره و قيل هي المرافق يعني الوسائد عن الحسن وَ عَبْقَرِيٍّ حِسانٍ أي و زرابي حسان عن ابن عباس و غيره و هي الطنافس و قيل العبقري الديباج و قيل هي البسط قال القتيبي كل ثوب موشى فهو عبقري و هو جمع و لذلك قال حسان. و في قوله تعالى ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ أي جماعة كثيرة العدد من الأولين من الأمم الماضية وَ قَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ من أمة محمد ص لأن من سبق إلى إجابة نبينا ص قليل بالإضافة إلى من سبق إلى إجابة النبيين قبله عن جماعة من المفسرين و قيل معناه جماعة من أوائل هذه الأمة و قليل من أواخرهم ممن قرب حالهم من حال أولئك عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ أي منسوجة كما يوضن حلق الدرع فيدخل بعضها في بعض قال المفسرون منسوجة بقضبان الذهب مشبكة بالدر و الجواهر مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ أي متحاذين كل واحد منهم بإزاء الآخر و ذلك أعظم في باب السرور و يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ أي وصفاء و غلمان للخدمة مُخَلَّدُونَ أي باقون لا يموتون و لا يهرمون و لا يتغيرون و قيل مقرطون و الخلدة القرط و اختلف في هذه الولدان فقيل إنهم أولاد أهل الدنيا لم يكن لهم حسنات فيثابون عليها و لا سيئات فيعاقبون عليها فأنزلوا هذه المنزلة عن علي ع و الحسن
و قد روي عن النبي ص أنه سئل عن أطفال المشركين فقال هم خدم أهل الجنة
و قيل هم من خدم الجنة على صورة الولدان خلقوا لخدمة أهل الجنة بِأَكْوابٍ و هي القداح الواسعة الرءوس لا خراطيم لها وَ أَبارِيقَ و هي التي لها خراطيم و عرى و هو الذي برق من صفاء لونه وَ كَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ أي و يطوفون أيضا عليهم بكأس من خمر معين أي ظاهر للعيون جار لا يُصَدَّعُونَ عَنْها أي لا يأخذهم من شربها صداع و قيل لا يتفرقون عنها وَ لا يُنْزِفُونَ أي لا تنزف عقولهم بالسكر أو لا يفنى خضرهم على القراءة الأخرى وَ فاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ أي مما يختارونه و يشتهونه وَ لَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ فإن أهل الجنة إذا اشتهوا لحم الطير خلق الله لهم لحم الطير نضيجا حتى لا يحتاج إلى ذبح الطير و إيلامه قال ابن عباس يخطر على قلبه الطير فيصير ممثلا بين يديه على ما اشتهى وَ حُورٌ عِينٌ كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ أي الدر المخزون المصون في الصدف لم تمسه الأيدي لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً أي ما لا فائدة فيه من الكلام وَ لا تَأْثِيماً أي لا يقول بعضهم لبعض أثمت لأنهم لا يتكلمون بما فيه إثم عن ابن عباس و قيل لا يتخالفون على شرب الخمر و لا يأثمون بشربها كما في الدنيا إِلَّا قِيلًا سَلاماً سَلاماً أي لا يسمعون إلا قول بعضهم لبعض على وجه التحية سلاما سلاما و التقدير سلمك الله سلاما فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ أي نبق منزوع الشوكة قد خضد شوكه أي قطع و قيل هو الذي خضد بكثرة حمله و ذهاب شوكه و قيل هو الموقر حملا وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ قال ابن عباس و غيره هو شجر الموز و قيل هو شجر له ظل بارد طيب عن الحسن و قيل هو شجر يكون باليمن و بالحجاز من أحسن الشجر منظرا و إنما ذكر هاتين الشجرتين لأن العرب كانوا يعرفون ذلك فإن عامة أشجارهم أم غيلان ذات أنوار و رائحة طيبة
و روت العامة عن علي ع أنه قرأ عنده رجل وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ فقال ما شأن الطلح إنما هو و طلع كقوله وَ نَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ فقيل له أ لا نغيره فقال إن القرآن لا يغير اليوم و لا يحول
رواه عنه ابنه الحسن ع و قيس بن سعد و رواه أصحابنا عن يعقوب بن شعيب قال قلت لأبي عبد الله ع وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ قال لا و طلع منضود و المنضود الذي بعضه على بعض نضد بالحمل من أوله إلى آخره فليس له سوق بارزة فمن عروقه إلى أفنانه ثمر كله
وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ أي دائم لا تنسخه الشمس فهو ثابت لا يزول
و قد ورد في الخبر أن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة لا يقطعها اقرءوا إن شئتم وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ
و روي أيضا أن أوقات الجنة كغدوات الصيف لا يكون فيه حر و لا برد
وَ ماءٍ مَسْكُوبٍ أي مصبوب يجري الليل و النهار و لا ينقطع عنهم فهو مسكوب بسكب الله إياه في مجاريه و قيل مصبوب على الخمر ليشرب بالمزاج و قيل مسكوب يجري دائما في غير أخدود عن سفيان و جماعة و قيل مسكوب ليشرب على ما يرى من حسنه و صفائه لا يحتاجون إلى تعب في استقائه وَ فاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ أي و ثمار مختلفة كثيرة غير قليلة و الوجه في تكرير ذكر الفاكهة البيان عن اختلاف صفاتها فذكرت أولا بأنها متخيرة و ذكرت هنا بأنها كثيرة لا مَقْطُوعَةٍ وَ لا مَمْنُوعَةٍ أي لا ينقطع كما تنقطع فواكه الدنيا في الشتاء و في أوقات مخصوصة و لا تمتنع ببعد متناول أو شوك يؤذي اليد كما يكون ذلك في الدنيا و قيل إنها لا مقطوعة بالأزمان و لا ممنوعة بالأثمان لا يتوصل إليها إلا بالثمن وَ فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ أي بسط عالية كما يقال بناء مرفوع و قيل مرفوع بعضها فوق بعض عن الحسن و الفراء و قيل معناه و نساء مرتفعات القدر في عقولهن و حسنهن و كمالهن عن الجبائي قال و لذلك عقبه بقوله إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً و يقال لامرأة الرجل فراشه
و منه قوله ص الولد للفراش
إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً أي خلقناهن خلقا جديدا قال ابن عباس يعني النساء الآدميات و العجز الشمط يقول خلقناهن بعد الكبر و الهرم في الدنيا خلقا آخر و قيل معناه أنشأنا الحور العين كما هن عليه على هيأتهن لم ينتقلن من حال إلى حال كما يكون في الدنيا فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً أي عذارى و قيل لا يأتيهن أزواجهن إلا وجدوهن أبكارا عُرُباً أي متحننات على أزواجهن متحببات إليهم و قيل عاشقات خاشعات لأزواجهن عن ابن عباس و قيل العروب اللعوب مع زوجها آنسة به كما يأنس العرب بكلام العربي أَتْراباً أي متشابهات مستويات في السن و قيل أمثال أزواجهن في السن لِأَصْحابِ الْيَمِينِ أي هذا الذي ذكرناه لأصحاب اليمين جزاء و ثوابا على طاعتهم ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ أي جماعة من الأمم الماضية و جماعة من مؤمني هذه الأمة و ذهب جماعة إلى أن الثلتين جميعا من هذه الأمة. و في قوله تعالى قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً أي يعطيه أحسن ما يعطى أحد و ذلك مبالغة في وصف نعيم الجنة و في قوله تعالى أَ يَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أي من هؤلاء المنافقين أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ كما يدخل أولئك الموصوفون قبل هذا و إنما قال هذا لأنهم كانوا يقولون إن كان الأمر على ما قال محمد ص فإن لنا في الآخرة عند الله أفضل مما للمؤمنين كما أعطانا في الدنيا أفضل مما أعطاهم كَلَّا أي لا يكون ذلك و لا يدخلونها. و في قوله تعالى يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ إناء فيه شراب كانَ مِزاجُها أي ما يمازجها كافُوراً و هو اسم عين ماء في الجنة و يدل عليه قوله عَيْناً و هي كالمفسرة للكافور و قيل يعني الكافور الذي له رائحة طيبة و المعنى يمازجه ريح الكافور و ليس ككافور الدنيا قال قتادة يمزج بالكافور و يختم بالمسك و قيل معناه طيب بالكافور و المسك و الزنجبيل عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ أي أولياؤه عن ابن عباس أي هذا الشراب من عين يشربها أولياء الله يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً أي يقودون تلك العين حيث شاءوا من منازلهم و قصورهم عن مجاهد و التفجير تشقيق الأرض ليجري الماء قال و أنهار الجنة تجري بغير أخدود فإذا أراد المؤمن أن يجري نهرا خط خطا فينبع الماء من ذلك الموضع و يجري بغير تعب وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا أي بصبرهم على طاعته و اجتناب معاصيه و تحمل محن الدنيا و شدائدها جَنَّةً يسكنونها وَ حَرِيراً من لباس الجنة يلبسونه و يفرشونه لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً يتأذون بحرها وَ لا زَمْهَرِيراً يتأذون ببرده وَ دانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها يعني أن أفياء أشجار تلك الجنة قريبة منهم و قيل إن ظلال الجنة لا تنسخها الشمس كما تنسخ ظلال الدنيا وَ ذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا أي و سخرت و سهل أخذ ثمارها تسخيرا إن قام ارتفعت بقدره و إن قعد نزلت عليه حتى ينالها و إن اضطجع نزلت حتى تنالها يده و قيل معناه لا يرد أيديهم عنها بعد و لا شوك كانَتْ قَوارِيرَا أي زجاجا قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ
قال الصادق ع ينفذ البصر في فضة الجنة كما ينفذ في الزجاج
و المعنى أن أصلها من فضة فاجتمع لها بياض الفضة و صفاء القوارير فيرى من خارجها ما في داخلها قال أبو علي إن سئل فقيل كيف يكون القوارير من فضة و إنما القوارير من الرمل دونها فالقول في ذلك أن الشيء إذا قاربه شيء و اشتدت ملابسته له قيل إنه من كذا و إن لم يكن منه في الحقيقة فعلى هذا يجوز قوارير من فضة أي هي في صفاء الفضة و نقائها و يجوز تقدير حذف المضاف أي من صفاء الفضة و قوارير الثانية بدل من الأولى و ليست بتكرار و قيل إن قوارير كل أرض من تربتها و أرض الجنة فضة و لذلك كانت قواريرها مثل الفضة عن ابن عباس قَدَّرُوها تَقْدِيراً أي قدروا الكأس على قدر ريهم لا يزيد و لا ينقص من الري و الضمير في قدروها للسقاة و الخدام الذين يسقون فإنهم يقدرونها ثم يسقون و قيل قدروها على قدر ملء الكف أي كانت الأكواب على قدر ما اشتهوا لم تعظم و لم تثقل الكف عن حملها و قيل قدروها في أنفسهم قبل مجيئها على صفة فجاءت على ما قدروا و الضمير في قدروا للشاربين وَ يُسْقَوْنَ فِيها أي في الجنة كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلًا قال مقاتل لا يشبه زنجبيل الدنيا و قال ابن عباس كلما ذكر الله في القرآن مما في الجنة و سماه ليس له مثل في الدنيا و لكن سماه الله بالاسم الذي يعرف و الزنجبيل مما كانت العرب تستطيبه فلذلك ذكره الله في القرآن و وعدهم أنهم يسقون في الجنة الكأس الممزوجة بزنجبيل الجنة عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا أي الزنجبيل من عين تسمى سلسبيلا قال ابن الأعرابي لم أسمع السلسبيل إلا في القرآن و قال الزجاج هو صفة لما كان في غاية السلاسة يعني أنها سلسة تتسلسل في الحلق و قيل سميت سلسبيلا لأنها تسيل عليهم في الطرق و في منازلهم ينبع من أصل العرش من جنة عدن إلى أهل الجنان و قيل سميت بذلك لأنها ينقاد ماؤها لهم يصرفونها حيث شاءوا حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً أي من الصفاء و حسن المنظر و الكثرة فذكر لونهم و كثرتهم و قيل إنما شبههم بالمنثور لانتشارهم في الخدمة فلو كانوا صفا لشبهوا بالمنظوم وَ إِذا رَأَيْتَ ثَمَّ أي إذا رأيت ببصرك ثم يعني الجنة و قيل إن تقديره و إذا رأيت الأشياء ثم و رَأَيْتَ نَعِيماً خطيرا وَ مُلْكاً كَبِيراً لا يزول و لا يفنى عن الصادق ع و قيل كبيرا أي واسعا يعني أن نعيم الجنة لا يوصف كثرة إنما يوصف بعضها و قيل الملك الكبير استئذان الملائكة عليهم و تحيتهم بالسلام و قيل هو أنه لا يريدون شيئا إلا قدروا عليه و قيل و إن أدناهم منزلة ينظر في ملكه من ألف عام يرى أقصاه كما يرى أدناه و قيل هو الملك الدائم الأبدي في نفاذ الأمر و حصول الأماني عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ من جعله ظرفا فهو بمنزلة قولك فوقهم ثياب سندس و من جعله حالا فهو بمنزلة قولك تعلوهم ثياب سندس و هو ما رق من الثياب فيلبسونها
و روي عن الصادق ع أنه قال في معناه تعلوهم الثياب فيلبسونها
خُضْرٌ وَ إِسْتَبْرَقٌ و هو ما غلظ منها و لا يراد بها الغلظ في السلك إنما يراد به الثخانة في النسج قال ابن عباس أ ما رأيت الرجل عليه ثياب و الذي يعلوها أفضلها وَ حُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ الفضة الشفافة و هي التي يرى ما وراءها كما يرى من البلورة و هي أفضل من الدر و الياقوت و هما أفضلان من الذهب فتلك الفضة أفضل من الذهب و الفضة و الذهب هما أثمان الأشياء و قيل إنهم يحلون بالذهب تارة و بالفضة أخرى ليجمعوا محاسن الحلية كما قال تعالى يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ و الفضة و إن كانت دنية الثمن فهي في غاية الحسن خاصة إذا كانت بالصفة التي ذكرها و الغرض في الآخرة ما يكثر الاستلذاذ و السرور به لا ما يكثر ثمنه لأنه ليست هناك أثمان وَ سَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً أي طاهرا من الأقذار و الأقذاء لم تدنسها الأيدي و لم تدسها الأرجل كخمر الدنيا و قيل طهورا لا يصير بولا نجسا و لكن يصير رشحا في أبدانهم كرشح المسك و إن الرجل من أهل الجنة يقسم له شهوة مائة رجل من أهل الدنيا و أكلهم و نهمتهم فإذا أكل ما شاء سقي شرابا طهورا فيطهر بطنه و يصير ما أكل رشحا يخرج من جلده أطيب ريحا من المسك الأذفر و يضمر بطنه و تعود شهوته عن إبراهيم التيمي و أبي قلابة و قيل يطهرهم من كل شيء سوى الله إذ لا طاهر من تدنس بشيء من الأكوان إلا الله رووه عن جعفر بن محمد ع إِنَّ هذا أي ما وصف من النعيم كانَ لَكُمْ جَزاءً أي مكافاة على أعمالكم الحسنة وَ كانَ سَعْيُكُمْ في مرضاة الله مَشْكُوراً أي مقبولا مرضيا جوزيتم عليه. و في قوله تعالى إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ من أشجار الجنة وَ عُيُونٍ جارية بين أيديهم في غير أخدود لأن ذلك أمتع لهم بما يرونه من حسن مياهها و صفائها و قيل عيون أي ينابيع ماء يجري خلال الأشجار. و في قوله تعالى مَفازاً أي فوزا و نجاة إلى حال السلامة و السرور و قيل المفاز موضع الفوز وَ كَواعِبَ أَتْراباً أي جواري تكعب ثديهن مستويات في السن وَ كَأْساً دِهاقاً أي مترعة مملوءة و قيل متتابعة على شاربيها أخذ من متابعة الشد في الدهق و قيل على قدر ريهم عن مقاتل وَ لا كِذَّاباً أي و لا تكذيب بعضهم لبعض و من قرأ بالتخفيف يريد و لا مكاذبة و قيل كذبا عَطاءً حِساباً أي كافيا و قيل أي كثيرا و قيل حسابا على قدر الاستحقاق و بحسب العمل. و في قوله تعالى عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ إلى ما أعطوا من النعيم و الكرامة و قيل ينظرون إلى عدوهم حين يعذبون تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ أي إذا رأيتهم عرفت أنهم من أهل النعمة بما ترى في وجوههم من النور و الحسن و البياض و البهجة قال عطاء و ذلك أن الله تعالى قد زاد في جمالهم و ألوانهم ما لا يصفه واصف يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ أي من خمر صافية خالصة من كل غش مَخْتُومٍ و هو الذي له ختام أي عاقبة و قيل مختوم في الآنية بالمسك و هو غير الخمر التي تجري في الأنهار و قيل هو مختوم أي ممنوع من أن تمسه يد حتى يفك ختمه للأبرار ثم فسر المختوم بقوله خِتامُهُ مِسْكٌ أي آخر طعمه ريح المسك إذا رفع الشارب فاه من آخر شرابه وجد ريحه كريح المسك و قيل ختم إناؤه بالمسك بدلا من الطين الذي يختم به الشراب في الدنيا و عن أبي الدرداء هو تراب أبيض من الفضة يختمون به شرابهم و لو أن رجلا من أهل الدنيا أدخل إصبعه فيه ثم أخرجها لم يبق ذو روح إلا وجد طيبها ثم رغب فيها فقال وَ فِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ أي فليرغب الراغبون بالمبادرة إلى طاعة الله سبحانه
و في الحديث من صام لله في يوم صائف سقاه الله على الظمإ من الرحيق المختوم
و في وصية النبي ص لأمير المؤمنين ع يا علي من ترك الخمر لله سقاه الله من الرحيق المختوم
وَ مِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ أي و مزاج ذلك الشراب الذي وصفناه و هو ما يمزج به من تسنيم و هو عين في الجنة و هو أشرف شراب في الجنة قال مسروق يشربها المقربون صرفا و يمزج بها كأس أصحاب اليمين فيطيب و روى ميمون بن مهران أن ابن عباس سئل عن تسنيم فقال هذا مما يقول الله عز و جل فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ و نحو هذا قول الحسن خفايا أخفاها الله لأهل الجنة و قيل هو شراب ينصب عليهم من علو انصبابا و قيل هو نهر يجري في الهواء فينصب في أواني أهل الجنة بحسب الحاجة ثم فسره سبحانه بقوله عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ أي هي خالصة للمقربين يشربونها صرفا و يمزج لسائر أهل الجنة عن ابن مسعود و ابن عباس إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا يعني كفار قريش و مترفيهم كأبي جهل و الوليد بن المغيرة و العاص بن وائل و أصحابهم كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يعني أصحاب النبي ص مثل عمار و خباب و بلال و غيرهم يَضْحَكُونَ على وجه السخرية بهم و الاستهزاء في دار الدنيا وَ إِذا مَرُّوا بِهِمْ يعني و إذا مر المؤمنون بهؤلاء المشركين يَتَغامَزُونَ أي يشير بعضهم إلى بعض بالأعين و الحواجب استهزاء بهم أي يقول هؤلاء إنهم على حق و إن محمدا يأتيه الوحي و إنه رسول و إنا نبعث و نحو ذلك و قيل نزلت في علي بن أبي طالب ع و ذلك أنه كان في نفر من المسلمين جاءوا إلى النبي ص فسخر منهم المنافقون و ضحكوا و تغامزوا ثم رجعوا إلى أصحابهم فقالوا رأينا اليوم الأصلع فضحكنا منه فنزلت الآية قبل أن يصل علي ع و أصحابه إلى النبي ص عن مقاتل و الكلبي و ذكر الحاكم أبو القاسم الحسكاني في كتاب شواهد التنزيل بإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس قال إن الذين أجرموا منافقو قريش و الذين آمنوا علي بن أبي طالب و أصحابه وَ إِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ يعني و إذا رجع هؤلاء الكفار إلى أهلهم رجعوا معجبين بما هم فيه يتفكهون بذكرهم وَ إِذا رَأَوْهُمْ قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ لأنهم تركوا التنعم رجاء ثواب لا حقيقة له وَ ما أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حافِظِينَ أي و لم يرسل هؤلاء الكفار حافظين على المؤمنين ما هم عليه و ما كلفوا حفظ أعمالهم فكيف يطعنون عليهم و قيل معناه و ما أرسلوا عليهم شاهدين فَالْيَوْمَ يعني يوم القيامة الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ كما ضحك الكفار منهم في الدنيا و ذلك أنه يفتح للكفار باب إلى الجنة و يقال لهم أخرجوا إليها فإذا وصلوا إليه أغلق دونهم يفعل ذلك بهم مرارا فيضحك منهم المؤمنون عن أبي صالح و قيل يضحكون من الكفار إذا رأوهم في العذاب و أنفسهم في النعيم و قيل إن الوجه في ضحك أهل الجنة من أهل النار أنهم لما كانوا أعداء الله و أعداءهم جعل الله سبحانه لهم سرورا في تعذيبهم عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ يعني المؤمنين ينظرون إلى تعذيب أعدائهم الكفار على سرر في الحجال هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ أي هل جوزي الكفار إذا فعل بهم هذا الذي ذكر ما كانوا يفعلونه من السخرية بالمؤمنين في الدنيا و هو استفهام يراد به التقرير و ثوب بمعنى أثيب و قيل معناه يتصل بما قبله و يكون التقدير إن الذين آمنوا ينظرون هل جوزي الكفار بأعمالهم. و في قوله تعالى غَيْرُ مَمْنُونٍ أي غير منقوص و قيل غير مقطوع و قيل غير محسوب و قيل غير مكدر بما يؤذي و يغم.
1- لي، ]الأمالي للصدوق[ الهمداني عن علي عن أبيه عن أحمد بن العباس و العباس بن عمرو الفقيمي معا عن هشام بن الحكم عن ثابت بن هرمز عن الحسن بن أبي الحسن عن أحمد بن عبد الحميد عن عبد الله بن علي أنه لقي بلالا مؤذن رسول الله ص فسأله فيما سأله عن وصف بناء الجنة قال اكتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سمعت رسول الله ص يقول إن سور الجنة لبنة من ذهب و لبنة من فضة و لبنة من ياقوت و ملاطها المسك الأذفر و شرفها الياقوت الأحمر و الأخضر و الأصفر قلت فما أبوابها قال أبوابها مختلفة باب الرحمة من ياقوتة حمراء قلت فما حلقته قال ويحك كف عني فقد كلفتني شططا قلت ما أنا بكاف عنك حتى تؤدي إلي ما سمعت من رسول الله ص في ذلك قال اكتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أما باب الصبر فباب صغير مصراع واحد من ياقوتة حمراء لا حلق له و أما باب الشكر فإنه من ياقوتة بيضاء لها مصراعان مسيرة ما بينهما خمسمائة عام له ضجيج و حنين يقول اللهم جئني بأهلي قلت هل يتكلم الباب قال نعم ينطقه ذو الجلال و الإكرام و أما باب البلاء قلت أ ليس باب البلاء هو باب الصبر قال لا قلت فما البلاء قال المصائب و الأسقام و الأمراض و الجذام و هو باب من ياقوتة صفراء مصراع واحد ما أقل من يدخل منه قلت رحمك الله زدني و تفضل علي فإني فقير قال يا غلام لقد كلفتني شططا أما الباب الأعظم فيدخل منه العباد الصالحون و هم أهل الزهد و الورع و الراغبون إلى الله عز و جل المستأنسون به قلت رحمك الله فإذا دخلوا الجنة ما ذا يصنعون قال يسيرون على نهرين في مصاف في سفن الياقوت مجاذيفها اللؤلؤ فيها ملائكة من نور عليهم ثياب خضر شديدة خضرتها قلت رحمك الله هل يكون من النور أخضر قال إن الثياب هي خضر و لكن فيها نور من نور رب العالمين جل جلاله يسيرون على حافتي ذلك النهر قلت فما اسم ذلك النهر قال جنة المأوى قلت هل وسطها غير هذا قال نعم جنة عدن و هي في وسط الجنان فأما جنة عدن فسورها ياقوت أحمر و حصباؤها اللؤلؤ قلت فهل فيها غيرها قال نعم جنة الفردوس قلت و كيف سورها قال ويحك كف عني حيرت على قلبي قلت بل أنت الفاعل بي ذلك ما أنا بكاف عنك حتى تتم لي الصفة و تخبرني عن سورها قال سورها نور فقلت و الغرف التي هي فيها قال هي من نور رب العالمين قلت زدني رحمك الله قال ويحك إلى هذا انتهى بنا رسول الله ص طوبى لك إن أنت وصلت إلى بعض هذه الصفة و طوبى لمن يؤمن بهذا الخبر
توضيح قال الجزري في صفة الجنة و ملاطها مسك أذفر الملاط الذي يجعل بين سافي البناء يملط به الحائط أي يخلط انتهى و الشطط التجاوز عن الحد و الجور قوله في مصاف هو جمع المصف أي موضع الصف أي يسيرون مجتمعين مصطفين و يمكن أن يكون بالتخفيف من الصيف أي في متسع يصلح للتنزه في الصيف و في الفقيه في ماء صاف و هو أظهر و المجذاف ما يجذف به السفينة و حافة الوادي بالتخفيف جانبه
2- لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن إدريس عن أبيه عن ابن عيسى عن أبيه عن عبد الله بن القاسم عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع طوبى شجرة في الجنة أصلها في دار النبي ص و ليس من مؤمن إلا و في داره غصن منها لا تخطر على قلبه شهوة شيء إلا أتاه به ذلك الغصن و لو أن راكبا مجدا سار في ظلها مائة عام ما خرج منها و لو طار من أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتى يسقط هرما ألا ففي هذا فارغبوا الخبر
شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير مثله و فيه حتى يبياض هرما
3- لي، ]الأمالي للصدوق[ الطالقاني عن الجلودي عن هشام بن جعفر عن حماد عن عبد الله بن سليمان قال قرأت في الإنجيل يا عيسى و ذكر أمر نبينا ص إلى أن قال طوبى لمن أدرك زمانه و شهد أيامه و سمع كلامه قال عيسى يا رب و ما طوبى قال شجرة في الجنة أنا غرستها تظل الجنان أصلها من رضوان ماؤها من تسنيم برده برد الكافور و طعمه طعم الزنجبيل من يشرب من تلك العين شربة لا يظمأ بعدها أبدا فقال عيسى ع اللهم اسقني منها قال حرام يا عيسى على البشر أن يشربوا منها حتى يشرب ذلك النبي و حرام على الأمم أن يشربوا منها حتى يشرب أمة ذلك النبي الخبر
4- لي، ]الأمالي للصدوق[ علي بن عيسى عن علي بن محمد ماجيلويه عن البرقي عن أبيه عن الحسين بن علوان الكلبي عن عمرو بن ثابت عن زيد بن علي عن أبيه عن جده ع قال قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع إن في الجنة لشجرة يخرج من أعلاها الحلل و من أسفلها خيل بلق مسرجة ملجمة ذوات أجنحة لا تروث و لا تبول فيركبها أولياء الله فتطير بهم في الجنة حيث شاءوا فيقول الذين أسفل منهم يا ربنا ما بلغ بعبادك هذه الكرامة فيقول الله جل جلاله إنهم كانوا يقومون الليل و لا ينامون و يصومون النهار و لا يأكلون و يجاهدون العدو و لا يجبنون و يتصدقون و لا يبخلون
ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن علوان عن ابن طريف عن زيد بن علي مثله
5- لي، ]الأمالي للصدوق[ العطار عن سعد عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير عن ابن أبي حمزة عن أبي بصير عن الصادق عن آبائه عن علي ع قال قال رسول الله ص إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها و باطنها من ظاهرها يسكنها من أمتي من أطاب الكلام و أطعم الطعام و أفشى السلام و صلى بالليل و الناس نيام الخبر
6- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ لي، ]الأمالي للصدوق[ يد، ]التوحيد[ الهمداني عن علي عن أبيه عن الهروي قال قلت للرضا ع يا ابن رسول الله أخبرني عن الجنة و النار أ هما اليوم مخلوقتان فقال نعم و إن رسول الله ص قد دخل الجنة و رأى النار لما عرج به إلى السماء قال فقلت له فإن قوما يقولون إنهما اليوم مقدرتان غير مخلوقتين فقال ع ما أولئك منا و لا نحن منهم من أنكر خلق الجنة و النار فقد كذب النبي ص و كذبنا و ليس من ولايتنا على شيء و خلد في نار جهنم قال الله عز و جل هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ يَطُوفُونَ بَيْنَها وَ بَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ و قال النبي ص لما عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل فأدخلني الجنة فناولني من رطبها فأكلته فتحول ذلك نطفة في صلبي فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ففاطمة حوراء إنسية فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة
ج، ]الإحتجاج[ مرسلا مثله
7- لي، ]الأمالي للصدوق[ ماجيلويه عن محمد العطار عن الأشعري عن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن عمر عن موسى بن إبراهيم عن أبي الحسن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده ع قال قالت أم سلمة رضي الله عنها لرسول الله ص بأبي أنت و أمي المرأة يكون لها زوجان فيموتون و يدخلون الجنة لأيهما تكون فقال ع يا أم سلمة تخير أحسنهما خلقا و خيرهما لأهله يا أم سلمة إن حسن الخلق ذهب بخير الدنيا و الآخرة
8- ل، ]الخصال[ ابن المتوكل عن علي عن أبيه عن موسى بن إبراهيم عن الحسن عن أبيه بإسناده رفعه إلى رسول الله ص أن أم سلمة قالت له بأبي أنت و أمي المرأة يكون لها زوجان فيموتان فيدخلان الجنة الخبر
9- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة عن أبي عبد الله ع قال طوبى شجرة في الجنة في دار أمير المؤمنين صلوات الله عليه و ليس أحد من شيعته إلا و في داره غصن من أغصانها و ورقة من ورقها يستظل تحتها أمة من الأمم
10- و عنه قال كان رسول الله ص يكثر تقبيل فاطمة عليها و على أبيها و بعلها و أولادها ألف ألف التحية و السلام فأنكرت ذلك عائشة فقال رسول الله ص يا عائشة إني لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فأدناني جبرئيل من شجرة طوبى و ناولني من ثمارها فأكلته فحول الله ذلك ماء في ظهري فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة فما قبلتها قط إلا وجدت رائحة شجرة طوبى منها
11- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله ع جعلت فداك يا ابن رسول الله شوقني فقال يا أبا محمد إن الجنة توجد ريحها من مسيرة ألف عام و إن أدنى أهل الجنة منزلا لو نزل به الثقلان الجن و الإنس لوسعهم طعاما و شرابا و لا ينقص مما عنده شيء و إن أيسر أهل الجنة منزلة من يدخل الجنة فيرفع له ثلاث حدائق فإذا دخل أدناهن رأى فيها من الأزواج و الخدم و الأنهار و الثمار ما شاء الله فإذا شكر الله و حمده قيل له ارفع رأسك إلى الحديقة الثانية ففيها ما ليس في الأولى فيقول يا رب أعطني هذه فيقول لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها فيقول رب هذه هذه فإذا هو دخلها و عظمت مسرته شكر الله و حمده قال فيقال افتحوا له باب الجنة و يقال له ارفع رأسك فإذا قد فتح له باب من الخلد و يرى أضعاف ما كان فيما قبل فيقول عند تضاعف مسراته رب لك الحمد الذي لا يحصى إذ مننت علي بالجنان و أنجيتني من النيران فيقول رب أدخلني الجنة و أنجني من النار قال أبو بصير فبكيت و قلت له جعلت فداك زدني قال يا أبا محمد إن في الجنة نهرا في حافتيها جوار نابتات إذا مر المؤمن بجارية أعجبته قلعها و أنبت الله مكانها أخرى قلت جعلت فداك زدني قال المؤمن يزوج ثمان مائة عذراء و أربعة آلاف ثيب و زوجتين من الحور العين قلت جعلت فداك ثمان مائة عذراء قال نعم ما يفترش منهن شيئا إلا وجدها كذلك قلت جعلت فداك من أي شيء خلقن الحور العين قال من الجنة و يرى مخ ساقيها من وراء سبعين حلة قلت جعلت فداك أ لهن كلام يتكلمن به في الجنة قال نعم كلام يتكلمن به لم يسمع الخلائق بمثله قلت ما هو قال يقلن نحن الخالدات فلا نموت و نحن الناعمات فلا نبأس و نحن المقيمات فلا نظعن و نحن الراضيات فلا نسخط طوبى لمن خلق لنا و طوبى لمن خلقنا له نحن اللواتي لو علق إحدانا في جو السماء لأغنى نورنا عن الشمس و القمر لو أن قرن إحدانا علق في جو السماء لأغشى نوره الأبصار
12- ل، ]الخصال[ القطان عن ابن زكريا عن ابن حبيب عن محمد بن عبد الله عن علي بن الحكم عن أبان عن محمد بن الفضل الزرقي عن أبي عبد الله عن أبيه عن جده عن علي ع قال إن للجنة ثمانية أبواب باب يدخل منه النبيون و الصديقون و باب يدخل منه الشهداء و الصالحون و خمسة أبواب يدخل منها شيعتنا و محبونا فلا أزال واقفا على الصراط أدعو و أقول رب سلم شيعتي و محبي و أنصاري و من توالاني في دار الدنيا فإذا النداء من بطنان العرش قد أجيبت دعوتك و شفعت في شيعتك و يشفع كل رجل من شيعتي و من تولاني و نصرني و حارب من حاربني بفعل أو قول في سبعين ألفا من جيرانه و أقربائه و باب يدخل منه سائر المسلمين ممن يشهد أن لا إله إلا الله و لم يكن في قلبه مقدار ذرة من بغضنا أهل البيت
13- لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن عبد الله بن الحسن المؤدب عن أحمد بن علي الأصبهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن محمد بن داود الدينوري عن منذر الشعراني عن سعيد بن زيد عن أبي قنبل عن أبي الجارود عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي ص قال إن حلقة باب الجنة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب فإذا دقت الحلقة على الصفحة طنت و قالت يا علي
14- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أبو إسحاق الموصلي إن قوما من ما وراء النهر سألوا الرضا ع عن الحور العين مم خلقن و عن أهل الجنة إذا دخلوها ما أول ما يأكلون فقال ع أما الحور العين فإنهن خلقن من الزعفران و التراب لا يفنين و أما أول ما يأكلون أهل الجنة فإنهم يأكلون أول ما يدخلونها من كبد الحوت التي عليها الأرض
15- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن إسماعيل بن أبان عن عمر بن عبد الله الثقفي قال سأل نصراني الشام الباقر ع عن أهل الجنة كيف صاروا يأكلون و لا يتغوطون أعطني مثله في الدنيا فقال ع هذا الجنين في بطن أمه يأكل مما تأكل أمه و لا يتغوط الخبر
16- فس، ]تفسير القمي[ الدليل على أن جنان الخلد في السماء قوله لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَ لا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ الآية
-17 فس، ]تفسير القمي[ وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ قال العداوة تنزع منهم أي من المؤمنين في الجنة فإذا دخلوا الجنة قالوا كما حكى الله الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ إلى قوله بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
18- فس، ]تفسير القمي[ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا خالِدِينَ فِيها لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلًا أي لا يحبون و لا يسألون التحويل عنها
و روى جعفر بن أحمد عن عبيد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى خالِدِينَ فِيها لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلًا قال خالدين لا يخرجون منها و لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلًا قال لا يريدون بها بدلا قلت قوله إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا قال هذه نزلت في أبي ذر و المقداد و سلمان الفارسي و عمار بن ياسر جعل الله لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا مأوى و منزلا
19- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فرأيت فيها ملائكة يبنون لبنة من ذهب و لبنة من فضة و ربما أمسكوا فقلت لهم ما لكم ربما بنيتم و ربما أمسكتم فقالوا حتى تجيئنا النفقة فقلت لهم و ما نفقتكم فقالوا قول المؤمن في الدنيا سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر فإذا قال بنينا و إذا أمسك أمسكنا
20- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن الصادق ع في خبر المعراج قال قال النبي ص ثم خرجت من البيت المعمور فانقاد لي نهران نهر تسمى الكوثر و نهر تسمى الرحمة فشربت من الكوثر و اغتسلت من الرحمة ثم انقادا لي جميعا حتى دخلت الجنة و إذا على حافتيها بيوتي و بيوت أزواجي و إذا ترابها كالمسك و إذا جارية تنغمس في أنهار الجنة فقلت لمن أنت يا جارية فقالت لزيد بن حارثة فبشرته بها حين أصبحت و إذا بطيرها كالبخت و إذا رمانها مثل الدلي العظام و إذا شجرة لو أرسل طائر في أصلها ما دارها سبعمائة سنة و ليس في الجنة منزل إلا و فيها قتر منها فقلت ما هذه يا جبرئيل فقال هذه شجرة طوبى قال الله طُوبى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ
بيان البخت الإبل الخراساني و الدلي بضم الدال و كسر اللام و تشديد الياء على وزن فعول جمع الدلو و القتر بالضم و بضمتين الناحية و الجانب و القتر القدر و يحرك كل ذلك ذكرها الجوهري
21- فس، ]تفسير القمي[ إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ قال اقتضاض العذارى فاكِهُونَ قال يفاكهون النساء و يلاعبونهن
و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ الأرائك السرر عليها الحجال
و قال علي بن إبراهيم في قوله سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ قال السلام منه هو الأمان
22- فس، ]تفسير القمي[ في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَ أَحْسَنُ مَقِيلًا فبلغنا و الله أعلم أنه إذا استوى أهل النار إلى النار لينطلق بهم قبل أن يدخلوا النار فقيل لهم ادخلوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ من دخان النار فيحسبون أنها الجنة ثم يدخلون النار أفواجا و ذلك نصف النهار و أقبل أهل الجنة فيما اشتهوا من التحف حتى يعطوا منازلهم في الجنة نصف النهار فذلك قول الله أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَ أَحْسَنُ مَقِيلًا
23- فس، ]تفسير القمي[ لا فِيها غَوْلٌ يعني الفساد وَ لا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ أي لا يطردون منها قوله وَ عِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ يعني الحور العين تقصر الطرف عن النظر إليها من صفائها و حسنها كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ يعني مخزون فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ يَقُولُ أَ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ أي تصدق بما يقول لك إنك إذا مت حييت قال فيقول لصاحبه هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ قال فيطلع فيراه فِي سَواءِ الْجَحِيمِ فيقول له تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ وَ لَوْ لا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ
و في رواية أبي الجارود في قوله فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ أي يقول في وسط الجحيم ثم يقولون في الجحيم ثم يقولون في الجنة أَ فَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولى وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
بيان هذا التفسير لقاصرات الطرف مبني على مجيء القصر متعديا بنفسه و هو كذلك قال الفيروزآبادي قصره يقصره جعله قصيرا
24- فس، ]تفسير القمي[ إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ أي لا ينفد و لا يفنى
25- فس، ]تفسير القمي[ وَ سِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً أي جماعة سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ أي طابت مواليدكم لأنه لا يدخل الجنة إلا طيب المولد
و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَ أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ يعني أرض الجنة
26- ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن أحمد بن الحسين عن عثمان بن عيسى عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال ما خلق الله خلقا إلا جعل له في الجنة منزلا و في النار منزلا فإذا سكن أهل الجنة و أهل النار النار نادى مناد يا أهل الجنة أشرفوا فيشرفون على النار و ترفع لهم منازلهم في النار ثم يقال لهم هذه منازلكم التي لو عصيتم ربكم دخلتموها قال فلو أن أحدا مات فرحا لمات أهل الجنة في ذلك اليوم فرحا لما صرف عنهم من العذاب ثم ينادون يا معشر أهل النار ارفعوا رءوسكم فانظروا إلى منازلكم في الجنة فيرفعون رءوسهم فينظرون إلى منازلهم في الجنة و ما فيها من النعيم فيقال لهم هذه منازلكم التي لو أطعتم ربكم دخلتموها قال فلو أن أحدا مات حزنا لمات أهل النار ذلك اليوم حزنا فيورث هؤلاء منازل هؤلاء و هؤلاء منازل هؤلاء و ذلك قول الله عز و جل أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ
فس، ]تفسير القمي[ أبي عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع مثله
27- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي عبد الله ع قال ما من عمل حسن يعمله العبد إلا و له ثواب في القرآن إلا صلاة الليل فإن الله لم يبين ثوابها لعظيم خطرها عنده فقال تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً إلى قوله يَعْمَلُونَ ثم قال إن لله كرامة في عباده المؤمنين في كل يوم جمعة فإذا كان يوم الجمعة بعث الله إلى المؤمن ملكا معه حلة فينتهي إلى باب الجنة فيقول استأذنوا لي على فلان فيقال له هذا رسول ربك على الباب فيقول لأزواجه أي شيء ترين علي أحسن فيقلن يا سيدنا و الذي أباحك الجنة ما رأينا عليك شيئا أحسن من هذا بعث إليك ربك فيتزر بواحدة و يتعطف بالأخرى فلا يمر بشيء إلا أضاء له حتى ينتهي إلى الموعد فإذا اجتمعوا تجلى لهم الرب تبارك و تعالى فإذا نظروا إليه خروا سجدا فيقول عبادي ارفعوا رءوسكم ليس هذا يوم سجود و لا يوم عبادة قد رفعت عنكم المئونة فيقولون يا رب و أي شيء أفضل مما أعطيتنا أعطيتنا الجنة فيقول لكم مثل ما في أيديكم سبعين ضعفا فيرجع المؤمن في كل جمعة بسبعين ضعفا مثل ما في يديه و هو قوله وَ لَدَيْنا مَزِيدٌ و هو يوم الجمعة إن ليلها ليلة غراء و يومها يوم أزهر فأكثروا فيها من التسبيح و التكبير و التهليل و الثناء على الله و الصلاة على محمد و آله قال فيمر المؤمن فلا يمر بشيء إلا أضاء له حتى ينتهي إلى أزواجه فيقلن و الذي أباحنا الجنة يا سيدنا ما رأينا قط أحسن منك الساعة فيقول إني قد نظرت بنور ربي ثم قال إن أزواجه لا يغرن و لا يحضن و لا يصلفن قال قلت جعلت فداك إني أردت أن أسألك عن شيء أستحيي منه قال سل قلت هل في الجنة غناء قال إن في الجنة شجرا يأمر الله رياحها فتهب فتضرب تلك الشجرة بأصوات لم يسمع الخلائق بمثلها حسنا ثم قال هذا عوض لمن ترك السماع في الدنيا من مخافة الله قال قلت جعلت فداك زدني فقال إن الله خلق جنة بيده و لم ترها عين و لم يطلع مخلوق يفتحها الرب كل صباح فيقول ازدادي ريحا ازدادي طيبا و هو قول الله فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ
بيان قوله تجلى لهم الرب أي بأنوار جلاله و آثار رحمته و إفضاله فإذا نظروا إليه أي إلى ما ظهر لهم من ذلك قوله ع بيده أي بقدرته و برحمته و إنما خص تلك الجنة بتلك الصفة لبيان امتيازها من بين سائر الجنان بمزيد الكرامة و الإحسان و يحتمل أن يكون سائر الجنان مغروسة مبنية بتوسط الملائكة بخلاف هذه الجنة
28- ل، ]الخصال[ ابن موسى عن ابن زكريا القطان عن ابن حبيب عن عبد الرحيم الجبلي الصيدناني و عبد الله بن الصلت عن الحسن بن نصر الخزاز عن عمرو بن طلحة عن أسباط بن نصر عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال قدم يهوديان فسألا أمير المؤمنين ع فقالا أين تكون الجنة و أين تكون النار قال أما الجنة ففي السماء و أما النار ففي الأرض قالا فما السبعة قال سبعة أبواب النار متطابقات قال فما الثمانية قال ثمانية أبواب الجنة الخبر
29- فس لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ إلى قوله الْمِيعادَ قال فإنه حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن إسحاق عن أبي جعفر ع قال سأل علي رسول الله ص عن تفسير هذه الآية فقال لما ذا بنيت هذه الغرف يا رسول الله فقال يا علي تلك الغرف بنى الله لأوليائه بالدر و الياقوت و الزبرجد سقوفها الذهب محكوكة بالفضة لكل غرفة منها ألف باب من ذهب على كل باب منها ملك موكل به و فيها فرش مرفوعة بعضها فوق بعض من الحرير و الديباج بألوان مختلفة و حشوها المسك و العنبر و الكافور و ذلك قول الله وَ فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ فإذا دخل المؤمن إلى منازله في الجنة وضع على رأسه تاج الملك و الكرامة و ألبس حلل الذهب و الفضة و الياقوت و الدر منظوما في الإكليل تحت التاج و ألبس سبعون حلة بألوان مختلفة منسوجة بالذهب و الفضة و اللؤلؤ و الياقوت الأحمر و ذلك قوله يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤاً وَ لِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ فإذا جلس المؤمن على سريره اهتز سريره فرحا فإذا استقرت بولي الله منازله في الجنة استأذن عليه الملك الموكل بجنانه ليهنئه كرامة الله إياه فيقول له خدام المؤمن و وصفاؤه مكانك فإن ولي الله قد اتكأ على أرائكه فزوجته الحوراء العيناء قد هبت له فاصبر لولي الله حتى يفرغ من شغله قال فتخرج عليه زوجته الحوراء من خيمتها تمشي مقبلة و حولها و صفاها يحيينها عليها سبعون حلة منسوجة بالياقوت و اللؤلؤ و الزبرجد صبغن بمسك و عنبر و على رأسها تاج الكرامة و في رجليها نعلان من ذهب مكللان بالياقوت و اللؤلؤ شراكها ياقوت أحمر فإذا أدنيت من ولي الله و هم أن يقوم إليها شوقا تقول له يا ولي الله ليس هذا يوم تعب و لا نصب فلا تقم أنا لك و أنت لي فيعتنقان مقدار خمسمائة عام من أعوام الدنيا لا يملها و لا تمله قال فينظر إلى عنقها فإذا عليها قلادة من قصب ياقوت أحمر وسطها لوح مكتوب أنت يا ولي الله حبيبي و أنا الحوراء حبيبتك إليك تناهت نفسي و إلي تناهت نفسك ثم يبعث الله ألف ملك يهنئونه بالجنة و يزوجونه الحوراء قال فينتهون إلى أول باب من جنانه فيقولون للملك الموكل بأبواب الجنان استأذن لنا على ولي الله فإن الله بعثنا مهنئين فيقول الملك حتى أقول للحاجب فيعلمه مكانكم قال فيدخل الملك إلى الحاجب و بينه و بين الحاجب ثلاث جنان حتى ينتهي إلى أول الباب فيقول للحاجب إن على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العالمين جاءوا يهنئون ولي الله و قد سألوا أن أستأذن لهم عليه فيقول له الحاجب إنه ليعظم علي أن أستأذن لأحد على ولي الله و هو مع زوجته قال و بين الحاجب و بين ولي الله جنتان فيدخل الحاجب إلى القيم فيقول له إن على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العالمين يهنئون ولي الله فاستأذن لهم فيقوم القيم إلى الخدام فيقول لهم إن رسل الجبار على باب العرصة و هم ألف ملك أرسلهم رب العالمين يهنئون ولي الله فأعلموه مكانهم قال فيعلمون الخدام قال فيؤذن لهم فيدخلون على ولي الله و هو في الغرفة و لها ألف باب و على كل باب من أبوابها ملك موكل به فإذا أذن للملائكة بالدخول على ولي الله فتح كل ملك بابه الذي قد وكل به فيدخل كل ملك من باب من أبواب الغرفة فيبلغونه رسالة الجبار و ذلك قول الله وَ الْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ يعني من أبواب الغرفة سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ و ذلك قوله وَ إِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَ مُلْكاً كَبِيراً يعني بذلك ولي الله و ما هو فيها من الكرامة و النعيم و الملك العظيم و إن الملائكة من رسل الله ليستأذنون عليه فلا يدخلون عليه إلا بإذنه فذلك الملك العظيم و الأنهار تجري من تحتها
بيان قوله ع محكوكة بالفضة أي منقوشة بها و في بعض النسخ محبوكة و هو أظهر قال الفيروزآبادي الحبك الشد و الإحكام و تحسين أثر الصنعة في الثوب و التحبيك التوثيق و التخطيط قوله ع قد هبت إما من المضاعف أو من المعتل قال الجزري هب التيس أي هاج للسفاد و الهباب النشاط و قال التهبي مشي المختال المعجب من هبا يهبو هبوا إذا مشى مشيا بطيئا و في بعض النسخ تهيأت و في بعضها هيئت و هما أظهر إليك تناهت نفسي أي بلغ شوقي إليك النهاية فضمن التناهي معنى الاشتياق
30- ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن أحمد بن هلال عن عيسى بن عبد الله الهاشمي عن أبيه عن جده عن آبائه عن علي ع قال قال رسول الله ص أربعة أنهار من الجنة الفرات و النيل و سيحان و جيحان فالفرات الماء في الدنيا و الآخرة و النيل العسل و سيحان الخمر و جيحان اللبن
بيان لعل المراد اشتراك الاسم و يحتمل أن يكون منبعها من جنة الدنيا و ينقلب بعضها بعد الانتقال إلى الدنيا
31- ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن البرقي عن أحمد بن سليمان عن أحمد بن يحيى الطحان عمن حدثه عن أبي عبد الله ع قال خمسة من فاكهة الجنة في الدنيا الرمان الإمليسي و التفاح و السفرجل و العنب و الرطب المشان
-32 ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه عن أحمد بن النصر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال أحسنوا الظن بالله و اعلموا أن للجنة ثمانية أبواب عرض كل باب منها مسيرة أربعين سنة
33- ل، ]الخصال[ ابن المظفر العلوي عن ابن العياشي عن أبيه عن إبراهيم بن علي عن إبراهيم بن إسحاق عن ابن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال قال أمير المؤمنين ع طوبى شجرة في الجنة أصلها في دار رسول الله ص فليس من مؤمن إلا و في داره غصن من أغصانها لا ينوي في قلبه شيئا إلا أتاه ذلك الغصن به و لو أن راكبا مجدا سار في ظلها مائة عام لم يخرج منها و لو أن غرابا طار من أصلها ما بلغ أعلاها حتى يبياض هرما ألا ففي هذا فارغبوا الخبر
34- ل، ]الخصال[ علي بن الفضل البغدادي عن أبي الحسن علي بن إبراهيم عن غالب بن حارث الضبي و محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن يحيى بن سالم ابن عم الحسن بن صالح و كان يفضل على الحسن بن صالح عن مسعر عن عطية عن جابر قال قال رسول الله ص مكتوب على باب الجنة لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أخو رسول الله قبل أن يخلق الله السماوات و الأرض بألفي عام
-35 ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن محمد بن عبد الحميد عن محمد بن راشد عن عمر بن سهل عن سهيل بن غزوان قال قال الصادق ع قال النبي ص إن الله تبارك و تعالى خلق في الجنة عمودا من ياقوتة حمراء عليه سبعون ألف قصر في كل قصر سبعون ألف غرفة خلقها الله عز و جل للمتحابين و المتزاورين في الله الخبر
36- ل، ]الخصال[ أبي عن علي عن أبيه عن الحسن بن الحسن الفارسي عن سليمان بن جعفر البصري عن عبد الله بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي ع قال قال رسول الله ص إن الله عز و جل لما خلق الجنة خلقها من لبنتين لبنة من ذهب و لبنة من فضة و جعل حيطانها الياقوت و سقفها الزبرجد و حصباءها اللؤلؤ و ترابها الزعفران و المسك الأذفر فقال لها تكلمي فقالت لا إله إلا أنت الحي القيوم قد سعد من يدخلني فقال عز و جل بعزتي و عظمتي و جلالي و ارتفاعي لا يدخلها مدمن خمر و لا سكير و لا قتات و هو النمام و لا ديوث و هو القلطبان و لا قلاع و هو الشرطي و لا زنوق و هو الخنثى و لا خيوف و هو النباش و لا عشار و لا قاطع رحم و لا قدري
بيان السكير بالكسر الكثير الشرب للمسكر فهو إما تأكيد لمدمن الخمر أو المراد بالخمر ما يتخذ من العنب و بالسكير المدمن لسائر المسكرات و قال الفيروزآبادي القلاع كشداد الكذاب و القواد و النباش و الشرطي و الساعي إلى السلطان بالباطل و لم يذكر للزنوق و الخيوف ما ذكر فيهما من المعنى فيما عندنا من كتب اللغة و يمكن أن يكون الأول الزيوق بالياء قال الفيروزآبادي تزيق تزين و اكتحل و الثاني الجيوف بالجيم قال الفيروزآبادي الجياف كشداد النباش
37- ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن عبد الله بن هلال عن العلاء عن محمد عن أبي جعفر ع قال و الله ما خلت الجنة من أرواح المؤمنين منذ خلقها و لا خلت النار من أرواح الكفار العصاة منذ خلقها عز و جل الخبر
38- فس، ]تفسير القمي[ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ قال هو استفهام لأنه وعد الله النار أن يملأها فتمتلئ النار ثم يقول لها هَلِ امْتَلَأْتِ وَ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ على حد الاستفهام أي ليس في مزيد قال فتقول الجنة يا رب وعدت النار أن تملأها و وعدتني أن تملأني فلم لا تملأني و قد ملأت النار قال فيخلق الله يومئذ خلقا يملأ بهم الجنة فقال أبو عبد الله ع طوبى لهم إنهم لم يروا غموم الدنيا و لا همومها
ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن أبي عمير عن حسين الأحمسي عن أبي عبد الله ع قال تقول الجنة يا رب و ذكر نحوه
39- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود رفعه قال قال علي بن الحسين ع عليك بالقرآن فإن الله خلق الجنة بيده لبنة من ذهب و لبنة من فضة و جعل ملاطها المسك و ترابها الزعفران و حصباءها اللؤلؤ و جعل درجاتها على قدر آيات القرآن فمن قرأ القرآن قال له اقرأ و ارق و من دخل منهم الجنة لم يكن في الجنة أعلى درجة منه ما خلا النبيون و الصديقون
40- فس، ]تفسير القمي[ قال علي بن إبراهيم في قوله وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى في السماء السابعة و أما الرد على من أنكر خلق الجنة و النار فقوله عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى أي عند سدرة المنتهى فسدرة المنتهى في السماء السابعة و جنة المأوى عندها
41- فس، ]تفسير القمي[ قال علي بن إبراهيم في قوله فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ قال الحور العين يقصر الطرف عنها من ضوء نورها لَمْ يَطْمِثْهُنَّ أي لم يمسهن أحد فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ أي تفوران فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ قال حور نابتات على شط الكوثر كلما أخذت منها واحدة نبتت مكانها أخرى قوله تعالى حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ قال يقصر الطرف عنها
بيان القصر الحبس و ما ذكره بيان لحاصل المعنى أي إنما حبسن في الخيام لئلا ينظر إليهن غير أزواجهن و يحتمل أن يكون في الكلام حذف و إيصال أي مقصور عنهن لقصرهن نظر الناظرين عن وجههن لصفائهن و ضيائهن
42- فس، ]تفسير القمي[ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ أي مستورون لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَ لا تَأْثِيماً قال الفحش و الكذب و الخنى فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ قال شجر لا يكون له ورق و لا شوك فيه و قرأ أبو عبد الله ع و طلع منضود قال بعضه إلى بعض وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ قال ظل ممدود وسط الجنة في عرض الجنة و عرض الجنة كعرض السماء و الأرض يسير الراكب في ذلك الظل مسيرة مائة عام فلا يقطعه وَ ماءٍ مَسْكُوبٍ أي مرشوش لا مَقْطُوعَةٍ وَ لا مَمْنُوعَةٍ أي لا ينقطع و لا يمنع أحد من أخذها إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً قال الحور العين في الجنة فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً عُرُباً قال يتكلمن بالعربية أَتْراباً يعني مستويات الأسنان لِأَصْحابِ الْيَمِينِ أصحاب أمير المؤمنين ع ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ قال من الطبقة الأولى التي كانت مع النبي ص وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ قال بعد النبي من هذه الأمة
بيان قال الفيروزآبادي وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ مقرطون أو مسورون أو لا يهرمون أبدا أو لا يجاوزون حد الوصافة
43- فس، ]تفسير القمي[ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً قال يفوزون قوله وَ كَواعِبَ أَتْراباً قال جواري أتراب لأهل الجنة
و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال أما قوله إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً قال فهي الكرامات وَ كَواعِبَ أَتْراباً أي الفتيات ناهدات قال علي بن إبراهيم وَ كَأْساً دِهاقاً أي ممتلئة
44- فس، ]تفسير القمي[ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ خِتامُهُ مِسْكٌ قال ماء إذا شربه المؤمن وجد رائحة المسك فيه وَ فِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ قال فيما ذكرنا من الثواب الذي يطلبه المؤمن وَ مِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ هو مصدر سنمه إذا رفعه لأنها أرفع شراب أهل الجنة أو لأنها تأتيهم من فوق قال أشرف شراب أهل الجنة يأتيهم في عال تسنم عليهم في منازلهم و هي عين يشرب بها المقربون بحتا و المقربون آل محمد صلى الله عليهم و سائر المؤمنين ممزوجا
45- فس، ]تفسير القمي[ إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ قال الكوثر نهر في الجنة أعطى الله محمدا عوضا من ابنه إبراهيم ع
46- فس، ]تفسير القمي[ مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ يقول متكئين في الحجال على السرر وَ دانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها يقول قريب ظلالها منهم وَ ذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا دليت عليهم ثمارها ينالها القائم و القاعد أَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ الأكواب الأكواز العظام التي لا آذان لها و لا عرى قوارير من فضة الجنة يشربون فيها قَدَّرُوها تَقْدِيراً يقول صنعت لهم على قدر رتبتهم لا عجز فيه و لا فضل مِنْ سُنْدُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ الإستبرق الديباج و قال علي بن إبراهيم في قوله وَ يُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ قال ينفذ البصر فيها كما ينفذ في الزجاج وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ قال مسورون وَ مُلْكاً كَبِيراً قال لا يزال و لا يفنى عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَ إِسْتَبْرَقٌ قال يعلوهم الثياب يلبسونها
-47 فس، ]تفسير القمي[ سعيد بن محمد عن موسى بن عبد الرحمن عن ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس في قوله فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ ألواحها من ذهب مكللة بالزبرجد و الدر و الياقوت تجري من تحتها الأنهار وَ أَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ يريد الأباريق التي ليس لها آذان و قال علي بن إبراهيم في قوله وَ نَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ قال البسط و الوسائد وَ زَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ قال كل شيء خلقه الله في الجنة له مثال في الدنيا إلا الزرابي فإنه لا يدرى ما هي
48- ج، ]الإحتجاج[ هشام بن الحكم سأل الزنديق أبا عبد الله ع فقال من أين قالوا إن أهل الجنة يأتي الرجل منهم إلى ثمرة يتناولها فإذا أكلها عادت كهيئتها قال نعم ذلك على قياس السراج يأتي القابس فيقتبس منه فلا ينقص من ضوئه شيء و قد امتلأت الدنيا منه سرجا قال أ ليسوا يأكلون و يشربون و تزعم أنه لا تكون لهم الحاجة قال بلى لأن غذاءهم رقيق لا ثقل له بل يخرج من أجسادهم بالعرق قال فكيف تكون الحوراء في كل ما أتاها زوجها عذراء قال إنها خلقت من الطيب لا تعتريها عاهة و لا تخالط جسمها آفة و لا يجري في ثقبها شيء و لا يدنسها حيض فالرحم ملتزقة إذ ليس فيه لسوى الإحليل مجرى قال فهي تلبس سبعين حلة و يرى زوجها مخ ساقها من وراء حللها و بدنها قال نعم كما يرى أحدكم الدراهم إذا ألقيت في ماء صاف قدره قيد رمح قال فكيف ينعم أهل الجنة بما فيها من النعيم و ما منهم أحد إلا و قد افتقد ابنهأو أباه أو حميمه أو أمه فإذا افتقدوهم في الجنة لم يشكوا في مصيرهم إلى النار فما يصنع بالنعيم من يعلم أن حميمه في النار يعذب قال ع إن أهل العلم قالوا إنهم ينسون ذكرهم و قال بعضهم انتظروا قدومهم و رجوا أن يكونوا بين الجنة و النار في أصحاب الأعراف الخبر
بيان كان الترديد في السؤال الأخير باعتبار قصور فهم السائل و مع قطع النظر عن الرواية يمكن أن يجاب بوجه آخر و هو أن في النشأة الأخرى لما بطلت الأغراض الدنيوية و خلصت محبتهم لله سبحانه فهم يبرءون من أعداء الله و لا يحبون إلا من أحبه الله فهم يلتذون بعذاب أعدائه و لو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو عشيرتهم كما أن أولياء الله في الدنيا أيضا قطعوا محبتهم عنهم و كانوا يحاربونهم و يقتلونهم بأيديهم و يلتذون بذلك كما قال تعالى لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ الآية و إليه يشير قوله تعالى يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ الآية فيمكن أن يكون الأصل في الجواب هذا الوجه لكن لضعف عقل السائل أعرض ع عن هذا الوجه و ذكر الوجهين الآخرين الموافقين لعقله و فهمه نقلا عن غيره و الله يعلم
49- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن بعض أصحابه رفعه قال قال رسول الله ص لما دخلت الجنة رأيت فيها شجرة طوبى أصلها في دار علي و ما في الجنة قصر و لا منزل إلا و فيها فتر منها و أعلاها أسفاط حلل من سندس و إستبرق يكون للعبد المؤمن ألف ألف سفط في كل سفط مائة ألف حلة ما فيها حلة يشبه الأخرى على ألوان مختلفة و هو ثياب أهل الجنة وسطها ظل ممدود عرض الجنة كَعَرْضِ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ يسير الراكب في ذلك الظل مسيرة مائة عام فلا يقطعه و ذلك قوله وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ و أسفلها ثمار أهل الجنة و طعامهم متذلل في بيوتهم يكون في القضيب منها مائة لون من الفاكهة مما رأيتم في دار ثمار الدنيا و ما لم تروه و ما سمعتم به و ما لم تسمعوا مثلها و كلما يجتنى منها شيء نبتت مكانها أخرى لا مَقْطُوعَةٍ وَ لا مَمْنُوعَةٍ و تجري نهر في أصل تلك الشجرة تنفجر منها الأنهار الأربعة أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَ أَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَ أَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَ أَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى الخبر
50- سن، ]المحاسن[ أبي و ابن فضال معا عن علي بن النعمان عن الحارث بن محمد الأحول عمن حدثه عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قالا قال رسول الله ص لعلي يا علي إنه لما أسري بي رأيت في الجنة نهرا أبيض من اللبن و أحلى من العسل و أشد استقامة من السهم فيه أباريق عدد النجوم على شاطئه قباب الياقوت الأحمر و الدر الأبيض فضرب جبرئيل بجناحيه إلى جانبه فإذا هو مسكة ذفرة ثم قال و الذي نفس محمد بيده إن في الجنة لشجرا يتصفق بالتسبيح بصوت لم يسمع الأولون و الآخرون بمثله يثمر ثمرا كالرمان يلقى الثمرة إلى الرجل فيشقها عن سبعين حلة و المؤمنون على كراسي من نور و هم الغر المحجلون أنت إمامهم يوم القيامة على الرجل منهم نعلان شراكهما من نور يضيء أمامهم حيث شاءوا من الجنة فبينا هو كذلك إذ أشرفت عليه امرأة من فوقه تقول سبحان الله يا عبد الله أ ما لنا منك دولة فيقول من أنت فتقول أنا من اللواتي قال الله تعالى فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ثم قال و الذي نفس محمد بيده إنه ليجيئه كل يوم سبعون ألف ملك يسمونه باسمه و اسم أبيه
كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ الصدوق عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن الحسن بن علي بن النعمان عن الحارث بن محمد الأحول عن أبي عبد الله عن أبي جعفر عليهما السلام مثله
51- شف، ]كشف اليقين[ موفق بن أحمد الخوارزمي عن محمد بن أحمد بن شاذان عن أحمد بن محمد بن أيوب عن علي بن محمد بن عتبة عن بكر بن أحمد و حدثنا أحمد بن محمد الجراح عن أحمد بن الفضل الأهوازي عن بكر بن أحمد عن محمد بن علي عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها و عمها الحسن بن علي ع قالا أخبرنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع قال قال رسول الله ص لما أدخلت الجنة رأيت الشجرة تحمل الحلي و الحلل أسفلها خيل بلق و أوسطها الحور العين و في أعلاها الرضوان قلت يا جبرئيل لمن هذه الشجرة قال هذه لابن عمك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إذا أمر الله الخليقة بالدخول إلى الجنة يؤتى بشيعة علي حتى ينتهى بهم إلى هذه الشجرة فيلبسون الحلي و الحلل و يركبون الخيل البلق و ينادي مناد هؤلاء شيعة علي صبروا في الدنيا على الأذى فحبوا هذا اليوم
52- شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قول الله لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ قال لا يحضن و لا يحدثن
53- شي، ]تفسير العياشي[ عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله ع قال إن أهل الجنة ما يتلذذون بشيء في الجنة أشهى عندهم من النكاح لا طعام و لا شراب
54- شي، ]تفسير العياشي[ عن داود بن سرحان عن رجل عن أبي عبد الله ع في قول الله وَ سارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ قال إذا وضعوها كذا و بسط يديه إحداهما مع الأخرى
55- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عن أمير المؤمنين ع إن للجنة إحدى و سبعين بابا يدخل من سبعين منها شيعتي و أهل بيتي و من باب واحد سائر الناس
56- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ بساتين تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ من تحت شجرها و مساكنها كُلَّما رُزِقُوا مِنْها من تلك الجنان مِنْ ثَمَرَةٍ من ثمارها رِزْقاً طعاما يؤتون به قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ في الدنيا فأسماؤه كأسماء ما في الدنيا من تفاح و سفرجل و رمان و كذا و كذا و إن كان ما هناك مخالفا لما في الدنيا فإنه في غاية الطيب و إنه لا يستحيل إلى ما يستحيل إليه ثمار الدنيا من عذرة و سائر المكروهات من صفراء و سوداء و دم بل لا يتولد عن مأكولهم إلا العرق الذي يجري من أعراضهم أطيب من رائحة المسك وَ أُتُوا بِهِ بذلك الرزق من الثمار من تلك البساتين مُتَشابِهاً يشبه بعضه بعضا بأنها كلها خيار لا رذل فيها و بأن كل صنف منها في غاية الطيب واللذة ليس كثمار الدنيا التي بعضها ني و بعضها متجاوز حد النضج و الإدراك إلى حد الفساد من حموضة و مرارة و سائر ضروب المكاره و متشابها أيضا متفقات الألوان مختلفات الطعوم وَ لَهُمْ فِيها في تلك الجنان أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ من أنواع الأقذار و المكاره مطهرات من الحيض و النفاس لا ولاجات و لا خراجات و لا دخالات و لا ختالات و لا متغايرات و لا لأزواجهن فركات و لا ضحابات و لا عيابات و لا فحاشات و من كل المكاره و العيوب بريات وَ هُمْ فِيها خالِدُونَ مقيمون في تلك البساتين و الجنات
بيان قال الفيروزآبادي العرض بالكسر كل موضع يعرق منه و رائحته رائحة طيبة كانت أو خبيثة و قال الفرك بالكسر و يفتح البغضة عامة أو خاصة ببغضة الزوجين
57- شي، ]تفسير العياشي[ عن ثوير عن علي بن الحسين ع قال إذا صار أهل الجنة في الجنة و دخل ولي الله إلى جنانه و مساكنه و اتكأ كل مؤمن منهم على أريكته حفته خدامه و تهدلت عليه الثمار و تفجرت حوله العيون و جرت من تحته الأنهار و بسطت له الزرابي و صففت له النمارق و أتته الخدام بما شاءت شهوته من قبل أن يسألهم ذلك قال و يخرج عليهم الحور العين من الجنان فيمكثون بذلك ما شاء الله ثم إن الجبار يشرف عليهم فيقول لهم أوليائي و أهل طاعتي و سكان جنتي في جواري ألا هل أنبئكم بخير مما أنتم فيه فيقولون ربنا و أي شيء خير مما نحن فيه نحن فيما اشتهت أنفسنا و لذت أعيننا من النعم في جوار الكريم قال فيعود عليهم بالقول فيقولون ربنا نعم فأتنا بخير مما نحن فيه فيقول لهم تبارك و تعالى رضاي عنكم و محبتي لكم خير و أعظم مما أنتم فيه قال فيقولون نعم يا ربنا رضاك عنا و محبتك لنا خير لنا و أطيب لأنفسنا ثم قرأ علي بن الحسين ع هذه الآية وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ مَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَ رِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
58- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ إن في الجنة طيورا كالبخاتي عليها من أنواع المواشي تصير ما بين سماء الجنة و أرضها فإذا تمنى مؤمن محب للنبي و آله ع الأكل من شيء منها وقع ذلك بعينه بين يديه فتناثر ريشه و انشوى و انطبخ فأكل من جانب منه قديدا و من جانب منه مشويا بلا نار فإذا قضى شهوته و نهمته قال الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ عادت كما كانت فطارت في الهواء و فخرت على سائر طيور الجنة تقول من مثلي و قد أكل مني ولي الله عن أمر الله
59- شي، ]تفسير العياشي[ عن الحسن بن محبوب عن أبي ولاد قال قلت لأبي عبد الله ع جعلت فداك إن رجلا من أصحابنا ورعا سلما كثير الصلاة قد ابتلي بحب اللهو و هو يسمع الغناء فقال أ يمنعه ذلك من الصلاة لوقتها أو من صوم أو من عيادة مريض أو حضور جنازة أو زيارة أخ قال قلت لا ليس يمنعه ذلك من شيء من الخير و البر قال فقال هذا من خطوات الشيطان مغفور له ذلك إن شاء الله ثم قال إن طائفة من الملائكة عابوا ولد آدم في اللذات و الشهوات أعني الحلال ليس الحرام قال فأنف الله للمؤمنين من ولد آدم من تعيير الملائكة لهم قال فألقى الله في همة أولئك الملائكة اللذات و الشهوات كي لا يعيبوا المؤمنين قال فلما أحسوا ذلك من همهم عجوا إلى الله من ذلك فقالوا ربنا عفوك عفوك ردنا إلى ما خلقنا له و أجبرتنا عليه فإنا نخاف أن نصير في أمر مريج قال فنزع الله ذلك من هممهم قال فإذا كان يوم القيامة و صار أهل الجنة في الجنة استأذن أولئك الملائكة على أهل الجنة فيؤذن لهم فيدخلون عليهم فيسلمون عليهم و يقولون لهم سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ في الدنيا عن اللذات و الشهوات الحلال
60- شي، ]تفسير العياشي[ عن محمد بن الهيثم عن رجل عن أبي عبد الله ع سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ على الفقر في الدنيا فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ قال يعني الشهداء
61- شي، ]تفسير العياشي[ عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه عن آبائه ع قال بينما رسول الله ع جالس ذات يوم إذ دخلت أم أيمن في ملحفتها شيء فقال لها رسول الله ص يا أم أيمن أي شيء في ملحفتك فقالت يا رسول الله فلانة بنت فلانة أملكوها فنثروا عليها فأخذت من نثارها شيئا ثم إن أم أيمن بكت فقال لها رسول الله ص ما يبكيك فقالت فاطمة زوجتها فلم تنثر عليها شيئا فقال لها رسول الله ص لا تبكين فو الذي بعثني بالحق بشيرا و نذيرا لقد شهد أملاك فاطمة جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل في ألوف من ملائكة و لقد أمر الله طوبى فنثرت عليهم من حللها و سندسها و إستبرقها و درها و زمردها و ياقوتها و عطرها فأخذوا منه حتى ما دروا ما يصنعون به و لقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة فهي في دار علي بن أبي طالب ع
62- شي، ]تفسير العياشي[ عن أبان بن تغلب قال كان النبي ص يكثر تقبيل فاطمة قال فعاتبته على ذلك عائشة فقالت يا رسول الله إنك لتكثر تقبيل فاطمة فقال لها ويلك لما أن عرج بي إلى السماء مر بي جبرئيل على شجرة طوبى فناولني من ثمرها فأكلتها فحول الله ذلك إلى ظهري فلما أن هبطت إلى الأرض واقعت بخديجة فحملت بفاطمة ع فما قبلت فاطمة إلا وجدت رائحة شجرة طوبى منها
63- شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال طوبى شجرة يخرج من جنة عدن غرسها ربها بيده
64- شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي قتيبة تميم بن ثابت عن ابن سيرين في قوله طُوبى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ قال طوبى شجرة في الجنة أصلها في حجرة علي ليس في الجنة حجرة إلا فيها غصن من أغصانها
65- جا، ]المجالس للمفيد[ ابن قولويه عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن سعيد بن جناح عن عبد الله بن محمد عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عن آبائه ع قال قال رسول الله ص الجنة محرمة على الأنبياء حتى أدخلها و محرمة على الأمم كلها حتى يدخلها شيعتنا أهل البيت
66- كش، ]رجال الكشي[ ابن قتيبة عن يحيى بن أبي بكر قال قال النظام لهشام بن الحكم إن أهل الجنة لا يبقون في الجنة بقاء الأبد فيكون بقاؤهم كبقاء الله و محال أن يبقوا كذلك فقال هشام إن أهل الجنة يبقون بمبق لهم و الله يبقى بلا مبق و ليس هو كذلك فقال محال أن يبقوا الأبد قال قال ما يصيرون قال يدركهم الخمود قال فبلغك أن في الجنة ما تشتهي الأنفس قال نعم قال فإن اشتهوا أو سألوا ربهم بقاء الأبد قال إن الله تعالى لا يلهمهم ذلك قال فلو أن رجلا من أهل الجنة نظر إلى ثمرة على شجرة فمد يده ليأخذها فتدلت إليه الشجرة و الثمار ثم حانت منه لفتة فنظر إلى ثمرة أخرى أحسن منها فمد يده اليسرى ليأخذها فأدركه الخمود و يداه متعلقان بشجرتين فارتفعت الأشجار و بقي هو مصلوبا فبلغك أن في الجنة مصلوبين قال هذا محال قال فالذي أتيت به أمحل منه أن يكون قوم قد خلقوا و عاشوا فأدخلوا الجنان تموتهم فيها يا جاهل
بيان قال الجوهري خمد المريض أغمي عليه أو مات و اللفتة الالتفات قوله تموتهم أي تنسب إليهم الموت و في بعض النسخ بصيغة الغيبة فالفاعل هو الرب تعالى
67- يل، ]الفضائل لابن شاذان[ فض، ]كتاب الروضة[ بالإسناد يرفعه إلى عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء قال لي جبرئيل ع قد أمرت الجنة و النار أن تعرض عليك قال فرأيت الجنة و ما فيها من النعيم و رأيت النار و ما فيها من العذاب و الجنة فيها ثمانية أبواب على كل باب منها أربع كلمات كل كلمة خير من الدنيا و ما فيها لمن يعلم و يعمل بها و للنار سبعة أبواب على كل باب منها ثلاث كلمات كل كلمة خير من الدنيا و ما فيها لمن يعلم و يعمل بها فقال لي جبرئيل ع اقرأ يا محمد ما على الأبواب فقرأت ذلك أما أبواب الجنة فعلى أول باب منها مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله لكل شيء حيلة و حيلة العيش أربع خصال القناعة و بذل الحق و ترك الحقد و مجالسة أهل الخير و على الباب الثاني مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله لكل شيء حيلة و حيلةالسرور في الآخرة أربع خصال مسح رءوس اليتامى و التعطف على الأرامل و السعي في حوائج المؤمنين و التفقد للفقراء و المساكين و على الباب الثالث مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله لكل شيء حيلة و حيلة الصحة في الدنيا أربع خصال قلة الكلام و قلة المنام و قلة المشي و قلة الطعام و على الباب الرابع مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم ضيفه من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم جاره من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم والديه من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو يسكت و على الباب الخامس مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله من أراد أن لا يظلم فلا يظلم و من أراد أن لا يشتم فلا يشتم و من أراد أن لا يذل فلا يذل و من أراد أن يستمسك بالعروة الوثقى في الدنيا و الآخرة فليقل لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله و على الباب السادس مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله من أراد أن يكون قبره وسيعا فسيحا فليبن المساجد و من أراد أن لا تأكله الديدان تحت الأرض فليسكن المساجد و من أحب أن يكون طريا مطرا لا يبلى فليكنس المساجد و من أحب أن يرى موضعه في الجنة فليكس المساجد بالبسط و على الباب السابع مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله بياض القلب في أربع خصال عيادة المريض و اتباع الجنائز و شراء الأكفان و رد القرض و على الباب الثامن مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله من أراد الدخول من هذه الأبواب فليتمسك بأربع خصال السخاء و حسن الخلق و الصدقة و الكف عن أذى عباد الله تعالى و رأيت على أبواب النار مكتوبا على الباب الأول ثلاث كلمات من رجا الله سعد و من خاف الله أمن و الهالك المغرور من رجا غير الله و خاف سواه و على الباب الثاني من أراد أن لا يكون عريانا يوم القيامة فليكس الجلود العارية في الدنيا من أراد أن لا يكون عطشانا يوم القيامة فليسق العطاش في الدنيا من أراد أن لا يكون يوم القيامة جائعا فليطعم البطون الجائعة في الدنيا و على الباب الثالث مكتوب لعن الله الكاذبين لعن الله الباخلين لعن الله الظالمين و على الباب الرابع مكتوب ثلاث كلمات أذل الله من أهان الإسلام أذل الله من أهان أهل البيت أذل الله من أعان الظالمين على ظلمهم للمخلوقين و على الباب الخامس مكتوب ثلاث كلمات لا تتبعوا الهوى فالهوى يخالف الإيمان و لا تكثر منطقك فيما لا يعنيك فتسقط من رحمة الله و لا تكن عونا للظالمين و على الباب السادس مكتوب أنا حرام على المجتهدين أنا حرام على المتصدقين أنا حرام على الصائمين و على الباب السابع مكتوب ثلاث كلمات حاسبوا نفوسكم قبل أن تحاسبوا و وبخوا نفوسكم قبل أن توبخوا و أدعو الله عز و جل قبل أن تردوا عليه و لا تقدروا على ذلك
68- كش، ]رجال الكشي[ علي بن الحسن بن فضال عن مروك بن عبيد عن محمد بن عيسى القمي قال توجهت إلى أبي الحسن الرضا ع فاستقبلني يونس مولى آل يقطين فقال لي أين تذهب قلت أريد أبا الحسن ع قال فقال اسأله عن هذه المسألة قل له خلقت الجنة بعد فإني أزعم أنها لم تخلق قال فدخلت على أبي الحسن ع قال فجلست عنده فقلت له إن يونس مولى آل يقطين أودعني إليك رسالة قال و ما هي قال قلت قال أخبرني عن الجنة خلقت بعد فإني أزعم أنها لم تخلق قال كذب فأين جنة آدم
69- كش، ]رجال الكشي[ علي بن محمد عن محمد بن أحمد عن ابن يزيد عن مروك بن عبيد عن يزيد بن حماد عن ابن سنان قال قلت لأبي الحسن ع إن يونس يقول إن الجنة و النار لم يخلقا قال فقال ما له لعنه الله فأين جنة آدم
70- تم، ]فلاح السائل[ الصفار عن محمد بن عيسى عن ابن أسباط عن رجل عن صفوان الجمال قال قال أبو عبد الله ع إذا كان يوم القيامة نظر رضوان خازن الجنة إلى قوم لم يمروا به فيقول من أنتم و من أين دخلتم قال يقولون إياك عنا فإنا قوم عبدنا الله سرا فأدخلنا الله سرا
71- جع، ]جامع الأخبار[ سئل النبي ص عن أنهار الجنة كم عرض كل نهر منها فقال ص عرض كل نهر مسيرة خمسين مائة عام يدور تحت القصور و الحجب تتغنى أمواجه و تسبح و تطرب في الجنة كما يطرب الناس في الدنيا
-72 و قال ع أكثر أنهار الجنة الكوثر تنبت الكواعب الأتراب عليه يزوره أولياء الله يوم القيامة فقال ع خطيب أهل الجنة أنا محمد رسول الله
و قيل في شرح الكواعب الأتراب ينبت الله من شطر الكوثر حوراء و يأخذها من يزور الكوثر من أولياء الله تعالى
73- عن النبي ص قال للرجل الواحد من أهل الجنة سبعمائة ضعف مثل الدنيا و له سبعون ألف قبة و سبعون ألف قصر و سبعون ألف حجلة و سبعون ألف إكليل و سبعون ألف حلة و سبعون ألف حوراء عيناء و سبعون ألف وصيف و سبعون ألف ذؤابة و أربعون إكليلا و سبعون ألف حلة
74- و سئل النبي ص ما بناؤها قال لبنة من ذهب و لبنة من فضة و ملاطها المسك الأذفر و ترابها الزعفران و حصاؤها اللؤلؤ و الياقوت من دخلها يتنعم لا يبأس أبدا و يخلد لا يموت أبدا لا يبلى ثيابه و لا شبابه
75- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال الإمام ع في حديث طويل يذكر فيه معجزات النبي ص و أن ابن أبي سم طعاما و دعا النبي ص و أصحابه ليقتلهم فدفع الله عنهم غائلة السم و وسع عليهم البيت و بارك لهم في الطعام فقال قال رسول الله ص إني إذا تذكرت ذلك البيت كيف وسعه الله بعد ضيقه و في ذلك الطعام بعد قلته و في ذلك السم كيف أزال الله تعالى غائلته أذكر ما يزيد الله تعالى في منازل شيعتنا و خيراتهم في جنات عدن في الفردوس إن من شيعتنا لمن يهب الله له في الجنان من الدرجات و المنازل و الخيرات ما لا يكون الدنيا و خيراتها في جنبها إلا كالرمل في البادية الفضفاضة فما هو إلا أن يرى أخا له مؤمنا فقيرا فيتواضع له و يكرمه و يعينه و يمونه و يصونه عن بذل وجهه له حتى يرى الملائكة الموكلين بتلك المنازل و القصور و قد تضاعفت حتى صارت في الزيادة كما كان هذا الزائد في هذا البيت الصغير الذي رأيتموه فيما صار إليه من كبره و عظمه و سعته فتقول الملائكة يا ربنا لا طاقة لنا بالخدمة في هذه المنازل فأمددنا بملائكة يعاونوننا فيقول الله ما كنت لأحملكم ما لا تطيقون فكم تريدون مددا فيقولون ألف ضعفنا و فيهم من المؤمنين من تقول الملائكة نستزيد مددا ألف ألف ضعفنا و أكثر من ذلك على قدر قوة إيمان صاحبهم و زيادة إحسانه إلى أخيه المؤمن فيمددهم الله بتلك الأملاك و كلما لقي هذا المؤمن أخاه فبره زاد الله في ممالكه و في خدمه في الجنة كذلك
أقول تمامه في أبواب معجزات نبينا ص
76- جع، ]جامع الأخبار[ قال أمير المؤمنين ع قال النبي ص إن في الجنة سوقا ما فيها شرى و لا بيع إلا الصور من الرجال و النساء من اشتهى صورة دخل فيها و إن فيها مجمع حور العين يرفعن أصواتهن بصوت لم يسمع الخلائق بمثله نحن الناعمات فلا نبأس أبدا و نحن الطاعمات فلا نجوع أبدا و نحن الكاسيات فلا نعرى أبدا و نحن الخالدات فلا نموت أبدا و نحن الراضيات فلا نسخط أبدا و نحن المقيمات فلا نظعن أبدا فطوبى لمن كنا له و كان لنا نحن خيرات حسان أزواجنا أقوام كرام
77- و قال النبي ص شبر من الجنة خير من الدنيا و ما فيها
78- و كان أمير المؤمنين ع يقول إن أهل الجنة ينظرون إلى منازل شيعتنا كما ينظر الإنسان إلى الكواكب
79- و كان يقول من أحبنا فكان معنا و من قاتل معنا بيده فهو معنا في الدرجة و من أحبنا بقلبه إلى آخر الحديث
80- عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ص إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى ما في الجنة دار و لا قصر و لا حجر و لا بيت إلا و فيه غصن من تلك الشجرة و إن أصلها في داري ثم أتى عليه ما شاء الله ثم حدثهم في يوم آخر أن في الجنة شجرة يقال لها طوبى ما في الجنة قصر و لا دار و لا بيت إلا و فيه من ذلك الشجر غصن و إن أصلها في دار علي فقام عمر فقال يا رسول الله أ و ليس حدثتنا عن هذه و قلت أصلها في داري ثم حدثت و تقول أصلها في دار علي فرفع النبي ص رأسه فقال أ و ما علمت أن داري و دار علي واحد و حجرتي و حجرة علي واحد و قصري و قصر علي واحد و بيتي و بيت علي واحد و درجتي و درجة علي واحد و ستري و ستر علي واحد فقال عمر يا رسول الله إذا أراد أحدكم أن يأتي أهله كيف يصنع فقال النبي ص إذا أراد أحدنا أن يأتي أهله ضرب الله بيني و بينه حجابا من نور فإذا فرغنا من تلك الحاجة رفع الله عنا ذلك الحجاب فعرف عمر حق علي ع فلم يحسد أحدا من أصحاب رسول الله ص ما حسده
81- بشا، ]بشارة المصطفى[ محمد بن علي بن عبد الصمد عن أبيه عن جده عن أحمد بن أبي جعفر البيهقي عن علي بن جعفر المدني عن عبد الله بن محمد المروزي عن سفيان بن عيينة عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال يأتي على أهل الجنة ساعة يرون فيها نور الشمس و القمر فيقولون أ ليس قد وعدنا ربنا أن لا نرى فيها شمسا و لا قمرا فينادي مناد قد صدقكم ربكم وعده لا ترون فيها شمسا و لا قمرا و لكن هذا رجل من شيعة علي بن أبي طالب ع يتحول من غرفة إلى غرفة فهذا الذي أشرق عليكم من نور وجهه
82- نبه، ]تنبيه الخاطر[ قال رجل لرسول الله ص يا أبا القاسم أ تزعم أن أهل الجنة يأكلون و يشربون قال نعم و الذي نفسي بيده إن أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في الأكل و الشرب قال فإن الذي يأكل تكون له الحاجة و الجنة طيب لا خبث فيها قال عرق يفيض من أحدهم كرشح المسك فيضمر بطنه
83- أبو أيوب الأنصاري عنه ص ليلة أسري بي مر بي إبراهيم ع فقال مر أمتك أن يكثروا من غرس الجنة فإن أرضها واسعة و تربتها طيبة قلت و ما غرس الجنة قال لا حول و لا قوة إلا بالله
84- كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن أحمد بن عبد الله الدقاق عن أيوب بن محمد الوراق عن عجاج بن محمد عن الحسن بن جعفر عن الحسن قال سألت عمران بن حصين و أبا هريرة عن تفسير قوله تعالى وَ مَساكِنَ طَيِّبَةً فقالا على الخبير سقطت سألنا عنها رسول الله ص فقال قصر من لؤلؤ في الجنة في ذلك القصر سبعون دارا من ياقوتة حمراء في كل دار سبعون بيتا من زمردة حمراء في كل بيت سبعون سريرا على كل سرير سبعون فراشا من كل لون على كل فراش امرأة من الحور العين في كل بيت سبعون مائدة على كل مائدة سبعون لونا من الطعام في كل بيت سبعون وصيفا و وصيفة و قال فيعطي الله المؤمن من القوة في غداة واحدة أن يأتي على ذلك كله
85- كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن أحمد بن محمد عن أحمد بن الحسن عن أبيه عن حسين بن مخارق عن أبي حمزة عن أبي جعفر عن أبيه عن علي بن الحسين ع عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي ص قال قوله تعالى وَ مِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ قال هو أشرف شراب في الجنة يشربه محمد و آل محمد و هم المقربون السابقون رسول الله ص و علي بن أبي طالب و الأئمة و فاطمة و خديجة صلوات الله عليهم و ذريتهم الذين اتبعتهم بإيمان ليتسنم عليهم من أعالي دورهم
86- و روي عنه ع أنه قال تسنيم أشرف شراب في الجنة يشربه محمد و آل محمد صرفا و يمزج لأصحاب اليمين و سائر أهل الجنة
87- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ فرات بن إبراهيم الكوفي معنعنا عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى طُوبى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ قال النبي ص لما أسري بي فدخلت الجنة فإذا أنا بشجرة كل ورقة منها تغطي الدنيا و ما فيها تحمل الحلي و الحلل و الطعام ما خلا الشراب و ليس في الجنة قصر و لا دار و لا بيت إلا فيه غصن من أغصانها و صاحب القصر و الدار و البيت حليه و حلله و طعامه منها فقلت يا جبرئيل ما هذه الشجرة قال هذه طوبى لك فطوبى لك و لكثير من أمتك قلت فأين منتهاها يعني أصلها قال في علي بن أبي طالب ابن عمك ع
88- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم الفارسي معنعنا عن أبي جعفر محمد بن علي عن آبائه ع قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء فصرت في السماء الدنيا حتى صرت في السماء السادسة فإذا أنا بشجرة لم أر شجرة أحسن منها و لا أكبر منها فقلت لجبرئيل يا حبيبي ما هذه الشجرة قال هذه طوبى يا حبيبي قال فقلت ما هذا الصوت العالي الجهوري قال هذا صوت طوبى قلت أي شيء يقول قال يقول وا شوقاه إليك يا علي بن أبي طالب ع
89- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عبيد بن كثير معنعنا عن سلمان رضي الله عنه قال قال بعض أزواج النبي ص يا رسول الله ما لك تحب فاطمة حبا ما تحب أحدا من أهل بيتك قال إنه لما أسري بي إلى السماء انتهى بي جبرئيل ع إلى شجرة طوبى فعمد إلى ثمرة من أثمار طوبى ففركه بين إصبعيه ثم أطعمنيه ثم مسح يده بين كتفي ثم قال يا محمد إن الله تعالى يبشرك بفاطمة من خديجة بنت خويلد فلما أن هبطت إلى الأرض فكان الذي كان فعلقت خديجة بفاطمة فأنا إذا اشتقت إلى الجنة أدنيتها فشممت ريح الجنة فهي حوراء إنسية
90- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ الحسين بن سعيد معنعنا عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله ص إن في الجنة لشجرة يقال لها طوبى ما في الجنة دار إلا فيها غصن من أغصانها أحلى من الشهد و ألين من الزبد أصلها في داري و فرعها في دار علي بن أبي طالب ع
91- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ الحسين بن القاسم و الحسين بن محمد بن مصعب و علي بن حمدون زاد بعضهم على بعض الحرف و الحرفين و نقص بعضهم الحرف و الحرفين و المعنى واحد إن شاء الله قالوا حدثنا عيسى بن مهران معنعنا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع قال لما نزلت على رسول الله ص طُوبى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ قام مقداد بن الأسود الكندي إلى النبي ص فقال يا رسول الله و ما طوبى قال يا مقداد شجرة في الجنة لو يسير الراكب الجواد لسار في ظلها مائة عام قبل أن يقطعها ورقها و قشورها برود خضر و زهرها رياض و أفنانها سندس و إستبرق و ثمرها حلل خضر و طعمها زنجبيل و عسل و بطحاؤها ياقوت أحمر و زمرد أخضر و ترابها مسك و عنبر و حشيشها منيع و ألنجوج يتأجج من غير وقود يتفجر من أصلها السلسبيل و الرحيق و المعين و ظلها مجلس من مجالس شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع يألفونه و يتحدثون بجمعهم و بينا هم في ظلها يتحدثون إذ جاءتهم الملائكة يقودون نجباء جبلت من الياقوت ثم نفخ الروح فيها مزمومة بسلاسل من ذهب كان وجوهها المصابيح نضارة و حسنا وبرها خز أحمر و مرعزى أبيض مختلطان لم ينظر الناظرون إلى مثله حسنا و بهاء و ذلل من غير مهلة نجباء من غير رياضة عليها رحال ألواحها من الدر و الياقوت المفضضة باللؤلؤ و المرجان صفائحها من الذهب الأحمر ملبسة بالعبقري و الأرجوان فأناخوا تلك النجائب إليهم ثم قالوا لهم ربكم يقرئكم السلام و يراكم و ينظر إليكم و يحبكم و تحبونه و يزيدكم من فضله و سعته فإنه ذو رحمة واسعة و فضل عظيم قال فيحمل كل رجل منهم على راحلته فينطلقون صفا واحدا معتدلا و لا يمرون بشجرة من أشجار الجنة إلا أتحفتهم بثمارها و رحلت لهم عن طريقهم كراهية أن يثلم طريقتهم و أن يفرق بين الرجل و رفيقه فلما دفعوا إلى الجبار جل جلاله قالوا ربنا أنت السلام و لك يحق الجلال و الإكرام فيقول الله تعالى مرحبا بعبادي الذين حفظوا وصيتي في أهل بيت نبيي و رعوا حقي و خافوني بالغيب و كانوا مني على كل حال مشفقين قالوا أما و عزتك و جلالك ما قدرناك حق قدرك و ما أدينا إليك كل حقك فأذن لنا في السجود قال لهم ربهم إني وضعت عنكم مئونة العبادة و أرحت عليكم أبدانكم و طال ما أنصبتم لي الأبدان و عنتم الوجوه فالآن أفضيتم إلى روحي و رحمتي فاسألوني ما شئتم و تمنوا علي أعطكم أمانيكم فإني لن أجزيكم اليوم بأعمالكم و لكن برحمتي و كرامتي و طولي و ارتفاع مكاني و عظم شأني و لحبكم أهل بيت نبيي فلا يزال يرفع أقدار محبي علي بن أبي طالب ع في العطايا و المواهب حتى أن المقصر من شيعته ليتمنى في أمنيته مثل جميع الدنيا منذ يوم خلقها الله إلى يوم أفناها فيقول لهم ربهم لقد قصرتم في أمانيكم و رضيتم بدون ما يحق لكم فانظروا إلى مواهب ربكم فإذا بقباب و قصور في أعلى عليين من الياقوت الأحمر و الأخضر و الأصفر و الأبيض فلو لا أنها مسخرة إذا للمعت الأبصار منها فما كان من تلك القصور من الياقوت الأحمر فهو مفروش بالعبقري الأحمر يزهر نورها و ما كان منها من الياقوت الأخضر فهو مفروش بالسندس الأخضر و ما كان منها من الياقوت الأبيض فهو مفروش بالحرير الأبيض و ما كان منها من الياقوت الأصفر فهو مفروش بالرياش الأصفر مثبوتة بالزمرد الأخضر و الفضة البيضاء و الذهب الأحمر قواعدها و أركانها من الجوهر يثور من أبوابها و أعراصها نور مثل شعاع الشمس عنده مثل الكواكب الدري في النهار المضيء و إذا على باب كل قصر من تلك القصور جنتان مُدْهامَّتانِ فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ و فِيهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ فلما أن أرادوا أن ينصرفوا إلى منازلهم ركبوا على براذين من نور بأيدي ولدان مخلدين بيد كل واحد منهم حكمة برذون من تلك البراذين لجمها و أعنتها من الفضة البيضاء و أثفارها من الجوهر فلما دخلوا منازلهم وجدوا الملائكة يهنئونهم بكرامة ربهم حتى إذا استقروا قرارهم قيل لهم فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ ربنا رضينا فارض عنا قال برضاي عنكم و بحبكم
أهل بيت نبيي أحللتم داري و صافحتكم الملائكة فهنيئا هنيئا غير محذور و ليس فيه تنغيص فعندها قالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ قال أبو موسى فحدثت به أصحاب الحديث عن هؤلاء الثمانية فقلت لهم أنا أبرأ إليكم من عهدة هذا الحديث لأن فيه قوما مجهولين و لعلهم لم يكونوا صادقين فرأيت من ليلتي أو بعد كأنه أتاني آت و معه كتاب فيه من مخول بن إبراهيم و الحسن بن الحسين و يحيى بن الحسن بن فرات و علي بن القاسم الكندي و لم ألق علي بن القاسم و عدة بعد لم أحفظ أساميهم كتبنا إليك من تحت شجرة طوبى و قد أنجز ربنا لنا ما وعدنا فاستمسك بما عندك من الكتب فإنك لن تقرأ منها كتابا إلا أشرقت له الجنة
بيان المنيع لم أر له معنى يناسب المقام و فيه تصحيف و الألنجوج عود البخور و المرعزى و يمد إذا خفف و قد تفتح الميم في الكل الزغب الذي تحت شعر العنز و الرياش اللباس الفاخر و لمع بالشيء ذهب به و الحكمة محركة ما أحاط بحنكي الفرس من لجامه و فيها العذاران و الثفر بالتحريك و قد يسكن السير في مؤخر السرج سعد السعود، من تفسير العباس بن مروان بإسناده عن جعفر بن محمد عن آبائه عن أمير المؤمنين ع مثله
92- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ محمد بن الحسن بن إبراهيم معنعنا عن أبي جعفر ع في قوله تعالى الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ فبلغني أن طوبى شجرة في الجنة منابته في دار علي بن أبي طالب و هي له و لشيعته و على تلك الشجرة أسفاط فيها حلل من سندس و إستبرق يكون للعبد منها ألف ألف سفط في كل سفط مائة ألف حلة ليس منها حلة إلا مخالفة للون الأخرى إلا أن ألوانها كلها خضر من سندس و إستبرق فهذا أعلى تلك الشجرة و وسطها ظللهم يظل عليهم يسير الراكب في ظل تلك الشجرة مائة عام قبل أن يقطعها و أسفلها ثمرتها متدلي على بيوتهم يكون منها القضيب مثل القصبة فيه مائة لون من الفواكه ما رأيت و لم تر و ما سمعت و لم تسمع متدلي على بيوتهم كلما قطعوا منها ينبت مكانها يقول الله تعالى لا مَقْطُوعَةٍ وَ لا مَمْنُوعَةٍ و تدعى تلك الشجرة طوبى و يخرج نهر من أصل تلك الشجرة فيسقى جنة عدن و هي قصر من لؤلؤة واحدة ليس فيها صدع و لا وصل لو اجتمع أهل الإسلام كلها على ذلك القصر لهم فيه سعة لها ألف ألف باب و كل باب مصراعان من زبرجد و ياقوت اثنا عشر ميلا لا يدخلها إلا نبي أو صديق أو شهيد أو متحاب في الله أو ضعيف من المؤمنين تلك منازلهم و هي جنة عدن
93- كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن أبي جميلة قال قال أبو عبد الله ع قال الله تبارك و تعالى يا عبادي الصديقين تنعموا بعبادتي في الدنيا فإنكم تتنعمون بها في الآخرة
بيان قوله فإنكم تتنعمون بها أي بسببها أو بثوابها أو بأصل العبادة فإن الصديقين يلتذون بعبادة ربهم أكثر من جميع اللذات و المشتهيات بل لا يلتذون بشيء إلا بها فهم في الجنة يعبدون الله و يذكرونه لا على وجه التكليف بل لالتذاذهم و تنعمهم بها و هذا هو الأظهر
94- كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن داود العجلي مولى أبي المعزى قال سمعت أبا عبد الله ع يقول ثلاث أعطين سمع الخلائق الجنة و النار و الحور العين فإذا صلى العبد و قال اللهم أعتقني من النار و أدخلني الجنة و زوجني من الحور العين قالت النار يا رب إن عبدك قد سألك أن تعتقه مني فأعتقه و قالت الجنة يا رب إن عبدك قد سألك إياي فأسكنه و قالت الحور العين يا رب إن عبدك قد خطبنا إليك فزوجه منا فإن هو انصرف من صلاته و لم يسأل من الله شيئا من هذا قلن الحور العين إن هذا العبد فينا لزاهد و قالت الجنة إن هذا العبد في لزاهد و قالت النار إن هذا العبد في لجاهل
95- كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن زكريا المؤمن عن داود بن فرقد أو قتيبة الأعشى عن أبي عبد الله ع قال قال أصحاب رسول الله ص يا رسول الله فداك آباؤنا و أمهاتنا إن أصحاب المعروف في الدنيا عرفوا بمعروفهم فبم يعرفون في الآخرة فقال إن الله تبارك و تعالى إذا أدخل أهل الجنة الجنة أمر ريحا عبقة طيبة فلزقت بأهل المعروف فلا يمر أحد منهم بملإ من أهل الجنة إلا وجدوا ريحه فقالوا هذا من أهل المعروف
بيان عبق به الطيب كفرح لزق به
96- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع قال إن للجنة بابا يقال له المعروف لا يدخله إلا أهل المعروف و أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة
97- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن المفضل عن أبي عبد الله ع قال إن المؤمن ليتحف أخاه التحفة قلت و أي شيء التحفة قال من مجلس و متكإ و طعام و كسوة و سلام فتطاول الجنة مكافاة له و يوحي الله عز و جل إليها أني قد حرمت طعامك على أهل الدنيا إلا على نبي أو وصي نبي فإذا كان يوم القيامة أوحى الله عز و جل إليها أن كافئ أوليائي بتحفهم فتخرج منها وصفاء و وصائف معهم أطباق مغطاة بمناديل من لؤلؤ فإذا نظروا إلى جهنم و هولها و إلى الجنة و ما فيها طارت عقولهم و امتنعوا أن يأكلوا فينادي مناد من تحت العرش أن الله عز و جل قد حرم جهنم على من أكل من طعام جنته فيمد القوم أيديهم فيأكلون
98- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن إسحاق المدني عن أبي جعفر ع قال إن رسول الله ص سئل عن قول الله عز و جل يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً فقال يا علي إن الوفد لا يكونون إلا ركبانا أولئك رجال اتقوا الله فأحبهم الله عز ذكره و اختصهم و رضي أعمالهم فسماهم المتقين ثم قال له يا علي أما و الذي فلق الحبة و برأ النسمة إنهم ليخرجون من قبورهم و إن الملائكة لتستقبلهم بنوق من نوق العز عليها رحائل الذهب مكللة بالدر و الياقوت و جلائلها الإستبرق و السندس و خطمها جدل الأرجوان تطير بهم إلى المحشر مع كل رجل منهم ألف ملك من قدامه و عن يمينه و عن شماله يزفونهم زفا حتى ينتهوا بهم إلى باب الجنة الأعظم و على باب الجنة شجرة إن الورقة منها ليستظل تحتها ألف رجل من الناس و عن يمين الشجرة عين مطهرة مزكية قال فيسقون منها شربة شربة فيطهر الله بها قلوبهم من الحسد و يسقط عن أبشارهم الشعر و ذلك قول الله عز و جل وَ سَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً من تلك العين المطهرة قال ثم ينصرفون إلى عين أخرى عن يسار الشجرة فيغتسلون فيها و هي عين الحياة فلا يموتون أبدا قال ثم يوقف بهم قدام العرش و قد سلموا من الآفات و الأسقام و الحر و البرد أبدا قال فيقول الجبار جل ذكره للملائكة الذين معهم احشروا أوليائي إلى الجنة و لا توقفوهم مع الخلائق فقد سبق رضاي عنهم و وجبت رحمتي لهم و كيف أريد أن أوقفهم مع أصحاب الحسنات و السيئات قال فتسوقهم الملائكة إلى الجنة فإذا انتهوا بهم إلى باب الجنة الأعظم ضرب الملائكة الحلقة ضربة عظيمة تصر صريرا يبلغ صوت صريرها كل حوراء أعدها الله عز و جل لأوليائه في الجنان فيتباشرون بهم إذا سمعوا صرير الحلقة فيقول بعضهم فيتباشرن بهم إذا سمعن صرير الحلقة فيقول بعضهن لبعض قد جاءنا أولياء الله فيفتح لهم الباب فيدخلون الجنة و تشرف عليهم أزواجهم من الحور العين و الآدميين فيقلن مرحبا بكم فما كان أشد شوقنا إليكم و يقول لهن أولياء الله مثل ذلك فقال علي ع يا رسول الله أخبرنا عن قول الله عز و جل غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ بما ذا بنيت يا رسول الله فقال يا علي تلك غرف بناها الله عز و جل لأوليائه بالدر و الياقوت و الزبرجد سقوفها الذهب محبوكة بالفضة لكل غرفة منها ألف باب من الذهب على كل باب منها ملك موكل به فيها فرش مرفوعة بعضها فوق بعض من الحرير و الديباج بألوان مختلفة و حشوها المسك و الكافور و العنبر و ذلك قول الله عز و جل وَ فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ إذا أدخل المؤمن إلى منازله في الجنة و وضع على رأسه تاج الملك و الكرامة ألبس حلل الذهب و الفضة و الياقوت و الدر منظوم في الإكليل تحت التاج قال و ألبس سبعين حلة حرير بألوان مختلفة و ضروب مختلفة منسوجة بالذهب و الفضة و اللؤلؤ و الياقوت الأحمر فذلك قوله عز و جل يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤاً وَ لِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ فإذا جلس المؤمن على سريره اهتز سريره فرحا فإذا استقر بولي الله عز و جل منازله في الجنان استأذن عليه الملك الموكل بجنانه ليهنئه بكرامة الله عز و جل إياه فيقول له خدام المؤمن من الوصفاء و الوصائف مكانك فإن ولي الله قد اتكأ على أريكته و زوجته الحوراء تهيأ له فاصبر لولي الله قال فتخرج عليه زوجته الحوراء من خيمة لها تمشي مقبلة و حولها وصائفها و عليها سبعون حلة منسوجة بالياقوت و اللؤلؤ و الزبرجد من مسك و عنبر و على رأسها تاج الكرامة و عليها نعلان من
ذهب مكللتان بالياقوت و اللؤلؤ شراكهما ياقوت أحمر فإذا دنت من ولي الله فهم أن يقوم إليها شوقا فتقول له يا ولي الله ليس هذا يوم تعب و لا نصب فلا تقم أنا لك و أنت لي فيعتنقان مقدار خمسمائة عام من أعوام الدنيا لا يملها و لا تمله قال فإذا فتر بعض الفتور من غير ملالة نظر إلى عنقها فإذا عليها قلائد من قصب من ياقوت أحمر وسطها لوح صفحته درة مكتوب فيها أنت يا ولي الله حبيبي و أنا الحوراء حبيبتك إليك تناهت نفسي و إلي تناهت نفسك ثم يبعث الله إليه ألف ملك يهنئونه بالجنة و يزوجونه بالحوراء قال فينتهون إلى أول باب من جنانه فيقولون للملك الموكل بأبواب جنانه استأذن لنا على ولي الله فإن الله بعثنا إليه نهنئه فيقول لهم الملك حتى أقول للحاجب فيعلمه مكانكم قال فيدخل الملك إلى الحاجب و بينه و بين الحاجب ثلاث جنان حتى ينتهي إلى أول باب فيقول للحاجب إن على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العالمين ليهنئوا ولي الله و قد سألوني أن آذن لهم عليه فيقول الحاجب إنه ليعظم علي أن أستأذن لأحد على ولي الله و هو مع زوجته الحوراء قال و بين الحاجب و بين ولي الله جنتان قال فيدخل الحاجب إلى القيم فيقول له إن على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العزة يهنئون ولي الله فاستأذن فيتقدم القيم إلى الخدام فيقول لهم إن رسل الجبار على باب العرصة و هم ألف ملك أرسلهم الله يهنئون ولي الله فأعلموه بمكانهم قال فيعلمونه فيؤذن للملائكة فيدخلون على ولي الله و هو في الغرفة و لها ألف باب و على كل باب من أبوابها ملك موكل به فإذا أذن للملائكة بالدخول على ولي الله فتح كل ملك بابه الموكل به قال فيدخل القيم كل ملك من باب من أبواب الغرفة قال فيبلغونه رسالة الجبار جل و عز و ذلك قول الله عز و جل وَ الْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ من أبواب الغرفة سَلامٌ عَلَيْكُمْ إلى آخر الآية قال و ذلك قوله عز و جل وَ إِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَ مُلْكاً كَبِيراً يعني بذلك ولي الله و ما هو فيه من الكرامة و النعيم و الملك العظيم الكبير إن الملائكة من رسل الله عز ذكره يستأذنون عليه فلا يدخلون عليه إلا بإذنه فذلك الملك العظيم الكبير قال و الأنهار تجري من تحت مساكنهم و ذلك قول الله عز و جل تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ و الثمار دانية منهم و هو قوله عز و جل وَ دانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَ ذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا من قربها منهم يتناول المؤمن من النوع الذي يشتهيه من الثمار بفيه و هو متكئ و إن الأنواع من الفاكهة ليقلن لولي الله يا ولي الله كلني قبل أن تأكل هذا قبلي قال و ليس من مؤمن في الجنة إلا و له جنان كثيرة مَعْرُوشاتٍ وَ غَيْرَ مَعْرُوشاتٍ وَ أَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ و أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ وَ أَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ وَ أَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ فإذا دعا ولي الله بغذائه أتي بما تشتهي نفسه عند طلبه الغذاء من غير أن يسمي شهوته قال ثم يتخلى مع إخوانه و يزور بعضهم بعضا و يتنعمون في جنات في ظِلٍّ مَمْدُودٍ في مثل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس و أطيب من ذلك لكل مؤمن سبعون زوجة حوراء و أربع نسوة من الآدميين و المؤمن ساعة مع الحوراء و ساعة مع الآدمية و ساعة يخلو بنفسه على الأرائك متكئا ينظر بعض المؤمنين إلى بعض و إن المؤمن ليغشاه شعاع نور و هو على أريكته و يقول لخدامه ما هذا الشعاع اللامع لعل الجبار لحظني فيقول له خدامه قدوس قدوس جل جلاله بل هذه حوراء من نسائك ممن لم تدخل بها بعد أشرفت عليك من خيمتها شوقا إليك و قد تعرضت لك و أحبت لقاءك فلما أن رأتك متكئا على سريرك تبسمت نحوك شوقا إليك فالشعاع الذي رأيت و النور الذي غشيك هو من بياض ثغرها و صفائه و نقائه و رقته فيقول ولي الله ائذنوا لها فتنزل إلي فيبتدر إليها ألف وصيف و ألف وصيفة يبشرونها بذلك فتنزل إليه من خيمتها و عليها سبعون حلة منسوجة بالذهب و الفضة مكللة بالدر و الياقوت و الزبرجد صبغهن المسك و العنبر بألوان مختلفة يرى مخ ساقها من وراء سبعين
حلة طولها سبعون ذراعا و عرض ما بين منكبيها عشرة أذرع فإذا دنت من ولي الله أقبل الخدام بصحاف الذهب و الفضة فيها الدر و الياقوت و الزبرجد فينثرونها عليها ثم يعانقها و تعانقه فلا تمل و لا يمل قال ثم قال أبو جعفر ع أما الجنان المذكورة في الكتاب فإنهن جنة عدن و جنة الفردوس و جنة نعيم و جنة المأوى قال و إن لله عز و جل جنانا محفوفة بهذه الجنان و إن المؤمن ليكون له من الجنان ما أحب و اشتهى يتنعم فيهن كيف يشاء و إذا أراد المؤمن شيئا إنما دعواه إذا أراد أن يقول سبحانك اللهم فإذا قالها تبادرت إليه الخدام بما اشتهى من غير أن يكون طلبه منهم أو أمر به و ذلك قول الله عز و جل دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وَ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ يعني الخدام قال وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ يعني بذلك عند ما يقضون من لذاتهم من الجماع و الطعام و الشراب يحمدون الله عز و جل عند فراغهم و أما قوله أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ قال يعلمه الخدام فيأتون به أولياء الله قبل أن يسألوهم إياه و أما قوله عز و جل فَواكِهُ وَ هُمْ مُكْرَمُونَ قال فإنهم لا يشتهون شيئا في الجنة إلا أكرموا به
99- كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن المعلى عن محمد بن جمهور عن شاذان عن أبي الحسن موسى ع قال قال لي أبي إن في الجنة نهرا يقال له جعفر على شاطئه الأيمن درة بيضاء فيها ألف قصر في كل قصر ألف قصر لمحمد و آل محمد ص و على شاطئه الأيسر درة صفراء فيها ألف قصر في كل قصر ألف قصر لإبراهيم و آل إبراهيم ع
100- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن الحلبي قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ قال هن صوالح المؤمنات العارفات قال قلت حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ قال الحور هن البيض المضمومات المخدرات في خيام الدر و الياقوت و المرجان لكل خيمة أربعة أبواب على كل باب سبعون كاعبا حجابا لهن و يأتيهن في كل يوم كرامة من الله عز ذكره ليبشر الله عز و جل بهن المؤمنين
بيان المضمومات أي المصونات المستورات و في بعض النسخ المضمرات و لعله استعير من تضمير الفرس و هو أن تعلفه حتى يسمن ثم ترده إلى القوت أو كناية عن دقة أوساطهن كما يحمد الفرس الضامر البطن
101- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن يزيد النوفلي عن الحسين بن أعين أخي مالك بن أعين قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الرجل للرجل جزاك الله خيرا ما يعني به قال أبو عبد الله ع إن خيرا نهر في الجنة مخرجه من الكوثر و الكوثر مخرجه من ساق العرش عليه منازل الأوصياء و شيعتهم على حافتي ذلك النهر جواري نابتات كلما قلعت واحدة نبتت أخرى سمي بذلك النهر و ذلك قوله فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ و إذا قال الرجل لصاحبه جزاك الله خيرا فإنما يعني بذلك تلك المنازل التي أعدها الله عز و جل لصفوته و خيرته من خلقه
102- و عنه عن أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن الحسين بن عثمان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إن في الجنة نهرا حافتاه حور نابتات فإذا مر المؤمن بإحداهن فأعجبته اقتلعها فأنبت الله عز و جل مكانها
103- نهج، ]نهج البلاغة[ قال أمير المؤمنين ع في صفة الجنة درجات متفاضلات و منازل متفاوتات لا ينقطع نعيمها و لا يضعن مقيمها و لا يهرم خالدها و لا ييأس ساكنها
104- نبه، ]تنبيه الخاطر[ نهج، ]نهج البلاغة[ قال ع فلو رميت ببصر قلبك نحو ما يوصف لك منها لعزفت نفسك عن بدائع ما أخرج إلى الدنيا من شهواتها و لذاتها و زخارف مناظرها و لذهلت بالفكر في اصطفاق أشجار غيبت عروقها في كثبان المسك على سواحل أنهارها و في تعليق كبائس اللؤلؤ الرطب في عساليجها و أفنانها و طلوع تلك الثمار مختلفة في غلف أكمامها تجنى من غير تكلف فتأتي علي منية مجتنيها و يطاف على نزالها في أفنية قصورها بالأعسال المصفقة و الخمور المروقة قوم لم تزل الكرامة تتمادى بهم حتى حلوا دار القرار و أمنوا نقلة الأسفار فلو شغلت قلبك أيها المستمع بالوصول إلى ما يهجم عليك من تلك المناظر المونقة لزهقت نفسك شوقا إليها و لتحملت من مجلسي هذا إلى مجاورة أهل القبور استعجالا بها جعلنا الله و إياكم ممن سعى بقلبه إلى منازل الأبرار برحمته
بيان لعزفت أي زهدت و الزخرف الذهب و كل مموه و الاصطفاق الاضطراب و يروى اصطفاف أشجار أي انتظامها صفا و الكبائس جمع كباسة و هي العذق التام بشماريخه و رطبه و العساليج الأغصان و كذا الأفنان قوله ع فتأتي على منية مجتنيها أي لا يترك له منية أصلا و قال الفيروزآبادي التصفيق تحويل الشراب من إناء إلى إناء ممزوجا ليصفو و قال الرواق الصافي من الماء و غيره و المعجب و يقال زهقت نفسه أي مات
105- نهج، ]نهج البلاغة[ قال أمير المؤمنين ع و اعلموا أن من يتق الله يجعل له مخرجا من الفتن و نورا من الظلم و يخلده فيما اشتهت نفسه و ينزله منزل الكرامة عنده في دار اصطنعها لنفسه ظلها عرشه و نورها بهجته و زوارها ملائكته و رفقاؤها رسله ثم قال ص فبادروا بأعمالكم تكونوا مع جيران الله رافق بهم رسله و أزارهم ملائكته و أكرم أسماعهم عن أن تسمع حسيس نار أبدا و صان أجسادهم أن تلقى لغوبا و نصبا ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم
106- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال ص قال النبي ص عند حنين الجذع بمفارقته ص و صعوده المنبر و الذي بعثني بالحق نبيا إن حنين خزان الجنان و حورها و قصورها إلى من يوالي محمدا و عليا و آلهما الطيبين و يبرأ من أعدائهما لأشد من حنين هذا الجذع إلى رسول الله ص و إن الذي يسكن حنينهم و أنينهم ما يرد عليهم من صلاة أحدكم معاشر شيعتنا على محمد و آله الطيبين أو صلاة نافلة أو صوم أو صدقة و إن من عظيم ما يسكن حنينهم إلى شيعة محمد و على ما يتصل بهم من إحسانهم إلى إخوانهم المؤمنين و معونتهم لهم على دهرهم يقول أهل الجنان بعضهم لبعض لا تستعجلوا صاحبكم فما يبطئ عنكم إلا للزيادة في الدرجات العاليات في هذه الجنان بإسداء المعروف إلى إخوانه المؤمنين و أعظم من ذلك مما يسكن حنين سكان الجنان و حورها إلى شيعتنا ما يعرفهم الله من صبر شيعتنا على التقية فحينئذ تقول خزان الجنان و حورها لنصبرن على شوقنا إليهم كما يصبرون على سماع المكروه في ساداتهم و أئمتهم و كما يتجرعون الغيظ و يسكتون عن إظهار الحق لما يشاهدون من ظلم من لا يقدرون على دفع مضرته فعند ذلك يناديهم ربنا عز و جل يا سكان جناني و يا خزان رحمتي ما لبخل أخرت عنكم أزواجكم و ساداتكم و لكن ليستكملوا نصيبهم من كرامتي بمواساتهم إخوانهم المؤمنين و الأخذ بأيدي الملهوفين و التنفيس عن المكروبين و بالصبر على التقية من الفاسقين الكافرين حتى إذا استكملوا أجزل كراماتي نقلتهم إليكم على أسر الأحوال و أغبطها فأبشروا فعند ذلك يسكن حنينهم و أنينهم
أقول سيأتي تمامه في أبواب معجزات النبي ص
107- فس، ]تفسير القمي[ الدليل على أن الجنان في السماء قوله تعالى لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَ لا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ و الدليل على أن النار في الأرض قوله تعالى في سورة مريم فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَ الشَّياطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا و معنى حول جهنم البحر المحيط بالدنيا يتحول نيرانا و هو قوله تعالى وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ و معنى جثيا أي على ركبهم ثم قال تعالى وَ نَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا يعني في الأرض إذا تحولت نيرانا
-108 م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال ع في قوله تعالى وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَ رَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ بعد بيان أمر الله في الكتاب لبني إسرائيل أن يقروا بمحمد و آله و عدم قبولهم و رفع الجبل فوقهم ثم إقرار بعضهم باللسان دون القلب قال فنظر القوم إلى الجبل و قد صار قطعتين قطعة منه صارت لؤلؤة بيضاء فجعلت تصعد و ترقى حتى خرقت السماوات و هم ينظرون إليها إلى أن صارت إلى حيث لا تلحقها أبصارهم و قطعة صارت نارا و وقعت على الأرض بحضرتهم فخرقتها و دخلتها و غابت عن عيونهم فقالوا ما هذان المفترقان من الجبل فرق صعد لؤلؤا و فرق انحط نارا قال لهم موسى أما القطعة التي صعدت في الهواء فإنها وصلت إلى السماء فخرقتها إلى أن لحقت بالجنة فأضعفت أضعافا كثيرة لا يعلم عددها إلا الله و أمر الله أن يبنى منها للمؤمنين بما في هذا الكتاب قصور و دور و منازل و مساكين مشتملة على أنواع النعم التي وعدها المتقين من عباده من الأشجار و البساتين و الثمار و الحور الحسان و المخلدين من الولدان كاللئالي المنثورة و سائر نعيم الجنة و خيراتها و أما القطعة التي انحطت إلى الأرض فخرقتها ثم التي تليها إلى أن لحقت بجهنم فأضعفت أضعافا كثيرة و أمر الله تعالى أن يبنى منها للكافرين بما في هذا الكتاب قصور و دور و مساكن و منازل مشتملة على أنواع العذاب التي وعدها الله الكافرين من عباده من بحار نيرانها و حياض غسلينها و غساقها و أودية قيحها و دمائها و صديدها و زبانيتها بمرزباتها و أشجار زقومها و ضريعها و حياتها و عقاربها و أفاعيها و قيودها و أغلالها و سلاسلها و أنكالها و سائر أنواع البلايا و العذاب المعد فيها
109- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ في قوله تعالى خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ و ساق حكاية علي ع إلى أن قال ثم قال رسول الله ص إن الله يعلم من الحساب ما لا يبلغه عقول الخلق إنه يضرب ألفا و سبعمائة في ألف و سبعمائة ثم ما ارتفع من ذلك في مثله إلى أن يفعل ذلك ألف مرة ثم آخر ما يرتفع من ذلك عدد ما يهبه الله لك يا علي في الجنة من القصور قصر من ذهب و قصر من فضة و قصر من لؤلؤ و قصر من زبرجد و قصر من جوهر و قصر من نور رب العزة و أضعاف ذلك من العبيد و الخدم و الخيل و النجب تطير بين سماء الجنة و أرضها فقال علي ع حمدا لربي و شكرا قال رسول الله ص و هذا العدد فهو عدد من يدخلهم الجنة و يرضى عنهم لمحبتهم لك و أضعاف هذا العدد من يدخلهم النار من الشياطين و الجن و الإنس ببغضهم لك و وقيعتهم فيك و تنقيصهم إياك
110- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ في قوله تعالى وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِما أَنْزَلَ اللَّهُ قال فمنهم من يقول قد كنت لعلي ع بالولاية شاهدا و لآل محمد ص محبا و هو في ذلك كاذب يظن أن كذبه ينجيه فيقال لهم سوف نستشهد على ذلك عليا ع فتشهد أنت يا أبا الحسن فتقول الجنة لأوليائي شاهدة و النار لأعدائي شاهدة فمن كان منهم صادقا خرجت إليه رياح الجنة و نسيمها فاحتملته فأوردته إلى أعلى غرفها و أحلته دار المقامة من فضل ربه لا يمسهم فيها نصب و لا يمسهم فيها لغوب و من كان منهم كاذبا جاءته سموم النار و حميمها و ظلها الذي هو ثَلاثِ شُعَبٍ لا ظَلِيلٍ وَ لا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ فتحمله و ترفعه في الهواء و تورده نار جهنم قال رسول الله ص و كذلك أنت قسيم الجنة و النار تقول هذا لي و هذا لك
111- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال رسول الله ص من أعان ضعيفا في بدنه على أمره أعانه الله على أمره و نصب له في القيامة ملائكة يعينونه على قطع تلك الأهوال و عبور تلك الخنادق من النار حتى لا يصيبه من دخانها و على سمومها و على عبور الصراط إلى الجنة أمنا و ساق الحديث إلى أن قال و إن الله عز و جل إذا كان أول يوم من شعبان أمر بأبواب الجنة فتفتح و يأمر شجرة طوبى فتطلع أغصانها على هذه الدنيا ثم ينادي منادي ربنا عز و جل يا عباد الله هذه أغصان شجرة طوبى فتعلقوا بها تؤدكم إلى الجنان و هذه أغصان شجرة الزقوم فإياكم و إياها لا تؤديكم إلى الجحيم ثم قال فو الذي بعثني بالحق نبيا إن من تعاطى بابا من الخير في هذا اليوم فقد تعلق بغصن من أغصان شجرة طوبى فهو مؤديه إلى الجنان ثم قال رسول الله ص فمن تطوع لله بصلاة في هذا اليوم فقد تعلق منه بغصن و من تصدق في هذا اليوم فقد تعلق منه بغصن و من عفا عن مظلمة فقد تعلق منه بغصن و من أصلح بين المرء و زوجه و الوالد و ولده و القريب و قريبه و الجار و جاره و الأجنبي و أجنبيه فقد تعلق منه بغصن و من خفف عن معسر من دينه أو حط عنه فقط تعلق منه بغصن و من نظر في حسابه فرأى دينا عتيقا قد يئس منه صاحبه فأداه فقد تعلق منه بغصن و من كفل يتيما فقد تعلق منه بغصن و من كف سفيها عن عرض مؤمن فقد تعلق منه بغصن و من قعد لذكر الله و لنعمائه يشكره فقد تعلق منه بغصن و من عاد مريضا و من شيع فيه جنازة و من عزى فيه مصابا فقد تعلق منه بغصن و من بر فيه والديه أو أحدهما في هذا اليوم فقد تعلق منه بغصن و من كان أسخطهما قبل هذا اليوم فأرضاهما في هذا اليوم فقد تعلق منه بغصن و كذلك من فعل شيئا من سائر أبواب الخير في هذا اليوم فقد تعلق منه بغصن ثم قال رسول الله ص و الذي بعثني بالحق نبيا و إن من تعاطى بابا من الشر و العصيان في هذا اليوم فقد تعلق بغصن من أغصان الزقوم فهو مؤديه إلى النار ثم قال رسول الله ص و الذي بعثني بالحق نبيا فمن قصر في صلاته المفروضة و ضيعها فقد تعلق بغصن منه و من جاءه في هذا اليوم فقير ضعيف يشكو إليه سوء حاله و هو يقدر على تغيير حاله من غير ضرر يلحقه و ليس هناك من ينوب عنه و يقوم مقامه فتركه يضيع و يعطب و لم يأخذ بيده فقد تعلق بغصن منه و من اعتذر إليه مسيء فلم يعذره ثم لم يقتصر به على قدر عقوبة إساءته بل أربى عليه فقد تعلق بغصن منه و من أفسد بين المرء و زوجه أو الوالد و ولده أو الأخ و أخيه أو القريب و قريبه أو بين جارين أو خليطين أو أجنبيين فقد تعلق بغصن منه و من شدد على معسر و هو يعلم إعساره فزاد غيظا و بلاء فقد تعلق بغصن منه و من كان عليه دين فكسره على صاحبه و تعدى عليه حتى أبطل دينه فقد تعلق بغصن منه و من جفا يتيما و آذاه و تهضم ماله فقد تعلق بغصن منه و من وقع في عرض أخيه المؤمن و حمل الناس على ذلك فقد تعلق بغصن منه و من تغنى بغناء حرام يبعث فيه على المعاصي فقد تعلق بغصن منه و من قعد يعدد قبائح أفعاله في الحروب و أنواع ظلمه لعباد الله فافتخر بها فقد تعلق بغصن منه
و من كان جاره مريضا فترك عيادته استخفافا بحقه فقد تعلق بغصن منه و من مات جاره فترك تشييع جنازته تهاونا به فقد تعلق بغصن منه و من أعرض عن مصاب و جفاه إزراء عليه و استصغارا له فقد تعلق بغصن منه و من عق والديه أو أحدهما فقد تعلق بغصن منه و من كان قبل ذلك عاقا لهما فلم يرضهما في هذا اليوم و هو يقدر على ذلك فقد تعلق بغصن منه و كذا من فعل شيئا من سائر أبواب الشر فقد تعلق بغصن منه و الذي بعثني بالحق نبيا إن المتعلقين بأغصان شجرة الزقوم تخفضهم تلك الأغصان إلى الجحيم ثم رفع رسول الله ص طرفه إلى السماء مليا و جعل يضحك و يستبشر ثم خفض طرفه إلى الأرض فجعل يقطب و يعبس ثم أقبل على أصحابه ثم قال و الذي بعث محمدا بالحق نبيا لقد رأيت شجرة طوبى ترتفع أغصانها و ترفع المتعلقين بها إلى الجنة و رأيت منهم من تعلق منها بغصن و منهم من تعلق بغصنين أو بأغصان على حسب اشتمالهم على الطاعات و إني لأرى زيد بن حارثة فقد تعلق بعامة أغصانها فهي ترفعه إلى أعلى علائها فبذلك ضحكت و استبشرت ثم نظرت إلى الأرض فو الذي بعثني بالحق نبيا لقد رأيت شجرة الزقوم تنخفض أغصانها و تخفض المتعلقين بها إلى الجحيم و رأيت منهم من تعلق بغصن و منهم من تعلق بغصنين أو بأغصان على حسب اشتمالهم على القبائح و إني لأرى بعض المنافقين قد تعلق بعامة أغصانها فهي تخفضه إلى أسفل دركاتها فلذلك عبست و قطبت ثم أعاد رسول الله ص بصره إلى السماء ينظر إليها مليا و هو يضحك و يستبشر و إلى الأرض ينظر إليها مليا و هو يقطب و يعبس ثم أقبل على أصحابه فقال يا عباد الله أما لو رأيتم ما رآه نبيكم محمد إذا لأظمأتم لله بالنهار أكبادكم و لجوعتم له بطونكم و لأسهرتم له ليلكم و لأنصبتم فيه أقدامكم و أبدانكم و لأنفدتم بالصدقة أموالكم و عرضتم للتلف في الجهاد أرواحكم قالوا و ما هو يا رسول الله فداك الآباء و الأمهات و البنون و البنات و الأهلون و القرابات قال رسول الله ص و الذي بعثني بالحق نبيا لقد رأيت تلك الأغصان من شجرة طوبى عادت إلى الجنة فنادى منادي ربنا خزانها يا ملائكتي انظروا كل من تعلق بغصن من أغصان طوبى في هذا اليوم فانظروا إلى
مقدار منتهى ظل ذلك الغصن فأعطوه من جميع الجوانب مثل مساحته قصورا و دورا و خيرات فأعطوا ذلك فمنهم من أعطي مسيرة ألف سنة من كل جانب و منهم من أعطي ضعفه و منهم من أعطي ثلاثة أضعافه أو أربعة أضعافه أو أكثر من ذلك على قدر قوة إيمانهم و جلالة أعمالهم و لقد رأيت صاحبكم زيد بن حارثة أعطي ألف ضعف ما أعطي جميعهم على قدر فضله عليهم في قوة الإيمان و جلالة الأعمال فلذلك ضحكت و استبشرت و لقد رأيت تلك الأغصان من شجرة الزقوم عادت إلى النار فنادى منادي ربنا خزانها انظروا كل من تعلق بغصن من أغصان شجرة الزقوم في هذا اليوم فانظروا إلى منتهى مبلغ حر ذلك الغصن و ظلمته فابنوا له مقاعد من النار من جميع الجوانب مثل مساحته قصور نيران و بقاع نيران و حيات و عقارب و سلاسل و أغلال و قيود و أنكال يعذب بها فمنهم من أعد له فيها مسيرة سنة أو سنتين أو مائة سنة أو أكثر على قدر ضعف إيمانهم و سوء أعمالهم و لقد رأيت لبعض المنافقين ألف ضعف ما أعطي جميعهم على قدر زيادة كفره و شره فلذلك قطبت و عبست ثم نظر رسول الله ص إلى أقطار الأرض و أكنافها فجعل يتعجب تارة و ينزعج تارة ثم أقبل على أصحابه فقال طوبى للمطيعين كيف يكرمهم الله بملائكته و الويل للفاسقين كيف يخذلهم الله و يكلهم إلى شياطينهم و الذي بعثني بالحق نبيا إني لأرى المتعلقين بأغصان شجرة طوبى كيف قصدتهم الشياطين ليغووهم فحملت عليهم الملائكة يقتلونهم و يثخنونهم و يطردونهم عنهم و ناداهم منادي ربنا يا ملائكتي ألا فانظروا كل ملك في الأرض إلى منتهى مبلغ نسيم هذا الغصن الذي تعلق به متعلق فقاتلوا الشياطين عن ذلك المؤمن و أخروهم عنه و إني لأرى بعضهم و قد جاءه من الأملاك من ينصره على الشياطين و يدفع عنه المردة و ساق الحديث إلى أن بين فضل شهر رمضان و حال من رعى حرمته و من لم يرعها و ما يقال لهذين الصنفين يوم القيامة إلى أن قال فهم في الجنة خالدون لا يشيبون فيها و لا يهرمون و لا يتحولون عنها و لا يخرجون و لا يقلقون فيها و لا يغتمون فهم فيها سارون مبتهجون آمنون مطمئنون وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ و أنتم في النار خالدون تعذبون فيها و تهانون و من نيرانها إلى زمهريرها تنقلون و في حميمها تغتسلون و من زقومها تطعمون و بمقامعها تقمعون و بضروب عذابها تعاقبون الأحياء أنتم فيها و لا تموتون أبد الآبدين إلا من لحقته منكم رحمة رب العالمين فخرج منها بشفاعة محمد أفضل النبيين بعد العذاب الأليم و النكال الشديد
112- لي، ]الأمالي للصدوق[ عن أنس بن مالك قال توفي ابن لعثمان بن مظعون فاشتد حزنه عليه حتى اتخذ من داره مسجدا يتعبد فيه فبلغ ذلك رسول الله فأتاه فقال له يا عثمان إن الله تبارك و تعالى لم يكتب علينا الرهبانية إنما رهبانية أمتي الجهاد في سبيل الله يا عثمان بن مظعون للجنة ثمانية أبواب و للنار سبعة أبواب فما يسرك أن لا تأتي بابا منها إلا وجدت ابنك إلى جنبك آخذا بحجزتك يشفع لك إلى ربك قال بلى ثم قال يا عثمان من صلى صلاة الفجر في جماعة ثم جلس يذكر الله عز و جل حتى تطلع الشمس كان له في الفردوس سبعون درجة ما بين درجتين كحضر الفرس الجواد المضمر سبعين سنة و من صلى الظهر في جماعة كان له في جنات عدن خمسون درجة بعد ما بين كل درجتين كحضر الفرس الجواد خمسين سنة
أقول سيأتي بتمامه في باب الرهبانية
113- لي، ]الأمالي للصدوق[ بالإسناد الذي سيأتي في باب فضائل شهر رجب عن أبي سعيد الخدري عن النبي ص قال من صام من رجب يوما أغلق بابا من أبواب النيران ثم قال و من صام من رجب ثلاثة أيام جعل الله بينه و بين النار خندقا أو حجابا طوله مسيرة سبعين عاما ثم قال و من صام من رجب سبعة أيام فإن لجهنم سبعة أبواب يغلق الله عليه بصوم كل يوم بابا من أبوابها و من صام من رجب ثمانية أيام فإن للجنة ثمانية أبواب يفتح الله له بصوم كل يوم بابا من أبوابها و قال له ادخل من أي أبواب الجنان شئت ثم قال و من صام من رجب أربعة عشر يوما أعطاه الله من الثواب ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر من قصور الجنان التي بنيت بالدر و الياقوت ثم قال و من صام من رجب ستة عشر يوما كان في أوائل من يركب على دواب من نور تطير بهم في عرصة الجنان إلى دار الرحمن ثم قال و من صام من رجب ثمانية عشر يوما زاحم إبراهيم في قبته في قبة الخلد على سرر الدر و الياقوت و من صام من رجب تسعة عشر يوما بنى الله له قصرا من لؤلؤ رطب بحذاء قصر آدم و إبراهيم ع في جنة عدن فيسلم عليهما و يسلمان عليه تكرمة له و إيجابا لحقه ثم قال و من صام من رجب ثلاثين يوما نادى مناد من السماء يا عبد الله أما ما مضى فقد غفر لك فاستأنف العمل فيما بقي و أعطاه الله عز و جل في الجنان كلها في كل جنة أربعين ألف مدينة من ذهب في كل مدينة أربعون ألف ألف قصر في كل قصر أربعون ألف ألف بيت في كل بيت أربعون ألف ألف مائدة من ذهب على كل مائدة أربعون ألف ألف قصعة في كل قصعة أربعون ألف ألف لون من الطعام و الشراب لكل طعام و شراب من ذلك لون على حدة و في كل بيت أربعون ألف ألف سرير من ذهب طول كل سرير ألفا ذراع في ألفي ذراع على كل سرير جارية من الحور عليها ثلاثمائة ألف ذؤابة من نور تحمل كل ذؤابة منها ألف ألف وصيفة تغلفها بالمسك و العنبر إلى أن يوافيها صائم رجب الحديث
114- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن جعفر بن محمد بن جعفر عن أيوب بن محمد عن سعد بن مسلمة عن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي صلوات الله عليهم قال قال رسول الله ص إن السخاء شجرة من أشجار الجنة لها أغصان متدلية في الدنيا فمن كان سخيا تعلق بغصن من أغصانها فساقه ذلك الغصن إلى الجنة و البخل شجرة من أشجار النار لها أغصان متدلية في الدنيا فمن كان بخيلا تعلق بغصن من أغصانها فساقه ذلك الغصن إلى النار
115- ع، ]علل الشرائع[ أبي عن سعد عن أحمد بن الحسن عن عمرو بن سعيد عن مصدق عن عمار عن أبي عبد الله ع في الرجل يصلي و عليه خاتم حديد قال لا و لا يتختم به الرجل لأنه من لباس أهل النار و قال لا يلبس الرجل الذهب و لا يصلي فيه لأنه من لباس أهل الجنة
116- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عن ابن عباس عن أمير المؤمنين ع قال دخل رسول الله ص ذات يوم على فاطمة ع و هي حزينة فقال لها و ساق الحديث في أحوال القيامة إلى أن قال فتقولين يا رب أرني الحسن و الحسين فيأتيانك و أوداج الحسين تشخب دما و هو يقول يا رب خذ لي اليوم حقي ممن ظلمني فيغضب عند ذلك الجليل و يغضب لغضبه جهنم و الملائكة أجمعون فتزفر جهنم عند ذلك زفرة ثم يخرج فوج من النار و يلتقط قتلة الحسين و أبناءهم و أبناء أبنائهم فيقولون يا رب إنا لم نحضر الحسين فيقول الله لزبانية جهنم خذوهم بسيماهم بزرقة العيون و سواد الوجوه و خذوا بنواصيهم فألقوهم فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ فإنهم كانوا أشد على أولياء الحسين من آبائهم الذين حاربوا الحسين فقتلوه فتسمع أشهقتهم في جهنم و ساق الحديث إلى أن قال فإذا بلغت باب الجنة تلقتك اثنتا عشرة ألف حوراء لم يتلقين أحدا قبلك و لا يتلقين أحدا كان بعدك بأيديهم حراب من نور على نجائب من نور جعلها من الذهب الأصفر و الياقوت الأحمر أزمتها من لؤلؤ رطب على كل نجيب أبرقة من سندس منضود فإذا دخلت الجنة تباشر بك أهلها و وضع لشيعتك موائد من جوهر على عمد من نور فيأكلون منها و الناس في الحساب و هم فيما اشتهت أنفسهم خالدون و إذا استقر أولياء الله في الجنة زارك آدم و من دونه من النبيين و إن في بطنان الفردوس اللؤلؤتين من عرق واحد لؤلؤة بيضاء و لؤلؤة صفراء فيها قصور و دور فيها سبعون ألف دار البيضاء منازل لنا و لشيعتنا و الصفراء منازل لإبراهيم و آل إبراهيم صلوات الله عليهم أجمعين
بيان الأبرق كل شيء اجتمع فيه سواد و بياض
117- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن أبي منصور السكري عن جده علي بن عمر عن إسحاق بن مروان القطان عن أبيه عن عبيد بن مهران العطار عن يحيى بن عبد الله بن الحسن عن أبيه و عن جعفر بن محمد ع عن أبيهما عن جدهما ع قالا قال رسول الله ص إن في الفردوس لعينا أحلى من الشهد و ألين من الزبد و أبرد من الثلج و أطيب من المسك منها طينة خلقنا الله عز و جل منها و خلق منها شيعتنا و هي الميثاق الذي أخذ الله عز و جل عليه ولاية علي بن أبي طالب ع قال عبيد فذكرت لمحمد بن علي بن الحسين هذا الحديث قال صدقت هكذا أخبرني أبي عن جدي عن النبي ص
118- ع، ]علل الشرائع[ الطالقاني عن محمد بن يوسف الحلال عن محمد بن الخليل عن عبد الله بن بكر عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال سأل عبد الله بن سلام النبي ص عن أول طعام أهل الجنة فقال ص و أما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت الخبر
بيان قال الكرماني في شرح البخاري زيادة الكبد هي القطعة المنفردة المتعلقة بالكبد و هي أهنأها و أطيبها
119- ع، ]علل الشرائع[ علي بن أحمد بن محمد عن حمزة العلوي عن علي بن الحسين عن إبراهيم بن موسى الفراء عن محمد بن ثور عن جعفر بن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن مرة عن ثوبان أن يهوديا جاء إلى النبي ص فسأله عن مسائل فكان فيما سأله فما أول ما يأكله أهل الجنة إذا دخلوها قال كبد الحوت قال فما شرابهم على أثر ذلك قال السلسبيل قال صدقت الخبر
120- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عن الحسين بن سعيد عن ابن عباس عن النبي ص قال طوبى شجرة في الجنة غرسها الله بيده و نفخ فيه من روحه تنبت الحلي و الحلل و الثمار متدلية على أفواه أهل الجنة و إن أغصانها لترى من وراء سور الجنة في منزل علي بن أبي طالب ع لم يحرمها وليه و لن ينالها عدوه
121- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عن جعفر بن أحمد رفعه عن سلمان رضي الله عنه عن النبي ص أنه قال و الله يا علي إن شيعتك ليؤذن لهم في الدخول عليكم في كل جمعة و إنهم لينظرون إليكم من منازلهم يوم الجمعة كما ينظر أهل الدنيا إلى النجم في السماء و إنكم لفي أعلى عليين في غرفة ليس فوقها درجة أحد من خلقه الخبر
122- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر بن محمد بن سعيد الأحمسي رفعه عن أبي ذر رحمه الله عن النبي ص في خبر المعراج قال ثم عرج بي إلى السماء السادسة فتلقتني الملائكة و سلموا علي و قالوا لي مثل مقالة أصحابهم فقلت يا ملائكتي تعرفوننا حق معرفتنا فقالوا بلى يا نبي الله لم لا نعرفكم و قد خلق الله جنة الفردوس و على بابها شجرة ليس فيها ورقة إلا عليها مكتوب حرفان بالنور لا إله إلا الله محمد رسول الله علي بن أبي طالب عروة الله الوثيقة و حبل الله المتين و عينه في الخلائق أجمعين و سيف نقمته على المشركين فأقرئه منا السلام و قد طال شوقنا إليه الحديث
123- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ علي بن خلف الشيباني رفعه عن ابن عباس عن النبي ص أنه قال لعلي ع هذا جبرئيل يخبرني عن الله أن الله يبعثك و شيعتك يوم القيامة ركبانا غير رجال على نجائب رحلها من النور فتناخ عند قبورهم فيقال لهم اركبوا يا أولياء الله فيركبون صفا معتدلا أنت إمامهم إلى الجنة حتى إذا صاروا إلى الفحص ثارت في وجوههم ريح يقال لها المثيرة فتذري في وجوههم المسك الأذفر فينادون بصوت لهم نحن العلويون فيقال لهم فأنتم آمنون و لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ
124- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عن أبي القاسم العلوي رفعه عن أبي هريرة عن النبي ص قال علي له في الجنة قصر من ياقوتة حمراء أسفلها من زبرجد أخضر و أعلاها من ياقوتة حمراء و ثلثا القصر مرصع بأنواع الياقوت و الجوهر عليه شرف يعرف بتسبيحه و تقديسه و تحميده و تمجيده الخبر
125- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ علي بن محمد الزهري رفعه عن سلمان الفارسي رضي الله عنه و ساق الحديث في تجهيز النبي ص سرية إلى جهاد قوم إلى أن قال فمن منكم يخرج إليهم قبل أن ينظر في ديارنا و حريمنا لعل الله أن يفتح على يديه و أضمن له على الله اثنا عشر قصرا في الجنة و ساقه إلى أن قال فقال أمير المؤمنين ع فداك أبي و أمي يا رسول الله صف لي هذه القصور فقال رسول الله ص يا علي بناء هذه القصور لبنة من ذهب و لبنة من فضة ملاطها المسك الأذفر و العنبر حصباؤها الدر و الياقوت ترابها الزعفران كثيبها الكافور في صحن كل قصر من هذه القصور أربعة أنهار نهر من عسل و نهر من خمر و نهر من لبن و نهر من ماء محفوف بالأشجار من المرجان على حافتي كل نهر من هذه الأنهار خيم من درة بيضاء لا قطع فيه و لا فصل قال لها كوني فكانت يرى باطنها من ظاهرها و ظاهرها من باطنها في كل خيمة سرير مفصص بالياقوت الأحمر قوائمها من الزبرجد الأخضر على كل سرير حوراء من الحور العين على كل حور سبعون حلة خضراء و سبعون حلة صفراء يرى مخ ساقيها خلف عظمها و جلدها و حليها و حللها كما ترى الخمرة الصافية في الزجاجة البيضاء مكللة بالجواهر لكل حور سبعون ذؤابة كل ذؤابة بيد وصيف و بيد كل وصيف مجمر تبخر تلك الذؤابة يفوح من ذلك المجمر بخار لا يفوح بنار و لكن بقدرة الجبار الحديث
126- ثو، ]ثواب الأعمال[ بإسناده عن أبي الحسن ع قال رجب نهر في الجنة أشد بياضا من اللبن و أحلى من العسل من صام يوما من رجب سقاه الله من ذلك النهر
127- ثو، ]ثواب الأعمال[ بإسناده عن ابن عباس عن النبي ص قال من صام ثلاثة أيام من شعبان رفع له سبعون ألف درجة من الجنان من الدر و الياقوت و من صام تسعة عشر يوما من شعبان أعطي سبعون ألف قصر من الجنان من در و ياقوت و من صام اثنين و عشرين يوما من شعبان كسي سبعين حلة من سندس و إستبرق الحديث
128- ثو، ]ثواب الأعمال[ بإسناده عن أمير المؤمنين ع في ثواب التهليلات في عشر ذي الحجة قال من قال ذلك كل يوم عشر مرات أعطاه الله عز و جل بكل تهليلة درجة في الجنة من الدر و الياقوت ما بين كل درجتين مسيرة مائة عام للراكب المسرع في كل درجة مدينة فيها قصر من جوهرة واحدة لا فصل فيها في كل مدينة من تلك المدائن من الدور و الصحون و الغرف و البيوت و الفرش و الأزواج و السرر و الحور العين و من النمارق و الزرابي و الموائد و الخدم و الأنهار و الأشجار و الحلي و الحلل ما لا يصف خلق من الواصفين فإذا خرج من قبره أصاب كل شعرة منه نورا و ابتدره سبعون ألف ملك يمشون أمامه و عن يمينه و عن شماله حتى ينتهي إلى باب الجنة فإذا دخلها قاموا خلفه و هو أمامهم حتى ينتهي إلى مدينة ظاهرها ياقوتة حمراء و باطنها زبرجد خضراء فيها من أصناف ما خلق الله عز و جل في الجنة فإذا انتهوا إليها قالوا يا ولي الله هل تدري ما هذه المدينة قال لا فمن أنتم قالوا نحن الملائكة الذين شهدناك في الدنيا يوم هللت الله عز و جل بالتهليل هذه المدينة بما فيها ثوابا لك و أبشر بأفضل من هذا في داره دار السلام في جواره عطاء لا ينقطع أبدا
129- من تفسير النعماني، فيما رواه عن أمير المؤمنين ع و سيأتي بإسناده في كتاب القرآن قال ع و أما الرد على من أنكره خلق الجنة و النار فقال الله تعالى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى و قال رسول الله ص دخلت الجنة فرأيت فيها قصرا من ياقوت أحمر يرى داخله من خارجه و خارجه من داخله من نوره فقلت يا جبرئيل لمن هذا القصر فقال لمن أطاب الكلام و أدام الصيام و أطعم الطعام و تهجد بالليل و الناس نيام فقلت يا رسول الله و في أمتك من يطيق هذا فقال لي ادن مني فدنوت فقال أ تدري ما إطابة الكلام فقلت الله و رسوله أعلم فقال هو سبحان الله و الحمد لله و لا إله الله و الله أكبر أ تدري ما إدامة الصيام فقلت الله و رسوله أعلم فقال من صام شهر رمضان و لم يفطر منه يوما أ تدري ما إطعام الطعام فقلت الله و رسوله أعلم فقال من طلب لعياله ما يكف به وجوههم أ تدري ما التهجد بالليل و الناس نيام فقلت الله و رسوله أعلم فقال من لا ينام حتى يصلي العشاء الآخرة و يريد بالناس هنا اليهود و النصارى لأنهم ينامون بين الصلاتين و قال ص لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فرأيت فيها قيعان و رأيت فيها ملائكة يبنون لبنة من ذهب و لبنة من فضة و ربما أمسكوا فقلت لهم ما بالكم قد أمسكتم فقالوا حتى تجيئنا النفقة فقلت و ما نفقتكم قالوا قول المؤمن سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر فإذا قال بنينا و إذا أمسك أمسكنا و قال ص لما أسرى بي ربي إلى سبع سماواته أخذ جبرئيل بيدي و أدخلني الجنة و أجلسني على درنوك من درانيك الجنة و ناولني سفرجلة فانفلقت نصفين و خرجت حوراء منها فقامت بين يدي و قالت السلام عليك يا محمد السلام عليك يا أحمد السلام عليك يا رسول الله فقلت و عليك السلام من أنت فقالت أنا الراضية المرضية خلقني الجبار من ثلاثة أنواع أعلاي من الكافور و وسطي من العنبر و أسفلي من المسك و عجنت بماء الحيوان قال لي ربي كوني فكنت لأخيك و وصيك علي بن أبي طالب و هذا و مثله دليل على خلق الجنة و بالعكس من ذلك الكلام في النار
-130 فس، ]تفسير القمي[ و أما الرد على من أنكر خلق الجنة و النار فقوله عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى و سدرة المنتهى في السماء السابعة و جنة المأوى عندها
قال علي بن إبراهيم حدثني أبي عن حماد عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فرأيت قصرا و ساق الحديث الأول إلى قوله فإنهم ينامون فيما بينهما
ثم قال و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء إلى آخر الحديث الثاني ثم روى ما روينا عنه في أول الباب من حديث تقبيل فاطمة ع و وصف شجرة طوبى ثم قال و مثل ذلك كثير مما هو رد على من أنكر المعراج و خلق الجنة و النار
131- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص وسط الجنة لي و لأهل بيتي
132- ل، ]الخصال[ ماجيلويه عن محمد العطار عن محمد بن أحمد عن ابن أبي الخطاب و أحمد بن الحسن بن علي عن علي بن أسباط عن الحسن بن يزيد عن محمد بن سالم رفعه إلى أمير المؤمنين ع في قوله تعالى طُوبى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ قال هي شجرة غرسها الله عز و جل بيده و نفخ فيها من روحه و إن أغصانها لترى من وراء سور الجنة تنبت بالحلي و الحلل و الثمار متدلية على أفواههم الخبر
133- ل، ]الخصال[ بسندين عن ابن عباس قال خط رسول الله ص أربع خطط في الأرض و قال أ تدرون ما هذا قلنا الله و رسوله أعلم فقال رسول الله ص أفضل نساء الجنة أربع خديجة بنت خويلد و فاطمة بنت محمد ص و مريم بنت عمران و آسية بنت مزاحم امرأة فرعون
134- مع، ]معاني الأخبار[ ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن ابن فضال عن رجل عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص السخاء شجرة في الجنة أصلها و هي مظلة على الدنيا من تعلق بغصن منها اجتره إلى الجنة
-135 م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ في قوله تعالى وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ قال ع هي شجرة تميزت بين أشجار الجنة إن سائر أشجار الجنة كان كل نوع منها يحمل نوعا من الثمار و المأكول و كانت هذه الشجرة و جنسها تحمل البر و العنب و التين و العناب و سائر أنواع الفواكه و الثمار و الأطعمة فلذلك اختلفت الحاكون بذكر الشجرة فقال بعضهم هي برة و قال آخرون هي عنبة و قال آخرون هي عنابة
136- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ فيما سيأتي في أبواب مناقب أمير المؤمنين ع قال النبي ص لعلي ع فإن الله يخزي عنك الشيطان و عن محبيك و يعطيك في الآخرة بعدد كل حبة خردل مما أعطيت صاحبك و مما ينميه الله منه درجة في الجنة أكبر من الدنيا من الأرض إلى السماء و بعدد كل حبة منها جبلا من فضة كذلك و جبلا من لؤلؤ و جبلا من ياقوت و جبلا من جوهر و جبلا من نور رب العزة كذلك و جبلا من زمرد و جبلا من زبرجد كذلك و جبلا من مسك و جبلا من عنبر كذلك و إن عدد خدمك في الجنة أكثر من عدد قطر المطر و النبات و شعور الحيوانات
137- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال رسول الله ص من رعى قرابات أبويه أعطي في الجنة ألف درجة ما بين كل درجتين حضر الفرس الجواد المضمر مائة سنة إحدى الدرجات من فضة و الأخرى من ذهب و أخرى من لؤلؤ و أخرى من زمرد و أخرى من زبرجد و أخرى من مسك و أخرى من عنبر و أخرى من كافور فتلك الدرجات من هذه الأصناف و من رعى حق قربى محمد و علي أوتي من فضائل الدرجات و زيادة المثوبات على قدر زيادة فضل محمد و علي على أبوي نسبه و ساق الحديث إلى أن قال في شأن رجل آثر قرابة رسول الله ص على قرابته بعد بيان أن أعطى مالا كثيرا قال ثم أتاه رسول الله ص فقال يا عبد الله هذا جزاؤك في الدنيا على إيثار قرابتي على قرابتك و لأعطينك في الآخرة بكل حبة من هذا المال في الجنة ألف قصر أصغرها أكبر من الدنيا مغرز إبرة منها خير من الدنيا و ما فيها و ساقه إلى أن قال و من مسح يده برأس يتيم رفقا به جعل الله له في الجنة بكل شعرة مرت تحت يده قصرا أوسع من الدنيا بما فيها و فيها ما تشتهي الأنفس و تلذ الأعين و هم فيها خالدون و ساقه إلى أن قال قال الحسين بن علي ع من كفل لنا يتيما قطعته عنا غيبتنا و استتارنا فواساه من علومنا التي سقطت إليه حتى أرشده و هداه قال الله عز و جل يا أيها العبد الكريم المواسي إني أولى بهذا الكرم اجعلوا له يا ملائكتي في الجنان بعدد كل حرف علمه ألف ألف قصر و أضيفوا إليها ما يليق بها من سائر النعم و ساقه إلى أن قال و قالت فاطمة ع و قد اختصم إليها امرأتان فتنازعتا في شيء من أمر الدين إحداهما معاندة و الأخرى مؤمنة ففتحت على المؤمنة حجتها فاستظهرت على المعاندة ففرحت فرحا شديدا فقالت فاطمة ع إن فرح الملائكة باستظهارك عليها أشد من فرحك و إن حزن الشيطان و مردته بخزيها عنك أشد من حزنها و إن الله عز و جل قال للملائكة أوجبوا لفاطمة بما فتحت على هذه المسكينة الأسيرة من الجنان ألف ألف ضعف ما كنت أعددت لها و اجعلوا هذه سنة في كل من يفتح على أسير مسكين فيغلب معاندا مثل ألف ألف ما كان معدا له من الجنان و ساقه إلى أن قال و قال جعفر بن محمد ع من كان همه في كسر النواصب عن المساكين الموالين لنا أهل البيت يكسرهم عنهم و يكشف عن مخازيهم و يبين أعوارهم و يفخم أمر محمد و آله جعل الله همة أملاك الجنان في بناء قصوره و دوره يستعمل بكل حرف من حروف حججه على أعداء الله أكثر من عدد أهل الدنيا أملاكا قوة كل واحد تفضل من حمل السماوات و الأرضين فكم من بناء و كم من نعمة و كم من قصور لا يعرف قدرها إلا رب العالمين و ساقه إلى أن قال قال رسول الله ص إن الله عز و جل أمر جبرئيل ليلة المعراج فعرض علي قصور الجنان فرأيتها من الذهب و الفضة ملاطها المسك و العنبر غير أني رأيت لبعضها شرفا عالية و لم أر لبعضها فقلت يا حبيبي جبرئيل ما بال هذه بلا شرف كما لسائر تلك القصور فقال يا محمد هذه قصور المصلين فرائضهم الذين يكسلون عن الصلاة عليك و على آلك بعدها فإن بعث مادة لبناء الشرف من الصلاة على محمد و آله الطيبين بنيت له الشرف و إلا بقيت هكذا فيقال حتى يعرف سكان الجنان أن القصر الذي لا شرف له هو للذي كسل صاحبه بعد صلاته عن الصلاة على محمد و آله الطيبين و رأيت فيها قصورا منيعة مشرفة عجيبة الحسن ليس لها أمامها دهليز و لا بين يديها بستان و لا خلفها فقلت ما بال هذه القصور لا دهليز بين يديها و لا بستان خلفها فقال يا محمد هذه قصور المصلين الصلوات الخمس الذين يبذلون بعض وسعهم في قضاء حقوق إخوانهم المؤمنين دون جميعها فلذلك قصورهم بغير دهليز أمامها و لا بساتين خلفها
138- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال ع في بيان ثواب الصلاة و إذا قال بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين فقرأ فاتحة الكتاب و سورة قال الله تعالى لملائكته أ ما ترون عبدي هذا كيف تلذذ بقراءة كلامي أشهدكم يا ملائكتي لأقولن له يوم القيامة اقرأ في جناتي و ارق في درجاتي فلا يزال يقرأ و يرقى بعدد كل حرف درجة من ذهب و درجة من فضة و درجة من لؤلؤ و درجة من جوهر و درجة من زبرجد أخضر و درجة من زمرد أخضر و درجة من نور رب العزة و ساقه إلى أن قال في بيان الزكاة فإن من أعطى من زكاته طيبة بها نفسه أعطاه الله بكل حبة منها قصرا في الجنة من ذهب و قصرا من فضة و قصرا من لؤلؤ و قصرا من زبرجد و قصرا من زمرد و قصرا من جوهر و قصرا من نور رب العالمين
139- فس، ]تفسير القمي[ لَهُمْ دارُ السَّلامِ قال يعني الجنة و سميت دار السلام للسلامة فيها من الأحزان و الآلام
140- فس، ]تفسير القمي[ قال الصادق ع على باب الجنة مكتوب الصدقة بعشرة و القرض بثمانية عشر
141- فس، ]تفسير القمي[ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَ أَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ أي تكرمون يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَ أَكْوابٍ أي قصاع و أواني وَ فِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ إلى قوله مِنْها تَأْكُلُونَ فإنه محكم
و أخبرني أبي عن الحسن بن محبوب عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع قال إن الرجل في الجنة يبقى على مائدته أيام الدنيا و يأكل في أكلة واحدة بمقدار أكله في الدنيا
142- فس، ]تفسير القمي[ وَ أَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ قال أي خمرة إذا تناولها ولي الله وجد رائحة المسك فيها
143- فس، ]تفسير القمي[ لا لَغْوٌ فِيها وَ لا تَأْثِيمٌ قال ليس في الجنة خناء و لا فحش و يشرب المؤمن و لا يأثم ثم حكى عز و جل قول أهل الجنة فقال وَ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ قال في الجنة قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ أي خائفين من العذاب فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا وَ وَقانا عَذابَ السَّمُومِ قال السموم الحر الشديد
144- قل، ]إقبال الأعمال[ يب، ]تهذيب الأحكام[ محمد بن أحمد بن داود عن أحمد بن محمد بن عمار عن أبيه عن علي بن الحسن بن فضال عن محمد بن عبد الله بن زرارة عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال كنا عند الرضا ع و المجلس غاص بأهله فتذاكروا يوم الغدير فأنكره بعض الناس فقال الرضا ع حدثني أبي عن أبيه قال إن يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض إن لله في الفردوس الأعلى قصرا لبنة من فضة و لبنة من ذهب فيه مائة ألف قبة من ياقوتة حمراء و مائة ألف خيمة من ياقوت أخضر ترابه المسك و العنبر فيه أربعة أنهار نهر من خمر و نهر من ماء و نهر من لبن و نهر من عسل حواليه أشجار جميع الفواكه عليه طيور أبدانها من لؤلؤ و أجنحتها من ياقوت و تصوت بألوان الأصوات فإذا كان يوم الغدير ورد إلى ذلك القصر أهل السماوات يسبحون الله و يقدسونه و يهللونه تتطاير تلك الطيور فتقع في ذلك الماء و تتمرغ على ذلك المسك و العنبر فإذا اجتمعت الملائكة طارت فتنفض ذلك عليهم و إنهم في ذلك اليوم ليتهادون نثار فاطمة ع فإذا كان آخر ذلك اليوم نودوا انصرفوا إلى مراتبكم فقد أمنتم الخطاء و الزلل إلى قابل في مثل هذا اليوم تكرمة لمحمد و علي ع الخبر
145- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن محبوب عن معلى بن رئاب و يعقوب السراج عن أبي عبد الله ع أن أمير المؤمنين ع خطب الناس فقال فيها ألا و إن التقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها و أعطوا أزمتها فأوردتهم الجنة و فتحت لهم أبوابها و وجدوا ريحها و طيبها و قيل لهم ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ الخطبة
146- كا، ]الكافي[ العدة عن الفضيل بن عبد الوهاب عن إسحاق بن عبيد الله عن عبيد الله بن الوليد الوصافي رفعه قال قال رسول الله ص من قال لا إله إلا الله غرست له شجرة في الجنة من ياقوتة حمراء منبتها في مسك أبيض أحلى من العسل و أشد بياضا من الثلج و أطيب ريحا من المسك فيها أمثال ثدي الأبكار تعلو عن سبعين حلة الخبر
147- لي، ]الأمالي للصدوق[ عن ابن عباس عن النبي ص قال لو علمتم ما لكم في شهر رمضان لزدتم لله تعالى شكرا إذا كان أول ليلة منه غفر الله عز و جل لأمتي الذنوب كلها سرها و علانيتها و رفع لكم ألفي ألف درجة و بنى لكم خمسين مدينة قال و أعطاكم الله عز و جل في اليوم الثالث بكل شعرة على أبدانكم قبة في الفردوس من درة بيضاء في أعلاها اثنا عشر ألف بيت من النور و في أسفلها اثنا عشر ألف بيت في كل بيت ألف سرير على كل سرير حوراء يدخل عليكم كل يوم ألف ملك مع كل ملك هدية و أعطاكم الله عز و جل اليوم الرابع في جنة الخلد سبعين ألف قصر في كل قصر سبعون ألف بيت في كل بيت خمسون ألف سرير على كل سرير حوراء بين يدي كل حوراء ألف وصيفة خمار إحداهن خير من الدنيا و ما فيها و أعطاكم الله اليوم الخامس في جنة المأوى ألف ألف مدينة في كل مدينة سبعون ألف بيت في كل بيت سبعون ألف مائدة على كل مائدة سبعون ألف قصعة و في كل قصعة ستون ألف لون من الطعام لا يشبه بعضها بعضا و أعطاكم الله عز و جل اليوم السادس في دار السلام مائة ألف مدينة في كل مدينة مائة ألف دار في كل دار مائة ألف بيت في كل بيت مائة ألف سرير من ذهب طول كل سرير ألف ذراع على كل سرير زوجة من الحور العين عليها ثلاثون ألف ذؤابة منسوجة بالدر و الياقوت تحمل كل ذؤابة مائة جارية و أعطاكم الله عز و جل اليوم السابع في جنة النعيم ثواب أربعين ألف شهيد و أربعين ألف صديق و ساقه إلى أن قال و يوم خمسة و عشرين بنى الله عز و جل لكم تحت العرش ألف قبة خضراء على رأس كل قبة خيمة من نور يقول الله عز و جل يا أمة محمد أنا ربكم و أنتم عبيدي و إمائي استظلوا بظل عرشي في هذه القباب و كلوا و اشربوا هنيئا فلا خوف عليكم و لا أنتم تحزنون يا أمة محمد و عزتي و جلالي لأبعثنكم إلى الجنة يتعجب منكم الأولونو الآخرون و لأتوجن كل واحد منكم بألف تاج من نور و لأركبن كل واحد منكم على ناقة خلقت من نور زمامها من نور و في ذلك الزمام ألف حلقة من ذهب و في كل حلقة ملك حلقة عليها من الملائكة بيد كل ملك عمود من نور حتى يدخل الجنة بغير حساب و ساقه إلى أن قال و يوم ثمانية و عشرين جعل الله لكم في جنة الخلد مائة ألف مدينة من نور و أعطاكم الله عز و جل في جنة المأوى مائة ألف قصر من فضة و أعطاكم الله عز و جل في جنة النعيم مائة ألف دار من عنبر أشهب و أعطاكم الله عز و جل في جنة الفردوس مائة ألف مدينة في كل مدينة ألف حجرة و أعطاكم الله عز و جل في جنة الجلال مائة ألف منبر من مسك في جوف كل منبر ألف بيت من زعفران في كل بيت ألف سرير من در و ياقوت على كل سرير زوجة من الحور العين فإذا كان يوم تسعة و عشرين أعطاكم الله عز و جل ألف ألف محلة في جوف كل محلة قبة بيضاء في كل قبة سرير من كافور أبيض على ذلك السرير ألف فراش من السندس الأخضر فوق كل فراش حوراء عليها سبعون ألف حلة و على رأسها ثمانون ألف ذؤابة كل ذؤابة مكللة بالدر و الياقوت و ساقه إلى أن قال و للجنة باب يقال له الريان لا يفتح إلى يوم القيامة ثم يفتح للصائمين و الصائمات من أمة محمد ص ثم ينادي رضوان خازن الجنة يا أمة محمد هلموا إلى الريان فيدخل أمتي من ذلك الباب إلى الجنة فمن لم يغفر له في شهر رمضان ففي أي شهر يغفر له
148- لي، ]الأمالي للصدوق[ الحسن بن محمد بن يحيى عن يحيى بن الحسن عن إبراهيم بن علي و الحسن بن يحيى عن نصر بن مزاحم عن أبي خالد عن زيد بن علي عن آبائه عن علي ع قال كان لي عشر من رسول الله ص لم يعطهن أحد قبلي و لا يعطاهن أحد بعدي قال لي يا علي أنت أخي في الآخرة و أنت أقرب الناس مني موقفا يوم القيامة و منزلي و منزلك في الجنة متواجهان كمنزل الأخوين الحديث
149- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن علي بن محمد الكاتب عن الحسن بن علي الزعفراني عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن عثمان بن أبي شيبة عن عمرو بن ميمون عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ع قال قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع على منبر الكوفة أيها الناس إنه كان لي من رسول الله ص عشر خصال لهن أحب إلي مما طلعت عليه الشمس قال قال لي رسول الله ص يا علي أنت أخي في الدنيا و الآخرة و أنت أقرب الخلائق إلي يوم القيامة في الموقف بين يدي الجبار و منزلك في الجنة مواجه منزلي كما يتواجه منزل الأخوين في الله عز و جل الحديث
150- لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن شاذويه عن الحميري عن أبيه عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه علي بن الحسين سيد العابدين عن أبيه الحسين بن علي سيد الشهداء عن أبيه علي بن أبي طالب سيد الأوصياء ع قال قال رسول الله ص من صلى علي و لم يصل على آلي لم يجد ريح الجنة و إن ريحها لتوجد من مسيرة خمسمائة عام
151- لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن سعد عن سلمة بن الخطاب عن محمد بن الليث عن جابر بن إسماعيل عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه ع أن رجلا سأل علي بن أبي طالب ع عن قيام الليل بالقرآن فقال و ساق الحديث إلى أن قال و من صلى ليلة تامة تاليا لكتاب الله راكعا و ساجدا و ذاكرا و ساقه إلى أن قال يقول الرب تبارك و تعالى لملائكته يا ملائكتي انظروا إلى عبدي أحيا ليلة ابتغاء مرضاتي أسكنوه الفردوس و له فيها مائة ألف مدينة في كل مدينة جميع ما تشتهي الأنفس و تلذ الأعين و ما لا يخطر على بال سوى ما أعددت له من الكرامة و المزيد و القربة
152- لي، ]الأمالي للصدوق[ ماجيلويه عن عمه عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد ع أنه قال و ساق الحديث إلى أن قال و عليكم بتلاوة القرآن فإن درجات الجنة على عدد آيات القرآن فإذا كان يوم القيامة يقال لقارئ القرآن اقرأ و ارق فكلما قرأ آية رقي درجة الحديث
153- لي، ]الأمالي للصدوق[ عن وهب بن وهب القرشي عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ع قال قال رسول الله ص للجنة باب يقال له باب المجاهدين يمضون إليه فإذا هو مفتوح و هم متقلدون سيوفهم و الجمع في الموقف الملائكة ترحب بهم الخبر
154- لي، ]الأمالي للصدوق[ الفامي عن الحميري عن أبيه عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص من قال سبحان الله غرس الله له بها شجرة في الجنة و من قال الحمد لله غرس الله له بها شجرة في الجنة و من قال لا إله إلا الله غرس الله له بها شجرة في الجنة و من قال الله أكبر غرس الله له بها شجرة في الجنة فقال رجل من قريش يا رسول الله إن شجرنا في الجنة لكثير قال نعم و لكن إياكم أن ترسلوا عليها نيرانا فتحرقوها و ذلك أن الله عز و جل يقول يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ لا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ
155- لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن الوليد عن ابن أبان عن الأهوازي عن ابن أبي عمير عن البطائني عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع أنه قال للشيعة قد ضمنا لكم الجنة بضمان الله و ضمان رسوله ما على درجات الجنة أحد أكثر أزواجا منكم فتنافسوا في فضائل الدرجات أنتم الطيبون و نساؤكم الطيبات كل مؤمنة حوراء عيناء و كل مؤمن صديق الخبر
156- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن أحمد بن محمد بن الحسن عن أبيه عن محمد العطار عن الخشاب عن علي بن النعمان عن بشير الدهان قال قلت لأبي جعفر ع جعلت فداك أي الفصوص أركبه على خاتمي قال يا بشير أين أنت عن العقيق الأحمر و العقيق الأصفر و العقيق الأبيض فإنها ثلاثة جبال في الجنة فأما الأحمر فمطل على دار رسول الله ص و أما الأصفر فمطل على دار فاطمة صلوات عليها و أما الأبيض فمطل على دار أمير المؤمنين ع و الدور كلها واحدة يخرج منها ثلاثة أنهار من تحت كل جبل نهر أشد بردا من الثلج و أحلى من العسل و أشد بياضا من الدر لا يشرب منها إلا محمد و آله و شيعتهم و مصبها كلها واحد و مجراها من الكوثر و إن هذه الثلاثة جبال تسبح الله و تقدسه و تمجده و تستغفر لمحبي آل محمد ع الخبر
157- ع، ]علل الشرائع[ الحسن بن يحيى بن ضريس عن أبيه عن عمارة السكري عن إبراهيم بن عاصم عن عبد الله بن هارون الكرخي عن أحمد بن عبد الله بن يزيد بن سلام بن عبيد الله مولى رسول الله ص عن أبيه عن يزيد بن سلام أنه سأل النبي صلى الله عليه و آله لم سميت الجنة جنة قال لأنها جنينة خيرة نقية و عند الله تعالى ذكره مرضية
158- ل، ]الخصال[ الحسن بن علي بن محمد عن محمد بن علي بن إسماعيل عن علي بن محمد بن عامر عن عمرو بن عبدوس عن هاني بن المتوكل عن محمد بن علي عن عياض عن أبيه عن جده عن أبي أيوب الأنصاري قال قال رسول الله ص لما خلق الله عز و جل الجنة خلقها من نور عرشه ثم أخذ من ذلك النور و أصاب عليا و أهل بيته ثلث النور فمن أصابه من ذلك النور اهتدى إلى ولاية آل محمد و من لم يصبه من ذلك النور ضل عن ولاية آل محمد
159- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن جعفر بن محمد العلوي عن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن جده عن أبيه عبد الله عن أبيه و خاله علي بن الحسين عن الحسن و الحسين عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم قال جاء رجل من الأنصار إلى النبي ص فقال يا رسول الله ما أستطيع فراقك و إني لأدخل منزلي فأذكرك فأترك ضيعتي و أقبل حتى أنظر إليك حبا لك فذكرت إذا كان يوم القيامة و أدخلت الجنة فرفعت في أعلى عليين فكيف لي بك يا نبي الله فنزل وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً فدعا النبي ص الرجل فقرأها عليه و بشره بذلك
160- ع، ]علل الشرائع[ القطان عن السكري عن الجوهري عن عمر بن عمران عن عبيد الله بن موسى عن جبلة المكي عن طاوس عن ابن عباس عن النبي ص قال لما عرج بي إلى السماء و انتهيت إلى السماء السادسة نوديت يا محمد نعم الأب أبوك إبراهيم و نعم الأخ أخوك علي فلما صرت إلى الحجب أخذ جبرئيل ع بيدي فأدخلني الجنة فإذا أنا بشجرة من نور في أصلها ملكان يطويان الحلي و الحلل إلى يوم القيامة فقلت حبيبي جبرئيل لمن هذه الشجرة فقال هذه لأخيك علي بن أبي طالب ع و هذان الملكان يطويان له الحلي و الحلل إلى يوم القيامة ثم تقدمت أمامي فإذا أنا برطب ألين من الزبد و أطيب من المسك و أحلى من العسل فأخذت رطبة فأكلتها فتحولت الرطبة نطفة في صلبي فلما أن هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ففاطمة حوراء إنسية فإذا اشتقت إلى الجنة شممت رائحة فاطمة ع
161- ك، ]إكمال الدين[ بإسناده عن أبي الطفيل عن علي ع في أجوبته ع عن مسائل اليهودي إلى أن قال و أما منزل محمد ص من الجنة في جنة عدن و هي وسط الجنان و أقربها من عرش الرحمن جل جلاله و الذين يسكنون معه في الجنة هؤلاء الأئمة الاثنا عشر
أقول سيأتي بتمامه و إسناده في باب نص أمير المؤمنين على الاثني عشر ع
162- لي، ]الأمالي للصدوق[ أحمد بن محمد بن حمدان عن محمد بن عبد الرحمن الصفار عن محمد بن عيسى الدامغاني عن يحيى بن المغيرة عن حريز عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله ص ليلة أسري بي إلى السماء أخذ جبرئيل بيدي فأدخلني الجنة و أجلسني على درنوك من درانيك الجنة فناولني سفرجلة فانفلقت بنصفين فخرجت منها حوراء كان أشفار عينيها مقاديم النسور فقالت السلام عليك يا أحمد السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا محمد فقلت من أنت رحمك الله قالت أنا الراضية المرضية خلقني الجبار من ثلاثة أنواع أسفلي من المسك و أعلاي من الكافور و وسطي من العنبر و عجنت بماء الحيوان قال الجبار كوني فكنت خلقت لابن عمك و وصيك و وزيرك علي بن أبي طالب ع
163- جع، ]جامع الأخبار[ عن الرضا عن آبائه ع عن النبي ص مثله
164- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن إسحاق بن محمد بن مروان عن يحيى بن سالم عن حماد بن عثمان عن جعفر بن محمد عن آبائه ع عن النبي ص قال لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فرأيت فيها قصرا من ياقوت أحمر يرى باطنه من ظاهره لضيائه و نوره و فيه قبتان من در و زبرجد فقلت يا جبرئيل لمن هذا القصر قال هو لمن أطاب الكلام و أدام الصيام و أطعم الطعام و تهجد بالليل و الناس نيام الخبر
165- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ بإسناده عن حذيفة اليماني قال دخلت عائشة على النبي ص و هو يقبل فاطمة ع فقالت يا رسول الله أ تقبلها و هي ذات بعل فقال لها و ساق حديث المعراج إلى أن قال ثم أخذ جبرئيل ع بيدي فأدخلني الجنة و أنا مسرور فإذا أنا بشجرة من نور مكللة بالنور في أصلها ملكان يطويان الحلي و الحلل ثم تقدمت أمامي فإذا أنا بتفاح لم أر تفاحا هو أعظم منه فأخذت واحدة ففلقتها فخرجت علي منها حوراء كان أشفارها مقاديم أجنحة النسور فقلت لمن أنت فبكت و قالت لابنك المقتول ظلما الحسين بن علي بن أبي طالب ع ثم تقدمت أمامي فإذا أنا برطب ألين من الزبد و أحلى من العسل فأخذت رطبة فأكلتها و أنا أشتهيها فتحولت الرطبة نطفة في صلبي فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ففاطمة حوراء إنسية فإذا اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة ع
-166 يه، ]من لا يحضر الفقيه[ الدقاق عن الأسدي عن البرمكي عن جعفر بن أحمد عن عبد الله بن الفضل عن المفضل بن عمر عن جابر الجعفي عن جابر الأنصاري قال لما زوج رسول الله ص فاطمة من علي ع أتاه أناس من قريش فقالوا إنك زوجت عليا بمهر خسيس فقال لهم ما أنا زوجت عليا و لكن الله تعالى زوجه ليلة أسرى بي عند سدرة المنتهى فأوحى الله عز و جل إلى السدرة أن انثري فنثرت الدر و الجوهر على الحور العين فهن يتهادينه و يتفاخرن به و يقلن هذا من نثار فاطمة بنت محمد ص الخبر
167- ل، ]الخصال[ أبو علي الحسن بن علي عن سليمان بن أيوب المطلبي عن محمد بن محمد المصري عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه ع عن علي بن أبي طالب ع قال قال رسول الله ص أدخلت الجنة فرأيت على بابها مكتوبا بالذهب لا إله إلا الله محمد حبيب الله علي ولي الله فاطمة أمة الله الحسن و الحسين صفوة الله على مبغضيهم لعنة الله
168- عدة، ]عدة الداعي[ قال رسول الله ص لو أن ثوبا من ثياب أهل الجنة ألقي على أهل الدنيا لم يحتمله أبصارهم و لماتوا من شهوة النظر إليه و قد ورد عنهم ع كل شيء من الدنيا سماعه أعظم من عيانه و كل شيء من الآخرة عيانه أعظم من سماعه و في الوحي القديم أعددت لعبادي ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر بقلب بشر
169- ثو، ]ثواب الأعمال[ بإسناده عن أبي عبد الله ع قال من قرأ سورة الزمر و استخفها من لسانه يبنى له في الجنة ألف مدينة في كل مدينة ألف قصر في كل قصر مائة حوراء و له مع هذا عَيْنانِ تَجْرِيانِ و عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ و عينان جنتان مُدْهامَّتانِ و حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ و ذَواتا أَفْنانٍ و مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ
170- و بإسناده عنه ع من أدمن قراءة حمعسق بعثه الله يوم القيامة و وجهه كالثلج أو كالشمس حتى يقف بين يدي الله عز و جل فيقول أدمنت عبدي قراءة حمعسق لم تدر ما ثوابها أما لو دريت ما هي و ما ثوابها لما مللت من قراءتها و لكن سأجزيك جزاءك أدخلوه الجنة و له فيها قصر من ياقوتة حمراء أبوابها و شرفها و درجها يرى ظاهرها من باطنها و باطنها من ظاهرها و له فيها حور أتراب من الحور العين و ألف جارية و ألف غلام من الولدان المخلدين الذين وصفهم الله تعالى
171- و بإسناده عنه ع من قرأ سورة إنا أرسلنا محتسبا صابرا في فريضة أو نافلة أسكنه الله تعالى مساكن الأبرار و أعطاه ثلاث جنان مع جنته كرامة من الله و زوجه مائتي حوراء و أربعة آلاف ثيب
172- و بإسناده عن أبي جعفر قال من قرأ سورة هل أتى على الإنسان في كل غداة خميس زوجه الله من الحور ثمانمائة عذراء و أربعة آلاف ثيب و حورا من الحور العين و كان مع محمد ص
173- ثو، ]ثواب الأعمال[ بإسناده عن ابن عباس و غيره عن النبي ص في خطبة طويلة قال من عمل في تزويج بين مؤمنين حتى يجمع بينهما زوجه الله عز و جل ألف امرأة من الحور العين كل امرأة في قصر من در و ياقوت و من بنى مسجدا في الدنيا بنى الله له بكل شبر منه أو بكل ذراع مسيرة أربعين ألف عام مدينة من ذهب و فضة و در و ياقوت و زمرد و زبرجد في كل مدينة أربعون ألف ألف قصر في كل قصر أربعون ألف ألف دار في كل دار أربعون ألف ألف بيت في كل بيت أربعون ألف ألف سرير على كل سرير زوجة من الحور العين و لكل زوجة ألف ألف وصيف و أربعون ألف ألف وصيفة في كل بيت أربعون ألف ألف مائدة على كل مائدة أربعون ألف ألف قصعة في كل قصعة أربعون ألف ألف لون من الطعام و يعطي الله وليه من القوة ما يأتي على تلك الأزواج و على ذلك الطعام و على ذلك الشراب في يوم واحد و من تولى أذان مسجد من مساجد الله فأذن فيه و هو يريد وجه الله أعطاه الله ثواب أربعين ألف ألف صديق و أربعين ألف ألف شهيد و أدخل في شفاعته أربعين ألف ألف أمة في كل أمة أربعون ألف ألف رجل و كان له جنة من الجنات في كل جنة أربعون ألف ألف مدينة في كل مدينة أربعون ألف ألف قصر في كل قصر أربعون ألف ألف دار في كل دار أربعون ألف ألف بيت في كل بيت أربعون ألف ألف سرير على كل سرير زوجة من الحور العين كل بيت منها مثل الدنيا أربعون ألف ألف مرة لكل زوجة أربعون ألف ألف وصيف و أربعون ألف ألف وصيفة في كل بيت أربعون ألف ألف مائدة على كل مائدة أربعون ألف ألف قصعة في كل قصعة أربعون ألف ألف نوع من الطعام لو نزل به الثقلان لكان لهم في أدنى بيت من بيوتها ما شاءوا من الطعام و الشراب و الطيب و اللباس و الثمار و التحف و الطرائف و الحلي و الحلل كل بيت يكتفى بما فيه من هذه الأشياء عما في البيت الآخر
174- مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع أنه قال قال رسول الله ص أخبرني جبرئيل ع أن ريح الجنة توجد من مسيرة ألف عام ما يجدها عاق و لا قاطع رحم و لا شيخ زان و لا جار إزاره خيلاء و لا فتان و لا منان و لا جعظري قال قلت فما الجعظري قال الذي لا يشبع من الدنيا
بيان قال في القاموس الجعظري الفظ الغليظ أو الأكول الغليظ و الجعظار الشره النهم و الأكول الضخم
175- مع، ]معاني الأخبار[ بإسناده عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ص إن في الجنة بابا يدعى الريان لا يدخل منه إلا الصائمون
176- مع، ]معاني الأخبار[ أحمد بن محمد بن الصقر عن موسى بن إسحاق القاضي عن أبي بكر بن شيبة عن حريز بن عبد الحميد عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي ظبيان عن ابن عباس أنه قال دار السلام الجنة و أهلها لهم السلامة من جميع الآفات و العاهات و الأمراض و الأسقام و لهم السلامة من الهرم و الموت و تغير الأحوال عليهم و هم المكرمون الذين لا يهانون أبدا و هم الأعزاء الذين لا يذلون أبدا و هم الأغنياء الذين لا يفتقرون أبدا و هم السعداء الذين لا يشقون أبدا و هم الفرحون المسرورون الذين لا يغتمون و لا يهتمون أبدا و هم الأحياء الذين لا يموتون أبدا فمنهم في قصور الدر و المرجان أبوابها مشرعة إلى عرش الرحمن وَ الْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ
-177 ك، ]إكمال الدين[ أبي و ابن الوليد عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن الحكم بن مسكين عن المفضل بن صالح عن جعفر بن محمد ع و ساق الحديث الطويل في أجوبة أمير المؤمنين ع عن مسائل اليهودي إلى أن قال قال اليهودي و أين يسكن نبيكم من الجنة قال في أعلاها درجة و أشرفها مكانا في جنات عدن قال صدقت و الله إنه لبخط هارون و إملاء موسى ع
178- سن، ]المحاسن[ بإسناده عن محمد بن قيس عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول عرض إبليس لنوح ع و هو قائم يصلي فحسده على حسن صلاته فقال يا نوح إن الله عز و جل خلق جنة عدن بيده و غرس أشجارها و اتخذ قصورها و شق أنهارها ثم اطلع إليها فقال قد أفلح المؤمنون لا و عزتي لا يسكنها ديوث
179- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بإسناده عن أنس قال قال رسول الله ص آتي يوم القيامة باب الجنة و أستفتح فيقول الخازن من أنت فأقول أنا محمد فيقول بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك
180- فس، ]تفسير القمي[ قال الصادق ع لا يكون في الجنة من البهائم سوى حمارة بلعم بن باعور و ناقة صالح و ذئب يوسف و كلب أهل الكهف
181- قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ قال ابن عباس أي يكرمون و قيل يلذذون بالسماع عن يحيى بن أبي كثير و الأوزاعي
أخبرنا عبيد الله بن محمد البيهقي عن جده أحمد بن الحسين عن عبد الملك بن أبي عثمان عن علي بن بندار عن جعفر بن محمد الفرياني عن سليمان بن عبد الرحمن عن خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه عن خالد بن معدان عن أبي أمامة الباهلي أن رسول الله ص قال ما من عبد يدخل الجنة إلا و يجلس عند رأسه و عند رجليه ثنتان من الحور العين تغنيانه بأحسن صوت سمعه الإنس و الجن و ليس بمزمار الشيطان و لكن بتمجيد الله و تقديسه
182- و عن أبي الدرداء قال كان رسول الله ص يذكر الناس فذكر الجنة و ما فيها من الأزواج و النعيم و في القوم أعرابي فجثا لركبتيه و قال يا رسول الله هل في الجنة من سماع قال نعم يا أعرابي إن في الجنة لنهرا حافتاه أبكار من كل بيضاء يتغنين بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها قط فذلك أفضل نعيم الجنة قال الراوي سألت أبا الدرداء بم يتغنين قال بالتسبيح
183- و عن إبراهيم إن في الجنة لأشجارا عليها أجراس من فضة فإذا أراد أهل الجنة السماع بعث الله ريحا من تحت العرش فتقع في تلك الأشجار فتحرك تلك الأجراس بأصوات لو سمعها أهل الدنيا لماتوا طربا
184- و عن أبي هريرة قال قال رسول الله ص الجنة مائة درجة ما بين كل درجة منها كما بين السماء و الأرض و الفردوس أعلاها سموا و أوسطها محلة و منها يتفجر أنهار الجنة فقام إليه رجل فقال يا رسول الله إني رجل حبب إلي الصوت فهل لي في الجنة صوت حسن فقال إي و الذي نفسي بيده إن الله تعالى يوحي إلى شجرة في الجنة أن أسمعي عبادي الذين اشتغلوا بعبادتي و ذكري عن عزف البرابط و المزامير فترفع صوتا لم يسمع الخلائق بمثله قط من تسبيح الرب
185- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ علي بن محمد بن عمر الزهري بإسناده عن زيد بن علي ع قال دخل على النبي ص رجل من أصحابه و معه جماعة فقال يا رسول الله أين شجرة طوبى فقال في داري في الجنة قال ثم سأله آخر فقال في دار علي بن أبي طالب ع في الجنة فقال يا رسول الله سألناك آنفا فقلت في داري ثم قلت في دار علي بن أبي طالب فقال له إن داري و داره في الدنيا و الآخرة في مكان واحد إلا أنا إذا هممنا بالنساء استترنا بالبيوت
186- من كتاب صفات الشيعة للصدوق، عن القطان عن ابن زكريا عن ابن حبيب عن ابن بهلول عن ابن عمارة عن أبيه قال قال الصادق ع ليس من شيعتنا من أنكر أربعة أشياء المعراج و المساءلة في القبر و خلق الجنة و النار و الشفاعة
187- و عن ابن عبدوس عن ابن قتيبة عن الفضل عن الرضا ع قال من أقر بتوحيد الله و ساق الحديث إلى أن قال و أقر بالرجعة و المتعتين و آمن بالمعراج و المساءلة في القبر و الحوض و الشفاعة و خلق الجنة و النار و الصراط و الميزان و البعث و النشور و الجزاء و الحساب فهو مؤمن حقا و هو من شيعتنا أهل البيت
188- و من كتاب فضائل الشيعة للصدوق، رحمه الله بإسناده عن العباس بن يزيد قال قلت لأبي عبد الله ع ذات يوم جعلت فداك قول الله عز و جل وَ إِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَ مُلْكاً كَبِيراً قال فقال لي إذا أدخل الله أهل الجنة الجنة أرسل رسولا إلى ولي من أوليائه فيجد الحجبة على بابه فيقولون له قف حتى نستأذن لك فما يصل إليه رسول الله إلا بإذن و هو قوله وَ إِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَ مُلْكاً كَبِيراً
189- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن النعمان عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله ع قال إن العمل الصالح ليذهب إلى الجنة فيمهد لصاحبه كما يبعث الرجل غلاما فيفرش له ثم قرأ أما الذين آمنوا و عملوا الصالحات فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ
190- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ إبراهيم بن أبي البلاد عن عبد الله بن الوليد عن أبي جعفر ع قال إن أول أهل الجنة دخولا إلى الجنة أهل المعروف و إن أول أهل النار دخولا أهل المنكر
191- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن أبي عمير عن منصور عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع قال إن للجنة بابا يقال له المعروف لا يدخله إلا أهل المعروف
192- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ القاسم عن ابن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إذا كان المؤمن يحاسب تنتظره أزواجه على عتبات الأبواب كما ينتظرون أزواجهن في الدنيا من عند العتبة قال فيجيء الرسول فيبشرهن فيقول قد و الله انقلب فلان من الحساب قال فيقلن بالله فيقول قد و الله لقد رأيته انقلب من الحساب قال فإذا جاءهن قلن مرحبا و أهلا ما أهلك الذين كنت عندهم في الدنيا بأحق بك منا
193- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي بصير عن أحدهما ع قال إذا كان يوم الجمعة و أهل الجنة في الجنة و أهل النار في النار عرف أهل الجنة يوم الجمعة لما يرون من تضاعف اللذة و السرور و عرف أهل النار يوم الجمعة و ذلك أنه تبطش بهم الزبانية
194- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ بهذا الإسناد عن أبي جعفر ع قال إذا كان يوم القيامة نادت الجنة ربها فقالت يا رب أنت العدل قد ملأت النار من أهلها كما وعدتها و لم تملأني كما وعدتني قال فيخلق الله خلقا لم يروا الدنيا فيملأ بهم الجنة طوبى لهم
195- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ القاسم بن محمد عن علي عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله ع لا تقولوا جنة واحدة إن الله عز و جل يقول درجات بعضها فوق بعض
196- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إن أدنى أهل الجنة منزلة من الشهداء من له اثنا عشر ألف زوجة من الحور العين و أربعة آلاف بكر و اثنا عشر ألف ثيب تخدم كل زوجة منهن سبعون ألف خادم غير أن الحور العين يضعف لهن يطوف على جماعتهن في كل أسبوع فإذا جاء يوم إحداهن أو ساعتها اجتمعن إليها يصوتن بأصوات لا أصوات أحلى منها و لا أحسن حتى ما يبقى في الجنة شيء إلا اهتز لحسن أصواتهن يقلن ألا نحن الخالدات فلا نموت أبدا و نحن الناعمات فلا نبأس أبدا و نحن الراضيات فلا نسخط أبدا
197- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن بعض أصحابهم الفقهاء قال لما خلق الله الجنة و أجرى أنهارها و هدل ثمارها و زخرفها قال و عزتي لا يجاورني فيك بخيل
توضيح هدله يهدله هدلا أرسله إلى أسفل و أرخاه ذكره الفيروزآبادي
-198 ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ محمد بن الحصين عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إن الله خلق جنة لم يرها عين و لم يطلع عليها مخلوق يفتحها الرب تبارك و تعالى كل صباح فيقول ازدادي طيبا ازدادي ريحا فتقول قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ و هو قول الله تعالى فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ
199- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ محمد بن سنان قال حدثني رجل عن أبي خالد الصيقل عن أبي جعفر ع قال إن أهل الجنة توضع لهم موائد عليها من سائر ما يشتهونه من الأطعمة التي لا ألذ منها و لا أطيب ثم يرفعون عن ذلك إلى غيره
200- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ النضر بن سويد عن درست عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال لو أن حوراء من حور الجنة أشرفت على أهل الدنيا و أبدت ذؤابة من ذوائبها لأمتن أهل الدنيا أو لأماتت أهل الدنيا و إن المصلي ليصلي فإذا لم يسأل ربه أن يزوجه من الحور العين قلن ما أزهد هذا فينا
201- نوادر الراوندي، بإسناده عن جعفر بن محمد عن آبائه ع قال قال رسول الله ص لما خلق الله تعالى جنة عدن خلق لبنها من ذهب يتلألأ و مسك مدوف ثم أمرها فاهتزت و نطقت فقالت أنت الله لا إله إلا أنت الحي القيوم فطوبى لمن قدر له دخولي قال الله تعالى و عزتي و جلالي و ارتفاع مكاني لا يدخلك مدمن خمر و لا مصر على ربا و لا قتات و هو النمام و لا ديوث و هو الذي لا يغار و يجتمع في بيته على الفجور و لا قلاع و هو الذي يسعى بالناس عند السلطان ليهلكهم و لا خيوف و هو النباش و لا ختار و هو الذي لا يوفي بالعهد
202- و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص حملة القرآن عرفاء أهل الجنة و المجاهدون في سبيل الله تعالى قواد أهل الجنة و الرسل سادات أهل الجنة
203- نهج، ]نهج البلاغة[ قال أمير المؤمنين ع ما خير بخير بعده النار و لا شر بشر بعده الجنة و كل نعيم دون الجنة محقور و كل بلاء دون النار عافية
204- عد، ]العقائد[ اعتقادنا في الجنة أنها دار البقاء و دار السلامة لا موت فيها و لا هرم و لا سقم و لا مرض و لا آفة و لا زمانة و لا غم و لا هم و لا حاجة و لا فقر و إنها دار الغناء و السعادة و دار المقامة و الكرامة لا يمس أهلها فيها نصب و لا لغوب لهم فيها ما تشتهي الأنفس و تلذ الأعين و هم فيها خالدون و إنها دار أهلها جيران الله و أولياؤه و أحباؤه و أهل كرامته و هم أنواع على مراتب منهم المتنعمون بتقديس الله و تسبيحه و تكبيره في جملة ملائكته و منهم المتنعمون بأنواع المآكل و المشارب و الفواكه و الأرائك و حور العين و استخدام الولدان المخلدين و الجلوس على النمارق و الزرابي و لباس السندس و الحرير كل منهم إنما يتلذذ بما يشتهي و يريد حسب ما تعلقت عليه همته و يعطى ما عبد الله من أجله و قال الصادق ع إن الناس يعبدون الله على ثلاثة أصناف صنف منهم يعبدونه رجاء ثوابه فتلك عبادة الخدام و صنف منهم يعبدونه خوفا من ناره فتلك عبادة العبيد و صنف منهم يعبدونه حبا له فتلك عبادة الكرام و اعتقادنا في الجنة و النار أنهما مخلوقتان و إن النبي ص قد دخل الجنة و رأى النار حين عرج به و اعتقادنا أنه لا يخرج أحد من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة أو من النار و إن المؤمن لا يخرج من الدنيا حتى ترفع له الدنيا كأحسن ما رآها و يرفع مكانه في الآخرة ثم يخير فيختار الآخرة فحينئذ يقبض روحه و في العادة أن يقال فلان يجود بنفسه و لا يجود الإنسان بشيء إلا عن طيبة نفس غير مقهور و لا مجبور و لا مكره و أما جنة آدم فهي جنة من جنان الدنيا تطلع الشمس فيها و تغيب و ليست بجنة الخلد و لو كانت جنة الخلد ما خرج منها أبدا و اعتقادنا أن بالثواب يخلد أهل الجنة في الجنة و أهل النار في النار و ما من أحد يدخل الجنة حتى يعرض عليه مكانه من النار فيقال له هذا مكانك الذي لو عصيت الله لكنت فيه و ما من أحد يدخل النار حتى يعرض عليه مكانه من الجنة فيقال له هذا مكانك الذي لو أطعت الله لكنت فيه فيورث هؤلاء مكان هؤلاء و ذلك قول الله عز و جل أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ و أقل المؤمنين منزلة في الجنة من له مثل ملك الدنيا عشر مرات أقول و قال الشيخ المفيد رحمه الله في شرح هذا الكلام الجنة دار النعيم لا يلحق من دخلها نصب و لا يلحقهم فيها لغوب جعلها الله دارا لمن عرفه و عبده و نعيمها دائم لا انقطاع له و الساكنون فيها على أضرب فمنهم من أخلص لله تعالى فذلك الذي يدخلها على أمان من عذاب الله تعالى و منهم من خلط عمله الصالح بأعمال سيئة كان يسوف منها التوبة فاخترمته المنية قبل ذلك فلحقه ضرب من العقاب في عاجله و آجله أو في عاجله دون آجله ثم سكن الجنة بعد عفو أو عقاب و منهم من يتفضل عليه بغير عمل سلف منه في الدنيا و هم الولدان المخلدون الذين جعل الله تعالى تصرفهم لحوائج أهل الجنة ثوابا للعاملين و ليس في تصرفهم مشاق عليهم و لا كلفة لأنهم مطبوعون إذ ذاك على المسارة بتصرفهم في حوائج أهل الجنة و ثواب أهل الجنة الابتذال بالمآكل و المشارب و المناظر و المناكح و ما تدركه حواسهم مما يطبعون على الميل إليه و يدركون مرادهم بالظفر به و ليس في الجنة من البشر
من يلتذ بغير مأكل و مشرب و ما تدركه الحواس من الملذذات و قول من زعم أن في الجنة بشرا يلتذ بالتسبيح و التقديس من دون الأكل و الشرب قول شاذ عن دين الإسلام و هو مأخوذ من مذهب النصارى الذين زعموا أن المطيعين في الدنيا يصيرون في الجنة ملائكة لا يطعمون و لا يشربون و لا ينكحون و قد أكذب الله هذا القول في كتابه بما رغب العالمين فيه من الأكل و الشرب و النكاح فقال تعالى أُكُلُها دائِمٌ وَ ظِلُّها تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا الآية و قال تعالى فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ الآية و قال حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ و قال وَ حُورٌ عِينٌ و قال وَ زَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ و قال وَ عِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ و قال إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ هُمْ وَ أَزْواجُهُمْ و قال وَ أُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَ لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ فكيف استجاز من أثبت في الجنة طائفة من البشر لا يأكلون و لا يشربون و يتنعمون مما به الخلق من الأعمال و يتألمون و كتاب الله شاهد بضد ذلك و الإجماع على خلافه لو لا أن قلد في ذلك من لا يجوز تقليده أو عمل على حديث موضوع انتهى كلامه رفع الله مقامه و هو في غاية المتانة و أما استدلال الصدوق رحمه الله بقوله ع و صنف يعبدونه حبا له على أنهم لا يتلذذون بالمآكل و المشارب و المناكح في الجنة فهو ضعيف إذ عدم كون الجنة مقصودة لهم عند العبادة لا يستلزم عدم تلذذهم بنعيمها في الآخرة فإن قيل إذا ارتفعت هممهم في الدنيا مع تشبثهم بعلائقها عن أن ينظروا مع محبة الله سبحانه و قربه إلى جنة و نار ففي الآخرة مع قطع علائقهم و دواعيهم و قوة أسباب المحبة و القرب أحرى أن لا ينظروا إليهما و لا يتلذذوا بشهوات الجنة و ملاذها قلت للتلذذ بالمستلذات الجسمانية أيضا مراتب و درجات بحسب اختلاف أحوال أهل الجنة فمنهم من يتلذذ بها كالبهائم يرتعون في رياضها و يتمتعون بنعيمها كما كانوا في الدنيا من غير استلذاذ بقرب و وصال أو إدراك لمحبة و كمال و منهم من يتمتع بنعيمها من حيث إنها دار كرامة الله التي اختارها لأوليائه و أكرمهم بها و أنها محل رضوان الله تعالى و قربه فمن كل ريحان يستنشقون نسيم لطفه و من كل فاكهة يذوقون طعم رحمته و لا يستلذون بالحور إلا لأنه أكرمهم بها الرب الغفور و لا يسكنون في القصور إلا لأنه رضيها لهم المالك الشكور فالجنة جنتان روحانية و جسمانية و الجنة الجسمانية قالب للجنة الروحانية فمن كان في الدنيا يقنع من العبادات و الطاعات بجسد بلا روح و لا يعطيها حقها من المحبة و الإخلاص
و سائر مكملات الأعمال ففي الآخرة أيضا لا ينتفع إلا بالجنة الجسمانية و من فهم في الدنيا روح العبادة و أنس بها و استلذ منها و أعطاها حقها فهو في الجنة الجسمانية لا يستلذ إلا بالنعم الروحانية و لنضرب لك في ذلك مثلا لمزيد الإيضاح فنقول ربما يجلس بعض سلاطين الزمان على سريره و يطلب عامة رعاياه و وزراءه و أمراءه و مقربي حضرته و يعطيهم شيئا من الحلاوات فكل صنف من أصناف الخلق ينتفع بما يأخذه من ذلك نوعا من الانتفاع و يلتذ نوعا من الالتذاذ على حسب معرفته لعظمة السلطان و رتبة إنعامه فمنهم جاهل لا ينتفع بذلك إلا أنه حلو ترغب الذائقة فيه فلا فرق في ذلك عنده بين أن يأخذه من بائعه في السوق أو من يد السلطان و منهم من يعرف شيئا من عظمة السلطان و يريد بذلك الفخر على بعض أمثاله أو من هو تحت يده أن السلطان أكرمني بذلك و هكذا حتى ينتهي الأمر إلى من هو من مقربي حضرة السلطان و من طالبي لطفه و إكرامه فهو لا يلتذ بذلك إلا لأنه خرج من يد السلطان و أنه علامة لطفه و إكرامه فهو يضن بذلك و يخفيه و يفتخر بذلك و يبديه مع أن في بيته أضعاف ذلك مبذولة لخدمه و عبيده فهو لا يجد من الحلاوة إلا طعم القرب و الإكرام و لو جعل السلطان علامة إكرامه في بذل أمر الأشياء و أبشعها لكان عنده أحلى من جميع الحلاوات و لذا ترى في عشق المجاز إذا ضرب المعشوق محبه ضربا وجيعا على جهة الإكرام فهو أشهى عنده من كل ما يستلذ منه سائر الأنام فإذا كان مثل ذلك في المجاز ففي الحقيقة أولى و أحرى فإذا فهمت ذلك عرفت أن أولياء الله تعالى في الدنيا أيضا في الجنة و النعيم إذ هم في عبادة ربهم متلذذون بقربه و وصاله و في التنعم بنعيم الدنيا إنما يتلذذون لكونه مما خلق لهم ربهم و محبوبهم و حباهم بذلك و رزقهم و أعطاهم و في البلايا و المصائب أيضا يلتذون بمثل ذلك لأنهم يعلمون أن محبهم و محبوبهم اختار ذلك لهم و علم فيه صلاحهم فبذلك امتحنهم فهم بذلك راضون شاكرون فتنعمهم بالبلايا كتمتعهم بالنعم و الهدايا إذ جهة الاستلذاذ فيهما واحدة عندهم فهم في الدنيا و الآخرة بقربه و لطفه و حبه يتنعمون و فيهما لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ فإذا فازوا بهذه الدرجة القصوى و وصلوا إلى تلك المرتبة
الفضلى لا يعبدونه تعالى خوفا من ناره و أنها محرقة بل لأنها دار الخذلان و الحرمان و محل أهل الكفر و العصيان و من سخط عليه الرحمن و لا طمعا في جنته من حيث كونها محل المشتهيات النفسانية و الملاذ الجسمانية بل من حيث إنها محل رضوان الله و أهل كرامته و قربه و لطفه فلو كانت النار محل أهل كرامة الله لاختاروها كما اختاروا في الدنيا محنها و مشاقها لعلمهم بأن رضى الله فيها و لو كانت الجنة محل من غضب الله عليه لتركوها و فروا منها كما تركوا ملاذ الدنيا لما علموا أن محبوبهم لا يرتضيها و إذا دريت ذلك حق درايته سهل عليك الجمع بين ما ورد من عدم كون العبادة للجنة و النار و المبالغة في طلب الجنة و الاستعاذة من النار و ما ورد في بعض الروايات و الدعوات من التصريح بكون العبادة لابتغاء الدار الآخرة فإن من طلب الآخرة لقربه و وصاله لم يطلب إلا وجهه و من طلبها لاستلذاذه و تمتعه الجسماني لم يعبد إلا نفسه و تحقيق هذا المقام يحتاج إلى نوع آخر من الكلام و ذكر مقدمات غير مأنوسة لأكثر الأنام و فيها ذكرنا كفاية لمن شم روحا من رياض محبة ذي الجلال و الإكرام و عسى أن نتمم هذا المرام في بابي الحب و الإخلاص بعض الإتمام و الله المرجو لكل خير و فضل و إنعام. فذلكة اعلم أن الإيمان بالجنة و النار على ما وردتا في الآيات و الأخبار من غير تأويل من ضروريات الدين و منكرهما أو مؤولهما بما أولت به الفلاسفة خارج من الدين و أما كونهما مخلوقتان الآن فقد ذهب إليه جمهور المسلمين إلا شرذمة من المعتزلة فإنهم يقولون سيخلقان في القيامة و الآيات و الأخبار المتواترة دافعة لقولهم مزيفة لمذهبهم و الظاهر أنه لم يذهب إلى هذا القول السخيف أحد من الإمامية إلا ما ينسب إلى السيد الرضي رضي الله عنه و أما مكانهما فقد عرفت أن الأخبار تدل على أن الجنة فوق السماوات السبع و النار في الأرض السابعة و عليه أكثر المسلمين. و قال شارح المقاصد جمهور المسلمين على أن الجنة و النار مخلوقتان الآن خلافا لأبي هاشم و القاضي عبد الجبار و من يجري مجراهما من المعتزلة حيث زعموا أنهما إنما تخلقان يوم الجزاء لنا وجهان. الأول قصة آدم و حواء و إسكانهما الجنة ثم إخراجهما عنها بأكل الشجرة و كونهما يخصفان عليهما من ورق الجنة على ما نطق به الكتاب و السنة و انعقد عليه الإجماع قبل ظهور المخالفين و حملها على بستان من بساتين الدنيا يجري مجرى التلاعب بالدين و المراغمة لإجماع المسلمين ثم لا قائل بخلق الجنة دون النار فثبوتها ثبوتها. الثاني الآيات الصريحة في ذلك كقوله تعالى وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى و كقوله في حق الجنة أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ و في حق النار أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ وَ بُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ و حملها على التعبير عن المستقبل بلفظ الماضي مبالغة في تحققه خلاف الظاهر فلا يعدل إليه بدون قرينة ثم قال لم يرد نص صريح في تعيين مكان الجنة و النار و الأكثرون على أن الجنة فوق السماوات السبع و تحت العرش تشبثا بقوله تعالى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى و قوله ع سقف الجنة عرش الرحمن و النار تحت الأرضين السبع و الحق تفويض ذلك إلى علم العليم الخبير انتهى. فائدة قال المحقق الطوسي رحمه الله في التجريد بعد ذكر الثواب و العقاب و يجب خلوصهما و إلا لكان الثواب أنقص حالا من العوض و التفضل على تقدير حصوله فيهما و هو أدخل في باب الزجر و كل ذي مرتبة في الجنة لا يطلب الأزيد و يبلغ سرورهم بالشكر إلى حد انتفاء المشقة و غناؤهم بالثواب ينفي مشقة ترك القبائح و أهل النار ملجئون إلى ترك القبيح. و قال العلامة رحمه الله في شرحه يجب خلوص الثواب و العقاب عن الشوائب
أما الثواب فلأنه لو لا ذلك لكان العوض و التفضل أكمل منه لأنه يجوز خلوصهما من الشوائب و حينئذ يكون الثواب أنقص درجة و إنه غير جائز و أما العقاب فلأنه أعظم في الزجر فيكون لطفا و لما ذكر أن الثواب خالص عن الشوائب ورد عليه أن أهل الجنة يتفاوتون في الدرجات فالأنقص إذا شاهد من هو أعظم ثوابا حصل له الغم بنقص درجته عنه و بعدم اجتهاده في العبادة و أيضا فإنهم يجب عليهم الشكر لنعم الله تعالى و الإخلال بالقبائح و في ذلك مشقة. و الجواب عن الأول أن شهوة كل مكلف مقصورة على ما حصل له و لا يغتم بفقد الأزيد لعدم استيهاله له و عن الثاني أنه يبلغ سرورهم بالشكر على النعمة إلى حد ينتفي المشقة معه و أما الإخلال بالقبائح فإنه لا مشقة عليهم فيها لأنه تعالى يغنيهم بالثواب و منافعه عن فعل القبيح فلا يحصل لهم مشقة و أما أهل النار فإنهم يلجئون إلى فعل ما يجب عليهم و ترك القبائح فلا يصدر عنهم و ليس ذلك تكليفا لأنه بالغ حد الإلجاء و يحصل من ذلك نوع من العقاب أيضا.
205- ختص، ]الإختصاص[ أحمد بن محمد بن عيسى عن سعيد بن جناح عن عوف بن عبد الله الأزدي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص إذا أراد الله تبارك و تعالى قبض روح المؤمن قال يا ملك الموت انطلق أنت و أعوانك إلى عبدي فطال ما نصب نفسه من أجلي فأتني بروحه لأريحه عندي فيأتيه ملك الموت بوجه حسن و ثياب طاهرة و ريح طيبة فيقوم بالباب فلا يستأذن بوابا و لا يهتك حجابا و لا يكسر بابا معه خمسمائة ملك أعوان معهم طنان الريحان و الحرير الأبيض و المسك الأذفر فيقولون السلام عليك يا ولي الله أبشر فإن الرب يقرئك السلام أما إنه عنك راض غير غضبان و أبشر بروح و ريحان و جنة نعيم قال أما الروح فراحة من الدنيا و بلائها و أما الريحان من كل طيب في الجنة فيوضع على ذقنه فيصل ريحه إلى روحه فلا يزال في راحة حتى يخرج نفسه ثم يأتيه رضوان خازن الجنة فيسقيه شربة من الجنة لا يعطش في قبره و لا في القيامة حتى يدخل الجنة ريانا فيقول يا ملك الموت رد روحي حتى يثني على جسدي و جسدي على روحي قال فيقول ملك الموت ليثن كل واحد منكما على صاحبه فيقول الروح جزاك الله من جسد خير الجزاء لقد كنت في طاعة الله مسرعا و عن معاصيه مبطئا فجزاك الله عني من جسد خير الجزاء فعليك السلام إلى يوم القيامة و يقول الجسد للروح مثل ذلك قال فيصيح ملك الموت أيتها الروح الطيبة اخرجي من الدنيا مؤمنة مرحومة مغتبطة قال فرقت به الملائكة و فرجت عنه الشدائد و سهلت له الموارد و صار لحيوان الخلد قال ثم يبعث الله له صفين من الملائكة غير القابضين لروحه فيقومون سماطين ما بين منزله إلى قبره يستغفرون له و يشفعون له قال فيعلله ملك الموت و يمنيه و يبشره عن الله بالكرامة و الخير كما تخادع الصبي أمه تمرخه بالدهن و الريحان و بقاء النفس و يفديه بالنفس و الوالدين قال فإذا بلغت الحلقوم قال الحافظان اللذان معه يا ملك الموت ارأف بصاحبنا و ارفق فنعم الأخ كان و نعم الجليس لم يمل علينا ما يسخط الله قط فإذا خرجت روحه خرجت كنخلة بيضاء وضعت في مسكة بيضاء و من كل ريحان في الجنة فأدرجت إدراجا و عرج بها القابضون إلى السماء الدنيا قال فيفتح له أبواب السماء و يقول لها البوابون حياها الله من جسد كانت فيه لقد كان يمر له علينا عمل صالح و نسمع حلاوة صوته بالقرآن قال فبكى له أبواب السماء و البوابون لفقده و يقولون يا رب قد كان لعبدك هذا عمل صالح و كنا نسمع حلاوة صوته بالذكر للقرآن و يقولون اللهم ابعث لنا مكانه عبدا يسمعنا ما كان يسمعنا و يصنع الله ما يشاء فيصعد به إلى عيش رحب به ملائكة السماء كلهم أجمعون و يشفعون له و يستغفرون له و يقول الله تبارك و تعالى رحمتي عليه من روح و يتلقاه أرواح المؤمنين كما يتلقى الغائب غائبه فيقول بعضهم لبعض
ذروا هذه الروح حتى تفيق فقد خرجت من كرب عظيم و إذا هو استراح أقبلوا عليه يسائلونه و يقولون ما فعل فلان و فلان فإن كان قد مات بكوا و استرجعوا و يقولون ذهبت به أمه الهاوية ف إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ قال فيقول الله ردوها عليه فمنها خلقتهم و فيها أعيدهم و منها أخرجهم تارة أخرى قال فإذا حمل سريره حملت نعشه الملائكة و اندفعوا به اندفاعا و الشياطين سماطين ينظرون من بعيد ليس لهم عليه سلطان و لا سبيل فإذا بلغوا به القبر توثبت إليه بقاع الأرض كالرياض الخضر فقالت كل بقعة منها اللهم اجعله في بطني قال فيجاء به حتى يوضع في الحفرة التي قضاها الله له فإذا وضع في لحده مثل له أبوه و أمه و زوجته و ولده و إخوانه قال فيقول لزوجته ما يبكيك قال فتقول لفقدك تركتنا معولين قال فتجيء صورة حسنة قال فيقول ما أنت فيقول أنا عملك الصالح أنا لك اليوم حصن حصين و جنة و سلاح بأمر الله قال فيقول أما و الله لو علمت أنك في هذا المكان لنصبت نفسي لك و ما غرني مالي و ولدي قال فيقول يا ولي الله أبشر بالخير فو الله إنه ليسمع خفق نعال القوم إذا رجعوا و نفضهم أيديهم من التراب إذا فرغوا قد رد عليه روحه و ما علموا قال فيقول له الأرض مرحبا يا ولي الله مرحبا بك أما و الله لقد كنت أحبك و أنت على متني فأنا لك اليوم أشد حبا إذا أنت في بطني أما و عزة ربي لأحسنن جوارك و لأبردن مضجعك و لأوسعن مدخلك إنما أنا روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار قال ثم يبعث الله إليه ملكا فيضرب بجناحيه عن يمينه و عن شماله و من بين يديه و من خلفه فيوسع له من كل طريقة أربعين فرسخا نورا فإذا قبره مستدير بالنور قال ثم يدخل عليه منكر و نكير و هما ملكان أسودان يبحثان القبر بأنيابهما و يطئان في شعورهما حدقتاهما مثل قدر النحاس و أصواتهما كالرعد العاصف و أبصارهما مثل البرق اللامع فينتهرانه و يصيحان به و يقولان من ربك و من نبيك و ما دينك و من إمامك فإن المؤمن ليغضب حتى ينتفض من الإدلال توكلا على الله من غير قرابة و لا نسب فيقول ربي و ربكم و رب كل شيء الله و نبيي و نبيكم محمد خاتم النبيين و ديني الإسلام الذي لا يقبل الله معه دينا و إمامي القرآن مهيمنا على الكتب و هو القرآن العظيم فيقولان صدقت و وفقت وفقك الله و هداك انظر ما ترى عند رجليك فإذا هو بباب من نار فيقول إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ما كان هذا ظني برب العالمين قال فيقولان له يا ولي الله لا تحزن و لا تخش و أبشر و استبشر ليس هذا لك و لا أنت له إنما أراد الله تبارك و تعالى أن يريك من أي شيء نجاك و يذيقك برد عفوه قد أغلق هذا الباب عنك و لا تدخل النار أبدا انظر ما ترى عند رأسك فإذا هو بمنازله من الجنة و أزواجه من الحور العين قال فيثب وثبة لمعانقة حور العين لزوجة من أزواجه فيقولان له يا ولي الله إن لك إخوة و أخوات لم يلحقوا فنم قرير العين كعاشق في حجلته إلى يوم الدين قال فيفرش له و يبسط و يلحد قال فو الله ما صبي قد نام مدللا بين يدي أمه و أبيه بأثقل نومة منه قال فإذا كان يوم القيامة تجيئه عنق من النار فتطيف به فإذا كان مدمنا على تنزيل السجدة و تبارك الذي بيده الملك و هو على كل شيء قدير وقفت عنده تبارك و انطلقت تنزيل السجدة فقالت أنا آت بشفاعة رب العالمين قال فتجيء عنق من العذاب من قبل يمينه فيقول الصلاة إليك عن ولي الله فليس لك إلى ما قبلي سبيل فتأتيه من قبل يساره فيقول الزكاة إليك عن ولي الله فليس لك إلى ما قبلي سبيل فتأتيه من قبل رأسه فيقول القرآن إليك عن ولي الله
فليس لك إلى ما قبلي سبيل فيخرج عنق من النار مغضبا فيقول دونكما ولي الله وليكما قال فيقول الصبر و هو في ناحية القبر أما و الله ما منعني أن ألي من ولي الله اليوم إلا أني نظرت ما عندكم فلما أن حزتم عن ولي الله عذاب القبر و مئونته فأنا لولي الله ذخر و حصن عند الميزان و جسر جهنم و العرض عند الله فقال علي أمير المؤمنين صلوات الله عليه يفتح لولي الله من منزله من الجنة إلى قبره تسعة و تسعين بابا يدخل عليها روحها و ريحانها و طيبها و لذتها و نورها إلى يوم القيامة فليس شيء أحب إليه من لقاء الله قال فيقول يا رب عجل علي قيام الساعة حتى أرجع إلى أهلي و مالي فإذا كانت صيحة القيامة خرج من قبره مستورة عورته مسكنة روعته قد أعطي الأمن و الأمان و بشر بالرضوان و الروح و الريحان و الخيرات الحسان فيستقبله الملكان اللذان كانا معه في الحياة الدنيا فينفضانالتراب عن وجهه و عن رأسه و لا يفارقانه و يبشرانه و يمنيانه و يفرجانه كلما راعه شيء من أهوال القيامة قالا له يا ولي الله لا خوف عليك اليوم و لا حزن نحن للذين ولينا عملك في الحياة الدنيا و نحن أولياؤك اليوم في الآخرة انظر تِلْكُمُ الْجَنَّةُ التي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ قال فيقام في ظل العرش فيدنيه الرب تبارك و تعالى حتى يكون بينه و بينه حجاب من نور فيقول له مرحبا فمنها يبيض وجهه و يسر قلبه و يطول سبعون ذراعا من فرحته فوجهه كالقمر و طوله طول آدم و صورته صورة يوسف و لسانه لسان محمد ص و قلبه قلب أيوب كلما غفر له ذنب سجد فيقول عبدي اقرأ كتابك فيصطك فرائصه شفقا و فرقا قال فيقول الجبار هل زدنا عليك سيئاتك و نقصنا من حسناتك قال فيقول يا سيدي بل أنت قائم بالقسط و أنت خير الفاصلين قال فيقول عبدي أما استحييت و لا راقبتني و لا خشيتني قال فيقول سيدي قد أسأت فلا تفضحني فإن الخلائق ينظرون إلي قال فيقول الجبار و عزتي يا مسيء لا أفضحك اليوم قال فالسيئات فيما بينه و بين الله مستورة و الحسنات بارزة للخلائق قال فكلما عيره بذنب قال سيدي لسعيي إلى النار أحب إلي من أن تعيرني قال فيقول الجبار تبارك و تعالى أ تذكر يوم كذا و كذا أطعمت جائعا و وصلت أخا مؤمنا كسوت يوما حججت في الصحاري تدعوني محرما أرسلت عينيك فرقا سهرت ليلة شفقا غضضت طرفك مني فرقا فإذا بذا أما ما أحسنت فمشكور و أما ما أسأت فمغفور فعند ذلك ابيض وجهه و سر قلبه و وضع التاج على رأسه و على يديه الحلي و الحلل ثم يقول يا جبرئيل انطلق بعبدي فأره كرامتي فيخرج من عند الله قد أخذ كتابه بيمينه فيدحو به مد البصر فيبسط صحيفته للمؤمنين و المؤمنات و هو ينادي هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ فإذا انتهى إلى باب الجنة قيل له هات الجواز قال هذا جوازي مكتوب فيه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ هذا جواز جائز من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلان من رب العالمين فينادي مناد يسمع أهل الجمع كلهم ألا إن فلان بن فلان قد سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا قال فيدخل فإذا هو بشجرة ذات ظِلٍّ مَمْدُودٍ وَ ماءٍ مَسْكُوبٍ و ثمار مهدلة يخرج من ساقها عينان تجريان فينطلق إلى إحداهما فيغتسل منها فيخرج عليه نضرة النعيم ثم يشرب من الأخرى فلا يكون في بطنه مغص و لا مرض و لا داء أبدا و ذلك قوله وَ سَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً ثم تستقبله الملائكة فتقول طبت فادخلها مع الخالدين فيدخل فإذا هو بسماطين من شجر أغصانها اللؤلؤ و فروعها الحلي و الحلل ثمارها مثل ثدي الجواري الأبكار فتستقبله الملائكة معهم النوق و البراذين و الحلي و الحلل فيقولون يا ولي الله اركب ما شئت و البس ما شئت و سل ما شئت قال فيركب ما اشتهى و يلبس ما اشتهى و هو ناقة أو برذون من نور و ثيابه من نور و حليه من نور يسير في دار النور معه ملائكة من نور و غلمان من نور و وصائف من نور حتى تهابه الملائكة مما يرون من النور فيقول بعضهم لبعض تنحوا فقد جاء وفد الحليم الغفور قال فينظر إلى أول قصر له من فضة مشرفا بالدر و الياقوت فتشرف عليه أزواجه فيقولون مرحبا مرحبا انزل بنا فيهم
أن ينزل بقصره قال فيقول الملائكة سر يا ولي الله فإن هذا لك و غيره حتى ينتهي إلى قصر من ذهب مكلل بالدر و الياقوت فتشرف عليه أزواجه فيقلن مرحبا مرحبا يا ولي الله انزل بنا فيهم أن ينزل به فتقول له الملائكة سر يا ولي الله فإن هذا لك و غيره قال ثم ينتهي إلى قصر مكلل بالدر و الياقوت فيهم بالنزول بقصره فيقول له الملائكة سر يا ولي الله فإن هذا لك و غيره قال ثم يأتي قصرا من ياقوت أحمر مكللا بالدر و الياقوت فيهم بالنزول بقصره فيقول له الملائكة سر يا ولي الله فإن هذا لك و غيره قال فيسير حتى يأتي تمام ألف قصر كل ذلك ينفذ فيه بصره و يسير في ملكه أسرع من طرف العين فإذا انتهى إلى أقصاها قصرا نكس رأسه فتقول الملائكة ما لك يا ولي الله قال فيقول و الله لقد كاد بصري أن يختطف فيقولون يا ولي الله أبشر فإن الجنة ليس فيها عمى و لا صمم فيأتي قصرا يرى باطنه من ظاهره و ظاهره من باطنه لبنة من فضة و لبنة ذهب و لبنة ياقوت و لبنة در ملاطه المسك قد شرف بشرف من نور يتلألأ و يرى الرجل وجهه في الحائط و ذا قوله خِتامُهُ مِسْكٌ يعني ختام الشراب ثم ذكر النبي ص الحور العين فقالت أم سلمة بأبي أنت و أمي يا رسول الله أ ما لنا فضل عليهن قال بلى بصلاتكن و صيامكن و عبادتكن لله بمنزلة الظاهرة على الباطنة و حدث أن الحور العين خلقهن الله في الجنة مع شجرها و حبسهن على أزواجهن في الدنيا على كل واحدة منهن سبعون حلة يرى بياض سوقهن من وراء الحلل السبعين كما ترى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء و كالسلك الأبيض في الياقوت الحمراء يجامعها في قوة مائة رجل في شهوة أربعين سنة و هن أتراب أبكار عذارى كلما نكحت صارت عذراء لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌّ يقول لم يمسهن إنسي و لا جني قط فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ يعني خيرات الأخلاق حسان الوجوه كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَ الْمَرْجانُ يعني صفاء الياقوت و بياض اللؤلؤ
قال و إن في الجنة لنهرا حافتاه الجواري قال فيوحي إليهن الرب تبارك و تعالى أسمعن عبادي تمجيدي و تسبيحي و تحميدي فيرفعن أصواتهن بألحان و ترجيع لم يسمع الخلائق مثلها قط فتطرب أهل الجنة و إنه لتشرف على ولي الله المرأة ليست من نسائه من السجف فملأت قصوره و منازله ضوءا و نورا فيظن ولي الله أن ربه أشرف عليه أو ملك من ملائكته فيرفع رأسه فإذا هو بزوجة قد كادت يذهب نورها نور عينيه قال فتناديه قد آن لنا أن تكون لنا منك دولة قال فيقول لها و من أنت قال فتقول أنا ممن ذكر الله في القرآن لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَ لَدَيْنا مَزِيدٌ فيجامعها في قوة مائة شاب و يعانقها سبعين سنة من أعمار الأولين و ما يدري أ ينظر إلى وجهها أم إلى خلفها أم إلى ساقها فما من شيء ينظر إليه منها إلا رأى وجهه من ذلك المكان من شدة نورها و صفائها ثم تشرف عليها أخرى أحسن وجها و أطيب ريحا من الأولى فتناديه فتقول قد آن لنا أن يكون لنا منك دولة قال فيقول لها و من أنت فتقول أنا من ذكر الله في القرآن فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ قال و ما من أحد يدخل الجنة إلا كان له من الأزواج خمسمائة حوراء مع كل حوراء سبعون غلاما و سبعون جارية كأنهن اللؤلؤ المنثور كأنهن اللؤلؤ المكنون و تفسير المكنون بمنزلة اللؤلؤ في الصدف لم تمسه الأيدي و لم تره الأعين و أما المنثور فيعني في الكثرة و له سبع قصور في كل قصر سبعون بيتا في كل بيت سبعون سريرا على كل سرير سبعون فراشا عليها زوجة من الحور العين تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ صاف ليس بالكدر وَ أَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ لم يخرج من ضرر المواشي وَ أَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى لم يخرج من بطون النحل وَ أَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ لم يعصره الرجال بأقدامهم فإذا اشتهوا الطعام جاءهم طيور بيض يرفعن أجنحتهن فيأكلون من أي الألوان اشتهوا جلوسا إن شاءوا أو متكئين و إن اشتهوا الفاكهة تسعبت إليهم الأغصان فأكلوا من أيها اشتهوا قال وَ الْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ فبينا هم كذلك إذ يسمعون صوتا من تحت العرش يا أهل الجنة كيف ترون منقلبكم فيقولون خير المنقلب منقلبنا و خير الثواب ثوابنا قد سمعنا الصوت و اشتهينا النظر إلى أنوار جلالك و هو أعظم ثوابنا و قد وعدته و لا تخلف الميعاد فيأمر الله الحجب فيقوم سبعون ألف حجاب فيركبون على النوق و البراذين و عليهم الحلي و الحلل فيسيرون في ظل الشجر حتى ينتهوا إلى دار السلام و هي دار الله دار البهاء و النور و السرور و الكرامة فيسمعون الصوت فيقولون يا سيدنا سمعنا لذاذة منطقك فأرنا نور وجهك فيتجلى لهم سبحانه و تعالى حتى ينظرون إلى نور وجهه تبارك و تعالى المكنون من عين كل ناظر فلا يتمالكون حتى يخروا على وجوههم سجدا فيقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك يا عظيم قال فيقول عبادي ارفعوا رءوسكم ليس هذه بدار عمل إنما هي دار كرامة و مسألة و نعيم قد ذهبت عنكم اللغوب و النصب فإذا رفعوها رفعوها و قد أشرقت وجوههم من نور وجهه سبعين ضعفا ثم يقول تبارك و تعالى يا ملائكتي أطعموهم و اسقوهم فيؤتون بألوان الأطعمة لم يروا مثلها قط في طعم الشهد و بياض الثلج و لين الزبد فإذا أكلوه قال بعضهن لبعض كان طعامنا الذي خلفناه في الجنة عند هذا حلما قال ثم يقول الجبار تبارك و تعالى يا ملائكتي اسقوهم قال فيؤتون بأشربة فيقبضها ولي الله فيشرب شربة لم يشرب مثلها قط قال ثم يقول يا ملائكتي طيبوهم فتأتيهم ريح من تحت العرش بمسك أشد بياضا من الثلج تغير وجوههم و جباههم و جنوبهم تسمى المثيرة فيستمكنون من النظر إلى نور وجهه فيقولون يا سيدنا حسبنا لذاذة منطقك و النظر إلى نور وجهك لا نريد به بدلا و لا نبتغي به حولا فيقول الرب تبارك و تعالى إني أعلم أنكم إلى أزواجكم مشتاقون و أن أزواجكم إليكم مشتاقات فيقولون يا سيدنا ما أعلمك بما في نفوس عبادك فيقول كيف لا أعلم و أنا خلقتكم و أسكنت أرواحكم في أبدانكم ثم رددتها عليكم بعد الوفاة فقلت اسكني في عبادي خير مسكن ارجعوا إلى أزواجكم قال فيقولون يا سيدنا اجعل
لنا شرطا قال فإن لكم كل جمعة زورة ما بين الجمعة إلى الجمعة سبعة آلاف سنة مما تعدون قال فينصرفون فيعطى كل رجل منهم رمانة خضراء في كل رمانة سبعون حلة لم يرها الناظرون المخلوقون فيسيرون فيتقدمهم بعض الولدان حتى يبشروا أزواجهم و هن قيام على أبواب الجنان قال فلما دنا منها نظرت إلى وجهه فأنكرته من غير سوء فقالت حبيبي لقد خرجت من عندي و ما أنت هكذا قال فيقول حبيبتي تلومينني أن أكون هكذا و قد نظرت إلى نور وجه ربي تبارك و تعالى فأشرق وجهي من نور وجهه ثم يعرض عنها فينظر إليها نظرة فيقول حبيبتي لقد خرجت من عندك و ما كنت هكذا فتقول حبيبي تلومني أن أكون هكذا و قد نظرت إلى وجه الناظر إلى نور وجه ربي فأشرق وجهي من وجه الناظر إلى نور وجه ربي سبعين ضعفا فتعانقه من باب الخيمة و الرب تبارك و تعالى يضحك إليهم فينادون بأصابعهم الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِيأَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ قال ثم إن الرب تبارك و تعالى يأذن للنبيين فيخرج رجل في موكب حوله الملائكة و النور أمامهم فينظر إليه أهل الجنة فيمدون أعناقهم إليه فيقولون من هذا إنه لكريم على الله فيقول الملائكة هذا المخلوق بيده و المنفوخ فيه من روحه و المعلم للأسماء هذا آدم قد أذن له على الله قال ثم يخرج رجل في موكب حوله الملائكة قد صفت أجنحتها و النور أمامهم قال فيمد إليه أهل الجنة أعناقهم فيقولون من هذا فتقول الملائكة هذا الخليل إبراهيم قد أذن له على الله قال ثم يخرج رجل في موكب حوله الملائكة قد صفت أجنحتها و النور أمامهم قال فيمد إليه أهل الجنة أعناقهم فيقولون من هذا فيقول هذا موسى بن عمران الذي كَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً قد أذن له على الله قال ثم يخرج رجل في موكب حوله الملائكة قد صفت أجنحتها و النور أمامهم فيمد إليه أهل الجنة أعناقهم فيقولون من هذا الذي قد أذن له على الله فتقول الملائكة هذا روح الله و كلمته هذا عيسى ابن مريم قال ثم يخرج رجل في موكب في مثل جميع مواكب من كان قبله سبعين ضعفا حوله الملائكة قد صفت أجنحتها و النور أمامهم فيمد إليه أهل الجنة أعناقهم فيقولون من هذا الذي قد أذن له على الله فتقول الملائكة هذا المصطفى بالوحي المؤتمن على الرسالة سيد ولد آدم هذا النبي محمد صلى الله عليه و على أهل بيته و سلم كثيرا قد أذن له على الله قال ثم يخرج رجل في موكب حوله الملائكة قد صفت أجنحتها و النور أمامهم فيمد إليه أهل الجنة أعناقهم فيقولون من هذا فيقول الملائكة هذا أخو رسول الله ص في الدنيا و الآخرة قال ثم يؤذن للنبيين و الصديقين و الشهداء فيوضع للنبيين منابر من نور و للصديقين سرر من نور و للشهداء كراسي من نور ثم يقول الرب تبارك و تعالى مرحبا بوفدي و زواري و جيراني يا ملائكتي أطعموهم فطال ما أكل الناس و جاعوا و طال ما روي الناس و عطشوا و طال ما نام الناس و قاموا و طال ما أمن الناس و خافوا قال فيوضع لهم أطعمة لم يروا مثلها قط على طعم الشهد و لين الزبد و بياض الثلج ثم يقول يا ملائكتي فكهوهم فيفكهونهم بألوان من الفاكهة لم يروا مثلها قط و رطب عذب دسم على بياض الثلج و لين الزبد قال ثم قال النبي ص إنه لتقع الحبة من الرمان فتستر وجوه الرجال بعضهم عن بعض ثم يقول يا ملائكتي اكسوهم قال فينطلقون إلى شجر في الجنة فيحبون منها حللا مصقولة بنور الرحمن ثم يقول طيبوهم فتأتيهم ريح من تحت العرش تسمى المثيرة أشد بياضا من الثلج تغير وجوههم و جباههم و جنوبهم ثم يتجلى لهم تبارك و تعالى سبحانه حتى ينظروا إلى نور وجهه المكنون من عين كل ناظر فيقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك يا عظيم ثم يقول الرب سبحانه تبارك و تعالى لا إله غيره لكم كل جمعة زورة ما بين الجمعة إلى الجمعة سبعة آلاف سنة مما تعدون
206- و عنه عن عوف بن عبد الله عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله ص الجنة محرمة على الأنبياء حتى أدخلها و محرمة على الأمم حتى يدخلها شيعتنا أهل البيت
-207 و عنه عن عوف بن عبد الله عن جابر عن أبي جعفر ع قال إن الرب تبارك و تعالى يقول ادخلوا الجنة برحمتي و انجوا من النار بعفوي و تقسموا الجنة بأعمالكم فو عزتي لأنزلنكم دار الخلود و دار الكرامة فإذا دخلوها صاروا على طول آدم ستين ذراعا و على ملد عيسى ثلاثا و ثلاثين سنة و على لسان محمد العربية و على صورة يوسف في الحسن ثم يعلو وجوههم النور و على قلب أيوب في السلامة من الغل
208- و عنه عن عوف عن جابر عن أبي جعفر ع قال إن الجنان أربع و ذلك قول الله وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ و هو الرجل يهجم على شهوة من شهوات الدنيا و هي معصية فيذكر مقام ربه فيدعها من مخافته فهذه الآية فيه فهاتان جنتان للمؤمنين و السابقين أما قوله وَ مِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ يقول من دونهما في الفضل و ليس من دونهما في القرب و هما لأصحاب اليمين و هي جنة النعيم و جنة المأوى و في هذه الجنان الأربع فواكه في الكثرة كورق الشجرة و النجوم و على هذه الجنان الأربع حائط محيط بها طوله مسيرة خمسمائة عام لبنة من فضة و لبنة ذهب و لبنة در و لبنة ياقوت و ملاطه المسك و الزعفران و شرفه نور يتلألأ يرى الرجل وجهه في الحائط و في الحائط ثمانية أبواب على كل باب مصراعان عرضهما كحضر الفرس الجواد سنة
209- و عنه عن عوف عن جابر عن أبي جعفر ع قال إن أرض الجنة رخامها فضة و ترابها الورس و الزعفران و كنسها المسك و رضراضها الدر و الياقوت
210- و عنه عن عوف عن جابر عن أبي جعفر ع قال إن أسرتها من در و ياقوت و ذلك قول الله عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ يعني أوساط السرر من قضبان الدر و الياقوت مضروبة عليها الحجال و الحجال من در و ياقوت أخف من الريش و ألين من الحرير و على السرر من الفرش على قدر ستين غرفة من غرف الدنيا بعضها فوق بعض و ذلك قول الله وَ فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ و قوله عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ يعني بالأرائك السرر الموضونة عليها الحجال
211- و عنه عن عوف عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص إن أنهار الجنة تجري في غير أخدود أشد بياضا من الثلج و أحلى من العسل و ألين من الزبد طين النهر مسك أذفر و حصاه الدر و الياقوت تجري في عيونه و أنهاره حيث يشتهي و يريد في جنانه ولي الله فلو أضاف من في الدنيا من الجن و الإنس لأوسعهم طعاما و شرابا و حللا و حليا لا ينقصه من ذلك شيء
212- و عنه عن عوف عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص إن نخل الجنة جذوعها ذهب أحمر و كربها زبرجد أخضر و شماريخها در أبيض و سعفها حلل خضر و رطبها أشد بياضا من الفضة و أحلى من العسل و ألين من الزبد ليس فيه عجم طول العذق اثنا عشر ذراعا منضودة من أعلاه إلى أسفله لا يؤخذ منه شيء إلا أعاده الله كما كان و ذلك قول الله لا مَقْطُوعَةٍ وَ لا مَمْنُوعَةٍ و إن رطبها لأمثال القلال و موزها و رمانها أمثال الدلي و أمشاطهم الذهب و مجامرهم الدر
213- و عنه عن عوف عن جابر عن أبي جعفر ع عن النبي ص في قول الله تبارك و تعالى طُوبى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ يعني و حسن مرجع فأما طوبى فإنها شجرة في الجنة ساقها في دار محمد ص و لو أن طائرا طار من ساقها لم يبلغ فرعها حتى يقتله الهرم على كل ورقة منها ملك يذكر الله و ليس في الجنة دار إلا و فيه غصن من أغصانها و إن أغصانها لترى من وراء سور الجنة يحمل لهم ما يشاءون من حليها و حللها و ثمارها لا يؤخذ منها شيء إلا أعاده الله كما كان بأنهم كسبوا طيبا و أنفقوا قصدا و قدموا فضلا فقد أفلحوا و أنجحوا
-214 و عنه عن عوف عن جابر عن أبي جعفر ع قال إن أهل الجنة جرد مرد مكحلين مكللين مطوقين مسورين مختمين ناعمين محبورين مكرمين يعطى أحدهم قوة مائة رجل في الطعام و الشراب و الشهوة و الجماع قوة غذائه قوة مائة رجل في الطعام و الشراب و يجد لذة غدائه مقدار أربعين سنة و لذة عشائه مقدار أربعين سنة قد ألبس الله وجوههم النور و أجسادهم الحرير بيض الألوان صفر الحلي خضر الثياب
215- و عنه عن عوف عن جابر عن أبي جعفر ع قال إن أهل الجنة يحيون فلا يموتون أبدا و يستيقظون فلا ينامون أبدا و يستغنون فلا يفتقرون أبدا و يفرحون فلا يحزنون أبدا و يضحكون فلا يبكون أبدا و يكرمون فلا يهانون أبدا و يفكهون و لا يقطبون أبدا و يحبرون و يسرون أبدا و يأكلون فلا يجوعون أبدا و يروون فلا يظمئون أبدا و يكسون فلا يعرون أبدا و يركبون و يتزاورون أبدا و يسلم عليهم الولدان المخلدون أبدا بأيديهم أباريق الفضة و آنية الذهب أبدا مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ أبدا عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ أبدا يأتيهم التحية و التسليم من الله أبدا نسأل الله الجنة برحمته إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
بيان انتهى ما استخرجته من كتاب الإختصاص و مؤلفه أخرجه من كتاب سعيد بن جناح قال النجاشي رحمه الله سعيد بن جناح أصله كوفي نشأ ببغداد و مات بها مولى الأزد و يقال مولى جهينة أخوه أبو عامر روى عن الكاظم و الرضا ع و كانا ثقتين له كتاب صفة الجنة و النار و كتاب قبض روح المؤمن و الكافر أخبرنا أبو عبد الله القزويني بن شاذان عن أحمد بن محمد بن يحيى عن أبيه عن أحمد بن محمد بن عيسى عن سعيد يروي هذين الكتابين عن عوف بن عبد الله عن أبي عبد الله ع و عوف بن عبد الله مجهول انتهى فظهر أن الأخبار مأخوذة من أصل مشهور معتبر. و لنوضح بعض ألفاظها الطنان بالكسر جمع الطن بالضم و هو الحزمة من الخضر و الرياحين و غيرها و السماطان بالكسر من النخل و الناس الصفان من الجانبين و تقول مرخت الرجل بالدهن إذا أدهنته به ثم دلكته و الإدلال الانبساط و الوثوق بمحبة الغير و دل المرأة و دلالها تدللها على زوجها تريه جرأة في تغنج و شكل كأنها تخالفه و ما بها خلاف قوله فيدحو به أي يرميه و يبسطه و هدله يهدله هدلا أرسله إلى أسفل و أرخاه و المغص و يحرك وجع في البطن قوله مشرفا بالدر أي جعل شرفه من الدر و لعل المراد بالظاهرة و الباطنة الظهارة و البطانة من الثوب لأنهن لباس و السجف بالفتح و يكسر الستر و الضرر جمع الضرة و هي الثدي و تسعب تمدد و الملد محركة الشباب و النعمة و الاهتزاز و الرضراض الحصى أو صغارها و الكرب بالتحريك أصول السعف الغلاظ العراض و الدلي بضم الدال و كسر اللام و تشديد الياء جمع دلو و الجرد بالضم جمع الأجرد و هو الذي ليس على بدنه شعر و كذا المرد جمع الأمرد و هو معروف قوله و يفكهون أي يمزحون و يضحكون و القطب ضده. و أما ما اشتمل عليه الأخبار من ذكر الرؤية فقد مر تأويلها مرارا في كتاب التوحيد و غيره و المراد إما مشاهدة نور من أنواره المخلوقة له أو النبي و أهل بيته الذين جعل رؤيتهم بمنزلة رؤيته أو غاية المعرفة التي يعبر عنها بالرؤية و الأول أنسب بهذا المقام و كذا الضحك كناية عن إظهار ما يدل على رضاه عنهم من خلق صوت يشبه الضحك أو غيره و الله تعالى يعلم و حججه صلوات الله عليهم أجمعين
216- عدة، ]عدة الداعي[ من كتاب الدعاء، لمحمد بن الحسن الصفار يرفعه إلى الحسين بن سيف عن أخيه علي عن أبيه عن سليمان عن عثمان الأسود عمن رفعه قال قال رسول الله ص يدخل الجنة رجلان كانا يعملان عملا واحدا فيرى أحدهما صاحبه فوقه فيقول يا رب بما أعطيته و كان عملنا واحدا فيقول الله تبارك و تعالى سألني و لم تسألني ثم قال سلوا الله و أجزلوا فإنه لا يتعاظمه شيء
217- و بهذا الإسناد عن عثمان عمن رفعه قال قال رسول الله ص لتسألن الله أو يفيضن عليكم إن لله عبادا يعملون فيعطيهم و آخرين يسألونه صادقين فيعطيهم ثم يجمعهم في الجنة فيقول الذين عملوا ربنا عملنا فأعطيتنا فبما أعطيت هؤلاء فيقول عبادي أعطيتكم أجوركم و لم ألتكم من أعمالكم شيئا و سألني هؤلاء فأعطيتهم و هو فضلي أوتيه من أشاء