الآيات الأنعام هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ الكهف حَتَّى إِذا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِما قَوْماً لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا قالُوا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَ مَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُمْ سَدًّا قالَ ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ رَدْماً آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذا ساوى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذا جَعَلَهُ ناراً قالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَ مَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً قالَ هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَ كانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا وَ تَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً الأنبياء حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَ مَأْجُوجُ وَ هُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ وَ اقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يا وَيْلَنا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ و قال وَ إِنْ أَدْرِي أَ قَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ النمل وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ الزخرف وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَ اتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ الدخان يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَ قَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَ قالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عائِدُونَ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ محمد فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ تفسير قال الطبرسي رحمه الله هَلْ يَنْظُرُونَ أي ما ينتظر هؤلاء الكفار إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ لقبض أرواحهم و قيل لإنزال العذاب و الخسف بهم و قيل لعذاب القبر أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أي أمر ربك بالعذاب فحذف المضاف أو يأتي ربك بجلائل آياته فيكون حذف الجار فوصل الفصل ثم حذف المفعول لدلالة الكلام عليه لقيام الدليل في العقل عليه أو المعنى أو يأتي إهلاك ربك إياهم بعذاب عاجل أو آجل بالقيامة كما يقال قد أتاهم فلان أي قد أوقع بهم أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ و ذلك نحو خروج الدابة أو طلوع الشمس من مغربها
و روي عن النبي ص أنه قال بادروا بالأعمال ستا طلوع الشمس من مغربها و الدابة و الدجال و الدخان و خريصة أحدكم أي موته و أمر العامة يعني القيامة
يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ الذي يضطرهم إلى المعرفة و يزول التكليف عندها لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ لأنه ينسد باب التوبة بظهور آيات القيامة أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً عطف على قوله آمَنَتْ و فيه أقوال. أحدها أنه إنما قال ذلك على جهة التغليب لأن أكثر من ينتفع بإيمانه حينئذ من كسب في إيمانه خيرا. و ثانيها أنه لا ينفع أحدا فعل الإيمان و لا فعل خير في تلك الحال لأنه حال زوال التكليف فالمعنى أنه لا ينفعه إيمانه حينئذ و إن كسب في إيمانه خيرا. و ثالثها أنه للإبهام في أحد الأمرين و المعنى أنه لا ينفع في ذلك اليوم إيمان نفس إذا لم تكن آمنت قبل ذلك اليوم أو ضمت إلى إيمانها أعمال الخير فإنها إذا آمنت قبل نفعها إيمانها و كذلك إذا ضمت إلى الإيمان طاعة نفعتها أيضا و هذا أقوى. و قال رحمه الله في قوله إِنَّ يَأْجُوجَ وَ مَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فسادهم أنهم كانوا يخرجون فيقتلونهم و يأكلون لحومهم و دوابهم و قيل كانوا يخرجون أيام الربيع فلا يدعون شيئا أخضر إلا أكلوه و لا يابسا إلا احتملوه عن الكلبي. و قيل إنهم أرادوا سيفسدون في المستقبل عند خروجهم
و ورد في الخبر عن حذيفة قال سألت رسول الله ص عن يأجوج و مأجوج قال يأجوج أمة و مأجوج أمة كل أمة أربعمائة أمة لا يموت الرجل منهم حتى ينظر إلى ألف ذكر من صلبه كل قد حمل السلاح قلت يا رسول الله صفهم لنا قال هم ثلاثة أصناف صنف منهم أمثال الأرز قلت يا رسول الله و ما الأرز قال شجر بالشام طويل و صنف منهم طولهم و عرضهم سواء و هؤلاء الذين لا يقوم لهم جبل و لا حديد و صنف منهم يفترش أحدهم إحدى أذنيه و يلتحف بالأخرى و لا يمرون بفيل و لا وحش و لا جمل و لا خنزير إلا أكلوه من مات منهم أكلوه مقدمتهم بالشام و ساقتهم بخراسان يشربون أنهار المشرق و بحيرة طبرية
قال وهب و مقاتل إنهم من ولد يافث بن نوح أبي الترك و قال السدي الترك سرية من يأجوج و مأجوج خرجت تغير فجاء ذو القرنين فضرب السد فبقيت خارجة و قال قتادة إن ذا القرنين بنى السد على إحدى و عشرين قبيلة و بقيت منهم قبيلة دون السد فهم الترك و قال كعب هم نادرة من ولد آدم و ذلك أن آدم احتلم ذات يوم و امتزجت نطفته بالتراب فخلق الله من ذلك الماء و التراب يأجوج و مأجوج فهم متصلون بنا من جهة الأب دون الأم و هذا بعيد. فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ أي يعلوه و يصعدوه وَ مَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً أي لم يستطيعوا أن ينقبوا أسفله لكثافته و صلابته فنفى بذلك كل عيب يكون في السد و قيل إن هذا السد وراء بحر الروم بين جبلين هناك يلي مؤخرهما البحر المحيط و قيل إنه وراء دربند و خزران من ناحية أرمينية و آذربيجان و قيل إن مقدار ارتفاع السد مائتا ذراع و عرض الحائط نحو من خمسين ذراعا. قالَ ذو القرنين هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي أي هذا السد نعمة من الله لعباده أنعم بها عليهم في دفع شر يأجوج و مأجوج عنهم فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي يعني إذا جاء وقت أشراط الساعة و وقت خروجهم الذي قدره الله تعالى جَعَلَهُ دَكَّاءَ أي جعل السد مستويا مع الأرض مدكوكا أو ذا دك و إنما يكون ذلك بعد قتل عيسى ابن مريم الدجال عن ابن مسعود و جاء في الحديث أنهم يدأبون في حفره نهارهم حتى إذا أمسوا و كادوا لا يبصرون شعاع الشمس قالوا نرجع غدا و نفتحه و لا يستثنون فيعودون من الغد و قد استوى كما كان حتى إذا جاء وعد الله قالوا غدا نخرج و نفتح إن شاء الله فيعودون إليه و هو كهيئة حين تركوه بالأمس فيخرقونه فيخرجون على الناس فينشفون المياه و تتحصن الناس في حصونهم منهم فيرمون سهامهم إلى السماء فترجع و فيها كهيئة الدماء فيقولون قد قهرنا أهل الأرض و علونا أهل السماء فيبعث الله نغفا في أقفائهم فتدخل في آذانهم فيهلكون بها
فقال النبي ص و الذي نفس محمد بيده إن دواب الأرض لتسمن و تشكر من لحومهم شكرا
و في تفسير الكلبي أن الخضر و اليسع يجتمعان كل ليلة على ذلك السد يحجبان يأجوج و مأجوج عن الخروج. وَ تَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ أي و تركنا يأجوج و مأجوج يوم انقضاء أمر السد يموجون في الدنيا مختلطين لكثرتهم و يكون حالهم كحال الماء الذي يتموج باضطراب أمواجه و قيل إنه أراد سائر الخلق الجن و الإنس أي تركنا الناس يوم خروج يأجوج و مأجوج يختلط بعضهم ببعض لأن ذلك علم للساعة. و قال رحمه الله في قوله تعالى حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَ مَأْجُوجُ أي فتحت جهتهم و المعنى انفرج سدهم بسقوط أو هدم أو كسر و ذلك من أشراط الساعة وَ هُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ أي من كل نشز من الأرض يسرعون يعني أنهم يتفرقون في الأرض فلا ترى أكمه إلا و قوم منهم يهبطون منها مسرعين وَ اقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ أي الموعود الصدق و هو قيام الساعة فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا أي لا تكاد تطرف من شدة ذلك اليوم و هوله يقولون يا وَيْلَنا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا أي اشتغلنا بأمور الدنيا و غفلنا من هذا اليوم فلم نتفكر فيه بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ بأن عصينا الله تعالى و عبدنا غيره. و قال في قوله تعالى وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أي وجب العذاب و الوعيد عليهم و قيل معناه إذا صاروا بحيث لا يفلح أحد منهم و لا أحد بسببهم و قيل إذا غضب الله عليهم و قيل إذا نزل العذاب بهم عند اقتراب الساعة فسمي المقول قولا أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تخرج بين الصفا و المروة فتخبر المؤمن بأنه مؤمن و الكافر بأنه كافر و عند ذلك يرتفع التكليف و لا تقبل التوبة و هو علم من أعلام الساعة و قيل لا يبقى مؤمن إلا مسحته و لا يبقى منافق إلا حطمته تخرج ليلة جمع و الناس يسيرون إلى منى
عن ابن عمر و روى محمد بن كعب قال سئل علي ع عن الدابة فقال أما و الله ما لها ذنب و إن لها للحية
و في هذا إشارة إلى أنها من الإنس. و روى ابن عباس أنها دابة من دواب الأرض لها زغب و ريش و لها أربع قوائم
و عن حذيفة عن النبي ص قال دابة الأرض طولها ستون ذراعا لا يدركها طالب و لا يفوتها هارب فتسم المؤمن بين عينيه و تكتب بين عينيه مؤمن و تسم الكافر بين عينيه و تكتب بين عينيه كافر و معها عصا موسى و خاتم سليمان فتجلو وجه المؤمن بالعصا و تخطم أنف الكافر بالخاتم حتى يقال يا مؤمن و يا كافر
و روي عن النبي ص أنه تكون للدابة ثلاث خرجات من الدهر فتخرج خروجا بأقصى المدينة فيفشو ذكرها بالبادية و لا يدخل ذكرها القرية يعني مكة ثم تمكث زمانا طويلا ثم تخرج خرجة أخرى قريبا من مكة فيفشو ذكرها في البادية و يدخل ذكرها القرية يعني مكة ثم صار الناس يوما في أعظم المساجد على الله حرمة و أكرمها على الله عز و جل يعني المسجد الحرام لم ترعهم إلا و هي في ناحية المسجد تدنو و تدنو كذا ما بين الركن الأسود إلى باب بني مخزوم عن يمين الخارج في وسط من ذلك فيرفض الناس عنها و تثبت لها عصابة عرفوا أنهم لن يعجزوا الله فخرجت عليهم تنفض رأسها من التراب فمرت بهم فجلت عن وجوههم حتى تركتها كأنها الكواكب الدرية ثم ولت في الأرض لا يدركها طالب و لا يعجزها هارب حتى أن الرجل يقوم فيتعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول يا فلان الآن تصلي فيقبل عليها بوجه فتسمه في وجهه فيتجاور الناس في ديارهم و يصطحبون في أسفارهم و يشتركون في الأموال يعرف المؤمن من الكافر فيقال للمؤمن يا مؤمن و للكافر يا كافر
و روي عن وهب أنه قال وجهها وجه رجل و سائر خلقها خلق الطير و مثل هذا لا يعرف إلا من النبوات الإلهية. و قوله تُكَلِّمُهُمْ أي تكلمهم بما يسوؤهم و هو أنهم يصيرون إلى النار بلسان يفهمونه و قيل تحدثهم بأن هذا مؤمن و هذا كافر و قيل تكلمهم بأن تقول لهم ب أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ و هو الظاهر و قيل بآياتنا معناه بكلامها و خروجها. و قال في قوله تعالى وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ يعني أن نزول عيسى ع من أشراط الساعة يعلم به قربها فَلا تَمْتَرُنَّ بِها أي بالساعة لا تكذبوا بها و لا تشكوا فيها
و قال ابن جريح أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت النبي ص يقول كيف أنتم إذا نزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم تعال صل بنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة من الله لهذه الأمة أورده مسلم في الصحيح
و في حديث آخر كيف بكم إذا نزل فيكم ابن مريم و إمامكم منكم
و قيل إن الهاء يعود إلى القرآن و معناه أن القرآن لدلالته على قيام الساعة و البعث يعلم به و قيل معناه أن القرآن لدليل الساعة لأنه آخر الكتب أنزل على آخر الأنبياء. و قال في قوله يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ و ذلك أن رسول الله ص دعا على قومه لما كذبوه فأجدبت الأرض فأصابت قريشا المجاعة و كان الرجل لما به من الجوع يرى بينه و بين السماء كالدخان و قيل إن الدخان آية من أشراط الساعة تدخل في مسامع الكفار و المنافقين و هو لم يأت بعد و إنه يأتي قبل قيام الساعة فيدخل أسماعهم حتى أن رءوسهم تكون كالرأس الحنيذ و يصيب كل مؤمن منه مثل الزكمة و تكون الأرض كلها كبيت أوقد فيه ليس فيه خصاص و يمكث ذلك أربعين يوما عن ابن عباس و ابن عمر و الحسن و الجبائي. يَغْشَى النَّاسَ يعني أن الدخان يعم جميع الناس و على القول الأول المراد بالناس أهل مكة فقالوا رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ بمحمد ص و القرآن قال سبحانه أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى أي من أين لهم التذكر و الاتعاظ وَ قَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ أي و حالهم أنهم قد جاءهم رسول ظاهر الصدق و الدلالة ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ أي أعرضوا عنه و لم يقبلوا قوله وَ قالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ ثم قال سبحانه إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ أي الجوع و الدخان قَلِيلًا أي زمانا يسيرا إلى يوم بدر إِنَّكُمْ عائِدُونَ في كفركم و تكذيبكم أو عائدون إلى العذاب الأكبر و هو عذاب جهنم و القليل مدة بين العذابين يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى أي و اذكر ذلك اليوم يعني يوم بدر على القول الأول و على القول الآخر يوم القيامة و البطش هو الأخذ بشدة إِنَّا مُنْتَقِمُونَ منهم ذلك اليوم. و قال رحمه الله في قوله تعالى فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أي فليس ينتظرون إلا القيامة أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً أي فجأة فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها أي علاماتها فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ أي فمن أين لهم الذكرى و الاتعاظ و التوبة إذا جاءتهم الساعة. و قال الرازي في تفسيره إن موضع السدين في ناحية الشمال و قيل جبلان بين أرمينية و بين آذربيجان و قيل هذا المكان في مقطع عرض الترك. و حكى محمد بن جرير الطبري في تاريخه أن صاحب آذربيجان أيام فتحها وجه إنسانا من ناحية الخزر فشاهده و وصف أنه بنيان رفيع وراء خندق عميق وثيق متسع. و ذكر ابن خرداد في كتاب المسالك و الممالك أن الواثق بالله رأى في المنام كأنه فتح هذا الردم فبعث بعض الخدم إليه ليعاينوه فخرجوا من باب الأبواب حتى وصلوا إليه و شاهدوه فوصفوا أنه بناء من اللبن من حديد مشدود بالنحاس المذاب و عليه باب مقفل ثم إن ذلك الإنسان لما حاول الرجوع أخرجهم الدليل إلى البقاع المحاذية لسمرقند. قال أبو الريحان مقتضى هذا أن موضعه في الربع الشمالي في الغربي من المعمورة و الله أعلم بحقيقة الحال ثم قال عند الخروج من وراء السد يموجون مزدحمين في البلاد يأتون البحر فيشربون ماءه و يأكلون دوابه ثم يأكلون الشجر و يأكلون
لحوم الناس و لا يقدرون أن يأتوا مكة و المدينة و بيت المقدس ثم يبعث الله عليهم حيوانات فتدخل آذانهم فيموتون. أقول قال في النهاية فيه تخرج الدابة و عصا موسى و خاتم سليمان فتجلى وجه المؤمن بالعصا و تخطم وجه أنف الكافر بالخاتم أي تسمه بها من خطمت البعير إذا كريته خطما من الأنف إلى أحد خديه و تسمى تلك السمة الخطام و منه حديث حذيفة تأتي الدابة المؤمن فتسلم عليه و تأتي الكافر فتخطمه
1- ل، ]الخصال[ عبد الله بن حامد عن محمد بن أحمد بن عمرو عن تميم بن بهلول عن عثمان عن وكيع عن سفيان الثوري عن فرات القزاز عن أبي الطفيل عن حذيفة ابن أسيد قال اطلع علينا رسول الله ص من غرفة له و نحن نتذاكر الساعة فقال لا تقوم الساعة حتى تكون عشر آيات الدجال و الدخان و طلوع الشمس من مغربها و دابة الأرض و يأجوج و مأجوج و ثلاثة خسوف خسف بالمشرق و خسف بالمغرب و خسف بجزيرة العرب و نار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر تنزل معهم إذا نزلوا و تقبل معهم إذا أقبلوا
2- ل، ]الخصال[ الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري عن عبد الله بن محمد بن حكيم القاضي عن الحسين بن عبد الله بن شاكر قال حدثنا إسحاق بن حمزة البخاري و عمي قالا حدثنا عيسى بن موسى غنجار عن أبي حمزة بن رقبة و هو ابن مصقلة الشيباني عن الحكم بن عتيبة عمن سمع حذيفة بن أسيد يقول سمعت النبي ص يقول عشر آيات بين يدي الساعة خمس بالمشرق و خمس بالمغرب فذكر الدابة و الدجال و طلوع الشمس من مغربها و عيسى ابن مريم ع و يأجوج و مأجوج و أنه يغلبهم و يغرقهم في البحر و لم يذكر تمام الآيات
3- ل، ]الخصال[ محمد بن أحمد بن إبراهيم عن أبي عبد الله الوراق محمد بن عبد الله بن الفرج عن علي بن بنان المقري عن محمد بن سابق عن زائدة عن الأعمش قال حدثنا فرات القزاز عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال كنا جلوسا في المدينة في ظل حائط قال و كان رسول الله ص في غرفة فاطلع علينا فقال فيم أنتم فقلنا نتحدث قال عم ذا قلنا عن الساعة فقال إنكم لا ترون الساعة حتى تروا قبلها عشر آيات طلوع الشمس من مغربها و الدجال و دابة الأرض و ثلاثة خسوف تكون في الأرض خسف بالمشرق و خسف بالمغرب و خسف بجزيرة العرب و خروج عيسى ابن مريم ع و خروج يأجوج و مأجوج و تكون في آخر الزمان نار تخرج من اليمن من قعر الأرض لا تدع خلفها أحدا تسوق الناس إلى المحشر كلما قاموا قامت لهم تسوقهم إلى المحشر
4- ل، ]الخصال[ الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري عن محمد بن عبد الله البزاز عن أحمد بن محمد بن إبراهيم العطار عن أبي الربيع سليمان بن داود عن فرج بن فضالة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن الحنفية عن أبيه علي بن أبي طالب ع قال قال رسول الله ص إذا عملت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء قيل يا رسول الله و ما هي قال إذا كانت المغانم دولا و الأمانة مغنما و الزكاة مغرما و أطاع الرجل زوجته و عق أمه و بر صديقه و جفا أباه و كان زعيم القوم أرذلهم و القوم أكرمه مخافة شره و ارتفعت الأصوات في المساجد و لبسوا الحرير و اتخذوا القينات و ضربوا بالمعازف و لعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقب عند ذلك ثلاثة الريح الحمراء أو الخسف أو المسخ
5- ل، ]الخصال[ محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق المذكر عن أبي يحيى البزاز النيشابوري عن محمد بن خشنام البلخي عن قتيبة بن سعيد عن فرج بن فضالة مثله
قال الصدوق رضي الله عنه يعني بقوله و لعن آخر الأمة أولها الخوارج الذين يلعنون أمير المؤمنين ع و هو أول الأمة إيمانا بالله عز و جل و برسوله ص. بيان قال الجزري في حديث أشراط الساعة إذا كان المغنم دولا جمع دولة بالضم و هو ما يتداول من المال فيكون لقوم دون قوم و الزكاة مغرما أي يرى رب المال أن إخراج زكاته غرامة يغرمها انتهى قوله ص و الأمانة مغنما أي يتصرف فيها كالغنيمة و لا يردها على مالكها أو يحرص على أخذها لأنه لا ينوي ردها يقال فلان يتغنم الأمر أي يحرص عليه كما يحرص على الغنيمة و قال ابن الأثير في جامع الأصول أي يعد الخيانة من الغنيمة
6- فس، ]تفسير القمي[ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ يعني القيامة أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها
فإنه حدثني أبي عن سليمان بن مسلم الخشاب عن عبد الله بن جريح المكي عن عطاء بن أبي رياح عن عبد الله بن عباس قال حججنا مع رسول الله ص حجة الوداع فأخذ باب الكعبة ثم أقبل علينا بوجهه فقال أ لا أخبركم بأشراط الساعة و كان أدنى الناس منه يومئذ سلمان رضي الله عنه فقال بلى يا رسول الله فقال إن من أشراط القيامة إضاعة الصلاة و اتباع الشهوات و الميل مع الأهواء و تعظيم المال و بيع الدين بالدنيا فعندها يذاب قلب المؤمن و جوفه كما يذوب الملح في الماء مما يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيره قال سلمان و إن هذا لكائن يا رسول الله قال إي و الذي نفسي بيده يا سلمان إن عندها أمراء جورة و وزراء فسقة و عرفاء ظلمة و أمناء خونة فقال سلمان و إن هذا لكائن يا رسول الله قال إي و الذي نفسي بيده يا سلمان إن عندها يكون المنكر معروفا و المعروف منكرا و اؤتمن الخائن و يخون الأمين و يصدق الكاذب و يكذب الصادق قال سلمان و إن هذا لكائن يا رسول الله قال إي و الذي نفسي بيده يا سلمان فعندها إمارة النساء و مشاورة الإماء و قعود الصبيان على المنابر و يكون الكذب طرفا و الزكاة مغرما و الفيء مغنما و يجفو الرجل والديه و يبر صديقه و يطلع الكوكب المذنب قال سلمان و إن هذا لكائن يا رسول الله قال إي و الذي نفسي بيده يا سلمان و عندها تشارك المرأة زوجها في التجارة و يكون المطر قيظا و يغيظ الكرام غيظا و يحتقر الرجل المعسر فعندها يقارب الأسواق إذا قال هذا لم أبع شيئا و قال هذا لم أربح شيئا فلا ترى إلا ذاما لله قال سلمان و إن هذا لكائن يا رسول الله قال إي و الذي نفسي بيده يا سلمان فعندها يليهم أقوام إن تكلموا قتلوهم و إن سكتوا استباحوهم ليستأثروا بفيئهم و ليطؤن حرمتهم و ليسفكن دماءهم و لتملأن قلوبهم رعبا فلا تراهم إلا وجلين خائفين مرعوبين مرهوبين قال سلمان و إن هذا لكائن يا رسول الله قال إي و الذي نفسي بيده يا سلمان إن عندها يؤتى بشيء من المشرق و شيء من المغرب يلون أمتي فالويل لضعفاء أمتي منهم و الويل لهم من الله لا يرحمون صغيرا و لا يوقرون كبيرا و لا يتجاوزون عن مسيء أخبارهم خناء جثتهم جثة الآدميين و قلوبهم قلوب الشياطين قال سلمان و إن هذا لكائن يا رسول الله قال إي و الذي نفسي بيده يا سلمان و عندها تكتفي الرجال بالرجال و النساء بالنساء و يغار على الغلمان كما يغار على الجارية في بيت أهلها و يشبه الرجال بالنساء و النساء بالرجال و يركبن ذوات الفروج السروج فعليهن من أمتي لعنة الله قال سلمان و إن هذا لكائن يا رسول الله فقال ص إي و الذي نفسي بيده يا سلمان إن عندها تزخرف المساجد كما تزخرف البيع و الكنائس و يحلى المصاحف و تطول المنارات و تكثر الصفوف بقلوب متباغضة و ألسن مختلفة قال سلمان و إن هذا لكائن يا رسول الله قال ص إي و الذي نفسي بيده و عندها تحلى ذكور أمتي بالذهب و يلبسون الحرير و الديباج و يتخذون جلود النمور صفاقا قال سلمان و إن هذا لكائن يا رسول الله قال ص إي و الذي نفسي بيده
يا سلمان و عندها يظهر الربا و يتعاملون بالغيبة و الرشاء و يوضع الدين و ترفع الدنيا قال سلمان و إن هذا لكائن يا رسول الله فقال ص إي و الذي نفسي بيده يا سلمان و عندها يكثر الطلاق فلا يقام لله حد و لن يضر الله شيئا قال سلمان و إن هذا لكائن يا رسول الله قال ص إي و الذي نفسي بيده يا سلمان و عندها تظهر القينات و المعازف و يليهم أشرار أمتي قال سلمان و إن هذا لكائن يا رسول الله قال ص إي و الذي نفسي بيده يا سلمان و عندها تحج أغنياء أمتي للنزهة و تحج أوساطها للتجارة و تحج فقراؤهم للرياء و السمعة فعندها يكون أقوام يتعلمون القرآن لغير الله و يتخذونه مزامير و يكون أقوام يتفقهون لغير الله و يكثر أولاد الزنا و يتغنون بالقرآن و يتهافتون بالدنيا قال سلمان و إن هذا لكائن يا رسول الله قال ص إي و الذي نفسي بيده يا سلمان ذاك إذا انتهكت المحارم و اكتسبت المآثم و سلط الأشرار على الأخيار و يفشو الكذب و تظهر اللجاجة و يفشو الحاجة و يتباهون في اللباس و يمطرون في غير أوان المطر و يستحسنون الكوبة و المعازف و ينكرون الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر حتى يكون المؤمن في ذلك الزمان أذل من الأمة و يظهر قراؤهم و عبادهم فيما بينهم التلاوم فأولئك يدعون في ملكوت السماوات الأرجاس و الأنجاس قال سلمان و إن هذا لكائن يا رسول الله فقال ص إي و الذي نفسي بيده يا سلمان فعندها لا يخشى الغني إلا الفقر حتى إن السائل ليسأل فيما بين الجمعتين لا يصيب أحدا يضع في يده شيئا قال سلمان و إن هذا لكائن يا رسول الله قال ص إي و الذي نفسي بيده يا سلمان عندها يتكلم الرويبضة فقال و ما الرويبضة يا رسول الله فداك أبي و أمي قال ص يتكلم في أمر العامة من لم يكن يتكلم فلم يلبثوا إلا قليلا حتى تخور الأرض خورة فلا يظن كل قوم إلا أنها خارت في ناحيتهم فيمكثون ما شاء الله ثم ينكتون في مكثهم فتلقي لهم الأرض أفلاذ كبدها قال ذهب و فضة ثم أومأ بيده إلى الأساطين فقال مثل هذا فيومئذ لا ينفع ذهب و لا فضة فهذا معنى قوله فقد جاء أشراطها
بيان قوله ص و يكون الكذب طرفا أي يستطرفه الناس و يعجبهم و الكوكب المذنب ذو الذنب و قال الجزري يوم قائظ شديد الحر و منه حديث أشراط الساعة يكون الولد غيظا و المطر قيظا لأن المطر إنما يراد للنبات و برد الهواء و القيظ ضد ذلك انتهى و يقال استباحهم أي استأصلهم. قوله ص يلون أمتي من اللون أي يتلونون و يتزينون بألوان مختلفة مما يؤتى إليهم من المشرق و المغرب. قوله ص و يتخذون جلود النمور صفاقا أي يرققونها و يلبسونها و الثوب الصفيق ضد السخيف أو يعملونها للدف و العود و سائر آلات اللهو يقال صفق العود أي حرك أوتاره و الصفق الضرب يسمع له صوت و القينة الأمة المغنية و المعازف الملاهي كالعود و الطنبور. قوله ص يتخذونه مزامير أي يتغنون به
قال الجزري في حديث أبي موسى سمعه النبي ص يقرأ فقال لقد أعطيت مزمارا من مزامير آل داود شبه حسن صوته و حلاوة نغمته بصوت المزمار
انتهى و التهافت التساقط و الكوبة بالضم النرد و الشطرنج و الطبل الصغير المخصر و البربط. و قال الجزري في حديث أشراط الساعة أن ينطق الرويبضة في أمر العامة قيل و ما الرويبضة يا رسول الله قال الرجل التافه يتكلم في أمر العامة و الرويبضة تصغير الرابضة و هو العاجز الذي ربض عن معالي الأمور و قعد عن طلبها و زيادة التاء للمبالغة و التافه الحقير الخسيس و قال ص في أشراط الساعة تلقي الأرض أفلاذ كبدها أي تخرج كنوزها المدفونة فيها و هو استعارة و الأفلاذ جمع فلذ و الفلذ جمع فلذة و هي القطعة المقطوعة طولا و مثله قوله تعالى وَ أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها انتهى و خار الثور صاح. و قال السيد المرتضى رضي الله عنه في كتاب الغرر
روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله أنه قال تقيء الأرض أفلاذ كبدها مثل الأسطوان من الذهب و الفضة فيجيء القاتل فيقول في مثل هذا قتلت و يجيء القاطع للرحم فيقول في مثل هذا قطعت رحمي و يجيء السارق فيقول في هذا قطعت يدي ثم يتركونه و لا يأخذون منه شيئا
معنى تقيء أي تخرج ما فيها من الذهب و الفضة و ذلك من علامات قرب الساعة و قوله تقيء تشبيه و استعارة من حيث كان إخراجا و إظهارا و كذلك تسمية ما في الأرض من الكنوز كبدا تشبيها بالكبد التي في بطن البعير و غيره و للعرب في هذا مذهب معروف و اختلف أهل اللغة في الأفلاذ فقال يعقوب بن السكيت الفلذ لا يكون إلا للبعير و هو قطعة من كبده و لا يقال فلذ الشاة و لا فلذ البقر إلى آخر ما ذكره رحمه الله و نقله
7- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن عبد الله بن سعيد بن يحيى عن إسماعيل بن عبد الله بن خالد القاضي قال أبو المفضل و حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حماد عن الربيع بن تغلب قال حدثنا فرج بن فضالة قال و حدثني محمد بن يوسف بن بشير عن علي بن عمرو بن خالد عن أبيه عن فرج عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن علي عن أبيه قال قال رسول الله ص و قال أبو خيثمة عن محمد بن علي عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب ع عن النبي ص قال إذا صنعت و قال أحدهم إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء إذا صارت الدنيا عندهم دولا و قال أحدهم إذا كان المال فيهم دولا و الخيانة مغنما و الزكاة مغرما و أطاع الرجل زوجته و عق أمه و بر صديقه و جفا أباه و ارتفعت الأصوات في المساجد و أكرم الرجل مخافة شره و كان زعيم القوم أرذلهم و لبس الحرير و شرب الخمور و اتخذت القيان و ضرب بالمعازف و لعن آخر هذه الأمة أولها فارتقبوا إذا عملوا ذلك ثلاثا ريحا حمراء و خسفا و مسخا
8- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن الصلت عن ابن عقدة عن القاسم بن جعفر المعروف بابن الشامي عن عباد بن أحمد القزويني عن عمه عن أبيه عن جابر عن الشعبي عن أبي رافع عن حذيفة بن اليمان عن النبي ص عن أهل يأجوج و مأجوج قال إن القوم لينقرون بمعاولهم دائبين فإذا كان الليل قالوا غدا نفرغ فيصبحون و هو أقوى من الأمس حتى يسلم منهم رجل حين يريد الله أن يبلغ أمره فيقول المؤمن غدا نفتحه إن شاء الله فيصبحون ثم يغدون عليه فيفتحه الله فو الذي نفسي بيده ليمرن الرجل منهم على شاطئ الوادي الذي بكوفان و قد شربوه حتى نزحوه فيقول و الله لقد رأيت هذا الوادي مرة و إن الماء ليجري في أرضه قيل يا رسول الله و متى هذا قال حين لا يبقى من الدنيا إلا مثل صبابة الإناء
بيان قال الجزري الصبابة البقية اليسيرة من الشراب تبقى في أسفل الإناء
9- ع، ]علل الشرائع[ في خبر عبد الله بن سلام أنه سأل النبي ص عن أول أشراط الساعة فقال نار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب
10- ك، ]إكمال الدين[ الطالقاني عن الجلودي عن إبراهيم بن فهد عن محمد بن عقبة عن حسين بن حسن عن إسماعيل بن عمر عن عمر بن موسى الوجيهي عن المنهال بن عمر عن عبد الله بن الحارث قال قلت لعلي ع يا أمير المؤمنين أخبرني بما يكون من الأحداث بعد قائمكم قال يا ابن الحارث ذلك شيء ذكره موكول إليه و إن رسول الله ص عهد إلي أن لا أخبر به إلا الحسن و الحسين
11- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق بإسناده عن ابن سنان عن الصادق ع قال قال عيسى ع لجبرئيل متى قيام الساعة فانتفض جبرئيل انتفاضة أغمي عليه منها فلما أفاق قال يا روح الله ما المسئول أعلم بها من السائل وَ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً
12- شي، ]تفسير العياشي[ عن مسعد بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ع قال قال أمير المؤمنين ع إن الناس يوشكون أن ينقطع بهم العمل و يسد عليهم باب التوبة ف لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً
13- شي، ]تفسير العياشي[ عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع في قوله تعالى يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها قال طلوع الشمس من المغرب و خروج الدابة و الدخان و الرجل يكون مصرا و لم يعمل على الإيمان ثم تجيء الآيات فلا ينفعه إيمانه
14- شي، ]تفسير العياشي[ عن عمرو بن شمر عن أحدهما ع في قوله أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قال المؤمن حالت المعاصي بينه و بين إيمانه كثرت ذنوبه و قلت حسناته فلم يكسب في إيمانه خيرا
15- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال النبي ص من أشراط الساعة أن يفشو الفالج و موت الفجأة
16- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه و القاساني جميعا عن الأصفهاني عن المنقري عن فضيل بن عياض عن أبي عبد الله عن أبيه ع قال بعث الله محمدا ص بخمسة أسياف ثلاثة منها شاهرة فلا تغمد حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها و لن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت الشمس من مغربها أمن الناس كلهم في ذلك اليوم فيومئذ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً
17- كا، ]الكافي[ عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عن أبيه ع مثله
18- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قوله يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قال نزل أو اكتسبت في إيمانها خيرا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ قال إذا طلعت الشمس من مغربها فكل من آمن في ذلك اليوم لا ينفعه إيمانه
19- ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن ابن فضال عن ظريف بن ناصح عن أبي الحصين قال سمعت أبا عبد الله ع يقول سئل رسول الله ص عن الساعة فقال عند إيمان بالنجوم و تكذيب بالقدر
20- ك، ]إكمال الدين[ الطالقاني عن الجلودي عن محمد بن عطية عن عبد الله بن عمر بن سعيد عن هشام بن جعفر بن حماد عن عبد الله بن سليمان و كان قاريا للكتب قال قرأت في بعض كتب الله أن ذا القرنين و ساق الحكاية الطويلة في ذي القرنين و عمله السد على يأجوج و مأجوج إلى أن قال فيأجوج و مأجوج ينتابونه في كل سنة مرة و ذلك أنهم يسيحون في بلادهم حتى إذا وقعوا إلى ذلك الردم حبسهم فيرجعون فيسيحون في بلادهم فلا يزالون كذلك حتى تقرب الساعة و تجيء أشراطها فإذا جاء أشراطها و هو قيام القائم ع فتحه الله عز و جل لهم و ذلك قوله عز و جل حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَ مَأْجُوجُ وَ هُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ
21- فس، ]تفسير القمي[ في قوله تعالى وَ يَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ في بيان عمل السد عن أبي عبد الله ع قال فحال بين يأجوج و مأجوج و بين الخروج ثم قال ذو القرنين هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَ كانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا قال إذا كان قبل يوم القيامة انهدم السد و خرج يأجوج و مأجوج إلى العمران و أكلوا الناس و ساق الحديث إلى أن قال فلما أخبر رسول الله ص قريشا عما سألوا قالوا قد بقيت مسألة واحدة أخبرنا متى تقوم الساعة فأنزل الله سبحانه يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي إلى قوله تعالى وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ
22- ع، ]علل الشرائع[ علي بن أحمد عن الأسدي عن سهل عن عبد العظيم الحسني قال سمعت علي بن محمد العسكري ع يقول عاش نوح ألفين و خمسمائة سنة و كان يوما في السفينة نائما فهبت ريح فكشفت عورته فضحك حام و يافث فزجرهما سام ع و نهاهما عن الضحك و كان كلما غطى سام شيئا تكشفه الريح كشفه حام و يافث فانتبه نوح ع فرآهم و هم يضحكون فقال ما هذا فأخبره سام بما كان فرفع نوح ع يده إلى السماء يدعو و يقول اللهم غير ماء صلب حام حتى لا يولد له إلا السودان اللهم غير ماء صلب يافث فغير الله ماء صلبهما فجميع السودان حيث كانوا من حام و جميع الترك و الصقالبة و يأجوج و مأجوج و الصين من يافث حيث كانوا و جميع البيض سواهم من سام
23- كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن العباس بن العلاء عن مجاهد عن ابن عباس قال سئل أمير المؤمنين ع عن الخلق فقال خلق الله ألفا و مائتين في البر و ألفا و مائتين في البحر و أجناس بني آدم سبعون جنسا و الناس ولد آدم ما خلا يأجوج و مأجوج
بيان الخبر الأول الدال على كون يأجوج و مأجوج من ولد آدم أقوى سندا و يمكن حمل هذا الخبر على أن المعنى أنه ليس غير الناس من ولد آدم ما خلا يأجوج و مأجوج فإنهم ليسوا من الناس و هم من ولد آدم
24- نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر بن محمد عن آبائه ع قال قال رسول الله ص القرون أربعة أنا في أفضلها قرنا ثم الثاني ثم الثالث فإذا كان الرابع اتقى الرجال بالرجال و النساء بالنساء فقبض الله كتابه من صدور بني آدم فيبعث الله ريحا سوداء ثم لا يبقى أحد سوى الله تعالى إلا قبضه الله إليه
25- و بهذا الإسناد قال رسول الله ص لا يزداد المال إلا كثرة و لا يزداد الناس إلا شحا و لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق
26- و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص بعثت و الساعة كهاتين و أشار بإصبعيه ص السبابة و الوسطى ثم قال و الذي بعثني بيده إني لأجد الساعة بين كتفي
27- و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص بعثت و الساعة كفرسي رهان يسبق أحدهما صاحبه بإذنه إن كانت الساعة لتسبقني إليكم
28- و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص لا تقوم الساعة حتى يطفر الفاجر و يعجز المنصف و يقرب الماجن و يكون العبادة استطالة على الناس و يكون الصدقة مغرما و الأمانة مغنما و الصلاة منا
29- و بهذا الإسناد قال رسول الله ص إذا طففت أمتي مكيالها و ميزانها و اختانوا و خفروا الذمة و طلبوا الآخرة فعند ذلك يزكون أنفسهم و يتورع منهم
30- و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص لا تقوم الساعة حتى يذهب الحياء من الصبيان و النساء و حتى تؤكل المغاثير كما تؤكل الخضر
بيان قال في القاموس المغثر كمنبر شيء ينضحه الثمام و العشر و الرمث كالعسل و الجمع مغاثير
31- دعوات الراوندي، قال النبي ص إذا تقارب الزمان انتقى الموت خيار أمتي كما ينتقي أحدكم خيار الرطب من الطبق
32- نهج، ]نهج البلاغة[ قال أمير المؤمنين إنه سيأتي عليكم زمان يكفأ فيه الإسلام كما يكفأ الإسلام بما فيه