زواج السيدة زينب صلوات الله وسلامه عليها من عبد الله بن جعفر
عبدالله بن جعفر هو ابن جعفر الطيار، الشهيد الذي صرح به الرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله و سلم) أن له جناحين يطير بهما في الجنة. جعفر الطيار هو شقيق أمير المؤمنين (عليه السلام) و هو کان من
المتقدّمین فی الإسلام و المجاهدين في سبيل الله. بسبب جوده فقد كان الناس يسمونه "أب المساكين"، لأنه كان کأب رحيم للفقراء. و قد كان هذا هو الميراث المعنوي الذي ورثه
ابنه عبد الله.
منذ طفولتها ارتبطت برباط روحي مع الحسين (ع) لدرجة أنها لم تكن تستطيع فراقه ولو ليوم واحد حتى انه عندما تقدم لخطبتها ابن عمها عبدا لله بن جعفر الطيار وافق أمير
المؤمنين
على تزويجها له بمهر يعادل مهر أمها الزهراء (ع ) ولكن بشرطين يتضمنها العقد
الأول: أن يأذن عبدا لله للعقيلة بزيارة أخيها الحسين (ع )كل يوم لأنها لا تستطيع قضاء يوم واحد دون رؤيته
الثاني: أن لا يمانع عبدا لله الطيار مرافقة العقيلة زينب لإمام الحسين (ع) في سفره إن طلب الإمام ذلك
هذان الشرطان وضعهما أمير المؤمنين عليه السلام ضمن العقد بسبب الرابطة القوية التي كانت العقيلة بأخيها الحسين ولهذا نرى عبد الله بن جعفر لم يمانع من خروج السيدة زينب
مع الإمام الحسين
كان أمير المؤمنين عليه السلام يرد الطالبين بزواجها وعندما تقدم عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وهو الكفؤ لعقيلة بني هاشم الذي لُقب بـبحر الجود، وافق أمير المؤمنين
عليه السلام على زواجه منها.. فأبوه جعفر بن أبي طالب ذي الجناحين وأمه أسماء بنت عميس الخثعمية من المهاجرات المؤمنات المعروفة بالتقى والصلاح والتي عبّر عنها الإمام الصادق عليه السلام
بالنّجيبة.
قال في الاستيعاب : وكان كريما, جوادا, ظريفا, خليقا, عفيفا, سخيا, وأخبار عبد الله بن جعفر في الكرم كثيرة, وكان يدعوه النبي ( ص ) من أيسر بني هاشم وأغناهم, وله في
المدينة وغيرها قرى وضياع ومتاجرة عدا ما كانت تصله من
الخلفاء من الاموال, وكان بيته محط آمال المحتاجين, وكان لا يرد سائلا قصده, وكان يبدأ الفقير بالعطاء قبل أن يسأله فسئل عن ذلك فقال : لا أحب أن يريق ماء وجهه بالسؤال,
حتى قال فقراء المدينة بعد موته : ما كنا نعرف السؤال حتى مات عبد الله بن جعفر
تحدث جميع المؤرخين الذین لهم کلام حول عبدالله، عن کرامته و عزة نفسه و بحثوا خاصتاً عن عطائه. فكمثال ،أن التأریخ فی عصره ذکر عشر سخیاً کانوا معروفين بین العرب و أن
عبدالله کان فی رأسهم(2) الى ان سمّوه بعض المؤرخين بلقب قطب السخاء.
كان عبد الله بن جعفر ثقة عند أمير المؤمنين (عليه السلام)، و قد شاركه في عدة معاركه و برامجه و كان له حُضوراً واضحاً إلی أنه کان في معركة صفين أحد قادة جيش الإمام
(عليه السلام)...
و كان لعبد الله علاقة مميزة حتى حذى بشرف الزواج من زينب (عليها السلام)؛ و لكن حياءه منعه من أن يخطب زينب (عليها السلام) من أبيها أمير المؤمنين (عليه السلام)
مباشرة. لذا بعث قاصداً لأمير المؤمنين (عليه السلام) و عرض عليه موضوع الزواج. فإن أمیرالمؤمنین (علیه السلام) رآه أولی بهذا الأمر و اختاره له و لكن کم کان المهر؟ قرّر أمير المؤمنين (عليه السلام) أن
یساوی قيمة مهر زينب (عليها السلام) بمهر والدتها.(3) و لكن كان هناك شرط للزواج ، و الشرط هو ألا يمانع عبد الله أن تصطحب زينب (عليها السلام) اخاها الحسين (عليه السلام) في أسفاره