تنبيه :
أبو بصير كنية مشتركة لروايين شيعيين من أصحاب الإمام الباقر والصادق ( عليهما السلام ) هما : يحيى بن أبي القاسم الأسدي ، وليث بن البختري المرادي .
وقد ورد اسم أبي بصير من دون قيد في سند الكثير من الروايات ، حيث لا يتسنّى تحديد هوية الراوي إلاّ من خلال القرائن الخارجية ، والكثير من علماء الرجال يعتبر كلا الرجلين ثقة وموضع اعتماد .
اسمه وكنيته ونسبه :
أبو محمّد ، وقيل : أبو يحيى ، ليث بن البختري المرادي .
مكانته العلمية :
كان من أجَلِّ الرواة فقهاً وعلماً ، ومن ثقات الشيعة وأعلامهم ، ووردت أخبار أشارت بفضله ، وسمّو منزلته .
وكان من أصحاب الإمام الباقر والإمام الصادق والإمام الكاظم ( عليهم السلام ) ، وعدَّه جماعة من الذين أجمعت العصابة على تصديقهم ، والانقياد لهم بالفقه .
قال الشيخ الكشّي : ( أجمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأوّلين من أصحاب أبي جعفر ، وأصحاب أبي عبد الله ( عليهما السلام ) ، وانقادوا لهم بالفقه ، فقالوا : أفقه الأوّلين ستة : زرارة ، ومعروف بن خربوذ ، وبريد ، وأبو بصير الأسدي ، والفضيل بن يسار ، ومحمّد بن مسلم الطائفي .
وقال بعضهم : مكان أبي بصير الأسدي أبو بصير المرادي ، وهو ليث بن البختري ) (1) .
أقوال الأئمة ( عليهم السلام ) فيه : نذكر منهم ما يلي :
1ـ قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : ( ما أحيا ذكرنا وأحاديث أبي عبد الله ( عليه السلام ) إلاَّ زرارة ، وأبو بصير ليث المرادي ، ومحمَّد بن مسلم ، وبريد بن معاوية العجلي ، ولولا هؤلاء ما كان أحدٌ يستنبط هذا .
هؤلاء حُفَّاظ الدين ، وأُمناء أبي ( عليه السلام ) على حلال الله وحرامه ، وهم السابقون إلينا في الدنيا ، والسابقون إلينا في الآخرة ) (2) .
2ـ قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( بشّر المخبتين بالجنّة : بريد بن معاوية العجلي ، وأبو بصير ليث بن البختري المرادي ، ومحمّد بن مسلم ، وزرارة بن أعين ، أربعة نجباء ، أمناء الله على حلاله وحرامه ، ولولا هؤلاء لانقطعت آثار النبوّة واندرست ) (3) .
3ـ قال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : ( إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين حواري محمّد بن عبد الله رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه ؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر ... ثم ينادى المنادى : أين حواري محمّد بن علي وحواري جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) ؟ فيقوم عبد الله بن شريك العامري ، وزرارة بن أعين ، وبريد بن معاوية العجلي ، ومحمّد بن مسلم ، وأبو بصير ليث بن البختري المرادي ، وعبد الله بن أبى يعفور ، وعامر بن عبد الله بن جذاعة ، وحجر بن زايدة ، وحمران بن أعين ، ثم ينادى ساير الشيعة مع ساير الأئمّة ( عليهم السلام ) يوم القيامة ، فهؤلاء المتحوّرة أوّل السابقين ، وأوّل المقرّبين ، وأوّل المتحوّرين من التابعين ) (4) .
أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي :
1ـ قال الشيخ ابن داود الحلّي في رجاله : ( ثقة عظيم الشأن ) .
2ـ قال الشهيد الثاني في المسالك : ( إنّه المشهور بالثقة ) .
3ـ قال الشيخ الغضائري : ( وهو عندي ثقة ) .
ممّن روى عنهم : نذكر منهم ما يلي :
الإمام الباقر ، الإمام الصادق ( عليهما السلام ) ، عبد الكريم بن عتبة الهاشمي .
الراوون عنه : نذكر منهم ما يلي :
عبد الله بن مسكان ، عبد الكريم بن عمرو الخثعمي ، أبو جميلة المفضّل بن صالح ، شعيب العقرقوفي ، الحسين بن المختار ، عاصم بن حميد .
وفاته :
لم تحدّد لنا المصادر تاريخ وفاته ( رضي الله عنه ) ، إلاّ أنّ الروايات ذكرت بأنّه كان حياً سنة 148 هـ .
ـــــــــ
1ـ رجال الكشّي : 507 .
2ـ روضة الواعظين : 290 .
3ـ اختيار معرفة الرجال 1 / 398 .
4ـ الاختصاص : 61 .
بقلم : محمد أمين نجف .