* الشيخ الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة,حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني عمي محمد بن أبي القاسم, عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثني محمد بن علي القرشي قال: حدثني أبو الربيع الزهراني قال: حدثنا جرير عن ليث بن أبي سليم, عن مجاهد قال: قال ابن عباس: سمعت رسول الله (صلى الله عليه و آله) يقول: إن لله تبارك وتعالى ملكاً يقال له دردائيل كان له ستة عشر ألف جناح ما بين الجناح إلى الجناح هواء والهواء كما بين السماء إلى الارض, فجعل يوماً يقول في نفسه: أفوق ربنا جل جلاله شيء؟ فعلم الله تبارك وتعالى ما قال فزاده أجنحة مثلها فصار له اثنان وثلاثون ألف جناح, ثم أوحى الله عز وجل إليه أن طر, فطار مقدار خمسين عاماً فلم ينل رأس قائمة من قوام العرش, فلما علم الله عز وجل إتعابه أوحى إليه أيها الملك عد إلى مكانك فأنا عظيم فوق كل عظيم وليس فوقي شيء ولا أوصف بمكان فسلبه الله أجنحته ومقامه من صفوف الملائكة, فلما ولد الحسين بن علي ‘ وكان مولده عشية الخميس ليلة الجمعة أوحى الله عز وجل إلى مالك خازن النار أن أخمد النيران على أهلها لكرامة مولود ولد لمحمد, وأوحى إلى رضوان خازن الجنان أن زخرف الجنان وطيبها لكرامة مولود ولد لمحمد في دار الدنيا، وأوحى الله تبارك وتعالى إلى حور العين تزين وتزاورن لكرامة مولود ولد لمحمد في دار الدنيا, وأوحى الله عز وجل إلى الملائكة أن قوموا صفوفاً بالتسبيح والتحميد والتمجيد والتكبير لكرامة مولود ولد لمحمد في دار الدنيا, وأوحى الله تبارك وتعالى إلى جبرئيل (عليه السلام) أن اهبط إلي نبيي محمد في ألف قبيل والقبيل ألف ألف من الملائكة على خيول بلق, مسرجة ملجمة, عليها قباب الدر والياقوت, ومعهم ملائكة يقال لهم: الروحانيون, بأيديهم أطباق من نور أن هنئوا محمد بمولود, وأخبره يا جبرئيل أني قد سميته الحسين, وهنئه وعزه وقل له: يا محمد يقتله شرار أمتك على شرار الدواب, فويل للقاتل, وويل للسائق, وويل للقائد, قاتل الحسين أنا منه برئ وهو مني برئ لأنه لا يأتي يوم القيامة أحد إلا وقاتل الحسين (عليه السلام) أعظم جرماً منه, قاتل الحسين يدخل النار, يوم القيامة مع الذين يزعمون أن مع الله إلها آخر, والنار أشوق إلى قاتل الحسين ممن أطاع الله إلى الجنة.
قال: فبينا جبرئيل (عليه السلام) يهبط من السماء إلى الارض إذ مر بدردائيل فقال له دردائيل: يا جبرئيل ما هذه الليلة في السماء هل قامت القيامة على أهل الدنيا؟!! قال: لا ولكن ولد لمحمد مولود في دار الدنيا وقد بعثني الله عز وجل إليه لأهنئه بمولوده فقال الملك: يا جبرئيل بالذي خلقك وخلقني إذا هبطت إلى محمد فأقرئه مني السلام وقل له: بحق هذا المولود عليك إلا ما سألت ربك أن يرضى عني فيرد علي أجنحتي ومقامي من صفوف الملائكة فهبط جبرئيل (عليه السلام) على النبي (صلى الله عليه و آله) فهنأه كما أمره الله عز وجل وعزاه فقال له النبي (صلى الله عليه و آله): تقتله أمتي؟ فقال له: نعم يا محمد, فقال النبي (صلى الله عليه و آله): ما هؤلاء بأمتي أنا بريء منهم, والله عز وجل بريء منهم, قال جبرئيل: وأنا بريء منهم يا محمد.
فدخل النبي (صلى الله عليه و آله) على فاطمة (عليها السلام) فهنأها وعزاها فبكت فاطمة (عليها السلام), وقالت: يا ليتني لم ألده, قاتل الحسين في النار[1], فقال النبي (صلى الله عليه و آله): وأنا أشهد بذلك يا فاطمة ولكنه لا يقتل حتى يكون منه إمام يكون منه الأئمة الهادية بعده, ثم قال (عليه السلام): والأئمة بعدي الهادي علي, والمهتدي الحسن, والناصر الحسين, والمنصور علي بن الحسين, والشافع محمد بن علي, والنفاع جعفر بن محمد, والأمين موسى ابن جعفر, والرضا علي بن موسى, والفعال محمد بن علي, والمؤتمن علي بن محمد, والعلام الحسن بن علي, ومن يصلي خلفه عيسى بن مريم (عليه السلام) القائم (عليه السلام), فسكتت فاطمة (عليها السلام) من البكاء.
ثم أخبر جبرئيل (عليه السلام) النبي (صلى الله عليه و آله) بقصة الملك وما أصيب به, قال ابن عباس: فأخذ النبي (صلى الله عليه و آله) الحسين (عليه السلام) وهو ملفوف في خرق من صوف فأشار به إلى السماء, ثم قال: اللهم بحق هذا المولود عليك لا بل بحقك عليه وعلى جده محمد وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب إن كان للحسين بن علي ابن فاطمة عندك قدر, فارض عن دردائيل ورد عليه أحنجته ومقامه من صفوف الملائكة فاستجاب الله دعاءه وغفر للملك ورد عليه أجنحته ورده إلى صفوف الملائكة فالملك لا يعرف في الجنة إلا بأن يقال: هذا مولى الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه و آله).[2]
* العلامة المجلسي في البحار, روي أنه لما ولد الحسين (عليه السلام) أمر الله تعالى جبرئيل أن يهبط في ملإ من الملائكة فيهنئ محمداً (صلى الله عليه و آله)، فهبط فمر بجزيرة فيها ملك يقال له فطرس، بعثه الله في شيء فأبطأ فكسر جناحه, فألقاه في تلك الجزيرة فعبد الله سبعمائة عام[3]، فقال فطرس لجبرئيل: إلى أين؟! فقال: إلى محمد (صلى الله عليه و آله)، قال: احملني معك لعله يدعو لي, فلما دخل جبرئيل وأخبر محمداً بحال فطرس، قال له النبي (صلى الله عليه و آله): قل يتمسح بهذا المولود[4]، فتمسح فطرس بمهد الحسين (عليه السلام)، فأعاد الله عليه في الحال جناحه ثم ارتفع مع جبرئيل إلى السماء[5].[6]
* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات, حدثني أبي &, عن سعد بن عبد الله, عن محمد بن عيسى, عن محمد بن سنان, عن أبي سعيد القماط, عن ابن أبي يعفور, عن أبي عبد الله (عليه السلام), قال: بينما رسول الله (صلى الله عليه و آله) في منزل فاطمة والحسين في حجره, إذ بكى وخر ساجداً ثم قال: يا فاطمة يا بنت محمد إن العلي الاعلى تراءى لي في بيتك هذا في ساعتي هذه في أحسن صورة وأهيأ هيئة, فقال لي: يا محمد أتحب الحسين (عليه السلام)؟ قلت: نعم يا رب قرة عيني وريحانتي وثمرة فؤادي وجلدة ما بين عيني, فقال لي: يا محمد ووضع يده على رأس الحسين (عليه السلام) بورك من مولود عليه بركاتي وصلواتي ورحمتي ورضواني, ونقمتي ولعنتي وسخطي وعذابي وخزيي ونكالي على من قتله وناصبه وناواه ونازعه, أما إنه سيد الشهداء من الأولين والآخرين في الدنيا والاخرة, وسيد شباب أهل الجنة من الخلق أجمعين, وأبوه أفضل منه وخير, فاقرأه السلام وبشره بأنه راية الهدى ومنار أوليائي, وحفيظي وشهيدي على خلقي, وخازن علمي, وحجتي على أهل السماوات وأهل الارضين والثقلين الجن والانس.[7]
[1] جملة إسمية دعائية أي أورد الله قاتله في النار.
[2] إكمال الدين ص282، عنه البحار ج43 ص248/ ج56 ص148، مدينة المعاجز ج3 ص432، حلية الأبرار ج3 ص105، غاية المرام ج1 ص147/ ج2 ص167, العوالم ص13، التفسير الصافي ج4 ص229.
[3] وفي دلائل الإمامة: وكان فطرس صديقاً لجبرئيل.
[4] وفي بصائر الدرجات ومدينة المعاجز: فقال رسول الله |: شأنك بالمهد فتمسح به وتمرغ فيه.
[5] وفي دلائل الإمامة: فلما نهض قال له النبي |: الزم أرض كربلاء وأخبرني بكل مؤمن رأيته زائراً إلى يوم القيامة, قال: فذلك الملك يسمى عتيق الحسين ×.
[6] البحار ج44 ص182, عن الخرائج والجرائح ج1 ص252، دلائل الإمامة ص190، كامل الزيارات ص140، بصائر الدرجات ص88، عنه تفسير نور الثقلين ج4 ص348، أمالي الصدوق ص200، المناقب لإبن شهر آشوب ج3 ص229، إختيار معرفة الرجال للشيخ الطوسي ج2 ص850، بشارة المصطفى ص338، بحار الأنوار ج26 ص340/ ج43 ص244، روضة الواعظين ص155، الثاقب في المناقب ص338، عيون المعجزات ص60، مدينة المعاجز ج3 ص436، العوالم ص47، الأنوار البهية للشيخ عباس القمي ص99، جميعهم باختلاف يسير في اللفظ دون المعنى.
[7] كامل الزيارات ، عنه البحار ج44 ص238، العوالم ص131.