1- علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن ابن محبوب عن سلام بن عبد الله و محمد بن الحسن و علي بن محمد عن سهل بن زياد و أبو علي الأشعري عن محمد بن حسان جميعا عن محمد بن علي عن علي بن أسباط عن سلام بن عبد الله الهاشمي قال محمد بن علي و قد سمعته منه عن أبي عبد الله ع قال بعث طلحة و الزبير رجلا من عبد القيس يقال له خداش إلى أمير المؤمنين ص و قالا له إنا نبعثك إلى رجل طال ما كنا نعرفه و أهل بيته بالسحر و الكهانة و أنت أوثق من بحضرتنا من أنفسنا من أن تمتنع من ذلك و أن تحاجه لنا حتى تقفه على أمر معلوم و اعلم أنه أعظم الناس دعوى فلا يكسرنك ذلك عنه و من الأبواب التي يخدع الناس بها الطعام و الشراب و العسل و الدهن و أن يخالي الرجل فلا تأكل له طعاما و لا تشرب له شرابا و لا تمس له عسلا و لا دهنا و لا تخل معه و احذر هذا كله منه و انطلق على بركة الله فإذا رأيته فاقرأ آية السخرة و تعوذ بالله من كيده و كيد الشيطان فإذا جلست إليه فلا تمكنه من بصرك كله و لا تستأنس به ثم قل له إن أخويك في الدين و ابني عمك في القرابة يناشدانك القطيعة و يقولان لك أ ما تعلم أنا تركنا الناس لك و خالفنا عشائرنا فيك منذ قبض الله عز و جل محمدا ص فلما نلت أدنى منال ضيعت حرمتنا و قطعت رجاءنا ثم قد رأيت أفعالنا فيك و قدرتنا على النأي عنك و سعة البلاد دونك و أن من كان يصرفك عنا و عن صلتنا كان أقل لك نفعا و أضعف عنك دفعا منا و قد وضح الصبح لذي عينين و قد بلغنا عنك انتهاك لنا و دعاء علينا فما الذي يحملك على ذلك فقد كنا نرى أنك أشجع فرسان العرب أ تتخذ اللعن لنا دينا و ترى أن ذلك يكسرنا عنك فلما أتى خداش أمير المؤمنين ع صنع ما أمراه فلما نظر إليه علي ع و هو يناجي نفسه ضحك و قال هاهنا يا أخا عبد قيس و أشار له إلى مجلس قريب منه فقال ما أوسع المكان أريد أن أؤدي إليك رسالة قال بل تطعم و تشرب و تحل ثيابك و تدهن ثم تؤدي رسالتك قم يا قنبر فأنزله قال ما بي إلى شيء مما ذكرت حاجة قال فأخلو بك قال كل سر لي علانية قال فأنشدك بالله الذي هو أقرب إليك من نفسك الحائل بينك و بين قلبك الذي يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور أ تقدم إليك الزبير بما عرضت عليك قال اللهم نعم قال لو كتمت بعد ما سألتك ما ارتد إليك طرفك فأنشدك الله هل علمك كلاما تقوله إذا أتيتني قال اللهم نعم قال علي ع آية السخرة قال نعم قال فاقرأها فقرأها و جعل علي ع يكررها و يرددها و يفتح عليه إذا أخطأ حتى إذا قرأها سبعين مرة قال الرجل ما يرى أمير المؤمنين ع أمره بترددها سبعين مرة ثم قال له أ تجد قلبك اطمأن قال إي و الذي نفسي بيده قال فما قالا لك فأخبره فقال قل لهما كفى بمنطقكما حجة عليكما و لكن الله لا يهدي القوم الظالمين زعمتما أنكما أخواي في الدين و ابنا عمي في النسب فأما النسب فلا أنكره و إن كان النسب مقطوعا إلا ما وصله الله بالإسلام و أما قولكما إنكما أخواي في الدين فإن كنتما صادقين فقد فارقتما كتاب الله عز و جل و عصيتما أمره بأفعالكما في أخيكما في الدين و إلا فقد كذبتما و افتريتما بادعائكما أنكما أخواي في الدين و أما مفارقتكما الناس منذ قبض الله محمدا ص فإن كنتما فارقتماهم بحق فقد نقضتما ذلك الحق بفراقكما إياي أخيرا و إن فارقتماهم بباطل فقد وقع إثم ذلك الباطل عليكما مع الحدث الذي أحدثتما مع أن صفقتكما بمفارقتكما الناس لم تكن
إلا لطمع الدنيا زعمتما و ذلك قولكما فقطعت رجاءنا لا تعيبان بحمد الله من ديني شيئا و أما الذي صرفني عن صلتكما فالذي صرفكما عن الحق و حملكما على خلعه من رقابكما كما يخلع الحرون لجامه و هو الله ربي لا أشرك به شيئا فلا تقولا أقل نفعا و أضعف دفعا فتستحقا اسم الشرك مع النفاق و أما قولكما إني أشجع فرسان العرب و هربكما من لعني و دعائي فإن لكل موقف عملا إذا اختلفت الأسنة و ماجت لبود الخيل و ملأ سحراكما أجوافكما فثم يكفيني الله بكمال القلب و أما إذا أبيتما بأني أدعو الله فلا تجزعا من أن يدعو عليكما رجل ساحر من قوم سحرة زعمتما اللهم أقعص الزبير بشر قتلة و اسفك دمه على ضلالة و عرف طلحة المذلة و ادخر لهما في الآخرة شرا من ذلك إن كانا ظلماني و افتريا علي و كتما شهادتهما و عصياك و عصيا رسولك في قل آمين قال خداش آمين ثم قال خداش لنفسه و الله ما رأيت لحية قط أبين خطأ منك حامل حجة ينقض بعضها بعضا لم يجعل الله لها مساكا أنا أبرأ إلى الله منهما قال علي ع ارجع إليهما و أعلمهما ما قلت قال لا و الله حتى تسأل الله أن يردني إليك عاجلا و أن يوفقني لرضاه فيك ففعل فلم يلبث أن انصرف و قتل معه يوم الجمل رحمه الله
2- علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد و أبو علي الأشعري عن محمد بن حسان جميعا عن محمد بن علي عن نصر بن مزاحم عن عمرو بن سعيد عن جراح بن عبد الله عن رافع بن سلمة قال كنت مع علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يوم النهروان فبينا علي ع جالس إذ جاء فارس فقال السلام عليك يا علي فقال له علي ع و عليك السلام ما لك ثكلتك أمك لم تسلم علي بإمرة المؤمنين قال بلى سأخبرك عن ذلك كنت إذ كنت على الحق بصفين فلما حكمت الحكمين برئت منك و سميتك مشركا فأصبحت لا أدري إلى أين أصرف ولايتي و الله لأن أعرف هداك من ضلالتك أحب إلي من الدنيا و ما فيها فقال له علي ع ثكلتك أمك قف مني قريبا أريك علامات الهدى من علامات الضلالة فوقف الرجل قريبا منه فبينما هو كذلك إذ أقبل فارس يركض حتى أتى عليا ع فقال يا أمير المؤمنين أبشر بالفتح أقر الله عينك قد و الله قتل القوم أجمعون فقال له من دون النهر أو من خلفه قال بل من دونه فقال كذبت و الذي فلق الحبة و برأ النسمة لا يعبرون أبدا حتى يقتلوا فقال الرجل فازددت فيه بصيرة فجاء آخريركض على فرس له فقال له مثل ذلك فرد عليه أمير المؤمنين ع مثل الذي رد على صاحبه قال الرجل الشاك و هممت أن أحمل على علي ع فأفلق هامته بالسيف ثم جاء فارسان يركضان قد أعرقا فرسيهما فقالا أقر الله عينك يا أمير المؤمنين أبشر بالفتح قد و الله قتل القوم أجمعون فقال علي ع أ من خلف النهر أو من دونه قالا لا بل من خلفه إنهم لما اقتحموا خيلهم النهروان و ضرب الماء لبات خيولهم رجعوا فأصيبوا فقال أمير المؤمنين ع صدقتما فنزل الرجل عن فرسه فأخذ بيد أمير المؤمنين ع و برجله فقبلهما فقال علي ع هذه لك آية
3- علي بن محمد عن أبي علي محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أحمد بن القاسم العجلي عن أحمد بن يحيى المعروف بكرد عن محمد بن خداهي عن عبد الله بن أيوب عن عبد الله بن هاشم عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي عن حبابة الوالبية قالت رأيت أمير المؤمنين ع في شرطة الخميس و معه درة لها سبابتان يضرب بها بياعي الجري و المارماهي و الزمار و يقول لهم يا بياعي مسوخ بني إسرائيل و جند بني مروان فقام إليه فرات بن أحنف فقال يا أمير المؤمنين و ما جند بني مروان قال فقال له أقوام حلقوا اللحى و فتلوا الشوارب فمسخوا فلم أر ناطقا أحسن نطقا منه ثم اتبعته فلم أزل أقفو أثره حتى قعد في رحبة المسجد فقلت له يا أمير المؤمنين ما دلالة الإمامة يرحمك الله قالت فقال ائتيني بتلك الحصاة و أشار بيده إلى حصاة فأتيته بها فطبع لي فيها بخاتمه ثم قال لي يا حبابة إذا ادعى مدع الإمامة فقدر أن يطبع كما رأيت فاعلمي أنه إمام مفترض الطاعة و الإمام لا يعزب عنه شيء يريده قالت ثم انصرفت حتى قبض أمير المؤمنين ع فجئت إلى الحسن ع و هو في مجلس أمير المؤمنين ع و الناس يسألونهفقال يا حبابة الوالبية فقلت نعم يا مولاي فقال هاتي ما معك قال فأعطيته فطبع فيها كما طبع أمير المؤمنين ع قالت ثم أتيت الحسين ع و هو في مسجد رسول الله ص فقرب و رحب ثم قال لي إن في الدلالة دليلا على ما تريدين أ فتريدين دلالة الإمامة فقلت نعم يا سيدي فقال هاتي ما معك فناولته الحصاة فطبع لي فيها قالت ثم أتيت علي بن الحسين ع و قد بلغ بي الكبر إلى أن أرعشت و أنا أعد يومئذ مائة و ثلاث عشرة سنة فرأيته راكعا و ساجدا و مشغولا بالعبادة فيئست من الدلالة فأومأ إلي بالسبابة فعاد إلي شبابي قالت فقلت يا سيدي كم مضى من الدنيا و كم بقي فقال أما ما مضى فنعم و أما ما بقي فلا قالت ثم قال لي هاتي ما معك فأعطيته الحصاة فطبع لي فيها ثم أتيت أبا جعفر ع فطبع لي فيها ثم أتيت أبا عبد الله ع فطبع لي فيها ثم أتيت أبا الحسن موسى ع فطبع لي فيها ثم أتيت الرضا ع فطبع لي فيها و عاشت حبابة بعد ذلك تسعة أشهر على ما ذكر محمد بن هشام
4- محمد بن أبي عبد الله و علي بن محمد عن إسحاق بن محمد النخعي عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري قال كنت عند أبي محمد ع فاستؤذن لرجل من أهل اليمن عليه فدخل رجل عبل طويل جسيم فسلم عليه بالولاية فرد عليه بالقبول و أمره بالجلوس فجلس ملاصقا لي فقلت في نفسي ليت شعري من هذا فقال أبو محمد ع هذا من ولد الأعرابية صاحبة الحصاة التي طبع آبائي ع فيها بخواتيمهم فانطبعت و قد جاء بها معه يريد أن أطبع فيها ثم قال هاتها فأخرج حصاة و في جانب منها موضع أملس فأخذها أبو محمد ع ثم أخرج خاتمه فطبع فيها فانطبع فكأني أرى نقش خاتمه الساعة الحسن بن علي فقلت لليماني رأيته قبل هذا قط قال لا و الله و إني لمنذ دهر حريص على رؤيته حتى كان الساعة أتاني شاب لست أراه فقال لي قم فادخل فدخلت ثم نهض اليماني و هو يقول رحمة الله و بركاته عليكم أهل البيت ذرية بعضها من بعض أشهد بالله إن حقك لواجب كوجوب حق أمير المؤمنين ع و الأئمة من بعده صلوات الله عليهم أجمعين ثم مضى فلم أره بعد ذلك قال إسحاق قال أبو هاشم الجعفري و سألته عن اسمه فقال اسمي مهجع بن الصلت بن عقبة بن سمعان بن غانم ابن أم غانم و هي الأعرابية اليمانية صاحبة الحصاة التي طبع فيها أمير المؤمنين ع و السبط إلى وقت أبي الحسن ع
- محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي عبيدة و زرارة جميعا عن أبي جعفر ع قال لما قتل الحسين ع أرسل محمد بن الحنفية إلى علي بن الحسين ع فخلا به فقال له يا ابن أخي قد علمت أن رسول الله ص دفع الوصية و الإمامة من بعده إلى أمير المؤمنين ع ثم إلى الحسن ع ثم إلى الحسين ع و قد قتل أبوك رضي الله عنه و صلى على روحه و لم يوص و أنا عمك و صنو أبيك و ولادتي من علي ع في سني و قديمي أحق بها منك في حداثتك فلا تنازعني في الوصية و الإمامة ولا تحاجني فقال له علي بن الحسين ع يا عم اتق الله و لا تدع ما ليس لك بحق إني أعظك أن تكون من الجاهلين إن أبي يا عم صلوات الله عليه أوصى إلي قبل أن يتوجه إلى العراق و عهد إلي في ذلك قبل أن يستشهد بساعة و هذا سلاح رسول الله ص عندي فلا تتعرض لهذا فإني أخاف عليك نقص العمر و تشتت الحال إن الله عز و جل جعل الوصية و الإمامة في عقب الحسين ع فإذا أردت أن تعلم ذلك فانطلق بنا إلى الحجر الأسود حتى نتحاكم إليه و نسأله عن ذلك قال أبو جعفر ع و كان الكلام بينهما بمكة فانطلقا حتى أتيا الحجر الأسود فقال علي بن الحسين لمحمد بن الحنفية ابدأ أنت فابتهل إلى الله عز و جل و سله أن ينطق لك الحجر ثم سل فابتهل محمد في الدعاء و سأل الله ثم دعا الحجر فلم يجبه فقال علي بن الحسين ع يا عم لو كنت وصيا و إماما لأجابك قال له محمد فادع الله أنت يا ابن أخي و سله فدعا الله علي بن الحسين ع بما أراد ثم قال أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء و ميثاق الأوصياء و ميثاق الناس أجمعين لما أخبرتنا من الوصي و الإمام بعد الحسين بن علي ع قال فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه ثم أنطقه الله عز و جل بلسان عربي مبين فقال اللهم إن الوصية و الإمامة بعد الحسين بن علي ع إلى علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب و ابن فاطمة بنت رسول الله ص قال فانصرف محمد بن علي و هو يتولى علي بن الحسين ع
علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع مثله
6- الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن محمد بن علي قال أخبرني سماعة بن مهران قال أخبرني الكلبي النسابة قال دخلت المدينة و لست أعرف شيئا من هذا الأمر فأتيت المسجد فإذا جماعة من قريش فقلت أخبروني عن عالم أهل هذا البيت فقالوا عبد الله بن الحسن فأتيت منزله فاستأذنت فخرج إلي رجل ظننت أنه غلام له فقلت له استأذن لي على مولاك فدخل ثم خرج فقال لي ادخل فدخلت فإذا أنا بشيخ معتكف شديد الاجتهاد فسلمت عليه فقال لي من أنت فقلت أنا الكلبي النسابة فقال ما حاجتك فقلت جئت أسألك فقال أ مررت بابني محمد قلت بدأت بك فقال سل فقلت أخبرني عن رجل قال لامرأته أنت طالق عدد نجوم السماء فقال تبين برأس الجوزاء و الباقي وزر عليه و عقوبة فقلت في نفسي واحدة فقلت ما يقول الشيخ في المسح على الخفين فقال قد مسح قوم صالحون و نحن أهل البيت لا نمسح فقلت في نفسي ثنتان فقلت ما تقول في أكل الجري أ حلال هو أم حرام فقال حلال إلا أنا أهل البيت نعافه فقلت في نفسي ثلاث فقلت فما تقول في شرب النبيذ فقال حلال إلا أنا أهل البيت لا نشربه فقمت فخرجت من عنده و أنا أقول هذه العصابة تكذب على أهل هذا البيت فدخلت المسجد فنظرت إلى جماعة من قريش و غيرهم من الناس فسلمت عليهم ثم قلت لهم من أعلم أهل هذا البيت فقالوا عبد الله بن الحسن فقلت قد أتيته فلم أجد عنده شيئا فرفع رجل من القوم رأسه فقال ائت جعفر بن محمد ع فهو أعلم أهل هذا البيت فلامه بعض من كان بالحضرة فقلت إن القوم إنما منعهم من إرشادي إليه أول مرة الحسد فقلت له ويحك إياه أردت فمضيت حتى صرت إلى منزله فقرعت الباب فخرج غلام له فقال ادخل يا أخا كلب فو الله لقد أدهشني فدخلت و أنا مضطرب و نظرت فإذا شيخ على مصلى بلا مرفقة و لا بردعة فابتدأني بعد أن سلمت عليه فقال لي من أنت فقلت في نفسي يا سبحان الله غلامه يقول لي بالباب ادخل يا أخا كلب و يسألني المولى من أنت فقلت له أنا الكلبي
النسابة فضرب بيده على جبهته و قال كذب العادلون بالله و ضلوا ضلالا بعيدا و خسروا خسرانا مبينا يا أخا كلب إن الله عز و جل يقول و عادا و ثمود و أصحاب الرس و قرونا بين ذلك كثيرا أ فتنسبها أنت فقلت لا جعلت فداك فقال لي أ فتنسب نفسك قلت نعم أنا فلان بن فلان بن فلان حتى ارتفعت فقال لي قف ليس حيث تذهب ويحك أ تدري من فلان بن فلان قلت نعم فلان بن فلان قال إن فلان بن فلان ابن فلان الراعي الكردي إنما كان فلان الراعي الكردي على جبل آل فلان فنزل إلى فلانة امرأة فلان من جبله الذي كان يرعى غنمه عليه فأطعمها شيئا و غشيها فولدت فلانا و فلان بن فلان من فلانة و فلان بن فلان ثم قال أ تعرف هذه الأسامي قلت لا و الله جعلت فداك فإن رأيت أن تكف عن هذا فعلت فقال إنما قلت فقلت فقلت إني لا أعود قال لا نعود إذا و اسأل عما جئت له فقلت له أخبرني عن رجل قال لامرأته أنت طالق عدد نجوم السماء فقال ويحك أ ما تقرأ سورة الطلاق قلت بلى قال فاقرأ فقرأت فطلقوهن لعدتهن و أحصوا العدة قال أ ترى هاهنا نجوم السماء قلت لا قلت فرجل قال لامرأته أنت طالق ثلاثا قال ترد إلى كتاب الله و سنة نبيه ص ثم قال لا طلاق إلا على طهر من غير جماع بشاهدين مقبولين فقلت في نفسي واحدة ثم قال سل قلت ما تقول في المسح على الخفين فتبسم ثم قال إذا كان يوم القيامة و رد الله كل شيء إلى شيئه و رد الجلد إلى الغنم فترى أصحاب المسح أين يذهب وضوؤهم فقلت في نفسي ثنتان ثم التفت إلي فقال سل فقلت أخبرني عن أكل الجري فقال إن الله عز و جل مسخ طائفة من بني إسرائيل فما أخذ منهم بحرا فهو الجري و المارماهي و الزمار و ما سوى ذلك و ما أخذ منهم برا فالقردة و الخنازير و الوبر و الورك و ما سوى ذلك فقلت في نفسي ثلاث ثم التفت إلي فقال سل و قم فقلت ما تقول في النبيذ فقال حلال فقلت إنا ننبذ فنطرح فيه العكر و ما سوى ذلك و نشربه فقال شه شه تلك الخمرة المنتنة فقلت جعلت فداك فأي نبيذ تعني فقال إن أهل المدينة شكوا إلى رسول الله ص تغيير الماء و فساد طبائعهم فأمرهم أن ينبذوا فكان الرجل يأمر خادمه أن ينبذ له فيعمد إلى كف من التمر فيقذف به في الشن فمنه شربه و منه طهوره فقلت و كم كان عدد التمر الذي كان في الكف فقال ما حمل الكف فقلت واحدة و ثنتان فقال ربما كانت واحدة و ربما كانت ثنتين فقلت و كم كان يسع الشن فقال ما بين الأربعين إلى الثمانين إلى ما فوق ذلك فقلت بالأرطال فقال نعم أرطال بمكيال العراق قال سماعة قال الكلبي ثم نهض ع و قمت فخرجت و أنا أضرب بيدي على الأخرى و أنا أقول إن كان شيء فهذا فلم يزل الكلبي يدين الله بحب آل هذا البيت حتى مات
7- محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي يحيى الواسطي عن هشام بن سالم قال كنا بالمدينة بعد وفاة أبي عبد الله ع أنا و صاحب الطاق و الناس مجتمعون على عبد الله بن جعفر أنه صاحب الأمر بعد أبيه فدخلنا عليه أنا و صاحب الطاق و الناس عنده و ذلك أنهم رووا عن أبي عبد الله ع أنه قال إن الأمر في الكبير ما لم تكن به عاهة فدخلنا عليه نسأله عما كنا نسأل عنه أباه فسألناه عن الزكاة في كم تجب فقال في مائتين خمسة فقلنا ففي مائة فقال درهمان و نصف فقلنا و الله ما تقول المرجئةهذا قال فرفع يده إلى السماء فقال و الله ما أدري ما تقول المرجئة قال فخرجنا من عنده ضلالا لا ندري إلى أين نتوجه أنا و أبو جعفر الأحول فقعدنا في بعض أزقة المدينة باكين حيارى لا ندري إلى أين نتوجه و لا من نقصد و نقول إلى المرجئة إلى القدرية إلى الزيدية إلى المعتزلة إلى الخوارج فنحن كذلك إذ رأيت رجلا شيخا لا أعرفه يومئ إلي بيده فخفت أن يكون عينا من عيون أبي جعفر المنصور و ذلك أنه كان له بالمدينة جواسيس ينظرون إلى من اتفقت شيعة جعفر ع عليه فيضربون عنقه فخفت أن يكون منهم فقلت للأحول تنح فإني خائف على نفسي و عليك و إنما يريدني لا يريدك فتنح عني لا تهلك و تعين على نفسك فتنحى غير بعيد و تبعت الشيخ و ذلك أني ظننت أني لا أقدر على التخلص منه فما زلت أتبعه و قد عزمت على الموت حتى ورد بي على باب أبي الحسن ع ثم خلاني و مضى فإذا خادم بالباب فقال لي ادخل رحمك الله فدخلت فإذا أبو الحسن موسى ع فقال لي ابتداء منه لا إلى المرجئة و لا إلى القدرية و لا إلى الزيدية و لا إلى المعتزلة و لا إلى الخوارج إلي إلي فقلت جعلت فداكمضى أبوك قال نعم قلت مضى موتا قال نعم قلت فمن لنا من بعده فقال إن شاء الله أن يهديك هداك قلت جعلت فداك إن عبد الله يزعم أنه من بعد أبيه قال يريد عبد الله أن لا يعبد الله قال قلت جعلت فداك فمن لنا من بعده قال إن شاء الله أن يهديك هداك قال قلت جعلت فداك فأنت هو قال لا ما أقول ذلك قال فقلت في نفسي لم أصب طريق المسألة ثم قلت له جعلت فداك عليك إمام قال لا فداخلني شيء لا يعلم إلا الله عز و جل إعظاما له و هيبة أكثر مما كان يحل بي من أبيه إذا دخلت عليه ثم قلت له جعلت فداك أسألك عما كنت أسأل أباك فقال سل تخبر و لا تذع فإن أذعت فهو الذبح فسألته فإذا هو بحر لا ينزف قلت جعلت فداك شيعتك و شيعة أبيك ضلال فألقي إليهم و أدعوهم إليك و قد أخذت علي الكتمان قال من آنست منه رشدا فألق إليه و خذ عليه الكتمان فإن أذاعوا فهو الذبح و أشار بيده إلى حلقه قال فخرجت من عنده فلقيت أبا جعفر الأحول فقال لي ما وراءك قلت الهدى فحدثته بالقصة قال ثم لقينا الفضيل و أبا بصير فدخلا عليه و سمعا كلامه و ساءلاه و قطعا عليه بالإمامة ثم لقينا الناس أفواجا فكل من دخل عليه قطع إلا طائفة عمار و أصحابه و بقي عبد الله لا يدخل إليه إلا قليل من الناس فلما رأى ذلك قال ما حال الناس فأخبر أن هشاما صد عنك الناس قال هشام فأقعد لي بالمدينة غير واحد ليضربوني
8- علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد عن محمد بن فلان الواقفي قال كان لي ابن عم يقال له الحسن بن عبد الله كان زاهدا و كان من أعبد أهل زمانه و كان يتقيه السلطان لجده في الدين و اجتهاده و ربما استقبل السلطان بكلام صعب يعظه و يأمره بالمعروف و ينهاه عن المنكر و كان السلطان يحتمله لصلاحه و لم تزل هذه حالته حتى كان يوم من الأيام إذ دخل عليه أبو الحسن موسى ع و هو في المسجد فرآه فأومأ إليه فأتاه فقال له يا أبا علي ما أحب إلي ما أنت فيه و أسرني إلا أنه ليست لك معرفة فاطلب المعرفة قال جعلت فداك و ما المعرفة قال اذهب فتفقه و اطلب الحديث قال عمن قال عن فقهاء أهل المدينة ثم اعرض علي الحديث قال فذهب فكتب ثم جاءه فقرأه عليه فأسقطه كله ثم قال له اذهب فاعرف المعرفة و كان الرجل معنيا بدينه فلم يزل يترصد أبا الحسن ع حتى خرج إلى ضيعة له فلقيه في الطريق فقال له جعلت فداك إني أحتج عليك بين يدي الله فدلني على المعرفة قال فأخبره بأمير المؤمنين ع و ما كان بعد رسول الله ص و أخبره بأمر الرجلين فقبل منه ثم قال له فمن كان بعد أمير المؤمنين ع قال الحسن ع ثم الحسين ع حتى انتهى إلى نفسه ثم سكت قال فقال له جعلت فداك فمن هو اليوم قال إن أخبرتك تقبل قال بلى جعلت فداك قال أنا هو قال فشيء أستدل به قال اذهب إلى تلك الشجرة و أشار بيده إلى أم غيلان فقل لها يقول لك موسى بن جعفر أقبلي قال فأتيتها فرأيتها و الله تخد الأرض خدا حتى وقفت بين يديه ثم أشار إليها فرجعت قال فأقر به ثم لزم الصمت و العبادة فكان لا يراه أحد يتكلم بعد ذلك
محمد بن يحيى و أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن إبراهيم بن هاشم مثله
9- محمد بن يحيى و أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن أحمد بن الحسين عن محمد بن الطيب عن عبد الوهاب بن منصور عن محمد بن أبي العلاء قال سمعت يحيى بن أكثم قاضي سامراء بعد ما جهدت به و ناظرته و حاورته و واصلته و سألته عن علوم آل محمد فقال بينا أنا ذات يوم دخلت أطوف بقبر رسول الله ص فرأيت محمد بن علي الرضا ع يطوف به فناظرته في مسائل عندي فأخرجها إلي فقلت له و الله إني أريد أن أسألك مسألة و إني و الله لأستحيي من ذلك فقال لي أنا أخبرك قبل أن تسألني تسألني عن الإمام فقلت هو و الله هذا فقال أنا هو فقلت علامة فكان في يده عصا فنطقت و قالت إن مولاي إمام هذا الزمان و هو الحجة
10- محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد أو غيره عن علي بن الحكم عن الحسين بن عمر بن يزيد قال دخلت على الرضا ع و أنا يومئذ واقف و قد كان أبي سأل أباه عن سبع مسائل فأجابه في ست و أمسك عن السابعة فقلت و الله لأسألنه عما سأل أبي أباه فإن أجاب بمثل جواب أبيه كانت دلالة فسألته فأجاب بمثل جواب أبيه أبي في المسائل الست فلم يزد في الجواب واوا و لا ياء و أمسك عن السابعة و قد كان أبي قال لأبيه إني أحتج عليك عند الله يوم القيامة أنك زعمت أن عبد الله لم يكن إماما فوضع يده على عنقه ثم قال له نعم احتج علي بذلك عند الله عز و جل فما كان فيه من إثم فهو في رقبتي فلما ودعته قال إنه ليس أحد من شيعتنا يبتلى ببلية أو يشتكي فيصبر على ذلك إلا كتب الله له أجر ألف شهيد فقلت في نفسي و الله ما كان لهذا ذكر فلما مضيت و كنت في بعض الطريق خرج بي عرق المديني فلقيت منه شدة فلما كان من قابل حججت فدخلت عليه و قد بقي من وجعي بقية فشكوت إليه و قلت له جعلت فداك عوذ رجلي و بسطتها بين يديه فقال لي ليس على رجلك هذه بأس و لكن أرني رجلك الصحيحة فبسطتها بين يديه فعوذها فلما خرجت لم ألبث إلا يسيرا حتى خرج بي العرق و كان وجعه يسيرا
11- أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن ابن قياما الواسطي و كان من الواقفة قال دخلت على علي بن موسى الرضا ع فقلت له يكون إمامان قال لا إلا و أحدهما صامت فقلت له هو ذا أنت ليس لك صامت و لم يكن ولد له أبو جعفر بعد فقال لي و الله ليجعلن الله مني ما يثبت به الحق و أهله و يمحق به الباطل و أهله فولد له بعد سنة أبو جعفر ع فقيل لابن قياما أ لا تقنعك هذه الآية فقال أما و الله إنها لآية عظيمة و لكن كيف أصنع بما قال أبو عبد الله ع في ابنه
12- الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء قال أتيت خراسان و أنا واقف فحملت معي متاعا و كان معي ثوب وشي في بعض الرزم و لم أشعر به و لم أعرف مكانه فلما قدمت مرو و نزلت في بعض منازلها لم أشعر إلا و رجل مدني من بعض مولديها فقال لي إن أبا الحسن الرضا ع يقول لك ابعث إلي الثوب الوشي الذي عندك قال فقلت و من أخبر أبا الحسن بقدومي و أنا قدمت آنفا و ما عندي ثوب وشي فرجع إليه و عاد إلي فقال يقول لك بلى هو في موضع كذا و كذا و رزمته كذا و كذا فطلبته حيث قال فوجدته في أسفل الرزمة فبعثت به إليه
13- ابن فضال عن عبد الله بن المغيرة قال كنت واقفا و حججت على تلك الحال فلما صرت بمكة خلج في صدري شيء فتعلقت بالملتزم ثم قلت اللهم قد علمت طلبتي و إرادتي فأرشدني إلى خير الأديان فوقع في نفسي أن آتي الرضا ع فأتيت المدينة فوقفت ببابه و قلت للغلام قل لمولاك رجل من أهل العراق بالباب قال فسمعت نداءه و هو يقول ادخل يا عبد الله بن المغيرة ادخل يا عبد الله بن المغيرة فدخلت فلما نظر إلي قال لي قد أجاب الله دعاءك و هداك لدينه فقلت أشهد أنك حجة الله و أمينه على خلقه
14- الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله قال كان عبد الله بن هليل يقول بعبد الله فصار إلى العسكر فرجع عن ذلك فسألته عن سبب رجوعه فقال إني عرضت لأبي الحسن ع أن أسأله عن ذلك فوافقني في طريق ضيق فمال نحوي حتى إذا حاذاني أقبل نحوي بشيء من فيه فوقع على صدري فأخذته فإذا هو رق فيه مكتوب ما كان هنالك و لا كذلك
15- علي بن محمد عن بعض أصحابنا ذكر اسمه قال حدثنا محمد بن إبراهيم قال أخبرنا موسى بن محمد بن إسماعيل بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب قال حدثني جعفر بن زيد بن موسى عن أبيه عن آبائه ع قالوا جاءت أم أسلم يوما إلى النبي ص و هو في منزل أم سلمة فسألتها عن رسول الله ص فقالت خرج في بعض الحوائج و الساعة يجيء فانتظرته عند أم سلمة حتى جاء ص فقالت أم أسلم بأبي أنت و أمي يا رسول الله إني قد قرأت الكتب و علمت كل نبي و وصي فموسى كان له وصي في حياته و وصي بعد موته و كذلك عيسى فمن وصيك يا رسول الله فقال لها يا أم أسلم وصيي في حياتي و بعد مماتي واحد ثم قال لها يا أم أسلم من فعل فعلي هذا فهو وصيي ثم ضرب بيده إلى حصاة من الأرض ففركها بإصبعه فجعلها شبه الدقيق ثم عجنها ثم طبعها بخاتمه ثم قال من فعل فعلي هذا فهو وصيي في حياتي و بعد مماتي فخرجت من عنده فأتيت أمير المؤمنين ع فقلت بأبي أنت و أمي أنت وصي رسول الله ص قال نعم يا أم أسلم ثم ضرب بيده إلى حصاة ففركها فجعلها كهيئة الدقيق ثم عجنها و ختمها بخاتمه ثم قال يا أم أسلم من فعل فعلي هذا فهو وصيي فأتيت الحسن ع و هو غلام فقلت له يا سيدي أنت وصي أبيك فقال نعم يا أم أسلم و ضرب بيده و أخذ حصاة ففعل بها كفعلهما فخرجت من عنده فأتيت الحسين ع و إني لمستصغرة لسنه فقلت له بأبي أنت و أمي أنت وصي أخيك فقال نعم يا أم أسلم ائتيني بحصاة ثم فعل كفعلهم فعمرت أم أسلم حتى لحقت بعلي بن الحسين بعد قتل الحسين ع في منصرفه فسألته أنت وصي أبيك فقال نعم ثم فعل كفعلهم صلوات الله عليهم أجمعين
16- محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن الجارود عن موسى بن بكر بن داب عمن حدثه عن أبي جعفر ع أن زيد بن علي بن الحسين ع دخل على أبي جعفر محمد بن علي و معه كتب من أهل الكوفة يدعونه فيها إلى أنفسهم و يخبرونه باجتماعهم و يأمرونه بالخروج فقال له أبو جعفر ع هذه الكتب ابتداء منهم أو جواب ما كتبت به إليهم و دعوتهم إليه فقال بل ابتداء من القوم لمعرفتهم بحقنا و بقرابتنا من رسول الله ص و لما يجدون في كتاب الله عز و جل من وجوب مودتنا و فرض طاعتنا و لما نحن فيه من الضيق و الضنك و البلاء فقال له أبو جعفر ع إن الطاعة مفروضة من الله عز و جل و سنة أمضاها في الأولين و كذلك يجريها في الآخرين و الطاعة لواحد منا و المودة للجميع و أمر الله يجري لأوليائه بحكم موصول و قضاء مفصول و حتم مقضي و قدر مقدور و أجل مسمى لوقت معلوم فلا يستخفنك الذين لا يوقنون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا فلا تعجل فإن الله لا يعجل لعجلة العباد و لا تسبقن الله فتعجزك البلية فتصرعك قال فغضب زيد عند ذلك ثم قال ليس الإمام منا من جلس في بيته و أرخى ستره و ثبط عن الجهاد و لكن الإمام منا من منع حوزته و جاهد في سبيل الله حق جهاده و دفع عن رعيته و ذب عن حريمه قال أبو جعفر ع هل تعرف يا أخي من نفسك شيئا مما نسبتها إليه فتجيء عليه بشاهد من كتاب الله أو حجة من رسول الله ص أو تضرب به مثلا فإن الله عز و جل أحل حلالا و حرم حراما و فرض فرائض و ضرب أمثالا و سن سننا و لم يجعل الإمام القائم بأمره شبهة فيما فرض له من الطاعة أن يسبقه بأمر قبل محله أو يجاهد فيه قبل حلوله و قد قال الله عز و جل في الصيد لا تقتلوا الصيد و أنتم حرم أ فقتل الصيد أعظم أم قتل النفس التي حرم الله و جعل لكل شيء محلا و قال الله عز و جل و إذا حللتم فاصطادوا و قال عز و جل لا تحلوا شعائر الله و لا الشهر الحرام فجعل الشهور عدة معلومة فجعل منها أربعة حرما و قال فسيحوا في الأرض أربعة أشهر و اعلموا أنكم غير معجزي الله ثم قال تبارك و تعالى فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم فجعل لذلك محلا و قال و لا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله فجعل لكل شيء أجلا و لكل أجل كتابا فإن كنت على بينة من ربك و يقين من أمرك و تبيان من شأنك فشأنك و إلا فلا ترومن أمرا أنت منه في شك و شبهة و لا تتعاط زوال ملك لم تنقض أكله و لم ينقطع مداه و لم يبلغ الكتاب أجله فلو قد بلغ مداه و انقطع أكله و بلغ الكتاب أجله لانقطع الفصل و تتابع النظام و لأعقب الله في التابع و المتبوع الذل و الصغار أعوذ بالله من إمام ضل عن وقته فكان التابع فيه أعلم من المتبوع أ تريد يا أخي أن تحيي ملة قوم قد كفروا بآيات الله و عصوا رسوله و اتبعوا أهواءهم بغيرهدى من الله و ادعوا الخلافة بلا برهان من الله و لا عهد من رسوله أعيذك بالله يا أخي أن تكون غدا المصلوب بالكناسة ثم ارفضت عيناه و سالت دموعه ثم قال الله بيننا و بين من هتك سترنا و جحدنا حقنا و أفشى سرنا و نسبنا إلى غير جدنا و قال فينا ما لم نقله في أنفسنا
17- بعض أصحابنا عن محمد بن حسان عن محمد بن رنجويه عن عبد الله بن الحكم الأرمني عن عبد الله بن إبراهيم بن محمد الجعفري قال أتينا خديجة بنت عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع نعزيها بابن بنتها فوجدنا عندها موسى بن عبد الله بن الحسن فإذا هي في ناحية قريبا من النساء فعزيناهم ثم أقبلنا عليه فإذا هو يقول لابنة أبي يشكر الراثية قولي فقالت
اعدد رسول الله و اعدد بعده أسد الإله و ثالثا عباساو اعدد علي الخير و اعدد جعفرا و اعدد عقيلا بعده الرواسا
فقال أحسنت و أطربتني زيديني فاندفعت تقول
و منا إمام المتقين محمد و حمزة منا و المهذب جعفرو منا علي صهره و ابن عمه و فارسه ذاك الإمام المطهر
فأقمنا عندها حتى كاد الليل أن يجيء ثم قالت خديجة سمعت عمي محمد بن علي صلوات الله عليه و هو يقول إنما تحتاج المرأة في المأتم إلى النوح لتسيل دمعتها و لا ينبغي لها أن تقول هجرا فإذا جاء الليل فلا تؤذي الملائكة بالنوح ثم خرجنا فغدونا إليها غدوة فتذاكرنا عندها اختزال منزلها من دار أبي عبد الله جعفر بن محمد فقال هذه دار تسمى دار السرقة فقالت هذا ما اصطفى مهدينا تعني محمد بن عبد الله بن الحسن تمازحه بذلك فقال موسى بن عبد الله و الله لأخبرنكم بالعجب رأيت أبي رحمه الله لما أخذ في أمر محمد بن عبد الله و أجمع على لقاء أصحابه فقال لا أجد هذا الأمر يستقيم إلا أن ألقى أبا عبد الله جعفر بن محمد فانطلق و هو متك علي فانطلقت معه حتى أتينا أبا عبد الله ع فلقيناه خارجا يريد المسجد فاستوقفه أبي و كلمه فقال له أبو عبد الله ع ليس هذا موضع ذلك نلتقي إن شاء الله فرجع أبي مسرورا ثم أقام حتى إذا كان الغد أو بعده بيوم انطلقنا حتى أتيناه فدخل عليه أبي و أنا معه فابتدأ الكلام ثم قال له فيما يقول قد علمت جعلت فداك أن السن لي عليك و أن في قومك من هو أسن منك و لكن الله عز و جل قد قدم لك فضلا ليس هو لأحد من قومك و قد جئتك معتمدا لما أعلم من برك و أعلم فديتك أنك إذا أجبتني لم يتخلف عني أحد من أصحابك و لم يختلف علي اثنان من قريش و لا غيرهم فقال له أبو عبد الله ع إنك تجد غيري أطوع لك مني و لا حاجة لك في فو الله إنك لتعلم أني أريد البادية أو أهم بها فأثقل عنها و أريد الحج فما أدركه إلا بعد كد و تعب و مشقة على نفسي فاطلب غيري و سله ذلك و لا تعلمهم أنك جئتني فقال له الناس مادون أعناقهم إليك و إن أجبتني لم يتخلف عني أحد و لك أن لا تكلف قتالا و لا مكروها قال و هجم علينا ناس فدخلوا و قطعوا كلامنا فقال أبي جعلت فداك ما تقول فقال نلتقي إن شاء الله فقال أ ليس على ما أحب فقال على ما تحب إن شاء الله من إصلاحك ثم انصرف حتى جاء البيت فبعث رسولا إلى محمد في جبل بجهينة يقال له الأشقر على ليلتين من المدينة فبشره و أعلمه أنه قد ظفر له بوجه حاجته و ما طلب ثم عاد بعد ثلاثة أيام فوقفنا بالباب و لم نكن نحجب إذا جئنا فأبطأ الرسول ثم أذن لنا فدخلنا عليه فجلست في ناحية الحجرة و دنا أبي إليه فقبل رأسه ثم قال جعلت فداك قد عدت إليك راجيا مؤملا قد انبسط رجائي و أملي و رجوت الدرك لحاجتي فقال له أبو عبد الله ع يا ابن عم إني أعيذك بالله من التعرض لهذا الأمر الذي أمسيت فيه و إني لخائف عليك أن يكسبك شرا فجرى الكلام بينهما حتى أفضى إلى ما لم يكن يريد و كان من قوله بأي شيء كان الحسين أحق بها من الحسن فقال أبو عبد الله ع رحم الله الحسن و رحم الحسين و كيف ذكرت هذا قال لأن الحسين ع كان ينبغي له إذا عدل أن يجعلها في الأسن من ولد الحسن فقال أبو عبد الله ع إن الله تبارك و تعالى لما أن أوحى إلى محمد ص أوحى إليه بما شاء و لم يؤامر أحدا من خلقه و أمر محمد ص عليا ع بما شاء ففعل ما أمر به و لسنا نقول فيه إلا ما قال رسول الله ص من تبجيله و تصديقه فلو كان أمر الحسين أن يصيرها في الأسن أو ينقلها في ولدهما يعني الوصية لفعل ذلك الحسين و ما هو بالمتهم عندنا في الذخيرة لنفسه و لقد ولى و ترك ذلك و لكنه مضى لما أمر به و هو جدك و عمك فإن قلت خيرا فما أولاك به و إن قلت هجرا فيغفر الله لك أطعني يا ابن
عم و اسمع كلامي فو الله الذي لا إله إلا هو لا آلوك نصحا و حرصا فكيف و لا أراك تفعل و ما لأمر الله من مرد فسر أبي عند ذلك فقال له أبو عبد الله و الله إنك لتعلم أنه الأحول الأكشف الأخضر المقتول بسدة أشجع عند بطن مسيلها فقال أبي ليس هو ذلك و الله ليحاربن باليوم يوما و بالساعة ساعة و بالسنة سنة و ليقومن بثأر بني أبي طالب جميعا فقال له أبو عبد الله ع يغفر الله لك ما أخوفني أن يكون هذا البيت يلحق صاحبنا منتك نفسك في الخلاء ضلالا لا و الله لا يملك أكثر من حيطان المدينة و لا يبلغ عمله الطائف إذا أحفل يعني إذا أجهد نفسه و ما للأمر من بد أن يقع فاتق الله و ارحم نفسك و بني أبيك فو الله إني لأراه أشأم سلحة أخرجتها أصلاب الرجال إلى أرحام النساء و الله إنه المقتول بسدة أشجع بين دورها و الله لكأني به صريعا مسلوبا بزته بين رجليه لبنة و لا ينفع هذا الغلام ما يسمع قال موسى بن عبد الله يعنيني و ليخرجن معه فيهزم و يقتل صاحبه ثم يمضي فيخرج معه راية أخرى فيقتل كبشها و يتفرق جيشها فإن أطاعني فليطلب الأمان عند ذلك من بني العباس حتى يأتيه الله بالفرج و لقد علمت بأن هذا الأمر لا يتم و إنك لتعلم و نعلم أن ابنك الأحول الأخضر الأكشف المقتول بسدة أشجع بين دورها عند بطن مسيلها فقام أبي و هو يقول بل يغني الله عنك و لتعودن أو ليقي الله بك و بغيرك و ما أردت بهذا إلا امتناع غيرك و أن تكون ذريعتهم إلى ذلك فقال أبو عبد الله ع الله يعلم ما أريد إلا نصحك و رشدك و ما علي إلا الجهد فقام أبي يجر ثوبه مغضبا فلحقه أبو عبد الله ع فقال له أخبرك أني سمعت عمك و هو خالك يذكر أنك و بني
أبيك ستقتلون فإن أطعتني و رأيت أن تدفع بالتي هي أحسن فافعل فو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم الكبير المتعال على خلقه لوددت أني فديتك بولدي و بأحبهم إلي و بأحب أهل بيتي إلي و ما يعدلك عندي شيء فلا ترى أني غششتك فخرج أبي من عنده مغضبا أسفا قال فما أقمنا بعد ذلك إلا قليلا عشرين ليلة أو نحوها حتى قدمت رسل أبي جعفر فأخذوا أبي و عمومتي سليمان بن حسن و حسن بن حسن و إبراهيم بن حسن و داود بن حسن و علي بن حسن و سليمان بن داود بن حسن و علي بن إبراهيم بن حسن و حسن بن جعفر بن حسن و طباطبا إبراهيم بن إسماعيل بن حسن و عبد الله بن داود قال فصفدوا في الحديد ثم حملوا في محامل أعراء لا وطاء فيها و وقفوا بالمصلى لكي يشمتهم الناس قال فكف الناس عنهم و رقوا لهم للحال التي هم فيها ثم انطلقوا بهم حتى وقفوا عند باب مسجد رسول الله ص قال عبد الله بن إبراهيم الجعفري فحدثتنا خديجة بنت عمر بن علي أنهم لما أوقفوا عند باب المسجد الباب الذي يقال له باب جبرئيل اطلع عليهم أبو عبد الله ع و عامة ردائه مطروح بالأرض ثم اطلع من باب المسجد فقال لعنكم الله يا معاشر الأنصار ثلاثا ما على هذا عاهدتم رسول الله ص و لا بايعتموه أما و الله إن كنت حريصا و لكني غلبت و ليس للقضاء مدفع ثم قام و أخذ إحدى نعليه فأدخلها رجله و الأخرى في يده و عامة ردائه يجره في الأرض ثم دخل بيته فحم عشرين ليلة لم يزل يبكي فيه الليل و النهار حتى خفنا عليه فهذا حديث خديجة قال الجعفري و حدثنا موسى بن عبد الله بن الحسن أنه لما طلع بالقوم في المحامل قام أبو عبد الله ع من المسجد ثم أهوى إلى المحمل الذي فيه عبد الله بن الحسن يريد كلامه فمنع أشد المنع و أهوى إليه الحرسي فدفعه و قال تنح عن هذا فإن الله سيكفيك و يكفي غيرك ثم دخل بهم الزقاق و رجع أبو عبد الله ع إلى منزله فلم يبلغ بهم البقيع حتى ابتلي الحرسي بلاء شديدا رمحته ناقته فدقت وركه فمات فيها و مضى بالقوم فأقمنا بعد ذلك حينا ثم أتى محمد بن عبد الله بن حسن فأخبر أن أباه و عمومته قتلوا قتلهم أبو جعفر إلا حسن
بن جعفر و طباطبا و علي بن إبراهيم و سليمان بن داود و داود بن حسن و عبد الله بن داود قال فظهر محمد بن عبد الله عند ذلك و دعا الناس لبيعته قال فكنت ثالث ثلاثة بايعوه و استوسق الناس لبيعته و لم يختلف عليه قرشي و لا أنصاري و لا عربي قال و شاور عيسى بن زيد و كان من ثقاته و كان على شرطه فشاوره في البعثة إلى وجوه قومه فقال له عيسى بن زيد إن دعوتهم دعاء يسيرا لم يجيبوك أو تغلظ عليهم فخلني و إياهم فقال له محمد امض إلى من أردت منهم فقال ابعث إلى رئيسهم و كبيرهم يعني أبا عبد الله جعفر بن محمد ع فإنك إذا أغلظت عليه علموا جميعا أنك ستمرهم على الطريق التي أمررت عليها أبا عبد الله ع قال فو الله ما لبثنا أن أتي بأبي عبد الله ع حتى أوقف بين يديه فقال له عيسى بن زيد أسلم تسلم فقال له أبو عبد الله ع أ حدثت نبوة بعد محمد ص فقال له محمد لا و لكن بايع تأمن على نفسك و مالك و ولدك و لا تكلفن حربا فقال له أبو عبد الله ع ما في حرب و لا قتال و لقد تقدمت إلى أبيك و حذرته الذي حاق به و لكن لا ينفع حذر من قدر يا ابن أخي عليك بالشباب و دع عنك الشيوخ فقال له محمد ما أقرب ما بيني و بينك في السن فقال له أبو عبد الله ع إني لم أعازك و لم أجئ لأتقدم عليك في الذي أنت فيه فقال له محمد لا و الله لا بد من أن تبايع فقال له أبو عبد الله ع ما في يا ابن أخي طلب و لا حرب و إني لأريد الخروج إلى البادية فيصدني ذلك و يثقل علي حتى تكلمني في ذلك الأهل غير مرة و لا يمنعني منه إلا الضعف و الله و الرحم أن تدبر عنا و نشقى بك فقال له يا أبا عبد الله قد و الله مات أبو الدوانيق يعني أبا جعفر فقال له أبو عبد الله ع و ما تصنع بي و قد مات قال أريد الجمال بك قال ما إلى ما تريد سبيل لا و الله ما مات أبو الدوانيق إلا أن يكون مات موت النوم قال و الله لتبايعني طائعا أو مكرها و لا تحمد في بيعتك فأبى عليه إباء شديدا و أمر به إلى الحبس فقال له عيسى بن زيد أما إن طرحناه في السجن و قد خرب السجن و ليس عليه اليوم غلق خفنا أن يهرب منه فضحك أبو عبد الله ع ثم قال لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم أ و تراك تسجنني قال نعم و الذي أكرم محمدا ص بالنبوة لأسجننك و لأشددن عليك فقال عيسى بن زيد احبسوه في المخبإ و ذلك دار ريطة اليوم فقال له أبو عبد الله ع أما و الله إني سأقول ثم أصدق فقال له عيسى بن زيد لو تكلمت لكسرت فمك فقال له أبو عبد الله ع أما و الله يا أكشف يا أزرق لكأني بك تطلب لنفسك جحرا تدخل فيه و ما أنت في المذكورين عند اللقاء و إني لأظنك إذا صفق خلفك طرت مثل الهيق النافر فنفر عليه محمد بانتهار احبسه و شدد عليه و اغلظ عليه فقال له أبو عبد الله ع أما و الله لكأني بك خارجا من سدة أشجع إلى بطن الوادي و قد حمل عليك فارس معلم في يده طرادة نصفها أبيض و نصفها أسود على فرس كميت أقرح فطعنك فلم يصنع فيك شيئا و ضربت خيشوم فرسه فطرحته و حمل عليك آخر خارج من زقاق آل أبي عمار الدؤليين عليه غديرتان مضفورتان و قد خرجتا من تحت بيضة كثير شعر الشاربين فهو و الله صاحبك فلا رحم الله رمته فقال له محمد يا أبا عبد الله حسبت فأخطأت و قام إليه السراقي بن سلخ الحوت فدفع في ظهره حتى أدخل السجن و اصطفي ما كان له من مال و ما كان لقومه ممن لم يخرج مع محمد قال فطلع بإسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب و هو شيخ كبير ضعيف قد ذهبت إحدى عينيه و ذهبت رجلاه و هو
يحمل حملا فدعاه إلى البيعة فقال له يا ابن أخي إني شيخ كبير ضعيف و أنا إلى برك و عونك أحوج فقال له لا بد من أن تبايع فقال له و أي شيء تنتفع ببيعتي و الله إني لأضيق عليك مكان اسم رجل إن كتبته قال لا بد لك أن تفعل و أغلظ له في القول فقال له إسماعيل ادع لي جعفر بن محمد فلعلنا نبايع جميعا قال فدعا جعفرا ع فقال له إسماعيل جعلت فداك إن رأيت أن تبين له فافعل لعل الله يكفه عنا قال قد أجمعت ألا أكلمه أ فلير في برأيه فقال إسماعيل لأبي عبد الله ع أنشدك الله هل تذكر يوما أتيت أباك محمد بن علي ع و علي حلتان صفراوان فدام النظر إلي فبكى فقلت له ما يبكيك فقال لي يبكيني أنك تقتل عند كبر سنك ضياعا لا ينتطح في دمك عنزان قال قلت فمتى ذاك قال إذا دعيت إلى الباطل فأبيته و إذا نظرت إلى الأحول مشوم قومه ينتمي من آل الحسن على منبر رسول الله ص يدعو إلى نفسه قد تسمى بغير اسمه فأحدث عهدك و اكتب وصيتك فإنك مقتول في يومك أو من غد فقال له أبو عبد الله ع نعم و هذا و رب الكعبة لا يصوم من شهر رمضان إلا أقله فأستودعك الله يا أبا الحسن و أعظم الله أجرنا فيك و أحسن الخلافة على من خلفت و إنا لله و إنا إليه راجعون قال ثم احتمل إسماعيل و رد جعفر إلى الحبس قال فو الله ما أمسينا حتى دخل عليه بنو أخيه بنو معاوية بن عبد الله بن جعفر فتوطئوه حتى قتلوه و بعث محمد بن عبد الله إلى جعفر فخلى سبيله قال و أقمنا بعد ذلك حتى استهللنا شهر رمضان فبلغنا خروج عيسى بن موسى يريد المدينة قال فتقدم محمد بن عبد الله على مقدمته يزيد بن معاوية بن عبد الله بن جعفر و كان على مقدمة عيسى بن موسى ولد الحسن بن زيد بن الحسن بن الحسن و قاسم و محمد بن زيد و علي و إبراهيم بنو الحسن بن زيد فهزم يزيد بن معاوية و قدم عيسى بن موسى المدينة و صار القتال بالمدينة فنزل بذباب و دخلت علينا المسودة من خلفنا و خرج محمد في أصحابه حتى بلغ السوق
فأوصلهم و مضى ثم تبعهم حتى انتهى إلى مسجد الخوامين فنظر إلى ما هناك فضاء ليس فيه مسود و لا مبيض فاستقدم حتى انتهى إلى شعب فزارة ثم دخل هذيل ثم مضى إلى أشجع فخرج إليه الفارس الذي قال أبو عبد الله من خلفه من سكة هذيل فطعنه فلم يصنع فيه شيئا و حمل على الفارس فضرب خيشوم فرسه بالسيف فطعنه الفارس فأنفذه في الدرع و انثنى عليه محمد فضربه فأثخنه و خرج عليه حميد بن قحطبة و هو مدبر على الفارس يضربه من زقاق العماريين فطعنه طعنة أنفذ السنان فيه فكسر الرمح و حمل على حميد فطعنه حميد بزج الرمح فصرعه ثم نزل إليه فضربه حتى أثخنه و قتله و أخذ رأسه و دخل الجند من كل جانب و أخذت المدينة و أجلينا هربا في البلاد قال موسى بن عبد الله فانطلقت حتى لحقت بإبراهيم بن عبد الله فوجدت عيسى بن زيد مكمنا عنده فأخبرته بسوء تدبيره و خرجنا معه حتى أصيب رحمه الله ثم مضيت مع ابن أخي الأشتر عبد الله بن محمد بن عبد الله بن حسن حتى أصيب بالسند ثم رجعت شريدا طريدا تضيق علي البلاد فلما ضاقت علي الأرض و اشتد بي الخوف ذكرت ما قال أبو عبد الله ع فجئت إلى المهدي و قد حج و هو يخطب الناس في ظل الكعبة فما شعر إلا و أني قد قمت من تحت المنبر فقلت لي الأمان يا أمير المؤمنين و أدلك على نصيحة لك عندي فقال نعم ما هي قلت أدلك على موسى بن عبد الله بن حسن فقال لي نعم لك الأمان فقلت له أعطني ما أثق به فأخذت منه عهودا و مواثيق و وثقت لنفسي ثم قلت أنا موسى بن عبد الله فقال لي إذا تكرم و تحبى فقلت له أقطعني إلى بعض أهل بيتك يقوم بأمري عندك فقال لي انظر إلى من أردت فقلت عمك العباس بن محمد فقال العباس لا حاجة لي فيك فقلت و لكن لي فيك الحاجة أسألك بحق أمير المؤمنين إلا قبلتني فقبلني شاء أو أبى و قال لي المهدي من يعرفك و حوله أصحابنا أو أكثرهم فقلت هذا الحسن بن زيد يعرفني و هذا موسى بن جعفر يعرفني و هذا الحسن بن عبد الله بن العباس يعرفني فقالوا نعم يا أمير المؤمنين كأنه لم يغب عنا ثم قلت للمهدي يا أمير المؤمنين لقد أخبرني بهذا المقام أبو هذا الرجل و أشرت إلى موسى بن جعفر قال موسى بن عبد الله و كذبت على جعفر كذبة فقلت له و أمرني أن أقرئكالسلام و قال إنه إمام عدل و سخاء قال فأمر لموسى بن جعفر بخمسة آلاف دينار فأمر لي منها موسى بألفي دينار و وصل عامة أصحابه و وصلني فأحسن صلتي فحيث ما ذكر ولد محمد بن علي بن الحسين فقولوا صلى الله عليهم و ملائكته و حملة عرشه و الكرام الكاتبون و خصوا أبا عبد الله بأطيب ذلك و جزى موسى بن جعفر عني خيرا فأنا و الله مولاهم بعد الله
18- و بهذا الإسناد عن عبد الله بن جعفر بن إبراهيم الجعفري قال حدثنا عبد الله بن المفضل مولى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال لما خرج الحسين بن علي المقتول بفخ و احتوى على المدينة دعا موسى بن جعفر إلى البيعة فأتاه فقال له يا ابن عم لا تكلفني ما كلف ابن عمك عمك أبا عبد الله فيخرج مني ما لا أريد كما خرج من أبي عبد الله ما لم يكن يريد فقال له الحسين إنما عرضت عليك أمرا فإن أردته دخلت فيه و إن كرهته لم أحملك عليه و الله المستعان ثم ودعه فقال له أبو الحسن موسى بن جعفر حين ودعه يا ابن عم إنك مقتول فأجد الضراب فإن القوم فساق يظهرون إيمانا و يسترون شركا و إنا لله و إنا إليه راجعون أحتسبكم عند الله من عصبة ثم خرج الحسين و كان من أمره ما كان قتلوا كلهم كما قال ع
19- و بهذا الإسناد عن عبد الله بن إبراهيم الجعفري قال كتب يحيى بن عبد الله بن الحسن إلى موسى بن جعفر ع أما بعد فإني أوصي نفسي بتقوى الله و بها أوصيك فإنها وصية الله في الأولين و وصيته في الآخرين خبرني من ورد علي من أعوان الله على دينه و نشر طاعته بما كان من تحننك مع خذلانك و قد شاورت في الدعوة للرضا من آل محمد ص و قد احتجبتها و احتجبها أبوك من قبلك و قديما ادعيتم ما ليس لكم و بسطتم آمالكم إلى ما لم يعطكم الله فاستهويتم و أضللتم و أنا محذرك ما حذرك الله من نفسه فكتب إليه أبو الحسن موسى بن جعفر ع من موسى بن أبي عبد الله جعفر و علي مشتركين في التذلل لله و طاعته إلى يحيى بن عبد الله بن حسن أما بعد فإني أحذرك الله و نفسي و أعلمك أليم عذابه و شديد عقابه و تكامل نقماته و أوصيك و نفسي بتقوى الله فإنها زين الكلام و تثبيت النعم أتاني كتابك تذكر فيه أني مدع و أبي من قبل و ما سمعت ذلك مني و ستكتب شهادتهم و يسألون و لم يدع حرص الدنيا و مطالبها لأهلها مطلبا لآخرتهم حتى يفسد عليهم مطلب آخرتهم في دنياهم و ذكرت أني ثبطت الناس عنك لرغبتي فيما في يديك و ما منعني من مدخلك الذي أنت فيه لو كنت راغبا ضعف عن سنة و لا قلة بصيرة بحجة و لكن الله تبارك و تعالى خلق الناس أمشاجا و غرائب و غرائز فأخبرني عن حرفين أسألك عنهما ما العترف في بدنك و ما الصهلج في الإنسان ثم اكتب إلي بخبر ذلك و أنا متقدم إليك أحذرك معصية الخليفة و أحثك على بره و طاعته و أن تطلب لنفسك أمانا قبل أن تأخذك الأظفار و يلزمك الخناق من كل مكان فتروح إلى النفس من كل مكان و لا تجده حتى يمن الله عليك بمنه و فضله و رقة الخليفة أبقاه الله فيؤمنك و يرحمك و يحفظ فيك أرحام رسول الله و السلام على من اتبع الهدى إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب و تولى قال الجعفري فبلغني أن كتاب موسى بن جعفر ع وقع في يدي هارون فلما قرأه قال الناس يحملوني على موسى بن جعفر و هو بريء مما يرمى به