باب 1 -وجوب نفقة الزّوجة الدّائمة بقدر كفايتها من المطعوم و الملبوس و المسكن فإن لم يفعل تعيّن عليه الطّلاق
1 دعائم الإسلام، روّينا عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه ع أنّ رسول اللّه ص خطب في حجّة الوداع فذكر النّساء فقال و لهنّ عليكم رزقهنّ و كسوتهنّ بالمعروف
2 ، و عنه ص أنّه قال سبع من سوابق الأعمال فعليكم بهنّ فذكرهنّ و قال فيهنّ و النّفقة على العيال
3 ، و عن عليّ ع أنّه قال إذا لم يجد الرّجل ما ينفق على امرأته استؤني فإن جاءها بشيء لم يفرّق بينهما و إن لم يجد شيئا أجّل و فرّق بينهما
4 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عن عليّ ع قال يجبر الرّجل على النّفقة على امرأته الخبر
، و بهذا الإسناد عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه ع أنّ امرأة استعدت عليّا ع على زوجها و كان زوجها معسرا فأبى أن يحبسه و قال إنّ مع العسر يسرا
6 عليّ بن إبراهيم في تفسيره، الرّجال قوّامون على النّساء بما فضّل اللّه بعضهم على بعض و بما أنفقوا من أموالهم يعنى فرض اللّه على الرّجال أن ينفقوا على النّساء
و تقدّم في المقدّمات في حديث الحولاء عن رسول اللّه ص أنّه قال يا حولاء للمرأة على زوجها أن يشبع بطنها و يكسو ظهرها و يعلّمها الصّلاة و الزّكاة إن كان في مالها حقّ و لا تخالفه في ذلك الخبر
باب 2 -النّفقات الواجبة و المندوبة و جملة من أحكامها
1 تفسير الإمام، ع في قوله تعالى و ممّا رزقناهم ينفقون من الأموال و القوى ]في الأبدان[ و الجاه و المقدار ينفقون ]و[ يؤدّون من الأموال الزّكاة و يجودون بالصّدقات و يحتملون الكلّ و يؤدّون الحقوق اللّازمات كالنّفقة في الجهاد إذا لزم أو استحبّ و كسائر النّفقات الواجبة على الأهلين و ذوي الأرحام و القرابات و الآباء و الأمّهات و كالنّفقات المستحبّات على من لم تكن فرضا عليهم النّفقة من سائر القرابات و كالمعروف بالإسعاف و القرض و الأخذ بأيدي الضّعفاء و الضّعيفات و يؤدّون من قوى الأبدان المعونات كالرّجل يقود ضريرا و ينجيه من مهلكة و يعين مسافرا أو غير مسافر على حمل متاع على دابّة قد سقط عنها أو كدفع عن مظلوم قصده ظالم بالضّرب أو بالأذى و يؤدّون الحقوق من الجاه بعد أن يدفعوا به من عرض من يظلم بالوقيعة فيه أو يطلبوا حاجة بجاههم لمن قد عجز عنها بمقداره و كلّ هذا إنفاق ممّا رزقه اللّه تعالى
باب 3 -سقوط نفقة الزّوجة بالنّشوز و لو بالخروج بغير إذن الزّوج حتّى ترجع و اشتراط نفقتها بالتّمكّن
1 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عن عليّ ع إن امرأة خرجت من بيت زوجها بغير إذنه فلا نفقة لها حتّى ترجع
و رواه في دعائم الإسلام عنه ع مثله و فيه أيّما امرأة إلى آخره
2 ، و بهذا الإسناد عن عليّ ع أنّه قال إذا جاء النّشوز من قبل المرأة و لم يجئ من قبل الزّوج فقد حلّ للزّوج أن يأخذ كلّ شيء ساقه إليها
باب 4 -وجوب نفقة المطلّقة الحبلى حتّى تضع
1 دعائم الإسلام، روّينا عن أبي عبد اللّه عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين ع أنّه قال الحبلى أجلها أن تضع حملها و عليه نفقتها بالمعروف حتّى تضع حملها و هو قول اللّه عزّ و جلّ و أولات الأحمال أجلهنّ أن يضعن حملهنّ
2 ، و عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إذا طلّق الرّجل امرأته و هي حبلى أنفق عليها حتّى تضع
3 الصّدوق في المقنع، و الحبلى المطلّقة ينفق عليها حتّى تضع حملها
باب 5 -وجوب نفقة المطلّقة رجعيّا و سكناها و عدم وجوب ذلك للمطلّقة بائنا إذا لم تكن حاملا
1 دعائم الإسلام، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال و للمطلّقة نفقتها بالمعروف من سعة زوجها في عدّتها فإذا حلّ أجلها متاع بالمعروف حقّا على المتّقين و المطلّقة لها السّكنى و النّفقة ما دامت في عدّتها حاملا أو غير حامل ما دامت للزّوج عليها رجعة
2 ، و عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال المطلّقة البائن ليس لها نفقة و لا سكنى
باب 6 -وجوب نفقة المتوفّى عنها الحامل من مال الحمل
1 الجعفريّات، بالسّند المتقدّم عن عليّ ع أنّه قال الحامل المتوفّى عنها زوجها نفقتها من جميع المال حتّى تضع
2 السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في نوادره، بإسناده عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عنه ع مثله و فيه من جميع مال الزّوج
قلت في وجوب النّفقة عليها و عدمه مع وجوب كونها من مال ولدها كما عليه جماعة أو من جميع المال كما هو ظاهر هذا الخبر خلاف معروف في الفقه و لا بدّ من حمل الخبر على الاستحباب حتّى إذا وضعت الولد حيّا فأخذت النّفقة من نصيبه و اللّه العالم
باب 7 -استحباب نفقة ما عدا المذكورين من الأقارب
1 دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه قال في قول اللّه عزّ و جلّ لا تضارّ والدة بولدها و لا مولود له بولده و على الوارث مثل ذلك قال على وارث ]الصّبيّ الّذي يرثه[ إذا مات أبوه ما على أبيه ]من[ نفقته و رضاعه الخبر
2 الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن جماعة عن أبي المفضّل عن جعفر بن محمّد عن جعفر بن عبد اللّه العلويّ عن حمزة بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن عليّ ع عن عمّه عيسى بن عبد اللّه عن أبيه عن جدّه عن عليّ بن أبي طالب ع قال جاء رجل إلى النّبيّ ص فقال يا رسول اللّه عندي دينار فما تأمرني به قال أنفقه على أمّك قال عندي آخر فما تأمرني به قال أنفقه على أبيك قال عندي آخر فما تأمرني به قال أنفقه على أخيك قال عندي آخر فما تأمرني به و لا و اللّه ما عندي غيره قال أنفقه في سبيل اللّه و هو أدناها جزاء
3 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال ألا لا يعدلنّ أحدكم عن القرابة يرى بها الخصاصة أن يسدّها بالّذي لا يزيده إن أمسكه و لا ينقصه إن أنفقه
باب 8 -وجوب نفقة الدّوابّ المملوكة على صاحبها
1 دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّ رسول اللّه ص قال يجب للدّابّة على صاحبها ستّ خصال يبدأ بعلفها إذا نزل و يعرض عليها الماء إذا مرّ به الخبر
و باقي أخبار الباب مضى في أبواب أحكام الدّوابّ من كتاب الحجّ
باب 9 -استحباب القناعة بالقليل و الاستغناء به عن النّاس
1 سبط الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، عن أبي عبد اللّه ع قال اشتدّت حال رجل من أصحاب النّبيّ ص فقالت له امرأته لو أتيت رسول اللّه ص فسألته فجاء إلى النّبيّ ص فلمّا رآه النّبيّ ص قال من سألنا أعطيناه و من استغنى أغناه اللّه الخبر
2 و من كتاب المحاسن، عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص من أراد أن يكون أغنى النّاس فليكن بما في يدي اللّه أوثق منه بما في أيدي غيره
3 ، و عن عليّ بن الحسين ع قال من قنع بما قسم اللّه له فهو من أغنى النّاس
4 ، و عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال أغنى الغنى القناعة و قال ع أيضا لرجل يعظه اقنع بما قسم اللّه لك و لا تنظر إلى ما عند غيرك و لا تتمنّ ما لست نائله فإنّه من قنع شبع و من لم يقنع لم يشبع و خذ حظّك من آخرتك
5 و عن أبي جعفر ع أنّه قال إيّاك أن تطمح بصرك إلى ما هو فوقك فكثيرا ما قال اللّه عزّ و جلّ لنبيّه ص فلا تعجبك أموالهم و لا أولادهم و قال و لا تمدّنّ عينيك إلى ما متّعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدّنيا فإن دخلك من ذلك شيء فاذكر عيش رسول اللّه ص إنّما كان خبزه الشّعير و حلواه التّمر و وقوده السّعف إذا وجد
، و شكا رجل إلى أبي عبد اللّه ع أنّه يطلب و يصيب و لا يقنع و تنازعه نفسه إلى ما هو أكبر منه و قال علّمني شيئا أنتفع به فقال أبو عبد اللّه ع إن كان ما يكفيك يغنيك فأدنى ما فيها يغنيك و إن كان ما يكفيك لا يغنيك فكلّ ما فيها لا يغنيك
7 ، و عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص الدّنيا دول فما كان لك منها أتاك على ضعفك و ما كان منها عليك لم تدفعه بقوّتك و من انقطع رجاه ممّا فات استراح نفسه و من قنع بما رزقه اللّه قرّت عيناه
8 ، و عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللّه ع ما هلك من عرف قدره و ما يبكي النّاس على القوت إنّما يبكون على الفضول ثمّ قال فكم عسى أن يكفي الإنسان
9 ثقة الإسلام في الكافي، عن بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم عن موسى بن جعفر ع أنّه قال في حديث يا هشام من أراد الغنى بلا مال و راحة القلب من الحسد و السّلامة في الدّين فليتضرّع إلى اللّه عزّ و جلّ في مسألته بأن يكمل عقله فمن عقل ]قنع بما يكفيه[ و من قنع بما يكفيه استغنى و من لم يقنع بما يكفيه لم يدرك الغنى الخبر
10 مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع لو حلف القانع بتملّكه على الدّارين لصدّقه اللّه عزّ و جلّ بذلك و لأبرّه لعظم شأن مرتبة القناعة ثمّ كيف لا يقنع العبد بما قسم اللّه له و هو يقول نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدّنيا فمن أذعن و صدّقه بما شاء و لما شاء بلا غفلة و أيقن بربوبيّته أضاف تولية الأقسام إلى نفسه بلا سبب و من قنع بالمقسوم استراح من الهمّ و الكرب و التّعب و كلّما أنقص من القناعة زاد في الرّغبة و الطّمع في الدّنيا أصل كلّ شرّ و صاحبها لا ينجو من النّار إلّا أن يتوب و لذلك قال النّبيّ ص ملك القناعة لا يزول و هي مركب رضى اللّه تعالى تحمل صاحبها إلى داره فأحسن التّوكّل فيما لم تعطه و الرّضى بما أعطيت و اصبر على ما أصابك فإنّ ذلك من عزم الأمور
11 فقه الرّضا، ع أروي عن العالم ع أنّه قال من أراد أن يكون أغنى النّاس فليكن واثقا بما عند اللّه عزّ و جلّ و روي فليكن بما في يد اللّه أوثق منه ممّا في يديه و أروي عن العالم ع أنّه قال قال اللّه سبحانه ارض بما آتيتك تكن من أغنى النّاس و أروي من قنع شبع و من لم يقنع لم يشبع و أروي أنّ جبرئيل هبط إلى رسول اللّه ص فقال إنّ اللّه عزّ و جلّ يقرأ عليك السّلام و يقول لك اقرأ بسم اللّه الرّحمن الرّحيم لا تمدّنّ عينيك إلى ما متّعنا به أزواجا منهم الآية فأمر النّبيّ ص مناديا ينادي من لم يتأدّب بأدب اللّه تقطّعت نفسه على الدّنيا حسرات و نروي من لم يرض من الدّنيا بما يجزيه لم يكن شيء منها يكفيه و نروي ما هلك من عرف قدره و ما ينكر النّاس عن القوت إنّما ينكر عن الفضول ثمّ قال و كم عسى يكفي الإنسان و نروي من رضي من اللّه باليسير من الرّزق رضي اللّه منه بالقليل من العمل و نروي إن دخل نفسك شيء من القناعة فاذكر عيش رسول اللّه ص فإنّما كان قوته الشّعير و حلاوته التّمر و وقوده السّعف إذا وجد و نروي أنّ رجلا أتى النّبيّ ص ليسأله فسمعه يقول من سألنا أعطيناه و من استغنى أغناه اللّه فانصرف و لم يسأله ثمّ عاد إليه فسمع مثل مقالته فلم يسأله حتّى فعل ذلك ثلاثا فلمّا كان في اليوم الثّالث مضى و استعار فأسا و صعد الجبل فاحتطب و حمله إلى السّوق فباعه بنصف صاع من شعير فأكله هو و عياله ثمّ دام على ذلك حتّى جمع ما اشترى به فأسا ثمّ اشترى بكرين و غلاما و أيسر فصار إلى النّبيّ ص فأخبره فقال ص أ ليس قد قلنا من سألنا أعطيناه و من استغنى أغناه اللّه
12 محمّد بن عليّ الفتّال في روضة الواعظين، عن رسول اللّه ص أنّه قال القناعة مال لا ينفد
و قال القناعة كنز لا يفنى
13 جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن أبي حمزة قال سمعته ع يقول قال الرّبّ تعالى إذا صلّيت ما افترضت عليك فأنت أعبد النّاس عندي و إن قنعت بما رزقتك فأنت أغنى النّاس عندي
14 الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، بسنده إلى أبي ذرّ قال قال رسول اللّه ص يا أبا ذرّ استغن بغنى اللّه يغنك اللّه فقلت ما هو يا رسول اللّه قال غداة يوم و عشاء ليلة فمن قنع بما رزقه اللّه يا أبا ذرّ فهو أغنى النّاس الخبر
15 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن الصّادق ع أنّه قال لعبد اللّه بن جندب في وصيّته إليه و اقنع بما قسمه اللّه لك و لا تنظر إلّا إلى ما عندك و لا تتمنّ ما لست تناله فإنّ من قنع شبع و من لم يقنع لم يشبع الخبر
16 ، و عن الرّضا ع أنّه قال لا يسلك طريق القناعة إلّا رجلان إمّا متعبّد يريد أجر الآخرة أو كريم يتنزّه من لئام النّاس
17 كتاب عاصم بن حميد الحنّاط، عن أبي حمزة عن عليّ بن الحسين ع قال كنّا عنده فرفع رأسه فقال خذوها منّي إلى أن قال و من قنع بما قسم اللّه له فهو من أغنى النّاس
18 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد قال أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص من توكّل و قنع و رضي كفي الطّلب
19 الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن رسول اللّه ص أنّه قال من قنع شبع و من لا يقنع لا يشبع
20 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع القانع غنيّ و إن جاع و عري
و قال ع كلّ قانع غنيّ
و قال ع كلّ قانع عفيف
و قال ع كيف يستطيع صلاح نفسه من لا يقنع بالقليل
باب 10 -استحباب الرّضى بالكفاف
1 كتاب عاصم بن حميد الحنّاط، عن أبي عبيدة عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص إنّ من أغبط أوليائي عندي رجل خفيف الحال ذو حظّ من صلاة أحسن عبادة ربّه في الغيب و كان غامضا في النّاس جعل رزقه كفافا فصبر عليه عجّلت منيّته مات فقلّ تراثه و قلّت بواكيه
الحميريّ في قرب الإسناد، عن أحمد بن إسحاق بن سعيد عن بكر بن محمّد الأزديّ عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إذا كان غروب الشّمس وكّل اللّه تعالى ملكا بالشّمس يقول أو ينادي أيّها النّاس أقبلوا على ربّكم فإنّ ما قلّ و كفى خير ممّا كثر و ألهى و ملك موكّل بالشّمس عند طلوعها يقول يا ابن آدم لد للموت و ابن للخراب و اجمع للفناء
3 فقه الرّضا، ع أروي عن العالم ع أنّه قال يقول اللّه عزّ و جلّ إنّ أغبط عبادي يوم القيامة عبد رزق حظّا من صلاة قتّرت في رزقه فصبر حتّى إذا حضرت وفاته قلّ تراثه و قلّ بواكيه
و نروي أنّ رسول اللّه ص قال اللّهمّ ارزق محمّدا و آل محمّد ع و من أحبّهم العفاف و الكفاف و ارزق من أبغض محمّدا و آل محمّد المال و الولد
و روي أنّ قيّما كان لأبي ذرّ الغفاريّ في غنمه فقال قد كثر الغنم و ولدت فقال تبشّرني بكثرتها ما قلّ و كفى منها أحبّ إليّ ممّا كثر و ألهى
و روي طوبى لمن آمن و كان عيشه كفافا
4 الكراجكيّ في كنز الفوائد، مرسلا قال قال اللّه تعالى يا ابن آدم في كلّ يوم تؤتى برزقك و أنت تحزن و ينقص من عمرك و أنت لا تحزن تطلب ما يطغيك و عندك ما يكفيك
الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن أبي المفضّل الشّيبانيّ عن رجاء بن يحيى عن محمّد بن الحسن بن شمّون عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن عن الفضيل بن يسار عن وهب بن عبد اللّه عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه عن أبي ذرّ قال قال رسول اللّه ص يا أبا ذرّ إنّي قد دعوت اللّه جلّ ثناؤه أن يجعل رزق من يحبّني الكفاف و أن يعطي من يبغضني كثرة المال و الولد
6 ابن شهرآشوب في المناقب، عن عديّ بن حاتم أنّه رأى أمير المؤمنين ع و بين يديه شنّة فيها قراح ماء ]و[ كسرات من خبز شعير و ملح فقال إنّي لا أرى لك يا أمير المؤمنين لتظلّ نهارك طاويا مجاهدا و باللّيل ساهرا مكابدا ثمّ يكون هذا فطورك فقال ع علّل النّفس بالقنوع و إلّا طلبت منك فوق ما يكفيها
7 الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد، عن بعض أصحابنا عن حنان بن سدير عن أبيه قال سمعته ع يقول أتى أبا ذرّ رجل فبشّره بغنم له قد ولدت فقال يا أبا ذرّ أبشر فقد ولدت غنمك و كثرت فقال ما يسرّني كثرتها فما أحبّ ذلك فما قلّ منها و كفى أحبّ إليّ ممّا كثر و ألهى الخبر
السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في نوادره، بإسناده الصّحيح عن موسى بن جعفر ع قال قال رسول اللّه ص اللّهمّ ارزق محمّدا و آل محمّد و من أحبّ محمّدا و آل محمّد ع العفاف و الكفاف و ارزق من أبغض محمّدا و آل محمّد كثرة المال و الولد
9 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع عنه ص مثله
و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص القناعة بركة
10 الشّيخ المفيد في الإختصاص، قال و قال يعني العالم ع قال اللّه تعالى ارض بما آتيتك تكن أغنى النّاس
11 ، و عن رسول اللّه ص أنّه خطب لمّا أراد الخروج إلى تبوك بثنيّة الوداع و ساق الخطبة إلى أن قال و ما قلّ و كفى خير ممّا كثر و ألهى
12 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال طوبى لمن هدي للإسلام و كان عيشه كفافا و قنع
و قال ص من توكّل و قنع و رضي كفي الطّلب
و رواه السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في نوادره، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع عنه ص مثله
13 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال يا ابن آدم إنّك إن تبذل الفضل فخير لك و إن تمسكه فشرّ لك و لا تلام على كفاف و ابدأ بمن تعول
14 مجموعة الشّهيد، سئل عليّ بن الحسين ع عن أفضل الأعمال فقال هو أن يقنع بالقوت و يلزم السّكوت و يصبر على الأذيّة و يندم على الخطيئة
15 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال إذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة
و قال ع إذا أراد اللّه بعبد خيرا ألهمه القناعة فاكتفى بالكفاف و اكتسى بالعفاف
و قال ع من قنع شبع من تقنّع قنع
و قال ع من قنع بقسمه استراح
و قال ع من قنع لم يغتمّ من توكّل لم يهتمّ
و قال ع من قنع حسنت عبادته
و قال ع من قنع قلّ طمعه
و قال ع من قنع بقسم اللّه استغنى و من لم يقنع بما قدّر له تعنّى
و قال ع من رضي بالمقدور اكتفى بالميسور
و قال ع من عدم القناعة لم يغنه المال
و قال ع من رضي بقسمه لم يسخطه أحد
و قال ع من قنع برزق اللّه استغنى عن الخلق
و قال ع من قنع كفي مذلّة الطّلب
و قال ع من أكثر ذكر الموت رضي من الدّنيا بالكفاف من قنعت نفسه أعانته على النّزاهة و العفاف
و قال ع الرّضى بالكفاف يؤدّي إلى العفاف
باب 11 -استحباب صلة الأرحام
1 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد قال أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص صنيع المعروف يدفع ميتة السّوء و الصّدقة في السّرّ تطفئ غضب الرّبّ و صلة الرّحم تزيد في العمر و تنفي الفقر الخبر
2 ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص سر سنة صل رحمك
3 ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص الصّدقة بعشر إلى أن قال و صلة الرّحم بأربعة و عشرين
و رواه السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في نوادره، بإسناده عن محمّد مثله
4 كتاب درست بن أبي منصور، عن إسحاق بن عمّار قال قال أبو الحسن ع لا نعلم شيئا يزيد في العمر إلّا صلة الرّحم قال ثمّ قال إنّ الرّجل ليكون بارّا و أجله إلى ثلاثة سنين فيزيده اللّه فيجعله ثلاث و ثلاثين و إنّ الرّجل ليكون عاقّا و أجله ثلاثة و ثلاثون فينقصه اللّه فيردّه إلى ثلاث سنين
العيّاشيّ في تفسيره، عن عمر بن حنظلة عنه ع عن قول اللّه و اتّقوا اللّه الّذي تسائلون به و الأرحام قال هي أرحام النّاس إنّ اللّه أمر بصلتها و عظّمها أ لا ترى أنّه جعلها معه
و عن جميل بن درّاج عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن قول اللّه و اتّقوا اللّه الّذي و ذكر مثله و رواه الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد، عن محمّد بن أبي عمير عن جميل مثله
6 ، و عن الأصبغ بن نباتة قال سمعت أمير المؤمنين ع ]يقول[ إنّ أحدكم ليغضب فما يرضى حتّى يدخل به النّار فأيّما رجل منكم غضب على ذي رحمه فليدن منه فإنّ الرّحم إذا مسّتها الرّحم استقرّت و إنّها معلّقة بالعرش تنتقض انتقاض الحديد فينادي اللّهمّ صل من وصلني و اقطع من قطعني و ذلك قول اللّه في كتابه و اتّقوا اللّه الآية
7 ، و عن العلاء بن الفضيل عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول الرّحم معلّقة بالعرش تقول اللّهمّ صل من وصلني و اقطع من قطعني و هي رحم محمّد و آل محمّد ع و رحم كلّ مؤمن و هو قول اللّه و الّذين يصلون ما أمر اللّه به أن يوصل
8 ، و عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص برّ الوالدين و صلة الرّحم يهوّن الحساب ثمّ تلا هذه الآية و الّذين يصلون ما أمر اللّه به أن يوصل و يخشون ربّهم و يخافون سوء الحساب
9 ، و عن محمّد بن الفضيل قال سمعت العبد الصّالح ع يقول و الّذين يصلون ما أمر اللّه به أن يوصل قال هي رحم محمّد و آل محمّد ع معلّقة بالعرش تقول اللّهمّ صل من وصلني و اقطع من قطعني و هي تجري في كلّ رحم
10 ، و عن عمر ابن مريم قال سألت أبا عبد اللّه ع عن قول اللّه و الّذين يصلون ما أمر اللّه به أن يوصل قال من ذلك صلة الرّحم و غاية تأويلها صلتك إيّانا
11 سبط الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال في حديث و صلة الرّحم تزيد في الرّزق
12 و من كتاب المحاسن، عن الباقر ع قال قال رسول اللّه ص أوصي الشّاهد من أمّتي و الغائب منهم و من في أصلاب الرّجال و أرحام النّساء إلى يوم القيامة أن يصل الرّحم و إن كانت منه على مسيرة سنة
13 ، و عن رسول اللّه ص أنّه قال أوّل ناطق من الجوارح يوم القيامة الرّحم تقول يا ربّ من وصلني في الدّنيا فصل اليوم ما بينك و بينه و من قطعني في الدّنيا فاقطع اليوم ما بينك و بينه
و رواه الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد، عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطيّة عن يونس بن عفّان عن أبي عبد اللّه ع قال أوّل إلى آخره و ذكر مثله
14 ، و عن الباقر ع صلة الرّحم تزكّي الأعمال و تدفع البلوى و تنمي الأموال و تيسّر الحساب و تنسئ في الأجل
15 ، و عن أبي عبد اللّه ع قال صلة الرّحم و برّ الوالدين يمدّ اللّه بهما في العمر و يزيد في المعيشة
16 و عن عليّ بن الحسين ع قال من زوّج للّه و وصل الرّحم توّجه اللّه بتاج الملك يوم القيامة
و عنه ع أنّه قال إنّي لأبادر صلة قرابتي
17 ، و عن رسول اللّه ص عن جبرئيل عن اللّه تعالى قال أنا الرّحمن شققت الرّحم من اسمي فمن وصلها وصلته و من قطعها قطعته
18 الحسين بن سعيد الأهوازيّ في كتاب الزّهد، عن ابن أبي عمير عن الحسين بن عثمان عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ صلة الرّحم تزكّي الأعمال و تنمي الأموال و تيسّر الحساب و تدفع البلوى و تزيد في العمر
و رواه الحسين بن عثمان في كتابه، عمّن ذكره عن أبي عبد اللّه ع مثله و فيه و تزيد في الأعمار
19 ، و عن ابن أبي عمير عن أبي محمّد الفزاريّ عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول قال رسول اللّه ص إنّ أهل بيت ليكونون بررة فتنمو أموالهم
20 ، و عن النّضر بن سويد عن زرعة عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّ الرّحم معلّقة بالعرش تنادي يوم القيامة اللّهمّ صل من وصلني و اقطع من قطعني فقلت أ هي رحم رسول اللّه ص فقال بل رحم رسول اللّه ص منها
و قال إنّ الرّحم تأتي يوم القيامة مثل كبّة المدار و هو المغزل فمن أتاها واصلا لها انتشرت له نورا حتّى تدخله الجنّة و من أتاها قاطعا لها انقبضت عنه حتّى تقذف به في النّار
21 ، و عن عليّ بن النّعمان عن ابن مسكان عن أبي حمزة عن يحيى ابن أمّ الطّويل قال خطب أمير المؤمنين ع فحمد اللّه و أثنى عليه ثمّ قال لا يستغني الرّجل و إن كان ذا مال و ولد عن عشيرته و عن مداراتهم و كرامتهم و دفاعهم عنه بأيديهم و ألسنتهم هم أعظم النّاس حياطة له من ورائه و ألمّهم لشئونه و أعظمهم عليه حنوّا إن أصابته مصيبة أو نزل به يوما بعض مكاره الأمور و من يقبض يده عن عشيرته فإنّما يقبض عنهم يدا واحدة و تقبض عنه منهم أيد كثيرة و من محض عشيرته صدق المودّة و بسط عليهم يده بالمعروف إذا وجده ابتغاء وجه اللّه أخلف اللّه له ما أنفق في دنياه و ضاعف له الأجر في آخرته إلى أن قال لا يغفلنّ أحدكم من القرابة يرى به الخصاصة أن يسدّها ممّا لا يضرّه إن أنفقه و لا ينفعه إن أمسكه
22 ، و عن القاسم عن عبد الصّمد بن بشير عن معاوية قال قال لي أبو عبد اللّه ع إنّ صلة الرّحم تهوّن الحساب يوم القيامة ثمّ قرأ يصلون الآية
23 ، و عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطيّة عن أبي عبيدة عن أبي جعفر ع أنّه قال في حديث و إنّ أعجل الطّاعة ثوابا لصلة الرّحم و إنّ القوم ليكونون فجّارا فيتواصلون فتنمي أموالهم و يثرون الخبر
، و عن بعض أصحابنا عن حنان بن سدير ]عن أبيه عن أبي جعفر ع[ قال سمعته يقول أتى أبا ذرّ رجل إلى أن قال قال يعني أبا ذرّ إنّي سمعت رسول اللّه ص يقول على حافتي الصّراط يوم القيامة الرّحم و الأمانة فإذا مرّ عليه الموصل للرّحم المؤدّي للأمانة لم يتكفّأ به في النّار
25 ، و عن بعض أصحابنا عن حنان عن عبد الرّحمن بن سليمان عن عمر بن سهل عن رواته قال سمعت رسول اللّه ص يقول إنّ صلة الرّحم مثراة في المال و محبّة في الأهل و منسأة في الأجل
26 ، و عن بعض أصحابنا عن حنان قال حدّثني ابن مسكان عن رجل أنّهم كانوا في منزل أبي عبد اللّه ع و فيهم ميسّر فتذاكروا صلة الرّحم فقال أبو عبد اللّه ع يا ميسّر لقد حضر أجلك غير مرّة كلّ ذلك يؤخّرك اللّه لصلتك لقرابتك
27 ، و عن الحسن بن عليّ عن أبي الحسن ع قال سمعته يقول إنّ الرّجل ليكون قد بقي من أجله ثلاثون سنة فيكون وصولا لقرابته وصولا لرحمه فيجعلها ]اللّه[ ثلاثا و ثلاثين سنة و إنّه ليكون قد بقي من أجله ثلاث و ثلاثون سنة فيكون عاقّا لقرابته و قاطعا لرحمه فيجعلها اللّه ثلاثين سنة
28 الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن جماعة عن أبي المفضّل عن إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشميّ عن أبيه عن عمّه عبد الوهّاب بن محمّد بن إبراهيم عن أبيه محمّد بن إبراهيم قال بعث أبو جعفر المنصور إلى أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ع و أمر بفرش فطرحت له إلى جانبه فأجلسه عليها ثمّ قال عليّ بمحمّد عليّ بالمهديّ يقول ذلك مرّات قيل له السّاعة السّاعة يأتي يا أمير المؤمنين ما يحبسه إلّا أنّه يتبخّر فما لبث أن وافى و قد سبقته رائحته فأقبل المنصور على جعفر ع فقال يا أبا عبد اللّه حديث حدّثتنيه في صلة الرّحم اذكره يسمعه المهديّ قال نعم حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص إنّ الرّجل ليصل رحمه و قد بقي من عمره ثلاث سنين فيصيّرها اللّه عزّ و جلّ ثلاثين سنة و يقطعها و قد بقي من عمره ثلاثون سنة فيصيّرها اللّه عزّ و جلّ ثلاث سنين ثمّ تلا يمحوا اللّه ما يشاء و يثبت و عنده أمّ الكتاب قال هذا حسن يا أبا عبد اللّه و ليس إيّاه أردت قال أبو عبد اللّه ع نعم حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص صلة الرّحم تعمر الدّيار و تزيد في الأعمار و إن كان أهلها غير أخيار قال هذا حسن يا أبا عبد اللّه و ليس هذا أردت فقال أبو عبد اللّه ع نعم حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص صلة الرّحم تهوّن الحساب و تقي ميتة السّوء قال المنصور نعم هذا أردت
29 عوالي اللآّلي، قال الصّادق ع طلب المنصور علماء المدينة فلمّا وصلنا إليه خرج إلينا الرّبيع الحاجب فقال ليدخل على أمير المؤمنين منكم اثنان فدخلت أنا و عبد اللّه بن الحسن فلمّا جلسنا عنده قال أنت الّذي تعلم الغيب فقلت لا يعلم الغيب إلّا اللّه فقال أنت الّذي يجبى إليك الخراج فقلت بل الخراج يجبى إليك فقال أ تدري لم دعوتكم فقلت لا فقال إنّما دعوت لأخرّب دياركم و أوغر قلوبكم و أنزلكم بالسّراة فلا أدع أحدا من أهل الشّام و الحجاز يأتون إليكم فإنّهم لكم مفسدة فقلت إنّ أيّوب ابتلي فصبر و إنّ يوسف ظلم فغفر و إنّ سليمان أعطي فشكر و أنت من نسل أولئك القوم فسرى عنه ثمّ قال حدّثني الحديث الّذي حدّثتني به منذ أوقات عن رسول اللّه ص ]قلت حدّثني أبي عن جدّي رسول اللّه ص[ قال الرّحم حبل ممدود من الأرض إلى السّماء يقول من قطعني قطعه اللّه و من وصلني وصله اللّه فقال لست أعني هذا فقلت حدّثني أبي عن جدّي رسول اللّه ص قال اللّه تعالى أنا الرّحمن خلقت الرّحم و شققت لها اسما من أسمائي فمن وصلها وصلته و من قطعها قطعته قال لست أعني ذلك فقلت حدّثني أبي عن جدّي عن رسول اللّه ص أنّه قال إنّ ملكا من ملوك بني إسرائيل كان قد بقي من عمره ثلاثون سنة فقطع رحمه فجعله اللّه ثلاث سنين فقال هذا الّذي قصدت و اللّه لأصلنّ اليوم رحمي ثمّ سرّحنا إلى أهلنا سراحا جميلا
30 السّيّد عليّ بن طاوس في مهج الدّعوات، عن محمّد بن أبي القاسم الطّبريّ عن محمّد بن أحمد بن شهريار عن محمّد بن محمّد بن عبد العزيز العكبريّ عن محمّد بن عمر القطّان عن عبد اللّه بن خلف عن محمّد بن إبراهيم الهمدانيّ عن الحسن بن عليّ البصريّ عن الهيثم بن عبد اللّه الرّمّانيّ و العبّاس بن عبد العظيم العنبريّ عن الفضل بن الرّبيع عن أبيه قال بعث المنصور إبراهيم بن جبلة ليشخص جعفر بن محمّد ع فحدّثني إبراهيم أنّه لمّا أخبره برسالة المنصور سمعته يقول اللّهمّ أنت ثقتي الدّعاء قال الرّبيع فلمّا وافى إلى حضرة المنصور إلى أن قال ثمّ دخل فحرّك شفتيه بشيء لم أفهمه فنظرت إلى المنصور فما شبّهته إلّا بنار صبّ عليها ماء فخمدت ثمّ جعل يسكن غضبه حتّى دنا منه جعفر بن محمّد ع و صار مع سريره فوثب المنصور فأخذ بيده و رفعه على سريره ثمّ قال له يا أبا عبد اللّه يعزّ عليّ تعبك و إنّما أحضرتك لأشكو إليك أهلك قطعوا رحمي و طعنوا في ديني و ألّبوا النّاس عليّ و لو ولي هذا الأمر غيري ممّن هو أبعد رحما منّي لسمعوا له و أطاعوا فقال له جعفر ع يا أمير المؤمنين فأين يعدل بك عن سلفك الصّالح إنّ أيّوب ع ابتلي فصبر و إنّ يوسف ع ظلم فغفر و إنّ سليمان أعطي فشكر فقال المنصور قد صبرت و غفرت و شكرت ثمّ قال يا أبا عبد اللّه حدّثنا حديثا كنت سمعت منك في صلة الأرحام قال نعم حدّثني أبي عن جدّي أنّ رسول اللّه ص قال البرّ و صلة الأرحام عمارة الدّنيا و زيادة الأعمار قال ليس هذا هو قال نعم حدّثني أبي عن جدّي أنّ رسول اللّه ص قال من أحبّ أن ينسأ في أجله و يعافى في بدنه فليصل رحمه قال ليس هذا قال نعم حدّثني أبي عن جدّي أنّ رسول اللّه ص قال رأيت رحما متعلّقة بالعرش تشكو إلى اللّه تعالى رجلا قاطعها فقلت يا جبرئيل كم بينهم فقال سبعة آباء فقال ليس هذا قال نعم حدّثني أبي عن جدّي قال قال رسول اللّه ص احتضر رجل بارّ في جواره رجل عاقّ قال اللّه عزّ و جلّ لملك الموت يا ملك الموت كم بقي من أجل العاقّ قال ثلاثون سنة قال حوّلها إلى هذا البارّ فقال المنصور ]يا غلام[ ائتني بالغالية الخبر
31 أبو عمرو الكشّيّ في رجاله، وجدت بخطّ جبرئيل بن أحمد حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن مهران عن محمّد بن عليّ عن عليّ بن أبي حمزة عن أبيه عن شعيب العقرقوفيّ في حديث طويل ذكر فيه دخول يعقوب المغربيّ على أبي الحسن ع إلى أن قال فقال له الرّجل يعني يعقوب فأنا جعلت فداك متى أجلي فقال أما إنّ أجلك قد حضر حتّى وصلت عمّتك بما وصلتها به في منزل كذا و كذا فزيد في أجلك عشرون الخبر
و رواه الرّاونديّ في الخرائج، و الشّيخ المفيد في الإختصاص، و ابن شهرآشوب في المناقب، بأسانيد مختلفة عنه ع مثله
32 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن رسول اللّه ص أنّه قال من سرّه أن ينسأ في أجله و يوسّع عليه في رزقه فليصل رحمه
و قال ص صلة الرّحم منسأة في الأجل مثراة في المال محبّة في الأهل سؤدد في العشيرة و قيل لرسول اللّه ص من خير النّاس فقال أتقاهم للّه و أوصلهم لرحمه
و قال ص إنّ اللّه تعالى يوصيكم بآبائكم و أمّهاتكم إنّ اللّه يوصيكم بأبنائكم و ذوي أرحامكم الأقرب فالأقرب
33 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه قال الرّحم معلّقة و لها لسان ذلق و هي شفيعة مطاعة و تقول اللّهمّ صل من وصلني و اقطع من قطعني
و قال ص اتّقوا ثلاثا فإنّهنّ معلّقات بالعرش الرّحم تقول قطعت و العهد يقول خفرت و النّعمة تقول كفرت
و قال ص كلّ أهل بيت إذا تواصلوا كانوا في كنف الرّحمن و ما من أهل بيت يتواصلون فيحتاجون أبدا
34 تفسير الإمام ع، و أمّا قوله تعالى و ذي القربى فهم من قراباتك من أبيك و أمّك قيل لك اعرف حقّهم كما أخذ العهد به من بني إسرائيل قال الإمام ع قال رسول اللّه ص من رعى حقّ قرابات أبويه أعطي في الجنّة ألف ألف درجة بعد ما بين كلّ درجتين حضر الفرس المضمّر مائة سنة إحدى الدّرجات من فضّة و الأخرى من ذهب و أخرى من لؤلؤ و أخرى من زمرّد و أخرى من زبرجد و أخرى من مسك و أخرى من عنبر و أخرى من كافور فتلك الدّرجات من هذه الأصناف و من رعى حقّ قربى محمّد و عليّ ص أوتي من فضائل الدّرجات و زيادة المثوبات على قدر زيادة فضل محمّد و عليّ ص على أبويه نسبة
35 صحيفة الرّضا، ع بإسناده المعروف عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص من ضمن لي واحدة ضمنت له أربعة يصل رحمه فيحبّه أهله و يوسّع عليه رزقه و يزيد في عمره و يدخله اللّه تعالى ]في[ الجنّة الّتي وعده
، و بهذا الإسناد قال حدّثني أبي موسى بن جعفر قال حدّثني أبو عبد اللّه ع صلة الأرحام و حسن الخلق زيادة في الإيمان
37 ، و بهذا الإسناد عن الرّضا عن آبائه قال قال محمّد بن عليّ ع صلة الأرحام و حسن الجوار زيادة في الأموال
38 القطب الرّاونديّ في دعواته، روي عن موسى بن جعفر ع أنّه دخل على الرّشيد يوما فقال له هارون إنّي و اللّه قاتلك فقال لا تفعل يا أمير المؤمنين فإنّي سمعت أبي عن آبائه قال قال رسول اللّه ص إنّ العبد ليكون واصلا لرحمه و قد بقي من أجله ثلاث سنين فيجعلها ثلاثين سنة و يكون قاطعا لرحمه و قد بقي من أجله ثلاثون سنة فيجعلها اللّه ثلاث سنين فقال الرّشيد اللّه لقد سمعت هذا من أبيك قال نعم فأمر له بمائة ألف درهم و ردّه إلى منزله
39 كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن حميد بن شعيب السّبيعيّ عن جابر بن يزيد الجعفيّ عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول إنّ الرّحم معلّقة بالعرش تقول اللّهمّ صل من وصلني و اقطع من قطعني و هي رحم آل محمّد ع و هو قوله تعالى الّذين يصلون ما أمر اللّه به أن يوصل و كلّ ذي رحم
نهج البلاغة، قال أمير المؤمنين ع ألا لا يعدلنّ أحدكم عن القرابة يرى بها الخصاصة أن يسدّها بالّذي لا يزيده إن أمسكه و لا ينقصه إن أهلكه و من يقبض يده عن عشيرته فإنّما تقبض ]منه[ عنهم يد واحدة و تقبض منهم عنه أيد كثيرة و من تلن حاشيته يستدم من قومه المودّة
و فيه، قال ع و أكرم عشيرتك فإنّهم جناحك الّذي به تطير و أصلك الّذي إليه تصير و يدك الّتي بها تصول
41 أحمد بن محمّد بن فهد في عدّة الدّاعي، عن النّبيّ ص أنّه قال حافتا الصّراط يوم القيامة الأمانة و الرّحم فإذا مرّ الوصول للرّحم و المؤدّي للأمانة نفذ إلى الجنّة و إذا مرّ الخائن للأمانة و القطوع للرّحم لم ينفعه مهما عمل و يكفأ به الصّراط في النّار
42 محمّد بن الحسن الصّفّار في البصائر، عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن ميسّر قال قال أبو عبد اللّه ع يا ميسّر لقد زيد في عمرك فأيّ شيء تعمل قلت كنت أجيرا و أنا غلام بخمسة دراهم فكنت أجريها على خالي
43 السّيّد عليّ بن طاوس في كتاب فرج المهموم، نقلا عن الدّلائل للحميريّ بإسناده إلى ميسّر قال قال أبو عبد اللّه ع يا ميسّر قد حضر أجلك غير مرّة و كلّ ذلك يؤخّر اللّه بصلتك رحمك و برّك قرابتك
44 محمّد بن عليّ الفتّال في روضة الواعظين، قال قال رسول اللّه ص رأيت في المنام رجلا من أمّتي يكلّم المؤمنين فلا يكلّمونه فجاءه صلته للرّحم فقال يا معشر المؤمنين كلّموه فإنّه كان واصلا لرحمه فكلّمه المؤمنون و صافحوه و كان معهم
45 الصّدوق في الأمالي، عن حمزة بن محمّد بن أحمد الحسينيّ عن عبد العزيز بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن زكريّا الجوهريّ عن شعيب بن واقد عن الحسين بن زيد عن الصّادق عن آبائه عن أمير المؤمنين ع عن النّبيّ ص أنّه قال من مشى إلى ذي قرابة بنفسه و ماله ليصل رحمه أعطاه اللّه عزّ و جلّ أجر مائة شهيد و له بكلّ خطوة أربعون ألف حسنة و يمحى عنه أربعون ألف سيّئة و يرفع له من الدّرجات مثل ذلك و كأنّما عبد اللّه مائة سنة صابرا محتسبا
46 أحمد بن محمّد السّيّاريّ في كتاب التّنزيل و التّحريف، عن أبي جعفر ع قال ما من عبد إلّا و ضرب اللّه له أجلين أدنى و أقصى فإن وصل رحمه في اللّه عزّ و جلّ مدّ اللّه له إلى الأجل الأقصى و إن عقّ و ظلم أعطي الأدنى و هو قوله تعالى قضى أجلا و أجل مسمّى
47 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال صلوا أرحامكم فإنّ صلة الرّحم تزيد في العمر و تقي ميتة السّوء
48 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال بصلة الرّحم تستدرّ النّعم بقطيعة الرّحم تستجلب النّقم
و قال ص صلة الرّحم تدرّ النّعم و تدفع النّقم
و قال ص صلة الرّحم من أحسن الشّيم
و قال ص صلة الرّحم تسوء العدوّ و تقي مصارع السّوء
و قال ص صلة الأرحام تثمر الأموال و تنسئ في الآجال
و قال ص صلة الرّحم توجب المحبّة و تكبت العدوّ
و قال ص صلة الرّحم توسّع الآجال و تنمي الأموال
و قال ص صلة الرّحم مثراة في الأموال مرفعة للأموال
و قال ع صلة الرّحم من أفضل شيم الكرام
و قال ع صلة الأرحام تنمي العدد و توجب السّؤدد
باب 12 -استحباب صلة الرّحم و إن كان قاطعا
1 الشّيخ الطّوسيّ في كتاب الغيبة، عن جماعة عن البزوفريّ عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن هشام بن أحمر عن سالمة مولاة أبي عبد اللّه ع قالت كنت عند أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ع حين حضرته الوفاة و أغمي عليه فلمّا أفاق قال أعطوا الحسن بن عليّ ]بن عليّ[ بن الحسين و هو الأفطس سبعين دينارا و أعطوا فلانا كذا و ]فلانا[ كذا فقلت أ تعطي رجلا حمل عليك بالشّفرة يريد أن يقتلك قال تريدين أن لا أكون من الّذين قال اللّه عزّ و جلّ و الّذين يصلون ما أمر اللّه به أن يوصل و يخشون ربّهم و يخافون سوء الحساب
كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن عبد اللّه بن طلحة عن أبي عبد اللّه ع أنّ رجلا أتى النّبيّ ص فقال يا رسول اللّه إنّ أهل بيتي أبوا إلّا توثّبا عليّ و شتيمة لي و قطيعة لي فأرفضهم يا رسول اللّه قال إذا ترفضوا جميعا فأعادها عليه قال كلّ ذلك يقول له رسول اللّه ص مثل هذا القول قال فكيف أصنع يا رسول اللّه قال صل من قطعك و أعط من حرمك و اعف عمّن ظلمك فإنّك إذا فعلت ذلك كان لك عليهم من اللّه ظهيرا
3 ، و عن حميد بن شعيب عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول ثلاث لا يزيد اللّه من فعلهنّ إلّا خيرا الصّفح عمّن ظلمه و إعطاء من حرمه و صلة من قطعه
4 ، و عن عبد اللّه بن طلحة قال قال أبو عبد اللّه ع قال رسول اللّه ص أمرني ربّي بسبع خصال إلى أن قال و أن أصل رحمي و إن قطعني
5 الشّيخ المفيد في أماليه، عن أحمد بن محمّد بن الحسن عن أبيه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن منصور بن حازم عن أبي حمزة عن عليّ بن الحسين ع عن رسول اللّه ص في حديث أنّه قال ما من خطوة أحبّ إلى اللّه من خطوتين خطوة يسدّ بها صفّا في سبيل اللّه تعالى و خطوة إلى ذي رحم قاطع يصلها
6 أبو عليّ بن الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن أبيه عن المفيد عن عليّ بن بلال عن عليّ بن سليمان عن أحمد بن القاسم عن أحمد السّيّاريّ عن محمّد بن خالد عن سعيد بن مسلم عن داود الرّقّيّ قال كنت جالسا عند أبي عبد اللّه ع إذ قال لي مبتدئا من قبل نفسه يا داود لقد عرضت عليّ أعمالكم يوم الخميس فرأيت فيما عرض عليّ من عملك صلتك لابن عمّك فلان فسرّني ذلك إنّي علمت أنّ صلتك له أسرع لفناء عمره و قطع أجله قال داود و كان لي ابن عمّ معاندا خبيثا بلغني عنه و عن عياله سوء حال فصككت له نفقة قبل خروجي إلى مكّة فلمّا صرت بالمدينة أخبرني أبو عبد اللّه ع بذلك
7 ، و عن أبيه عن المفيد عن أبي بكر الجعابيّ عن أحمد بن محمّد بن عقدة عن محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم عن أبيه الحسين بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال صلوا أرحامكم و إن قطعوكم
8 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، قال رجل لرسول اللّه ص إنّ أرحامي قطعوني و رفضوني أ فأقطعهم كما قطعوني و أرفضهم كما يرفضوني فقال إذا يرفضكم اللّه جميعا و إن وصلتهم أنت ثمّ قطعوك هم كان لك من اللّه ظهير عليهم
9 الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد، عن عليّ بن إسماعيل التّميميّ عن عبد اللّه بن طلحة قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّ رجلا أتى النّبيّ ص فقال يا رسول اللّه إنّ لي أهلا قد كنت أصلهم و هم يؤذونني و قد أردت رفضهم فقال رسول اللّه ص إذن يرفضكم اللّه جميعا قال و كيف أصنع قال تعطي من حرمك و تصل من قطعك و تعفو عمّن ظلمك فإذا فعلت ذلك كان اللّه عزّ و جلّ لك عليهم ظهيرا قال ابن طلحة فقلت له ما الظّهير قال العون
10 البحار، عن كتاب الإمامة و التّبصرة لعليّ بن بابويه عن الحسن بن حمزة العلويّ عن عليّ بن محمّد بن أبي القاسم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الصّادق عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص لا تخن من خانك فتكون مثله و لا تقطع رحمك و إن قطعك
11 العيّاشيّ في تفسيره، عن صفوان بن مهران الجمّال قال وقع بين عبد اللّه بن الحسن و بين أبي عبد اللّه ع كلام حتّى ارتفعت أصواتهما و اجتمع النّاس عليهما حتّى افترقا تلك العشيّة فلمّا أصبحت غدوت في حاجة فإذا أبو عبد اللّه ع على باب عبد اللّه بن الحسن و هو يقول قولي يا جارية لأبي محمّد هذا أبو عبد اللّه ع بالباب فخرج عبد اللّه بن الحسن و هو يقول يا أبا عبد اللّه ما بكّر بك قال إنّي مررت البارحة بآية من كتاب اللّه فأقلقتني قال و ما هي قال قوله عزّ و جلّ و الّذين يصلون ما أمر اللّه به أن يوصل و يخشون ربّهم و يخافون سوء الحساب قال فاعتنقا و بكيا جميعا ثمّ قال عبد اللّه بن الحسن كأنّي لم أقرأ هذه الآية قطّ كأن لم تمرّ بي هذه الآية قطّ
و رواه الكراجكيّ في كنزه، عن محمّد بن عبد اللّه الحسينيّ عن عبد الواحد بن عبد اللّه الموصليّ عن أحمد بن محمّد بن رياح عن محمّد بن العبّاس الحسينيّ عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة عن صفوان مثله
باب 13 -استحباب صلة الأرحام و لو بالقليل أو بالسّلام و نحوه
1 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد قال أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص صلوا أرحامكم بالدّنيا بالسّلام
2 البحار، عن كتاب الإمامة و التّبصرة بالسّند المتقدّم قال قال رسول اللّه ص صلوا أرحامكم بالدّنيا و لو بالسّلام
3 سبط الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا من المحاسن عن أبي عبد اللّه ع قال صل رحمك و لو بشربة من ماء و أفضل ما توصل به الأرحام كفّ الأذى عنها
باب 14 -استحباب التّوسعة على العيال
1 البحار، عن أعلام الدّين للدّيلميّ عن أبي حمزة الثّماليّ عن عليّ بن الحسين ع قال إنّ أحبّكم إلى اللّه عزّ و جلّ أحسنكم أعمالا و إنّ أعظمكم عند اللّه عملا أعظمكم فيما عنده رغبة و إنّ أنجاكم من عذاب اللّه أشدّكم خشية للّه و إنّ أقربكم من اللّه أوسعكم خلقا و إنّ أرضاكم عند اللّه أسبغكم على عياله و إنّ أكرمكم عند اللّه أتقاكم
2 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال ليس منّا من وسّع عليه ثمّ قتّر على عياله
باب 15 -وجوب كفاية العيال
1 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص كفى بالمرء إثما أن يضيّع من يقوت
2 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه ع عن رسول اللّه ص أنّه نهى أن يشبع الرّجل و يجيع أهله و قال كفى بالمرء هلاكا أن يضيّع من يعول
باب 16 -استحباب الجود و السّخاء
1 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص إنّ اللّه عزّ و جلّ جواد يحبّ الجود و معالي الأمور الخبر
2 الشّيخ الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا من كتاب المحاسن عن الباقر ع قال سخاء المرء عمّا في أيدي النّاس أكثر من سخاء النّفس و البذل
3 ، و عنه ع قال قال رسول اللّه ص الجنّة دار الأسخياء
4 ، و عنه ع قال شابّ مقارف للذّنوب سخيّ أحبّ إلى اللّه من شيخ عابد بخيل
5 ، و عن رسول اللّه ص قال السّخاء شجرة في الجنّة أغصانها متدلّيات في الأرض فمن أخذ بغصن من أغصانها قاده ذلك الغصن إلى الجنّة
6 ، و عن الصّادق ع أنّه قال السّخاء أن تسخو نفس العبد عن الحرام أن تطلبه فإذا ظفر بالحلال طابت نفسه أن ينفقه في طاعة اللّه
7 ، و عنه ع أنّه قال ما من عبد مؤمن حسّن خلقه و بسط يده إلّا كان في ضمان اللّه لا محالة و ممّن يهديه حتّى يدخله الجنّة
8 ، و عن الرّضا ع قال السّخيّ يأكل طعام النّاس ليأكلوا من طعامه و البخيل لا يأكل طعام النّاس لكيلا يأكلوا من طعامه
9 ، و عن عليّ ع أنّه قال لابنه الحسن ع في بعض ما سأله عنه يا بنيّ ما السّماحة قال البذل في اليسر و العسر
10 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه سئل أيّ الأخلاق أفضل قال الجود و الصّدق و قال عيسى ع لإبليس من أحبّ الخلق إليك قال مؤمن بخيل قال فمن أبغضهم إليك قال فاسق سخيّ أخاف أن يغفر له بسخائه
و قال النّبيّ ص السّخاء كمال المؤمن
11 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن رسول اللّه ص أنّه قال خير خصال المسلمين السّماحة و السّخاء
و عنه ص قال ما جبل وليّ اللّه إلّا على السّخاء و قيل لرسول اللّه ص أيّ الأخلاق أفضل قال الجود و الصّدق
، قال أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الصّادق ع إنّ للّه وجوها من خلقه خلقهم للقيام بحوائج عباده يرون الجود مجدا و الإفضال مغنما و اللّه كريم يحبّ مكارم الأخلاق
13 ، و قيل للحسن بن عليّ بن أبي طالب ع من الجواد فقال الّذي لو كان له الدّنيا بحذافيرها فأنفقها في الحقوق لرأى في نفسه أنّ عليه بعد ذلك حقوقا
14 ، و قال رسول اللّه ص السّخيّ قريب من اللّه قريب من الجنّة بعيد من النّار و البخيل بعيد من اللّه بعيد من الجنّة قريب من النّار
15 ، و قال ص السّخاء شجرة في الجنّة متدلّية إلى الدّنيا فمن تعلّق بغصن من أغصانها جذبته إلى الجنّة و البخل شجرة في النّار فمن تمسّك بغصن من أغصانها جذبته إلى النّار
16 ، و قال ص إنّ اللّه خلق الجنّة ثوابا لأوليائه فحفّها بالجود و الكرم و خلق النّار عقابا لأعدائه فحفّها باللّؤم و البخل
17 ، و قتل رجل من أصحاب رسول اللّه ص بين يديه في بعض غزواته فبكى أهله و قالوا في بكائهم وا شهيداه فقال رسول اللّه ص ما يدريكم أنّه شهيد و لعلّه كان يتكلّم بما لا يعنيه و يبخل بما لا ينقصه
18 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن الصّادق ع قال أربع خصال يسود بها المرء العفّة و الأدب و الجود و العقل
، و روي عن العالم ع أنّه قال السّخاء شجرة في الجنّة أغصانها في الدّنيا فمن تعلّق بغصن منها أدّته إلى الجنّة و البخل شجرة في النّار أغصانها في الدّنيا فمن تعلّق بغصن من أغصانها أدّته إلى النّار
20 ، قال رسول اللّه ص لعديّ بن حاتم إنّ اللّه دفع عن أبيك العذاب الشّديد لسخاء نفسه
و روي أنّ الشّابّ السّخيّ المقترف للذّنوب أحبّ إلى اللّه من الشّيخ العابد البخيل
21 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، و سئل رسول اللّه ص عن القلب السّليم فقال هذا قلب من لا يدخل الجنّة بكثرة الصّلاة و الصّيام و لكن يدخلها برحمة اللّه و سلامة الصّدر و سخاوة النّفس و الشّفقة على المسلمين
22 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال ابذل مالك في الحقوق فإنّ السّخاء بالحرّ أخلق
و قال ع بالسّخاء تزان الأفعال بالجود يسود الرّجال
و قال ع بالسّخاء تستر العيوب
و قال ع جود الرّجل يحبّبه إلى أضداده و بخله يبغّضه إلى أولاده
و قال ع لا فخر في المال إلّا مع الجود
و قال ع لا سيادة لمن لا سخاء له
و باقي أخبار الباب تقدّم في كتاب الزّكاة
باب 17 -استحباب الإنفاق و كراهة الإمساك
1 عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع عن رسول اللّه ص في حديث الإسراء و رأيت ملكين يناديان في السّماء أحدهما يقول اللّهمّ أعط كلّ منفق خلفا و الآخر يقول اللّهمّ أعط كلّ ممسك تلفا الخبر
2 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال ثلاثة من حقائق الإيمان الإنفاق من الإقتار الخبر
3 دعائم الإسلام، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع أنّه قال من أيقن بالخلف جاد بالعطيّة
4 كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن حميد بن شعيب السّبيعيّ عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول إنّ مناديا ينادي عن يمينه أي عن يمين العرش و مناديا ينادي عن شماله فيقول أحدهما اللّهمّ أعط منفقا خلفا و يقول الآخر اللّهمّ أعط ممسكا تلفا
5 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال لا حسد إلّا في اثنين رجل آتاه اللّه القرآن فهو يقوم به آناء اللّيل و آناء النّهار و رجل آتاه اللّه مالا فهو ينفقه في الحقّ آناء اللّيل و آناء النّهار
6 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال المال وبال على صاحبه إلّا ما قدّم منه
و قال ع أمسك من المال بقدر ضرورتك و قدّم الفضل ليوم فاقتك
باب 18 -تحريم البخل و الشّحّ بالواجبات
1 زيد النّرسيّ، في أصله عن أبي عبد اللّه ع قال ما رأيت شيئا هو أضرّ في دين المسلم من الشّحّ
و باقي أخبار الباب مضى في كتاب الزّكاة
باب 19 -استحباب الاقتصاد في النّفقة
1 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص التّودّد إلى النّاس نصف العقل و الرّفق نصف العيش و ما عال امرؤ في اقتصاد
2 ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص إذا أراد اللّه بأهل بيت خيرا فقّههم في الدّين و رزقهم الرّفق في معايشهم و القصد في شأنهم الخبر
و رواهما في الدّعائم، عنه ص مثله
3 كتاب حسين بن عثمان بن شريك، عمّن ذكره و غير واحد عن أبي عبد اللّه ع قال لا يصلح المرء إلّا على ثلاث خصال التّفقّه في الدّين و حسن التّقدير في المعيشة و الصّبر على النّائبة
4 دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص أنّه قال من اقتصد في معيشته رزقه اللّه و من بذّر حرمه اللّه
5 ، و عن عليّ ع أنّه قال الكمال كلّ الكمال الفقه في الدّين و الصّبر على النّائبة و التّقدير في المعيشة
الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع العقل أنّك تقصد فلا تسرف و تعد فلا تخلف
باب 20 -أنّه ليس فيما أصلح البدن إسراف
1 الحسن بن فضل الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، نقلا من كتاب اللّباس للعيّاشيّ عن أبي السّفاتج عن بعض أصحابه أنّه سأل أبا عبد اللّه ع فقال إنّا نكون في طريق مكّة فنريد الإحرام فلا يكون معنا نخالة نتدلّك بها من النّورة فنتدلّك بالدّقيق فيدخلني من ذلك ما اللّه به أعلم قال ع مخافة الإسراف قلت نعم قال ليس فيما أصلح البدن إسراف أنا ربّما أمرت بالنّقيّ فيلتّ بالزّيت فأتدلّك به إنّما الإسراف فيما أتلف المال و أضرّ بالبدن قلت فما الإقتار قال أكل الخبز و الملح و أنت تقدر على غيره قلت فما القصد قال الخبز و اللّحم و اللّبن و الزّيت و السّمن مرّة هذا و مرّة هذا
2 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال لا خير في السّرف و لا سرف في الخير
باب 21 -عدم جواز السّرف و التّقتير
1 محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن عليّ بن جذاعة قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول اتّق اللّه و لا تسرف و لا تقتر و كن بين ذلك قواما إنّ التّبذير من الإسراف و قال اللّه و لا تبذّر تبذيرا إنّ اللّه لا يعذّب على القصد
2 ، و عن ابن سنان عن أبي عبد اللّه ع في قوله و لا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك قال فضمّ يده و قال هكذا فقال لا تبسطها كلّ البسط و بسط راحته و قال هكذا
3 ، و عن جميل عن إسحاق بن عمّار عن عامر بن جذاعة قال دخل على أبي عبد اللّه ع رجل فقال يا أبا عبد اللّه قرضا إلى ميسرة فقال أبو عبد اللّه ع إلى غلّة تدرك فقال لا و اللّه فقال إلى تجارة تؤدّى فقال لا و اللّه فقال إلى عقدة تباع فقال لا و اللّه فقال فأنت إذن ممّن جعل اللّه له في أموالنا حقّا فدعا أبو عبد اللّه ع بكيس فيه دراهم فأدخل يده فناوله قبضة ثمّ قال اتّق اللّه و لا تسرف و لا تقتر و كن بين ذلك قواما إنّ التّبذير من الإسراف قال اللّه تعالى و لا تبذّر تبذيرا و قال إنّ اللّه لا يعذّب على القصد
4 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال لا منع و لا إسراف و لا بخل و لا إتلاف
5 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال التّبذير عنوان الفاقة
و قال ع إذا أراد اللّه بعبد خيرا ألهمه الاقتصاد و حسن التّدبير و جنّبه سوء التّدبير و الإسراف
و قال ع حلّوا أنفسكم بالعفاف و تجنّبوا التّبذير و الإسراف
و قال ع ذر السّرف فإنّ المسرف لا يحمد جوده و لا يرحم فقره
و قال ع سبب الفقر الإسراف
و قال ع من أشرف الشّرف الكفّ عن التّبذير و السّرف
و قال ع ويح المسرف ما أبعده عن صلاح نفسه و استدراك أمره
باب 22 -استحباب صيانة العرض بالمال
1 تفسير الإمام، ع قال رسول اللّه ص في كلام له ثمّ كلّ معروف بعد ذلك ما وقيتم به أعراضكم و صنتموها عن ألسنة كلاب النّاس كالشّعراء الوقّاعين في الأعراض تكفّونهم فهو محسوب لكم في الصّدقات
2 ابن أبي جمهور في درر اللآّلي، عن جابر بن عبد اللّه قال قال رسول اللّه ص كلّ معروف صدقة و كلّ ما أنفق المؤمن من نفقة على نفسه و عياله و أهله كتب له بها صدقة و ما وقى به الرّجل عرضه كتب له صدقة قلت ما معنى ما وقى به الرّجل عرضه قال ما أعطاه الشّاعر و ذا اللّسان المتّقى و ما أنفق الرّجل من نفقة فعلى اللّه خلفها ضمانا إلّا ما كان من نفقة في بنيان أو معصية اللّه
3 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال في خطبة الوسيلة إنّ أفضل الفعال صيانة العرض بالمال
4 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال حصّنوا الأعراض بالأموال
و قال ع خير أموالك ما وقى عرضك
و قال ع لم يذهب من مالك ما وقى عرضك
و قال ع من النّبل أن يبذل الرّجل ماله و يصون عرضه من اللّؤم أن يصون ماله و يبذل عرضه
و قال ع قوا أعراضكم ببذل أموالكم
و قال ع وفور الأموال بانتقاص الأعراض لؤم
و قال ع وقّر عرضك بعرضك تكرم
و قال ع وقّروا العرض بابتذال المال
باب 23 -حدّ الإسراف و التّقتير
1 العيّاشيّ في تفسيره، عن بشر بن مروان قال دخلنا على أبي عبد اللّه ع فدعا برطب فاقبل بعضهم يرمي بالنّواة قال و أمسك أبو عبد اللّه ع يده فقال لا تفعل إنّ هذا من التّبذير و إنّ اللّه لا يحبّ الفساد
2 ، و عن عجلان قال كنت عند أبي عبد اللّه ع فجاءه سائل فقام إلى مكتل فيه تمر فملأ يده ثمّ ناوله ثمّ جاءه آخر فسأله فقام و أخذ بيده فناوله ثمّ جاء آخر فسأله فقال رزقنا اللّه و إيّاك ثمّ قال إنّ رسول اللّه ص كان لا يسأله أحد من الدّنيا شيئا إلّا أعطاه قال فأرسلت إليه امرأة ابنا لها فقالت انطلق إليه فاسأله فإن قال ليس عندنا شيء فقل أعطني قميصك فأتاه الغلام فسأله فقال النّبيّ ص ليس عندنا شيء فقال فأعطني قميصك فأخذ قميصه فرمى به إليه فأدّبه اللّه على القصد فقال و لا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك و لا تبسطها كلّ البسط فتقعد ملوما محسورا
3 ، و عن محمّد بن يزيد عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص و لا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك و لا تبسطها كلّ البسط فتقعد ملوما محسورا قال الإحسار الإقتار
4 ، و عن عبد الرّحمن بن الحجّاج قال سألت أبا عبد اللّه ع عن قوله و لا تبذّر تبذيرا قال من أنفق شيئا في غير طاعة اللّه فهو مبذّر و من أنفق في سبيل الخير فهو مقتصد
5 ، و عن أبي بصير قال سألت أبا عبد اللّه ع عن قوله تعالى و لا تبذّر تبذيرا قال بذل الرّجل ماله ]و[ يقعد ليس له مال قال فيكون تبذير في حلال قال نعم
6 ، و عن أبان بن تغلب قال قال أبو عبد اللّه ع أ ترى اللّه أعطى من أعطى من كرامته عليه و منع من منع من هوان به عليه لا و لكنّ المال مال اللّه يضعه عند الرّجل ودائع و جوّز لهم أن يأكلوا قصدا و يشربوا قصدا و يلبسوا قصدا و ينكحوا قصدا و يركبوا قصدا و يعودوا بما سوى ذلك على فقراء المؤمنين و يلمّوا به شعثهم فمن فعل ذلك كان ما يأكل حلالا و يشرب حلالا و يركب حلالا و ينكح حلالا و من عدا ذلك كان عليه حراما ثمّ قال و لا تسرفوا إنّ اللّه لا يحبّ المسرفين أ ترى اللّه ائتمن رجلا على مال خوّلله أن يشتري فرسا بعشرة آلاف درهم و يجزئه فرس بعشرين درهما و يشتري جارية بألف ]دينار[ و تجزئه جارية بعشرين دينارا و قال و لا تسرفوا إنّه لا يحبّ المسرفين
7 كتاب حسين بن عثمان بن شريك، عن رجل عن أبي عبد اللّه ع قال ربّ فقير هو أسرف من غنيّ إنّ الغنيّ ينفق ممّا آتاه اللّه و الفقير ينفق ممّا ليس عنده
8 الصّدوق في الخصال، عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار عن أبيه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن خالد عن إبراهيم بن محمّد الأشعريّ عن أبي إسحاق رفعه إلى عليّ بن الحسين ع قال قال رسول اللّه ص للمسرف ثلاث علامات يأكل ما ليس له و يلبس ما ليس له و يشتري ما ليس له
و رواه أيضا فيه، عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن القاسم بن محمّد الأصبهانيّ عن سليمان بن داود عن حمّاد بن عيسى عن أبي عبد اللّه ع قال قال لقمان لابنه يا بنيّ للمسرف و ذكر مثله
9 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال في قول اللّه عزّ و جلّ و لا تبذّر تبذيرا قال ليس في طاعة اللّه تبذير
10 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال الإسراف مذموم في كلّ شيء إلّا في أفعال البرّ
و قال ع ألا إنّ إعطاء هذا المال في غير حقّه تبذير و إسراف
و قال ع أفقر النّاس من قتّر على نفسه مع الغنى و السّعة و خلّفه لغيره
و قال ع في كلّ شيء يذمّ السّرف إلّا في صنائع المعروف و المبالغة في الطّاعة
و قال ع كلّ ما زاد على الاقتصاد إسراف
و قال ع ما فوق الكفاف إسراف
باب 24 -استحباب الصّبر لمن رأى الفاكهة و نحوها في السّوق و شقّ عليه شراؤها
1 أحمد بن محمّد بن فهد في كتاب التّحصين، نقلا من كتاب المنبئ عن زهد النّبيّ ص للشّيخ جعفر بن أحمد القمّيّ بإسناده إلى النّبيّ ص أنّه قال في جملة كلام له في صفات إخوانه الّذين يأتون من بعده يا أبا ذرّ لو أنّ أحدا منهم اشتهى شهوة من شهوات الدّنيا فيصبر و لا يطلبها كان له من الأجر بذكر أهله ثمّ يغتمّ و يتنفّس كتب اللّه له بكلّ نفس ألفي ألف حسنة و محا عنه ألفي ألف سيّئة و رفع له ألفي ألف درجة الخبر
باب 25 -عدم جواز جمع المال و ترك الإنفاق منه
1 تفسير الإمام، ع قيل لأمير المؤمنين ع فمن أعظم النّاس حسرة قال من رأى ماله في ميزان غيره فأدخله اللّه به النّار و أدخل وارثه به الجنّة قيل فكيف يكون هذا قال كما حدّثني بعض إخواننا عن رجل دخل إليه و هو يسوق قال له يا فلان ما تقول في مائة ألف في هذا الصّندوق قال ما أدّيت منها زكاة قطّ و لا وصلت منها رحما قطّ قال قلت فعلى ما جمعتها قال لحقوق السّلطان و مكاثرة العشيرة و لخوف الفقر على العيال و لروعة الزّمان قال ثمّ لم يخرج من عنده حتّى فاضت نفسه ثمّ قال عليّ ع الحمد للّه الّذي أخرجه منها ملوما مليّا بباطل جمعها و من حقّ منعها فأوعاها و شدّها فأوكاها فقطع فيها المفاوز و القفار و لجج البحار أيّها الواقف لا تخدع كما خدع صويحبك بالأمس إنّ من أشدّ النّاس حسرة يوم القيامة من رأى ماله في ميزان غيره أدخل اللّه هذا به الجنّة و أدخل هذا به النّار
2 أحمد بن محمّد بن فهد في عدّة الدّاعي، عن النّبيّ ص أنّه قال احذروا المال فإنّه كان فيما مضى رجل قد جمع مالا و ولدا و أقبل على نفسه و جمع لهم فأوعى فأتاه ملك الموت فقرع بابه و هو في زيّ مسكين فخرج إليه الحجّاب فقال لهم ادعوا لي سيّدكم قالوا أ و يخرج سيّدنا إلى مثلك و دفعوه حتّى نحّوه عن الباب ثمّ عاد إليهم في مثل تلك الهيئة و قال ادعوا لي سيّدكم و أخبروه أنّي ملك الموت فلمّا سمع سيّدهم هذا الكلام قعد خائفا فرقا و قال لأصحابه ليّنوا له في المقال و قولوا له لعلّك تطلب غير سيّدنا بارك اللّه فيك قال لهم لا و دخل عليه و قال له قم فأوص ما كنت موصيا فإنّي قابض روحك قبل أن أخرج فصاح أهله و بكوا فقال افتحوا الصّناديق و اكتبوا ما فيها من الذّهب و الفضّة ثمّ أقبل على المال يسبّه و يقول لعنك اللّه من مال أنت أنسيتني ذكر ربّي و أغفلتني عن أمر آخرتي حتّى بغتني من أمر اللّه ما قد بغتني فأنطق اللّه المال فقال له لم تسبّني و أنت ألأم منّي أ لم تكن في أعين النّاس حقيرا فرفعوك لما رأوا عليك من أثري أ لم تحضر أبواب الملوك و السّادة و يحضرها الصّالحون فتدخل قبلهم و يؤخّرون أ لم تخطب بنات الملوك و السّادة و يخطبهنّ الصّالحون فتنكح و يردّون فلو كنت تنفقني في سبيل الخيرات لم أمتنع عليك و لو كنت تنفقني في سبيل اللّه لم أنقص عليك فلم تسبّني و أنت ألأم منّي و إنّما خلقت أنا و أنت من تراب فأنطلق ترابا و انطلق ]أنت[ بإثمي هكذا يقول المال لصاحبه
3 عوالي اللآّلي، عن أبي أيّوب الأنصاريّ عن رسول اللّه ص قال أيّما رجل له مال لم يعط حقّ اللّه منه إلّا جعله اللّه على صاحبه يوم القيامة شجاعا له زبيبتان ينهشه حتّى يقضي بين النّاس فيقول ما لي و ما لك فيقول أنا كنزك الّذي جمعت لهذا اليوم قال فيضع يده فيه فيقضمها
4 العيّاشيّ في تفسيره، عن عثمان بن عيسى عمّن حدّثه عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه كذلك يريهم اللّه أعمالهم حسرات عليهم قال هو الرّجل يدع المال لا ينفقه في طاعة اللّه بخلا ثمّ يموت فيدعه لمن يعمل به في طاعة اللّه أو في معصيته فإن عمل به في طاعة اللّه رآه في ميزان غيره فزاد حسرة و قد كان المال له أو من عمل به في معصية اللّه قوّاه بذلك المال حتّى عمل به في معاصي اللّه
5 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول ما من عبد ضيّع حقّا إلّا أعطى في باطل مثله إلى أن قال و ما من عبد يبخل بنفقة ينفقها فيما يرضي اللّه إلّا ابتلي أن ينفق أضعافا فيما يسخط اللّه
6 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال لم يرزق المال من لم ينفقه
باب 26 -نوادر ما يتعلّق بأبواب النّفقات
1 البحار، من كتاب العلل لمحمّد بن عليّ بن إبراهيم العلّة في جوع النّبيّ ص أنّه هو أب المؤمنين لقول اللّه عزّ و جلّ النّبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم و أزواجه أمّهاتهم و هو أب لهم فما كان أب المؤمنين علم ]أنّ[ في الدّنيا مؤمنين جائعين و لا يحلّ للأب أن يشبع و يجوع ولده فجوّع رسول اللّه ص نفسه لأنّه علم ]أنّ[ في أولاده جائعين
2 حسين بن عثمان بن شريك في كتابه، عن أبي عبد اللّه ع قال ما الصّعلوك عندكم قال قيل الّذي ليس له شيء فقال أبو عبد اللّه ع لا و لكنّه الغنيّ الّذي لا يتقرّب إلى اللّه بشيء من ماله
3 ، و عن الحسين بن مختار عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه عزّ و جلّ يبغض الغنيّ الظّلوم و الشّيخ الفاجر و الصّعلوك المختال قال ثمّ قال أ تدري ما الصّعلوك المختال قال قلت القليل المال قال لا و لكنّه الغنىّ الّذي لا يتقرّب إلى اللّه بشيء من ماله
4 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد قال أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن عليّ بن أبي طالب ع قال أتى النّبيّ ص رجل فقال يا رسول اللّه إنّ نفسي لا تشبع و لا تقنع فقال له قل اللّهمّ رضّني بقضائك و صبّرني على بلائك و بارك لي في أقدارك حتّى لا أحبّ تعجيل شيء أخّرته و لا أحبّ تأخير شيء عجّلته
5 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال تعلّموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم
6 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال إعطاء هذا المال في حقوق اللّه داخل في باب الجود
صورة خطّ المؤلّف متّع اللّه المسلمين ببقائه إن شاء اللّه تعالى. تمّ كتاب النّكاح من كتاب مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل بقلم مؤلّفه العبد المذنب المسيء حسين بن محمّد تقيّ النّوريّ الطّبرسيّ. حشرهما اللّه تعالى مع مواليه في عصر يوم الخميس العاشر من ربيع المولود من سنة 1311- في النّاحية المقدّسة سرّ من رأى حامدا مصلّيا مستغفرا. و يتلوه كتاب الطّلاق إن شاء اللّه تعالى