باب 1 -أقسام الخمر المحرّمة
1 دعائم الإسلام، عن عليّ بن الحسين ع أنّه قال الخمر من خمسة أشياء من التّمر و الزّبيب و الحنطة و الشّعير و العسل يعني بعد العنب
2 فقه الرّضا، ع الخمر حرام بعينها و المسكر من كلّ شراب فما أسكر كثيره فقليله حرام و لها خمسة أسام فالعصير من الكرم و هي الخمرة الملعونة و النّقيع من الزّبيب و البتع من العسل و المزر من الشّعير و غيره و النّبيذ من التّمر
3 الصّدوق في المقنع، إنّ اللّه تبارك و تعالى حرّم الخمر بعينها إلى أن قال و لها خمسة أسام و ساق مثله إلّا أنّ فيه و المزر و هو من الحنطة
4 الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن رسول اللّه ص قال إنّ من التّمر لخمرا و إنّ من العنب لخمرا و إنّ من الزّبيب لخمرا و إنّ من العسل لخمرا و إنّ من الحنطة لخمرا و إنّ من الشّعير لخمرا
باب 2 -تحريم العصير العنبيّ و التّمريّ و غيرهما إذا غلى و لم يذهب ثلثاه و إباحته بعد ذهابهما
1 زيد النّرسيّ في أصله، قال سئل أبو عبد اللّه ع عن الزّبيب يدقّ و يلقى في القدر ثمّ يصبّ عليه الماء و يوقد تحته فقال لا تأكله حتّى يذهب الثّلثان و يبقى الثّلث فإنّ النّار قد أصابته قلت فالزّبيب كما هو ]يلقى[ في القدر و يصبّ عليه الماء ثمّ يطبخ و يصفّى عنه الماء فقال كذلك هو سواء إذا أدّت الحلاوة إلى الماء فصار حلوا بمنزلة العصير ثمّ نشّ من غير أن تصيبه النّار فقد حرم و كذلك إذا أصابته النّار فأغلاه فقد فسد
قلت هكذا متن الخبر في نسختين من الأصل و كذا نقله المجلسيّ فيما عندنا من نسخ البحار و نقله في المستند عنه و لكن في كتاب الطّهارة للشّيخ الأعظم تبعا للجواهر ساقا متنه هكذا عن الصّادق ع في الزّبيب يدقّ و يلقى في القدر و يصبّ عليه الماء فقال حرام حتّى يذهب الثّلثان و في الثّاني حرام إلّا أن يذهب ثلثاه قلت الزّبيب كما هو يلقى في القدر قال هو كذلك سواء إذا أدّت الحلاوة إلى الماء فقد فسد كلّما غلى بنفسه أو بالماء أو بالنّار فقد حرم حتّى يذهب ثلثاه و في الثّاني إلّا أن يذهب ثلثاه بل فيه نسبة الخبر إلى زيد الزّرّاد و زيد النّرسيّ في مقام الاستدلال و ردّه و لا يخفى ما في المتن الّذي ساقاه من التّحريف و التّصحيف و الزّيادة و كذا نسبته إلى الزّرّاد فلاحظ
2 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال الحلال من النّبيذ أن تنبذه و تشربه من يومه و من الغد فإذا تغيّر فلا تشربه و نحن نشربه حلوا قبل أن يغلي
3 ، و قد روّينا عن عليّ ع أنّه كان يروّق الطّلاء و هو ما طبخ من عصير العنب حتّى يصير له قوام
4 نصر بن مزاحم في كتاب صفّين، قال كتب أمير المؤمنين ع إلى الأسود بن قطنة و اطبخ للمسلمين من الطّلاء ما يذهب ثلثاه
5 فقه الرّضا، ع اعلم أنّ أصل الخمر من الكرم إذا أصابته النّار أو غلى من غير أن تصيبه النّار فهو خمر و لا يحلّ شربه إلّا أن يذهب ثلثاه على النّار و يبقى ثلثه فإن نشّ من غير أن تصيبه النّار فدعه حتّى يصير خلّا من ذاته من غير أن يلقى فيه شيء
6 كتاب عاصم بن حميد الحنّاط، عن أبي بصير قال سألت أبا جعفر ع عن نبيذ السّقاية فقال يا أبا محمّد كانوا يومئذ أشدّ جهدا من أن يكون لهم زبيب ينبذونه إنّما السّقاية زمزم
قلت الأولى تبديل التّمريّ بالزّبيبيّ في العنوان و إسقاط غيرهما منه لعدم ما يدلّ عليه في التّمريّ و غيره و صراحة خبر زيد على إلحاق الزّبيبيّ بالعنبيّ و قد أثبتنا اعتبار أصله في الفائدة الثّانية من الخاتمة بما لا مزيد عليه
باب 3 -حكم ماء الزّبيب و غيره و كيفيّة طبخه
1 الرّسالة الذّهبيّة، للرّضا ع صفة الشّراب الّذي يحلّ شربه و استعماله بعد الطّعام قال ع و صفته هو أن يؤخذ من الزّبيب المنقّى عشرة أرطال فيغسل و ينقع في ماء صاف في غمرة و زيادة عليه أربعة أصابع و يترك في إنائه ذلك ثلاثة أيّام في الشّتاء و في الصّيف يوما و ليلة ثمّ يجعل في قدر نظيفة و ليكن الماء ماء السّماء إن قدر عليه و إلّا فمن الماء العذب الّذي ينبوعه من ناحية المشرق ماء برّاقا أبيض خفيفا و هو القابل لما يعترضه على سرعة من السّخونة و البرودة و تلك دلالة على خفّة الماء و يطبخ حتّى ينشف الزّبيب و ينضج ثمّ يعصر و يصفّى ماؤه و يبرّد ثمّ يردّ إلى القدر ثانيا و يؤخذ مقداره بعود و يغلى بنار ليّنة غليانا ليّنا رقيقا حتّى يذهب ثلثاه و يبقى ثلثه ثمّ يؤخذ من عسل النّحل المصفّى رطل فيلقى عليه و يؤخذ مقداره و مقدار الماء إلى أين كان من القدر و يغلى حتّى يذهب قدر العسل و يعود إلى حدّه و يؤخذ خرقة صفيقة فيجعل فيها زنجبيل وزن درهم و من القرنفل نصف درهم و من الدّارصينيّ نصف درهم و من الزّعفران درهم و من سنبل الطّيب نصف درهم و من الهندباء مثله و من المصطكى نصف درهم بعد أن يسحق الجميع كلّ واحد على حدة و ينخل و يجعل في الخرقة و يشدّ بخيط شدّا جيّدا و تلقى فيه و تمرس الخرقة في الشّراب بحيث تنزل قوى العقاقير الّتي فيها و لا يزال يعاهد بالتّحريك على نار ليّنة برفق حتّى يذهب عنه مقدار العسل و يرفع القدر و يبرّد و يؤخّر مدّة ثلاثة أشهر حتّى يتداخل مزاجه بعضه ببعض و حينئذ يستعمل و مقدار ما يشرب منه أوقيّة إلى أوقيّتين من الماء القراح فإذا أكلت مقدار ما وصفت لك من الطّعام فاشرب من هذا الشّراب مقدار ثلاثة أقداح بعد طعامك فإذا فعلت ذلك فقد أمنت بإذن اللّه تعالى يومك و ليلتك من الأوجاع الباردة المزمنة كالنّقرس و الرّياح و غير ذلك من أوجاع العصب و الدّماغ و المعدة و بعض أوجاع الكبد و الطّحال و المعاء و الأحشاء فإن حدثت بعد ذلك شهوة الماء فليشرب منه مقدار النّصف ممّا كان يشرب قبله
باب 4 -تحريم العصير إذا أخذ مطبوخا ممّن يستحلّه قبل ذهاب ثلثيه أو يستحلّ المسكر و عدم قبول قوله لو أخبر بذهاب الثّلثين و إباحته إذا أخذ ممّن لا يستحلّه قبل ذلك و أخبر بذهاب الثّلثين
1 الشّيخ الطّوسيّ في التّهذيب، بإسناده عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن إسماعيل عن يونس بن يعقوب عن معاوية بن عمّار قال سألت أبا عبد اللّه ع عن الرّجل من أهل المعرفة بالحقّ يأتيني بالبختج و يقول قد طبخ على الثّلث و أنا أعرفه أنّه يشربه على النّصف فقال خمر لا تشربه قلت فرجل من غير أهل المعرفة ممّن لا نعرفه يشربه على الثّلث و لا يستحلّه على النّصف يخبرنا أنّ عنده بختجا على الثّلث قد ذهب ثلثاه و بقي ثلثه نشرب منه قال نعم
قلت إنّما ذكرنا هذا الخبر مع أنّ الشّيخ نقله في الأصل عن الكافي بهذا السّند ثمّ قال و رواه الشّيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد لما بين المتنين من الاختلاف من النّقيصة و زيادة كلمة خمر الّتي فيها فوائد كثيرة و هذا من المواضع الّتي يجب التّنبيه على الاختلاف و قد تقدّمه على هذا الاشتباه صاحب الوافي و في تركه من المفاسد ما لا يخفى
باب 5 -تحريم شرب الخمر
1 أبو محمّد جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب المسلسلات، أشهد باللّه و أشهد للّه لقد أملاه علينا أبو عبد اللّه محمّد بن وهبان الدّبيليّ قال أشهد باللّه و أشهد للّه لقد أملاه علينا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الصّفوانيّ فقال أشهد باللّه و أشهد للّه لقد أملاه علينا أبو الحسن القاسم بن العلاء الهمدانيّ فقال أشهد باللّه و أشهد للّه لقد حدّثني أبو محمّد الحسن بن عليّ ع فقال أشهد باللّه و أشهد للّه لقد حدّثني أبي عليّ بن محمّد ع فقال أشهد باللّه و أشهد للّه لقد حدّثني أبي محمّد بن عليّ ع فقال أشهد باللّه و أشهد للّه لقد حدّثني أبي عليّ بن موسى ع فقال أشهد باللّه و أشهد للّه لقد حدّثني أبي موسى بن جعفر ع فقال أشهد باللّه و أشهد للّه لقد حدّثني أبي جعفر بن محمّد ع فقال أشهد باللّه و أشهد للّه لقد حدّثني أبي محمّد بن عليّ ع فقال أشهد باللّه و أشهد للّه لقد حدّثني أبي عليّ بن الحسين ع فقال أشهد باللّه و أشهد للّه لقد حدّثني أبي الحسين بن عليّ ع قال أشهد باللّه و أشهد للّه لقد حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب ص فقال أشهد باللّه و أشهد للّه لقد حدّثني رسول اللّه ص فقال أشهد باللّه و أشهد للّه لقد حدّثني جبرئيل فقال أشهد باللّه و أشهد للّه لقد حدّثني ميكائيل فقال أشهد باللّه و أشهد للّه لقد سمعت الجليل يقول شارب الخمر كعابد الوثن
2 زيد النّرسيّ في أصله، قال حدّثني أبو بصير عن أبي جعفر ع قال ما زالت الخمر في علم اللّه و عند اللّه حراما و أنّه لا يبعث اللّه نبيّا و لا يرسل رسولا إلّا و يجعل في شريعته تحريم الخمر و ما حرّم اللّه حراما فأحلّه من بعد إلّا للمضطرّ و لا أحلّ اللّه حلالا قطّ ثمّ حرّمه
3 الصّفّار في بصائر الدّرجات، عن العبّاس بن معروف عن سعدان بن مسلم عن عبد اللّه بن سنان قال سألته عن النّصف من شعبان فقال ما عندي فيه شيء و لكن إذا كان ليلة تسع عشرة من شهر رمضان قسم فيها الأرزاق و كتب فيها الآجال و خرج فيها صكاك الحاجّ و اطّلع اللّه إلى عباده فغفر اللّه لهم إلّا شارب الخمر الخبر
4 دعائم الإسلام، روّينا عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه أنّ رسول اللّه ص قال الخمر حرام الخبر
5 ، و عن أبي جعفر ع قال مدمن الخمر يلقى اللّه حين يلقاه كعابد الوثن و من شرب منها شربة لم يقبل اللّه منه صلاة أربعين ليلة
6 ، و عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال حرّمت الجنّة على مدمن الخمر و عابد وثن و عدوّ آل محمّد ع و من شرب الخمر فمات بعد ما شربها بأربعين يوما لقي اللّه كعابد وثن
7 ، و عن الحسن بن عليّ ع أنّه كتب إلى معاوية كتابا يقرّعه فيه و يبكّته بأمور كان فيه ثمّ ولّيت ابنك و هو غلام يشرب الشّراب و يلهو بالكلاب فخنت أمانتك و أخربت رعيّتك و لم تؤدّ نصيحة ربّك فكيف تولّي على أمّة محمّد ص من يشرب المسكر و شارب الخمر المسكر من المنافقين الفاسقين و شارب المسكر من الأشرار و ليس شارب المسكر بأمين على درهم فكيف على الأمّة فعن قليل ترد على عملك حين تطوى صحائف الاستغفار و ذكر باقي الكلام
8 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، أهدى تميم الدّاريّ راوية من خمر إلى النّبيّ ص فقال ص هي حرام الخبر
9 ، و قال ص إنّ شارب الخمر يموت عطشان و يدخل القبر عطشان و يبعث و هو عطشان و ينادي ألف سنة وا عطشاه فيؤتى بماء كالمهل يشوي الوجوه فينضج وجهه و يتناثر أسنانه و عيناه في ذلك الماء فإذا شرب صهر ما في بطنه ثمّ قال إنّ شرب الخمر يعلو الخطايا كما أنّ شجرته في البستان تعلو الأشجار
و قال ص إيّاكم و الخمر فإنّها مفتاح كلّ شرّ
10 فقه الرّضا، ع و اعلم أنّ شارب الخمر كعبدة الأوثان و كناكح أمّه في حرم اللّه و هو يحشر يوم القيامة مع اليهود و النّصارى و المجوس و الّذين أشركوا أولئك حزب الشّيطان ألا إنّ حزب الشّيطان هم الخاسرون و اعلم أنّ من شرب من الخمر قدحا واحدا لا يقبل اللّه صلاته أربعين يوما و إن كان مؤمنا فليس له في الإيمان حظّ و لا في الإسلام له نصيب لا يقبل منه الصّرف و لا العدل و هو أقرب إلى الشّرك من الإيمان خصماء اللّه و أعداؤه في أرضه شرّاب الخمر و الزّناة فإن مات في أربعين يوما لا ينظر اللّه إليه يوم القيامة و لا يكلّمه و لا يزكّيه و له عذاب أليم و لا يقبل توبته في أربعين و هو في النّار لا شكّ فيه إلى أن قال و إنّ اللّه تعالى حرّم الخمر لما فيها من الفساد و بطلان العقول في الحقائق و ذهاب الحياء من الوجه و إنّ الرّجل إذا سكر فربّما وقع على أمّه أو قتل النّفس الّتي حرّم اللّه و يفسد أمواله و يذهب بالدّين و يسيء المعاشرة و يوقع العربدة و هو يورث مع ذلك الدّاء الدّفين فمن شرب الخمر في دار الدّنيا سقاه اللّه من طينة خبال و هو صديد أهل النّار
و قال ع و الخمر تورث انفساد القلب و يسوّد الأسنان و يبخر الفم و يبعّد من اللّه و يقرّب من سخطه و هو من شراب إبليس
11 جامع الأخبار، عن رسول اللّه ص قال و الّذي بعثني بالحقّ نبيّا إنّ شارب الخمر يجيء يوم القيامة مسودّا وجهه أزرق عيناه قالصا شفتاه و يسيل لعابه على قدميه يقذر من رآه
و قال ص و الّذي بعثني بالحقّ نبيّا إنّ شارب الخمر يموت عطشان و في القبر عطشان و يبعث يوم القيامة و هو عطشان و ينادي وا عطشا ألف سنة فيؤتى بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشّراب فينضج وجهه و يتناثر أسنانه و عيناه في ذلك الإناء فليس له بدّ من أن يشرب يصهر ما في بطنه
12 ، و قال ص لأهل الشّام و اللّه الّذي بعثني بالحقّ من كان في قلبه آية من القرآن ثمّ صبّ عليه الخمر يأتي كلّ حرف يوم القيامة فيخاصمه بين يدي اللّه عزّ و جلّ و من كان له القرآن خصما كان اللّه له خصما و من كان اللّه له خصما كان في النّار
13 ، و عن عليّ بن عندليب بن موسى عن إسماعيل بن سليمان عن أنس بن مالك قال قال رسول اللّه ص إنّ في جهنّم لواديا يستغيث منه أهل النّار كلّ يوم سبعين ألف مرّة و في ذلك الوادي بيت من النّار و في ذلك البيت جبّ من النّار و في ذلك الجبّ تابوت من النّار و في ذلك التّابوت حيّة لها ألف رأس في كلّ رأس ألف فم في كلّ فم عشرة آلاف ناب و كلّ ناب ألف ذراع قال أنس قلت يا رسول اللّه لمن يكون هذا العذاب قال لشارب الخمر من حملة القرآن
و قال ص شارب الخمر كعابد الوثن
14 ، و قال ص حلف ربّي بعزّته و جلاله لا يشرب عبد من عبادي جرعة من خمر إلّا سقيته مثلها من الصّديد مغفورا كان أو معذّبا و لا يتركها عبد من مخافتي إلّا سقيته مثلها من حياض القدس
15 ، و عنه ص أنّه قال العبد إذا شرب شربة من الخمر ابتلاه اللّه بخمسة أشياء الأوّل قساوة قلبه و الثّاني تبرّأ منه جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و جميع الملائكة و الثّالث تبرّأ منه جميع الأنبياء و الأئمّة ع و الرّابع تبرّأ منه الجبّار جلّ جلاله و الخامس قوله عزّ و جلّ و أمّا الّذين فسقوا فمأواهم النّار كلّما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها و قيل لهم ذوقوا عذاب النّار الّذي كنتم به تكذّبون
16 ، و عنه ص إذا كان يوم القيامة يخرج من جهنّم جنس من عقرب رأسه في السّماء السّابعة و ذنبه إلى تحت الثّرى و فمه من المشرق إلى المغرب فقال أين من حارب اللّه و رسوله ثمّ هبط جبرئيل فقال يا عقرب من تريد قال عقرب أريد خمسة تارك الصّلاة و مانع الزّكاة و آكل الرّبا و شارب الخمر و قوما يحدّثون في المساجد حديث الدّنيا
17 ، و قال ص من شرب الخمر في الدّنيا سقاه اللّه تعالى يوم القيامة من سمّ الأساود و من سمّ العقارب شربة يتساقط لحم وجهه في الإناء قبل أن يشربها فإذا شربها تفسّخ لحمه و جلده كالجيفة يتأذّى به أهل الجمع ثمّ يؤمر به إلى النّار إلى أن قال و كان حقّا على اللّه أن يسقيه بكلّ جرعة في الدّنيا شربة من صديد جهنّم إلى أن قال قال رسول اللّه ص مثل شارب الخمر كمثل الكبريت فاحذروه لا ينتّنكم كما ينتّن الكبريت فإنّ شارب الخمر يصبح و يمسي في سخط اللّه و ما من أحد يبيت سكرانا ]سكران[ إلّا كان للشّيطان عروسا إلى الصّباح فإذا أصبح وجب عليه أن يغتسل كما يغتسل للجنابة فإن لم يغتسل لم يقبل منه صرف و لا عدل و لا يمشي على ظهر الأرض أبغض إلى اللّه من شارب الخمر
18 ، و عنه ص أنّه قال من شرب الخمر مساء أصبح مشركا و من شرب صباحا أمسى مشركا
و قال ص شارب الخمر يعذّبه اللّه تعالى بستّين و ثلاثمائة نوع من العذاب
، و عن أصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين ع الفتنة ثلاثة حبّ النّساء و هو سيف الشّيطان و حبّ الخمر و هو رمح الشّيطان إلى أن قال و من أحبّ شربة الخمر حرمت عليه الجنّة الخبر
20 ، و عن النّبيّ ص قال شارب الخمر مكذّب بكتاب اللّه إذ مصدّق كتاب اللّه حرّم حرامه
21 العيّاشيّ في تفسيره، عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول بينما حمزة بن عبد المطّلب و أصحاب له على شراب لهم يقال له السّكركة قال فتذاكروا الشّريف فقال لهم حمزة كيف لنا به فقالوا هذه ناقة ابن أخيك عليّ ع فخرج إليها فنحرها ثمّ أخذ كبدها و سنامها فأدخله عليهم قال و أقبل عليّ ع فأبصر ناقته فدخله من ذلك فقيل له عمّك حمزة صنع هذا قال فذهب إلى النّبيّ ص فشكا ذلك إليه قال فأقبل معه رسول اللّه ص فقيل لحمزة هذا رسول اللّه ص بالباب فخرج حمزة و هو مغضب فلمّا رأى رسول اللّه ص الغضب في وجهه انصرف قال فقال له حمزة لو أراد ابن أبي طالب أن يقودك بزمام فعل فدخل حمزة منزله و انصرف النّبيّ ص قال و كان قبل أحد قال فأنزل اللّه تحريم الخمر فأمر رسول اللّه ص بآنيتهم فأكفيت الخبر
22 ، و عن عليّ بن يقطين قال سأل المهديّ أبا الحسن ع عن الخمر هل هي محرّمة في كتاب اللّه فإنّ النّاس يعرفون النّهي و لا يعرفون التّحريم فقال أبو الحسن ع بل هي محرّمة قال في أيّ موضع هي محرّمة بكتاب اللّه يا أبا الحسن قال قول اللّه تبارك و تعالى قل إنّما حرّم ربّي الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و الإثم و البغي بغير الحقّ إلى أن قال و أمّا الإثم فإنّها الخمر بعينها و قد قال اللّه في موضع آخر يسئلونك عن الخمر و الميسر قل فيهما إثم كبير و منافع للنّاس فأمّا الإثم في كتاب اللّه فهي الخمر و الميسر فهي النّرد و الشّطرنج و إثمهما كبير كما قال اللّه الخبر
23 الطّبرسيّ في الإحتجاج، عن أبي يعقوب قال لقيت أنا و معلّى بن خنيس الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب ع فقال يا يهوديّ فأخبرنا بما قال جعفر بن محمّد ع فقال هو و اللّه أولى باليهوديّة منكما إنّ اليهوديّ من شرب الخمر
24 الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، عن أبي أمامة عن رسول اللّه ص أنّه قال في حديث قال اللّه تعالى و عزّتي ما من أحد يشرب شربة من الخمر إلّا أسقيه مثلها من الصّديد يوم القيامة مغفورا كان أو معذّبا و ما من أحد يتركه إلّا أسقيه من حوض القدس
باب 6 -أنّه لا يجوز سقي الخمر صبيّا و لا مملوكا و لا كافرا و كذا كلّ محرّم و كراهة سقي الدّوابّ الخمر و كلّ محرّم و إطعامها إيّاه
1 دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص أنّه نهى أن يعالج بالخمر و المسكر و أن تسقى الأطفال و البهائم
و قال ص الإثم على من سقاها
2 فقه الرّضا، ع و روي أنّ من سقى صبيّا جرعة من مسكر سقاه اللّه من طينة الخبال حتّى يأتي بعذر ممّا أتى و لن يأتي أبدا يفعل به ذلك مغفورا له أو معذّبا
3 جامع الأخبار، عن رسول اللّه ص أنّه قال في حديث في الخمر ألا و من سقاها غيره يهوديّا أو نصرانيّا أو امرأة أو صبيّا أو من كان من النّاس فعليه كوزر من شربها
4 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه قال كلّ مسكر خمر و كلّ خمر حرام إلى أن قال و من سقاه صغيرا لا يعرف حلاله من حرامه كان حقّا على اللّه أن يسقيه من طينة الخبال
5 الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره عن أبي أمامة عن رسول اللّه ص أنّه قال في حديث إنّ اللّه تعالى قال و عزّتي ما من أحد يسقي صبيّا أو ضعيفا شربة من الخمر إلّا أسقيه مثلها من الصّديد يوم القيامة معذّبا كان أو مغفورا الخبر
باب 7 -كراهة تزويج شارب الخمر و قبول شفاعته و تصديق حديثه و ائتمانه على أمانة و عيادته و حضور جنازته و مجالسته
1 فقه الرّضا، ع و إيّاك أن تزوّج شارب الخمر فإن زوّجته فكأنّما قدت إلى الزّنى و لا تصدّقه إذا حدّثك و لا تقبل شفاعته و لا تأمنه على شيء من مالك فإن ائتمنته فليس لك على اللّه ضمان و لا تؤاكله و لا تصاحبه و لا تضحك في وجهه و لا تصافحه و لا تعانقه فإن مرض فلا تعده فإن مات فلا تشيّع جنازته إلى أن قال و لا تجالس شارب الخمر و لا تسلّم عليه إذا جزت به فإن سلّم عليك فلا تردّ السّلام بالمساء و الصّباح و لا تجتمع معه في مجلس فإنّ اللّعنة إذا نزلت عمّت من في المجلس
2 زيد النّرسيّ في أصله، قال سمعت أبا الحسن موسى ع يقول قال أبي جعفر ع يا بنيّ إنّ من ائتمن شارب خمر على أمانة فلم يؤدّها لم يكن له على اللّه ضمان و لا أجر و لا خلف ثمّ إن ذهب ليدعو اللّه عليه لم يستجب اللّه دعاءه
3 جامع الأخبار، قال النّبيّ ص لا تجالسوا مع شارب الخمر و لا تعودوا مرضاهم و لا تشيّعوا جنازتهم و لا تصلّوا على أمواتهم فإنّهم كلاب أهل النّار كما قال اللّه عزّ و جلّ اخسؤا فيها و لا تكلّمون
4 ، و عنه ص قال ألا من أطعم شارب الخمر لقمة من الطّعام أو شربة من الماء سلّط اللّه تعالى في قبره حيّات و عقارب طول أسنانها مائة و عشرة ذراع و أطعمه اللّه من صديد جهنّم يوم القيامة و من قضى حاجته فكأنّما قتل ألف مؤمن أو هدم الكعبة ألف مرّة
5 ، و قال ص مجاورة اليهود و النّصارى خير من مجاورة شارب الخمر و لا تصادقوا شارب الخمر فإنّ مصادقته ندامة
6 ، و عن عائشة عن النّبيّ ص أنّه قال من أطعم شارب الخمر لقمة سلّط اللّه على جسده حيّة و عقربا و من قضى حاجته فقد أعان على هدم الإسلام و من أقرضه فقد أعان على قتل مؤمن و من جالسه حشره اللّه يوم القيامة أعمى لا حجّة له و من شرب الخمر فلا تزوّجوه و إن مرض فلا تعودوه الخبر
7 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، قال قال جعفر الصّادق ع ليس شارب الخمر أهلا أن يزوّج و لا أن يؤتمن على أمانة لقوله تعالى و لا تؤتوا السّفهاء أموالكم
، و قال أمير المؤمنين ع مصادقة اليهود و النّصارى خير من مصادقة شارب الخمر و من صافح شارب الخمر كتب عليه خطيئة
9 الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن محمّد بن الحنفيّة عن أبيه أمير المؤمنين عليّ ع عن النّبيّ ص قال من شرب الخمر بعد ما حرّمه اللّه على لساني فإن خطب فلا يزوّج و إن حدّث فلا يصدّق و إن شفع فلا يشفّع و لا يؤتمن على شيء فإن ائتمنه على أمانة فهلكت فحقّ على اللّه تعالى أن لا يعوّضه منها
باب 8 -أنّ شرب الخمر و المسكر من الكبائر
1 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن عليّ ع قال السّكر من الكبائر
2 العيّاشيّ في تفسيره، عن السّكونيّ عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه عن عليّ ع مثله
3 جامع الأخبار، عن النّبيّ ص أنّه قال جمع الشّرّ كلّه في بيت و جعل مفتاحه شرب الخمر
و قال ص الخمر أمّ الخبائث
، و قال ص من مات سكران عاين ملك الموت سكران و دخل القبر سكران و يوقف بين يدي اللّه تعالى سكران فيقول اللّه عزّ و جلّ له ما لك فيقول أنا سكران فيقول اللّه بهذا أمرتك اذهبوا به إلى سكران فيذهب إلى جبل في وسط جهنّم فيه عين تجري مدّة و دماء لا يكون طعامه و شرابه إلّا منه
5 ، و قال ص الخمر جماع الإثم و أمّ الخبائث و مفتاح الشّرّ
6 ، و قال ص في حديث فو الّذي بعثني بالحقّ نبيّا إنّه ما شرب الخمر إلّا ملعون في التّوراة و الإنجيل و القرآن
7 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن عليّ ع قال إنّ خمسة أشياء تقع بخمسة أشياء و لا بدّ لتلك الخمسة من النّار إلى أن قال و من شرب المثلّث فلا بدّ له من شرب الخمر و لا بدّ لشارب المسكر من النّار
8 جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن أحمد بن إسماعيل الكاتب عن أبيه قال أقبل محمّد بن عليّ ع في المسجد الحرام فقال بعضهم لو بعثتم إليه بعض أهله فسأله فأتاه شابّ منهم فقال له يا عمّ ما أكبر الكبائر قال شرب الخمر فأتاهم فقالوا عد إليه فلم يزالوا به حتّى عاد إليه فسأله فقال قل له أ لم أقل لك يا ابن أخ إنّ شرب الخمر يدخل صاحبه في الزّنى و السّرقة و قتل النّفس الّتي حرّم و في الشّرك و أفاعيل الخمر تعلو كلّ ذنب كما تعلو شجرتها كلّ شجرة
باب 9 -ثبوت الكفر و الارتداد باستحلال شرب الخمر أو المسكر أو النّبيذ
1 الحسن بن فضل الطّبرسيّ في المكارم، عن رسول اللّه ص أنّه قال يا ابن مسعود و الّذي بعثني بالحقّ ليأتي على النّاس زمان يستحلّون الخمر و يسمّونه النّبيذ عليهم لعنة اللّه و الملائكة و النّاس أجمعين أنا منهم بريء و هم منّي برآء
2 جامع الأخبار، عنه ص مثله
و عنه ص قال لا يجمع الخمر و الإيمان في جوف أو قلب رجل أبدا
و تقدّم عن المسلسلات أنّ اللّه تعالى قال شارب الخمر كعابد الوثن
3 دعائم الإسلام، عن أبي جعفر ع قال مدمن الخمر يلقى اللّه حين يلقاه كعابد الوثن الخبر
4 ، و عن عليّ ع أنّه قال لا توادّوا من يستحلّ المسكر فإنّ شاربه مع تحريمه أيسر من هالك يستحلّه أو يحلّه و إن لم يشربه فكفى بتحليله إيّاه براءة و ردّا لما جاء به النّبيّ ص و رضى بالطّواغيت
5 ، و عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال من شرب مسكرا فأذهب عقله خرج منه روح الإيمان
6 الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن النّبيّ ص قال إنّ اللّه لا يجمع الخمر و الإيمان في جوف امرئ أبدا
7 فقه الرّضا، ع عن النّبيّ ص قال شارب الخمر ملعون شارب الخمر كعبدة الأوثان يحشر يوم القيامة مع فرعون و هامان
باب 10 -وجوب التّوبة من شرب الخمر و المسكر و عدم وجوب الإخلاص في تركها
1 زيد النّرسيّ في أصله، عن عليّ بن مزيد قال حضرت أبا عبد اللّه ع و رجل يسأله عن شارب الخمر أ تقبل صلاته فقال أبو عبد اللّه ع لا تقبل صلاة شارب الخمر أربعين يوما إلّا أن يتوب قال له الرّجل فإن تاب من يومه و ساعته قال يقبل توبته و صلاته إذا تاب و هو يعقله فأمّا أن يكون في سكره فما يعبأ بتوبته
باب 11 -تحريم كلّ مسكر قليلا كان أو كثيرا
1 كتاب مثنّى بن الوليد الحنّاط، عن أبي بصير قال دخلت على حميدة أعزّيها بأبي عبد اللّه ع فبكت ثمّ قالت يا أبا محمّد لو شهدته حين حضره الموت و قد قبض إحدى عينيه ثمّ قال ادعوا لي قرابتي و من يطف بي فلمّا اجتمعوا حوله قال إنّ شفاعتنا لا تنال مستخفّا بالصّلاة و لم يرد علينا الحوض من يشرب من هذه الأشربة فقال له بعضهم أيّ أشربة هي فقال كلّ مسكر
2 البحار، عن دلائل الطّبريّ عن القاضي أبي الفرج المعافى عن إسحاق بن محمّد بن عليّ عن أحمد بن الحسن المقرئ عن محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى عن عمّي أبيه الحسين و عليّ ابني موسى عن أبيهما عن أبيه عن جعفر بن محمّد عن آبائه عن فاطمة ع قالت قال رسول اللّه ص يا حبيبة أبيها كلّ مسكر حرام و كلّ مسكر خمر
3 الصّدوق في التّوحيد، عن محمّد بن عيسى عن أبي عبد اللّه المؤمن عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه أدّب نبيّه ص حتّى إذا أقامه على ما أراد قال له و أمر بالعرف و أعرض عن الجاهلين إلى أن قال فحرّم اللّه الخمر و حرّم رسول اللّه ص كلّ مسكر فأجاز ذلك كلّه الخبر
4 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن يعقوب بن يزيد و محمّد بن عيسى بن عبيد عن زياد بن مروان القنديّ عن محمّد بن عمارة عن الفضيل بن يسار قال سألت أبا عبد اللّه ع كيف كان يصنع أمير المؤمنين ع بشارب الخمر فقال كان يحدّه قلت فإن عاد قال كان يحدّه قلت فإن عاد قال كان يقتله قلت فكيف كان يصنع بشارب المسكر قال مثل ذلك قلت فمن شرب شربة مسكر كمن شرب شربة خمر فقال سواء فاستعظمت ذلك فقال لي يا فضيل لا تستعظم ذلك فإنّ اللّه تعالى إنّما بعث محمّدا ص رحمة للعالمين و إنّ اللّه أدّب نبيّه فأحسن أدبه فلمّا تأدّب فوّض إليه فحرّم اللّه الخمر و حرّم رسول اللّه ص كلّ مسكر فأجاز اللّه ذلك له الخبر
5 دعائم الإسلام، عن عليّ بن الحسين و محمّد بن عليّ ع أنّهما ذكرا وصيّة عليّ ع و ساقا الوصيّة إلى أن قالا قال ع و لا يرد على رسول اللّه ص من أكل مالا حراما لا و اللّه لا و اللّه لا و اللّه و لا يشرب من حوضه و لا ينال شفاعته لا و اللّه و لا من أدمن على شرب شيء من هذه الأشربة المسكرة الوصيّة
6 ، و عن عليّ ع أنّه سمع رسول اللّه ص يقول لا أحلّ مسكرا كثيره و قليله حرام
7 ، و عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع أنّه قال كلّ مسكر حرام قيل له أ عنك قال لا بل قاله رسول اللّه ص قيل كلّه قال نعم الجرعة منه حرام
، و عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال حرّم رسول اللّه ص المسكر من كلّ شراب و ما حرّمه رسول اللّه ص فقد حرّمه اللّه و كلّ مسكر حرام الخبر
9 ، و عن رسول اللّه ص أنّه قال ليس منّي من استخفّ بالصّلاة ليس منّي من شرب مسكرا لا يرد عليّ الحوض لا و اللّه
10 فقه الرّضا، ع اعلم يرحمك اللّه أنّ اللّه تبارك و تعالى حرّم الخمر بعينه و حرّم رسول اللّه ص كلّ شراب مسكر
و قال قال ص الخمر حرام بعينها و المسكر من كلّ شراب
11 جامع الأخبار، عن النّبيّ ص أنّه قال من شرب الخمر في الدّنيا سقاه اللّه يوم القيامة من سمّ الأساود إلى أن قال ثمّ قال رسول اللّه ص ألا و إنّ اللّه عزّ و جلّ حرّم الخمر بعينها و المسكر من كلّ شراب ألا و إنّ كلّ مسكر حرام
12 كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن حميد بن شعيب السّبيعيّ عن جابر بن يزيد الجعفيّ عن جعفر ع قال سمعته يقول إنّ نبيّ اللّه ص رفع ذات يوم يديه حتّى رئي بياض إبطيه فقال اللّهمّ إنّي لم أحلّ مسكرا
القطب الرّاونديّ في فقه القرآن، في قوله تعالى و اذكروا نعمة اللّه عليكم و ميثاقه الّذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا و أطعنا عن أبي جعفر ع أنّه قال الميثاق هو ما بيّن اللّه في حجّة الوداع من تحريم كلّ مسكر و كيفيّة الوضوء على ما ذكره اللّه في كتابه و نصب أمير المؤمنين ع إماما للخلق كافّة
14 المفيد في رسالة المتعة، عن جعفر بن محمّد بن قولويه عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن موسى بن سعدان عن عبد اللّه بن القاسم عن عبد اللّه بن سنان عن الصّادق ع قال إنّ اللّه عزّ و جلّ حرّم على شيعتنا الشّراب من كلّ مسكر و عوّضهم عن ذلك المتعة
15 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال كلّ مسكر خمر و كلّ خمر حرام و من شرب مسكرا نجست صلاته أربعين صباحا فإن تاب تاب اللّه عليه فإن عاد الرّابعة كان حقّا على اللّه أن يسقيه من طينة الخبال قيل و ما طينة الخبال قال صديد أهل النّار الخبر
باب 12 -تحريم الإصرار على شرب الخمر و المسكر
1 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه قال أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص ثلاثة لا ينظر اللّه إليهم المنّان بالفعل و عاقّ والديه و مدمن خمر
2 جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب المانعات، عن أبي سعيد الخدريّ قال قال رسول اللّه ص لا يدخل الجنّة صاحب خمس مدمن خمرا الخبر
3 ، و عن أنس أنّ النّبيّ ص قال إنّ اللّه بنى الفردوس بيده و حظرها على كلّ مشرك و مدمن الخمر سكّير
4 مجموعة الشّهيد، نقلا من كتاب الخصائص العلويّة على جميع البريّة و المآثر العلويّة لسيّد الذّرّيّة أشهد باللّه و أشهد اللّه لقد قرأت على أبي عليّ القرشيّ عن أبي نعيم عن محمّد بن عبد اللّه بن قضاعة لقد حدّثني القاسم بن العلاء الهمدانيّ يرفعه إلى عليّ بن موسى الرّضا عن أبيه عن أبيه ع أنّ النّبيّ ص قال أشهد باللّه و أشهد اللّه لقد قال لي جبرئيل يا محمّد إنّ مدمن الخمر كعابد وثن
5 دعائم الإسلام، عن أبي جعفر ع قال مدمن الخمر يلقى اللّه عزّ و جلّ حين يلقاه كعابد الوثن
6 ، و عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال حرمت الجنّة على ثلاثة مدمن الخمر و عابد وثن و عدوّ آل محمّد ع
7 الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن رسول اللّه ص قال شارب الخمر كعابد الوثن و مدمن الخمر كعابد الوثن
8 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن رسول اللّه ص أنّه قال ثلاثة لا يحجبون عن النّار العاقّ والديه و المدمن الخمر إلى أن قال قيل و ما المدمن في الخمر قال الّذي إذا وجدها شربها الخبر
9 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه قال كلّ مسكر حرام و كلّ مسكر خمر و من شرب الخمر في الدّنيا فمات و هو يدمنها حرمها في الآخرة
10 ، و عنه ص قال يجيء مدمن الخمر يوم القيامة مزرقة عيناه مسودّا وجهه مائلا شقّه يسيل لعابه مشدودة ناصيته إلى إبهام قدمه خارجة يداه من صلبه فيفزع منه أهل الجمع إذا رأوه مقبلا إلى الحساب الخبر
باب 13 -أنّ ما أسكر كثيره فقليله حرام
1 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال حرّم رسول اللّه ص المسكر من كلّ شراب و ما حرّمه رسول اللّه ص فقد حرّمه اللّه و كلّ مسكر حرام و ما أسكر كثيره فقليله حرام
2 ، و عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع أنّه سئل عن شرب العصير فقال لا بأس بشربه من الإناء الطّاهر غير الضّاري اشربه يوما و ليلة ما لم يسكر كثيره فإذا أسكر كثيره فقليله حرام لا تشربوا حزنا طويلا فبعد ساعة أو بعد ليلة تذهب لذّة الخمر و تبقى آثامه فاتّقوا اللّه و حاسبوا أنفسكم فإنّما كان شيعة عليّ ع يعرفون بالورع و الاجتهاد و المحافظة و مجانبة الصّغائر و المحبّة لأولياء اللّه
3 فقه الرّضا، ع عن رسول اللّه ص قال الخمر حرام بعينه و المسكر من كلّ شراب فما أسكر كثيره فقليله منها حرام
و قال و كلّ شراب يتغيّر العقل منه كثيره و قليله حرام
4 الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، عن رسول اللّه ص قال ما أسكر الفرق منه فملء الكفّ منه حرام
و عنه ص قال كلّ مسكر حرام أوّله و آخره
5 العيّاشيّ في تفسيره، عن أبي الرّبيع عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال إنّ اللّه حرّم الخمر بعينها فقليلها و كثيرها حرام كما حرّم الميتة و الدّم و لحم الخنزير و حرّم رسول اللّه ص الشّراب من كلّ مسكر فما حرّمه رسول اللّه ص فقد حرّمه اللّه إلى أن قال كلّما أسكر كثيره فقليله حرام
6 ، و عن أبي الصّبّاح عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن النّبيذ و الخمر بمنزلة واحدة هما قال لا إنّ النّبيذ ليس بمنزلة الخمر إنّ اللّه حرّم الخمر قليلها و كثيرها كما حرّم الميتة و الدّم و لحم الخنزير و حرّم النّبيّ ص من الأشربة المسكر و ما حرّم رسول اللّه ص فقد حرّمه اللّه الخبر
7 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه قال في حديث و من أدخل عرقا من عروقه شيئا ممّا يسكر كثيره عذّب ذلك العرق بستّين و ثلاثمائة نوع من العذاب
باب 14 -أنّ ما فعل فعل الخمر فهو حرام
1 الشّيخ الطّوسيّ في رسالة تحريم الفقّاع، عن جماعة عن أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه و أبي غالب أحمد بن محمّد الزّراريّ و أبي عبد اللّه الحسين بن رافع كلّهم عن محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن عليّ الوشّاء عن أبي الحسن الرّضا ع قال كلّ مسكر حرام و كلّ مخمّر حرام
2 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه سئل عن الأواني الضّارية فقال إنّه لم يحرّم النّبيذ من جهة الظّروف لكنّه حرّم قليل المسكر و كثيره
3 الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن رسول اللّه ص قال كلّ شراب عاقبته كعاقبة الخمر فهو حرام
باب 15 -عدم جواز التّداوي بشيء من الخمر و النّبيذ و المسكر و غيرها من المحرّمات أكلا و شربا
1 ابنا بسطام في طبّ الأئمّة، ع عن حاتم بن إسماعيل عن النّضر عن الحسين بن عبد ]اللّه[ الأرّجائيّ عن مالك بن مسمع المسمعيّ عن قائد بن طلحة قال سألت أبا عبد اللّه ع عن النّبيذ يجعل في دواء قال لا ينبغي لأحد أن يستشفي بالحرام
2 ، و عن عبد الحميد بن عمر بن الحرّ قال دخلت على أبي عبد اللّه الصّادق ع أيّام قدم من العراق فقال ادخل على إسماعيل بن جعفر فإنّه شاك و انظر ممّا وجعه قال فقمت من عند الصّادق ع و دخلت عليه فسألته عن وجعه الّذي يجده فأخبرني به فوصفت له دواء فيه نبيذ فقال لي إسماعيل يا ابن الحرّ النّبيذ حرام و إنّا أهل بيت لا نستشفي بالحرام
دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص أنّه نهى أن يعالج بالخمر و المسكر الخبر
4 ، و عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال لا يتداوى بالخمر و لا المسكر و لا تمتشط النّساء به فقد أخبرني أبي عن أبيه عن جدّه أنّ عليّا صلوات اللّه عليه و على الأئمّة من ولده قال إنّ اللّه عزّ و جلّ لم يجعل في رجس حرّمه شفاء
5 القطب الرّاونديّ في الخرائج، روي عن أبي عبد اللّه ع أنّ حبابة الوالبيّة مرّت بعليّ ع و معها سمك فيها جرّيّة فقال ما هذا الّذي معك قالت سمك ابتعته للعيال فقال نعم زاد العيال السّمك ثمّ قال و ما هذا الّذي معك قالت أخي اعتلّ من ظهره فوصف له أكل جرّيّ فقال يا حبابة إنّ اللّه لم يجعل الشّفاء فيما حرّم و الّذي نصب الكعبة لو أشاء أن أخبرك باسمها و اسم أبيها ]لأخبرتك[ فضربت به الأرض و قالت أستغفر اللّه من حملي هذا
6 العيّاشيّ في تفسيره، عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول المضطر لا يشرب الخمر لأنّها لا تزيده إلّا شرّا لئن شربها قتلته فلا يشربنّ منها قطرة
7 عوالي اللآّلي، قال رسول اللّه ص لا شفاء في حرام
باب 16 -حكم التّقيّة في شرب المسكرات و في الفتوى بإباحتها
1 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال حرّم رسول اللّه ص المسكر من كلّ شراب و ما حرّمه رسول اللّه ص فقد حرّمه اللّه و كلّ مسكر حرام و ما أسكر كثيره فقليله حرام فقال له رجل من أهل الكوفة أصلحك اللّه إنّ فقهاء بلدنا يقولون إنّما حرّم السّكر فقال يا شيخ ما أدري ما يقول فقهاء بلدك حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه عن عليّ بن أبي طالب ع أنّه قال التّقيّة ديني و دين آبائي في كلّ شيء إلّا في تحريم المسكر و خلع الخفّين عند الوضوء و الجهر ببسم اللّه الرّحمن الرّحيم
2 أبو عمرو الكشّيّ في رجاله، عن نصر بن صبّاح عن إسحاق بن محمّد البصريّ عن جعفر بن محمّد بن الفضيل عن محمّد بن عليّ الهمذانيّ عن درست بن أبي منصور قال كنت عند أبي الحسن موسى ع و عنده الكميت بن زيد فقال للكميت أنت الّذي تقول فالآن صرت إلى أميّة و الأمور إلى مصائر قال قد قلت ذلك فو اللّه ما رجعت عن إيماني و إنّي لكم لموال و لعدوّكم قال و لكنّي قلته على التّقيّة قال أما لئن قلت ذلك إنّ التّقيّة تجوز في شرب الخمر
باب 17 -تحريم النّبيذ
1 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال الحلال من النّبيذ أن تنبذه و تشربه من يومه و من الغد فإذا تغيّر فلا تشربه و نحن نشربه حلوا قبل أن يغلي
2 ، و عنه ع أنّه سئل عن الأواني الضّارية فقال إنّه لم يحرّم النّبيذ من جهة الظّروف لكنّه حرّم قليل المسكر و كثيره
3 جامع الأخبار، قال النّبيّ ص و الّذي بعثني بالحقّ نبيّا ليأتي على النّاس زمان يستحلّون الخمر و يسمّونه النّبيذ عليهم لعنة اللّه و الملائكة و النّاس أجمعين أنا منهم بريء و هم منّي برآء
4 الصّدوق في الخصال، بالسّند الآتي عن أبي الرّبيع الشّاميّ عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن الشّطرنج و النّرد قال لا تقربوهما قلت فالغناء قال لا خير فيه قلت فالنّبيذ قال نهى رسول اللّه ص عن كلّ مسكر و كلّ مسكر حرام الخبر
باب 18 -حكم ظروف الشّراب
1 الصّدوق في الخصال، عن محمّد بن موسى المتوكّل عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن خالد بن جرير عن أبي الرّبيع الشّاميّ عن أبي عبد اللّه ع في الحديث المتقدّم قلت فالظّروف الّتي تصنع فيها قال نهى رسول اللّه ص عن الدّبّاء و المزفّت و الحنتم و النّقير قلت و ما ذلك قال الدّبّاء القرع و المزفّت الدّنان و الحنتم جرار الأردنّ و النّقير خشبة كان أهل الجاهليّة ينقرونها حتّى يصير لها أجواف ينبذون فيها و قد قيل الحنتم الجرار الخضر
باب 19 -تحريم الفقّاع إذا غلا و وجوب اجتنابه و ذكر الحسين ع عند رؤيته و الصّلاة عليه و لعن قاتليه
1 الشّيخ الطّوسيّ في رسالة تحريم الفقّاع، أخبرني أبو الحسين بن أبي جيّد عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن الحسن بن أبان عن محمّد بن إسماعيل قال سألت أبا الحسن ع عن شرب الفقّاع فكرهه كراهة شديدة
و أخبرني أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد عن بكر بن صالح عن زكريّا أبي يحيى قال كتبت إلى أبي الحسن ع أسأله عن الفقّاع و أصفه له فقال لا تشربه فأعدت عليه كلّ ذلك أصفه له كيف يصنع فقال لا تشربه و لا تراجعني فيه
، و أخبرني جماعة عن أبي غالب الزّراريّ و أبي المفضّل الشّيبانيّ و جعفر بن محمّد بن قولويه و الحسين بن رافع عن محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عمر بن سعيد عن الحسن بن الجهم و ابن فضّال قالا سألنا أبا الحسن ع عن الفقّاع فقال هو خمر مجهول و فيه حدّ شارب الخمر
3 ، و أخبرني جماعة عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن أحمد بن الحسين عن أبي سعيد عن أبي جميلة البصريّ قال كنت مع يونس بن عبد الرّحمن إلى أن قال فقال أخبرني هشام بن الحكم أنّه سأل أبا عبد اللّه ع عن الفقّاع فقال لا تشربه فإنّه خمر مجهول فإذا أصاب ثوبك فاغسله
و روى أبو خديجة عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال في الفقّاع حدّ الخمر
4 ، و أخبرني جماعة عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن أبيه عن أحمد بن محمّد عن الحسين القلانسيّ قال كتبت إلى أبي الحسن الماضي ع أسأله عن الفقّاع فقال لا تقربه فإنّه من الخمر
5 ، و عن عمر بن سعيد عن مصدّق بن صدقة عن عمّار بن موسى قال سألت أبا عبد اللّه ع عن الفقّاع فقال هو خمر
6 ، و أخبرنا جماعة عن أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه و أبي غالب أحمد بن محمّد الزّراريّ و أبي عبد اللّه الحسين بن رافع كلّهم عن محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن عليّ الوشّاء عن أبي الحسن الرّضا ع قال كلّ مسكر حرام و كلّ مخمّر حرام و الفقّاع حرام
7 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه سئل عن شرب الفقّاع فقال للسّائل كيف هو فأخبره فقال هو حرام فلا تشربه
8 فقه الرّضا، ع و اعلم أنّ كلّ صنف من صنوف الأشربة الّتي لا تغيّر العقل شرب الكثير منها لا بأس به سوى الفقّاع فإنّه منصوص عليه لغير هذه العلّة
باب 20 -تحريم بيع الفقّاع و كلّ مسكر
1 الشّيخ الطّوسيّ في رسالة تحريم الفقّاع، أخبرني جماعة عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن أحمد بن الحسين عن محمّد بن إسماعيل عن سليمان بن جعفر قال قلت لأبي الحسن الرّضا ع ما تقول في شرب الفقّاع إلى أن قال قال ع أما يا سليمان لو كان الحكم لي و الدّار لي لجلدت شاربه و لقتلت بائعه
2 ، و أخبرني جماعة عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن أبيه و أحمد بن إدريس جميعا عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الوشّاء قال كتبت إليه يعني الرّضا ع أسأله عن الفقّاع فكتب حرام و هو خمر و من شربه كان بمنزلة شارب الخمر
قال و قال لي أبو الحسن ع لو أنّ الدّار لي لقتلت بائعه و لجلدت شاربه
و قال قال أبو الحسن الأخير ع حدّه حدّ شارب الخمر
و قال ع هي خمر استصغرها النّاس
باب 21 -عدم تحريم الخلّ و أنّ الخمر إذا انقلبت خلّا حلّت
1 فقه الرّضا، ع في كلام له ص في العصير فإن نشّ من غير أن تصيبه النّار فدعه حتّى يصير خلّا من ذاته من غير أن تلقي فيه بشيء فإن تغيّر بعد ذلك فصار خمرا فلا بأس أن يطرح فيه ملحا أو غيره حتّى يتحوّل خلّا فإن صبّ في الخلّ خمرا لم يحلّ أكله حتّى يذهب عليه أيّام و يصير خلّا ثمّ أكل بعد ذلك
2 كتاب حسين بن عثمان بن شريك، عن محمّد بن مسلم عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع أنّه سئل عن الخمر يجعل منه الخلّ قال لا إلّا ما كان من قبل نفسه
باب 22 -تحريم الأكل من مائدة شرب عليها الخمر فإن وضع شيء آخر بعد الشّرب لم يحرم و تحريم الجلوس في مجلس الشّراب اختيارا
1 فقه الرّضا، ع و لا تأكل في مائدة يشرب عليها بعدك خمر و لا تجالس شارب الخمر قال ع و لا تجتمع معه في مجلس فإنّ اللّعنة إذا نزلت عمّت من في المجلس
2 كتاب درست بن أبي منصور، عن أبي المغراء عن الحسن النّيليّ عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن أهل السّواد قلت إنّا ندخل عليهم و هم على موائدهم يشربون الخمر قال ليس بدخولك عليهم بأس
3 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه نهى عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر
باب 23 -تحريم عصر الخمر و سقيها و حملها و حفظها و بيعها و شرائها و أكل ثمنها و المساعدة على اتّخاذها و شربها
1 دعائم الإسلام، روّينا عن جعفر بن محمّد ع عن أبيه عن آبائه أنّ رسول اللّه ص قال الخمر حرام و لعن اللّه الخمر بعينها و آكل ثمنها و عاصرها و معتصرها و بائعها و مشتريها و شاربها و ساقيها و حاملها و المحمولة إليه
2 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه قال في حديث لعن اللّه الخمر و عاصرها و معتصرها و ساقيها و شاربها و حاملها و المحمولة إليه
3 جامع الأخبار، عن النّبيّ ص أنّه قال في حديث في الخمر ألا و شاربها و ساقيها و عاصرها و معتصرها و بائعها و مبتاعها و حاملها و المحمولة إليه و آكل ثمنها سواء في عارها و إثمها و لا يقبل اللّه تعالى منهم صلاة و لا صوما و لا حجّا و لا عمرة حتّى يتوب الخبر
4 الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، عن عبد اللّه بن عمر قال سمعت رسول اللّه ص يقول لعن اللّه الخمر و شاربها و ساقيها و بائعها و مبتاعها و عاصرها و معتصرها و حاملها و المحمولة إليه و آكل ثمنها
باب 24 -نجاسة الخمر و كلّ مسكر و عدم نجاسة بصاق شارب الخمر
1 الشّيخ الطّوسيّ في رسالة تحريم الفقّاع، أخبرني جماعة عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن أحمد بن الحسين عن أبي سعيد عن أبي جميلة البصريّ عن يونس بن عبد الرّحمن في حديث قال أخبرني هشام بن الحكم أنّه سأل أبا عبد اللّه ع عن الفقّاع فقال لا تشربه فإنّه خمر مجهول فإذا أصاب ثوبك فاغسله
باب 25 -حكم شرب الخمر عند العطش
1 العيّاشيّ في تفسيره، عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول المضطرّ لا يشرب الخمر لأنّها لا تزيده إلّا شرّا فإن شربها قتلته فلا يشربنّ منها قطرة
باب 26 -عدم تحريم الفقّاع قبل أن يغلي و حكم ما لم يعلم غليانه
1 الشّيخ الطّوسيّ في رسالة تحريم الفقّاع، بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن مرازم قال كان يعمل لأبي الحسن ع الفقّاع في منزله قال ابن أبي عمير و لم يعمل فقّاع يغلي
قال الشّيخ بعد ردّ الخبر من وجوه ما لفظه و رابعها ما ذكره ابن أبي عمير من أنّ المراد به فقّاع لا يغلي قال أبو عليّ بن الجنيد و كان الشّعير و غيره ممّا يعمل منه الفقّاع يؤخذ فيستخرج منه عصارته و يجعل في إناء لم يضر بالفقّاع و لا بغيره من الأشربة المسكرة و لا لحقه نشيش و لا غليان و لا جعل فيه ما يغليه و يقفّزه فإنّ ذلك لا بأس بشربه
و الّذي يدلّ على ذلك ما أخبرنا به جماعة عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد عن أبيه عن الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى قال كتب عبد اللّه بن محمّد الرّازيّ إلى أبي جعفر الثّاني ع إن رأيت أن تفسّر لي الفقّاع فإنّه قد اشتبه علينا أ مكروه بعد غليانه أم قبله فكتب إليه لا تقرب إلّا ما لم يضر آنيته و كان جديدا فأعاد الكتاب إليه أنّي كنت أسأل عن الفقّاع ما لم يغل فإنّي لا أشربه إلّا ما كان في إناء جديد أو غير ضار و لم أعرف حدّ الضّراوة و الجديد و سأل أن يفسّر ذلك له و هل يجوز شرب ما يعمل في الغضار و الزّجاج و الخشب و نحوه من الأواني فكتب ع يعمل الفقّاع في الزّجاج و في الفخّار الجديد إلى قدر ثلاث عملات ثمّ لم يعمل فيه إلّا في إناء جديد و الخشب مثل ذلك
2 ، و أخبرني جماعة عن أبي محمّد هارون بن موسى التّلّعكبريّ عن أبي عليّ محمّد بن همّام عن الحسن بن هارون الحارثيّ المعروف بابن هارونا قال أخبرنا إبراهيم بن مهزيار عن أخيه قال كتب عليّ بن محمّد الحضينيّ إلى أبي جعفر الثّاني ع يسأله عن الفقّاع و كتب أنّي شيخ كبير و هو يحطّ عنّي طعامي و يمرئه لي فما ترى لي فيه فكتب إليه لا بأس بالفقّاع إذا عمل أوّل عملة أو الثّانية في أواني الزّجاج و الفخّار فأمّا إذا ضري عليه الإناء فلا تقربه قال عليّ فأقرأني الكتاب و قال لست أعرف ضراوة الإناء فأعاد الكتاب إليه جعلت فداك لست أعرف حدّ ضراوة الإناء فاشرح لي من ذلك شرحا بيّنا أعمل به فكتب إليه أنّ الإناء إذا عمل به ثلاث عملات أو أربع ضري عليه فأغلاه فإذا غلى حرم فإذا حرم فلا يتعرّض له
3 ، و أخبرني جماعة عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن أبيه عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن عليّ بن يقطين عن أبي الحسن الماضي ع قال سألته عن شراب الفقّاع الّذي يعمل في السّوق و يباع و لا أدري كيف يعمل و لا متى عمل أ يحلّ عليّ أن أشربه قال لا أحبّه
باب 27 -نوادر ما يتعلّق بأبواب الأشربة المحرّمة
1 الحسن بن أبي الحسن الدّيلميّ في إرشاد القلوب، و الحسين بن حمدان الحضينيّ في الهداية، و اللّفظ للأوّل عن الصّادق ع في حديث طويل في قصّة مسجد قبا و رؤية رسول اللّه ص بعد وفاته و مخاصمة عمر معه إلى أن قال ع فقال له يعني عمر باللّه يا أبا بكر أ نسيت شعرك في أوّل شهر رمضان الّذي فرض علينا صيامه حيث جاءك حذيفة بن اليمان و سهل بن حنيف و نعمان الأزديّ و خزيمة بن ثابت في يوم جمعة إلى دارك ليتقاضوك دينا عليك فلمّا انتهوا إلى باب الدّار سمعوا لك صلصلة في الدّار فوقفوا بالباب و لم يستأذنوا عليك فسمعوا أمّ بكر زوجتك تناشدك و تقول لك قد عمل حرّ الشّمس بين كتفيك قم إلى داخل البيت و ابتعد عن الباب لئلّا يسمعك أحد من أصحاب محمّد ص فيهدروا دمك فقد علمت أنّ محمّدا ص أهدر دم من أفطر يوما من شهر رمضان من غير سفر و لا مرض خلافا على اللّه و على محمّد رسول اللّه ص فقلت لها هات لا أمّ لك فضل طعامي من اللّيل و أترعي الكأس من الخمر و حذيفة و من معه بالباب يسمعون محاورتكما فجاءت بصحفة فيها طعام من اللّيل و قعب مملوء خمرا فأكلت من الصّحفة و شربت من الخمر في ضحى النّهار و قلت لزوجتك هذه الأبيات
ذرينا نصطبح يا أمّ بكر فإنّ الموت نقب عن هشامو نقب عن أخيك و كان صعبا من الأقوام شرّيب المداميقول لنا ابن كبشة سوف نحيا و كيف حياة أشلاء و هامو لكن باطل ما قال هذا و إفك من زخاريف الكلامألا هل مبلغ الرّحمن عنّي بأنّي تارك الشّهر الصّيامو تارك كلّ ما أوحى إلينا محمّد من أساطير الكلامفقل للّه يمنعني شرابي و قل للّه يمنعني طعاميو لكنّ الحكيم رأى حميرا فألجمها فتاهت في اللّجام
فلمّا سمعك حذيفة و من معه تهجو محمّدا ص قحموا عليك في دارك فوجدوك و قعب الخمر في يدك و أنت تكرعها فقالوا ما لك يا عدوّ اللّه خالفت اللّه و رسوله و حملوك كهيئتك إلى مجمع النّاس بباب رسول اللّه ص و قصّوا عليه قصّتك و أعادوا شعرك فدنوت منك و ساررتك و قلت لك في الضّجيج قل إنّي شربت الخمر ليلا فثملت فزال عقلي فأتيت ما أتيته نهارا و لا علم لي بذلك فعسى أن يدرأ عنك الحدّ و خرج محمّد ص فنظر إليك فقال استيقظوه فقلت رأيناه و هو ثمل يا رسول اللّه لا يعقل فقال ويحكم الخمر يزيل العقل تعلمون هذا من أنفسكم و أنتم تشربونها فقلنا نعم يا رسول اللّه و قد قال فيها إمرؤ القيس الشّاعر شعرا
شربت الإثم حتّى زال عقلي كذاك الخمر يفعل بالعقول
ثمّ قال محمّد ص أنظروه إلى إفاقته من سكرته و أمهلوك حتّى أريتهم أنّك صحوت فسألك محمّد ص فأخبرته بما أوعزته إليك من شربك لها باللّيل و زاد الحضينيّ هنا و كانت حلالا في سائر الشّرائع و الملل و في شريعة محمّد ص إلى ذلك اليوم و جاء بتحريمها سبب سكرتك الخبر
2 ، قال الحسين بن حمدان حدّثني جعفر بن محمّد بن مالك عن محمّد بن خلف عن محول بن إبراهيم عن زيد الشّحّام عن أبي حمزة الثّماليّ عن أبي خالد عبد اللّه بن غالب عن جابر بن عبد اللّه بن حزام الأنصاريّ و حذيفة اليمانيّ و عثمان و سهل ابني حنيف و خزيمة بن ثابت ذي الشّهادتين بالحديث الّذي كان لحذيفة بن اليمان مع أبي بكر و قصده داره بهؤلاء الثّلاثة نفر في يوم الجمعة في أوّل شهر رمضان الّذي فرض اللّه على المسلمين صيامه و ما كان من أكل أبي بكر و شربه الخمر و شعره إلى ما تضمّنه من تذكير عمر لأبي بكر و تمام الخبر أنّ المسلمين ضجّوا إلى رسول اللّه ص فيما يجب على أبي بكر من نقضه الصّيام و أكله الطّعام و شربه الخمر و قوله الشّعر الّذي ألزمه الكفر باللّه عزّ و جلّ فاجتمعت تيم و هي قبيلة أبي بكر و عديّ و هي قبيلة عمر و زهرة و هي قبيلة عبد الرّحمن بن عوف و كلّ من قريش فقالوا يا رسول اللّه ما لأبي بكر ذنب و لا حرّمت علينا الخمر فتهب لنا ذنبه و اقبل منّا الكفّارة فقال رسول اللّه ص ما حكم إلّا حكم اللّه و أنا منتظر ما يأتي به جبرئيل عن اللّه عزّ و جلّ و قصّ الآيات و الّذي خبث لا يخرج إلّا نكدا و نهى رسول اللّه ص عن شرب الخمر و احتجّوا بأنّه مطلق حلال لم ينزل تحريمه في كتاب اللّه عزّ و جلّ و ذكروا خبر نوح و قد شرب و سكر من الخمر حتّى رقد فخرج ابنه حام و قد حملت الرّيح ثوب أبيه نوح حتّى كشف عورته فوقف ينظر إليه و يتضاحك وجهه و تعجّب من أبيه فخرج سام أخوه فنظر إليه و ما يصنع فقال يا أخي حام لم تهزأ فلم يقبل منه فنظر إلى موضع ما نظر حام فإذا الرّيح قد كشفت ثوب أبيهما و هو سكران نائم فدنا منه فردّ عليه ثوبهو ألقى عليه ملاءته و قعد يحرسه إلى أن أفاق و انتبه من رقدته فنظر إلى سام و قال يا بنيّ ما لك جالس و ملاءتك عليّ و لونك متنكّر أ لا يكون أخوك جنى عليك أو عليّ جناية فقعدت تحرسني منها فقال سام اللّه و رسوله أعلم فهبط جبرئيل قال يا نوح اللّه يقرأك السّلام و يقول لك إنّ حاما فعل كيت و كيت و إنّ ساما بعد ذلك سترك و طرح عليك ملاءته و قعد يحرسك من أخيه حام و من الرّيح فقال أبوه نوح بدّل اللّه بحام من الجمال قبحا و من الخير شرّا و من الإيمان كفرا و لعنه لعنا وبيلا كما صنع بابيه رسولك و لم يشكر للولادة و لا للهداية فاستحال جماله سوادا زنجيّا مفلفلا مجدّرا مفرطحا طمطانيّا فوثب على أبيه نوح يريد قتله فوثب إليه سام فعلا هامته بيده فصدّه عنه فدعا نوح ربّه أن ينزع الإيمان فسمّاه رمّة و أن يجعل بينهما العداوة و البغضاء إلى يوم القيامة و احتجّوا بأنّ القرابين و المقرّبين لها منذ قرّب هابيل و قابيل كانوا يشربون الخمر و يسقون منها و أنّ شبّرا و شبيرا ابني هارون قرّبا قربانا لم يسقياه الخمر و شرّباهما و وقفا بقربان فنزلت النّار و أحرقتهما لأنّ الخمر كانت في بطونهما فقبلا بذلك إلى أن قال و قال المسلمون لم تنهنا عن شربهما يا رسول اللّه أ نزل فيها شيء من عند اللّه تعالى أولا نعمل به فأنزل اللّه تعالى إنّما الخمر و الميسر و الأنصاب و الأزلام رجس من عمل الشّيطان فاجتنبوه فقال المسلمون إنّما أمرنا بالاجتناب و لم يحرّم علينا الخمر فأنزل اللّه تعالى إنّما يريد الشّيطان أن يوقع بينكم العداوة و البغضاء في الخمر و الميسر و يصدّكم عن ذكر اللّه و عن الصّلاة فهل أنتم منتهون قالوا أمرنا أن ننتهي عنها و لم يحرّم علينا فأنزل اللّه يسئلونك عن الخمر و الميسر قل فيهما إثم كبير و منافع للنّاس و إثمهما أكبر من نفعهما فقال المسلمون فيه إثم و منافع و إن كان الإثم أكبر من المنافع فلا يحرّم علينا فأنزل اللّه تعالى قل إنّما حرّم ربّي الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و الإثم و البغي بغير الحقّ فصحّ تحريم الخمر لقولهم الإثم اسم من أسماء الخمر و استشهدوا به بما تقدّم من قول إمرئ القيس
شربت الإثم حتّى زال عقلي كذاك الإثم يذهب بالعقول
لقول اللّه عزّ و جلّ فيهما إثم كبير فقد حرّم الإثم فمن هذا التّنزيل صحّ تحريم الخمر و للسّيّد الحميريّ رحمه اللّه
لو لا عتيق و سوء سكرته كانت حلالا كسائغ العسل
و في قصيدته الأخرى نونيّة
كانت حلالا كسائر الزّمن
3 الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، في قوله تعالى يسئلونك عن الخمر و الميسر عن جماعة من المفسّرين في سبب نزول هذه الآية ما ملخّصه أنّ جماعة من الصّحابة قالوا يا رسول اللّه أفتنا في الخمر و الميسر فإنّهما مذهبة للعقل مسلبة للمال فنزلت هذه الآية فأمسك عن الخمر جماعة و لم يمسك عنها جماعة لما فيها من المنافع إلى أن أضاف عبد الرّحمن بن عوف و هيّأ طعاما و دعا جماعة فلمّا أكلوا سقاهم الخمر فدخل المغرب و هم سكارى فقدّموا أحدهم ليصلّي بهم فقرأ الحمد و قل يا أيّها الكافرون و قرأ فيها أعبد ما تعبدون إلى آخرها فنزلت هذه الآية يا أيّها الّذين آمنوا لا تقربوا الصّلاة و أنتم سكارى الآية فأمسك عنها جماعة أخرى و قالوا لا خير فيما يصدّنا عن الصّلاة و فيه الإثم و قوم آخر يشربونها في غير أوقات الصّلاة إلى أن شربها أحد من المسلمين يوما و سكر و تذكّر قتلى بدر فبكى و ناح و رثاهم بهذه الأبيات
تحيّي بالسّلامة أمّ بكر و هل لك بعد رهطك من سلامذريني أصطبح بكرا فإنّي رأيت الموت نقّب عن هشامو ودّ بنو المغيرة لو فدوه بألف من رجال أو سوامو كائن بالطّويّ طويّ بدر من الشّرى تكلّل بالسّنامو كائن بالطّويّ طويّ بدر من القينات و الحلل الكرام
فأخبر النّبيّ ص بقصّته فأتاه و في يده ص شيء يريد أن يضربه به فاستعاذ به و اعتذر و تاب ثمّ ذكر قصّة حمزة كما مرّ ما يقاربها قال ثمّ إنّ عتبان بن مالك هيّأ طعاما و شوى رأس بعير و أحضر جماعة فيهم سعد بن أبي وقّاص فلمّا سكروا تفاخروا بالأشعار فأنشد سعد قصيدة في فخر قومه فقام أنصاريّ فأخذ عظم الرّأس و شجّ به رأس سعد فشكا عند رسول اللّه ص فقال أحد من الصّحابة اللّهمّ بيّن لنا بيانا شافيا في الخمر فأنزل اللّه هذه الآية من سورة المائدة إنّما الخمر و الميسر الآية
4 الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، بإسناده عن الفضل بن شاذان قال روى محمّد بن رافع و أحمد بن نصر و حميد بن زنجويه زاد بعضهم على بعض عن عليّ بن عاصم و النّضر بن شميل عن عوف عن أبي القموص قال شرب إنسان الخمر قبل أن يحرّم فأقبل ينوح على قتلى المشركين الّذين قتلهم النّبيّ ص يوم بدر فقال
تحيّي بالسّلامة أمّ بكر و هل لك بعد رهط من سلامذريني أصطبح يا بكر إنّي رأيت الموت نقّب عن هشامفودّ بنو المغيرة لو فدوه بألف من رجال أو سواميحدّثنا النّبيّ بأن سنحيا فكيف حياة أصداء و هامأ لا من مبلغ الرّحمن عنّي بأنّي تارك شهر الصّيامأ يقتلني إذا ما كنت حيّا و يحيني إذا رمّت عظاميإذا ما الرّأس فارق منكبيه فقد شبع الأنيس من الطّعام
و قال بعض الشّعراء في ذلك
لو لا فلان و سوء سكرته كانت حلالا كسائغ العسل
5 الأمير صدر الدّين محمّد بن غياث الدّين منصور الدّشتكيّ الشّيرازيّ في رسالة قبائح الخمر، على ما نقله السّيّد المعاصر في الرّوضات قال روي عن طريق أهل البيت ع عن رسول اللّه ص أنّه قال سيأتي زمان على أمّتي يأكلون شيئا اسمه البنج أنا بريء منهم و هم بريئون منّي
و قال ص سلّموا على اليهود و النّصارى و لا تسلّموا على آكل البنج
و قال ص من احتقر ذنب البنج فقد كفر
و قال ص من أكل البنج فكأنّما هدم الكعبة سبعين مرّة و كأنّما قتل سبعين ملكا مقرّبا و كأنّما قتل سبعين نبيّا مرسلا و كأنّما أحرق سبعين مصحفا و كأنّما رمى إلى اللّه سبعين حجرا و هو أبعد من رحمة اللّه من شارب الخمر و آكل الرّبا و الزّاني و النّمّام