باب 1 -استحبابها و اختيارها على أسباب الرّزق
1 محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن عبد الأعلى قال سألت أبا عبد اللّه ع عن قول اللّه ربّنا آتنا في الدّنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النّار قال رضوان اللّه و الجنّة و السّعة في المعيشة و حسن الخلق في الدّنيا
2 ، و بهذا الإسناد عنه ع قال رضوان اللّه و التّوسعة في المعيشة و حسن الصّحبة و في الآخرة الجنّة
3 دعائم الإسلام، روّينا عن أبي عبد اللّه عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين ع أنّ رسول اللّه ص قال إذا أعسر أحدكم فليضرب في الأرض و يبتغي من فضل اللّه و لا يغمّ نفسه
، و عن أبي عبد اللّه ع أنّ رجلا سأله أن يدعو اللّه أن يرزقه فقال أدعو لك و لكن اطلب كما أمرت
5 ، و عن رسول اللّه ص أنّه مرّ في غزوة تبوك بشابّ جلد يسوق أبعرة سمانا فقال أصحابه يا رسول اللّه لو كانت قوّة هذا و جلده و سمن أبعرته في سبيل اللّه لكان أحسن فدعاه رسول اللّه ص فقال أ رأيت أبعرتك هذه أيّ شيء تعالج عليها فقال يا رسول اللّه لي زوجة و عيال فأنا أكسب بها ما أنفقه على عيالي و أكفّهم عن النّاس و أقضي دينا عليّ قال لعلّ غير ذلك قال لا فلمّا انصرف قال رسول اللّه ص لئن كان صادقا إنّ له لأجرا مثل أجر الغازي و أجر الحاجّ و أجر المعتمر
6 ، و عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال لرجل من أصحابه إنّه بلغني أنّك تكثر الغيبة عن أهلك قال نعم جعلت فداك قال أين قال بالأهواز و فارس قال في ما ذا قال في طلب التّجارة و الدّنيا قال فانظر إذا طلبت شيئا من ذلك ففاتك فاذكر ما خصّك اللّه به من دينه و ما منّ به عليك من ولايتنا و ما صرفه عنك من البلاء فإنّ ذلك أحرى أن تسخو نفسك به عمّا فاتك من أمر الدّنيا
7 الصّدوق في المقنع، قال الصّادق ع من لزم التّجارة استغنى عن النّاس
8 عليّ بن إبراهيم في تفسيره، مرسلا في سياق قصّة مريم و ولادة عيسى ع إلى أن قال ثمّ استقبلها قوم من التّجّار فدلّوها على النّخلة اليابسة فقالت لهم جعل اللّه البركة في كسبكم و أحوج النّاس إليكم
9 الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن أبي أمامة قال قال رسول اللّه ص الخير عشرة أجزاء أفضلها التّجارة إذا أخذ الحقّ و أعطى الحقّ
10 ، و عنه ص أنّه قال تسعة أعشار الرّزق في التّجارة
11 ، و عن عبد اللّه بن عبّاس قال قال رسول اللّه ص لتجهدوا فإنّ مواليكم تغلبكم على التّجارة يا جماعة قريش إنّ البركة في التّجارة و لا يفقر اللّه صاحبها إلّا تاجرا حالفا
12 ، و عنه ص أنّه قال أطيب ما أكل الرّجل من كسبه و ولده من كسبه
13 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن أمير المؤمنين ع في حديث أنّه قيل له و بم الافتخار قال بإحدى ثلاث مال ظاهر أو أدب بارع أو صناعة لا يستحي المرء منها
14 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال الرّزق عشرة أجزاء تسعة منها في التّجارة و واحد في غيرها
باب 2 -كراهة ترك التّجارة
1 دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه سأل بعض أصحابه عمّا يتصرّف فيه فقال جعلت فداك إنّي كففت يدي عن التّجارة قال و لم ذلك قال انتظاري هذا الأمر قال ذلك أعجب لكم تذهب أموالكم لا تكفف عن التّجارة و التمس من فضل اللّه افتح بابك و ابسط بساطك و استرزق ربّك
2 فقه الرّضا، ع و إذا كنت في تجارتك و حضرت الصّلاة فلا يشغلك عنها متجرك فإنّ اللّه وصف قوما و مدحهم فقال رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر اللّه و كان هؤلاء القوم يتّجرون فإذا حضرت الصّلاة تركوا تجارتهم و قاموا إلى صلاتهم و كانوا أعظم أجرا ممّن لا يتحرّف و يصلّي
الصّدوق في المقنع، عن الصّادق ع أنّه قال لا تترك التّجارة فإنّ تركها مذهبة للعقل
4 جامع الأخبار، عن ابن عبّاس أنّه قال كان رسول اللّه ص إذا نظر إلى الرّجل فأعجبه قال له حرفة فإن قالوا لا قال سقط من عيني قيل و كيف ذاك يا رسول اللّه قال لأنّ المؤمن إذا لم يكن له حرفة يعيش بدينه
باب 3 -استحباب طلب الرّزق و وجوبه مع الضّرورة
1 المفيد رحمه اللّه في الإرشاد، عن الشّريف أبي محمّد الحسن بن محمّد عن جدّه عن يعقوب بن يزيد قال حدّثنا محمّد بن أبي عمير عن عبد الرّحمن بن الحجّاج عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ محمّد بن المنكدر كان يقول ما كنت أرى أنّ مثل عليّ بن الحسين ع يدع خلفا لفضل عليّ بن الحسين ع حتّى رأيت ابنه محمّد بن عليّ ع فأردت أن أعظه فوعظني فقال له أصحابه بأىّ شيء وعظك قال خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارّة فلقيت محمّد بن عليّ ع و كان رجلا بدينا و هو متّكئ على غلامين له أسودين أو موليين له فقلت في نفسي شيخ من شيوخ قريش في هذه السّاعة على هذه الحال في طلب الدّنيا و اللّه لأعظنّه فدنوت منه فسلّمت عليه فسلّم عليّ بنهر و قد تصبّب عرقا فقلت أصلحك اللّه شيخ من أشياخ قريش في هذه السّاعة في طلب الدّنيا لو جاءك الموت و أنت في هذه الحال قال فخلّى على الغلامين من يده ثمّ تساند و قال لو جاءني و اللّه الموت و أنا في هذه الحال لجاءني و أنا في طاعة من طاعات اللّه أكفّ بها نفسي عنك و عن النّاس و إنّما كنت أخاف الموت لو جاءني و أنا على معصية من معاصي اللّه فقلت يرحمك اللّه أردت أن أعظك فوعظتني
2 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص إذا أعسر أحدكم فليخرج و لا يغمّ نفسه و أهله
3 البحار عن كتاب الإمامة و التّبصرة، عن هارون بن موسى عن محمّد بن عليّ عن محمّد بن الحسين عن عليّ بن أسباط عن ابن فضّال عن الصّادق عن أبيه عن آبائه ع عن النّبيّ ص قال الشّاخص في طلب الرّزق الحلال كالمجاهد في سبيل اللّه
4 ، و عن سهل بن أحمد عن محمّد بن محمّد بن الأشعث عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص العبادة سبعون جزء أفضلها جزء طلب الحلال
5 ، و بهذا الإسناد قال ص العبادة عشرة أجزاء تسعة أجزاء في طلب الحلال
6 دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص أنّه قال تحت ظلّ العرش يوم لا ظلّ إلّا ظلّه رجل خرج ضاربا في الأرض يطلب من فضل اللّه يكفّ به نفسه و يعود على عياله
7 ، و عن أمير المؤمنين ع أنّه قال ما غدوة أحدكم في سبيل اللّه بأعظم من غدوته يطلب لولده و عياله ما يصلحهم
و قال ع الشّاخص في طلب الرّزق الحلال كالمجاهد في سبيل اللّه
8 القطب الرّاونديّ في دعواته، عن رسول اللّه ص أنّه قال إنّه ليأتي الرّجل منكم لا يكتب عليه سيّئة و ذلك أنّه مبتلى بالمعاش
9 ، و عنه ص أنّه قال إنّ من الذّنوب ذنوبا لا يكفّرها صلاة و لا صدقة قيل يا رسول اللّه فما يكفّرها قال الهموم في طلب المعيشة
10 الشّيخ المفيد في الأمالي، عن أبي بكر محمّد بن عمر الجعابيّ عن أحمد بن محمّد بن سعيد عن يحيى بن زكريّا بن شيبان عن محمّد بن مروان الذّهليّ عن عمرو بن سيف الأزديّ قال قال لي أبو عبد اللّه ع لا تدع طلب الرّزق من حلّه و اعقل راحلتك و توكّل
11 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن الصّادق ع أنّه قال إنّي لأركب في الحاجة الّتي كفاها اللّه ما أركب فيها إلّا لالتماس أن يراني أضحي في طلب الحلال أ ما تسمع قول اللّه فإذا قضيت الصّلاة فانتشروا في الأرض و ابتغوا من فضل اللّه
12 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال الرّحال تفيد المال
باب 4 -كراهة ترك طلب الرّزق و تحريمه مع الضّرورة
1 أبو الفتح الكراجكيّ في كنزه، عن الصّادق ع أنّه قال ثلاثة يدعون فلا يستجاب لهم رجل جلس عن طلب الرّزق ثمّ يقول اللّهمّ ارزقني يقول اللّه تبارك و تعالى أ لم أجعل لك طريقا في الطّلب الخبر
2 القطب الرّاونديّ في دعواته، عن الصّادق ع قال أربعة لا يستجاب لهم دعاء رجل جالس في بيته يقول يا ربّ ارزقني فيقول له أ لم آمرك بالطّلب الخبر
3 جامع الأخبار، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال للحسن ع لا تلم إنسانا يطلب قوته فمن عدم قوته كثر خطاياه الخبر
عوالي اللآّلي، و في الحديث أنّه لمّا نزل قوله تعالى و من يتّق اللّه يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب انقطع رجال من الصّحابة في بيوتهم و اشتغلوا بالعبادة وثوقا بما ضمن لهم فعلم النّبيّ ص ذلك فعاب ما فعلوه و قال إنّي لأبغض الرّجل فاغرا فاه إلى ربّه يقول اللّهمّ ارزقني و يترك الطّلب
باب 5 -استحباب الاستعانة بالدّنيا على الآخرة
1 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد قال حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص نعم العون على تقوى اللّه الغنى
2 ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص الفقر خير لأمّتي من الغنى إلّا من حمل كلّا أو أعطى في نائبة
3 كتاب محمّد بن المثنّى بن القاسم الحضرميّ، عن جعفر بن محمّد بن شريح عن ذريح قال قال أبو عبد اللّه ع نعم العون الدّنيا على الآخرة
4 محمّد بن إدريس في السّرائر، نقلا من كتاب أبان بن تغلب عن محمّد بن عبد اللّه بن زرارة عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن ابن أبي يعفور قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّا لنحبّ الدّنيا فقال لي تصنع بها ما ذا قال قلت أتزوّج منها و أنفق على عيالي و أنيل إخواني و أتصدّق قال لي ليس هذا من الدّنيا هذا من الآخرة
5 محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن ابن مسكان عن أبي جعفر ع في قوله تعالى و لنعم دار المتّقين قال الدّنيا
6 القطب الرّاونديّ في قصص الأنبياء، بإسناده إلى الصّدوق عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أبيه عن درست عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن ص قال كان لقمان يقول لابنه يا بنيّ إنّ الدّنيا بحر و قد غرق فيها جيل كثير إلى أن قال يا بنيّ خذ من الدّنيا بلغة و لا تدخل فيها دخولا تضرّ فيها بآخرتك و لا ترفضها فتكون عيالا على النّاس الخبر
7 عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن أبيه عن القاسم بن محمّد عن سليمان بن داود عن حمّاد عن أبي عبد اللّه ع في حديث أنّه قال قال لقمان لابنه و خذ من الدّنيا بلاغا و لا ترفضها فتكون عيالا على النّاس و لا تدخل فيها دخولا يضرّ بآخرتك الخبر
8 أبو عليّ محمّد بن همّام في التّمحيص، عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص الفقر خير للمؤمن من الغنى إلّا من حمل كلّا أو أعطى في نائبة
9 نهج البلاغة، من كلام له ع بالبصرة و قد دخل على العلاء بن زياد الحارثيّ يعوده فلمّا رأى سعة داره قال ما كنت تصنع بسعة هذه الدّار في الدّنيا أما أنت إليها في الآخرة كنت أحوج و بلى إن شئت بلغت بها الآخرة تقري فيها الضّيف و تصل فيها الرّحم و تطلع منها الحقوق مطالعها فإذا أنت قد بلغت بها الآخرة
10 الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد، عن محمّد بن أبي عمير عن عليّ الأحمسيّ عمّن أخبره عن أبي جعفر ع إنّه كان يقول نعم العون الدّنيا على الآخرة
11 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه قال من طلب الدّنيا حلالا استعفافا عن المسألة و سعيا على عياله و تعطّفا على جاره لقي اللّه و وجهه كالقمر ليلة البدر
12 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال ألا و إنّ من النّعم سعة المال و أفضل من سعة المال صحّة البدن و أفضل من صحّة البدن تقوى القلب
باب 6 -استحباب جمع المال من حلال لأجل النّفقة في الطّاعات و كراهة جمعه لغير ذلك
1 الكشّيّ في رجاله، عن محمّد بن مسعود عن محمّد بن نصير عن محمّد بن عيسى عن زياد القنديّ قال كان أبو عبد اللّه ع إذا رأى إسحاق بن عمّار و إسماعيل بن عمّار قال و قد يجمعهما لأقوام يعني الدّنيا و الآخرة
2 الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن الحسين بن إبراهيم القزوينيّ عن محمّد بن وهبان عن أحمد بن إبراهيم عن الحسن بن عليّ الزّعفرانيّ عن أحمد بن محمّد بن خالد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّا نحبّ الدّنيا و أن لا نعطاها خير لنا إلى أن قال فقال رجل و اللّه إنّا لنطلب الدّنيا فقال له أبو عبد اللّه ع تصنع بها ما ذا قال أعود بها على نفسي و على عيالي و أتصدّق منها و أصل منها و أحجّ منها فقال أبو عبد اللّه ع ليس هذا طلب الدّنيا هذا طلب الآخرة
3 البحار، عن أعلام الدّين للدّيلميّ عن النّبيّ ص أنّه قال تكون أمّتي في الدّنيا على ثلاثة أطباق أمّا الطّبق الأوّل فلا يحبّون جمع المال و ادّخاره و لا يسعون في اقتنائه و احتكاره و إنّما رضاهم من الدّنيا سدّ جوعة و ستر عورة و غناهم فيها ما بلغ بهم الآخرة فأولئك الآمنون الّذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون و أمّا الطّبق الثّاني فإنّهم يحبّون جمع المال من أطيب وجوهه و أحسن سبله يصلون به أرحامهم و يبرّون به إخوانهم و يواسون به فقراءهم و لعضّ أحدهم على الرّضف أيسر عليه من أن يكتسب درهما من غير حلّه أو يمنعه من حقّه أو يكون له خازنا إلى حين موته فأولئك الّذين إن نوقشوا عذّبوا و إن عفي عنهم سلموا و أمّا الطّبق الثّالث فإنّهم يحبّون جمع المال ممّا حلّ و حرم و منعه ممّا افترض و وجب إن أنفقوه أنفقوه إسرافا و بدارا و إن أمسكوه أمسكوه بخلا و احتكارا
و رواه ابن فهد في عدّة الدّاعي، و زاد في آخره أولئك الّذين ملكت الدّنيا زمام قلوبهم حتّى أوردتهم النّار بذنوبهم
4 عليّ بن إبراهيم في تفسيره، قال و ذكر رجل عند أبي عبد اللّه ع الأغنياء و وقع فيهم فقال أبو عبد اللّه ع اسكت فإنّ الغنيّ إذا كان وصولا لرحمه و بارّا بإخوانه أضعف اللّه له الأجر ضعفين لأنّ اللّه يقول و ما أموالكم و لا أولادكم بالّتي تقرّبكم عندنا زلفى إلّا من آمن و عمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضّعف بما عملوا و هم في الغرفات آمنون
5 الصّدوق في علل الشّرائع، عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد بن الحسين عن ابن محبوب عن إبراهيم الجاريّ عن أبي بصير قال ذكرنا عند أبي جعفر ع من الأغنياء من الشّيعة فكأنّه كره ما سمع منّا فيهم قال يا أبا محمّد إذا كان المؤمن غنيّا رحيما وصولا له معروف إلى أصحابه أعطاه أجر ما ينفق في البرّ أجره مرّتين ضعفين لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول في كتابه و ما أموالكم الآية
6 الدّيلميّ في إرشاد القلوب، عن أمير المؤمنين ع عن رسول اللّه ص في حديث طويل أنّه قال قال اللّه تعالى في ليلة المعراج يا أحمد إنّ العبادة عشرة أجزاء تسعة منها طلب الحلال الخبر
7 عوالي اللآّلي، عن أبي سعيد الخدريّ قال قال رسول اللّه ص هلك المثرون قلنا يا رسول اللّه إلّا من فأعادها ثلاثا ثمّ قال إلّا من فرّقه في حياته في أعمال الخير قال هكذا هكذا و قليل ما هم
8 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال القبر خير من الفقر
و قال ع إنّ إعطاء هذا المال في طاعة اللّه أعظم نعمة و إنّ إنفاقه في معاصيه أعظم محنة
باب 7 -وجوب الزّهد في الحرام دون الحلال
1 ثقة الإسلام في الكافي، عن بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم عن موسى بن جعفر ع أنّه قال في حديث يا هشام إنّ العقلاء تركوا فضول الدّنيا فكيف الذّنوب و ترك الدّنيا من الفضل و ترك الذّنوب من الفرض
2 نهج البلاغة، قال أمير المؤمنين ع في كلام له و كذلك المرء المسلم البريء من الخيانة ينتظر من اللّه إحدى الحسنيين إمّا داعي اللّه فما عند اللّه خير له و إمّا رزق اللّه فإذا هو ذو أهل و مال و معه دينه و حسبه إنّ المال و البنين حرث الدّنيا و العمل الصّالح حرث الآخرة و قد يجمعهما اللّه لأقوام
3 أبو عليّ محمّد بن همّام في كتاب التّمحيص، عن إبراهيم بن عمر عن أبي عبد اللّه ع قال ما أعطى اللّه عبدا ثلاثين ألفا و هو يريد به خيرا و قال ما جمع رجل عشرة آلاف من حلّ و قد جمعهما اللّه لأقوام إذا أعطوا القريب رزقوا العمل الصّالح و قد جمع اللّه لقوم الدّنيا و الآخرة
4 ، و عن المفضّل عن أبي عبد اللّه ع قال المال أربعة آلاف و اثنا عشر ألف كنز و لم يجتمع عشرون ألفا من حلال و صاحب ثلاثين ألفا هالك و ليس من شيعتنا من يملك مائة ألف
5 الشّيخ المفيد في الإختصاص، قال رسول اللّه ص من اكتسب مالا من غير حلّه كان رائده إلى النّار
6 ، و عنه ص أنّه قال قال اللّه عزّ و جلّ من لم يبال من أيّ باب اكتسب الدّينار و الدّرهم لم أبال يوم القيامة من أيّ أبواب النّار أدخلته
7 كتاب سليم بن قيس الهلاليّ، أبان عن سليم قال سمعت عليّا ع يقول منهومان لا يشبعان منهوم في الدّنيا لا يشبع منها و منهوم في العلم لا يشبع منه فمن اقتصر في الدّنيا على ما أحلّ اللّه له سلم و من تناولها من غير حلّها هلك إلّا أن يتوب و يراجع و من أخذ العلم من أهله و عمل به نجا و من أراد به الدّنيا هلك و هو حظّه
و باقي أخبار الباب قد تقدّم في أبواب جهاد النّفس
باب 8 -استحباب العمل باليد
1 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع في قول اللّه تبارك و تعالى و أنّه هو أغنى و أقنى قال أغنى كلّ إنسان بمعيشته و أرضاه بكسب يده
2 الشّيخ الطّبرسيّ في أعلام الورى، عن ابن جمهور العمّيّ في كتاب الواحدة قال حدّث أصحابنا أنّ محمّد بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن ع قال لأبي عبد اللّه ع و اللّه إنّي لأعلم منك و أسخى منك و أشجع منك فقال أمّا ما قلت إنّك أعلم منّي فقد أعتق جدّي و جدّك ألف نسمة من كدّ يده فسمّهم لي و إن أحببت أن أسمّيهم لك إلى آدم فعلت الخبر
3 و في مجمع البيان، روي أنّهم يعني الحواريّين اتّبعوا عيسى ع و كانوا إذا جاعوا قالوا يا روح اللّه جعنا فيضرب بيده على الأرض سهلا كان أو جبلا فيخرج لكلّ إنسان منهم رغيفين يأكلهما فإذا عطشوا قالوا يا روح اللّه عطشنا فيضرب بيده على الأرض سهلا كان أو جبلا فيخرج ماء فيشربون قالوا يا روح اللّه من أفضل منّا إذا شئنا أطعمتنا و إذا شئنا سقيتنا و قد آمنّا بك و اتّبعناك قال أفضل منكم من يعمل بيده و يأكل من كسبه فصاروا يغسلون الثّياب بالكراء
4 نهج البلاغة، قال أمير المؤمنين ع و لقد كان في رسول اللّه ص كاف لك في الأسوة إلى أن قال و إن شئت ثلّثت بداود صاحب المزامير و قارئ أهل الجنّة فلقد كان يعمل سفائف الخوص بيده و يقول لجلسائه أيّكم يكفيني بيعها و يأكل قرص الشّعير من ثمنها
5 جامع الأخبار، عن النّبيّ ص أنّه قال من أكل من كدّ يده مرّ على الصّراط كالبرق الخاطف
، و عنه ص أنّه قال من أكل من كدّ يده حلالا فتح له أبواب الجنّة يدخل من أيّها شاء
7 ، و عنه ص أنّه قال من أكل من كدّ يده نظر اللّه إليه بالرّحمة ثمّ لا يعذّبه أبدا
8 ، و عنه ص أنّه قال من أكل من كدّ يده يكون يوم القيامة في عداد الأنبياء و يأخذ ثواب الأنبياء
9 القطب الرّاونديّ في قصص الأنبياء، بإسناده إلى الصّدوق عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن إبراهيم بن هاشم عن عمرو بن عثمان عن أبي جميلة عن عامر عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص إنّ اللّه عزّ و جلّ حين أهبط آدم ع من الجنّة أمره أن يحرث بيده فيأكل من كدّها بعد نعيم الجنّة الخبر
و رواه العيّاشيّ في تفسيره، عن جابر عن أبي جعفر ع مثله
10 الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن سعيد بن جبير قال سئل النّبيّ ص أيّ كسب الرّجل أطيب قال عمل الرّجل بيده و كلّ بيع مبرور
و رواه الطّبرسيّ في مجمع البيان، مثله و فيه سعيد بن عمير
11 العيّاشيّ في تفسيره، عن سيف عن نجم عن أبي جعفر ع قال إنّ فاطمة ع ضمنت لعليّ ع عمل البيت و العجين و الخبز و قمّ البيت و ضمن لها عليّ ع ما كان خلف الباب نقل الحطب و أن يجيء بالطّعام
12 الحسن بن أبي الحسن الدّيلميّ في إرشاد القلوب، و روي أنّه يعني أمير المؤمنين ع لمّا كان يفرغ من الجهاد يتفرّغ لتعليم النّاس و القضاء بينهم فإذا فرغ من ذلك اشتغل في حائط له يعمل فيه بيديه و هو مع ذلك ذاكر للّه تعالى
13 دعائم الإسلام، عن أمير المؤمنين ع أنّه كان يعمل بيده و يجاهد في سبيل اللّه إلى أن قال و أقام على الجهاد أيّام حياة رسول اللّه ص و منذ قام بأمر النّاس إلى أن قبضه اللّه إليه و كان يعمل في ضياعه ما بين ذلك فأعتق ألف مملوك كلّ من كسب يده
14 ، و عنه ع أنّه قال ينبغي للمسلم أن يلتمس الرّزق حتّى تصيبه الشّمس
باب 9 -استحباب الغرس و الزّرع و سقي الطّلح و السّدر
1 جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن أبي عبد اللّه ع قال سأله رجل و أنا عنده فقال جعلت فداك أسمع قوما يقولون إنّ الزّراعة مكروهة فقال ازرعوا و اغرسوا و اللّه ما عمل النّاس عملا أجلّ و لا أطيب منه و اللّه ليزرعنّ الزّرع و ليغرسنّ الغرس بعد خروج الدّجّال
2 ، و عنه ع عن أبيه ع قال ما في الأعمال شيء أحبّ إلى اللّه تعالى من الزّراعة و ما بعث اللّه نبيّا إلّا زارعا إلّا إدريس فإنّه كان خيّاطا
3 ، و عن أبي جعفر ع قال كان أبي يقول خير الأعمال زرع يزرعه فيأكل منه البرّ و الفاجر أمّا البرّ فما أكل منه و شرب يستغفر له و أمّا الفاجر فما أكل منه من شيء يلعنه و يأكل منه السّباع و الطّير
4 الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ قال دخل رسول اللّه ص يوما في بستان أمّ معبد فقال هذه الغروس غرسها كافر أو مسلم فقالت يا رسول اللّه غرسها مسلم فقال ما من مسلم يغرس غرسا يأكل منه إنسان أو دابّة أو طير إلّا أن يكتب له صدقة إلى يوم القيامة
باب 10 -استحباب الإجمال في طلب الرّزق و وجوب الاقتصار على الحلال دون الحرام
1 كتاب عاصم بن حميد الحنّاط، عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال خطب رسول اللّه في حجّة الوداع فقال أيّها النّاس إنّه و اللّه ما من شيء يقرّبكم من الجنّة و يباعدكم من النّار إلّا و قد أمرتكم به و ما من شيء يقرّبكم من النّار و يباعدكم من الجنّة إلّا و قد نهيتكم عنه و إنّ الرّوح الأمين قد نفث في روعي أنّه لا تموت نفس حتّى تستكمل رزقها فاتّقوا اللّه و أجملوا في الطّلب و لا يحملنّ أحدكم استبطاء شيء من الرّزق أن يطلبه بغير حقّ فإنّه لا يدرك شيء ممّا عند اللّه إلّا بطاعته
2 الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص من سرّه أن يستجاب دعوته فليطيّب كسبه
3 فقه الرّضا، ع اتّق في طلب الرّزق و أجمل في الطّلب و اخفض في الكسب و اعلم أنّ الرّزق رزقان فرزق تطلبه و رزق يطلبك فأمّا الّذي تطلبه فاطلبه من حلال فإنّ أكله حلال إن طلبته في وجهه و إلّا أكلته حراما و هو رزقك لا بدّ لك من أكله
4 أبو عليّ محمّد بن همّام في كتاب التّمحيص، عن الثّماليّ عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص ألا إنّ الرّوح الأمين نفث في روعي أنّه لا تموت نفس حتّى تستكمل رزقها فاتّقوا اللّه و أجملوا في الطّلب و لا يحملنّكم استبطاء شيء من الرّزق أن تطلبوه بشيء من معصية اللّه فإنّ اللّه تعالى لا ينال ما عنده إلّا بطاعته قد قسّم الأرزاق بين خلقه فمن هتك حجاب السّتر و عجّل فأخذه من غير حلّه قصّ به من رزقه الحلال و حوسب عليه يوم القيامة
5 ، و عن أبي عبد اللّه ع قال لو كان العبد في جحر لأتاه رزقه فأجملوا في الطّلب
6 نهج البلاغة، قال ع خذ من الدّنيا ما أتاك و تولّ عمّا يتولّى عنك فإن أنت لم تفعل فأجمل في الطّلب
7 السّيّد عليّ بن طاوس في كشف المحجّة، نقلا عن رسائل الكلينيّ بإسناده عنه ع أنّه قال في وصيّته لولده الحسن ع فاعلم يقينا أنّك لن تبلغ أملك و لا تعدو أجلك فإنّك في سبيل من كان قبلك فخفّض في الطّلب و أجمل في المكسب فإنّه ربّ طلب قد جرّ إلى حرب و ليس كلّ طالب بناج و لا كلّ مجمل بمحتاج و أكرم نفسك عن دنيّة و إن ساقتك إلى الرّغب فإنّك لن تعتاض بما تبذل شيئا من دينك و عرضك بثمن و إن جلّ إلى أن قال ما خير بخير لا ينال إلّا بشرّ و يسر لا ينال إلّا بعسر
8 البحار، عن أعلام الدّين للدّيلميّ عن أبي محمّد الحسن العسكريّ ع أنّه قال ادفع المسألة ما وجدت التّحمّل يمكنك فإنّ لكلّ يوم رزقا جديدا و اعلم أنّ الإلحاح في المطالب يسلب البهاء و يورث التّعب و العناء فاصبر حتّى يفتح اللّه لك بابا يسهل الدّخول فيه فما أقرب الصّنع إلى الملهوف و الأمن من الهارب المخوف فربّما كانت الغير نوع أدب من اللّه و الحظوظ مراتب فلا تعجل على ثمرة لم تدرك و إنّما تنالها في أوانها و اعلم أنّ المدبّر لك أعلم بالوقت الّذي يصلح حالك و لا تعجل بحوائجك قبل وقتها فيضيق قلبك و صدرك و يغشاك القنوط
9 ، و عن ابن ودعان بإسناده عن ابن عبّاس قال قال رسول اللّه ص أيّها النّاس إنّ الرّزق مقسوم لن يعدو امرؤ ما قسّم له فأجملوا في الطّلب و إنّ العمر محدود لن يتجاوز أحد ما قدّر له فبادروا قبل نفاذ الأجل و الأعمال المحصيّة
10 ، و عن ابن عمر قال قال رسول اللّه ص ليس شيء يباعدكم من النّار إلّا و قد ذكرته لكم و لا شيء يقرّبكم من الجنّة إلّا و قد دللتكم عليه إنّ روح القدس نفث في روعي أنّه لن يموت عبد منكم حتّى يستكمل رزقه فأجملوا في الطّلب فلا يحملنّكم استبطاء الرّزق على أن تطلبوا شيئا من فضل اللّه بمعصيته فإنّه لا ينال ما عند اللّه إلّا بطاعته ألا و إنّ لكلّ امرئ رزقا هو يأتيه لا محالة فمن رضي به بورك له فيه و وسعه و من لم يرض به لم يبارك له فيه و لم يسعه إنّ الرّزق ليطلب الرّجل كما يطلبه أجله
11 محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن إسماعيل بن كثير رفع الحديث إلى النّبيّ ص قال لمّا نزلت هذه الآية و سئلوا اللّه من فضله قال فقال أصحاب النّبيّ ص ما هذا الفضل أيّكم يسأل رسول اللّه ص عن ذلك قال فقال عليّ بن أبي طالب ع أنا أسأله فسأله عن ذلك الفضل ما هو فقال رسول اللّه ص إنّ اللّه تعالى خلق خلقه و قسّم لهم أرزاقهم من حلّها و عرض لهم بالحرام فمن انتهك حراما نقص له من الحلال بقدر ما انتهك من الحرام و حوسب به
12 ، و عن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن أبي جعفر ع أنّه قال ليس من نفس إلّا و قد فرض اللّه لها رزقا حلالا يأتيها في عافية و عرض لها بالحرام من وجه آخر فإن هي تناولت من الحرام شيئا قاصّها به من الحلال الّذي فرض اللّه لها و عند اللّه سواهما فضل كثير
13 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن النّبيّ ص أنّه قال في خطبته أيّها النّاس ما علمت شيئا يقرّبكم إلى الجنّة و يباعدكم من النّار إلّا و قد أمرتكم به و ما علمت شيئا يقرّبكم إلى النّار و يباعدكم من الجنّة إلّا و قد نهيتكم عنه ألا و لا تموت نفس إلّا و تستكمل ما كتب اللّه لها من الرّزق فاتّقوا اللّه و أجملوا في الطّلب و لا يحملنّ أحدكم استبطاء رزقه على أن يتناول ما لا يحلّ له فإنّه لا ينال ما عند اللّه إلّا بطاعته و الكفّ عن محارمه
14 في مجموعة الشّيخ الجباعيّ، نقلا من خطّ الشّهيد من كتاب التّجارة للحسين بن سعيد عن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن أبي جعفر ع قال ليس من نفس إلّا و فرض اللّه لها رزقا حلالا يأتيها في عافية و عرض لها بالحرام من وجه آخر فإن هي تناولت شيئا من الحرام قاصّها به من الحلال الّذي فرض لها و عند اللّه سواهما فضل كثير و هو قوله تعالى و سئلوا اللّه من فضله
15 كتاب العلاء بن رزين، عن أبي حمزة و محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص و إنّ الرّوح الأمين نفث في روعي أنّه لن تموت نفس حتّى تستكمل رزقها فأجملوا في الطّلب و لا يحملنّكم استبطاء شيء من الرّزق أن تطلبوا ما عند اللّه من معاصيه فلا ينال ما عند اللّه إلّا بالطّاعة
16 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه قال لو أنّ عبدا هرب من رزقه لاتّبعه رزقه حتّى يدركه كما أنّ الموت يدركه
17 ، و أهدي إلى النّبيّ ص ثلاثة طيور فأطعم أهله طائرا فلمّا كان من الغد أتته به فقال لها أ لم أنهك أن ترفعي شيئا لغد فإنّ اللّه يرزق كلّ غد الرّزق مقسوم يأتي ابن آدم على أيّ سيرة شاء ليس لتقوى متّق بزائد و لا لفجور فاجر بناقص و إن شرهت نفسه و هتك السّتر لم ير فوق رزقه
18 ، و عنه ص أنّه قال لو أنّكم توكّلون على اللّه حقّ توكّله لرزقكم كما يرزق الطّير
19 ، و عنه ص قال من طلب الدّنيا حلالا مكاثرا مفاخرا مرائيا لقي اللّه يوم يلقاه و هو عليه غضبان
20 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال الرّزق يسعى إلى من لا يطلبه
و قال ع الأرزاق لا تنال بالحرص و المغالبة
و قال ع أجملوا في الطّلب فكم من حريص خائب و مجمل لم يخب
و قال ع ذلّل نفسك بالطّاعة و حلّها بالقناعة و خفّض في الطّلب و أجمل في المكتسب
و قال ع رزقك يطلبك فأرح نفسك من طلبه
و قال ع سوف يأتيك أجلك فأجمل في الطّلب سوف يأتيك ما قدّر لك فخفّض في المكتسب
و قال ع ستّة يختبر بها دين الرّجل إلى أن قال و الإجمال في الطّلب
و قال ع عجبت لمن علم أنّ اللّه قد ضمن الأرزاق و قدّرها و أنّ سعيه لا يزيده فيما قدّر له منها و هو حريص دائب في طلب الرّزق
و قال ع لكلّ رزق سبب فأجملوا في الطّلب
و قال ع لن يفوتك ما قسّم لك فأجمل في الطّلب لن تدرك ما زوي عنك فأجمل في المكتسب
و قال ع ليس كلّ مجمل بمحروم
باب 11 -استحباب الاقتصاد في طلب الرّزق
1 الصّدوق في علل الشّرائع، عن أبيه عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن الرّبيع بن محمّد عن عبد اللّه بن سليمان قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّ اللّه عزّ و جلّ أوسع في أرزاق الحمقى لتعتبر العقلاء و يعلموا أنّ الدّنيا لا تنال بالعقل و لا بالحيلة
2 ثقة الإسلام في الكافي، عن بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم عن الكاظم ع قال قال يا هشام إنّ العقلاء زهدوا في الدّنيا و رغبوا في الآخرة لأنّهم علموا أنّ الدّنيا طالبة و مطلوبة و الآخرة طالبة و مطلوبة فمن طلب الآخرة طلبته الدّنيا حتّى يستوفي منها رزقه و من طلب الدّنيا طلبته الآخرة فيأتيه الموت فيفسد عليه دنياه و آخرته يا هشام من أراد الغنى بلا مال و راحة القلب من الحسد و السّلامة في الدّين فليتضرّع إلى اللّه عزّ و جلّ في مسألته بأن يكمّل عقله فمن عقل قنعبما يكفيه و من قنع بما يكفيه استغنى و من لم يقنع بما يكفيه لم يدرك الغنى أبدا
3 أبو الفتح الكراجكيّ في كنز الفوائد، عن رسول اللّه ص أنّه قال من رضي باليسير من الرّزق رضي اللّه منه باليسير من العمل
4 ، و قال أمير المؤمنين ع الرّزق رزقان رزق تطلبه و رزق يطلبك فإن لم تأته أتاك
5 عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن محمّد بن أحمد بن ثابت عن الحسن بن محمّد عن محمّد بن زياد عن أبي أيّوب عن محمّد بن مسلم قال سألت أبا عبد اللّه ع عن قول اللّه عزّ و جلّ و من يتّق اللّه يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب قال في دنياه
6 ، و عن أمير المؤمنين ع أنّه قال فيما وعظ به لقمان ابنه أنّه قال يا بنيّ ليعتبر من قصر يقينه و ضعف تعبه في طلب الرّزق إنّ اللّه تعالى خلقه في ثلاثة أحوال من رزقه و آتاه رزقه و لم يكن في واحدة منها كسب و لا حيلة إنّ اللّه سيرزقه في الحالة الرّابعة أمّا أوّل ذلك فإنّه كان في رحم أمّه يرزقه هناك في قرار مكين حيث لا برد يؤذيه و لا حرّ ثمّ أخرجه من ذلك و أجرى له من لبن أمّه يربّيه من غير حول به و لا قوّة ثمّ فطم من ذلك فأجرى له من كسب أبويه برأفة و رحمة من قلوبهما حتّى إذا كبر و عقل و اكتسب ضاق به أمره فظنّ الظّنون بربّه و جحد الحقوق في ماله و قتّر على نفسه و عياله مخافة الفقر
7 محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن أمير المؤمنين ع يا ابن آدم لا يكن أكبر همّك يومك الّذي إن فاتك لم يكن من أجلك فإن همّك يوم فإنّ كلّ يوم تحضره يأتي اللّه فيه برزقك و اعلم أنّك لن تكتسب شيئا فوق قوتك إلّا كنت فيه خازنا لغيرك تكثر في الدّنيا به نصبك و تحظي به وارثك و يطول معه يوم القيامة حسابك فاسعد بمالك في حياتك و قدّم ليوم معادك زادا يكون أمامك فإنّ السّفر بعيد و الموعد القيامة و المورد الجنّة أو النّار
8 البحار، عن الدّيلميّ في أعلام الدّين عن الحسين ع أنّه قال لرجل يا هذا لا تجاهد في الرّزق جهاد الغالب و لا تتّكل على القدر اتّكال مستسلم فإنّ ابتغاء الرّزق من السّنّة و الإجمال في الطّلب من العفّة و ليس العفّة بمانعة رزقا و لا الحرص بجالب فضلا و إنّ الرّزق مقسوم و الأجل محتوم و استعمال الحرص جالب المآثم
و رواه أبو عليّ بن همّام في كتاب التّمحيص، عن جابر عن الحسن بن عليّ ع مثله و فيه لا تجاهد الطّلب جهاد العدوّ و في آخره و استعمال الحرص استعمال المآثم
9 ، و عن الصّادق ع أنّه قال إذا أحبّ اللّه عبدا ألهمه الطّاعة و ألزمه القناعة و فقّهه في الدّين و قوّاه باليقين و اكتفى بالكفاف و اكتنى بالعفاف و إذا أبغض اللّه عبدا حبّب إليه المال و بسط له و ألهمه دنياه و وكله إلى هواه فركب العناد و بسط الفساد و ظلم العباد
10 الشّيخ المفيد في الأمالي، عن أحمد بن محمّد بن الحسن عن أبيه عن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن عليّ بن مهزيار رفعه قال كان أمير المؤمنين ع يقول قرّبوا على أنفسكم البعيد و هوّنوا عليها الشّديد و اعلموا أنّ عبدا و إن ضعفت حيلته و وهنت مكيدته أنّه لن ينقص ممّا قدّر اللّه له و إن قوي عبد في شدّة الحيلة و قوّة المكيدة إنّه لن يزاد على ما قدّر اللّه له
11 جامع الأخبار، عن رسول اللّه ص أنّه قال
دع الحرص على الدّنيا و في العيش فلا تطمعو لا تجمع من المال فلا تدري لمن تجمعو لا تدري أ في أرضك أم في غيرها تصرعفإنّ الرّزق مقسوم و كدّ المرء لا ينفعفقير كلّ من يطمع غنيّ كلّ من يقنع
محمّد بن همّام في كتاب التّمحيص، عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص الدّنيا دول فما كان لك منها أتاك على ضعفك و ما كان منها عليك لم تدفعه بقوّتك و من انقطع رجاؤه ممّا فات استراح بدنه و من رضي بما رزقه اللّه قرّت عينه
13 نهج البلاغة، قال أمير المؤمنين ع الرّزق رزقان رزق تطلبه و رزق يطلبك فإن لم تأته أتاك فلا تحمل همّ سنتك على همّ يومك كفاك كلّ يوم ما فيه فإن تكن السّنة من عمرك فإنّ اللّه تعالى جدّه سيؤتيك في كلّ غد جديد ما قسم لك و إن لم تكن السّنة من عمرك فما تصنع بالهمّ بما ليس لك و لن يسبقك إلى رزقك طالب و لن يغلبك عليه غالب و لن يبطئ عنك ما قد قدّر لك
و قال ع اعلموا يقينا أنّ اللّه لم يجعل للعبد و إن عظمت حيلته و اشتدّت طلبته و قويت مكيدته أكثر ممّا سمّى له في الذّكر الحكيم و لم يحل بين العبد في ضعفه و قلّة حيلته و بين أن يبلغ ما سمّى له في الذّكر الحكيم و العارف لهذا العامل به أعظم النّاس راحة في منفعة و التّارك له الشّاكّ فيه أعظم النّاس شغلا في مضرّة و ربّ منعم عليه مستدرج بالنّعمى و ربّ مبتلى مصنوع له بالبلوى فزد أيّها المستمع في شكرك و قصّر من عجلتك و قف عند منتهى رزقك
14 فقه الرّضا، ع و ليكن نفقتك على نفسك و عيالك قصدا فإنّ اللّه تعالى يقول يسئلونك ما ذا ينفقون قل العفو و العفو الوسط و قال اللّه و الّذين إذا أنفقوا لم يسرفوا و لم يقتروا إلى آخره و قال العالم ضمنت لمن اقتصد أن لا يفتقر
باب 12 -استحباب الدّعاء في طلب الرّزق و الرّجاء للرّزق من حيث لا يحتسب
1 محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن ابن الهذيل عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه قسّم الأرزاق بين عباده و فضّل فضلا كثيرا لم يقسّمه بين أحد قال اللّه و سئلوا اللّه من فضله
2 ، و عن محمّد بن فضيل عن جابر عن أبي جعفر ع قال أتى رسول اللّه ص رجل من أصحاب البادية فقال يا رسول اللّه إنّ لي بنين و بنات و إخوة و أخوات و بني بنين و بني بنات و بني إخوة و بني أخوات و المعيشة علينا خفيفة فإن رأيت يا رسول اللّه أن تدعو اللّه أن يوسّع علينا قال و بكى فرّق له المسلمون فقال له رسول اللّه ص ما من دابّة في الأرض إلّا على اللّه رزقها و يعلم مستقرّها و مستودعها كلّ في كتاب مبين من كفل بهذه الأفواه المضمونة على اللّه رزقها صبّ اللّه عليه الرّزق صبّا كالماء المنهمر إن قليلا فقليلا و إن كثيرا فكثيرا قال ثمّ دعا رسول اللّه ص و أمّن له المسلمون قال فقال أبو جعفر ع فحدّثني من رأى الرّجل في زمن عمر فسأله عن حاله فقال من أحسن من حوله حالا و أكثرهم مالا
3 عبد اللّه بن جعفر الحميريّ في قرب الإسناد، عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الصّادق عن أبيه ع قال إذا غدوت في حاجتك بعد أن تصلّي الغداة بعد التّشهّد فقل اللّهمّ إنّي غدوت ألتمس من فضلك كما أمرتني فارزقني من فضلك رزقا حلالا طيّبا و أعطني فيما ترزقني العافية تقول ذلك ثلاث مرّات
قال و سمعت جعفرا ع يملي على بعض التّجّار من أهل الكوفة في طلب الرّزق فقال له صلّ ركعتين متى شئت فإذا فرغت من التّشهّد قلت توجّهت بحول اللّه و قوّته بلا حول منّي و لا قوّة و لكن بحولك يا ربّ و قوّتك أبرأ إليك من الحول و القوّة إلّا ما قوّيتني اللّهمّ إنّي أسألك بركة هذا اليوم و أسألك بركة أهله و أسألك أن ترزقني من فضلك رزقا واسعا حلالا طيّبا مباركا تسوقه إليّ في عافية بحولك و قوّتك و أنا خافض في عافية تقول ذلك ثلاث مرّات
4 الحسن بن فضل الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، في طلب الرّزق عن الصّادق ع اللّهمّ إن كان رزقي في السّماء فأنزله و إن كان في الأرض فأظهره و إن كان بعيدا فقرّبه و إن كان قريبا فأعطنيه و إن كان قد أعطيتنيه فبارك لي فيه و جنّبني عليه المعاصي و الرّدى
5 القطب الرّاونديّ في دعواته، عن الصّادق عن آبائه ع قال من لم يسأل اللّه من فضله افتقر و من دعائهم ع اللّهمّ إنّي أسألك من فضلك الواسع الفاضل المفضل رزقا واسعا حلالا طيّبا بلاغا للآخرة و الدّنيا هنيئا مريئا صبّا صبّا من غير منّ من أحد إلّا سعة من فضلك و طيّبا من رزقك و حلالا من وسعك تغنيني به من فضلك أسأل و من يدك الملأى أسأل و من خيرتك أسأل يا من بيده الخير و هو على كلّ شيء قدير
6 أحمد بن محمّد بن فهد في عدّة الدّاعي، عن الصّادق ع لطلب الرّزق يا اللّه يا اللّه يا اللّه أسألك بحقّ من حقّه عليك عظيم أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن ترزقني العمل بما علّمتني من معرفة حقّك و أن تبسط عليّ ما حظرت من رزقك
7 السّيّد عليّ بن طاوس في مهج الدّعوات، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال من تعذّر عليه رزقه و تغلّقت عليه مذاهب المطالب في معاشه ثمّ كتب له هذا الكلام في رقّ ظبي أو قطعة من أدم و علّقه عليه أو جعله في بعض ثيابه الّتي يلبسها فلم يفارقه وسّع اللّه رزقه و فتح عليه أبواب المطالب في معاشه من حيث لا يحتسب اللّهمّ لا طاقة لفلان بن فلان بالجهد و لا صبر له على البلاء و لا قوّة له على الفقر و الفاقة اللّهمّ فصلّ على محمّد و آل محمّد و لا تحظر على فلان بن فلان رزقك و لا تقتر عليه سعةما عندك و لا تحرمه فضلك و لا تحرمه من جزيل قسمك و لا تكله إلى خلقك و لا إلى نفسه فيعجز عنها و يضعف عن القيام فيما يصلحه و يصلح ما قبله بل تفرّد بلمّ شعثه و تولّ كفايته و انظر إليه في جميع أموره فإنّك إن وكلته إلى خلقك لم ينفعوه و إن ألجأته إلى أقربائه حرموه و إن أعطوه أعطوا قليلا نكدا و إن منعوه منعوا كثيرا و إن بخلوا فهم للبخل أهل اللّهمّ أغن فلان بن فلان من فضلك و لا تخله منه فإنّه مضطرّ إليك فقير إلى ما في يديك و أنت غنيّ عنه و أنت به خبير عليم و من يتوكّل على اللّه فهو حسبه إنّ اللّه بالغ أمره قد جعل اللّه لكلّ شيء قدرا إنّ مع العسر يسرا إنّ مع العسر يسرا و من يتّق اللّه يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب
8 ابن أبي جمهور في عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه شكا إليه رجل قلّة الرّزق فقال ص أدم الطّهارة يدم عليك الرّزق ففعل الرّجل ذلك فوسّع عليه الرّزق
9 و في درر اللآّلي العماديّة، عن عبد اللّه بن سلام قال قال رسول اللّه ص من توضّأ لكلّ حدث و لم يكن دخّالا على النّساء في البيوتات و لم يكن يكتسب مالا بغير حقّ رزق من الدّنيا بغير حساب
10 الشّيخ إبراهيم الكفعميّ في الجنّة، رأيت في بعض كتب أصحابنا ما ملخّصه أنّ رجلا جاء إلى النّبيّ ص و قال يا رسول اللّه إنّي كنت غنيّا فافتقرت و صحيحا فمرضت و كنت مقبولا عند النّاس فصرت مبغوضا و خفيفا على قلوبهم فصرت ثقيلا و كنت فرحانا ]فرحان[ فاجتمعت عليّ الهموم و قد ضاقت عليّ الأرض بما رحبت و أجول طول نهاري في طلب الرّزق فلا أجد ما أتقوّت به كأنّ اسمي قد محي من ديوان الأرزاق إلى أن قال فقال له النّبيّ ص اتّق اللّه و أخلص ضميرك و ادع بهذا الدّعاء و هو دعاء الفرج بسم اللّه الرّحمن الرّحيم إلهي طموح الآمال قد خابت إلّا لديك و معاكف الهمم قد تقطّعت إلّا عليك و مذاهب العقول قد سمت إلّا إليك فإليك الرّجاء و إليك الملتجأ يا أكرم مقصود و يا أجود مسئول هربت إليك بنفسي يا ملجأ الهاربين بأثقال الذّنوب أحملها على ظهري و ما أجد لي إليك شافعا سوى معرفتي بأنّك أقرب من رجاه الطّالبون و لجأ إليه المضطرّون و أمّل ما لديه الرّاغبون يا من فتق العقول بمعرفته و أطلق الألسن بحمده و جعل ما امتنّ به على عباده كفاية لتأدية حقّه صلّ على محمّد و آله و لا تجعل للهموم على عقلي سبيلا و لا للباطل على عملي دليلا و افتح لي بخير الدّنيا يا وليّ الخير فلمّا دعا به الرّجل و أخلص النّيّة عاد إلى حسن الإجابة
باب 13 -كراهة زيادة الاهتمام بالرّزق
1 القطب الرّاونديّ في قصص الأنبياء، بإسناده إلى الصّدوق عن محمّد بن الحسن عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن عليّ بن محمّد القاسانيّ عن القاسم بن محمّد الأصبهانيّ عن سليمان بن داود المنقريّ عن حفص بن غياث النّخعيّ عن أبي عبد اللّه ع قال من اهتمّ لرزقه كتب عليه خطيئة إنّ دانيال ع كان في زمن ملك جبّار فأخذه و طرحه في الجبّ و طرح معه السّباع لتأكله فلم تدن إليه فأوحى اللّه تعالى جلّت عظمته إلى نبيّ من أنبيائه ص أن ائت دانيال بطعام قال يا ربّ و أين دانيال قال تخرج من القرية فيستقبلك ضبع فيدلّك عليه فخرج فانتهى به الضّبع إلى ذلك الجبّ فإذا بدانيال ع فيه فأدلى له الطّعام فقال دانيال الحمد للّه الّذي لا ينسى من ذكره و الحمد للّه الّذي لا يخيّب من دعاه و الحمد للّه الّذي يجزي بالإحسان إحسانا و بالصّبر نجاة ثمّ قال أبو عبد اللّه ص أبى اللّه أن يجعل أرزاق المؤمنين إلّا من حيث لا يحتسبون و أبى اللّه أن يقبل شهادة لأوليائه في دولة الظّالمين
2 الحسن بن فضل الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، عن عبد اللّه بن مسعود قال قال رسول اللّه ص يا ابن مسعود لا تهتمّنّ للرّزق فإنّ اللّه تعالى يقول و ما من دابّة في الأرض إلّا على اللّه رزقها و قال و في السّماء رزقكم و ما توعدون و قال و إن يمسسك اللّه بضرّ فلا كاشف له إلّا هو و إن يمسسك بخير فهو على كلّ شيء قدير
3 الدّيلميّ في إرشاد القلوب، عن ابن عبّاس قال قال رسول اللّه ص ثلاثة يدخلون الجنّة بغير حساب رجل يغسل قميصه و ليس له بدل و رجل لم يطبخ على مطبخ قدرين و رجل كان عنده قوت يوم و لم يهتمّ لغد
باب 14 -كراهة كثرة النّوم و الفراغ
1 نهج البلاغة، قال أمير المؤمنين ع ما أنقض النّوم لعزائم الأمور
الآمديّ في الغرر، عنه ع قال ويح النّائم ما أخسره قصر عمله و قلّ أجره
و قال ع بئس الغريم النّوم يفني قصير العمر و يفوّت كثير الأجر
3 العيّاشيّ في تفسيره، عن ابن أبي حمزة قال قلت لأبي الحسن ع إنّ أباك أخبرنا بالخلف من بعده فلو أخبرتنا به فأخذ بيدي فهزّها ثمّ قال ما كان اللّه ليضلّ قوما بعد إذ هداهم حتّى يبيّن لهم ما يتّقون قال فخفقت فقال مه لا تعوّد عينيك كثرة النّوم فإنّها أقلّ شيء في الجسد شكرا
و باقي أخبار الباب تقدّم في أبواب التّعقيب
باب 15 -كراهة الكسل في أمور الدّنيا و الآخرة
1 كتاب العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال إنّي لأبغض الرّجل يكون كسلان عن أمر دنياه فهو عن أمر آخرته أكسل
و رواه في دعائم الإسلام، عن أمير المؤمنين ع مثله
الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع للكسلان ثلاث علامات يتوانى حتّى يفرّط و يفرّط حتّى يضيّع و يضيّع حتّى يأثم
3 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين أنّه قال الكسل يفسد الآخرة
و قال ع آفة النّجح الكسل
و قال ع من دام كسله خاب أمله
و قال ع من التّواني يتولّد الكسل
باب 16 -كراهة الضّجر و المنى
1 الشّيخ المفيد في أماليه، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد عن أبيه عن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن عليّ بن مهزيار عن فضالة بن أيّوب عن عجلان أبي صالح قال قال أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد ص في حديث و إيّاك و الكسل و الضّجر فإنّ أبي بذلك كان يوصيني و بذلك كان يوصيه أبوه و كذلك في صلاة اللّيل إنّك إذا كسلت لم تؤدّ إلى أحد حقّا و عليك بالصّدق و الورع و أداء الأمانة و إذا وعدت فلا تخلف
2 السّيّد عليّ بن طاوس في كشف المحجّة، نقلا من رسائل الكلينيّ رحمه اللّه بإسناده إلى جعفر بن عنبسة عن عبّاد بن زياد الأسديّ عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي جعفر ع أنّه قال قال أمير المؤمنين ع في وصيّته لولده الحسن ع إيّاك و الاتّكال على المنى فإنّها بضائع النّوكى و تثبّط عن الآخرة و الدّنيا
و قال ع أشرف الغنى ترك المنى
3 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص لا تمنّي إلّا في خير كثير
4 ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص من تمنّى شيئا هو للّه تعالى رضى لم يمت من الدّنيا حتّى يعطاه
5 ، و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ع قال إذا تمنّى أحدكم فليكن مناه في الخير و ليكثر فإنّ اللّه واسع كريم
، و بهذا الإسناد عن عليّ ع كما في نسخة الشّهيد، رحمه اللّه قال من تمنّى شيئا من فضول الدّنيا من مراكبها و قصورها أو رياشها عنّى نفسه و لم يشف غيظه و مات بحسرته
7 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن الصّادق ع أنّه قال لعبد اللّه بن جندب في وصيّته له و لا تنظر إلّا إلى ما عندك و لا تتمنّ ما لست تناله فإنّ من قنع شبع و من لم يقنع لم يشبع
8 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال الأمانيّ شيمة الحمقى
و قال ع الأمانيّ بضائع النّوكى و الآمال غرور الحمقاء
و قال ع الأمانيّ همّة الجهّال
و قال ع الأمانيّ تخدعك و عند الحقائق تخذلك
و قال ع إيّاك و المنى فإنّها بضائع النّوكى
و قال ع أقبح العيّ الضّجر
9 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن رسول اللّه ص أنّه قال لرجل من بني تميم و لا تضجر فإنّ الضّجر يمنعك من الآخرة و الدّنيا الخبر
باب 17 -استحباب العمل في البيت للرّجل و المرأة
1 عبد اللّه بن جعفر في قرب الإسناد، عن السّنديّ بن محمّد عن أبي البختريّ عن أبي عبد اللّه عن أبيه ع قال تقاضى عليّ و فاطمة ص إلى رسول اللّه ص في الخدمة فقضى على فاطمة بخدمة ما دون الباب و قضى على عليّ ع بما خلفه قال فقالت فاطمة ع فلا يعلم ما داخلني من السّرور إلّا اللّه بإكفائي رسول اللّه ص تحمّل رقاب الرّجال
2 جامع الأخبار، عن عليّ ع قال دخل علينا رسول اللّه ص و فاطمة ع جالسة عند القدر و أنا أنقّي العدس قال يا أبا الحسن قلت لبّيك يا رسول اللّه قال اسمع و ما أقول إلّا ما أمر ربّي ما من رجل يعين امرأته في بيتها إلّا كان له بكلّ شعرة على بدنه عبادة سنة صيام نهارها و قيام ليلها و أعطاه اللّه من الثّواب ما أعطاه اللّه الصّابرين و داود النّبيّ و يعقوب و عيسى ع يا عليّ من كان في خدمة عياله في البيت و لم يأنف كتب اللّه اسمه في ديوان الشّهداء و كتب اللّه له بكلّ يوم و ليلة ثواب ألف شهيد و كتب له بكلّ قدم ثواب حجّة و عمرة و أعطاه اللّه تعالى بكلّ عرق في جسده مدينة في الجنّة يا عليّ ساعة في خدمة البيت خير من عبادة ألف سنة و ألف حجّ و ألف عمرة و خير من عتق ألف رقبة و ألف غزوة و ألف مريض عاده و ألف جمعة و ألف جنازة و ألف جائع يشبعهم و ألف عار يكسوهم و ألف فرس يوجّهه في سبيل اللّه و خير له من ألف دينار يتصدّق على المساكين و خير له من أن يقرأ التّوراة و الإنجيل و الزّبور و الفرقان و من ألف أسير اشتراها فأعتقها و خير له من ألف بدنة يعطي للمساكين و لا يخرج من الدّنيا حتّى يرى مكانه من الجنّة يا عليّ من لم يأنف من خدمة العيال دخل الجنّة بغير حساب يا عليّ خدمة العيال كفّارة للكبائر و يطفئ غضب الرّبّ و مهور حور العين و يزيد في الحسنات و الدّرجات يا عليّ لا يخدم العيال إلّا صدّيق أو شهيد أو رجل يريد اللّه به خير الدّنيا و الآخرة
باب 18 -استحباب مرمّة المعاش و إصلاح المال
1 ثقة الإسلام في الكافي، عن بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم عن موسى بن جعفر أنّه قال قال الحسن بن عليّ ع في حديث و استثمار المال تمام المروءة
2 أبو عليّ في أماليه، عن أبيه عن المفيد عن الحسين بن محمّد التّمّار عن محمّد بن القاسم الأنباريّ عن أحمد بن عبيد عن عبد الرّحيم بن قيس الهلاليّ عن العمريّ عن أبي حمزة السّعديّ عن أبيه قال أوصى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب إلى الحسن بن عليّ ع فقال فيما أوصى به إليه يا بنيّ لا فقر أشدّ من الجهل إلى أن قال و ليس للمؤمن بدّ من أن يكون شاخصا في ثلاث مرمّة لمعاش و خطوة لمعاد و لذّة في غير محرّم
3 الصّدوق في معاني الأخبار، عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن خالد رفعه عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن الحارث الأعور قال قال أمير المؤمنين ع للحسن ابنه ع يا بنيّ ما المروءة فقال العفاف و استصلاح المال
4 نهج البلاغة، في وصيّته للحسن ع و حفظ ما في يدك أحبّ إليّ من طلب ما في يد غيرك
5 فقه الرّضا، ع و اجتهدوا أن يكون زمانكم أربع ساعات ساعة للّه لمناجاته و ساعة لأمر المعاش و ساعة لمعاشرة الإخوان الثّقات الخبر
باب 19 -استحباب الاقتصاد و تقدير المعيشة
1 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص في حديث و ما عال امرؤ في اقتصاد
2 ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص إذا أراد اللّه بأهل بيت خيرا فقّههم في الدّين و رزقهم الرّفق في معايشهم و القصد في شأنهم الخبر
3 العيّاشيّ في تفسيره، عن ابن سنان عن أبي عبد اللّه ع في قوله تعالى و لا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك قال فضمّ يده و قال هكذا فقال و لا تبسطها كلّ البسط و بسط راحته و قال هكذا
4 ، و عن عجلان عن أبي عبد اللّه ع في حديث ذكر فيه أنّ النّبيّ ص أعطى قميصه السّائل قال فأدّبه اللّه على القصد فقال و لا تجعل الآية
5 ، و عن عامر بن جذاعة قال دخل على أبي عبد اللّه ع رجل فقال يا أبا عبد اللّه قرضا إلى ميسرة فقال أبو عبد اللّه ع إلى غلّة تدرك فقال لا و اللّه فقال إلى تجارة تؤدّى فقال لا و اللّه قال فإلى عقدة تباع فقال لا و اللّه فقال فأنت إذا ممّن جعل اللّه له في أموالنا حقّا فدعا أبو عبد اللّه ع بكيس فيه دراهم فأدخل يده فناوله قبضة ثمّ قال اتّق اللّه و لا تسرف و لا تقتر و كن بين ذلك قواما إنّ التّبذير من الإسراف قال اللّه تعالى و لا تبذّر تبذيرا إنّ اللّه تعالى لا يعذّب على القصد
6 ، و عن عليّ بن جذاعة قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول اتّق اللّه و لا تسرف و لا تقتر و كن بين ذلك قواما إنّ التّبذير من الإسراف و قال اللّه تعالى و لا تبذّر تبذيرا إنّ اللّه لا يعذّب على القصد
7 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن رسول اللّه ص أنّه قال إنّ المؤمن أخذ من اللّه أدبا إذا وسّع عليه اقتصد و إذا أقتر عليه اقتصر
8 كتاب حسين بن عثمان، عمّن ذكره و غير واحد عن أبي عبد اللّه ع قال لا يصلح المرء إلّا على ثلاث التّفقّه في الدّين و حسن التّقدير في المعيشة و الصّبر على النّائبة
9 أحمد بن محمّد بن فهد في عدّة الدّاعي، عن عيسى بن موسى قال قال الصّادق ع يا عيسى المال مال اللّه جعله ودائع عند خلقه و أمرهم أن يأكلوا منه قصدا و يشربوا منه قصدا و يلبسوا منه قصدا و ينكحوا منه قصدا و يركبوا منه قصدا و يعودوا بما سوى ذلك على فقراء المؤمنين فمن تعدّى ذلك كان ما أكله حراما و ما شرب منه حراما و ما لبسه منه حراما و ما نكحه منه حراما و ما ركبه منه حراما
10 القطب الرّاونديّ في القصص، بإسناده إلى الصّدوق عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن القاسم بن محمّد عن سليمان بن داود عن حمّاد بن عيسى عن الصّادق ع أنّه قال قال لقمان لابنه في حديث و كن مقتصدا و لا تمسكه تقتيرا و لا تعطه تبذيرا
11 فقه الرّضا، ع و ليكن نفقتك على نفسك و عيالك قصدا فإنّ اللّه يقول يسئلونك ما ذا ينفقون قل العفو و العفو الوسط و قال اللّه تعالى و الّذين إذا أنفقوا لم يسرفوا و لم يقتروا إلى آخره و قال العالم ع ضمنت لمن اقتصد أن لا يفتقر
12 دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص أنّه قال الكمال كلّ الكمال الفقه في الدّين و الصّبر على النّائبة و التّقدير في المعيشة
13 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال الاقتصاد ينمي القليل
و قال ع الاقتصاد ينمي اليسير
و قال ع الاقتصاد نصف المئونة
و قال ع لن يهلك من اقتصد
و قال ع ليس في الاقتصاد تلف
و قال ع من لم يحسن الاقتصاد أهلكه الإسراف
و قال ع من اقتصد خفّت عليه المؤن
و قال ع من اقتصد في الغنى و الفقر فقد استعدّ لنوائب الدّهر
و قال ع من صحب الاقتصاد دامت صحبة الغنى له و جبر الاقتصاد فقره و خلله
و قال ع من المروءة أن تقتصد فلا تسرف و تعد فلا تخلف
باب 20 -وجوب الكدّ على العيال من الرّزق الحلال
1 دعائم الإسلام، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال ما غدوة أحدكم في سبيل اللّه بأعظم من غدوته يطلب لولده و عياله ما يصلحهم
2 الصّدوق في الهداية، روي أنّ الكادّ على عياله من حلال كالمجاهد في سبيل اللّه
3 فقه الرّضا، ع و اعلم أنّ نفقتك على نفسك و عيالك صدقة و الكادّ على عياله من حلّ كالمجاهد في سبيل اللّه
4 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه قال من طلب الدّنيا حلالا استعفافا عن المسألة و سعيا على عياله و تعطّفا على جاره لقي اللّه و وجهه كالقمر ليلة البدر
5 ابن أبي جمهور في عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال الكادّ على عياله كالمجاهد في سبيل اللّه
6 و في درر اللآّلي، عن ثوبان قال قال رسول اللّه ص أفضل دينار دينار أنفقه الرّجل على عياله و دينار أنفقه على دابّته في سبيل اللّه و دينار أنفقه على أصحابه في سبيل اللّه ثمّ قال و أيّ رجل أعظم أجرا من رجل سعى على عياله صغارا يعفّهم و يغنيهم اللّه به
7 مجموعة الشّهيد، رحمه اللّه عن النّبيّ ص أنّه قال و من سعى في نفقة عياله و والديه فهو كالمجاهد في سبيل اللّه
باب 21 -استحباب شراء العقار و كراهة بيعه إلّا أن يشتري بثمنه بدله و كون العقارات متفرّقة
1 البحار، عن دلائل الطّبريّ بإسناده عن موسى بن جعفر ع قال حدّثني أبي عن جدّه ع أنّ بائع الضّيعة ممحوق و مشتريها مرزوق
الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قيل يا رسول اللّه أيّ المال خير إلى أن قال فأيّ المال بعد البقر أفضل قال الرّاسخات في الوحل المطعمات في المحل نعم المال النّخل من باعها فلم يخلف مكانها فإنّ ثمنها بمنزلة رماد على رأس شاهقة اشتدّت به الرّيح في يوم عاصف
باب 22 -استحباب مباشرة كبار الأمور كشراء العقار و الرّقيق و الإبل و الاستنابة فيما سواها و اختيار معالي الأمور و ترك حقيرها
1 دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه أوصى بعض أصحابه فقال لا تكن دوّارا في الأسواق و لا تل شراء دقائق الأشياء بنفسك فإنّه لا ينبغي للمرء المسلم ذي الدّين و الحسب أن يشتري دقائق الأشياء بنفسه خلا ثلاثة أشياء الغنم و الإبل و الرّقيق
2 ، و نظر عليّ ع إلى رجل من أصحابه يحمل بقلا على يده فقال إنّه يكره للرّجل السّريّ أن يحمل الشّيء الدّنيء لئلّا يتجرّأ عليه
3 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص إنّ اللّه عزّ و جلّ جواد يحبّ الجود و معالي الأمور و يكره سفسافها
باب 23 -كراهة طلب الحوائج من مستحدث النّعمة
1 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن داود الرّقّيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال يا داود لأن تدخل يدك في فم التّنّين إلى المرفق خير لك من طلب الحوائج ممّن لم يكن فكان
2 الشّهيد في الدّرّة الباهرة، عن الرّضا ع أنّه قال فوت الحاجة أهون من طلبها إلى غير أهلها
3 ، و عن الكاظم ع أنّه قال من ولّده الفقر أبطره الغنى
باب 24 -عدم جواز ترك الدّنيا الّتي لا بدّ منها للآخرة و بالعكس
1 القطب الرّاونديّ في قصص الأنبياء، بإسناده إلى الصّدوق عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أبيه عن درست عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن ع قال كان لقمان يقول لابنه يا بنيّ إنّ الدّنيا بحر و قد غرق فيها جيل كثير إلى أن قال يا بنيّ خذ من الدّنيا بلغة و لا تدخل فيها دخولا يضرّ بآخرتك و لا ترفضها فتكون عيالا على النّاس الخبر
2 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص كفى بالمرء إثما أن يضيّع من يقوت
3 الخزّاز في كفاية الأثر، عن محمّد بن وهبان عن داود بن الهيثم عن جدّه إسحاق بن بهلول عن أبيه بهلول عن طلحة بن زيد الرّقّيّ عن الزّبير بن عطاء عن عمير بن هانئ العنسيّ عن جنادة بن أبي أميّة عن الحسن بن عليّ ع أنّه قال اعمل لدنياك كأنّك تعيش أبدا و اعمل لآخرتك كأنّك تموت غدا الخبر
4 الحسين بن سعيد الأهوازيّ في كتاب الزّهد، عن محمّد بن أبي عمير عن عليّ الأحمسيّ عمّن أخبره عن أبي جعفر ع أنّه كان يقول نعم العون الدّنيا على الآخرة
باب 25 -استحباب الاغتراب في طلب الرّزق و التّبكير إليه و الإسراع في المشي
1 دعائم الإسلام، روّينا عن أبي عبد اللّه عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين ع أنّ رسول اللّه ص قال إذا أعسر أحدكم فليضرب في الأرض يبتغي من فضل اللّه و لا يغمّ نفسه
الجعفريّات، بإسناده عنه ص مثله
2 الشّيخ المفيد في أماليه، عن أبي بكر الجعابيّ عن أحمد بن محمّد بن عقدة عن جعفر بن عبد اللّه عن أخيه عن محمّد بن إسحاق بن جعفر عن محمّد بن هلال قال قال لي أبوك جعفر بن محمّد الصّادق ع إذا كانت لك حاجة فاغد فيها فإنّ الأرزاق تقسّم قبل طلوع الشّمس و إنّ اللّه تبارك و تعالى بارك لهذه الأمّة في بكورها و تصدّق بشيء عند البكور فإنّ البلاء لا يتخطّى الصّدقة
3 صحيفة الرّضا، ع بأسانيدها قال قال رسول اللّه ص اللّهمّ بارك لأمّتي في بكورها سبتها و خميسها
4 القطب الرّاونديّ في فقه القرآن، عن النّبيّ ص أنّه قال إنّ اللّه تبارك و تعالى بارك لأمّتي في خميسها و سبتها لأجل الجمعة
باب 26 -نوادر ما يتعلّق بأبواب مقدّمات التّجارة
1 ابن أبي الحديد في شرح النّهج، عن أبي عمر قال كان سلمان يسفّ الخوص و هو أمير على المدائن و يبيعه و يأكل منه و يقول لا أحبّ أن آكل إلّا من عمل يدي و قد كان تعلّم سفّ الخوص من المدينة
2 أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطّبرسيّ في الإحتجاج، في كتاب سلمان إلى عمر بن الخطّاب في جواب كتاب كتبه إليه إلى أن قال و أمّا ما ذكرت أنّي أقبلت على سفّ الخوص و أكل الشّعير فما هما ممّا يعيّر به مؤمن و يؤنّب عليه و ايم اللّه يا عمر لأكل الشّعير و سفّ الخوص و الاستغناء به عن رفيع المطعم و المشرب و عن غصب مؤمن و ادّعاء ما ليس له بحقّ أفضل و أحبّ إلى اللّه عزّ و جلّ و أقرب للتّقوى و لقد رأيت رسول اللّه ص إذا أصاب الشّعير أكله و فرح به و لم يسخطه الخبر
3 أبو عمرو الكشّيّ في رجاله، قال كان محمّد بن مسلم رجلا موسرا جليلا فقال له أبو جعفر ع تواضع فأخذ قوصرة فوضعها على باب المسجد و جعل يبيع التّمر فجاء قومه فقالوا فضحتنا فقال أمرني مولاي بشيء فلا أبرح حتّى أبيع فقالوا أمّا إذا أبيت إلّا هذا فاقعد في الطّحّانين ثمّ سلّموا إليه رحى فقعد على بابه و جعل يطحن قال أبو النّضر سألت عبد اللّه بن محمّد بن خالد عن محمّد بن مسلم فقال كان رجلا شريفا موسرا فقال له أبو جعفر ع تواضع فلمّا انصرف إلى الكوفة أخذ قوصرة من تمر مع الميزان و جلسعلى باب المسجد و جعل ينادي عليه فأتاه قومه فقالوا فضحتنا فقال إنّ مولاي أمرني بأمر فلن أخالفه و لن أبرح حتّى أفرغ من بيع هذه القوصرة فقال له قومه إذا أبيت إلّا أن تشتغل ببيع و شراء فاقعد في الطّحّانين فهيّأ رحى و جملا و جعل يطحن
4 إبراهيم بن محمّد الثّقفيّ في كتاب الغارات، عن صالح أن جدّته أتت عليّا ع و معه تمر يحمله فسلّمت و قالت أعطني هذا التّمر أحمله قال ع أبو العيال أحقّ بحمله الخبر
5 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، و في الخبر الحلال لا يأتي إلّا قوتا و الحرام يأتي جرفا جرفا