باب 1 -وجوبهما و تحريم تركهما
1 العيّاشيّ في تفسيره، عن أبي عمرو الزّبيريّ عن أبي عبد اللّه ع قال في قوله تعالى و لتكن منكم أمّة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر قال في هذه الآية تكفير أهل المعاصي بالمعصية لأنّه من لم يكن يدعو إلى الخيرات و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر بين المسلمين فليس من الأمّة الّتي وصفها اللّه لأنّكم تزعمون أنّ جميع المسلمين من أمّة محمّد ص و قد بدت هذه الآية و قد وصفت أمّة محمّد ص بالدّعاء إلى الخير و الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر و من لم توجد فيه هذه الصّفة الّتي وصفت بها فكيف يكون من الأمّة و هو على خلاف ما شرطه اللّه على الأمّة و وصفها به
2 ، و عن الفضيل بن عياض قال سألت أبا عبد اللّه ع عن الورع من النّاس فقال الّذي يتورّع من محارم اللّه و يجتنب هؤلاء و إذا لم يتّق الشّبهات وقع في الحرام و هو لا يعرفه و إذا رأى المنكر فلم ينكره و هو يقدر عليه فقد أحبّ أن يعصى اللّه و من أحبّ أن يعصى اللّه فقد بارز اللّه بالعداوة الخبر
الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص من يشفع شفاعة حسنة أو يأمر بمعروف أو ينه عن منكر أو دلّ على خير أو أشار به فهو شريك و من أمر بشرّ أو دلّ عليه أو أشار به فهو شريك
و رواه السّيّد فضل اللّه في نوادره، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه عنه ص مثله
4 ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص من شفع شفاعة حسنة أو أمر بمعروف فإنّ الدّالّ على الخير كفاعله
5 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد اللّه بن حمّاد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال من مشى إلى سلطان جائر فأمره بتقوى اللّه و وعظه و خوّفه كان له مثل أجر الثّقلين من الجنّ و الإنس و مثل أجورهم
6 و في الأمالي، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد عن أبيه عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن عليّ بن مهزيار ]عن عليّ بن حديد[ عن عليّ بن النّعمان عن ابن مسكان عن داود بن فرقد عن أبي سعيد الزّهريّ عن أحدهما ع أنّه قال ويل لقوم لا يدينون اللّه بالأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر الخبر
7 القطب الرّاونديّ في فقه القرآن، في قوله تعالى و من النّاس من يشري نفسه ابتغاء مرضات اللّه روي عن أمير المؤمنين ع أنّ المراد بالآية الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر
و في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال من أمر بالمعروف و نهى عن المنكر فهو خليفة اللّه في الأرض و خليفة رسوله
8 السّيّد الرّضيّ في المجازات النّبويّة، قال قال رسول اللّه ص لتأمرنّ بالمعروف و لتنهنّ عن المنكر أو ليلحينّكم اللّه كما لحيت عصاي هذه لعود في يده
9 أبو عليّ في أماليه، عن أبيه عن جماعة عن أبي المفضّل الشّيبانيّ عن الفضل بن محمّد بن المسيّب البيهقيّ عن هارون بن عمرو بن عبد العزيز بن محمّد المجاشعيّ عن محمّد بن جعفر بن محمّد ع قال حدّثنا أبو عبد اللّه ع قال المجاشعيّ و حدّثنا الرّضا عليّ بن موسى عن أبيه موسى عن أبيه أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عن آبائه عن عليّ ع قال لا تتركوا الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر فيولّي اللّه أموركم شراركم ثمّ تدعون فلا يستجاب لكم دعاؤكم
10 الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن الحسين بن إبراهيم القزوينيّ عن محمّد بن وهبان عن عليّ بن حبشيّ عن العبّاس بن محمّد بن الحسين عن أبيه عن صفوان بن يحيى و جعفر بن عيسى عن الحسين بن أبي غندر عن أبي عبد اللّه ع قال كان رجل شيخ ناسك يعبد اللّه في بني إسرائيل فبينا هو يصلّي و هو في عبادته إذ بصر بغلامين صبيّين قد أخذا ديكا و هما ينتفان ريشه فأقبل على ما هو فيه من العبادة و لم ينههما عن ذلك فأوحى اللّه إلى الأرض أن سيخي بعبدي فساخت به الأرض فهو يهوي في الدّردور أبد الآبدين و دهر الدّاهرين
11 نهج البلاغة، في وصيّته للحسنين ع عند وفاته قولا بالحقّ و اعملا للأجر و كونا للظّالم خصما و للمظلوم عونا ثمّ قال اللّه اللّه في الجهاد بأموالكم و أنفسكم و ألسنتكم في سبيل اللّه لا تتركوا الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر فيولّى عليكم شراركم ثمّ تدعون فلا يستجاب لكم
12 إبراهيم بن محمّد الثّقفيّ في كتاب الغارات، عن محمّد بن هشام المراديّ عن عمر بن هشام عن ثابت عن أبي حمزة عن موسى عن شهر بن حوشب أنّ عليّا ع قال لهم إنّه لم يهلك من كان قبلكم من الأمم إلّا بحيث ما أتوا من المعاصي و لم ينههم الرّبّانيّون و الأحبار فلمّا تمادوا في المعاصي و لم ينههم الرّبّانيّون و الأحبار عمّهم اللّه بعقوبة فأمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر قبل أن ينزل بكم مثل الّذي نزل بهم و اعلموا أنّ الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر لا يقرّبان من أجل و لا ينقّصان من رزق فإنّ الأمر ينزل من السّماء إلى الأرض كقطر المطر إلى كلّ نفس أو أهل أو مال الخبر
13 سبط الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، عن الباقر ع قال الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر خلقان من خلق اللّه فمن نصرهما أعزّه اللّه و من خذلهما خذله اللّه
14 ، و عن رسول اللّه ص أنّه قال رأيت رجلا من أمّتي في المنام قد أخذته الزّبانية من كلّ مكان فجاءه أمره بالمعروف و نهيه عن المنكر فخلّصاه من بينهم و جعلاه مع الملائكة
15 ، و قال الصّادق ع ويل لقوم لا يدينون اللّه بالأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر
16 ، و عن غياث بن إبراهيم قال كان أبو عبد اللّه ع إذا مرّ بجماعة يختصمون لا يجوزهم حتّى يقول ثلاثا اتّقوا اللّه يرفع بها صوته
17 ، و عن محمّد بن عرفة قال سمعت أبا الحسن ع يقول لتأمرنّ بالمعروف و لتنهنّ عن المنكر أو ليستعملنّ عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم
18 ، و عن النّبيّ ص أنّه قال لا تزال أمّتي بخير ما أمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر و تعاونوا على البرّ فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات و سلّط بعضهم على بعض و لم يكن لهم ناصر في الأرض و لا في السّماء
19 ، و عنه ص أنّه قال أ لا أخبركم عن أقوام ليسوا بأنبياء و لا شهداء يغبطهم النّاس يوم القيامة بمنازلهم من اللّه عزّ و جلّ على منابر من نور قيل من هم يا رسول اللّه قال هم الّذين يحبّبون عباد اللّه إلى اللّه و يحبّبون اللّه إلى عباده قلنا هذا حبّبوا اللّه إلى عباده فكيف يحبّبون عباد اللّه إلى اللّه قال يأمرونهم بما يحبّ اللّه و ينهونهم عمّا يكره اللّه فإذا أطاعوهم أحبّهم اللّه
20 أحمد بن أبي طالب في الإحتجاج، عن أبي جعفر مهديّ بن أبي حرب الحسينيّ عن أبي عليّ الحسن بن محمّد عن أبيه محمّد بن الحسن الطّوسيّ عن جماعة عن هارون بن موسى التّلّعكبريّ عن أبي عليّ محمّد بن همّام عن عليّ السّوريّ عن أبي محمّد العلويّ من ولد الأفطس عن محمّد بن موسى الهمدانيّ عن محمّد بن خالد الطّيالسيّ عن سيف بن عميرة و صالح بن عقبة جميعا عن قيس بن سمعان عن علقمة بن محمّد الحضرميّ عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع في حديث أنّه قال قال رسول اللّه ص في خطبته يوم الغدير ألا و إنّي أجدّد القول ألا فأقيموا الصّلاة و آتوا الزّكاة و أمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر ألا و إنّ رأس الأمر بالمعروف أن تنتهوا إلى قولي و تبلغوه من لم يحضر و تأمروه بقبوله و تنهوه عن مخالفته فإنّه أمر من اللّه عزّ و جلّ و منّي و لا أمر بمعروف و لا نهي عن منكر إلّا مع إمام معصوم
و رواه السّيّد عليّ بن طاوس في كشف اليقين، نقلا من كتاب أحمد بن محمّد الطّبريّ عن محمّد بن أبي بكر بن عبد الرّحمن عن أبي محمّد الحسن بن عليّ الدّينوريّ عن محمّد بن موسى الهمدانيّ مثله مع اختلاف يسير
21 السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في نوادره، بإسناده الصّحيح عن موسى بن جعفر عن آبائه عن عليّ بن أبي طالب ع قال كان رسول اللّه ص يأتي أهل الصّفّة و كانوا ضيفان رسول اللّه ص إلى أن قال فقام سعد بن أشجّ فقال إنّي أشهد اللّه و أشهد رسول اللّه ص و من حضرني أنّ نوم اللّيل عليّ حرام فقال رسول اللّه ص لم تصنع شيئا كيف تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر إذا لم تخالط النّاس و سكون البريّة بعد الحضر كفر للنّعمة إلى أن قال ثمّ قال ص بئس القوم قوم لا يأمرون بالمعروف و لا ينهون عن المنكر بئس القوم قوم يقذفون الآمرين بالمعروف و النّاهين عن المنكر بئس القوم قوم لا يقومون للّه تعالى بالقسط بئس القوم قوم يقتلون الّذين يأمرون النّاس بالقسط في النّاس الخبر
22 الصّدوق في الأمالي، و فضائل الأشهر، عن صالح بن عيسى عن محمّد بن عليّ بن عليّ عن محمّد بن الصّلت عن محمّد بن بكير عن عبّاد بن عبّاد المهلّبيّ عن سعد بن عبد اللّه عن عليّ بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيّب عن عبد الرّحمن بن سمرة قال كنّا عند رسول اللّه ص يوما فقال رأيت البارحة عجائب فقلنا يا رسول اللّه و ما رأيت حدّثنا به فداك أنفسنا و أهلونا و أولادنا إلى أن قال قال ص و رأيت رجلا من أمّتي قد أخذته الزّبانية من كلّ مكان فجاءه أمره بالمعروف و نهيه عن المنكر فخلّصاه من بينهم فجعلاه مع ملائكة الرّحمة الخبر
و رواه محمّد بن عليّ الفارسيّ في روضة الواعظين، عنه ص مثله إلّا أنّ فيه و رأيت رجلا في المنام إلى آخره
23 فقه الرّضا، ع أروي عن العالم ع أنّه قال إنّما هلك من كان قبلكم بما عملوا من المعاصي و لم ينههم الرّبّانيّون و الأحبار عن ذلك
و نروي أنّ رجلا جاء إلى رسول اللّه ص فقال أخبرني ما أفضل الأعمال فقال الإيمان باللّه قال ثمّ ما ذا قال صلة الرّحم قال ثمّ ما ذا قال الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر
و نروي أنّ صبيّين توثّبا على ديك فنتفاه فلم يدعا عليه ريشه و شيخ قائم يصلّي لا يأمرهم و لا ينهاهم قال فأمر اللّه الأرض فابتلعته
و أروي عن العالم ع أنّه قال ويل للّذين يجتلبون الدّنيا بالدّين و ويل للّذين يقتلون الّذين يأمرون بالقسط من النّاس الخبر
24 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، في مواعظ المسيح ع قال قال بحقّ أقول لكم إنّ الحريق ليقع في البيت الواحد فلا يزال ينتقل من بيت إلى بيت حتّى تحترق بيوت كثيرة إلّا أن يستدرك البيت الأوّل فيهدم من قواعده فلا تجد فيه النّار معملا و كذلك الظّالم الأوّل لو يؤخذ على يديه لم يوجد من بعده إمام ظالم فيأتمّون به كما لو لم تجد النّار في البيت الأوّل خشبا و ألواحا لم تحرق شيئا بحقّ أقول لكم من نظر إلى الحيّة تؤمّ أخاه لتلدغه و لم يحذّره حتّى قتلته فلا يأمن أن يكون قد شرك في دمه و كذلك من نظر إلى أخيه يعمل الخطيئة و لم يحذّره عاقبتها حتّى أحاطت به فلا يأمن أن يكون قد شرك في إثمه و من قدر على أن يغيّر الظّلم ثمّ لم يغيّره فهو كفاعله و كيف يهاب الظّالم و قد أمن بين أظهركم لا ينهى و لا يغيّر عليه و لا يؤخذ على يديه فمن أين يقصر الظّالمون أم كيف لا يغترّون فحسب أحدكم أن يقول لا أظلم و من شاء فليظلم و يرى الظّلم فلا يغيّره فلو كان الأمر على ما تقولون لم تعاقبوا مع الظّالمين الّذين لم تعملوا بأعمالهم حين تنزل بهم العثر في الدّنيا الخبر
25 عوالي اللآّلي، عن أبي سعيد الخدريّ قال قال رسول اللّه ص لا يحقّرنّ أحدكم نفسه إذا رأى أمرا للّه عزّ و جلّ فيه حقّ إلّا أن يقول فيه لئلّا يقفه اللّه عزّ و جلّ يوم القيامة فيقول له ما منعك إذ رأيت كذا و كذا أن تقول فيه فيقول ربّ خفت فيقول اللّه عزّ و جلّ أنا كنت أحقّ أن تخاف
26 ، و عنه ص قال ليس منّا من لم يرحم صغيرنا و لم يوقّر كبيرنا و لم يأمر بالمعروف و لم ينه عن المنكر
27 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال الأمر بالمعروف أفضل أعمال الخلق
و قال غاية الدّين الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر و إقامة الحدود
و قال كن بالمعروف آمرا و عن المنكر ناهيا و بالخير عاملا و للشّرّ مانعا
باب 2 -اشتراط الوجوب بالعلم بالمعروف و المنكر و تجويز التّأثير و الأمن من الضّرر
1 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص لا يأمر بالمعروف و لا ينهى عن المنكر إلّا من كان فيه ثلاث رفيقا بما يأمر به رفيقا بما ينهى عنه عدلا فيما يأمر به عدلا فيما ينهى عنه عالما بما يأمر به عالما بما ينهى عنه
2 ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص إنّما يؤمر بالمعروف و ينهى عن المنكر جاهل فيعلّم أو مؤمّل يرتجى و أمّا صاحب سيف أو سوط فلا
3 فقه الرّضا، ع أروي عن العالم ع إنّما يؤمر بالمعروف و ينهى عن المنكر مؤمن فيتّعظ أو جاهل فيتعلّم و أمّا صاحب سيف و سوط فلا
الصّدوق في الهداية، عن الصّادق ع مثله
4 سبط الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، عن الصّادق ع أنّه قال إنّما يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر من كانت فيه ثلاث خصال عامل لما يأمر به تارك لما ينهى عنه عادل فيما يأمر عادل فيما ينهى رفيق فيما يأمر رفيق فيما ينهى
5 ، و عن مفضّل بن زيد عن أبي عبد اللّه ع قال قال يا مفضّل من تعرّض لسلطان جائر فأصابته بليّة لم يؤجر عليها و لم يرزق الصّبر عليها
6 ، و عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللّه ع قال سئل عن الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر أ واجب هو على الأمّة جميعا قال لا قيل و لم قال و إنّما هو على القويّ المطاع العالم بالمعروف من المنكر لا على الضّعفة الّذين لا يهتدون سبيلا إلى أيّ من أيّ يقول من الحقّ أم من الباطل و الدّليل على ذلك من كتاب اللّه قول اللّه و لتكن منكم أمّة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر فهذا خاصّ غير عامّ كما قال اللّه تعالى و من قوم موسى أمّة يهدون بالحقّ و به يعدلون و لم يقل على أمّة موسى و لا على قوم و هم يومئذ أمم مختلفة و الأمّة واحد فصاعدا كما قال عزّ و جلّ إنّ إبراهيم كان أمّة قانتا للّه يقول مطيعا للّه و ليس على من يعلم ذلك في الهدنة من حرج إذا كان لا قوّة له و لا عدد و لا طاعة
قال مسعدة و سمعت أبا عبد اللّه ع إذ سئل عن الحديث الّذي جاء عن النّبيّ ص إنّ أفضل الجهاد كلمة عدل عند إمام جائر ما معناه قال هذا أن يأمره بعد معرفته و هو مع ذلك يقبل منه و إلّا فلا
7 أبو يعلى الجعفريّ في نزهة النّاظر، أنفذ أبو عبد اللّه كاتب المهديّ رسولا إلى الصّادق ع بكتاب منه يقول فيه و حاجتي إليك أن تهدي إليّ من تبصيرك على مداراة هذا السّلطان و تدبير أمري كحاجتي إلى دعائك لي فقال ع لرسوله قل له احذر أن يعرفك السّلطان بالطّعن عليه في اختيار الكفاة و إن أخطأ في اختيارهم أو مصافاة من يباعد منهم و إن قربت الأواصر بينك و بينه فإنّ الأولى تغريه بك و الأخرى توحشه و لكن تتوسّط في الحالين و كفّ عن عيف من اصطفوا له و الإمساك عن تقريظهم عنده و مخالطة من اقصوا بالتّنائي عن تقريبهم و إذا كدت فتأنّ في مكايدتك و اعلم أنّ من عنف بخيله كدح فيه بأكثر من كدحها في عدوّه و من صحب خيله بالصّبر و الرّفق كان قمنا أن يبلغ بها إرادته و تنفذ فيها مكايده و اعلم أنّ لكلّ شيء حدّا فإن جاوزه كان سرفا و إن قصّر عنه كان عجزا فلا تبلغ بك نصيحة السّلطان إلى أن تعادي له حاشيته و خاصّته فإنّ ذلك ليس من حقّه عليك الخبر
8 مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع روي أن ثعلبة الخشّنيّ سأل من رسول اللّه ص عن هذه الآية يا أيّها الّذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضلّ إذا اهتديتم فقال و أمر بالمعروف و انه عن المنكر و اصبر على ما أصابك حتّى إذا رأيت شحّا مطاعا و هوى متّبعا و إعجاب كلّ ذي رأي برأيه فعليك بنفسك و دع أمر العامّة
9 دعائم الإسلام، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال مروا بالمعروف و انهوا عن المنكر و ليس يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر إلّا من كان فيه ثلاث خصال رفيق بما يأمر به رفيق بما ينهى عنه عدل فيما يأمر به عدل فيما ينهى عنه عالم بما يأمر به عالم بما ينهى عنه
باب 3 -وجوب الأمر و النّهي بالقلب ثمّ باللّسان ثمّ باليد و حكم القتال على ذلك و إقامة الحدود
1 أبو عليّ في أماليه، عن أبيه عن جماعة عن أبي المفضّل عن داود بن الهيثم عن جدّه إسحاق عن أبيه بهلول عن طلحة بن زيد عن الوضين بن عطاء عن عمير بن هانئ عن جنادة بن أبي أميّة عن عبادة بن الصّامت عن النّبيّ ص قال ستكون فتن لا يستطيع المؤمن أن يغيّر فيها بيد و لا لسان فقال عليّ بن أبي طالب ع و فيهم يومئذ مؤمنون قال نعم قال فينقص ذلك من إيمانهم شيئا قال لا إلّا كما ينقص القطر من الصّفا إنّهم يكرهونه بقلوبهم
2 فقه الرّضا، ع و روي أنّ أمير المؤمنين ع كان يخطب فعارضه رجل فقال يا أمير المؤمنين حدّثنا عن ميّت الأحياء فقطع الخطبة ثمّ قال منكر للمنكر بقلبه و لسانه و يده فخلال الخير حصّلها كلّها و منكر للمنكر بقلبه و لسانه و تارك له بيده فخصلتان من خصال الخير و منكر للمنكر بقلبه و تارك بلسانه و يده فخلّة من خلال الخير حاز و تارك للمنكر بقلبه و لسانه و يده فذلك ميّت الأحياء ثمّ عاد إلى خطبته
3 نهج البلاغة، في وصيّته للحسن ع و أمر بالمعروف تكن من أهله و أنكر المنكر بيدك و لسانك و باين من فعله بجهدك و جاهد في اللّه حقّ جهاده و لا تأخذك في اللّه لومة لائم
4 سبط الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال أيّها المؤمنون إنّ من رأى عدوانا يعمل به و منكرا يدعى إليه و أنكره بقلبه فقد سلم و بريء و من أنكره بلسانه فقد أجر و هو أفضل من صاحبه و من أنكره بالسّيف لتكون كلمة اللّه هي العليا و كلمة الظّالمين السّفلى فذلك الّذي أصاب الهدى و قام على الطّريق و نوّر في قلبه اليقين
5 الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد، عن النّضر بن سويد عن يحيى الحلبيّ عن هارون بن خارجة عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه بعث إلى بني إسرائيل نبيّا يقال له إرميا فقال قل لهم ما بلد منعته من كرام البلدان و غرس فيه من كرام الغروس و نقّيته من كلّ غريبة ]فأخلف[ فأنبت خرنوبا فضحكوا منه و استهزءوا به فشكاهم إلى اللّه فأوحى اللّه إليه أن قل لهم إنّ البلد بيت المقدس و الغرس بنو إسرائيل نقّيتهم من كلّ غريبة و نحّيت عنهم كلّ جبّار فاختلفوا فعملوا بالمعاصي فلأسلّطنّ عليهم في بلدهم من يسفك دماءهم و يأخذ أموالهم و إن بكوا لم أرحم بكاءهم و إن دعوا لم أستجب دعاءهم فشلوا و فشلت أعمالهم و لأخرّبنّها مائة عام ثمّ لأعمرنّها قال فلمّا حدّثهم جزعت العلماء فقالوا يا رسول اللّه ما ذنبنا نحن و لم نكن نعمل بعملهم فعاود لنا ربّك فصام سبعا فلم يوح إليه فأكل أكلة ثمّ صام سبعا فلمّا كان اليوم الواحد و العشرون يوما أوحى إليه لترجعنّ عمّا تصنع أن تراجعني في أمر قد قضيته أو لأردّنّ وجهك على دبرك ثمّ أوحى إليه أن قل لهم إنّكم رأيتم المنكر فلم تنكروه و سلّط عليهم بختنصّر ففعل بهم ما قد بلغك
و رواه الرّاونديّ في قصص الأنبياء، بإسناده عن الصّدوق عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد بن عيسى عن النّضر عن يحيى مثله
دعائم الإسلام، عن عليّ بن الحسين و محمّد بن عليّ ع أنّهما ذكرا وصيّة عليّ ع و ساق الوصيّة إلى أن قال ع و لا يرد على رسول اللّه ص من أكل مالا حراما إلى أن قال و لا يرد عليه من لم يكن قوّاما للّه بالقسط إنّ رسول اللّه ص عهد إليّ و قال يا عليّ مر بالمعروف و انه عن المنكر بيدك فإن لم تستطع ]فبلسانك فإن لم تستطع[ فبقلبك و إلّا فلا تلومنّ إلّا نفسك الخبر
7 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه قال من رأى منكم منكرا فليغيّره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه ليس وراء ذلك شيء من الإيمان و في رواية إنّ ذلك أضعف الإيمان
8 السّيّد عليّ بن طاوس في كتاب سعد السّعود، رأيت في تفسير أبي العبّاس بن عقدة أنّه روى عن عليّ بن الحسن عن عمرو بن عثمان عن الحسن بن محبوب عن عليّ بن رئاب عن أبي عبيدة عن أبي جعفر ع قال وجدنا في كتاب عليّ ع و ذكر قصّة أصحاب السّبت و أنّ فرقة منهم باشروا المنكر و فرقة أنكروا عليهم قال السّيّد إنّي وجدت في نسخة حديث غير هذا أنّهم كانوا ثلاث فرق فرقة باشرت المنكر و فرقة أنكرت عليهم و فرقة داهنت أهل المعاصي فلم تنكر و لم تباشر المعصية فنجّى اللّه الّذين أنكروا و جعل الفرقة المداهنة ذرّا و مسخ الفرقة المباشرة للمنكر قردة ثمّ قال و لعلّ مسخ المداهنة ذرّا لتصغيرهم عظمة اللّه و تهوينهم بحرمة اللّه فصغّرهم اللّه
9 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال من رأى منكرا يعمل به و منكرا يدعى إليه فأنكره بقلبه فقد سلم و بريء و من أنكر بلسانه فقد أجر و هو أفضل من صاحبه و من أنكره بسيفه لتكون حجّة اللّه العليا و كلمة الظّالمين السّفلى فذلك الّذي أصاب سبيل الهدى و قام على الطّريق و نوّر في قلبه اليقين
باب 4 -وجوب إنكار المنكر بالقلب على كلّ حال و تحريم الرّضى به و وجوب الرّضى بالمعروف
1 سبط الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، عن الصّادق ع قال حسب المؤمن خيرا إن رأى منكرا أن يعلم اللّه من نيّته أنّه له كاره
2 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص من شهد أمرا و كرهه كان كمن غاب عنه و من غاب عن أمر فرضيه كان كمن شهده
3 محمّد بن إبراهيم النعمانيّ في كتاب الغيبة، عن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة عن أبي عبد اللّه جعفر بن عبد اللّه المحمّديّ عن يزيد بن إسحاق الأرجنيّ عن محوّل عن فرات بن أحنف عن الأصبغ بن نباتة قال قال سمعت أمير المؤمنين ع على منبر الكوفة يقول أيّها النّاس أنا أنف الإيمان أنا أنف الهدى و عيناه أيّها النّاس لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلّة من يسلكه إنّ النّاس اجتمعوا على مائدة قليل شبعها كثير جوعها و اللّه المستعان و إنّما يجمع النّاس الرّضى و الغضب أيّها النّاس إنّما عقر ناقة صالح رجل واحد فأصابهم اللّه بعذابه بالرّضا لفعله و آية ذلك قوله عزّ و جلّ فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر فكيف كان عذابي و نذر و قال فعقروها فدمدم عليهم ربّهم بذنبهم فسوّاها و لا يخاف عقباها الخبر
و رواه عن محمّد بن همّام و محمّد بن الحسن بن محمّد بن جمهور عن أبيه عن أحمد بن نوح عن ابن عليم عن رجل عن فرات بن أحنف قال أخبرني من سمع أمير المؤمنين ع و ذكر مثله
4 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال إنّ أوّل ما تغلبون عليه من الجهاد جهاد بأيديكم ثمّ بألسنتكم ثمّ بقلوبكم فمن لم يعرف بقلبه معروفا و لم ينكر منكرا قلّب قلبه فجعل أعلاه أسفله
و قال إذا رأى أحدكم المنكر و لم يستطع أن ينكره بيده و لسانه و أنكره بقلبه و علم اللّه صدق ذلك منه فقد أنكره
باب 5 -وجوب إظهار الكراهة للمنكر و الإعراض عن فاعله
1 الصّدوق في العيون، عن الحسن بن عبد اللّه العسكريّ عن عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن محمّد بن إسحاق بن جعفر ع عن ]عليّ بن موسى بن[ جعفر بن محمّد عن أبيه عن عليّ بن الحسين عن الحسن بن عليّ ع عن خاله هند بن أبي هالة في حديث شمائل النّبيّ ص قال و إذا غضب ص أعرض و أشاح الخبر
2 الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، عن عبد اللّه بن مسعود عن المقداد أنّه قال كان النّبيّ ص إذا غضب احمرّ وجهه
باب 6 -وجوب هجر فاعل المنكر و التّوصّل إلى إزالته بكلّ وجه ممكن
1 العيّاشيّ في تفسيره، عن محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن الرّضا ع في قول اللّه و قد نزّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات اللّه إلى قوله إنّكم إذا مثلهم قال إذا سمعت الرّجل يجحد الحقّ و يكذّب به و يقع في أهله فقم من عنده و لا تقاعده
2 ، و عن شعيب العقرقوفيّ قال سألت أبا عبد اللّه ع عن قول اللّه و قد نزّل عليكم في الكتاب إلى قوله إنّكم إذا مثلهم فقال إنّما عنى اللّه بهذا إذا سمعت الرّجل يجحد الحقّ و يكذّب به و يقع في الأئمّة فقم من عنده و لا تقاعده كائنا ما كان
3 أحمد بن محمّد بن خالد في المحاسن، عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطيّة عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع أنّه قال في حديث و إنّ اللّه ليعذّب الجعل في حجرها بحبس المطر عن الأرض الّتي هي بمحلّتها لخطايا من بحضرتها و قد جعل اللّه لها السّبيل إلى مسلك سوى محلّة أهل المعاصي قال ثمّ قال أبو جعفر ع فاعتبروا يا أولي الأبصار
4 الشّيخ ورّام في تنبيه الخاطر، قال و كان عيسى ع يقول يا معشر الحواريّين تحبّبوا إلى اللّه ببغض أهل المعاصي و تقرّبوا إلى اللّه تعالى بالتّباعد منهم و التمسوا رضاه بسخطهم
5 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن الحارث بن المغيرة قال لقيني أبو عبد اللّه ع في بعض طرق المدينة قبلا فقال يا حارث قلت نعم فقال لأحملنّ ذنوب سفهائكم على حلمائكم قلت و لم جعلت فداك قال ما يمنعكم إذا بلغكم عن الرّجل منكم ما تكرهون ما يدخل علينا منه العيب عند النّاس و الأذى أن تأتوه و تعظوه و تقولوا له قولا بليغا قلت إذا لا يقبل منّا و لا يطيعنا قال فإذا فاهجروه و اجتنبوا مجالسته
6 كتاب حسين بن عثمان بن شريك، عن عبد اللّه بن مسكان عن سليمان بن خالد قال قال أبو جعفر ع أبي نظر إلى رجل يمشي مع أبيه الابن متّكئ على ذراع أبيه قال فما كلّمه عليّ بن الحسين ع مقتا له حتّى فارق الدّنيا
7 عماد الدّين الطّبريّ في بشارة المصطفى، بالإسناد المتقدّم في وصيّة أمير المؤمنين ع لكميل يا كميل قل الحقّ على كلّ حال و وادّ المتّقين و اهجر الفاسقين و جانب المنافقين و لا تصاحب الخائنين
باب 7 -وجوب الغضب للّه بما غضب به لنفسه
1 الصّدوق في العيون، بالسّند المتقدّم في حديث شمائل النّبيّ ص له عرق يدرّه الغضب إلى أن قال فإذا تعوطي الحقّ لم يعرفه أحد و لم يقم لغضبه شيء حتّى ينتصر له الخبر
2 الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، عن كتاب النّبوّة عن عليّ ع أنّه قال في حديث في أخلاق رسول اللّه ص و ما انتصر لنفسه من مظلمة حتّى تنتهك محارم اللّه فيكون غضبه حينئذ للّه تبارك و تعالى
3 ، و عن ابن عمر قال كان رسول اللّه ص يعرف رضاه و غضبه في وجهه كان إذا رضي فكأنّما تلاحك الجدر وجهه و إذا غضب خسف لونه و اسودّ
4 فقه الرّضا، ع عن العالم ع أنّه قال إنّ اللّه جلّ و علا بعث ملكين إلى مدينة ليقلبها على أهلها فلمّا انتهيا إليها وجدا رجلا يدعو اللّه و يتضرّع إليه فقال أحدهما لصاحبه أ ما ترى هذا الرّجل الدّاعي فقال له رأيته و لكن أمضي لما أمرني به ربّي فقال الآخر و لكنّي لا أحدث شيئا حتّى أرجع فعاد إلى ربّه فقال يا ربّ إنّي انتهيت إلى المدينة فوجدت عبدك فلانا يدعو و يتضرّع إليك فقال عزّ و جلّ امض لما أمرتك فإنّ ذلك رجل لم يتغيّر وجهه غضبا لي قطّ
5 نهج البلاغة، و من كلامه ع لأبي ذرّ لمّا أخرج إلى الرّبذة يا أبا ذرّ إنّك غضبت للّه فارج من غضبت له إنّ القوم خافوك على دنياهم و خفتهم على دينك الخبر
و رواه في الكافي، عن العدّة عن سهل بن زياد عن محمّد بن الحسن عن محمّد بن حفص التّميميّ عن أبي جعفر الخثعميّ عنه ع مثله
6 القطب الرّاونديّ في قصص الأنبياء، بإسناده إلى الصّدوق بإسناده عن جابر عن الباقر ع قال قال عليّ ع أوحى اللّه جلّت قدرته إلى شعيا ع أنّي مهلك من قومك مائة ألف أربعين ألفا من شرارهم و ستّين ألفا من خيارهم فقال هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار فقال داهنوا أهل المعاصي فلم يغضبوا لغضبي
7 الشّيخ المفيد في أماليه، عن عليّ بن بلال ]عن عليّ بن عبد اللّه الأصفهانيّ[ عن إبراهيم بن محمّد الثّقفيّ عن محمّد بن عليّ عن الحسين بن سفيان عن أبيه عن أبي جهضم الأزديّ عن أبيه و ذكر قصّة أبي ذرّ و إخراجه من الشّام و أنّ النّاس خرجوا معه إلى دير المرّان فودّعهم و وصّاهم إلى أن قال أيّها النّاس اجمعوا مع صلاتكم و صومكم غضبا للّه عزّ و جلّ إذا عصي في الأرض و لا ترضوا أئمّتكم بسخط اللّه و إن أحدثوا ما لا تعرفون فجانبوهم و أزروا عليهم و إن عذّبتم و حرمتم و صبرتم حتّى يرضى اللّه عزّ و جلّ فإنّ اللّه أعلى و أجلّ لا ينبغي أن يسخط برضاء المخلوقين الخبر
8 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، و قال موسى إلهي من أهلك فقال المتحابّون في الدّين إلى أن قال الّذين إذا استحلّت محارمي غضبوا
9 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال من أحدّ سنان الغضب للّه سبحانه قوي على أشدّاء الباطل
باب 8 -وجوب أمر الأهلين بالمعروف و نهيهم عن المنكر
1 كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن حميد بن شعيب السّبيعيّ عن جابر بن يزيد الجعفيّ عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول دخل على أبي رجل فقال رحمك اللّه أحدّث أهلي قال نعم إنّ اللّه يقول يا أيّها الّذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا وقودها النّاس و الحجارة و قال و أمر أهلك بالصّلاة و اصطبر عليها
2 فقه الرّضا، ع و أروي أنّ رجلا سأل العالم ع عن قول اللّه عزّ و جلّ قوا أنفسكم و أهليكم نارا قال يأمرهم بما أمرهم اللّه و ينهاهم عمّا نهاهم اللّه فإن أطاعوا كان قد وقاهم و إن عصوه كان قد قضى ما عليه
3 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص أيّما رجل رأى في منزله شيئا من الفجور فلم يغيّر بعث اللّه تعالى بطير أبيض فيظلّ ببابه أربعين صباحا فيقول له كلّما دخل و خرج غيّر غيّر فإن غيّر و إلّا مسح بجناحه على عينيه و إن رأى حسنا لم يره حسنا و إن رأى قبيحا لم ينكره
4 دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ع أنّه قال لا يزال المؤمن يورث أهل بيته العلم و الأدب الصّالح حتّى يدخلهم الجنّة ]جميعا[ حتّى لا يفقد فيها منهم صغيرا و لا كبيرا و لا خادما و لا جارا و لا يزال العبد العاصي يورث أهل بيته الأدب السّيّئ حتّى يدخلهم النّار جميعا حتّى لا يفقد فيها منهم صغيرا و لا كبيرا و لا خادما و لا جارا
5 ، و عنه ع أنّه قال لمّا نزلت يا أيّها الّذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا قال النّاس كيف نقي أنفسنا و أهلينا قال اعملوا الخير و ذكّروا به أهليكم و أدّبوهم على طاعة اللّه ثمّ قال أبو عبد اللّه ع إنّ اللّه تعالى يقول لنبيّه ص و أمر أهلك بالصّلاة و اصطبر عليها و قال و اذكر في الكتاب إسماعيل إنّه كان صادق الوعد و كان رسولا نبيّا و كان يأمر أهله بالصّلاة و الزّكاة و كان عند ربّه مرضيّا
باب 9 -وجوب الإتيان بما يؤمر به من الواجبات و ترك ما ينهى عنه من المحرّمات
1 العيّاشيّ في تفسيره، عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد اللّه ع قال قلت قوله تعالى أ تأمرون النّاس بالبرّ و تنسون أنفسكم قال فوضع يده على حلقه قال كالذّابح نفسه و قال الحجّال عن أبي إسحاق عمّن ذكره و تنسون أنفسكم أي تتركون
2 الإمام العسكريّ ع في تفسيره، قال عزّ و جلّ لقوم من مردة اليهود و منافقيهم المحتجبين لأموال الفقراء المستأكلين للأغنياء الّذين يأمرون بالخير و يتركونه و ينهون عن الشّرّ و يرتكبونه قال يا معشر اليهود أ تأمرون النّاس بالبرّ و الصّدقات و أداء الأمانات و تنسون أنفسكم و أنتم تتلون الكتاب أ فلا تعقلون ما به تأمرون و أنتم تتلون الكتاب التّوراة الآمرة بالخيرات و النّاهية عن المنكرات المخبرة عن عقاب المتمرّدين و عظيم الشّرف الّذي يتطوّل ]اللّه[ به على الطّائعين المجتهدين أ فلا تعقلون ما عليكم من عقاب اللّه عزّ و جلّ في أمركم بما به لا تأخذون و في نهيكم عمّا أنتم فيه منهمكون
3 الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، عن عبد اللّه بن مسعود قال قال رسول اللّه ص يا ابن مسعود لا تكوننّ ممّن يهدي النّاس إلى الخير و يأمرهم بالخير و هو غافل عنه يقول اللّه تعالى أ تأمرون النّاس بالبرّ و تنسون أنفسكم إلى أن قال ع يا ابن مسعود فلا تكن ممّن يشدّد على النّاس و يخفّف على نفسه يقول اللّه تعالى لم تقولون ما لا تفعلون
4 مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع من لم ينسلخ عن هواجسه و لم يتخلّص من آفات نفسه و شهواتها و لم يهزم الشّيطان و لم يدخل في كنف اللّه و أمان عصمته لا يصلح له الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر لأنّه إذا لم يكن بهذه الصّفة فكلّما أظهر أمرا كان حجّة عليه و لا ينتفع النّاس به قال اللّه عزّ و جلّ أ تأمرون النّاس بالبرّ و تنسون أنفسكم و يقال له يا خائن أ تطالب خلقي بما خنت به نفسك و أرخيت عنه عنانك و قال ع أحسن المواعظ ما لا يجاوز القول حدّ الصّدق و الفعل حدّ الإخلاص فإنّ مثل الواعظ و المتّعظ كاليقظان و الرّاقد فمن استيقظ عن رقدته و غفلته و مخالفاته و معاصيه صلح أن يوقظ غيره من ذلك الرّقاد و أمّا السّائر في مفاوز الاعتداء و الخائض في مراتع الغيّ و ترك الحياء باستحباب السّمعة و الرّياء و الشّهوة و التّصنّع إلى الخلق المتزيّي بزيّ الصّالحين المظهر بكلامه عمارة باطنه و هو في الحقيقة خال عنها قد غمرتها وحشة حبّ المحمدة و غشيها ظلمة الطّمع فما أفتنه بهواه و أضلّ النّاس بمقاله قال عزّ و جلّ لبئس المولى و لبئس العشير و أمّا من عصمه اللّه بنور التّأييد و حسن التّوفيق فطهّر قلبه من الدّنس فلا يفارق المعرفة و التّقى فيستمع الكلام من الأصل و يترك قائله كيف ما كان قالت الحكماء خذ الحكمة من أفواه المجانين قال عيسى ع جالسوا من يذكّركم اللّه رؤيته و لقاؤه فضلا عن الكلام و لا تجالسوا من توافقه ظواهركم و تخالفه بواطنكم فإنّ ذلك المدّعي بما ليس له إن كنتم صادقين في استفادتكم فلذا لقيت من فيه ثلاث خصال فاغتنم رؤياه و لقاءه و مجالسته و لو كان ساعة فإنّ ذلك يؤثّر في دينك و قلبك و عبادتك بركاته فمن كان كلامه لا يجاوز فعله و فعله لا يجاوز صدقه و صدقه لا ينازع ربّه فجالسه بالحرمة و انتظر الرّحمة و البركة و احذر لزوم الحجّة عليك و راع وقته كيلا تلومه فتحسّر و انظر إليه بعين فضل اللّه عليه و تخصيصه له و كرامته إيّاه
5 فقه الرّضا، ع و نروي في قول اللّه فكبكبوا فيها هم و الغاوون قال هم قوم وصفوا بألسنتهم ثمّ خالفوا إلى غيره فسئل عن معنى ذلك فقال إذا وصف الإنسان عدلا ]ثمّ[ خالفه إلى غيره فرأى يوم القيامة الثّواب الّذي هو واصفه لغيره عظمت حسرته
6 كتاب سليم بن قيس الهلاليّ، قال سمعت عليّا ع يقول منهومان لا يشبعان إلى أن قال و العلماء عالمان عالم يعمل بعلمه فهو ناج و عالم تارك لعلمه فهو هالك إنّ أهل النّار ليتأذّون بنتن ريح العالم التّارك لعلمه و إنّ أشدّ أهل النّار ندامة و حسرة رجل دعا عبدا إلى اللّه فاستجاب له و أطاع اللّه فأدخله الجنّة و عصى اللّه الدّاعي فأدخله النّار بترك علمه و اتّباعه هواه
7 الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن أنس بن مالك عن رسول اللّه ص أنّه قال ليلة أسري بي إلى السّماء رأيت جماعة تقرض شفاههم بمقاريض النّار كلّما قرضت وفت فقلت يا جبرئيل من هؤلاء قال هؤلاء خطباء أمتّك يقولون ما لا يفعلون و يأمرون النّاس بالبرّ و ينسون أنفسهم
8 ، و عن جندب بن عبد اللّه عن رسول اللّه ص أنّه قال مثل من يعلّم النّاس الخير و لا يعمل به كالسّراج يحرق نفسه و يضيء غيره
9 نهج البلاغة، قال ع كان لي فيما مضى أخ في اللّه و كان يعظمه في عيني صغر الدّنيا في عينه إلى أن قال و كان يفعل ما يقول و لا يقول ما لا يفعل إلى أن قال فعليكم بهذه الأخلاق فالزموها و تنافسوا فيها
10 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن رسول اللّه ص أنّه قال المعروف و المنكر خلقان منصوبان للنّاس يوم القيامة فالمعروف يقود صاحبه و يسوقه إلى الجنّة و المنكر يقود صاحبه و يسوقه إلى النّار
11 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال للمفضّل أي مفضّل قل لشيعتنا كونوا دعاة إلينا بالكفّ عن محارم اللّه و اجتناب معاصيه و اتّباع رضوانه فإنّهم إذا كانوا كذلك كان النّاس إلينا مسارعين
12 الشّيخ المفيد في الأمالي، عن أبي بصير محمّد بن الحسين المقرئ عن عليّ بن الحسين الصّيدلانيّ عن أبي المقدام أحمد بن محمّد عن أبي نصر المخزوميّ عن الحسن بن أبي الحسن البصريّ قال لمّا قدم علينا أمير المؤمنين ع البصرة مرّ بي و أنا أتوضّأ فقال يا غلام أحسن وضوءك يحسن اللّه إليك إلى أن قال ع أ لا أزيدك يا غلام قلت بلى يا أمير المؤمنين قال من كنّ فيه ثلاث خصال سلمت له الدّنيا و الآخرة من أمر بالمعروف و ائتمر به و نهى عن المنكر و انتهى عنه و حافظ على حدود اللّه الخبر
13 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال كن بالمعروف آمرا و عن المنكر ناهيا و للخير عاملا و للشّرّ مانعا
و قال ع كن آمرا بالمعروف و عاملا به و لا تكن ممّن يأمر به و ينأى عنه فيبوء بإثمه و يتعرّض لمقت ربّه
و قال ع أظهر النّاس نفاقا من أمر بالطّاعة و لم يعمل بها و نهى عن المعصية و لم ينته عنها
و قال ع كفى بالمرء غواية أن يأمر النّاس بما لا يأتمر به و ينهاهم عمّا لا ينتهي عنه
و قال ع من عمل بالمعروف شدّ ظهور المؤمنين من نهى عن المنكر أرغم أنوف الفاسقين
و قال ع من كانت له ثلاث سلمت له الدّنيا و الآخرة يأمر بالمعروف و يأتمر به و ينهى عن المنكر و ينتهي عنه و يحافظ على حدود اللّه جلّ و علا
باب 10 -تحريم إسخاط الخالق في مرضاة المخلوق حتّى الوالدين و وجوب العكس
1 أبو عليّ في أماليه، عن أبيه عن المفيد عن أبي غالب الزّراريّ عن عمّه عليّ بن سليمان عن محمّد بن خالد الطّيالسيّ عن العلاء عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال لا دين لمن دان بطاعة من عصى اللّه و لا دين لمن دان بفرية باطل على اللّه و لا دين لمن دان بجحود شيء من آيات اللّه
2 الصّدوق في الأمالي، عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن أبي الصّبّاح الكنانيّ عن الصّادق ع قال قال النّبيّ ص لا تسخطوا اللّه برضى أحد من خلقه و لا تتقرّبوا إلى أحد من الخلق بتباعد من اللّه عزّ و جلّ فإنّ اللّه ليس بينه و بين أحد من الخلق شيء يعطيه به خيرا و يصرف به عنه سوءا إلّا بطاعته و ابتغاء مرضاته إنّ طاعة اللّه نجاح كلّ شيء يبتغى و نجاة من كلّ شرّ يتّقى الخبر
3 عليّ بن الحسين المسعوديّ في إثبات الوصيّة، عن الحميريّ قال حدّثني أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ عن الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال ضمّني و أبا الحسن ع الطّريق لمّا قدم به المدينة فسمعته في بعض الطّريق يقول من اتّقى اللّه يتّقى و من أطاع اللّه يطاع فلم أزل أدلف حتّى قربت منه و دنوت فسلّمت عليه فردّ عليّ السّلام فأوّل ما ابتدأني أن قال لي يا فتح من أطاع الخالق لم يبال بسخط المخلوقين و من أسخط الخالق فليوقن أن يحلّ به سخط المخلوقين الخبر
4 سبط الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص من طلب مرضاة النّاس بما يسخط اللّه كان حامده من النّاس ذامّا و من آثر طاعة اللّه عزّ و جلّ بغضب النّاس كفاه اللّه عزّ و جلّ عداوة كلّ عدوّ و حسد كلّ حاسد و بغي كلّ باغ و كان اللّه عزّ و جلّ له ناصرا و ظهيرا
5 ابن شهرآشوب في المناقب، عن عليّ بن الحسين ع أنّه قال للخطيب الّذي أصعده يزيد على المنبر و أكثر الوقيعة في عليّ و الحسين ع قال ويلك أيّها الخاطب اشتريت مرضاة المخلوقين بسخط الخالق فتبوّء مقعدك من النّار
6 الشّيخ المفيد في أماليه، عن أبي نصر محمّد بن الحسين المقرئ عن أبي القاسم عليّ بن محمّد عن أبي العبّاس الأحوص بن عليّ بن مرداس عن محمّد بن الحسين بن عيسى الرّوّاسيّ عن سماعة بن مهران عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ع قال إنّ من اليقين أن لا ترضوا النّاس بسخط اللّه عزّ و جلّ الخبر
7 و في الإختصاص، عن الصّادق ع أنّه قال حدّثني أبي عن أبيه ع أنّ رجلا من أهل الكوفة كتب إلى أبي الحسين بن عليّ ع يا سيّدي أخبرني بخير الدّنيا و الآخرة فكتب ع بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أمّا بعد فإنّ من طلب رضى اللّه بسخط النّاس كفاه اللّه أمور النّاس و من طلب رضى النّاس بسخط اللّه وكله اللّه إلى النّاس و السّلام
8 دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه قال لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
9 السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في نوادره، بإسناده عن رسول اللّه ص قال من أرضى سلطانا بما أسخط اللّه تعالى خرج من دين الإسلام
الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال من طلب رضى اللّه بسخط النّاس ردّ اللّه ذامّه من النّاس حامدا و من طلب رضى النّاس بسخط اللّه ردّ اللّه حامده من النّاس ذامّا
و قال ع ما أعظم وزر من طلب رضى المخلوقين بسخط الخالق
باب 11 -كراهة التّعرّض للذّلّ
1 سبط الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه عزّ و جلّ فوّض إلى المؤمن أمره كلّه و لم يفوّض إليه أن يكون ذليلا أ ما تسمع اللّه يقول عزّ و جلّ و للّه العزّة و لرسوله و للمؤمنين فالمؤمن يكون عزيزا و لا يكون ذليلا
قال ع إنّ المؤمن أعزّ من الجبل و الجبل يستقلّ منه بالمعاول و المؤمن لا يستقلّ من دينه
2 كتاب خلّاد السّنديّ البزّاز الكوفيّ، عن أبي حمزة الثّماليّ عن عليّ بن الحسين ع قال قال ما أحبّ أنّ لي بذلّ نفسي حمر النّعم و ما تجرّعت من جرعة أحبّ إليّ من جرعة غيظ لا أكلّم فيها صاحبها
3 كتاب سليم بن قيس الهلاليّ، عن الحسن البصريّ في حديث طويل قال قال رسول اللّه ص ليس للمؤمن أن يذلّ نفسه قيل يا رسول اللّه و كيف يذلّ نفسه قال يتعرّض للبلاء
قلت الخبر الّذي نقلناه من كتاب خلّاد ذكرناه في هذا الباب تبعا للأصل لئلّا يختلّ نظم الكتابين و إلّا فلا ربط له بهذا الباب بل هو في مقام مدح الحلم و كظم الغيظ و لذا أدرج ما هو بمضمونه ثقة الإسلام في الكافي و غيره في باب استحباب كظم الغيظ حتّى الشّيخ في الأصل تبعهم في ذلك فأخرج تلك الأخبار في أبواب العشرة في باب استحباب كظم الغيظ و سبب الاشتباه أنّ الذّلّ بالضّمّ ضعف النّفس و مهانتها و الاسم الذّلّ بالضّمّ و الذّلّة بالكسر و المذلّة من باب ضرب فهو ذليل و الجمع أذلّاء يذكر هذا في مقام الذّمّ إذا ضعف و هان و يقابله العزّ. و أخبار هذا الباب من هذه المادّة و الذّلّ بالكسر سهولة النّفس و انقيادها فهي ذلول و الجمع ذلل و أذلّة قال تعالى فاسلكي سبل ربّك ذللا و قال أذلّة على المؤمنين و هذا يذكر في مقام المدح و هو المراد من خبر خلّاد و نظائره. و المعنى أنّ ذلّ نفسي بالكسر و سهولتها و انقيادها و لينها أحبّ إليّ من حمر النّعم أي خيارها أو خيار مطلق الأموال أملكها أو أتصدّق بها فتحصّل أنّ الذّلّ في أخبار هذا الباب بالضّمّ و فيما تقدّم بالكسر و الأوّل مذموم و الثّاني ممدوح
باب 12 -كراهة التّعرّض لما لا يطيق و الدّخول فيما يوجب الاعتذار
1 نهج البلاغة، في كتابه ع إلى الحارث الهمدانيّ و احذر كلّ عمل يعمل به في السّرّ و يستحى منه في العلانية و احذر كلّ عمل إذا سئل عنه صاحبه أنكره و اعتذر منه و لا تجعل عرضك غرضا لنبال القول الخبر
2 الصّدوق في الخصال، عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار عن أبيه و سعد بن عبد اللّه معا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن ابن أبي عثمان عن موسى بن بكر عن موسى بن جعفر عن أبيه قال قال أمير المؤمنين ع عشرة يعنّتون أنفسهم إلى أن قال و الّذي يطلب ما لا يدرك
3 القطب الرّاونديّ في دعواته، عن ربيعة بن كعب عن النّبيّ ص أنّه قال في حديث و إيّاك و ما يعتذر منه الخبر
4 الشّيخ المفيد في أماليه، عن ابن الوليد عن أبيه عن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن عليّ بن مهزيار عن عليّ بن حديد عن عليّ بن النّعمان رفعه قال كان عليّ بن الحسين ع يقول في حديث و إيّاك و ما يعتذر منه
5 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن هشام بن الحكم عن موسى بن جعفر ع أنّه قال يا هشام إنّ العاقل اللّبيب من ترك ما لا طاقة له به
6 ثقة الإسلام في الكافي، عن بعض أصحابنا عن موسى بن جعفر ع أنّه قال يا هشام إنّ العاقل لا يحدّث من يخاف تكذيبه و لا يسأل من يخاف منعه و لا يعد ما لا يقدر عليه و لا يتقدّم على ما يخاف فوته بالعجز عنه
7 ابن شهرآشوب في المناقب، عن أبي هاشم الجعفريّ عن داود بن الأسود قال دعاني سيّدي أبو محمّد ع فدفع إليّ خشبة كأنّها رجل باب مدوّرة طويلة ملء الكفّ فقال صر بهذه الخشبة إلى العمريّ إلى أن ذكر أنّه ضرب بالخشبة بغل سقاء فانشقّت فإذا فيها كتب فرجع إلى أن قال فلمّا دنوت من الدّار استقبلني عيسى الخادم عند الباب الثّاني فقال يقول لك مولاي أعزّه اللّه لم ضربت البغل و كسرت رجل الباب فقلت يا سيّدي لم أعلم ما في رجل الباب فقال و لم احتجت أن تعمل عملا احتجت أن تعتذر منه إيّاك بعدها أن تعود إلى مثلها أبدا الخبر
باب 13 -استحباب الرّفق بالمؤمنين في أمرهم بالمندوبات و الاقتصار على ما لا يثقل على المأمور و يزهّده في الدّين و كذا النّهي عن المكروهات
1 مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع و صاحب الأمر بالمعروف يحتاج إلى أن يكون عالما بالحلال و الحرام فارغا من خاصّة نفسه عمّا يأمرهم به و ينهاهم عنه ناصحا للخلق رحيما رفيقا بهم داعيا لهم باللّطف و حسن البيان عارفا بتفاوت أخلاقهم لينزّل كلّا منزلته بصيرا بمكر النّفس و مكايد الشّيطان صابرا على ما يلحقه لا يكافئهم بها و لا يشكو منهم و لا يستعمل الحميّة و لا يغتاظ لنفسه مجرّدا نيّته للّه مستعينا به و مبتغيا لوجهه فإن خالفوه و جفوه صبر و إن وافقوه و قبلوا منه شكر مفوّضا أمره إلى اللّه ناظرا إلى عيبه
2 نوادر عليّ بن أسباط، روى غير واحد عن أبي بصير قال قلت لأبي جعفر ع حمّلني حمل البازل قال فقال لي إذا تنفسخ
الكشّيّ في رجاله، عن حمدويه عن محمّد بن عيسى عن يونس قال قال العبد الصّالح ع يا يونس ارفق بهم فإنّ كلامك يدقّ عليهم الخبر
4 ، و عن القتيبيّ عن الفضل بن شاذان عن أبي جعفر البصريّ قال دخلت مع يونس بن عبد الرّحمن على الرّضا ع فشكا إليه ما يلقى من أصحابه من الوقيعة فقال الرّضا ع دارهم فإنّ عقولهم لا تبلغ
5 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن هشام بن الحكم عن موسى بن جعفر ع في حديث قال فقلت له و إن وجدت رجلا طالبا غير أنّ عقله لا يتّسع لضبط ما ألقي إليه قال فتلطّف له في النّصيحة فإن ضاق قلبه فلا تعرض لنفسك اللّعنة و احذر ردّ المتكبّرين فإنّ العلم يدلّ على أن يحمل على من لا يضيق
6 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن جعفر بن الحسين عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن أحمد بن محمّد بن عيسى أو غيره عن بعض أصحابنا عن عبّاس بن حمزة الشّهرزوريّ رفعه إلى أبي عبد اللّه ع قال كان سلمان يطبخ قدرا فدخل عليه أبو ذرّ فانكبّت القدر فسقطت على وجهها و لم يذهب منها شيء فردّها على الأثافيّ ثمّ انكبّت الثّانية فلم يذهب منها شيء فردّها على الأثافيّ فمرّ أبو ذرّ إلى أمير المؤمنين ع مسرعا قد ضاق صدره ممّا رأى ]و[ سلمان يقفو أثره حتّى انتهى إلى أمير المؤمنين ع فنظر أمير المؤمنين ع ]إلى سلمان[ فقال يا أبا عبد اللّه ارفق بصاحبك
7 الحسين بن حمدان الحضينيّ في الهداية، عن الحسن بن محمّد بن جمهور عن خالد بن مالك الجهنيّ عن قيس العبرانيّ عن أبي عمرو زاذان قال لمّا واخى رسول اللّه ص بين أصحابه و آخى بين سلمان و المقداد فدخل المقداد على سلمان و عنده قدر منصوبة على اثنتين و هي تغلي من غير حطب فتعجّب المقداد و قال يا أبا عبد اللّه هذه القدر تغلي من غير حطب فأخذ سلمان حجرين فرمى بهما تحت القدر فالتهب فيهما فقال له المقداد هذا أعجب يا أبا عبد اللّه فقال له سلمان لا تعجب أ ليس اللّه يقول جلّ من قائل وقودها النّاس و الحجارة ففارت القدر فقال سلمان يا مقداد سكّن فورتها فقال المقداد ما أرى شيئا أسكّن به القدر فأدخل سلمان يده في القدر فأدارها فسكنت القدر من فورها فاغترف منها بيده فأكل هو و المقداد فدخل المقداد على رسول اللّه ص فأعاد عليه خبر النّار و القدر و فورتها فقال رسول اللّه ص سلمان ممّن يطيع اللّه و رسوله و أمير المؤمنين ص فيطيعه كلّ شيء و لا يضرّه شيء فلمّا دخل سلمان عليه قال رسول اللّه ص ارفق يا سلمان بأخيك المقداد رفق اللّه بك
باب 14 -وجوب الحبّ في اللّه و البغض في اللّه و الإعطاء في اللّه و المنع في اللّه
1 الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن جماعة عن أبي المفضّل عن محمّد بن صالح بن فيض بن فيّاض عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن أبان عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر ع قال لو أنّ رجلا أحبّ رجلا للّه عزّ و جلّ لأثابه اللّه تعالى على حبّه إيّاه و إن كان في علم اللّه من أهل النّار و لو أنّ رجلا أبغض رجلا للّه لأثابه اللّه تعالى على بغضه إيّاه و إن كان في علم اللّه من أهل الجنّة
2 أبو الفتح الكراجكيّ في كنز الفوائد، عن أبي المرجى محمّد بن عليّ بن أبي طالب البلديّ قال حدّثنا أستاذي محمّد بن إبراهيم بن جعفر النّعمانيّ عن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الكوفيّ عن شيوخه الأربعة عن الحسن بن محبوب عن محمّد بن النّعمان الأحول عن سلّام بن المستنير عن أبي جعفر الإمام الباقر ع قال قال جدّي رسول اللّه ص أيّها النّاس حلالي حلال إلى يوم القيامة إلى أن قال ألا و إنّ ودّ المؤمن من أعظم سبب الإيمان ألا و من أحبّ في اللّه عزّ و جلّ و أبغض في اللّه و أعطى في اللّه و منع في اللّه فهو من أصفياء المؤمنين عند اللّه تعالى ألا و إنّ المؤمنين إذا تحابّا في اللّه عزّ و جلّ و تصافيا في اللّه كانا كالجسد الواحد إذا اشتكى أحدهما من جسده موضعا وجد الآخر ألم ذلك الموضع
3 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال للمؤمن ثلاث علامات العلم باللّه و من يحبّ و من يكره
و رواه الصّدوق في الخصال، عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن القاسم بن محمّد عن سليمان بن داود عن حمّاد بن عيسى عن أبي عبد اللّه ع قال قال لقمان لابنه يا بنيّ إنّ لكلّ شيء علامة يعرف بها و يشهد عليها و ذكر مثله
4 العيّاشيّ في تفسيره، عن بشير الدّهّان عن أبي عبد اللّه ع قال عرفتم في منكرين كثير و أحببتم في مبغضين كثير وقد يكون حبّا للّه في اللّه و رسوله و حبّا في الدّنيا فما كان في اللّه و رسوله فثوابه على اللّه و ما كان للدّنيا فليس شيء ثمّ نفض يده ثمّ قال إنّ هذه المرجئة و هذه القدريّة و هذه الخوارج ليس منهم أحد إلّا يرى أنّه على الحقّ و إنّكم إنّما أجبتمونا في اللّه ثمّ تلا أطيعوا اللّه و أطيعوا الرّسول و أولي الأمر منكم و ما آتاكم الرّسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا و من يطع الرّسول فقد أطاع اللّه إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني يحببكم اللّه
، و عن بريد بن معاوية العجليّ قال كنت عند أبي جعفر ع إذ دخل عليه قادم من خراسان ماشيا فأخرج رجليه و قد تغلّفتا و قال أما و اللّه ما جاءني من حيث جئت إلّا حبّكم أهل البيت فقال أبو جعفر ع و اللّه لو أحبّنا حجر حشره اللّه معنا و هل الدّين إلّا الحبّ إنّ اللّه يقول قل إن كنتم تحبّون اللّه الآية و قال يحبّون من هاجر إليهم و هل الدّين إلّا الحبّ
6 ، و عن ربعيّ بن عبد اللّه قال قيل لأبي عبد اللّه ع إنّا نسمّي بأسمائكم و أسماء آبائكم فينفعنا ذلك فقال إي و اللّه و هل الدّين إلّا الحبّ قال اللّه تعالى إن كنتم تحبّون اللّه الآية
7 ، و عن زياد أبي عبيدة الحذّاء قال دخلت على أبي جعفر ع فقلت بأبي أنت و أمّي ربّما خلا بي الشّيطان فخبثت نفسي ثمّ ذكرت حبّي إيّاكم و انقطاعي إليكم فطابت نفسي فقال يا زياد ويحك و ما الدّين إلّا الحبّ أ لا ترى إلى قول اللّه إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني الآية
8 القطب الرّاونديّ في دعواته، عن النّبيّ ص أنّه قال أوثق عرى الإيمان الحبّ في اللّه و البغض في اللّه
، و روي أنّ اللّه تعالى قال لموسى ع هل عملت لي عملا قطّ قال صلّيت لك و صمت و تصدّقت قال اللّه تبارك و تعالى له أمّا الصّلاة فلك برهان و الصّوم جنّة و الصّدقة ظلّ و الزّكاة نور فأيّ عمل عملت لي قال موسى ع دلّني على العمل الّذي هو لك قال يا موسى هل واليت لي وليّا فعلم موسى أنّ أفضل الأعمال الحبّ في اللّه و البغض في اللّه
10 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن أبي محمّد العسكريّ ع قال حبّ الأبرار للأبرار ثواب للأبرار و حبّ الفجّار للأبرار فضيلة للأبرار و بغض الفجّار للأبرار زين للأبرار و بغض الأبرار للفجّار خزي على الفجّار
و رواه المفيد في الإختصاص، عن عمّار بن موسى عن أبي عبد اللّه ع
11 مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع المحبّ في اللّه محبّ اللّه و المحبوب في اللّه حبيب اللّه لأنّهما لا يتحابّان إلّا في اللّه قال رسول اللّه ص المرء مع من أحبّ فمن أحبّ في اللّه فإنّما أحبّ اللّه و لا يحبّ عبد اللّه إلّا أحبّه اللّه
قال رسول اللّه ص أفضل النّاس بعد النّبيّين في الدّنيا و الآخرة المحبّون للّه المتحابّون فيه و كلّ حبّ معلول يورث بعدا فيه عداوة إلّا هذين و هما من عين واحدة يزيدان أبدا و لا ينقصان قال اللّه عزّ و جلّ الأخلّاء يومئذ بعضهم لبعض عدوّ إلّا المتّقين لأنّ أصل الحبّ التّبرّؤ عن سوى المحبوب
و قال أمير المؤمنين ع أطيب شيء في الجنّة و ألذّه حبّ اللّه و الحبّ في اللّه و الحمد للّه ربّ العالمين
12 جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن النّبيّ ص أنّه قال أيّ الأعمال أفضل قالوا الصّلاة فقال إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر و ما هي بالصّلاة قالوا الزّكاة قال إنّ الزّكاة تمحيص و ما هي بالزّكاة قالوا الحجّ قال إنّ الحجّ كفّارة و ما هو بالحجّ قالوا الجهاد قال إنّ الجهاد جنّة و ما هو بالجهاد قالوا اللّه و رسوله أعلم قال الحبّ في اللّه و البغض في اللّه
13 ، و عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص ذات يوم لأصحابه أخبروني بأوثق عرى الإسلام فقالوا يا رسول اللّه الصّلاة قال إنّ الصّلاة قالوا يا رسول اللّه الزّكاة قال إنّ الزّكاة قالوا يا رسول اللّه الجهاد قال إنّ الجهاد قال فقالوا يا رسول اللّه فأخبرنا قال الحبّ في اللّه و البغض في اللّه
14 السّيّد محيي الدّين ابن أخي ابن زهرة في أربعينه، عن أبي المحاسن يوسف بن رافع عن القاضي أبي الرّضا سعيد بن عبد اللّه الشّهرزوريّ عن أبي الفتح محمّد بن عبد الرّحمن الخطيب عن أبي القاسم هبة اللّه بن عبد الوارث عن أبي زرعة أحمد بن يحيى عن أبي محمّد الحسن بن إبراهيم عن جعفر بن درستويه عن محمّد بن عبد اللّه بن عمّار عن المعافى عن محمّد بن أبي حميد الأنصاريّ عن موسى بن وردان عن أبي هريرة عن النّبيّ ص قال إنّ في الجنّة لعمدا من ياقوت عليها غرف من زبرجد لها أبواب مفتّحة تضيء كما يضيء الكوكب الدّرّيّ قلنا يا رسول اللّه فمن يسكنها قال المتحابّون في اللّه المتلاقون في اللّه
15 ، و بهذا الإسناد عن أبي الرّضا عن وجيه بن طاهر عن أبي سعيد محمّد بن عبد العزيز الصّفّار عن أبي عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلميّ عن محمّد ]بن عبد اللّه بن محمّد بن صبيح عن[ عبد اللّه بن شيرويه عن إسحاق الحنظليّ عن النّضر بن شميل عن شعبة عن يعلى بن عطاء قال سمعت الوليد بن عبد الرّحمن يحدّث عن أبي إدريس الخولانيّ قال في حديث ذكره فلقيت عبادة بن الصّامت فقال لا أخبرك إلّا ما سمعت اللّه ذكره على لسان نبيّه ص حقّت محبّتي للمتحابّين فيّ و حقّت محبّتي للمتباذلين فيّ الخبر
16 سبط الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، عن النّبيّ ص أنّه قال و الّذي نفسي بيده لا تدخلون الجنّة حتّى تؤمنوا و لا تؤمنون حتّى تحابّوا
17 السّيّد عليّ بن طاوس في فلاح السّائل، نقلا من كتاب زهد مولانا عليّ بن أبي طالب ع عن سعد بن عبد اللّه عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه عليّ عن محمّد بن سنان عن صالح بن عقبة عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن حبّة العرنيّ في حديث أنّه قال قال أمير المؤمنين ع لنوف البكاليّ يا نوف إنّه ليس من رجل أعظم منزلة عند اللّه من رجل بكى من خشية اللّه و أحبّ في اللّه و أبغض في اللّه يا نوف من أحبّ في اللّه لم يستأثر على محبّته و من أبغض في اللّه لم ينل مبغضيه خيرا عند ذلك استكملتم حقائق الإيمان
18 الشّيخ المفيد في أماليه، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد عن أبيه عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطيّة عن سعيد الأعرج عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ من أوثق عرى الإيمان أن تحبّ في اللّه و تبغض في اللّه و تعطي في اللّه و تمنع في اللّه عزّ و جلّ
19 ، و عن أبي الحسن محمّد بن جعفر عن هشام عن يحيى بن يعلى عن حميد عن عبد اللّه بن الحارث عن عبد اللّه بن مسعود قال قال رسول اللّه ص المتحابّون في اللّه عزّ و جلّ على أعمدة من ياقوت أحمر في الجنّة يشرفون على أهل الجنّة فإذا اطّلع أحدهم ملأ حسنه بيوت أهل الجنّة فيقول أهل الجنّة اخرجوا ننظر المتحابّين في اللّه عزّ و جلّ فيخرجون فينظرون إليهم أحدهم وجهه مثل القمر في ليلة البدر على جباههم هؤلاء المتحابّون في اللّه عزّ و جلّ
و في كتاب الإختصاص، عن البراء بن عازب قال كنت عند رسول اللّه ص فقال أ تدرون أيّ عرى الإيمان أوثق قلنا الصّلاة قال إنّ الصّلاة لحسنة و ما هي بها قلنا الزّكاة فقال لحسنة و ما هي بها فذكرنا شرائع الإسلام فقال أوثق عرى الإيمان أن يحبّ الرّجل في اللّه و يبغض في اللّه
21 ، و روي عن بعضهم بإسناد له قال قال رسول اللّه ص إنّ في الجنّة لعمودا من ذهب عليه مدائن من زبرجد أخضر تضيء لأهل الجنّة كما يضيء الكوكب الدّرّيّ في أفق السّماء قلنا لمن هذا يا رسول اللّه فقال للمتحابّين في اللّه
22 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال إنّ من عباد اللّه لأناسا ما هم بأنبياء و لا شهداء لمكانهم من اللّه فقيل من هم يا رسول اللّه قال الّذين يتحابّون بروح اللّه من غير أرحام بينهم و لا أموال يتعاطون بينهم و إنّ على وجوههم لنورا و إنّهم لعلى منابر من نور لا يخافون إذا خاف النّاس و لا يحزنون إذا حزنوا ثمّ تلا هذه الآية ألا إنّ أولياء اللّه لا خوف عليهم و لا هم يحزنون
23 ، و قال موسى ع إلهي من أهلك قال المتحابّون في الدّين يعمرون مساجدي و يستغفرون بالأسحار الّذين إذا ذكرت ذكروا و الّذين ينيبون إلى ذكري كما تنيب النّسور إلى أوكارها و الّذين إذا استحلّت محارمي غضبوا
و قال ص يقول اللّه في القيامة أين المتحابّون فيّ بجلالي اليوم أظلّهم بظلّي يوم لا ظلّ إلّا ظلّي
و قال ص يقول ألا و حقّت محبّتي للّذين يتحابّون من أجلي و قد حقّت محبّتي للّذين يتصادقون من أجلي و قد حقّت محبّتي للّذين يتزاورون من أجلي و قد حقّت محبّتي للّذين يتباذلون من أجلي
و قال ص لو أنّ عمل العبد يبلغ عنان السّماء ما نفعه ذلك إلّا بالحبّ في اللّه و البغض في اللّه
و قال المتحابّون في اللّه على منابر من نور هم أقرب الخلق إلى اللّه
24 جامع الأخبار، عن أبي هريرة عن النّبيّ ص قال إنّ حول العرش منابر من نور عليها قوم لباسهم و وجوههم نور ليسوا بأنبياء يغبطهم الأنبياء و الشّهداء قالوا يا رسول اللّه من هؤلاء قال هم المتحابّون في اللّه المتجالسون في اللّه و المتزاورون في اللّه
25 ، و عنه ص قال لو أنّ عبدين تحابّا في اللّه أحدهما بالمشرق و الآخر بالمغرب لجمع اللّه بينهما يوم القيامة
و عنه ص قال أفضل الأعمال الحبّ في اللّه و البغض في اللّه
و قال ص علامة حبّ اللّه حبّ ذكر اللّه
26 ، و عن أنس قال قال رسول اللّه ص الحبّ في اللّه فريضة و البغض في اللّه فريضة
27 الصّدوق في معاني الأخبار، عن محمّد بن إبراهيم عن أحمد بن محمّد الهمدانيّ عن الحسن بن القاسم عن عليّ بن إبراهيم بن المعلّى عن أبي عبد اللّه بن محمّد بن خالد عن عبد اللّه بن بكير المراديّ عن موسى بن جعفر عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه ع أنّه قال قال أمير المؤمنين ع لشيخ أقبل إليه من ناحية الشّام قال يا شيخ إنّ اللّه عزّ و جلّ خلق خلقا ضيّق عليهم الدّنيا نظرا لهم فزهّدهم فيها و في حطامها إلى أن قال و صبروا على الذّلّ و قدّموا الفضل فأحبّوا في اللّه و أبغضوا في اللّه أولئك المصابيح في الدّنيا و أهل النّعيم في الآخرة الخبر
و رواه جعفر بن أحمد في كتاب الغايات، مثله
28 فرات بن إبراهيم الكوفيّ في تفسيره، عن أحمد بن محمّد بن عليّ الزّهريّ عن أحمد بن الحسين بن المفلّس عن زكريّا بن محمّد عن عبد اللّه بن مسكان و أبان بن عثمان عن بريد بن معاوية العجليّ و إبراهيم الأحمريّ قالا دخلنا على أبي جعفر ع و عنده زياد الأحلام فقال أبو جعفر ع يا زياد ما لي أرى رجليك متغلّفين قال جعلت فداك جئت على نضو لي عامّة الطّريق و ما حملني على ذلك إلّا حبّ لكم و شوق إليكم ثمّ أطرق زياد مليّا ثمّ قال جعلت لك الفداء إنّي ربّما خلوت فأتاني الشّيطان فيذكّرني ما سلف من الذّنوب و المعاصي فكأنّي آيس ثمّ أذكر حبّي لكم و انقطاعي و كان متّكئا قال يا زياد هل الدّين إلّا الحبّ و البغض ثمّ تلا هذه الآيات الثّلاث كأنّها في كفّه حبّب إليكم الإيمان الآية و قال يحبّون من هاجر إليهم و قال إن كنتم تحبّون اللّه الآية
29 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن عبد اللّه بن جندب عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال يا ابن جندب أحبب في اللّه و أبغض في اللّه و استمسك بالعروة الوثقى و اعتصم بالهدى يقبل عملك فإنّ اللّه يقول و إنّي لغفّار لمن تاب و آمن و عمل صالحا ثمّ اهتدى الخبر
30 كتاب جعفر بن محمّد بن شريح، عن حميد بن شعيب عن جابر الجعفيّ عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول إنّ المتحابّين في اللّه يوم القيامة على منابر من نور قد أضاء نور وجههم و نور أجسادهم و نور منابرهم على كلّ شيء حتّى يعرفون به فيقال هؤلاء المتحابّون في اللّه
31 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن رسول اللّه ص أنّه قال رأس الإيمان الحبّ في اللّه و البغض في اللّه
32 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال جماع الخير في الموالاة في اللّه و المعاداة في اللّه و البغض في اللّه و الحبّ في اللّه
و قال ع غاية الإيمان الموالاة في اللّه و المعاداة في اللّه و التّباذل في اللّه و التّواصل في اللّه سبحانه
و قال ع من أحبّ أن يكمل إيمانه فليكن حبّه للّه و بغضه و رضاه و سخطه للّه
و قال ع من أعطى في اللّه و منع في اللّه و أحبّ في اللّه و أبغض في اللّه فقد استكمل الإيمان
باب 15 -استحباب إقامة السّنن الحسنة و إجراء عادات الخير و الأمر بها و تعليمها و تحريم إجراء عادات الشّرّ
1 الشّيخ المفيد في أماليه، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد عن أبيه عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن عليّ بن مهزيار عن أحمد بن محمّد عن حمّاد بن عثمان عن إسماعيل الجعفيّ قال سمعت أبا جعفر ع يقول من سنّ سنّة عدل فاتّبع كان له مثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيء و من استنّ بسنّة جور فاتّبع كان له مثل وزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء
2 و في الإختصاص، عن العالم ع أنّه قال من استنّ بسنّة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيء و من استنّ بسنّة سيّئة فعليه وزرها و وزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء
3 ، و عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال لا يتكلّم الرّجل بكلمة هدى فيؤخذ بها إلّا كان له مثل أجر من أخذ بها و لا يتكلّم بكلمة ضلال إلّا كان عليه مثل وزر من أخذ بها
4 أبو الفتح الكراجكيّ في كنز الفوائد، عن أمير المؤمنين ع قال لم يمت من ترك أفعالا يقتدى بها من الخير و من نشر حكمة ذكر بها
5 جامع الأخبار، عن كتاب جمل الغرائب بإسناده عن النّبيّ ص أنّه قال خمسة في قبورهم و ثوابهم يجري إلى ديوانهم من غرس نخلا و من حفر بئرا و من بنى للّه مسجدا و من كتب مصحفا و من خلّف ابنا صالحا
6 ، و عنه ص قال إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلّا عن ثلاث ولد صالح يدعو له و علم ينتفع به و صدقة جارية
7 الشّيخ ورّام في تنبيه الخاطر، عن النّبيّ ص أنّه قال أيّما داع دعا إلى الهدى فاتّبع فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء و أيّما داع دعا إلى ضلالة فاتّبع فإنّ عليه مثل أوزار من اتّبعه من غير أن ينقص من أوزارهم شيء
8 الصّدوق في الهداية، عن النّبيّ ص أنّه قال من سنّ سنّة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيء
9 دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال ليس يتبع الرّجل بعد موته من الأجر إلّا ثلاث خصال صدقة أجراها في حياته فهي تجري له بعد موته أو ولد صالح يدعو له أو سنّة هدي استنّها فهي يعمل بها بعده
10 أحمد بن أبي طالب الطّبرسيّ في الإحتجاج، في حديث الزّنديق الّذي جمع متناقضات القرآن و عرضها على أمير المؤمنين ع و أجاب عنها و هو طويل و فيه في كلام له ع قال و لذلك قال النّبيّ ص من استنّ بسنّة حقّ كان له أجرها و أجر من عمل بها إلى يوم القيامة و من استنّ بسنّة باطل كان عليه وزرها و وزر من عمل بها إلى يوم القيامة و لهذا القول من النّبيّ ص شاهد من كتاب اللّه و هو قول اللّه عزّ و جلّ في قصّة قابيل قاتل أخيه من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنّه من قتل الآية الخبر
11 جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن فضيل عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن الجهاد أ سنّة أم فريضة قال الجهاد على أربعة أوجه إلى أن قال و أمّا الجهاد الّذي هو سنّة فكلّ سنّة أقامها الرّجل و جاهد في إقامتها و بلوغها و إحيائها بالعمل و السّعي فيها من أفضل الأعمال قال النّبيّ ص من سنّ سنّة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها من غير أن ينتقص من أجورهم شيء
12 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه قال أيّما داع دعا إلى الهدى فاتّبع فله مثل أجور من تبعه و أيّما داع دعا إلى ضلالة فاتّبع فله مثل أجور من تبعه و أيّما داع دعا إلى ضلالة فاتّبع فعليه أوزار من تبعه
13 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال أظلم النّاس من سنّ سنن الجور و محا سنن العدل
14 الشّيخ الطّبرسيّ في مجمع البيان، و في الحديث أنّ سائلا قام على عهد النّبيّ ص فسأل فسكت القوم ثمّ إنّ رجلا أعطاه فأعطاه القوم فقال النّبيّ ص من استنّ خيرا فاستنّ به فله أجره و مثل أجور من اتّبعه من غير منتقص من أجورهم و من استنّ شرّا فاستنّ به فعليه وزره و مثل أوزار من اتّبعه من غير منتقص من أوزارهم قال فتلا حذيفة بن اليمان علمت نفس ما قدّمت و أخّرت
باب 16 -وجوب حبّ المؤمن و بغض الكافر و تحريم العكس
1 عماد الدّين الطّبريّ في بشارة المصطفى، عن محمّد بن شهريار عن محمّد بن محمّد البرسيّ عن محمّد بن الحسين القرشيّ عن أحمد بن أحمد بن حمران عن إسحاق بن محمّد بن عليّ المقرئ حدّثنا عبد اللّه عن عبيد اللّه بن محمّد الأياديّ عن عمر بن مدرك عن محمّد بن زياد المكّيّ عن جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن عطيّة عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ أنّه قال له في حديث أحبب حبيب آل محمّد ع ما أحبّهم و أبغض مبغض آل محمّد ع ما أبغضهم و إن كان صوّاما قوّاما و ارفق بمحبّ آل محمّد ع فإنّه إن تزلّ قدم بكثرة ذنوبهم ثبتت لهم أخرى بمحبّتهم فإنّ محبّهم يعود إلى الجنّة و مبغضهم يعود إلى النّار
2 القطب الرّاونديّ في دعواته، في كلام له و إليه أشار الرّضا ع بمكتوبه كن محبّا لآل محمّد ع و إن كنت فاسقا و محبّا لمحبّهم و إن كانوا فاسقين
و من شجون الحديث أنّ هذا المكتوب هو الآن عند بعض أهل كومند قرية من نواحينا إلى أصفهان ما هي و وقعته أنّ رجلا من أهلها كان جمّالا لمولانا أبي الحسن ع عند توجّهه إلى خراسان فلمّا أراد الانصراف قال له يا ابن رسول اللّه شرّفني بشيء من خطّك أتبرّك به و كان الرّجل من العامّة فأعطاه ذلك المكتوب
3 ثقة الإسلام في الكافي، عن الحسن بن محمّد عن جعفر بن محمّد بن مالك الكوفيّ عن القاسم بن الرّبيع الصّحّاف عن إسماعيل بن مخلد السّرّاج عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال في رسالته إلى أصحابه و عليكم بحبّ المساكين إلى أن قال و قد قال أبونا رسول اللّه ص أمرني ربّي بحبّ المساكين المسلمين إلى أن قال فاتّقوا اللّه في إخوانكم المسلمين المساكين فإنّ لهم عليكم حقّا أن تحبّوهم فإنّ اللّه أمر رسوله بحبّهم فمن لم يحبّ من أمر اللّه بحبّه فقد عصى اللّه و رسوله و من عصى اللّه و رسوله و مات على ذلك مات و هو من الغاوين
4 ، و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه و محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسين بن سعيد جميعا عن ابن أبي عمير عن حسين بن أحمد المنقريّ عن يونس بن ظبيان قال قلت لأبي عبد اللّه ع أ لا تنهى هذين الرّجلين عن هذا الرّجل فقال من هذا الرّجل و من هذين الرّجلين قلت أ لا تنهى حجر بن زائدة و عامر بن جذاعة عن المفضّل بن عمر فقال يا يونس قد سألتهما أن يكفّا عنه فلم يفعلا فدعوتهما و سألتهما و كتبت إليهما و جعلته حاجتي إليهما فلم يكفّا عنه فلا غفر اللّه لهما فو اللّه لكثيّر عزّة أصدق في مودّته منهما فيما ينتحلان من مودّتي حيث يقول
ألا زعمت بالغيب ألّا أحبّها إذا أنا لم أكرم عليّ كريمها
أما و اللّه لو أحبّاني لأحبّا من أحبّ
5 سبط الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، عن النّبيّ ص أنّه قال ثلاث من كنّ فيه وجد طعم الإيمان من كان اللّه و رسوله أحبّ إليه ممّا سواهما و من كان يحبّ المرء لا يحبّه إلّا للّه و من كان يلقى في النّار أحبّ إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه اللّه منه
6 ، و عنه ع إنّ اللّه تبارك و تعالى إذا رأى أهل قرية قد أسرفوا في المعاصي و فيها ثلاثة نفر من المؤمنين ناداهم جلّ جلاله و تقدّست أسماؤه لو لا من فيكم من المؤمنين المتحابّين لجلالي العامرين بصلاتهم أرضي و مساجدي و المستغفرين بالأسحار لأنزلت بكم عذابي ثمّ لا أبالي
7 و عن كتاب السّيّد ناصح الدّين أبي البركات، أنّه قال اللّه عزّ و جلّ لموسى ع هل عملت لي عملا قطّ قال إلهي صلّيت لك و صمت لك و تصدّقت و ذكرتك كثيرا قال اللّه تبارك و تعالى أمّا الصّلاة فلك برهان و الصّوم جنّة و الصّدقة و الزّكاة نور و ذكرك لي قصور فأيّ عمل عملت لي قال موسى دلّني على العمل الّذي هو لك قال يا موسى هل واليت لي وليّا قطّ و هل عاديت لي عدوّا قطّ فعلم موسى أنّ أفضل الأعمال الحبّ في اللّه و البغض في اللّه
8 البحار، عن الدّيلميّ في أعلام الدّين روي أنّ موسى ع قال يا ربّ أخبرني عن آية رضاك من عبدك فأوحى اللّه إليه إذا رأيت نفسك تحبّ المساكين و تبغض الجبّارين فذلك آية رضاي
9 ابن فهد في عدّة الدّاعي، عنهم ع لا يكمل العبد حقيقة الإيمان حتّى يحبّ أخاه المؤمن
10 ، و عن عبد المؤمن الأنصاريّ قال دخلت على الإمام أبي الحسن موسى بن جعفر ع و عنده محمّد بن عبد اللّه الجعفريّ فتبسّمت إليه فقال أ تحبّه قلت نعم و ما أحببته إلّا لكم قال ع هو أخوك و المؤمن أخ المؤمن لأبيه و أمّه الخبر
11 الشّيخ المفيد في الإختصاص، قال قال الصّادق ع من حبّ الرّجل دينه حبّه أخاه
12 أبو عمرو الكشّيّ في رجاله، عن محمّد بن مسعود عن إسحاق بن محمّد البصريّ عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن سنان عن بشير الدّهّان قال قال أبو عبد اللّه ع لمحمّد بن كثير الثّقفيّ ما تقول في المفضّل بن عمر قال ما عسيت أن أقول فيه لو رأيت في عنقه صليبا و في وسطه كستيجا لعلمت أنّه على الحقّ بعد ما سمعتك فيه ما تقول قال رحمه اللّه لكن حجر بن زائدة و عامر بن جذاعة أتياني فشتماه عندي فقلت لهما ]لا تفعلا فإنّي أهواه فلم يقبلا فسألتهما و أخبرتهما أنّ الكفّ عنه حاجتي فلم يفعلا فلا غفر اللّه لهما[ أما إنّي لو كرمت عليهما لكرم عليهما من يكرم عليّ و لقد كان كثيّر عزّة في مودّته لها أصدق منهما في مودّتهما حيث يقول لقد علمت بالغيب أنّي أخونها إذا أنا لم أكرم عليّ كريمها أما إنّي لو كرمت عليهما لكرم عليهما من يكرم عليّ
13 الشّيخ المفيد في أماليه، عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن أحمد بن إدريس عن جعفر الفزاريّ عن محمّد بن الحسين بن زيد عن محمّد بن سنان عن العلاء بن الفضل عن أبي عبد اللّه ع قال من أحبّ كافرا فقد أبغض اللّه و من أبغض كافرا فقد أحبّ اللّه ثمّ قال صديق عدوّ اللّه عدوّ للّه
14 أبو عليّ في أماليه، عن جماعة عن أبي المفضّل عن جعفر بن محمّد العلويّ عن عليّ بن الحسن بن عليّ بن عمر بن عليّ بن الحسين ع عن الحسين بن زيد بن عليّ عن جعفر بن محمّد عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال سمعت رسول اللّه ص يقول شرار النّاس من يبغض المؤمنين و تبغضه قلوبهم الخبر
باب 17 -وجوب حبّ المطيع و بغض العاصي و تحريم العكس
1 زيد النّرسيّ في أصله، قال قلت لأبي الحسن موسى ع الرّجل من مواليكم يكون عارفا يشرب الخمر و يرتكب الموبق من الذّنب نتبرّأ منه فقال تبرّءوا من فعله و لا تتبرّءوا منه أحبّوه و أبغضوا عمله قلت فيسعنا أن نقول فاسق فاجر فقال لا الفاسق الفاجر الكافر الجاحد لنا النّاصب لأوليائنا أبى اللّه أن يكون وليّنا فاجرا و إن عمل ما عمل و لكنّكم تقولون فاسق العمل فاجر العمل مؤمن النّفس خبيث الفعل طيب الرّوح و البدن الخبر
2 الدّيلميّ في إرشاد القلوب، عن أمير المؤمنين ع في حديث المعراج عن رسول اللّه ص قال قال اللّه تبارك و تعالى يا أحمد إنّ المحبّة للّه هي المحبّة للفقراء و التّقرّب إليهم قال يا ربّ و من الفقراء قال الّذين رضوا بالقليل و صبروا على الجوع و شكروا على الرّخاء و لم يشكوا جوعهم و لا ظمأهم و لم يكذبوا بألسنتهم و لم يغضبوا على ربّهم و لم يغتمّوا على ما فاتهم و لم يفرحوا بما آتاهم يا أحمد محبّتي محبّة الفقراء فأدن الفقراء و قرّب مجلسهم منك و بعّد الأغنياء و بعّد مجلسهم فإنّ الفقراء أحبّائي الخبر
3 عليّ بن الحسين المسعوديّ في إثبات الوصيّة، في قصّة عيسى ع قال و كان فيما أمر به الحواريّين قوله ع و تحبّبوا إلى اللّه ببغض أهل المعاصي و البعد منهم
4 الشّيخ المفيد في أماليه، عن عمر بن محمّد الصّيرفيّ عن أبي عليّ محمّد بن همّام عن جعفر بن محمّد بن مالك عن أحمد بن سلامة عن محمّد بن الحسين العامريّ عن أبي معمر عن أبي بكر بن عيّاش عن الفجيع العقيليّ عن الحسن بن عليّ عن أبيه ع أنّه قال له عند وفاته و واخ الإخوان في اللّه و أحبّ الصّالح لصلاحه و دار الفاسق عن دينك و أبغضه بقلبك و زائله بأعمالك لئلّا تكون مثله الخبر
5 ثقة الإسلام في الكافي، عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن عمّه حمزة بن بزيع و الحسين بن محمّد الأشعريّ عن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه عن يزيد بن عبد اللّه عمّن حدّثه قال كتب أبو جعفر ع إلى سعد الخير بسم اللّه الرّحمن الرّحيم و ساق الكتاب إلى أن قال و اعلم رحمك اللّه أنّا لا ننال محبّة اللّه إلّا ببغض كثير من النّاس و لا ولايته إلّا بمعاداتهم و فوت ذلك قليل يسير الدّرك ذلك من اللّه لقوم يعلمون الخبر
6 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، قال قال عيسى ع تحبّبوا إلى اللّه ببغض أهل المعاصي
باب 18 -استحباب الدّعاء إلى الإيمان و الإسلام مع رجاء القبول و عدم الخوف
1 أحمد بن محمّد السّيّاريّ في كتاب التّنزيل و التّحريف، سئل أبو عبد اللّه ع في قوله جلّ ذكره من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعا و من أحياها الآية قال من أنقذها من حرق أو غرق فقلت أنّا نروّى عن جابر عن أبيك أنّه قال من أخرجها من ضلال إلى هدى فقال ذاك من تأويلها
2 العيّاشيّ في تفسيره، عن حمران قال قلت لأبي عبد اللّه ع سألته عن قول اللّه من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل الآية إلى أن قال قلت فمن أحياها قال نجّاها من غرق أو حرق أو سبع أو عدوّ ثمّ سكت ثمّ التفت إليّ فقال تأويلها الأعظم دعاها فاستجابت له
3 ، و عن سماعة قال قلت قول اللّه من قتل نفسا الآية قال من أخرجها من ضلال إلى هدى فقد أحياها و من أخرجها من هدى إلى ضلالة فقد قتلها
4 ، و عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال سألته عن قول اللّه تعالى من قتل نفسا إلى أن قال قال ع و من أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعا لم يقتلها أو أنجى من غرق أو حرق و أعظم من ذلك كلّه يخرجها من ضلالة إلى هدى
5 ، و عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال سألته و من أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعا قال من استخرجها من الكفر إلى الإيمان
6 تفسير الإمام، ع قال عليّ بن الحسين ع أوحى اللّه تعالى إلى موسى ع حبّبني إلى خلقي و حبّب خلقي إليّ قال يا ربّ كيف أفعل قال ذكّرهم آلائي و نعمائي ليحبّوني فلأن تردّ آبقا عن بابي أو ضالا عن فنائي أفضل لك من عبادة ]مائة[ سنة بصيام نهارها و قيام ليلها قال موسى ع و من هذا العبد الآبق منك قال العاصي المتمرّد قال فمن الضّالّ عن فنائك قال الجاهل بإمام زمانه تعرّفه و الغائب عنه بعد ما عرفه الجاهل بشريعة دينه تعرّفه شريعته و ما يعبد به ربّه و يتوصّل به إلى مرضاته
7 الصّدوق في الأمالي، عن عليّ بن أحمد عن محمّد بن جعفر الأسديّ عن عبد العظيم الحسنيّ عن عليّ بن محمّد الهادي عن آبائه عن عليّ ع قال لمّا كلّم اللّه موسى بن عمران قال موسى إلهي ما جزاء من دعا نفسا كافرة إلى الإسلام قال يا موسى آذن له في الشّفاعة يوم القيامة لمن يريد
8 عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن أبي القاسم عن محمّد بن عبّاس عن عبد اللّه بن موسى عن عبد العظيم الحسنيّ عن عمرو بن رشيد عن داود بن كثير عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ قل للّذين آمنوا يغفروا للّذين لا يرجون أيّام اللّه قال قل للّذين منّنّا عليهم بمعرفتنا أن يعرّفوا الّذين لا يعلمون فإذا عرّفوهم فقد غفر لهم
9 كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن حميد بن شعيب عن جابر قال سمعته يقول قال أبي ع كونوا من السّابقين بالخيرات و كونوا ورقا لا شوك فيه فإنّ من كان قبلكم كانوا ورقا لا شوك فيه و قد خفت أن تكونوا شوكا لا ورق فيه و كونوا دعاة إلى ربّكم و أدخلوا النّاس في الإسلام و لا تخرجوهم منه و كذلك من كان قبلكم يدخلون النّاس في الإسلام و لا يخرجونهم منه
10 الطّبرسيّ في الإحتجاج، في حديث الزّنديق عن أمير المؤمنين ع أنّه قال في جملة كلام له بعد استشهاده بقوله تعالى من أجل ذلك كتبنا الآية و للإحياء في هذا الموضع تأويل في الباطن ليس كظاهره و هو من هداها لأنّ الهداية هي حياة الأبد و من سمّاه اللّه حيّا لم يمت أبدا إنّما ينقله من دار محنة إلى دار راحة و منحة الخبر
11 مصباح الشّريعة، قال رسول اللّه ص لعليّ ع لئن يهد اللّه بك عبدا من عباده خير لك ممّا طلعت عليه الشّمس من مشارقها إلى مغاربها
باب 19 -تأكّد استحباب دعاء الأهل إلى الإيمان مع الإمكان
1 كتاب جعفر بن محمّد بن شريح، عن حميد بن شعيب عن جابر الجعفيّ عن أبي عبد اللّه ع قال دخل على أبي جعفر ع رجل فقال رحمك اللّه أحدّث أهلي قال نعم إنّ اللّه يقول يا أيّها الّذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا وقودها النّاس و الحجارة و قال و أمر أهلك بالصّلاة و اصطبر عليها
2 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه كان إذا أصاب أهله خصاصة قال لهم قوموا إلى الصّلاة و قال بهذا أمر ربّي
3 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال و الّذي نفسي بيده لا يضع اللّه الرّحمة إلّا على رحيم قلنا يا رسول اللّه كلّنا رحيم قال الّذي يرحم نفسه و أهله خاصّة ذاك الّذي يرحم المسلمين
باب 20 -عدم وجوب الدّعاء إلى الإيمان على الرّعيّة و عدم جوازه مع التّقيّة
1 أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ في المحاسن، عن أبيه عن خلف بن حمّاد الكوفيّ عن أبي الحسن موسى ع أنّه قال في حديث طويل و لا تعلّموا هذا الخلق أصول دين اللّه بل ارضوا لهم ما رضي اللّه لهم من ضلال الخبر
و رواه في الكافي، كما نقله في الأصل في كتاب الحيض
2 ، و عن محمّد بن إسماعيل عن أبي إسماعيل السّرّاج عن ابن مسكان عن ثابت أبي سعيد قال قال أبو عبد اللّه ع يا ثابت ما لكم و النّاس كفّوا عن النّاس و لا تدعوا أحدا إلى أمركم فو اللّه لو أنّ أهل السّماوات و أهل الأرضين اجتمعوا على أن يهدوا عبدا يريد اللّه ضلالته ما استطاعوا على أن يهدوه و لو أنّ أهل السّماوات و أهل الأرضين اجتمعوا على أن يضلّوا عبدا يريد اللّه هداه ما استطاعوا أن يضلّوه كفّوا عن النّاس و لا يقل أحدكم أخي و ابن عمّي و جاري فإنّ اللّه إذا أراد بعبد خيرا طيّب روحه فلا يسمع معروفا إلّا عرفه و لا منكرا إلّا أنكره ثمّ يقذف اللّه في قلبه كلمة يجمع بها أمره
3 ، و عن القاسم بن محمّد و فضالة بن أيّوب عن كليب بن معاوية الأسديّ قال قال أبو عبد اللّه ع ما أنتم و النّاس إنّ اللّه إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة بيضاء فإذا هو يجول لذلك و يطلبه
4 ، و عن ابن فضّال عن عليّ بن عقبة عن أبيه قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول اجعلوا أمركم للّه و لا تجعلوه للنّاس فإنّه ما كان للّه فهو للّه و ما كان للنّاس فلا يصعد إلى اللّه فلا تخاصموا النّاس لدينكم فإنّ المخاصمة ممرضة للقلب إنّ اللّه قال لنبيّه ص إنّك لا تهدي من أحببت و لكنّ اللّه يهدي من يشاء و قال أ فأنت تكره النّاس حتّى يكونوا مؤمنين ذروا النّاس فإنّ النّاس أخذوا عن النّاس و إنّكم أخذتم عن رسول اللّه ص و لا سواء إنّي سمعت أبي يقول إنّ اللّه إذا كتب على عبد أن يدخل في هذا الأمر كان أسرع إليه من الطّير إلى وكره
5 ، و عن أبيه عن صفوان و فضالة بن أيّوب عن داود بن فرقد قال كان أبي يقول ما لكم و لدعاء النّاس إنّه لا يدخل في هذا الأمر إلّا من كتب اللّه له
6 ، و عن أبيه عن عبد اللّه بن يحيى عن عبد اللّه بن مسكان عن ثابت قال قال أبو عبد اللّه ع يا ثابت ما لكم و للنّاس
7 ، و عن أبيه عن النّضر بن سويد عن يحيى الحلبيّ عن أيّوب الحرّ قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّ رجلا أتى أبي فقال إنّي رجل خصم أخاصم من أحبّ أن يدخل في هذا الأمر فقال له أبي لا تخاصم أحدا فإنّ اللّه إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة حتّى إنّه ليبصر ]به[ الرّجل منكم يشتهي لقاءه
و عن أبيه عن عبد اللّه بن يحيى عن عبد اللّه بن مسكان عن ثابت عن أبي عبد اللّه ع مثله
، و عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن ربعيّ بن عبد اللّه عن فضيل بن يسار عن أبي عبد اللّه ع قال لا تدعوا إلى هذا الأمر فإنّ اللّه إذا أراد بعبد خيرا أخذ بعنقه فأدخله في هذا الأمر
و عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن جدّه عن أبي جعفر ع مثله
9 ، و عن صفوان عن محمّد بن مروان عن فضيل بن يسار قال قلت لأبي عبد اللّه ع ندعوا النّاس إلى هذا الأمر فقال لا يا فضيل إنّ اللّه إذا أراد بعبد خيرا أمر ملكا فأخذ بعنقه فأدخله في هذا الأمر قال و أومأ بيده إلى رأسه
10 كتاب درست بن أبي منصور، عن ابن مسكان عن حمران قال قلت لأبي جعفر ع أصلحك اللّه إنّي كنت في حال و قد صرت إلى حال أخرى فلست أدري الحال الّتي كنت عليها أفضل أو الّتي صرت إليها قال فقال و ما ذاك يا حمران قال قلت جعلت فداك قد كنت أخاصم النّاس فلا أزال قد استجاب لي الواحد بعد الواحد ثمّ تركت ذاك قال فقال يا حمران خلّ بين النّاس و خالقهم فإنّ اللّه إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة فحال قلبه فيصير إلى هذا الأمر أسرع من الطّير إلى وكره
11 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، في وصيّة الصّادق ع لمحمّد بن النّعمان يا أبا جعفر ما لكم و للنّاس كفّوا عن النّاس و لا تدعوا أحدا إلى هذا الأمر فو اللّه لو أنّ أهل السّماوات ]و الأرض[ اجتمعوا على أن يضلّوا عبدا يريد اللّه هداه ما استطاعوا أن يضلّوه كفّوا عن النّاس و لا يقل أحدكم أخي و عمّي و جاري فإنّ اللّه جلّ و عزّ إذا أراد بعبد خيرا طيّب روحه فلا يسمع معروفا إلّا عرفه و لا منكرا إلّا أنكره ثمّ قذف اللّه في قلبه كلمة يجمع اللّه بها أمره الخبر
باب 21 -وجوب بذل المال دون النّفس و العرض و بذل النّفس دون الدّين
1 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال كان في وصيّة رسول اللّه لعليّ ص يا عليّ أوصيك في نفسك بخصال إلى أن قال و الخامسة بذلك مالك و دمك دون دينك الخبر
2 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال صن دينك بدنياك تربحهما و لا تصن دنياك بدينك فتخسرهما
و قال ع صن الدّين بالدّنيا ينجك و لا تصن الدّنيا بالدّين فترديك
باب 22 -عدم جواز الكلام في ذات اللّه و التّفكّر في ذلك و الخصومة في الدّين و الكلام بغير كلام الأئمّة ع
1 محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمّد عن أبيه ع أنّ رجلا قال لأمير المؤمنين ع هل تصف ربّنا نزداد له حبّا و به معرفة فغضب و خطب النّاس فقال فيما قال عليك يا عبد اللّه بما دلّك عليه القرآن من صفته و تقدّمك فيه الرّسول من معرفته فائتمّ به و استضئ بنور هدايته فإنّما هي نعمة و حكمة أوتيتها فخذ ما أوتيت و كن من الشّاكرين و ما كلّفك الشّيطان علمه ممّا ليس عليك في الكتاب فرضه و لا في سنّة الرّسول و أئمّة الهدى أثره فكل علمه إلى اللّه و لا تقدّر عظمة اللّه على قدر عقلك فتكون من الهالكين و اعلم يا عبد اللّه أنّ الرّاسخين في العلم هم الّذين أغناهم اللّه عن الاقتحام على السّدد المضروبة دون الغيوب إقرارا بجهل ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب فقالوا آمنّا به كلّ من عند ربّنا و قد مدح اللّه اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما و سمّى تركهم التّعمّق فيما لم يكلّفهم البحث عن كنهه رسوخا
2 ، و عن ربعيّ بن عبد اللّه عمّن ذكره عن أبي جعفر ع في قول اللّه و إذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا قال الكلام في اللّه و الجدال في القرآن فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديث غيره قال منهم القصّاص
3 كتاب عاصم بن حميد الحنّاط، عن أبي عبيدة الحذّاء قال سمعت أبا جعفر ع يقول إيّاكم و أصحاب الخصومات و الكذّابين فإنّهم تركوا ما أمروا بعلمه و تكلّفوا ما لم يؤمروا بعلمه حتّى تكلّفوا علم السّماء يا أبا عبيدة و خالق النّاس بأخلاقهم يا أبا عبيدة إنّا لا نعدّ الرّجل فينا عاقلا حتّى يعرف لحن القول ثمّ قرأ و لتعرفنّهم في لحن القول
4 كتاب مثنّى بن الوليد الحنّاط، عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللّه ع و هو يقول لا يخاصم إلّا شاكّ في دينه أو من لا ورع له
5 عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد اللّه ع قال إذا انتهى الكلام إلى اللّه فأمسكوا و تكلّموا فيما دون العرش و لا تكلّموا فيما فوق العرش فإنّ قوما تكلّموا فيما فوق العرش فتاهت عقولهم حتّى إنّ الرّجل ينادى من بين يديه فيجيب من خلفه و ينادى من خلفه فيجيب من بين يديه
6 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص اتّقوا جدال كلّ مفتون فإنّ كلّ مفتون يلقّن حجّته إلى انقضاء مدّته فإذا انقضت مدّته رست به خطيئته و أحرقته
7 ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص ما ابتدع القوم بدعة إلّا أعطوا لها جدلا و لا سبّب قوم فتنة إلّا كانوا فيها حربا
8 ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص لعن اللّه الّذين اتّخذوا دينهم سحتا يعني الجدال في الدّين
9 فقه الرّضا، ع إيّاك و الخصومة فإنّها تورث الشّكّ و تحبط العمل و تردي صاحبها و عسى أن يتكلّم بشيء لا يغفر له و نروي أنّه كان فيما مضى قوم انتهى بهم الكلام إلى اللّه جلّ و عزّ فتحيّروا فإن كان الرّجل ليدعى من بين يديه فيجيب من خلفه و أروي تكلّموا فيما دون العرش فإنّ قوما تكلّموا في اللّه جلّ و عزّ فتاهوا و أروي عن العالم و سألته عن شيء من الصّفات فقال لا تتجاوزوا ممّا في القرآن أروي أنّه قرئ بين يدي العالم ع قوله لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار فقال إنّما عنى أبصار القلوب و هي الأوهام فقال لا تدرك الأوهام كيفيّته و هو يدرك كلّ وهم و أمّا عيون البشر فلا تلحقه لأنّه لا يحلّ فلا يوصف هذا ما نحن عليه كلّنا
10 تفسير الإمام، ع لقد مرّ أمير المؤمنين ع على قوم من أخلاط المسلمين ليس فيهم مهاجريّ و لا أنصاريّ و هم قعود في بعض المساجد في أوّل يوم من شعبان فإذا هم يخوضون في أمر القدر و غيره ممّا اختلف النّاس فيه قد ارتفعت أصواتهم و اشتدّ فيه جدالهم فوقف عليهم و سلّم فردّوا عليه و وسّعوا له و قاموا إليه يسألونه القعود إليهم فلم يحفل بهم ثمّ قال لهم و ناداهم يا معشر المتكلّمين أ لم تعلموا أنّ للّه عبادا قد أسكتتهم خشيته من غير عيّ و لا بكم و إنّهم لهم الفصحاء العقلاء الألبّاء العالمون باللّه و أيّامه و لكنّهم إذا ذكروا عظمة اللّه انكسرت ألسنتهم و انقطعت أفئدتهم و طاشت عقولهم و تاهت حلومهم إعزازا للّه و إعظاما و إجلالا فإذا فاقوا من ذلك استبقوا إلى اللّه بالأعمال الزّاكية يعدّون أنفسهم مع الظّالمين و الخاطئين و إنّهم براء من المقصّرين و المفرطين ألا إنّهم لا يرضون للّه بالقليل و لا يستكثرون للّه الكثير و لا يدلّون عليه بالأعمال فهم إذا رأيتهم مهيّمون مروّعون خائفون مشفقون وجلون فأين أنتم يا معشر المبتدعين أ لم تعلموا أنّ أعلم النّاس بالقدر أسكتهم عنه و أنّ أجهل النّاس بالقدر أنطقهم فيه
11 محمّد بن إبراهيم النعمانيّ في كتاب الغيبة، عن عبد الواحد بن عبد اللّه بن يونس عن محمّد بن جعفر القرشيّ عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن محمّد بن سنان عن أبي محمّد الغفاريّ عن أبي عبد اللّه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص إيّاكم و جدال كلّ مفتون فإنّه ملقّن حجّته إلى انقضاء مدّته فإذا انقضت مدّته ألهبته خطيئته و أحرقته
12 محمّد بن الحسن الصّفّار في البصائر، عن أحمد بن محمّد عن العبّاس بن معروف عن عبد اللّه بن يحيى عن ابن أذينة عن الحضرميّ قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول هلك أصحاب الكلام و ينجو المسلّمون إنّ المسلّمين هم النّجباء يقولون هذا ينقاد و هذا لا ينقاد أما و اللّه لو علموا كيف كان أصل الخلق ما اختلف اثنان
13 أبو عمرو الكشّيّ في رجاله، عن عليّ بن محمّد عن محمّد بن موسى الهمدانيّ عن الحسن بن موسى الخشّاب عن غيره عن جعفر بن محمّد بن حكيم الخثعميّ قال اجتمع ابن سالم و هشام بن الحكم و جميل بن درّاج و عبد الرّحمن بن الحجّاج و محمّد بن حمران و سعيد بن غزوان و نحو من خمسة عشر من أصحابنا فسألوا هشام بن الحكم أن يناظر هشام بن سالم فيما اختلفوا فيه من التّوحيد و صفة اللّه عزّ و جلّ و عن غير ذلك لينظروا أيّهم أقوى حجّة فرضي هشام بن سالم أن يتكلّم عند محمّد بن أبي عمير و رضي هشام بن الحكم أن يتكلّم عند محمّد بن هشام فتكلّما و ساقا ما جرى بينهما و قال قال عبد الرّحمن بن الحجّاج لهشام بن الحكم كفرت و اللّه باللّه العظيم و ألحدت فيه ويحك ما قدرت أن تشبه بكلام ربّك إلّا العود يضرب به قال جعفر بن محمّد بن حكيم فكتب إلى أبي الحسن موسى ع مخاطبتهم و كلامهم و يسأله ع أن يعلّمهم ما القول الّذي ينبغي أن يدين اللّه به من صفة الجبّار فأجابه في عرض كتابه فهمت رحمك اللّه و اعلم رحمك اللّه أنّ اللّه أجلّ و أعلى و أعظم من أن يبلغ كنه صفته فصفوه بما وصف به نفسه و كفّوا عمّا سوى ذلك
14 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال في خطبة الوسيلة و من فكّر في ذات اللّه تزندق
و رواه ثقة الإسلام في روضة الكافي، عن محمّد بن عليّ بن معمر عن محمّد بن عليّ بن عكاية التّميميّ عن الحسين بن النّضر الفهريّ عن أبي عمرو الأوزاعيّ عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر ع عنه ع مثله
باب 23 -وجوب التّقيّة مع الخوف إلى خروج صاحب الزّمان ع
1 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال التّقيّة ديني و دين أهل بيتي
2 كتاب سليم بن قيس الهلاليّ، عن الحسن البصريّ قال سمعت عليّا ع يقول يوم قتل عثمان قال رسول اللّه ص قال سمعته يقول إنّ التّقيّة من دين اللّه و لا دين لمن لا تقيّة له و اللّه لو لا التّقيّة ما عبد اللّه في الأرض في دولة إبليس فقال رجل و ما دولة إبليس فقال إذا ولّي إمام هدى فهي في دولة الحقّ على إبليس و إذا ولّي إمام ضلالة فهي دولة إبليس الخبر
3 القطب الرّاونديّ في قصص الأنبياء، بإسناده إلى الصّدوق عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن محمّد بن سنان عن إسماعيل بن جابر عن عبد الحميد بن أبي الدّيلم عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ قابيل أتى هبة اللّه ع فقال إنّ أبي قد أعطاك العلم الّذي كان عنده و أنا كنت أكبر منك و أحقّ به منك و لكن قتلت ابنه فغضب عليّ فآثرك بذلك العلم عليّ و إنّك و اللّه إن ذكرت شيئا ممّا عندك من العلم الّذي ورّثك أبوك لتتكبّر به عليّ و لتفتخر عليّ لأقتلنّك كما قتلت أخاك فاستخفى هبة اللّه بما عنده من العلم لتنقضي دولة قابيل و لذلك يسعنا في قومنا التّقيّة لأنّ لنا في ولد آدم أسوة الخبر
4 الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن الحسين بن إبراهيم القزوينيّ عن أبي عبد اللّه محمّد بن وهبان الهنائيّ البصريّ عن أحمد بن إبراهيم بن أحمد عن الحسن بن عليّ الزّعفرانيّ عن أحمد بن محمّد البرقيّ عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع في قوله تعالى إنّ أكرمكم عند اللّه أتقاكم قال أعملكم بالتّقيّة
5 الصّدوق في الهداية، قال قال الصّادق ع لو قلت إنّ تارك التّقيّة كتارك الصّلاة لكنت صادقا
6 ، و عنه ع أنّه سئل عن قول اللّه عزّ و جلّ إنّ أكرمكم عند اللّه أتقاكم قال أعملكم بالتّقيّة
7 ، و قال ع خالطوا النّاس بالبرّانيّة و خالفوهم بالجوّانيّة ما دامت الإمرة صبيانيّة
و قال ع رحم اللّه امرأ حبّبنا إلى النّاس و لم يبغضنا إليهم
8 ، و قال ع الرّياء مع المنافق في داره عبادة و مع المؤمن شرك و التّقيّة واجبة لا يجوز تركها إلى أن يخرج القائم ع فمن تركها فقد دخل في نهي اللّه عزّ و جلّ و نهي رسول اللّه و الأئمّة ص
9 محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول لا خير فيمن لا تقيّة له و لقد قال يوسف أيّتها العير إنّكم لسارقون
و في رواية أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال التّقيّة من دين اللّه و لقد قال يوسف أيّتها العير إنّكم لسارقون و و اللّه ما كانوا سرقوا شيئا و ما كذب
10 ، و في رواية أخرى عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال قيل له و أنا عنده إنّ سالم بن حفصة يروي عنك أنّك تكلّم على سبعين وجها لك منها المخرج فقال ما يريد سالم منّي أ يريد أن أجيء بالملائكة فو اللّه ما جاء بهم النّبيّون و لقد قال إبراهيم إنّي سقيم و اللّه ما كان سقيما و ما كذب و لقد قال إبراهيم بل فعله كبيرهم و ما فعله كبيرهم و ما كذب و لقد قال يوسف أيّتها العير إنّكم لسارقون و اللّه ما كانوا سرقوا و ما كذب
11 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال في حديث إنّ أبي رضوان اللّه عليه كان يقول إنّ التّقيّة من ديني و دين آبائي و لا دين لمن لا تقيّة له و إنّ اللّه يحبّ أن يعبد في السّرّ كما يحبّ أن يعبد في العلانية الخبر
12 سبط الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا من المحاسن عن معلّى بن خنيس قال قال أبو عبد اللّه ع يا معلّى اكتم أمرنا و لا تذعه فإنّه من كتم أمرنا و لا يذيعه أعزّه اللّه في الدّنيا و جعله نورا بين عينيه يقوده إلى الجنّة إلى أن قال يا معلّى إنّ التّقيّة و ذكر مثله
13 ، و عنه ع قال كظم الغيظ عن العدوّ في دولاتهم تقيّة و حرز لمن أخذ بها و تحرّز من التّعريض للبلاء في الدّنيا
14 جامع الأخبار، من كتاب التّقيّة للعيّاشيّ عن الصّادق ع أنّه قال لا دين لمن لا تقيّة له و إنّ التّقيّة لأوسع ما بين السّماء و الأرض
و قال ع من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فلا يتكلّم في دولة الباطل إلّا بالتّقيّة
و عنه ع قال إذا تقارب الزّمان كان أشدّ للتّقيّة
15 الحسن بن أبي الحسن الدّيلميّ في إرشاد القلوب، في حديث طويل عن سلمان الفارسيّ رحمه اللّه أنّه ذكر قدوم الجاثليق من الرّوم و معه مائة من الأساقفة بعد وفاة رسول اللّه ص إلى المدينة و سؤالهم عن أبي بكر أشياء تحيّر فيها ثمّ ذكر قدومهم على عليّ ع و حلّه مشاكلهم و إسلامهم على يده و أمره برجوعهم إلى وطنهم إلى أن قال قال ع و عليكم بالتّمسّك بحبل اللّه و عروته و كونوا من حزب اللّه و رسوله و الزموا عهد اللّه و ميثاقه عليكم فإنّ الإسلام بدأ غريبا و سيعود غريبا و كونوا في أهل ملّتكم كأصحاب الكهف و إيّاكم أن تفشوا أمركم إلى أهل أو ولد أو حميم أو قريب فإنّه دين اللّه عزّ و جلّ الّذي أوجب له التّقيّة لأوليائه فيقتلكم قومكم الخبر
16 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال لأبي جعفر محمّد بن النّعمان في حديث فإنّ أبي كان يقول و أيّ شيء أقرّ للعين من التّقيّة إنّ التّقيّة جنّة المؤمن و لو لا التّقيّة ما عبد اللّه و قال جلّ و عزّ لا يتّخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين و من يفعل ذلك فليس من اللّه في شيء إلّا أن تتّقوا منهم تقاة الخبر
17 الشّيخ المفيد في الأمالي، عن ابن الوليد عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن حديد بن حكيم الأزديّ قال سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد ع يقول اتّقوا اللّه و صونوا دينكم بالورع و قوّوه بالتّقيّة الخبر
18 الحسن بن سليمان الحلّيّ في منتخب البصائر، نقلا عن سعد بن عبد اللّه في بصائره عن أحمد و عبد اللّه ابني محمّد بن عيسى و محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ أبي ص كان يقول و أيّ شيء أقرّ للعين من التّقيّة إنّ التّقيّة جنّة المؤمن
19 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال عليك بالتّقيّة فإنّها شيمة الأفاضل
باب 24 -وجوب التّقيّة في كلّ ضرورة بقدرها و تحريم التّقيّة مع عدمها و حكم التّقيّة في شرب الخمر و مسح الخفّين و متعة الحجّ
1 أحمد بن محمّد بن عيسى في نوادره، عن الحسن بن عليّ بن فضّال و فضالة عن ابن بكير عن زرارة قال قال أبو عبد اللّه ع التّقيّة في كلّ ضرورة و صاحبها أعلم بها حين تنزل به
2 ، و عن معمر بن يحيى عن أبي جعفر ع أنّه قال في حديث كلّما خاف المؤمن على نفسه فيه ضرورة فله التّقيّة
3 ، و عن سماعة قال قال ليس شيء ممّا حرّم اللّه إلّا و قد أحلّه لمن اضطرّ إليه
4 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع قال حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه عن عليّ بن أبي طالب ع أنّه قال التّقيّة ديني و دين آبائي في كلّ شيء إلّا في تحريم المسكر و خلع الخفّين يعني الوضوء و الجهر ببسم اللّه الرّحمن الرّحيم الخبر
زيد النّرسيّ في أصله، عن أبي بصير عن أبي جعفر ع أنّه قال في حديث و ما حرّم اللّه حراما فأحلّه إلّا للمضطرّ و لا أحلّ اللّه حلالا قطّ ثمّ حرّمه
6 الإمام الهمام أبو محمّد العسكريّ ع في تفسيره، قال قال رسول اللّه ص من صلّى الخمس كفّر اللّه عنه من الذّنوب ما بين كلّ صلاتين إلى أن قال لا تبقي عليه من الذّنوب شيئا إلّا الموبقات الّتي هي جحد النّبوّة أو الإمامة أو ظلم إخوانه المؤمنين أو ترك التّقيّة حتّى يضرّ بنفسه و إخوانه المؤمنين
باب 25 -وجوب عشرة العامّة بالتّقيّة
1 دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال يوصي شيعته خالقوا النّاس بأحسن أخلاقكم صلّوا في مساجدهم و عودوا مرضاهم و اشهدوا جنائزهم الخبر
2 جامع الأخبار، عن ابن مسكان قال قال أبو عبد اللّه ع إنّي لأحسبك إذا شتم عليّ ع بين يديك إن تستطع أن تأكل أنف شاتمه لفعلت قلت إي و اللّه جعلت فداك إنّي لهكذا و أهل بيتي قال فلا تفعل فو اللّه لربّما سمعت من شتم عليّا ع و ما بيني و بينه إلّا أسطوانة فأستتر بها فإذا فرغت من صلاتي أمرّ به فأسلّم عليه و أصافحه
و رواه ابن إدريس في السّرائر، عن كتاب المحاسن لأحمد بن محمّد البرقيّ عنه مثله
باب 26 -وجوب طاعة السّلطان للتّقيّة
1 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن محمّد بن النّعمان قال قال الصّادق ع يا ابن النّعمان إذا كانت دولة الظّلم فامش و استقبل من تتّقيه بالتّحيّة فإنّ المتعرّض للدّولة قاتل نفسه و موبقها إنّ اللّه يقول و لا تلقوا بأيديكم إلى التّهلكة
2 كتاب سليم بن قيس، حدّثنا الحسن بن أبي يعقوب قال حدّثنا إبراهيم بن عمرو بن عبد الرّزّاق بن همّام عن أبيه عن أبان عن سليم عن قيس بن سعد بن عبادة في حديث أنّه قال لمعاوية أما إنّ رسول اللّه ص قال لنا إنّكم سترون من بعدي أثره فقال معاوية فما أمركم به قال أمرنا أن نصبر حتّى نلقاه فقال فاصبروا حتّى تلقوه الخبر
3 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال ثلاثة مهلكة الجرأة على السّلطان و ائتمان الخوّان و شرب السّمّ للتّجربة
و قال ع من اجترأ على السّلطان فقد تعرّض للهوان
4 عليّ بن إبراهيم في تفسيره، في سياق قصّة أبي ذرّ و عثمان قال قال أبو ذرّ قال لي حبيبي رسول اللّه ص يوما يا أبا ذرّ كيف أنت إذا قيل لك أيّ البلاد أحبّ إليك أن تكون فيها فتقول مكّة حرم اللّه و حرم رسوله أعبد اللّه فيها حتّى يأتيني الموت فيقال لك لا و لا كرامة إلى أن قال فقلت يا رسول اللّه أ فلا أضع سيفي هذا على عاتقي و أضرب به قدما قدما قال لا اسمع و اسكت و لو لعبد حبشيّ الخبر
باب 27 -وجوب الاعتناء و الاهتمام بالتّقيّة و قضاء حقوق الإخوان
1 ، الإمام الهمام أبو محمّد العسكريّ ع في تفسير قوله تعالى و قولوا للنّاس حسنا قال قولوا للنّاس كلّهم حسنا مؤمنهم و مخالفهم أمّا المؤمنون فيبسط لهم وجهه و أمّا المخالفون فيكلّمهم بالمداراة لاجتذابهم إلى الإيمان فإن استتر من ذلك بكفّ شرورهم عن نفسه و عن إخوانه المؤمنين قال الإمام ع إنّ مداراة أعداء اللّه من أفضل صدقة المرء على نفسه و إخوانه
2 ، و قال أمير المؤمنين ع إنّا لنبشر في وجوه قوم و إنّ قلوبنا لتقليهم أولئك أعداء اللّه نتّقيهم على إخواننا و على أنفسنا
و قالت فاطمة ع بشر في وجه المؤمن يوجب لصاحبه الجنّة و بشر في وجه المعاند يقي صاحبه عذاب النّار
3 ، و قال الحسن بن عليّ ع قال رسول اللّه ص إنّ الأنبياء إنّما فضّلهم اللّه على خلقه أجمعين بشدّة مداراتهم لأعداء دين اللّه و حسن تقيّتهم لأجل إخوانهم في اللّه
4 ، قال الزّهريّ و كان عليّ بن الحسين ع ما عرفت له صديقا في السّرّ و لا عدوّا في العلانية لأنّه لا أحد يعرفه بفضائله الباهرة إلّا و لا يجد بدّا من تعظيمه من شدّة مداراة عليّ بن الحسين ع و حسن معاشرته إيّاه و أخذه من التّقيّة بأحسنها و أجملها و لا أحد و إن كان يريه المودّة في الظّاهر إلّا و هو يحسده في الباطن لتضاعف فضائله على فضائل الخلق
5 ، و قال محمّد بن عليّ ع من أطاب الكلام مع موافقيه ليؤنسهم و بسط وجهه لمخالفيه ليأمنهم على نفسه و إخوانه فقد حوى من الخيرات و الدّرجات العالية عند اللّه ما لا يقادر قدره غيره
6 ، و قال بعض المخالفين بحضرة الصّادق ع لرجل من الشّيعة ما تقول في العشرة من الصّحابة قال أقول فيهم الخير الجميل الّذي يحطّ اللّه به سيّئاتي و يرفع به درجاتي فقال السّائل الحمد للّه على ما أنقذني من بغضك كنت أظنّك رافضيّا تبغض الصّحابة فقال الرّجل ألا من أبغض واحدا من الصّحابة فعليه لعنة اللّه قال لعلّك تتأوّل ما تقول قل فمن أبغض العشرة من الصّحابة فقال من أبغض العشرة فعليه لعنة اللّه و الملائكة و النّاس أجمعين فوثب الرّجل و قبّل رأسه و قال اجعلني في حلّ ممّا قرفتك به من الرّفض قبل اليوم قال أنت في حلّ و أنت أخي ثمّ انصرف السّائل فقال له الصّادق ع جوّدت للّه درّك لقد عجبت الملائكة في السّماوات من حسن توريتك و تلطّفك بما خلّصك ثمّ لم تثلم دينك و زاد اللّه في مخالفينا غمّا إلى غمّ و حجب عنهم مراد منتحلي مودّتنا في تقيّتهم فقال بعض أصحاب الصّادق ع يا ابن رسول اللّه ما عقلنا من كلام هذا إلّا موافقة صاحبنا لهذا المتعنّت النّاصب فقال الصّادق ع لئن كنتم لم تفقهوا ما عنى فقد فهمناه نحن و قد شكر اللّه له إنّ وليّنا الموالي لأوليائنا المعادي لأعدائنا إذا ابتلاه اللّه بمن يمتحنه من مخالفيه وفّقه لجواب يسلم معه دينه و عرضه و يعظم اللّه بالتّقيّة ثوابه إنّ صاحبكم هذا قال من عاب واحدا منهم فعليه لعنة اللّه أي من عاب واحدا منهم و هو أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ع و قال في الثّانية من عابهم أو شتمهم فعليه لعنة اللّه و قد صدق لأنّ من عابهم فقد عاب عليّا ع لأنّه أحدهم فإذا لم يعب عليّا ع و لم يذمّهم فلم يعبهم و إذا عاب عاب بعضهم و لقد كان لحزقيل المؤمن مع قوم فرعون الّذين وشوا به إلى فرعون مثل هذه التّورية كان حزقيل يدعوهم إلى توحيد اللّه و نبوّة موسى ع و تفضيل محمّد ص على جميع رسل اللّه و خلقه و تفضيل عليّ بن أبي طالب ع و الخيار من الأئمّة على سائر أوصياء النّبيّين و إلى البراءة من ربوبيّة فرعون فوشى به الواشون إلى فرعون و قالوا إنّ حزقيل يدعو إلى مخالفتك و يعين أعداءك إلى مضادّتك فقال لهم فرعون هو ابن عمّي و خليفتي على ملكي و وليّ عهدي إن فعل ما قلتم فقد استحقّ أشدّ العذاب على كفره لنعمتي و إن كنتم عليه كاذبين فقد استحققتم أشدّ العذاب لإيثاركم الدّخول في مساءته فجاء بحزقيل و جاء بهم و كاشفوه و قالوا أنت تجحد ربوبيّة فرعون الملك و تكفر نعماءه فقال حزقيل أيّها الملك هل جرّبت عليّ كذبا قطّ قال لا قال فسلهم من ربّهم قالوا فرعون هذا قال لهم و من خالقكم قالوا فرعون هذا قال و من رازقكم الكافل لمعايشكم و الدّافع عنكم مكارهكم قالوا فرعون هذا قال حزقيل أيّها الملك فأشهدك و من حضرك أنّ ربّهم هو ربّي و أنّ خالقهم هو خالقي و رازقهم هو رازقي و مصلح معايشهم هو مصلح معايشي لا ربّ لي و لا خالق و لا رازق غير ربّهم و خالقهم و رازقهم و أشهدك و من حضرك أنّ كلّ ربّ و خالق و رازق سوى ربّهم و خالقهم و رازقهم فأنا بريء منه و من ربوبيّته و كافر بإلهيّته و قال حزقيل هذا و هو يعني أنّ ربّهم هو اللّه ربّي و هو لم يقل إنّ الّذي قالوا هم إنّه هو ربّهم هو ربّي و خفي هذا المعنى على فرعون و من حضره و توهّموا أنّه يقول فرعون ربّي و خالقي و رازقي فقال لهم يا رجال السّوء و يا طلّاب الفساد في ملكي و مريدي الفتنة بيني و بين ابن عمّي و عضدي أنتم المستحقّون لعذابي لإرادتكم فساد أمري و إهلاك ابن عمّي و الفتّ في عضدي ثمّ أمر بالأوتاد فجعل في ساق كلّواحد منهم وتد و في صدر كلّ واحد منهم وتد و أمر أصحاب أمشاط الحديد فشقّوا بها لحومهم من أبدانهم فلذلك قال اللّه فوقاه اللّه يعني حزقيل سيّئات ما مكروا و حاق بآل فرعون سوء العذاب و هم الّذين وشوا إلى فرعون ليهلكوه و حاق بآل فرعون و هم الّذين وشوا بحزقيل إليه لمّا أوتد فيهم من الأوتاد و مشط عن أبدانهم لحومهم بالأمشاط
7 ، و قال رجل لموسى بن جعفر ع من خواصّ الشّيعة و هو يرتعد بعد ما خلا به يا ابن رسول اللّه ما أخوفني أن يكون فلان بن فلان ينافقك في إظهاره اعتقاد وصيّتك و إمامتك فقال موسى ع و كيف ذاك قال إنّي حضرت معه اليوم في مجلس فلان رجل من كبار أهل بغداد فقال له صاحب المجلس أنت تزعم أنّ موسى بن جعفر ع إمام دون هذا الخليفة القاعد على سريره فقال له صاحبك هذا ما أقول هذا بل أزعم أنّ موسى بن جعفر غير إمام و إن لم أكن أعتقد أنّه غير إمام فعليّ و على من لم يعتقد ذلك لعنة اللّه و الملائكة و النّاس أجمعين قال له صاحب المجلس جزاك اللّه خيرا و لعن من وشى بك فقال له موسى بن جعفر ع ليس كما ظننت و لكنّ صاحبك أفقه منك إنّما قال إنّ موسى غير إمام أي إنّ الّذي هو عندك إمام فموسى غيره فهو إذا إمام فإنّما أثبت بقوله هذا إمامتي و نفى إمامة غيري يا عبد اللّه متى يزول عنك هذا الّذي ظننته بأخيك هذا من النّفاق و تب إلى اللّه ففهم الرّجل ما قاله له و اغتمّ و قال يا ابن رسول اللّه ما لي مال فأرضيه به و لكن قد وهبت له شطر عملي كلّه من تعبّدي و من صلاتي عليكم أهل البيت و من لعنتي لأعدائكم قال موسى بن جعفر ع الآن خرجت من النّار
8 ، قال و كنّا عند الرّضا ع فدخل إليه رجل فقال يا ابن رسول اللّه لقد رأيت اليوم شيئا عجبت منه رجل كان معنا يظهر لنا أنّه من الموالين لآل محمّد ع المتبرّءين من أعدائهم و رأيته اليوم و عليه ثياب قد خلعت عليه و هو ذا يطاف به ببغداد و ينادي به المنادون بين يديه معاشر النّاس استمعوا توبة هذا الرّافضيّ ثمّ يقولون له قل فيقول خير النّاس بعد رسول اللّه ص أبا بكر فإذا قال ذلك ضجّوا و قالوا قد تاب و فضّل أبا بكر على عليّ بن أبي طالب ع ابن عمّ رسول اللّه ص فقال الرّضا ع إذاخلوت فأعد عليّ هذا الحديث فلمّا أن خلا أعاد عليه فقال ع إنّما لم أفسّر لك معنى كلام هذا الرّجل بحضرة هذا الخلق المنكوس كراهة أن ينتقل إليهم فيعرفوه و يؤذوه لم يقل الرّجل خير النّاس بعد رسول اللّه ص أبو بكر فيكون قد فضّل أبا بكر على عليّ بن أبي طالب ع و لكن قال خير النّاس بعد رسول اللّه ص أبا بكر فجعله نداء لأبي بكر ليرضى من يمشي بين يديه من بعض هؤلاء الجهلة ليتوارى من شرورهم إنّ اللّه تعالى جعل هذه التّورية ممّا رحم به شيعتنا و محبّينا
9 ، قال و قال رجل لمحمّد بن عليّ ع يا ابن رسول اللّه مررت اليوم بالكرخ فقالوا هذا نديم محمّد بن عليّ ع إمام الرّافضة فاسألوه من خير النّاس بعد رسول اللّه ص فإن قال عليّ فاقتلوه و إن قال أبو بكر فدعوه فانثال عليّ منهم خلق عظيم و قالوا لي من خير النّاس بعد رسول اللّه ص فقلت مجيبا لهم خير النّاس بعد رسول اللّه ص أبو بكر و عمر و عثمان و سكتّ و لم أذكر عليّا ع فقال بعضهم قد زاد علينا نحن نقول هاهنا و عليّ فقلت لهم في هذا نظر لا أقول هذا فقالوا بينهم إنّ هذا أشدّ تعصّباللسّنّة منّا و قد غلطنا عليه و نجوت بهذا منهم فهل عليّ يا ابن رسول اللّه في هذا حرج و إنّما أردت أ خير أي أ هو خير استفهاما لا إخبارا فقال محمّد بن عليّ ع قد شكر اللّه لك بجوابك هذا لهم و كتب اللّه أجره و أثبته لك في الكتاب الحكيم و أوجب لك بكلّ حرف من حروف ألفاظك بجوابك هذا لهم ما تعجز عنه أمانيّ المتمنّين و لا تبلغه آمال الآملين فقال و جاء رجل إلى عليّ بن محمّد ع فقال يا ابن رسول اللّه بليت اليوم بقوم من عوامّ البلد فأخذوني و قالوا أنت لا تقول بإمامة أبي بكر بن أبي قحافة فخفتهم يا ابن رسول اللّه و أردت أن أقول بلى أقولها للتّقيّة فقال لي بعضهم و وضع يده على فمي و قال أنت لا تتكلّم إلّا بمخوفة أجب عمّا ألقّنك قلت قل فقال لي أ تقول إنّ أبا بكر بن أبي قحافة هو الإمام بعد رسول اللّه ص إمام حق عدل و لم يكن لعليّ ع حقّ البتّة قلت نعم و أنا أريد نعما من الأنعام الإبل و البقر و الغنم فقال لا أقنع بهذا حتّى تحلف قل و اللّه الّذي لا إله إلّا هو الطّالب الغالب العدل المدرك العالم من السّرّ ما يعلم من العلانية فقلت نعم و أريد نعما من الأنعام فقال لا أقنع منك إلّا أن تقول أبو بكر بن أبي قحافة هو الإمام و اللّه الّذي لا إله إلّا هو و ساق اليمين فقلت أبو بكر بن أبي قحافة إمام أي هو إمام من ائتمّ به و اتّخذه إماما و اللّه الّذي لا إله إلّا هو و مضيت في صفات اللّه فقنعوا بهذا منّي و جزوني خيرا و نجوت منهم فكيف حالي عند اللّه قال خير حال قد أوجب اللّه لك مرافقتنا في علّيّين لحسن تقيّتك
10 ، قال أبو يعقوب و عليّ حضرنا عند الحسن بن عليّ أبي القائم ع فقال له بعض أصحابه جاءني رجل من إخواننا الشّيعة قد امتحن بجهّال العامّة يمتحنونه في الإمامة و يحلّفونه فكيف نصنع حتّى نتخلّص منهم فقلت له كيف يقولون قال يقولون لي إنّ فلانا هو الإمام بعد رسول اللّه ص فلا بدّ لي من أن أقول نعم و إلّا أثخنوني ضربا فإذا قلت نعم قالوا لي قل و اللّه فقلت له قل نعم و تريد به نعما من الإبل و البقر و الغنم فإذا قالوا و اللّه فقل ولّى أي ولّى تريد عن أمر كذا فإنّهم لا يميزون و قد سلمت فقاللي و إن حقّقوا عليّ و قالوا قل و اللّه و بيّن الهاء قلت قل و اللّه برفع الهاء فإنّه لا يكون يمينا إذا لم يخفض الهاء فذهب ثمّ رجع إليّ و قال عرضوا عليّ و حلّفوني و قلت كما لقّنتني فقال له الحسن ع أنت كما قال رسول اللّه ص الدّالّ على الخير كفاعله لقد كتب اللّه لصاحبك بتقيّته بعدد كلّ من استعمل التّقيّة من شيعتنا و موالينا و محبّينا حسنة و بعدد كلّ من ترك التّقيّة منهم حسنة أدناها حسنة لو قوبل بها ذنوب مائة سنة لغفرت فلك لإرشادك إيّاه مثل ما له
باب 28 -جواز التّقيّة في إظهار كلمة الكفر كسبّ الأنبياء و الأئمّة ع و البراءة منهم و عدم وجوب التّقيّة في ذلك و إن تيقّن القتل
1 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قلت يا رسول اللّه الرّجل يؤخذ يريدون عذابه قال يتّقي عذابه بما يرضيهم باللّسان و يكرهه بالقلب قال ص هو قوله تبارك و تعالى إلّا من أكره و قلبه مطمئنّ بالإيمان
2 الإمام الهمام أبو محمّد العسكريّ ع في تفسيره، أنّ سلمان الفارسيّ رحمه اللّه مرّ بقوم من اليهود فسألوه أن يجلس إليهم و يحدّثهم بما سمع من محمّد ص في يومه هذا فجلس إليهم لحرصه على إسلامهم فقال سمعت محمّدا ص يقول إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول يا عبادي أ و ليس من له إليكم حوائج كبار لا تجودون بها إلّا أن يتحمّل عليكم بأحبّ الخلق إليكم تقضونها كرامة لشفيعهم ألا فاعلموا أنّ أكرم الخلق عليّ و أفضلهم لديّ محمّد و أخوه عليّ و من بعده من الأئمّة ص الّذين هم الوسائل إليّ ألا فليدعني من همّ بحاجة يريد نفعها أو دهته داهية يريد كفّ ضررها بمحمّد و آله الأفضلين الطّيّبين الطّاهرين أقضها له أحسن ما يقضيها من تستشفعون إليه بأعزّ الخلق عليه ثمّ ذكر ع أنّهم استهزءوا به و قاموا و ضربوه بسياطهم إلى أن ملّوا و أعيوا إلى أن قال فقالوا يا سلمان ويحك أ ليس محمّد ص قد رخّص لك أن تقول كلمة الكفر به بما تعتقد ضدّه للتّقيّة من أعدائك فما لك لا تقول ما يفرّج عنك للتّقيّة فقال سلمان قد رخّص لي في ذلك و لم يفرضه عليّ بل أجاز لي أن لا أعطيكم ما تريدون و أحتمل مكارهكم و جعله أفضل المنزلتين و أنا لا أختار غيره ثمّ قاموا إليه بسياطهم و ضربوه ضربا كثيرا و سيّلوا دماءه الخبر
3 الشّيخ المفيد في أماليه، عن محمّد بن عمران المرزبانيّ عن محمّد بن الحسين عن هارون بن عبيد اللّه عن عثمان بن سعيد عن أبي يحيى التّميميّ عن كثير عن أبي مريم الخولانيّ عن مالك بن ضمرة قال سمعت عليّا أمير المؤمنين ع يقول أما إنّكم معرضون على لعني و دعائي كذّابا فمن لعنني كارها مكرها يعلم اللّه أنّه كان مكرها وردت أنا و هو على محمّد ص معا و من أمسك لسانه فلم يلعنّي سبقني كرمية سهم أو لمحة بصر و من لعنني منشرحا صدره بلعنتي فلا حجاب بينه و بين اللّه و لا حجّة له عند محمّد ص الخبر
إبراهيم بن محمّد الثّقفيّ في كتاب الغارات، عن يوسف بن كليب عن يحيى بن سليمان عن أبي مريم الأنصاريّ عن محمّد بن عليّ الباقر ع قال خطب عليّ ع على منبر الكوفة فقال سيعرض عليكم سبّي و ستذبحون عليه فإن عرض عليكم سبّي فسبّوني و إن عرض عليكم البراءة منّي فإنّي على دين محمّد ص و لم يقل فلا تبرّءوا منّي
5 ، و عن محمّد بن المفضّل عن الحسن بن صالح عن جعفر بن محمّد ع قال قال عليّ ع لتذبحنّ على سبّي و أشار بيده إلى حلقه ثمّ قال فإن أمروكم بسبّي فسبّوني و إن أمروكم أن تبرّءوا منّي فإنّي على دين محمّد ص و لم ينههم عن إظهار البراءة
6 الصّدوق في إكمال الدّين، عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن أيّوب بن نوح عن العبّاس بن عامر عن عليّ بن أبي سارة عن محمّد بن مروان عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ أبا طالب أظهر الشّرك و أسرّ الإيمان فلمّا حضرته الوفاة أوحى اللّه عزّ و جلّ إلى رسول اللّه ص اخرج منها فليس لك بها ناصر فهاجر إلى المدينة
7 و في معاني الأخبار، عن الحسين بن إبراهيم و عليّ بن عبد اللّه و أحمد بن زياد بن جعفر عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن المفضّل قال قال أبو عبد اللّه ع آمن أبو طالب ع بحساب الجمّل و عقد بيده ثلاثة و ستّين ثمّ قال إنّ مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان و أظهروا الشّرك فآتاهم اللّه أجرهم مرّتين
8 القطب الرّاونديّ في قصص الأنبياء، بإسناده إلى الصّدوق بإسناده إلى محمّد بن أورمة عن الحسن بن محمّد الحضرميّ عن عبد اللّه بن يحيى الكاهليّ عن أبي عبد اللّه ص و ذكر أصحاب الكهف فقال لو كلّفكم قومكم ما كلّفهم قومهم فافعلوا فعلهم فقيل له و ما كلّفهم قومهم قال كلّفوهم الشّرك باللّه فأظهروه لهم و أسرّوا الإيمان حتّى جاءهم الفرج و قال إنّ أصحاب الكهف كذبوا فآجرهم اللّه إلى أن قال و قال إنّ أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان و أظهروا الكفر فكانوا على إظهارهم الكفر أعظم أجرا منهم على إسرارهم الإيمان و قال ما بلغت تقيّة أحد تقيّة أصحاب الكهف و إنّهم كانوا ليشدّون الزّنانير و يشهدون الأعياد فأعطاهم اللّه أجرهم مرّتين
9 كتاب عبد اللّه بن يحيى الكاهليّ، قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول صلّوا في مساجدهم فاغشوا جنائزهم و عودوا مرضاهم و قولوا لقومكم ما يعرفون و لا تقولوا لهم ما لا يعرفون إنّما كلّفوكم من الأمر اليسير فكيف لو كلّفوكم ما كلّف أصحاب الكهف قومهم كلّفوهم الشّرك باللّه العظيم فأظهروا لهم الشّرك و أسرّوا الإيمان حتّى جاءهم الفرج و أنتم لا تكلّفون هذا
الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن جعفر بن الحسين عن محمّد بن الحسن عن محمّد بن أبي القاسم عن محمّد بن عليّ الصّيرفيّ عن عليّ بن محمّد بن عبد اللّه الخيّاط عن وهب بن حفص الحريريّ عن أبي حسّان العجليّ عن قنوا بنت رشيد الهجريّ قال قلت لها أخبريني بما سمعت من أبيك قالت سمعت أبي يقول حدّثني أمير المؤمنين ع يا رشيد كيف صبرك إذا أرسل إليك دعيّ بني أميّة فقطع يديك و رجليك و لسانك فقلت يا أمير المؤمنين آخر ذلك الجنّة قال بلى يا رشيد أنت معي في الدّنيا و الآخرة فو اللّه ما ذهبت الأيّام حتّى أرسل إليه الدّعيّ عبيد اللّه بن زياد فدعاه إلى البراءة من أمير المؤمنين ع فأبى أن يبرأ منه فقال له الدّعيّ فبأيّ ميتة قال لك تموت قال أخبرني خليلي أنّك تدعوني إلى البراءة منه فلا أبرأ منه فتقدّمني فتقطع يديّ و رجليّ و لساني الخبر
11 الكشّيّ في رجاله، عن العامّة بطرق مختلفة أنّ الحجّاج بن يوسف قال ذات يوم أحبّ أن أصيب رجلا من أصحاب أبي تراب فأتقرّب إلى اللّه بدمه فقيل له ما نعلم أحدا أطول صحبة لأبي تراب من قنبر مولاه فبعث في طلبه فأتي به فقال له أنت قنبر قال نعم قال أبو همدان قال نعم قال مولى عليّ بن أبي طالب قال اللّه مولاي و أمير المؤمنين عليّ ع وليّ نعمتي قال ابرأ من دينه قال فإذا برئت من دينه تدلّني على دين غيره أفضل منه قال إنّي قاتلك فاختر أيّ قتلة أحبّ إليك قال قد صيّرت ذلك إليك قال و لم قال لأنّك لا تقتلني قتلة إلّا قتلتك مثلها و لقد أخبرني أمير المؤمنين ع أنّ ميتتي تكون ذبحا ظلما بغير حقّ قال فأمر به فذبح
12 عوالي اللآّلي، روي أنّ مسيلمة الكذّاب أخذ رجلين من المسلمين فقال لأحدهما ما تقول في محمّد قال رسول اللّه ص قال فما تقول فيّ قال أنت أيضا فخلّاه و قال للآخر ما تقول في محمّد قال رسول اللّه قال فما تقول فيّ قال أنا أصمّ فأعاد عليه ثلاثا فأعاد جوابه الأوّل فقتله فبلغ ذلك رسول اللّه ص فقال أمّا الأوّل فقد أخذ برخصة اللّه و أمّا الثّاني فقد صدع بالحقّ فهنيئا له
باب 29 -عدم جواز التّقيّة في الدّم
1 الصّدوق في الهداية، عن الصّادق ع أنّه قال لو قلت إنّ تارك التّقيّة كتارك الصّلاة لكنت صادقا و التّقيّة في كلّ شيء حتّى يبلغ الدّم فإذا بلغ الدّم فلا تقيّة
باب 30 -وجوب كتم الدّين عن غير أهله مع التّقيّة
1 محمّد بن إبراهيم النّعمانيّ في كتاب الغيبة، عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة عن القاسم بن محمّد بن الحسين بن حازم عن عيسى بن هشام النّاشريّ عن عبد اللّه بن جبلة عن سلّام بن أبي عميرة عن معروف بن خرّبوذ عن أبي الطّفيل عامر بن واثلة قال قال أمير المؤمنين ع أ تحبّون أن لا يكذّب اللّه و رسوله حدّثوا النّاس بما يعرفون و أمسكوا عمّا ينكرون
2 ، و عن أبي القاسم الحسين بن محمّد البلاذريّ عن يوسف بن يعقوب القسطيّ المقرئ عن خلف البزّاز عن يزيد بن هارون عن حميد الطّويل قال سمعت أنس بن مالك يقول قال سمعت رسول اللّه ص يقول لا تحدّثوا النّاس بما لا يعرفون أ تحبّون أن يكذّب اللّه و رسوله
3 ، و عن ابن عقدة عن أحمد بن يوسف بن يعقوب عن أبي الحسن بن كنانة عن إسماعيل بن مهران عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة عن عبد الأعلى بن أعين قال قال لي أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد ع يا عبد الأعلى إنّ احتمال أمرنا ليس بمعرفته و قبوله إنّ احتمال أمرنا هو صونه و سرّه عمّن ليس من أهله فأقرأهم السّلام و رحمة اللّه يعني الشّيعة و قل قال لكم رحم اللّه عبدا استجرّ مودّة النّاس إلى نفسه و إلينا بأن يظهر لهم ما يعرفون و يكفّ عنهم ما ينكرون
4 ، و عن عبد الواحد بن عبد اللّه بن يونس الموصليّ عن محمّد بن جعفر القرشيّ عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن محمّد بن غياث عن عبد الأعلى بن أعين قال قال أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد ع إنّ احتمال أمرنا ليس هو التّصديق به و القبول له فقط إنّ من احتمال أمرنا ستره و صيانته عن غير أهله فأقرأهم السّلام و رحمة اللّه يعني الشّيعة و قل لهم يقول لكم رحم اللّه عبدا اجترّ مودّة النّاس إليّ و إلى نفسه فحدّثهم بما يعرفون و ستر عنهم ما ينكرون ثمّ قال لي و اللّه ما النّاصبة لنا حربا بأشدّ مؤنة من النّاطق علينا بما نكرهه
و رواه في دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال لرجل قدم عليه من الكوفة ما حال شيعتنا فأخبره فقال أبو عبد اللّه ع ليس احتمال أمرنا بالتّصديق و القبول فقط إنّ احتمال أمرنا ستره و صيانته من غير أهله فأقرأهم السّلام و قل لهم رحم اللّه عبدا و ذكر مثله
5 ، و عن محمّد بن همّام عن سهيل عن عبد اللّه بن العلاء المزاريّ عن إدريس بن زياد الكوفيّ قال حدّثنا بعض شيوخنا قال قال المفضّل أخذت بيدك كما أخذ أبو عبد اللّه ع بيدي و قال لي يا مفضّل إنّ هذا الأمر ليس بالقول فقط لا و اللّه حتّى يصونه كما صانه اللّه و يشرّفه كما شرّفه اللّه و يؤدّي حقّه كما أمر اللّه
، و عن ابن عقدة عن محمّد بن عبد اللّه عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمّار عن عبد الأعلى عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ع أنّه قال ليس هذا الأمر معرفته و ولايته فقط حتّى تستره عمّن ليس من أهله و يحسبكم أن تقولوا ما قلنا و تصمتوا عمّا صمتنا فإنّكم إذا قلتم ما نقول و سلّمتم لنا فيما سكتنا فقد آمنتم بمثل ما آمنّا و قال اللّه تعالى فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا قال عليّ بن الحسين ع حدّثوا النّاس بما يعرفون و لا تحمّلوهم ما لا يطيقون فتغرّونهم بنا
7 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال لأبي جعفر محمّد بن النّعمان يا ابن النّعمان لا يكون العبد مؤمنا حتّى يكون فيه ثلاث سنن سنّة من اللّه و سنّة من رسوله و سنّة من الإمام فأمّا السّنّة من اللّه جلّ و عزّ فهو أن يكون كتوما للأسرار يقول اللّه جلّ ذكره عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا الخبر
8 أبو عليّ في أماليه، عن أبيه عن المفيد عن جعفر بن محمّد بن قولويه عن أبي عليّ محمّد بن همّام الإسكافيّ عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن عليّ بن حديد عن ابن عميرة عن مدرك بن زهير قال قال أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد ع يا مدرك أمرنا ليس بقبوله فقط و لكن بصيانته و كتمانه عن غير أهله أقرأ أصحابنا السّلام و رحمة اللّه و بركاته و قل لهم رحم اللّه امرأ اجترّ مودّة النّاس إلينا فحدّثهم بما يعرفون و ترك ما ينكرون
9 الشّيخ المفيد في أماليه، عن أبي بكر الجعابيّ عن ابن عقدة عن عليّ بن الحسن التّيمليّ قال وجدت في كتاب أبي حدّثني محمّد بن مسلم الأشجعيّ عن محمّد بن نوفل بن عائذ الصّيرفيّ قال كنت عند الهيثم بن حبيب الصّيرفيّ إذ دخل علينا أبو حنيفة النّعمان بن ثابت فذكر أمير المؤمنين ع و دار بيننا كلام في الغدير إلى أن قال و كان معنا في السّوق حبيب بن نزار بن حيّان فجاء إلى الهيثم و ذكر كلاما له إلى أن قال فحججنا بعد ذلك و معنا حبيب فدخلنا على أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ع فسلّمنا عليه فقال له حبيب يا أبا عبد اللّه كان من الأمر كذا و كذا فتبيّن الكراهية في وجه أبي عبد اللّه ع فقال حبيب هذا محمّد بن نوفل حضر ذلك فقال له أبو عبد اللّه ع أي حبيب كفّ خالقوا النّاس بأخلاقهم و خالفوهم بأعمالهم فإنّ لكلّ امرئ ما اكتسب و هو يوم القيامة مع من أحبّ لا تحملوا النّاس عليكم و علينا و ادخلوا في دهماء النّاس فإنّ لنا أيّاما و دولة يأتي بها اللّه إذا شاء فسكت حبيب فقال أ فهمت يا حبيب لا تخالفوا أمري فتندموا قال لن أخالف أمرك الخبر
باب 31 -تحريم تسمية المهديّ و سائر الأئمّة ع و ذكرهم وقت التّقيّة و جواز ذلك مع عدم الخوف إلّا المهديّ ع فإنّه لا يسمّى باسمه إلى وقت الظّهور
1 الشّيخ الثّقة الجليل فضل بن شاذان في كتاب الغيبة، حدّثنا محمّد بن الحسن الواسطيّ رضي اللّه عنه قال حدّثنا زفر بن الهذيل قال حدّثنا سليمان بن مهران الأعمش قال حدّثنا مورّق قال حدّثنا جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ قال دخل جندل بن جنادة الأنصاريّ على رسول اللّه ص فقال يا محمّد أخبرني عمّا ليس للّه و عمّا ليس عند اللّه إلى أن قال رأيت البارحة في النّوم موسى بن عمران ع فقال لي يا جندل أسلم على يد محمّد ص و استمسك بالأوصياء من بعده فقد أسلمت و رزقني اللّه ذلك فأخبرني بالأوصياء بعدك لأستمسك بهم فقال ص يا جندل أوصيائي من بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل و ساق ص الحديث إلى أن قال فإذا انقضت مدّة عليّ ع قام بالأمر بعده الحسن ع يدعى بالزّكيّ ثمّ يغيب عن النّاس إمامهم قال يا رسول اللّه يغيب الحسن منهم قال لا و لكن ابنه الحجّة يغيب عنهم غيبة طويلة قال يا رسول اللّه فما اسمه قال لا يسمّى حتّى يظهره اللّه تعالى الخبر
و رواه الخزّاز في كفاية الأثر، عن أبي المفضّل محمّد بن عبد اللّه الشّيبانيّ عن أبي مزاحم موسى بن عبد اللّه بن يحيى بن خاقان المقرئ عن أبي بكر محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم عن محمّد بن حمّاد عن عيسى بن إبراهيم عن الحارث بن نبهان عن عيسى بن يقظان عن أبي سعيد عن مكحول عن واثلة بن الأسقع عن جابر مثله
2 ، و عن سهل بن زياد الآدميّ عن عبد العظيم الحسنيّ ع أنّه قال دخلت على سيّدي عليّ بن محمّد ع فلمّا بصر بي قال لي مرحبا بك يا أبا القاسم أنت وليّنا حقّا فقلت له يا ابن رسول اللّه إنّي أريد أن أعرض عليك ديني فإن كان مرضيّا ثبتّ عليه حتّى ألقى اللّه عزّ و جلّ قال فهات يا أبا القاسم فقلت إنّي أقول إلى أن بلغ في ذكر الأئمّة ع و قال ثمّ أنت يا مولاي فقال ع و من بعدي الحسن ابني فكيف للنّاس بالخلف من بعده قال فقلت و كيف ذلك يا مولاي فقال لأنّه لا يرى شخصه و لا يحلّ ذكره باسمه حتّى يخرج فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما إلى أن قال فقال عليّ بن محمّد ع هذا و اللّه دين اللّه الّذي ارتضاه لعباده فاثبت عليه الخبر
3 ، و قال حدّثنا محمّد بن عبد الجبّار رضي اللّه عنه قال قلت لسيّدي الحسن بن عليّ ع يا ابن رسول اللّه جعلت فداك أحبّ أن أعلم من الإمام و حجّة اللّه على عباده من بعدك قال إنّ الإمام و الحجّة بعدي ابني سميّ رسول اللّه ص و كنيّه الّذي هو خاتم حجج اللّه و خلفائه إلى أن قال ع فلا يحلّ لأحد أن يسمّيه أو يكنّيه باسمه و كنيته قبل خروجه ص
4 ، و قال حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن فارسيّ النّيسابوريّ قال لمّا همّ الوالي عمرو بن عوف بقتلي و هو رجل شديد و كان مولعا بقتل الشّيعة فأخبرت بذلك و غلب عليّ خوف عظيم فودّعت أهلي و أحبّائي و توجّهت إلى دار أبي محمّد ع لأودّعه و كنت أردت الهرب فلمّا دخلت عليه رأيت غلاما جالسا في جنبه كان وجهه مضيئا كالقمر ليلة البدر فتحيّرت من نوره و ضيائه و كاد أن أنسى ما كنت فيه من الخوف و الهرب فقال يا إبراهيم لا تهرب فإنّ اللّه تبارك و تعالى سيكفيك شرّه فازداد تحيّري فقلت لأبي محمّد عيا سيّدي جعلني اللّه فداك من هو و قد أخبرني بما كان في ضميري فقال هو ابني و خليفتي من بعدي و هو الّذي يغيب غيبة طويلة و يظهر بعد امتلاء الأرض جورا و ظلما فيملأها قسطا و عدلا فسألته عن اسمه فقال هو سميّ رسول اللّه ص و كنيّه و لا يحلّ لأحد أن يسمّيه أو يكنّيه بكنيته إلى أن يظهر اللّه دولته و سلطنته فاكتم يا إبراهيم ما رأيت و سمعت منّا اليوم إلّا عن أهله فصلّيت عليهما و آبائهما و خرجت مستظهرا بفضل اللّه تعالى واثقا بما سمعت من الصّاحب ع الخبر
5 الشّيخ الطّوسيّ في كتاب الغيبة، بإسناده عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد بن أحمد العلويّ عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفريّ قال سمعت أبا الحسن العسكريّ ع يقول الخلف من بعدي الحسن فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف فقلت و لم جعلني اللّه فداك فقال لأنّكم لا ترون شخصه و لا يحلّ لكم ذكره ]باسمه[ فقلت فكيف نذكره فقال قولوا الحجّة من آل محمّد ع
و رواه الحسين بن حمدان في كتابه، عن سعيد بن أحمد بن محمّد عن أبي هاشم مثله محمّد بن عليّ الخرّاز في كفاية الأثر، عن عليّ بن محمّد السّنديّ عن سعد بن عبد اللّه مثله
6 ، و عن محمّد بن عبد اللّه بن حمزة عن عمّه الحسن بن حمزة عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن صالح بن السّنديّ عن يونس بن عبد الرّحمن قال دخلت على موسى بن جعفر ع فقلت يا ابن رسول اللّه أنت القائم بالحقّ فقال أنا القائم بالحقّ و لكنّ القائم الّذي يطهّر الأرض من أعداء اللّه و يملؤها عدلا كما ملئت جورا هو الخامس من ولدي إلى أن قال و هو الثّاني عشر منّا يسهّل اللّه تعالى له كلّ عسر و يذلّل له كلّ صعب و يظهر له كنوز الأرض و يقرّب عليه كلّ بعيد و يبير به كلّ جبّار عنيد و يهلك على يده كلّ شيطان مريد ذلك ابن سيّدة الإماء الّذي تخفى على النّاس ولادته و لا يحلّ لهم تسميته حتّى يظهره اللّه فيملأ به الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما
7 ، و عن أبي عبد اللّه الخزاعيّ عن محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ عن سهل بن زياد الآدميّ عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ قال قلت لمحمّد بن عليّ بن موسى ع إنّي لأرجو أن يكون القائم من أهل بيت محمّد ص الّذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما فقال يا أبا القاسم ما منّا إلّا قائم بأمر اللّه و هاد إلى دين اللّه و ليس القائم الّذي يطهّر اللّه به الأرض من أهل الكفر و الجحود و يملؤها عدلا و قسطا إلّا هو الّذي يخفى على النّاس ولادته و يغيب عنهم شخصه و يحرم عليهم تسميته و هو سميّ رسول اللّه ص و كنيّه الخبر
8 ، و عن محمّد بن عليّ عن عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران بن موسى الدّقّاق و عليّ بن عبد اللّه الورّاق عن محمّد بن هارون الصّوليّ عن أبي تراب عبيد اللّه بن موسى الرّؤيانيّ عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ قال دخلت على سيّدي عليّ بن محمّد ع فلمّا بصر بي قال لي مرحبا بك يا أبا القاسم أنت وليّنا ]حقّا[ قال قلت يا ابن رسول اللّه إنّي أريد أن أعرض عليك ديني فإن كان مرضيّا ثبتّ عليه حتّى ألقى اللّه عزّ و جلّ فقال هات يا أبا القاسم فقلت إنّي أقول إنّ اللّه تبارك و تعالى واحد ثمّ ذكر بعض صفاته تعالى و ذكر النّبيّ ص و الأوصياء ع إلى أن قال ثمّ أنت يا مولاي فقال ع و من بعدي الحسن ابني فكيف للنّاس بالخلف من بعده قال فقلت و كيف ذاك يا مولاي قال إنّه لا يرى شخصه و لا يحلّ ذكر اسمه حتّى يخرج فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما قال فقلت و أقررت إلى أن قال فقال عليّ بن محمّد ع يا أبا القاسم هذا و اللّه دين اللّه الّذي ارتضاه لعباده فاثبت عليه ثبّتك اللّه بالقول الثّابت في الحياة الدّنيا و في الآخرة
و رواه الصّدوق في صفات الشّيعة، عن الدّقّاق مثله
9 عليّ بن الحسين المسعوديّ في إثبات الوصيّة، عن سعد بن عبد اللّه عن أبي جعفر محمّد بن أحمد العلويّ عن أبي هاشم الجعفريّ قال سمعت أبا الحسن ع يقول الخلف بعدي ابني الحسن فكيف بالخلف بعد الخلف فقلت و لم جعلني اللّه فداك قال لأنّكم لا ترون شخصه و لا يحلّ لكم ذكره باسمه قلت و كيف نذكره فقال قولوا الحجّة من آل محمّد ص
10 ، و عنه عن عبّاد بن يعقوب الأسديّ عن الحسن بن حمّاد عن عبد اللّه بن لهيعة عن حذيفة بن اليمان قال سمعت رسول اللّه ص يقول صاحب بني العبّاس يقتله رجل من ولدي لا يسمّيه باسمه إلّا كافر
11 ، و عنه عن عليّ بن الحسن بن فضّال عن الرّيّان بن الصّلت قال سمعت الرّضا ع يقول القائم ع لا يرى جسمه و لا يسمّى باسمه
12 ، و عنه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن ابن أبي نجران عن المفضّل بن عمر قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إيّاكم و التّنويه باسمه و اللّه ليغيبنّ إمامكم دهرا من دهركم و ليمحّصنّ حتّى يقال مات قتل هلك بأيّ واد سلك و لتدمعنّ عليه عيون المؤمنين الخبر
13 الحسين بن حمدان الحضينيّ في كتابه، عن محمّد بن عليّ عن محمّد بن أحمد بن عيسى عن عبد اللّه بن أبي نجران عن المفضّل بن عمر قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إيّاكم و التّنويه باسم المهديّ و اللّه ليغيبنّ مهديّكم سنين من دهركم الخبر
14 ، و عن محمّد بن زيد عن عبّاد الأسديّ عن الحسن بن حمّاد عن عبّاد بن ربيعة عن حذيفة بن اليمان عن رسول اللّه ص في خبر في صفة المهديّ ع قال و هو الّذي لا يسمّيه باسمه ظاهرا قبل قيامه إلّا كافر به
15 ، و عن عليّ بن الحسن بن فضّال عن الرّيّان بن الصّلت قال سمعت الرّضا عليّ بن موسى ع يقول القائم المهديّ ع ابن ابني الحسن لا يرى جسمه و لا يسمّي باسمه بعد غيبته أحد حتّى يراه و يعلن باسمه فليسمّه كلّ الخلق فقلنا له يا سيّدنا فإن قلنا صاحب الغيبة و صاحب الزّمان و المهديّ قال هو كلّه جائز مطلقا و إنّما نهيتكم عن التّصريح باسمه الخفيّ عن أعدائنا فلا يعرفوه
16 الشّيخ الطّبرسيّ في إعلام الورى، عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفيّ قال سمعت أبا جعفر ع يقول سأل عمر بن الخطّاب أمير المؤمنين ع فقال أخبرني عن المهديّ ما اسمه فقال أمّا اسمه فإنّ حبيبي رسول اللّه ص عهد إليّ أن لا أحدّث به حتّى يبعثه اللّه قال فأخبرني في صفته الخبر
17 أحمد بن محمّد بن عيّاش في كتاب مقتضب الأثر، حدّثني محمّد بن جعفر الآدميّ من أصل كتابه قال حدّثني أحمد بن عبيد بن ناصح قال حدّثني الحسين بن العلوان الكلبيّ عن همّام بن الحارث عن وهب بن منبّه قال إنّ موسى ع نظر ليلة الخطاب إلى كلّ شجرة في الطّور و كلّ حجر و نبات ينطق بذكر محمّد و اثني عشر وصيّا له من بعده ص فقال موسى إلهي لا أرى شيئا خلقته إلّا و هو ناطق بذكر محمّد و أوصيائه الاثني عشر ص فما منزلة هؤلاء عندك و ساق الخبر إلى أن قال قال حسين بن علوان فذكرت ذلك لجعفر بن محمّد ع فقال حقّ ذلك هم اثنا عشر من آل محمّد ع عليّ و الحسن و الحسين و عليّ بن الحسين و محمّد بن عليّ و من شاء اللّه قلت جعلت فداك إنّما أسألك لتفتيني بالحقّ قال أنا و ابني هذا و أومأ إلى ابنه موسى و الخامس من ولده يغيب شخصه و لا يحلّ ذكره باسمه
قلت و هذه الأخبار و غيرها ممّا يوجد في الأصل بعد حمل ظاهرها على نصّها صريحة في أنّ عدم جواز تسمية مولانا المهديّ ص باسمه المعهود من خصائصه كغيبته و طول عمره و أنّ غاية هذا المنع ظهوره و سطوع نوره و استيلاؤه و سلطنته لا يعلم سرّه و حكمته غيره تعالى ليس لأجل الخوف و التّقيّة الّتي يشارك معه غيره من آبائه الكرام ع بل و خواصّ شيعته و يشترك مع اسمه هذا كثير من ألقابه الشّائعة فيرتفع بعدمه و لو كان قبل الظّهور. و يؤيّد الأخبار المذكورة صنوف أخرى منها الأولى الأخبار المستفيضة في أبواب المعراج ممّا أوحى اللّه تعالى لنبيّه ص و ذكر له أسامي أوصيائه فإنّ فيها ذكر جميعهم باسمه سوى الثّاني عشر ع فذكره بلقبه فلاحظ. الثّانية الأخبار الكثيرة الّتي وردت من النّبيّ ص في عددهم فإنّه ص ذكر كلّ واحد منهم باسمه سوى المهديّ ع فذكره بلقبه أو قال اسمه اسمي أو سميّي و ما أشبه ذلك مع أنّ الباقر و الجواد ع مثله في ذلك. الثّالثة كثرة ألقابه و أساميه و كناه الشّائعة و قد أنهيناها في كتابنا الموسوم بالنّجم الثّاقب إلى مائة و اثنتين و ثمانين و فيها إشارة إلى ذلك و قد بشّر به جميع من سلف و كلّ ذلك بألقابه كما هو ظاهر للمراجع. و في زيارته السّلام على مهديّ الأمم. و حمل أخبار الباب على التّقيّة فاسد من وجوه الأوّل ما عرفت من أنّ غاية المنع ظهوره ع سواء كان هناك خوف أم لا. الثّاني أنّه لو كان للتّقيّة لعمّ سائر ألقابه الشّائعة خصوصا المهديّ الّذي بشّر بلفظه في جلّ الأخبار النّبويّة العامّيّة. الثّالث أنّ الفريقين اتّفقوا على أنّه ص بشّر بوجوده ع و أنّه يظهر في آخر الزّمان و يملأ الأرض قسطا و عدلا و إنّما الخلاف في سلسلة نسبه و ولادته و عدمها و في جلّ هذه الأخبار ذكره بلقبه المهديّ و أنّ اسمه اسمي فكلّهم عارفون باسمه فلم يبق أحد يستر عنه. الرّابع أنّ في جملة من أخبار المنع و ما لم يذكر فيه اسمه صرّح بأنّه سميّ النّبيّ ص فالسّامع الرّاوي عرف اسمه فإن كانت التّقيّة منه فقد عرفه و إن كان من غيره فلا وجه لعدم ذكره في هذا المجلس بل اللّازم تنبيه الرّاوي بأن لا يسمّيه ع في مجلس آخر. الخامس أنّ أصل منشإ الخوف إن كان من جهة أنّ الجبّارين لمّا سمعوا بأنّ زوال ملكهم و دولتهم بيده فكانوا في صدد قتله و قمعه فاللّازم أن لا يذكر بشيء من ألقابه الشّائعة خصوصا المهديّ الّذي به بشّروا و أنذروا و خوّفوا فلا وجه لاختصاص الاسم المعهود بالمنع. السّادس أنّه لا مسرح للخبر الأوّل من الباب للحمل على التّقيّة أبدا فلاحظه هذا و قد ادّعى المحقّق الدّاماد في رسالة شرعة التّسمية الإجماع على التّحريم و السّيّد المحدّث الجزائريّ في شرح العيون نسب التّحريم إلى الأكثر و الجواز إلى بعض معاصريه فإنّه كما قال إذا لم يعرف القول بالجواز قبل طبقته إلّا من المحقّق نصير الدّين الطّوسيّ و صاحب كشف الغمّة و صارت المسألة فيعصر المحقّق الدّاماد نظريّة و كتب فيه و بعده رسائل في التّحريم و الجواز.
فلمّا وصلت النّوبة إلى صاحب الوسائل المصرّ على القول بالجواز كتب رسالة طويلة و استدلّ على الجواز بأخبار كثيرة تقرب من مائة و لا يكاد ينقضي تعجّبي من هذا العالم كيف رضي لنفسه التّمسّك بها بل أوقع نفسه في مهلكة بعض التّكلّفات بل ما يوهم التّدليس فيما تمسّك به أخبار وردت في فضيلة التّسمية بهذا الاسم الّتي تأتي في أبواب النّكاح. و ما ورد من أنّ من مات و لم يعرف إمام زمانه إلى آخره فإنّ معرفته لا تتحقّق إلّا بعد معرفة اسمه. و أخبار التّلقين للميّت ففيها الأمر بذكر أساميهم ع و جملة من الأدعية الّتي أمر فيها بذكرهم بأساميهم. و الأخبار الكثيرة الدّالّة على أنّه سميّ رسول اللّه ص و بعد أخبار اللّوح المختلف متنها جدّا الدّالّ على كتابته ع فيه بهذا الاسم و أمثال ذلك ممّا لا ربط له بالمقام و لا إشارة له بالمرام نعم فيها جملة من الأخبار الّتي ذكر ع فيها باسمه بعضها من الرّاوي و بعضها منهم في مواضع مخصوصة و كلّها قضايا شخصيّة قابلة لمحامل كثيرة لا تقاوم الأخبار النّاصّة النّاهية و ليس في جميع ما جمعه خبر واحد نصّوا فيه على الجواز. و هذا الكتاب لا يقتضي البسط في المقال بأزيد من هذا و من جميع ذلك ظهر أنّ اللّازم جعل عنوان الباب ما ذكرناه لا ما ذكره و اللّه العالم
باب 23 -تحريم إذاعة الحقّ مع الخوف به
1 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن أبي جعفر محمّد بن النّعمان الأحول قال قال لي الصّادق ع إنّ اللّه جلّ و عزّ قد عيّر أقواما في القرآن بالإذاعة فقلت له جعلت فداك أين قال قال قوله و إذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ثمّ قال المذيع علينا سرّنا كالشّاهر بسيفه علينا رحم اللّه عبدا سمع بمكنون علمنا فدفنه تحت قدميه يا ابن النّعمان إنّي لأحدّث الرّجل منكم بحديث فيتحدّث به عنّي فأستحلّ بذلك لعنته و البراءة منه فإنّ أبي كان يقول و أيّ شيء أقرّ للعين من التّقيّة إنّ التّقيّة جنّة المؤمن و لو لا التّقيّة ما عبد اللّه و قال اللّه جلّ و عزّ لا يتّخذ المؤمنون الآية يا ابن النّعمان إنّ المذيع ليس كقاتلنا بسيفه بل هو أعظم وزرا بل هو أعظم وزرا بل هو أعظم وزرا يا ابن النّعمان إنّ العالم لا يقدر أن يخبرك بكلّ ما يعلم لأنّه سرّ اللّه الّذي أسرّه إلى جبرئيل و أسرّه جبرئيل إلى محمّد ص و أسرّه محمّد ص إلى عليّ و أسرّه عليّ ع إلى الحسن و أسرّه الحسن ع إلى الحسين و أسرّه الحسين ع إلى عليّ و أسرّه عليّ ع إلى محمّد و أسرّه محمّد ع إلى من أسرّه ع فلا تعجلوا فو اللّه لقد قرب هذا الأمر ثلاث مرّات فأذعتموه فأخّره اللّه و اللّه ما لكم سرّ إلّا و عدوّكم أعلم به منكم يا ابن النّعمان ابق على نفسك فقد عصيتني لا تذع سرّي فإنّ المغيرة بن سعد كذب على أبي و أذاع سرّه فأذاقه اللّه حرّ الحديد و إنّ أبا الخطّاب كذب عليّ و أذاع سرّي فأذاقه اللّه حرّ الحديد و من كتم أمرنا زيّنه اللّه به في الدّنيا و الآخرة و أعطاه حظّه و وقاه حرّ الحديد و ضيق المحابس إنّ بني إسرائيل قحطوا حتّى هلكت المواشي و النّسل فدعا اللّه موسى بن عمران فقال يا موسى إنّهم أظهروا الزّنى و الرّبا و عمروا الكنائس و أضاعوا الزّكاة فقال إلهي تحنّن برحمتك عليهم فإنّهم لا يعقلون فأوحى اللّه إليه إنّي مرسل قطر السّماء و مختبرهم بعد أربعين يوما فأذاعوا ذلك و أفشوه فحبس عنهم القطر أربعين سنة و أنتم قد قرب أمركم فأذعتموه في مجالسكم إلى أن قال و من استفتح نهاره بإذاعة سرّنا سلّط اللّه عليه حرّ الحديد و ضيق المحابس الخبر
2 ، و عن عبد اللّه بن جندب قال قال الصّادق ع رحم اللّه قوما كانوا سراجا و منارا كانوا دعاة إلينا بأعمالهم و مجهود طاقاتهم ليس كمن يذيع أسرارنا
3 زيد الزّرّاد في أصله، قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول اكتم سرّك عن كلّ أخلّائك و لا تخرج سرّك إلى اثنين فإنّه ما جاوز الواحد فهو إفشاء الخبر
4 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال لمفضّل بن عمر في حديث من أذاع لنا سرّا فقد نصب لنا العداوة سمعت أبي رضوان اللّه عليه يقول من أذاع سرّنا ثمّ وصلنا بجبال من ذهب لم يزد منّا إلّا بعدا
5 ، و عنه ع أنّه قال لبعض أصحابه اكتم سرّنا و لا تذعه فإنّ من كتم سرّنا و لم يذعه أعزّه اللّه به في الدّنيا و الآخرة و من أذاع سرّنا و لم يكتمه أذلّه اللّه به في الدّنيا و الآخرة و نزع النّور من بين عينيه إلى أن قال و المذيع لأمرنا كالجاحد له
6 ، و عنه ع أنّ قوما من شيعته اجتمعوا إليه فتكلّموا فيما هم فيه و ذكروا الفرج و قالوا متى نراه يا ابن رسول اللّه فقال أ يسرّكم هذا الّذي تتمنّون قالوا إي و اللّه قال أ فتخلّفون الأهل و الأحبّة و تركبون الخيل و تلبسون السّلاح قالوا نعم قال و تقاتلون أعداءكم قالوا نعم قال ع قد سألناكم ما هو أيسر من هذا فلم تفعلوه فسكت القوم فقال رجل منهم أيّ شيء هو جعلت فداك قال قلنا لكم اسكتوا فإنّكم إن كففتم رضينا و إن خالفتم أوذينا فلم تفعلوا
7 ، و عنه ع أنّه قال لقوم من شيعته اجتمعوا إليه و تذاكروا ما يتكلّمون به عنده فقال لهم حدّثوا النّاس بما يعرفون و دعوا ما ينكرون أ تحبّون أن يسبّ اللّه و رسوله قالوا و كيف يسبّ اللّه و رسوله قال يقولون إذا حدّثتموهم بما ينكرون لعن اللّه قائل هذا و قد قاله اللّه و رسوله ص
8 ، و عنه ع أنّه قال لبعض شيعته إنّ حديثكم هذا و أمركم هذا تشمئزّ منه قلوب الجاهلين فمن عرفه فزيدوه و من أنكره فذروه
9 ، و عنه ع أنّه قال في حديث رحم اللّه عبدا سمع من مكنون سرّنا فدفنه في قلبه الخبر
10 محمّد بن إبراهيم النعمانيّ في غيبته، عن عبد الواحد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن رباح الزّهريّ عن محمّد بن العبّاس الحنبليّ عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة البطائنيّ عن محمّد الخزّاز قال قال أبو عبد اللّه ع من أذاع علينا حديثنا فهو بمنزلة من جحدنا حقّنا
11 ، و بهذا الإسناد عن الحسن عن الحسن السّريّ قال قال أبو عبد اللّه ع إنّي لأحدّث الرّجل الحديث فينطلق فيحدّث به عنّي كما سمعه فاستحقّ به لعنة اللّه و البراءة منه
12 ، و بهذا الإسناد عن الحسن عن القاسم الصّيرفيّ عن ابن مسكان قال سمعت عن أبي عبد اللّه ع يقول قوم يزعمون أنّي إمامهم و اللّه ما أنا لهم بإمام لعنهم اللّه كلّما سترت لهم سترا هتكوه هتك اللّه سترهم أقول كذا و كذا فيقولون إنّما عنى كذا و كذا أنا إمام من أطاعني
13 ، و بهذا الإسناد عن الحسن عن كرّام الخثعميّ قال قال أبو عبد اللّه ع أما و اللّه لو كانت على أفواهكم أوكية لحدّثت كلّ امرئ منكم بما له و اللّه لو وجدت أتقياء لتكلّمت و اللّه المستعان
قال النعمانيّ يريد أتقياء أن يستعمل التّقيّة
14 ، و بهذا الإسناد عن الحسن عن أبيه عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول سرّ أسرّه اللّه إلى جبرئيل و أسرّه جبرئيل إلى محمّد ص و أسرّه محمّد ص إلى عليّ ع و أسرّه عليّ ع إلى من شاء اللّه واحدا بعد واحد و أنتم تتكلّمون به في الطّريق
15 ، و بهذا الإسناد عن الحسن عن حفص بن نسيب بني عمارة قال دخلت على أبي عبد اللّه ع أيّام قتل المعلّى بن خنيس مولاه فقال لي يا حفص حدّثت المعلّى بأشياء فأذاعها فابتلي بالحديد إنّي قلت له إنّ لنا حديثا من حفظه علينا حفظه اللّه و حفظ عليه دينه و دنياه و من أذاعه علينا سلبه اللّه دينه و دنياه يا معلّى إنّه من كتم الصّعب من حديثنا جعله اللّه نورا بين عينيه و رفعه و رزقه العزّ في النّاس و من أذاع الصّعب من حديثنا لم يمت حتّى يعضّه السّلاح أو يموت متحيّرا
16 ، و عن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة عن أحمد بن محمّد الدّينوريّ عن عليّ بن الحسن الكوفيّ عن عميرة بنت أوس قالت حدّثني جدّي الحصين بن عبد الرّحمن عن أبيه عن جدّه عمرو بن سعد عن أمير المؤمنين ع أنّه قال لحذيفة بن اليمان يا حذيفة لا تحدّث بما لا يعلمون فيطغوا و يكفروا إنّ من العلم صعبا شديدا محمله لو حمل على الجبال لعجزت عن حمله إنّ علمنا أهل البيت يستنكر و يبطل و تقتل رواته و يساء إلى من يتلوه بغيا و حسدا لما فضّل اللّه به عترة الوصيّ وصيّ النّبيّ ص
17 العيّاشيّ في تفسيره، عن زيد الشّحّام قال سئل أبو عبد اللّه ع عن عذاب القبر قال إنّ أبا جعفر ع حدّثنا أنّ رجلا أتى سلمان الفارسيّ فقال حدّثني فسكت عنه ثمّ عاد فسكت فأدبر الرّجل و هو يقول و يتلو هذه الآية إنّ الّذين يكتمون ما أنزلنا من البيّنات و الهدى من بعد ما بيّنّاه للنّاس في الكتاب فقال له أقبل إنّا لو وجدنا أمينا لحدّثناه الخبر
18 ، و عن محمّد بن عجلان قال سمعته ع يقول إنّ اللّه عيّر قوما بالإذاعة فقال و إذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به فإيّاكم و الإذاعة
19 ، و عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع أنّه تلا هذه الآية ذلك بأنّهم كانوا يكفرون بآيات اللّه و يقتلون النّبيّين بغير الحقّ ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون و اللّه ما ضربوهم بأيديهم و لا قتلوهم بأسيافهم و لكن سمعوا أحاديثهم فأذاعوها فأخذوا عليها فصار قتلا و اعتداء و معصية
20 تفسير الإمام، ع في قوله تعالى هدى للمتّقين قال بيان و شفاء للمتّقين من شيعة محمّد و عليّ ص إنّهم اتّقوا أنواع الكفر فتركوها و اتّقوا أنواع الذّنوب الموبقات فرفضوها و اتّقوا إظهار أسرار اللّه تعالى و أسرار أزكياء عباده الأوصياء بعد محمّد ص فكتموها و اتّقوا ستر العلوم عن أهلها المستحقّين لها و فيهم نشروها
21 محمّد بن الحسن الصّفّار في بصائر الدّرجات، عن محمّد بن أحمد عن جعفر بن محمّد بن مالك الكوفيّ عن أحمد بن محمّد عن أبي اليسر عن زيد بن المعدّل عن أبان بن عثمان قال قال لي أبو عبد اللّه ع إنّ أمرنا هذا مستور مقنّع بالميثاق من هتكه أذلّه اللّه
22 ، و عن سلمة بن الخطّاب عن القاسم بن يحيى عن جدّه عن أبي بصير و محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه ع قال خالطوا النّاس بما يعرفون و دعوهم ممّا ينكرون و لا تحملوا على أنفسكم و علينا إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلّا ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو عبد مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان
23 ، و عن الحسين بن أبي الخطّاب عن موسى بن سعدان عن عبد اللّه بن القاسم عن حفص الأبيض التّمّار قال دخلت على أبي عبد اللّه ع أيّام صلب المعلّى بن خنيس قال فقال لي يا حفص إنّي أمرت المعلّى بن خنيس بأمر فخالفني فابتلي بالحديد إنّي نظرت إليه يوما و هو كئيب حزين فقلت له ما لك يا معلّى كأنّك ذكرت أهلك و مالك و ولدك و عيالك قال أجل قلت ادن منّي فدنا منّي فمسحت وجهه فقلت أين تراك قال أراني في بيتي هذه زوجتي و هذا ولدي فتركته حتّى تملّى منهم و استترت منهم حتّى نال منها ما ينال الرّجل من أهله ثمّ قلت له ادن منّي فدنا منّي فمسحت وجهه فقلت أين تراك فقال أراني معك في المدينة هذا بيتك قال قلت له يا معلّى إنّ لنا حديثا من حفظه علينا حفظ اللّه عليه دينه و دنياه يا معلّى لا تكونوا أسرى في أيدي النّاس بحديثنا إن شاءوا منّوا عليكم و إن شاءوا قتلوكم يا معلّى إنّه من كتم الصّعب من حديثنا جعله اللّه نورا بين عينيه و رزقه اللّه العزّة في النّاس و من أذاع الصّعب من حديثنا لم يمت حتّى يعضّه السّلاح أو يموت كبلا يا معلّى بن خنيس أنت مقتول فاستعدّ
الكشّيّ في رجاله، عن إبراهيم بن محمّد بن العبّاس عن أحمد بن إدريس عن محمّد بن أحمد بن يحيى عن ابن أبي الخطّاب مثله
24 ، و عن آدم بن محمّد عن عليّ بن محمّد الدّقّاق عن محمّد بن موسى النّعمان عن محمّد بن عيسى بن عبيد عن أخيه جعفر قال كنّا عند أبي الحسن الرّضا ع و عنده يونس بن عبد الرّحمن إذ استأذن عليه قوم من أهل البصرة فأومأ أبو الحسن ع إلى يونس ادخل البيت فإذا بيت مسبل عليه ستر و إيّاك أن تتحرّك حتّى يؤذن لك فدخل البصريّون و أكثروا من الوقيعة و القول في يونس و أبو الحسن ع مطرق حتّى لمّا أكثروا فقاموا و ودّعوا فخرجوا فأذن ليونس بالخروج فخرج باكيا فقال جعلني اللّه فداك إنّي أحامي عن هذه المقالة و هذه حالي عند أصحابي فقال له أبو الحسن ع يا يونس فما عليك ممّا يقولون إذا كان إمامك عنك راضيا يا يونس حدّث النّاس بما يعرفون و اتركهم ممّا لا يعرفون كأنّك تريد أن يكذّب اللّه في عرشه الخبر
25 ، و عن عليّ بن محمّد عن محمّد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد عن أبي جميلة عن جابر قال رويت خمسين ألف حديث ما سمعه أحد منّي
26 ، و عن جبرئيل بن أحمد عن محمّد بن عيسى عن عبد اللّه بن جبلة عن ذريح المحاربيّ قال سألت أبا عبد اللّه ع عن جابر الجعفيّ و ما روى فلم يجبني و أظنّه قال سألته بجمع فلم يجبني فسألته الثّالثة فقال يا ذريح فإنّ السّفلة إذا سمعوا بأحاديثه شنّعوا أو قال أذاعوا
27 ، و عن جبرئيل عن محمّد بن عيسى عن إسماعيل بن مهران عن أبي جميلة عن جابر قال حدّثني أبو جعفر ع تسعين ألف حديث لم أحدّث بها أحدا قطّ و لا أحدّث بها أحدا أبدا قال جابر فقلت لأبي جعفر ع إنّك قد حملتني وقرا عظيما بما حدّثتني به من سرّكم الّذي لا أحدّث به أحدا فربّما جاش في صدري حتّى يأخذني منه شبه الجنون قال يا جابر فإذا كان ذلك فاخرج إلى الجبّان فاحفر حفيرة و ادل رأسك فيها ثمّ قل حدّثني محمّد بن عليّ بكذا و كذا
28 ، و عن آدم بن محمّد البلخيّ عن عليّ بن الحسن بن هارون عن عليّ بن أحمد عن عليّ بن سليمان عن ابن فضّال عن عليّ بن حسّان عن المفضّل قال سألت أبا عبد اللّه ع عن تفسير جابر فقال لا تحدّث به السّفلة فيذيعونه أ ما تقرأ في كتاب اللّه عزّ و جلّ فإذا نقر في النّاقور إنّ منّا إماما مستترا فإذا أراد اللّه إظهار أمره نكت في قلبه فقام بأمر اللّه
29 ، و عن جبرئيل بن أحمد عن الشّجاعيّ عن محمّد بن الحسين عن أحمد بن النّضر عن عمرو بن شمر عن جابر قال دخلت على أبي جعفر ع و أنا شابّ فقال من أنت قلت من أهل الكوفة جئتك لطلب العلم فدفع إليّ كتابا و قال لي إن أنت حدّثت به حتّى تهلك بنو أميّة فعليك لعنتي و لعنة آبائي و إن أنت كتمت منه شيئا بعد هلاك بني أميّة فعليك لعنتي و لعنة آبائي ثمّ دفع إليّ كتابا آخر ثمّ قال و هاك هذا فإن حدّثت منه بشيء فعليك لعنتي و لعنة آبائي
، و عن أحمد بن عليّ السّكّريّ عن الحسين بن عبد اللّه عن ابن أورمة عن يعقوب بن يزيد عن ابن عميرة عن المفضّل قال دخلت على أبي عبد اللّه ع يوم صلب فيه المعلّى فقلت له يا ابن رسول اللّه أ لا ترى هذا الخطب الجليل الّذي نزل بالشّيعة في هذا اليوم قال و ما هو قال قلت قتل المعلّى بن خنيس قال رحم اللّه المعلّى قد كنت أتوقّع ذلك لأنّه أذاع سرّنا و ليس النّاصب لنا حربا بأعظم مؤنة علينا من المذيع علينا سرّنا فمن أذاع سرّنا إلى غير أهله لم يفارق الدّنيا حتّى يعضّه السّلاح أو يموت بخبل
31 ، و عن محمّد بن مسعود عن عليّ بن محمّد عن محمّد بن عيسى عن عمر بن عبد العزيز عن بعض أصحابنا عن داود بن كثير قال قال لي أبو عبد اللّه ع يا داود إذا حدّثت عنّا بالحديث فاشتهرت به فأنكره
32 ، و عن حمدويه عن الحسن بن موسى عن إسماعيل بن مهران عن محمّد بن منصور عن عليّ بن سويد السّائيّ قال كتب إليّ أبو الحسن موسى ع و هو في الحبس لا تفش ما استكتمتك الخبر
33 الشّيخ الطّوسيّ في الغيبة، بإسناده عن الفضل بن شاذان عن محمّد بن عليّ عن سعدان بن مسلم عن أبي بصير قال قلت له أ لهذا الأمر أمد نريح إليه أبداننا و ننتهي إليه قال بلى و لكنّكم أذعتم فزاد اللّه فيه
34 ، و عنه عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثّماليّ قال قلت لأبي جعفر ع إنّ عليّا ع كان يقول إلى السّبعين بلاء و كان يقول بعد البلاء رخاء و قد مضت السّبعون و لم نر رخاء فقال أبو جعفر ع يا ثابت إنّ اللّه تعالى كان وقّت هذا الأمر في السّبعين فلمّا قتل الحسين ع اشتدّ غضب اللّه على أهل الأرض فأخّره إلى أربعين و مائة سنة فحدّثناكم فأذعتم الحديث و كشفتم قناع السّرّ فأخّره اللّه و لم يجعل له بعد ذلك وقتا عندنا و يمحو اللّه ما يشاء و يثبت و عنده أمّ الكتاب قال أبو حمزةو قلت ذلك لأبي عبد اللّه ع فقال قد كان ذاك
35 ، و عن قرقارة عن أبي حاتم عن محمّد بن يزيد الآدميّ بغداديّ عابد عن يحيى بن سليم الطّائفيّ عن شبل بن عبّاد قال سمعت أبا الطّفيل يقول سمعت عليّ بن أبي طالب ع يقول أظلّتكم فتنة مظلمة عمياء مكتنفة لا ينجو منها إلّا النّومة قيل يا أبا الحسن و ما النّومة قال الّذي لا يعرف النّاس ما في نفسه
و رواه الصّدوق في معاني الأخبار، عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عمّه محمّد بن أبي القاسم عن محمّد بن عليّ الكوفيّ عن الحسين بن سفيان عن سلّام بن أبي عمرة عن معروف بن خرّبوذ عن أبي الطّفيل مثله
36 نهج البلاغة، قال ع جمع خير الدّنيا و الآخرة في كتمان السّرّ و مصادقة الإخوان و جمع الشّرّ في الإذاعة و مؤاخاة الأشرار
الصّدوق في العيون، عن محمّد بن موسى المتوكّل و جماعة من مشايخه عن الكلينيّ عن عليّ بن إبراهيم العلويّ عن موسى بن محمّد المحاربيّ عن رجل قال قال المأمون للرّضا ع أنشدني أحسن ما رويته في كتمان السّرّ فقال ع و إنّي لأنسى السّرّ كيلا أذيعه فيا من رأى سرّا يصان بأن ينسى مخافة أن يجري ببالي ذكره فينبذه قلبي إلى ملتوى الحشى فيوشك من لم يفش سرّا و جال في خواطره أن لا يطيق له حبسا
38 زيد الزّرّاد في أصله، عن أبي عبد اللّه ع في حديث طويل في أوصاف المؤمنين إلى أن قال قلوبهم خائفة وجلة من اللّه ألسنتهم مسجونة و صدورهم وعاء لسرّ اللّه إن وجدوا له أهلا نبذوا إليه نبذا و إن لم يجدوا له أهلا ألقوا على ألسنتهم أقفالا غيّبوا مفاتيحها و جعلوا على أفواههم أوكية صلّب صلاب أصلب من الجبال لا ينحت منهم شيء
39 الصّدوق في معاني الأخبار، عن محمّد بن موسى المتوكّل عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب عن ابن سنان قال قال أبو عبد اللّه ع طوبى لعبد نومة عرف النّاس فصاحبهم ببدنه و لم يصاحبهم في أعمالهم بقلبه فعرفوه في الظّاهر و عرفهم في الباطن
40 كتاب سلّام بن أبي عمرة، عن معروف بن خرّبوذ عن أبي الطّفيل عامر بن واثلة عن أمير المؤمنين ع قال أ تحبّون أن يكذّب اللّه و رسوله حدّثوا النّاس بما يعرفون و أمسكوا عمّا ينكرون
41 عماد الدّين الطّبريّ في بشارة المصطفى، عن أبي البقاء إبراهيم بن الحسين عن أبي طالب محمّد بن الحسن بن عتبة عن أبي الحسن محمّد بن الحسين بن أحمد عن محمّد بن وهبان عن عليّ بن أحمد العسكريّ عن أحمد بن أبي سلمة عن أحمد بن أحمد بن الفضل أبي راشد بن عليّ القرشيّ عن عبد اللّه بن جهض المدنيّ عن أبي محمّد بن إسحاق عن سعيد بن زيد بن أرطأة عن كميل بن زياد عن أمير المؤمنين ع أنّه قال في وصيّته له يا كميل كلّ مصدور ينفث فمن نفث إليك منّا بأمر فاستره بستر و إيّاك أن تبديه فليس لك من إبدائه توبة فإذا لم تكن توبة فالمصير لظى يا كميل إذاعة سرّ آل محمّد ع لا يقبل اللّه تعالى منها و لا يحتمل أحد عليها يا كميل و ما قالوه لك مطلقا فلا تعلمه إلّا مؤمنا موفّقا يا كميل لا تعلموا الكافرين من أخبارنا فيزيدوا عليها فيبدءوكم بها يوم يعاقبون عليها الخبر
42 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن حريز عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه تعالى و لا تستوي الحسنة و لا السّيّئة قال الحسنة التّقيّة و السّيّئة الإذاعة ادفع بالّتي هي أحسن فإذا الّذي بينك و بينه عداوة كأنّه وليّ حميم
43 ، و عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن سلمة بن الخطّاب عن أحمد بن موسى عن محمّد بن عيسى عن أبي سعيد الزّنجانيّ عن محمّد بن عيسى عن أبي سعيد المدائنيّ قال قال أبو عبد اللّه ع أقرأ موالينا السّلام و أعلمهم أن يجعلوا حديثنا في حصون حصينة و صدور فقيهة و أحلام رزينة و الّذي فلق الحبّة و برأ النّسمة ما الشّاتم لنا عرضا و النّاصب لنا حربا بأشدّ مؤنة من المذيع علينا حديثنا عند من لا يحتمله
44 ، و عن الصّادق ع أنّه قال من أذاع حديثنا فإنّه قتلنا قتل عمد لا قتل خطإ
45 و في الأمالي، عن جعفر بن محمّد بن قولويه عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى و محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب جميعا عن الحسن بن محبوب عن ابن سنان عن أبي حمزة الثّماليّ عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ع قال قال موسى بن عمران ع إلهي من أصفيائك إلى أن قال قال إلهي فمن ينزل دار القدس عندك قال الّذين لا تنظر أعينهم إلى الدّنيا و لا يذيعون أسرارهم في الدّين و لا يأخذون في الحكومة الرّشا الحقّ في قلوبهم و الصّدق على ألسنتهم فأولئك في ستري في الدّنيا و في دار القدس عندي في الآخرة
46 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال إذاعة سرّ أودعته غدر
و قال ع أقبح الغدر إذاعة السّرّ
باب 33 -جواز إقرار الحرّ بالرّقّيّة مع التّقيّة و إن كان سيّدا
1 الصّدوق في كمال الدّين، عن أبيه عن محمّد بن يحيى العطّار و أحمد بن إدريس جميعا عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن عليّ بن مهزيار عن أبيه عن زكريّا عن موسى بن جعفر ع في حديث إسلام سلمان إلى أن قال قال فصحبت قوما فقلت لهم يا قوم اكفوني الطّعام و الشّراب و أكفيكم الخدمة قالوا نعم إلى أن قال فلمّا أتوا بالشّراب قالوا اشرب قلت إنّي غلام ديرانيّ و إنّ الدّيرانيّين لا يشربون الخمر فشدّوا عليّ و أرادوا قتلي فقلت لهم لا تضربوني و لا تقتلوني فإنّي أقرّ لكم بالعبوديّة فأقررت لواحد منهم و أخرجني و باعني بثلاثمائة درهم من رجل يهوديّ إلى أن ذكر أنّه باعه من امرأة يهوديّة و أنّ النّبيّ ص اشتراه منها و أعتقه الخبر
باب 34 -وجوب كفّ اللّسان عن المخالفين و عن أئمّتهم مع التّقيّة
1 ثقة الإسلام في الكافي، عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضّال عن حفص المؤذّن عن أبي عبد اللّه ع و عن الحسن بن محمّد عن جعفر بن محمّد بن مالك الكوفيّ عن القاسم بن الرّبيع الصّحّاف عن إسماعيل بن مخلد السّرّاج عنه ع في رسالته ع إلى أصحابه و إيّاكم و سبّ أعداء اللّه حيث يسمعونكم فيسبّوا اللّه عدوا بغير علم و قد ينبغي لكم أن تعلموا حدّ سبّهم للّه كيف هو إنّه من سبّ أولياء اللّه فقد انتهك سبّ اللّه و من أظلم عند اللّه ممّن استسبّ للّه و لأوليائه فمهلا مهلا فاتّبعوا أمر اللّه و لا حول و لا قوّة إلّا باللّه
2 العيّاشيّ في تفسيره، عن عمر الطّيالسيّ عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن قول اللّه و لا تسبّوا الّذين يدعون من دون اللّه فيسبّوا اللّه عدوا بغير علم قال فقال يا عمر رأيت أحدا يسبّ اللّه قال فقلت جعلني اللّه فداك فكيف قال من سبّ وليّ اللّه فقد سبّ اللّه
3 نصر بن مزاحم في كتاب صفّين، عن عمر بن سعد عن عبد الرّحمن عن الحارث بن حصيرة عن عبد اللّه بن شريك قال خرج حجر بن عديّ و عمرو بن الحمق يظهران البراءة و اللّعن من أهل الشّام فأرسل إليهما عليّ ع أن كفّا عمّا يبلغني عنكما فأتياه فقالا يا أمير المؤمنين أ لسنا محقّين قال بلى قالا أ و ليسوا مبطلين قال بلى قالا فلم منعتنا عن شتمهم قال كرهت لكم أن تكونوا لعّانين شتّامين يشهدون و يتبرّءون و لكن لو وصفتم مساوئ أعمالهم فقلتم من سيرتهم كذا و كذا و من عملهم كذا و كذا كان أصوب في القول و أبلغ في العذر و قلتم مكان لعنكم إيّاهم و براءتكم منهم اللّهمّ احقن دماءنا و دماءهم و أصلح ذات بيننا و بينهم و اهدهم من ضلالتهم حتّى يعرف الحقّ منهم من جهله و يرعوي عن الغيّ و العدوان من لهج به كان هذا أحبّ إليّ و خيرا لكم فقالا يا أمير المؤمنين نقبل عظتك و نتأدّب بأدبك الخبر
4 الشّيخ المفيد في الأمالي، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد عن أبيه عن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن عليّ بن مهزيار عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن حبيب السّجستانيّ عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ع قال إنّ في التّوراة مكتوبا فيما ناجى اللّه تعالى به موسى ع قال له يا موسى إلى أن قال و اكتم مكنون سرّي في سريرتك و أظهر في علانيتك المداراة عنّي لعدوّي و عدوّك من خلقي و لا تستسبّ لي عندهم بإظهارك مكنون سرّي فتشرك عدوّي و عدوّك في سبّي
باب 35 -تحريم مجاورة أهل المعاصي و مخالطتهم اختيارا و محبّة بقائهم
1 عليّ بن عيسى في كشف الغمّة، عن ابن حمدون قال كتب المنصور إلى جعفر بن محمّد ع لم لا تغشانا كما يغشانا سائر النّاس فأجابه ليس لنا ما نخافك من أجله و لا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له و لا أنت في نعمة فنهنّيك و لا تراها نقمة فنعزّيك فما نصنع عندك قال فكتب إليه تصحبنا لتنصحنا فأجابه من أراد الدّنيا لا ينصحك و من أراد الآخرة لا يصحبك فقال المنصور و اللّه لقد ميّز عندي منازل النّاس من يريد الدّنيا ممّن يريد الآخرة و إنّه ممّن يريد الآخرة لا الدّنيا
أبو يعلى الجعفريّ في النّزهة، عن الهادي ع أنّه قال مخالطة الأشرار تدلّ على شرار من يخالطهم
3 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، في وصيّة أمير المؤمنين لولده الحسن ع و إيّاك و مقارنة من رهبته على دينك و باعد السّلطان و لا تأمن خدع الشّيطان و تقول متى أرى ما أنكر نزعت فإنّه كذا هلك من كان قبلك من أهل القبلة و قد أيقنوا بالمعاد فلو سمت بعضهم بيع آخرته بالدّنيا لم يطب بذلك نفسا ثمّ قد تخبله الشّيطان بخدعه و مكره حتّى يورّطه في هلكته بعرض من الدّنيا حقير و ينقله من شرّ إلى شرّ حتّى يؤيسه من رحمة اللّه و يدخله في القنوط فيجد الوجه إلى ما خالف الإسلام و أحكامه فإن أبت نفسك إلّا حبّ الدّنيا و قرب السّلطان فخالفت ما نهيتك عنه بما فيه رشدك فأملك عليك لسانك فإنّه لا ثقة للملوك عند الغضب و لا تسأل عن أخبارهم و لا تنطق عند أسرارهم و لا تدخل فيما بينك و بينهم إلى أن قال و باين أهل الشّرّ تبن منهم
4 ثقة الإسلام في الكافي، عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن إبراهيم بن أبي البلاد عمّن ذكره رفعه قال ع قال لقمان لابنه يا بنيّ لا تقرب فيكون أبعد لك و لا تبعد فتهان إلى أن قال كما ليس بين الذّئب و الكبش خلّة كذلك ليس بين البارّ و الفاجر خلّة من يقترب من الزّفت يعلق به بعضه كذلك من يشارك الفاجر يتعلّم من طرقه من يحبّ المراء يشتم و من يدخل مداخل السّوء يتّهم و من يقارن قرين السّوء لا يسلم و من لا يملك لسانه يندم
و رواه الرّاونديّ في قصص الأنبياء، بإسناده إلى الصّدوق عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أخيه عن أبيه عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع مثله
5 عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن أبيه عن القاسم بن محمّد عن سليمان بن داود عن حمّاد عن أبي عبد اللّه ع في حديث أنّه قال قال لقمان لابنه و لا تجادلنّ فقيها و لا تعادينّ سلطانا و لا تماشينّ ظلوما و لا تصادقنّه و لا تؤاخينّ فاسقا و لا تصاحبنّ متّهما الخبر
6 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن الحارث بن المغيرة قال لقيني أبو عبد اللّه ع في بعض طرق المدينة قبلا فقال يا حارث قلت نعم فقال لأحملنّ ذنوب سفهائكم على حلمائكم قلت و لم جعلت فداك قال ما يمنعكم إذا بلغكم عن الرّجل منكم ما تكرهون ممّا يدخل علينا منه العيب عند النّاس و الأذى أن تأتوه و تعظوه و تقولوا له قولا بليغا قلت إذا لا يقبل منّا و لا يطيعنا قال فإذا فاهجروه و اجتنبوا مجالسته
باب 36 -تحريم مجالسة أهل المعاصي و أهل البدع
1 زيد النّرسيّ في أصله، قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إيّاكم و عشار الملوك و أبناء الدّنيا فإنّ ذلك يصغّر نعمة اللّه في أعينكم و يعقّبكم كفرا و إيّاكم و مجالسة الملوك و أبناء الدّنيا ففي ذلك ذهاب دينكم و يعقّبكم نفاقا و ذلك داء دويّ لا شفاء له و يورث قساوة القلب و يسلبكم الخشوع و عليكم بالأشكال من النّاس و الأوساط من النّاس فعندهم تجدون معادن الجواهر و إيّاكم أن تمدّوا أطرافكم إلى ما في أيدي أبناء الدّنيا فمن مدّ طرفه إلى ذلك طال حزنه و لم يشف غيظه و استصغر نعمة اللّه عنده فيقلّ شكره للّه و انظر إلى من هو دونك فتكون لأنعم اللّه شاكرا و لمزيده مستوجبا و لجوده ساكنا
2 دعائم الإسلام، عن أبي جعفر ع أنّه قال إنّ أولياء اللّه و أولياء رسوله من شيعتنا من إذا قال صدق إلى أن قال شيعتنا من لا يمدح لنا معيّبا و لا يواصل لنا مبغضا و لا يجالس لنا قاليا الخبر
3 الشّيخ المفيد في أماليه، عن جعفر بن محمّد بن قولويه عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن خالد عن بكر بن صالح عن سليمان الجعفريّ قال سمعت أبا الحسن ع يقول لأبي ما لي رأيتك عند عبد الرّحمن بن يعقوب قال إنّه خالي فقال له أبو الحسن ع إنّه يقول في اللّه قولا عظيما يصف اللّه تعالى و يحدّه و اللّه لا يوصف فإمّا جلست معه و تركتنا و إمّا جلست معنا و تركته فقال هو يقول ما شاء أيّ شيء عليّ إذا لم أقل ما يقول فقال له أبو الحسن ع أ ما تخاف أن تنزل به نقمة فتصيبكم جميعا أ ما علمت بالّذي كان من أصحاب موسى ع و كان أبوه من أصحاب فرعون فلمّا لحقت خيل فرعون موسى ع تخلّف عنه ليعظه و أدركه موسى ع و أبوه يراغمه حتّى بلغا طرف البحر فغرقا جميعا فأتى موسى ع الخبر فسأل جبرئيل عن حاله فقال غرق رحمه اللّه و لم يكن على رأي أبيه لكنّ النّقمة إذا نزلت لم يكن لها عمّن قارب المذنب دفاع
4 ، و عن أبي الحسن عليّ بن خالد المراغيّ عن ثوابة بن يزيد عن أحمد بن عليّ بن المثنّى عن محمّد بن المثنّى عن شبابة بن سوّار عن المبارك بن سعيد عن خليد الفرّاء عن أبي المجبّر قال قال رسول اللّه ص أربعة مفسدة للقلوب الخلوة بالنّساء و الاستماع منهنّ و الأخذ برأيهنّ و مجالسة الموتى فقيل له يا رسول اللّه و ما مجالسة الموتى قال مجالسة كلّ ضالّ عن الإيمان و جائر في الأحكام
5 عليّ بن الحسين المسعوديّ في إثبات الوصيّة، عن العالم ع أنّه قال لا تجالسوا المفتونين فينزل عليهم العذاب فيصيبكم معهم
6 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص المرء على دين من يخالل فليتّق اللّه المرء و لينظر من يخالل
7 الشّهيد في الدّرّة الباهرة، عن الجواد ع أنّه قال إيّاك و مصاحبة الشّرّير فإنّه كالسّيف المسلول يحسن منظره و يقبح أثره
8 ، و عن أبي محمّد العسكريّ ع أنّه قال اللّحاق بمن ترجو خير من المقام مع من لا تأمن شرّه
9 ، و عن النّبيّ ص أنّه قال الوحدة خير من قرين السّوء
10 أمين الإسلام في مجمع البيان، عن الباقر ع أنّه قال فلا تقعد بعد الذّكرى مع القوم الظّالمين قال المسلمون كيف نصنع إن كان كلّما استهزأ المشركون قمنا و تركناهم فلا ندخل إذا المسجد الحرام و لا نطوف بالبيت الحرام فأنزل اللّه تعالى و ما على الّذين يتّقون من حسابهم من شيء أمرهم بتذكيرهم ما استطاعوا
11 الصّدوق في الخصال، عن محمّد بن عليّ الشّاه عن أحمد بن محمّد بن الحسين عن أحمد بن خالد الخالديّ عن محمّد بن أحمد بن صالح التّميميّ عن أبيه عن أنس بن محمّد أبي مالك عن أبيه عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن أبي طالب ع عن النّبيّ ص أنّه قال ثلاثة مجالستهم تميت القلب مجالسة الأنذال و مجالسة الأغنياء و الحديث مع النّساء
12 الحسن بن فضل الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، عن عبد اللّه بن مسعود عن رسول اللّه ص أنّه قال في وصيّة له بعد ذكر صفات جملة من أهل المعاصي يا ابن مسعود لا تجالسوهم في الملإ و لا تبايعوهم في الأسواق و لا تهدوهم الطّريق و لا تسقوهم الماء قال اللّه تعالى من كان يريد الحياة الدّنيا و زينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها و هم فيها لا يبخسون
13 الصّدوق في معاني الأخبار، عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن أيّوب بن نوح عن ابن أبي عمير عن سيف بن عميرة عن أبي حمزة الثّماليّ عن الصّادق ع في حديث عن آبائه عن رسول اللّه ص أنّه قال أولى النّاس بالتّهمة من جالس أهل التّهمة
و رواه في الخصال، عن محمّد بن أحمد السّنانيّ محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ عن موسى بن عمران عن الحسين بن يزيد عن محمّد بن سنان عن المفضّل عن يونس بن ظبيان عنه ع مثله و رواه جعفر بن أحمد في الغايات، عن أبي جعفر ع مثله
14 و في الأمالي، عن محمّد بن موسى المتوكّل عن عبد اللّه بن جعفر عن الحسين بن أبي الخطّاب عن عليّ بن أسباط عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه الصّادق ع أنّه قال فيما وعظ اللّه به عيسى يا عيسى اعلم أنّ صاحب السّوء يعدي و أنّ قرين السّوء يردي فاعلم من تقارن الخبر
و رواه في الكافي، عن عليّ بن إبراهيم عن ابن أسباط عنهم ع مثله
15 الكشّيّ في رجاله، عن حمدويه و إبراهيم قالا حدّثنا العبيديّ عن ابن أبي عمير عن المفضّل بن مزيد قال قال أبو عبد اللّه ع و ذكر أصحاب أبي الخطّاب و الغلاة فقال لي يا مفضّل لا تقاعدوهم و لا تؤاكلوهم و لا تشاربوهم و لا تصافحوهم و لا توارثوهم
16 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن محمّد بن النّعمان الأحول عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال يا ابن النّعمان من قعد إلى سابّ أولياء اللّه فقد عصى اللّه
17 الحسين بن سعيد في كتاب المؤمن، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال قال النّبيّ ص من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فلا يجلس في مجلس يسبّ فيه إمام أو يغتاب فيه مسلم إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول و إذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديث غيره و إمّا ينسينّك الشّيطان فلا تقعد بعد الذّكرى مع القوم الظّالمين
18 جامع الأخبار، عن النّبيّ ص أنّه قال يأتي في آخر الزّمان أناس من أمّتي يأتون المساجد يقعدون فيها حلقا ذكرهم الدّنيا و حبّ الدّنيا لا تجالسوهم فليس للّه بهم حاجة
19 مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع و احذر مجالسة أهل البدع فإنّها تنبت في القلب كفرا و ضلالا مبينا
20 محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن الرّضا ع في قول اللّه و قد نزّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات اللّه إلى قوله إنّكم إذا مثلهم قال إذا سمعت الرّجل يجحد الحقّ و يكذّب به و يقع في أهله فقم من عنده و لا تقاعده
21 ، و عن شعيب العقرقوفيّ قال سألت أبا عبد اللّه ع و قد نزّل عليكم في الكتاب إلى قوله إنّكم إذا مثلهم فقال إنّما عنى اللّه بهذا إذا سمعت الرّجل يجحد الحقّ و يكذّب به و يقع في الأئمّة ع فقم من عنده و لا تقاعده كائنا من كان
22 فقه الرّضا، ع و إيّاك أن تزوّج شارب الخمر إلى أن قال و لا تؤاكله و لا تصاحبه و لا تضحك في وجهه و قال في موضع آخر و لا تجالس شارب الخمر و لا تسلّم عليه إلى أن قال و لا تجتمع معه في مجلس فإنّ اللّعنة إذا نزلت عمّت من في المجلس
23 الشّيخ الطّوسيّ في الغيبة، عن جماعة عن جعفر بن محمّد بن قولويه و أبي غالب الزّراريّ و غيرهما عن محمّد بن يعقوب الكلينيّ عن إسحاق في التّوقيع ورد عليه من صاحب الأمر ع على يد محمّد بن عثمان و أمّا أبو الخطّاب محمّد بن أبي زينب الأجدع ملعون و أصحابه ملعونون فلا تجالس أهل مقالتهم فإنّي منهم بريء و آبائي ع منهم براء
و رواه الصّدوق في كمال الدّين، عن محمّد بن محمّد بن عصام الكلينيّ عن محمّد بن يعقوب مثله
عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه قال القدريّة مجوس هذه الأمّة إن مرضوا فلا تعودوهم و إن ماتوا فلا تشهدوهم
باب 37 -وجوب البراءة من أهل البدع و سبّهم و تحذير النّاس منهم و ترك تعظيمهم مع عدم الخوف
1 كتاب العلاء، عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال ابرءوا من خمسة من المرجئة و الخوارج و القدريّة و الشّاميّ و النّاصب قلت ما النّصب قال من أحبّ شيئا و أبغض عليه
2 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص إنّ بين يدي السّاعة لنيّفا و سبعين رجلا و ما من رجل يدعو إلى بدعة فيتّبعه رجل واحد إلّا وجده يوم القيامة لازما لا يفارقه حتّى يسأل عنه ثمّ تلا رسول اللّه ص و قفوهم إنّهم مسؤلون فالمسألة من اللّه أخذ و الأخذ من اللّه تعالى عذاب
3 ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص أبى اللّه لصاحب البدعة بالتّوبة إلى أن قال أمّا صاحب البدعة فقد أشرب قلبه حبّها الخبر
و رواه السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في نوادره، مسندا عنه ع مثله
4 الكشّيّ في رجاله، عن عليّ بن محمّد بن قتيبة عن أحمد بن إبراهيم المراغيّ قال ورد على القاسم بن العلاء نسخة ما كان خرج من لعن ابن هلال و كان ابتداء ذلك أن كتب ع إلى قوّامه بالعراق احذروا الصّوفيّ المتصنّع قال و كان من شأن أحمد بن هلال أنّه قد كان حجّ أربعا و خمسين حجّة عشرون منها على قدميه قال و كان رواة أصحابنا بالعراق لقوه و كتبوا منه فأنكروا ما ورد في مذمّته فحملوا القاسم بن العلاء على أن يراجع في أمره فخرج إليه قد كان أمرنا نفذ إليك في المتصنّع ابن هلال لا رحمه اللّه بما قد علمت لا غفر اللّه له ذنبه و لا أقاله عثرته دخل في أمرنا بلا إذن منّا و لا رضى ليستبدّ برأيه فيحامي من ذنوبه لا يمضي من أمرنا إيّاه إلّا بما يهواه و يريد أرداه اللّه في نار جهنّم فصبرنا عليه حتّى بتر اللّه عمره بدعوتنا و كنّا قد عرّفنا خبره قوما من موالينا أيّامه لا رحمه اللّه و أمرناهم بإلقاء ذلك إلى الخاصّ من موالينا و نحن نبرأ إلى اللّه من ابن هلال لا رحمه اللّه و ممّن لا يبرأ منه و أعلم الإسحاقيّ سلّمه اللّه و أهل بيته ممّا أعلمناك من أمر هذا الفاجر و جميع من كان سألك و يسألك عنه من أهل بلده و الخارجين و من كان يستحقّ أن يطّلع على ذلك الخبر
5 ، و عن حمدويه عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن جعفر بن عثمان عن أبي بصير قال قال لي أبو عبد اللّه ع يا أبا محمّد ابرأ ممّن يزعم أنّا أرباب قلت برئ اللّه منه فقال ابرأ ممّن يزعم أنّا أنبياء قلت برئ اللّه منه
6 ، و عن محمّد بن عيسى عن النّضر بن سويد عن يحيى الحلبيّ عن أبيه عمران بن عليّ قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول لعن اللّه أبا الخطّاب و لعن اللّه من قتل معه و لعن اللّه من بقي منهم و لعن اللّه من دخل قلبه رحمة لهم
7 الشّيخ الطّوسيّ في الغيبة، عن جماعة عن أبي محمّد التّلّعكبريّ عن أبي عليّ محمّد بن همّام قال كان الشّريعيّ يكنّى بأبي محمّد قال هارون و أظنّ اسمه كان الحسن و كان من أصحاب أبي الحسن عليّ بن محمّد ع ثمّ الحسن بن عليّ ع بعده و هو أوّل من ادّعى مقاما لم يجعله اللّه فيه و لم يكن أهلا له و كذب على اللّه و على حججه ع و نسب إليهم ما لا يليق بهم و ما هم منه براء فلعنته الشّيعة و تبرّأت منه و خرج توقيع الإمام بلعنه و البراءة منه
8 ، و عن أبي عليّ بن همّام أنّه ذكر قصّة أحمد بن هلال إلى أن قال ثمّ ظهر التّوقيع على يد أبي القاسم بن روح بلعنه و البراءة منه في جملة من لعن
9 ، و ذكر الشّيخ في ترجمة محمّد بن عليّ الشّلمغانيّ لعنه اللّه بعد ذكر جملة من بدعه و عقائده الفاسدة ثمّ ظهر التّوقيع من صاحب الزّمان ع بلعن أبي جعفر محمّد بن عليّ و البراءة منه و ممّن تابعه و شايعه و رضي بقوله و أقام على تولّيه بعد المعرفة بهذا التّوقيع و قال الشّيخ رحمه اللّه إنّ الشّيخ أبا القاسم بن روح رحمه اللّه أظهر لعنه و اشتهر أمره و تبرّأ منه و أمر جميع الشّيعة بذلك إلى أن قال نسخة التّوقيع
أخبرنا جماعة عن أبي محمّد هارون بن موسى قال حدّثنا محمّد بن همّام قال خرج على يد الشّيخ أبي القاسم الحسين بن روح في ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة و ثلاثمائة في ابن أبي العزاقر و المداد رطب لم يجفّ و أخبرنا جماعة عن ابن أبي داود قال خرج التّوقيع من الحسين بن روح في الشّلمغانيّ و أنفذ نسخته إلى أبي عليّ بن همّام في ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة و ثلاثمائة قال ابن نوح و حدّثنا أبو الفتح أحمد بن ذكا مولى عليّ بن محمّد الفرات رحمه اللّه قال أخبرنا أبو عليّ بن همّام بن سهيل بتوقيع خرج في ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة و قال محمّد بن الحسن بن جعفر بن إسماعيل بن صالح الصّيمريّ أنفذ الشّيخ الحسين بن روح رضي اللّه عنه في مجلسه في دار المقتدر إلى شيخنا أبي عليّ بن همّام في ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة و ثلاثمائة و أملاه أبو عليّ و عرّفني أنّ أبا القاسم راجع في ترك إظهاره فإنّه في يد القوم و حبسهم فأمر بإظهاره و أن لا يخشى و يأمن فتخلّص و خرج من الحبس بعد ذلك بمدّة يسيرة و الحمد للّه التّوقيع عرّف قال الصّيمريّ عرّفك اللّه الخير أطال اللّه بقاءك و عرّفك الخير كلّه و ختم به عملك من تثق بدينه و تسكن إلى نيّته من إخواننا أسعدكم اللّه و قال ابن داود أدام اللّه سعادتكم من تسكن إلى دينه و تثق بنيّته جميعا بأنّ محمّد بن عليّ المعروف بالشّلمغانيّ زاد ابن داود و هو ممّن عجّل اللّه له النّقمة و لا أمهله قد ارتدّ عن الإسلام و فارقه اتّفقوا و ألحد في دين اللّه و ادّعى ما كفر معه بالخالق قال هارون فيه بالخالق جلّ و تعالى و افترى كذبا و زورا و قال بهتانا و إثما عظيما قال هارون و أمرا عظيما كذب العادلون باللّه و ضلّوا ضلالا بعيدا و خسروا خسرانا مبينا و إنّنا قد تبرّأنا إلى اللّه تعالى و إلى رسوله و آله صلوات اللّه و سلامه و رحمته و بركاته عليهم منه و لعنّاه عليه لعائن اللّه اتّفقوا زاد ابن داود تترى في الظّاهر منّا و الباطن في السّرّ و الجهر و في كلّ وقت و على كلّ حال و على كلّ من شايعه و تابعه أو بلغه هذا القول منّا و أقام على تولّيه بعده و أعلمهم قال الصّيمريّ تولّاكم اللّه قال ابن ذكا أعزّكم اللّه أنا من التّوقّي قال ابن داود أعلم أنّنا من التّوقّي له قال هارون و أعلمهم أنّنا في التّوقّي و المحاذرة منه قال ابن داود و هارون على مثل ما كان من تقدّمنا لنظرائه قال الصّيمريّ على ما كنّا عليه ممّن تقدّمه من نظرائه و قال ابن ذكا على ما كان عليه من تقدّمنا لنظرائه اتّفقوا من الشّريعيّ و النّميريّ و الهلاليّ و البلاليّ و غيرهم و عادة اللّه قال ابن داود و هارون جلّ ثناؤه و اتّفقوا مع ذلك قبله و بعده عندنا جميلة و به نثق و إيّاه نستعين و هو حسبنا في كلّ أمورنا و نعم الوكيل قال هارون و أخذ أبو عليّ هذا التّوقيع و لم يدع أحدا من الشّيوخ إلّا و أقرأه إيّاه و كوتب من بعد منهم بنسخته في سائر الأمصار فاشتهر ذلك في الطّائفة فاجتمعت على لعنه و البراءة منه
10 ، و روى محمّد بن يعقوب قال خرج إلى العمريّ في توقيع طويل اختصرناه و نحن نبرأ من ابن هلال لا رحمه اللّه و ممّن لا يبرأ منه فأعلم الإسحاقيّ و أهل بلده ممّا أعلمناك من حال هذا الفاجر و جميع من كان سألك أو يسألك عنه
11 القطب الرّاونديّ في الخرائج، روي عن أحمد بن مطهّر قال كتب بعض أصحابنا إلى أبي محمّد ع من أهل الجبل يسأله عمّن وقف على أبي الحسن موسى ع أتوالاهم أم أتبرّأ منهم فكتب أ تترحّم على عمّك لا رحم اللّه عمّك و تبرّأ منه أنا إلى اللّه منهم بريء فلا تتولّاهم و لا تعد مرضاهم و لا تشهد جنائزهم و لا تصلّ على أحد منهم مات أبدا سواء من جحد إماما من اللّه أو زاد إماما ليست إمامته من اللّه و جحد و قال ثالث ثلاثة إنّ جاحد أمر آخرنا جاحد أمر أوّلنا و الزّائد فينا كالنّاقص الجاحد أمرنا و كان هذا السّائل لم يعلم أنّ عمّه كان منهم فأعلمه ذلك
12 و في كتاب لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه قال إيّاكم و الرّكون إلى أصحاب الأهواء فإنّهم بطروا النّعمة و أظهروا البدعة
و قال ص من تبسّم في وجه مبتدع فقد أعان على هدم الإسلام
و قال ص من أحدث في الإسلام أو آوى محدثا فعليه لعنة اللّه و الملائكة و النّاس أجمعين
13 الآميرزا عبد اللّه الأصفهانيّ في رياض العلماء رأيت بخطّ الأستاذ الاستناد يعني العلّامة المجلسيّ في بعض فوائده على كتاب من كتب الرّجال ما هذا لفظه الشّريف و كتاب رياض الجنان لفضل اللّه بن محمود الفارسيّ و يظهر من بعض أسانيده أنّه كان تلميذ الشّيخ أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد بن أحمد الدّوريستيّ و روى فيه عن الأصبغ بن نباتة قال سمعت مولاي أمير المؤمنين ع يقول من ضحك في وجه عدوّ لنا من النّواصب و المعتزلة و الخارجيّة و القدريّة و مخالف مذهب الإماميّة و من سواهم لا يقبل اللّه منه طاعة أربعين سنة
قلت ثمّ استشكل فيه صاحب الرّياض بأنّ مذهب المعتزلة قد ظهر بعده ع و أجاب بأنّ ظهوره كان في أواخر عصره ع كما يظهر من ترجمة واصل بن عطاء أوّل المعتزلة و بأنّه أخبر عن ذلك المذهب من باب المعجزة انتهى و يمكن أن يكون مراده ع من المعتزلة الّذين اعتزلوا عن بيعته ع و لم يلحقوا بمعاوية كسعد بن وقّاص و عبد اللّه بن عمر و زيد بن ثابت و أشباههم و كانوا معروفين بلقب الاعتزال و اللّه العالم
14 المولى العلّامة الأردبيليّ في حديقة الشّيعة، قال و بالسّند الصّحيح عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ و محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن الرّضا ع أنّه قال من ذكر عنده الصّوفيّة و لم ينكرهم بلسانه و قلبه فليس منّا و من أنكرهم فكأنّما جاهد الكفّار بين يدي رسول اللّه ص
15 ، و في الصّحيح عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ عن الرّضا ع أنّه قال قال رجل من أصحابنا للصّادق جعفر بن محمّد ع قد ظهر في هذا الزّمان قوم يقال لهم الصّوفيّة فما تقول فيهم قال إنّهم أعداؤنا فمن مال فيهم فهو منهم و يحشر معهم و سيكون أقوام يدّعون حبّنا و يميلون إليهم و يتشبّهون بهم و يلقّبون أنفسهم و يأوّلون أقوالهم ألا فمن مال إليهم فليس منّا و إنّا منهم براء و من أنكرهم و ردّ عليهم كان كمن جاهد الكفّار بين يدي رسول اللّه ص
قلت و الظّاهر أنّه رحمه اللّه أخذ الخبر عن كتاب الفصول التّامّة للسّيّد الجليل أبي تراب المرتضى بن الدّاعي الحسينيّ الرّازيّ صاحب تبصرة العوامّ كما يظهر من بعض القرائن و يأتي في الخاتمة إثبات كون كتاب الحديقة للمولى الأردبيليّ رحمه اللّه
باب 38 -وجوب إظهار العلم عند البدع و تحريم كتمه إلّا لتقيّة و خوف و تحريم الابتداع
1 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال من ردّ على صاحب بدعة بدعته فهو في سبيل اللّه تعالى
2 الشّيخ المفيد في أماليه، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد عن أبيه عن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن عليّ بن مهزيار عن محمّد بن إسماعيل عن منصور بن أبي يحيى قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول صعد رسول اللّه ص المنبر فتغيّرت وجنتاه و التمع لونه ثمّ أقبل بوجهه فقال يا معشر المسلمين إنّي إنّما بعثت أنا و السّاعة كهاتين قال ثمّ ضمّ السّبّاحتين ثمّ قال يا معشر المسلمين إنّ أفضل الهدي هدي محمّد ص و خير الحديث كتاب اللّه و شرّ الأمور محدثاتها ألا و كلّ بدعة ضلالة ألا و كلّ ضلالة ففي النّار الخبر
3 نهج البلاغة، قال ع ما أحدثت بدعة إلّا ترك بها سنّة فاتّقوا البدع و الزموا المهيع إنّ عوازم الأمور أفضلها و إنّ محدثاتها شرارها
4 ثقة الإسلام في الكافي، عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضّال عن حفص المؤذّن عن أبي عبد اللّه ع في رسالته إلى أصحابه و قد قال أبونا رسول اللّه ص المداومة على العمل في اتّباع الآثار و السّنن و إن قلّ أرضى للّه و أنفع عنده في العافية من الاجتهاد في البدع و اتّباع الأهواء ألا إنّ اتّباع الأهواء و اتّباع البدع بغير هدى من اللّه ضلال و كلّ ضلالة بدعة و كلّ بدعة في النّار
5 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال في الخطبة المعروفة بالدّيباج و أفضل أمور الحقّ عزائمها و شرّها محدثاتها و كلّ محدثة بدعة و كلّ بدعة ضلالة و بالبدع هدم السّنن
6 جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن جابر عن النّبيّ ص أنّه قال في خطبة له و إنّ أفضل الهدي هدي محمّد ص و شرّ الأمور محدثاتها و كلّ بدعة ضلالة الخبر
7 الشّيخ الجليل فضل بن شاذان في كتاب الغيبة، حدّثنا عليّ بن الحكم رضي اللّه عنه عن جعفر بن سليمان الضّبعيّ عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن سلمان الفارسيّ رضوان اللّه عليه قال خطبنا رسول اللّه ص فقال معاشر النّاس إنّي راحل عن قريب و منطلق إلى المغيب أوصيكم في عترتي خيرا و إيّاكم و البدع فإنّ كلّ بدعة ضلالة و لا محالة أهلها في النّار الخبر
8 دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص اتّبعوا و لا تبتدعوا فكلّ بدعة ضلالة و كلّ ضلالة في النّار
باب 39 -تحريم التّظاهر بالمنكرات و ذكر جملة من المحرّمات و المكروهات
1 الشّيخ حسن بن سليمان الحلّيّ في كتاب مختصر البصائر، عن شيخه الشّهيد الأوّل عن السّيّد عميد الدّين عن العلّامة عن أبيه عن السّيّد فخّار عن شاذان بن جبرئيل عن عماد الدّين الطّبريّ عن أبي عليّ بن الشّيخ الطّوسيّ عن أبيه عن المفيد عن الصّدوق عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد العزيز بن يحيى الجلوديّ عن الحسن بن معاذ عن قيس بن حفص عن يونس بن أرقم عن أبي سيّار الشّيبانيّ عن الضّحاك بن مزاحم عن النّزّال بن سبرة قال قال خطبنا عليّ بن أبي طالب ع فحمد اللّه و أثنى عليه ثمّ قال أيّها النّاس سلوني قبل أن تفقدوني قالها ثلاثا فقام إليه صعصعة بن صوحان فقال يا أمير المؤمنين متى يخرج الدّجّال فقال ع اقعد فقد سمع اللّه كلامك و علم ما أردت و اللّه ما المسئول عنه بأعلم من السّائل و لكن لذلك علامات و أمارات و هنات يتبع بعضها بعضا كحذو النّعل بالنّعل فإن شئت أنبأتك بها فقال نعم يا أمير المؤمنين فقال عليّ ع احفظ فإنّ علامة ذلك إذا أمات النّاس الصّلوات و أضاعوا الأمانة و استحلّوا الكذب و أكلوا الرّبا و أخذوا الرّشا و شيّدوا البنيان و باعوا الدّين بالدّنيا و استعملوا السّفهاء و شاوروا النّساء و قطعوا الأرحام و اتّبعوا الأهواء و استخفّوا بالدّماء و كان العلم ضعفا و الظّلم فخرا و كانت الأمراء فجرة و الوزراء ظلمة و العرفاء خونة و القرّاء فسقة و ظهرت شهادة الزّور و استعلن الفجور و قول البهتان و الإثم و الطّغيان و حلّيت المصاحف و زخرفت المساجد و طوّلت المنائر و أكرم الأشرار و ازدحمت الصّفوف و اختلفت القلوب و نقضت العهود و اقترب الموعود و شاركت النّساء أزواجهنّ في التّجارة حرصا على الدّنيا و علت أصوات الفسّاق و استمع منهم و كان زعيم القوم أرذلهم و اتّقي الفاجر مخافة شرّه و صدّق الكاذب و ائتمن الخائن و اتّخذت القينات و المعازف و لعن آخر هذه الأمّة أوّلها و ركب ذوات الفروج السّروج و تشبّه النّساء بالرّجال و الرّجال بالنّساء و شهد الشّاهد من غير أن يستشهد و شهد الآخر قضاء لذمام بغير حقّ عرفه و تفقّه لغير الدّين و آثروا عمل الدّنيا على عمل الآخرة و لبسوا جلود الضّأن على قلوب الذّئاب و قلوبهم أنتن من الجيفة و أمرّ من الصّبر فعند ذلك الوحا الوحا العجل العجل الخبر
2 الحسن بن فضل الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، عن عبد اللّه بن مسعود قال قال رسول اللّه ص يا ابن مسعود سيأتي من بعدي أقوام يأكلون طيّب الطّعام و ألوانها و يركبون الدّوابّ و يتزيّنون بزينة المرأة لزوجها و يتبرّجن النّساء و زيّهنّ مثل زيّ الملوك الجبابرة و هم منافقو هذه الأمّة في آخر الزّمان شاربون القهوات لاعبون بالكعاب تاركون الجماعات راقدون عن العتمات مفرطون في العداوات يقول اللّه تعالى فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصّلاة و اتّبعوا الشّهوات فسوف يلقون غيّا يا ابن مسعود مثلهم مثل الدّفلى زهرتها حسنة و طعمها مرّ كلامهم الحكمة و أعمالهم داء لا يقبل الدّواء أ فلا يتدبّرون القرآن أم على قلوب أقفالها يا ابن مسعود ما يغني من يتنعّم في الدّنيا إذا أخلد في النّار يعلمون ظاهرا من الحياة الدّنيا و هم عن الآخرة هم غافلون يبنون الدّور و يشيّدون القصور و يزخرفون المساجد و ليست همّتهم إلّا الدّنيا عاكفون عليها معتمدون فيها ألهتهم بطونهم قال اللّه تعالى و تتّخذون مصانع لعلّكم تخلدون و إذا بطشتم بطشتم جبّارين فاتّقوا اللّه و أطيعون و قال اللّه تعالى أ فرأيت من اتّخذ إلهه هواه و أضلّه اللّه على علم و ختم على سمعه و قلبه إلى قوله أ فلا تذكّرون و ما هو إلّا منافق جعل دينه هواه و إلهه بطنه كلّما اشتهى من الحلال و الحرام لم يمتنع منه قال اللّه تعالى و فرحوا بالحياة الدّنيا و ما الحياة الدّنيا في الآخرة إلّا متاع يا ابن مسعود محادثتهم نساؤهم و شرفهم الدّراهم و الدّنانير و همّتهم بطونهم أولئك شرّ الأشرار الفتنة معهم و إليهم تعود يا ابن مسعود قال اللّه تعالى أ فرأيت إن متّعناهم سنين ثمّ جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتّعون يا ابن مسعود أجسادهم لا تشبع و قلوبهم لا تخشع يا ابن مسعود الإسلام بدأ غريبا و سيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء فمن أدرك ذلك الزّمان من أعقابكم فلا تسلّموا في ناديهم و لا تشيّعوا جنائزهم و لا تعودوا مرضاهم فإنّهم يستنّون بسنّتكم و يظهرون بدعواكم و يخالفون أفعالكم فيموتون على غير ملّتكم أولئك ليسوا منّي و لا أنا منهم فلا تخافنّ أحدا غير اللّه فإنّ اللّه تعالى يقول أينما تكونوا يدرككم الموت و لو كنتم في بروج مشيّدة و يقول يوم يقول المنافقون و المنافقات للّذين آمنوا انظرونا إلى قوله و غرّكم باللّه الغرور فاليوم لا يؤخذ منكم فدية و لا من الّذين كفروا مأواكم النّار هي مولاكم و بئس المصير يا ابن مسعود عليهم لعنة اللّه منّي و من جميع المرسلين و الملائكة المقرّبين و عليهم غضب اللّه و سوء الحساب في الدّنيا و الآخرة و قال اللّه تعالى لعن الّذين كفروا من بني إسرائيل إلى قوله و لكنّ كثيرا منهم فاسقون يا ابن مسعود ]أولئك[ يظهرون الحرص الفاحش و الحسد الظّاهر و يقطعون الأرحام و يزهدون في الخير قال اللّه تعالى و الّذين ينقضون عهد اللّه من بعد ميثاقه و يقطعون ما أمر اللّه به أن يوصل و يفسدون في الأرض أولئك لهم اللّعنة و لهم سوء الدّار يقول اللّه تعالى مثل الّذين حمّلوا التّوراة ثمّ لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا يا ابن مسعود يأتي على النّاس زمان الصّابر على دينه مثل القابض على الجمرة بكفّه يقال لذلك الزّمان إن كان ذئبا و إلّا أكلته الذّئاب يا ابن مسعود علماؤهم و فقهاؤهم خونة ألا إنّهم فجرة أشرار خلق اللّه و كذلك أتباعهم و من يأتيهم و يأخذ منهم و يحبّهم و يجالسهم و يشاورهم أشرار خلق اللّه يدخلهم نار جهنّم صمّ بكم عمي فهم لا يرجعون مأواهم جهنّم الآية كلّما نضجت جلودهم الآية و إذا ألقوا فيها الآية كلّما أرادوا أن يخرجوا منها من غمّ الآية لهم فيها زفير و هم فيها لا يسمعون يدّعون أنّهم على ديني و سنّتي و منهاجي و شرائعي إنّهم منّي براء و أنا منهم بريء يا ابن مسعود لا تجالسوهم في الملإ و لا تبايعوهم في الأسواق و لا تهدوهم الطّريق و لا تسقوهم الماء قال اللّه تعالى من كان يريد الحياة الدّنيا الآية يقول اللّه تعالى من كان يريد حرث الدّنيا الآية
يا ابن مسعود ما بلوى أمّتي بينهم العداوة و البغضاء و الجدال أولئك أذلّاء هذه الأمّة في دنياهم و الّذي بعثني بالحقّ ليخسفنّ اللّه بهم و يمسخهم قردة و خنازير قال فبكى رسول اللّه ص و بكينا لبكائه و قلنا يا رسول اللّه ما يبكيك قال رحمة للأشقياء إلى أن قال يا ابن مسعود إنّهم يرون المعروف منكرا و المنكر معروفا ففي ذلك يطبع اللّه على قلوبهم فلا يكون فيهم الشّاهد بالحقّ و لا القوّامون بالقسط قال اللّه تعالى كونوا قوّامين بالقسط الآية يا ابن مسعود يتفاضلون بأحسابهم و أموالهم يقول اللّه تعالى و ما لأحد عنده من نعمة الآية إلى أن قال ص يا ابن مسعود و الّذي بعثني بالحقّ ليأتي على النّاس زمان يستحلّون الخمر يسمّونه النّبيذ عليهم لعنة اللّه و الملائكة و النّاس أجمعين أنا منهم بريء و هم منّي براء يا ابن مسعود الزّاني بأمّه أهون عند اللّه بأن يدخل في الرّبا مثقال حبّة من خردل و من شرب المسكر قليلا أو كثيرا هو أشدّ عند اللّه من آكل الرّبا إنّه مفتاح كلّ شرّ أولئك يظلمون الأبرار و يصدّقون الفجّار و الفسقة الحقّ عندهم باطل و الباطل عندهم حقّ هذا كلّه للدّنيا و هم يعلمون أنّهم على غير الحقّ و لكن زيّن لهم الشّيطان أعمالهم فصدّهم عن السّبيل فهم لا يهتدون رضوا بالحياة الدّنيا و اطمأنّوا بها و الّذين هم عن آياتنا غافلون أولئك مأواهم النّار بما كانوا يكسبون الخبر
أبو الفتح الكراجكيّ في كنز الفوائد، أخبرني القاضي أبو الحسن محمّد بن عليّ بن صخر قال حدّثنا أبو شجاع فارس بن موسى العريضيّ بالبصرة قال حدّثنا أحمد بن محمّد قال حدّثنا أحمد بن محمّد بن شيبة الكوفيّ ببغداد قال حدّثنا أبو نعيم محمّد بن يحيى الطّوسيّ السّرّاج قال حدّثنا محمّد بن خالد الدّمشقيّ قال حدّثنا سعيد بن محمّد بن عبد الرّحمن بن خارجة الرّقّيّ قال قال معاوية بن نضلة قال كنت في الوفد الّذين وجّههم عمر بن الخطّاب و فتحنا مدينة حلوان و طلبنا المشركين في الشّعب فلم نقدر عليهم و حضرت الصّلاة فانتهيت إلى ماء فنزلت عن فرسي و أخذت بعنانه ثمّ توضّأت و أذّنت فقلت اللّه أكبر اللّه أكبر فأجابني شيء من الجبل كبّرت تكبيرا ففزعت لذلك فزعا شديدا و نظرت يمينا و شمالا فلم أر شيئا فقلت أشهد أن لا إله إلّا اللّه فأجابني و هو يقول الآن حين أخلصت فقلت أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه ص فقال نبيّ بعث فقلت حيّ على الصّلاة فقال فريضة افترضت فقلت حيّ على الفلاح فقال أفلح من أجابها و استجاب لها فقلت قد قامت الصّلاة فقال البقاء لأمّة محمّد ص و على رأسها تقوم السّاعة فلمّا فرغت من أذاني ناديت بأعلى صوتي حتّى أسمعت ما بين لابتي الجبل فقلت إنسيّ أم جنّيّ قال فأطلع رأسه من كهف الجبل فقال ما أنا بجنّيّ و لكن إنسيّ فقلت من أنت يرحمك اللّه فقال أنا ذريب بن ثملا من حواريّ عيسى ع أشهد أنّ صاحبكم نبيّ و هو الّذي بشّر به عيسى ابن مريم ع و لقد أردت الوصول إليه فحالت بيني و بينه فرسان كسرى و أصحابه ثمّ أدخل رأسه في كهف الجبل فركبت دابّتي و لحقت بالنّاس و سعد بن أبي وقّاص يومئذ أميرنا فأخبرته بالخبر فكتب بذلك إلى عمر بن الخطّاب فجاء كتاب عمر يقول الحق الرّجل فركب سعد و ركبت معه حتّى انتهينا إلى الجبل فلم نترك كهفا و لا شعبا و لا واديا إلّا التمسناه فلم نقدر عليه و حضرت الصّلاة فلمّا فرغت من صلاتي ناديت يا صاحب الصّوت الحسن و الوجه الجميل قد سمعنا منك كلاما حسنا فأخبرنا من أنت يرحمك اللّه أقررت باللّه تعالى و وحدانيّته قال فأطلع رأسه من كهف الجبل فإذا شيخ أبيض الرّأس و اللّحية له هامة كأنّه رحى فقال السّلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته فقلت و عليك السّلام من أنت يرحمك اللّه فقال أنا ذريب بن ثملا وصيّ العبد الصّالح عيسى ابن مريم سأل لي ربّه البقاء إلى نزوله من السّماء و قراري في هذا الجبل و أنا موصيكم سدّدوا و قاربوا إيّاكم و خصالا تظهر في أمّة محمّد ص فإن ظهرت فالهرب الهرب ليقم أحدكم على نار جهنّم حتّى تنطفئ منه خير له من البقاء في ذلك الزّمان قال معاوية بن فضلة فقلت له يرحمك اللّه أخبرنا بهذه الخصال لنعرف ذهاب دنيانا و إقبال آخرتنا قال نعم إذا استغنى رجالكم برجالكم و نساؤكم بنسائكم و انتسبتم إلى غير مناسبكم و تولّيتم إلى غير مواليكم و لم يرحم كبيركم صغيركم و لم يوقّر صغيركم كبيركم و كثر طعامكم فلم تروا إلّا غلاء أسعاركم و صارت خلافتكم في صبيانكم و ركن علماؤكم إلى ولاتكم فأحلّوا الحرام و حرّموا الحلال و أفتوهم بما يشتهون و اتّخذوا القرآن ألحانا و مزامير في أصواتهم و منعتم حقوق اللّه في أموالكم و لعن آخر أمّتكم أوّلها و زوّقتم المساجد و طوّلتم المنائر و حلّيتم المصاحف بالذّهب و الفضّة و ركب نساؤكم السّروج و صار مستشار أموركم نساءكم و خصيانكم و أطاع الرّجل امرأته و عقّ والديه و ضرب الشّابّ والدته و قطع كلّ ذيرحم رحمه و بخلتم بما في أيديكم و صارت أموالكم عند شراركم و كنزتم الذّهب و الفضّة و شربتم الخمر و لعبتم بالميسر و ضربتم بالكبر و منعتم الزّكاة و رأيتموها مغرما و الخيانة مغنما و قتل البريء لتغتاظ العامّة بقتله و اختلست قلوبكم فلم يقدر أحد منكم يأمر بالمعروف و لا ينهى عن المنكر و قحط المطر فصار قيظا و الولد غيظا و أخذتم العطاء فصار في السّفاط و كثر أولاد الخبيثة يعني الزّنى و طفّفت المكيال و كلب عليكم عدوّكم و صرتم بالمذلّة و صرتم أشقياء و قلّت الصّدقة حتّى يطوف الرّجل من الحول إلى الحول ما يعطى عشرة دراهم و كثر الفجور و غارت العيون فعندها نادوا فلا جواب يعني دعوا فلم يستجب لهم
4 أبو يعلى الجعفريّ في النّزهة، قال قال رسول اللّه ص الذّنوب تغيّر النّعم البغي يوجب النّدم القتل ينزل النّقم الظّلم يهتك العصم شرب الخمر يحبس الرّزق الزّنى يعجّل الفناء قطيعة الرّحم تحجب الدّعاء عقوق الوالدين يبتر العمر ترك الصّلاة يورث الذّلّ
5 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع قال إذا ظهر الزّنى في أمّتي كثر موت الفجأة فيهم و إذا طفّفت المكيال أخذهم بالسّنين و النّقص من الأنفس و الأموال و الثّمرات و إذا منعوا الزّكاة منعت الأرض بركتها و إذا جاروا في الأحكام انقطعت من بينهم عصمة الإسلام و إذا نقضوا عهودهم سلّط اللّه عليهم و إذا قطعوا أرحامهم جعلت الأموال في أيدي الأرذال منهم و إذا لم يأمروا بالمعروف و لم ينهوا عن المنكر ولّي عليهم شرارهم فيدعون فلا يستجاب لهم
6 أبو محمّد فضل بن شاذان في كتاب الغيبة، قال حدّثنا صفوان بن يحيى قال حدّثنا محمّد بن حمران قال قال الصّادق ع القائم منّا منصور بالرّعب إلى أن قال قيل يا ابن رسول اللّه متى يخرج قائمكم قال إذا تشبّه الرّجال بالنّساء و النّساء بالرّجال و اكتفى الرّجال بالرّجال و النّساء بالنّساء و ركب ذوات الفروج السّروج و قبلت شهادة الزّور و ردّت شهادة العدل و استخفّ النّاس بالدّماء و ارتكاب الزّنى و أكل الرّبا و الرّشا و استيلاء الأشرار على الأبرار الخبر
7 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، قال النّبيّ ص كيف بكم إذا فسق فتيانكم و إذا طلعت نساؤكم قيل فإنّ ذلك لكائن قال نعم و أشدّ من ذلك كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر و نهيتم عن المعروف قالوا و إنّ ذلك لكائن قال نعم و أشدّ من ذلك كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا و المنكر معروفا و سئل متى لا يؤمر بالمعروف و لا ينهى عن المنكر قال إذا كان الفسق في علمائكم و العلم في رذالكم و المداهنة في خياركم
باب 40 -نوادر ما يتعلّق بأبواب الأمر و النّهي
1 تفسير الإمام، ع قال قال عليّ بن الحسين ع دخل على أمير المؤمنين ع رجلان من أصحابه فوطئ أحدهما على حيّة فلسعته و وقع على الآخر في طريقه من حائط عقرب فلدغته و سقطا جميعا فكأنّما لما بهما يضّرّعان و يبكيان فقيل لأمير المؤمنين ع فقال دعوهما فإنّه لم يحن حينهما و لم يتمّ محنتهما فحملا إلى منزلهما فبقيا عليلين أليمين في عذاب شديد شهرين ثمّ إنّ أمير المؤمنين ع بعث إليهما فحملا إليه و النّاس يقولون سيموتون على أيدي الحاملين لهما فقال ع كيف حالكما قالا نحنبألم عظيم و في عذاب شديد قال لهما استغفرا اللّه من ذنب أتاكما إلى هذا و تعوّذا باللّه ممّا يحطّ أجركما و يعظّم وزركما قالا و كيف ذلك يا أمير المؤمنين فقال عليّ ع ما أصيب واحد منكما إلّا بذنبه أمّا أنت يا فلان و أقبل على أحدهما فتذكر يوم غمز على سلمان الفارسيّ فلان و طعن عليه لموالاته لنا فلم يمنعك من الرّدّ و الاستخفاف به خوف على نفسك و لا على أهلك و لا على ولدك و مالك أكثر من أنّك استحييته فلذلك أصابك فإن أردت أن يزيل اللّه ما بك فاعتقد أن لا ترى مزرئا على وليّ لنا تقدر على نصرته بظهر الغيب إلّا نصرته إلّا أن تخاف على نفسك و أهلك و ولدك و مالك و قال للآخر فأنت أ تدري لما أصابك ما أصابك قال لا قال أ ما تذكر حيث أقبل قنبر خادمي و أنت بحضرة فلان العاتي فقمت إجلالا له لإجلالك لي فقال لك أ و تقوم لهذا بحضرتي فقلت له و ما بالي لا أقوم و ملائكة اللّه تضع له أجنحتها في طريقه فعليها يمشي فلمّا قلت هذا له قام إلى قنبر و ضربه و شتمه و آذاه و تهدّدني و ألزمني الإغضاء على القذى فلهذا سقطت عليك هذه الحيّة فإن أردت أن يعافيك اللّه من هذا فاعتقد أن لا تفعل بنا و لا بأحد من موالينا بحضرة أعادينا ما يخاف علينا و عليهم منه أما إنّ رسول اللّه ص كان مع تفضيله لي لم يكن يقوم لي عن مجلسه إذا حضرته كما كان يفعله ببعض من لا يقيس معشار جزء من مائة ألف جزء من إيجابه لي لأنّه علم أنّ ذلك يحمل بعض أعداء اللّه على ما يغمّه و يغمّني و يغمّ المؤمنين و قد كان يقوم لقوم لا يخاف على نفسه و لا عليهم مثل ما خافه عليّ لو فعل ذلك بي
عوالي اللآّلي، قال أمير المؤمنين ع التّقيّة معاملة النّاس بما يعرفون و ترك ما ينكرون حذرا من غوائلهم
3 محمّد بن عليّ بن شهرآشوب في المناقب، عن الباقر ع أنّه قال رجع عليّ ع إلى داره في وقت القيظ فإذا امرأة قائمة تقول إنّ زوجي ظلمني و أخافني و تعدّى عليّ و حلف ليضربني فقال يا أمة اللّه اصبري حتّى يبرد النّهار ثمّ أذهب معك إن شاء اللّه فقالت يشتدّ غضبه و حرده عليّ فطأطأ رأسه ثمّ رفعه و هو يقول لا و اللّه أو يؤخذ للمظلوم حقّه غير متعتع أين منزلك فمضى إلى بابه فوقف فقال السّلام عليكم فخرج شابّ فقال عليّ ع يا عبد اللّه اتّق اللّه فإنّك قد أخفتها و أخرجتها فقال الفتى و ما أنت و ذاك و اللّه لأحرقنّها لكلامك فقال أمير المؤمنين ع آمرك بالمعروف و أنهاك عن المنكر تستقبلني بالمنكر و تنكر المعروف قال فأقبل النّاس من الطّرق و يقولون سلام عليكم يا أمير المؤمنين فسقط الرّجل في يديه فقال يا أمير المؤمنين أقلني عثرتي فو اللّه لأكون لها أرضا تطؤني فأغمد عليّ ع سيفه و قال يا أمة اللّه ادخلي منزلك و لا تلجئي زوجك إلى مثل هذا و شبهه
4 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه أنّ عليّا ع مرّ على بهيمة و فحل يسفدها على وجه الطّريق فأعرض بوجهه فقيل له لم فعلت ذلك يا أمير المؤمنين فقال إنّه لا ينبغي لهم أن يصنعوا ما صنعوا و هو من المنكر و لكن ينبغي لهم أن يواروه حيث لا يراه رجل و لا امرأة