باب 1 -وجوب إحرام الحجّ و كيفيّته و أحكامه
1 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال في المتمتّع بالعمرة إلى الحجّ إذا كان يوم التّروية اغتسل و لبس ثوبي إحرامه و أتى المسجد الحرام حافيا فطاف أسبوعا إن شاء و صلّى ركعتين ثمّ جلس حتّى يصلّي الظّهر ثمّ يحرم كما أحرم من الميقات فإذا صار إلى الرّقطاء دون الرّدم أهلّ بالتّلبية و أهل مكّة كذلك يحرمون للحجّ من مكّة و كذلك من أقام بها من غير أهلها
باب 1 -استحباب كون الخروج إلى منى عند الزّوال من يوم التّروية و صلاة الظّهر بها إن أمكن و جواز التّأخير مع العذر بحيث يصبح بها
1 دعائم الإسلام، روّينا عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال يخرج النّاس إلى منى من مكّة يوم التّروية و هو اليوم الثّامن من ذي الحجّة و أفضل ذلك بعد صلاة الظّهر و لهم أن يخرجوا غدوة و عشيّة إلى اللّيل و لا بأس أن يخرجوا قبل يوم التّروية و المشي لمن قدر عليه في الحجّ فيه فضل و الرّكوب لمن وجد مركبا فيه فضل أيضا و قد ركب رسول اللّه ص
2 بعض نسخ الرّضويّ، ع ثمّ تنهض إلى منى و عليك السّكينة و الوقار و أنت تلبّي ترفع صوتك تصلّي بها الظّهر و العشيّ و العتمة و صلاة الفجر بمنى و إن صدّك عن الخروج إلى منى شغل قبل الظّهر و خرجت بعد الظّهر أو أيّ وقت إلى وقت الفجر أجزأك و في موضع آخر ثمّ توجّه إلى منى فأتها ملبّيا و انزل بمنى الجانب الأيمن منها إن تيسّر ذلك و إلّا فحيث نزلت أجزأك و بت بها
باب 3 -جواز خروج الحاجّ إلى منى لعذر قبل الزّوال يوم التّروية بل قبل التّروية بثلاثة أيّام و يكره التّقدّم بأكثر من ذلك
1 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال و لا بأس أن يخرجوا قبل يوم التّروية
باب 4 -استحباب تقدّم الإمام ليصلّي الظّهر يوم التّروية بمنى ثمّ يقيم بها حتّى تطلع الشّمس يوم عرفة
1 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال ينبغي للإمام أن يصلّي الظّهر يوم التّروية بمنى و يوم التّروية اليوم الثّامن من ذي الحجّة و يبيت النّاس ليلة عرفة بمنى و يغدون يوم عرفة من منى إلى عرفة
2 بعض نسخ الرّضويّ، و على الإمام أن يصلّي الظّهر يوم التّروية في مسجد الخيف و يصلّي يوم النّحر بالمسجد الحرام و في موضع آخر و يخطب الإمام يوم السّابع من ذي الحجّة بعد الظّهر بمكّة و يأمر بالغدوة من الغد إلى منى ليوافوا الظّهر بمنى فيقوموا بها مع الإمام
باب 5 -كراهة وقوف الإمام و كراهة كونه مكّيّا
1 عبد اللّه بن جعفر الحميريّ في قرب الإسناد، عن محمّد بن عيسى قال حدّثني حفص أبو محمّد مؤذّن عليّ بن يقطين قال رأيت أبا عبد اللّه ع و قد حجّ و وقف الموقف فلمّا دفع النّاس منصرفين سقط أبو عبد اللّه ع عن بغلة كان عليها فعرفه الوالي الّذي وقف بالنّاس تلك السّنة و هي سنة أربعين و مائة فوقف على أبي عبد اللّه ع فقال له أبو عبد اللّه ع لا تقف فإنّ الإمام إذا دفع بالنّاس لم يكن له أن يقف و كان الّذي وقف بالنّاس تلك السّنة إسماعيل بن عليّ بن عبد اللّه بن عبّاس
باب 6 -استحباب الدّعاء بالمأثور عند التّوجّه إلى منى و عند نزولها و حدودها
1 بعض نسخ الرّضويّ، و قل و أنت متوجّه اللّهمّ إيّاك أرجو و لك أدعو فبلّغني أملي و أصلح عملي اللّهمّ إنّ هذه منى و ما دللتنا عليه و ما مننت به علينا من المقامات و أسألك أن تمنّ عليّ فيها بما مننت به على أوليائك و أهل طاعتك و خيرتك من خلقك و أن توفّق لنا ما وفّقت لهم من عبادك الصّالحين فإنّما أنا عبدك و في قبضتك و أكثر الصّلاة على رسول اللّه ص فإنّه يستحبّ ذلك هناك فإن كنت قريبا من مسجد الخيف فإنّه أحبّ إليّ و إن استطعت أن لا تصلّي إلّا بمنى ما دمت فيهافافعل فإنّه قد صلّى فيه سبعون نبيّا أو قيل سبعون ألف نبيّ
2 ، عن عروة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال إنّ آدم ع بها دفن و هناك قبره و إن قدرت أن لا تبيت و تصلّي و تسبّح و تستغفر فافعل
3 الصّدوق في الفقيه، و المقنع، و اللّفظ للأوّل و تقول و أنت متوجّه إلى منى اللّهمّ إيّاك أرجو و إيّاك أدعو فبلّغني أملي و أصلح لي عملي فإذا أتيت منى فقل الحمد للّه الّذي أقدمنيها صالحا في عافية و بلّغني هذا المكان اللّهمّ و هذه منى و هي ممّا مننت به على أوليائك من المناسك فأسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تمنّ عليّ فيها بما مننت على أوليائك و أهل طاعتك فإنّما أنا عبدك و في قبضتك
4 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال حدّ ما بين منى و المزدلفة محسّر
باب 7 -جواز الخروج من منى قبل طلوع الشّمس و لا يجوز وادي محسّر حتّى تطلع و استحباب كون الخروج بعد طلوعها و تأكّده للإمام
1 دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّ رسول اللّه ص غدا يوم عرفة من منى فصلّى الظّهر بعرفة و لم يخرج من منى حتّى طلعت الشّمس
2 بعض نسخ الرّضويّ، فإذا أصبحت و طلعت الشّمس فاغد إلى عرفات
باب 8 -استحباب الدّعاء بالمأثور عند التّوجّه إلى عرفة و التّلبية حتّى يأتي إليها
1 الصّدوق في الفقيه، و المقنع، ثمّ امض إلى عرفات و قل و أنت متوجّه إليها اللّهمّ إليك صمدت و إيّاك اعتمدت و وجهك أردت و قولك صدّقت و أمرك اتّبعت أسألك أن تبارك لي في أجلي و أن تقضي لي حاجتي و أن تجعلني ممّن تباهي به اليوم من هو أفضل منّي ثمّ تلبّي و أنت مارّ إلى عرفات و لا تخرج من منى قبل طلوع الفجر بوجه
2 بعض نسخ الرّضويّ، فإذا أصبحت و طلعت الشّمس فاغد إلى عرفات و كبّر و إن شئت فلبّ و قل اللّهمّ و عليك توكّلت أسألك أن تغفر لي ذنوبي و تعطيني سؤلي و تقضي لي حاجتي و تبارك لي في جسدي و أن تجعلني ممّن تباهي به من هو أفضل منّي و توجّهني للخير أينما توجّهت
باب 9 -استحباب ضرب الخباء في عرفة بنمرة و الاغتسال عند الزّوال و الجمع بين الظّهرين بأذان و إقامتين و قطع التّلبية عند الزّوال و كثرة الدّعاء و ذكر اللّه
1 دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه كان يغتسل يوم عرفة
2 ، و عنه ع أنّ رسول اللّه ص نزل من عرفة بنمرة و نمرة موضع بعرفة ضربت فيه قبّة رسول اللّه ص و أقام حتّى إذا زاغت الشّمس أمر بالقصواء فرحلت له حتّى أتى بطن الوادي فوقف فخطب النّاس ثمّ أذّن بلال ثمّ أقام الصّلاة فصلّى الظّهر ثمّ أقام فصلّى العصر و لم يصلّ بينهما شيئا ثمّ ركب حتّى أتى الموقف و قطع التّلبية حين زالت الشّمس
فقه الرّضا، ع فإذا أتيت منى فبت بها و صلّ بها الغداة و اخرج منها إلى عرفات و أكثر من التّلبية في طريقك فإذا زالت الشّمس فاغتسل أو قبل الزّوال و صلّ الظّهر و العصر بأذان و إقامتين
4 بعض نسخ الرّضويّ، ثمّ تغدو إلى عرفات إن شئت فلبّ و إن شئت فكبّر و إذا انتهيت إلى عرفات فانزل بطن عرنة من وراء الأحواض إن استطعت أو حيث نزلت أجزأك فإنّ وراء عرفات كلّها موقف إلى بطن عرنة فإذا زالت الشّمس فاغتسل أو توضّأ و الغسل أفضل ثمّ ائت مصلّى الإمام فصلّ معه الظّهر و العصر بأذان و إقامتين و إن لم تدرك الصّلاة مع الإمام فصلّ في رحلك و اجمع بين الظّهر و العصر ثمّ ائت فقف عند الصّخرات و أنت مستقبل القبلة قريب من الإمام و إلّا فحيث شئت
5 و فيه، أبي نقل عن الصّادق ع أنّه قال أبو جعفر ع إنّ رسول اللّه ص قطع التّلبية يوم عرفة عند زوال الشّمس قلت له إنّا نروّى أنّ ابن العبّاس ردف رسول اللّه ص فلم يزل يلبّي حتّى رمى جمرة العقبة قال أبو جعفر ع هذا شيء يقولونه عن ابن عبّاس أو قرأتموه في الكتب الخبر و يأتي
الصّدوق في الفقيه، و المقنع، و الهداية، فإذا أتيت عرفات فاضرب خباءك بنمرة قريبا من المسجد فإنّ ثمّ ضرب رسول اللّه ص خباءه و قبّته فإذا زالت الشّمس يوم عرفة فاقطع التّلبية و اغتسل و صلّ بها الظّهر و العصر بأذان و إقامتين و إنّما تتعجّل في الصّلاة و تجمع بينهما لتفرغ للدّعاء فإنّه يوم دعاء و مسألة
7 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه غدا من منى من حين أصبح بعد صلاة الصّبح يوم عرفة فنزل بنمرة و هي منزل الإمام بعرفة و راح مهجّرا و جمع بين الظّهر و العصر ثمّ خطب النّاس ثمّ راح فوقف الموقف بعرفة
باب 10 -حدود عرفة الّتي يجب الوقوف بها يوم عرفة
1 دعائم الإسلام، عن محمّد بن عليّ ع أنّه قال حدّ عرفات من المأزمين إلى أقصى الموقف
و عنه ع أنّه نهى عن النّزول و الوقوف بالأراك
2 بعض نسخ الرّضويّ، فإنّ عرفات كلّها موقف إلى بطن عرنة
و عن النّبيّ ص أنّه قال اجتنبوا الأراك
باب 11 -استحباب الوقوف في ميسرة الجبل بعرفة و إجزاء الوقوف بأيّ موضع كان منها و جواز الارتفاع إلى الجبل مع الزّحام
1 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال عرفة كلّها موقف و أفضل ذلك سفح الجبل و نهى عن النّزول و الوقوف بالأراك و قال ع الجبال أفضل
و عنه ع قال قال رسول اللّه ص كلّ عرفة موقف
2 السّيّد عليّ بن طاوس في مصباح الزّائر، عن بشر و بشير ابني غالب الأسديّين قالا وقفنا مع أبي عبد اللّه الحسين بن عليّ بن أبي طالب ع بعرفة فخرج عشيّة عرفة من فسطاطه في جماعة من أهل بيته و ولده و شيعته و مواليه متذلّلا خاشعا فجعل يمشي هونا حتّى وقف في ميسرة الجبل فاستقبل البيت و رفع يديه تلقاء وجهه كاستطعام المسكين الخبر
3 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال عرفة كلّها موقف و ارتفعوا عن وادي عرنة
باب 12 -جواز الوقوف راكبا
1 عبد اللّه بن جعفر في قرب الإسناد، عن محمّد بن عيسى عن حفص بن عمر مؤذّن عليّ بن يقطين في حديث يأتي أنّه قال فإذا أبو عبد اللّه ع واقف على بغل أو بغلة له الخبر
باب 13 -استحباب سدّ الخلل في عرفات بنفسه و أهله و رحله
1 السّيّد عليّ بن طاوس في كتاب عمل شهر رمضان، بإسناده إلى الشّيخ أبي محمّد هارون بن موسى التّلّعكبريّ بإسناده إلى محمّد بن عجلان قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول كان عليّ بن الحسين ع إذا دخل شهر رمضان إلى أن قال و لقد كان يشتري السّودان و ما به إليهم حاجة يأتي بهم عرفات فيسدّ بهم تلك الفرج و الخلال فإذا أفاض أمر بعتقهم و جوائز لهم من المال
باب 14 -استحباب الوقوف بعرفات على سكينة و وقار و الإكثار من ذكر اللّه و الاجتهاد في الدّعاء بالمأثور و غيره و جملة ممّا يستحبّ فيه
1 السّيّد عليّ بن طاوس في كتاب الإقبال، بإسناده إلى محمّد بن الحسن بن الوليد بإسناده إلى القاسم بن الحسين النّيسابوريّ قال رأيت أبا جعفر ع عند ما وقف بالموقف مدّ يديه جميعا فما زالتا ممدودتين إلى أن أفاض فما رأيت أحدا أقدر على ذلك منه
2 ، و بإسناده إلى محمّد بن الحسن الصّفّار بإسناده إلى عليّ بن داود قال رأيت أبا عبد اللّه ع بالموقف آخذا بلحيته و مجامع ثوبه و هو يقول بإصبعه اليمنى منكّس الرّأس هذه رمّتي بما جنيت
3 ، و بإسناده إلى أبي محمّد هارون بن موسى التّلّعكبريّ بإسناده إلى إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصّادق ع قال سمعته يدعو يوم عرفة في الموقف بهذا الدّعاء فنسخته تقول إذا زالت الشّمس من يوم عرفة و أنت بها تصلّي الظّهر و العصر ثمّ ائت الموقف و كبّر اللّه مائة مرّة و احمده مائة مرّة و سبّحه مائة مرّة و هلّله مائة مرّة و اقرأ قل هو اللّه أحد مائة مرّة و إن أحببت أن تزيد على ذلك فزد و اقرأ سورة القدر مائة مرّة ثمّ قل لا إله إلّا اللّه الحليم الكريم الدّعاء
و هو طويل قال رحمه اللّه
و من الدّعوات يوم عرفة المرويّات عن الصّادق ع فقال تكبّر اللّه مائة مرّة و تهلّله مائة مرّة و تسبّحه مائة مرّة و تقدّسه مائة مرّة و تقرأ آية الكرسيّ مائة مرّة و تصلّي على النّبيّ ص مائة مرّة ثمّ تبدأ بالدّعاء فتقول إلهي و سيّدي الدّعاء ذكره بطوله
4 ، و عن عليّ بن موسى الرّضا ع من أدعيته في يوم عرفة اللّهمّ كما سترت عليّ ما لم أعلم فاغفر لي ما تعلم و كما وسعني علمك فليسعني عفوك و كما بدأتني بالإحسان فأتمّ نعمتك بالغفران و كما أكرمتني بمعرفتك فاشفعها بمغفرتك و كما عرّفتني وحدانيّتك فأكرمني بطاعتك و كما عصمتني ممّا لم أكن أعتصم منه إلّا بعصمتك فاغفر لي ما لو شئت عصمتني منه يا جواد و يا كريم يا ذا الجلال و الإكرام
5 و في مصباح الزّائر، عن بشر و بشير في الخبر المتقدّم قالا ثمّ دعا ع فقال الحمد للّه الّذي ليس لقضائه دافع إلى أن قالا ثمّ إنّه ع اندفع في المسألة و اجتهد في الدّعاء و عيناه تقطران دموعا ثمّ قال اللّهمّ اجعلني أخشاك إلى أن قالا ثمّ رفع ع صوته و بصره إلى السّماء و عيناه قاطرتان كأنّهما مزادتان و قال ع بأعلى صوته يا أسمع السّامعين الدّعاء إلى قوله على كلّ شيء قدير يا ربّ يا ربّ
و رواه الشّيخ إبراهيم الكفعميّ في البلد الأمين، مثله و زاد قال بشر و بشير فلم يكن له جهد إلّا قوله يا ربّ يا ربّ بعد هذا الدّعاء و شغل من حضر ممّن كان حوله و شهد ذلك المحضر عن الدّعاء لأنفسهم و أقبلوا على الاستماع له و التّأمين على دعائه قد اقتصروا على ذلك لأنفسهم ثمّ علت أصواتهم بالبكاء معه و غربت الشّمس و أفاض ع و أفاض النّاس معه
6 عبد اللّه بن جعفر الحميريّ في قرب الإسناد، عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ عن الرّضا ع قال كان أبو جعفر ع يقول ما من برّ و لا فاجر يقف بجبال عرفات فيدعو اللّه إلّا استجاب اللّه له أمّا البرّ ففي حوائج الدّنيا و الآخرة و أمّا الفاجر ففي أمر الدّنيا
7 الصّدوق في العلل، عن حمزة بن محمّد العلويّ عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمّار قال سألت أبا عبد اللّه ع عن عرفات لم سمّيت عرفات فقال إنّ جبرئيل ع خرج بإبراهيم ع يوم عرفة فلمّا زالت الشّمس قال له جبرئيل يا إبراهيم اعترف بذنبك و اعرف مناسكك فسمّيت عرفات لقول جبرئيل اعترف فاعترف
و رواه البرقيّ في المحاسن، عن أبيه عن ثعلبة بن ميمون عن معاوية مثله
فقه الرّضا، ع ثمّ ائت الموقف فادع بدعاء الموقف و اجتهد في الدّعاء و التّضرّع و ألحّ قائما و قاعدا إلى أن تغرب الشّمس
9 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال يقف النّاس بعرفة يدعون و يرغبون و يسألون اللّه من كلّ فضله و بما قدروا عليه حتّى تغرب الشّمس الخبر
10 ابن شهرآشوب في المناقب، عن عبد الرّحمن العنبريّ قال خطب النّبيّ ص يوم عرفة و حثّ على الصّدقة فقال رجل يا رسول اللّه إنّ إبلي هذه للفقراء فنظر النّبيّ ص إليها فقال اشتروها ]لي[ فاشتريت الخبر
باب 15 -أنّ الدّعاء بعرفة مستحبّ مؤكّد و ليس بواجب
1 الصّدوق في الهداية، عن أبي جعفر ع قال سبعة مواطن ليس فيها دعاء مؤقّت إلى أن قال و الوقوف بعرفات و ركعتي الطّواف
باب 16 -استحباب كثرة دعاء الإنسان بعرفة و غيرها لإخوانه و اختياره على الدّعاء لنفسه
1 زيد النّرسيّ في أصله، قال رأيت معاوية بن وهب البجليّ في الموقف و هو قائم يدعو فتفقّدت دعاءه فما رأيته يدعو لنفسه بحرف واحد و سمعته يعدّ رجلا رجلا من الآفاق يسمّيهم و يدعو له حتّى نفر النّاس فقلت له يا أبا القاسم أصلحك اللّه لقد رأيت منك عجبا فقال يا ابن أخي فما الّذي أعجبك ممّا رأيت منّي فقال رأيتك لا تدعو لنفسك و أنا أرمقك حتّى السّاعة فلا أدري أيّ الأمرين أعجب ما أخطأت من حظّك في الدّعاء لنفسك في مثل هذا الموقف أو عنايتك و إيثار إخوانك على نفسك حتّى تدعو لهم في الآفاق فقال يا ابن أخي فلا تكثرنّ تعجّبك من ذلك إنّي سمعت مولاي و مولاك و مولى كلّ مؤمن و مؤمنة جعفر بن محمّد ع و كان و اللّه في زمانه سيّد أهل السّماء و سيّد أهل الأرض و سيّد من مضى منذ خلق اللّه الدّنيا إلى أن تقوم السّاعة بعد آبائه رسول اللّه و أمير المؤمنين و الأئمّة من آبائه ص يقول و إلّا صمّت أذنا معاوية و عميت عيناه و لا نالته شفاعة محمّد و أمير المؤمنين ص من دعا لأخيه المؤمن بظهر الغيب ناداه ملك من سماء الدّنيا يا عبد اللّه لك مائة ألف مثل ما سألت و ناداه ملك من السّماء الثّانية يا عبد اللّه لك مائتا ألف مثل الّذي دعوت و كذلك ينادى من كلّ سماء تضاعف حتّى ينتهي إلى السّماء السّابعة فيناديه ملك يا عبد اللّه لك سبعمائة ألف مثل الّذي دعوت فعند ذلك يناديه اللّه عبدي أنا اللّه الواسع الكريم الّذي لا ينفد خزائني و لا ينقص رحمتي شيء بل وسعت رحمتي كلّ شيء لك ألف ألف مثل الّذي دعوت فأيّ حظّ أكثر يا ابن أخي من الّذي اخترته أنا لنفسي الخبر
2 السّيّد عليّ بن طاوس في فلاح السّائل، بإسناده إلى الشّيخ الصّدوق أبي محمّد هارون بن موسى التّلّعكبريّ قال حدّثنا محمّد بن يعقوب قال حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال حدّثنا أبي قال رأيت عبد اللّه بن جندب بالموقف فلم أر موقفا كان أحسن من موقفه ما زال مادّا يده إلى السّماء و دموعه تسيل على خدّيه حتّى بلغت الأرض فلمّا انصرف النّاس قلت له يا أبا محمّد ما رأيت موقفا قطّ أحسن من موقفك قال و اللّه ما دعوت فيه إلّا لإخواني و ذلك أنّ أبا الحسن موسى بن جعفر ع أخبرني أنّه من دعا لأخيه بظهر الغيب نودي من العرش و لك مائة ضعف مثله فكرهت أن أدع مائة ضعف مضمونة لواحدة لا أدري تستجاب أم لا
باب 17 -في وجوب حسن الظّنّ باللّه في المغفرة بعرفات و المشعر و منى
1 دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص أنّه قال أعظم أهل عرفات جرما من انصرف و هو يظنّ أنّه لم يغفر له
2 جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن إدريس بن يوسف عن أبي عبد اللّه ع قال قلت أيّ أهل عرفات أعظم جرما قال المنصرف من عرفات و هو يظنّ أنّ اللّه لم يغفر له
3 الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قيل يا رسول اللّه أيّ أهل عرفات أعظم جرما قال الّذي ينصرف من عرفات و هو يظنّ أنّه لم يغفر له قال جعفر بن محمّد ع يعني الّذي يقنط من رحمة اللّه عزّ و جلّ
4 ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص من الذّنوب ذنوب لا تغفر إلّا بعرفات
5 زيد النّرسيّ في أصله، قال سمعت عليّ بن مزيد قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول ما أحد ينقلب من الموقف من برّ النّاس و فاجرهم و مؤمنهم و كافرهم إلّا برحمة و مغفرة يغفر للكافر ما عمل في سنته و لا يغفر له ما قبله و لا ما يفعل بعد ذلك و يغفر للمؤمن من شيعتنا جميع ما عمل في عمره و جميع ما يعمله في سنته بعد ما ينصرف إلى أهله من يوم يدخل إلى أهله سنة و يقال له بعد ذلك قد غفر لك و طهرت من الدّنس فاستقبل و استأنف العمل و حاجّ غفر له ما عمل في عمره و لا يكتب عليه سيّئة فيما يستأنف و ذلك أن تدركه العصمة من اللّه فلا يأتي بكبيرة أبدا فما دون الكبائر مغفور له
6 عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن أبيه عن القاسم بن محمّد عن سليمان بن داود المنقريّ عن سفيان بن عيينة عن أبي عبد اللّه ع قال سأل رجل ]من[ أبي ]عبد اللّه ع[ بعد منصرفه من الموقف فقال أ ترى يخيّب اللّه هذا الخلق كلّه فقال أبو ]عبد اللّه ع[ ما وقف بهذا الموقف أحد من النّاس مؤمن و لا كافر إلّا غفر اللّه له إلّا أنّهم في مغفرتهم على ثلاث منازل مؤمن غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر و أعتقه من النّار و ذلك قوله تعالى و منهم من يقول ربّنا آتنا في الدّنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النّار و مؤمن غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و قيل له أحسن فيما بقي و ذلك قوله فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه و من تأخّر فلا إثم عليه لمن اتّقى الكبائر و أمّا العامّة فإنّهم يقولون فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه و من تأخّر فلا إثم عليه لمن اتّقى الصّيد أ فترى أنّ اللّه تعالى حرّم الصّيد بعد ما أحلّه لقوله و إذا حللتم فاصطادوا و في تفسير العامّة يقول إذا حللتم فاتّقوا الصّيد و كافر وقف هذا الموقف ]يريد[ زينة الحياة الدّنيا غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه إن تاب من الشّرك و إن لم يتب وفّاه اللّه أجره في الدّنيا و لم يحرمه ثواب هذا الموقف و هو قوله من كان يريد الحياة الدّنيا و زينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها و هم فيها لا يبخسون أولئك الّذين ليس لهم في الآخرة إلّا النّار و حبط ما صنعوا فيها و باطل ما كانوا يعملون
7 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال إذا كانت عشيّة عرفة يقول اللّه لملائكته انظروا إلى عبادي و إمائي شعثا غبرا جاءوني من كلّ فجّ عميق لم يروا رحمتي و لا عذابي يعني الجنّة و النّار أشهدكم ملائكتي أنّي قد غفرت لهم الحاجّ و غير الحاجّ فلم ير يوما أكثر عتقاء من النّار من يوم عرفة و ليلتها
باب 18 -وجوب الوقوف بعرفات و أنّ من تركه عمدا بطل حجّه و حكم من نسيه أو لم يدركه
1 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن عبد الرّحمن بن إبراهيم عن الحسين بن مهران عن الحسين بن عبد اللّه عن أبيه عن جدّه عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه الحسين بن عليّ بن أبي طالب ع قال جاء رجل من اليهود إلى النّبيّ ص فقال يا محمّد إلى أن قال إنّي أسألك عن عشر كلمات أعطاها اللّه تعالى موسى في البقعة المباركة حيث ناجاه إلى أن قال يا محمّد فأخبرني عن التّاسع لأيّ شيء أمر اللّه الوقوف بعرفات بعد العصر فقال النّبيّ ص لأنّ بعد العصر ساعة عصى آدم ع ربّه فافترض اللّه علىأمّتي الوقوف و التّضرّع و الدّعاء في أحبّ المواضع إلى اللّه و هو موضع عرفات و تكفّل بالإجابة و السّاعة الّتي ينصرف هي السّاعة الّتي تلقّى آدم من ربّه كلمات فتاب عليه إنّه هو التّوّاب الرّحيم قال صدقت يا محمّد فما ثواب من قام بها و دعا و تضرّع إليه فقال النّبيّ ص و الّذي بعثني بالحقّ بشيرا و نذيرا إنّ للّه تبارك و تعالى في السّماء سبعة أبواب باب التّوبة و باب الرّحمة و باب التّفضّل و باب الإحسان و باب الجود و باب الكرم و باب العفو لا يجتمع ]بعرفات[ أحد إلّا تساهل من هذه الأبواب و أخذ من اللّه هذه الخصال فإنّ للّه تبارك و تعالى مائة ألف ملك مع كلّ ملك مائة و عشرون ألف ملك و للّه مائة رحمة ينزّلها على أهل عرفات فإذا انصرفوا أشهد اللّه تلك الملائكة بعتق رقاب أهل عرفات فإذا انصرفوا أشهد اللّه تلك الملائكة بأنّه أوجب لهم الجنّة و ينادي مناد انصرفوا مغفورا لكم فقد أرضيتموني و رضيت لكم قال صدقت يا محمّد الخبر
2 دعائم الإسلام، روّينا عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال في قول اللّه عزّ و جلّ ثمّ أفيضوا من حيث أفاض النّاس قال كانت قريش تفيض من المزدلفة في الجاهليّة و يقولون نحن أولى بالبيت من النّاس فأمرهم اللّه أن يفيضوا من حيث أفاض النّاس من عرفات
3 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه قال الحجّ عرفة
4 أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم النّعمانيّ في تفسيره، عن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة عن جعفر بن أحمد بن يوسف الجعفيّ عن إسماعيل بن مهران عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة عن أبيه عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال قال أمير المؤمنين ع في قوله تعالى ثمّ أفيضوا من حيث أفاض النّاس و إنّما أراد سبحانه بعض النّاس و ذلك أنّ قريشا كانت في الجاهليّة تفيض من المشعر الحرام و لا يخرجون إلى عرفات كسائر العرب فأمرهم سبحانه أن يفيضوا من حيث أفاض رسول اللّه ص و أصحابه و هم في هذا الموضع النّاس على الخصوص و رجعوا عن سنّتهم الخبر
باب 19 -استحباب الوقوف بعرفة على طهارة
1 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال لا يصلح الوقوف بعرفة على غير طهارة
باب 20 -كراهة سؤال النّاس في الحرم و يوم عرفة و كراهة ردّ السّائل فيها
1 الصّدوق في الخصال، عن المظفّر العلويّ عن جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشيّ عن أبيه عن عبد اللّه بن محمّد بن خالد الطّيالسيّ عن أبيه عن محمّد بن زياد الأزديّ عن حمزة بن حمران عن أبيه عن أبي جعفر ع قال نظر عليّ بن الحسين ع يوم عرفة إلى قوم يسألون النّاس فقال ويحكم أ غير اللّه تسألون في مثل هذا اليوم إنّه ليرجى في مثل هذا اليوم لما في بطون الحبالى أن يكون سعيدا
2 نوادر عليّ بن أسباط، عن رجل من أصحابنا يكنّى بأبي إسحاق عن بعض أصحابنا أنّه قال كان عليّ بن الحسين ع يقول يوم عرفة يوم لا يسأل فيه أحد أحدا إلّا اللّه
باب 21 -عدم جواز الإفاضة من عرفات قبل الغروب و يعلم بذهاب الحمرة المشرقيّة
1 دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّ رسول اللّه ص دفع من عرفة حين غربت الشّمس
2 فقه الرّضا، ع ثمّ ائت الموقف إلى أن قال إلى أن تغرب الشّمس ثمّ أفض منها بعد المغيب
3 عبد اللّه بن جعفر الحميريّ في قرب الإسناد، عن محمّد بن عيسى عن حفص بن عمر مؤذّن عليّ بن يقطين قال كنّا نروّى أنّه يقف للنّاس في سنة أربعين و مائة خير النّاس فحججت في تلك السّنة فإذا إسماعيل بن عليّ بن عبد اللّه بن العبّاس واقف قال فدخلنا من ذلك غمّ شديد لما كنّا نرويه فلم نلبث إذا أبو عبد اللّه ع واقف على بغل أو بغلة له فرجعت أبشّر أصحابنا و رجعت فقلت هذا خير النّاس الّذي كنّا نرويه فلمّا أمسينا قال إسماعيل لأبي عبد اللّه ع ما تقول يا أبا عبد اللّه سقط القرص فدفع أبو عبداللّه ع بغلته و قال له نعم و دفع إسماعيل بن عليّ دابّته على أثره فسارا غير بعيد حتّى سقط أبو عبد اللّه ع عن بغله أو بغلته فوقف إسماعيل عليه حتّى ركب فقال له أبو عبد اللّه ع و رفع رأسه إليه فقال إنّ الإمام إذا دفع لم يكن له أن يقف إلّا بالمزدلفة فلم يزل إسماعيل يتقصّد حتّى ركب أبو عبد اللّه ع و لحق به
باب 22 -أنّ من أفاض من عرفات قبل الغروب جاهلا لم يلزمه شيء و إن كان متعمّدا لزمه بدنة ينحرها يوم النّحر فإن عجز لزمه صوم ثمانية عشر يوما بمكّة أو في الطّريق أو في أهله
1 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه سئل عن وقت الإفاضة من عرفات فقال إذا وجبت الشّمس فمن أفاض قبل غروب الشّمس فعليه بدنة ينحرها
2 فقه الرّضا، ع و إيّاك أن تفيض قبل الغروب فيلزمك دم
3 الصّدوق في المقنع، إيّاك أن تفيض منها قبل غروب الشّمس فيلزمك دم شاة فإذا غربت الشّمس فأفض
باب 23 -استحباب الدّعاء عند غروب الشّمس يوم عرفة بالمأثور
1 السّيّد عليّ بن طاوس في الإقبال، بإسناده عن محمّد بن الحسن بن الوليد بإسناده إلى حمّاد بن عبد اللّه قال كنت قريبا من أبي الحسن موسى ع بالموقف فلمّا همّت الشّمس ]للغروب[ أخذ بيده اليسرى بمجامع ثوبه ثمّ قال اللّهمّ إنّي عبدك و ابن عبدك إن تعذّبني فبأمور قد سلفت منّي و أنا بين يديك و إن تعف عنّي فأهل العفو أنت ]يا[ أهل العفو يا أحقّ من عفا اغفر لي و لأصحابي و حرّك دابّته
2 ، و فيه دعاء آخر في عشيّة عرفة يا ربّ إنّ ذنوبي لا تضرّك و إنّ مغفرتك لي لا تنقصك ]فأعطني ما لا ينقصك[ و اغفر لي ما لا يضرّك
3 ، و فيه دعاء آخر في عشيّة عرفة اللّهمّ لا تحرمني خير ما عندك بشرّ ما عندي فإن أنت لم ترحمني و تعبي و نصبي فلا تحرمني أجر المصاب على مصيبته
4 بعض نسخ الرّضويّ، أبي العالم ع أنا سمعته يقول عند غروب الشّمس اللّهمّ أعتق رقبتي من النّار يكرّرها حتّى أفاض النّاس
فقه الرّضا، ع ثمّ أفض منها بعد المغيب و تقول لا إله إلّا اللّه
باب 24 -نوادر ما يتعلّق بإحرام الحجّ و الوقوف بعرفة
1 بعض نسخ الرّضويّ في سياق إحرام الحجّ، و يدخل البيت و يحرم منه أو من الحجر إلى أن قال ثمّ تطوف بالبيت سبعا لوداعك البيت عند خروجك إلى منى لا رمل عليك فيها و تصلّي وافرا إلخ
2 تفسير الإمام، ع قال قال عليّ بن الحسين ع و هو واقف بعرفات للزّهريّ كم تقدّر هاهنا من النّاس قال أقدّر أربعة آلاف ألف و خمسمائة ألف كلّهم حجّاج قصدوا اللّه بآمالهم و يدعونه بضجيج أصواتهم ]فقال له يا زهريّ ما أكثر الضّجيج و أقلّ الحجيج فقال الزّهريّ كلّهم حجّاج أ فهم قليل[ فقال له يا زهريّ أدن لي وجهك فأدناه إليه فمسح بيده وجهه ثمّ قال انظر فنظر إلى النّاس قال الزّهريّ فرأيت أولئك الخلق كلّهم قردة لا أرى فيهم إنسانا إلّا في كلّ عشرة آلاف واحدا من النّاس ثمّ قال لي ادن يا زهريّ فدنوت منه فمسح بيده وجهي ثمّ قال انظر فنظرت إلى النّاس قال الزّهريّ فرأيت أولئك الخلق ذئبة إلّا تلك الخصائص من النّاس نفرا يسيرا فقلت بأبي و أمّي يا ابن رسول اللّه قد أدهشتني آياتك و حيّرتني عجائبك قال يا زهريّ ما الحجيج من هؤلاء إلّا النّفر اليسير الّذين رأيتهم بين هذا الخلق الجمّ الغفير ثمّ قال لي امسح يدك على وجهك ففعلت فعاد أولئك الخلق في عيني ناسا كما كانوا أوّلا ثمّ قال من حجّ و والى موالينا و هجر معادينا و وطّن نفسه على طاعتنا ثمّ حضر هذا الموقف مسلّما إلى الحجر الأسود ما قلّده اللّه من أماناتنا و وفيّا بما لزمه من عهودنا فذلك هو الحاجّ و الباقون هم من قد رأيتهم يا زهريّ يا زهريّ حدّثني أبي عن جدّي رسول اللّه ص أنّه قال ليس الحاجّ المنافقين المعادين لمحمّد و عليّ و محبّيهما صلوات اللّه عليهما الموالين لشانئهما و إنّما الحاجّ المؤمنون المخلصون الموالون لمحمّد و عليّ ص و محبّيهما المعادون لشانئهما إنّ هؤلاء المؤمنين الموالين لنا المعادين لأعدائنا لتسطع أنوارهم في عرصات القيامة على قدر موالاتهم لنا فمنهم من يسطع نوره مسيرة ألف سنة و منهم من يسطع نوره مسيرة ثلاثمائة ألف سنة و هو جميع مسافة تلك العرصات و منهم من يسطع نوره إلى مسافات بين ذلك يزيد بعضها على بعض على قدر مراتبهم في موالاتنا و معاداة أعدائنا يعرفهم أهل العرصات من المسلمين و الكافرين بأنّهم الموالون المتولّون و المتبرّءون يقال لكلّ واحد منهم يا وليّ اللّه انظر في هذه العرصات إلى كلّ من أسدى إليك في الدّنيا معروفا أو نفّس عنك كربا أو أغاثك إذ كنت ملهوفا أو كفّ عنك عدوّا أو أحسن إليك في معاملته فأنت شفيعه فإن كان من المؤمنين المحقّين زيد بشفاعته في نعم اللّه عليه و إن كان من المقصّرين كفي تقصيره بشفاعته و إن كان من الكافرين خفّف من عذابه بقدر إحسانه إليه و كأنّي بشيعتنا هؤلاء يطيرون في تلك العرصات كالصّقورة و البزاة فينقضّون على من أحسن في الدّنيا إليهم انقضاض البزاة و الصّقورة على اللّحوم تتلقّفها و تحفظها فكذلك يلتقطون من شدائد العرصات من كان أحسن إليهم في الدّنيا فيرفعونهم إلى جنّات النّعيم قال رجل لعليّ بن الحسين ع يا ابن رسول اللّه إنّا إذا وقفنا بعرفات و بمنى ذكرنا اللّه و مجّدناه و صلّينا على محمّد و آله الطّيّبين و ذكرنا آباءنا أيضا بمآثرهم و مناقبهم و شريف أعمالهم نريد بذلك قضاء حقوقهم فقال عليّ بن الحسين ع أ و لا أنبّئكم بما هو أبلغ في قضاء الحقوق من ذلك قالوا بلى يا ابن رسول اللّه قال أفضل من ذلك أن تجدّدوا على أنفسكم ذكر توحيد اللّه و الشّهادة به و ذكر محمّد رسول اللّه ]و الشّهادة له[ بأنّه سيّد المرسلين و ]ذكر[ عليّ وليّ اللّه و الشّهادة له بأنّه سيّد الوصيّين و ذكر الأئمّة الطّاهرين من آل محمّد الطّيّبين بأنّهم عباد اللّه المخلصين إنّ اللّه عزّ و جلّ إذا كان عشيّة عرفة و ضحوة يوم منى باهى كرام ملائكته بالواقفين بعرفات و منى و قال لهم هؤلاء عبادي و إمائي حضروني هاهنا من البلاد السّحيقة البعيدة شعثا غبرا قد فارقوا شهواتهم و بلادهم و أوطانهم و أخدانهم ابتغاء مرضاتي ألا فانظروا إلى قلوبهم و ما فيها فقد قوّيت أبصاركم يا ملائكتي على الاطّلاع عليها قال فيطّلع الملائكة على القلوب فيقولون يا ربّنا اطّلعنا عليها و بعضها سود مدلهمّة يرتفع عنها دخان كدخان جهنّم فيقول اللّه
أولئك الأشقياء الّذين ضلّ سعيهم في الحياة الدّنيا و هم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا تلك قلوب خاوية من الخيرات خالية من الطّاعات مصرّة على المرديات المحرّمات تعتقد تعظيم من أهنّاه و تصغير من فخّمناه و بجّلناه لئن وافوني كذلك لأشدّدنّ عليهم عذابهم و لأطيلنّ حسابهم تلك قلوب اعتقدت أنّ محمّدا رسول اللّه ص كذب على اللّه أو غلط عن اللّه في تقليده أخاه و وصيّه إقامة أود عباده و القيام بسياساتهم حتّى يروا الأمن في إقامة الدّين في إنقاذ الهالكين و تعليم الجاهلين و تنبيهالغافلين الّذين بئس المطايا إلى جهنّم مطاياهم ثمّ يقول اللّه يا ملائكتي انظروا فينظرون فيقولون يا ربّنا و قد اطّلعنا على قلوب هؤلاء الآخرين و هي بيض مضيئة ترفع عنها الأنوار إلى السّموات و الحجب و تخرقها إلى أن تستقرّ عند ساق عرشك يا رحمان يقول اللّه عزّ و جلّ أولئك السّعداء الّذين تقبّل اللّه أعمالهم و شكر سعيهم في الحياة الدّنيا فإنّهم قد أحسنوا فيها صنعا تلك قلوب حاوية للخيرات مشتملة على الطّاعات مدمنة على المنجيات المشرفات تعتقد تعظيم من عظّمناه و إهانة من أرذلناه لئن وافوني كذلك لأثقّلنّ من جهة الحسنات موازينهم و لأخفّفنّ من جهة السّيئات موازينهم و لأعظّمنّ أنوارهم و لأجعلنّ في دار كرامتي و مستقرّ رحمتي محلّهم و قرارهم تلك قلوب اعتقدت أن محمّدا رسول اللّه ص هو الصّادق في كلّ أحواله المحقّ في كلّ أفعاله الشّريف في كلّ خلاله المبرز بالفضل في جميع خصاله و أنّه قد أصاب في نصبه أمير المؤمنين عليّا إماما و علما على دين اللّه واضحا و اتّخذوا أمير المؤمنين إمام هدى واقيا من الرّدى الحقّ ما دعا إليه و الصّواب و الحكمة ما دلّ عليه و السّعيد من وصل حبله بحبله و الشّقيّ الهالك من خرج عن جهة المؤمنين ]به[ و المطيعين له نعم المطايا إلى الجنان مطاياهم سوف ننزلهم منها أشرف غرف الجنان و نسقيهم من الرّحيق المختوم من أيدي الوصائف و الولدان و سوف نجعلهم في دار السّلام من رفقاء محمّد نبيّه زين أهل الإسلام و سوف يضمّهم اللّه ثمّ إلى جملة شيعة عليّ القرم الهمام فنجعلهم بذلك ملوك جنّات النّعيم الخالدين في العيش السّليم و النّعيم المقيم هنيئا لهم جزاء بما اعتقدوا و قالوا بفضل اللّه الكريم الرّحيم نالوا ما نالوا
3 الصّدوق في كمال الدّين، عن المظفّر العلويّ عن جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشيّ عن أبيه عن جعفر بن أحمد عن ابن فضّال عن الرّضا ع قال إنّ الخضر شرب من ماء الحياة إلى أن قال و إنّه ليحضر الموسم و يقف بعرفة فيؤمّن على دعاء المؤمنين الخبر
4 الشّيخ الجليل ابن ميثم في شرح نهج البلاغة، عن النّبيّ ص أنّه قال ما رئي الشّيطان في يوم هو أصغر و لا أدحر و لا أحقر و لا أغيظ منه في يوم عرفة
ابن أبي جمهور في درر اللآّلي، عن عبد اللّه بن ضمرة عن كعب عن رسول اللّه ص أنّه قال في حديث و من وافى بعرفة فسلم من ثلاث أذنه لا تسمع إلّا إلى حقّ و عيناه أن تنظر إلّا إلى حلال و لسانه أن ينطق إلّا بحقّ غفرت ذنوبه و إن كانت مثل زبد البحر