باب 1 -استحبابهما للصّلوات الخمس خاصّة أداء و قضاء جماعة و فرادى دون النّوافل و بقيّة الفرائض
1 الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن 5- أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن الحسين بن عليّ ع أنّه سئل عن الأذان و ما يقول النّاس قال الوحي ينزل على نبيّكم و تزعمون أنّه أخذ الأذان عن عبد اللّه بن زيد بل سمعت أبي عليّ بن أبي طالب ع يقول أهبط اللّه عزّ و جلّ ملكا حين عرج برسول اللّه ص فأذّن مثنى مثنى و أقام مثنى ]مثنى[ ثمّ قال له جبرئيل يا محمّد هكذا أذان الصّلاة
2 دعائم الإسلام، روّينا عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عن الحسين بن عليّ صلوات اللّه عليه و على الأئمّة من ولده أنّه سئل عن قول النّاس في الأذان أنّ السّبب كان فيه رؤيا رآها عبد اللّه بن زيد فأخبر ]بها[ النّبيّ ص فأمر بالأذان فقال ]الحسين ع[ الوحي ينزل على نبيّكم و تزعمون أنّه أخذ الأذان عن عبد اللّه بن زيد و الأذان وجه دينكم و غضب ع و قال ]بل[ سمعت أبي عليّ بن أبي طالب ع يقول أهبط اللّه عزّ و جلّ ملكا حتّى عرج برسول اللّه ص و ساق حديث المعراج بطوله إلى أن قال فبعث اللّه ملكا لم ير في السّماء قبل ذلك الوقت و لا بعده فأذّن مثنى )مثنى( و أقام مثنى و ذكر كيفيّة الأذان ثمّ قال قال جبرئيل للنّبيّ ص يا ]محمّد[ هكذا أذّن للصّلاة
3 و عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال لا أذان في نافلة
4 عوالي اللآّلي، روى بلال قال سمعت رسول اللّه ص يقول من أذّن في سبيل اللّه و لو صلاة واحدة إيمانا و احتسابا و تقرّبا إلى اللّه تعالى غفر اللّه له ما سلف من ذنوبه و منّ عليه بالعصمة فيما بقي من عمره و جمع بينه و بين الشّهداء في الجنّة
باب2- استحباب تولّي أذان الإعلام و المداومة عليه و رفع الصّوت به و إكرام المؤذّنين و حسن الظّنّ بهم
1 الجعفريّات، بالإسناد عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قلنا يا رسول اللّه إنّك رغّبتنا في الأذان حتّى خفنا أن تضطرب عليه أمّتك بالسّيوف فقال رسول اللّه ص أما إنّه لن يعدو ضعفاءكم
2 دعائم الإسلام، قال رسول اللّه ص يحشر المؤذّنون يوم القيامة أطول النّاس أعناقا ينادون بشهادة أن لا إله إلّا اللّه
و معنى قوله أطول النّاس أعناقا أي لاستشرافهم و تطاولهم إلى رحمة ربّهم على خلاف من وصف اللّه سوء حاله فقال و لو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤسهم عند ربّهم
3 ، و عنه ص أنّه رغّب النّاس و حضّهم على الأذان و ذكر لهم فضائله فقال بعضهم يا رسول اللّه لقد رغّبتنا في الأذان حتّى أنّا لنخاف أن تتضارب عليه أمّتك بالسّيوف فقال أما إنّه لن يعدو ضعفاءكم
، و روّينا عن جعفر بن محمّد عن آبائه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص ثلاثة لو تعلم أمّتي ما ]لها[ فيها لضربت عليها بالسّهام الأذان و الغدوّ إلى الجمعة و الصّفّ الأوّل
5 الشّيخ في المبسوط، عن النّبيّ ص أنّه قال لو يعلم النّاس ما في الأذان و الصّفّ الأوّل ثمّ لم يجدوا إلّا أن يستهموا عليه لفعلوا
6 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال إنّ المؤذّنين أطول النّاس أعناقا يوم القيامة و لا يعذّب في القبر من أذّن سبع سنين
7 ابن أبي جمهور في درر اللآّلي، عن النّبيّ ص قال يكتب للمؤذّن عند أذانه أربعون و مائة حسنة و عند الإقامة عشرون و مائة حسنة
8 ، و عنه ص قال من أذّن اثنتي عشرة سنة وجبت له الجنّة و كتب له بتأذينه في كلّ مرّة ستّون حسنة و بكلّ إقامة ثلاثون حسنة
9 ، و عنه ص قال ثلاثة على كثبان المسك يوم القيامة رجل قرأ كتاب اللّه و أمّ للّه قوما و هم به راضون و رجل دعا إلى هذه الصّلوات الخمس في اللّيل و النّهار لا يريد به إلّا وجه اللّه تعالى و الدّار الآخرة و مملوك لم يشغله رقّ الدّنيا عن طاعة ربّه )بعد فراغه(
10 الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، عن ضحّاك عن عبد اللّه قال قال رسول اللّه ص ثلاثة لا يبالون بالحساب و لا يخافون الصّيحة و الفزع الأكبر رجل تعلّم القرآن و حفظه و عمل به فإنّه يأتي اللّه تعالى سيّدا شريفا و مؤذّن أذّن سبع سنين لم يطمع في أذانه أجرا و عبد أطاع اللّه و أطاع سيّده
11 ، و روى مجاهد عن عبد اللّه بن عبّاس قال قال رسول اللّه ص من أذّن لوجه اللّه سبع سنين كتب اللّه له براءة من النّار
12 و عن أنس عنه ص قال من أذّن لوجه اللّه عن نيّة صادقة سنة أوقفوه يوم القيامة على باب الجنّة و قالوا له اشفع لمن شئت
13 و عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه ص من نادى للصّلاة في أوقاتها الخمسة مؤمنا محتسبا غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر
14 و عن ابن عمر قال قال رسول اللّه ص إنّ المؤذّن في سبيل اللّه ما دام في أذانه كشهيد يتقلّب في دمه و يشهد له بذلك كلّ رطب أو يابس بلغه صوته و إذا مات ما تعرّضته هوامّ الأرض في قبره و قال ص المؤذّنون أطول النّاس أعناقا يوم القيامة
15 ، و في خبر قال رسول اللّه ص إذا كان يوم القيامة ينادي المنادي أين أضياف اللّه فيؤتى بالصّائمين و ينادي أين رعاة الشّمس و القمر فيؤتى بالمؤذّنين فيحملون على نجب من نور و على رءوسهم تاج الكرامة و يذهب بهم إلى الجنّة
16 و عن جابر بن عبد اللّه عن رسول اللّه ص قال سمعته يقول اللّهمّ اغفر للمؤذّنين ثلاثا فقلت له يا رسول اللّه إنّا نضرب بالسّيف على الأذان و ما دعوت لنا كما تدعو للمؤذّنين فقال يا جابر اعلم أنّه سيأتي زمان على النّاس يكلون الأذان إلى الضّعفاء و أنّ لحوما محرّمة على النّار و هي لحوم المؤذّنين
17 الشّيخ المفيد في الإختصاص، حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم قال حدّثنا الحسين بن مهران قال حدّثني الحسين بن عبد اللّه عن أبيه عن جدّه عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه الحسين بن عليّ بن أبي طالب ع قال جاء رجل من اليهود إلى النّبيّ ص إلى أن قال قال يا محمّد فأخبرني عن العاشر سبعة خصال الّتي أعطاك اللّه من بين النّبيّين و أعطى أمّتك من بين الأمم فقال النّبيّ ص فاتحة الكتاب و الأذان و الإقامة و الجماعة في مساجد المسلمين و يوم الجمعة و الإجهار في ثلاث و رخصة لأمّتي عند الأمراض و السّفر و الصّلاة على الجنائز و الشّفاعة في أصحاب الكبائر من أمّتي قال صدقت يا محمّد فما ثواب من قرأ فاتحة الكتاب فقال النّبيّ ص من قرأ فاتحة الكتاب أعطاه اللّه من الأجر بعدد كلّ كتاب نزل من السّماء )قرّائها و ثوابها( و أمّا الأذان فيحشر المؤذّنون من أمّتي مع النّبيّين و الصّدّيقين و الشّهداء الخبر
باب 3 -جواز التّعويل في دخول الوقت على أذان الثّقة
1 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال الأئمّة ضمناء و المؤذّنون أمناء
2 الصّدوق في المقنع، و من أذّن عشر سنين محتسبا غفر اللّه له مدّ بصره و مدّ صوته في السّماء و يصدّقه كلّ رطب و يابس سمعه و له من كلّ من يصلّي معه سهم و له من كلّ من يصلّي بصوته حسنة
باب 4 -استحباب الأذان و الإقامة لكلّ صلاة فريضة
1 البحار، عن العلل لمحمّد بن عليّ بن إبراهيم عن الصّادق ع أنّه قال إذا أذّنت و صلّيت صلّى خلفك صفّ من الملائكة و إذا أذّنت و أقمت صلّى خلفك صفّان من الملائكة
2 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال من أذّن و أقام صلّى خلفه صفّان من الملائكة و إن أقام و لم يؤذّن صلّى خلفه صفّ من الملائكة
باب 5 -تأكّد استحباب الأذان و الإقامة للمغرب و الصّبح
1 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال في حديث و لا بدّ في الفجر و المغرب من أذان و إقامة في الحضر و السّفر لأنّه لا تقصير فيهما
2 فقه الرّضا، ع و قد روي أنّ الأذان و الإقامة في ثلاث صلوات الفجر و الظّهر و المغرب و صلاتين بإقامة هما العصر و العشاء الآخرة لأنّه روي خمس صلوات في ثلاث أوقات
باب 6 -تأكّد استحباب الأذان و الإقامة لصلاة الجماعة
1 دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه قال لا بأس أن يصلّي الرّجل لنفسه بلا أذان و لا إقامة
باب 7 -عدم جواز الأذان قبل دخول الوقت إلّا في الصّبح فيقدّم قليلا و يعاد بعده و إن تغاير المؤذّنان
1 دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه قال لا بأس بالأذان قبل طلوع الفجر و لا يؤذّن للصّلاة حتّى يدخل وقتها
2 زيد النّرسيّ في أصله، عن أبي الحسن موسى ع أنّه سمع الأذان قبل طلوع الفجر فقال شيطان ثمّ سمعه عند طلوع الفجر فقال الأذان حقّا و منه عن أبي الحسن ع قال سألته عن الأذان قبل طلوع الفجر فقال لا إنّما الأذان عند طلوع الفجر أوّل ما يطلع
قلت فإن كان يريد أن يؤذّن النّاس بالصّلاة و ينبّههم قال فلا يؤذّن و لكن فليقل و ينادي بالصّلاة خير من النّوم الصّلاة خير من النّوم يقولها مرارا
3 ابن أبي جمهور في درر اللآّلي، روي أنّ بلالا أذّن قبل طلوع الفجر فأمره النّبيّ ص أن يعيد الأذان
4 ، و روى عياض بن عامر عن بلال أنّ رسول اللّه ص قال له لا تؤذّن حتّى يستبين لك الفجر هكذا و مدّ يده عرضا
باب 8 -جواز الأذان جنبا و على غير وضوء و استحباب الطّهارة فيه و تأكّد الاستحباب في الإقامة
1 كتاب عاصم بن حميد الحنّاط، عن عمرو بن أبي نصر قال قلت لأبي عبد اللّه ع المؤذّن يؤذّن و هو على غير وضوء قال نعم و لا يقيم إلّا و هو على وضوء الخبر
2 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع قال لا بأس أن يؤذّن الرّجل على غير طهر و يكون )على طهر( أفضل و لا يقيم إلّا على طهر
الصّدوق في المقنع، و لا بأس أن تؤذّن و أنت على غير وضوء إلى أن قال و لكن إذا أقمت فعلى وضوء
باب 9 -جواز الكلام في الأذان و كراهته في الإقامة و بعدها إلّا فيما يتعلّق بالصّلاة و بينهما في صلاة الغداة و استحباب إعادة الإقامة
1 دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه لم ير بالكلام في الأذان و الإقامة بأسا
2 و عن جعفر بن محمّد ع مثل ذلك )إلّا أنّه( قال إذا قال المؤذّن قد قامت الصّلاة حرم عليه الكلام و على سائر أهل المسجد إلّا أن يكونوا اجتمعوا من شتّى و ليس لهم إمام
3 ، و عنه ع في حديث يأتي و إذا قال المؤذّن قد قامت الصّلاة فقد وجب على النّاس الصّمت و القيام إلّا أن لا يكون لهم إمام فيقدّم بعضهم بعضا
الصّدوق في الأمالي، عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن سعد بن عبد اللّه عن إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن الحسن عن سليمان بن جعفر البصريّ عن عبد اللّه بن الحسين بن زيد عن أبيه عن الصّادق عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص إنّ اللّه كره الكلام بين الأذان و الإقامة في صلاة الغداة حتّى تقضى الصّلاة )و نهى عنه(
و رواه في الخصال، عن أبيه عن سعد مثله
5 السّيّد عليّ بن طاوس في سعد السّعود، نقلا عن تفسير الثّقة محمّد بن العبّاس عن الحسين بن محمّد بن سعيد عن محمّد بن الفيض بن الفيّاض عن إبراهيم بن عبد اللّه بن همّام عن عبد الرّزّاق عن معمر عن ابن حمّاد عن أبيه عن جدّه قال قال رسول اللّه ص بينما أنا في الحجر إذ أتاني جبرئيل و ذكر إسراءه إلى بيت المقدس و أنّ جبرئيل أذّن إلى أن قال حتّى إذا قضى أذانه أقام الصّلاة إلى أن قال و لا أشكّ أنّ جبرئيل يستقدمنا فلمّا استووا على مصافّهم أخذ جبرئيل بضبعي ثمّ قال لي يا محمّد تقدّم فصلّ بإخوانك فالخاتم أولى من المختوم الخبر
الشّيخ المفيد في الإرشاد، و غيره في غيره في سياق قصّة مسير أبي عبد اللّه الحسين ع إلى العراق قالوا فلم يزل الحرّ موافقا للحسين ع حتّى حضرت صلاة الظّهر فأمر الحسين ع الحجّاج بن مسروق أن يؤذّن فلمّا حضرت الإقامة خرج الحسين ع في إزار و رداء و نعلين فحمد اللّه و أثنى عليه ثمّ قال أيّها النّاس إنّي لم آتكم حتّى أتتني كتبكم و قدمت عليّ رسلكم أن اقدم علينا فإنّه ليس لنا إمام لعلّ اللّه أن يجمعنا و إيّاكم على الهدى و الحقّ فإن كنتم على ذلك فقد جئتكم فأعطوني ما أطمئنّ إليه من عهودكم و مواثيقكم و إن لم تفعلوا و كنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الّذي جئت عنه إليكم فسكتوا عنه و لم يتكلّموا كلمة فقال للمؤذّن أقم الصّلاة فأقام الصّلاة فقال ع للحرّ تريد أن تصلّي بأصحابك فقال الحرّ لا بل تصلّي أنت و نصلّي بصلاتك فصلّى بهم الحسين ع الخبر
باب 10- استحباب الفصل بين الأذان و الإقامة بجلسة أو كلام أو تسبيح أو ركعتين أو نفس
1 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال في حديث و لا بدّ من فصل بين الأذان و الإقامة بصلاة أو بغير ذلك و أقلّ ما يجزئ في ذلك في صلاة المغرب الّتي لا صلاة قبلها أن يجلس بعد الأذان جلسة يمسّ فيها الأرض بيده
2 فقه الرّضا، ع و إن أحببت أن تجلس بين الأذان و الإقامة فافعل فإنّ فيه فضلا كثيرا و إنّما ذلك على الإمام )و أمّا المنفرد( فيخطو تجاه القبلة خطوة برجله اليمنى ثمّ يقول باللّه أستفتح و بمحمّد ص أستنجح و أتوجّه اللّهمّ صلّ على محمّد و على آل محمّد و اجعلني بهم وجيها في الدّنيا و الآخرة و من المقرّبين و إن لم تفعل أيضا أجزأك
3 زيد النّرسيّ في أصله، عن أبي الحسن ع في خبر تقدّم قال و إذا طلع الفجر أذّن فلم يكن بينه و بين أن يقيم إلّا جلسة خفيفة بقدر الشّهادتين و أخفّ من ذلك
4 و فيه، سمعت أبا عبد اللّه ع يقول في خبر ثمّ لا يكون بين الأذان و الإقامة إلّا جلسة
5 الصّدوق في المقنع، ثمّ تؤذّن بعد ستّ ركعات و تصلّي بعد الأذان ركعتين ثمّ تقيم و تصلّي الفريضة و ليكن الأذان و الإقامة موقوفين و تكون بينهما جلسة إلّا المغرب فإنّه يجزئك من بين الأذان و الإقامة نفس
باب 11 -استحباب الدّعاء بين الأذان و الإقامة بالمأثور و غيره
1 السّيّد عليّ بن طاوس في فلاح السّائل، بإسناده عن هارون بن موسى التّلّعكبريّ عن محمّد بن همّام عن حميد بن زياد عن الحسن بن محمّد بن سماعة عن الحسن بن معاوية بن وهب عن أبيه قال دخلت على أبي عبد اللّه ع وقت المغرب فإذا هو قد أذّن و جلس فسمعته يدعو بدعاء ما سمعت بمثله فسكتّ حتّى فرغ من صلاته ثمّ قلت يا سيّدي لقد سمعت منك دعاء ما سمعت بمثله قطّ قال هذا دعاء أمير المؤمنين ص ليلة بات على فراش رسول اللّه ص و هو يا من ليس معه ربّ يدعى يا من ليس فوقه خالق يخشى يا من ليس دونه إله يتّقى يا من ليس له وزير يغشى يا من ليس له بوّاب ينادى يا من لا يزداد على كثرة السّؤال إلّا كرما و جودا يا من لا يزداد على عظم الجرم إلّا رحمة و عفوا صلّ على محمّد و آل محمد و افعل بي ما أنت أهله فإنّك أهل التّقوى و أهل المغفرة و أنت أهل الجود و الخير و الكرم
2 فقه الرّضا، ع قال يقول بين الأذان و الإقامة في جميع الصّلوات اللّهمّ ربّ هذه الدّعوة التّامّة و الصّلاة القائمة صلّ على محمّد و آل محمّد و أعط محمّدا يوم القيامة سؤله آمين ربّ العالمين اللّهمّ إنّي أتوجّه إليك بنبيّك نبيّ الرّحمة محمّد ص و أقدّمهم بين يدي حوائجي كلّها فصلّ عليهم و اجعلني بهم وجيها في الدّنيا و الآخرة و من المقرّبين و اجعل صلواتي بهم مقبولة و دعائي بهم مستجابا و امنن عليّ بطاعتهم يا أرحم الرّاحمين يقول هذا في جميع الصّلوات و يقول بعد أذان الفجر اللّهمّ إنّي أسألك بإقبال نهارك و إدبار ليلك
3 الشّيخ الطّوسيّ ره في المصباح، إذا سجد بين الأذان و الإقامة قال فيها لا إله إلّا أنت ربّي سجدت لك خاضعا خاشعا ذليلا و إذا رفع رأسه قال سبحان من لا تبيد معالمه الدّعاء
4 و فيه، يستحبّ أن يقول في السّجدة بين الأذان و الإقامة اللّهمّ اجعل قلبي بارّا و رزقي دارّا و اجعل لي عند قبر رسول اللّه ص مستقرّا و قرارا
قلت كذا في نسخ المصباح و زاد الشّهيد في النّفليّة و الكفعميّ في الجنّة بعد قوله دارّا و عيشي قارّا. و قال الشّهيد الثّاني في شرح النّفليّة في بعض روايات الحديث و اجعل لي عند رسولك ص
باب 12 -استحباب كون المؤذّن قائما و جواز الأذان راكبا و ماشيا و جالسا و كراهة ذلك في الإقامة
1 كتاب عاصم بن حميد الحنّاط، عن عمرو بن أبي نصر قال قلت لأبي عبد اللّه ع المؤذّن يؤذّن إلى أن قال فقلت يؤذّن و هو جالس قال نعم و لا يقيم إلّا و هو قائم
2 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع قال لا يؤذّن الرّجل و هو جالس إلّا مريض أو راكب و لا يقيم إلّا قائما على الأرض إلّا من علّة لا يستطيع معها القيام
3 الصّدوق في المقنع، و لا بأس أن تؤذّن و أنت على غير وضوء و مستقبل القبلة و مستدبرها و ذاهبا و جائيا و قائما و قاعدا و تتكلّم في أذانك إن شئت و لكن إذا أقمت فعلى وضوء مستقبل القبلة و إن كنت إماما فلا تؤذّن إلّا من قيام
باب 13 -استحباب الأذان و الإقامة للمرأة و عدم تأكّد الاستحباب لها و جواز اقتصارها على التّكبير و الشّهادتين
1 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه سئل عن المرأة تؤذّن و تقيم قال نعم ]إن شاءت[ و يجزئها أذان المصر إذا سمعته و إن لم تسمعه اكتفت )بأن تشهد الشّهادتين( و عن عليّ ع ليس على النّساء أذان و لا إقامة
2 الصّدوق في الخصال، عن أحمد بن الحسن القطّان عن الحسن بن عليّ العسكريّ عن أبي عبد اللّه محمّد بن زكريّا البصريّ عن جعفر بن محمّد بن عمارة عن أبيه عن جابر بن يزيد الجعفيّ قال سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر ع يقول ليس على النّساء أذان و لا إقامة الخبر
3 و فيه، عن أبي الحسن محمّد بن عليّ بن الشّاه عن أبي حامد أحمد بن الحسين ]عن أبي يزيد أحمد بن خالد الخالديّ[ عن محمّد بن أحمد بن صالح التّميميّ عن أبيه قال حدّثني أنس بن محمّد أبو مالك عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عن عليّ بن أبي طالب ع عن النّبيّ ص أنّه قال في وصيّته له يا عليّ ليس على النّساء جمعة و لا جماعة و لا أذان و لا إقامة الخبر
4 فقه الرّضا، ع و ليس على النّساء أذان و لا إقامة و ينبغي لهنّ إذا استقبلن القبلة أن يقلن أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه ص
باب 14 -استحباب جزم التّكبير في الأذان و الإقامة و الإفصاح بالألف و الهاء و الوقوف على فصولهما و جزم أواخرها و أنّه لا يجزئ إلّا ما أسمع نفسه
1 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع قال لا بأس بالتّطريب في الأذان إذا أتمّ ]و[ بيّن و أفصح بالألف و الهاء
باب 15- استحباب قيام المؤذّن على مرتفع و كونه عدلا صيّتا رافعا صوته بالأذان و دون ذلك في الإقامة و حكم الأذان في المنارة
1 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال ليؤذّن لكم أفصحكم و ليؤمّكم أفقهكم
2 و عن عليّ ع أنّه رأى مأذنة طويلة فأمر بهدمها و قال لا يؤذّن على أكبر من سطح المسجد
قال مؤلّف الكتاب و هذا و اللّه أعلم في المأذنة إذا كانت تكشف دور النّاس و يرى منها ما فيها من رقي إليها فهذا ضرر بالنّاس و كشف لحرمهم و لا يجوز ذلك
3 الشّيخ الطّوسيّ في الغيبة، عن سعد بن عبد اللّه عن أبي هاشم الجعفريّ قال كنت عند أبي محمّد ع فقال إذا خرج القائم ع )أمر بهدم( المنار الخبر
4 ابن أبي جمهور في عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال ليؤذّن لكم خياركم و ليؤمّكم قرّاؤكم
و في درر اللآّلي، عن أبي سعيد الخدريّ قال سمعت رسول اللّه ص يقول إذا أنت أذّنت للصّلاة فارفع صوتك بالنّداء فإنّه لا يسمع مدّ صوت المؤذّن جنّ و لا إنس و لا شيء إلّا شهد له يوم القيامة
6 و عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ قال قال رسول اللّه ص المؤذّنون يخرجون من قبورهم يوم القيامة يؤذّنون و يغفر للمؤذّن مدّ صوته و يشهد له كلّ شيء سمعه من شجر أو مدر أو حجر رطب أو يابس و يكتب له بكلّ إنسان يصلّي معه في ذلك المسجد مثل حسناتهم و لا ينقص من حسناتهم شيء و يعطيه اللّه ما بين الأذان و الإقامة كلّ شيء سأله إمّا أن يعجّل له في دنياه أو يصرف عنه السّوء أو يدّخر له في الآخرة و له ما بين الأذان و الإقامة من الأجر كالمتشحّط في دمه في سبيل اللّه
7 الشّيخ المفيد في الإرشاد، عن أبي بصير عن الصّادق ع في حديث قال فلمّا دخل وقت صلاة الظّهر أمر رسول اللّه ص بلالا فصعد على الكعبة فقال عكرمة أكره أن أسمع صوت أبي رياح ينهق على الكعبة و حمد خالد بن أسيد بن عتّاب أنّ أبا عتّاب توفّي و لم ير ذلك الخبر
8 القطب الرّاونديّ في الخرائج، روي أنّ النّبيّ ص خرج قاصدا مكّة إلى أن قال فدخل النّبيّ ص مكّة و كان وقت الظّهر فأمر بلالا فصعد على ظهر الكعبة فأذّن فما بقي صنم بمكّة إلّا سقط على وجهه فلمّا سمع وجوه قريش الأذان قال بعضهم في نفسه الدّخول في الأرض خير من سماع هذا و قال آخر الحمد للّه الّذي لم يعش والدي إلى هذا اليوم الخبر
و روى الطّبرسيّ في إعلام الورى، ما يقرب منه
باب 16 -استحباب وضع المؤذّن إصبعيه في أذنيه
1 البحار، عن بعض المناقب القديمة عن أبي الحسن عليّ بن عبد اللّه بن محمّد البكريّ عن لوط بن يحيى عن أشياخه و أسلافه في خبر طويل في كيفيّة شهادة أمير المؤمنين ع إلى أن قال قال أبو مخنف و غيره و سار أمير المؤمنين ع حتّى دخل المسجد و القناديل قد خمد ضوؤها فصلّى في المسجد ورده و عقّب ساعة ثمّ إنّه قام و صلّى ركعتين ثمّ علا المأذنة و وضع سبّابتيه في أذنيه و تنحنح ثمّ أذّن و كان ص إذا أذّن لم يبق في بلدة الكوفة بيت إلّا اخترقه صوته الخبر
2 السّيّد عليّ بن طاوس في سعد السّعود، نقلا عن تفسير الثّقة محمّد بن العبّاس الماهيار عن الحسين بن محمّد بن سعيد عن محمّد بن الفيض بن الفيّاض عن إبراهيم بن عبد اللّه بن همّام عن عبد الرّزّاق عن معمر عن ابن حمّاد عن أبيه عن جدّه قال قال رسول اللّه ص و ساق حديث الإسراء إلى أن قال ثمّ قام جبرئيل فوضع سبّابته اليمنى في أذنه اليمنى فأذّن مثنى مثنى الخبر
باب 17 -استحباب رفع الصّوت بالأذان في المنزل خصوصا عند السّقم و قلّة الولد
1 الشّيخ يحيى بن سعيد في جامع الشّرائع، روي أنّ رفع الصّوت بالأذان في المنزل ينفي الأمراض و ينمي الولد
2 القطب الرّاونديّ في دعواته، قال شكا هشام بن إبراهيم إلى الرّضا ع سقمه و أنّه لا يولد له فأمره أن يرفع صوته بالأذان في منزله قال ففعلت ذلك فأذهب اللّه عنّي سقمي و كثر ولدي
3 الصّدوق في المقنع، إذا أردت الأذان فارفع به صوتك فإنّ اللّه تعالى وكّل بالأذان ريحا ترفعه إلى السّماء
باب 18- كيفيّة الأذان و الإقامة و عدد فصولهما و جملة من أحكامهما
1 عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن الصّادق ع قال قال النّبيّ ص لمّا أسري بي و انتهيت إلى سدرة المنتهى إلى أن قال فإذا ملك يؤذّن لم ير في السّماء قبل تلك اللّيلة فقال اللّه أكبر اللّه أكبر فقال اللّه صدق عبدي أنا أكبر فقال أشهد أن لا إله إلّا اللّه أشهد أن لا إله إلّا اللّه فقال اللّه تعالى صدق عبدي أنا اللّه لا إله غيري فقال أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه فقال اللّه صدق عبدي إنّ محمّدا عبدي و رسولي أنا بعثته و انتجبته فقال حيّ على الصّلاة حيّ على الصّلاة فقال صدق عبدي دعا إلى فريضتي فمن مشى إليها راغبا فيها محتسبا كانت كفّارة لما مضى من ذنوبه فقال حيّ على الفلاح ]حيّ على الفلاح[ فقال اللّه هي الصّلاح و النّجاح و الفلاح ثمّ أممت الملائكة في السّماء كما أممت الأنبياء في بيت المقدس
2 فقه الرّضا، ع قال ع اعلم رحمك اللّه أنّ الأذان ثماني عشرة كلمة و الإقامة سبع عشرة كلمة قال ع و الأذان أن يقول اللّه أكبر اللّه أكبر اللّه أكبر اللّه أكبر أشهد أن لا إله إلّا اللّه أشهد أن لا إله إلّا اللّه أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه حيّ على الصّلاة حيّ على الصّلاة حيّ على الفلاح حيّ على الفلاح حيّ على خير العمل حيّ على خير العمل اللّه أكبر اللّه أكبر لا إله إلّا اللّه لا إله إلّا اللّه مرّتين في آخر الأذان و في آخر الإقامة مرّة واحدة إلى أن قال و الإقامة أن تقول اللّه أكبر اللّه أكبر أشهد أن لا إله إلّا اللّه أشهد أن لا إله إلّا اللّه أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه حيّ على الصّلاة حيّ على الصّلاة حيّ على الفلاح حيّ على الفلاح حيّ على خير العمل حيّ على خير العمل قد قامت الصّلاة قد قامت الصّلاة اللّه أكبر اللّه أكبر لا إله إلّا اللّه مرّة واحدة
3 دعائم الإسلام، عن أبي جعفر ع قال كان الأذان بحيّ على خير العمل على عهد رسول اللّه ص و به أمروا أيّام أبي بكر و صدرا من أيّام عمر ثمّ أمر عمر بقطعه و حذفه من الأذان و الإقامة فقيل له في ذلك فقال إذا سمع عوامّ النّاس أنّ الصّلاة خير العمل تهاونوا بالجهاد و تخلّفوا عنه
و روّينا مثل هذا عن جعفر بن محمّد ع
4 و عن أبي عبد اللّه ع قال الأذان و الإقامة مثنى مثنى و تفرد الشّهادة في آخر الإقامة تقول لا إله إلّا اللّه مرّة واحدة
5 محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن عبد الصّمد بن بشير قال ذكر عند أبي عبد اللّه ع بدء الأذان فقال إنّ رجلا من الأنصار رأى في منامه الأذان فقصّه على النّبيّ ص فأمره رسول اللّه ص أن يعلّمه بلالا فقال أبو عبد اللّه ع كذبوا إنّ رسول اللّه ص كان نائما في ظلّ الكعبة فأتاه جبرئيل و معه طاس فيه ماء من الجنّة فأيقظه و أمره أن يغتسل به ثمّ وضع في محمل له ألف ألف لون من نور ثمّ صعد به حتّى انتهى إلى أبواب السّماء فلمّا رأته الملائكة نفرت عن أبواب السّماء و قالت إلهين إله في الأرض و إله في السّماء فأمر اللّه جبرئيل فقال اللّه أكبر اللّه أكبر فتراجعت الملائكة نحو أبواب السّماء ففتحت الباب فدخل حتّى انتهى إلى السّماء الثّانية فنفرت الملائكة عن أبواب السّماء فقال أشهد أن لا إله إلّا اللّه أشهد أن لا إله إلّا اللّه فتراجعت الملائكة و علمت أنّه مخلوق ثمّ فتح الباب فدخل و مرّ حتّى انتهى إلى السّماء الثّالثة فنفرت الملائكة عن أبواب السّماء فقال جبرئيل أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه فتراجعت الملائكة و فتح الباب و مرّ النّبيّ ص حتّى انتهى إلى السّماء الرّابعة إلى أن قال ثمّ أمر جبرئيل فأتمّ الأذان و أقام الصّلاة و تقدّم رسول اللّه ص فصلّى بهم إلى أن قال فقال أبو عبد اللّه ع فهذا كان بدء الأذان
6 السّيّد عليّ بن طاوس في كتاب سعد السّعود، نقلا عن تفسير الثّقة الجليل محمّد بن العبّاس بن عليّ قال حدّثنا الحسين بن محمّد بن سعيد عن محمّد بن الفيض بن الفيّاض عن إبراهيم بن عبد اللّه بن همّام عن عبد الرّزّاق عن معمر عن ابن حمّاد عن أبيه عن جدّه قال قال رسول اللّه ص بينما أنا في الحجر إذ أتاني جبرئيل فهمزني برجلي فاستيقظت إلى أن قال ص قال فهل تدري أين أنت فقلت لا يا جبرئيل فقال هذا بيت المقدس بيت اللّه الأقصى فيه المحشر و المنشر ثمّ قام جبرئيل فوضع سبّابته اليمنى في أذنه اليمنى فأذّن مثنى مثنى يقول في آخرها حيّ على خير العمل مثنى مثنى حتّى إذا قضى أذانه أقام الصّلاة مثنى مثنى و قال في آخرها قد قامت الصّلاة الخبر
7 الصّدوق في الهداية، قال قال الصّادق ع الأذان و الإقامة مثنى مثنى و هما اثنان و أربعون حرفا الأذان عشرون حرفا و الإقامة اثنان و عشرون حرفا
قلت قال الشّيخ في النّهاية بعد ذكر مختاره في فصولهما و نقل بعض ما ورد بخلافه قال و من روى اثنين و أربعين فصلا فإنّه يجعل في آخر الأذان التّكبير أربع مرّات و في أوّل الإقامة أربع مرّات و في آخرها أيضا مثل ذلك أربع مرّات و يقول لا إله إلّا اللّه مرّتين في آخر الإقامة فإن عمل عامل على إحدى هذه الرّوايات لم يكن مأثوما
باب 19 -عدم جواز التّثويب في الأذان و الإقامة و هو قول الصّلاة خير من النّوم
1 فقه الرّضا، ع قال بعد ذكر فصول الأذان ليس فيها ترجيع و لا تردّد و لا الصّلاة خير من النّوم
2 زيد النّرسيّ في أصله، عن أبي الحسن ع قال الصّلاة خير من النّوم بدعة بني أميّة و ليس ذلك من أصل الأذان و لا بأس إذا أراد الرّجل أن ينبّه النّاس للصّلاة أن ينادي بذلك و لا يجعله من أصل الأذان فإنّا لا نراه أذانا
و تقدّم من الكتاب المذكور عنه ع أنّه قال لمن أراد أن ينبّه بالصّلاة قبل الفجر و لكن ليقل و ينادي بالصّلاة خير من النّوم الصّلاة خير من النّوم يقولها مرارا و إذا طلع الفجر أذّن
باب 20- كراهة الزّيادة في تكرار الفصول إلّا للإشعار
1 فقه الرّضا، ع ليس فيها ترجيع و لا تردّد
2 زيد النّرسيّ في أصله، قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول من السّنّة التّرجيع في أذان الفجر و أذان العشاء الآخرة أمر رسول اللّه ص بلالا أن يرجّع في أذان الغداة و أذان العشاء إذا فرغ أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه عاد فقال أشهد أن لا إله إلّا اللّه حتّى يعيد الشّهادتين ثمّ يمضي في أذانه الخبر
باب 21 -استحباب التّرتيل في الأذان و الحدر في الإقامة
1 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال يرتّل الأذان و يحدر الإقامة
باب 22- سقوط الأذان و الإقامة عمّن أدرك الجماعة بعد التّسليم قبل أن يتفرّقوا لا بعده و إن كانا اثنين فصاعدا جاز أن يصلّوا جماعة
1 زيد النّرسيّ في أصله، عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد اللّه ع قال إذا أدركت الجماعة )و قد انصرف القوم( و وجدت الإمام مكانه و أهل المسجد قبل أن ينصرفوا أجزأ أذانهم و إقامتهم فاستفتح الصّلاة لنفسك إذا وافيتهم و قد انصرفوا عن صلاتهم و هم جلوس أجزأ إقامة بغير أذان و إن وجدتهم و قد تفرّقوا و خرج بعضهم عن المسجد فأذّن و أقم لنفسك
2 ابن أبي جمهور الأحسائيّ في درر اللآّلي، و في الحديث رجلان دخلا )المسجد و النّبيّ ص قد صلّى( بالنّاس فقال لهما إن شئتما فليؤمّ أحدكما صاحبه و لا يؤذّن و لا يقيم
باب 23- عدم وجوب الإعادة على من نسي الأذان و الإقامة حتّى صلّى
1 دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه قال لا بأس أن يصلّي الرّجل بنفسه بلا أذان و لا إقامة
2 فقه الرّضا، ع و الأذان و الإقامة من السّنن اللّازمة و ليستا بفريضة
باب 24 -استحباب رجوع المنفرد إلى الأذان إن نسيه و ذكر قبل الرّكوع لا بعده و كذا من نسي الإقامة أو نسيهما و عدم وجوب الرّجوع مطلقا
1 فقه الرّضا، ع إن شككت في أذانك و قد أقمت الصّلاة فامض و إن شككت في الإقامة بعد ما كبّرت فامض و إن استيقنت أنّك تركت الأذان و الإقامة ثمّ ذكرت فلا بأس بترك الأذان و تصلّي على النّبيّ و على آله ثمّ قل قد قامت الصّلاة قد قامت الصّلاة
باب 25- جواز مغايرة المؤذّن للمقيم و مغايرتهما للإمام و استحباب الجلوس حتّى تقام الصّلاة
1 دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه قال لا بأس أن يؤذّن المؤذّن و يقيم غيره
2 عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثّماليّ عن أبي الرّبيع عن الباقر ع فيما أجاب به عن نافع بن الأزرق مولى عمر بن الخطّاب فكان من الآيات الّتي أراها اللّه رسول اللّه ص حين أسرى به إلى بيت المقدس أن حشر اللّه الأوّلين و الآخرين من النّبيّين و المرسلين ثمّ أمر جبرئيل فأذّن شفعا و أقام شفعا ثمّ قال في إقامته حيّ على خير العمل الخبر
3 المفيد في الإرشاد، في سياق مقتل أبي عبد اللّه ع فلم يزل الحرّ مواقفا للحسين ع حتّى حضرت صلاة الظّهر و أمر الحسين ع الحجّاج بن مسروق أن يؤذّن فلمّا حضرت الإقامة خرج الحسين ع في إزار و رداء و نعلين إلى أن قال فقال للمؤذّن أقم فأقام للصّلاة الخبر
4 العيّاشيّ في تفسيره، عن عبد الصّمد بن بشير عن الصّادق ع في حديث المعراج إلى أن قال ثمّ أمر جبرئيل فأتمّ الأذان و أقام الصّلاة
باب 26 -جواز أذان غير البالغ
1 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال لا بأس بأن يؤذّن العبد و الغلام الّذي لم يحتلم
2 الصّدوق في المقنع، و لا بأس أن يؤذّن الغلام الّذي لم يحتلم
باب 27 -أنّ من صلّى خلف من لا يقتدى به يستحبّ أن يؤذّن لنفسه و يقيم و كذا من سمع أذان غير العارف فإن خشي فوت الرّكعة اقتصر على تكبيرتين و تهليلة بعد قوله قد قامت الصّلاة مرّتين
1 جامع الشّرائع، للشّيخ يحيى بن سعيد روي أنّ الإنسان إذا دخل المسجد و فيه من لا يقتدي به و خاف فوت الصّلاة بالاشتغال بالأذان و الإقامة يقول حيّ على خير العمل دفعتين لأنّه تركه
2 فقه الرّضا، ع و لا تصلّ خلف أحد إلّا خلف رجلين أحدهما من تثق بدينه و ورعه و آخر من تتّقي سيفه و سوطه إلى أن قال و أذّن لنفسك و أقم الخبر
الصّدوق في المقنع، مثله
باب 28 -استحباب الجمع بين ظهري عرفة و ظهري الجمعة و عشاءي المزدلفة بأذان واحد و إقامتين و جواز ذلك في كلّ فريضتين
1 فقه الرّضا، ع في ذكر ما يعمل في العرفات و صلّ الظّهر و العصر بأذان و إقامتين و قال ع إذا أتيت المزدلفة و هي الجمع صلّيت بها المغرب و العشاء بأذان واحد و إقامتين قال ع و إنّما سمّيت المزدلفة الجمع لأنّه يجمع بها المغرب و العشاء بأذان واحد و إقامتين
2 دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه قال لمّا دفع رسول اللّه ص من عرفات مرّ حتّى أتى المزدلفة فجمع بها بين الصّلاتين المغرب و العشاء بأذان واحد و إقامتين
باب 29- من أراد قضاء صلوات استحبّ له أن يؤذّن للأولى و يقيم و أجزأه لكلّ واحدة من البواقي إقامة و استحباب الإقامة للإعادة
1 فقه الرّضا، ع قال العالم ع من أجنب ثمّ لم يغتسل حتّى يصلّي الصّلوات كلّهنّ فذكر بعد ما صلّى قال فعليه الإعادة يؤذّن و يقيم ثمّ يفصل بين كلّ صلاتين بإقامة
باب 30 -عدم جواز أخذ الأجرة على الأذان
1 الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال من السّحت ثمن الميتة إلى أن قال و أجر المؤذّن إلّا مؤذّن يجرى عليه من بيت المال
2 دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه قال من السّحت أجر المؤذّن يعني إذا استأجره القوم يؤذّن لهم و قال لا بأس بأن يجرى عليه من بيت المال
3 السّيّد هبة اللّه المعاصر للعلّامة في مجموع الرّائق، عن الأربعين لجمال الدّين يوسف بن حاتم الشّاميّ تلميذ المحقّق عن ابن عبّاس قال قال رسول اللّه ص ثلاثة لا يكترثون للحساب و لا تفزعهم الصّيحة و لا يحزنهم الفزع الأكبر حامل القرآن المؤدّي إلى اللّه بما فيه يقدم على اللّه سيّدا شريفا و مؤذّن أذّن تسع سنين لا يأخذ على أذانه طمعا الخبر
باب 31 -استحباب الفصل بين الأذان و الإقامة بركعتي الفجر و في الظّهرين بركعتين من نافلتهما
1 السّيّد عليّ بن طاوس في فلاح السّائل، حدّث أبو الفضل الشّيبانيّ عن محمّد بن جعفر بن بطّة عن محمّد بن أحمد الأشعريّ عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن أبي عليّ الأنماطيّ عن أبي عبد اللّه أو أبي الحسن ع قال يؤذّن للظّهر على ستّ ركعات و يؤذّن للعصر على ستّ ركعات بعد الظّهر
2 فقه الرّضا، ع فإذا زالت الشّمس فصلّ ثمان ركعات إلى أن قال ثمّ أقم ]و[ إن شئت جمعت بين الأذان و الإقامة و إن شئت فرّقت بركعتين منها
باب 32- استحباب القيام إلى الصّلاة عند قول المؤذّن قد قامت الصّلاة و عدم انتظار الإمام بعد الإقامة و تقديم غيره
1 دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ع أنّه قال إذا قال المؤذّن قد قامت الصّلاة فقد وجب على النّاس الصّمت و القيام إلّا أن لا يكون لهم إمام فيقدّم بعضهم بعضا
باب 33 -استحباب الدّعاء عند سماع أذان الصّبح و المغرب بالمأثور
1 السّيّد عليّ بن طاوس في فلاح السّائل، بإسناده عن هارون بن موسى عن محمّد بن همّام عن الحسن بن أحمد المالكيّ عن أحمد بن هليل الكرخيّ عن العبّاس الشّاميّ عن أبي الحسن موسى بن جعفر ع قال كان جعفر بن محمّد ع يقول من قال حين يسمع أذان الصّبح و أذان المغرب هذا الدّعاء ثمّ مات من يومه أو من ليلته كان تائبا و هو اللّهمّ إنّي أسألك بإقبال ليلك و إدبار نهارك و حضور صلواتك و أصوات دعاتك و تسبيح ملائكتك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تتوب عليّ إنّك أنت التّوّاب الرّحيم
أبو الرّضا السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في أدعية السّرّ، قال قرأت بخطّ الشّيخ الصّالح محمّد بن أحمد بن محمّد بن الحسين بن مهرويه الكرمنديّ قال و أخبرني عنه ابنه الشّيخ الخطيب أحمد قال رضي اللّه عنه وجدت بخطّ أحمد بن إبراهيم بن محمّد بن أبان قال أخبرني أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس اليمانيّ قال حدّثني محمّد بن إبراهيم الأصبحيّ قال حدّثني أبو الخصيب بن سليمان رضي اللّه تعالى عنهم قال أخبرني أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ع قال قال أمير المؤمنين ع كان لرسول اللّه ص سرّ قلّما عثر عليه إلى أن ذكر عن رسول اللّه ص أنّه قال لمّا أسري بي فانتهيت إلى السّماء السّابعة فتح لي بصري إلى فرجة في العرش تفور كفور القدور فلمّا أردت الانصراف أقعدت عند تلك الفرجة ثمّ نوديت يا محمّد إنّ ربّك عزّ و جلّ يقرأ عليك السّلام إلى أن قال قال يا محمّد من أراد من أمّتك الأمان من بليّتي و الاستجابة لدعوته فليقل حين يسمع تأذين المغرب يا مسلّط نقمته على أعدائه بالخذلان لهم في الدّنيا و العذاب لهم في الآخرة و يا موسّعا فضله على أوليائه بعصمته إيّاهم في الدّنيا و حسن عائدته عليهم في الآخرة و يا شديد النّكال بالانتقام و يا حسن المجازاة بالثّواب من أطاعه و يا بارئ خلق الجنّة و النّار و ملزم أهلهما عملهما و العالم بمن يصير إلى جنّته و ناره يا هادي يا مضلّ يا كافي يا معافي يا معاقب اهدني بهداك و عافني بمعافاتك من سكنى جهنّم مع الشّياطين و ارحمني فإنّك إن لم ترحمني كنت من الخاسرين و أعذني من الخسران بدخول النّار و حرمان الجنّة بحقّ لا إله إلّا أنت يا ذا الفضل العظيم فإنّه إذا قال ذلك تغمّدته في ذلك المقام الّذي يقول فيه برحمتي
قلت و الخبر طويل مشتمل على أدعية كثيرة لحوائج شتّى معروفة بأدعية السّرّ فرّقها الأصحاب كالشّيخ و غيره في كتب الأدعية و تلقّوها بالقبول
3 الشّيخ الطّوسيّ في المبسوط، مرسلا و يقول عند أذان المغرب اللّهمّ هذا إقبال ليلك و إدبار نهارك و أصوات دعاتك فاغفر لي
باب 34 -استحباب حكاية الأذان عند سماعه كما يقول المؤذّن و لو على الخلاء و ما يقال بعد الشّهادتين
1 جامع الأخبار، عن أمير المؤمنين ع أنّه سأل النّبيّ ص عن تفسير الأذان فقال يا عليّ الأذان حجّة على أمّتي و تفسيره إذا قال المؤذّن اللّه أكبر اللّه أكبر فإنّه يقول اللّهمّ أنت الشّاهد على ما أقول يا أمّة أحمد قد حضرت الصّلاة فتهيّئوا و دعوا عنكم شغل الدّنيا و إذا قال أشهد أن لا إله إلّا اللّه فإنّه يقول يا أمّة أحمد أشهد اللّه و أشهد ملائكته أنّي أخبرتكم بوقت الصّلاة فتفرّغوا لها و إذا قال أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه فإنّه يقول يعلم اللّه و يعلم ملائكته أنّي قد أخبرتكم بوقت الصّلاة فتفرّغوا لها فإنّه خير لكم و إذا قال حيّ على الصّلاة فإنّه يقول يا أمّة أحمد دين قد أظهره اللّه لكم و رسوله فلا تضيّعوه و لكن تعاهدوا يغفر اللّه لكم تفرّغوا لصلاتكم فإنّه عماد دينكم و إذا قال حيّ على الفلاح فإنّه يقول يا أمّة أحمد قد فتح اللّه عليكم أبواب الرّحمة فقوموا و خذوا نصيبكم من الرّحمة تربحوا للدّنيا و الآخرة و إذا قال )حيّ على خير العمل( فإنّه يقول ترحّموا على أنفسكم فإنّه لا أعلم لكم عملا أفضل من هذه فتفرّغوا لصلاتكم قبل النّدامة و إذا قال لا إله إلّا اللّه فإنّه يقول يا أمّة أحمد اعلموا أنّي جعلت أمانة سبع سماوات و سبع أرضين في أعناقكم فإن شئتم فأقبلوا و إن شئتم فأدبروا فمن أجابني فقد ربح و من لم يجبني فلا يضرّني ثمّ قال يا عليّ الأذان نور فمن أجاب نجا و من عجز خسف و كنت له خصما بين يدي اللّه و من كنت له خصما فما أسوأ حاله و قال ص إجابة المؤذّن كفّارة الذّنوب و قال النّبيّ ص إجابة المؤذّن رحمة و ثوابه الجنّة و من لم يجب خاصمته يوم القيامة فطوبى لمن أجاب داعي اللّه و مشى إلى المسجد و لا يجيبه و لا يمشي إلى المسجد إلّا مؤمن من أهل الجنّة و قال ص من أجاب المؤذّن و أجاب العلماء كان يوم القيامة تحت لوائي و يكون في الجنّة في جواري و له عند اللّه ثواب ستّين شهيدا و قال ص من أجاب المؤذّنين و التّائبين و الشّهداء فهم في صعيد واحد لا يخافون إذا خاف النّاس و قال ص من أجاب المؤذّن كتبت له شفاعتي و كنت له شفيعا بين يدي اللّه و غفر اللّه له الذّنوب سرّها و علانيتها و كتب له بكلّ ركعة يصلّي مع الإمام فضل ستّمائة ركعة و له بكلّ ركعة مدينة في ]الجنّة[ و قال ص من سمع الأذان فأجاب كان عند اللّه من السّعداء و قال ص من لم يجب داعي اللّه فليس له في الإسلام نصيب و من أجاب اشتاقت إليه الجنّة و قال ص من أجاب داعي اللّه استغفرت له الملائكة و يدخل الجنّة بغير حساب
2 القطب الرّاونديّ في دعواته، شكا رجل إلى أبي عبد اللّه ع الفقر فقال أذّن كلّما سمعت الأذان كما يؤذّن المؤذّن
الصّدوق في الخصال، عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عمّه محمّد بن أبي القاسم عن محمّد بن عليّ القوسيّ الكوفيّ عن أبي زياد محمّد بن زياد البصريّ عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن المدنيّ عن ثابت بن أبي صفيّة الثّماليّ عن ثور بن سعيد عن أبيه سعيد بن علاقة عن أمير المؤمنين ع في خبر شريف أنّه قال و إجابة المؤذّن تزيد في الرّزق
و رواه سبط الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، عنه ع مثله
4 دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه قال ثلاث لا يدعهنّ إلّا عاجز رجل سمع مؤذّنا لا يقول كما قال الخبر
5 ، و روّينا عن عليّ بن الحسين ع أنّ رسول اللّه ص كان إذا سمع المؤذّن قال كما يقول فإذا قال حيّ على الصّلاة حيّ على الفلاح حيّ على خير العمل قال لا حول و لا قوّة إلّا باللّه فإذا انقضت الإقامة قال اللّهمّ ربّ )هذه( الدّعوة التّامّة و الصّلاة القائمة أعط محمّدا سؤله يوم القيامة و بلّغه الدّرجة الوسيلة من الجنّة و تقبّل شفاعته في أمّته
6 و عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ع أنّه قال إذا قال المؤذّن اللّه أكبر فقل اللّه أكبر ]و إذا قال أشهد أن لا إله إلّا اللّه فقل أشهد أن لا إله إلّا اللّه[ فإذا قال أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه فقل أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه فإذا قال قد قامت الصّلاة فقل اللّهم أقمها و أدمها و اجعلنا من خير صالحي أهلها عملا الخبر
7 الشّيخ الطّوسيّ في المبسوط، روي أنّه إذا سمع المؤذّن يؤذّن يقول و أنا أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له و أنّ محمّدا عبده و رسوله رضيت باللّه ربّا و بالإسلام دينا و بمحمّد رسولا و بالأئمّة الطّاهرين أئمّة و يصلّي على محمّد و آله ثمّ يقول اللّهمّ ربّ هذه الدّعوة التّامّة و الصّلاة القائمة آت محمّدا الوسيلة ]و الشّفاعة[ و الفضيلة و ارزقه المقام المحمود الّذي وعدته و ارزقني شفاعته يوم القيامة
8 السّيّد الرّضيّ في المجازات النّبويّة، عن النّبيّ ص أنّه قال و قد سمع مؤذّنا يقول أشهد أن لا إله إلّا اللّه ]فقال ص[ صدّقك كلّ رطب و يابس
9 الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، إذا قال المؤذّن اللّه أكبر فقل مثل ذلك و إذا قال أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه فقل و أنا أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه )أكتفي بهما( عن كلّ من أبى و جحد و أعين بهما من أقرّ و شهد و قد روي أنّ المؤذّن إذا قال أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه فقل صلّى اللّه عليه و آله )الطّيّبين( الطّاهرين اللّهمّ اجعل عملي برّا و مودّة آل محمّد في قلبي مستقرّا و أدرّ عليّ الرّزق درّا و إذا قال حيّ على الصّلاة حيّ على الفلاح فقل لا حول و لا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم
و رواه والده المعظّم أمين الإسلام في الآداب الدّينيّة، مثله و زاد فيه و يقول عند قول حيّ على خير العمل مرحبا بالقائلين عدلا و بالصّلاة مرحبا و أهلا
10 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن رسول اللّه ص قال إذا نودي للصّلاة الآية إنّ من يستمع الأذان و يجيب فلا يسمع زفير جهنّم
11 ابن أبي جمهور في درر اللآّلي، عن النّبيّ ص قال إذا سمعتم المؤذّن فقولوا كما يقول ثمّ صلّوا عليّ فمن صلّى عليّ صلاة صلّى اللّه عليه بها عشرا ثمّ سلوا ]لي[ الوسيلة فإنّها منزلة في الجنّة لا تنبغي أن تكون ]إلّا[ لعبد من عباد اللّه و أنا أرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلّت له الشّفاعة و عنه ص قال لمّا سمع بلال يؤذّن و سكت بعد فراغه من قال مثل هذا بيقين دخل الجنّة
12 ، و عنه ص أنّه إذا قال المؤذّن أشهد أن لا إله إلّا اللّه يقول الحاكي و أنا أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له و أنّ محمّدا عبده و رسوله رضيت باللّه ربّا و بالإسلام دينا و بمحمّد رسولا و بالأئمّة الطّاهرين ع أئمّة ثمّ يقول اللّهمّ ربّ هذه الدّعوة التّامّة و الصّلاة القائمة آت محمّدا الوسيلة و الفضيلة و ابعثه المقام المحمود الّذي وعدته و ارزقني شفاعته يوم القيامة
باب 35- استحباب الأذان عند تغوّل الغول و في أذن المولود و في أذن من ساء خلقه
1 الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص من ولد له مولود فليؤذّن في أذنه اليمنى بأذان الصّلاة و ليقم في اليسرى فإنّ ذلك عصمة من الشّيطان الرّجيم و الإفزاع له
2 ، و بهذا الإسناد عنه ع قال قال رسول اللّه ص إذا تغوّلت بكم الغيلان فأذّنوا بأذان الصّلاة
3 دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّ رسول اللّه ص قال من ولد له مولود فليؤذّن في أذنه اليمنى و ليقم في اليسرى فإنّ ذلك عصمة من الشّيطان الخبر
، و عنه ع أنّه قال قال رسول اللّه ص إذا تغوّلت بكم الغيلان فأذّنوا بالصّلاة
5 زيد الزّرّاد في أصله، قال حججنا سنة فلمّا صرنا في خرابات المدينة بين الحيطان افتقدنا رفيقا لنا من إخواننا فطلبناه فلم نجده فقال لنا النّاس بالمدينة إنّ صاحبكم اختطفته الجنّ فدخلت على أبي عبد اللّه ع و أخبرته بحاله و بقول أهل المدينة فقال اخرج إلى المكان الّذي اختطف أو قال افتقد فقل بأعلى صوتك يا صالح بن عليّ إنّ جعفر بن محمّد ع يقول لك أ هكذا عاهدت و عاقدت الجنّ عليّ بن أبي طالب ع اطلب فلانا حتّى تؤدّيه إلى رفقائه ثمّ قال يا معشر الجنّ عزمت عليكم بما عزم عليّ بن أبي طالب ع لمّا خلّيتم عن صاحبي و أرشدتموه إلى الطّريق قال ففعلت ذلك فلم ألبث إذا بصاحبي قد خرج على بعض الخرابات فقال إنّ شخصا تراءى لي ما رأيت صورة إلّا و هو أحسن منها فقال يا فتى أظنّك تتولّى آل محمّد ع فقلت نعم فقال إنّ هاهنا رجلا من آل محمّد ع هل لك أن تؤجر و تسلّم عليه فقلت بلى فأدخلني من هذه الحيطان و هو يمشي أمامي فلمّا أن سار غير بعيد نظرت فلم أر شيئا و غشي عليّ فبقيت مغشيّا عليّ لا أدري أين أنا من أرض اللّه حتّى كان الآن فإذا قد أتاني آت و حملني حتّى أخرجني إلى الطّريق فأخبرت أبا عبد اللّه ع بذلك فقال ذلك الغوّال أو الغول نوع من الجنّ يغتال الإنسان فإذا رأيت الواحد فلا تسترشده و إن أرشدكم فخالفوه فإذا رأيته في خراب و قد خرج عليك أو في فلاة من الأرض فأذّن في وجهه و ارفع صوتك و قل سبحان الّذي جعل في السّماء نجوما رجوما للشّياطين عزمت عليك يا خبيث بعزيمة اللّه الّتي عزم بها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ع و رميت بسهم اللّه المصيب الّذي لا يخطئ و جعلت سمع اللّه على سمعك و بصرك و ذلّلتك بعزّة اللّه و قهرت سلطانك بسلطان اللّه يا خبيث لا سبيل لك فإنّك تقهره إن شاء اللّه و تصرفه عنك فإذا ضللت الطّريق فأذّن بأعلى صوتك و قل يا سيّارة اللّه دلّونا على الطّريق يرحمكم اللّه أرشدونا يرشدكم اللّه فإن أصبت و إلّا فناد يا عتاة الجنّ و يا مردة الشّياطين أرشدوني و دلّوني الطّريق و إلّا أشرعت لكم بسهم اللّه المصيب إيّاكم عزيمة عليّ بن أبي طالب ع يا مردة الشّياطين إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السّموات و الأرض فانفذوا لا تنفذون إلّا بسلطان مبين اللّه غالبكم بجنده الغالب و قاهركم بسلطانه القاهر و مذلّلكم بعزّه المتين فإن تولّوا فقل حسبي اللّه لا إله إلّا هو عليه توكّلت و هو ربّ العرش العظيم و ارفع صوتك بالأذان ترشد و تصيب الطّريق إن شاء اللّه تعالى
باب 36 -جواز الأذان إلى غير القبلة و استحباب استقبالها خصوصا في التّشهّد و كراهة الخروج من المسجد عند سماع الأذان
1 الصّدوق في المقنع، و لا بأس أن تؤذّن و أنت على غير وضوء مستقبل القبلة و مستدبرها إلى أن قال و لكن إذا أقمت فعلى وضوء مستقبل القبلة
باب 37 -نوادر ما يتعلّق بأبواب الأذان و الإقامة
1 الشّيخ الصّدوق في معاني الأخبار، و التّوحيد، عن أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن المروزيّ عن محمّد بن جعفر المقري عن محمّد بن الحسن الموصليّ عن محمّد بن عاصم الطّريفيّ عن عيّاش بن يزيد بن الحسن عن أبيه عن موسى بن جعفر عن آبائه عن الحسين بن عليّ ع قال كنّا جلوسا في المسجد إذ صعد المؤذّن المنارة فقال اللّه أكبر اللّه أكبر فبكى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ع و بكينا ببكائه فلمّا فرغ المؤذّن قال أ تدرون ما يقول المؤذّن قلنا اللّه و رسوله و وصيّه أعلم فقال لو تعلمون ما يقول لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا فلقوله اللّه أكبر معان كثيرة منها أنّ قول المؤذّن اللّه أكبر يقع على قدمه و أزليّته و أبديّته و علمه و قوّته و قدرته و حلمه و كرمه و جوده و عطائه و كبريائه فإذا قال المؤذّن اللّه أكبر فإنّه يقول اللّه الّذي له الخلق و الأمر و بمشيّته كان الخلق و منه كان كلّ شيء للخلق و إليه يرجع الخلق و هو الأوّل قبل كلّ شيء لم يزل و الآخر بعد كلّ شيء لا يزال و الظّاهر فوق كلّ شيء لا يدرك و الباطن دون كلّ شيء لا يحدّ فهو الباقي و كلّ شيء دونه فان و المعنى الثّاني اللّه أكبر أي العليم الخبير علم ما كان و ما يكون قبل أن يكون و الثّالث اللّه أكبر أي القادر على كلّ شيء يقدر على ما يشاء القويّ لقدرته المقتدر على خلقه القويّ لذاته و قدرته قائمة على الأشياء كلّها إذا قضى أمرا فإنّما يقول له كن فيكون و الرّابع اللّه أكبر على معنى حلمه و كرمه يحلم كأنّه لا يعلم و يصفح كأنّه لا يرى و يستر كأنّه لا يعصى و لا يعجّل بالعقوبة كرما و صفحا و حلما و الوجه الآخر في معنى اللّه أكبر أي الجواد جزيل العطاء كريم الفعال و الوجه الآخر اللّه أكبر فيه نفي كيفيّته كأنّه يقول اللّه أجلّ من أن يدرك الواصفون قدر صفته الّذي هو موصوف به و إنّما يصفه الواصفون على قدرهم لا على قدر عظمته و جلاله تعالى اللّه عن أن يدرك الواصفون صفته علوّا كبيرا و الوجه الآخر اللّه أكبر كأنّه يقول اللّه أعلى و أجلّ و هو الغنيّ عن عباده لا حاجة به إلى أعمالهم و أمّا قوله أشهد أن لا إله إلّا اللّه فإعلام بأنّ الشّهادة لا تجوز إلّا بمعرفة من القلب كأنّه يقول أعلم أنّه لا معبود إلّا اللّه عزّ و جلّ و أنّ كلّ معبود باطل سوى اللّه عزّ و جلّ و أقرّ بلساني بما في قلبي من العلم بأنّه لا إله إلّا اللّه و أشهد أنّه لا ملجأ من اللّه عزّ و جلّ إلّا إليه و لا منجى من شرّ كلّ ذي شرّ و فتنة كلّ ذي فتنة إلّا باللّه و في المرّة الثّانية أشهد أن لا إله إلّا اللّه معناه أشهد أن لا هادي إلّا اللّه و لا دليل إلّا اللّه و أشهد اللّه بأنّي أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أشهد سكّان السّموات و سكّان الأرض و ما فيهنّ من الملائكة و النّاس أجمعين و ما فيهنّ من الجبال و الأشجار و الدّوابّ و الوحوش و كلّ رطب و يابس بأنّي أشهد أن لا خالق إلّا اللّه و لا رازق و لا معبود و لا ضارّ و لا نافع و لا قابض و لا باسط و لا معطي و لا مانع و لا دافع و لا ناصح و لا كافي و لا شافي و لا مقدّم و لا مؤخّر إلّا اللّه له الخلق و الأمر و بيده الخير كلّه تبارك اللّه ربّ العالمين و أمّا قوله أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه يقول أشهد اللّه على أنّي أشهد أنّه لا إله إلّا هو و أنّ محمّدا عبده و رسوله و نبيّه و صفيّه و نجيبه أرسله إلى كافّة النّاس أجمعين بالهدى و دين الحقّ ليظهره على
الدّين كلّه و لو كره المشركون و أشهد من في السّموات و الأرض من النّبيّين و المرسلين و الملائكة و النّاس أجمعين أنّي أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه سيّد الأوّلين و الآخرين و في المرّة الثّانية أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه يقول أشهد أن لا حاجة لأحد إلى أحد إلّا إلى اللّه الواحد القهّار الغنيّ عن عباده و الخلائق أجمعين و أنّه أرسل محمّدا إلى النّاس بشيرا و نذيرا و داعيا إلى اللّه بإذنه و سراجا منيرا فمن أنكره و جحده و لم يؤمن به أدخله اللّه عزّ و جلّ نار جهنّم خالدا مخلّدا لا ينفكّ عنها أبدا و أمّا قوله حيّ على الصّلاة أي هلمّوا إلى خير أعمالكم و دعوة ربّكم و سارعوا إلى مغفرة من ربّكم و إطفاء ناركم الّتي أوقدتموها على ظهوركم و فكاك رقابكم الّتي رهنتموها بذنوبكم ليكفّر اللّه عنكم سيّئاتكم و يغفر لكم ذنوبكم و يبدّل سيّئاتكم حسنات فإنّه ملك كريم ذو الفضل العظيم و قد أذن لنا معاشر المسلمين بالدّخول في خدمته و التّقدّم إلى بين يديه و في المرّة الثّانية حيّ على الصّلاة أي قوموا إلى مناجاة ربّكم و عرض حاجاتكم على ربّكم و توسّلوا إليه بكلامه و تشفّعوا به و أكثروا الذّكر و القنوت و الرّكوع و السّجود و الخضوع و الخشوع و ارفعوا إليه حوائجكم فقد أذن لنا في ذلك و أمّا قوله حيّ على الفلاح فإنّه يقول أقبلوا إلى بقاء لا فناء معه و نجاة لا هلاك معها و تعالوا إلى حياة لا ممات معها و إلى نعيم لا نفاد له و إلى ملك لا زوال عنه و إلى سرور لا حزن معه و إلى أنس لا وحشة معه و إلى نور لا ظلمة معه و إلى سعة لا ضيق معها و إلى بهجة لا انقطاع لها و إلى غنى لا فاقة معه و إلى صحّة لا سقم معها و إلى عزّ لا ذلّ معه و إلى قوّة لا ضعف معها و إلى كرامة يا لها من كرامة و عجّلوا إلى سرور الدّنيا و العقبى و نجاة الآخرة و الأولى و في المرّة الثّانية حيّ على الفلاح فإنّه يقول سابقوا إلى ما دعوتكم إليه و إلى جزيل الكرامة و عظيم المنّة و سنيّ النّعمة و الفوز العظيم و نعيم الأبد في جوار محمّد ص في مقعد صدق عند مليك مقتدر و أمّا قوله اللّه أكبر اللّه أكبر فإنّه يقول اللّه أعلى و أجلّ من أن يعلم أحد من خلقه ما عنده من الكرامة لعبد أجابه و أطاعه و أطاع أمره و عرفه و عرف وعيده و عبده و اشتغل به و بذكره و أحبّه و أنس به و اطمأنّ إليهو وثق به و خافه و رجاه و اشتاق إليه و وافقه في حكمه و قضائه و رضي به و في المرّة الثّانية اللّه أكبر فإنّه يقول اللّه أكبر و أعلى و أجلّ من أن يعلم أحد مبلغ كرامته لأوليائه و عقوبته لأعدائه و مبلغ عفوه و غفرانه و نعمته لمن أجابه و أجاب رسوله و مبلغ عذابه و نكاله و هوانه لمن أنكره و جحده و أمّا قوله لا إله إلّا اللّه معناه للّه الحجّة البالغة عليهم بالرّسول و الرّسالة و البيان و الدّعوة و هو أجلّ من أن يكون لأحد منهم عليه حجّة فمن أجابه فله النّور و الكرامة و من أنكرهفإنّ اللّه غنيّ عن العالمين و هو أسرع الحاسبين و معنى قد قامت الصّلاة في الإقامة أي حان وقت الزّيارة و المناجاة و قضاء الحوائج و درك المنى و الوصول إلى اللّه عزّ و جلّ و إلى كرامته و غفرانه و عفوه و رضوانه
قال الصّدوق إنّما ترك الرّاوي ذكر حيّ على خير العمل للتّقيّة
و قد روي في خبر آخر أنّ الصّادق ع سئل عن معنى حيّ على خير العمل فقال خير العمل الولاية و في خبر آخر خير العمل برّ فاطمة و ولدها ع
2 و في معاني الأخبار، عن عليّ بن عبد اللّه الورّاق و عليّ بن محمّد بن الحسن عن سعد بن عبد اللّه عن العبّاس بن سعيد الأزرق عن أبي نصر عن عيسى بن مهران عن يحيى بن الحسن بن فرات عن حمّاد بن يعلى عن عليّ بن الحزوّر عن الأصبغ بن نباتة عن محمّد بن الحنفيّة أنّه ذكر عنده الأذان فقال لمّا أسري بالنّبيّ ص إلى السّماء و تناهى إلى السّماء السّادسة نزل ملك من السّماء السّابعة لم ينزل قبل ذلك اليوم قطّ فقال اللّه أكبر اللّه أكبر فقال اللّه جلّ جلاله أنا كذلك فقال أشهد أن لا إله إلّا اللّه فقال اللّه عزّ و جلّ أنا كذلك لا إله إلّا أنا فقال أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه قال اللّه جلّ جلاله عبدي و أميني على خلقي اصطفيته برسالاتي ثمّ قال حيّ على الصّلاة قال اللّه جلّ جلاله فرضتها على عبادي و جعلتها لي دينا ثمّ قال حيّ على الفلاح قال اللّه جلّ جلاله أفلح من مشى إليها و واظب عليها ابتغاء وجهي ثمّ قال حيّ على خير العمل قال اللّه جلّ جلاله هي أفضل الأعمال و أزكاها عندي ثمّ قال قد قامت الصّلاة فتقدّم النّبيّ ص فأمّ أهل السّماء فمن يومئذ تمّ شرف النّبيّ ص
3 و فيه، عن أبي الحسن بن عمرو بن عليّ بن عبد اللّه البصريّ عن خلف بن محمّد البلخيّ عن أبيه محمّد بن أحمد عن عيّاش بن الضّحاك عن مكّيّ بن إبراهيم عن ابن جريج عن عطاء قال كنّا عند ابن العبّاس بالطّائف أنا و أبو العالية و سعيد بن جبير و عكرمة فجاء المؤذّن فقال اللّه أكبر اللّه أكبر و اسم المؤذّن قثم بن عبد الرّحمن الثّقفيّ فقال ابن عبّاس أ تدرون ما قال المؤذّن فسأله أبو العالية فقال أخبرنا بتفسيره قال ابن عبّاس إذا قال المؤذّن اللّه أكبر اللّه أكبر يقول يا مشاغيل الأرض قد وجبت الصّلاة فتفرّغوا لها و إذا قال أشهد أن لا إله إلّا اللّه يقول يقوم يوم القيامة و يشهد لي ما في السّموات و ما في الأرض على أنّي أخبرتكم في اليوم خمس مرّات و إذا قال أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه يقول تقوم القيامة و محمّد يشهد لي عليكم أنّي قد أخبرتكم بذلك في اليوم خمس مرّات و حجّتي عند اللّه قائمة فإذا قال حيّ على الصّلاة يقول دينا قيما فأقيموه و إذا قال حيّ على الفلاح يقول هلمّوا إلى طاعة اللّه و خذوا سهمكم من رحمة اللّه يعني الجماعة و إذا قال العبد اللّه أكبر اللّه أكبر يقول حرّمت الأعمال و إذا قال لا إله إلّا اللّه يقول أمانة سبع سماوات و سبع أرضين و الجبال و البحار وضعت على أعناقكم إن شئتم أقبلوا و إن شئتم فأدبروا
4 صحيفة الرّضا، ع عن آبائه قال قال عليّ بن أبي طالب ع لمّا بدئ رسول اللّه ص بتعليم الأذان أتى جبرئيل بالبراق فاستعصت عليه ثمّ أتى بدابّة يقال لها برقة فاستعصت فقال لها جبرئيل اسكني برقة فما ركبك أحد أكرم على اللّه منه فسكنت قال ص فركبتها حتّى انتهيت إلى الحجاب الّذي يلي الرّحمن عزّ ربّنا و جلّ فخرج ملك من وراء الحجاب فقال اللّه أكبر اللّه أكبر قال ص قلت يا جبرئيل من هذا الملك قال جبرئيل و الّذي أكرمك بالنّبوّة ما رأيت هذا الملك قبل ساعتي هذه فقال الملك اللّه أكبر اللّه أكبر فنودي من وراء الحجاب صدق عبدي أنا أكبر أنا أكبر قال فقال الملك أشهد أن لا إله إلّا اللّه أشهد أن لا إله إلّا اللّه فنودي من وراء الحجاب صدق عبدي أنا اللّه لا إله إلّا أنا لا إله إلّا أنا قال فقال الملك أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه أشهد أن محمّدا رسول اللّه فنودي من وراء الحجاب صدق عبدي أنا أرسلت محمّدا رسولا قال فقال الملك حيّ على الصّلاة حيّ على الصّلاة فنودي من وراء الحجاب صدق عبدي و دعا إلى عبادتي قال فقال الملك حيّ على الفلاح حيّ على الفلاح فنودي من وراء الحجاب صدق عبدي و دعا إلى عبادتي قد أفلح من واظب عليها قال فيومئذ أكمل اللّه عزّ و جلّ لي الشّرف على الأوّلين و الآخرين
5 البحار، نقلا عن خطّ الشّهيد ره عن أبي الوليد عن أبي عبد اللّه ع في قوله قد قامت الصّلاة و إنّما يعني به قيام القائم ع
و وجدته في مجموعة الشّيخ محمّد بن عليّ الجباعيّ منقولا عنه ره
6 عوالي اللآّلي، روي في الخبر عنه ص أنّه إذا أذّن المؤذّن أدبر الشّيطان و له ضراط
7 1 16- البحار، عن العلل لمحمّد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال علّة الأذان أن تكبّر اللّه و تعظّمه و تقرّ بتوحيد اللّه و بالنّبوّة و الرّسالة و تدعو إلى الصّلاة و تحثّ على الزّكاة و معنى الأذان الإعلام لقول اللّه تعالى و أذان من اللّه و رسوله إلى النّاس أي إعلام و قال أمير المؤمنين ع كنت أنا الأذان في النّاس بالحجّ و قوله و أذّن في النّاس بالحجّ أي أعلمهم و ادعهم فمعنى اللّه أنّه يخرج الشّيء من حدّ العدم إلى حدّ الوجود و يخترع الأشياء لا من شيء و كلّ مخلوق دونه يخترع الأشياء من شيء إلّا اللّه فهذا معنى اللّه و ذلك فرق بينه و بين المحدث و معنى أكبر أي أكبر من أن يوصف في الأوّل و أكبر من كلّ شيء لما خلق الشّيء و معنى قوله أشهد أن لا إله إلّا اللّه إقرار بالتّوحيد و نفي الأنداد و خلعها و كلّ ما يعبد من دون اللّه و معنى أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه إقرار بالرّسالة و النّبوّة و تعظيم لرسول اللّه و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ و رفعنا لك ذكرك أي تذكر معي إذا ذكرت و معنى حيّ على الصّلاة أي حثّ على الصّلاة و معنى حيّ على الفلاح أي حثّ على الزّكاة و قوله حيّ على خير العمل أي حثّ على الولاية و علّة أنّها خير العمل أنّ الأعمال كلّها بها تقبل اللّه أكبر اللّه أكبر لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه فألقى معاوية من آخر الأذان محمّد رسول اللّه فقال أ ما يرضى محمّد أن يذكر في أوّل الأذان حتّى يذكر في آخره و معنى الإقامة هي الإجابة و الوجوب و معنى كلماتها فهي الّتي ذكرناها في الأذان و معنى قد قامت الصّلاة أي قد وجبت الصّلاة و حانت و أقيمت و أمّا العلّة فيها فقال الصّادق ع إذا أذّنت و صلّيت صلّى خلفك صفّ من الملائكة و إذا أذّنت و أقمت صلّى خلفك صفّان من الملائكة و لا تجوز ترك الأذان إلّا في صلاة الظّهر و العصر و العتمة يجوز في هذه الثّلاث الصّلوات إقامة بلا أذان و الأذان أفضل و لا تجعل ذلك عادة و لا يجوز ترك الأذان و الإقامة في صلاة المغرب و صلاة الفجر و العلّة في ذلك أنّ هاتين الصّلاتين تحضرهما ملائكة اللّيل و ملائكة النّهار
8 ابنا بسطام في طبّ الأئمّة، ع عن محمّد بن جعفر البرسيّ عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن سنان عن يونس بن ظبيان عن المفضّل بن عمر عن جعفر بن محمّد الصّادق ع أنّه دخل عليه رجل من مواليه و قد وعك فقال له ما لي أراك متغيّر اللّون فقلت جعلت فداك وعكت وعكا شديدا منذ شهر ثمّ لم تنقلع الحمّى عنّي و قد عالجت نفسي بكلّ ما وصفه لي المترفّقون فلم أنتفع بشيء من ذلك فقال له الصّادق ع حلّ أزرار قميصك و أدخل رأسك في قميصك و أذّن و أقم و اقرأ سورة الحمد سبع مرّات قال ففعلت ذلك فكأنّما نشطت من عقال
9 الزّمخشريّ في الكشّاف، في قوله تعالى إنّما الخمر و الميسر عن عليّ ع لو وقعت قطرة في بئر فبنيت مكانها منارة لم أؤذّن عليها
10 الشّيخ الطّبرسيّ في عدّة السّفر و عمدة الحضر، قال روي عن الأئمّة ع أنّه يكتب الأذان و الإقامة لرفع وجع الرّأس و يعلّق عليه
11 الدّيلميّ في إرشاد القلوب، عن مسلم المجاشعيّ عن حذيفة في حديث طويل قال إنّ أبا بكر أراد أن يصلّي بالنّاس في مرض النّبيّ ص بغير إذنه فلمّا سمع النّبيّ ص ذلك خرج إلى المسجد متّكئا على عليّ ع و الفضل بن العبّاس فتقدّم إلى المحراب و جذب أبا بكر من ورائه فنحّاه من المحراب فصلّى النّاس خلف رسول اللّه ص و هو جالس و بلال يسمع النّاس التّكبير حتّى قضى صلاته الخبر
قال في البحار يدلّ على أنّه لا يكره للمؤذّن و شبهه رفع الصّوت بالتكبيرات ليسمع سائر المؤمنين كما هو الشّائع مع أنّه في المجاميع العظيمة لا يتأتّى الأمر بدونه انتهى
12 الشّيخ الطّوسيّ في المبسوط، فأمّا قول أشهد أنّ عليّا أمير المؤمنين و آل محمّد خير البريّة على ما ورد في شواذّ الأخبار فليس بمعمول عليه في الأذان و لو فعله الإنسان لم يأثم به غير أنّه ليس من فضيلة الأذان و لا كمال فصوله
13 ابن أبي جمهور الأحسائيّ في درر اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه سمع مؤذّنا يطرب فقال ع الأذان سهل سمح فإن كان أذانك سهلا سمحا و إلّا فلا تؤذّن
14 دعائم الإسلام، و لا بأس أن يؤذّن الأعمى إذا سدّد و قد كان ابن أمّ مكتوم يؤذّن لرسول اللّه ص و هو أعمى
15 ، و عن رسول اللّه ص أنّ بلالا كان يؤذنه بالصّلاة بعد الأذان ليخرج فيصلّي بالنّاس
16 ، و عن عليّ ع أنّه قال ما آسى على شيء غير أنّي وددت أنّي سألت رسول اللّه ص الأذان للحسن و الحسين ع.
قال في البحار و فيه ترغيب عظيم في الأذان حيث تمنّى أن يسأل رسول اللّه ص أن يعيّن شبليه للأذان في حياته أو بعد وفاته أو الأعمّ. قلت و فيه إشارة أيضا إلى أنّ الأذان للإعلام من المستحبّات الكفائيّة و أنّ المكلّف به متّحد و إن كان المكلّف عامّا و بعد تحقّق الفعل من البعض يرتفع الخطاب لعدم بقاء محلّه أو العينيّة و لكن يسقط عن الباقي مع فعل البعض.
و يؤيّده ما مرّ عن الجعفريّات، عن عليّ ع قال قلنا يا رسول اللّه إنّك رغّبتنا في الأذان حتّى خفنا أن تضطرب عليه أمّتك بالسّيوف فقال ص أما إنّه لن يعدو ضعفاءكم
و في الدّعائم، ما يقرب منه
و عن جعفر بن محمّد عن آبائه عن عليّ ع عنه ص قال ثلاثة لو تعلم أمّتي ما فيها لضربت عليها بالسّهام الأذان الخبر
فإنّ ظاهر الجميع أنّه فعل واحد يقوم به واحد كالإمامة و الخطابة قابل للتّشاحّ و المنازعة فيه و إن كان كلّ من المكلّفين قابلا لإقامته فلو جاز التّعدّد لما كان محلّا لضرب السّهام عليه. قال في التّذكرة فإن تشاحّ نفسان في الأذان قال الشّيخ رحمه اللّه يقرع
لقول النّبيّ ص لو يعلم النّاس ما في الأذان و الصّفّ الأوّل ثمّ لا يجدوا إلّا أن يستهموا عليه لفعلوا
فدلّ على جواز الاستهام فيه و هذا القول جيّد مع فرض التّساوي في الصّفات المعتبرة في التّأذين و إن لم يتساووا قدّم من كان أعلى صوتا و أبلغ في معرفة الوقت و أشدّ محافظة عليه و من يرتضيه الجيران و أعفّ عن النّظر. و في التّحرير و لو تشاحّ المؤذّنون قدّم من اجتمعت فيه الصّفات المرجّحة و مع الاتّفاق يقرع. و في الذّكرى لو تشاحّ العدل و الفاسق قدّم العدل و لو تشاحّ العدول أو الفاسقون قدّم الأعلم بالأوقات لأمن الغلط معه و منه يعلم تقديم المبصر على المكفوف ثمّ الأشّدّ محافظة على الأذان في الوقت ثمّ الأندى صوتا ثمّ من ترتضيه الجماعة و الجيران و مع التّساوي فالقرعة لقوله ص لو يعلم النّاس الخبر و
لقولهم ع كلّ أمر مجهول فيه القرعة
انتهى. و يؤيّد ما ذكرناه أنّ تشريع حكاية الأذان لكلّ أحد فإنّه لو جاز لكلّ مكلّف أن يؤذّن في أوّل الوقت إعلاما بأن يؤذّنوا جميعا كفعلهم سائر المستحبّات من الأدعية و الأذكار فلا محلّ و لا وقع للحكاية فإنّه لا داعي للحكاية و الإعراض عن الأذان الّذي ورد فيه ما ورد من المثوبات و الأجور مع أنّه لا يشترط فيه الطّهارة و القيام و الاستقبال فكلّ من يتمكّن من الحكاية يقدر على الأذان الّذي هو منها أفضل و كلماته أقلّ و ثوابه أجزل فهذا الاهتمام بالحكاية يؤذن بعدم جواز التّعدّد و إلّا فهو ترغيب بالمرجوح في وقت التّمكّن من الرّاجح. و يؤيّده أيضا أنّ في عصر النّبيّ ص في الحضر و السّفر و الغزوات حتّى في فتح مكّة و قد ناف الأصحاب على عشرة آلاف سوى أهل مكّة كان المؤذّن هو بلال و كان ابن أمّ مكتوم يؤذّن في المدينة قبله أحيانا كما لا يخفى على من راجع السّير و الأخبار فلو كان مشروعا لكلّهم لما رغبوا عن هذه السّنّة الأكيدة مع شدّة اهتمامهم في السّنن و مواظبتهم عليها خصوصا الظّاهرة منها و لم نعثر على أثر حاك عن أحد من كبارهم و ضعفائهم و زهّادهم و عبّادهم أنّه اشتغل به في أوّل الوقت مع بلال أو قبله أو بعده و قد مرّ في غير واحد من الأخبار أنّه في يوم فتح مكّة لم يؤذّن غير بلال.
و في إعلام الورى للطّبرسيّ، نقلا عن كتاب أبان في سياق غزوة الفتح و نزول رسول اللّه ص مرّ الظّهران مع عشرة آلاف راجل و أربعمائة فارس و مجيء أبي سفيان و مبيته عند العبّاس قال فلمّا أصبح سمع بلالا يؤذّن قال ما هذا المنادي يا أبا الفضل قال هذا مؤذّن رسول اللّه ص قم فتوضّأ و صلّ الخبر
و في مجمع البيان قال السّائب كان لرسول اللّه ص مؤذّن واحد بلال الخبر. و في ما ورد من صفات المؤذّن و آدابه ككونه صيّتا بصيرا عارفا على مرتفع من الأرض إشارة إلى ما أيّدناه. و يؤيّده أنّهم ذكروا بعد المنع من الأجرة عليه مطلقا أنّه لا بأس بالارتزاق في أذان الإعلام من بيت مال المسلمين المعدّ لمصالحهم فلو كان مستحبّا عينيّا كالنّوافل صالحا لقيام كلّ به في وقت واحد لا يعدّ من المصالح كغيره من السّنن و أيّ مصلحة لهم في أذان واحد في بيته من غير أن يسمعه أحد كما هو لازم من أجازه و تخصيصه ببعض ما مرّ يوجب انقسام أذان الإعلام و لا أظنّ أحدا يلتزم به. و في التّحرير و لو احتيج في الإعلام إلى زيادة على اثنين استحبّ و منه يظهر أنّ الإعلام علّة لا حكمة كما أشار إليه في الجواهر بل قال ره فيه لا بأس بتعدّد المؤذّنين للإعلام بالوقت مجتمعين في محلّ واحد أو محالّ متعدّدة أو مرتّبين مع بقاء الوقت الّذي هو سبب لمشروعيّة الأذان لإطلاق الأدلّة و السّيرة المستقيمة و لما فيه من زيادة إقامة الشّعار و تكرير ذكر اللّه و تنبيه الغافلين و إيقاظ النّائمين انتهى. و الإطلاق مقيّد بما مرّ و السّيرة منقطعة في عصر الأئمّة ع لكون البلاد تحت سلطنة المخالفين و الإمام و القاضي و المؤذّن و الوالي و أمثالهم كانوا على حسب تعيينهم فلا عبرة بالتّعدّد و الوحدة فيه و أمّا في عصر النّبيّ ص فالسّيرة على خلاف ما ذكره و لا يخفى ما في باقي الوجوه مع أنّه لو صعد كلّ مكلّف في أوّل الوقت على سطح دار أو منارة و أذّنوا جميعا في وقت واحد لا لصلاتهم يعدّ من المنكرات و قد خرجنا في هذا المقام عن وضع الكتاب