باب 1 -وجوب عشرة النّاس حتّى العامّة بأداء الأمانة و إقامة الشّهادة و الصّدق و استحباب عيادة المرضى و شهود الجنائز و حسن الجوار و الصّلاة في المساجد
1 كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن أبي الصّبّاح عن خيثمة الجعفيّ عن أبي جعفر ع قال أردت أن أودّعه فقال يا خيثمة أبلغ موالينا السّلام و أوصهم بتقوى اللّه و أوصهم أن يعود غنيّهم على فقيرهم و قويّهم على ضعيفهم و أن يشهد حيّهم جنازة ميّتهم و أن يتلاقوا في بيوتهم فإنّ لقاء بعضهم بعضا في بيوتهم حياة لأمرنا رحم اللّه عبدا أحيا أمرنا يا خيثمة أبلغ موالينا أنّا لسنا نغني عنهم من اللّه شيئا إلّا بعمل و أنّهم لن ينالوا ولايتنا إلّا بورع و أنّ أعظم النّاس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثمّ خالفه إلى غيره
2 ، و عن حميد بن شعيب عن جابر قال سمعته يقول إنّ أناسا أتوا أبا جعفر ع فسألهم عن الشّيعة هل يعود غنيّهم على فقيرهم و هل يعود صحيحهم على مريضهم و هل يعرفون ضعيفهم و هل يتزاورون و هل يتحابّون و هل يتناصحون فقال القوم و ما هم اليوم كذلك فقال أبو جعفر ع ليس هم بشيء حتّى يكونوا كذلك
3 دعائم الإسلام، روينا عن جعفر بن محمّد ع أنّ نفرا أتوه من الكوفة من شيعته يسمعون منه و يأخذون عنه فأقاموا بالمدينة ما أمكنهم المقام و هم يختلفون إليه و يتردّدون عليه و يسمعون منه و يأخذون عنه فلمّا حضرهم الانصراف و ودّعوه قال له بعضهم أوصنا يا ابن رسول اللّه فقال أوصيكم بتقوى اللّه و العمل بطاعته و اجتناب معاصيه و أداء الأمانة لمن ائتمنكم و حسن الصّحابة لمن صحبتموه و أن تكونوا لنا دعاة صامتين فقالوا يا ابن رسول اللّه و كيف ندعو إليكم و نحن صموت قال تعملون بما أمرناكم به من العمل بطاعة اللّه و تتناهون عن معاصي اللّه و تعاملون النّاس بالصّدق و العدل و تؤدّون الأمانة و تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و لا يطّلع النّاس منكم إلّا على خير فإذا رأوا ما أنتم عليه قالوا هؤلاء الفلانية رحم اللّه فلانا ما كان أحسن ما يؤدّب أصحابه و علموا أفضل ما كان عندنا فتسارعوا إليه أشهد على أبي محمّد بن عليّ رضوان اللّه عليه لقد سمعته يقول كان أولياؤنا و شيعتنا فيما مضى خيرا ممّا كانوا فيه إن كان إمام مسجد في الحيّ كان منهم أو كان مؤذّن في القبيلة كان منهم و إن كان صاحب وديعة كان منهم و إن كان صاحب أمانة كان منهم و إن كان عالم من النّاس يقصدونه لدينهم و مصالح أمورهم كان منهم فكونوا كذلك حبّبونا إلى النّاس و لا تبغّضونا إليهم
4 ، و عنه ع أنّه قال لبعض شيعته اتّقوا اللّه و أحسنوا صحبة من تصاحبونه و جوار من تجاورونه و أدّوا الأمانات إلى أهلها و لا تسمّوا النّاس خنازير إن كنتم شيعتنا تقولون ما نقول و اعملوا بما نأمركم به تكونوا لنا شيعة و لا تقولوا فينا ما لا نقول في أنفسنا فلا تكونوا لنا شيعة إنّ أبي حدّثني أنّ الرّجل من شيعتنا كان يكون في الحيّ فتكون ودائعهم عنده و وصاياهم إليه فكذلك أنتم فكونوا
5 ، و عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع أنّه أوصى رجلا من أصحابه أنفذه إلى قوم من شيعته فقال له بلّغ شيعتنا السّلام و أوصهم بتقوى اللّه العظيم و بأن يعود غنيّهم على فقيرهم و يعود صحيحهم عليلهم و يحضر حيّهم جنازة ميّتهم و يتلاقوا في بيوتهم فإنّ لقاء بعضهم بعضا حياة لأمرنا رحم اللّه امرأ أحيا أمرنا و عمل بأحسنه قل لهم إنّا لا نغني عنكم من اللّه شيئا إلّا بعمل صالح و لن تنالوا ولايتنا إلّا بالورع و إنّ أشدّ النّاس حسرة يوم القيامة لمن وصف عملا ثمّ خالف إلى غيره
6 ، و عن أبي عبد اللّه ع أنّه أوصى بعض شيعته فقال أما و اللّه إنّكم لعلى دين اللّه و دين ملائكته فأعينونا على ذلك بورع و اجتهاد أما و اللّه ما يقبل إلّا منكم فاتّقوا اللّه و كفّوا ألسنتكم و صلّوا في مساجدكم و عودوا مرضاكم فإذا تميّز النّاس فتميّزوا الخبر
7 ، و عنه ع أنّه قال لبعض شيعته يوصيهم أخذ قوم كذا و قوم كذا حتّى وصف خمسة أصناف و أخذتم بأمر أهل بيت نبيّكم فعليكم بتقوى اللّه و صدق الحديث و أداء الأمانة فإنّه لا ينال ما عند اللّه إلّا بطاعته
8 ، و عن أبي جعفر ع أنّه أوصى لبعض شيعته فقال يا معشر شيعتنا اسمعوا و افهموا وصايانا و عهدنا إلى أوليائنا اصدقوا في قولكم و برّوا في أيمانكم لأوليائكم و أعدائكم و تواسوا بأموالكم و تحابّوا بقلوبكم و تصدّقوا على فقرائكم و اجتمعوا على أموركم و لا تدخلوا غشّا و لا خيانة على أحد الخبر
9 ، و عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال يوصي شيعته خالقوا النّاس بأحسن أخلاقكم صلّوا في مساجدهم و عودوا مرضاهم و اشهدوا جنائزهم و إن استطعتم أن تكونوا الأئمّة و المؤذّنين فافعلوا فإنّكم إذا فعلتم ذلك قال النّاس هؤلاء الفلانية رحم اللّه فلانا ما أحسن ما كان يؤدّب أصحابه
10 ، و عنه ع أنّه كان يوصي شيعته عليكم بالورع و الاجتهاد و صدق الحديث و أداء الأمانة و التّمسّك بما أنتم عليه الخبر
11 الشّيخ المفيد في مجالسه، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد عن أبيه عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن عليّ بن مهزيار عن عليّ بن حديد عن مرازم قال قال أبو عبد اللّه ع عليكم بالصّلاة في المسجد و حسن الجوار للنّاس و إقامة الشّهادة و حضور الجنائز أنّه لا بدّ لكم من النّاس أنّ أحدا لا يستغني عن النّاس بجنازته فأمّا نحن نأتي جنائزهم و إنّما ينبغي لكم أن تصنعوا مثل ما يصنع من تأتمّون به و النّاس لا بدّ لبعضهم من بعض ما داموا على هذه الحال حتّى يكون ذلك ثمّ ينقطع كلّ قوم إلى أهل أهوائهم الخبر
12 الصّدوق في صفات الشّيعة، بإسناده عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن الحسين بن أبي الخطّاب عن عبد اللّه بن زياد قال سلّمنا على أبي عبد اللّه ع بمنى ثمّ قلت يا ابن رسول اللّه إنّا قوم مجتازون لسنا نطيق هذا المجلس منك كلّما أردناه فأوصنا قال عليكم بتقوى اللّه و صدق الحديث و أداء الأمانة و حسن الصّحبة لمن صحبكم و إفشاء السّلام و إطعام الطّعام صلّوا في مساجدهم و عودوا مرضاهم و اتّبعوا جنائزهم فإنّ أبي حدّثني أنّ شيعتنا أهل البيت كانوا خيار من كانوا منهم إن كان فقيه كان منهم و إن كان مؤذّن فهو منهم و إن كان إمام كان منهم و إن كان صاحب أمانة كان منهم و إن كان صاحب وديعة كان منهم و كذلك كونوا حبّبونا إلى النّاس و لا تبغّضونا إليهم
13 فقه الرّضا، ع أروي عن العالم ع أنّه قال عليكم بتقوى اللّه و الورع و الاجتهاد و أداء الأمانة و صدق الحديث و حسن الجوار فبهذا جاء محمّد ص صلّوا في عشائركم و صلوا أرحامكم و عودوا مرضاكم و احضروا جنائزهم كونوا لنا زينا و لا تكونوا شينا حبّبونا إلى النّاس و لا تبغّضونا جرّوا إلينا كلّ مودّة ادفعوا عنّا كلّ قبيح الخبر
14 محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول اتّقوا اللّه و لا تحملوا النّاس على أكتافكم إنّ اللّه يقول في كتابه و قولوا للنّاس حسنا قال و عودوا مرضاهم و اشهدوا جنائزهم و صلّوا معهم في مساجدهم
15 كتاب جعفر بن محمّد بن شريح، عن أبي الصّبّاح عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال في كلام له و خالطوا النّاس و أتوهم و أعينوهم و لا تجانبوهم و قولوا لهم كما قال اللّه و قولوا للنّاس حسنا
16 كتاب درست بن أبي منصور، عن الوليد بن صبيح قال سأل المعلّى بن خنيس أبا عبد اللّه ع فقال جعلت فداك حدّثني عن القائم ع إذا قام يسير بخلاف سيرة عليّ ع قال فقال له نعم فأعظم ذلك معلّى و قال جعلت فداك ممّ ذاك فقال لأنّ عليّا ع سار بالنّاس سيرة و هو يعلم أنّ عدوّه سيظهر على وليّه من بعده و إنّ القائم ع إذا قام ليس إلّا السّيف فعودوا مرضاهم و اشهدوا جنائزهم الخبر
باب 2 -استحباب حسن المعاشرة و المجاورة و المرافقة
1 الصّدوق في الخصال، عن أحمد بن محمّد بن هيثم و أحمد بن الحسن القطّان و محمّد بن أحمد السّنانيّ و الحسين بن إبراهيم و عبد اللّه بن محمّد و عليّ بن عبد اللّه الورّاق عن أحمد بن يحيى بن زكريّا عن بكر بن عبد اللّه بن حبيب عن تميم بن بهلول عن أبي معاوية عن الأعمش عن الصّادق ع في حديث شرائع الدّين قال ع بعد ذكر الأئمّة ع و دينهم الورع و العفّة إلى أن قال و حسن الصّحبة و حسن المجاورة
محمّد بن إدريس في السّرائر، عن جامع البزنطيّ عن أبي الرّبيع الشّاميّ قال كنّا عند أبي عبد اللّه ع و البيت غاصّ بأهله فقال إنّه ليس منّا من لم يحسن صحبة من صحبه و مرافقة من رافقه و ممالحة من مالحه و مخالفة من خالفه
3 الشّيخ المفيد في مجالسه، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد عن أبيه عن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن عليّ بن مهزيار عن الحسن بن محبوب عن محمّد بن سنان عن الحسين بن مصعب عن سعد بن طريف عن أبي جعفر ع أنّه قال صانع المنافق بلسانك و أخلص ودّك للمؤمن و إن جالسك يهوديّ فأحسن مجالسته
الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد، عن الحسن بن مصعب مثله
4 الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن جماعة عن أبي المفضّل عن جعفر بن محمّد الموسويّ عن عبيد اللّه بن أحمد بن نهيك عن عبد اللّه بن جبلة عن حميد بن شعيب الهمدانيّ عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر ع قال لمّا احتضر أمير المؤمنين ع جمع بنيه حسنا و حسينا ع و ابن الحنفيّة و الأصاغر من ولده فوصّاهم و كان في آخر وصيّته يا بنيّ عاشروا النّاس عشرة إن غبتم حنّوا إليكم و إن فقدتم بكوا عليكم الخبر
5 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن موسى بن جعفر ع أنّه قال لهشام بن الحكم في وصيّته إليه يا هشام و إن خالطت النّاس فإن استطعت أن لا تخالط أحدا منهم إلّا من كانت يدك عليه العليا فافعل
6 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن رسول اللّه ص أنّه قال ما من رجلين يصطحبان إلّا و اللّه مسائل كلّ واحد منهما عن الآخر كيف كان صحبته إيّاه
7 مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع حسن المعاشرة مع خلق اللّه تعالى في غير معصيته من مزيد فضل اللّه تعالى عند عبده و من كان خاضعا للّه تعالى في السّرّ كان حسن المعاشرة في العلانية فعاشر الخلق للّه تعالى و لا تعاشرهم لنصيبك لأمر الدّنيا و لطلب الجاه و الرّياء و السّمعة و لا تسقطنّ بسببها عن حدود الشّريعة من باب المماثلة و الشّهرة فإنّهم لا يغنون عنك شيئا و تفوتك الآخرة بلا فائدة فاجعل من هو أكبر منك بمنزلة الأب و الأصغر بمنزلة الولد و المثل بمنزلة الأخ و لا تدع ما تعلم يقينا من نفسك بما تشكّ فيه من غيرك و كن رفيقا في أمرك بالمعروف و شفيقا في نهيك عن المنكر و لا تدع النّصيحة في كلّ حال قال اللّه تعالى و قولوا للنّاس حسنا
8 كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال في حديث و خالطوا النّاس و أتوهم و أعينوهم و لا تجانبوهم و قولوا لهم كما قال اللّه تعالى و قولوا للنّاس حسنا
باب 3 -كيفيّة المعاشرة مع أصناف الإخوان
1 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن يونس بن عبد الرّحمن عن أبي مريم عن أبي جعفر ع قال قام إلى أمير المؤمنين ع رجل بالبصرة فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن الإخوان قال الإخوان صنفان إخوان الثّقة و إخوان المكاشرة فأمّا إخوان الثّقة فهم كالكفّ و الجناح و الأهل و المال فإذا كنت من أخيك على الثّقة فابذل له مالك و يدك و صاف من صافاه و عاد من عاداه و اكتم سرّه و عيبه أظهر منه الحسن و اعلم أيّها السّائل أنّهم أقلّ من الكبريت الأحمر و أمّا إخوان المكاشرة فإنّك تصيب منهم لذّتك و لا تقطعنّ ذلك منهم و لا تطلبنّ ما وراء ذلك من ضميرهم و ابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه و حلاوة اللّسان
2 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، قال قال أمير المؤمنين ع الإخوان صنفان إخوان المكاشرة فابذل لهم ما يبذلونه من حلاوة المنطق و طلاقة الوجه و إخوان الثّقة فهم الكهف و هم الجناح و هم أعزّ في النّاس من الكبريت الأحمر و إذا كنت من أخيك على ثقة فاشدد له يدك و ابذل له مالك و قدرك و صاف من صافاه و عاد من عاداه
باب 4 -استحباب توسيع المجلس خصوصا في الصّيف فيكون بين كلّ اثنين مقدار عظم الذّراع صيفا و معونة المحتاج و الضّعيف
1 عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن أبي عبد اللّه ع في قوله تعالى إنّا نراك من المحسنين قال كان يقوم على المريض و يلتمس المحتاج و يوسّع على المحبوس
الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص المؤمن مرآة لأخيه المؤمن ينصحه إذا غاب عنه و يميط عنه ما يكره إذا شهد و يوسّع له في المجلس
3 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن النّبيّ ص أنّه قال إنّ للمؤمن على أخيه حقوقا فأدناها إذا رآه أن يتزحزح له
4 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن 4- النّبيّ ص أنّه قال إنّ من حقّ المؤمن أن يوسّع له إذا جلس لجنبه و يقبل عليه إذا حدّثه و يسلّم عليه إذا قام
5 ، و عنه ص قال لا يقومنّ أحد لأحد و لا يقيمنّ أحد أحدا عن مجلسه و لكن افسحوا يفسح اللّه لكم
6 أبو يعلى الجعفريّ في نزهة النّاظر، عن النّبيّ ص قال لا يوسّع المجلس إلّا لثلاثة لذي سنّ لسنّه و لذي علم لعلمه و لذي سلطان لسلطانه
باب 5 -استحباب ذكر الرّجل بكنيته حاضرا و باسمه غائبا و تعظيم الأصحاب و مناصحتهم
1 مجموعة الشّهيد، نقلا عن كتاب معاوية بن حكيم عن معمّر قال قال أبو الحسن ع إذا حضر الرّجل فكنّوه و إذا غاب فسمّوه
باب 6 -كراهة الانقباض من النّاس
1 السّيّد محيي الدّين أبو حامد الحلبيّ ابن أخي ابن زهرة في أربعينه، عن القاضي أبي المحاسن يوسف بن رافع بن تميم عن القاضي فخر الدّين سعيد عن الحافظ وجيه بن طاهر الشّحّاميّ عن أبي السّعيد محمّد بن عبد العزيز الصّفّار عن أبي عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلميّ عن عبد العزيز جعفر بن محمّد الخرقيّ عن محمّد بن هارون بن بريه عن عيسى بن مهران عن الحسن بن الحسين عن الحسين بن زيد عن جعفر بن محمّد ع قال حدّثني أبي محمّد عن أبيه عليّ عن أبيه الحسين عن أبيه عليّ ع قال كان رسول اللّه ص يقول إنّ اللّه يبغض المعبّس في وجه إخوانه
2 ثقة الإسلام في الكافي، عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن إسماعيل عن عبد اللّه بن داهر عن الحسن بن يحيى عن قثم أبي قتادة الحرّانيّ عن عبد اللّه بن يونس عن أبي عبد اللّه ع عن أمير المؤمنين ع أنّه قال في حديث في صفات المؤمن هشّاش بشّاش لا بعبّاس و لا بجبّاس الخبر
باب 7 -استحباب استفادة الإخوان و الأصدقاء و الألفة بهم و قبول العتاب
1 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص من استفاد أخا في اللّه تعالى زوّجه اللّه حوراء فقالوا يا رسول اللّه و إن واخى أحدنا في اليوم سبعين أخا قال إي و الّذي نفسي بيده لو آخى ألفا لزوّجه اللّه تعالى ألفا
و رواه السّيّد الرّاونديّ بإسناده، عنه ص مثله
الشّيخ المفيد في مجالسه، عن عمر بن محمّد الزّيّات عن عليّ بن مهرويه عن داود بن سليمان عن الرّضا ع قال من استفاد أخا في اللّه فقد استفاد بيتا في الجنّة
3 ابن الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عنه ع مثله
و في الإختصاص، عن رسول اللّه ص قال و من جدّد أخا في الإسلام بنى اللّه له برجا في الجنّة من جوهرة
4 العلّامة الكراجكيّ في كنزه، نشد لأمير المؤمنين ع
و ليس كثيرا ألف خلّ و صاحب و إنّ عدوّا واحدا لكثير
5 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال ما أحدث عبد أخا في اللّه إلّا أحدث اللّه له درجة في الجنّة
6 ، و قال عليّ بن أبي طالب ع عليكم بالإخوان فإنّهم عدّة في الدّنيا و الآخرة أ لا تسمعون إلى قوله تعالى فما لنا من شافعين و لا صديق حميم
باب 8 -استحباب صحبة العاقل الكريم و اجتناب الأحمق اللّئيم
1 فقه الرّضا، ع و لا عليك أن تصحب ذا العقل فإن لم تحمد بكرمه انتفع بعقله و احترس من سيّئ الأخلاق و لا تدع صحبة الكريم و إن لم تحمد عقله و لكن تنتفع بكرمه بعقلك و فرّ الفرار كلّه من الأحمق اللّئيم
باب 9 -استحباب اجتماع الإخوان و محادثتهم
1 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن إبراهيم بن عمر اليمانيّ عن عبد الأعلى مولى آل سام عن أبي عبد اللّه الصّادق ع قال سمعته يقول لخيثمة يا خيثمة أقرأ موالينا السّلام و أوصهم بتقوى اللّه العظيم و أن يعود غنيّهم على فقيرهم و قويّهم على ضعيفهم و أن تشهد أحياؤهم جنائز موتاهم و أن يتلاقوا في بيوتهم فإنّ لقاءهم حياة لأمرنا ثمّ رفع يده فقال رحم اللّه من أحيا أمرنا
2 و في الأمالي، عن الشّريف الصّالح أبي محمّد الحسن بن حمزة رحمه اللّه قال حدّثني أبو الحسن عليّ بن الفضل قال حدّثني أبو تراب عبيد اللّه بن موسى قال حدّثني أبو القاسم عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ رحمه اللّه قال سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ بن موسى ع يقول ملاقاة الإخوان نشرة و تلقيح للعقل و إن كان نزرا قليلا
3 عماد الدّين الطّبريّ في بشارة المصطفى، عن ابن شيخ الطّائفة عن أبيه عن المفيد عن جعفر بن قولويه عن القاسم بن محمّد عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن جدّه عن عبد اللّه بن حمّاد الأنصاريّ عن جميل بن درّاج عن معتّب مولى أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول لداود بن سرحان يا داود أبلغ مواليّ عنّي السّلام و إنّي أقول رحم اللّه عبدا اجتمع مع آخر فتذاكرا أمرنا فإنّ ثالثهما ملك يستغفر لهما و ما اجتمعتم فاشتغلوا بالذّكر فإنّ في اجتماعكم و مذاكرتكم إحياء لأمرنا و خير النّاس من بعدنا من ذاكر بأمرنا و عاد إلى ذكرنا
4 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال ثلاث راحات للمؤمن لقاء الإخوان الخبر
5 دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه أوصى بعض شيعته فقال أما و اللّه إنّكم لعلى دين اللّه إلى أن قال ع رحم اللّه امرأ أحيا أمرنا فقيل و ما إحياء أمركم يا ابن رسول اللّه فقال تذكرونه عند أهل العلم و الدّين و اللّبّ
6 كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن أبي الصّبّاح عن خيثمة الجعفيّ عن أبي جعفر ع قال أردت أن أودّعه فقال يا خيثمة أبلغ موالينا السّلام و أوصهم بتقوى اللّه و أوصهم أن يعود غنيّهم على فقيرهم و قويّهم على ضعيفهم و أن يشهد حيّهم جنازة ميّتهم و أن يتلاقوا في بيوتهم فإنّ لقاء بعضهم بعضا في بيوتهم حياة لأمرنا رحم اللّه عبدا أحيا أمرنا الخبر
باب 10 -استحباب صحبة خيار النّاس و القديم من الأصدقاء و اجتناب صحبة شرارهم و الحذر حتّى من أوثقهم
1 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص المرء على دين من يخالل فليتّق اللّه المرء و لينظر من يخالل
أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن رسول اللّه ص أنّه قال المؤمنون كأسنان المشط يتساوون في الحقوق بينهم و يتفاضلون بأعمالهم و المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل و قال ص اختبروا النّاس بأخدانهم فإنّما يخادن الرّجل من يعجبه نحوه
3 نهج البلاغة، في وصيّة أمير المؤمنين لولده الحسن ع قارن أهل الخير تكن منهم و باين أهل الشّرّ تبن عنهم
4 البحار، عن أعلام الدّين للدّيلميّ عن جابر بن عبد اللّه عن النّبيّ ص قال لا تجلسوا إلّا عند كلّ عالم يدعوكم من خمس إلى خمس من الشّكّ إلى اليقين و من الرّياء إلى الإخلاص و من الرّغبة إلى الرّهبة و من الكبر إلى التّواضع و من الغشّ إلى النّصيحة
5 الكراجكيّ في كنزه، روي أنّ سليمان ع قال لا تحكموا على رجل بشيء حتّى تنظروا إلى من يصاحب فإنّما يعرف الرّجل بأشكاله و أقرانه و ينسب إلى أصحابه و أخدانه
الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن أمير المؤمنين ع قال جمع خير الدّنيا و الآخرة في كتمان السّرّ و مصادقة الأخيار و جمع الشّرّ في الإذاعة و مؤاخاة الأشرار
7 الصّدوق في صفات الشّيعة، عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار عن سعد بن عبد اللّه عن إبراهيم بن هاشم عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمّد بن قيس عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عن أبيه عن جدّه قال قال أمير المؤمنين ع مجالسة الأشرار تورث سوء الظّنّ بالأخيار و مجالسة الأخيار تلحق الأشرار بالأخيار و مجالسة الأبرار للفجّار تلحق الفجّار بالأبرار فمن اشتبه عليكم أمره و لم تعرفوا دينه فانظروا إلى خلطائه فإن كانوا أهل دين اللّه فهو على دين اللّه و إن كانوا على غير دين اللّه فلا حظّ له في دين اللّه
8 الشّيخ الكشّيّ في الرّجال، روى عليّ بن جعفر عن أبيه عن جدّه عن عليّ بن الحسين ع أنّه كان يقول لبنيه جالسوا أهل الدّين و المعرفة فإن لم تقدروا عليهم فالوحدة آنس و أسلم فإن أبيتم إلّا مجالسة النّاس فجالسوا أهل المروّات فإنّهم لا يرفثون في مجالسهم
9 ثقة الإسلام في الكافي، عن عليّ بن إبراهيم رفعه عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال في حديث في أصناف طلبة العلم و صاحب العقل و الفقه ذو كآبة و حزن إلى أن قال ع عارفا بأهل زمانه مستوحشا من أوثق إخوانه الخبر
باب 11 -استحباب قبول النّصح و صحبة الإنسان من يعرّفه عيبه نصحا لا من يستره عنه غشّا
1 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن أبي جعفر الثّاني ع قال المؤمن يحتاج إلى ثلاث خصال توفيق من اللّه عزّ و جلّ و واعظ من نفسه و قبول ممّن ينصحه
2 ، و عن أبي الحسن الثّالث ع أنّه قال لبعض مواليه عاتب فلانا و قل له إنّ اللّه إذا أراد بعبد خيرا إذا عوتب قبل
3 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن الصّادق ع أنّه قال أحبّ إخواني إليّ من أهدى إليّ عيوبي
باب 12 -استحباب مصادقة من يحفظ صديقه و لا يسلمه
1 الطّبرسيّ في المشكاة، عن الصّادق ع أنّه قال الصّداقة محدودة و من لم تكن فيه تلك الحدود فلا تنسبه إلى كمال الصّداقة و من لم يكن فيه شيء من تلك الحدود فلا تنسبه إلى شيء من الصّداقة أوّلها أن تكون سريرته و علانيته لك واحدة و الثّانية أن يرى زينك زينه و شينك شينه و الثّالثة أن لا يغيّره عنك مال و لا ولاية و الرّابعة أن لا يمنعك شيئا ممّا تصل إليه مقدرته و الخامسة أن لا يسلمك عند النّكبات
2 ، و قال الصّادق ع لبعض أصحابه من غضب عليك من إخوانك ثلاث مرّات فلم يقل فيك شرّا فاتّخذه لنفسك صديقا
3 الشّيخ المفيد في الإختصاص، قال قال أبو عبد اللّه ع إنّ الّذين تراهم لك أصدقاء إذا بلوتهم وجدتهم على طبقات شتّى فمنهم كالأسد في عظم الأكل و شدّة الصّولة و منهم كالذّئب في المضرّة و منهم كالكلب في البصبصة و منهم كالثّعلب في الروغان و السّرقة صورهم مختلفة و الحرفة واحدة ما تصنع غدا إذا تركت فردا وحيدا لا أهل لك و لا ولد إلّا اللّه ربّ العالمين
4 عماد الدّين الطّبريّ في بشارة المصطفى، عن أبي البقاء إبراهيم بن الحسين عن أبي طالب محمّد بن الحسن عن أبي الحسن محمّد بن الحسين عن محمّد بن وهبان عن عليّ بن أحمد عن أحمد بن المفضّل عن راشد بن عليّ عن عبد اللّه بن حفص عن محمّد بن إسحاق عن سعيد بن زيد بن أرطأة عن كميل بن زياد عن أمير المؤمنين ع في وصيّته له يا كميل و من أخوك أخوك الّذي لا يخذلك عند الشدّة و لا يغفل عنك عند الجريرة و لا يدعك حتّى تسأله و لا يتركك و أمرك حتّى تعلمه الوصيّة
5 الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن جماعة عن أبي المفضّل عن الحسن بن عليّ بن زكريّا عن سليمان بن داود عن سفيان بن عيينة قال سمعت جعفر بن محمّد ع يقول في مسجد الخيف إنّما سمّوا إخوانا لنزاهتهم عن الخيانة و سمّوا أصدقاء لأنّهم تصادقوا حقوق المودّة
باب 13 -استحباب مواساة الإخوان بعضهم لبعض
1 البحار، عن كتاب عتيق لبعض أصحابنا في الفضائل حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه قال حدّثنا سليمان بن أحمد قال حدّثنا محمّد بن جعفر قال حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد الموصليّ قال أخبرني أبي عن خالد عن جابر بن يزيد الجعفيّ و قال و حدّثنا أبو سليمان أحمد قال حدّثنا محمّد بن سعيد عن أبي سعيد سهل بن زياد قال حدّثنا محمّد بن سنان عن جابر بن يزيد الجعفيّ في حديث طويل أنّه قال قلت لعليّ بن الحسين ع يا ابن رسول اللّه هل بعد ذلك شيء يقصّرهم قال ع نعم إذا قصّروا في حقوق إخوانهم و لم يشاركوهم في أموالهم و لم يشاوروهم في سرّ أمورهم و علانيتهم و استبدّوا بحطام الدّنيا دونهم فهنالك يسلب المعروف و يسلخ من دونه سلخا و يصيبه من آفات هذه الدّنيا و بلائها ما لا يطيقه و لا يحتمله من الأوجاع في نفسه و ذهاب ماله و تشتّت شمله لما قصّر في برّ إخوانه قال جابر فاغتممت و اللّه غمّا شديدا و قلت يا ابن رسول اللّه ما حقّ المؤمن على أخيه المؤمن قال يفرح لفرحه إذا فرح و يحزن لحزنه إذا حزن و ينفذ أموره كلّها فيحصّلها و لا يغتمّ لشيء من حطام الدّنيا الفانية إلّا واساه حتّى يجريان في الخير و الشّرّ في قرن واحد قلت يا سيّدي فكيف أوجب اللّه كلّ هذا للمؤمن على أخيه المؤمن قال ع لأنّ المؤمن أخ المؤمن لأبيه و أمّه على هذا الأمر لا يكون أخاه و هو أحقّ بما يملكه قال جابر سبحان اللّه و من يقدر على ذلك قال ع من يريد أن يقرع أبواب الجنان و يعانق الحور الحسان و يجتمع معنا في دار السّلام قال جابر فقلت هلكت و اللّه يا ابن رسول اللّه لأنّي قصّرت في حقوق إخواني و لم أعلم أنّه يلزمني على التّقصير كلّ هذا و لا عشره و أنا أتوب إلى اللّه تعالى يا ابن رسول اللّه ممّا كان منّي من التّقصير في رعاية حقوق إخواني المؤمنين
2 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص سيّد الأعمال ثلاث إنصاف النّاس من نفسك و مواساة الأخ في اللّه عزّ و جلّ و ذكر اللّه تعالى على كلّ حال
3 أبو عليّ محمّد بن همّام في كتاب التّمحيص، عن الفضل عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال قال اللّه عزّ و جلّ افترضت على عبادي عشر فرائض إذا عرفوها أسكنتهم ملكوتي و أبحتهم جناني إلى أن قال تعالى و العاشرة أن يكون هو و أخوه في الدّين شرعا سواء الخبر
باب 14 -كراهة مواخاة الفاجر و الأحمق و الكذّاب
1 الصّدوق في صفات الشّيعة، عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار قال حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن إبراهيم بن هاشم عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمّد بن قيس عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عن أبيه عن جدّه قال قال أمير المؤمنين ع إنّ رسول اللّه ص كان يقول من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فلا يواخينّ كافرا و لا يخالطنّ فاجرا و من آخى كافرا أو خالط فاجرا كان كافرا فاجرا
2 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن معاوية بن وهب قال قال الصّادق ع كان أبي يقول قم بالحقّ و لا تعرّض لما نابك و اعتزل عمّا لا يعنيك و تجنّب عدوّك و احذر صديقك من الأقوام إلّا الأمين الّذي خشي اللّه و لا تصحب الفاجر و لا تطلعه على سرّك
باب 15 -كراهة مشاركة العبيد و السّفلة و الفجّار في الأمر
1 فقه الرّضا، ع و نروي إن كنت تحبّ أن تستتبّ لك النّعمة و تكمل لك المروّة و تصلح لك المعيشة فلا تشرك العبيد و السّفلة في أمرك فإنّك إن ائتمنتهم خانوك و إن حدّثوك كذّبوك و إن نكبت خذلوك الخبر
باب 16 -تحريم مصاحبة الكذّاب و الفاسق و البخيل و الأحمق و قاطع الرّحم و محادثتهم و مرافقتهم لغير ضرورة أو تقيّة
1 نهج البلاغة، عن أمير المؤمنين ع لا تصحب المائق فإنّه يزيّن لك فعله و يريد أن تكون مثله
و فيه فيما كتبه إلى الحارث الهمدانيّ و احذر صحابة من يضلّ رأيه و ينكر عمله فإنّ الصّاحب معتبر بصاحبه و قال ع و إيّاك و مصاحبة الفسّاق فإنّ الشّرّ بالشّرّ ملحق
2 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن محمّد بن مسلم عن الصّادق عن أبيه قال قال أبي عليّ بن الحسين ع يا بنيّ انظر خمسة فلا تصاحبهم و لا تحادثهم و لا ترافقهم في طريق فقال يا أبه من هم عرّفنيهم قال إيّاك و مصاحبة الكذّاب فإنّه بمنزلة السّراب يقرّب لك البعيد و يبعّد لك القريب و إيّاك و مصاحبة الفاسق فإنّه بائعك بأكلة و أقلّ من ذلك و إيّاك و مصاحبة البخيل فإنّه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه و إيّاك و مصاحبة الأحمق فإنّه يريد أن ينفعك فيضرّك و إيّاك و مصاحبة القاطع لرحمه فإنّي وجدته ملعونا في كتاب اللّه عزّ و جلّ في ثلاثة مواضع قال اللّه عزّ و جلّ فهل عسيتم إن تولّيتم أن تفسدوا في الأرض و تقطّعوا أرحامكم أولئك الّذين لعنهم اللّه إلى آخر الآية و قال عزّ و جلّ الّذين ينقضون عهد اللّه من بعد ميثاقه و يقطعون ما أمر اللّه به أن يوصل و يفسدون في الأرض أولئك لهم اللّعنة و لهم سوء الدّار و قال في البقرة الّذين ينقضون عهد اللّه من بعد ميثاقه و يقطعون ما أمر اللّه به أن يوصل و يفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون
3 الصّدوق في الخصال، و معاني الأخبار، عن أبيه عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن البرقيّ رفعه عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن الحارث الأعور قال قال عليّ ع للحسن ع فيما سأله عنه يا بنيّ ما السّفه قال اتّباع الدّناة و مصاحبة الغواة
4 و في الأمالي، عن محمّد بن الحسن بن الوليد و الحسن بن متّيل عن أحمد بن محمّد البرقيّ عن أبيه عن يونس عن عبد الرّحمن بن الحجّاج عن الصّادق ع أنّه قال في حديث له و من لم يجتنب مصاحبة الأحمق يوشك أن يتخلّق بأخلاقه
5 الشّهيد في الدّرّة الباهرة، عن رسول اللّه ص أنّه قال العافية عشرة أجزاء تسعة منها الصّمت إلّا بذكر اللّه و واحدة في ترك مجالسة السّفهاء
باب 17 -كراهة مجالسة الأنذال و الأغنياء و محادثة النّساء
1 زيد النّرسيّ في أصله، قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إيّاكم و عشار الملوك و أبناء الدّنيا فإنّ ذلك يصغّر نعمة اللّه في أعينكم و يعقّبكم كفرا و إيّاكم و مجالسة الملوك و أبناء الدّنيا ففي ذلك ذهاب دينكم و يعقّبكم نفاقا و ذلك داء دويّ لا شفاء له و يورث قساوة القلب و يسلبكم الخشوع و عليكم بالأشكال من النّاس و الأوساط من النّاس فعندهم تجدون معادن الجواهر و إيّاكم أن تمدّوا أطرافكم إلى ما في أيدي أبناء الدّنيا فمن مدّ طرفه إلى ذلك طال حزنه و لم يشف غيظه و استصغر نعمة اللّه عنده فيقلّ شكره للّه و انظر إلى من هو دونك فتكون لأنعم اللّه شاكرا و لمزيده مستوجبا و لجوده ساكنا
2 الصّدوق في الخصال، عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الصّادق عن أبيه ع قال قال رسول اللّه ص أربع يمتن القلب الذّنب على الذّنب و كثرة منافسة النّساء يعني محادثتهنّ و مماراة الأحمق تقول و يقول و لا يرجع إلى خير و مجالسة الموتى فقيل له يا رسول اللّه و ما الموتى قال كلّ غنيّ مترف
3 ثقة الإسلام في الكافي، عن محمّد بن عليّ بن معمر عن محمّد بن عليّ بن عكاية عن الحسين بن النّضر عن أبي عمرو الأوزاعيّ عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر ع قال قال أمير المؤمنين في خطبة له ع و من سفه على النّاس شتم و من خالط الأنذال حقّر إلى أن قال ليس من جالس الجاهل بذي معقول من جالس الجاهل فليستعدّ لقيل و قال
4 القطب الرّوانديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال إيّاكم و مجالسة الموتى قيل من هم قال ص الأغنياء و قال ص لا تدخلوا بيوت الأغنياء فإنّها سخطة للرّزق
5 القضاعيّ في الشّهاب، عن النّبيّ ص أنّه قال الوحدة خير من الجليس السّوء و الجليس الصّالح خير من الوحدة
باب 18 -كراهة دخول موضع التّهمة
1 الصّدوق في الخصال، عن القاسم بن محمّد السّرّاج عن محمّد بن أحمد الضّبّيّ عن محمّد بن عبد العزيز الدّينوريّ عن عبيد اللّه بن موسى العبسيّ عن سفيان الثّوريّ عن الصّادق ع قال قال لي يا سفيان أمرني والدي بثلاث و نهاني عن ثلاث فكان فيما قال يا بنيّ من يصحب صاحب السّوء لا يسلم و من يدخل مداخل السّوء يتّهم و من لا يملك لسانه يندم الخبر
2 و في معاني الأخبار، عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن الصّفّار عن أيّوب بن نوح عن ابن أبي عمير عن سيف بن عميرة عن أبي حمزة الثّماليّ عن الصّادق ع قال قال النّبيّ ص أولى النّاس بالتّهمة من جالس أهل التّهمة
و رواه في الأمالي، عن محمّد بن أحمد السّنانيّ عن محمّد بن جعفر الأسديّ عن موسى بن عمران عن النّوفليّ عن محمّد بن سنان عن المفضّل عن يونس بن ظبيان عن الصّادق ع مثله
3 و في صفات الشّيعة، عن الصّادق ع أنّه قال من جالس أهل الرّيب فهو مريب
4 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن سنان عن بعض رجاله عن أبي الجارود يرفعه قال قال أمير المؤمنين ع من أوقف نفسه موضع التّهمة فلا يلومنّ من أساء به الظّنّ الخبر
5 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فلا يقفنّ مواقف التّهمة
باب 19 -استحباب توقّي فراسة المؤمن
1 محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع في قول اللّه إنّ في ذلك لآيات للمتوسّمين قال هم الأئمّة ع قال رسول اللّه ص اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور اللّه لقوله إنّ في ذلك لآيات للمتوسّمين
باب 20 -استحباب مشاورة أصحاب الرّأي
1 الصّدوق في الخصال، في حديث الأربعمائة قال أمير المؤمنين ع ما عطب امرؤ استشار
2 محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن عمرو بن جميع رفعه إلى أمير المؤمنين ع قال مكتوب في التّوراة من لم يستشر يندم
3 نهج البلاغة، قال أمير المؤمنين ع لا مظاهرة أوثق من مشاورة و قال من استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطإ
4 ، أبو الفتح الكراجكيّ عنه ع قال لا رأي لمن انفرد برأيه و قال ما عطب من استشار و قال ع من شاور ذوي الأسباب دلّ على الرّشاد
5 البحار، عن أعلام الدّين للدّيلميّ عن النّبيّ ص أنّه قال الحزم أن تستشير ذا الرّأي و تطيع أمره
و قال الصّادق ع المستبدّ برأيه موقوف على مداحض الزّلل و قال ع لا تشر على المستبدّ برأيه
6 الشّهيد في الدّرّة الباهرة، قال قال موسى بن جعفر ع من استشار لم يعدم عند الصّواب مادحا و عند الخطإ عاذرا
7 السّيّد عليّ بن طاوس في كشف المحجّة، نقلا عن الرّسائل للكلينيّ بإسناده إلى جعفر بن عنبسة عن عبّاد بن زياد الأسديّ عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي جعفر عن أمير المؤمنين ع أنّه قال و إنّ الجاهل من عدّ نفسه بما جهل من معرفته للعلم عالما و برأيه مكتفيا
الآمديّ في الغرر و الدّرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال خير من شاورت ذوو النّهى و العلم و أولو التّجارب و الحزم
باب 21 -استحباب مشاورة التّقيّ العاقل الورع النّاصح الصّديق و اتّباعه و طاعته و كراهة مخالفته
1 الصّدوق في الأمالي، عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن أبيه عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن محمّد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال قال أمير المؤمنين ع شاور في حديثك الّذين يخافون اللّه الخبر
و رواه المفيد في الإختصاص، عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن سنان عن بعض رجاله عن أبي الجارود يرفعه قال قال أمير المؤمنين ع و ذكر مثله
2 و في الخصال، عن أبي أحمد القاسم بن محمّد عن أبي بكر محمّد بن أحمد عن محمّد بن عبد العزيز عن عبيد اللّه بن موسى عن سفيان الثّوريّ عن الصّادق ع أنّه قال فيما وعظه به و شاور في أمرك الّذين يخشون اللّه عزّ و جلّ
3 أبو عليّ بن الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن أبيه عن المفيد عن أبي الطّيّب الحسين بن عليّ عن عليّ بن ماهان عن الحارث بن محمّد بن داهر عن داود بن المحبّر عن عبّاد بن كثير عن سهيل بن عبد اللّه عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه ص استرشدوا العاقل و لا تعصوه فتندموا
4 البحار، عن أعلام الدّين للدّيلميّ عن النّبيّ ص أنّه قال الحزم أن تستشير ذا الرّأي و تطيع أمره و قال ص إذا شاور عليك العاقل النّاصح فاقبل و إيّاك و الخلاف عليهم فإنّ فيه الهلاك
5 مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع شاور في أمورك ما يقتضي الدّين من فيه خمس خصال عقل و علم و تجربة و نصح و تقوى فإن لم تجد فاستعمل الخمسة و اعزم و توكّل على اللّه فإنّ ذلك يؤدّيك إلى الصّواب و ما كان من أمور الدّنيا الّتي هي غير عائدة إلى الدّين فارفضها و لا تتفكّر فيها فإنّك إذا فعلت ذلك أصبت بركة العيش و حلاوة الطّاعة و في المشاورة اكتساب العلم و العاقل من يستفيد منها علما جديدا و يستدلّ بها على المحصول من المراد و مثل المشورة مع أهلها مثل التّفكّر في خلق السّموات و الأرض و فنائهما و هما غنيّان عن العبد لأنّه كلّما قوي تفكّره فيهما غاص في بحار نور المعرفة و ازداد بهما اعتبارا و يقينا و لا تشاور من لا يصدّقه عقلك و إن كان مشهورا بالعقل و الورع و إذا شاورت من يصدّقه قلبك فلا تخالفه فيما يشير به عليك و إن كان بخلاف مرادك فإنّ النّفس تجمح عن قبول الحقّ و خلافها عند قبول الحقائق أبين قال اللّه تعالى و شاورهم في الأمر و قال اللّه تعالى و أمرهم شورى بينهم أي متشاورون فيه
6 الشّهيد في الدّرّة الباهرة، عن الصّادق ع أنّه قال في كلام له و خف اللّه في موافقة هوى المستشير فإنّ التماس موافقته لؤم و سوء الاستماع منه خيانة
7 الكراجكيّ في كنزه، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال النّصح لمن قبله
باب 22-وجوب نصح المستشير
1 السّيّد محي الدّين الحلبيّ ابن أخي ابن زهرة في الأربعين، عن الشّريف محمّد بن الحسن الحسينيّ و الفقيه شاذان بن جبرئيل بإسنادهما عن أبي الفتح الكراجكيّ عن المفيد عن ابن قولويه عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أبيه عن عبد اللّه بن سليمان النّوفليّ عن الصّادق ع أنّه كتب إلى عبد اللّه النّجاشيّ أخبرني يا عبد اللّه أبي عن آبائه عن عليّ بن أبي طالب ع عن رسول اللّه ص أنّه قال من استشاره أخوه المؤمن فلم يمحضه النّصيحة سلبه اللّه لبّه
البحار، عن خطّ الشّيخ محمّد بن عليّ الجباعيّ عن كتاب الرّوضة للمفيد عنه ع مثله
2 إبراهيم بن محمّد الثّقفيّ في كتاب الغارات، حدّثنا يحيى بن صالح عن مالك بن خالد عن عبد اللّه بن الحسن عن عباية قال كتب عليّ ع إلى محمّد و إلى أهل مصر و ذكر الكتاب إلى أن قال و انصح لمن استشارك
3 فقه الرّضا، ع عن العالم ع أنّه قال حقّ المؤمن على المؤمن أن يمحضه النّصيحة في المشهد و المغيب كنصيحته لنفسه
باب 23 -جواز مشاورة الإنسان من دونه
1 السّيّد عليّ بن طاوس في مهج الدّعوات، بإسناده عن جماعة عن الشّيخ الطّوسيّ عن ابن الغضائريّ و أحمد بن عبدون و غيرهم عن أبي المفضّل الشّيبانيّ عن محمّد بن يزيد بن أبي الأزهر عن أبي الوضّاح محمّد بن عبد اللّه النّهشليّ عن أبيه في حديث أنّ موسى بن مهديّ هدّد موسى بن جعفر ع و قال قتلني اللّه إن أبقيت عليه قال و كتب عليّ بن يقطين إلى أبي الحسن موسى بن جعفر ع بصورة الأمر فورد الكتاب فلمّا أصبح أحضر أهل بيته و شيعته فأطلعهم أبو الحسن ع على ما ورد عليه من الخبر و قال لهم ما تشيرون في هذا فقالوا نشير عليك أصلحك اللّه و علينا معك أن تباعد شخصك عن هذا الجبّار الخبر
باب 24 -كراهة مشاورة النّساء إلّا بقصد المخالفة و استحباب مشاورة الرّجال
1 الصّدوق في الخصال، عن أحمد بن الحسن عن الحسن بن عليّ العسكريّ عن محمّد بن زكريّا عن جعفر بن محمّد بن عمارة عن أبيه عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع أنّه قال و لا تتولّى المرأة القضاء و لا ]تولّى[ الإمارة و لا تستشار
2 نهج البلاغة، في وصيّته ع لولده الحسن ع و إيّاك و مشاورة النّساء فإنّ رأيهنّ إلى أفن و عزمهنّ إلى وهن
3 البحار، عن كتاب الإمامة و التّبصرة لعليّ بن بابويه عن هارون بن موسى عن محمّد بن عليّ عن محمّد بن الحسين عن عليّ بن أسباط عن ابن فضّال عن الصّادق عن أبيه عن آبائه عن النّبيّ ص قال شاوروا النّساء و خالفوهنّ فإنّ خلافهنّ بركة
4 الشّيخ المفيد في أماليه، عن أبي الحسن عليّ بن خالد المراغيّ عن ثوابة بن يزيد عن أحمد بن عليّ بن المثنّى عن محمّد بن المثنّى عن شبابة بن سوّار عن المبارك بن سعيد عن خليد الفرّاء عن أبي المجبّر قال قال رسول اللّه ص أربعة مفسدة للقلوب الخلوة بالنّساء و الاستماع منهنّ و الأخذ برأيهنّ الخبر
باب 25 -كراهة مشاورة الجبان و الحريص و البخيل و العبيد و السّفلة و الفاجر
1 نهج البلاغة، في عهد أمير المؤمنين ع إلى مالك الأشتر و لا تدخلنّ في مشورتك بخيلا يعدل بك عن الفضل و يعدك الفقر و لا جبانا يضعّفك عن الأمور و لا حريصا يزيّن لك الشّره بالجور فإنّ البخل و الجبن و الحرص غرائز شتّى يجمعها سوء الظّنّ باللّه
باب 26 -تحريم مجالسة أهل البدع و صحبتهم
1 الشّيخ المفيد في مجالسه، عن جعفر بن محمّد بن قولويه عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد البرقيّ عن بكر بن صالح عن سليمان الجعفريّ قال سمعت أبا الحسن ع يقول لأبي ما لي رأيتك عند عبد الرّحمن بن يعقوب قال أنّه خالي فقال له أبو الحسن ع إنّه يقول في اللّه قولا عظيما يصف اللّه تعالى و يحدّه و اللّه لا يوصف فإمّا جلست معه و تركتنا أو جلست معنا و تركته فقال إن هو يقول ما شاء أيّ شيء عليّ منه إذا لم أقل ما يقول فقال له أبو الحسن ع أ ما تخاف أن ينزل به نقمة فتصيبكم جميعا أ ما علمت بالّذي كان من أصحاب موسى ع و كان أبوه من أصحاب فرعون فلمّا ألحقت خيل فرعون موسى ع تخلّف عنه ليعظه و يدركه موسى و أبوه يراغمه حتّى بلغا طرف البحر فغرقا جميعا فأتى موسى الخبر فسأل جبرئيل عن حاله فقال ]له[ غرق رحمه اللّه و لم يكن على رأي أبيه و لكنّ النّقمة إذا نزلت لم يكن لها عمّا قارب الذّنب دفاع
و باقي أخبار الباب يأتي إن شاء اللّه في كتاب الأمر بالمعروف
باب 27 -جملة ممّن ينبغي اجتناب معاشرتهم و ترك السّلام عليهم
1 الشّهيد في الدّرّة الباهرة، عن النّبيّ ص أنّه قال لا خير لك في صحبة من لا يرى لك مثل الّذي يرى لنفسه
2 ، و قال أمير المؤمنين ع قطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل و قال ع اتّقوا من تبغضه قلوبكم
3 ، و قال الحسن بن عليّ ع إذا سمعت أحدا يتناول أعراض النّاس فاجتهد أن لا يعرفك فإنّ أشقى الأعراض به معارفه
4 ، و قال الجواد ع إيّاك و مصاحبة الشّرير فإنّه كالسّيف المسلول يحسن منظره و يقبح أثره
5 ، و قال أبو محمّد العسكريّ ع اللّحاق بمن ترجو خير من المقام مع من لا تأمن شرّه و قال ع احذر كلّ ذكر ساكن الطّرف
6 الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن جماعة عن أبي المفضّل عن جعفر بن محمّد الحسينيّ عن موسى بن عبد اللّه بن موسى عن محمّد بن زيد عن أخيه يحيى قال سألت أبي زيد بن عليّ ع من أحقّ النّاس أن يحذر قال ثلاثة العدوّ الفاجر و الصّديق الغادر و السّلطان الجائر
7 عبد اللّه بن جعفر الحميريّ في قرب الإسناد، عن محمّد بن الوليد عن داود الرّقّيّ قال قال لي أبو عبد اللّه ع انظر إلى كلّ من لا يفيدك منفعة في دينك فلا تعتدّنّ به و لا ترغبنّ في صحبته فإنّ كلّ ما سوى اللّه تعالى مضمحلّ وخيم عاقبته
8 فقه الرّضا، ع و لا تجالس شارب الخمر و لا تسلّم عليه إذا جزت به فإن سلّم عليك فلا تردّ عليه السّلام بالصّباح و المساء و لا تجتمع معه في مجلس فإنّ اللّعنة إذا نزلت عمّت ]من[ في المجلس و قال ع في الشّطرنج و السّلام على اللّاهي بها كفر
9 عماد الدّين الطّبريّ في بشارة المصطفى، في وصيّة أمير المؤمنين ع لكميل بن زياد يا كميل جانب المنافقين و لا تصاحب الخائنين ]يا كميل إيّاك[ إيّاك و تطرّق أبواب الظّالمين و الاختلاط بهم و الاكتساب معهم ]و[ إيّاك أن تطيعهم أو تشهد في مجالسهم بما يسخط اللّه عليك الخبر
و هو موجود في بعض نسخ النّهج
10 مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع و اقطع عمّن ينسيك وصله ذكر اللّه و تشغلك ألفته عن طاعة اللّه فإنّ ذلك من أولياء الشّيطان و أعوانه و لا يحملنك رؤيتهم إلى المداهنة عند الحقّ فإنّ في ذلك خسرانا عظيما نعوذ باللّه
باب 28 -استحباب التّحبّب إلى النّاس و التّودّد إليهم
1 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص التّودّد إلى النّاس نصف العقل
2 البحار، عن كتاب الإمامة و التّبصرة عن سهل بن أحمد عن محمّد بن محمّد بن الأشعث عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص رأس العقل بعد الدّين التّودّد إلى النّاس و اصطناع الخير إلى كلّ برّ و فاجر
3 السّيّد محي الدّين ابن أخ السّيّد بن زهرة في أربعينه، عن الشّريف النّقيب النّسّابة أبي عليّ محمّد بن أسعد الحسينيّ عن القاضي أبي الفضائل يونس بن محمّد بن الحسن القرشيّ عن جدّه الخطيب أبي محمّد الحسن عن الشّيخ أبي محمّد عبد السّاتر بن عبيد اللّه بن عليّ التّنيسيّ عن الشّيخ أبي العبّاس أحمد بن إبراهيم بن عليّ الكنديّ عن الشّيخ أبي القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطّائيّ عن أبيه عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرّضا قال حدّثني أبي موسى بن جعفر قال حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب ص قال قال رسول اللّه ص و ذكر مثله
باب 29 -استحباب مجاملة النّاس و لقائهم بالبشر و احترامهم و كفّ اليد عنهم
1 ثقة الإسلام في الكافي، عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضّال عن حفص المؤذّن عن أبي عبد اللّه ع و عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن محمّد بن سنان عن إسماعيل بن جابر عنه ع أنّه قال في كلام طويل له و جاملوا النّاس و لا تحملوهم على رقابكم تجمعوا مع ذلك طاعة ربّكم الخبر
2 فقه الرّضا، ع و أجمل معاشرتك مع الصّغير و الكبير
3 سبط الشّيخ الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا عن المحاسن عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص ثلاث يصفين ودّ المرء لأخيه المسلم يلقاه بالبشر إذا لقيه و يوسّع له في المجلس إذا جلس إليه و يدعوه بأحبّ الأسماء إليه
4 ، و عنه ص قال من كفّ يده عن النّاس فإنّما يكفّ عنهم يدا واحدة و يكفّون عنه أيديا كثيرة
باب 30 -أنّه يستحبّ لمن أحبّ مؤمنا أن يخبره بحبّه له
1 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص إذا أحبّ أحدكم أخاه فليعلمه فإنّه أصلح لذات البين
و رواه السّيّد الرّاونديّ في نوادره، بإسناده عن محمّد بن محمّد مثله
باب 31 -استحباب الابتداء بالسّلام و تقديمه على الكلام و كراهة العكس و استحباب ترك إجابة كلام من عكس و ترك دعاء من لم يسلّم إلى الطّعام
1 الصّدوق في العيون، عن الحسن بن عبد اللّه العسكريّ عن عبد اللّه بن محمّد عن إسماعيل بن محمّد بن إسحاق عن عليّ بن موسى عن موسى بن جعفر عن جعفر بن محمّد عن محمّد بن عليّ عن عليّ بن الحسين ع قال قال الحسن بن عليّ ع سألت خالي هند بن أبي هالة عن حلية رسول اللّه ص و كان وصّافا للنّبيّ ص فقال كان رسول اللّه ص فخما مفخّما إلى أن قال يبدر من لقيه بالسّلام
و رواه فيه، و في معاني الأخبار، بطرق أخرى
2 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص إنّ من التّواضع أن يرضى الرّجل بالمجلس دون شرف المجلس و أن يسلّم على من لقي الخبر
3 ، و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ع قال أمرنا رسول اللّه ص إذا مرّ بنا رجل و لم يسلّم و الطّعام بين أيدينا أن لا ندعوه إليه
4 ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص إنّ أولى النّاس باللّه تبارك و تعالى و برسوله من بدأ بالسّلام
، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص من بدأ بالكلام قبل السّلام فلا تجيبوه
6 ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص لا تدعوا أحدا إلى الطّعام حتّى يسلّم
7 الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن النّبيّ ص أنّه قال بين المسلّم و المجيب مائة حسنة تسعة و تسعون منها لمن يسلّم و حسنة واحدة لمن يجيب
8 سبط الشّيخ الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا من كتاب المحاسن عن أمير المؤمنين ع ]قال[ للسّلام سبعون حسنة تسع و ستّون للمبتدئ و واحدة للرّادّ
و عن أبي عبد اللّه ع قال من التّواضع أن تسلّم على من لقيت
9 جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن جعفر عن أبيه ع قال قال رسول اللّه ص إنّ أولى النّاس باللّه و برسوله من بدأ بالسّلام
10 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن الأوزاعيّ في حديث طويل في وصايا لقمان إلى أن قال يا بنيّ ابدأ النّاس بالسّلام و المصافحة قبل الكلام
11 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن الحسين بن عليّ ع أنّه قال له رجل ]ابتداء[ كيف أنت عافاك اللّه فقال له السّلام قبل الكلام عافاك اللّه ثمّ قال لا تأذنوا لأحد حتّى يسلّم
12 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليسلّم فإن بدا له أن يجلس فليجلس
باب 32 -استحباب السّلام و كراهة تركه و وجوب ردّ السّلام و استحباب اختيار الابتداء على الرّدّ
1 الجعفريّات، بالإسناد المتقدّم عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص إنّ أبخل النّاس من بخل بالسّلام
2 ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص السّلام تطوّع و الرّدّ فريضة
، و بهذا الإسناد عن عليّ بن الحسين عن أبيه ع أنّ ابن الكوّاء سأل عليّ بن أبي طالب ع فقال يا أمير المؤمنين تسلّم على مذنب هذه الأمّة فقال ع يراه اللّه عزّ و جلّ للتّوحيد أهلا و لا تراه للسّلام عليه أهلا
4 الشّيخ المفيد في أماليه، عن أبي بكر محمّد بن عمر الجعابيّ عن أبي جعفر محمّد بن صالح القاضي عن مسروق بن المرزبان عن حفص عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه ص إنّ أعجز النّاس من عجز عن الدّعاء و إنّ أبخل النّاس من بخل بالسّلام
5 عليّ بن إبراهيم في تفسيره، في قوله تعالى و إذا حيّيتم بتحيّة الآية ]أو ردّوها[ قال أي الصّادق ع السّلام و غيره من البرّ
6 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه قال إذا لقي الرّجل المسلم أخاه فسلّم عليه و صافحه لم ينزع أحدهما يده عن صاحبه حتّى يغفر لهما و عنه ص قال من بدأ بالسّلام فهو أولى باللّه و برسوله و عنه ص في حديث أنّه قال و ردّك السّلام صدقة
7 و فيه، و في الإنجيل إذا قلّ الدّعاء نزل البلاء إلى أن قال و إذا قلّ سلام المؤمنين بعضهم على بعض ظهرت العداوة و البغضاء في قلوبهم
8 المولى سعيد المزيديّ في كتاب تحفة الإخوان، عن أبي بصير عن الصّادق ع في خبر طويل في قصّة آدم ع إلى أن قال فانتصب آدم على منبره قائما و سلّم على الملائكة و قال السّلام عليكم يا ملائكة ربّي و رحمة اللّه و بركاته فأجابته الملائكة و عليك السّلام يا صفوة اللّه و بديع فطرته و أتاه النّداء أن يا آدم لهذا خلقتك و هذا السّلام تحيّة لك و لذرّيّتك إلى يوم القيامة
9 ، و عن النّبيّ ص إذا سلّم المؤمن على أخيه المؤمن فيبكي إبليس لعنه اللّه تعالى و يقول يا ويلتاه لم يفترقا حتّى غفر اللّه لهما
10 الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن النّبيّ ص أنّه قال السّلام تحيّة لملّتنا و أمان لذمّتنا
باب 33 -استحباب إفشاء السّلام و إطابة الكلام
1 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال ثلاثة من حقائق الإيمان الإنفاق من الإقتار و إنصاف النّاس من نفسك و بذل السّلام لجميع العالم
2 ، و بهذا الإسناد عنه ع قال ثلاث من أبواب البرّ سخاء النّفس و طيب الكلام و الصّبر على الأذى
3 سبط الشّيخ الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا عن كتاب المحاسن عن الباقر ع كان يقول أفشوا سلام اللّه فإنّ سلام اللّه لا ينال الظّالمين
4 ، و عنه ع قال كان عليّ ع يقول لا تغضبوا و لا تغضبوا أفشوا السّلام و أطيبوا الكلام ]و صلّوا باللّيل و النّاس نيام تدخلوا الجنّة بسلام[ ثمّ تلا عليّ ع قول اللّه السّلام المؤمن المهيمن
، و عن رسول اللّه ص أنّه قال و الّذي نفسي بيده لا تدخلون الجنّة حتّى تؤمنوا و لا تؤمنون حتّى تحابّوا أ و لا أدلّكم على شيء إن فعلتموه تحاببتم أفشوا السّلام بينكم
6 جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن رسول اللّه ص أنّه قال أ لا أخبركم بخير أخلاق الدّنيا و الآخرة قالوا بلى يا رسول اللّه فقال إفشاء السّلام في العالم
7 كتاب عاصم بن حميد الحنّاط، عن محمّد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع و هو يقول كان سلمان يقول أفشوا سلام اللّه فإنّ سلام اللّه لا ينال الظّالمين
8 محمّد بن عليّ الفتّال في روضة الواعظين، عن رسول اللّه ص أنّه قال السّلام ]اسم[ من أسماء اللّه فأفشوه بينكم فإنّ الرّجل المسلم إذا مرّ بالقوم فسلّم عليهم فإن لم يردّوا عليه يردّ عليه من هو خير منهم و أطيب
9 ثقة الإسلام في الكافي، عن محمّد بن عليّ بن معمر عن محمّد بن عليّ بن عكاية التّميميّ عن الحسين بن نضر الفهريّ عن أبي عمرو الأوزاعيّ عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر ع أنّه قال قال أمير المؤمنين ع في خطبة له إنّ من الكرم لين الكلام و من العبادة إظهار اللّسان و إفشاء السّلام
10 فقه الرّضا، ع و أروي عن العالم ع أنّه قال أطعموا الطّعام و أفشوا السّلام و صلّوا و النّاس نيام و ادخلوا الجنّة بسلام
11 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه قال إنّ في الجنّة غرفا يرى ظهورها من بطونها و بطونها من ظهورها قيل لمن هي قال لمن أطاب الكلام و أفشى السّلام و أطعم الطّعام و صلّى باللّيل و النّاس نيام و قال إنّ السّلام اسم من أسماء اللّه فأفشوه بينكم
12 المولى سعيد في تحفة الإخوان، عن النّبيّ ص قال ما فشا السّلام في قوم إلّا أمنوا من العذاب فإن فعلتموه دخلتم الجنّة
13 ، و عنه ص قال أ لا أدلّكم على شيء إذا فعلتموه دخلتم الجنّة قالوا بلى يا رسول اللّه قال أطعموا الطّعام و أفشوا السّلام و صلّوا باللّيل و النّاس نيام تدخلوا الجنّة بسلام
الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن النّبيّ ص أنّه قال أفشوا السّلام تسلموا
باب 34 -استحباب التّسليم على الصّبيان
1 الحسن بن فضل الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، عن أنس بن مالك قال إنّ رسول اللّه ص مرّ على صبيان فسلّم عليهم و هو مغذّ
2 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه كان يسلّم على الصّغير و الكبير
باب 35 -استحباب التّحميد على الإسلام و العافية عند رؤية الكافر و المبتلى من غير أن يسمع المبتلى
1 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص من نظر إلى صاحب بلاء فقال الحمد للّه الّذي عدل عنّي بلاءك و فضّلني عليك و على كثير ممّن خلق تفضيلا كان حقّا على اللّه أن لا يضربه بذلك البلاء
فقه الرّضا، ع و إذا نظرت ذمّيّا فقل الحمد للّه الّذي فضّلني عليك بالإسلام دينا و بالقرآن كتابا و بمحمّد ص رسولا و نبيّا و بالمؤمنين إخوانا و بالكعبة قبلة فإنّه من قال ذا لا يجمع اللّه بينه و بينه في النّار و يعتقه منها و إذا نظرت إلى أهل البلاء فقل ثلاث مرّات الحمد للّه الّذي عافاني ممّا ابتلاك به و لو شاء فعل و أنا أعوذ باللّه منها و ممّا ابتلاك به و الحمد للّه الّذي فضّلني على كثير من خلقه
باب 36 -أنّه لا بدّ من الجهر بالسّلام و بالرّدّ بحيث يسمع المخاطب
1 سبط الشّيخ الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا من كتاب المحاسن عن الباقر ع قال إذا سلّم أحدكم فليجهر بسلامه لا يقول سلّمت فلم يردّوا عليّ و لعلّه قد يكون قد سلّم و لم يسمعهم و إذا ردّ أحدكم فليجهر بردّه لا يقول سلّمت فلم يردّوا عليّ الخبر
2 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال ]لنا[ رسول اللّه ص لا تغضبوا و لا تغضبوا فقيل يا رسول اللّه و كيف ذاك قال إذا مرّ أحدكم على المجلس فسلّم فليسمعهم و إذا ردّ أهل المجلس فليسمعوه الخبر
باب 37 -كيفيّة السّلام و ما يستحبّ اختياره من صيغه
1 سبط الشّيخ الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا من المحاسن عن أبي عبد اللّه ع قال من قال سلام عليكم فهي عشر حسنات و من قال سلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته فهي ثلاثون
2 و من كتاب اللّباس، و الظّاهر أنّه للعيّاشيّ سأل السّائل الصّادق ع النّساء كيف يسلّمن إذا دخلن على القوم قال المرأة تقول عليكم السّلام و الرّجل يقول السّلام عليكم
3 عليّ بن إبراهيم في تفسيره، قال كان أصحاب النّبيّ ص إذا أتوه يقولون له أنعم صباحا و أنعم مساء و هي تحيّة أهل الجاهليّة فأنزل اللّه و إذا جاؤك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه فقال لهم رسول اللّه ص قد أبدلنا اللّه بخير من ذلك تحيّة أهل الجنّة السّلام عليكم
4 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّ رجلا جاء إليه فقال السّلام عليكم فقال و عليكم السّلام ثمّ قال عشر ثمّ جاء آخر فقال السّلام عليكم و رحمة اللّه فقال ص و عليكم السّلام و رحمة اللّه ثمّ قال عشرون حسنة ثمّ جاء آخر و قال السّلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته ثمّ قال ثلاثون حسنة الخبر و يأتي
5 الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن رسول اللّه ص أنّه قال إذا قال العبد المؤمن لأخيه سلام عليك يكتب له عشر حسنات و إذا قال السّلام عليك و رحمة اللّه يكتب له عشرون حسنة و إذا قال السّلام عليك و رحمة اللّه و بركاته يكتب له ثلاثون حسنة و هكذا المجيب
باب 38 -استحباب إعادة السّلام ثلاثا مع عدم الرّدّ و الإذن و يجزئ المخاطب أن يردّ مرّة واحدة
1 سبط الشّيخ الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا عن المحاسن عن أبي عبد اللّه ع قال كان رسول اللّه ص إذا أتى باب قوم لم ينصرف حتّى يؤذن بالسّلام ثلاث مرّات
2 ، و عن جابر قال خرج رسول اللّه ص يريد فاطمة ع و أنا معه فلمّا انتهينا إلى الباب وضع يده عليه و دفعه ثمّ قال السّلام عليكم قالت فاطمة عليكم السّلام يا رسول اللّه قال ص أدخل قالت ادخل يا رسول اللّه قال أدخل ]أنا[ و من معي فقالت يا رسول اللّه ليس على رأسي قناع فقال يا فاطمة خذي فضل ملحفتك فاقنعي به رأسك ففعلت ثمّ قال السّلام عليكم فقالت و عليكم السّلام يا رسول اللّه قال أ أدخل قالت نعم يا رسول اللّه قال ]أنا[ و من معي قالت و من معك الخبر
باب 39 -كيفيّة ردّ السّلام على الحاضر و الغائب
1 محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن أبي عبيدة عن أبي جعفر ع قال إنّ عليّ بن أبي طالب ع مرّ بقوم فسلّم عليهم فقالوا و عليكم السّلام و رحمة اللّه و بركاته و مغفرته و رضوانه فقال لهم أمير المؤمنين ع لا تجاوزوا بنا ما قالت الأنبياء لأبينا إبراهيم ع إنّما قالوا رحمة اللّه و بركاته عليكم أهل البيت إنّه حميد مجيد
و روى الحسن بن محمّد مثله غير أنّه قال ما قالت الملائكة لأبينا ع
2 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال بينا رسول اللّه ص ذات يوم على جبل من جبال تهامة و المسلمون حوله إذ أقبل شيخ و بيده عصا فنظر إليه رسول اللّه ص فقال مشية الجنّ و نغمتهم و عجبهم فأتى فسلّم فردّ رسول اللّه ص فقال له من أنت فقال أنا هام بن الهيم بن لاقيس بن إبليس ثمّ ذكر قصّة له إلى أن قال فقال لي عيسى ابن مريم ع إذا لقيت محمّدا ص فأقرأه السّلام فقد أقرأتك السّلام يا رسول اللّه عن عيسى ابن مريم فقال رسول اللّه ص سلام اللّه على عيسى ما دامت الدّنيا دنيا و سلام عليك يا هام بما أدّيت الأمانة الخبر
السّيّد الرّضيّ في المجازات النّبويّة، قال أتى النّبيّ ص رجل فقال السّلام عليك يا رسول اللّه فقال و عليك السّلام و رحمه اللّه و بركاته ثمّ أتاه آخر فقال السّلام عليك و رحمة اللّه فقال ص و عليك السّلام و رحمة و بركاته ثمّ أتاه ثالث فقال السّلام عليك يا رسول اللّه يا نبيّ اللّه و رحمة اللّه و بركاته فقال و عليك السّلام فقيل لم لم تقل لهذا كما قلت للّذين قبله إنّه تشافّها
قال السّيّد فقوله إنّه تشافّه استعارة و المراد استفرغ جميع التّحيّة فلم يدع شيئا يزاد به على لفظه و يردّ عليه جوابا من قوله و الأوّلان أبقيا من تحيّتهما بقيّة ردّت عليهما و أعيدت إليهما إلخ
4 البحار، عن خطّ الشّهيد قال قطب الدّين الكيدريّ روى معمر عن الزّهريّ عن عكرمة عن ابن عبّاس قال كنّا مارّين في أزقّة المدينة يوما إذ أقبل عليّ بن أبي طالب ع فقال السّلام عليك يا رسول اللّه و رحمة اللّه و بركاته فقال و عليك السّلام يا أمير المؤمنين كيف أصبحت الخبر
5 المولى سعيد المزيديّ في تحفة الإخوان، عن أبي بصير عن الصّادق ع في حديث طويل في كيفيّة خلق آدم ع إلى أن قال ثمّ أمر اللّه تعالى الملائكة أن يحملوا آدم على أكتافهم ليكون عاليا عليهم و هم يقولون سبّوح سبّوح لا خروج عن طاعتك و سارت به في طرق السّموات و قد اصطفّت حوله الملائكة فلا يمرّ آدم على صفّ إلّا و يقول السّلام عليكم يا ملائكة ربّي فيجيبون و عليك السّلام و رحمة اللّه و بركاته يا صفوة اللّه و روحه و فطرته إلى أن قال فانتصب آدم على منبره قائما و سلّم على الملائكة و قال السّلام عليكم يا ملائكة ربّي و رحمة اللّه و بركاته فأجابته الملائكة و عليك السّلام يا صفوة اللّه و بديع فطرته الخبر
6 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال في خطبة الدّيباج و أفشوا السّلام في العالم و ردّوا التّحيّة على أهلها بأحسن منها
7 الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن النّبيّ ص أنّه كان إذا سلّم عليه أحد من المسلمين فقال سلام عليك يقول و عليك السّلام و رحمه اللّه و إذا قال السّلام عليك و رحمة اللّه قال النّبيّ ص و عليك السّلام و رحمة اللّه و بركاته و هكذا كان يزيد في جواب من يسلّم عليه
باب 40 -استحباب تسليم الصّغير على الكبير و القليل على الكثير و المارّ على القاعد و الرّاكب على الماشي و راكب البغل على راكب الحمار و راكب الفرس على راكب البغل
1 سبط الشّيخ الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا من كتاب المحاسن عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال يسلّم الرّاكب على الماشي و الماشي على القاعد و إذا لقيت جماعة جماعة سلّم الأقلّ على الأكثر و إذا لقي واحد جماعة سلّم الواحد على الجماعة
2 ، و عنه ع قال القليل يبدءون الكثير بالسّلام و الرّاكب يبدأ الماشي و أصحاب البغال يبدءون أصحاب الحمير و أصحاب الخيل يبدءون أصحاب البغال
3 البحار، عن كتاب الإمامة و التّبصرة عن سهل بن أحمد عن محمّد بن محمّد الأشعث عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص الرّاكب أحقّ بالسّلام
4 الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن رسول اللّه ص أنّه قال السّلام للرّاكب على الرّاجل و للقائم على القاعد
باب 41 -أنّه إذا سلّم واحد على الجماعة أجزأ عنهم و إذا ردّ واحد من الجماعة أجزأ عنهم
1 سبط الشّيخ الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا من المحاسن عن أبي عبد اللّه ع قال إذا سلّم رجل من الجماعة أجزأ عنهم و إذا سلّم على القوم و هم جماعة أجزأهم أن يردّ واحد منهم
باب 42 -جواز تسليم الرّجل على النّساء و كراهته على الشّابّة و جواز ردّهنّ عليه
1 سبط الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا من المحاسن عن أبي عبد اللّه ع قال كان رسول اللّه ص يسلّم على النّساء و يرددن عليه و كان أمير المؤمنين ع يسلّم على النّساء و كان يكره أن يسلّم على الشّابّة منهنّ و يقول أتخوّف أن يعجبني صوتها فيدخل عليّ أكثر ممّا أطلب من الأجر
2 الحسن بن فضل الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، عن أسماء بنت يزيد قالت إنّ النّبيّ ص مرّ بنسوة فسلّم عليهنّ
3 دعائم الإسلام، عن النّبيّ ص في حديث أنّه نهى أن يسلّم الرّجال عليهنّ
باب 43 -تحريم التّسليم على الكفّار و أصحاب الملاهي و نحوهم إلّا لضرورة و كيفيّة الرّدّ عليهم
1 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص إنّ يهود خيبر يريدون أن يلقوكم فلا تبدءوهم بالسّلام فقالوا يا رسول اللّه فإن سلّموا علينا فما نردّ عليهم قال ص تقولون و عليكم
2 محمّد بن عليّ الفتّال في روضة الواعظين، روي أنّ اليهود أتت النّبيّ ص فقالوا السّام عليك يا محمّد و السّام بلغتهم الموت فقال رسول اللّه ص و عليكم فأنزل اللّه و إذا جاؤك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه الآية
3 كتاب محمّد بن مثنى الحضرميّ، عن جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ عن ذريح المحاربيّ عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن التّسليم على اليهوديّ و النّصرانيّ و الرّدّ عليهم في الكتب فكره ذلك كلّه
4 دعائم الإسلام، عن أمير المؤمنين ع أنّ رسول اللّه ص نهى عن النّزول على أهل الكنائس في كنائسهم و قال إنّ اللّعنة تنزل عليهم و نهى أن يبدءوا بالسّلام و إن بدرهم به قيل له عليكم
5 الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن رسول اللّه ص أنّه قال إذا سلّم عليكم أحد من أهل الذّمّة فقولوا له عليك أو و عليكم
باب 44 -عدم جواز دخول البيت من غير إذن و لا إشعار و لا تسليم و استحباب تسليم الإنسان على نفسه إن لم يكن في البيت أحد
1 أبو الفتوح الكراجكيّ في كنزه، عن محمّد بن أحمد بن شاذان عن محمّد بن سعيد الدّهقان عن ابن عقدة عن محمّد بن منصور عن أحمد بن عيسى العلويّ عن حسين بن علوان عن أبي خالد عن زيد بن عليّ عن آبائه قال قال أمير المؤمنين ع دخلت على النّبيّ ص و هو في بعض حجراته فاستأذنت عليه فأذن لي فلمّا دخلت قال لي يا عليّ أ ما علمت أنّ بيتي بيتك فما لك تستأذن عليّ قال فقلت يا رسول اللّه أحببت أن أفعل ذلك قال يا عليّ أحببت ما أحبّ اللّه و أخذت بآداب اللّه
الصّدوق في الخصال، عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ عن أبيه عن عليّ بن أسباط عن عمّه عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال الاستئذان ثلاثة أوّلهنّ يسمعون و الثّانية يحذرون و الثّالثة إن شاءوا أذنوا و إن شاءوا لم يفعلوا فيرجع المستأذن
3 كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن حميد بن شعيب السّبيعيّ عن جابر قال سمعته ع يقول إذا دخلت منزلك فقل بسم اللّه أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و على أهل بيته و سلّم على أهلك و إن لم يكن فيه أحد فقل بسم اللّه و سلام على رسول اللّه ص السّلام علينا و على عباد اللّه الصّالحين فإذا قال ذلك فرّ الشّيطان من منزله
4 سبط الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا عن المحاسن عن أبي عبد اللّه ع قال في قوله لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتّى تستأنسوا و تسلّموا على أهلها ذلكم خير لكم قال الاستيناس وقع النّعل و التّسليم بعده
5 ، و عنه ع قال إذا استأذن أحدكم فليبدأ بالسّلام فإنّه اسم من أسماء اللّه عزّ و جلّ فليستأذن من وراء الباب قبل أن ينظر إلى قعر البيت فإنّما أمرتم بالاستئذان من أجل العين الخبر
6 ، و عنه ع قال إذا دخلت منزلك فقل بسم اللّه و باللّه و سلّم على أهلك و إن لم يكن فيه أحد فقل بسم اللّه و سلام على رسوله و على أهل بيته و السّلام علينا و على عباد اللّه الصّالحين فإذا قلت ذلك فرّ الشّيطان من منزلك
7 الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، عن عمرو بن سعد الثّقفيّ قال جاء رجل إلى حجرة النّبيّ ص و استأذن فقال ألج فقال الرّسول ص لجارية اسمها روضة هذا الرّجل لا يعرف الاستئذان اذهبي و علّميه حتّى يدخل فجاءت إليه و قالت يا هذا إذا أردت الاستئذان فقل أوّلا السّلام عليكم أدخل فسمع و علم فقال فادخل
8 ، و عن أبي أيّوب الأنصاريّ، عن رسول اللّه ص قال سألته عن قوله تعالى حتّى تستأنسوا ما أراد اللّه تعالى بالاستيناس فقال ص إذا جاء الرّجل إلى باب الدّار يسبّح و يهلّل حتّى يعلم أهل الدّار أنّه يريد الدّخول فيها
باب 45 -استحباب التّسليم عند القيام من المجلس
1 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص إذا قام أحدكم من مجلسه فليودّعهم بالسّلام
سبط الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا من المحاسن عنه ص مثله
2 ، و عنه ص قال إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلّم فإن بدا له أن يجلس فليجلس فإذا قام فليسلّم فإنّ الأوّل ليس أولى من الآخر
3 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، في حديث تقدّم في باب كيفيّة السّلام و ردّه قال ثمّ قام رجل و خرج و لم يسلّم فقال ص ما أسرع ما نسيتم إذا جئتم فسلّموا و إذا قمتم فسلّموا
باب 46 -استحباب الإغضاء عن الإخوان و ترك مطالبتهم بالإنصاف
1 القطب الرّاونديّ في دعواته، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال أشرف خصال الكريم غفلتك عمّا تعلم
2 نهج البلاغة، عنه ع قال من أشرف أفعال الكريم غفلته عمّا يعلم
3 الصّدوق في كتاب الإخوان، عن نوادر عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن الحجّال عمّن رواه عن أبي عبد اللّه ع أنّه ذكر عنده رجل فعيب فقال له أبو عبد اللّه ع من لك بأخيك كلّه و أيّ الرّجال المهذّب
4 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع أنّه كان يقول معاتبة الأخ خير من فقده من لك بأخيك كلّه أعط أخاك و هب له و لا تطع فيه كاشحا فتكون مثله غدا يأتيه الموت فيكفيك فقده عند الممات تبكيه و في الحياة تركت وصله
باب 47 -استحباب تسميت العاطس المسلم و إن بعد
1 فقه الرّضا، ع و إذا عطس أخوك فسمّته إلى أن قال و من عطس و لم يسمّت سمّته سبعون ألف ملك فسمّت أخاك إذا سمعته يحمد اللّه و إن كنت في صلاتك أو كان بينك و بين العاطس أرض أو بحر
2 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن الحارث الهمدانيّ عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص للمسلم على المسلم ستّ يسلّم عليه إذا لقيه و يسمّته إذا عطس الخبر
3 الحسين بن سعيد الأهوازيّ في كتاب المؤمن، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال من حقّ المسلم إن عطس أن يسمّته و عنه ع قال إنّ المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يخذله إلى أن قال و يسمّته إذا عطس
4 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع أنّه قال و من أحسن الحسنات عيادة المرضى و مساعدة الدّعاء عند العطاس إجابة
5 الحسن بن فضل الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول اللّه ص إنّ أحدكم ليدع تسميت أخيه إن عطس فيطالبه يوم القيامة فيقضى له عليه
باب 48 -كيفيّة التّسميت و الرّدّ
1 كتاب العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم قال سألته ع عن الرّجل يعطس قال تقول يرحمك اللّه و يغفر لنا و لك
2 فقه الرّضا، ع و إذا عطس أخوك فسمّته و قل يرحمك اللّه و إذا سمّتك أخوك فردّ عليه و قل يغفر اللّه لنا و لك إلى أن قال و من سبق العاطس إلى حمد اللّه تعالى أمن الصّداع و إذا سمّتّ فقل يرحمك اللّه و للمنافق يرحمكم اللّه تريد بذلك الملائكة الموكّلين به و تقول للمرأة عافاك اللّه و للمريض شفاك اللّه و للمغموم و المهموم فرّجك اللّه و للغلام ودّعك اللّه و أنشأك إلى أن قال و لإمام المسلمين صلّى اللّه عليك
3 ، و روي أن أمير المؤمنين ع كان يقول لرسول اللّه ص إذا عطس رفع اللّه ذكرك و قد فعل و كان النّبيّ ص يقول لأمير المؤمنين إذا عطس أعلى اللّه كعبك و قد فعل
4 الحسن بن فضل الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، عن عبد اللّه بن أبي يعفور قال حضرت مجلس أبي عبد اللّه ع إذ عطس رجل في مجلسه فقال أبو عبد اللّه ع رحمك اللّه قالوا آمين فعطس أبو عبد اللّه ع فخجلوا و لم يحسنوا أن يردّوا عليه قال فقولوا أعلى اللّه ذكرك قال و إذا أراد تسميت المؤمن فليقل يرحمك اللّه و للمرأة عافاك اللّه و للصّبيّ زرعك اللّه و للمريض شفاك اللّه و للذّمّيّ هداك اللّه و للنّبيّ و الإمام صلوات اللّه عليهما صلّى اللّه عليك و إذا سمّته غيره فليقل يغفر اللّه لنا و لكم أيضا
5 ولده في مشكاة الأنوار، قال عطس رجل عند أبي عبد اللّه ع فقال الحمد للّه و السّلام على رسول اللّه فقال أبو عبد اللّه ع هذا حقّ اللّه أدّيت و هذا حقّ رسول اللّه ص فأين حقّنا
6 ، و عنه ع قال كان رسول اللّه ص إذا عطس قال عليّ ع رفع اللّه ذكرك و قد فعل و كان إذا عطس عليّ ع قال له رسول اللّه ص أعلى اللّه كعبك و قد فعل
7 كتاب درست بن أبي منصور، عن عبيد اللّه بن الدّهقان عن درست عن أبي عيينة عن منصور بن حازم عن أبي عبد اللّه ع قال إذا عطس الرّجل فقولوا يرحمكم اللّه و يغفر لكم فإنّ معه غيره و إذا ردّ عليكم فليقل يغفر اللّه لكم و يرحمكم فإنّ معكم غيركم
باب 49 -جواز تسميت الصّبيّ المرأة إذا عطست
1 الحسين بن حمدان الحضينيّ في الهداية، عن غيلان الكلابيّ قال حدّثتني نسيم خادمة أبي محمّد ع قالت قال لي صاحب الزّمان عجّل اللّه فرجه و قد دخلت عليه بعد مولده بثلاثة أيّام فعطست عنده فقال لي يرحمك اللّه قالت نسيم ففرحت بكلامه بالطّفوليّة و دعائه لي بالرّحمة فقال ع لي أ لا أبشّرك في العطاس قلت بلى يا مولاي قال هو أمان من الموت ثلاثة أيّام
و رواه المسعوديّ في إثبات الوصيّة، قال حدّثنا غيلان إلخ
باب 50 -استحباب العطاس و كراهية العطسة القبيحة و ما زاد على الثّلاث
1 الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص إنّ اللّه عزّ و جلّ يحبّ العطاس و يكره التّثاؤب
2 فقه الرّضا، ع و اعلم أنّ علّة العطاس هي أنّ اللّه تبارك و تعالى إذا أنعم على عبد بنعمة فنسي أن يشكر عليها سلّط عليه ريحا تدور في بدنه فتخرج من خياشيمه فيحمد اللّه على تلك العطسة فيجعل ذلك الحمد شكرا لتلك النّعمة و ما عطس عاطس إلّا هضم له طعامه
3 الحسن بن فضل الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال كثرة العطاس يأمن صاحبه من خمسة أشياء أوّلها الجذام و الثّاني الرّيح الخبيثة الّتي تنزل في الرّأس و الوجه و الثّالث يأمن من نزول الماء في العين و الرّابع يأمن من شدّة الخياشيم و الخامس يأمن من خروج الشّعر في العين قال ع و إن أحببت أن تقلّ عطاسك فاستعط بدهن المرزنجوش قلت مقدار كم قال مقدار دانق قال ففعلت ذلك خمسة أيّام فذهب عنّي
باب 51 -استحباب تكرار التّسميت ثلاثا عند توالي العطاس من غير زيادة
1 فقه الرّضا، ع بعد ذكر كيفيّة التّسميت و ردّه قال ع هذا إذا عطس مرّة أو مرّتين أو ثلاثا فإذا زاد على ثلاث فقل شفاك اللّه فإنّ ذلك من علّة و داء في رأسه و دماغه
باب 52 -استحباب التّحميد لمن عطس أو سمعه و وضع الإصبع على الأنف
1 القطب الرّاونديّ في دعواته، عنهم ع قالوا من قال إذا عطس الحمد للّه ربّ العالمين على كلّ حال و صلّى اللّه على محمّد و آل محمّد لم يشتك شيئا من أضراسه و لا من أذنيه
2 ، و قال الصّادق ع من عطس ثمّ وضع يده على قصبة أنفه ثمّ قال الحمد للّه ربّ العالمين كثيرا كما هو أهله يستغفر اللّه له طائر تحت العرش إلى يوم القيامة و قال إذا عطس في الخلاء أحدكم فليحمد اللّه في نفسه و صاحب العطسة يأمن الموت سبعة أيّام
3 فقه الرّضا، ع فإذا عطست فاجعل سبّابتك على قصبة أنفك ثمّ قل الحمد للّه ربّ العالمين و صلّى اللّه على محمّد و على آله و سلّم رغم أنفي للّه داخرا صاغرا غير مستنكف و لا مستكبر فإنّه من قال هذه الكلمات عند عطسته خرج من أنفه دابّة أكبر من البقّ و أصغر من الذّباب فلا يزال في الهواء إلى أن يصير تحت العرش و يسبّح لصاحبها إلى يوم القيامة و إذا سمعت عطسة فاحمد اللّه و إن كنت في صلواتك و كان بينك و بين العاطس أرض أو بحر و من سبق العاطس إلى حمد اللّه أمن من الصّداع
4 البحار، عن كتاب الإمامة و التّبصرة عن سهل بن أحمد عن محمّد بن محمّد بن الأشعث عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص العطاس للمريض دليل على العافية و راحة للبدن
5 عوالي اللآّلي، عن أنس قال عطس رجلان عند النّبيّ ص فسمّت أحدهما و لم يسمّت الآخر فقيل يا رسول اللّه سمّتّ هذا و لم تسمّت هذا فقال إنّ هذا حمد اللّه و لم يحمد الآخر
6 المولى سعيد المزيديّ في تحفة الإخوان، عن أبي بصير عن الصّادق ع في خبر طويل في خلقة آدم ع إلى أن قال ثمّ صارت الرّوح إلى الخياشيم فعطس ففتحت العطسة المجاري المسدّدة و صارت إلى اللّسان فقال آدم الحمد للّه الّذي لم يزل فهي أوّل كلمة قالها فناداه الرّبّ يرحمك ربّك يا آدم لهذا خلقتك و هذا لك و لذرّيّتك و لمن قال مثل مقالتك قال النّبيّ ص ليس على إبليس أشدّ من تسميت العاطس
7 أبو العبّاس المستغفريّ في طبّ النّبيّ، ص قال قال ص من سبق العاطس بالحمد للّه أمن من الشّوص و اللّوص و العلّوص
الشّهيد في مجموعته، عن منافع القرآن المنسوبة إلى الصّادق ع الحمد من قرأها إذا عطس مرّة و مسح بها وجهه أمن من الرّمد و الصّداع و البياض في العين و الجرب و الكلف و الرّعاف
و نقله الكفعميّ في حاشية الجنّة، و زاد في آخره و وجع الأسنان و أسقط الجرب
باب 53 -استحباب الصّلاة على محمّد و آله لمن عطس أو سمعه
1 فقه الرّضا، ع و إن عطست و أنت في الصّلاة أو سمعت عطسة فاحمد اللّه على أيّ حالة تكون و صلّ على النّبيّ ص و على آله
2 عليّ بن الحسين المسعوديّ في إثبات الوصيّة، قال روى غيلان الكلابيّ عن محمّد بن يحيى عن الحسن بن عليّ النّيشابوريّ الدّقّاق عن إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن موسى بن جعفر ع عن أحمد بن محمّد السّيّاريّ قال حدّثتني نسيم و مارية قالتا لمّا خرج صاحب الزّمان ع من بطن أمّه سقط جاثيا على ركبتيه رافعا سبّابته نحو السّماء ثمّ عطس فقال الحمد للّه ربّ العالمين و صلّى اللّه على محمّد و آله عبد داخر للّه غير مستنكف و لا مستكبر الخبر
3 ، و عن الحميريّ عن عبد اللّه بن أحمد عن صفوان بن يحيى عن حكيمة ابنة أبي إبراهيم موسى بن جعفر ع في حديث ولادة الجواد ع قالت فلمّا كان اليوم الثّالث عطس و قال الحمد للّه و صلّى اللّه على محمّد و على الأئمّة الرّاشدين الخبر
4 الحسن بن فضل الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، عن الصّادق ع إذا عطس الإنسان فقال الحمد للّه قال الملكان الموكّلان به ربّ العالمين كثيرا لا شريك له فإن قالها العبد قال الملكان صلّى اللّه على محمّد فإن قالها العبد قالا و على آل محمّد فإن قالها العبد قال الملكان رحمك اللّه
5 ، و في رواية أخرى عنهم ع إذا عطس الإنسان ينبغي أن يضع سبّابته على قصبة أنفه و يقول الحمد للّه ربّ العالمين و صلّى اللّه على محمّد و آله الطّاهرين رغم أنفي للّه داخرا صاغرا غير مستنكف و لا مستكبر
باب 54 -جواز تسميت الذّمّيّ إذا عطس و الدّعاء له بالهداية و الرّحمة
1 فقه الرّضا، ع و إذا سمّتّ فقل يرحمك اللّه إلى أن قال و للذّمّيّ هداك اللّه
الحسن بن فضل الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق مثله
باب 55 -جواز الاستشهاد على صدق الحديث باقترانه بالعطاس
1 البحار، عن كتاب الإمامة و التّبصرة عن سهل بن أحمد الدّيباجيّ عن محمّد بن محمّد الأشعث عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص العطسة عند الحديث شاهد
2 مجموعة الشّهيد، نقلا عن كتاب معاذ بن ثابت أبي الحسن الجوهريّ روى عمرو بن جميع عن جعفر بن محمّد عن أبيه ع إنّ أصدق الحديث ما عطس عنده
باب 56 -استحباب إجلال ذي الشّيبة المؤمن و توقيره و إكرامه
1 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص من وقّر ذا شيبة لشيبته آمنه اللّه عزّ و جلّ من فزع يوم القيامة
2 ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص قال اللّه عزّ و جلّ إنّي لأستحيي من عبدي و أمتي يشيبان في الإسلام ثمّ أعذّبهما
3 ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص من عرف فضل كبير لشيبته فوقّره آمنه اللّه تعالى من فزع يوم القيامة
4 ، و بهذا الإسناد قال رسول اللّه ص و إنّ من أعظم إجلال اللّه تعالى إكرام ثلاثة ذي الشّيبة في الإسلام و الإمام العادل و حامل القرآن غير العادل فيه و لا الجافي عنه
5 ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص إذا أراد اللّه بأهل بيت خيرا فقّههم في الدّين و رزقهم الرّفق في معايشهم و القصد في شأنهم و وقّر صغيرهم كبيرهم و إذا أراد بهم غير ذلك تركهم هملا
و روى هذه الأخبار السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في نوادره، بإسناده عن محمّد بن محمّد بن الأشعث مثله
6 الشّيخ الطّوسيّ في مجالسه، عن الحسين بن عبيد اللّه الغضائريّ عن التّلّعكبريّ عن محمّد بن همّام عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن الطّيالسيّ عن رزيق بن الزّبير الخلقانيّ قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول ما رأيت شيئا أسرع إلى شيء من الشّيب إلى المؤمن و أنّه وقار للمؤمن في الدّنيا و نور ساطع يوم القيامة به وقّر اللّه خليله إبراهيم ع فقال ما هذا يا ربّ قال له هذا وقار فقال يا ربّ زدني وقارا قال قال أبو عبد اللّه ع فمن إجلال اللّه إجلال شيبة المؤمن
7 سبط الشّيخ الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول اللّه ص ما أكرم شابّ شيخا لسنّه إلّا قد منّ اللّه له عند كبر سنّه
و قال قال ص ليس منّا من لم يرحم صغيرنا و لم يوقّر كبيرنا
و قال ص بجّلوا المشايخ فإنّ تبجيل المشايخ من إجلال اللّه عزّ و جلّ و من لم يبجّلهم فليس منّا
و قال أ لا أنبّئكم بخياركم قالوا بلى يا رسول اللّه قال أطولكم أعمارا إذا سدّدوا
8 ، و عن الصّادق ع عن آبائه ع قال جاء رجلان إلى النّبيّ ص شيخ و شابّ فتكلّم الشّابّ قبل الشّيخ فقال النّبيّ ص الكبير الكبير
9 ، و عن أبي عبد اللّه ع قال ما مشى الحسين ع بين يدي الحسن ع قطّ و لا بدره بمنطق إذا اجتمعا تعظيما له
10 جامع الأخبار، قال رسول اللّه ص ما أكرم شابّ شيخا إلّا قضى اللّه له عند شيبه من يكرمه
و قال ص البركة مع أكابركم
و قال ص الشّيخ في أهله كالنّبيّ في أمّته
11 ، و عن جابر قال قال رسول اللّه ص من إكرام جلال اللّه إكرام ذي الشّيبة المسلم
12 ، و عن أنس قال أوصاني رسول اللّه ص بخمس خصال فقال فيه و وقّر الكبير تكن من رفقائي يوم القيامة
13 الشّيخ المفيد في مجالسه، عن عمر بن محمّد بن عليّ الصّيرفيّ عن محمّد بن همّام الإسكافيّ عن جعفر بن محمّد بن مالك عن أحمد بن سلامة عن محمّد بن الحسين العامريّ عن معمر عن أبي بكر بن أبي عيّاش عن الفجيع العقيليّ عن الحسن بن عليّ ع أنّه قال قال له أبوه عند وفاته و ارحم من أهلك الصّغير و وقّر منهم الكبير
باب 57 -استحباب إكرام الكريم و الشّريف
1 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه
2 بعض المناقب القديمة، أوّله حدّثنا أحمد بن محمّد بن السّمط بواسط سنة خمس و ثلاثين و ثلاثمائة... إلخ قال فيه في أحوال السّجّاد ع روي أنّه لمّا ورد سبى الفرس إلى المدينة أراد عمر بن الخطّاب بيع النّساء و أن يجعل رجالهم عبيد العرب و عزم على أن يحملوا الضّعيف و الشّيخ الكبير في الطّواف حول البيت على ظهورهم فقال أمير المؤمنين ع أكرموا كريم كلّ قوم و إن خالفكم و هؤلاء كرماء حكماء و قد ألقوا إلينا السّلم و رغبوا في الإسلام الخبر
و رواه في البحار، عن كتاب العدد القويّة لعليّ بن يوسف أخ العلّامة و فيه فقال له أمير المؤمنين ع إنّ رسول اللّه ص قال أكرموا كريم كلّ قوم فقال عمر قد سمعته يقول إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه و إن خالفوكم
3 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، قيل لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين الباقر ع إنّ النّاس يروون عن رسول اللّه ص أشرفكم في الجاهليّة أشرفكم في الإسلام فقال صدقوا و ليس حيث يذهبون كان أشرفهم في الجاهليّة أسخاهم نفسا و أحسنهم خلقا و أحفظهم جوارا و أكفّهم أذى فأولئك الّذين لمّا أسلموا لم يزدهم الإسلام إلّا خيرا
4 الصّدوق في العيون، عن الحسن بن عبد اللّه العسكريّ عن عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن محمّد بن إسحاق بن جعفر ع عن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد عن موسى بن جعفر بن محمّد عن أبيه عن عليّ بن الحسين ع قال قال الحسن بن عليّ ع سألت خالي هند بن أبي هالة عن مخرج رسول اللّه ص إلى أن قال قال و يكرم كريم كلّ قوم و يولّيه عليهم الخبر
و رواه فيه بسند آخر تقدّم
5 الحسن بن فضل الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، عن كتاب النّبوّة بإسناده عن جرير بن عبد اللّه قال لمّا بعث النّبيّ ص أتيته لأبايعه فقال لي يا جرير لأيّ شيء جئت قال قلت جئت لأسلم على يديك يا رسول اللّه فألقى لي كساء ثمّ أقبل على أصحابه فقال إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه
6 أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ في المحاسن، عن عليّ بن السّنديّ قال حدّثني المعلّى بن محمّد البصريّ عن عليّ بن أسباط عن عبد اللّه بن محمّد صاحب الجمال قال قلت لجميل بن درّاج قال رسول اللّه ص إذا أتاكم شريف قوم فأكرموه قال نعم فقلت فما الحسب فقال الّذي يفعل الأفعال الحسنة بماله و غير ماله فقلت و ما الكرم قال التّقى
7 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه قال تجافوا عن عقوبة ذوي المروّة ما لم يقع في حدّ و إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه فقيل يا رسول اللّه من أدّبك قال أدّبني ربّي
باب 58 -كراهة إباء الكرامة كالوسادة و الطّيب و المجلس
1 دعائم الإسلام، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال إذا أكرم أحدكم أخاه بالكرامة فليقبلها فإن كان ذا حاجة صرفها في حاجته و إن لم يكن محتاجا وضعها في موضع حاجة حتّى يؤجر فيها صاحبها و من كان عنده جزاء فليجز و من لم يكن عنده جزاء فثناء حسن و دعاء
2 ، و عنه ع أنّه كان إذا ناول أحدا طيبا فأبى منه قال لا يأبى الكرامة إلّا حمار
3 فرات بن إبراهيم الكوفيّ في تفسيره، عن أحمد بن القاسم معنعنا عن أبي خليفة قال دخلت أنا و أبو عبيدة الحذّاء على أبي جعفر ع فقال ع يا جارية هلمّي بمرفقة قلت بل نجلس قال يا أبا خليفة لا تردّ الكرامة لأنّ الكرامة لا يردّها إلّا حمار
4 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن رسول اللّه ص أنّه قال اقبلوا الكرامة و أفضل الكرامة الطّيب أخفّه محملا و أطيبه ريحا
باب 59 -أنّه من جالس أحدا فائتمنه على حديث لم يجز له أن يحدّث به إلّا بإذنه إلّا ثقة أو ذكرا له بخير أو شهادة على فعل حرام بشروطها
1 الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن جماعة عن أبي المفضّل محمّد بن عبد اللّه بن المطّلب الشّيبانيّ عن أبي الحسين رجاء بن يحيى عن محمّد بن الحسن بن شمّون عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الأصمّ عن الفضيل بن يسار عن وهب بن عبد اللّه عن أبي حرب بن الأسود الدؤليّ عن أبيه عن أبي ذرّ قال قال رسول اللّه ص يا أبا ذرّ المجالس بالأمانة و إفشاء سرّ أخيك خيانة فاجتنب ذلك و اجتنب مجلس العشيرة الخبر
2 القاضي القضاعيّ في الشّهاب، عن النّبيّ ص أنّه قال المجالس بالأمانة
باب 60 -أنّه إذا اجتمع ثلاثة كره أن يتناجى اثنان دون الثّالث
1 سبط الشّيخ الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا من كتاب المحاسن عن أبي عبد اللّه ع قال إذا كان ثلاثة من المؤمنين فلا يتناجى منهم اثنان دون صاحبهما فإنّ ذلك ممّا يحزنه و يؤذيه
2 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثّالث فإنّ ذلك يحزنه
باب 61 -كراهة اعتراض المسلم في حديثه
1 فقه الرّضا، ع و نروي من اعترض لأخيه المؤمن في حديثه فكأنّما خدش وجهه
2 الصّدوق في العيون، بالسّند المتقدّم في خبر شمائل رسول اللّه ص عن هند بن أبي هالة قال و لا يقطع ص على أحد كلامه حتّى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام الخبر
باب 62 -ما يستحبّ من كيفيّة الجلوس و ما يكره منها
1 الحسن بن فضل الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، و ولده في مشكاة الأنوار، نقلا من المحاسن عن أبي عبد اللّه ع قال كان رسول اللّه ص يجلس ثلاثا يجلس القرفصاء و هي أن يقيم ساقيه و يستقبلهما بيديه فيشدّ يده في ذراعه و كان يجثو على ركبتيه و كان يثني رجلا واحدة و يبسط عليها الأخرى و لم ير متربّعا قطّ و كان يجثو على ركبتيه و لا يتّكئ
2 الصّدوق في صفات الشّيعة، عن أبيه عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال في حديث علامات المؤمن أربعة نومه كنوم الغرقى و أكله كأكل المرضى و بكاؤه كبكاء الثّكلى و قعوده كقعود الواثب
3 ، محمّد بن مسعود عن حمّاد عن الصّادق ع قال رأيته جالسا متورّكا برجله على فخذه فقال له رجل عنده جعلت فداك هذه جلسة مكروهة فقال لا إنّ اليهود قالت إنّ الرّبّ لمّا فرغ من خلق السّموات و الأرضين جلس على الكرسيّ هذه الجلسة ليستريح فأنزل اللّه اللّه لا إله إلّا هو الحيّ القيّوم لا تأخذه سنة و لا نوم لم يكن متورّكا كما كان
4 أحمد بن محمّد البرقيّ في المحاسن، عن أبيه عن أبي يحيى الواسطيّ عمّن ذكره أنّه قال لأبي عبد اللّه ع أ ترى هذا الخلق كلّه من النّاس فقال ألق منهم التّارك للسّواك و المتربّع في موضع الضّيّق الخبر
و رواه الصّدوق في الخصال، عن أبيه و ابن الوليد معا عن محمّد بن يحيى العطّار و أحمد بن إدريس عن محمّد بن يحيى بن عمران الأشعريّ عن جعفر بن محمّد بن عبيد اللّه عن أبي يحيى الواسطيّ مثله
5 القطب الكيدريّ محمّد بن الحسين في شرح نهج البلاغة، عند قوله ع في الخطبة المقمّصة حتّى وطئ الحسنان روى أبو عمر و محمّد بن عبد الواحد غلام ثعلب عن رجاله في قول عليّ ع وطئ الحسنان إنّهما الإبهامان و أنشد للشّنفرى مهضومة الكشحين درماء الحسن
6 ، و روي أنّ أمير المؤمنين ع إنّما كان يومئذ جالسا محتبيا و هي جلسة رسول اللّه ص المسمّاة القرفصاء و هي جمع الرّكبتين و جمع العطف و هو الذّيل و اجتمعوا ليبايعوه و زاحموه حتّى وطئوا ذيله و إبهامه من تحته... إلخ
باب 63 -استحباب جلوس الإنسان دون مجلسه تواضعا و الجلوس على الأرض و في أدنى المجلس إليه إذا جلس
1 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص إنّ من التّواضع أن يرضى الرّجل بالمجلس دون شرف المجلس
2 سبط الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا من المحاسن و غيره عن أبي عبد اللّه ع قال كان رسول اللّه ص إذا دخل منزلا قعد في أدنى المجلس إليه حين يدخل
3 ، و عنه ع قال من رضي بدون الشّرف من المجلس لم يزل يصلّي اللّه عزّ و جلّ و ملائكته عليه حتّى يقوم
4 ، و عنه ع عن رسول اللّه ص قال إذا جلستم إلى المعلّم أو جلستم في مجالس العلم فادنوا و ليجلس بعضكم خلف بعض و لا تجلسوا متفرّقين كما يجلس أهل الجاهليّة
5 ، و عنه ع قال لكلّ شيء حيلة و حيلة الإخوان النّقل لا ينبغي للمؤمن أن يجلس إلّا حيث ينتهي به الجلوس فإنّ تخطّي أعناق الرّجال سخافة قال رسول اللّه ص إذا أخذ القوم مجالسهم فإن دعا رجل أخاه فأوسع له في مجلسه فليأته فإنّما هي كرامة أكرمه بها أخوه و إن لم يوسع له أحد فلينظر أوسع مكان يجده فليجلس فيه
6 أبو عليّ ابن الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن أبيه عن الحسين بن عبيد اللّه الغضائريّ عن أبي محمّد هارون بن موسى التّلّعكبريّ عن محمّد بن همّام عن عليّ بن الحسين الهمذانيّ عن محمّد بن خالد البرقيّ عن أبي قتادة القمّيّ قال قال أبو عبد اللّه ع لا ينبغي للمؤمن أن يجلس إلّا حيث ينتهي به الجلوس فإنّ تخطّي أعناق الرّجال سخافة
7 الصّدوق في العيون، عن الحسن بن عبد اللّه العسكريّ عن عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن محمّد بن إسحاق بن جعفر ع عن عليّ بن موسى عن آبائه عن الحسن بن عليّ ع عن خاله هند بن أبي هالة قال سألته عن مجلسه أي رسول اللّه ص فقال كان ص لا يجلس و لا يقوم إلّا على ذكره تعالى و لا يوطن الأماكن و ينهى عن إيطانها و إذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس و يأمر بذلك الخبر
و رواه في معاني الأخبار، عن محمّد بن إبراهيم الطّالقانيّ عن القاسم بن بندار الحذّاء عن إبراهيم بن نصر عن مالك بن إسماعيل عن جميع بن عمر بن عبد الرّحمن العجليّ قال حدّثني رجل بمكّة عن ابن أبي هالة عن الحسن بن عليّ ع و رواه فيه، و في العيون، و غيره بطرق أخرى
8 الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن جماعة عن أبي المفضّل عن رجاء بن يحيى عن محمّد بن الحسن بن شمّون عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الأصمّ عن الفضيل بن يسار عن وهب بن عبد اللّه عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه عن أبي ذرّ قال قال رسول اللّه ص إنّي ألبس الغليظ و أجلس على الأرض و ألعق أصابعي و أركب الحمار بغير سرج و أردف خلفي فمن رغب عن سنّتي فليس منّي
الشّيخ إبراهيم الكفعميّ في مجموع الغرائب، عن الصّادق ع أنّه قال إذا دخلت منزل أخيك فاقبل الكرامة كلّها إلّا الجلوس في الصّدر
باب 64 -استحباب استقبال القبلة في كلّ مجلس
1 الشّيخ جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن ابن عبّاس قال قال رسول اللّه ص إنّ لكلّ شيء شرفا و إنّ أشرف المجالس ما استقبل به القبلة
2 سبط الطّبرسيّ في المشكاة، نقلا عن المحاسن عن أبي عبد اللّه ع قال كان رسول اللّه ص أكثر ما يجلس تجاه القبلة
3 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال من جلس مستقبل القبلة ساعة كان له أجر الحجّاج و العمّار
باب 65 -جواز الاحتباء و لو في ثوب واحد يستر العورة
1 محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن صفوان الجمّال عن أبي عبد اللّه ع و عن سعد الإسكاف عن أبي جعفر ع في حديث شريف في حلية رسول اللّه ص إلى أن قال و إذا جلس لم يحلّ حبوته حتّى يقوم جليسه
2 ، و عن زيد بن أرقم في حديث طويل في قصّة غدير خمّ قال ثمّ مضى أي حذيفة حتّى أتى رسول اللّه ص و عليّ ع إلى جانبه محتب بحمائل سيفه الخبر
3 الشّيخ المفيد في الإرشاد، في سياق مقتل أبي عبد اللّه ع فركب القوم حتّى زحفوا نحوهم بعد العصر و حسين ع جالس أمام بيته محتبيا بسيفه
باب 66 -استحباب المزاح و الضّحك من غير إكثار و لا فحش
1 السّيّد أبو حامد محيي الدّين ابن أخ ابن زهرة صاحب الغنية في أربعينه، عن القاضي بهاء الدّين شيخ الإسلام أبي المحاسن يوسف بن رافع بن تميم عن القاضي فخر الدّين أبي الرّضا سعيد عن الحافظ أبي بكر وجيه بن طاهر عن أبي سعيد محمّد بن عبد العزيز الصّفّار عن الشّيخ أبي عبد الرّحمن محمّد بن الحسن السّلميّ عن عبد العزيز بن جعفر بن محمّد عن محمّد بن هارون بن بريه عن عيسى بن مهران عن الحسن بن الحسين قال حدّثنا الحسين بن زيد قال قلت لجعفر بن محمّد ع جعلت فداك هل كانت في النّبيّ ص مداعبة فقال لقد وصفه اللّه بخلق عظيم في المداعبة و أنّ اللّه تعالى بعث أنبياءه فكانت فيهم كزازة و بعث محمّدا ص بالرّأفة و الرّحمة و كان من رأفته لأمّته مداعبته لهم لكيلا يبلغ بأحد منهم التّعظيم حتّى لا ينظر إليه ثمّ قال حدّثني أبي محمّد عن أبيه عليّ عن أبيه الحسين عن أبيه عليّ ع قال كان رسول اللّه ص ليسرّ الرّجل من أصحابه إذا رآه مغموما بالمداعبة
2 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن الصّادق ع أنّه قال ما من مؤمن إلّا و فيه دعابة و كان رسول اللّه ص يداعب و لا يقول إلّا حقّا
3 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال أبصر رسول اللّه ص امرأة عجوزا درداء فقال ص أما إنّه لا يدخل الجنّة عجوز درداء فبكت فقال ما يبكيك فقالت يا رسول اللّه إنّي درداء فضحك رسول اللّه ص لا تدخلين على حالك هذه
4 ، قال و نظر ص إلى امرأة رمصاء العينين فقال ص أما إنّه لا يدخل الجنّة رمصاء العينين فبكت و قالت يا رسول اللّه فإنّي في النّار فقال لا و لكن لا تدخلين الجنّة على مثل صورتك هذه ثمّ قال ص لا يدخل الجنّة أعور و لا أعمى
5 محمّد بن عليّ بن شهرآشوب في المناقب، كان النّبيّ ص يمزح و لا يقول إلّا حقّا
قال أنس مات نغير لأبي عمير و هو ابن لأمّ سليم فجعل النّبيّ ص يقول يا أبا عمير ما فعل النغير
، و قال رجل احملني يا رسول اللّه فقال إنّا حاملوك على ولد ناقة فقال ما أصنع بولد ناقة قال ص و هل يلد الإبل إلّا النّوق و استدبر ص رجلا من ورائه و أخذ بعضده و قال من يشتري هذا العبد يعني أنّه عبد اللّه
7 ، و عن زيد بن أسلم أنّه ص قال لامرأة و ذكرت زوجها أ هذا الّذي في عينيه بياض فقالت لا ما بعينيه بياض و حكت لزوجها فقال أ ما ترين بياض عيني أكثر من سوادها
8 ، و رأى ص جملا و عليه حنطة فقال ص تمشي الهريسة
9 ، و قالت عجوز من الأنصار للنّبيّ ص ادع لي بالجنّة فقال إنّ الجنّة لا يدخلها العجوز فبكت المرأة فضحك النّبيّ ص و قال أ ما سمعت قول اللّه تبارك و تعالى إنّا أنشأناهنّ إنشاء فجعلناهنّ أبكارا
10 ، و قال ص للعجوز الأشجعيّة يا أشجعيّة لا تدخل العجوز الجنّة فرآها بلال باكية فوصفها للنّبيّ ص فقال ص و الأسود كذلك فجلسا يبكيان فرآهما العبّاس فذكرهما له فقال ص و الشّيخ كذلك ثمّ دعاهم و طيّب قلوبهم و قال ينشئهم اللّه كأحسن ما كانوا و ذكر أنّهم يدخلون الجنّة شبّانا منوّرين و قال ص إنّ أهل الجنّة جرد مرد مكحّلون
11 ، و جاء أعرابيّ فقال يا رسول اللّه بلغنا أنّ المسيخ يعني الدّجّال يأتي النّاس بالثّريد و قد هلكوا جميعا جوعا أ فترى بأبي أنت و أمّي أن أكفّ من ثريده تعفّفا و تزهّدا فضحك ص ثمّ قال بل يغنيك اللّه بما يغني به المؤمنين
12 ، و قبّل جدّ خالد القسريّ امرأة فشكت إلى النّبيّ ص فأرسل إليه فاعترف و قال إن شئت أن تقصّ فلتقصّ فتبسّم رسول اللّه ص و أصحابه و قال ص أ و لا تعود فقال لا و اللّه يا رسول اللّه فتجاوز عنه
13 ، و رأى ص صهيبا يأكل تمرا فقال ص أ تأكل التّمر و عينك رمدة فقال يا رسول اللّه إنّي أمضغه من هذا الجانب و تشتكي عيني من هذا الجانب
14 ، و نهى ص أبا هريرة عن مزاح العرب فسرق نعل النّبيّ ص و رهن بالتّمر و جلس بحذائه يأكل فقال يا أبا هريرة ما تأكل فقال نعل رسول اللّه ص
15 ، و قال سويبط المهاجريّ لنعيمان البدريّ أطعمني و كان على الزّاد في سفر فقال حتّى تجيء الأصحاب فمرّوا بقوم فقال سويبط تشترون عبدا لي قالوا نعم قال إنّه عبد له كلام و هو قائل لكم إنّي حرّ فإن سمعتم مقاله تفسدوا عليّ عبدي فاشتروه بعشرة قلائص ثمّ جاءوا فوضعوا في عنقه حبلا فقال نعيمان هذا يستهزئ بكم و إنّي حرّ فقالوا قد عرفنا خبرك و انطلقوا به حتّى أدركهم القوم و خلّصوه فضحك النّبيّ ص من ذلك حينا
16 ، و رأى نعيمان مع أعرابيّ عكّة عسل فاشتراها منه و جاء بها إلى بيت عائشة في يومها فقال خذوها فتوهّم النّبيّ ص أنّه أهداها له و مرّ نعيمان و الأعرابيّ على الباب فلمّا طال قعوده قال يا هؤلاء ردّوها عليّ إن لم تحضروا قيمتها فعلم رسول اللّه ص القصّة فوزن له الثّمن و قال لنعيمان ما حملك على ما فعلت فقال رأيت رسول اللّه ص يحبّ العسل و رأيت الأعرابيّ معه عكّة فضحك النّبيّ ص و لم يظهر له نكرا
17 الحسن بن فضل الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، عن ابن عبّاس أنّ رجلا سأله أ كان النّبيّ ص يمزح فقال كان النّبيّ ص يمزح
18 القطب الرّاونديّ في قصص الأنبياء، بإسناده إلى الصّدوق بإسناده إلى ابن أورمة عن الحسن بن عليّ عن الحسن بن جهم عن الرّضا ع قال كان عيسى ع يبكي و يضحك و كان يحيى ع يبكي و لا يضحك و كان الّذي يفعل عيسى ع أفضل
19 مجموعة الشّهيد، نقلا من كتاب معاذ بن ثابت أبي الحسن الجوهريّ عن عمرو بن جميع عن جعفر بن محمّد عن أبيه ع قال إيّاكم و كثرة المزاح فإنّه يذهب بالبهاء عن الوجوه و يذهب بالمروّة
عوالي اللآّلي، قال رسول اللّه ص ما أنا من الدّد و لا الدّد منّي
و مع ذلك كان يمزح و لا يقول إلّا حقّا فلا يكون ذلك المزاح من الدّد لأنّ الحقّ ليس من الدّد
باب 67 -كراهة القهقهة و استحباب الدّعاء بعدها بعدم المقت و استحباب التّبسّم
1 في الكافي، و الأمالي، و النّهج، و كنز الكراجكيّ، و غيرها في حديث همّام قال أمير المؤمنين ع و إن ضحك لم يعل صوته
2 الصّدوق في العيون، و غيره في خبر شمائل رسول اللّه ص بالأسانيد المتقدّمة عن الحسن بن عليّ ع عن خاله هند قال جلّ ضحكه ص التّبسّم يفتر عن مثل حبّة الغمام
3 ، و عن جعفر بن نعيم بن شاذان عن أحمد بن إدريس عن إبراهيم بن هاشم عن إبراهيم بن العبّاس قال ما رأيت أبا الحسن الرّضا ع جفا أحدا بكلامه إلى أن قال و لا رأيته يقهقه في ضحكه بل كان ضحكه التّبسّم الخبر
4 الحسن بن فضل الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، عن أنس بن مالك قال رأيت رسول اللّه ص تبسّم حتّى بدت نواجذه
5 محمّد بن همّام في التّمحيص، عن رسول اللّه ص أنّه قال لا يكمل المؤمن إيمانه حتّى يحتوي على مائة و ثلاث خصال إلى أن قال ضحكه تبسّما الخبر
باب 68 -كراهة الضّحك من غير عجب
1 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال إنّ من الجهل النّوم من غير سهر و الضّحك من غير عجب
2 ، و بهذا الإسناد عن عليّ ع أنّه قال لا تبدينّ عن واضحة و قد عملت بالأعمال الفاضحة و لا يأمننّ البيات من عمل السّيّئات
3 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن الكاظم ع أنّه قال لهشام بن الحكم إنّ اللّه عزّ و جلّ يبغض الضّحّاك من غير عجب و المشّاء إلى غير أرب الخبر
باب 69 -كراهة كثرة المزاح و الضّحك
1 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، قال قال أبو جعفر محمّد بن عليّ الباقر ع لرجل أوصيك بتقوى اللّه و إيّاك و المزاح فإنّه يذهب بالهيبة
2 نهج البلاغة، و السّيّد عليّ بن طاوس في كشف المحجّة، عن رسائل الكلينيّ بإسناده إلى جعفر بن عنبسة عن عبّاد بن زياد الأسديّ عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي جعفر ع عن أمير المؤمنين ع أنّه قال في وصيّته لابنه الحسن ع المزاح يورث الضّغائن إلى أن قال و إيّاك أن تكثر من الكلام هذرا و أن تكون مضحكا و إن حكيت ذلك عن غيرك الوصيّة
الشّيخ في أماليه، و الصّدوق في معاني الأخبار، و الخصال، في وصايا النّبيّ ص إلى أبي ذرّ قال قلت يا رسول اللّه فما كانت صحف موسى ع قال كانت عبرا كلّها عجب لمن أيقن بالنّار ثمّ ضحك إلى أن قال ص إيّاك و كثرة الضّحك فإنّه يميت القلب و يذهب بنور الوجه
4 البحار، عن كتاب الإمامة و التّبصرة عن محمّد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن سعيد عن الحسن بن عبيد الكنديّ عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص الضّحك هلاك
5 الصّدوق في الخصال، عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن إبراهيم بن هاشم عن عبيد اللّه بن عبد اللّه عن درست عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال لا تمزح فيذهب نورك الخبر
6 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن الصّادق ع أنّه قال كثرة المزاح يذهب بماء الوجه و كثرة الضّحك يمحو الإيمان محوا
7 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قلت يا رسول اللّه أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ و كان تحته كنز لهما ما ذلك الكنز الّذي أقام الخضر الجدار لأجله فقال يا عليّ علم مدفون في لوح من ذهب مكتوب فيه بسم اللّه الرّحمن الرّحيم إلى أن قال عجبا لمن أيقن بالنّار كيف يضحك الخبر
8 القطب الرّاونديّ، عن النّبيّ ص أنّه قال في حديث و أقلّ الضّحك فإنّه يميت القلب
و عنه ص قال إيّاك و الضّحك فإنّه هادم القلب
باب 70 -استحباب التّبسّم في وجه المؤمن
1 فقه الرّضا، ع و اجتهد أن لا تلقى أخا من إخوانك إلّا تبسّمت في وجهه و ضحكت معه في مرضاة اللّه فإنّه يروى عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال من ضحك في وجه أخيه المؤمن تواضعا للّه عزّ و جلّ أدخله الجنّة
2 سبط الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا عن المحاسن عن أبي عبد اللّه ع قال تبسّم المؤمن في وجه المؤمن حسنة
باب 71 -استحباب الصّبر على أذى الجار و غيره
1 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن عليّ ع أنّه قال ليس حسن الجوار أن تكفّ أذاك عن جارك بل حسن الجوار أن تحتمل أذى جارك
2 ، و عن النّبيّ ص أنّه قال ليس بمؤمن من خاف جاره غوائله كائنا من كان الجار
3 ، و عنه ص قال حرمة الجار على الجار كحرمة الأمّهات على الأولاد
4 ، و قال ص خير الجيران عند اللّه خيرهم لجاره و خير الأصحاب عند اللّه خيرهم لأصحابه
، و قال ص من أشراط السّاعة سوء الجوار و قطيعة الرّحم و تعطيل الجهاد
6 القطب الرّاونديّ في دعواته، روي أنّه جاء رجل إلى النّبيّ ص و قال إنّ فلانا جاري يؤذيني قال اصبر على أذاه و كفّ أذاك عنه فما لبث أن جاء و قال يا نبيّ اللّه إنّ جاري قد مات فقال كفى بالدّهر واعظا و كفى بالموت مفرّقا
7 أبو عليّ محمّد بن همّام في كتاب التّمحيص، عن زرارة عن أبي عبد اللّه ع قال ما أفلت المؤمن من واحدة من ثلاث و ربّما اجتمعت الثّلاث عليه إمّا أن يكون معه في الدّار من يغلق عليه الباب يؤذيه أو جار يؤذيه أو شيء في طريقه و حوائجه يؤذيه و لو أنّ مؤمنا على قلّة جبل ليبعث اللّه عليه شيطانا و يجعل له من إيمانه أنسا لا يستوحش إلى أحد
و رواه الحسين بن سعيد في كتاب إبتلاء المؤمن، عنه ع مثله
8 ، و عن أبي حمزة الثّماليّ قال قال أبو عبد اللّه ع يا أبا حمزة ما كان و لن يكون مؤمن إلّا و له بلايا أربع إمّا أن يكون له جار يؤذيه الخبر
الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال ثلاث من أبواب البرّ سخاء النّفس و طيب الكلام و الصّبر على الأذى
10 ، و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ع قال سمعت رسول اللّه ص يقول إنّ من مكارم الأخلاق صدق الحديث إلى أن قال و التّذمّم للجار
باب 72 -وجوب كفّ الأذى عن الجار
1 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن رسول اللّه ص أنّه قال من كان يؤمن باللّه فلا يؤذينّ جاره
2 ، و قال ص ليس يدخل الجنّة من يؤذي جاره و من لم يأمن جاره بوائقه
3 أبو الفتح الكراجكيّ في كنزه، عن الفقيه أبي الحسن بن شاذان عن أبيه عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن محمّد بن زياد عن مفضّل بن عمر عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد اللّه ع قال ملعون ملعون من آذى جاره
4 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه قال من مات و له جيران ثلاثة كلّهم راضون عنه غفر له
5 ، و قال ص ما زال جبرائيل يوصيني بالجار حتّى ظننت أنّه يورّث بشيء
6 ، و قال ص من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فلا يؤذي جاره
و قال ص حرمة الجار على الجار كحرمة أمّه
7 ، و قال ص من آذى جاره بقتار قدره فليس منّا
8 ، و قال ص من خان جاره بشبر من الأرض طوّقه اللّه يوم القيامة إلى الأرض السّابعة حتّى يدخل النّار
، و قال ص من منع الماعون من جاره إذا احتاج إليه منعه اللّه فضله يوم القيامة
10 ، و قال ص إذا ضربت كلب جارك فقد آذيته
11 سبط الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا عن المحاسن عن أبي عبد اللّه ع قال المؤمن من أمن جاره بوائقه
12 ، و عنه ع قال شكا رجل إلى رسول اللّه ص جاره فأعرض عنه ثمّ عاد فأعرض عنه ثمّ عاد فقال رسول اللّه ص لعليّ و سلمان و مقداد اذهبوا و نادوا لعنة اللّه و الملائكة على من آذى جاره
و قال ص في غزوة تبوك لا يصحبنا رجل آذى جاره
و قال ص من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فلا يؤذي جاره
13 ، و قالوا لرسول اللّه ص فلانة تصوم النّهار و تقوم اللّيل و تتصدّق و تؤذي جارها بلسانها قال لا خير فيها هي من أهل النّار قالوا و فلانة تصلّي المكتوبة و تصوم شهر رمضان و لا تؤذي جارها فقال رسول اللّه ص هي من أهل الجنّة
14 محمّد بن عليّ الفتّال في روضة الواعظين، قال رسول اللّه ص هل تدرون ما حقّ الجار ما تدرون من حقّ الجار إلّا قليلا ألا لا يؤمن باللّه و اليوم الآخر من لا يأمن جاره بوائقه فإذا استقرضه أن يقرضه و إذا أصابه خير هنّأه و إذا أصابه شرّ عزّاه لا يستطيل عليه في البناء يحجب عنه الرّيح إلّا بإذنه و إذا اشترى فاكهة فليهد له فإن لم يهد له فليدخلها سرّا و لا يعطي صبيانه منها شيئا يغايظون صبيانه ثمّ قال رسول اللّه ص الجيران ثلاثة فمنهم من له ثلاثة حقوق حقّ الإسلام و حقّ الجوار و حقّ القرابة و منهم من له حقّان حقّ الإسلام و حقّ الجوار و منهم من له حقّ واحد الكافر له حقّ الجوار
15 الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، عن أنس قال قال رسول اللّه ص من آذى جاره فقد آذاني و من حاربه فقد حاربني
16 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص ملعون من اطّلع على جاره
17 الصّدوق في صفات الشّيعة، و السّيّد في النّهج، و غيرهما عن أمير المؤمنين ع في حديث همّام في صفات المتّقين و المؤمنين آمنا منه جاره
و قال ع لا يضارّ بالجار و لا يشمت بالمصائب الحديث
18 جعفر بن أحمد بن عليّ القمّيّ في كتاب الأعمال المانعة من الجنّة، عن محمّد بن أحمد القزوينيّ قال حدّثنا خالد بن محمّد عن إبراهيم التّرجمانيّ عن إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرّحمن عن أبيه عن عبد الرّحمن بن صخر عن رسول اللّه ص قال لا يدخل الجنّة من لا يأمن جاره بوائقه
19 عوالي اللآّلي، عن أبي ذرّ عن النّبيّ ص قال إذا طبخت فأكثر من المرق و قسّموا على الجيران و من آذى جاره فعليه لعنة اللّه و الملائكة و النّاس أجمعين
باب 73 -استحباب حسن الجوار
1 كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن عبد اللّه بن طلحة عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص البرّ و حسن الجوار زيادة في الرّزق و عمارة في الدّيار
2 الشّيخ المفيد في أماليه، أخبرني المظفّر بن محمّد البلخيّ قال حدّثنا محمّد بن همّام أبو عليّ قال حدّثنا حميد بن زياد قال حدّثنا إبراهيم بن عبيد اللّه بن حيّان قال حدّثنا الرّبيع بن سليمان عن إسماعيل بن مسلم السّكونيّ عن الصّادق جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه ع قال سمعت رسول اللّه ص يقول إلى أن قال و أحسن مجاورة من جاورك تكن مؤمنا و أحسن مصاحبة من صاحبك تكن مسلما
3 فقه الرّضا، ع و أحسن مجاورة من جاورك فإنّ اللّه تعالى يسألك عن الجار
و قد نروى عن رسول اللّه ص أنّ اللّه تبارك و تعالى أوصاني في الجار حتّى ظننت أنّه يرثني
4 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن رسول اللّه ص أنّه قال له رجل من المسلمين يا رسول اللّه إنّ لي جارين إلى أيّهما أهدي هديّتي أوّلا فقال إلى أقربهما منك بابا و أوجبهما عندك رحما فإن استويا في ذلك فإلى أحسنهما مجاورة
5 ، و قال ص من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فليكرم جاره فوق ما يكرم به غيره
6 ، و قال ص من غلق بابه خوفا من جاره على أهله و ماله فليس جاره بمؤمن فقيل له يا رسول اللّه فما حقّ الجار على الجار فقال من أدنى حقوقه عليه إن استقرضه أقرضه و إن استعانه أعانه و إن استعار منه أعاره و إن احتاج إلى رفده رفده و إن دعاه أجابه و إن مرض عاده و إن مات شيّع جنازته و إن أصاب خيرا فرح به و لم يحسده عليه و إن أصاب مصيبة حزن لحزنه و لا يستطيل عليه ببناء سكنه فيؤذيه بإشرافه عليه و سدّه منافذ الرّيح عنه و إن أهدي إلى منزله طرفة أهدى له منها إذا علم أنّه ليس عنده مثلها أو فليسترها عنه و عن عياله إن شحّت نفسه بها ثمّ قال اسمعوا ما أقول لكم لم يؤدّ حقّ الجار إلّا قليل ممّن رحمه اللّه و لقد أوصاني اللّه بالجار حتّى ظننت أنّه سيورثه و اعلموا أنّ الجار و ساق قريبا ممّا مرّ عن التّفسير
7 سبط الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا عن المحاسن عن أبي عبد اللّه ع قال حسن الجوار زيادة في الأعمار و عمارة في الدّيار
8 دعائم الإسلام، روّينا عن أبي عبد اللّه عن أبيه عن آبائه عن عليّ ع أنّه قال و ليس للجار شفعة و له حقّ و حرمة و قال النّبيّ ص ما زال جبرئيل يوصيني بالجار حتّى ظننت أنّه سيورثه
باب 74 -استحباب إطعام الجيران و وجوبه مع الضّرورة
1 أبو يعلى الجعفريّ تلميذ المفيد في كتاب النّزهة، عن رسول اللّه ص قال ليس بمؤمن من بات شبعان ريّان و جاره جائع ظمآن
2 الصّدوق في عقاب الأعمال، عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن البرقيّ عن محمّد بن عليّ الكوفيّ عن محمّد بن سنان عن فرات بن أحنف قال قال عليّ بن الحسين ع من بات شبعان و بحضرته مؤمن طاو جائع قال اللّه عزّ و جلّ يا ملائكتي أشهدكم على هذا العبد إنّي أمرته فعصاني و أطاع غيري وكلته على عمله و عزّتي و جلالي لا غفرت له أبدا
3 و في النّهج، في كتاب أمير المؤمنين ع إلى عثمان بن حنيف أ أبيت مبطانا و حولي بطون غرثى و أكباد حرّى أو أكون كما قال القائل و حسبك داء أن تبيت ببطنة و حولك أكباد تحنّ إلى القدّ
4 سبط الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا عن المحاسن عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ يعقوب لمّا ذهب منه ابن يامين نادى يا ربّ ألا ترحمني أذهبت عينيّ و أذهبت ابنيّ فأوحى اللّه تبارك و تعالى إليه لو أمتّهما لأحييتهما حتّى أجمع بينك و بينهما و لكن تذكّر الشّاة الّتي ذبحتها و شويتها و أكلت و فلان إلى جنبك صائم لم تنله منها شيئا
5 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال ليس بالمؤمن الّذي يشبع و جاره إلى جنبه جائع
6 ، و عنه ص قال ما آمن بي من بات شبعان و جاره طاويا ما آمن بي من بات كاسيا و جاره عاريا
باب 75 -كراهة مجاورة جار السّوء
1 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه عن عليّ بن أبي طالب ع قال جاء رجل إلى رسول اللّه ص فقال يا رسول اللّه إنّي أردت شراء دار أين تأمرني أشتري في جهينة أم في مزينة أم في ثقيف أم في قريش فقال له رسول اللّه ص الجوار ثمّ الدّار الرّفيق ثمّ السّفر
2 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن الأوزاعيّ في خبر طويل في وصايا لقمان إلى أن قال يا بنيّ الجار ثمّ الدّار يا بنيّ الرّفيق ثمّ الطّريق يا بنيّ لو كانت البيوت على العمد ما جاور رجل جار سوء أبدا
3 سبط الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا عن المحاسن عن الباقر ع قال إنّ من الفواقر الّتي تقصم الظّهر جار السّوء إن رأى حسنة أخفاها و إن رأى سيّئة أفشاها
4 ، و عن رسول اللّه ص أنّه قال أعوذ باللّه من جار سوء في دار إقامة تراك عيناه و يرعاك قلبه إن رآك بخير ساءه و إن رآك بشرّ سرّه
5 ، و عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال لا يستجاب لمن يدعو على جاره و قد جعل اللّه له السّبيل إلى أن يبيع داره و يتحوّل عن جواره
6 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن لقمان الحكيم أنّه قال قد حملت الجندل و كلّ حمل ثقيل و لم أجد حملا هو أثقل من جار السّوء
7 القاضي القضاعيّ في الشّهاب، عن النّبيّ ص أنّه قال التمسوا الجار قبل شراء الدّار و الرّفيق قبل الطّريق
باب 76 -أنّ حدّ الجوار الّذي يستحبّ مراعاته أربعون دارا من كلّ جانب
1 سبط الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا عن المحاسن قال أمر رسول اللّه ص عليّا ع و سلمان و مقداد و أبا ذرّ أن يتفرّقوا و يأخذ كلّ واحد منهم في ناحية و ينادي ألا إنّ حقّ الجوار من أربعين دارا
2 ، و عن أبي عبد اللّه ع قال أمر رسول اللّه ص عليّا ع و سلمان و أبا ذرّ بأن ينادوا بأعلى أصواتهم أنّه لا إيمان لمن لم يأمن جاره بوائقه فنادوا بها ثلاثا ثمّ أومأ بيده إلى أنّ كلّ أربعين دارا جيران من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله
3 الصّدوق في الأمالي، عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن محمّد بن عليّ بن محبوب عن محمّد بن الحسين عن ابن فضّال عن عليّ بن عقبة بن خالد عن أبيه عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع حريم المسجد أربعون ذراعا و الجوار أربعون دارا من أربعة جوانبها
باب 77 -استحباب الرّفق بالرّفيق في السّفر و الإقامة لأجله ثلاثا إذا مرض و إسماع الأصمّ من غير تضجّر
1 سبط الطّبرسيّ في المشكاة، نقلا عن المحاسن عن رسول اللّه ص أنّه دخل غيضة و معه صاحب له فقطع غصنين أحدهما أعوج و الآخر مستقيم و دفع إلى صاحبه المستقيم و حبس لنفسه الأعوج فقال الرّجل أنت أحقّ بهذا منّي يا رسول اللّه قال كلّا ما من مؤمن صاحب صاحبا إلّا و هو مسئول عنه يوم القيامة و لو ساعة من نهار
باب 78 -استحباب التّكاتب في السّفر و وجوب ردّ جواب الكتاب
1 سبط الطّبرسيّ في المشكاة، نقلا من المحاسن عن أبي عبد اللّه ع قال التّواصل بين الإخوان في الحضر التّزاور و في السّفر التّكاتب
باب 79 -استحباب الابتداء في الكتاب بالبسملة و كونها من أجود الكتابة و لا يمدّ الباء حتّى يرفع السّين
1 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه كان يأمر كاتبه أن يكتب باسمك اللّهمّ فلمّا نزلت بسم اللّه مجراها أمر أن يكتب بسم اللّه فلمّا نزلت قل ادعوا اللّه أو ادعوا الرّحمن أمر أن يكتب بسم اللّه الرّحمن فلمّا نزلت إنّه من سليمان و إنّه بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أمر بكتابته تامّا
2 الشّهيد الثّاني في منية المريد، عن النّبيّ ص أنّه قال لبعض كتّابه ألق الدّواة و حرّف القلم و انصب الباء و فرّق السّين و لا تعوّر الميم و حسّن اللّه و مدّ الرّحمن و جوّد الرّحيم و ضع قلمك على أذنك اليسرى فإنّه أذكر لك
3 ، و عن زيد بن ثابت أنّه قال قال رسول اللّه ص إذا كتبت بسم اللّه الرّحمن الرّحيم فبيّن السّين فيه
4 ، و عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه قال قال رسول اللّه ص لا تمدّ الباء إلى الميم حتّى ترفع السّين
5 ، و عن أنس قال قال رسول اللّه ص إذا كتب أحدكم بسم اللّه الرّحمن الرّحيم فليمدّ الرّحمن
6 ، و عنه ص من كتب بسم اللّه الرّحمن الرّحيم فجوّده تعظيما للّه فقد غفر اللّه له
7 ، و عن عليّ بن أبي طالب ع أنّه قال تنوّق رجل في بسم اللّه الرّحمن الرّحيم فغفر له
8 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد قال أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص كلّ كتاب لا يبدأ فيه بذكر اللّه فهو أقطع
9 أحمد بن محمّد السّيّاريّ في كتاب التّنزيل و التّحريف، حدّثني بعض الرّواة من أصحابنا قال من حقّ القلم على من أخذه إذا كتب أن يبدأ ب بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
باب 80 -استحباب استثناء مشيّة اللّه في الكتاب في كلّ موضع يناسب
1 أحمد بن محمّد بن عيسى في نوادره، روى لي مرازم قال دخل أبو عبد اللّه ع يوما إلى منزل زيد و هو يريد العمرة فتناول لوحا فيه كتاب لعمّه فيه أرزاق العيال و ما يحرم لهم فإذا فيه لفلان و فلان و ليس فيه استثناء فقال له من كتب هذا و لم يستثن فيه كيف يظنّ أنّه يتمّ ثمّ دعا بالدّواة فقال ألحق فيه في كلّ اسم إن شاء اللّه
باب 81 -استحباب تتريب الكتاب
1 الشّهيد الثّاني في المنية، عن جابر قال قال رسول اللّه ص إذا كتب أحدكم كتابا فليترّبه فإنّه أنجح
2 الصّدوق في العيون، عن محمّد بن موسى المتوكّل و الحسين بن إبراهيم و عليّ بن عبد اللّه و غيرهم عن الكلينيّ عن عليّ بن إبراهيم العلويّ عن موسى بن محمّد المحاربيّ عن رجل ذكر اسمه قال استنشد المأمون الرّضا ع بعض الإشعار فلمّا أنشده قال له المأمون إذا أمرت أن تترّب الكتاب كيف تقول قال ترّب قال فمن السّحا قال سحّ قال فمن الطّين قال طيّن فقال المأمون يا غلام ترّب هذا الكتاب و سحّه و طيّنه و امض به إلى الفضل بن سهل و خذ لأبي الحسن ع ثلاثمائة ألف درهم
باب 82 -عدم جواز إحراق القراطيس بالنّار إذا كان فيها قرآن أو اسم اللّه إلّا في الضّرورة و الخوف و جواز غسلها و تخريقها و محوها لحاجة بطاهر لا بنجس و لا بالقدم و كراهة محوها بالبزاق
1 مجموعة الشّهيد، عن يزيد بن الأصمّ قال خرجت مع الحسن بن عليّ ع من الحمّام فبينا هو جالس يحكّ ظهره من الحنّاء إذ أتت إضبارة كتب فما نظر في شيء منها حتّى دعا الخادم بالمخضب و الماء فألقاها فيه ثمّ دلّكها فقلت يا أبا محمّد من أين هذه الكتب فقال من العراق من عند قوم لا يقصرون عن باطل و لا يرجعون إلى حقّ أما إنّي لست أخشاهم على نفسي و لكنّي أخشاهم على ذاك و أشار إلى الحسين ع
2 كتاب عاصم بن حميد الحنّاط، عن أبي بصير قال حدّثني عمرو بن سعيد بن هلال قال حدّثنا عبد الملك بن أبي ذرّ قال لقيني أمير المؤمنين ع يوم مزّق عثمان المصاحف فقال أدع لي أباك فجاء إليه مسرعا فقال يا أبا ذرّ أتى اليوم في الإسلام أمر عظيم مزّق كتاب اللّه و وضع فيه الحديد و حقّ على اللّه أن يسلّط الحديد على من مزّق كتاب اللّه بالحديد الخبر
3 عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد اللّه ع في حديث طويل في قصّة صلح الحديبية أنّ أمير المؤمنين ع كتب كتاب الصّلح باسمك اللّهمّ هذا ما تقاضى عليه محمّد رسول اللّه ص و الملأ من قريش فقال سهيل بن عمرو لو علمنا أنّك رسول اللّه ما حاربناك اكتب هذا ما تقاضى عليه محمّد بن عبد اللّه أ تأنف من نسبك يا محمّد فقال رسول اللّه ص أنا رسول اللّه و إن لم تقرّوا ثمّ قال أمح يا عليّ و اكتب محمّد بن عبد اللّه فقال أمير المؤمنين ع ما أمحو اسمك من النّبوّة أبدا فمحاه رسول اللّه ص بيده الخبر
و رواه المفيد في الإرشاد و الطّبرسيّ في مجمع البيان مثله
باب 83 -أنّه يستحبّ للإنسان أن يقسّم لحظاته بين أصحابه بالسّويّة و أن لا يمدّ رجله بينهم و أن يترك يده عند المصافحة حتّى يقبض الآخر يده
1 الصّدوق في العيون، عن الحسن بن عبد اللّه العسكريّ عن عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن محمّد بن إسحاق بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين ع بمدينة الرّسول ص قال حدّثني عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد عن موسى بن جعفر بن محمّد ع عن أبيه عن أبيه عن عليّ بن الحسين قال قال الحسن بن عليّ ع سألت خالي هند بن أبي هالة عن حلية رسول اللّه ص و كان وصّافا له إلى أن قال و سألته عن مجلسه فقال كان لا يجلس و لا يقوم إلّا على ذكره تعالى إلى أن قال و يعطي كلّ جلسائه نصيبه و لا يحسب أحد من جلسائه أنّ أحدا أكرم عليه منه الخبر
2 الحسن بن فضل الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، عن أنس بن مالك قال صحبت رسول اللّه ص عشر سنين و شممت العطر كلّه فلم أشمّ نكهة أطيب من نكهته و كان إذا لقيه واحد من أصحابه قام معه فلم ينصرف حتّى يكون الرّجل ينصرف عنه و إذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده ناولها إيّاه فلم ينزع عنه حتّى يكون الرّجل هو الّذي ينزع عنه و ما أخرج ركبتيه بين يدي جليس له قطّ و ما قعد إلى رسول اللّه ص رجل قطّ فقام حتّى يقوم
3 و من كتاب النّبوّة، عن عليّ ع قال ما صافح رسول اللّه ص أحدا قطّ فنزع يده من يده حتّى يكون هو الّذي ينزع يده و ما فاوضه أحد قطّ في حاجة أو حديث فانصرف حتّى يكون الرّجل هو الّذي ينصرف و ما نازعه الحديث فيسكت حتّى يكون هو الّذي يسكت و ما رئي مقدّما رجله بين يدي جليس له قطّ الخبر
4 الصّدوق في العيون، عن جعفر بن نعيم بن شاذان عن أحمد بن إدريس عن إبراهيم بن هاشم عن إبراهيم بن العبّاس قال ما رأيت أبا الحسن الرّضا ع جفا أحدا بكلامه إلى أن قال و لا مدّ رجليه بين يدي جليس له قطّ و لا اتّكأ بين يدي جليس له قطّ الخبر
5 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، قال و كان رسول اللّه ص لا يمدّ رجله بحضرة جليسه و لم يكن أحد يكلّمه إلّا أقبل إليه بوجهه ثمّ لا يصرفه عنه حتّى يفرغ من حديثه و كلامه و كان إذا صافح رجلا لم ينزع يده من يده
6 فقه الرّضا، ع و أروي أنّ رسول اللّه ص كان يقسّم لحظاته بين جلسائه
باب 84 -استحباب سؤال الصّاحب و الجليس عن اسمه و كنيته و نسبه و حاله و كراهة تركه
1 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص إذا جاء أحدكم أخاه فليسأله عن اسمه و اسم أبيه و قبيلته و عشيرته فإنّه من الحقّ الواجب و صدق الإخاء أن تسأله عن ذلك و إلّا فإنّها معرفة حمقاء
باب 85 -كراهة ذهاب الحشمة بين الإخوان بالكلّيّة و الاسترسال و المبالغة في الثّقة
1 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه أنّ عليّا ع كان يقول أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما و أبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما
الصّدوق في كتاب الإخوان، عن عبد اللّه بن سنان قال قال لي أبو عبد اللّه ع لا تثقنّ بأخيك كلّ الثّقة فإنّ صرعة الاسترسال لن تستقال
3 الشّهيد في الدّرّة الباهرة، قال قال الصّادق ع حشمة الانقباض أبقى للعزّ من أنس التّلاقي
باب 86 -استحباب اختبار الإخوان بالمحافظة على الصّلوات و البرّ بإخوانهم و مفارقتهم مع الخلوّ منها
1 الصّدوق في كتاب الإخوان، عن المفضّل بن عمر قال قال أبو عبد اللّه ع اختبر شيعتنا في خصلتين فإن كانتا فيهم و إلّا فاعزب ثمّ اعزب قلت ما هما قال المحافظة على الصّلوات في مواقيتهنّ و المواساة للإخوان و إن كان الشّيء قليلا
باب 87 -استحباب حسن الخلق مع النّاس
1 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص أكثر ما تلج به أمّتي في النّار الأجوفان البطن و الفرج و أكثر ما تلج به أمّتي في الجنّة التّقوى و حسن الخلق
2 ، و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ع قال سمعت رسول اللّه ص يقول ليس شيء أثقل في الميزان من الخلق الحسن
3 ، و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ع قال قيل يا رسول اللّه ما أفضل حال أعطي للرّجل قال ص الخلق الحسن إنّ أدناكم منّي و أوجبكم عليّ شفاعة أصدقكم حديثا و أعظمكم أمانة و أحسنكم خلقا و أقربكم من النّاس
4 ، و بهذا الإسناد عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه ع قال أتي النّبيّ ص بسبعة أسارى فقال لي يا عليّ قم فاضرب أعناقهم قال فهبط جبرئيل ع في طرف العين فقال يا محمّد اضرب أعناق هؤلاء السّتّة و خلّ عن هذا فقال له رسول اللّه ص يا جبرئيل ما بال هذا من بينهم فقال لأنّه كان حسن الخلق سخيّا على الطّعام سخيّ الكفّ قال رسول اللّه ص فقلت يا جبرئيل عنك أو عن ربّك فقال لا بل عن ربّك عزّ و جلّ يا محمّد
5 كتاب محمّد بن المثنّى الحضرميّ، عن جعفر بن محمّد عن ذريح المحاربيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص إنّ صاحب الخلق الحسن له أجر الصّائم القائم
6 جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب المسلسلات، حدّثنا عليّ بن أحمد الأسواريّ المذكّر قال حدّثني أبو يوسف أحمد بن محمّد بن قيس المذكّر السّنجريّ قال حدّثني أبو محمّد عبد العزيز بن عليّ السّرخسيّ قال حدّثني أبو بكر أحمد بن عمران البغداديّ قال حدّثني أبو الحسن قال حدّثني أبو الحسن قال حدّثني أبو الحسن قال حدّثني الحسن قال حدّثني الحسن قال حدّثني الحسن ع إنّ أحسن الحسن الخلق الحسن
أمّا أبو الحسن الأوّل فهو محمّد بن عبد الرّحيم التّستريّ. و أمّا أبو الحسن الثّاني فعليّ بن أحمد البصريّ التّمّار. و أمّا أبو الحسن الثّالث فعليّ بن محمّد الواقديّ. و أمّا الحسن الأوّل فالحسن بن عرفة العبديّ. و أمّا الحسن الثّاني فالحسن بن أبي الحسن البصريّ. و أمّا الحسن الثّالث فالحسن بن عليّ بن أبي طالب ع
7 الصّدوق في الأمالي، و فضائل الأشهر، عن صالح بن عيسى عن محمّد بن عليّ بن عليّ عن محمّد بن الصّلت عن محمّد بن بكير عن عبّاد بن عبّاد المهلّبيّ عن سعد بن عبد اللّه عن هلال بن عبد اللّه عن عليّ بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيّب عن عبد الرّحمن بن سمرة قال كنّا عند رسول اللّه ص فقال ]إنّي[ رأيت البارحة عجائب ]قال[ فقلنا يا رسول اللّه و ما رأيت حدّثنا به إلى أن قال فقال ص رأيت رجلا من أمّتي جاثيا على ركبتيه بينه و بين رحمة اللّه حجاب فجاءه حسن خلقه فأخذ بيده و أدخله في رحمة اللّه الخبر
8 فقه الرّضا، ع أروي عن العالم ع أنّه قال عجبت لمن يشتري العبيد بماله فيعتقهم كيف لا يشتري الأحرار بحسن خلقه و قال ع و لا عيش أغنى من حسن الخلق
9 سبط الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا من المحاسن عن أبي عبد اللّه ع قال ]ألا[ إنّ اللّه عزّ و جلّ ارتضى لكم الإسلام دينا فأحسنوا صحبته بالسّخاء و حسن الخلق
10 ، و عنه ع قال ]كان[ عليّ بن الحسين ع ]يقول[ إنّ المعرفة بكمال دين المسلم تركه الكلام فيما لا يعنيه و قلّة مرائه و صبره و حسن خلقه
و عنه ع قال إنّ حسن الخلق من الدّين
11 ، و عنه ع قال قال رسول اللّه ص إنّ اللّه اختار الإسلام دينا فأحسنوا صحبته بالسّخاء و حسن الخلق فإنّه لا يصلح إلّا بهما
و عنه ع قال لا حسب كحسن الخلق
12 ، و عنه ع عن النّبيّ ص قال قال إنّ الخلق الحسن يذيب الذّنوب كما تذيب الشّمس الجمد و أنّ الخلق السّيّئ يفسد العمل كما يفسد الخلّ العسل
و عنه ع قال حسن الخلق يزيد في الرّزق
13 ، و عن أبي الحسن ع قال قال رسول اللّه ص ما حسّن اللّه خلق عبده و خلقه إلّا استحيا أن يطعم النّار من لحمه
14 ، عن بحر السّقّاء قال قال أبو عبد اللّه ع يا بحر حسن الخلق يسر ثمّ قال أ لا أخبرك بحديث ما هو في يد أحد من أهل المدينة قلت بلى قال بينا رسول اللّه ص ذات يوم جالس في المسجد إذ جاءت جارية لبعض الأنصار و هو ص قائم فأخذت بطرف ثوبه فقام لها النّبيّ ص ]فلم تقل شيئا[ و لم يقل لها شيئا حتّى فعلت ذلك ثلاث مرّات فقام النّبيّ ص في الرّابعة و هي خلفه فأخذت هدبة من ثوبه ثمّ رجعت فقال النّاس فعل اللّه بك و فعل حبست رسول اللّه ص ثلاث مرّات لا تقولين له شيئا و لا يقول هو لك ]شيئا[ ما كانت حاجتك قالت إنّ لنا مريضا فأرسلني أهلي لأخذ هدبة من ثوبه يستشفي بها فلمّا أردت أخذها رآني فقام فاستحييت أن آخذها و هو ص يراني و أكره أن أستأمره في أخذها حتّى أخذتها
15 ، و قال ص يا بني عبد المطّلب إنّكم لن تسعوا النّاس بأموالكم فالقوهم بطلاقة الوجه و حسن البشر
16 ، و عن الباقر ع قال قال رسول اللّه ص مروّة الرّجل خلقه
17 ، و عن أبي عبد اللّه ع قال من سعادة الرّجل حسن الخلق
و عن كتاب زهد النّبيّ، ص سئل النّبيّ ص ما أفضل ما أعطي الإنسان فقال حسن الخلق
19 ، و عن أبي عبد اللّه ع قال جاء رجل إلى النّبيّ ص فقال يا رسول اللّه أيّ النّاس أكمل إيمانا قال أحسنهم خلقا ثمّ جاءه من بين يديه ثمّ جاءه من خلفه فقال ص قد قلت لك
20 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، قال قال رسول اللّه ص أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا
و قال ص أيضا ما عمل أثقل في الميزان من حسن الخلق و إنّ العبد ليدرك بحسن الخلق درجة الصّالحين
21 ، و قال ص ما اصطحب قوم في وجه للّه فيه رضى إلّا كان أعظمهم أجرا أحسنهم خلقا و إن كان فيهم أكثر اجتهادا منه
22 ، و قال ص لا يلقى اللّه عبدا بمثل خصلتين طول الصّمت و حسن الخلق
23 ، و قال ص حسن الخلق يمن و شرّ الخلق نكد و طاعة المرأة ندامة و الصّدقة تدفع ميتة السّوء
24 ، و قال ص من سعادة المرء حسن الخلق و من شقاوته سوء الخلق
25 ، قيل يا رسول اللّه أيّ المؤمنين أفضل قال من لم يكن في قلبه غشّ لمؤمن و لا حسد له قيل ثمّ من قال الزّاهد في الدّنيا الرّاغب في الآخرة قيل ثمّ من قال الخلق الحسن
26 ، و قيل له ص ما الّذي يلج به النّاس الجنّة قال تقوى اللّه و حسن الخلق
27 ، و قال ص إنّ من إسلام المرء حسن خلقه و ترك ما لا يعنيه
28 ، و قال ص خياركم أحسنكم أخلاقا و أخفّكم مئونة و أخفضكم لأهله
29 ، و قال ص يا أيّها النّاس إنّي أعلم أنّكم لن تسعوا النّاس بأموالكم و لكن بالطّلاقة و حسن الخلق
و قال ص لا حسب كحسن الخلق
30 ، و قال ص الوشيك الرّضى البعيد الغضب من أحسن الخلق خلقا
31 القطب الرّاونديّ في قصص الأنبياء، بإسناده إلى الصّدوق عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن القاسم بن محمّد عن سليمان بن داود عن حمّاد بن عيسى عن الصّادق ع قال قال لقمان يا بنيّ إيّاك و الضّجر و سوء الخلق إلى أن قال و حسّن مع جميع النّاس خلقك يا بنيّ إن عدمك ما تصل به قرابتك و تتفضّل به على إخوانك فلا يعدمنّك حسن الخلق و بسط البشر فإنّه من أحسن خلقه أحبّه الأخيار و جانبه الفجّار الخبر
32 مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع الخلق الحسن جمال في الدّنيا و نزهة في الآخرة و به كمال الدّين و القربة إلى اللّه تعالى و لا يكون حسن الخلق إلّا في كلّ نبيّ و وليّ و وصيّ لأنّ اللّه تعالى أبى أن يترك ألطافه و حسن الخلق إلّا في مطايا نوره الأعلى و جماله الأزكى لأنّها خصلة يختصّ بها الأعرفون به و لا يعلم ما في حقيقة حسن الخلق إلّا اللّه عزّ و جلّ قال رسول اللّه ص حاتم زماننا حسن الخلق و الخلق الحسن ألطف شيء في الدّين و أثقل شيء في الميزان و سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخلّ العسل و إن ارتقى في الدّرجات فمصيره إلى الهوان
قال ص حسن الخلق شجرة في الجنّة و صاحبه متعلّق بغصنها يجذبه إليها و سوء الخلق شجرة في النّار و صاحبه متعلّق بغصنها يجذبه إليها
باب 88 -استحباب الألفة بالنّاس
1 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن رسول اللّه ص أنّه قال أقربكم منّي مجلسا في الجنّة أحسنكم أخلاقا في الدّنيا الموطّئون أكنافهم الّذين يألفون و يؤلفون
2 القاضي القضاعيّ في الشّهاب، عن النّبيّ ص أنّه قال المؤمن ألف مألوف
3 أبو عليّ بن الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن أبيه عن جماعة عن أبي المفضّل عن جعفر بن محمّد العلويّ عن عليّ بن الحسن بن عليّ بن عمر بن عليّ بن الحسين ع عن الحسين بن زيد بن عليّ ع عن جعفر بن محمّد عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال سمعت رسول اللّه ص يقول المؤمن غرّ كريم و الفاجر خبّ لئيم و خير المؤمنين من كان مألفة للمؤمنين و لا خير فيمن لا يألف و لا يؤلف الخبر
4 سبط الطّبرسيّ في المشكاة، نقلا من المحاسن عن رسول اللّه ص قال خياركم أحسنكم أخلاقا الّذين يألفون و يؤلفون
5 ، و عن أمير المؤمنين ع أنّه قال طوبى لمن يألف النّاس و يألفونه على طاعة اللّه
باب 89 -استحباب كون الإنسان هيّنا ليّنا
1 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص المؤمنون هيّنون ليّنون كالجمل الأنوف إن استنخته أناخ
القاضي في الشّهاب، عنه ص مثله
2 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، أنّ ذا القرنين قال لبعض الملائكة علّمني شيئا أزداد به إيمانا فقال له الملك لا تهتمّ لغد و اعمل في اليوم لغد إلى أن قال و كن سهلا ليّنا للقريب و البعيد و لا تسلك سبيل الجبّار العنيد
3 الطّبرسيّ في المشكاة، نقلا من المحاسن عن رسول اللّه ص قال رحم اللّه كلّ سهل طلق
4 الحسن بن فضل في مكارم الأخلاق، عن رسول اللّه ص أنّه قال لعبد اللّه بن مسعود يا ابن مسعود عليك بالسّكينة و الوقار و كن سهلا ليّنا عفيفا مسلما الخبر
باب 90 -استحباب طلاقة الوجه و حسن البشر
1 ثقة الإسلام في الكافي، عن محمّد بن جعفر عن محمّد بن إسماعيل عن عبد اللّه بن داهر عن الحسن بن يحيى عن قثم أبي قتادة عن عبد اللّه بن يونس عن أبي عبد اللّه قال قال أمير المؤمنين ع لهمّام يا همّام المؤمن هو الكيّس الفطن بشره في وجهه و حزنه في قلبه إلى أن قال هشّاش بشّاش لا بعبّاس
2 الطّبرسيّ في المشكاة، نقلا من المحاسن عن أبي عبد اللّه ع قال ثلاث من أتى اللّه بواحدة منهنّ أوجب اللّه له الجنّة الإنفاق من الإقتار و البشر بجميع العالم و الإنصاف من نفسه
3 ، و عن أبي جعفر ع قال البشر الحسن و طلاقة الوجه مكسبة للمحبّة و قربة من اللّه عزّ و جلّ و عبوس الوجه و سوء البشر مكسبة للمقت و بعد من اللّه قال رسول اللّه ص إنّكم لن تسعوا النّاس بأموالكم فالقوهم بطلاقة الوجه و حسن البشر
4 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع قال بالبشر و بسط الوجه يحسن موقع البذل
و قال ع بشرك يدلّ على كرم نفسك بشرك أوّل برّك بشرك يطفئ نار المعاندة
و قال ع حسن البشر أوّل العطاء و أفضل السّخاء حسن البشر إحدى البشارتين
و قال ع البشر شيمة كلّ حرّ
و قال ع حسن البشر من علائم النّجاح
و قال ع طلاقة الوجه بالبشر و العطيّة و فعل البرّ و بذل التّحيّة داع إلى محبّة البريّة
5 أبو عليّ محمّد بن همّام في كتاب التّمحيص، عن رسول اللّه ص أنّه قال لا يكمل المؤمن إيمانه حتّى يحتوي على مائة و ثلاث خصال و عدّ منها بشره في وجهه إلى أن قال هشّاشا بشّاشا لا حسّاس و لا جسّاس الخبر
باب 91 -وجوب الصّدق
1 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص إنّ أدناكم منّي و أوجبكم عليّ شفاعة أصدقكم حديثا الخبر
2 ، و بهذا الإسناد عن عليّ ع قال سمعت رسول اللّه ص يقول إنّ من مكارم الأخلاق صدق الحديث الخبر
كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن حميد بن شعيب السّبيعيّ عن جابر بن يزيد الجعفيّ عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول و اللّه إنّ العبد ليصدق حتّى يكتبه اللّه من الصّادقين و يكذب حتّى يكتب من الكاذبين و إذا صدق قال اللّه صدق و برّ و إذا كذب قال اللّه كذب و فجر
4 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، قال قيل لرسول اللّه ص بم يعرف المؤمن قال بوقاره و لينه و صدق حديثه
5 الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا من المحاسن عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه تبارك و تعالى لم يبعث نبيّا قطّ إلّا بصدق الحديث و أداء الأمانة إلى البرّ و الفاجر
و قال ع من يصدق لسانه زكا عمله
6 ، و عنه ع قال إنّ العبد ليصدق حتّى يكتب عند اللّه عزّ و جلّ من الصّادقين و يكذب حتّى يكتب عند اللّه عزّ و جلّ من الكاذبين و إذا صدق قال اللّه عزّ و جلّ صدق و برّ و إذا كذب قال اللّه عزّ و جلّ كذب و فجر
7 ، و قال عليّ ع الصّدق يهدي إلى البرّ و البرّ يدعو إلى الجنّة و ما يزال أحدكم يصدق حتّى لا يبقى في قلبه موضع إبرة من كذب حتّى يكون عند اللّه صادقا
8 ، و قال عليّ ع أيضا إنّ من حقيقة الإيمان أن يؤثر العبد الصّدق حيث يضرّ على الكذب حيث ينفع و لا يعدو المرء بمقاله عمله
9 ، و قال أيضا ع في خطبة طويلة أيّها النّاس ألا فاصدقوا إنّ اللّه مع الصّادقين و جانبوا الكذب فإنّه مجانب للإيمان ألا إنّ الصّادق على شفا منجاة و كرامة ألا إنّ الكاذب على شفا ردى و هلكة
10 ، و عن عليّ بن الحسين ع قال أربع من كنّ فيه كمل إسلامه و محيت ذنوبه و لقي ربّه و هو عنه راض وفاء للّه بما يجعل على نفسه للنّاس و صدق لسانه مع النّاس و الاستحياء من كلّ قبيح عند اللّه و عند النّاس و حسن خلقه مع أهله
11 ، و عن أبي عبد اللّه ع قال كونوا دعاة للنّاس إلى الخير بغير ألسنتكم ليروا منكم الاجتهاد و الصّدق و الورع
12 ، و عن الباقر ع قال يا ربيع إنّ الرّجل ليصدق حتّى يكتب عند اللّه صدّيقا
13 مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع الصّدق نور متشعشع في عالمه كالشّمس يستضيء بها كلّ شيء بمعناه من غير نقصان يقع على معناها إلى أن قال و قال أمير المؤمنين عليّ ع الصّدق سيف اللّه في أرضه و سمائه أينما هوى به نفد إلخ
14 الحسن بن فضل الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، عن رسول اللّه ص أنّه قال لعبد اللّه بن مسعود يا ابن مسعود عليك بالصّدق و لا تخرجنّ من فيك كذبة أبدا
15 كتاب العلاء بن رزين، عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللّه ع قال كونوا دعاة للنّاس بغير ألسنتكم ليروا منكم الاجتهاد و الصّدق و الورع
16 الدّيلميّ في إرشاد القلوب، عن عبد اللّه بن عمر قال جاء رجل إلى النّبيّ ص فقال يا رسول اللّه ما عمل أهل الجنّة قال الصّدق إذا صدق العبد برّ و إذا برّ آمن و إذا آمن دخل الجنّة
17 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال تحرّوا الصّدق فإن رأيتم فيه الهلكة فإنّ فيه النّجاة
و قال ص عليكم بالصّدق فإنّه من البرّ و إنّه في الجنّة
باب 92 -استحباب الصّدق في الوعد و لو انتظر سنة
1 الطّبرسيّ في المشكاة، عن الرّضا ع قال إنّا أهل بيت نرى ما وعدنا علينا دينا كما صنع رسول اللّه ص
2 القطب الرّاونديّ في قصص الأنبياء، بإسناده إلى الصّدوق عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن محمّد بن يحيى العطّار عن الحسين بن الحسن بن أبان عن محمّد بن أورمة عن محمّد بن سعدان عن عبد اللّه بن القاسم عن شعيب العقرقوفيّ قال قال أبو عبد اللّه ع إنّ إسماعيل نبيّ اللّه وعد رجلا بالصّفاح فمكث به سنة مقيما و أهل مكّة يطلبونه لا يدرون أين هو حتّى وقع عليه رجل فقال يا نبيّ اللّه ضعفنا بعدك و هلكنا فقال إنّ فلانا الطّائفيّ وعدني أن أكون هاهنا و لن أبرح حتّى يجيء قال فخرجوا إليه حتّى قالوا له يا عدوّ اللّه وعدت النّبيّ صلّى اللّه على نبيّنا و آله و عليه فأخلفته فجاء و هو يقول لإسماعيل يا نبيّ اللّه و ما ذكرت و لقد نسيت ميعادك فقال أما و اللّه لو لم تجئني لكان منه المحشر فأنزل اللّه و اذكر في الكتاب إسماعيل إنّه كان صادق الوعد
3 البحار، عن كتاب قضاء الحقوق للصّوريّ عن رسول اللّه ص أنّه قال عدة المؤمن أخذ باليد يجب على المؤمن الوفاء بالمواعيد و الصّدق فيها
4 عليّ بن عيسى في كشف الغمّة، عن الحافظ عبد العزيز قال روى داود بن سليمان عن الرّضا عن آبائه عن عليّ ع قال سمعت رسول اللّه ص يقول عدة المؤمن نذر لا كفّارة له
5 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع أنّه قال ما أبالي أخلفت موعدا أو زرت زائرا بغير حاجة
6 نهج البلاغة، في عهد أمير المؤمنين ع إلى الأشتر و إيّاك و المنّ على رعيّتك بإحسانك أو التّزيّد فيما كان من فعلك و أن تعدهم فتتبع موعودك بخلفك فإنّ المنّ يبطل الإحسان و التّزيّد يذهب بنور الحقّ و الخلف يوجب المقت عند اللّه و عند النّاس قال اللّه سبحانه كبر مقتا عند اللّه أن تقولوا ما لا تفعلون
7 الحسن بن فضل الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، عن أبي الحميساء قال بايعت النّبيّ ص قبل أن يبعث فواعدته مكانا فنسيته يومي و الغد فأتيته يوم الثّالث فقال ص يا فتى لقد شققت عليّ أنا هاهنا منذ ثلاثة أيّام
8 أبو عليّ محمّد بن همّام في كتاب التّمحيص، عن رسول اللّه ص أنّه قال لا يكمل المؤمن إيمانه حتّى يحتوي على مائة و ثلاث خصال فعل و عمل و نيّة و باطن و ظاهر فقال أمير المؤمنين ع يا رسول اللّه ما يكون المائة و ثلاث خصال فقال يا عليّ من صفات المؤمن أن يكون جوّال الفكر إلى أن قال و إذا وعد وفى
9 أبو يعلى محمّد بن الحسن الجعفريّ في كتاب نزهة النّاظر، عن رسول اللّه ص أنّه قال أكفلوا لي ستّا أكفل لكم بالجنّة إذا تحدّث أحدكم فلا يكذب و إذا وعد فلا يخلف
عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال لا تمار أخاك و لا تمازحه و لا تعده وعدا فتخلفه
باب 93 -استحباب الحياء
1 الطّبرسيّ في المشكاة، نقلا من المحاسن عن رسول اللّه ص أنّه قال الحياء حياءان حياء عقل و حياء حمق فحياء العقل هو العلم و حياء الحمق هو الجهل
2 ، و عن الباقر أو الصّادق ع أنّه قال الحياء و الإيمان مقرونان في قرن واحد فإذا ذهب أحدهما تبعه صاحبه
3 ، و عن أبي عبد اللّه ع قال الحياء من الإيمان و الإيمان في الجنّة و الرّياء من الجفاء و الجفاء في النّار
4 ، و عن سلمان رحمه اللّه قال إنّ اللّه عزّ و جلّ إذا أراد هلاك عبد نزع منه الحياء فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلّا خائفا مخوفا فإذا كان خائفا مخوفا نزعت منه الأمانة فإذا نزعت منه الأمانة لم تلقه إلّا شيطانا ملعونا فلعنّاه
قال رسول اللّه ص من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له
5 ، و عن أبي جعفر ع أنّه قال لميسّر بن عبد العزيز يا ميسّر إذا طلبت حاجة فلا تطلبها باللّيل و اطلبها بالنّهار فإنّ الحياء في الوجه
6 ، و عن الصّادق ع قال قال رسول اللّه ص رحم اللّه عبدا استحيا من ربّه حقّ الحياء حفظ الرّأس و ما حوى و البطن و ما وعى و ذكر القبر و البلى و ذكر أنّ له في الآخرة معادا
7 الشّيخ المفيد في أماليه، عن محمّد بن عمران المرزبانيّ عن محمّد بن أحمد الحكيميّ عن محمّد بن إسحاق عن يحيى بن معين عن عبد الرّزّاق عن معمّر عن ثابت عن أنس بن مالك قال قال رسول اللّه ص ما كان الفحش في شيء قطّ إلّا شانه و لا كان الحياء في شيء قطّ إلّا زانه
8 ، و عن ابن الوليد عن أبيه عن الصّفّار عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن أبي أيّوب الخزّاز عن أبي حمزة الثّماليّ رحمه اللّه عن أبي جعفر الباقر محمّد بن عليّ ع قال سمعته يقول أربع من كن فيه كمل إسلامه و أعين على إيمانه و محّصت عنه ذنوبه و لقي ربّه و هو عنه راض و لو كان فيما بين قرنه إلى قدمه ذنوب حطّها اللّه عنه و هي الوفاء بما يجعل على نفسه للّه و صدق اللّسان مع النّاس و الحياء ممّا يقبح عند اللّه و عند النّاس و حسن الخلق مع الأهل و النّاس
الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن جماعة عن أبي المفضّل الشّيبانيّ عن رجاء بن يحيى عن محمّد بن الحسن بن شمّون عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الأصمّ عن الفضيل بن يسار عن وهب بن عبيد اللّه عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه عن أبي ذرّ عن رسول اللّه ص أنّه قال يا أبا ذرّ أ تحبّ أن تدخل الجنّة قلت نعم فداك أبي قال فاقصر من الأمل و اجعل الموت نصب عينيك و استحي من اللّه حقّ الحياء قال قلت يا رسول اللّه كلّنا نستحيي من اللّه قال ليس كذلك الحياء و لكنّ الحياء من اللّه أن لا تنسى المقابر و البلى و الجوف و ما وعى و الرّأس و ما حوى
10 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن رسول اللّه ص أنّه قال الحياء خير كلّه
11 ، و عنه ص أنّه قال الحياء شعبة من الإيمان
و قال ص الحياء من الإيمان و الإيمان في الجنّة و الجفاء من البذاء و البذاء في النّار
12 ، و نظر ص إلى رجل يغتسل بحيث يراه النّاس فقال أيّها النّاس إنّ اللّه يحبّ من عباده الحياء و السّتر فأيّكم اغتسل فليتوار من النّاس فإنّ الحياء زينة الإسلام
13 مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع الحياء نور جوهره صدر الإيمان و تفسيره التّثبّت عند كلّ شيء ينكره التّوحيد و المعرفة قال النّبيّ ص الحياء و الإيمان فقيّد الحياء بالإيمان و الإيمان بالحياء و صاحب الحياء خير كلّه و من حرم الحياء فهو شرّ كلّه و إن تعبّد و تورّع و إنّ خطوة يتخطّى في ساحات هيبة اللّه بالحياء منه إليه خير له من عبادة سبعين سنة و الوقاحة صدر النّفاق و الشّقاق و الكفر قال رسول اللّه ص إذا لم تستح فاعمل ما شئت أي إذا فارقت الحياء فكلّ ما عملت من خير و شرّ فأنت به معاقب و قوّة الحياء من الحزن و الخوف و الحياء مسكن الخشية و الحياء أوّله الهيبة و آخره الرّؤية و صاحب الحياء مشتغل بشأنه معتزل من النّاس مزدجر عمّا هم فيه و لو تركوا صاحب الحياء ما جالس أحدا قال رسول اللّه ص إذا أراد اللّه بعبد خيرا ألهاه عن محاسنه و جعل مساويه بين عينيه و كرّهه مجالسة المعرضين عن ذكر اللّه و الحياء خمسة أنواع حياء ذنب و حياء تقصير و حياء كرامة و حياء حبّ و حياء هيبة و لكلّ واحد من ذلك أهل و لأهله مرتبة على حدة
14 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن هشام بن الحكم عن موسى بن جعفر ع أنّه قال له يا هشام رحم اللّه من استحيا من اللّه حقّ الحياء فحفظ الرّأس و ما حوى و البطن و ما وعى و ذكر الموت و البلى و علم أنّ الجنّة محفوفة بالمكاره و النّار محفوفة بالشّهوات
15 الحسن بن فضل الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، عن أبي سعيد الخدريّ قال كان رسول اللّه ص حييّا لا يسأل شيئا إلّا أعطاه
16 ، و عنه قال كان رسول اللّه ص أشدّ حياء من العذراء في خدرها و كان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه
17 محمّد بن عليّ الفتّال في روضة الواعظين، عن رسول اللّه ص أنّه قال الإيمان عريان و لباسه الحياء
18 ، و عن الصّادق ع قال ثلاث من لم يكن فيه فلا يرجى خيره أبدا من لم يخش اللّه في الغيب و لم يرعو عند الشّيب و لم يستح من العيب
19 ، و قال رسول اللّه ص ما كان الحياء في شيء قطّ إلّا زانه و لا كان الفحش في شيء قطّ إلّا شانه
و قال ص إنّ لكلّ دين خلقا و خلق الإسلام الحياء
و قال ص الحياء من الإيمان
و قال ص قلّة الحياء كفر
و قيل له ص أوصني قال استحي من اللّه كما تستحي من الرّجل الصّالح من قومك
20 ، و عن أبي الحسن الأوّل ع أنّه قال ما بقي من أمثال الأنبياء ع إلّا كلمة إذا لم تستح فاصنع ما شئت و إنّها في بني أميّة
21 ، نهج البلاغة في وصيّة أمير المؤمنين لولده الحسن ع و الحياء سبب إلى كلّ جميل
22 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه قال الحياء شعبة من الإيمان
و قال ص إذا لم تستح فافعل ما شئت
باب 94 -عدم جواز الحياء في أحكام الدّين
1 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال خمس لو شدّت إليها المطايا حتّى ينضين لكان يسيرا لا يرجو العبد إلّا ربّه و لا يخاف إلّا ذنبه و لا يستحي الجاهل أن يتعلّم و لا يستحي العالم إذا سئل عمّا لا يعلم أن يقول اللّه أعلم و منزلة الصّبر من الإيمان كمنزلة الرّأس من الجسد
2 ، و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ع قال ليس من أخلاق المؤمن التّملّق و لا الحسد إلّا في طلب العلم
3 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن الصّادق ع أنّه قال لأبي جعفر محمّد بن النّعمان يا ابن النّعمان لا تطلب العلم لثلاث لترائي به و لا لتباهي به و لا لتماري و لا تدعه لثلاث رغبة في الجهل و زهادة في العلم و استحياء من النّاس
باب 95 -استحباب العفو
1 الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا من المحاسن عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص عليكم بالعفو فإنّ العفو لا يزيد العبد إلّا عزّا فتعافوا يعزّكم اللّه
2 ، و عن الباقر ع قال النّدامة على العفو أفضل و أيسر من النّدامة على العقوبة
3 ، و عنه ع قال إنّ رسول اللّه ص أتي باليهوديّة الّتي سمّت الشّاة للنّبيّ ص فقال لها ما حملك على ما صنعت فقالت قلت إن كان نبيّا لم يضرّه و إن كان ملكا أرحت النّاس منه قال فعفا رسول اللّه ص عنها
4 ، و عن الرّضا ع قال قال رسول اللّه ص لليهوديّ الّذي سحره ما حملك على ما صنعت قال علمت أنّه لا يضرّك و أنت نبيّ قال فعفا عنه رسول اللّه ص
5 مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع العفو عند القدرة من سنن المرسلين و أسرار المتّقين و تفسير العفو أن لا تلزم صاحبك فيما أجرم ظاهرا و تنسى من الأصل ما أصبت منه باطنا و تزيد على الإحسان إحسانا و لن يجد إلى ذلك سبيلا إلّا من قد عفا اللّه عنه و غفر له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر و زيّنه بكرامته و ألبسه من نور بهائه لأنّ العفو و الغفران صفة من صفات اللّه تعالى أودعهما في أسرار أصفيائه ليتخلّقوا مع الخلق بأخلاق خالقهم و جاعلهم لذلك قال اللّه عزّ و جلّ و ليعفوا و ليصفحوا أ لا تحبّون أن يغفر اللّه لكم و اللّه غفور رحيم و من لا يعفو عن بشر مثله كيف يرجو عفو ملك جبّار إلى أن قال فالعفو سرّ اللّه في القلوب قلوب خواصّه ]فمن بشّر اللّه له[ يسرّ له سرّه و كان رسول اللّه ص يقول أ يعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم قالوا يا رسول اللّه و ما أبو ضمضم قال رجل ممّن قبلكم كان إذا أصبح يقول اللّهمّ إنّي قد تصدّقت بعرضي على النّاس عامّة
6 كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن عبد اللّه بن طلحة عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص و العفو لا يزيد العبد إلّا عزّا فاعفوا يعزّكم اللّه
أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن رسول اللّه ص أنّه قال لرجل أوصيك بتقوى اللّه و العفو عن النّاس
8 ، و شكا رجل إلى رسول اللّه ص خدمه فقال له اعف عنهم تستصلح به قلوبهم فقال يا رسول اللّه إنّهم يتفاوتون في سوء الأدب فقال اعف عنهم ففعل
9 ، و كان رسول اللّه ص يأمر في كلّ مجالسه بالعفو و ينهى عن المثلة
10 ، و قال رسول اللّه ص ما من عبد يعفو عن عبد في حال جهله إلّا زاده اللّه بذلك عزّا
11 ، و قال ص في قوله فمن عفا و أصلح فأجره على اللّه قال إذا كان يوم القيامة ينادي مناد من كان له على اللّه أجر فليقم فيقوم عند ذلك أهل العفو فيدخلون الجنّة بغير حساب
12 ، و جاء في الآثار أنّ رسول اللّه ص لم ينتقم لنفسه من أحد قطّ بل كان يعفو و يصفح
13 ، السّيّد أبو حامد محيي الدّين ابن أخ ابن زهرة الحلبيّ عن عمّه الشّريف عن القاضي أبي المكارم محمّد بن عبد الملك بن أحمد عن أبي الحسن أحمد بن عبد اللّه بن عليّ الآبنوسيّ عن الشّيخ أبي بكر أحمد بن عليّ بن الحسين بن زكريّا عن أبي عبد اللّه الحسين بن شجاع الموصليّ قال قرئ على أبي بكر محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم بن عبدويه و أنا أسمع فأقرّ به قيل له حدّثكم أبو عبد اللّه محمّد بن خلف بن إبراهيم المروزيّ قال حدّثنا موسى بن إبراهيم المروزيّ قال حدّثنا موسى بن جعفر عن جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد عن أبيه عن جدّه قال قال رسول اللّه ص من عفا عن أخيه المسلم عفا اللّه عنه
14 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال ثلاثة ينزلون الجنّة حيث يشاءون إلى أن قال و رجل عفا عن مظلمة
15 مجموعة الشّهيد، ره عن عليّ بن الحسين ع أنّه قال من بدأ بالشّرّ زيّف أصله و من كافأ به شارك أهله
16 الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن أبي هريرة أنّه كان أبو بكر عند رسول اللّه ص و رجل حاضر يشتم أبا بكر و هو ساكت و الرّسول ص يتبسّم ثمّ شرع أبو بكر في الجواب و ردّ بعض ما قاله فغضب رسول اللّه ص و قام و ذهب فتبعه أبو بكر بعده و قال يا رسول اللّه هذا الرّجل كان يسبّني و أنت تتبسّم و لمّا شرعت في جواب بعض مقالته غضبت و ذهبت و تركتنا في مكاننا فقال بلى أنّه لمّا كان يشتمك و أنت ساكت كان ملك واقف يردّه عنك و كنت أراه و أتبسّم و لمّا شرعت في جوابه ذهب الملك و جاء شيطان و لم أكن أجلس في محلّ فيه شيطان اسمع منّي ثلاث كلمات يا أبا بكر ما من عبد نزلت عليه مظلمة فعفا عنها إلّا نصره اللّه تعالى و أعزّه و ما من عبد فتح لنفسه باب سؤال ليكثر ماله إلّا زاده اللّه في فقره و ما من عبد فتح باب عطاء و صلة إلّا زاد اللّه في ماله
باب 96 -استحباب العفو عن الظّالم و صلة القاطع و الإحسان إلى المسيء و إعطاء المانع
1 الشّيخ المفيد في مجالسه، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد عن أبيه عن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن عليّ بن مهزيار عن ابن أبي عمير عن النّضر عن ابن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص في خطبته أ لا أخبركم بخير خلائق الدّنيا و الآخرة العفو عمّن ظلمك و أن تصل من قطعك و الإحسان إلى من أساء إليك و إعطاء من حرمك و في التّباغض الحالقة لا أعني حالقة الشّعر و لكن حالقة الدّين
2 الصّدوق في الأمالي، عن عليّ بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن محمّد البرقيّ عن أبيه عن جدّه عن جعفر بن عبد اللّه النّماونجيّ عن عبد الجبّار بن محمّد عن داود الشّعيريّ عن الرّبيع صاحب المنصور في حديث طويل أنّه قال قال الصّادق ع للمنصور في جملة كلام له و إن كان يجب عليك في سعة فهمك و كثرة علمك و معرفتك بآداب اللّه أن تصل من قطعك و تعطي من حرمك و تعفو عمّن ظلمك فإنّ المكافئ ليس بالواصل إنّما الواصل من إذا قطعته رحمه وصلها الخبر
3 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن رسول اللّه ص أنّه قال خير أهل الدّنيا و أهل الآخرة أخلاقا من يعفو عمّن ظلمه و من يعطي من حرمه و من يصل من قطعه من ذوي أرحامه و أهل ولايته
4 السّيّد عليّ بن طاوس في كشف المحجّة، عن الكلينيّ في رسائله بإسناده إلى جعفر بن عنبسة عن عبّاد بن زياد الأسديّ عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي جعفر ع أنّه قال قال أمير المؤمنين ع لولده الحسن ع في وصيّته إليه و لا يكوننّ أخوك أقوى على قطيعتك منك على صلته و لا تكوننّ على الإساءة أقوى منك على الإحسان و لا على البخل أقوى منك على البذل و لا على التّقصير أقوى منك على الفضل و لا يكبرنّ عليك ظلم من ظلمك فإنّما يسعى في مضرّته و نفعك و ليس جزاء من سرّك أن تسوءه الخبر
5 كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن حميد بن شعيب السّبيعيّ عن جابر بن يزيد الجعفيّ عن جعفر ع قال سمعته يقول ثلاث لا يزيد اللّه من فعلهنّ إلّا خيرا الصّفح عمّن ظلمه و إعطاء من حرمه و صلة من قطعه
6 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن الصّادق ع أنّه قال لعبد اللّه بن جندب يا ابن جندب صل من قطعك و أعط من حرمك و أحسن إلى من أساء إليك و سلّم على من سبّك و أنصف من خاصمك و اعف عمّن ظلمك كما أنّك تحبّ أن يعفى عنك الخبر
باب 97 -استحباب كظم الغيظ
1 الطّبرسيّ في المشكاة، نقلا عن المحاسن عن أمير المؤمنين ع أنّه قال للحسين ع يا بنيّ ما الحلم قال كظم الغيظ و ملك النّفس
2 ، و عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ع قال ما من جرعة يجرعها عبد أحبّ إلى اللّه عزّ و جلّ من جرعة غيظ يردّدها في قلبه فردّها بصبر أو ردّها بحلم
3 ، و عن أبي عبد اللّه ع قال ما من عبد كظم غيظا إلّا زاده اللّه عزّ و جلّ به عزّا في الدّنيا و الآخرة و قد قال اللّه تبارك و تعالى و الكاظمين الغيظ و العافين عن النّاس و اللّه يحبّ المحسنين و آتاه اللّه تبارك و تعالى الجنّة مكان غيظه ذلك
4 ، و عنه ع قال من كظم غيظا و هو يقدر على إنفاذه ملأ اللّه قلبه أمنا و إيمانا إلى يوم القيامة و عنه ع قال نعمت الجرعة الغيظ لمن صبر عليها
5 ، و عن عليّ بن الحسين ع قال قال رسول اللّه ص من أحبّ السّبل إلى اللّه تعالى جرعتان جرعة غيظ يردّها بحلم و جرعة حزن يردّها بصبر
6 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن رسول اللّه ص أنّه قال ليس القويّ من يصرع الفرسان إنّما القويّ من يغلب غيظه و يكظمه
7 ، و عنه ص قال ثلاثة يرزقون مرافقة الأنبياء رجل يدفع إليه قاتل وليّه ليقتله فعفا عنه و رجل عنده أمانة لو يشاء لخانها فيردّها إلى من ائتمنه عليها و رجل كظم غيظه عن أخيه ابتغاء وجه اللّه
8 ، و عن سلمان الفارسيّ رحمه اللّه قال من كظم غيظه سلم و من لم يكظمه ندم
9 محمّد بن عليّ الفتّال في روضة الواعظين، عن الصّادق ع أنّه قال أعقل النّاس أشدّهم مداراة للنّاس و أحزم النّاس أكظمهم غيظا
10 ، و عنه ص قال من كظم غيظا و هو يقدر على أن ينفذه دعاه اللّه تعالى يوم القيامة على رءوس الخلائق حتّى يخيّر من أيّ الحور شاء
11 الكراجكيّ في كنز الفوائد، من حكم لقمان ع و من لا يكظم غيظه يشمت ]به[ عدوّه
12 كتاب خلّاد السّنديّ البزّاز الكوفيّ، عن أبي حمزة الثّماليّ عن عليّ بن الحسين ع قال قال ما أحبّ أنّ لي بذلّ نفسي حمر النّعم و ما تجرّعت من جرعة أحبّ إليّ من جرعة غيظ لا أكلّم فيها صاحبها
13 الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، عن رسول اللّه ص أنّه قال من كظم غيظا و هو يقدر على إنفاذه ملأه اللّه أمنا و إيمانا
14 ، و عن أنس عنه ص قال من كظم غيظا و هو قادر على إنفاذه دعاه اللّه تعالى يوم القيامة على رءوس الخلائق و خيّره أن يختار من الحور العين ما أراده
15 ، و عنه ص قال في ليلة المعراج رأيت غرفا في أعلى الجنّة فقلت لمن هي قال للكاظمين الغيظ و للعافين عن النّاس و للمحسنين
باب 98 -استحباب كظم الغيظ عن أعداء الدّين في دولتهم
1 ثقة الإسلام في الكافي، عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضّال عن حفص المؤذّن عن أبي عبد اللّه ع و عن الحسن بن محمّد عن جعفر بن محمّد بن مالك الكوفيّ عن القاسم بن الرّبيع الصّحّاف عن إسماعيل بن مخلد السّرّاج عنه ع أنّه قال في رسالته إلى أصحابه فاتّقوا اللّه أيّتها العصابة النّاجية ]أن[ أتمّ اللّه لكم ما أعطاكم فإنّه لا يتمّ الأمر حتّى يدخل عليكم مثل الّذي دخل على الصّالحين قبلكم و حتّى تبتلوا في أنفسكم و أموالكم و حتّى تسمعوا من أعداء اللّه أذى كثيرا فتصبروا و تعركوا بجنوبكم حتّى يستذلّوكم و يبغضوكم و حتّى يحملوا عليكم الضّيم فتحمّلوه منهم تلتمسون بذلك وجه اللّه و الدّار الآخرة و حتّى تكظموا الغيظ الشّديد في الأذى في اللّه عزّ و جلّ يجترمونه إليكم و حتّى يكذّبوكم بالحقّ و يعادوكم فيه و يبغضوكم عليه فتصبروا على ذلك منهم و مصداق ذلك كلّه في كتاب اللّه الّذي أنزل به جبرئيل على نبيّكم سمعتم قول اللّه عزّ و جلّ لنبيّكم ص فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرّسل و لا تستعجل لهم الخبر
باب 99 -استحباب الصّبر على الحسّاد و أعداء النّعم
1 حسين بن سعيد الأهوازيّ في كتاب المؤمن، عن أبي حمزة قال سمعت أبا جعفر ع يقول إنّ اللّه عزّ و جلّ أخذ ميثاق المؤمن على بلايا أربع أيسرها عليه مؤمن مثله يحسده و الثّانية منافق يقفو أثره و الثّالثة شيطان يعرض له بفتنه و يضلّه و الرّابعة كافر بالّذي آمن به يرى جهاده جهادا فما بقاء المؤمن بعد هذا
باب 100 -استحباب الصّمت و السّكوت إلّا عن خير
1 الطّبرسيّ في المشكاة، نقلا عن المحاسن عن رسول اللّه ص أنّه قال السّكوت ذهب و الكلام فضّة
عن الرّضا ع قال إنّ الصّمت باب من أبواب الحكمة يكسب المحبّة إنّه دليل على كلّ خير
و عنه ع قال اتّقوا اللّه و عليكم بالصّمت
و عنه ع قال ما أحسن الصّمت من غير عيّ و المهذار له سقطات
و عن الباقر ع أنّ شيعتنا الخرس
2 ، و عن رسول اللّه ص قال رحم اللّه عبدا قال خيرا فغنم أو سكت عن سوء فسلم
3 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن الصّادق ع أنّه قال لا يزال الرّجل المؤمن يكتب محسنا ما دام ساكتا فإذا تكلّم كتب محسنا أو مسيئا
4 ، و عن داود الرّقّيّ عنه ع قال الصّمت كنز وافر و زين الحلم و ستر الجاهل
5 ، و عن الرّضا ع قال من علامات الفقه الحلم و العلم و الصّمت
، و عنه عن أبيه ع قال قال عيسى ابن مريم ع طوبى لمن كان صمته فكرا و نظره عبرا و وسعه بيته و بكى على خطيئته و سلم النّاس من يديه و لسانه
7 ، و عن الرّضا ع قال الصّمت باب من أبواب الحكمة و إنّ الصّمت يكسب المحبّة إنّه دليل على كلّ خير
8 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال في وصيّته لولده الحسين ع يا بنيّ العافية عشرة أجزاء تسعة منها في الصّمت إلّا بذكر اللّه و واحد منها في ترك مجالسة السّفهاء
9 ، و عن الصّادق ع أنّه قال لعبد اللّه بن جندب و عليك بالصّمت تعدّ حليما جاهلا كنت أو عالما فإنّ الصّمت زين لك عند العلماء سترة لك عند الجهّال
10 ، و عنه ع أنّه قال لأبي جعفر محمّد بن النّعمان إنّ من كان قبلكم كانوا يتعلّمون الصّمت و أنتم تتعلّمون الكلام كان أحدهم إذا أراد التّعبّد يتعلّم الصّمت قبل ذلك بعشر سنين فإن كان يحسنه و يصبر عليه تعبّد و إلّا قال ما أنا لما أروم بأهل إنّما ينجو من أطال الصّمت عن الفحشاء و صبر في دولة الباطل على الأذى أولئك النّجباء الأصفياء الأولياء حقّا و هم المؤمنون
11 ، و عن الكاظم ع أنّه قال لهشام بن الحكم يا هشام لكلّ شيء دليل و دليل العاقل التّفكّر و دليل التّفكّر الصّمت إلى أن قال يا هشام قلّة المنطق حكم عظيم فعليكم بالصّمت فإنّه دعة حسنة و قلّة وزر و خفّة من الذّنوب فحصّنوا باب الحلم فإنّه باب الصّبر إلى أن قال يا هشام قال رسول اللّه ص إذا رأيتم المؤمن صموتا فادنوا منه فإنّه يلقي الحكمة و المؤمن قليل الكلام كثير العمل و المنافق كثير الكلام قليل العمل
12 السّيّد عليّ بن طاوس في كشف المحجّة، عن الكلينيّ في كتاب الرّسائل بإسناده إلى جعفر بن عنبسة عن عبّاد بن زياد الأسديّ عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي جعفر ع عن أمير المؤمنين ع أنّه قال لولده الحسن ع في وصيّته إليه فإنّ العالم من عرف أنّ ما يعلم فيما لا يعلم قليل فعدّ نفسه بذلك جاهلا و ازداد بما عرف من ذلك في طلب العلم اجتهادا فما يزال للعلم طالبا و فيه راغبا و له مستفيدا و لأهله خاشعا و لرأيه متّهما و للصّمت لازما إلى أن قال و في الصّمت السّلامة من النّدامة و تلافيك ما فرط من صمتك أيسر من إدراك فائدة ما فات من منطقك و احفظ ما في الوعاء بشدّ الوكاء الخبر
13 الحسن بن أبي الحسن الدّيلميّ في إرشاد القلوب، عن أمير المؤمنين ع عن رسول اللّه ص أنّه قال قال اللّه تعالى له في ليلة المعراج يا أحمد ليس شيء من العبادة أحبّ إليّ من الصّمت و الصّوم فمن صام و لم يحفظ لسانه كان كمن قام و لم يقرأ في صلاته فأعطيه أجر القيام و لم أعطه أجر العابدين يا أحمد هل تدري متى يكون ]لي[ العبد عابدا قال لا يا ربّ قال إذا اجتمع فيه سبع خصال ورع يحجزه عن المحارم و صمت يكفّه عمّا لا يعنيه و خوف يزداد في كلّ يوم من بكائه و حياء يستحي منّي في الخلاء و أكل ما لا بدّ منه و يبغض الدّنيا لبغضي لها و يحبّ الأخيار لحبّي لهم يا أحمد ليس كلّ من قال أحبّ اللّه أحبّني حتّى يأخذ قوتا و يلبس دونا و ينام سجودا و يطيل قياما و يلزم صمتا الخبر
14 جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن إبراهيم بن أبي رجا أخي طربال عن أبي عبد اللّه ع قال ما عبد اللّه بشيء مثل الصّمت و المشي إلى بيته
15 الشّيخ المفيد في مجالسه، عن عمر بن محمّد بن عليّ الصّيرفيّ عن محمّد بن همّام الإسكافيّ عن جعفر بن محمّد بن مالك عن أحمد بن سلامة عن محمّد بن الحسين العامريّ عن معمر عن أبي بكر بن عيّاش عن الفجيع العقيليّ عن الحسن بن عليّ ع أنّه قال قال له أبوه عند وفاته الزم الصّمت تسلم
16 مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع الصّمت شعار المحقّقين بحقائق ما سبق و جفّ القلم به و هو مفتاح كلّ راحة من الدّنيا و الآخرة و فيه رضاء الرّبّ و تخفيف الحساب و الصّون من الخطايا و الزّلل قد جعله اللّه سترا على الجاهل و زينا للعالم و معه عزل الهوى و رياضة النّفس و حلاوة العبادة و زوال قسوة القلب و العفاف و المروّة و الظّرف فأغلق باب لسانك عمّا لك بدّ منه لا سيّما إذا لم تجد أهلا للكلام و المساعدة في المذاكرة للّه و في اللّه و كان ربيع بن خيثم يضع قرطاسا بين يديه فيكتب كلّما يتكلّم به ثمّ يحاسب نفسه في عشيّته ما له و ما عليه و يقول أوّه نجا الصّامتون و بقينا و كان بعض أصحاب رسول اللّه ص يضع حصاة في فيه فإذا أراد أن يتكلّم بما علم أنّه للّه و في اللّه و لوجه اللّه أخرجها ]من فمه[ و أنّ كثيرا من الصّحابة كانوا يتنفّسون تنفّس الغرقى و يتكلّمون شبه المرضى و إنّما سبب هلاك الخلق و نجاتهم الكلام و الصّمت فطوبى لمن رزق معرفة عيب الكلام و صوابه و علم الصّمت و فوائده فإنّ ذلك من أخلاق الأنبياء و شعار الأصفياء و من علم قدر الكلام أحسن صحبة الصّمت و من أشرف على ما في لطائف الصّمت و ائتمنه على خزائنه كان كلامه و صمته كلّه عبادة و لا يطّلع على عبادته إلّا الملك الجبّار
17 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال ثلاث منجيات تكفّ لسانك و تبكي على خطيئتك و يسعك بيتك
18 ، و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ع قال و السّكوت كالذّهب و الكلام كالفضّة
19 أبو يعلى الجعفريّ في كتاب نزهة النّاظر، عن أبي عبد اللّه ع قال ثلاثة لا يصيبون إلّا خيرا أولو الصّمت و تاركو الشّرّ و المكثرون ذكر اللّه عزّ و جلّ الخبر
نهج البلاغة، قال أمير المؤمنين ع كان لي فيما مضى أخ في اللّه و كان يعظمه في عيني صغر الدّنيا في عينه إلى أن قال و كان أكثر دهره صامتا إلى أن قال و كان إذا غلب على الكلام لم يغلب على السّكوت و كان على أن يسمع أحرص منه على أن يتكلّم إلى أن قال فعليكم بهذه الخلائق فالزموها
21 البحار، عن الدّيلميّ في أعلام الدّين عن ابن ودعان في أربعينه بإسناده عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه ص أ لا أنبّئكم بأمرين خفيف مئونتهما عظيم أجرهما لم يلق اللّه بمثلهما طول الصّمت و حسن الخلق
باب 101 -اختيار الكلام في الخير حيث لا يجب على السّكوت
1 مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع قال أمير المؤمنين ع المرء مخبوء تحت لسانه فزن كلامك و اعرضه على العقل فإن كان للّه و في اللّه فتكلّم به و إن كان غير ذلك فالسّكوت أولى الخبر
2 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال السّكوت عند الضّرورة بدعة
باب 102 -وجوب حفظ اللّسان ممّا لا يجوز من الكلام
1 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص يعذّب اللّسان بعذاب لا يعذّب به شيء من الجوارح فيقول أي ربّ عذّبتني بعذاب لم تعذّب به شيئا من الجوارح قال فيقال خرجت منك كلمة بلغت مشارق الأرض و مغاربها فسفك بها الدّم الحرام و أخذ بها المال الحرام و انتهك بها الفرج الحرام فو عزّتي لأعذّبنّك بعذاب لا أعذّب به شيئا من جوارحك
2 ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص من أسبغ وضوءه و أحسن صلاته و أدّى زكّاة ماله و كفّ غضبه و سجن لسانه و بذل معروفه و استغفر لذنبه و أدّى النّصيحة لأهل بيتي فقد استكمل حقائق الإيمان و أبواب الجنّة له مفتّحة
3 ، و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ع قال ثلاث منجيات تكفّ لسانك و تبكي على خطيئتك و يسعك بيتك
مجموعة الشّهيد، ره قيل للحسين بن عليّ ع ما الفضل قال ملك اللّسان و بذل الإحسان قيل فما النّقص قال التّكلّف لما لا يعنيك
5 كتاب عاصم بن حميد الحنّاط، عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول كان أبو ذرّ يقول في عظته يا مبتغي العلم إنّ هذا اللّسان مفتاح كلّ خير و مفتاح كلّ شر فاختم على فيك كما تختم على ذهبك و ورقك
الطّبرسيّ في المشكاة، نقلا من المحاسن عنه مثله
6 ، و عن رسول اللّه ص أنّه قال أمسك لسانك فإنّها صدقة تصدّق بها على نفسك
7 ، و عن أمير المؤمنين ع أنّه قال من حفظ لسانه ستر اللّه عورته
8 ، و عن أبي عبد اللّه ع عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول اللّه ص إن كان في شيء شؤم ففي اللّسان
9 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع في وصيّته إلى محمّد بن الحنفيّة و اعلم أنّ اللّسان كلب عقور إن خلّيته عقر و ربّ كلمة سلبت نعمة فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك و ورقك
10 ، و عن الثّماليّ عن عليّ بن الحسين ع قال إنّ لسان ابن آدم يشرف كلّ يوم على جوارحه فيقول كيف أصبحتم فيقولون بخير إن تركتنا و يقولون اللّه اللّه ]فينا[ و يناشدونه و يقولون إنّما نثاب بك و نعاقب بك
11 ، و عن الصّادق ع قال قال رسول اللّه ص إن كان الشّؤم في شيء ففي اللّسان
12 فقه الرّضا، ع أروي عن العالم ع أنّه قال طوبى لمن كان صمته فكرا و نظره عبرا و وسعه بيته و بكى على خطيئته و سلم النّاس من يده و لسانه
13 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، و في الخبر ما من صباح إلّا و تكلّم الأعضاء اللّسان فتقول إن استقمت استقمنا و إن اعوججت اعوججنا
باب 103 -كراهة كثرة الكلام بغير ذكر اللّه تعالى
1 الشّيخ الطّبرسيّ في مجمع البيان، عن النّبيّ ص أنّه قال لا تكثروا الكلام بغير ذكر اللّه فإنّ كثرة الكلام بغير ذكر اللّه يقسي القلب و إنّ أبعد النّاس من اللّه القاسي القلب
2 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع أنّ رسول اللّه ص مرّ على امرأة و هي تبكي على ولدها و هي تقول الحمد للّه مات شهيدا فقال رسول اللّه ص كيف أيّتها المرأة فلعلّه كان يبخل بما لا يضرّه و يقول فيما لا يعنيه
3 زيد الزّرّاد في أصله، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال في حديث في صفات المؤمنين ألسنتهم مسجونة و صدورهم وعاء لسرّ اللّه إن وجدوا له أهلا )نبذوه إليه نبذا( و إن لم يجدوا له أهلا ألقوا على ألسنتهم أقفالا غيّبوا مفاتيحها و جعلوا على أفواههم أوكية صلّب صلاب أصلب من الجبال لا ينحت منهم شيء خزّان العلم و معدن ]الحلم و[ الحكم و تبّاع النّبيّين و الصّدّيقين و الشّهداء و الصّالحين أكياس يحسبهم المنافق )خرسا عميا بلها( و ما بالقوم من خرس و لا عمى و لا بله إنّهم لأكياس فصحاء حلماء حكماء أتقياء بررة صفوة اللّه أسكنتهم الخشية ]للّه[ و أعيتهم ألسنتهم خوفا من اللّه و كتمانا لسرّه الخبر
4 عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال طوبى لمن أنفق الفضل من ماله و أمسك الفضل من كلامه
5 القطب الرّاونديّ في قصص الأنبياء، إنّ آدم ع لمّا كثر ولده و ولد ولده كانوا يتحدّثون عنده و هو ساكت فقالوا يا أبه ما لك لا تتكلّم فقال يا بنيّ إنّ اللّه جلّ جلاله لمّا أخرجني من جواره عهد إليّ و قال أقلّ كلامك ترجع إلى جواري
6 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن معاوية بن وهب قال قال الصّادق ع كان أبي يقول قم بالحقّ و لا تعرّض لما نابك و اعتزل عمّا لا يعنيك
7 ، و عنه ع قال استمعوا منّي كلاما هو خير من الدّهم الموقّفة لا تكلّمنّ بما لا يعنيك و دع كثيرا من الكلام فيما يعنيك حتّى تجد له موضعا فربّ متكلّم بحقّ في غير موضعه فعنت
8 ، و عن الرّضا ع قال ما أحسن الصّمت إلّا من عيّ و المهذار له سقطات
9 الشّيخ ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخاطر، قال قيل للقمان أ لست عبد آل فلان قال بلى قيل فما بلغ بك ما ترى قال صدق الحديث و أداء الأمانة و ترك ما لا يعنيني و غضّي بصري و كفّي لساني و عفّتي في طعمتي فمن نقص عن هذا فهو دوني و من زاد عليه فهو فوقي و من عمله فهو مثلي
10 الشّهيد الثّاني في منية المريد، عن النّبيّ ص أنّ موسى ع لقي الخضر ع فقال أوصني فقال ]الخضر[ يا طالب العلم إنّ القائل أقلّ ملالة من المستمع فلا تملّ جلساءك إذا حدّثتهم إلى أن قال و لا تكوننّ مكثارا )في المنطق( مهذارا إنّ كثرة المنطق تشين العلماء و تبدي مساوئ السّخفاء و لكن عليك بذي اقتصاد فإنّ ذلك من التّوفيق و السّداد الخبر
11 الإمام العسكريّ ع في تفسيره، مرّ أمير المؤمنين ع على قوم من أخلاط المسلمين ليس فيهم مهاجريّ و لا أنصاريّ و هم قعود في بعض المساجد في أوّل يوم من شعبان ]و[ إذا هم يخوضون في أمر للقدر و غيره ممّا اختلف فيه النّاس قد ارتفعت أصواتهم و اشتدّ فيه محكهم و جدالهم فوقف عليهم فسلّم فردّوا عليه و أوسعوا له و قاموا إليه يسألونه القعود إليهم فلم يحفل بهم ثمّ قال لهم يا معشر المتكلّمين فيما لا يعنيهم و لم يرد عليهم أ لم تعلموا أنّ للّه عبادا قد أسكتتهم خشيته من غير عيّ و لا بكم و أنّهم لهم الفصحاء العقلاء الألبّاء العالمون باللّه و أيّامه
12 مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع الكلام إظهار ما في قلب المرء من الصّفاء و الكدر و العلم و الجهل قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ع المرء مخبوء تحت لسانه فزن كلامك و اعرضه على العقل و المعرفة فإن كان للّه و في اللّه فتكلّم به و إن كان غير ذلك فالسّكوت خير منه و ليس على الجوارح أخفّ مئونة و أفضل منزلة و أعظم قدرا عند اللّه من الكلام في رضاء اللّه و لوجهه و نشر آلائه و نعمائه في عباده أ لا ترى أنّ اللّه عزّ و جلّ لم يجعل فيما بينه و بين رسله معنى يكشف ما أسرّ إليهم من مكنونات علمه و مخزونات وحيه غير الكلام و كذلك بين الرّسل و الأمم ثبت بهذا أنّه أفضل الوسائل و الكلف و العبادة و كذلك لا معصية أثقل على العبد و أسرع عقوبة عند اللّه و أشدّها ملامة و أعجلها سآمة عند الخلق منه و اللّسان ترجمان الضّمير و صاحب خير القلب و به ينكشف ما في سرّ الباطن و عليه يحاسب الخلق يوم القيامة و الكلام خمر تسكر القلوب و العقول ما كان منه لغير اللّه عزّ و جلّ و ليس شيء أحقّ بطول السّجن من اللّسان
13 جامع الأخبار، قال رسول اللّه ص راحة الإنسان في حبس اللّسان سكوت اللّسان سلامة الإنسان
و قال ص بلاء الإنسان من اللّسان
و قال ص سلامة الإنسان في حفظ اللّسان
و قال ص البلاء موكّل بالمنطق
و قال ص فتنة اللّسان أشدّ من ضرب السّيف
و قال ص من تقى من مئونة لقلقه و قبقبه و ذبذبه دخل الجنّة
و في رواية أخرى من حفظ لقلقه و قبقبه و ذبذبه دخل الجنّة
و قال ص إنّ اللّه تعالى عند لسان كلّ قائل
و قال ص لا يستقيم إيمان عبد حتّى يستقيم قلبه و لا يستقيم قلبه حتّى يستقيم لسانه
14 أحمد بن محمّد البرقيّ في المحاسن، عن أبيه عمّن ذكره عن الصّادق عن آبائه ع أنّ أمير المؤمنين ع قال جمع الخير كلّه في ثلاث خصال النّظر و السّكوت و الكلام فكلّ نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو و كلّ سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة و كلّ كلام ليس فيه ذكر فهو لغو فطوبى لمن كان نظره عبرا و سكوته فكرا و كلامه ذكرا و بكى على خطيئته و أمن النّاس شرّه
15 البحار، عن أعلام الدّين للدّيلميّ عن ابن ودعان في أربعينه عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول اللّه ص رحم اللّه عبدا تكلّم فغنم أو سكت فسلم إنّ اللّسان أملك شيء للإنسان ألا و إنّ كلام العبد كلّه عليه إلّا ذكر اللّه تعالى أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو إصلاح بين المؤمنين فقال له معاذ بن جبل يا رسول اللّه أ نؤاخذ بما نتكلّم فقال له و هل تكبّ النّاس على مناخرهم في النّار إلّا حصائد ألسنتهم فمن أراد السّلامة فليحفظ ما جرى به لسانه الخبر
16 العلّامة الكراجكيّ في كنزه، عن رسول اللّه ص أنّه قال من وقي شرّ ثلاث فقد وقي الشّرّ كلّه لقلقه و قبقبه و ذبذبه فلقلقه لسانه و قبقبه بطنه و ذبذبه فرجه
17 الصّدوق في العيون، و المعاني، و غيره بأسانيدهم عن الحسن بن عليّ ع عن خاله هند في حديث وصفه حلية النّبيّ ص قال قال قد ترك ص نفسه من ثلاث المراء و الإكثار و ما لا يعنيه الخبر
18 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن الكاظم ع أنّه قال لهشام بن الحكم قال أمير المؤمنين ص إنّ للّه عبادا كسرت قلوبهم خشيته فأسكتتهم عن المنطق و إنّهم لفصحاء عقلاء إلى أن قال يا هشام المتكلّمون ثلاثة فرابح و سالم و شاجب فأمّا الرّابح فالذّاكر للّه و أمّا السّالم فالسّاكت و أمّا الشّاجب فالّذي يخوض في الباطل إنّ اللّه حرّم الجنّة على كلّ فاحش بذيء قليل الحياء لا يبالي ما قال و لا ما قيل فيه
19 الطّبرسيّ في المشكاة، عن أبي عبد اللّه ع قال العالم لا يتكلّم بالفضول
20 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن رسول اللّه ص أنّه قال من فقه الرّجل قلّة كلامه فيما لا يعنيه
21 ، و عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ع قال من كثر كلامه كثر كذبه
الشّيخ المفيد في أماليه، عن أبي بكر محمّد بن عمر بن سالم عن أحمد بن محمّد بن سعيد عن أحمد بن يوسف عن محمّد بن يزيد عن أحمد بن رزق عن أبي زياد الفقيميّ عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن عليّ بن الحسين ع قال قال رسول اللّه ص من حسن إسلام المرء تركه الكلام فيما لا يعنيه
23 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال إنّ اللّه يحبّ الحيّ العيّ المتعفّف و إنّ اللّه يبغض البليغ من الرّجال
24 ، و عنه ص قال إنّ أبغضكم إليّ الثّرثارون المتفيهقون المتشدّقون
، الشّيخ إبراهيم القطيفيّ في إجازته للشّيخ شمس الدّين محمّد بن تركيّ روي عن رجل من المجاهدين قتل مع النّبيّ ص في بعض الغزوات فأتته أمّه و هو شهيد بين القتلى فرأت في بطنه حجر المجاعة مربوطا لشدّة صبره و قوّة عزمه فمسحت عليه و قالت هنيئا لك يا بنيّ فسمعها رسول اللّه ص فقال لها مه أو نحوها لعلّه كان يتكلّم فيما لا يعنيه
باب 104 -استحباب مداراة النّاس
1 الطّبرسيّ في المشكاة، نقلا من المحاسن عن أبي عبد اللّه ع قال جاء جبرئيل إلى النّبيّ ص فقال يا محمّد ربّك يقرئك السّلام و يقول لك دار خلقي
و قال ص أمرني ربّي بمداراة النّاس كما أمرني بتبليغ الرّسالة
2 ، و عن الباقر ع سئل عن رجل خبيث قد لقي منه جهدا هل ترى مكاشفته أم مداراته فكتب إليه المداراة خير لك من المكاشفة و إنّ مع العسر يسرا فإنّ العاقبة للمتّقين
الإمام أبو محمّد العسكريّ ع في تفسيره، في قوله تعالى و قولوا للنّاس حسنا قال الصّادق ع قولوا للنّاس كلّهم حسنا مؤمنهم و مخالفهم أمّا المؤمنون فيبسط لهم وجهه و أمّا المخالفون فيكلّمهم بالمداراة لاجتذابهم إلى الإيمان فإن استتر من ذلك يكفّ شرورهم عن نفسه و عن إخوانه المؤمنين قال الإمام ع إنّ مداراة أعداء اللّه من أفضل صدقة المرء على نفسه و إخوانه كان رسول اللّه ص في منزله إذ استأذن عليه عبد اللّه بن أبي سلول فقال رسول اللّه ص بئس أخو العشيرة ائذنوا له فأذنوا له فلمّا دخل أجلسه و بشر في وجهه فلمّا خرج قالت عائشة يا رسول اللّه قلت فيه ما قلت و فعلت به من البشر ما فعلت فقال رسول اللّه ص يا عويش يا حميراء إنّ شرّ النّاس عند اللّه يوم القيامة من يكرم اتّقاء شرّه و قال الإمام ع ما من عبد و لا أمة دارى عباد اللّه بأحسن المداراة و لم يدخل بها في باطل و لم يخرج بها من حقّ إلّا جعل اللّه نفسه تسبيحا و زكّى أعماله و أعطاه لصبره على كتمان سرّنا و احتمال الغيظ لما يحتمله من أعدائنا ثواب المتشحّط بدمه في سبيل اللّه
4 فقه الرّضا، ع نروي أنّ اللّه تبارك و تعالى أوحى إلى رسول اللّه ص أنّي آخذك بمداراة النّاس كما آخذك بالفرائض و نروي أنّ المؤمن آخذ عن اللّه عزّ و جلّ الكتمان و عن نبيّه ص مداراة النّاس
و عن العالم ع الصّبر في البأساء و الضّرّاء
5 أبو عليّ محمّد بن همّام في كتاب التّمحيص، عن أبي الحسن الرّضا ع قال لا يكون المؤمن مؤمنا حتّى يكون فيه ثلاث خصال سنّة من ربّه و سنّة من نبيّه و سنّة من وليّه فأمّا السّنّة من ربّه فكتمان السّرّ و أمّا السّنّة من نبيّه ص فمداراة النّاس و أمّا السّنّة من وليّه فالصّبر في البأساء و الضّرّاء
6 محمّد بن عليّ الخزّاز في كفاية الأثر، عن أحمد بن محمّد بن عبيد اللّه عن عليّ بن عبد اللّه الواسطيّ عن محمّد بن أحمد الجمحيّ عن هارون بن يحيى عن عثمان بن عثمان بن خالد عن أبيه قال مرض عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ع مرضه الّذي توفّي فيه فجمع أولاده محمّدا ع و الحسن و عبد اللّه و عمر و زيدا و الحسين و أوصى إلى ابنه محمّد بن عليّ ع و كنّاه بالباقر و جعل أمرهم إليه و كان فيما وعظه في وصيّته أن قال يا بنيّ إنّ العقل رائد الرّوح و العلم رائد العقل و العقل ترجمان العلم و اعلم أنّ العلم أبقى و اللّسان أكثر هذرا و اعلم يا بنيّ أنّ صلاح الدّنيا بحذافرها في كلمتين إصلاح شأن المعايش ملء مكيال ثلثاه فطنة و ثلثه تغافل لأنّ الإنسان لا يتغافل إلّا عن شيء قد عرفه و فطن له الخبر
7 السّيّد عليّ بن طاوس في فتح الأبواب، عن النّبيّ ص أنّه قال لسلمان يا سلمان إنّ النّاس لو قارضتهم قارضوك و إن تركتهم لم يتركوك و إن هربت منهم أدركوك قال فأصنع ما ذا قال أقرضهم عرضك ليوم فقرك
8 ، وجدت منقولا عن خطّ الشّهيد الثّاني منقولا عن خطّ الشّهيد الأوّل عن الصّادق ع أنّه قال كمال الأدب و المروّة في سبع خصال العقل و الحلم و الصّبر و الرّفق و الصّمت و حسن الخلق و المداراة
9 ، و روى أنّه سمع سليمان عصفورا يقول للهدهد ما رأيت أحسن من لقائك للحدأة و الباز و هما عدوّاك فقال الهدهد يا أخي من حسنت مداراته طابت حياته فقال سليمان صدق و اللّه الهدهد
10 البحار، عن كتاب قضاء الحقوق للصّوريّ قال قال أمير المؤمنين ع فيما أوصى به رفاعة بن شدّاد البجليّ في رسالة إليه دار المؤمن ما استطعت فإنّ ظهره حمى اللّه و نفسه كريمة على اللّه ]و له يكون ثواب اللّه[ و ظالمه خصم اللّه فلا تكن خصمه
11 جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن أبي جعفر ع قال حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه قال قال رسول اللّه ص أعقل النّاس أشدّهم مداراة للنّاس
باب 105 -وجوب أداء حقّ المؤمن و جملة من حقوقه الواجبة و المندوبة
1 الحسين بن سعيد الأهوازيّ في كتاب إبتلاء المؤمن، عن الصّادق ع قال ]و اللّه[ ما عبد اللّه بشيء أفضل من أداء حقّ المؤمن
و رواه جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن ابن مسلم عن أحدهما ع مثله
2 ، و عن أبان بن تغلب قال سألت أبا عبد اللّه ع عن حقّ المؤمن على المؤمن قال حقّ المؤمن أعظم من ذلك لو حدّثتكم به لكفرتم
3 ، و عن أبي عبد اللّه ع قال و اللّه ما عبد اللّه بشيء أفضل من أداء حقّ المؤمن فقال إنّ المؤمن أفضل حقّا من الكعبة و قال إنّ المؤمن أخو المؤمن عينه و دليله فلا يخونه و لا يخذله و من حقّ المسلم على المسلم أن لا يشبع و يجوع أخوه و لا يروى و يعطش أخوه و لا يلبس و يعرى أخوه و ما أعظم حقّ المسلم على أخيه المسلم و قال أحبب لأخيك المسلم ما تحبّ لنفسك و إذا احتجت فسله و إذا سألك فأعطه و لا تملّه خيرا و لا يملّه لك كن له ظهيرا فإنّه لك ظهير إذا غاب فاحفظه في غيبته و إن شهد زرهو أجلّه و أكرمه فإنّه منك و أنت منه و إن كان عاتبا فلا تفارقه حتّى تسلّ سخيمته و إن أصابه خير فاحمد اللّه عزّ و جلّ و إن ابتلي فأعطه و تحمّل عنه و أعنه
و روى هذه الأخبار المفيد في الإختصاص، و فيه و إن ابتلي فاعضده
4 ، و عنه ع قال المؤمن أخو المؤمن يحقّ عليه نصيحته و مواساته و منع عدوّه منه
5 ، و عنه ع قال قال النّبيّ ص المسلم أخو المسلم لا يخونه و لا يخذله و لا يعيبه و لا يحرمه و لا يغتابه
6 ، و عنه ع قال إنّ من حقّ المسلم إن عطس أن يسمّته و إن أولم أتاه و إن مرض عاده و إن مات شهد جنازته
7 ، و عن أبي جعفر ع إنّ نفرا من المسلمين خرجوا في سفر لهم فأضلّوا الطّريق فأصابهم عطش شديد فتيمّموا و لزموا أصول الشّجر فجاءهم شيخ عليه ثياب بيض فقال قوموا لا بأس عليكم هذا الماء قال فقاموا و شربوا فأرووا فقالوا ]له[ من أنت يرحمك اللّه قال أنا من الجنّ الّذين بايعوا رسول اللّه ص إنّي سمعته يقول المؤمن أخو المؤمن عينه و دليله فلم تكونوا تضيّعوا بحضرتي
8 ، و عن سماعة قال سألته ع عن قوم عندهم فضول و بإخوانهم حاجة شديدة تسعهم الزّكاة أ يسعهم أن يشبعوا و يجوع إخوانهم فإنّ الزّمان شديد فقال المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يخذله و لا يحرمه
9 ، و عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يخذله و لا يعيبه و لا يغتابه و لا يحرمه و لا يخونه و قال للمسلم على أخيه من الحقّ أن يسلّم عليه إذا لقيه و يعوده إذا مرض و ينصح له إذا غاب و يسمّته إذا عطس و يجيبه إذا دعاه و يشيّعه إذا مات
10 ، و عنه ع قال لا و اللّه لا يكون ]المؤمن[ مؤمنا أبدا حتّى يكون لأخيه المؤمن مثل الجسد إذا ضرب عليه عرق واحد تداعت له سائر عروقه
11 ، و عن المعلّى بن خنيس قال قلت لأبي عبد اللّه ع ما حقّ المؤمن على المؤمن قال إنّي عليك شفيق إنّي أخاف أن تعلم و لا تعمل و تضيّع و لا تحفظ قال فقلت لا حول و لا قوّة إلّا باللّه قال للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة ليس منه حقّ إلّا و هو واجب على أخيه إن ضيّع منها حقّا خرج من ولاية اللّه تعالى و ترك طاعته و لم يكن له فيها نصيب أيسر حقّ منها أن تحبّ له ما تحبّ لنفسك و أن تكره له ما تكره لنفسك و الثّاني أن تعينه بنفسك و مالك و لسانك و يديك و رجليك و الثّالثأن تتّبع رضاه و تجتنب سخطه و تطيع أمره و الرّابع أن تكون عينه و دليله و مرآته و الخامس أن لا تشبع و يجوع و تروى و يظمأ و تكسى و يعرى و السّادس أن يكون لك خادم و ليس له خادم و لك امرأة تقوم عليك و ليس له امرأة تقوم عليه أن تبعث خادمك يغسل ثيابه و يصنع طعامه و يهيّئ فراشه و السّابع أن تبرّ قسمه و تجيب دعوته و تعود مريضه و تشهد جنازته و إن كانت له حاجة تبادر مبادرة إلى قضائها و لا تكلّفه أن يسألكها فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته و ولايته بولايتك
و عن المعلّى مثله و قال في حديثه فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته و ولايته بولاية اللّه تعالى
و رواه المفيد في الإختصاص، عن عبد الأعلى عن المعلّى مثله و فيه و تلبس و يعرى و فيه و يمهّد فراشه
، و عن عيسى بن أبي منصور قال كنت عند أبي عبد اللّه ع أنا و عبد اللّه بن أبي يعفور و عبد اللّه بن طلحة فقال ع ابتداء يا ابن أبي يعفور قال رسول اللّه ص ستّ خصال من كنّ فيه كان بين يدي اللّه عزّ و جلّ و عن يمين اللّه قال ابن أبي يعفور و ما هي جعلت فداك قال يحبّ المرء المسلم لأخيه ما يحبّ لأعزّ أهله و يكره المرء المسلم لأخيه ما يكره لأعزّ أهله و يناصحه الولاية فبكى ابن أبي يعفور و قال و كيف يناصحه الولاية قال يا ابن أبي يعفور إذا كان منه ]بتلك المنزلة بثّه همّه ففرح[ لفرحه إن هو فرح و حزن لحزنه إن هو حزن و إن كان عنده ما يفرّج عنه فرّج عنه و إلّا دعا اللّه له قال ثمّ قال أبو عبد اللّه ع ثلاث لكم و ثلاث لنا أن تعرفوا فضلنا و أن تطأوا أعقابنا و تنظروا عاقبتنا فمن كان هكذا كان بين يدي اللّه و عن يمين اللّه إلى أن قال أ ما بلغك حديث أنّ رسول اللّه ص كان يقول إنّ المؤمنين عن يمين اللّه و بين يدي اللّه وجوههم أبيض من الثّلج و أضوأ من الشّمس الضّاحية فيسأل السّائل من هؤلاء فيقال هؤلاء الّذين تحابّوا في جلال اللّه
13 عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن الصّادق ع قال إنّ للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق فأوجبها أن يقول الرّجل حقّا و إن كان على نفسه أو على والديه فلا يميل لهم عن الحقّ
14 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص المؤمن مرآة لأخيه المؤمن ينصحه إذا غاب عنه و يميط عنه ما يكره إذا شهد و يوسّع له في المجلس
15 ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص إذا آخى أحدكم أخا في اللّه فلا يحادّه و لا يداره و لا يماره يعني لا يخالفه
16 البحار، عن كتاب قضاء حقوق المؤمنين للشّيخ سديد الدّين أبي عليّ بن طاهر الصّوريّ بإسناده قال سئل الرّضا ع ما حقّ المؤمن على المؤمن فقال إنّ من حقّ المؤمن على المؤمن المودّة له في صدره و المواساة له في ماله و النّصرة له على من ظلمه و إن كان فيء للمسلمين و كان غائبا أخذ له بنصيبه و إذا مات فالزّيارة إلى قبره و لا يظلمه و لا يغشّه و لا يخونه و لا يخذله و لا يغتابه و لا يكذبه و لا يقول له أفّ فإذا قال له أفّ فليس بينهما ولاية و إذا قال له أنت عدوّي فقد كفّر أحدهما صاحبه و إذا اتّهمه انماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء إلى أن قال و إنّ أبا جعفر الباقر ع أقبل إلى الكعبة و قال الحمد للّه الّذي كرّمك و شرّفك و عظّمك و جعلك مثابة للنّاس و أمنا و اللّه لحرمة المؤمن أعظم حرمة منك و لقد دخل عليه رجل من أهل الجبل فسلّم عليه فقال له عند الوداع أوصني فقال له أوصيك بتقوى اللّه و برّ أخيك المؤمن فأحبب له ما تحبّ لنفسك و إن سألك فأعطه و إن كفّ عنك فأعرض عليه لا تملّه فإنّه لا يملّك و كن له عضدا فإن وجد عليك فلا تفارقه حتّى تسلّ سخيمته فإن غاب فاحفظه في غيبته و إن شهد فاكنفه و اعضده و زره و أكرمه و الطف به فإنّه منك و أنت منه و نظرك لأخيك المؤمن و إدخال السّرور عليه أفضل من الصّيام و أعظم أجرا
17 فقه الرّضا، ع اعلم يرحمك اللّه أنّ حقّ الإخوان واجب فرض لازم أن تفدوهم بأنفسكم و أسماعكم و أبصاركم و أيديكم و أرجلكم و جميع جوارحكم و هم حصونكم الّتي تلجئون إليها في الشّدائد في الدّنيا و الآخرة لا تماظّوهم و لا تخالفوهم و لا تغتابوهم و لا تدعوا نصرتهم و لا معاونتهم و ابذلوا النّفوس و الأموال دونهم و الإقبال على اللّه عزّ و جلّ بالدّعاء لهم و مواساتهم في كلّ ما يجوز فيه المساواة و المواساة و نصرتهم ظالمين و مظلومين بالدّفع عنهم إلى أن قال فباللّه نستعين على حقوق الإخوان و الأخ الّذي يجب له هذه الحقوق الّذي لا فرق بينك و بينه في جملة الدّين و تفصيله ثمّ ما يجب له بالحقوق على حسب قرب ]ما[ بين الإخوان و بعده بحسب ذلك أروي عن العالم ع أنّه وقف بحيال الكعبة ثمّ قال ما أعظم حقّك ]يا كعبة[ و اللّه إنّ حقّ المؤمن لأعظم من حقّك
18 تفسير الإمام، ع و ما من عبد أخذ نفسه بحقوق إخوانه فوفّاهم حقوقهم جهده و أعطاهم ممكنه و رضي منهم بعفوهم و ترك الاستقصاء عليهم فيما يكون من زللهم ]و[ غفرها لهم إلّا قال اللّه عزّ و جلّ يوم القيامة يا عبدي قضيت حقوق إخوانك و لم تستقص عليهم فيما لك عليهم فأنا أجود و أكرم و أولى بمثل ما فعلته من المسامحة و التّكرّم فأنا أقضيك اليوم على حقّ وعدتك به و أزيدك من فضلي الواسع و لا أستقصي عليك في تقصيرك في بعض حقوقي قال فيلحقه بمحمّد و آل محمّد ص و يجعله من خيار شيعتهم
19 و فيه، قال ع قال رسول اللّه ص مثل مؤمن لا تقيّة له كمثل جسد لا رأس له و مثل مؤمن لا يرى حقوق إخوانه المؤمنين كمثل من حواسّه كلّها صحيحة و هو لا يتأمّل بعقله و لا يبصر بعينه و لا يسمع بأذنه و لا يعبّر بلسانه عن حاجة و لا يدفع المكاره عن نفسه )بالإدلاء بحججه( و لا يبطش بشيء بيديه و لا ينهض إلى شيء برجليه فذلك قطعة لحم قد فاتته المنافع فصار غرضا لكلّ المكاره فكذلك المؤمن إذا جهل حقوق إخوانه
إلى آخر ما ذكره في الأصل في باب 28- من كتاب الأمر بالمعروف
20 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن الحارث الهمدانيّ عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص للمسلم على المسلم ستّ يسلّم عليه إذا لقيه و يسمّته إذا عطس و يعوده إذا مرض و يجيبه إذا دعاه و يشهده إذا توفّي و يحبّ له ما يحبّ لنفسه و ينصح له إذا غاب
21 عماد الدّين الطّبريّ في بشارة المصطفى، عن إبراهيم بن الحسين البصريّ عن محمّد بن الحسن بن عتبة عن محمّد بن الحسين بن أحمد عن محمّد بن وهبان عن عليّ بن أحمد بن كثير عن أحمد بن المفضّل عن راشد بن عليّ عن عبد اللّه بن جهض المدنيّ عن محمّد بن إسحاق عن سعيد بن زيد عن كميل قال قال أمير المؤمنين ع يا كميل المؤمن مرآة المؤمن لأنّه يتأمّله و يسدّ فاقته و يجمّل حالته يا كميل المؤمنون إخوة و لا شيء آثر عند كلّ أخ من أخيه يا كميل إن لم تحبّ أخاك فلست أخاه
22 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن رسول اللّه ص أنّه قال المؤمنون كأسنان المشط يتساوون في الحقوق بينهم
23 ، و قال ص المؤمنان كاليدين يغسل إحداهما بالأخرى فإذا رزقك اللّه ودّ أخيك فاستمسك بمودّته
24 ، و قال ص عليكم بالتّواصل و التّباذل و إيّاكم و التّقاطع و التّحاسد و التّدابر و كونوا عباد اللّه إخوانا فإنّ المؤمن أخو المؤمن لا يخونه و لا يخذله و لا يحقّره و لا يقبل عليه قول مخالف له
25 الطّبرسيّ في المشكاة، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال من عظّم دين اللّه عظّم حقّ إخوانه و من استخفّ بدينه استخفّ بإخوانه قال و جاء رجل إلى سلمان الفارسيّ فدعاه فقال إنّ فلانا صنع لك طعاما فقال أقرئه منّي السّلام و قل ]له[ أنا و من معي فرجع الرّسول فقال أنت و من معك قال فقمنا و كنّا ثلاثة عشر رجلا فأتينا الباب فاستأذن سلمان فخرج ربّ البيت فأخذ بيد سلمان فأدخله البيت فأمر رفقتنا عن يمينه و شماله فأجلسه و حلّ زرّ قميصه و كان أيّام حرّ ففرّج عنه فضحك سلمان ففرحنا بضحكه فقلنا يا أبا عبد اللّه ما الّذي أضحكك قال سمعت رسول اللّه ص يقول ما من رجل مسلم أكرم أخاه المسلم بتكرمة يريد به وجه اللّه إلّا نظر اللّه إليه و ما نظر اللّه إلى عبد إلّا فلا يعذّبه أبدا
26 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ع أنّه قال لعبد اللّه بن جندب يا ابن جندب الماشي في حاجة أخيه كالسّاعي بين الصّفا و المروة و قاضي حاجته كالمتشحّط بدمه في سبيل اللّه يوم بدر و أحد و ما عذّب اللّه أمّة إلّا عند استهانتهم بحقوق فقراء إخوانهم الخبر
باب 106 -ما يتأكّد استحبابه من حقّ العالم
1 أحمد بن محمّد البرقيّ في المحاسن، عن أبيه عن سليمان الجعفريّ عن رجل عن أبي عبد اللّه ع قال كان عليّ ع يقول إنّ من حقّ العالم أن لا تكثر عليه السّؤال و لا تجرّ بثوبه و إذا دخلت عليه و عنده قوم فسلّم عليهم جميعا و خصّه بالتّحيّة دونهم و اجلس بين يديه و لا تجلس خلفه و لا تغمز بعينيك و لا تشر بيدك و لا تكثر من قول قال فلان و قال فلان خلافا لقوله و لا تضجر بطول صحبته فإنّما مثل العالم مثل النّخلة تنتظر بها متى يسقط عليك منها شيء و العالم أعظم أجرا من الصّائم القائم الغازي في سبيل اللّه و إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدّها شيء إلى يوم القيامة
2 ، و عن أبيه عن سعدان بن عبد الرّحيم بن مسلم عن إسحاق بن عمّار قال قلت لأبي عبد اللّه ع من قام من مجلسه تعظيما لرجل قال مكروه إلّا لرجل في الدّين
3 ، و عن بعض أصحابنا رفعه قال قال أمير المؤمنين ع إذا جلست إلى العالم فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول و تعلّم حسن الاستماع كما تعلّم حسن القول و لا تقطع على ]أحد[ حديثه
4 الشّيخ المفيد في الإرشاد، قال روى الحارث الأعور قال سمعت أمير المؤمنين ع يقول من حقّ العالم أن لا يكثر عليه السّؤال و لا يعنّت في الجواب و لا يلحّ عليه إذا كسل و لا يؤخذ بثوبه إذا نهض و لا يشار إليه بيد في حاجة و لا يفشى له سرّ و لا يغتاب عنده أحد و يعظّم كما حفظ أمر اللّه و ]لا[ يجلس المتعلّم ]إلّا[ أمامه و لا يعرض من طول صحبته و إذا جاءه طالب علم و غيره فوجده في جماعة عمّهم بالسّلام و خصّه بالتّحيّة و ليحفظ شاهدا و غائبا و ليعرف له حقّه فإنّ العالم أعظم أجرا من الصّائم القائم المجاهد في سبيل اللّه فإذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدّها إلّا خلف منه و طالب العلم تستغفر له كلّ الملائكة و يدعو له من في السّماء و الأرض
5 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه قال من علّم شخصا مسألة فقد ملك رقبته فقيل له يا رسول اللّه أ يبيعه فقال لا و لكن يأمره و ينهاه
6 نهج البلاغة، قال أمير المؤمنين ع لا تجعلنّ ذرب لسانك على من أنطقك و بلاغة قولك على من سدّدك
7 تفسير الإمام، ع قال الرّاوي إنّه اتّصل به ع أنّ رجلا من فقهاء شيعته كلّم بعض النّصّاب فأفحمه بحجّته حتّى أبان عن فضيحته فدخل على عليّ بن محمّد ع و في صدر مجلسه دست عظيم منصوب و هو قاعد خارج الدّست و بحضرته خلق ]كثير[ من العلويّين و بني هاشم فما زال يرفعه حتّى أجلسه في ذلك الدّست و أقبل عليه فاشتدّ ذلك على أولئك الأشراف فأمّا العلويّة فأجلّوه عن العتاب و أمّا الهاشميّون فقال له شيخهم يا ابن رسول اللّه هكذا تؤثر عامّيّا على سادات بني هاشم من الطّالبيّين و العبّاسيّين فقال ع إيّاكم و أن تكونوا من الّذين قال اللّه تعالى ]فيهم[ أ لم تر إلى الّذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب اللّه ليحكم بينهم ثمّ يتولّى فريق منهم و هم معرضون أ ترضون بكتاب اللّه حكما قالوا بلى قال أ ليس اللّه يقول يا أيّها الّذين آمنوا إذا قيل لكم تفسّحوا إلى قوله و الّذين أوتوا العلم درجات فلم يرض للعالم المؤمن إلّا أن يرفع على المؤمن غير العالم كما لم يرض للمؤمن إلّا أن يرفع على من ليس بمؤمن الخبر
8 كتاب التّعريف، لأبي عبد اللّه محمّد بن أحمد الصّفوانيّ مرسلا إنّ أوّل من يغسل يده من الغمر أشرف من يحضر عندك و أعلمهم
9 فقه الرّضا، ع و لا تخاصم العلماء و لا تلاعبهم و لا تحاربهم و لا تواضعهم
باب 107 -استحباب التّراحم و التّعاطف و التّزاور و الألفة
1 الحسين بن سعيد في كتاب إبتلاء المؤمن، عن سماعة عنه ع في حديث أنّه قال و يحقّ على المسلمين الاجتهاد و التّواصل على التّعطّف و المواساة لأهل الحاجة و التّعطّف منكم يكونون على أمر اللّه رحماء بينهم متراحمين مهمّين لما غاب عنهم من أمرهم على ما مضى عليه الأنصار على عهد رسول اللّه ص
2 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن أبي عبد اللّه الصّادق ع أنّه قال تواصلوا و تباذلوا و تبارّوا و تراحموا و كونوا إخوانا بررة كما أمركم اللّه تعالى
3 العلّامة الحلّيّ في الرّسالة السّعديّة، عن رسول اللّه ص أنّه قال و الّذي نفسي بيده لا يضع اللّه الرّحمة إلّا على رحيم قالوا يا رسول اللّه كلّنا رحيم قال ليس الّذي يرحم نفسه و أهله خاصّة و لكن الّذي يرحم المسلمين و قال ص قال تعالى إن كنتم تريدون رحمتي فارحموا
الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص من لا يرحم النّاس لا يرحمه اللّه
5 الآمديّ في الغرر، عن عليّ ع أنّه قال إذا عجز عن الضّعفاء نيلك فلتسعهم رحمتك
6 الصّدوق في الأمالي، عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن ]محمّد بن[ الحسين بن أبي الخطّاب عن المغيرة بن محمّد عن بكر بن خنيس عن أبي عبد اللّه الشّاميّ عن نوف البكاليّ عن أمير المؤمنين ع في حديث أنّه قال له يا نوف ارحم ترحم
7 عوالي اللآّلي، عن رسول اللّه ص أنّه قال لا يرحم اللّه من لا يرحم النّاس
8 ، و عنه ص قال الرّاحمون يرحمهم الرّحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السّماء
باب 108 -استحباب قبول العذر
1 الطّبرسيّ في المشكاة، عن النّبيّ ص أنّه قال من اعتذر إلى أخيه المسلم فلم يقبل منه جعل اللّه عليه إصر صاحب مكس
2 الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال اقبل أعذار النّاس تستمتع بإخائهم
3 عليّ بن عيسى في كشف الغمّة، روي أنّ موسى بن جعفر ع أحضر ولده يوما فقال لهم يا بنيّ إنّي موصيكم بوصيّة فمن حفظها لم يضع معها إن أتاكم آت فأسمعكم في الأذن اليمنى مكروها ثمّ تحوّل إلى الأذن اليسرى فاعتذر و قال لم أقل شيئا فاقبلوا عذره
4 الصّدوق في كتاب الإخوان، عن الحسن بن عليّ رفع الحديث إلى أبي بصير قال قال أبو عبد اللّه ع إن بلغك عن أخيك شيء و شهد أربعون أنّهم سمعوه منه فقال لم أقل فاقبل منه
، و عنه ع أنّه قال للحسن بن راشد إذا سألت مؤمنا حاجة فهيّئ له المعاذير قبل أن يعتذر فإن اعتذر فاقبل عذره و إن ظننت أنّ الأمور على خلاف ما قال
6 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن الصّادق ع أنّه قال التمسوا لإخوانكم العذر في زلّاتهم و هفوات تقصيراتهم فإن لم تجدوا العذر لهم في ذلك فاعتقدوا أنّ ذلك منكم لقصوركم عن معرفة وجوه العذر
7 ثقة الإسلام في الكافي، و غيره عن عليّ ع في خبر همّام في صفات المؤمنين قال و يقبل العذر
8 جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن رسول اللّه ص قال أ لا أخبركم بشراركم قالوا بلى يا رسول اللّه قال الّذين لا يقيلون العثرة و لا يقبلون المعذرة و لا يغفرون الزّلّة
باب 109 -استحباب التّسليم و المصافحة عند الملاقاة و لو على الجنابة و الاستغفار عند التّفرّق
1 الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص تصافحوا فإنّ المصافحة تزيد في المودّة
2 الطّبرسيّ في المشكاة، نقلا من المحاسن عن رسول اللّه ص أنّه قال إذا لقي أحدكم أخاه فليسلّم عليه و ليصافحه فإنّ اللّه عزّ و جلّ أكرم بذلك الملائكة فاصنعوا صنيع الملائكة
3 ، و عن الصّادق ع أنّه قال إنّ في تصافحكم مثل أجور المهاجرين
4 ، و عنه ع إذا صافح الرّجل صاحبه فالّذي يلزم التّصافح أعظم أجرا من الّذي يدع أوّلا و إنّ الذّنوب لتتحاتّ فيما بينهما حتّى لا يبقى ذنب
5 ، و عن رزيق عن أبي عبد اللّه ع قال مصافحة المؤمن بألف حسنة
6 ، و عنه ع قال إنّ لكم نورا تعرفون به حتّى إنّ أحدكم إذا صافح أخاه يرى بشاشة عند تسليمه عليه
، و عنه ع قال بينا إبراهيم خليل الرّحمن في جبل بيت المقدس يطلب المرعى لغنمه إذ سمع صوتا فإذا هو برجل قائم يصلّي طوله اثنا عشر شبرا فقال ]إبراهيم[ له يا عبد اللّه لمن تصلّي قال لإله السّماء فقال إبراهيم ع هل بقي من قومك أحد غيرك قال لا قال فمن أين تأكل قال أجني من الشّجر في الصّيف و آكله في الشّتاء قال فأين منزلك قال فأومأ بيده إلى جبل فقال له إبراهيم ع هل لك أن تذهب بي معك فأبيت عندك اللّيلة فقال إنّ قدّامي ماء يخاض قال كيف تصنع قال أمشي عليه قال فاذهب بي معك فلعلّ اللّه يرزقني ما رزقك قال فأخذ العابد بيده فمضيا جميعا حتّى انتهيا ]إلى الماء فمشى و مشى عليه إبراهيم معه حتّى انتهيا[ إلى منزله فقال إبراهيم ع أيّ الأيّام أعظم فقال له العابد يوم يدان النّاس بعضهم من بعض قال فهل لك أن ترفع يدك و أرفع يدي فندعو اللّه عزّ و جلّ أن يؤمننا شرّ ذلك اليوم فقال له و ما تصنع بدعوتي فو اللّه إنّ لي لدعوة منذ ثلاث سنين ما أجبت فيها بشيء فقال له إبراهيم ع أ و لا أخبرك لأيّ شيء احتبست دعوتك قال بلى قال ]له[ إنّ اللّه عزّ و جلّ إذا أحبّ عبدا احتبس دعوته ليناجيه و يسأله و يطلب إليه و إذا أبغض عبدا عجّل له دعوته أو ألقى في قلبه اليأس منها ثمّ قال له و ما كانت دعوتك قال مرّ بي غنم و معها غلام له ذؤابة فقلت يا غلام لمن هذا الغنم قال لإبراهيم خليل الرّحمن فقلت اللّهمّ إن كان لك في الأرض خليل فأرنيه فقال ]له[ إبراهيم ع فقد استجاب لك أنا إبراهيم خليل الرّحمن فعانقه فلمّا بعث اللّه محمّدا ص جاءت المصافحة
8 الشّيخ جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب المسلسلات، حدّثنا الحسين بن جعفر قال قال محمّد بن عيسى بن عبد الكريم الطّرطوسيّ بدمشق قال قال عمر بن سعيد بن يسار المنيجيّ قال قال أحمد بن دهقان قال قال خلف بن تميم قال دخلنا على أبي هرمز نعوده فقال دخلنا على أنس بن مالك نعوده فقال صافحت بكفّي هذه كفّ رسول اللّه ص فما مسست خزّا و لا حريرا ألين من كفّه ص قال أبو هرمز قلنا لأنس بن مالك صافحنا بالكفّ الّتي صافحت بها كفّ رسول اللّه ص فصافحنا و قال السّلام عليكم قال خلف بن تميم قلت لأبي هرمز صافحنا بالكفّ الّتي صافحت بها أنس بن مالك فصافحنا و قال السّلام عليكم قال أحمد بن دهقان قلنا لخلف بن تميم صافحنا بالكفّ الّتي صافحت بها أبا هرمز فصافحنا و قال السّلام عليكم قال عمر بن سعيد قلنا لأحمد بن دهقان صافحنا بالكفّ الّتي صافحت بها خلف بن تميم فصافحنا و قال السّلام عليكم قال محمّد بن عيسى بن عبد الكريم قلنا لعمر بن سعيد صافحنا بالكفّ الّتي صافحت بها أحمد بن دهقان فصافحنا و قال السّلام عليكم قال الحسين بن جعفر قلنا لمحمّد بن عيسى صافحنا بالكفّ الّتي صافحت بها عمر بن سعيد فصافحنا و قال السّلام عليكم قال أبو محمّد جعفر بن أحمد بن عليّ الرّازيّ مصنّف هذا الكتاب قلنا للحسين بن جعفر صافحنا بالكفّ الّتي صافحت بها محمّد بن عيسى فصافحنا و قال السّلام عليكم
9 مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع مصافحة إخوان الدّين أصلها من محبّة اللّه لهم قال رسول اللّه ص ما تصافح أخوان في اللّه إلّا تناثرت ذنوبهما حتّى يعودا كيوم ولدتهما أمّهما و لا كثر حبّهما و تبجيلهما كلّ واحد لصاحبه إلّا كان له مزيد
10 الحسين بن سعيد في كتاب المؤمن، عن أحدهما ع قال إنّ المؤمنين ليلتقيان فيتصافحان فلا يزال اللّه عزّ و جلّ مقبلا عليهما بوجهه و الذّنوب تتحاتّ عن وجوههما حتّى يفترقا
، و عن أبي جعفر ع قال إنّ اللّه عزّ و جلّ لا يوصف إلى أن قال و المؤمن لا يوصف و إنّ المؤمن ليلتقي أخاه فيصافحه فلا يزال اللّه عزّ و جلّ ينظر إليهما و الذّنوب تتحاتّ عن جسميهما كما يتحاتّ الورق عن الشّجرة
12 ، و عن مالك الجهنيّ قال دخلت على أبي جعفر ع و قد حدّثت نفسي بأشياء فقال يا مالك أحسن الظّنّ باللّه و لا تظنّ أنّك مفرّط في أمرك يا مالك إنّه لا تقدر على صفة رسول اللّه ص و كذلك لا تقدر على صفتنا و كذلك لا تقدر على صفة المؤمن يا مالك إنّ المؤمن يلقى أخاه فيصافحه فلا يزال اللّه ينظر إليهما و الذّنوب تتحاتّ عن وجوههما حتّى يفترقا و ليس عليهما من الذّنوب شيء فكيف تقدر على صفة من هو هكذا
13 ، و عن صفوان الجمّال قال سمعته ع يقول ما التقى مؤمنان قطّ فتصافحا إلّا كان أفضلهما إيمانا أشدّهما حبّا لصاحبه و ما التقى مؤمنان قطّ فتصافحا و ذكرا اللّه فتفرّقا حتّى يغفر اللّه لهما إن شاء اللّه
14 ، و عن أبي جعفر ع قال إنّ المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أدخل اللّه عزّ و جلّ يده فصافح أشدّهما حبّا لصاحبه
15 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه قال إذا تلاقى الرّجلان فتصافحا تحاتّت ذنوبهما و كان أقربهما إلى اللّه أكثرهما بشرا بصاحبه
باب 110 -استحباب المصافحة مع قرب العهد باللّقاء و لو بقدر دور نخلة و عدم جواز مصافحة الذّمّيّ و كيفيّة المصافحة
1 الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا من المحاسن عن أبي عبيدة الحذّاء قال زاملت مع أبي جعفر ع فكان إذا نزل يريد حاجة ثمّ ركب صافحني قال قلت و كأنّك ترى في هذا شيئا قال نعم إنّ المؤمن إذا صافح المؤمن تفرّقا من غير ذنب
2 ، قال و في رواية أبي بصير عن أحدهما ع في مصافحة المسلم اليهوديّ و النّصرانيّ قال من وراء الثّوب فإن صافحك بيده فاغسل يدك و في رواية إذا لم تجد ماء فامسح على الحائط
البحار، عن كتاب الإمامة و التّبصرة عن أحمد بن عليّ عن محمّد بن الحسن عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن إبراهيم بن هاشم عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه ع عن جابر قال لقيت النّبيّ ص فسلّمت عليه فغمز يدي و قال غمز الرّجل يد أخيه قبلته
4 الحسين بن سعيد الأهوازيّ في كتاب المؤمن، عن أبي عبيدة قال زاملت أبا جعفر ع إلى مكّة فكان إذا نزل صافحني و إذا ركب صافحني فقلت جعلت فداك كأنّك ترى في هذا شيئا فقال نعم إنّ المؤمن إذا لقي أخاه فصافحه تفرّقا من غير ذنب
باب 111 -آداب استقبال القادم و تشييعه
1 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد أخبرنا محمّد بن محمّد حدّثني موسى بن إسماعيل حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه ع قال لمّا قدم جعفر بن أبي طالب ذو الجناحين رضي اللّه عنه من أرض الحبشة التزمه رسول اللّه ص فقبّل ما بين عينيه
2 زيد الزّرّاد في أصله، قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّ رسول اللّه ص خرج ذات يوم من بعض حجراته إذا قوم من أصحابه مجتمعون فلمّا بصروا برسول اللّه ص قاموا قال لهم رسول اللّه ص اقعدوا و لا تفعلوا كما يفعل الأعاجم تعظيما و لكن اجلسوا و تفسّحوا في مجلسكم و توقّروا أجلس إليكم إن شاء اللّه
3 الطّبرسيّ في المشكاة، نقلا من كتاب المحاسن عن رسول اللّه ص أنّه قال لا يوسّع المجلس إلّا لثلاث لذي سنّ لسنّه و لذي علم لعلمه و لذي سلطان لسلطانه
4 الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، بإسناده عن أبي ذرّ أنّ النّبيّ ص قال له يا أبا ذرّ من أحبّ أن يتمثّل له الرّجال قياما فليتبوّأ مقعده من النّار
5 كتاب سليم بن قيس الهلاليّ، عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس قال قال أمير المؤمنين قال رسول اللّه ص أيّها النّاس عظّموا أهل بيتي في حياتي و من بعدي و أكرموهم و فضّلوهم فإنّه لا يحلّ ]لأحد[ أن يقوم من مجلسه لأحد إلّا لأهل بيتي
باب 112 -حكم تقبيل البساط بين يدي الأشراف و التّرجّل لهم و الاشتداد بين أيديهم عند المسير
1 الصّدوق في كمال الدّين، عن أبي العبّاس أحمد بن الحسين بن عبد اللّه بن محمّد الآبيّ العروضيّ عن زيد بن عبد اللّه البغداديّ عن عليّ بن سنان الموصليّ عن أبيه قال لمّا قبض سيّدنا أبو محمّد العسكريّ ع وفد من قمّ و الجبال وفود بالأموال كانت تحمل على الرّسم فلمّا أن وصلوا إلى سرّ من رأى قيل لهم إنّه ع قد فقد فطلب منهم جعفر المال فلم يعطوه فلمّا خرجوا من البلد خرج عليهم غلام و ناداهم بأسمائهم و قال أجيبوا مولاكم إلى أن ذكر دخولهم على الحجّة ع و وصفه الأموال و الرّحال و ما كان معهم من الدّوابّ قال فخررنا سجّدا للّه شكرا لما عرّفنا و قبّلنا الأرض بين يديه ثمّ سألناه عمّا أردنا فأجاب ع
باب 113 -تحريم حجب الشّيعة
1 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن الصّادق ع أنّه قال من صار إلى أخيه المؤمن في حاجة أو مسلّما فحجبه لم يزل في لعنة اللّه إلى أن حضرته الوفاة
2 الطّبرسيّ في المشكاة، عن محمّد بن سليمان عن إسحاق بن عمّار قال لمّا كثر مالي أجلست على بابي بوّابا يردّ عنّي فقراء الشّيعة فخرجت إلى مكّة في تلك السّنة فدخلت على أبي عبد اللّه ع فسلّمت عليه فردّ عليّ بوجه قاطب مزورّ فقلت ]له[ جعلت فداك ما الّذي غيّر لي حالي عندك قال الّذي غيّرك للمؤمنين قلت جعلت فداك و اللّه إنّي لأعلم أنّهم على دين اللّه و لكن خشيت الشّهرة على نفسي قال يا إسحاق أ ما علمت أنّ المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أنزل اللّه عزّ و جلّ بينهما مائة رحمة تسعة و تسعون منها لأشدّهما حبّا لصاحبه ]فإذا اعتنقا غمرتهما الرّحمة[
3 ، و عن إسحاق بن عمّار قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّي رجل مشهور و إنّ أناسا من أصحابنا يأتونّي و يغشونّي و قد اشتهرت بهم أ فأمنعهم أن يأتوني فقال يا إسحاق لا تمنعهم خلطتك فإنّ ذلك لن يسعك فجهدت به أن يجعل لي رخصة في )منع( خلطتهم فأبى عليّ
4 الصّدوق في الأمالي، عن محمّد بن موسى المتوكّل عن محمّد بن يحيى العطّار عن ]محمّد بن[ الحسين بن أبي الخطّاب عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر عن يونس بن ظبيان عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة أنّه قال قال ضرار لمعاوية في كلام له في أوصاف عليّ ع لا يغلق له دوننا باب و لا يحجبنا عنه حاجب الخبر
5 و في العيون، عن أحمد بن زياد الهمذانيّ عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن الحسين المدنيّ عن عبد اللّه بن الفضل عن أبيه الفضل في حديث أنّ الرّشيد بعثه إلى موسى بن جعفر ع قال فأتيت إلى خربة فيها كوخ من جرائد النّخل فإذا أنا بغلام أسود فقلت له استأذن لي على مولاك يرحمك اللّه فقال لي لج ليس له حاجب و لا بوّاب الخبر
باب 114 -استحباب المعانقة للمؤمن و الالتزام و المساءلة
1 الطّبرسيّ في المشكاة، نقلا من المحاسن بإسناده قال سأل رجل أبا عبد اللّه ع عن أجر المؤمنين إذا التقيا و اعتنقا فقال له إذا اعتنقا غمرتهما الرّحمة فإذا التزما لا يريدان بذلك إلّا وجهه و لا يريدان غرضا من أغراض الدّنيا قيل لهما مغفور لكما فاستأنفا فإذا أقبلا على المساءلة قالت الملائكة بعضهم لبعض تنحّوا عنهما فإنّ لهما سرّا و قد ستر اللّه عليهما قال إسحاق قلت له جعلت فداك فلا يكتب عليهما لفظهما و قد قال اللّه عزّ و جلّ ما يلفظ من قول إلّا لديه رقيب عتيد قال فتنفّس ابن رسول اللّه ص ثمّ بكى حتّى اخضلّت لحيته و قال يا إسحاق إنّ اللّه تبارك و تعالى إنّما أمر الملائكة أن تعتزل عن المؤمنين إذا التقيا إجلالا لهما و إنّه و إن كانت الملائكة لا تكتب لفظهما و لا تعرف كلامهما فإنّه يعرفه و يحفظه عليهما عالم السّرّ و أخفى
2 الشّهيد ره في الأربعين، بإسناده عن السّيّد المرتضى عن الشّيخ المفيد عن أبي المفضّل الشّيبانيّ عن محمّد بن جعفر بن بطّة عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ عن فضالة عن الحسين بن عثمان عن ابن بسطام قال كنت عند أبي عبد اللّه ع فأتى رجل فقال جعلت فداك إنّي رجل من أهل الجبل و ربّما لقيت رجلا من إخواني فألتزمه فيعيب عليّ بعض النّاس و يقولون إنّه من فعل الأعاجم و أهل الشّرك فقال و لم ذاك فقد التزم رسول اللّه ص جعفرا و قبّل بين عينيه الخبر
باب 115 -استحباب استفادة الإخوان في اللّه
1 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن رسول اللّه ص أنّه قال من استفاد أخا في اللّه كان له ظهيرا على الصّراط
2 ، و عن الصّادق ع أنّه قال من استفاد أخا في اللّه بنى اللّه له بيتا في الجنّة
3 ، و من خطّ الشّهيد ره عن النّبيّ ص أنّه قال المرء كثير بأخيه
باب 116 -استحباب تقبيل المؤمن المؤمن و موضع التّقبيل
1 الطّبرسيّ في المشكاة، نقلا من المحاسن عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ لكم نورا تعرفون به في الدّنيا حتّى إنّ أحدكم إذا لقي أخاه قبّله في موضع النّور من جبهته
2 ، و عنه ع قال ليس القبلة على الفم إلّا للزّوجة و الولد الصّغير
3 ، و عن أبي الحسن ع قال من قبّل للرّحم ذا قرابة ليس عليه شيء )و قبلة الأمّ على الفم( و قبلة الأخ على الخدّ و قبلة الإمام بين عينيه
زيد النّرسيّ في أصله، قال دخلت على )أبي الحسن ع( فتناولت يده فقبّلتها فقال أما إنّه لا يصلح إلّا لنبيّ أو من أريد به النّبيّ ص
و رواه في المشكاة، نقلا عن المحاسن عنه ع قال قبّل رجل يده فقال إلخ
5 تفسير الإمام، ع عن أمير المؤمنين ع في حديث طويل أنّ رسول اللّه ص بعث سريّة أميرهم زيد بن حارثة ففتحوا و رجعوا و استقبلهم النّبيّ ص إلى خارج المدينة قال ع فلمّا رأى زيد رسول اللّه ص نزل عن ناقته و جاء إلى رسول اللّه ص و قبّل رجليه ثمّ قبّل يده و رجله فأخذه رسول اللّه ص فقبّل رأسه ثمّ نزل إلى رسول اللّه ص عبد اللّه بن رواحة و قبّل يده و رجله و ضمّه رسول اللّه ص إليه الخبر
6 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد أخبرنا محمّد بن محمّد حدّثني موسى بن إسماعيل حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه ع قال لمّا قدم جعفر بن أبي طالب ذو الجناحين من أرض الحبشة التزمه رسول اللّه ص فقبّل ما بين عينيه الخبر
7 دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص أنّه قال إذا قبّل أحدكم ذات محرم ]منه[ قد حاضت فليقبّل بين عينيها أو رأسها و ليكفف عن خدّيها و فيها
8 عليّ بن الحسين المسعوديّ في إثبات الوصيّة، عن علّان بن محمّد الكلابيّ عن إسحاق بن محمّد النّخعيّ عن محمّد بن عبد العزيز البلخيّ قال أصبحت يوما فجلست في شارع سوق الغنم فإذا أنا بأبي محمّد ع أقبل إلى أن قال فأسرعت إليه حتّى قبّلت رجله الخبر
9 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن الرّضا ع قال لا يقبّل الرّجل يد الرّجل فإنّ )ذلك صلاة( له
باب 117 -كراهة المراء و الخصومة
1 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن أبي جعفر محمّد بن النّعمان في حديث طويل قال قال لي الصّادق ع يا ابن النّعمان إيّاك و المراء فإنّه يحبط عملك و إيّاك و الجدال فإنّه يوبقك و إيّاك و كثرة الخصومات فإنّها تبعدك من اللّه
2 الطّبرسيّ في المشكاة، عن أبي عبد اللّه ع قال لا تمار فيذهب بهاؤك لا تمارينّ حليما و لا سفيها فإنّ الحليم يغلبك و السّفيه يرديك
3 ثقة الإسلام في الكافي، عن عليّ بن إبراهيم رفعه إلى أبي عبد اللّه ع قال طلبة العلم ثلاثة فاعرفوهم بأعيانهم و صفاتهم صنف يطلبه للجهل و المراء إلى أن قال فصاحب الجهل و المراء مؤذ ممار متعرّض للمقال في أندية الرّجال بتذاكر العلم و صفة الحلم قد تسربل بالخشوع و تخلّى من الورع فدقّ اللّه من هذا خيشومه و قطع منه حيزومه الخبر
4 مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع المراء داء رديء و ليس في الإنسان خصلة أشرّ منه و هو خلق إبليس و نسبه فلا يماري في أيّ حال كان إلّا من كان جاهلا بنفسه و بغيره محروما من حقائق الدّين
5 ، روي أنّ رجلا قال للحسين بن عليّ بن أبي طالب ع اجلس حتّى نتناظر في الدّين فقال يا هذا أنا بصير بديني مكشوف عليّ هداي فإن كنت جاهلا بدينك فاذهب فاطلبه ما لي و للمماراة و إنّ الشّيطان ليوسوس للرّجل و يناجيه و يقول ناظر النّاس في الدّين لئلّا يظنّوا بك العجز و الجهل ثمّ المراء لا يخلو من أربعة أوجه إمّا أن تتمارى أنت و صاحبك فيما تعلمان فقد تركتما بذلك النّصيحة و طلبتما الفضيحة و أضعتما ذلك العلم أو تجهلانه فأظهرتما جهلا )و خاصمتما جهلا( و إمّا تعلمه أنت فظلمت صاحبك بطلب عثرته أو يعلمه صاحبك فتركت حرمته و لم تنزله منزلته و هذا كلّه محال فمن أنصف و قبل الحقّ و ترك المماراة فقد أوثق إيمانه و أحسن صحبة دينه و صان عقله
كتاب عاصم بن حميد الحنّاط، عن أبي عبيدة الحذّاء قال سمعت أبا جعفر ع يقول إيّاكم و أصحاب الخصومات و الكذّابين فإنّهم تركوا ما أمروا بعلمه و تكلّفوا ما لم يؤمروا بعلمه الخبر
7 كتاب المثنّى بن الوليد، عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللّه ع و هو يقول لا يخاصم إلّا شاكّ في دينه أو من لا ورع له
8 الصّدوق في الخصال، عن محمّد بن أحمد السّنانيّ عن )محمّد بن جعفر الأسديّ( عن موسى بن عمران النّخعيّ عن النّوفليّ عن محمّد بن سنان عن المفضّل عن يونس بن ظبيان عن الصّادق جعفر بن محمّد ع أنّه قال في حديث أفضل النّاس إيمانا أحسنهم خلقا و أكرم النّاس أتقاهم و أعظم النّاس قدرا من ترك ما لا يعنيه و أورع النّاس من ترك المراء و إن كان محقّا الخبر
و رواه جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن أبي حمزة الثّماليّ عن أبي جعفر ع مثله
9 نهج البلاغة، قال أمير المؤمنين ع من بالغ في الخصومة أثم و من قصّر فيها ظلم و لا يستطيع أن يتّقي اللّه من خاصم
10 الشّهيد الثّاني في المنية، عن النّبيّ ص أنّه قال لا تمار أخاك و لا تمازحه و لا تعده موعدا فتخلفه
11 ، و عنه ص قال ذروا المراء فإنّه لا تفهم حكمته و لا تؤمن فتنته
12 ، و عنه ص قال من ترك المراء و هو محقّ بني له بيت في أعلى الجنّة و من ترك المراء و هو مبطل )بني له بيت في ربض( الجنّة
13 جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن أبي جعفر ع قال حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه قال قال رسول اللّه ص أورع النّاس من ترك المراء و إن كان محقّا
14 عماد الدّين الطّبريّ في بشارة المصطفى، بإسناده المتكرّر إليه الإشارة عن كميل بن زياد أنّه قال قال له أمير المؤمنين ع في وصيّته إليه إيّاك و المراء فإنّك تغري بنفسك السّفهاء و تفسد الإخاء الوصيّة
15 فقه الرّضا، ع و إيّاك و الخصومة فإنّها تورث الشّكّ و تحبط العمل و تردي بصاحبها و عسى أن يتكلّم بشيء لا يغفر له
16 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه قال و من خاصم في باطل و هو يعلمه لم يزل في سخط اللّه حتّى ينزع
باب 118 -استحباب اجتناب شحناء الرّجال و عداوتهم و ملاحاتهم و مشارّتهم و التّباغض
1 الشّيخ المفيد في الأمالي، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد عن أبيه عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن عليّ بن مهزيار عن جعفر بن محمّد الهاشميّ عن أبي حفص العطّار قال سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد الصّادق ع يحدّث عن أبيه عن جدّه قال قال رسول اللّه ص جاءني جبرئيل في ساعة لم يكن يأتيني فيها إلى أن قال قال ينهاك ربّك عن عبادة الأوثان و شرب الخمور و ملاحاة الرّجال الخبر
2 ، و بالإسناد عن عليّ بن مهزيار عن ابن أبي عمير عن النّضر بن سويد عن ابن سنان عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصّادق ع قال قال رسول اللّه ص ]في خطبته[ أ لا أخبركم بخير خلائق الدّنيا إلى أن قال و في التّباغض الحالقة لا أعني حالقة الشّعر و لكن حالقة الدّين
3 و في الإختصاص، عن الصّادق ع قال إيّاك و عداوة الرّجال فإنّها تورث المعرّة و تبدي العورة
4 الصّدوق في الخصال، عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن محمّد بن يحيى العطّار عن محمّد بن أحمد الأشعريّ عن صالح يرفعه بإسناده قال ع أربعة القليل منها كثير النّار القليل منها كثير و النّوم القليل منه كثير و المرض القليل منه كثير و العداوة القليل منها كثير
5 و في كتاب الإخوان، عن أيّوب بن منصور الصّيقل عن أبي عبد اللّه ع قال ما بالكم يعادي بعضكم بعضا إذا بلغ أحدكم عن أخيه شيء لا يعجبه فليقله و ليسأله فإن قال لم أفعله صدّقه و إن قال قد فعلت استتابه
6 و في معاني الأخبار، و الأمالي، عن عليّ بن عبد اللّه الورّاق عن سعد بن عبد اللّه عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه ]عن الحسين بن سعيد[ عن الحارث بن محمّد بن النّعمان عن جميل بن صالح عن أبي عبد اللّه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص في حديث أ لا أنبّئكم بشرّ النّاس قالوا بلى يا رسول اللّه قال من أبغض النّاس و أبغضوه
7 الشّهيد الثّاني ره في المنية، عن أمّ سلمة قالت قال رسول اللّه ص إنّ أوّل ما عهد إليّ ربّي و نهاني عنه بعد عبادة الأوثان و شرب الخمر ملاحاة الرّجال
8 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن الصّادق ع أنّه قال لعبد اللّه بن جندب في وصيّته إليه و لا تكن فظّا غليظا يكره النّاس قربك و لا تكن واهنا يحقّرك من عرفك و لا تشارّ من فوقك و لا تسخر بمن هو دونك و لا تنازع الأمر أهله الخبر
أبو الفتح الكراجكيّ في كنز الفوائد، قال حدّثني القاضي أبو الحسن محمّد بن عليّ بن محمّد بن صخر الأزديّ قال حدّثنا أبو زيد عمر بن أحمد العسكريّ بالبصرة قال حدّثني أبو أيّوب قال حدّثنا أحمد بن الحجّاج قال حدّثنا نوبا بن إبراهيم عن مالك بن مسلم عن أبي مريم عن أبي صالح الهرويّ عن رسول اللّه ص قال تعرض أعمال النّاس كلّ جمعة مرّتين يوم الإثنين و يوم الخميس فيغفر لكلّ عبد مؤمن إلّا من كانت بينه و بين أخيه شحناء فيقال اتركوا هذين حتّى يصطلحا
باب 119 -تحريم المكر و الحسد و الغشّ و الخيانة
1 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص المكر و الخديعة و الخيانة في النّار
2 ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص ليس منّا من انتهر مسلما أو غرّه أو ماكره
3 ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص ما أبالي ائتمنت خائنا أو مضيّعا
4 ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص ليس من أخلاق المؤمن التّملّق و الحسد إلّا في طلب العلم
5 ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص في دعاء له و أعوذ بك من صاحب خديعة إن رأى حسنة دفنها و إن رأى سيّئة أفشاها
6 ، و بهذا الإسناد أنّه ص قال اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الجوع فإنّه بئس الضّجيع و أعوذ بك من الخيانة فإنّها بئس البطانة
7 السّيّد عليّ بن طاوس في كشف المحجّة، عن رسائل الكلينيّ بإسناده إلى جعفر بن عنبسة عن عبّاد بن زياد الأسديّ عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي جعفر ع قال قال أمير المؤمنين في وصيّته لولده الحسن ع و لا تعمل بالخديعة فإنّها خلق لئيم إلى أن قال ما أقبح القطيعة بعد الصّلة و الجفاء بعد الإخاء و العداوة بعد المودّة و الخيانة لمن ائتمنك و الغدر )لمن استنام( إليك
8 الصّدوق في الخصال، في حديث الأربعمائة قال قال أمير المؤمنين ع المؤمن لا يغشّ أخاه و لا يخونه و لا يخذله و لا يتّهمه )و لا يقول له أنا منك بريء(
9 صحيفة الرّضا، ع بإسناده عن آبائه قال قال رسول اللّه ص ليس منّا من غشّ مسلما أو ضرّه أو ماكره
10 فقه الرّضا، ع و نروي ليس منّا من غشّ مؤمنا أو ضرّه أو ماكره
11 المفيد في الإختصاص، عن عبد اللّه عن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان عن أبي الحسين محمّد بن عليّ بن الفضل بن عامر الكوفيّ عن أبي عبد اللّه الحسين بن محمّد بن الفرزدق الفزاريّ عن أبي عيسى محمّد بن عليّ بن عمرويه الطّحّان الورّاق عن أبي محمّد الحسن بن موسى عن عليّ بن أسباط عن غير واحد من أصحاب ابن دأب أنّه قال في جملة كلام له في مناقب أمير المؤمنين ع اجتمع النّاس عليه فقالوا له اكتب يا أمير المؤمنين إلى من خالفك بولايته ثمّ اعزله فقال ع المكر و الخديعة و الغدر في النّار
12 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، روي أنّ رجلا قال لموسى ع اسأل ربّك هل قبل عملي فأجيب بلا لأنّ في قلبك غشّا لمسلم قال صدق
باب 120 -تحريم الكذب
1 الطّبرسيّ في المشكاة، نقلا من المحاسن عن عليّ ع أنّه قال في خطبة طويلة أيّها النّاس ألا فاصدقوا إنّ اللّه مع الصّادقين و جانبوا الكذب فإنّه مجانب للإيمان ألا إنّ الصّادق على ]شفا[ منجاة و كرامة ألا إنّ الكاذب على شفا ردى و هلكة
2 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص إنّ لإبليس كحلا و لعوقا و سعوطا فكحله النّعاس و لعوقه الكذب و سعوطه الكبر
3 ، و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ع أنّه قال تسعة أشياء من تسعة أنفس هنّ منهم أقبح منهنّ من غيرهم إلى أن قال و الكذب من القضاة الخبر
4 ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص الكذّاب لا يكون صديقا و لا شهيدا
5 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن الحسن بن محبوب قال قلت لأبي عبد اللّه ع يكون المؤمن بخيلا قال نعم قال ]قلت[ فيكون جبانا قال نعم قلت فيكون كذّابا قال لا و لا جافيا ثمّ قال جبل المؤمن على كلّ طبيعة إلّا الخيانة و الكذب
6 ، و عن النّبيّ ص قال لا يكذب الكاذب إلّا من مهانة نفسه و أصل السّخريّة الطّمأنينة إلى أهل الكذب
7 القضاعيّ في الشّهاب، عن النّبيّ ص أنّه قال من أعظم الخطايا اللّسان الكذوب
8 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، قال رجل لرسول اللّه ص يا رسول اللّه دلّني على عمل أتقرّب به إلى اللّه فقال لا تكذب فكان ذلك سببا لاجتنابه كلّ معصية للّه لأنّه لم يقصد وجها من وجوه المعاصي إلّا وجد فيه كذبا أو ما يدعو إلى الكذب فزال عنه ذلك من وجوه المعاصي
9 ، و عنه ص قال ثلاث خصال من علامات المنافق إذا حدّث كذب و إذا ائتمن خان و إذا وعد أخلف
10 محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن العبّاس بن هلال عن أبي الحسن الرّضا ع أنّه ذكر رجلا كذّابا ثمّ قال قال اللّه تعالى إنّما يفتري الكذب الّذين لا يؤمنون
11 الشّهيد في الدّرّة الباهرة، عن أبي محمّد العسكريّ ع قال حطّت الخبائث في بيت و جعل مفتاحه الكذب
12 القطب الرّاونديّ في دعواته، عن النّبيّ ص قال أربى الرّبا الكذب
13 ، و قال رجل له ص المؤمن يزني قال قد يكون ذلك قال ]قلت[ المؤمن يسرق قال قد يكون ذلك قال ]قلت[ يا رسول اللّه المؤمن يكذب قال لا قال اللّه تعالى إنّما يفتري الكذب الّذين لا يؤمنون
14 جامع الأخبار، عن رسول اللّه ص قال إيّاكم و الكذب فإنّ الكذب يهدي إلى الفجور و الفجور يهدي إلى النّار
15 ، و عن عبد الرّزّاق عن نعمان عن قتادة عن أنس قال قال رسول اللّه ص المؤمن إذا كذب بغير عذر لعنه سبعون ألف ملك و خرج من قلبه نتن حتّى يبلغ العرش فيلعنه حملة العرش و كتب اللّه عليه بتلك الكذبة سبعين زنية أهونها كمن يزني مع أمّه
16 ، و قال موسى ع يا ربّ أيّ عبادك خير عملا قال من لا يكذب لسانه و لا يفجر قلبه و لا يزني فرجه
17 فقه الرّضا، ع عليكم بالصّدق و إيّاكم و الكذب فإنّه لا يصلح إلّا لأهله نروي أنّ رجلا أتى سيّدنا رسول اللّه ص فقال يا رسول اللّه علّمني خلقا يجمع لي خير الدّنيا و الآخرة فقال ص لا تكذب فقال الرّجل فكنت على حالة يكرهها اللّه فتركتها خوفا من أن يسألني سائل عملت كذا و كذا فأفتضح أو أكذب فأكون قد خالفت رسول اللّه ص فيما حملني عليه
18 نهج البلاغة، في وصيّة أمير المؤمنين لولده الحسن ع و علّة الكذب أقبح علّة
19 جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن أبي جعفر ع قال إنّ أبي حدّثني عن أبيه عن جدّه قال قال رسول اللّه ص أقلّ النّاس مروّة من كان كاذبا
الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن الكاظم ع أنّه قال لهشام بن الحكم يا هشام العاقل لا يكذب و إن كان فيه هواه
21 ثقة الإسلام في الكافي، عن محمّد بن عليّ بن معمر عن محمّد بن عليّ بن عكاية عن الحسين بن نضر عن أبي عمرو الأوزاعيّ عمّ عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال أمير المؤمنين ع في خطبة له و لا سوأة أسوأ من الكذب
22 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن عليّ ع قال أوصاني رسول اللّه ص حين زوّجني فاطمة ع فقال إيّاك و الكذب فإنّه يسوّد الوجه و عليك بالصّدق فإنّه مبارك و الكذب شؤم الخبر
23 ، و عنه ص قال إنّ المؤمن ينطبع على كلّ شيء إلّا على الكذب و الخيانة
24 ، و عنه ص قال الكذب مجانب الإيمان و لا رأي لكذوب
25 ، و قال ص و اجتنبوا الكذب و إن رأيتم فيه النّجاة فإنّ فيه الهلكة
26 ، و قال ص و إيّاكم و الكذب فإنّه من الفجور و إنّهما في النّار
27 ، و قال ص إنّ العبد إذا كذب تباعد منه الملك من نتن ما جاء منه
28 ، و قال ص المؤمن يطبع على خلال شتّى و لا يطبع على الكذب و أتى رسول اللّه ص رجل فقال إنّي لا أصلّي و أنا أزني و أكذب فمن أيّ شيء أتوب قال من الكذب فاستقبله فعهد أن لا يكذب فلمّا انصرف و أراد الزّنا فقال في نفسه إن قال لي رسول اللّه ص هل زنيت بعد ما عاهدت فإن قلت لا كذبت و إن قلت نعم يضربني الحدّ ثمّ أراد أن يتوانى في الصّلاة فقال إن سألني رسول اللّه ص عنها فإن قلت صلّيت كذبت و إن قلت لا يعاقبني فتاب من الثّلاثة
29 الحسن بن أبي الحسن الدّيلميّ في إرشاد القلوب، عن عبد اللّه بن عمر قال جاء رجل إلى النّبيّ ص فقال يا رسول اللّه ما عمل أهل النّار قال الكذب إذا كذب العبد فجر و إذا فجر كفر و إذا كفر دخل النّار
باب 121 -تحريم الكذب على اللّه و على رسوله و على الأئمّة ص
1 أبو عمرو الكشّيّ في رجاله، عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد بن خالد الطّيالسيّ عن عبد الرّحمن بن أبي نجران عن عبد اللّه بن سنان قال قال أبو عبد اللّه ع إنّا أهل بيت صادقون لا نخلو من كذّاب يكذب علينا و يسقط صدقنا بكذبه علينا عند النّاس كان رسول اللّه ص أصدق البريّة لهجة و كان مسيلمة يكذب عليه و كان أمير المؤمنين ع أصدق من برأ اللّه بعد رسول اللّه ص و كان الّذي يكذب عليه و يعمل في تكذيب صدقه بما يفتري عليه من الكذب عبد اللّه بن سبإ لعنه اللّه و كان الحسين بن عليّ ع قد ابتلي بالمختار ثمّ ذكر أبو عبد اللّه ع الحارث الشّاميّ و بنانا فقال كانا يكذبان على عليّ بن الحسين ع ثمّ ذكر المغيرة بن سعيد و بزيعا و السّريّ و أبا الخطّاب و بشّارا الأشعريّ و حمزة البريريّ و صائدا النّهديّ فقال لعنهم اللّه إنّا لا نخلو من كذّاب يكذب علينا أو عاجز الرّأي كفانا اللّه مئونة كلّ كذّاب و أذاقهم حرّ الحديد
2 كتاب سليم بن قيس الهلاليّ، عن أمير المؤمنين ع في كلام له في علل اختلاف الأخبار قال ع و قد كذب على رسول اللّه ص على عهده حتّى قام خطيبا فقال أيّها النّاس قد كثرت عليّ الكذّابة فمن كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النّار ثمّ كذب عليه من بعده )إنّما أتاكم الحديث من أربعة( ليس لهم خامس رجل منافق )مظهر للإيمان( متصنّع بالإسلام لا يتأثّم و لا يتحرّج أن يكذب على رسول اللّه ص متعمّدا إلخ
3 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن أبي جعفر ع أنّه قال في وصيّته لأبي جعفر محمّد بن النّعمان يا ابن النّعمان إنّا أهل بيت لا يزال الشّيطان يدخل فينا من ليس منّا و لا من أهل ديننا فإذا رفعه و نظر إليه النّاس أمره الشّيطان فيكذب علينا فكلّما ذهب واحد جاء آخر إلى أن قال فإنّ المغيرة بن سعيد كذب على أبي و أذاع سرّه فأذاقه اللّه حرّ الحديد و إنّ أبا الخطّاب كذب عليّ و أذاع سرّي فأذاقه اللّه حرّ الحديد الخبر
4 كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن حميد بن شعيب السّبيعيّ عن جابر بن يزيد الجعفيّ قال قال أبو جعفر ع ما أحد أكذب على اللّه و لا على رسوله ممّن كذّبنا أهل البيت أو كذب علينا لأنّا إنّما نحدّث عن رسول اللّه ص و عن اللّه فإذا كذّبنا فقد كذّب اللّه و رسوله
5 عماد الدّين الطّبريّ في بشارة المصطفى، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن عبد الصّمد عن أبيه عن جدّه عبد الصّمد بن محمّد التّميميّ قال حدّثنا أبو الحسن محمّد بن القاسم الفارسيّ قال حدّثنا أحمد بن أبي الطّيّب بن شعيب حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه بن أحمد بن حفص البختريّ حدّثنا زكريّا بن يحيى بن مروان حدّثنا عبد الرّحمن بن صالح حدّثنا موسى بن عثمان الحضرميّ عن أبي إسحاق عن البراء عن زيد بن أرقم عن النّبيّ ص في حديث أنّه قال ألا و قد سمعتموني و رأيتموني فمن كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النّار الخبر
6 العيّاشيّ في تفسيره، عن أبي خديجة عن أبي عبد اللّه ع قال الكذب على اللّه و على رسوله و على الأوصياء ع من الكبائر
7 و عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللّه ع من زعم أنّ اللّه يأمر بالسّوء و الفحشاء فقد كذب على اللّه إلى أن قال و من كذب على اللّه أدخله النّار
8 ، و عن محمّد بن منصور عن عبد صالح ع قال سألته عن قول اللّه و إذا فعلوا فاحشة إلى قوله أ تقولون على اللّه ما لا تعلمون فقال أ رأيت أحدا يزعم أنّ اللّه أمرنا بالزّنا و شرب الخمر و شيء من هذه المحارم فقلت لا فقال ما هذه الفاحشة الّتي تدّعون أنّ اللّه أمر بها فقلت اللّه أعلم و وليّه فقال إنّ هذا من أئمّة الجور ادّعوا أنّ اللّه أمرهم بالايتمام بهم فردّ اللّه ذلك عليهم فأخبرنا أنّهم قد قالوا عليه الكذب فسمّى ذلك منهم فاحشة
9 الشّيخ المفيد في الأمالي، عن ابن الوليد عن أبيه عن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن عليّ بن مهزيار عن عليّ بن حديد عن عليّ بن النّعمان عن إسحاق بن عمّار عن أبي النّعمان العجليّ قال قال أبو جعفر محمّد بن عليّ ص ]يا أبا النّعمان[ لا تحقّقنّ علينا كذبا فتسلب الحنيفيّة يا أبا النّعمان لا تستأكل بنا النّاس فلا يزيدك اللّه بذلك إلّا فقرا الخبر
10 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال اتّقوا الحديث عنّي إلّا ما علمتم فمن كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النّار
باب 122 -جواز الكذب في الإصلاح دون الصّدق في الفساد
1 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص لا يصلح الكذب إلّا في ثلاثة مواطن كذب الرّجل لامرأته و كذب الرّجل يمشي بين الرّجلين ليصلح بينهما و كذب الإمام عدوّه فإنّما الحرب خدعة
2 ، و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ع أنّه قال لرجل احلف باللّه تعالى كاذبا و أنج أباك من القتل
3 الطّبرسيّ في المشكاة، عن الباقر ع قال الكذب كلّه إثم إلّا ما نفعت به مؤمنا أو دفعت به عن دين المسلم
4 ، و عن أبي عبد اللّه ع قال كلّ كذب مسئول عنه يوما ما إلّا كذبا في ثلاثة رجل كائد في حربه فهو موضوع عنه و رجل أصلح بين اثنين يلقى هذا بغير ما يلقى به هذا يريد صلح ما بينهما و رجل وعد أهله شيئا و لا يريد أن يتمّ لهم عليه يريد بذلك دفعها
الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن المفيد عن محمّد بن الحسن عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب عن صالح بن سهل الهمدانيّ قال قال الصّادق ع أيّما مسلم سئل عن مسلم فصدق فأدخل على ذلك المسلم مضرّة كتب من الكاذبين و من سئل عن مسلم فكذب فأدخل على ذلك المسلم منفعة كتب عند اللّه من الصّادقين
6 محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن أبي بصير عن أبي جعفر ع في حديث قال و لقد قال إبراهيم ع إنّي سقيم و اللّه ما كان سقيما و ما كذب و لقد قال إبراهيم ع بل فعله كبيرهم و ما فعله كبيرهم و ما كذب و لقد قال يوسف ع أيّتها العير إنّكم لسارقون و اللّه ما كانوا سرقوا و ما كذب
و عنه عن أبي عبد اللّه ع ما يقرب منه
7 جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الأعمال المانعة من الجنّة، عن أحمد بن الحسين بإسناده عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص في حديث و الكذب كلّه إثم إلّا ما نفعت به مؤمنا أو دفعت به عن دين الخبر
جامع الأخبار، عن الصّادق ع قال الكذب مذموم إلّا في أمرين دفع شرّ الظّلمة و إصلاح ذات البين
باب 123 -تحريم كون الإنسان ذا وجهين و لسانين
1 السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في نوادره، بإسناده عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه قال قال رسول اللّه ص بئس العبد عبد له وجهان يقبل بوجه و يدبر بوجه إن أوتي أخوه المسلم خيرا حسده و إن ابتلي خذله
2 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن رسول اللّه ص أنّه قال شرّ النّاس من كان ذا وجهين و لسانين
3 ، و عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ع أنّه قال بئس العبد عبد يكون ذا وجهين و لسانين يطري أخاه شاهدا و يأكل لحمه غائبا إن أعطي حسده و إن ابتلي خذله
4 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن الصّادق ع أنّه قال من لقي المؤمنين بوجه و غابهم بوجه أتى يوم القيامة له لسانان من نار
5 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن الكاظم ع أنّه قال لهشام بن الحكم يا هشام بئس العبد عبد يكون ذا وجهين و ذا لسانين يطري أخاه إذا شاهده و يأكله إذا غاب عنه إن أعطي حسده و إذا ابتلي خذله الخبر
باب 124 -تحريم هجر المؤمن بغير موجب و كراهته بعد الثّلاث معه و استحباب المسابقة إلى الصّلة
1 السّيّد محيي الدّين ابن أخ ابن زهرة صاحب الغنية في أربعينه، عن القاضي بهاء الدّين أبي المحاسن يوسف بن رافع بن تميم عن القاضي فخر الدّين أبي الرّضا سعيد بن عبد اللّه بن القاسم الشّهرزوريّ عن الحافظ ثقة الدّين أبي القاسم زاهر بن طاهر بن محمّد بن الشّحّاميّ عن أبي النّصر عبد الرّحمن بن عليّ بن موسى عن أبي الحسن أحمد بن محمّد بن موسى عن أبي الصّلت عن أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشميّ عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزّهريّ عن مالك بن أنس عن ابن شهاب عن أنس بن مالك أنّ رسول اللّه ص قال لا تباغضوا و لا تحاسدوا و لا تدابروا و كونوا عباد اللّه إخوانا و لا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال
2 الشّيخ المفيد في كتاب الرّوضة، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال المؤمن هديّة اللّه عزّ و جلّ إلى أخيه المؤمن فإن سرّه و وصله فقد قبل من اللّه عزّ و جلّ هديّته و إن قطعه و هجره فقد ردّ على اللّه عزّ و جلّ هديّته
3 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن المفضّل بن عمر أنّه قال لجماعة من الشّيعة و إيّاكم و التّصارم و إيّاكم و الهجران فإنّي سمعت أبا عبد اللّه ع يقول و اللّه لا يفترق رجلان من شيعتنا على الهجران إلّا برئت من أحدهما و لعنته و أكثر ما أفعل ذلك بكليهما فقال له معتّب جعلت فداك هذا الظّالم فما بال المظلوم قال لأنّه لا يدعو أخاه إلى صلته سمعت أبي و هو يقول إذا تنازع اثنان من شيعتنا ففارق أحدهما الآخر فليرجع المظلوم إلى صاحبه حتّى يقول له يا أخي أنا الظّالم حتّى ينقطع الهجران فيما بينهما إنّ اللّه تعالى حكم عدل يأخذ للمظلوم من الظّالم
4 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال لا يحلّ للمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيّام
5 ، و عنه ص قال لا يحلّ لأحد يؤمن باللّه أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيّام يلتقيان فيعرض هذا عن وجه هذا و هذا عن وجه هذا فخيرهما الّذي يبدأ بالسّلام
6 ، و عنه ص قال خمسة ليس لهم صلاة إلى أن قال و مصارم لا يكلّم أخاه فوق ثلاثة أيّام
باب 125 -تحريم إيذاء المؤمن
1 جامع الأخبار، عن رسول اللّه ص أنّه قال من آذى مؤمنا فقد آذاني و من آذاني فقد آذى اللّه و من آذى اللّه فهو ملعون في التّوراة و الإنجيل و الزّبور و الفرقان و في خبر آخر فعليه لعنة اللّه و الملائكة و النّاس أجمعين
2 ، و قال ص من أحزن مؤمنا ثمّ أعطاه الدّنيا لم يكن ذلك كفّارته و لم يؤجر عليه
3 أحمد بن محمّد البرقيّ في المحاسن، عن أبيه عن سعدان بن مسلم عن معاوية عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص لقد أسري بي فأوحى إليّ من وراء الحجاب ما أوحى و شافهني من دونه ما شافهني فكان فيما شافهني أن قال يا محمّد من آذى لي وليّا فقد أرصدني بالمحاربة و من حاربني حاربته قال فقلت يا ربّ و من وليّك هذا فقد علمت أنّه من حاربك حاربته فقال ذلك من أخذت ميثاقه لك و لوصيّك و لورثتكما بالولاية
4 الطّبرسيّ في المشكاة، نقلا عن المحاسن عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص قال اللّه تبارك و تعالى ليأذن بحرب منّي من آذى عبدي المؤمن و ليأمن غضبي من أكرم عبدي المؤمن الخبر
5 الحسين بن سعيد الأهوازيّ في كتاب المؤمن، عن أبي جعفر ع أنّه قال من أدخل على رجل من شيعتنا سرورا فقد أدخله على رسول اللّه ص و كذلك من أدخل عليه أذى أو غمّا
6 عوالي اللآّلي، عن رسول اللّه ص أنّه قال من آذى مؤمنا بغير حقّ فكأنّما هدم مكّة و بيت اللّه المعمور عشر مرّات و كأنّما قتل ألف ملك من المقرّبين
و رواه العلّامة الحلّيّ في الرّسالة السّعديّة، عنه ص مثله
7 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عنه ص مثله و عنه ص قال من آذى مؤمنا آذاه اللّه و من أحزنه أحزنه اللّه و من نظر إليه بنظرة تخيفه بغير حقّ أو بجفاء يخيفه اللّه يوم القيامة
باب 126 -تحريم إهانة المؤمن و خذلانه
1 الحسين بن سعيد الأهوازيّ في كتاب المؤمن، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال قال رسول اللّه ص قال اللّه عزّ و جلّ من أهان لي وليّا فقد أرصد لمحاربتي
2 ، و عن المعلّى بن خنيس قال سمعته ع يقول إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول من أهان لي وليّا فقد أرصد لمحاربتي و أسرع شيء إليّ نصرة أوليائي
3 ، و عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال نزل جبرئيل على النّبيّ ص و قال ]له[ يا محمّد إنّ ربّك يقول من أهان عبدي المؤمن فقد استقبلني بالمحاربة
4 ، و عن أبي عبد اللّه ع قال ما من مؤمن يخذل أخاه و هو يقدر على نصرته إلّا خذله اللّه في الدّنيا و الآخرة
5 الطّبرسيّ في المشكاة، عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص من أهان لي وليّا فقد استقبلني بمحاربتي
، و عنه ع قال قال رسول اللّه ص من أهان لي وليّا فقد )أرصدني بمحاربتي(
7 ، و عن رسول اللّه ص أنّه قال قال اللّه تبارك و تعالى ويل لمن أهان وليّا من أهان وليّا فقد حاربني و يظنّ من حاربني أن يسبقني أو يعجزني و أنا الثّائر لأوليائي في الدّنيا و الآخرة
8 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ عن أبي الحسن الرّضا ع قال يا عبد العظيم أبلغ عنّي أوليائي ]السّلام[ و قل لهم لا يجعلوا للشّيطان على أنفسهم سبيلا و مرهم بالصّدق في الحديث و أداء الأمانة و مرهم بالسّكوت و ترك الجدال فيما لا يعنيهم و إقبال بعضهم على بعض و المزاورة فإنّ ذلك قربة إليّ و لا يشغلوا أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضا فإنّي آليت على نفسي أنّه من فعل ذلك و أسخط وليّا من أوليائي دعوت اللّه ليعذّبه في الدّنيا أشدّ العذاب و كان في الآخرة من الخاسرين و عرّفهم أنّ اللّه قد غفر لمحسنهم و تجاوز عن مسيئهم )إلّا من أشرك به أو آذى وليّا من أوليائي( أو أضمر له سوءا فإنّ اللّه لا يغفر له حتّى يرجع عنه فإن رجع عنه و إلّا نزع روح الإيمان عن قلبه و خرج عن ولايتي و لم يكن له نصيب في ولايتنا و أعوذ باللّه من ذلك
9 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال قال تعالى لموسى ع من أهان وليّا فقد بارزني بالمحاربة
باب 127 -تحريم إذلال المؤمن و احتقاره
1 الحسين بن سعيد الأهوازيّ في كتاب المؤمن، عن أبي عبد اللّه ع قال من حقّر مؤمنا فقيرا لم يزل اللّه عزّ و جلّ له حاقرا ماقتا حتّى يرجع عن محقرته إيّاه
2 أبو الفتح الكراجكيّ في كنز الفوائد، قال روي عن أحد من الأئمّة أنّه قال قال رسول اللّه ص إنّ اللّه عزّ و جلّ كتم ثلاثة في ثلاثة كتم رضاه في طاعته و كتم سخطه في معصيته و كتم وليّه في خلقه فلا يستخفّنّ أحدكم شيئا من الطّاعات فإنّه لا يدري في أيّها رضاء اللّه تعالى و لا يستقلّنّ أحدكم شيئا من المعاصي فإنّه لا يدري في أيّها سخط اللّه و لا يزرينّ أحدكم بأحد من خلق اللّه فإنّه لا يدري أيّهم وليّ اللّه
3 كتاب حسين بن عثمان بن شريك، برواية ابن أبي عمير عنه و محمّد بن أبي حمزة عمّن ذكراه عن أبي عبد اللّه ع قال من حقّر مؤمنا مسكينا لم يزل اللّه له حاقرا ماقتا حتّى يرجع عن محقرته إيّاه
4 ثقة الإسلام في الكافي، عن عليّ عن أبيه عن ابن فضّال عن حفص المؤذّن عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال في رسالته إلى أصحابه و عليكم بحبّ المساكين المسلمين فإنّه من حقّرهم و تكبّر عليهم فقد زلّ عن دين اللّه و اللّه له حاقر ماقت و قال أبونا رسول اللّه ص أمرني ربّي بحبّ المساكين المسلمين و اعلموا أنّ من حقّر أحدا من المسلمين ألقى اللّه عليه المقت منه و المحقرة حتّى يمقته النّاس و اللّه له أشدّ مقتا الخبر
5 البحار، عن كتاب قضاء الحقوق للصّوريّ عن رسول اللّه ص أنّه قال لا تحقّروا ضعفاء إخوانكم فإنّه من احتقر مؤمنا لم يجمع اللّه بينهما في الجنّة إلّا أن يتوب
6 الطّبرسيّ في المشكاة، عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال لا تحقّروا فقراء شيعتنا فإنّه من حقّر مؤمنا منهم فقيرا و استخفّ به حقّره اللّه و لم يزل ماقتا له حتّى يرجع عن محقرته
7 الشّيخ المفيد في كتاب الرّوضة، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال من حقّر مؤمنا لم يزل اللّه تبارك و تعالى له حاقرا حتّى يرجع عن محقرته لأخيه
8 ، و عنه ع من حقّر مؤمنا لفقره و قلّة ذات يده حقّره اللّه يوم القيامة و بهره و فضحه
9 ، و عنه ع من أذلّ لنا وليّا أوقفه اللّه يوم القيامة في طينة خبال إلى أن يفرغ اللّه عزّ و جلّ من حساب الخلائق فقيل له و ما طينة خبال فقال صديد أهل جهنّم
10 و في الأمالي، عن أبي بكر محمّد بن عمر الجعابيّ عن ابن عقدة عن عليّ بن الحسن عن العبّاس بن عامر عن أحمد بن رزق عن إسحاق بن عمّار قال قال لي أبو عبد اللّه يا إسحاق كيف تصنع بزكاة مالك إذا حضرت قلت يأتونّي إلى المنزل فأعطيهم فقال لي ما أراك يا إسحاق إلّا قد أذللت المؤمن فإيّاك إيّاك إنّ اللّه يقول من أذلّ لي وليّا فقد أرصدني بالمحاربة
باب 128 -تحريم الاستخفاف بالمؤمن
1 الحسين بن سعيد الأهوازيّ في كتاب المؤمن، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال لا تستخفّ بأخيك المؤمن فيرحمه اللّه عزّ و جلّ عند استخفافك و يغيّر ما بك
2 الطّبرسيّ في المشكاة، عن أبي عبد اللّه ع قال لا تستخّفوا بفقراء شيعة عليّ ع فإنّ الرّجل منهم يشفّع في مثل ربيعة و مضر
باب 129 -تحريم قطيعة الأرحام
1 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص لا تخن من خانك فتكون مثله و لا تقطع رحمك )و إن قطعك(
2 صحيفة الرّضا، ع بإسناده عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص إنّي أخاف عليكم استخفافا بالدّين و بيع الحكم و قطيعة الرّحم الخبر
3 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن رسول اللّه ص أنّه قال لا يجالسنا قاطع رحم فإنّ الرّحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم و قال ص لا يدخل الجنّة قاطع رحم
4 ، و قال رجل لرسول اللّه ص يا رسول اللّه إنّ أرحامي قطعوني و رفضوني أ فأقاطعهم كما قطعوني و أرفضهم كما رفضوني فقال ص إذا يرفضكم اللّه جميعا و إن وصلتهم أنت ثمّ قطعوك هم كان لك من اللّه ظهير عليهم
5 ، و قال أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين الباقر ع وجدنا في كتب آبائنا أنّ رسول اللّه ص قال إذا ظهر الزّنا في أمّتي كثر موت الفجأة إلى أن قال و إذا قطعوا أرحامهم جعلت الأموال في أيدي الأراذل منهم
6 جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الأعمال المانعة من الجنّة، عن أحمد بن الحسين بإسناده عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص في حديث و إيّاكم و العقوق فإنّ الجنّة يوجد ريحها من مسيرة مائة عام و ما يجدها عاقّ و لا قاطع رحم
7 ، و عن أبي سعيد الخدريّ قال قال رسول اللّه ص لا يدخل الجنّة صاحب خمس إلى أن قال و لا قاطع رحم و لو بسلام
8 ، و عن جابر بن عبد اللّه قال خرج علينا رسول اللّه ص و نحن مجتمعون فقال يا معشر المسلمين اتّقوا اللّه و صلوا أرحامكم إلى أن قال فإنّ ريح الجنّة توجد من مسيرة ألف عام و لا يجده عاقّ و لا قاطع الخبر
9 ، و عن الزّهريّ عن محمّد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال قال رسول اللّه ص لا يدخل الجنّة قاطع
و باقي أخبار الباب و هي كثيرة يأتي في كتاب النّكاح إن شاء اللّه تعالى
باب 130 -تحريم إحصاء عثرات المؤمن و عوراته لأجل تعييره بها
1 الحسين بن سعيد الأهوازيّ في كتاب المؤمن، عن زرارة قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يكون الرّجل مؤاخيا للرّجل على الدّين ثمّ يحفظ زلّاته و عثراته ليعنّفه بها يوما ما
و رواه المفيد في الإختصاص، عنه ع مثله
2 ، و عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال من ستر عورة مؤمن ستر اللّه عزّ و جلّ عورته يوم القيامة و من هتك ستر مؤمن هتك اللّه ستره يوم القيامة
3 ، و عن أبي جعفر ع أنّه قال لا ترموا المؤمنين و لا تتّبعوا عثراتهم فإنّه من يتّبع عثرة مؤمن يتّبع اللّه عثرته و من يتّبع اللّه عثرته فضحه في بيته
4 ، و عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص يا معشر من آمن بلسانه و لم يؤمن بقلبه لا تطلبوا عورات المؤمنين و لا تتّبعوا عثراتهم فإنّ من اتّبع عثرة أخيه اتّبع اللّه عثرته و من اتّبع اللّه عثرته فضحه و لو في جوف بيته
5 جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إنّ أقرب ما يكون أحدكم إلى الكفر إذا تحفّظ على أخيه زلله يعيّره به يوما
6 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ع أنّه قال من يتّبع عثرات أحد من المؤمنين ليفضحه بذلك فضحه اللّه و لو في بيته
7 الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، عن رسول اللّه ص أنّه قال لا تغتابوا المسلمين و لا تتّبعوا عوراتهم فإنّ من اتّبع عورات أخيه المسلم اتّبع اللّه عوراته حتّى يفضحه )و لو في وسط( رحله
8 الشّيخ المفيد في كتاب الرّوضة، عن أبي عبد اللّه ع من أحصى على أخيه المؤمن عيبا ليعيبه به يوما ما كان من أهل هذه الآية قال اللّه عزّ و جلّ إنّ الّذين يحبّون الآية
9 ، و عنه ع من أحصى على أخيه المؤمن عيبا ليشينه به و يهدم مروّته فقد تبوّء مقعده من النّار
10 ، و عنه ع معاشر المؤمنين لا تتّبعوا عورات المؤمنين فمن اتّبع عورة أخيه المؤمن اتّبع اللّه عزّ و جلّ عورته و من اتّبع عورته هتكه في منزله
11 و في الأمالي، عن أحمد بن محمّد بن الحسن عن أبيه عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن سنان عن إبراهيم و الفضل الأشعريّين عن عبد اللّه بن بكير عن زرارة عن أبي جعفر أو أبي عبد اللّه ع قال أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن تؤاخي الرّجل على الدّين فتحصي عليه عثراته و زلّاته لتعيبه بها يوما ما
12 و في الإختصاص، عن رسول اللّه ص قال يا معشر من أسلم بلسانه و لم يخلص )إلى المسلمين لا( تتّبعوا عوراتهم فإنّه من يتّبع عوراتهم يتّبع اللّه عورته و من يتّبع اللّه عورته يفضحه في بيته
باب 131 -تحريم تعيير المؤمن و تأنيبه
1 الحسين بن سعيد الأهوازيّ في كتاب المؤمن، عن أبي عبد اللّه ع قال قال النّبيّ ص من أذاع فاحشة كان كمبتدئها و من عيّر مؤمنا بشيء لم يمت حتّى يرتكبه
الشّيخ المفيد في الإختصاص، عنه ع مثله
و في كتاب الزّهد، عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثّماليّ عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه ع قالا إنّ أبا ذرّ عيّر رجلا على عهد النّبيّ ص بأمّه فقال له يا ابن السّوداء و كانت أمّه سوداء فقال له رسول اللّه ص تعيّره بأمّه يا أبا ذرّ قال فلم يزل أبو ذرّ يمرّغ وجهه في التّراب و رأسه حتّى رضي رسول اللّه ص عنه
و رواه عاصم بن حميد في كتابه، عن أبي بصير عن أبي جعفر ع مثله
3 ، و عن الصّادق ع أنّه قال إذا وقع بينك و بين أخيك هنة فلا تعيّره بذنب
4 كتاب عاصم بن حميد الحنّاط، عن ثابت قال سمعت أبا جعفر ع يقول قال رسول اللّه ص إنّ أسرع الخير ثوابا البرّ و أسرع الشّرّ عقوبة البغي و كفى بالمرء عمى أن يبصر من النّاس ما يعمى عنه ]من نفسه[ و أن يعيّر النّاس بما لا يستطيع تركه و أن يؤذي جليسه بما لا يعنيه
و رواه المفيد في الإختصاص، عنه ص مثله و زاد في آخره أو ينهى النّاس عمّا لا يستطيع تركه
5 مجموعة الشّهيد، ره عن أمير المؤمنين ع قال لا تكوننّ عيّابا و لا تطلبنّ لكلّ زلّة عتابا و لكلّ ذنب عقابا
باب 132 -تحريم اغتياب المؤمن صدقا
1 الإمام أبو محمّد العسكريّ ع في تفسيره، اعلموا أنّ غيبتكم لأخيكم المؤمن من شيعة آل محمّد ع أعظم في التّحريم من الميتة قال اللّه عزّ و جلّ و لا يغتب بعضكم بعضا أ يحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه
2 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن رسول اللّه ص أنّه قال من كفّ لسانه عن أعراض المسلمين في مغيبهم و في مشهدهم أقاله اللّه عثرته يوم القيامة
و قال ص الغيبة تفطّر الصّائم
3 ، و قال عليّ بن الحسين ع إيّاكم و الغيبة فإنّها إدام من يأكل لحوم النّاس
4 ، و عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ع أنّه قال من قال في أخيه المؤمن شيئا يعلمه منه يريد به انتقاصة في نفسه و مروّته فهو من الّذين قال اللّه إنّ الّذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الّذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدّنيا و الآخرة
5 ، و قال عليّ ع من قال في أخيه المؤمن ممّا فيه ممّا قد استتر به عن النّاس فقد اغتابه
6 ، و قال ع من اغتاب مؤمنا حبسه في طينة خبال ثلاثين خريفا قيل و ما طينة خبال قال ما يصير طينا من صديد فروج الزّواني
7 الصّدوق في كتاب الإخوان، عن أسباط بن محمّد رفعه إلى النّبيّ ص ]قال[ أخبركم بالّذي هو أشدّ من الزّنا وقع الرّجل في عرض أخيه
8 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن رسول اللّه ص أنّه قال الغيبة أشدّ من الزّنا فقيل و لم ذلك يا رسول اللّه قال صاحب الزّنا يتوب فيتوب اللّه عليه و صاحب الغيبة يتوب فلا يتوب اللّه عليه حتّى يكون صاحبه الّذي يحلّله
9 ، و عن أمير المؤمنين ع أنّه نظر إلى رجل يغتاب رجلا عند الحسن ع ابنه فقال يا بنيّ نزّه سمعك عن مثل هذا فإنّه نظر إلى أخبث ما في وعائه فأفرغه في وعائك
10 ، و عن هشام بن سالم قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول لحمران بن أعين يا حمران انظر إلى من هو دونك إلى أن قال و اعلم أنّه لا ورع أنفع من تجنّب محارم اللّه عزّ و جلّ و الكفّ عن أذى المؤمنين و اغتيابهم الخبر
11 ، و عن الباقر ع أنّه قال وجدنا في كتاب عليّ ع أنّ رسول اللّه ص قال على المنبر و اللّه الّذي لا إله إلّا هو ما أعطي مؤمن قطّ خير الدّنيا و الآخرة إلّا بحسن ظنّه باللّه عزّ و جلّ و الكفّ عن اغتياب المؤمن و اللّه الّذي لا إله إلّا هو لا يعذّب اللّه عزّ و جلّ مؤمنا بعذاب بعد التّوبة و الاستغفار إلّا بسوء ظنّه ]باللّه عزّ و جلّ[ و اغتيابه للمؤمنين
12 ، و قال الصّادق ع من قال في مؤمن ما رأته عيناه و سمعته أذناه فهو من الّذين قال اللّه عزّ و جلّ إنّ الّذين يحبّون أن تشيع الفاحشة الآية
13 ، و عن رسول اللّه ص أنّه قال الغيبة أسرع في جسد المؤمن من الآكلة في لحمه
، و عن الصّدوق عن أبيه عن الحسين بن محمّد بن عامر عن عمّه عبد اللّه بن عامر عن محمّد بن زياد عن سيف بن عميرة قال قال الصّادق ع إنّ للّه تبارك و تعالى على عبده المؤمن أربعين جنّة متى أذنب ذنبا كبيرا رفع عنه جنّة فإذا اغتاب أخاه المؤمن بشيء يعلمه منه انكشفت تلك الجنن عنه و يبقى مهتوك السّتر فيفتضح في السّماء على ألسنة الملائكة و في الأرض على ألسنة النّاس و لا يرتكب ذنبا إلّا ذكروه و تقول الملائكة الموكّلون به يا ربّنا قد بقي عبدك مهتوك السّتر و قد أمرتنا بحفظه فيقول عزّ و جلّ ملائكتي لو أردت بهذا العبد خيرا ما فضحته فارفعوا أجنحتكم عنه الخبر
15 ابنا بسطام في طبّ الأئمّة، ع عن محمّد بن المنذر قال حدّثنا عليّ ابن أخي يعقوب عن داود عن هارون بن أبي الجهم عن إسماعيل بن مسلم السّكونيّ عن أبي عبد اللّه الصّادق ع أنّ رجلا قال له يا ابن رسول اللّه إنّ قوما من علماء العامّة يروون أنّ النّبيّ ص قال إنّ اللّه يبغض اللّحّامين و يمقت أهل البيت الّذي يؤكل فيه كلّ يوم اللّحم فقال ع غلطوا غلطا بيّنا إنّما قال رسول اللّه ص إنّ اللّه يبغض أهل بيت يأكلون في بيوتهم لحم النّاس أي يغتابونهم ما لهم لا يرحمهم اللّه عمدوا إلى الكلام فحرّفوه بكثرة روايتهم
16 القطب الرّاونديّ في دعواته، عن النّبيّ ص أنّه قال ترك الغيبة أحبّ إلى اللّه عزّ و جلّ من عشرة آلاف ركعة تطوّعا
17 ، و قال ص ستّ خصال ما من مسلم يموت في واحدة منهنّ إلّا كان ضامنا على اللّه أن يدخله الجنّة رجل نيّته أن لا يغتاب مسلما فإن مات على ذلك كان ضامنا على اللّه الخبر
18 ، و عن ابن عبّاس أنّه قال عذاب القبر ثلاثة أثلاث ثلث للغيبة الخبر
19 مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع الغيبة حرام على كلّ مسلم مأثوم صاحبها في كلّ حال و صفة الغيبة أن تذكر أحدا بما ليس عند اللّه عيبا أو تذمّ ما تحمده أهل العلم فيه و أمّا الخوض في ذكر الغائب بما هو عند اللّه مذموم و صاحبه فيه ملوم فليس بغيبة و إن كره صاحبه إذا سمع ]به[ و كنت أنت معافى عنه و خاليا منه و تكون في ذلك مبيّنا للحقّ من الباطل ببيان اللّه و رسوله و لكن بشرط أن لا يكون للقائل بذلك مراد غير بيان الحقّ و الباطل في دين اللّه عزّ و جلّ و أمّا إذا أراد به نقص المذكور بغير ذلك المعنى فهو مأخوذ بفساد مراده و إن كان صوابا فإن اغتبت فبلغ المغتاب فاستحلّ منه فإن لم تبلغه و لم تلحقه فاستغفر اللّه له و الغيبة تأكل الحسنات كما تأكل النّار الحطب أوحى اللّه تعالى إلى موسى بن عمران على نبيّنا و آله و عليه السّلام المغتاب هو آخر من يدخل الجنّة إن تاب و إن لم يتب فهو أوّل من يدخل النّار قال اللّه تعالى أ يحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه و وجوه الغيبة تقع بذكر عيب في الخلق و الخلق و العقل و الفعل و المعاملة و المذهب و الجهل و أشباهه و أصل الغيبة يتنوّع بعشرة أنواع شفاء غيظ و مساعدة قوم و تهمة و تصديق خبر بلا كشفه و سوء ظنّ و حسد و سخريّة و تعجّب و تبرّم و تزيّن فإن أردت السّلامة فاذكر الخالق لا المخلوق فيصير لك مكان الغيبة عبرة و مكان الإثم ثوابا
20 الشّيخ ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخاطر، عن رسول اللّه ص أنّه قال لا تحاسدوا و لا تباغضوا و لا يغتب بعضكم بعضا و كونوا عباد اللّه إخوانا
21 ، و عن جابر و أبي سعيد قالا قال رسول اللّه ص إيّاكم و الغيبة فإنّ الغيبة أشدّ من الزّنا إنّ الرّجل يزني ]و يتوب[ فيتوب اللّه ]عليه[ و إنّ صاحب الغيبة لا يغفر له حتّى يغفر له صاحبه
22 ، و عن أنس قال قال رسول اللّه ص مررت ليلة أسري بي على قوم يخمشون وجوههم بأظفارهم فقلت يا جبرئيل من هؤلاء فقال هؤلاء الّذين يغتابون النّاس و يقعون في أعراضهم
23 ، و عن سليم بن جابر قال أتيت رسول اللّه ص فقلت علّمني خيرا ينفعني اللّه به قال لا تحقّرنّ ]من المعروف[ شيئا و لو أن تصبّ دلوك في إناء المستقي و أن تلقى أخاك ببشر حسن و إذا أدبر فلا تغتابه
24 ، و عن البراء خطبنا رسول اللّه ص حتّى أسمع العواتق في بيوتها فقال يا معشر من آمن بلسانه و لم يؤمن بقلبه لا تغتابوا المسلمين الخبر
25 ، و عن أنس قال خطبنا رسول اللّه ص فذكر الرّبا و عظّم شأنه إلى أن قال و أربى الرّبا عرض الرّجل المسلم
، و عن جابر قال كنّا مع رسول اللّه ص في مسير فأتى على قبرين يعذّب صاحبهما فقال إنّهما لا يعذّبان في كبيرة أمّا أحدهما فكان يغتاب النّاس الخبر
27 ، و لمّا رجم رسول اللّه ص الرّجل في الزّنا قال رجل لصاحبه هذا قعص كما يقعص الكلب فمرّ النّبيّ ص معهما بجيفة فقال ص انهشا منها قالا يا رسول اللّه ننهش جيفة قال ما أصبتما من أخيكما أنتن من هذه
و رواه الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن ابن عمّ أبي هريرة بأبسط من هذا و ذكر أنّ المرجوم هو ماعز الّذي جاء إليه ص و قال زنيت يا رسول اللّه فطهّرني و ذكر في آخره أنّه ص قال لهما و قد أكلتم لحم ماعز و هو أنتن من هذه أ ما علمتما أنّه يسبح في أنهار الجنّة
28 ، و روي أنّ النّاس على عهد النّبيّ ص كانوا لا يرون العبادة التّامّة لا في الصّوم و لا في الصّلاة و لكن في الكفّ عن أعراض النّاس
، و روي أنّ عيسى ع مرّ و الحواريّون على جيفة كلب فقال الحواريّون ما أنتن ريح هذا الكلب فقال عيسى ع ما أشدّ بياض أسنانه كأنّه ع نهاهم عن غيبة الكلب
30 جامع الأخبار، عن سعيد بن جبير عن النّبيّ ص قال يؤتى بأحد يوم القيامة يوقف بين يدي اللّه و يدفع إليه كتابه فلا يرى حسناته فيقول إلهي ليس هذا كتابي فإنّي لا أرى فيها طاعتي فقال إنّ ربّك لا يضلّ و لا ينسى ذهب عملك باغتياب النّاس ثمّ يؤتى بآخر و يدفع إليه كتابه فيرى فيها طاعات كثيرة فيقول إلهي ما هذا كتابي فإنّي ما عملت هذه الطّاعات فيقول إنّ فلانا اغتابك فدفعت حسناته إليك
31 ، و قال ص كذب من زعم أنّه ولد من حلال و هو يأكل لحوم النّاس بالغيبة اجتنبوا الغيبة فإنّها إدام كلاب النّار
32 ، و قال ص ما عمر مجلس بالغيبة إلّا خرب من الدّين فنزّهوا أسماعكم من استماع الغيبة فإنّ القائل و المستمع لها شريكان في الإثم
33 ، و قال ص إنّ عذاب القبر من النّميمة و الغيبة و الكذب
، و قال ص من اغتاب مسلما أو مسلمة لم يقبل اللّه تعالى صلاته و لا صيامه أربعين يوما و ليلة إلّا أن يغفر له صاحبه
35 ، و قال ص من اغتاب مسلما في شهر رمضان لم يؤجر على صيامه
36 ، و قال ص من اغتاب مؤمنا بما فيه لم يجمع اللّه بينهما في الجنّة أبدا و من اغتاب مؤمنا بما ليس فيه انقطعت العصمة بينهما و كان المغتاب في النّار خالدا فيها و بئس المصير
37 البحار، عن أعلام الدّين للدّيلميّ عن عبد المؤمن الأنصاريّ قال دخلت على موسى بن جعفر ع و عنده محمّد بن عبد اللّه الجعفريّ فتبسّمت إليه فقال أ تحبّه فقلت نعم و ما أحببته إلّا لكم فقال ع هو أخوك و المؤمن أخو المؤمن لأمّه و أبيه و إن لم يلده أبوه ملعون من اتّهم أخاه ملعون من غشّ أخاه ملعون من لم ينصح أخاه ملعون من اغتاب أخاه
38 أحمد بن فهد في عدّة الدّاعي، فيما أوحى اللّه تعالى إلى داود ع ]يا داود[ نح على خطيئتك كالمرأة الثّكلى على ولدها لو رأيت الّذين يأكلون النّاس بألسنتهم و قد بسطتها بسط الأديم و ضربت نواحي ألسنتهم بمقامع من نار ثمّ سلّطت عليهم موبّخا لهم يقول يا أهل النّار هذا فلان السّليط فاعرفوه
39 نهج البلاغة، قال رسول اللّه ص لا يستقيم إيمان عبد حتّى يستقيم قلبه و لا يستقيم قلبه حتّى يستقيم لسانه فمن استطاع منكم أن يلقى اللّه سبحانه و هو نقيّ اليد من دماء المسلمين و أموالهم سليم اللّسان من أعراضهم فليفعل
40 الشّيخ الطّبرسيّ في مجمع البيان، و الجوامع، في قوله تعالى و لا يغتب بعضكم بعضا نزل في رجلين من أصحاب رسول اللّه ص اغتابا رفيقهما و هو سلمان بعثاه إلى رسول اللّه ص ليأتي لهما بطعام فبعثه إلى أسامة بن زيد و كان خازن رسول اللّه ص على رحله فقال ما عندي شيء فعاد إليهما فقالا بخل أسامة و قالا لسلمان لو بعثناه إلى بئر سميحة لغار ماؤها ثمّ انطلقا يتجسّسان هل عند أسامة ما أمر لهما به رسول اللّه ص و في الجوامع، ثمّ انطلقا إلى رسول اللّه ص فقال رسول اللّه ص لهما ما لي أرى خضرة اللّحم في أفواهكما فقالا يا رسول اللّه ما تناولنا في يومنا هذا لحما قال ظللتم تأكلون لحم سلمان و أسامة
41 الصّدوق في العيون، عن تميم بن عبد اللّه القرشيّ عن أبيه عن أحمد بن عليّ الأنصاريّ عن أبي الصّلت الهرويّ قال سمعت عليّ بن موسى الرّضا ع يقول أوحى اللّه عزّ و جلّ إلى نبيّ من أنبيائه إذا أصبحت فأوّل شيء يستقبلك فكله و الثّاني فاكتمه و الثّالث فاقبله و الرّابع فلا تؤيسه و الخامس فاهرب منه فلمّا أصبح مضى فاستقبله جبل أسود إلى أن قال ثمّ مضى فلمّا مضى فإذا هو بلحم ميتة منتن مدود فقال أمرني ربّي عزّ و جلّ أن أهرب من هذا فهرب منه و رجع و رأى في المنام كأنّه قد قيل له إنّك قد فعلت ما أمرت به فهل تدري ما ذا كان قال لا قال له أمّا الجبل إلى أن قال و أمّا اللّحم المنتن فهي الغيبة فاهرب منها
42 الشّيخ المفيد في الرّوضة، عن الباقر ع أنّه قال إذا كان يوم القيامة أقبل قوم على اللّه عزّ و جلّ فلا يجدون لأنفسهم حسنات فيقولون إلهنا و سيّدنا ما فعلت حسناتنا فيقول اللّه عزّ و جلّ أكلتها الغيبة إنّ الغيبة تأكل الحسنات كما تأكل النّار الحلفاء
القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه نظر في النّار ليلة الإسراء فإذا قوم يأكلون الجيف فقال يا جبرئيل من هؤلاء قال هؤلاء الّذين يأكلون لحم النّاس
44 ، و فيه و هاجت ريح منتنة في عهد رسول اللّه ص فقال ص إنّ أناسا من المنافقين اغتابوا ناسا من المسلمين فلذلك هاجت
45 ، و عنه ص قال إنّي لأعرف أقواما تدخل النّار في أفواههم و تخرج من أدبارهم يسمع لها في بطونهم دويّ كالسّيل فقيل من هم يا رسول اللّه قال الّذين يغتابون النّاس
46 ، و عن عليّ ع أنّه قال أوصاني رسول اللّه ص حين زوّجني فاطمة فقال إيّاك و الكذب إلى أن قال و احذر الغيبة و النّميمة فإنّ الغيبة تفطّر الصّائم و النّميمة توجب عذاب القبر و المغتاب هو المحجوب عن الجنّة
47 ، و قال رجل يا رسول اللّه علّمني شيئا قال احفظ لسانك تسلم و لا تبذلنّ عرضك فتشتم و لا تغتب أخاك فتندم
48 ، و قال ص من اغتاب مؤمنا فكأنّما قتل نفسا متعمّدا
49 ، و قال ص يعطى رجل كتابه فيرى حسنات لم يكن عملها فيقول يا ربّ من أين هذا لي فيقول هذا ممّا اغتابك و أنت لا تشعر و يدفع لآخر كتاب فيقول ما هذا كتابي فيقول اللّه بلى و لكن ذهب عملك باغتيابك النّاس
50 ، و روي أنّ اللّه تعالى قال لموسى ع من مات تائبا من الغيبة فهو آخر من يدخل الجنّة و من مات مصرّا عليها فهو أوّل من يدخل النّار
51 ، و قال ص رأيت ليلة الإسراء رجالا تقرض شفاههم بمقاريض من نار قيل من هم قال الّذين يغتابون النّاس
52 ، و مرّ ص بناس من أصحابه فقال لهم تخلّلوا فقالوا ما أكلنا لحما فقال بلى مرّ بكم فلان فوقعتم فيه
53 فقه الرّضا، ع و أروي عن العالم ع أنّه قال و اللّه ما أعطي مؤمن خير الدّنيا و الآخرة إلّا بحسن ظنّه باللّه عزّ و جلّ و رجائه منه و حسن خلقه و الكفّ عن اغتياب المؤمنين
54 ، و قال ع إيّاك و الغيبة و النّميمة و سوء الخلق مع أهلك و عيالك
55 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه سئل عمّا يرويه النّاس عن رسول اللّه ص أنّه قال إنّ اللّه يبغض أهل البيت اللّحمين قال جعفر بن محمّد ع ليس هو كما يظنّون من أكل اللّحم المباح أكله الّذي كان رسول اللّه ص يأكله و يحبّه إنّما ذلك من اللّحم الّذي قال اللّه عزّ و جلّ أ يحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا يعني بالغيبة ]له[ و الوقيعة فيه
باب 133 -تحريم البهتان للمؤمن و المؤمنة
1 الحسين بن سعيد الأهوازيّ في كتاب المؤمن، عن أبي عبد اللّه ع قال من بهت مؤمنا أو مؤمنة بما ليس فيه بعثه اللّه عزّ و جلّ في طينة خبال حتّى يخرج ممّا قال
2 ، و عنه ع أنّه قال من قال في مؤمن ما ليس فيه حبسه اللّه في طينة خبال حتّى يخرج ممّا قال فيه و قال إنّما الغيبة أن تقول في أخيك ما هو فيه ممّا قد ستره اللّه عزّ و جلّ فإذا قلت فيه ما ليس فيه فذلك قول اللّه عزّ و جلّ في كتابه فقد احتمل بهتانا و إثما مبينا
3 الصّدوق في الخصال، عن محمّد بن عليّ ماجيلويه قال حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار عن محمّد بن أحمد قال حدّثني أبو عبد اللّه الرّازيّ عن سجادة و اسمه الحسن بن عليّ بن أبي عثمان عن محمّد بن أبي حمزة عن معاوية بن وهب عن أبي عبد اللّه ع قال تبع حكيم حكيما سبع مائة فرسخ في سبع كلمات فلمّا لحق به قال يا هذا ما أرفع من السّماء إلى أن قال و أثقل من الجبال الرّاسيات فقال له يا هذا الحقّ أرفع من السّماء إلى أن قال و البهتان على البريء أثقل من الجبال الرّاسيات
4 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال في حديث و من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه اللّه ردغة الخبال حتّى يخرج ممّا قال
باب 134 -المواضع الّتي تجوز فيها الغيبة
1 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه قال لا غيبة لثلاثة سلطان جائر و فاسق معلن و صاحب بدعة
2 السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في نوادره، بإسناده عن محمّد بن الأشعث عن موسى بن إسماعيل عن أبيه عن أبيه موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص أربعة ليس غيبتهم غيبة الفاسق المعلن بفسقه و الإمام الكذّاب إن أحسنت لم يشكر و إن أسأت لم يغفر و المتفكّهون بالأمّهات و الخارج من الجماعة الطّاعن على أمّتي الشّاهر عليها سيفه
3 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن الرّضا ع قال من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له
و رواه القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص مثله
4 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه قال لهند بنت عتبة امرأة أبي سفيان حين قالت إنّ أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني و ولدي ما يكفيني فقال لها خذي لك و لولدك ما يكفيك بالمعروف
5 ، و عنه ص أنّه قال لفاطمة بنت قيس حين شاورته في خطّابها أمّا معاوية فرجل صعلوك لا مال له و أمّا أبو جهم فلا يضع العصا عن عاتقه
6 ، و عنه ص قال لا غيبة لفاسق أو في فاسق
باب 135 -وجوب تكفير الاغتياب باستحلال صاحبه أو الاستغفار له
1 الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص من ظلم أحدا فعابه فليستغفر اللّه له كما ذكره فإنّه كفّارة له
2 الشّيخ المفيد في أماليه، عن محمّد بن عمران المرزبانيّ عن محمّد بن أحمد الحكيميّ عن محمّد بن إسحاق عن داود بن المحبّر عن عنبسة بن عبد الرّحمن القرشيّ عن خالد بن يزيد اليمانيّ عن أنس بن مالك قال قال رسول اللّه ص كفّارة الاغتياب أن تستغفر لمن اغتبته
3 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال عقوبة الغيبة أشدّ من عقوبة الزّنا قيل و لم يا رسول اللّه قال لأنّ صاحب الزّنا يتوب فيغفر اللّه ]له[ و لا تغفر الغيبة إلّا أن يحلّله صاحبه
باب 136 -وجوب ردّ غيبة المؤمن و تحريم سماعها بدون الرّدّ
1 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد أخبرنا محمّد بن محمّد حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص من ردّ عن عرض أخيه المسلم وجبت له الجنّة البتّة
2 الحسين بن سعيد الأهوازيّ في كتاب المؤمن، عن أبي جعفر ع أنّه قال من اغتيب عنده أخوه المؤمن فلم ينصره و لم يدفع عنه و هو يقدر على نصرته و عونه فضحه اللّه عزّ و جلّ في الدّنيا و الآخرة
3 الإمام أبو محمّد الحسن العسكريّ ع في تفسيره، من حضر مجلسا و قد حضر فيه كلب يفرس عرض أخيه الغائب أو إخوانه و اتّسع جاهه فاستخفّ به و ردّ عليه و ذبّ عن عرض أخيه الغائب قيّض اللّه الملائكة المجتمعين عند البيت المعمور لحجّهم و هم شطر ملائكة السّموات و ملائكة الكرسيّ و العرش و ]هم شطر[ ملائكة الحجب فأحسن كلّ واحد بين يدي اللّه محضره يمدحونه و يقرّبونه و يقرّظونه و يسألون اللّه تعالى له الرّفعة و الجلالة فيقول اللّه تعالى أمّا أنا فقد أوجبت له بعدد كلّ واحد من مادحيكم مثل عدد جميعكم من الدّرجات و قصور و جنان و بساتين و أشجار ممّا شئت ممّا لم يحط به المخلوقون
4 الشّيخ المفيد في الأمالي، عن أبي الحسين أحمد بن محمّد الجرجرائيّ عن إسحاق بن عبدوس عن محمّد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرميّ عن محمّد بن إسماعيل الأحمسيّ عن المحاربيّ عن ابن أبي ليلى عن الحكم بن عتيبة عن ابن أبي الدّرداء عن أبيه قال قال رجل من عرض رجل عند النّبيّ ص فردّ رجل من القوم عليه فقال رسول اللّه ص من ردّ عن عرض أخيه كان له حجابا من النّار
5 و في الإختصاص، قال نظر أمير المؤمنين ع إلى رجل يغتاب رجلا عند الحسن ابنه ع فقال يا بنيّ نزّه سمعك عن مثل هذا فإنّه نظر إلى أخبث ما في وعائه فأفرغه في وعائك
و في كتاب الرّوضة، على ما في مجموعة الشّهيد عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال الغيبة كفر و المستمع لها و الرّاضي بها مشرك قلت فإن قال ما ليس فيه فقال ذاك بهتان
7 الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، عن رسول اللّه ص أنّه قال السّامع للغيبة أحد المغتابين
8 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه قال من سمع الغيبة و لم يغيّر كان كمن اغتاب و من ردّ عن عرض أخيه المؤمن كان له سبعون ألف حجاب من النّار
9 ، و عنه ص قال من اغتيب عنده أخوه المسلم فاستطاع أن ينصره فنصره نصره اللّه في الدّنيا و الآخرة
باب 137 -تحريم إذاعة سرّ المؤمن و أن يروي عليه ما يعيبه و عدم جواز تصديق ذلك ما أمكن
1 الحسين بن سعيد الأهوازيّ في كتاب المؤمن، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال من روى على مؤمن رواية يريد بها عيبه و هدم مروّته أقامه اللّه عزّ و جلّ مقام الذّلّ يوم القيامة حتّى يخرج ممّا قال
، و عنه عن النّبيّ ص أنّه قال من أذاع فاحشة كان كمبتدئها
و رواه المفيد في الإختصاص، عنه ص مثله
3 ، و عنه ص عورة المؤمن على المؤمن حرام قال ليس هو أن يكشف فيرى منه شيئا إنّما هو أن يزري عليه أو يعيبه
4 ، و عن عبد اللّه بن سنان قال قلت لأبي عبد اللّه ع عورة المؤمن على المؤمن حرام قال نعم قال قلت يعني سبيله فقال ليس حيث تذهب إنّما هو إذاعة سرّه
5 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال جمع خير الدّنيا و الآخرة في كتمان السّرّ و مصادقة الأخيار و جمع الشّرّ في الإذاعة و مؤاخاة الأشرار
6 ، و عن الصّادق ع أنّه قال من اطّلع من مؤمن على ذنب أو سيّئة فأفشى ذلك عليه و لم يكتمها و لم يستغفر اللّه له كان عند اللّه كعاملها و عليه وزر ذلك الّذي أفشاه عليه و كان مغفورا لعاملها و كان عقابه ما أفشى عليه في الدّنيا مستورا عليه في الآخرة ثمّ يجد اللّه أكرم من أن يثنّي عليه عقابا في الآخرة
7 ، و عنه ع من روى على أخيه رواية يريد بها شينه و هدم مروّته أوقفه اللّه في طينة خبال حتّى ينتقذ ممّا قال
8 ، و عنه ع من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه و هدم مروّته ليسقطه من أعين النّاس )أخرجه اللّه من( ولايته إلى ولاية الشّيطان فلا يقبله الشّيطان
9 الصّدوق في صفات الشّيعة، بإسناده عن أبي عبد اللّه ع قال المؤمن أصدق على نفسه من سبعين مؤمنا عليه
10 و في كتاب الإخوان، عن الحسن بن عليّ رفع الحديث إلى أبي بصير قال قال أبو عبد اللّه ع إن بلغك عن أخيك شيء و شهد أربعون أنّهم سمعوه منه فقال لم أقل فاقبل منه
نهج البلاغة، عن أمير المؤمنين ع في وصيّته لولده الحسن ع و لا تخن من ائتمنك و إن خانك و لا تذع سرّه و إن أذاع سرّك
12 فقه الرّضا، ع و روى المذيع و القائل شريكان
باب 138 -تحريم سبّ المؤمن و عرضه و ماله و دمه
1 الحسين بن سعيد الأهوازيّ في كتاب المؤمن، عن أبي عبد اللّه ع قال قال النّبيّ ص المؤمن حرام كلّه عرضه و ماله و دمه
2 دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال من سبّ مؤمنا أو مؤمنة بما ليس فيهما بعثه اللّه في طينة الخبال حتّى يأتي بالمخرج ]ممّا قال[
3 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن الحسن بن محبوب عن عليّ بن أبي حمزة قال قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر ع مبتدئا من غير أن أسأله يلقاك غدا رجل من أهل المغرب يقال له يعقوب يسألك عنّي فقل له هو الإمام الّذي قال لنا أبو عبد اللّه ع إلى أن قال ثمّ طلب إليّ أن أدخله على أبي الحسن ع فأخذت بيده فأتيت أبا الحسن ع فلمّا رآه قال يا يعقوب قال لبّيك قال قدمت أمس و وقع بينك و بين إسحاق أخيك شرّ في موضع كذا ثمّ شتم بعضكم بعضا و ليس هذا من ديني و لا ]من[ دين آبائي و لا نأمر بهذا أحدا من النّاس فاتّقيا اللّه وحده لا شريك له فإنّكما ستفترقان جميعا بموت أما إنّ أخاك سيموت في سفر قبل أن يصل إلى أهله و ستندم أنت على ما كان منك و ذاك أنّكما تقاطعتما فبترت أعماركما الخبر
و رواه القطب الرّاونديّ في الخرائج، عن أبي الصّلت الهرويّ عن الرّضا ع قال قال أبي موسى بن جعفر ع لعليّ بن أبي حمزة و ذكر مثله و رواه ابن شهرآشوب في المناقب، عنه مثله و رواه الكشّيّ في رجاله، قال وجدت بخطّ جبرئيل بن أحمد حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن مهران عن محمّد بن عليّ عن ]الحسن بن[ عليّ بن أبي حمزة عن أبيه عن شعيب العقرقوفيّ قال قال لي أبو الحسن ع مبتدئا و ساق مثله إلّا أنّ فيه )شعيب( مكان )عليّ( في جميع المواضع
4 الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن رسول اللّه ص قال المتسابّان ما قالا فعلى البادئ ما لم يعتد المظلوم
5 الصّدوق في عقاب الأعمال، عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن عبد اللّه بن بكير عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص سباب المؤمن فسوق و قتاله كفر و أكل لحمه من معصية اللّه
6 البحار، عن قضاء الحقوق للصّوريّ عنه ص مثله و زاد في آخره و حرمة ماله كحرمة دمه
7 ثقة الإسلام في الكافي، عن محمّد بن جعفر عن محمّد بن إسماعيل عن عبد اللّه بن داهر عن الحسن بن يحيى عن قثم بن أبي قتادة الحرّانيّ عن عبد اللّه بن يونس عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال قال أمير المؤمنين ع في كلام له في صفات المؤمن لا وثّاب و لا سبّاب و لا عيّاب و لا مغتاب الخبر
8 أبو عليّ محمّد بن همّام في كتاب التّمحيص، عن رسول اللّه ص أنّه قال لا يكمل إيمان )مؤمن حتّى( يحتوي على مائة و ثلاث خصال إلى أن ذكر منها لا لعّان و لا نمّام و لا كذّاب و لا مغتاب و لا سبّاب الخبر
9 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، كان رجل عند رسول اللّه ص من أهل اليمن و أراد الانصراف إلى أهله فقال يا رسول اللّه أوصني فقال أوصيك ألّا تشرك باللّه شيئا و لا تعص والديك و لا تسبّ النّاس الخبر
10 ، و فيه عنه ص قال إنّ اللّه يبغض من عباده اللّعّان السّبّاب الطّعّان الفاحش المستخفّ السّائل الملحف و يحبّ من عباده الحييّ الكريم السّخيّ
باب 139 -تحريم الطّعن على المؤمن و إضمار السّوء له
1 الحسين بن سعيد الأهوازيّ في كتاب المؤمن، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إذا قال المؤمن لأخيه أفّ خرج من ولايته فإذا قال أنت لي عدوّ كفر أحدهما لأنّه لا يقبل اللّه عزّ و جلّ عملا من أحد يعجل في تثريب على مؤمن بفضيحة و لا يقبل من مؤمن عملا و هو يضمر في قلبه على المؤمن سوءا و لو كشف الغطاء عن النّاس لنظروا إلى )وصل ما( بين اللّه عزّ و جلّ و بين المؤمن و خضعت للمؤمنين رقابهم و تسهّلت لهم أمورهم و لانت لهم طاعتهم و لو نظروا إلى مردود الأعمال من السّماء لقالوا ما يقبل اللّه من أحد عملا
2 الطّبرسيّ في المشكاة، عن الباقر ع قال عليكم بتقوى اللّه و لا يضمرنّ أحدكم لأخيه أمرا لا يحبّه لنفسه فإنّه ليس من عبد يضمر لأخيه أمرا لا يحبّه لنفسه إلّا جعل اللّه ذلك سببا للنّفاق في قلبه
3 فقه الرّضا، ع و أروي لا يقبل اللّه عمل عبد و هو يضمر في قلبه على مؤمن سوءا
4 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن عبد العظيم عن أبي الحسن الرّضا ع قال يا عبد العظيم أبلغ عنّي أوليائي ]السّلام[ و قل لهم لا يجعلوا للشّيطان على أنفسهم سبيلا و مرهم بالصّدق في الحديث إلى أن قال و عرّفهم أنّ اللّه قد غفر لمحسنهم و تجاوز عن مسيئهم إلّا من أشرك به و آذى وليّا من أوليائي أو أضمر له سوءا فإنّ اللّه لا يغفر له حتّى يرجع عنه و إلّا نزع روح الإيمان عن قلبه و خرج عن ولايتي و لم يكن له نصيب في ولايتنا و أعوذ باللّه من ذلك
5 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال من طعن في مؤمن بشطر كلمة حرّم اللّه عليه ريح الجنّة و إنّ ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام
باب 140 -تحريم لعن غير المستحقّ
1 الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع أنّه كان يقول إيّاكم و سقط الكلام و فصل بني آدم كتب فعليكم بالدّعاء ما يعرف و إيّاكم و الدّعاء باللّعن و الخزي فإنّ اللّه عزّ و جلّ قد أحكم ذلك فقال عزّ و جلّ ادعوا ربّكم تضرّعا و خفية إنّه لا يحبّ المعتدين فمن تعدّى بدعائه بلعن أو خزي فهو من المعتدين
2 عوالي اللآّلي، عن ابن عبّاس عن رسول اللّه ص أنّه قال في حديث من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللّعنة عليه
3 تفسير الإمام، ع قال إنّ الاثنين إذا ضجر بعضهما على بعض و تلاعنا ارتفعت اللّعنتان فاستأذنتا ربّهما في الوقوع لمن بعثتا عليه فقال اللّه تعالى للملائكة انظروا فإن كان اللّاعن أهلا للّعن و ليس المقصود به ]أهلا فأنزلوهما جميعا باللّاعن و إن كان المشار إليه أهلا و ليس اللّاعن[ أهلا فوجّهوهما إليه و إن كانا جميعا لها أهلا فوجّهوا لعن هذا إلى ذلك و وجّهوا لعن ذلك إلى هذا و إن لم يكن واحد منهما لها أهلا لإيمانهما و أنّ الضّجر أحوجهما إلى ذلك فوجّهوا اللّعنتين إلى اليهود و الكاتمين نعت محمّد ص و صفته و ذكر عليّ ع و حليته و إلى النّواصب الكاتمين لفضل عليّ ع و الدّافعين لفضله
باب 141 -تحريم تهمة المؤمن و سوء الظّنّ به
1 الحسين بن سعيد الأهوازيّ في كتاب المؤمن، عن أبي عبد اللّه ع قال ما من مؤمنين إلّا و بينهما حجاب فإن قال له لست لي بوليّ فقد كفر فإن اتّهمه فقد انماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء
2 ، و عنه ع أنّه قال لو قال الرّجل لأخيه أفّ لك انقطع ما بينهما قال فإذا قال له أنت عدوّي فقد كفر أحدهما فإن اتّهمه انماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء
3 ، و عنه ع أنّه قال أبى اللّه أن يظنّ بالمؤمن إلّا خيرا و كسر عظم المؤمن ميّتا ككسره حيّا
4 السّيّد عليّ بن طاوس في كشف المحجّة، عن كتاب الرّسائل للكلينيّ بإسناده إلى جعفر بن عنبسة ]عن عبّاد بن زياد الأسديّ[ عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي جعفر ع عن أمير المؤمنين ع فيما كتبه لولده الحسن ع و لا يغلبنّ عليك سوء الظّنّ فإنّه لا يدع بينك و بين صديق صفحا و قال ع لا يعدمك من شقيق سوء الظّنّ
5 الإمام أبو محمّد العسكريّ ع في تفسيره، و الطّبرسيّ في الإحتجاج، بإسناده عنه ع قال قال رجل من خواصّ الشّيعة لموسى بن جعفر ع و هو يرتعد بعد ما خلا به يا ابن رسول اللّه ما أخوفني أن يكون فلان بن فلان ينافقك في إظهاره اعتقاده وصيّتك و إمامتك فقال موسى ع و كيف ذاك قال لأنّي حضرت معه اليوم في مجلس فلان رجل من كبار أهل بغداد فقال له صاحب المجلس أنت تزعم أنّ موسى بن جعفر ع إمام دون هذا الخليفة القاعد على سريره قال له صاحبك هذا ما أقول هذا بل أزعم أنّ موسى بن جعفر ع غير إمام و إن لم أكن أعتقد أنّه غير إمام فعليّ و على من لم يعتقد ذلك لعنة اللّه و الملائكة و النّاس أجمعين قال له صاحب المجلس جزاك اللّه خيرا و لعن من وشى بك فقال له موسى بن جعفر ع ليس كما ظننت و لكن صاحبك أفقه منك إنّما قال موسى غير إمام أي إنّ الّذي هو غير إمام فموسى غيره فهو إذا إمام فإنّما أثبت بقوله هذا إمامتي و نفى إمامة غيري يا عبد اللّه متى يزول عنك هذا الّذي ظننته بأخيك هذا من النّفاق تب إلى اللّه ففهم الرّجل ما قاله و اغتمّ قال يا ابن رسول اللّه ما لي مال فأرضيه به و لكن قد وهبت له شطر عملي كلّه و تعبّدي من صلواتي عليكم أهل البيت و من لعنتي لأعدائكم قال موسى ع الآن خرجت من النّار
6 الصّدوق في الخصال، في حديث الأربعمائة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال اطرحوا سوء الظّنّ بينكم فإنّ اللّه عزّ و جلّ نهى عن ذلك
7 و في الأمالي، عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار عن أبيه عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن محمّد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي جعفر عن أبيه عن جدّه قال قال أمير المؤمنين ع ضع أمر أخيك على أحسنه حتّى يأتيك منه ما يغلبك و لا تظنّنّ بكلمة خرجت من أخيك سوءا و أنت تجد لها في الخير محملا
و في نهج البلاغة، عنه ع مثله الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن سنان عن بعض رجاله عن أبي الجارود يرفعه قال قال أمير المؤمنين ع و ذكر مثله
8 مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع حسن الظّنّ أصله من حسن إيمان المرء و سلامة صدره و علامته أن يرى كلّما نظر إليه بعين الطّهارة و الفضل من حيث ركّب فيه و قذف في قلبه من الحياء و الأمانة و الصّيانة و الصّدق قال النّبيّ ص أحسنوا ظنونكم بإخوانكم تغتنموا بها صفاء القلب و نماء الطّبع و قال أبيّ بن كعب إذا رأيتم أحد إخوانكم في خصلة تستنكرونها منه فتأوّلوها سبعين تأويلا فإن اطمأنّت قلوبكم على أحدها و إلّا فلوموا أنفسكم حيث لم تعذروه في خصلة يسترها عليه سبعون تأويلا فأنتم أولى بالإنكار على أنفسكم منه
9 الشّهيد في الدّرّة الباهرة، عن أبي الحسن الثّالث ع قال إذا كان زمان العدل فيه أغلب من الجور فحرام أن تظنّ بأحد سوءا حتّى تعلم ذلك منه و إذا كان زمان الجور فيه أغلب من العدل فليس لأحد أن يظنّ بأحد خيرا حتّى يبدو ذلك منه
نهج البلاغة، قال أمير المؤمنين ع إذا استولى الصّلاح على الزّمان و أهله ثمّ أساء رجل الظّنّ برجل لم تظهر منه خزية فقد ظلم و إذا استولى الفساد على الزّمان و أهله فأحسن الرّجل الظّنّ برجل فقد غرر
11 مجموعة الشّهيد، نقلا عن خطّ السّيّد تاج الدّين محمّد بن القاسم بن معيّة عن والده القاسم بن الحسين بن معيّة عن المعمّر بن غوث السّنبسيّ عن الإمام الحسن بن عليّ العسكريّ ع أنّه قال أحسن ظنّك و لو بحجر يطرح اللّه سرّه فيه فتناول حظّك منه فقلت أيّدك اللّه حتّى بحجر قال أ فلا نرى الحجر الأسود
12 عوالي اللآّلي، حدّثني المولى العالم الواعظ عبد اللّه بن علاء الدّين بن فتح اللّه بن عبد الملك القمّيّ عن جدّه عبد الملك عن أحمد بن فهد عن المولى السّيّد العلّامة جلال الدّين بن عبد اللّه بن شرف شاه عن الإمام العلّامة نصير الدّين عليّ بن محمّد القاشيّ عن السّيّد جلال الدّين بن دار الصّخر قال حدّثني الشّيخ الفقيه نجم الدّين أبو القاسم بن سعيد قال حدّثني الشّيخ الفقيه مفيد الدّين ]محمّد[ بن الجهيم قال حدّثني المعمّر السّنبسيّ قال سمعت مولاي أبا محمّد العسكريّ ع يقول أحسن ظنّك و لو بحجر يطرح اللّه فيه سرّه فتناول نصيبك منه فقلت يا ابن رسول اللّه و لو بحجر فقال أ لا تنظر إلى الحجر الأسود
قلت و معمّر هذا من المعمّرين و قد شرحت حاله في رسالة جنّة المأوى و كتاب النّجم الثّاقب و هو من غلمان العسكريّ ع و كان إلى حدود السّبعمائة
13 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال إيّاكم و الظّنّ فإنّه أكذب الحديث
14 ، و قال ص إنّ في المؤمن ثلاث خصال ليس منها خصلة إلّا و له منها مخرج الظّنّ و الطّيرة و الحسد فمن سلم من الظّنّ سلم من الغيبة و من سلم من الغيبة سلم من الزّور و من سلم من الزّور سلم من البهتان
15 ، و قال ص شرّ النّاس الظّانّون و شرّ الظّانّين المتجسّسون و شرّ المتجسّسين القوّالون و شرّ القوّالين الهتّاكون
باب 142 -تحريم إخافة المؤمن و لو بالنّظر
1 جامع الأخبار، عن رسول اللّه ص أنّه قال من نظر إلى مؤمن نظرة يخيفه بها أخافه اللّه تعالى يوم لا ظلّ إلّا ظلّه و حشره في صورة الذّرّ بلحمه و جسمه و جميع أعضائه و روحه حتّى يورده مورده
2 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص من أشار إلى أخيه المسلم بسلاحه لعنته الملائكة حتّى ينحّيه عنه
3 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن الصّادق ع قال من روّع مؤمنا بسلطان ليصيبه ]منه[ مكروها فلم يصبه فهو في النّار و من روّع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه مكروها فأصابه فهو مع فرعون و آل فرعون في النّار
باب 143 -تحريم المعونة على قتل المؤمن و أذاه و لو بشطر كلمة
1 دعائم الإسلام، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال الرّجل يأتي يوم القيامة معه قدر محجمة من دم فيقول و اللّه ما قتلت و لا شركت في دم فيقال بل ذكرت فلانا فترقّى ذلك حتّى قتل فأصابك هذا من دمه
2 ، و عنه ع أنّه قال من ضرب رجلا سوطا ظلما ضربه اللّه سوطا من النّار
3 أبو الفتح الكراجكيّ في كنز الفوائد، حدّثني الشّيخ الفقيه أبو الحسن محمّد بن أحمد بن شاذان القمّيّ قال حدّثني الفقيه محمّد بن عليّ بن بابويه ره قال أخبرني أبي قال حدّثني سعد بن عبد اللّه قال حدّثني أيّوب بن نوح قال حدّثني الرّضا عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص خمسة لا تطفأ نيرانهم و لا تموت أبدانهم رجل أشرك باللّه و رجل عقّ والديه و رجل سعى بأخيه إلى سلطان فقتله و رجل قتل نفسا بغير نفس و رجل أذنب ذنبا فحمل ذنبه على اللّه عزّ و جلّ
باب 144 -تحريم النّميمة و المحاكاة
1 الشّيخ الطّوسيّ في مجالسه، عن جماعة عن أبي المفضّل عن جعفر بن محمّد العلويّ عن )عليّ بن الحسين بن عليّ بن عمر( بن عليّ بن الحسين ع عن الحسين بن زيد عن الصّادق عن آبائه ع قال سمعت رسول اللّه ص يقول شرار النّاس من يبغض المؤمنين و تبغضه قلوبهم المشّاءون بالنّميمة المفرّقون بين الأحبّة الباغون للبراء العيب أولئك لا ينظر اللّه إليهم يوم القيامة و لا يزكّيهم
2 جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن رسول اللّه ص أنّه قال شراركم المشّاءون بالنّميمة إلى قوله العيب
3 و في كتاب الأعمال المانعة من الجنّة، عنه ص قال لا يدخل الجنّة قتّات
4 ، و عن حذيفة أنّه بلغه أنّ رجلا ينمّ الحديث فقال حذيفة سمعت رسول اللّه ص يقول لا يدخل الجنّة نمّام
5 الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، عن أبي هريرة عن رسول اللّه ص أنّه قال أحبّكم إلى اللّه أحسنكم أخلاقا الموطّئون أكنافا الّذين يألفون و يؤلفون و أبغضكم إلى اللّه المشّاءون بالنّميمة المفرّقون بين الأحبّة الملتمسون للبراء العثرات
6 السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في نوادره، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص لمّا خلق اللّه جنّة عدن خلق لبنها من ذهب يتلألأ و مسك مدوف ثمّ أمرها فاهتزّت و نطقت فقالت أنت اللّه لا إله إلّا أنت الحيّ القيّوم فطوبى لمن قدّر له دخولي قال اللّه تعالى و عزّتي و جلالي و ارتفاع مكاني لا يدخلك مدمن خمر و لا مصرّ على ربا و لا فتّان و هو النّمّام الخبر
7 الطّبرسيّ في الإحتجاج، عن الصّادق ع في حديث الزّنديق قال و إنّ من أكبر السّحر النّميمة يفرّق بها بين المتحابّين و يجلب العداوة على المتصافيين و يسفك بها الدّماء و يهدم بها الدّور و يكشف بها السّتور و النّمّام أشرّ من وطئ الأرض بقدم الخبر
8 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال أربعة يزيد عذابهم على عذاب أهل النّار إلى أن قال و رجل اغتاب النّاس و مشى بالنّميمة فهو يأكل في النّار لحمه
9 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال رأيت ليلة الإسراء قوما يقطع اللّحم من جنوبهم ثمّ يلقمونه و يقال كلوا ما كنتم تأكلون من لحم أخيكم فقلت يا جبرئيل من هؤلاء فقال هؤلاء الهمّازون من أمّتك اللّمّازون و قال لا يدخل الجنّة قتّات و لا نمّام
باب 145 -استحباب النّظر إلى الوالدين و إلى المصحف و إلى وجه العالم
1 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص نظر الولد إلى والديه حبّا لهما عبادة
2 ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص نظر المؤمن في وجه أخيه المؤمن حبّا له عبادة
3 ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص النّظر في وجه العالم حبّا له عبادة
و روى الأخبار الثّلاثة الرّاونديّ في نوادره، عنه ص مثله
4 جامع الأخبار، عن أبي ذرّ قال قال النّبيّ ص يا أبا ذرّ الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم خير لك من عبادة سنة صيام نهارها و قيام ليلها و النّظر إلى وجه العالم خير لك من عتق ألف رقبة
5 أحمد بن محمّد بن فهد في عدّة الدّاعي، عن عليّ ع أنّه قال جلوس ساعة عند العلماء أحبّ إلى اللّه من عبادة ألف سنة و النّظر إلى العالم أحبّ إلى اللّه من اعتكاف سنة في البيت الحرام
6 ابن شهرآشوب في المناقب، عن كتاب شرف النّبيّ ص أنّه كان النّاس يصلّون و أبو ذرّ ينظر إلى أمير المؤمنين ع فقيل له في ذلك فقال سمعت رسول اللّه ص يقول النّظر إلى عليّ بن أبي طالب ع عبادة و النّظر إلى الوالدين برأفة و رحمة عبادة و النّظر في المصحف عبادة و النّظر إلى الكعبة عبادة
باب 146 -نوادر ما يتعلّق بأبواب أحكام العشرة في السّفر و الحضر
1 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ع أنّه قال الإخوان أربعة فأخ لك و له و أخ لك و أخ عليك و أخ لا لك و لا له فسئل عن معنى ذلك فقال الأخ الّذي هو لك و له فهو الأخ الّذي يطلب بإخائه بقاء الإخاء و لا يطلب بإخائه موت الإخاء فهذا لك و له لأنّه إذا تمّ الإخاء طابت حياتهما جميعا و إذا دخل الإخاء في حال التّناقض بطلا جميعا و الأخ الّذي هو لك فهو الأخ الّذي قد خرج بنفسه عن حال الطّمع إلى حال الرّغبة فلم يطمع في الدّنيا إذا رغب في الإخاء فهذا موفّر عليك بكلّيّته و الأخ الّذي هو عليك فهو الأخ الّذي يتربّص بك الدّوائر و يفشي السّرائر و يكذب عليك بين العشائر و ينظر في وجهك نظر الحاسد فعليه لعنة الواحد و الأخ الّذي لا لك و لا له فهو الّذي قد ملأه اللّه حمقا فأبعده اللّه سحقا فتراه يؤثر نفسه عليك و يطلب شحّا ما لديك
2 ، و عن الكاظم ع أنّه قال لهشام بن الحكم يا هشام إنّ أمير المؤمنين ع كان يقول لا يجلس في صدر المجلس إلّا رجل فيه ثلاث خصال يجيب إذا سئل و ينطق إذا عجز القوم عن الكلام و يشير بالرّأي الّذي فيه صلاح أهله فمن لم يكن فيه شيء منهنّ فجلس فهو أحمق
3 مجموعة الشّهيد، نقلا عن كتاب معاوية بن حكيم عن أبي شعيب المحامليّ عن رجل عن أبي عبد اللّه ع قال قلت له يجيء الرّجل فيجلس معنا قال فقال خذ سبع حصيات فاقرأ على كلّ واحدة آية الكرسيّ ثمّ ألقها على ثيابه فإن ثبت فلا مئونة عليك و إن قام فهو شيطان
، و عن النّبيّ ص أنّه قال من قال لأخيه جزاك اللّه خيرا فقد أبلغ الثّناء
5 ، و عن الصّادق جعفر بن محمّد ع أثقل إخواني عليّ من يتكلّف لي و أتحفّظ منه و أخفّهم على قلبي من أكون معهم كما أكون وحدي
6 كتاب العلاء بن رزين، عن أبي حمزة أنّه أي أبا جعفر ع قال إنّا أهل بيت إذا ثقل علينا جليسنا قذفناه بحصاة فإن قام و إلّا فبثلاث فإن قام و إلّا فبسبع لا يتمالك عند السّابعة
7 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال أقبل رجلان إلى النّبيّ ص فقال أحدهما لصاحبه اجلس على اسم اللّه و البركة فقال له رسول اللّه ص بل اجلس على استك فأقبل يضرب الأرض بعصاه فقال له رسول اللّه ص لا تضربها فإنّها أمّك و هي بكم برّة
8 و بهذا الإسناد، قال قال رسول اللّه ص من سعادة المرء الخلطاء الصّالحون و الولد البارّ الخبر
9 ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص إنّ للّه تعالى أبنية في الأرض فأحبّها إلى اللّه تعالى ما صفا منها و رقّ و صلب و هي القلوب فأمّا ما رقّ منها فرقّة على الإخوان و أمّا ما صلب منها فقول الرّجل في الحقّ لا يخاف في اللّه لومة لائم و أمّا ما صفا منها فصفت من الذّنوب
10 ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص إنّ المؤمن ليسكن إلى المؤمن كما يسكن قلب الظّمآن إلى الماء البارد
11 ، و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ع أنّ رسول اللّه ص دعا أبا أيّوب الأنصاريّ، فقال لبّيك و سعديك يا رسول اللّه فقال رسول اللّه ص أجابك اللّه بالمغفرة يا أبا أيّوب
12 ، و بهذا الإسناد عن عليّ ع أنّه قال للحاسد ثلاث علامات يتملّق إذا شهد و يغتاب إذا غاب و يشمت بالمصيبة
13 كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن حميد بن شعيب عن جابر قال سمعته ع يقول انظر قلبك فإذا أنكر صاحبك فإنّ أحدكما قد أحدث
14 أبو الفتح الكراجكيّ في كنز الفوائد، و من عجيب ما رأيت و اتّفق لي أنّي توجّهت يوما لبعض أشغالي و ذلك بالقاهرة في شهر ربيع الآخر سنة ستّ و عشرين و أربعمائة فصحبني في طريقي رجل كنت أعرفه بطلب العلم و كتب الحديث فمررنا في بعض الأسواق بغلام حدث فنظر إليه صاحبي نظرا استربت منه ثمّ انقطع عنّي و مال إليه و حادثه فالتفتّ انتظارا له فرأيته يضاحكه فلمّا لحق بي عذلته على ذلك و قلت له لا يليق هذا بك فما كان بأسرع من أن وجدنا بين أرجلنا في الأرض ورقة مرميّة فرفعتها لئلّا يكون فيها اسم اللّه تعالى فوجدتها قديمة فيها خطّ رقيق قد اندرس بعضه و كأنّها مقطوعة من كتاب فتأمّلتها فإذا فيها حديث ذهب أوّله و هذه نسخته قال إنّي أنا أخوك في الإسلام و وزيرك في الإيمان و قد رأيتك على أمر لم يسعني أن أسكت فيه عنك و لست أقبل فيه العذر منك قال و ما هو حتّى أرجع عنه و أتوب إلى اللّه تعالى منه قال رأيتك تضاحك حدثا غرّا جاهلا بأمور اللّه و ما يجب من حدود اللّه و أنت رجل قد رفع اللّه قدرك بما تطلب من العلم و إنّما أنت بمنزلة رجل من الصّدّيقين لأنّك تقول حدّثنا فلان عن فلان عن رسول اللّه ص عن جبرئيل عن اللّه فيسمعه النّاس منك و يكتبونه عنك و يتّخذونه دينا يعوّلون عليه و حكما ينتهون إليه و إنّما أنهاك أن تعود لمثل الّذي كنت عليه فإنّي أخاف عليك غضب من يأخذ العارفين قبل الجاهلين و يعذّب فسّاق حملة القرآن قبل الكافرين فما رأيت حالا أعجب من حالنا و لا عظة أبلغ ممّا اتّفق لنا و لمّا وقف صاحبي اضطرب لها اضطرابا بان فيها أثر لطف اللّه تعالى و حدّثني بعد ذلك أنّه انزجر عن تفريطات تنبع منه في الدّين و الدّنيا و الحمد للّه
15 جامع الأخبار، عن الرّضا ع أنّه قال من لقي فقيرا مسلما فسلّم عليه خلاف سلامه على الغنيّ لقي اللّه يوم القيامة و هو عليه غضبان
16 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن النّبيّ ص قال من أكل بأخيه المسلم أو شرب أو لبس به ثوبا أطعمه اللّه بها آكلة من نار جهنّم و سقاه سقية من حميم جهنّم و كساه ثوبا من سرابيل جهنّم و من قام بأخيه المسلم مقاما شانئا أقامه اللّه مقام السّمعة و الرّياء
17 ، و عن أبي عبد اللّه الصّادق ع قال إنّ الّذين تراهم لك أصدقاء إذا بلوتهم وجدتهم على طبقات شتّى فمنهم كالأسد في عظم الأكل و شدّة الصّولة و منهم كالذّئب في المضرّة و منهم كالكلب في البصبصة و منهم كالثّعلب في الرّوغان و السّرقة صورهم مختلفة و الحرفة واحدة ما تصنع غدا إذا تركت فردا وحيدا لا أهل لك و لا ولد إلّا اللّه ربّ العالمين
عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال لا يقيمنّ أحدكم الرّجل من مجلسه ثمّ يجلس فيه
19 ، و عنه ص قال من نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فكأنّما ينظر في النّار
20 ، و عنه ص أنّه كان يقوم لابنته فاطمة ع إذا دخلت عليه تعظيما لها و أنّه ص قام لجعفر بن أبي طالب لمّا قدم من الحبشة فرحا بقدومه و تعظيما له و قام للأنصار لمّا وفدوا عليه ص و ]نقل أنّه[ قام إلى عكرمة بن أبي جهل لمّا قدم من اليمن ]فرحا بقدومه[
21 ، و نقل عنه ص أنّه كان يكره أن يقام له فكانوا إذا قدم لا يقومون له لعلمهم كراهته ذلك فإذا قام قاموا معه حتّى يدخل منزله
22 مجموعة الشّهيد، ره قال قال جعفر الصّادق ع أعظموا أقداركم بالتّغافل فقد قال اللّه عزّ و جلّ عرّف بعضه و أعرض عن بعض