باب 1 - وجوبه
20208- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع أنّ النّبيّ ص بعث سريّة فلمّا رجعوا قال مرحبا بقوم قضوا الجهاد الأصغر و بقي عليهم الجهاد الأكبر فقيل يا رسول اللّه ما الجهاد الأكبر قال جهاد النّفس
20209- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن بعض أصحابه رفعه قال قال أبو عبد اللّه ع احمل نفسك لنفسك فإن لم تفعل لم يحملك غيرك
20210- و عنهم عن أحمد رفعه قال قال أبو عبد اللّه ع لرجل إنّك قد جعلت طبيب نفسك و بيّن لك الدّاء و عرّفت آية الصّحّة و دللت على الدّواء فانظر كيف قيامك على نفسك
-20211 و عنه رفعه قال قال أبو عبد اللّه ع لرجل اجعل قلبك قرينا برّا و ولدا واصلا و اجعل علمك والدا تتّبعه و اجعل نفسك عدوّا تجاهده و اجعل مالك عاريّة تردّها
محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن ابن مسكان عن عبد اللّه بن أبي يعفور عن الصّادق ع نحوه
20212- قال و من ألفاظ رسول اللّه ص الشّديد من غلب نفسه
20213- و بإسناده عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر قال قال الصّادق جعفر بن محمّد ع من لم يكن له واعظ من قلبه و زاجر من نفسه و لم يكن له قرين مرشد استمكن عدوّه من عنقه
20214- و بإسناده عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه جميعا عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع في وصيّة النّبيّ ص لعليّ قال يا عليّ أفضل الجهاد من أصبح لا يهمّ بظلم أحد
20215- و بإسناده عن ابن فضّال عن غالب بن عثمان عن شعيب العقرقوفيّ عن الصّادق ع قال من ملك نفسه إذا رغب و إذا رهب و إذا اشتهى و إذا غضب و إذا رضي حرّم اللّه جسده على النّار
و في ثواب الأعمال عن أحمد بن محمّد عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد بن عيسى عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن غالب بن عثمان عن شعيب عن رجل عن أبي عبد اللّه ع مثله و ترك قوله و إذا رضي
20216- و في المجالس و معاني الأخبار عن أبيه عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن يحيى الخزّاز عن موسى بن إسماعيل عن موسى بن جعفر ع عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال إنّ رسول اللّه ص بعث سريّة فلمّا رجعوا قال مرحبا بقوم قضوا الجهاد الأصغر و بقي عليهم الجهاد الأكبر قيل يا رسول اللّه و ما الجهاد الأكبر فقال جهاد النّفس و قال ص إنّ أفضل الجهاد من جاهد نفسه الّتي بين جنبيه
20217- محمّد بن الحسين الرّضيّ في المجازات النّبويّة عنه ع أنّه قال المجاهد من جاهد نفسه
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك في أقسام الجهاد و غيره و يأتي ما يدلّ عليه
باب 2 - الفروض على الجوارح و وجوب القيام بها
20218- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد عن أبي عمرو الزّبيريّ عن أبي عبد اللّه ع في حديث طويل قال إنّ اللّه فرض الإيمان على جوارح ابن آدم و قسمه عليها و فرّقه فيها فليس من جوارحه جارحة إلّا و قد وكّلت من الإيمان بغير ما وكّلت به أختها إلى أن قال فأمّا ما فرض على القلب من الإيمان فالإقرار و المعرفة و العقد و الرّضا و التّسليم بأن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له إلها واحدا لم يتّخذ صاحبة و لا ولدا و أنّ محمّدا عبده و رسوله ص و الإقرار بما جاء من عند اللّه من نبيّ أو كتاب فذلك ما فرض اللّه على القلب من الإقرار و المعرفة و هو عمله و هو قول اللّه عزّ و جلّ إلّا من أكره و قلبه مطمئنّ بالإيمان و قال ألا بذكر اللّه تطمئنّ القلوب و قال الّذين قالوا آمنّا بأفواههم و لم تؤمن قلوبهم و قال و إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به اللّه فيغفر لمن يشاء و يعذّب من يشاء فذلك ما فرض اللّه على القلب من الإقرار و المعرفة و هو عمله و هو رأس الإيمان و فرض اللّه على اللّسان القول و التّعبير عن القلب بما عقد عليه و أقرّ به قال اللّه تباركو تعالى اسمه و قولوا للنّاس حسنا و قال قولوا آمنّا بالّذي أنزل إلينا و أنزل إليكم و إلهنا و إلهكم واحد و نحن له مسلمون فهذا ما فرض اللّه على اللّسان و هو عمله و فرض على السّمع أن يتنزّه عن الاستماع إلى ما حرّم اللّه و أن يعرض عمّا لا يحلّ له ممّا نهى اللّه عزّ و جلّ عنه و الإصغاء إلى ما أسخط اللّه عزّ و جلّ فقال عزّ و جلّ في ذلك و قد نزّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات اللّه يكفر بها و يستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتّى يخوضوا في حديث غيره ثمّ استثنى موضع النّسيان فقال و إمّا ينسينّك الشّيطان فلا تقعد بعد الذّكرى مع القوم الظّالمين و قال فبشّر عباد الّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه أولئك الّذين هداهم اللّه و أولئك هم أولوا الألباب و قال تعالى قد أفلح المؤمنون الّذين هم في صلاتهم خاشعون و الّذين هم عن اللّغو معرضون و الّذين هم للزّكاة فاعلون و قال و إذا سمعوا اللّغو أعرضوا عنه و قال و إذا مرّوا باللّغو مرّوا كراما فهذا ما فرض اللّه على السّمع من الإيمان أن لا يصغي إلى ما لا يحلّ له و هو عمله و هو من الإيمان و فرض على البصر أن لا ينظر إلى ما حرّم اللّه عليه و أن يعرض عمّا نهى اللّه عنه ممّا لا يحلّ له و هو عمله و هو من الإيمان فقال تبارك و تعالى قل للمؤمنين يغضّوا من أبصارهم و يحفظوا فروجهم أن ينظروا إلى عوراتهم و أن ينظر المرء
إلى فرج أخيه و يحفظ فرجه أن ينظر إليه و قال قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنّ و يحفظن فروجهنّ من أن تنظر إحداهنّ إلى فرج أختها و تحفظ فرجها من أن ينظر إليها و قال كلّ شيء في القرآن من حفظ الفرج فهو من الزّنا إلّا هذه الآية فإنّها من النّظر ثمّ نظم ما فرض على القلب و البصر و اللّسان في آية أخرى فقال و ما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم و لا أبصاركم و لا جلودكم يعني بالجلود الفروج و الأفخاذ و قال و لا تقف ما ليس لك به علم إنّ السّمع و البصر و الفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤلا فهذا ما فرض اللّه على العينين من غضّ البصر و هو عملهما و هو من الإيمان و فرض على اليدين أن لا يبطش بهما إلى ما حرّم اللّه و أن يبطش بهما إلى ما أمر اللّه عزّ و جلّ و فرض عليهما من الصّدقة و صلة الرّحم و الجهاد في سبيل اللّه و الطّهور للصّلوات فقال تعالى يا أيّها الّذين آمنوا إذا قمتم إلى الصّلاة فاغسلوا وجوهكم و أيديكم إلى المرافق و امسحوا برؤسكم و أرجلكم إلى الكعبين و قال فإذا لقيتم الّذين كفروا فضرب الرّقاب حتّى إذا أثخنتموهم فشدّوا الوثاق فإمّا منّا بعد و إمّا فداء حتّى تضع الحرب أوزارها فهذا ما فرض اللّه على اليدين لأنّ الضّرب من علاجهما و فرض على الرّجلين أن لا يمشى بهما إلى شيء من معاصي اللّه و فرض عليهما المشي إلى ما يرضى اللّه عزّ و جلّ فقال و لا تمش في الأرض مرحا إنّك لن تخرق الأرض و لن تبلغ الجبال طولا و قال و اقصد في مشيك و اغضض من صوتك إنّ أنكر الأصوات لصوت الحمير و قال فيما شهدت به الأيدي و الأرجل على أنفسها و على أربابها من تضييعها لما أمر اللّه به و فرضه عليها اليوم نختم على أفواههم و تكلّمنا أيديهم و تشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون فهذا أيضا ممّا فرض اللّه على اليدين و على الرّجلين و هو عملها و هو من الإيمان و فرض على الوجه السّجود له باللّيل و النّهار في مواقيت الصّلاة فقال يا أيّها الّذين آمنوا اركعوا و اسجدوا و اعبدوا ربّكم و افعلوا الخير لعلّكم تفلحون فهذه فريضة جامعة على الوجه و اليدين و الرّجلين و قال في موضع آخر و أنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدا إلى أن قال فمن لقي اللّه حافظا لجوارحه موفيا كلّ جارحة من جوارحه ما فرض اللّه عليها لقي اللّه عزّ و جلّ مستكملا لإيمانه و هو من أهل الجنّة و من خان في شيء منها أو تعدّى ممّا أمر اللّه عزّ و جلّ فيها لقي اللّه ناقص الإيمان إلى أن قال و بتمام الإيمان دخل المؤمنون الجنّة و بالنّقصان دخل المفرّطون النّار
20219- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى جميعا عن البرقيّ عن النّضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبيّ عن عبيد اللّه بن الحسن عن الحسن بن هارون قال قال لي أبو عبد اللّه ع إنّ السّمع و البصر و الفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤلا قال يسأل السّمع عمّا سمع و البصر عمّا نظر إليه و الفؤاد عمّا عقد عليه
-20220 و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن صفوان أو غيره عن العلاء عن محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال الإيمان لا يكون إلّا بعمل و العمل منه و لا يثبت الإيمان إلّا بعمل
20221- و عنهم عن ابن خالد عن عثمان بن عيسى عن عبد اللّه بن مسكان عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال من أقرّ بدين اللّه فهو مسلم و من عمل بما أمر اللّه به فهو مؤمن
20222- و عنهم عن ابن خالد عن أبيه عن النّضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبيّ عن أيّوب بن الحرّ عن أبي بصير عن أبي جعفر ع في حديث أنّه قال له إنّ خيثمة أخبرنا أنّه سألك عن الإيمان فقلت الإيمان باللّه و التّصديق بكتاب اللّه و أن لا يعصى اللّه فقال صدق خيثمة
20223- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن جميل بن درّاج قال سألت أبا عبد اللّه ع عن الإيمان فقال شهادة أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه ص قال قلت أ ليس هذا عمل قال بلى قلت فالعمل من الإيمان قال لا يثبت له الإيمان إلّا بالعمل و العمل منه
20224- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده إلى وصيّة أمير المؤمنين ع لولده محمّد بن الحنفيّة أنّه قال يا بنيّ لا تقل ما لا تعلم بل لا تقل كلّ ما تعلم فإنّ اللّه قد فرض على جوارحك كلّها فرائض يحتجّ بها عليك يوم القيامة و يسألك عنها و ذكّرها و وعظها و حذّرها و أدّبها و لم يتركها سدى فقال اللّه عزّ و جلّ و لا تقف ما ليس لك به علم إنّ السّمع و البصر و الفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤلا و قال عزّ و جلّ إذ تلقّونه بألسنتكم و تقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم و تحسبونه هيّنا و هو عند اللّه عظيم ثمّ استعبدها بطاعته فقال عزّ و جلّ يا أيّها الّذين آمنوا اركعوا و اسجدوا و اعبدوا ربّكم و افعلوا الخير لعلّكم تفلحون فهذه فريضة جامعة واجبة على الجوارح و قال و أنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدا يعني بالمساجد الوجه و اليدين و الرّكبتين و الإبهامين و قال عزّ و جلّ و ما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم و لا أبصاركم و لا جلودكم يعني بالجلود الفروج ثمّ خصّ كلّ جارحة من جوارحك بفرض و نصّ عليها ففرض على السّمع أن لا يصغي إلى المعاصي فقال عزّ و جلّ و قد نزّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات اللّه يكفر بها و يستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتّى يخوضوا في حديث غيره إنّكم إذا مثلهم و قال عزّ و جلّ و إذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديث غيره ثمّ استثنى عزّ و جلّ موضع النّسيان فقال و إمّا ينسينّك الشّيطان فلا تقعد بعد الذّكرى مع القوم الظّالمين و قال عزّ و جلّ فبشّر عباد الّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه أولئك الّذين هداهم اللّه و أولئك هم أولوا الألباب و قال عزّ و جلّ و إذا مرّوا باللّغو مرّوا كراما و قال عزّ و جلّ و إذا سمعوا اللّغو أعرضوا عنه فهذا ما فرض اللّه عزّ و جلّ على السّمع و هو عمله و فرض على البصر أن لا ينظر به إلى ما حرّم اللّه عليه فقال عزّ و جلّ قل للمؤمنين يغضّوا من أبصارهم و يحفظوا فروجهم فحرّم أن ينظر أحد إلى فرج غيره و فرض على اللّسان الإقرار و التّعبير عن القلب ما عقد عليه فقال عزّ و جلّ و قولوا آمنّا بالّذي أنزل إلينا الآية و قال عزّ و جلّ و قولوا للنّاس حسنا و فرض على القلب و هو أمير الجوارح الّذي به يعقل و يفهم و يصدر عن أمره و رأيه فقال عزّ و جلّ إلّا من أكره و قلبه مطمئنّ بالإيمان الآية و قال عزّ و جلّ حين أخبر عن قوم أعطوا الإيمان بأفواههم و لم تؤمن قلوبهم فقال الّذين قالوا آمنّا بأفواههم و لم تؤمن قلوبهم و قال عزّ و جلّ ألا بذكر اللّه تطمئنّ القلوب و قال عزّ و جلّ و إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به اللّه فيغفر لمن يشاء و يعذّب من يشاء و فرض على اليدين أن لا تمدّهما إلى ما
حرّم اللّه عزّ و جلّ عليك و أن تستعملهما بطاعته فقال عزّ و جلّ يا أيّها الّذين آمنوا إذا قمتم إلى الصّلاة فاغسلوا وجوهكم و أيديكم إلى المرافق و امسحوا برؤسكم و أرجلكم إلى الكعبين و قال عزّ و جلّ فإذا لقيتم الّذين كفروا فضرب الرّقاب و فرض على الرّجلين أن تنقلهما في طاعته و أن لا تمشي بهما مشية عاص فقال عزّ و جلّ و لا تمش في الأرض مرحا إنّك لن تخرق الأرض و لن تبلغ الجبال طولا كلّ ذلك كان سيّئه عند ربّك مكروها و قال عزّ و جلّ اليوم نختم على أفواههم و تكلّمنا أيديهم و تشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون فأخبر اللّه عنها أنّها تشهد على صاحبها يوم القيامة فهذا ما فرض اللّه على جوارحك فاتّق اللّه يا بنيّ و استعملها بطاعته و رضوانه و إيّاك أن يراك اللّه تعالى ذكره عند معصيته أو يفقدك عند طاعته فتكون من الخاسرين و عليك بقراءة القرآن و العمل بما فيه و لزوم فرائضه و شرائعه و حلاله و حرامه و أمره و نهيه و التّهجّد به و تلاوته في ليلك و نهارك فإنّه عهد من اللّه تبارك و تعالى إلى خلقه فهو واجب على كلّ مسلم أن ينظر كلّ يوم في عهده و لو خمسين آية و اعلم أنّ درجات الجنّة على عدد آيات القرآن فإذا كان يوم القيامة يقال لقارئ القرآن اقرأ و ارق فلا يكون في الجنّة بعد النّبيّين و الصّدّيقين أرفع درجة منه
و الوصيّة طويلة أخذنا منها موضع الحاجة
20225- و في العلل عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن السّعدآباديّ عن البرقيّ عن عبد العظيم الحسنيّ عن عليّ بن جعفر عن أخيه عن أبيه عن عليّ بن الحسين ع قال ليس لك أن تتكلّم بما شئت لأنّ اللّه يقول و لا تقف ما ليس لك به علم و ليس لك أن تسمع ما شئت لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول إنّ السّمع و البصر و الفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤلا
أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك
باب 3 - جملة ممّا ينبغي القيام به من الحقوق الواجبة و المندوبة
20226- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن إسماعيل بن الفضل عن ثابت بن دينار عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ع قال حقّ اللّه الأكبر عليك أن تعبده و لا تشرك به شيئا فإذا فعلت ذلك بإخلاص جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدّنيا و الآخرة و حقّ نفسك عليك أن تستعملها بطاعة اللّه عزّ و جلّ و حقّ اللّسان إكرامه عن الخنا و تعويده الخير و ترك الفضول الّتي لا فائدة لها و البرّ بالنّاس و حسن القول فيهم و حقّ السّمع تنزيهه عن سماع الغيبة و سماع ما لا يحلّ سماعه و حقّ البصر أن تغضّه عمّا لا يحلّ لك و تعتبر بالنّظر به و حقّ يديك أن لا تبسطهما إلى ما لا يحلّ لك و حقّ رجليك أن لا تمشي بهما إلى ما لا يحلّ لك فبهما تقف على الصّراط فانظر أن لا تزلّ بك فتردّى في النّار و حقّ بطنك أن لا تجعله وعاء للحرام و لا تزيد على الشّبع و حقّ فرجك عليك أن تحصنه من الزّنا و تحفظه من أن ينظر إليه و حقّ الصّلاة أن تعلم أنّها وفادة إلى اللّه عزّ و جلّ و أنت فيها قائم بين يدي اللّه فإذا علمت ذلك قمت مقام العبد الذّليل الحقير الرّاغب الرّاهب الرّاجي الخائف المستكين المتضرّع المعظّم لمن كان بين يديه بالسّكون و الوقار و تقبل عليها بقلبك و تقيمها بحدودها و حقوقها و حقّ الحجّ أن تعلم أنّه وفادة إلى ربّك و فرار إليه من ذنوبك و فيه قبول توبتك و قضاء الفرض الّذي أوجبه اللّه عليك و حقّ الصّوم أن تعلم أنّه حجاب ضربه اللّه عزّ و جلّ على لسانك و سمعك و بصرك و بطنك و فرجك يسترك به من النّار فإن تركت الصّوم خرقت ستر اللّه عليك و حقّ الصّدقة أن تعلم أنّها ذخرك عند ربّك و وديعتك الّتي لا تحتاج إلى الإشهاد عليها و كنت بما تستودعه سرّا أوثق منك بما تستودعه علانية و تعلم أنّها تدفع عنك البلايا و الأسقام في الدّنيا و تدفع عنك النّار في الآخرة و حقّ الهدي أن تريد به اللّه عزّ و جلّ و لا تريد خلقه و لا تريد به إلّا التّعرّض لرحمته و نجاة روحك يوم تلقاه و حقّ السّلطان أن تعلم أنّك جعلت له فتنة و أنّه مبتلى فيك بما جعل اللّه له عليك من السّلطان و أنّ عليك أن لا تتعرّض لسخطه فتلقي بيدك إلى التّهلكة و تكون شريكا له فيما يأتي إليك من سوء و حقّ سائسك بالعلم التّعظيم له و التّوقير لمجلسه و حسن الاستماع إليه و الإقبال عليه و أن لا ترفع عليه صوتك و لا تجيب أحدا يسأله عن شيء حتّى يكون هو الّذي يجيب و لا تحدّث في مجلسه أحدا و لا تغتاب عنده أحدا و أن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء و أن تستر عيوبه و تظهر مناقبه و لا تجالس له عدوّا و لا تعادي له وليّا فإذا فعلت ذلك شهد لك ملائكة اللّه بأنّك قصدته و تعلّمت علمه للّه جلّ اسمه لا للنّاس و أمّا حقّ سائسك بالملك فأن تطيعه و لا تعصيه إلّا فيما يسخط اللّه عزّ و جلّ فإنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق و أمّا حقّ رعيّتك بالسّلطان فأن تعلم أنّهم صاروا رعيّتك لضعفهم و قوّتك فيجب أن تعدل فيهم و تكون لهم كالوالد الرّحيم و تغفر لهم جهلهم و لا تعاجلهم بالعقوبة و تشكر اللّه عزّ و جلّ على ما آتاك من القوّة عليهم و أمّا حقّ رعيّتك بالعلم فأن تعلم أنّ اللّه عزّ و جلّ إنّما جعلك قيّما عليهم فيما آتاك من العلم و فتح لك من خزانته فإن أحسنت في تعليم النّاس و لم تخرق بهم و لم تضجر عليهم زادك اللّه من فضله و إن أنت منعت النّاس علمك أو خرقت بهم عند طلبهم العلم منك كان حقّا على اللّه عزّ و جلّ أن يسلبك العلم و بهاءه و يسقط من القلوب محلّك و أمّا حقّ الزّوجة فأن تعلم أنّ اللّه عزّ و جلّ جعلها لك سكنا و أنسا
فتعلم أنّ ذلك نعمة من اللّه عزّ و جلّ عليك فتكرمها و ترفق بها و إن كان حقّك عليها أوجب فإنّ لها عليك أن ترحمها لأنّها أسيرك و تطعمها و تكسوها و إذا جهلت عفوت عنها و أمّا حقّ مملوكك فأن تعلم أنّه خلق ربّك و ابن أبيك و أمّك و لحمك و دمك لم تملكه لأنّك صنعته دون اللّه و لا خلقت شيئا من جوارحه و لا أخرجت له رزقا و لكنّ اللّه عزّ و جلّ كفاك ذلك ثمّ سخّره لك و ائتمنك عليه و استودعك إيّاه ليحفظ لك ما تأتيه من خير إليه فأحسن إليه كما أحسن اللّه إليك و إنكرهته استبدلت به و لم تعذّب خلق اللّه عزّ و جلّ و لا قوّة إلّا باللّه و أمّا حقّ أمّك أن تعلم أنّها حملتك حيث لا يحمل أحد أحدا و أعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحدا و وقتك بجميع جوارحها و لم تبال أن تجوع و تطعمك و تعطش و تسقيك و تعرى و تكسوك و تضحى و تظلّك و تهجر النّوم لأجلك و وقتك الحرّ و البرد لتكون لها و أنّك لا تطيق شكرها إلّا بعون اللّه و توفيقه و أمّا حقّ أبيك فأن تعلم أنّه أصلك فإنّه لولاه لم تكن فمهما رأيت من نفسك ما يعجبك فاعلم أنّ أباك أصل النّعمة عليكفيه فاحمد اللّه و اشكره على قدر ذلك و لا قوّة إلّا باللّه و أمّا حقّ ولدك فأن تعلم أنّه منك و مضاف إليك في عاجل الدّنيا بخيره و شرّه و أنّك مسئول عمّا ولّيته من حسن الأدب و الدّلالة على ربّه عزّ و جلّ و المعونة على طاعته فاعمل في أمره عمل من يعلم أنّه مثاب على الإحسان إليه معاقب على الإساءة إليه و أمّا حقّ أخيك فأن تعلم أنّه يدك و عزّك و قوّتك فلا تتّخذه سلاحا على معصية اللّه و لا عدّة للظّلم لخلق اللّه و لا تدع نصرته على عدوّه و النّصيحة له فإن أطاع اللّه و إلّا فليكن اللّه أكرم عليك منه و لا قوّة إلّا باللّه و أمّا حقّ مولاك المنعم عليك فأن تعلم أنّه أنفق فيك ماله و أخرجك من ذلّ الرّقّ و وحشته إلى عزّ الحرّيّة و أنسها فأطلقك من أسر الملكة و فكّ عنك قيد العبوديّة و أخرجك من السّجن و ملّكك نفسك و فرّغك لعبادة ربّك و تعلم أنّه أولى الخلق بك في حياتك و موتك و أنّ نصرته عليك واجبة بنفسك و ما احتاج إليه منك و لا قوّة إلّا باللّه و أمّا حقّ مولاك الّذي أنعمت عليه فأن تعلم أنّ اللّه عزّ و جلّ جعل عتقك له وسيلة إليه و حجابا لك من النّار و أنّ ثوابك في العاجل ميراثه إذا لم يكن له رحم مكافأة لما أنفقت من مالك و في الآجل الجنّة و أمّا حقّ ذي المعروف عليك فأن تشكره و تذكر معروفه و تكسبه المقالة الحسنة و تخلص له الدّعاء فيما بينك و بين اللّه عزّ و جلّ فإذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرّا و علانية ثمّ إن قدرت على مكافأته يوما كافأته و أمّا حقّ المؤذّن أن تعلم أنّه مذكّر لك ربّك عزّ و جلّ و داع لك إلى حظّك و عونك على قضاء فرض اللّه عزّ و جلّ عليك فاشكره على ذلك شكر المحسن إليك و أمّا حقّ إمامك في صلاتك فأن تعلم أنّه تقلّد السّفارة فيما بينك و بين ربّك عزّ و جلّ و تكلّم عنك و لم تتكلّم عنه و دعا لك و لم تدع له و كفاك هول المقام بين يدي اللّه عزّ و جلّ فإن كان نقص كان به دونك و إن كان تماما كنت شريكه و لم يكن له عليك فضل فوقى نفسك بنفسه و صلاتك بصلاته فتشكر له على قدر ذلك
و أمّا حقّ جليسك فأن تلين له جانبك و تنصفه في مجاراة اللّفظ و لا تقوم من مجلسك إلّا بإذنه و من يجلس إليك يجوز له القيام عنك بغير إذنك و تنسى زلّاته و تحفظ خيراته و لا تسمعه إلّا خيرا و أمّا حقّ جارك فحفظه غائبا و إكرامه شاهدا و نصرته إذا كان مظلوما و لا تتبّع له عورة فإن علمت عليه سوءا سترته عليه و إن علمت أنّه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك و بينه و لا تسلمه عند شديدة و تقيل عثرته و تغفر ذنبه و تعاشره معاشرة كريمة و لا قوّة إلّا باللّه و أمّا حقّ الصّاحب فأن تصحبه بالتّفضّل و الإنصاف و تكرمه كما يكرمك و لا تدعه يسبق إلى مكرمة فإن سبق كافأته و تودّه كما يودّك و تزجره عمّا يهمّ به من معصية اللّه و كن عليه رحمة و لا تكن عليه عذابا و لا قوّة إلّا باللّه و أمّا حقّ الشّريك فإن غاب كافيته و إن حضر رعيته و لا تحكم دون حكمه و لا تعمل برأيك دون مناظرته و تحفظ عليه ماله و لا تخنه فيما عزّ أو هان من أمره فإنّ يد اللّه تبارك و تعالى على الشّريكين ما لم يتخاونا و لا قوّة إلّا باللّه و أمّا حقّ مالك فأن لا تأخذه إلّا من حلّه و لا تنفقه إلّا في وجهه و لا تؤثر على نفسك من لا يحمدك فاعمل به بطاعة ربّك و لا تبخل به فتبوء بالحسرة و النّدامة مع التّبعة و لا قوّة إلّا باللّه و أمّا حقّ غريمك الّذي يطالبك فإن كنت موسرا أعطيته و إن كنت معسرا أرضيته بحسن القول و رددته عن نفسك ردّا لطيفا و حقّ الخليط أن لا تغرّه و لا تغشّه و لا تخدعه و تتّقي اللّه في أمره و أمّا حقّ الخصم المدّعي عليك فإن كان ما يدّعيه عليك حقّا كنت شاهده على نفسك و لم تظلمه و أوفيته حقّه و إن كان ما يدّعي باطلا رفقت به و لم تأت في أمره غير الرّفق و لم تسخط ربّك في أمره و لا قوّة إلّا باللّه و حقّ خصمك الّذي تدّعي عليه إن كنت محقّا في دعواك أجملت مقاولته و لم تجحد حقّه و إن كنت مبطلا في دعواك اتّقيت اللّه عزّ و جلّ و تبت إليه و تركت الدّعوى و حقّ المستشير إن علمت أنّ له رأيا حسنا أشرت عليه و إن لم تعلم له أرشدته إلى من يعلم و حقّ المشير عليك أن لا تتّهمه فيما لا يوافقك من رأيه و إن وافقك حمدت اللّه عزّ و جلّ و حقّ المستنصح أن تؤدّي إليه النّصيحة و ليكن مذهبك الرّحمة له و الرّفق و حقّ النّاصح أن تلين له جناحك و تصغي إليه بسمعك فإن أتى بالصّواب حمدت اللّه عزّ و جلّ و إن لم يوافق رحمته و لم تتّهمه و علمت أنّه أخطأ و لم تؤاخذه بذلك إلّا أن يكون مستحقّا للتّهمة فلا تعبأ بشيء من أمره على حال و لا قوّة إلّا باللّه و حقّ الكبير توقيره لسنّه و إجلاله لتقدّمه في الإسلام قبلك و ترك مقابلته عند الخصام و لا تسبقه إلى طريق و لا تتقدّمه و لا تستجهله و إن جهل عليك احتملته و أكرمته لحقّ الإسلام و حرمته و حقّ الصّغير رحمته )من نوى( تعليمه و العفو عنه و السّتر عليه و الرّفق به و المعونة له و حقّ السّائل إعطاؤه على قدر حاجته و حقّ المسئول إن أعطى فاقبل منه بالشّكر و المعرفة بفضله و إن منع فاقبل عذره و حقّ من سرّك للّه تعالى أن تحمد اللّه عزّ و جلّ أوّلا ثمّ تشكره و حقّ من أساء إليك أن تعفو عنه و إن علمت أنّ العفو يضرّ انتصرت قال اللّه تعالى و لمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل و حقّ أهل ملّتك إضمار السّلامة و الرّحمة لهم و الرّفق بمسيئهم و تألّفهم و استصلاحهم و شكر محسنهم و كفّ الأذى عن مسيئهم و تحبّ لهم ما تحبّ لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك و أن تكون شيوخهم بمنزلة أبيك و شبابهم بمنزلة إخوتك و عجائزهم بمنزل أمّك و الصّغار منهم بمنزلة أولادك و حقّ الذّمّة أن تقبل منهم ما قبل اللّه عزّ و جلّ منهم و لا تظلمهم ما وفوا للّه عزّ و جلّ بعهده
و رواه في المجالس بالإسناد المشار إليه و رواه في الخصال عن عليّ بن أحمد بن موسى عن محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ عن جعفر بن محمّد بن مالك عن خيران بن داهر عن أحمد بن عليّ بن سليمان عن أبيه عن محمّد بن عليّ عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة الثّماليّ عن عليّ بن الحسين عليهما السّلام و رواه الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول مرسلا و كذا الطّبرسيّ في )مكارم الأخلاق( إلّا أنّ في تحف العقول زيادات عمّا نقلناه
باب 4 - استحباب ملازمة الصّفات الحميدة و استعمالها و ذكر نبذة منها
20227- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن عبد اللّه بن مسكان عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه خصّ رسوله ص بمكارم الأخلاق فامتحنوا أنفسكم فإن كانت فيكم فاحمدوا اللّه و ارغبوا إليه في الزّيادة منها فذكرها عشرة اليقين و القناعة و الصّبر و الشّكر و الحلم و حسن الخلق و السّخاء و الغيرة و الشّجاعة و المروءة
و رواه في الخصال عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن أبيه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عثمان بن عيسى عن عبد اللّه بن مسكان و رواه في صفات الشّيعة و في الأمالي و في عيون الأخبار و في )معاني الأخبار( كذلك إلّا أنّه
ذكر في معاني الأخبار الرّضا بدل الحلم
و رواه الكلينيّ عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن عثمان بن عيسى نحوه
20228- و بإسناده عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن علوان عن عمرو بن ثابت عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص لعليّ ع يا عليّ أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها ثمّ قال اللّهمّ أعنه أمّا الأولى فالصّدق لا يخرجنّ من فيك كذبة أبدا و الثّانية الورع لا تجترئنّ على خيانة أبدا و الثّالثة الخوف من اللّه كأنّك تراه و الرّابعة كثرة البكاء من خشية اللّه عزّ و جلّ يبنى لك بكلّ دمعة بيت في الجنّة و الخامسة بذل مالك و دمك دون دينك و السّادسة الأخذ بسنّتي في صلاتي و صيامي و صدقتي أمّا الصّلاة فالخمسون ركعة و أمّا الصّوم فثلاثة أيّام في كلّ شهر خميس في أوّله و أربعاء في وسطه و خميس في آخره و أمّا الصّدقة فجهدك حتّى يقال أسرفت و لم تسرف و عليك بصلاة اللّيل و عليك بصلاة اللّيل و عليك بصلاة اللّيل و عليك بصلاة الزّوال و عليك بقراءة القرآن على كلّ حال و عليك برفع يديك في الصّلاة و تقليبهما عليك بالسّواك عند كلّ صلاة عليك بمحاسن الأخلاق فاركبها عليك بمساوئ الأخلاق فاجتنبها فإن لم تفعل فلا تلومنّ إلّا نفسك
و رواه الكلينيّ عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن النّعمان عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع و رواه الشّيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمّار و رواه الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن الحسين بن علوان و
رواه البرقيّ في المحاسن عن محمّد بن إسماعيل رفعه إلى أبي عبد اللّه ع مثله إلّا أنّه قال أمّا الصّلاة في اللّيل و النّهار ثمّ قال و عليك بالسّواك لكلّ وضوء
20229- و بإسناده عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع في وصيّة النّبيّ ص لعليّ ع أنّه قال يا عليّ ثلاث من مكارم الأخلاق في الدّنيا و الآخرة أن تعفو عمّن ظلمك و تصل من قطعك و تحلم عمّن جهل عليك
20230- و في الخصال عن أبيه عن الحميريّ عن الحسن بن محمّد بن موسى عن يزيد بن إسحاق عن الحسن بن عطيّة عن أبي عبد اللّه ع قال المكارم عشر فإن استطعت أن تكون فيك فلتكن فإنّها تكون في الرّجل و لا تكون في ولده و تكون في ولده و لا تكون في أبيه و تكون في العبد و لا تكون في الحرّ صدق النّاس و صدق اللّسان و أداء الأمانة و صلة الرّحم و إقراء الضّيف و إطعام السّائل و المكافأة على الصّنائع و التّذمّم للجار و التّذمّم للصّاحب و رأسهنّ الحياء
محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الهيثم بن أبي مسروق عن يزيد بن إسحاق شعر و رواه الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن المفيد عن ابن قولويه عن عليّ بن الحسين بن بابويه عن عليّ بن إبراهيم عن أحمد بن محمّد بن عيسى مثله
20231- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن بعض أصحابنا رفعه قال قال أمير المؤمنين ع لأنسبنّ الإسلام نسبة لم ينسبه أحد قبلي و لا ينسبه أحد بعدي إلّا بمثل ذلك إنّ الإسلام هو التّسليم و التّسليم هو اليقين و اليقين هو التّصديق و التّصديق هو الإقرار و الإقرار هو العمل و العمل هو الأداء إنّ المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه و لكن أتاه من ربّه فأخذ به الحديث
-20232 و عنهم عن ابن خالد عن أبيه عن عبد اللّه بن القاسم عن مدرك بن عبد الرّحمن عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص الإسلام عريان فلباسه الحياء و زينته الوفاء و مروءته العمل الصّالح و عماده الورع و لكلّ شيء أساس و أساس الإسلام حبّنا أهل البيت
و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عليّ بن معبد عن عبد اللّه بن القاسم مثله
20233- و عنهم عن أحمد بن محمّد عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ عن أبي جعفر الثّاني ع عن أبيه عن جدّه قال قال أمير المؤمنين ع قال رسول اللّه ص إنّ اللّه خلق الإسلام فجعل له عرصة و جعل له نورا و جعل له حصنا و جعل له ناصرا فأمّا عرصته فالقرآن و أمّا نوره فالحكمة و أمّا حصنه فالمعروف و أمّا أنصاره فأنا و أهل بيتي و شيعتنا الحديث
20234- و عنهم عن ابن خالد عن أبيه عمّن ذكره عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي عبد اللّه ع قال إنّكم لا تكونون صالحين حتّى تعرفوا و لا تعرفون حتّى تصدّقوا و لا تصدّقون حتّى تسلّموا أبوابا أربعة لا يصلح أوّلها إلّا بآخرها الحديث
-20235 و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن عبد الملك بن غالب عن أبي عبد اللّه ع قال ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال وقورا عند الهزاهز صبورا عند البلاء شكورا عند الرّخاء قانعا بما رزقه اللّه لا يظلم الأعداء و لا يتحامل للأصدقاء بدنه منه في تعب و النّاس منه في راحة إنّ العلم خليل المؤمن و الحلم وزيره و العقل أمير جنوده و الرّفق أخوه و البرّ والده
و رواه الصّدوق بإسناده عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه جميعا عن جعفر بن محمّد عن آبائه في وصيّة النّبيّ ص لعليّ ع و ذكر نحوه إلى قوله في راحة إلّا أنّه قال وقار و شكر و صبر و قنوع
و رواه في المجالس عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن أحمد بن محمّد نحوه و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب مثله
20236- و عنه عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع الإسلام له أركان أربعة التّوكّل على اللّه و تفويض الأمر إلى اللّه و الرّضا بقضاء اللّه و التّسليم لأمر اللّه عزّ و جلّ
20237- و عنه عن أبيه و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد جميعا عن الحسن بن محبوب عن يعقوب السّرّاج عن جابر عن أبي جعفر ع قال سئل أمير المؤمنين ع عن الإيمان فقال إنّ اللّه عزّ و جلّ جعل الإيمان على أربع دعائم على الصّبر و اليقين و العدل و الجهاد فالصّبر من ذلك على أربع شعب على الشّوق و الإشفاق و الزّهد و التّرقّب إلى أن قال و اليقين على أربع شعب تبصرة الفطنة و تأويل الحكمة و معرفة العبرة و سنّة الأوّلين و العدل على أربع شعب على غامض الفهم و غمر العلم و زهرة الحكم و روضة الحلم إلى أن قال و الجهاد على أربع شعب على الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر و الصّدق في المواطن و شنآن الفاسقين الحديث
20238- و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن ابن فضّال عن منصور بن يونس عن أبي حمزة عن عليّ بن الحسين ع قال المؤمن ينصت ليسلم و ينطق ليغنم لا يحدّث أمانته الأصدقاء و لا يكتم شهادته من البعداء و لا يعمل شيئا من الخير رياء و لا يتركه حياء إن زكّي خاف ما يقولون و يستغفر اللّه لما لا يعلمون لا يغرّه قول من جهله و يخاف إحصاء ما عمله
و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن النّعمان عن ابن مسكان عن أبي حمزة مثله
-20239 و عن بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم عن أبي الحسن موسى بن جعفر ع في حديث طويل قال يا هشام كان أمير المؤمنين ع يقول ما عبد اللّه بشيء أفضل من العقل و ما تمّ عقل امرئ حتّى تكون فيه خصال شتّى الكفر و الشّرّ منه مأمونان و الرّشد و الخير منه مأمولان و فضل ماله مبذول و فضل قوله مكفوف نصيبه من الدّنيا القوت لا يشبع من العلم دهره الذّلّ أحبّ إليه مع اللّه من العزّ مع غيره و التّواضع أحبّ إليه من الشّرف يستكثر قليل المعروف من غيره و يستقلّ كثير المعروف من نفسهو يرى النّاس كلّهم خيرا منه و أنّه شرّهم في نفسه و هو تمام الأمر
20240- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن بعض من رواه رفعه إلى أبي عبد اللّه ع قال المؤمن له قوّة في دين و حزم في لين و إيمان في يقين و حرص في فقه و نشاط في هدى و برّ في استقامة و علم في حلم و كيس في رفق و سخاء في حقّ و قصد في غنى و تحمّل في فاقة و عفو في قدرة و طاعة للّه في نصيحة و انتهاء في شهوة و ورع في رغبة و حرص في جهاد و صلاة في شغل و صبر في شدّة و في الهزاهز وقور و في المكاره صبور و في الرّخاء شكور و لا يغتاب و لا يتكبّر و لا يقطع الرّحم و ليس بواهن و لا فظّ و لا غليظ و لا يسبقه بصره و لا يفضحه بطنه و لا يغلبه فرجه و لا يحسد النّاس يعيّر و لا يعيّر و لا يسرف ينصر المظلوم و يرحم المسكين نفسه منه في عناء و النّاس منه في راحة لا يرغب في عزّ الدّنيا و لا يجزع من ذلّها للنّاس همّ قد أقبلوا عليه و له همّ قد شغله لا يرى في حلمه نقص و لا في رأيه وهن و لا في دينه ضياع يرشد من استشاره و يساعد من ساعده و يكيع عن الخنا و الجهل
و رواه الصّدوق في صفات الشّيعة عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عمّه عن محمّد بن أحمد بن يحيى عن رجل عن أبي عبد اللّه ع نحوه و
رواه في الخصال عن أبيه عن محمّد بن يحيى و أحمد بن إدريس جميعا عن محمّد بن أحمد بن يحيى عن الحسن بن عليّ عن أبي سليمان الحلوانيّ أو عن رجل عنه عن أبي عبد اللّه ع نحوه و زاد فهذه صفة المؤمن
20241- و بهذا الإسناد عن أحدهما عن أمير المؤمنين ع في حديث أنّه سأل رسول اللّه ص عن صفة المؤمن فقال عشرون خصلة في المؤمن فإن لم تكن فيه لم يكمل إيمانه إنّ من أخلاق المؤمنين يا عليّ الحاضرون الصّلاة و المسارعون إلى الزّكاة و المطعمون للمسكين الماسحون لرأس اليتيم المطهّرون أطمارهم المتّزرون على أوساطهم الّذين إن حدّثوا لم يكذبوا و إن وعدوا لم يخلفوا و إن اؤتمنوا لم يخونوا و إن تكلّموا صدقوا رهبان اللّيل أسد بالنّهار صائمون النّهار قائمون اللّيل لا يؤذون جارا و لا يتأذّى بهم جار الّذين مشيهم على الأرض هون و خطاهم إلى بيوت الأرامل و على أثر الجنائز جعلنا اللّه و إيّاكم من المتّقين
و رواه الصّدوق في المجالس عن عليّ بن عيسى عن عليّ بن محمّد ماجيلويه عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عن محمّد بن سنان عن زياد بن المنذر عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال سمعت أمير المؤمنين ع يقول سألت رسول اللّه ص و ذكر مثله و زاد بعد قوله إلى الزّكاة و الحاجّون إلى بيت اللّه الحرام و الصّائمون في شهر رمضان
20242- و عنهم عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عليّ بن رئاب عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ شيعة عليّ ع كانوا خمص البطون ذبل الشّفاه أهل رأفة و علم و حلم يعرفون بالرّهبانيّة فأعينوا على ما أنتم عليه بالورع و الاجتهاد
20243- و عنهم عن سهل عن محمّد بن أورمة عن أبي إبراهيم الأعجميّ عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّه ع قال المؤمن حليم لا يجهل و إن جهل عليه يحلم و لا يظلم و إن ظلم غفر و لا يبخل و إن بخل عليه صبر
20244- و عنهم عن أبي خالد عن إسماعيل بن مهران عن منذر بن جيفر عن آدم أبي الحسين اللّؤلؤيّ عن أبي عبد اللّه ع قال المؤمن من طاب مكسبه و حسنت خليقته و صحّت سريرته و أنفق الفضل من ماله و أمسك الفضل من كلامه و كفى النّاس شرّه و أنصف النّاس من نفسه
-20245 و عنهم عن ابن خالد عن محمّد بن الحسن بن شمّون عن عبد اللّه بن عمرو بن الأشعث عن عبد اللّه بن حمّاد الأنصاريّ عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن أبي جعفر ع قال قال أمير المؤمنين ع شيعتنا المتباذلون في ولايتنا المتحابّون في مودّتنا المتزاورون في إحياء أمرنا الّذين إذا غضبوا لم يظلموا و إن رضوا لم يسرفوا بركة على من جاوروا سلم لمن خالطوا
20246- و عنهم عن ابن خالد عن ابن فضّال عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثّماليّ عن عبد اللّه بن الحسن عن أمّه فاطمة بنت الحسين بن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص ثلاث خصال من كنّ فيه استكمل خصال الإيمان إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل و إذا غضب لم يخرجه الغضب من الحقّ و إذا قدر لم يتعاط ما ليس له
20247- و عنهم عن ابن خالد عن أبيه عن عبد اللّه بن القاسم عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع إنّ لأهل الدّين علامات يعرفون بها صدق الحديث و أداء الأمانة و وفاء العهد و صلة الأرحام و رحمة الضّعفاء و قلّة المواقعة للنّساء أو قال و قلّة المواتاة للنّساء و بذل المعروف و حسن الجوار و سعة الخلق و اتّباع العلم و ما يقرّب إلى اللّه إلى أن قال إنّ المؤمن نفسه منه في شغل و النّاس منه في راحة إذا جنّ عليه اللّيل افترش وجهه و سجد للّه بمكارم بدنه يناجي الّذي خلقه في فكاك رقبته ألا فهكذا فكونوا
و رواه الصّدوق في صفات الشّيعة عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن أحمد بن محمّد بن خالد مثله
20248- و عنهم عن ابن خالد عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن سليمان بن عمر و عن الحسين بن سيف عن أخيه عليّ عن سليمان عمّن ذكره عن أبي جعفر ع قال سئل النّبيّ ص عن خيار العباد فقال الّذين إذا أحسنوا استبشروا و إذا أساءوا استغفروا و إذا أعطوا شكروا و إذا ابتلوا صبروا و إذا غضبوا غفروا
20249- و بهذا الإسناد قال قال النّبيّ ص إنّ خياركم أولو النّهى قيل يا رسول اللّه من أولو النّهى قال هم أولو الأخلاق الحسنة و الأحلام الرّزينة و صلة الأرحام و البررة بالأمّهات و الآباء و المتعاهدون للجيران و اليتامى و يطعمون الطّعام و يفشون السّلام في العالم و يصلّون و النّاس نيام غافلون
20250- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن أبي ولّاد الحنّاط عن أبي عبد اللّه ع قال كان عليّ بن الحسين ع يقول إنّ المعرفة بكمال دين المسلم تركه الكلام فيما لا يعنيه و قلّة مرائه و حلمه و صبره و حسن خلقه
20251- و بالإسناد عن ابن محبوب عن مالك بن عطيّة عن أبي حمزة الثّماليّ عن عليّ بن الحسين ع قال من أخلاق المؤمن الإنفاق على قدر الإقتار و التّوسّع على قدر التّوسّع و إنصاف النّاس و ابتداؤه إيّاهم بالسّلام عليهم
20252- و بالإسناد عن ابن محبوب عن أبي أيّوب عن أبي عبيدة عن أبي جعفر ع قال إنّما المؤمن الّذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم و لا باطل و إن سخط لم يخرجه سخطه من قول الحقّ و الّذي إذا قدر لم تخرجه قدرته إلى التّعدّي إلى ما ليس له بحقّ
20253- و عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عن مهزم و عن بعض أصحابنا عن محمّد بن عليّ عن محمّد بن إسحاق الكاهليّ و عن أبي عليّ الأشعريّ عن الحسن بن عليّ الكوفيّ عن العبّاس بن عامر عن ربيع بن محمّد جميعا عن مهزم الأسديّ قال قال أبو عبد اللّه ع يا مهزم شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه و لا شحناؤه يديه و لا يمتدح بنا معلنا و لا يجالس لنا عائبا و لا يخاصم لنا قاليا و إن لقي مؤمنا أكرمه و إن لقي جاهلا هجره إلى أن قال شيعتنا من لا يهرّ هرير الكلب و لا يطمع طمع الغراب و لا يسأل عدوّنا و إن مات جوعا الحديث
-20254 و بالإسناد عن يونس عن محمّد بن عرفة عن أبي عبد اللّه ع قال قال النّبيّ ص أ لا أخبركم بأشبهكم بي قالوا بلى يا رسول اللّه قال أحسنكم خلقا و ألينكم كنفا و أبرّكم بقرابته و أشدّكم حبّا لإخوانه في دينه و أصبركم على الحقّ و أكظمكم للغيظ و أحسنكم عفوا و أشدّكم من نفسه إنصافا في الرّضا و الغضب
20255- و عن عليّ بن إبراهيم عن صالح بن السّنديّ عن جعفر بن بشير عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال المؤمن حسن المعونة خفيف المئونة جيّد التّدبير لمعيشته و لا يلسع من جحر مرّتين
20256- و عن عليّ بن محمّد بن بندار عن إبراهيم بن إسحاق عن سهل بن الحارث عن الدّلهاث مولى الرّضا ع قال سمعت الرّضا ع يقول لا يكون المؤمن مؤمنا حتّى يكون فيه ثلاث خصال الحديث و ذكر فيه كتمان سرّه و مداراة النّاس و الصّبر في البأساء و الضّرّاء
محمّد بن عليّ بن الحسين في عيون الأخبار عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن محمّد بن أحمد بن يحيى عن سهل بن زياد عن الحارث بن الدّلهاث مثله و في المجالس عن عليّ بن أحمد بن موسى عن محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ عن سهل بن زياد عن مبارك مولى الرّضا عن الرّضا ع مثله
20257- و في معاني الأخبار عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه في حديث مرفوع إلى النّبيّ ص قال جاء جبرئيل فقال يا رسول اللّه إنّ اللّه أرسلني إليك بهديّة لم يعطها أحدا قبلك قال رسول اللّه ص ما هي قال الصّبر و أحسن منه قال و ما هو قال الرّضا و أحسن منه قال و ما هو قال الزّهد و أحسن منه قال و ما هو قال الإخلاص و أحسن منه قال و ما هو قال اليقين و أحسن منه قلت و ما هو يا جبرئيل قال إنّ مدرجة ذلك التّوكّل على اللّه عزّ و جلّ فقلت و ما التّوكّل على اللّه قال العلم بأنّ المخلوق لا يضرّ و لا ينفع و لا يعطي و لا يمنع و استعمال اليأس من الخلق فإذا كان العبد كذلك لا يعمل لأحد سوى اللّه و لم يرج و لم يخف سوى اللّه و لم يطمع في أحد سوى اللّه فهذا هو التّوكّل قلت يا جبرئيل فما تفسير الصّبر قال تصبر في الضّرّاء كما تصبر في السّرّاء و في الفاقة كما تصبر في الغنى و في البلاء كما تصبر في العافية فلا يشكو حاله عند المخلوق بما يصيبه من البلاء قلت فما تفسير القناعة قال يقنع بما يصيب من الدّنيا يقنع بالقليل و يشكر اليسير قلت فما تفسير الرّضا قال الرّاضي لا يسخط على سيّده أصاب من الدّنيا )أم لا يصيب( منها و لا يرضى لنفسه باليسير من العمل قلت يا جبرئيل فما تفسير الزّهد قال يحبّ من يحبّ خالقه و يبغض من يبغض خالقه و يتحرّج من حلال الدّنيا و لا يلتفت إلى حرامها فإنّ حلالها حساب و حرامها عقاب و يرحم جميع المسلمين كما يرحم نفسه و يتحرّج من الكلام كما يتحرّج من الميتة الّتي قد اشتدّ نتنها و يتحرّج عن حطام الدّنيا و زينتها كما يتجنّب النّار أن يغشاها و أن يقصّر أمله و كان بين عينيه أجله قلت يا جبرئيل فما تفسير الإخلاص قال المخلص الّذي لا يسأل النّاس شيئا حتّى يجد و إذا وجد رضي و إذا بقي عنده شيء أعطاه في اللّه فإن لم يسأل المخلوق فقد أقرّ للّه بالعبوديّة و إذا وجد فرضي فهو عن اللّه راض و اللّه تبارك و تعالى عنه راض و إذا أعطى للّه عزّ و جلّ فهو على حدّ الثّقة بربّه قلت فما تفسير اليقين قال المؤمن يعمل للّه كأنّه يراه فإن لم يكن يرى اللّه فإنّ اللّه يراه و أن يعلم يقينا أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه و ما أخطأه لم يكن ليصيبه و هذا كلّه أغصان التّوكّل و مدرجة الزّهد
باب 5 - استحباب التّفكّر فيما يوجب الاعتبار و العمل
20258- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال كان أمير المؤمنين ع يقول نبّه بالفكر قلبك و جاف عن اللّيل جنبك و اتّق اللّه ربّك
20259- و عنه عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبان عن الحسن الصّيقل قال سألت أبا عبد اللّه ع عمّا يروي النّاس تفكّر ساعة خير من قيام ليلة قلت كيف يتفكّر قال يمرّ بالخربة أو بالدّار فيقول أين ساكنوك أين بانوك ما لك لا تتكلّمين
و رواه الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن القاسم و فضالة عن أبان نحوه إلّا أنّه رواه عن رسول اللّه ص
20260- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن بعض رجاله عن أبي عبد اللّه ع قال أفضل العبادة إدمان التّفكّر في اللّه و في قدرته
20261- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن معمّر بن خلّاد قال سمعت أبا الحسن الرّضا ع يقول ليس العبادة كثرة الصّلاة و الصّوم إنّما العبادة التّفكّر في أمر اللّه عزّ و جلّ
20262- و عنه عن أحمد بن محمّد عن إسماعيل بن سهل عن حمّاد عن ربعيّ قال قال أبو عبد اللّه ع التّفكّر يدعو إلى البرّ و العمل به
20263- محمّد بن عليّ بن الحسين في المجالس عن أبيه عن محمّد بن يحيى عن جعفر بن محمّد بن مالك عن سعيد بن عمرو عن إسماعيل بن بشير قال كتب هارون الرّشيد إلى أبي الحسن موسى بن جعفر ع عظني و أوجز قال فكتب إليه ما من شيء تراه عينك إلّا و فيه موعظة
20264- و في الخصال عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس بن عبد الرّحمن عن رجل عن أبي عبد اللّه ع قال كان أكثر عبادة أبي ذرّ رحمه اللّه التّفكّر و الاعتبار
20265- محمّد بن إدريس في آخر السّرائر نقلا من كتاب أبي عبد اللّه السّيّاريّ صاحب موسى و الرّضا ع قال سمعته يقول ليس العبادة كثرة الصّيام و الصّلاة و إنّما العبادة الفكر في اللّه تعالى
20266- أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ في المحاسن عن بنان بن العبّاس عن حسين الكرخيّ عن جعفر بن أبان عن الحسين الصّيقل قال قلت لأبي عبد اللّه ع تفكّر ساعة خير من قيام ليلة فقال نعم قال رسول اللّه ص تفكّر ساعة خير من قيام ليلة قلت كيف يتفكّر قال يمرّ بالدّار و الخربة فيقول أين بانوك أين ساكنوك ما لك لا تتكلّمين
باب 6 - استحباب التّخلّق بمكارم الأخلاق و ذكر جملة منها
20267- محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن بكر بن صالح عن جعفر بن محمّد الهاشميّ عن إسماعيل بن عبّاد قال بكر و أظنّني قد سمعته من إسماعيل عن عبد اللّه بن بكير عن أبي عبد اللّه ع قال إنّا لنحبّ من كان عاقلا فهما فقيها حليما مداريا صبورا صدوقا وفيّا إنّ اللّه عزّ و جلّ خصّ الأنبياء بمكارم الأخلاق فمن كانت فيه فليحمد اللّه على ذلك و من لم تكن فيه فليتضرّع إلى اللّه عزّ و جلّ و ليسأله إيّاها قال قلت جعلت فداك و ما هنّ قال هنّ الورع و القناعة و الصّبر و الشّكر و الحلم و الحياء و السّخاء و الشّجاعة و الغيرة و البرّ و صدق الحديث و أداء الأمانة
20268- و عنهم عن سهل بن زياد و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي حمزة عن جابر بن عبد اللّه قال قال رسول اللّه ص أ لا أخبركم بخير رجالكم قلنا بلى يا رسول اللّه قال إنّ خير رجالكم التّقيّ النّقيّ السّمح الكفّين النّقيّ الطّرفين البرّ بوالديه و لا يلجئ عياله إلى غيره
20269- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه عزّ و جلّ ارتضى لكم الإسلام دينا فأحسنوا صحبته بالسّخاء و حسن الخلق
-20270 و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع الإيمان أربعة أركان الرّضا بقضاء اللّه و التّوكّل على اللّه و تفويض الأمر إلى اللّه و التّسليم لأمر اللّه
20271- و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن الحسن بن عليّ عن عبد اللّه بن سنان عن رجل من بني هاشم قال أربع من كنّ فيه كمل إسلامه و إن كان من قرنه إلى قدمه خطايا لم ينقصه الصّدق و الحياء و حسن الخلق و الشّكر
20272- محمّد بن عليّ بن الحسين في معاني الأخبار و في الأمالي عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أبيه عن محمّد بن أبي عمير عن حمّاد بن عثمان قال جاء رجل إلى الصّادق ع فقال يا ابن رسول اللّه أخبرني عن مكارم الأخلاق فقال العفو عمّن ظلمك و صلة من قطعك و إعطاء من حرمك و قول الحقّ و لو على نفسك
20273- و في معاني الأخبار بالإسناد عن أحمد بن محمّد عن أبيه عن النّضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جرّاح المدائنيّ قال قال لي أبو عبد اللّه ع أ لا أحدّثك بمكارم الأخلاق الصّفح عن النّاس و مواساة الرّجل أخاه في ماله و ذكر اللّه كثيرا
20274- و في المجالس عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عمّه محمّد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ عن أبيه عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر عن الصّادق جعفر بن محمّد ع أنّه قال عليكم بمكارم الأخلاق فإنّ اللّه عزّ و جلّ يحبّها و إيّاكم و مذامّ الأفعال فإنّ اللّه عزّ و جلّ يبغضها و عليكم بتلاوة القرآن إلى أن قال و عليكم بحسن الخلق فإنّه يبلغ بصاحبه درجة الصّائم القائم و عليكم بحسن الجوار فإنّ اللّه جلّ جلاله أمر بذلك و عليكم بالسّواك فإنّه مطهرة و سنّة حسنة و عليكم بفرائض اللّه فأدّوها و عليكم بمحارم اللّه فاجتنبوها
20275- الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن الحسين بن عبيد اللّه الغضائريّ عن هارون بن موسى التّلّعكبريّ عن محمّد بن همّام عن عليّ بن الحسين الهمذانيّ عن محمّد بن خالد البرقيّ عن أبي قتادة العمّيّ عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ للّه عزّ و جلّ وجوها خلقهم من خلقه و أرضه لقضاء حوائج إخوانهم يرون الحمد مجدا و اللّه سبحانه يحبّ مكارم الأخلاق و كان فيما خاطب اللّه نبيّه ص إنّك لعلى خلق عظيم قال السّخاء و حسن الخلق
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه و قد روى الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق أكثر الأحاديث السّابقة و الآتية
باب 7 - وجوب اليقين باللّه في الرّزق و العمر و النّفع و الضّرّ
20276- محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن عليّ بن الحكم عن صفوان الجمّال عن أبي عبد اللّه ع قال كان أمير المؤمنين ع يقول لا يجد عبد طعم الإيمان حتّى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه و أنّ ما أخطأه لم يكن ليصيبه و أنّ الضّارّ النّافع هو اللّه عزّ و جلّ
و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن الوشّاء عن أبان عن زرارة عن أبي عبد اللّه ع نحوه
20277- و عنهم عن ابن خالد عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن صفوان الجمّال قال سألت أبا عبد اللّه ع عن قول اللّه عزّ و جلّ و أمّا الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة و كان تحته كنز لهما فقال أما إنّه ما كان ذهبا و لا فضّة و إنّما كان أربع كلمات لا إله إلّا أنا من أيقن بالموت لم يضحك سنّه و من أيقن بالحساب لم يفرح قلبه و من أيقن بالقدر لم يخش إلّا اللّه
20278- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن زيد الشّحّام عن أبي عبد اللّه ع أنّ أمير المؤمنين ع جلس إلى حائط مائل يقضي بين النّاس فقال بعضهم لا تقعد تحت هذا الحائط فإنّه معور فقال أمير المؤمنين ع حرس امرأ أجله فلمّا قام سقط الحائط و كان أمير المؤمنين ع ممّا يفعل هذا و أشباهه و هذا اليقين
20279- و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن الحسن بن عليّ الوشّاء عن المثنّى بن الوليد عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال ليس شيء إلّا و له حدّ قلت جعلت فداك فما حدّ التّوكّل قال اليقين قلت فما حدّ اليقين قال أن لا تخاف مع اللّه شيئا
20280- و بالإسناد عن الوشّاء عن عبد اللّه بن سنان و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن ابن محبوب عن أبي ولّاد الحنّاط و عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال من صحّة يقين المرء المسلم أن لا يرضي النّاس بسخط اللّه و لا يلومهم على ما لم يؤته اللّه فإنّ الرّزق لا يسوقه حرص حريص و لا يردّه كراهية كاره و لو أنّ أحدكم فرّ من رزقه كما يفرّ من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت ثمّ قال إنّ اللّه بعدله و قسطه جعل الرّوح و الرّاحة في اليقين و الرّضا و جعل الهمّ و الحزن في الشّكّ و السّخط
20281- و بالإسناد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّ العمل القليل الدّائم على اليقين أفضل عند اللّه من العمل الكثير على غير يقين
و رواه الصّدوق في العلل عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن ابن محبوب مثله
20282- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الوشّاء عن عبد اللّه بن سنان عن أبي حمزة عن سعيد بن قيس الهمدانيّ قال نظرت يوما في الحرب إلى رجل عليه ثوبان فحرّكت فرسي فإذا هو أمير المؤمنين ع فقلت يا أمير المؤمنين في مثل هذا الموضع فقال نعم يا سعيد بن قيس إنّه ليس من عبد إلّا و له من اللّه عزّ و جلّ حافظ و واقية معه ملكان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل أو يقع في بئر فإذا نزل القضاء خلّيا بينه و بين كلّ شيء
20283- و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن عليّ بن أسباط قال سمعت أبا الحسن الرّضا ع يقول كان في الكنز الّذي قال اللّه و كان تحته كنز لهما كان فيه بسم اللّه الرّحمن الرّحيم عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح و عجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن الحديث
20284- و عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عمّن ذكره قال قيل للرّضا ع إنّك تتكلّم بهذا الكلام و السّيف يقطر دما فقال إنّ للّه واديا من ذهب حماه بأضعف خلقه النّمل فلو رامه البخاتيّ لم تصل إليه
-20285 محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال كفى بالأجل حارسا
باب 8 - وجوب طاعة العقل و مخالفة الجهل
20286- محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا منهم محمّد بن يحيى العطّار عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال لمّا خلق اللّه العقل استنطقه ثمّ قال له أقبل فأقبل ثمّ قال له أدبر فأدبر ثمّ قال و عزّتي و جلالي ما خلقت خلقا هو أحبّ إليّ منك و لا أكملتك إلّا فيمن أحبّ أما إنّي إيّاك آمر و إيّاك أنهى و إيّاك أعاقب و إيّاك أثيب
و رواه البرقيّ في المحاسن عن الحسن بن محبوب مثله
20287- و عن عليّ بن محمّد عن سهل بن زياد عن عمرو بن عثمان عن مفضّل بن صالح عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن عليّ ع قال هبط جبرئيل ع على آدم ع فقال يا آدم إنّي أمرت أن أخيّرك واحدة من ثلاث فاخترها و دع اثنتين فقال له آدم يا جبرئيل و ما الثّلاث فقال العقل و الحياء و الدّين فقال آدم إنّي قد اخترت العقل فقال جبرئيل للحياء و الدّين انصرفا و دعاه فقالا يا جبرئيل إنّا أمرنا أن نكون مع العقل حيث كان قال فشأنكما و عرج
و رواه البرقيّ في المحاسن عن عمرو بن عثمان و رواه الصّدوق بإسناده عن أبي جميلة المفضّل بن صالح مثله
20288- و عن أحمد بن إدريس عن محمّد بن عبد الجبّار عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد اللّه ع قال قلت له ما العقل قال ما عبد به الرّحمن و اكتسب به الجنان قال قلت فالّذي كان في معاوية قال تلك النّكراء تلك الشّيطنة و هي شبيهة بالعقل و ليست بالعقل
و رواه البرقيّ في المحاسن عن محمّد بن أحمد بن يحيى عن محمّد بن عبد الجبّار مثله
20289- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن ابن فضّال عن الحسن بن الجهم قال سمعت الرّضا ع يقول صديق كلّ امرئ عقله و عدوّه جهله
و رواه البرقيّ في المحاسن عن الحسن بن عليّ بن فضّال و رواه الصّدوق في العلل عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد بن عيسى و رواه في عيون الأخبار عن أبيه و محمّد بن الحسن عن سعد و الحميريّ عن إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن الجهم و رواه أيضا عن عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدّقّاق عن محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ عن أحمد بن محمّد بن صالح عن حمدان الدّيوانيّ عن الرّضا ع مثله
20290- و عن أحمد بن إدريس عن محمّد بن حسّان عن أبي محمّد الرّازيّ عن سيف بن عميرة عن إسحاق بن عمّار قال قال أبو عبد اللّه ع من كان عاقلا كان له دين و من كان له دين دخل الجنّة
و رواه الصّدوق في ثواب الأعمال عن أبيه عن أحمد بن إدريس مثله
20291- و عن أبي عبد اللّه الأشعريّ عن بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر ع يا هشام إنّ اللّه بشّر أهل العقل و الفهم في كتابه فقال فبشّر عباد الّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه أولئك الّذين هداهم اللّه و أولئك هم أولوا الألباب إلى أن قال يا هشام إنّ لقمان قال لابنه تواضع للحقّ تكن أعقل النّاس و إنّ الكيّس لدى الحقّ يسير يا بنيّ إنّ الدّنيا بحر عميق قد غرق فيها عالم كثير فلتكن سفينتك فيها تقوى اللّه و حشوها الإيمان و شراعها التّوكّل و قيّمها العقل و دليلها العلم و سكّانها الصّبر يا هشام إنّ لكلّ شيء دليلا و دليل العقل التّفكّر و دليل التّفكّر الصّمت و لكلّ شيء مطيّة و مطيّة العقل التّواضع و كفى بك جهلا أن تركب ما نهيت عنه إلى أن قال يا هشام إنّ للّه على النّاس حجّتين حجّة ظاهرة و حجّة باطنة فأمّا الظّاهرة فالرّسل و الأنبياء و الأئمّة و أمّا الباطنة فالعقول إلى أن قال يا هشام كيف يزكو عند اللّه عملك و أنت قد شغلت قلبك عن أمر ربّك و أطعت هواك على غلبة عقلك يا هشام إنّ العاقل رضي بالدّون من الدّنيا مع الحكمة و لم يرض بالدّون من الحكمة مع الدّنيا فلذلك ربحت تجارتهم إنّ العقلاء تركوا فضول الدّنيا فكيف الذّنوب و ترك الدّنيا من الفضل و ترك الذّنوب من الفرض يا هشام إنّ العاقل نظر إلى الدّنيا و إلى أهلها فعلم أنّها لا تنال إلّا بالمشقّة و نظر إلى الآخرة فعلم أنّها لا تنال إلّا بالمشقّة فطلب بالمشقّة أبقاهما الحديث
20292- و عن عليّ بن محمّد عن سهل بن زياد رفعه قال قال أمير المؤمنين ع العقل غطاء ستير و الفضل جمال ظاهر فاستر خلل خلقك بفضلك و قاتل هواك بعقلك تسلم لك المودّة و تظهر لك المحبّة
20293- و عنه عن سهل عن إسماعيل بن مهران عن بعض رجاله عن أبي عبد اللّه ع قال العقل دليل المؤمن
20294- و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن الوشّاء عن حمّاد بن عثمان عن السّريّ بن خالد عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص يا عليّ لا فقر أشدّ من الجهل و لا مال أعود من العقل
20295- أحمد بن محمّد البرقيّ في المحاسن عن عليّ بن الحكم عن هشام عن أبي عبد اللّه ع قال لمّا خلق اللّه العقل استنطقه ثمّ قال له أقبل فأقبل فقال له أدبر فأدبر فقال و عزّتي و جلالي ما خلقت خلقا هو أحبّ إليّ منك بك آخذ و بك أعطي و عليك أثيب
20296- و عن إسماعيل بن قتيبة عن أبي عمر العجميّ عن أبي عبد اللّه ع قال خمس من لم يكنّ فيه لم يكن فيه كثير مستمتع قلت و ما هي قال العقل و الأدب و الدّين و الجود و حسن الخلق
أقول العقل يطلق في كلام العلماء و الحكماء على معان كثيرة و بالتّتبّع يعلم أنّه يطلق في الأحاديث على ثلاثة معان أحدها قوّة إدراك الخير و الشّرّ و التّمييز بينهما و معرفة أسباب الأمور و نحو ذلك و هذا هو مناط التّكليف و ثانيها حالة و ملكة تدعو إلى اختيار الخير و المنافع و اجتناب الشّرّ و المضارّ و ثالثها التّعقّل بمعنى العلم و لذا يقابل بالجهل لا بالجنون و أحاديث هذا الباب و غيره أكثرها محمول على المعنى الثّاني و الثّالث و اللّه أعلم
باب 9 - وجوب غلبة العقل على الشّهوة و تحريم العكس
20297- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد عن الحسين بن زيد عن الصّادق عن آبائه ع عن رسول اللّه ص في حديث المناهي قال من عرضت له فاحشة أو شهوة فاجتنبها مخافة اللّه عزّ و جلّ حرّم اللّه عليه النّار و آمنه من الفزع الأكبر و أنجز له ما وعده في كتابه في قوله تعالى و لمن خاف مقام ربّه جنّتان ألا و من عرضت له دنيا و آخرة فاختار الدّنيا على الآخرة لقي اللّه عزّ و جلّ يوم القيامة و ليست له حسنة يتّقي بها النّار و من اختار الآخرة و ترك الدّنيا رضي اللّه عنه و غفر له مساوي عمله
20298- و في العلل عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن الحكم عن عبد اللّه بن سنان قال سألت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد الصّادق ع فقلت الملائكة أفضل أم بنو آدم فقال قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ع إنّ اللّه ركّب في الملائكة عقلا بلا شهوة و ركّب في البهائم شهوة بلا عقل و ركّب في بني آدم كلتيهما فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة و من غلب شهوته عقله فهو شرّ من البهائم
20299- و في ثواب الأعمال عن جعفر بن عليّ عن جدّه الحسن بن عليّ عن جدّه عبد اللّه بن المغيرة عن السّكونيّ عن جعفر عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد لم يره
20300- محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال كم من شهوة ساعة أورثت حزنا طويلا
20301- قال و قال ع كم من أكلة منعت أكلات
20302- أحمد بن محمّد البرقيّ في المحاسن عن جعفر بن محمّد الأشعريّ عن ابن القدّاح عن أبي عبد اللّه ع قال قال اللّه تعالى إنّما أقبل الصّلاة لمن تواضع لعظمتي و يكفّ نفسه عن الشّهوات من أجلي و يقطع نهاره بذكري و لا يتعاظم على خلقي و يطعم الجائع و يكسو العاري و يرحم المصاب و يؤوي الغريب فذلك يشرق نوره مثل الشّمس أجعل له في الظّلمات نورا و في الجهالة حلما أكلؤه بعزّتي و أستحفظه ملائكتي يدعوني فألبّيه و يسألني فأعطيه فمثل ذلك عندي كمثل جنّات عدن لا يسمو ثمرها و لا تتغيّر عن حالها
باب 10 - وجوب الاعتصام باللّه
20303- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن ابن محبوب عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال أيّما عبد أقبل قبل ما يحبّ اللّه عزّ و جلّ أقبل اللّه قبل ما يحبّ و من اعتصم باللّه عصمه اللّه و من أقبل اللّه قبله و عصمه لم يبال لو سقطت السّماء على الأرض أو كانت نازلة نزلت على أهل الأرض فشملتهم بليّة كان في حزب اللّه بالتّقوى من كلّ بليّة أ ليس اللّه يقول إنّ المتّقين في مقام أمين
20304- و عنه عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن سنان عن مفضّل عن أبي عبد اللّه ع قال أوحى اللّه عزّ و جلّ إلى داود ما اعتصم بي عبد من عبادي دون أحد من خلقي عرفت ذلك من نيّته ثمّ يكيده السّماوات و الأرض و من فيهنّ إلّا جعلت له المخرج من بينهنّ و ما اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي عرفت ذلك من نيّته إلّا قطعت أسباب السّماوات من يديه و أسخت الأرض من تحته و لم أبال بأيّ واد يهلك
أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك
باب 11 - وجوب التّوكّل على اللّه و التّفويض إليه
20305- محمّد بن يعقوب عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن ابن محبوب عن أبي حفص الأعشى عن عمر بن خالد عن أبي حمزة الثّماليّ عن عليّ بن الحسين ع قال خرجت حتّى انتهيت إلى هذا الحائط فاتّكأت عليه فإذا رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر في تجاه وجهي ثمّ قال يا عليّ بن الحسين ما لي أراك كئيبا حزينا إلى أن قال ثمّ قال يا عليّ بن الحسين ع هل رأيت أحدا دعا اللّه فلم يجبه قلت لا قال فهل رأيت أحدا توكّل على اللّه فلم يكفه قلت لا قال فهل رأيت أحدا سأل اللّه فلم يعطه قلت لا ثمّ غاب عنّي
و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب مثله
20306- و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عليّ بن حسّان عن عبد الرّحمن بن كثير عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ الغنى و العزّ يجولان فإذا ظفرا بموضع التّوكّل أوطنا
و عنهم عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن محمّد بن عليّ عن عليّ بن حسّان مثله
-20307 و عنهم عن أحمد بن محمّد بن خالد عن غير واحد عن عليّ بن أسباط عن أحمد بن عمر الحلّال عن عليّ بن سويد عن أبي الحسن الأوّل ع قال سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ و من يتوكّل على اللّه فهو حسبه فقال التّوكّل على اللّه درجات منها أن تتوكّل على اللّه في أمورك كلّها فما فعل بك كنت عنه راضيا تعلم أنّه لا يألوك خيرا و فضلا و تعلم أنّ الحكم في ذلك له فتوكّل على اللّه بتفويض ذلك إليه و ثق به فيها و في غيرها
20308- و عنهم عن سهل و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن يحيى بن المبارك عن عبد اللّه بن جبلة عن معاوية بن وهب عن أبي عبد اللّه ع قال من أعطي ثلاثا لم يمنع ثلاثا من أعطي الدّعاء أعطي الإجابة و من أعطي الشّكر أعطي الزّيادة و من أعطي التّوكّل أعطي الكفاية ثمّ قال أ تلوت كتاب اللّه عزّ و جلّ و من يتوكّل على اللّه فهو حسبه و قال لئن شكرتم لأزيدنّكم و قال ادعوني أستجب لكم
و رواه البرقيّ في المحاسن عن معاوية بن وهب أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 12 - عدم جواز تعلّق الرّجاء و الأمل بغير اللّه
20309- محمّد بن يعقوب عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن أبي عليّ عن محمّد بن الحسن عن الحسين بن أسد عن الحسين بن علوان عن أبي عبد اللّه ع أنّه قرأ في بعض الكتب أنّ اللّه تبارك و تعالى يقول و عزّتي و جلالي و مجدي و ارتفاعي على عرشي لأقطّعنّ كلّ مؤمّل من النّاس غيري باليأس و لأكسونّه ثوب المذلّة عند النّاس و لأنحّينّه من قربي و لأبعّدنّه من فضلي أ يؤمّل غيري في الشّدائد و الشّدائد بيدي و يرجو غيري و يقرع بالفكر باب غيري و بيدي مفاتيح الأبواب و هي مغلقة و بابي مفتوح لمن دعاني فمن ذا الّذي أمّلني لنائبة فقطعته دونها و من الّذي رجاني لعظيمة فقطعت رجاءه منّي جعلت آمال عبادي عندي محفوظة فلم يرضوا بحفظي و ملأت سماواتي ممّن لا يملّ من تسبيحي و أمرتهم أن لا يغلقوا الأبواب بيني و بين عبادي فلم يثقوا بقولي أ لم يعلم من طرقته نائبة من نوائبي أنّه لا يملك كشفها أحد غيري إلّا من بعد إذني فما لي أراه لاهيا عنّي أعطيته بجودي ما لم يسألني ثمّ انتزعته عنه فلم يسألني ردّه و سأل غيري أ فتراني أبدأ بالعطاء قبل المسألة ثمّ أسأل فلا أجيب سائلي أ بخيل أنا فيبخّلني عبدي أ و ليس الجود و الكرم لي أ و ليس العفو و الرّحمة بيدي أ و ليس أنا محلّ الآمال فمن يقطعها دوني أ فلا يخشى المؤمّلون أن يؤمّلوا غيري فلو أنّ أهل سماواتي و أهل أرضي أمّلوا جميعا ثمّ أعطيت كلّ واحد منهم مثل ما أمّل الجميع ما انتقص من ملكي عضو ذرّة و كيف ينقص ملك أنا قيّمه فيا بؤسا للقانطين من رحمتي و يا بؤسا لمن عصاني و لم يراقبني
و عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن بعض أصحابنا عن عبّاد بن يعقوب الرّواجنيّ عن سعيد بن عبد الرّحمن عن بعض ولد الحسين قال وجدت في بعض كتب آبائي و ذكر مثله
20310- أحمد بن فهد في عدّة الدّاعي قال روي عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ و ما يؤمن أكثرهم باللّه إلّا و هم مشركون قال هو قول الرّجل لو لا فلان لهلكت و لو لا فلان ما أصبت كذا و كذا و لو لا فلان لضاع عيالي أ لا ترى أنّه قد جعل للّه شريكا في ملكه يرزقه و يدفع عنه قلت فيقول ما ذا يقول لو لا أن منّ اللّه عليّ بفلان لهلكت قال نعم لا بأس بهذا أو نحوه
أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك في أحاديث محاسبة النّفس و غيرها
باب 13 - وجوب الجمع بين الخوف و الرّجاء و العمل لما يرجو و يخاف
20311- محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن جديد عن منصور بن يونس عن الحارث بن المغيرة أو أبيه عن أبي عبد اللّه ع قال قلت له ما كان في وصيّة لقمان قال كان فيها الأعاجيب و كان أعجب ما كان فيها أن قال لابنه خف اللّه خيفة لو جئته ببرّ الثّقلين لعذّبك و ارج اللّه رجاء لو جئته بذنوب الثّقلين لرحمك ثمّ قال أبو عبد اللّه ع كان أبي يقول ليس من عبد مؤمن إلّا و في قلبه نوران نور خيفة و نور رجاء لو وزن هذا لم يزد على هذا و لو وزن هذا لم يزد على هذا
20312- و عنهم عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن ابن أبي نجران عمّن ذكره عن أبي عبد اللّه ع قال قلت له قوم يعملون بالمعاصي و يقولون نرجو فلا يزالون كذلك حتّى يأتيهم الموت فقال هؤلاء قوم يترجّحون في الأمانيّ كذبوا ليسوا براجين من رجا شيئا طلبه و من خاف من شيء هرب منه
20313- و عن عليّ بن محمّد رفعه عن أبي عبد اللّه ع نحوه إلّا أنّه قال ليسوا لنا بموال
-20314 و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّه ع قال كان أبي يقول إنّه ليس من عبد مؤمن إلّا و في قلبه نوران نور خيفة و نور رجاء لو وزن هذا لم يزد على هذا و لو وزن هذا لم يزد على هذا
20315- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن سنان عن ابن مسكان عن الحسين بن أبي سارة قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول لا يكون المؤمن مؤمنا حتّى يكون خائفا راجيا و لا يكون خائفا راجيا حتّى يكون عاملا لما يخاف و يرجو
20316- محمّد بن عليّ بن الحسين في المجالس عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن السّعدآباديّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن عليّ بن محمّد عن المنقريّ عن حمّاد بن عيسى عن الصّادق جعفر بن محمّد ع قال كان فيما أوصى به لقمان لابنه أن قال يا بنيّ خف اللّه خوفا لو جئته ببرّ الثّقلين خفت أن يعذّبك اللّه و ارج اللّه رجاء لو جئته بذنوب الثّقلين رجوت أن يغفر اللّه لك
20317- و عن عليّ بن أحمد بن عبد اللّه عن أبيه عن جدّه أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ عن حمزة بن عبد اللّه الجعفريّ عن جميل بن درّاج عن أبي حمزة الثّماليّ قال قال الصّادق جعفر بن محمّد ع ارج اللّه رجاء لا يجرّئك على معصيته و خف اللّه خوفا لا يؤيسك من رحمته
20318- محمّد بن الحسين الرّضيّ الموسويّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال في خطبة له يدّعي بزعمه أنّه يرجو اللّه كذب و العظيم ما له لا يتبيّن رجاؤه في عمله و كلّ راج عرف رجاؤه في عمله إلّا رجاء اللّه فإنّه مدخول و كلّ خوف محقّق إلّا خوف اللّه فإنّه معلول يرجو اللّه في الكبير و يرجو العباد في الصّغير فيعطي العبد ما لا يعطي الرّبّ فما بال اللّه جلّ ثناؤه يقصّر به عمّا يصنع لعباده أ تخاف أن تكون في رجائك له كاذبا أو يكون لا يراه للرّجاء موضعا و كذلك إن هو خاف عبدا من عبيده أعطاه من خوفه ما لا يعطي ربّه فجعل خوفه من العباد نقدا و خوفه من خالقه ضمارا و وعدا
أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك
باب 14 - وجوب الخوف من اللّه
20319- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن النّعمان عن حمزة بن حمران قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّ ممّا حفظ من خطب رسول اللّه ص أنّه قال أيّها النّاس إنّ لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم و إنّ لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم ألا إنّ المؤمن يعمل بين مخافتين بين أجل قد مضى لا يدري ما اللّه صانع فيه و بين أجل قد بقي لا يدري ما اللّه قاض فيه فليأخذ العبد المؤمن من نفسه لنفسه و من دنياه لآخرته و في الشّبيبة قبل الكبر و في الحياة قبل الممات فو الّذي نفس محمّد بيده ما بعد الدّنيا من مستعتب و ما بعدها من دار إلّا الجنّة أو النّار
20320- و عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عن فضيل بن عثمان عن أبي عبيدة الحذّاء عن أبي عبد اللّه ع قال المؤمن بين مخافتين ذنب قد مضى لا يدري ما صنع اللّه فيه و عمر قد بقي لا يدري ما يكتسب فيه من المهالك فلا يصبح إلّا خائفا و لا يصلحه إلّا الخوف
20321- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن ابن محبوب عن داود الرّقّيّ عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ و لمن خاف مقام ربّه جنّتان قال من علم أنّ اللّه يراه و يسمع ما يقول و يعلم ما يعمله من خير أو شرّ فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال فذلك الّذي خاف مقام ربّه و نهى النّفس عن الهوى
20322- و بالإسناد عن ابن محبوب عن الهيثم بن واقد قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول من خاف اللّه أخاف اللّه منه كلّ شيء و من لم يخف اللّه أخافه اللّه من كلّ شيء
20323- و رواه الصّدوق بإسناده عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه جميعا عن جعفر بن محمّد عن آبائه في وصيّة النّبيّ ص لعليّ ع مثله و زاد يا عليّ ثلاث منجيات خوف اللّه في السّرّ و العلانية و القصد في الغنى و الفقر و كلمة العدل في الرّضا و السّخط
20324- و عن محمّد بن الحسن عن سهل بن زياد عن يحيى بن المبارك عن عبد اللّه بن جبلة عن إسحاق بن عمّار قال قال أبو عبد اللّه ع يا إسحاق خف اللّه كأنّك تراه و إن كنت لا تراه فإنّه يراك و إن كنت ترى أنّه لا يراك فقد كفرت و إن كنت تعلم أنّه يراك ثمّ برزت له بالمعصية فقد جعلته من أهون النّاظرين عليك
20325- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن حمزة بن عبد اللّه الجعفريّ عن جميل بن درّاج عن أبي حمزة قال قال أبو عبد اللّه ع من عرف اللّه خاف اللّه و من خاف اللّه سخت نفسه عن الدّنيا
20326- و عنهم عن أحمد بن محمّد بن خالد عن بعض أصحابه عن صالح بن حمزة رفعه قال قال أبو عبد اللّه ع إنّ من العبادة شدّة الخوف من اللّه عزّ و جلّ يقول اللّه عزّ و جلّ إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء و قال جلّ ثناؤه فلا تخشوا النّاس و اخشون و قال تبارك و تعالى و من يتّق اللّه يجعل له مخرجا قال و قال أبو عبد اللّه ع إنّ حبّ الشّرف و الذّكر لا يكونان في قلب الخائف الرّاهب
20327- محمّد بن عليّ بن الحسين قال من ألفاظ رسول اللّه ص رأس الحكمة مخافة اللّه عزّ و جلّ
20328- و بإسناده عن الحسين بن زيد عن عليّ بن غراب قال قال الصّادق جعفر بن محمّد ع من خلا بذنب فراقب اللّه تعالى فيه و استحيا من الحفظة غفر اللّه عزّ و جلّ له جميع ذنوبه و إن كانت مثل ذنوب الثّقلين
20329- و في معاني الأخبار عن أبيه عن سعد عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن عليّ بن محمّد القاسانيّ عمّن ذكره عن عبد اللّه بن القاسم الجعفيّ عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول الخائف من لم تدع له الرّهبة لسانا ينطق به
20330- و عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن محمّد عن البرقيّ عن هارون بن الجهم عن المفضّل بن صالح عن سعد الإسكاف عن أبي جعفر ع في حديث قال و أمّا المنجيات فخوف اللّه في السّرّ و العلانية و القصد في الغنى و الفقر و كلمة العدل في الرّضا و السّخط
و رواه البرقيّ في المحاسن بالإسناد
20331- و في العلل عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن ابن عبّاس عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ قوما أصابوا ذنوبا فخافوا منها و أشفقوا فجاءهم قوم آخرون فقالوا ما لكم فقالوا إنّا أصبنا ذنوبا فخفنا منها و أشفقنا فقالوا لهم نحن نحملها عنكم فقال اللّه تعالى يخافون تجترءون عليّ فأنزل اللّه عليهم العذاب
و في عقاب الأعمال عن أبيه عن سعد عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن أبي عمير عن حفص بن البختريّ قال قال أبو عبد اللّه ع و ذكر نحوه و رواه البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن ابن أبي عمير مثله
20332- الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن محمّد بن محمّد عن محمّد بن عمر الجعابيّ عن أحمد بن محمّد بن سعيد عن محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم عن عمّ أبيه الحسين بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال إنّ المؤمن لا يصبح إلّا خائفا و إن كان محسنا و لا يمسي إلّا خائفا و إن كان محسنا لأنّه بين أمرين بين وقت قد مضى لا يدري ما اللّه صانع به و بين أجل قد اقترب لا يدري ما يصيبه من الهلكات ألا و قولوا خيرا تعرفوا به و اعملوا به تكونوا من أهله صلوا أرحامكم و إن قطعوكم و عودوا بالفضل على من حرمكم و أدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم و أوفوا بعهد من عاهدتم و إذا حكمتم فاعدلوا
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 15 - استحباب كثرة البكاء من خشية اللّه
20333- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد عن الحسين بن زيد عن الصّادق عن آبائه عن النّبيّ ص في حديث المناهي قال و من ذرفت عيناه من خشية اللّه كان له بكلّ قطرة قطرت من دموعه قصر في الجنّة مكلّل بالدّرّ و الجوهر فيه ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر
و في عقاب الأعمال بإسناد تقدّم في عيادة المريض عن رسول اللّه ص نحوه
20334- و في المجالس عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه الصّادق جعفر بن محمّد ع قال كان فيما وعظ اللّه به عيسى ابن مريم ع أن قال يا عيسى أنا ربّك و ربّ آبائك الأوّلين إلى أن قال يا عيسى بن البكر البتول ابك على نفسك بكاء من قد ودّع الأهل قلى الدّنيا و تركها لأهلها و صارت رغبته فيما عند اللّه
20335- و في العلل عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد عن العبّاس بن معروف عن عليّ بن مهزيار عن أحمد بن الحسن الميثميّ عمّن ذكره عن أبي عبد اللّه ع قال كان اسم نوح ع عبد الغفّار و إنّما سمّي نوحا لأنّه كان ينوح على نفسه
20336- و عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن محمّد عن ابن أبي نجران عن سعيد بن جناح عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّه ع قال اسم نوح عبد الملك و إنّما سمّي نوحا لأنّه بكى خمسمائة سنة
20337- و عن أبيه عن محمّد بن يحيى عن الحسين بن الحسن بن أبان عن محمّد بن أورمة عمّن ذكره عن سعيد بن جناح عن رجل عن أبي عبد اللّه ع قال كان اسم نوح عبد الأعلى و إنّما سمّي نوحا لأنّه بكى خمسمائة عام
قال الصّدوق هذه الأخبار متّفقة تثبت له التّسمية بالعبوديّة و هو عبد الغفّار و الملك و الأعلى
20338- و في ثواب الأعمال عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى و إبراهيم بن هاشم و الحسن بن عليّ الكوفيّ عن الحسن بن سيف عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص ليس شيء إلّا و له شيء يعدله إلّا اللّه فإنّه لا يعدله شيء و لا إله إلّا اللّه لا يعدله شيء و دمعة من خوف اللّه فإنّه ليس لها مثقال فإن سالت على وجهه لم يرهقه قتر و لا ذلّة بعدها أبدا
20339- عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن عبد اللّه بن محمّد بن عيسى عن أبيه عن عبد اللّه بن المغيرة عن إسماعيل بن أبي زياد عن جعفر بن محمّد عن أبيه ع قال قال رسول اللّه ص طوبى لصورة نظر اللّه إليها تبكي على ذنب من خشية اللّه لم يطّلع على ذلك الذّنب غيره
و عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن إبراهيم بن هاشم عن عبد اللّه بن المغيرة مثله
-20340 و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص كلّ عين باكية يوم القيامة إلّا ثلاثة أعين عين بكت من خشية اللّه و عين غضّت عن محارم اللّه و عين باتت ساهرة في سبيل اللّه
20341- و عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب عن أبي أيّوب عن الرّضا ع قال كان فيما ناجى اللّه به موسى ع أنّه ما تقرّب إليّ المتقرّبون بمثل البكاء من خشيتي و ما تعبّد لي المتعبّدون بمثل الورع عن محارمي و لا تزيّن لي المتزيّنون بمثل الزّهد في الدّنيا عمّا يهمّ الغنى عنه فقال موسى يا أكرم الأكرمين فما أثبتهم على ذلك فقال يا موسى أمّا المتقرّبون لي بالبكاء من خشيتي فهم في الرّفيق الأعلى لا يشركهم فيه أحد و أمّا المتعبّدون لي بالورع عن محارمي فإنّي أفتّش النّاس عن أعمالهم و لا أفتّشهم حياء منهم و أمّا المتزيّنون لي بالزّهد في الدّنيا فإنّي أبيحهم الجنّة بحذافيرها يتبوّءون منها حيث يشاءون
20342- و في عيون الأخبار عن محمّد بن القاسم المفسّر الجرجانيّ عن أحمد بن الحسن الحسينيّ عن الحسن بن عليّ العسكريّ عن آبائه ع قال قال الصّادق ع إنّ الرّجل ليكون بينه و بين الجنّة أكثر ممّا بين الثّرى إلى العرش لكثرة ذنوبه فما هو إلّا أن يبكي من خشية اللّه عزّ و جلّ ندما عليها حتّى يصير بينه و بينها أقرب من جفنه إلى مقلته
20343- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن محمّد بن مروان عن أبي عبد اللّه ع قال ما من شيء إلّا و له كيل و وزن إلّا الدّموع فإنّ القطرة تطفئ بحارا من نار فإذا اغرورقت العين بمائها لم يرهق وجهه قتر و لا ذلّة فإذا فاضت حرّمها اللّه على النّار و لو أنّ باكيا بكى في أمّة لرحموا
و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن درّاج و درست عن محمّد بن مروان مثله و رواه الصّدوق مرسلا و رواه في ثواب الأعمال عن أبيه عن الحميريّ عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه عليّ عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس مثله
20344- و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن فضّال عن أبي جميلة و منصور بن يونس عن محمّد بن مروان عن أبي عبد اللّه ع نحوه و زاد في أوّله ما من عين إلّا و هي باكية يوم القيامة إلّا عينا بكت من خوف اللّه و ما اغرورقت عين بمائها من خشية اللّه عزّ و جلّ إلّا حرّم اللّه سائر جسده على النّار
20345- و عنهم عن سهل عن عبد الرّحمن بن أبي نجران عن مثنّى الحنّاط عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال ما من قطرة أحبّ إلى اللّه عزّ و جلّ من قطرة دموع في سواد اللّيل مخافة من اللّه لا يراد بها غيره
20346- و عن عليّ عن أبيه عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن صالح بن رزين و محمّد بن مروان و غيرهما عن أبي عبد اللّه ع قال كلّ عين باكية يوم القيامة إلّا ثلاثة عين غضّت عن محارم اللّه و عين سهرت في طاعة اللّه و عين بكت في جوف اللّيل من خشية اللّه
20347- و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن رجل من أصحابه قال قال أبو عبد اللّه ع أوحى اللّه إلى موسى ع أنّ عبادي لم يتقرّبوا إليّ بشيء أحبّ إليّ من ثلاث خصال قال موسى يا ربّ و ما هي قال يا موسى الزّهد في الدّنيا و الورع عن معاصيّ و البكاء من خشيتي قال موسى يا ربّ فما لمن صنع ذا فأوحى اللّه إليه يا موسى أمّا الزّاهدون في الدّنيا ففي الجنّة و أمّا البكّاءون من خشيتي ففي الرّفيع الأعلى لا يشاركهم فيه أحد و أمّا الورعون عن معاصيّ فإنّي أفتّش النّاس و لا أفتّشهم
و رواه الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن ابن أبي عمير نحوه و كذا الّذي قبله و الّذي قبلهما عن فضالة عن أبان بن عثمان عن غيلان رفعه عن أبي جعفر ع أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك في الدّعاء و في قواطع الصّلاة و غير ذلك
باب 16 - وجوب حسن الظّنّ باللّه و تحريم سوء الظّنّ به
20348- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن أبي الحسن الرّضا ع قال أحسن الظّنّ باللّه فإنّ اللّه عزّ و جلّ يقول أنا عند ظنّ عبدي بي إن خيرا فخيرا و إن شرّا فشرّا
20349- و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن عمر عن أبي الحسن الرّضا ع في حديث قال فأحسن الظّنّ باللّه فإنّ أبا عبد اللّه ع كان يقول من حسن ظنّه باللّه كان اللّه عند ظنّه به و من رضي بالقليل من الرّزق قبل منه اليسير من العمل
-20350 و عنهم عن أحمد بن محمّد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر ع قال وجدنا في كتاب عليّ ع أنّ رسول اللّه ص قال على منبره و الّذي لا إله إلّا هو ما أعطي مؤمن قطّ خير الدّنيا و الآخرة إلّا بحسن ظنّه باللّه و رجائه له و حسن خلقه و الكفّ عن اغتياب المؤمنين و الّذي لا إله إلّا هو لا يعذّب اللّه مؤمنا بعد التّوبة و الاستغفار إلّا بسوء ظنّه باللّه و تقصير من رجائه له و سوء خلقه و اغتياب المؤمنين و الّذي لا إله إلّا هو لا يحسن ظنّ عبد مؤمن باللّه إلّا كان اللّه عند ظنّ عبده المؤمن لأنّ اللّه كريم بيده الخير يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظّنّ ثمّ يخلف ظنّه و رجاءه فأحسنوا باللّه الظّنّ و ارغبوا إليه
20351- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمّد عن المنقريّ عن سفيان بن عيينة قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول حسن الظّنّ باللّه أن لا ترجو إلّا اللّه و لا تخاف إلّا ذنبك
20352- و عن محمّد بن أحمد عن عبد اللّه بن الصّلت عن يونس عن سنان بن طريف قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول ينبغي للمؤمن أن يخاف اللّه خوفا كأنّه مشرف على النّار و يرجوه رجاء كأنّه من أهل الجنّة ثمّ قال إنّ اللّه تبارك و تعالى عند ظنّ عبده به إن خيرا فخيرا و إن شرّا فشرّا
20353- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده إلى وصيّة عليّ ع لمحمّد بن الحنفيّة قال و لا يغلبنّ عليك سوء الظّنّ باللّه عزّ و جلّ فإنّه لن يدع بينك و بين خليلك صلحا
20354- و في ثواب الأعمال عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن يعقوب يزيد عن محمّد بن أبي عمير عن عبد الرّحمن بن الحجّاج عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ آخر عبد يؤمر به إلى النّار فيلتفت فيقول اللّه جلّ جلاله أعجلوه فإذا أتي به قال له عبدي لم التفتّ فيقول يا ربّ ما كان ظنّي بك هذا فيقول اللّه جلّ جلاله عبدي ما كان ظنّك بي فيقول يا ربّ كان ظنّي بك أن تغفر لي خطيئتي و تدخلني جنّتك قال فيقول اللّه جلّ جلاله ملائكتي و عزّتي و جلالي و آلائي و ارتفاع مكاني ما ظنّ بي هذا ساعة من حياته خيرا قطّ و لو ظنّ بي ساعة من حياته خيرا ما روّعته بالنّار أجيزوا له كذبه و أدخلوه الجنّة ثمّ قال أبو عبد اللّه ع ما ظنّ عبد باللّه خيرا إلّا كان له عند ظنّه و ما ظنّ به سوءا إلّا كان اللّه عند ظنّه به و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ و ذلكم ظنّكم الّذي ظننتم بربّكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين
و رواه البرقيّ في المحاسن عن ابن فضّال عن الحسن بن الجهم عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر ع نحوه
20355- و في عيون الأخبار عن جعفر بن نعيم بن شاذان عن محمّد بن شاذان عن الفضل بن شاذان عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن أبي الحسن الرّضا ع قال قال لي أحسن الظّنّ باللّه فإنّ اللّه عزّ و جلّ يقول أنا عند ظنّ عبدي بي فلا يظنّ بي إلّا خيرا
-20356 أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ في المحاسن عن ابن محبوب عن ابن رئاب قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول يؤتى بعبد يوم القيامة ظالم لنفسه فيقول اللّه أ لم آمرك بطاعتي أ لم أنهك عن معصيتي فيقول بلى يا ربّ و لكن غلبت عليّ شهوتي فإن تعذّبني فبذنبي لم تظلمني فيأمر اللّه به إلى النّار فيقول ما كان هذا ظنّي بك فيقول ما كان ظنّك بي قال كان ظنّي بك أحسن الظّنّ فيأمر اللّه به إلى الجنّة فيقول اللّه تبارك و تعالى لقد نفعك حسن ظنّك بي السّاعة
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك في الاحتضار
باب 17 - استحباب ذمّ النّفس و تأديبها و مقتها
20357- محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن ابن فضّال عن الحسن بن الجهم قال سمعت أبا الحسن ع يقول إنّ رجلا في بني إسرائيل عبد اللّه أربعين سنة ثمّ قرّب قربانا فلم يقبل منه فقال لنفسه ما أتيت إلّا منك و ما الذّنب إلّا لك قال فأوحى اللّه عزّ و جلّ إليه ذمّك لنفسك أفضل من عبادتك أربعين سنة
20358- محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال يا أسرى الرّغبة أقصروا فإنّ المعرّج على الدّنيا ما لا يروعه منها إلّا صريف أنياب الحدثان أيّها النّاس تولّوا من أنفسكم تأديبها و اعدلوا بها عن ضراوة عاداتها
20359- محمّد بن عليّ بن الحسين في ثواب الأعمال عن محمّد بن الحسن عن أحمد بن إدريس عن محمّد بن أحمد بن يحيى عن حمزة بن يعلى عن عبد اللّه بن الحسن بإسناده قال قال رسول اللّه ص من مقت نفسه دون مقت النّاس آمنه اللّه من فزع يوم القيامة
و في الخصال عن أبيه عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد عن حمزة بن يعلى يرفعه بإسناده و ذكر مثله
باب 18 - وجوب طاعة اللّه
20360- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن محمّد أخي عرام عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال لا تذهب بكم المذاهب فو اللّه ما شيعتنا إلّا من أطاع اللّه عزّ و جلّ
20361- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثّماليّ عن أبي جعفر ع في حديث أنّ رسول اللّه ص قال إنّه لا يدرك ما عند اللّه إلّا بطاعته
20362- و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن سالم و أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه جميعا عن أحمد بن النّضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال لي يا جابر أ يكتفي من ينتحل التّشيّع أن يقول بحبّنا أهل البيت فو اللّه ما شيعتنا إلّا من اتّقى اللّه و أطاعه و ما كانوا يعرفون يا جابر إلّا بالتّواضع و التّخشّع و الأمانة و كثرة ذكر اللّه و الصّوم و الصّلاة و البرّ بالوالدين و التّعاهد للجيران من الفقراء و أهل المسكنة و الغارمين و الأيتام و صدق الحديث و تلاوة القرآن و كفّ الألسن عن النّاس إلّا من خير و كانوا أمناء عشائرهم في الأشياء إلى أن قال أحبّ العباد إلى اللّه عزّ و جلّ أتقاهم و أعملهم بطاعته يا جابر و اللّه ما نتقرّب إلى اللّه عزّ و جلّ إلّا بالطّاعة و ما معنا براءة من النّار و لا على اللّه لأحد من حجّة من كان للّه مطيعا فهو لنا وليّ و من كان للّه عاصيا فهو لنا عدوّ و ما تنال ولايتنا إلّا بالعمل و الورع
20363- و عن حميد بن زياد عن الحسن بن محمّد بن سماعة عن بعض أصحابه عن أبان عن عمرو بن خالد عن أبي جعفر ع قال في حديث و اللّه ما معنا من اللّه براءة و لا بيننا و بين اللّه قرابة و لا لنا على اللّه حجّة و لا نتقرّب إلى اللّه إلّا بالطّاعة فمن كان منكم مطيعا للّه تنفعه ولايتنا و من كان منكم عاصيا للّه لم تنفعه ولايتنا ويحكم لا تغترّوا ويحكم لا تغترّوا
20364- محمّد بن عليّ بن الحسين في المجالس عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن محمّد بن أحمد بن يحيى عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن وهب بن وهب عن الصّادق عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص قال اللّه جلّ جلاله يا ابن آدم أطعني فيما أمرتك و لا تعلّمني ما يصلحك
20365- و عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال عن مروان بن مسلم عن أبي عبد اللّه ع عن آبائه ع عن رسول اللّه ص قال قال اللّه عزّ و جلّ أيّما عبد أطاعني لم أكله إلى غيري و أيّما عبد عصاني وكلته إلى نفسه ثمّ لم أبال في أيّ واد هلك
20366- الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن النّضر بن سويد عن حسن عن أبي بصير قال سألت أبا عبد اللّه ع عن قول اللّه عزّ و جلّ اتّقوا اللّه حقّ تقاته قال يطاع فلا يعصى و يذكر فلا ينسى و يشكر فلا يكفر
و رواه الصّدوق في معاني الأخبار عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن محمّد عن أبيه عن النّضر عن أبي الحسين عن أبي بصير مثله
20367- محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال إنّ اللّه جعل الطّاعة غنيمة الأكياس عند تفريط العجزة
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 19 - وجوب الصّبر على طاعة اللّه و الصّبر عن معصيته
20368- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه و عن محمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّه ع قال إذا كان يوم القيامة يقوم عنق من النّاس فيأتون باب الجنّة فيقال من أنتم فيقولون نحن أهل الصّبر فيقال لهم على ما صبرتم فيقولون كنّا نصبر على طاعة اللّه و نصبر عن معاصي اللّه فيقول اللّه عزّ و جلّ صدقوا أدخلوهم الجنّة و هو قول اللّه عزّ و جلّ إنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حساب
20369- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن ابن سنان عن أبي الجارود عن الأصبغ قال قال أمير المؤمنين ع الصّبر صبران صبر عند المصيبة حسن جميل و أحسن من ذلك الصّبر عند ما حرّم اللّه عليك و الذّكر ذكران ذكر اللّه عزّ و جلّ عند المصيبة و أفضل من ذلك ذكر اللّه عند ما حرّم اللّه عليك فيكون حاجزا
20370- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن إسماعيل بن مهران عن درست عن عيسى بن بشير عن أبي حمزة قال قال أبو جعفر ع لمّا حضرت عليّ بن الحسين ع الوفاة ضمّني إلى صدره و قال يا بنيّ أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة و بما ذكر أنّ أباه أوصاه به يا بنيّ اصبر على الحقّ و إن كان مرّا
20371- و عنهم عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه رفعه عن أبي جعفر ع قال الصّبر صبران صبر على البلاء حسن جميل و أفضل الصّبرين الورع عن المحارم
20372- و عنهم عن أحمد عن عثمان بن عيسى عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّه ع قال اصبروا على الدّنيا فإنّما هي ساعة فما مضى منه لا تجد له ألما و لا سرورا و ما لم يجئ فلا تدري ما هو و إنّما هي ساعتك الّتي أنت فيها فاصبر فيها على طاعة اللّه و اصبر فيها عن معصية اللّه
20373- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن يحيى بن سليم الطّائفيّ عن عمرو بن شمر اليمانيّ يرفع الحديث إلى عليّ ع قال قال رسول اللّه ص الصّبر ثلاثة صبر عند المصيبة و صبر عند الطّاعة و صبر عن المعصية فمن صبر على المصيبة حتّى يردّها بحسن عزائها كتب اللّه له ثلاثمائة درجة ما بين الدّرجة إلى الدّرجة كما بين السّماء و الأرض و من صبر على الطّاعة كتب اللّه له ستّمائة درجة ما بين الدّرجة إلى الدّرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش و من صبر عن المعصية كتب اللّه له تسعمائة درجة ما بين درجة إلى الدّرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش
20374- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن الحسن بن محبوب عن سعد بن أبي خلف عن أبي الحسن موسى بن جعفر ع أنّه قال لبعض ولده يا بنيّ إيّاك أن يراك اللّه في معصية نهاك عنها و إيّاك أن يفقدك اللّه عند طاعة أمرك بها الحديث
20375- و بإسناده عن أبي حمزة الثّماليّ قال قال لي أبو جعفر ع لمّا حضرت أبي الوفاة ضمّني إلى صدره و قال يا بنيّ اصبر على الحقّ و إن كان مرّا توفّ أجرك بغير حساب
20376- محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال الصّبر صبران صبر على ما تحبّ و صبر على ما تكره ثمّ قال ع إنّ وليّ محمّد من أطاع اللّه و إن بعدت لحمته و إنّ عدوّ محمّد من عصى اللّه و إن قربت قرابته
20377- قال و قال ع شتّان بين عملين عمل تذهب لذّته و تبقى تبعته و عمل تذهب مئونته و يبقى أجره
20378- قال و قال ع اتّقوا معاصي اللّه في الخلوات فإنّ الشّاهد هو الحاكم
20379- قال و قال ع إنّ اللّه وضع الثّواب على طاعته و العقاب على معصيته ذيادة لعباده عن نقمته و حياشة لهم إلى جنّته
20380- قال و قال ع احذر أن يراك اللّه عند معصيته أو يفقدك عند طاعته فتكون من الخاسرين فإذا قويت فاقو على طاعة اللّه فإذا ضعفت فاضعف عن معصية اللّه
20381- محمّد بن إدريس في آخر السّرائر نقلا من كتاب العيون و المحاسن للمفيد قال أتى رجل أبا عبد اللّه ع فقال له يا ابن رسول اللّه أوصني فقال لا يفقدك اللّه حيث أمرك و لا يراك حيث نهاك قال زدني قال لا أجد
20382- الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن محمّد بن محمّد المفيد عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد عن أبيه عن الصّفّار عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن صبّاح الحذّاء عن أبي حمزة الثّماليّ عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عن آبائه ع عن رسول اللّه ص قال إذا كان يوم القيامة نادى مناد عن اللّه يقول أين أهل الصّبر قال فيقوم عنق من النّاس فتستقبلهم زمرة من الملائكة فيقولون لهم ما كان صبركم هذا الّذي صبرتم فيقولون صبّرنا أنفسنا على طاعة اللّه و صبّرناها عن معصية اللّه قال فينادي مناد من عند اللّه صدق عبادي خلّوا سبيلهم ليدخلوا الجنّة بغير حساب
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 20 - وجوب تقوى اللّه
20383- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن سنان عن فضيل بن عثمان عن أبي عبيدة عن أبي جعفر ع قال كان أمير المؤمنين ع يقول لا يقلّ عمل مع تقوى و كيف يقلّ ما يتقبّل
و رواه الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن المفيد عن محمّد بن عمر الجعابيّ عن أحمد بن محمّد بن عقدة عن محمّد بن هارون بن عبد الرّحمن الحجازيّ عن أبيه عن عيسى بن أبي الورد عن أحمد بن عبد العزيز عن أبي عبد اللّه ع مثله
-20384 و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن مفضّل بن عمر قال كنت عند أبي عبد اللّه ع فذكرنا الأعمال فقلت أنا ما أضعف عملي فقال مه استغفر اللّه ثمّ قال لي إنّ قليل العمل مع التّقوى خير من كثير بلا تقوى قلت كيف يكون كثير بلا تقوى قال ع نعم مثل الرّجل يطعم طعامه و يرفق جيرانه و يوطّئ رحله فإذا ارتفع له الباب من الحرام دخل فيه فهذا العمل بلا تقوى و يكون الآخر ليس عنده فإذا ارتفع له الباب من الحرام لم يدخل فيه
20385- و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن أبي داود المسترقّ عن محسّن الميثميّ عن يعقوب بن شعيب قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول ما نقل اللّه عبدا من ذلّ المعاصي إلى عزّ التّقوى إلّا أغناه من غير مال و أعزّه من غير عشيرة و آنسه من غير بشر
20386- محمّد بن عليّ بن الحسين قال من ألفاظ رسول اللّه ص خير الزّاد التّقوى
20387- و بإسناده عن الحسن بن محبوب عن الهيثم بن واقد قال سمعت الصّادق جعفر بن محمّد ع يقول من أخرجه اللّه عزّ و جلّ من ذلّ المعاصي إلى عزّ التّقوى أغناه اللّه بلا مال و أعزّه بلا عشيرة و آنسه بلا أنيس و من خاف اللّه أخاف اللّه منه كلّ شيء و من لم يخف اللّه أخافه اللّه من كلّ شيء و من رضي من اللّه باليسير من الرّزق رضي منه باليسير من العمل و من لم يستحي من طلب المعاش خفّت مئونته و نعّم أهله و من زهد في الدّنيا أثبت اللّه الحكمة في قلبه و أنطق بها لسانه و بصّره عيوب الدّنيا داءها و دواءها و أخرجه من الدّنيا سالما إلى دار السّلام
20388- و في معاني الأخبار عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن الحميريّ عن محمّد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن الوليد بن عبّاس قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول الحسب الفعال و الشّرف المال و الكرم التّقوى
20389- محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال في خطبة له ع ألا و إنّ الخطايا خيل شمس حمل عليها أهلها و خلعت لجمها فتقحّمت بهم في النّار ألا و إنّ التّقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها و أعطوا أزمّتها فأوردتهم الجنّة
20390- قال و قال ع اتّق اللّه بعض التّقى و إن قلّ و اجعل بينك و بين اللّه سترا و إن رقّ
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 21 - وجوب الورع
20391- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبد اللّه ع قال إنّا لا نعدّ الرّجل مؤمنا حتّى يكون لجميع أمرنا متّبعا مريدا ألا و إنّ من اتّباع أمرنا و إرادته الورع فتزيّنوا به يرحمكم اللّه و كيدوا أعداءنا به ينعشكم اللّه
20392- و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي المغراء عن زيد الشّحّام عن عمرو بن سعيد بن هلال الثّقفيّ عن أبي عبد اللّه ع قال أوصيك بتقوى اللّه و الورع و الاجتهاد و اعلم أنّه لا ينفع اجتهاد لا ورع فيه
و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن ابن فضّال عن عليّ بن عقبة عن أبي كهمس عن عمرو بن سعيد بن هلال مثله
20393- و عن عليّ عن أبيه و عن عليّ بن محمّد عن القاسم بن محمّد عن سليمان المنقريّ عن حفص بن غياث قال سألت أبا عبد اللّه ع عن الورع فقال الّذي يتورّع عن محارم اللّه عزّ و جلّ
20394- و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن صفوان بن يحيى عن يزيد بن خليفة قال وعظنا أبو عبد اللّه ع فأمر و زهّد ثمّ قال عليكم بالورع فإنّه لا ينال ما عند اللّه إلّا بالورع
20395- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن ابن فضّال عن أبي جميلة عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللّه ع قال لا ينفع اجتهاد لا ورع فيه
20396- و عنهم عن ابن خالد عن أبيه عن فضالة بن أيّوب عن الحسن بن زياد الصّيقل عن فضيل بن يسار قال قال أبو جعفر ع إنّ أشدّ العبادة الورع
20397- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب عن حديد بن حكيم قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول اتّقوا اللّه و صونوا دينكم بالورع
20398- و عنه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن حنان بن سدير قال قال أبو عبد اللّه ع في حديث إنّما أصحابي من اشتدّ ورعه و عمل لخالقه و رجا ثوابه هؤلاء أصحابي
-20399 و بالإسناد عن حنان بن سدير عن أبي سارة الغزّال عن أبي جعفر ع قال قال اللّه عزّ و جلّ ابن آدم اجتنب ما حرّمت عليك تكن من أورع النّاس
20400- و عنه عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن النّعمان عن أبي أسامة قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول عليك بتقوى اللّه و الورع و الاجتهاد و صدق الحديث و أداء الأمانة و حسن الخلق و حسن الجوار و كونوا دعاة إلى أنفسكم بغير ألسنتكم و كونوا زينا و لا تكونوا شينا و عليكم بطول الرّكوع و السّجود فإنّ أحدكم إذا أطال الرّكوع و السّجود هتف إبليس من خلفه و قال يا ويله أطاع و عصيت و سجد و أبيت
20401- و عنه عن ابن عيسى عن عليّ بن أبي زيد عن أبيه قال كنت عند أبي عبد اللّه ع فدخل عليه عيسى بن عبد اللّه القمّيّ فرحّب به و قرّب مجلسه ثمّ قال يا عيسى بن عبد اللّه ليس منّا و لا كرامة من كان في مصر فيه مائة أو يزيدون و كان في ذلك المصر أحد أورع منه
20402- و عنه عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي الصّبّاح الكنانيّ عن أبي جعفر ع قال أعينونا بالورع فإنّه من لقي اللّه عزّ و جلّ منكم بالورع كان له عند اللّه عزّ و جلّ فرجا الحديث
-20403 و عنه عن أحمد بن محمّد عن الحجّال عن العلاء عن ابن أبي يعفور قال قال أبو عبد اللّه ع كونوا دعاة للنّاس بغير ألسنتكم ليروا منكم الورع و الاجتهاد و الصّلاة و الخير فإنّ ذلك داعية
20404- و عن الحسين بن محمّد عن عليّ بن محمّد بن سعد عن محمّد بن مسلم عن محمّد بن حمزة العلويّ عن عبيد اللّه بن عليّ عن أبي الحسن الأوّل ع قال كثيرا ما كنت أسمع أبي يقول ليس من شيعتنا من لا تتحدّث المخدّرات بورعه في خدورهنّ و ليس من أوليائنا من هو في قرية فيها عشرة آلاف رجل فيهم خلق اللّه أورع منه
20405- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه جميعا عن جعفر بن محمّد عن آبائه في وصيّة النّبيّ ص لعليّ ع قال يا عليّ ثلاثة من لقي اللّه عزّ و جلّ بهنّ فهو من أفضل النّاس من أتى اللّه عزّ و جلّ بما افترض عليه فهو من أعبد النّاس و من ورع عن محارم اللّه فهو من أورع النّاس و من قنع بما رزقه اللّه فهو من أغنى النّاس ثمّ قال يا عليّ ثلاث من لم يكنّ فيه لم يتمّ عمله ورع يحجزه عن معاصي اللّه و خلق يداري به النّاس و حلم يردّ به جهل الجاهل إلى أن قال يا عليّ الإسلام عريان و لباسه الحياء و زينته العفاف و مروءته العمل الصّالح و عماده الورع
20406- و في ثواب الأعمال عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب عن إبراهيم الكرخيّ عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول لا يجمع اللّه لمؤمن الورع و الزّهد في الدّنيا إلّا رجوت له الجنّة الحديث
20407- و في صفات الشّيعة عن أبيه عن السّعدآباديّ عن البرقيّ عن أبيه عن جابر عن أبي جعفر ع في حديث قال لا تنال ولايتنا إلّا بالعمل و الورع
20408- محمّد بن إدريس في آخر السّرائر نقلا من رواية أبي القاسم بن قولويه عن أبي زيد عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال ليس من شيعتنا من يكون في مصر يكون فيه مائة ألف و يكون في المصر أورع منه
20409- و عن محمّد بن عمر بن حنظلة قال قال أبو عبد اللّه ع ليس من شيعتنا من قال بلسانه و خالفنا في أعمالنا و آثارنا و لكن شيعتنا من وافقنا بلسانه و قلبه و اتّبع آثارنا و عمل بأعمالنا أولئك شيعتنا
20410- الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن المفيد عن جعفر بن محمّد بن قولويه عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن يونس بن عبد الرّحمن عن كليب بن معاوية الأسديّ قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول أما و اللّه إنّكم لعلى دين اللّه و ملائكته فأعينونا على ذلك بورع و اجتهاد عليكم بالصّلاة و العبادة عليكم بالورع
-20411 و عن أبيه عن الفحّام عن أحمد بن محمّد المنصوريّ عن عمّ أبيه عن الإمام عليّ بن محمّد ع عن آبائه عن الصّادق ع أنّه قال عليكم بالورع فإنّه الدّين الّذي نلازمه و ندين اللّه تعالى به و نريده ممّن يوالينا لا تتعبونا بالشّفاعة
20412- و بهذا الإسناد عن عليّ بن محمّد عن آبائه ع قال دخل سماعة بن مهران على الصّادق ع فقال له يا سماعة و ذكر الحديث إلى أن قال و اللّه لا يدخل النّار منكم أحد فتنافسوا في الدّرجات و أكمدوا عدوّكم بالورع
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 22 - وجوب العفّة
20413- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن سيف بن عميرة عن منصور بن حازم عن أبي جعفر ع قال ما من عبادة أفضل عند اللّه من عفّة بطن و فرج
20414- و عنه عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن إسماعيل عن حنان بن سدير عن أبيه قال قال أبو جعفر ع إنّ أفضل العبادة عفّة البطن و الفرج
20415- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع قال ما عبد اللّه بشيء أفضل من عفّة بطن و فرج
20416- و عنه عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص أكثر ما تلج به أمّتي النّار الأجوفان البطن و الفرج
20417- و بإسناده قال قال رسول اللّه ص ثلاث أخافهنّ بعدي على أمّتي الضّلالة بعد المعرفة و مضلّات الفتن و شهوة البطن و الفرج
20418- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن النّضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبيّ عن معلّى أبي عثمان عن أبي بصير قال قال رجل لأبي جعفر ع إنّي ضعيف العمل قليل الصّيام و لكنّي أرجو أن لا آكل إلّا حلالا قال فقال له أيّ الاجتهاد أفضل من عفّة بطن و فرج
20419- و عنهم عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمّد الأشعريّ عن عبد اللّه بن ميمون القدّاح عن أبي عبد اللّه ع قال كان أمير المؤمنين ع يقول أفضل العبادة العفاف
20420- و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن بعض أصحابه عن ميمون القدّاح قال سمعت أبا جعفر ع يقول ما من عبادة أفضل من عفّة بطن و فرج
20421- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن أمير المؤمنين ع في وصيّته لمحمّد بن الحنفيّة قال و من لم يعط نفسه شهوتها أصاب رشده
20422- و في معاني الأخبار عن عليّ بن عبد اللّه بن بابويه عن عليّ بن أحمد الطّبريّ عن أبي سعيد الطّبريّ عن خراش عن أنس قال قال رسول اللّه ص من ضمن لي اثنتين ضمنت له على اللّه الجنّة من ضمن لي ما بين لحييه و ما بين رجليه ضمنت له على اللّه الجنّة
يعني ضمن لي لسانه و فرجه
20423- و في المجالس عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن محمّد بن عبد الجبّار عن الحسين بن عليّ بن أبي حمزة عن إسماعيل بن عبد الخالق و أبي الصّبّاح الكنانيّ جميعا عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللّه الصّادق ع يقول من كفّ أذاه عن جاره أقاله اللّه عثرته يوم القيامة و من عفّ بطنه و فرجه كان في الجنّة ملكا محبورا و من أعتق نسمة مؤمنة بني له بيت في الجنّة
20424- و في عقاب الأعمال بإسناد تقدّم في عيادة المريض عن رسول اللّه ص في خطبة له و من قدر على امرأة أو جارية حراما فتركها مخافة اللّه حرّم اللّه عليه النّار و آمنه من الفزع الأكبر و أدخله الجنّة فإن أصابها حراما حرّم اللّه عليه الجنّة و أدخله النّار
20425- و في صفات الشّيعة عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن السّعدآباديّ عن البرقيّ عن أبيه عن المفضّل قال قال أبو عبد اللّه ع إنّما شيعة جعفر من عفّ بطنه و فرجه و اشتدّ جهاده و عمل لخالقه و رجا ثوابه و خاف عقابه فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر
20426- محمّد بن الحسين الرّضيّ الموسويّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال قدر الرّجل على قدر نعمته و صدقه على قدر مروءته و شجاعته على قدر أنفته و عفّته على قدر غيرته
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 23 - وجوب اجتناب المحارم
20427- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليمانيّ عن أبي جعفر ع قال كلّ عين باكية يوم القيامة غير ثلاث عين سهرت في سبيل اللّه و عين فاضت من خشية اللّه و عين غضّت عن محارم اللّه
20428- و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبيدة عن أبي عبد اللّه ع قال من أشدّ ما فرض اللّه على خلقه ذكر اللّه كثيرا ثمّ قال لا أعني سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّا اللّه و اللّه أكبر و إن كان منه و لكن ذكر اللّه عند ما أحلّ و حرّم فإن كان طاعة عمل بها و إن كان معصية تركها
20429- و بالإسناد عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد قال سألت أبا عبد اللّه ع عن قول اللّه عزّ و جلّ و قدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا قال أما و اللّه إن كانت أعمالهم أشدّ بياضا من القباطيّ و لكن كانوا إذا عرض لهم الحرام لم يدعوه
20430- و عن عليّ عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص من ترك معصية للّه مخافة اللّه تبارك و تعالى أرضاه يوم القيامة
20431- و بإسناده الآتي عن أبي عبد اللّه ع في رسالته إلى أصحابه قال و إيّاكم أن تشره أنفسكم إلى شيء حرّم اللّه عليكم فإنّ من انتهك ما حرّم اللّه عليه هاهنا في الدّنيا حال اللّه بينه و بين الجنّة و نعيمها و لذّتها و كرامتها القائمة الدّائمة لأهل الجنّة أبد الآبدين إلى أن قال و إيّاكم و الإصرار على شيء ممّا حرّم اللّه في القرآن ظهره و بطنه و قد قال و لم يصرّوا على ما فعلوا و هم يعلمون
20432- و عن الحسين بن محمّد الأشعريّ عن معلّى بن محمّد عن أحمد بن أبي نصر عن الحسن بن محمّد الهاشميّ قال حدّثني أبي عن أحمد بن محمّد بن عيسى قال حدّثني جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص يقول اللّه تبارك و تعالى لابن آدم إن نازعك بصرك إلى بعض ما حرّمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقين فأطبق و لا تنظر و إن نازعك لسانك إلى بعض ما حرّمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقين فأطبق و لا تتكلّم و إن نازعك فرجك إلى بعض ما حرّمت عليك فقد أعنتك عليهبطبقين فأطبق و لا تأت حراما
20433- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع في وصيّة النّبيّ ص لعليّ ع قال يا عليّ ثلاث لا تطيقها هذه الأمّة المواساة للأخ في ماله و إنصاف النّاس من نفسه و ذكر اللّه على كلّ حال و ليس هو سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّا اللّه و اللّه أكبر و لكن إذا ورد على ما يحرم عليه خاف اللّه عزّ و جلّ عنده و تركه
20434- و في عيون الأخبار بأسانيد تقدّمت في إسباغ الوضوء عن الرّضا عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص لا تزال أمّتي بخير ما تحابّوا و تهادوا و أدّوا الأمانة و اجتنبوا الحرام و قروا الضّيف و أقاموا الصّلاة و آتوا الزّكاة فإذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط و السّنين
20435- و في معاني الأخبار عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن زيد الشّحّام قال قال أبو عبد اللّه ع ما ابتلي المؤمن بشيء أشدّ عليه من خصال ثلاث يحرمها قيل و ما هي قال المواساة في ذات يده و الإنصاف من نفسه و ذكر اللّه كثيرا أما إنّي لا أقول لكم سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّا اللّه و اللّه أكبر و لكن ذكر اللّه عند ما أحلّ له و عند ما حرّم عليه
20436- و بهذا الإسناد عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن زرارة عن حسين البزّاز قال قال لي أبو عبد اللّه ع أ لا أحدّثك بأشدّ ما فرض اللّه عزّ و جلّ على خلقه قلت بلى قال إنصاف النّاس من نفسك و مواساتك لأخيك و ذكر اللّه في كلّ موطن أما إنّي لا أقول سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّا اللّه و اللّه أكبر و إن كان هذا من ذاك و لكن ذكر اللّه في كلّ موطن إذا هجمت على طاعة أو معصية
20437- و عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال عن عليّ بن عقبة عن جارود أبي المنذر الكنديّ عن أبي عبد اللّه ع قال أشدّ الأعمال ثلاثة إنصاف النّاس من نفسك حتّى لا ترضى لها منهم بشيء إلّا رضيت لهم منها بمثله و مواساتك الأخ في المال و ذكر اللّه على كلّ حال ليس سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّا اللّه و اللّه أكبر فقط و لكن إذا ورد عليك شيء أمر اللّه به أخذت به و إذا ورد عليك شيء نهى عنه تركته
و رواه الكلينيّ عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن سيف عن أبيه سيف عن عبد الأعلى بن أعين عن أبي عبد اللّه ع نحوه و رواه الشّيخ في المجالس و الأخبار عن الحسين بن إبراهيم القزوينيّ عن محمّد بن وهبان عن محمّد بن أحمد بن زكريّا عن الحسن بن عليّ بن فضّال و رواه الكلينيّ أيضا عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد و الّذي قبله عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عن النّضر بن سويد عن هشام بن سالم و الّذي قبلهما عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب نحوه
20438- و عن أبيه عن سعد عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن محمّد بن حمران عن أبي عبد اللّه ع قال من قال لا إله إلّا اللّه مخلصا دخل الجنّة و إخلاصه أن يحجزه لا إله إلّا اللّه عمّا حرّم اللّه
و رواه في التّوحيد و في صفات الشّيعة و في ثواب الأعمال مثله
20439- و عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن مروان بن مسلم عن مسعدة بن زياد عن الصّادق عن آبائه ع أنّ النّبيّ ص قال من أطاع اللّه فقد ذكر اللّه و إن قلّت صلاته و صيامه و تلاوته للقرآن و من عصى اللّه فقد نسي اللّه و إن كثرت صلاته و صيامه و تلاوته للقرآن
20440- و عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى و الحسن بن عليّ الكوفيّ و إبراهيم بن هاشم كلّهم عن الحسين بن سيف عن سليمان بن عمر عن مهاجر بن الحسين عن زيد بن أرقم عن النّبيّ ص قال من قال لا إله إلّا اللّه مخلصا دخل الجنّة و إخلاصه أن يحجزه لا إله إلّا اللّه عمّا حرّم اللّه
و رواه في ثواب الأعمال و في صفات الشّيعة مثله
20441- و عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد عن أبيه عن ابن المغيرة عن أبي الصّبّاح الكنانيّ عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال من أشدّ ما عمل العباد إنصاف المرء من نفسه و مواساة المرء أخاه و ذكر اللّه على كلّ حال قال قلت أصلحك اللّه و ما وجه ذكر اللّه على كلّ حال قال يذكر اللّه عند المعصية يهمّ بها فيحول ذكر اللّه بينه و بين تلك المعصية و هو قول اللّه إنّ الّذين اتّقوا إذا مسّهم طائف من الشّيطان تذكّروا فإذا هم مبصرون
-20442 و في المجالس عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ عن موسى بن عمران النّخعيّ عن الحسين بن يزيد النّوفليّ عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير قال قال الصّادق جعفر بن محمّد ع من أقام فرائض اللّه و اجتنب محارم اللّه و أحسن الولاية لأهل بيتي و تبرّأ من أعداء اللّه فليدخل من أيّ أبواب الجنّة الثّمانية شاء
20443- الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثّماليّ عن عليّ بن الحسين ع قال من عمل بما افترض اللّه عليه فهو من خير النّاس و من اجتنب ما حرّم اللّه عليه فهو من أعبد النّاس و من قنع بما قسم اللّه له فهو من أغنى النّاس
20444- و عن النّضر عن إبراهيم بن عبد الحميد عن زيد الشّحّام قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول احذروا سطوات اللّه باللّيل و النّهار فقلت و ما سطوات اللّه قال أخذه على المعاصي
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك في الصّدقة و غيرها و يأتي ما يدلّ عليه
باب 24 - وجوب أداء الفرائض
20445- محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن أبي حمزة الثّماليّ قال قال عليّ بن الحسين ع من عمل بما افترض اللّه عليه فهو من خير النّاس
20446- و عنهم عن سهل عن عبد الرّحمن بن أبي نجران عن حمّاد بن عيسى عن أبي السّفاتج عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ اصبروا و صابروا و رابطوا قال اصبروا على الفرائض و صابروا على المصائب و رابطوا على الأئمّة ع
20447- قال الكلينيّ و في رواية ابن محبوب عن أبي السّفاتج و اتّقوا اللّه ربّكم فيما افترض عليكم
20448- و عنهم عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال عن أبي جميلة عن محمّد الحلبيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال اللّه تبارك و تعالى ما تحبّب إليّ عبدي بأحبّ ممّا افترضت عليه
20449- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن عبد اللّه بن أبي يعفور عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ اصبروا و صابروا و رابطوا قال اصبروا على الفرائض
20450- و عنه عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص اعمل بفرائض اللّه تكن أتقى النّاس
20451- و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن الوشّاء عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن عليّ بن الحسين ع قال من عمل بما افترض اللّه عليه فهو من أعبد النّاس
20452- محمّد بن الحسين الرّضيّ الموسويّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال إنّ اللّه فرض عليكم فرائض فلا تضيّعوها و حدّ لكم حدودا فلا تعتدوها و نهاكم عن أشياء فلا تنتهكوها و سكت لكم عن أشياء و لم يدعها نسيانا فلا تتكلّفوها
20453- الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن محمّد بن محمّد عن المظفّر بن محمّد عن محمّد بن همّام عن حميد بن زياد عن إبراهيم بن عبيد عن الرّبيع بن سليمان عن السّكونيّ عن الصّادق عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص اعمل بفرائض اللّه تكن من أتقى النّاس و ارض بقسم اللّه تكن من أغنى النّاس و كفّ عن محارم اللّه تكن من أورع النّاس و أحسن مجاورة من يجاورك تكن مؤمنا و أحسن مصاحبة من صاحبك تكن مسلما
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 25 - استحباب الصّبر في جميع الأمور
20454- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه و عن عليّ بن محمّد القاسانيّ عن القاسم بن محمّد الأصبهانيّ عن سليمان بن داود المنقريّ عن حفص بن غياث قال قال أبو عبد اللّه ع يا حفص إنّ من صبر صبر قليلا و إنّ من جزع جزع قليلا ثمّ قال عليك بالصّبر في جميع أمورك فإنّ اللّه عزّ و جلّ بعث محمّدا ص فأمره بالصّبر و الرّفق فقال و اصبر على ما يقولون و اهجرهم هجرا جميلا و ذرني و المكذّبين أولي النّعمة و قال ادفع بالّتي هي أحسن فإذا الّذي بينك و بينه عداوة كأنّه وليّ حميم و ما يلقّاها إلّا الّذين صبروا و ما يلقّاها إلّا ذو حظّ عظيم فصبر حتّى نالوه بالعظائم و رموه بها فضاق صدره فأنزل اللّه عليه و لقد نعلم أنّك يضيق صدرك بما يقولون فسبّح بحمد ربّك و كن من السّاجدين ثمّ كذّبوه و رموه فحزن لذلك فأنزل اللّه قد نعلم إنّه ليحزنك الّذي يقولون فإنّهم لا يكذّبونك و لكنّ الظّالمين بآيات اللّه يجحدون و لقد كذّبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذّبوا و أوذوا حتّى أتاهم نصرنا فألزم النّبيّ ص نفسه الصّبر فتعدّوا فذكروا اللّه تبارك و تعالى و كذّبوه فقال قد صبرت في نفسي و أهلي و عرضي و لا صبر لي على ذكر إلهي فأنزل اللّه عزّ و جلّ فاصبر على ما يقولون فصبر في جميع أحواله ثمّ بشّر في عترته بالأئمّة ع و وصفوا بالصّبر فقال جلّ ثناؤه و جعلنا منهم أئمّة يهدون بأمرنا لمّا صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون فعند ذلك قال النّبيّ ص الصّبر من الإيمان كالرّأس من الجسد فشكر اللّه ذلك له فأنزل اللّه و تمّت كلمت ربّك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا و دمّرنا ما كان يصنع فرعون و قومه و ما كانوا يعرشون فقال إنّه بشرى و انتقام فأباح اللّه له قتال المشركين فأنزل اللّه فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم و خذوهم و احصروهم و اقعدوا لهم كلّ مرصد و اقتلوهم حيث ثقفتموهم فقتلهم اللّه على يدي رسول اللّه ص و أحبّائه و جعل له ثواب صبره مع ما ادّخر له في الآخرة فمن صبر و احتسب لم يخرج من الدّنيا حتّى يقرّ اللّه له عينه في أعدائه مع ما يدّخر له في الآخرة
20455- و عن أبي عليّ الأشعريّ عن الحسن بن عليّ الكوفيّ عن العبّاس بن عامر عن العرزميّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص سيأتي على النّاس زمان لا ينال فيه الملك إلّا بالقتل إلى أن قال فمن أدرك ذلك الزّمان فصبر على الفقر و هو يقدر على الغنى و صبر على البغضة و هو يقدر على المحبّة و صبر على الذّلّ و هو يقدر على العزّ آتاه اللّه ثواب خمسين صدّيقا ممّن صدّق بي
20456- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن أمير المؤمنين ع في وصيّته لمحمّد بن الحنفيّة قال ألق عنك واردات الهموم بعزائم الصّبر عوّد نفسك الصّبر فنعم الخلق الصّبر و احملها على ما أصابك من أهوال الدّنيا و همومها
20457- و بإسناده عن أحمد بن إسحاق عن عبد اللّه بن ميمون عن الصّادق جعفر بن محمّد عن أبيه ع قال قال الفضل بن عبّاس في حديث قال رسول اللّه ص إن استطعت أن تعمل بالصّبر مع اليقين فافعل فإن لم تستطع فاصبر فإنّ في الصّبر على ما تكره خيرا كثيرا و اعلم أنّ النّصر مع الصّبر و أنّ الفرج مع الكرب فإنّ مع العسر يسرا إنّ مع العسر يسرا
20458- و في ثواب الأعمال عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد عن محمّد بن حسّان عن أبي محمّد الرّازيّ عن أبي المغراء عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال سمعت أبا جعفر ع يقول إنّي لأصبر من غلامي هذا و من أهلي على ما هو أمرّ من الحنظل إنّه من صبر نال بصبره درجة الصّائم القائم و درجة الشّهيد الّذي قد ضرب بسيفه قدّام محمّد ص
20459- محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال لا يعدم الصّبور الظّفر و إن طال به الزّمان
20460- قال و قال ع من لم ينجه الصّبر أهلكه الجزع
20461- قال و قال ع الصّبر يناضل الحدثان و الجزع من أعوان الزّمان
20462- الحسن بن محمّد الدّيلميّ في الإرشاد عن الصّادق ع أنّه جاءت إليه امرأة فقالت إنّ ابني سافر عنّي و قد طالت غيبته عنّي و اشتدّ شوقي إليه فادع اللّه لي فقال لها عليك بالصّبر فاستعملته ثمّ جاءت بعد ذلك فشكت إليه طول غيبة ابنها فقال لها أ لم أقل لك عليك بالصّبر فقالت يا ابن رسول اللّه كم الصّبر فو اللّه لقد فني الصّبر فقال ارجعي إلى منزلك تجدي ولدك قد قدم من سفره فنهضت فوجدته قد قدم فأتت به إليه فقالت أ وحي بعد رسول اللّه ص قال لا و لكن عند فناء الصّبر يأتي الفرج فلمّا قلت فني الصّبر عرفت أنّ اللّه قد فرّج عنك بقدوم ولدك
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك في الدّفن
باب 26 - استحباب الحلم
20463- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن محمّد بن عبد اللّه قال سمعت الرّضا ع يقول لا يكون الرّجل عابدا حتّى يكون حليما و إنّ الرّجل كان إذا تعبّد في بني إسرائيل لم يعدّ عابدا حتّى يصمت قبل ذلك عشر سنين
20464- و عنه عن ابن عيسى عن ابن فضّال عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر ع قال كان عليّ بن الحسين ع يقول إنّه ليعجبني الرّجل أن يدركه حلمه عند غضبه
20465- و عنه عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن النّعمان عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص إنّ اللّه يحبّ الحييّ الحليم العفيف المتعفّف
20466- و عنه عن ابن عيسى عن عبد اللّه الحجّال عن حفص بن أبي عائشة قال بعث أبو عبد اللّه ع غلاما له في حاجة فأبطأ فخرج على أثره لمّا أبطأه فوجده نائما فجلس عند رأسه يروّحه حتّى انتبه فقال له أبو عبد اللّه ع يا فلان و اللّه ما ذلك لك تنام اللّيل و النّهار لك اللّيل و لنا منك النّهار
20467- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن عليّ بن الحكم عن أبي جميلة عن جابر عن أبي جعفر ع قال إنّ اللّه يحبّ الحييّ الحليم
20468- و عنهم عن ابن خالد عن عليّ بن حفص رفعه إلى أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص ما أعزّ اللّه بجهل قطّ و لا أذلّ بحلم قطّ
20469- و عنه عن بعض أصحابه رفعه قال قال أبو عبد اللّه ع كفى بالحلم ناصرا و قال إذا لم تكن حليما فتحلّم
-20470 و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عليّ بن محبوب عن أيّوب بن نوح عن عبّاس بن عامر عن ربيع بن محمّد المسليّ عن أبي محمّد عن عمران عن سعيد بن يسار عن أبي عبد اللّه ع قال إذا وقع بين رجلين منازعة نزل ملكان فيقولان للسّفيه منهما قلت و قلت و أنت أهل لما قلت و ستجزى بما قلت و يقولان للحليم منهما صبرت و حلمت سيغفر لك إن أتممت ذلك و إن ردّ الحليم عليه ارتفع الملكان
20471- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع في وصيّة النّبيّ ص لعليّ ع قال يا عليّ أ لا أخبركم بأشبهكم بي خلقا قالوا بلى يا رسول اللّه قال أحسنكم خلقا و أعظمكم حلما و أبرّكم بقرابته و أشدّكم من نفسه إنصافا
20472- و بإسناده عن السّكونيّ عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص كلمتان غريبتان فاحتملوهما كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها و كلمة سفه من حكيم فاغفروها
و في معاني الأخبار عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن إبراهيم بن هاشم عن النّوفليّ عن السّكونيّ مثله
-20473 و في الخصال عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن الحسن الفارسيّ عن سليمان بن جعفر الجعفريّ عن أبيه عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص ما جمع شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم
20474- و عن سليمان بن أحمد بن أيّوب عن عبد الوهّاب بن خراجة عن أبي كريب عن عليّ بن حفص العبسيّ عن الحسن بن الحسين العلويّ عن أبيه الحسين بن يزيد عن جعفر بن محمّد عن آبائه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص و الّذي نفسي بيده ما جمع شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم
20475- محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال أوّل عوض الحليم من حلمه أنّ النّاس أنصاره على الجاهل
20476- قال و قال ع إن لم تكن حليما فتحلّم فإنّه قلّ من تشبّه بقوم إلّا و أوشك أن يكون منهم
باب 27 - استحباب الرّفق في الأمور
20477- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن ابن محبوب عن معاوية بن وهب عن معاذ بن مسلم عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص الرّفق يمن و الخرق شؤم
20478- و بالإسناد عن ابن محبوب عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال إنّ اللّه رفيق يحبّ الرّفق و يعطي على الرّفق ما لا يعطي على العنف
20479- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عمّن ذكره عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي جعفر ع قال إنّ لكلّ شيء قفلا و قفل الإيمان الرّفق
20480- و بإسناده قال قال أبو جعفر ع من قسم له الرّفق قسم له الإيمان
-20481 و عنهم عن أحمد عن إبراهيم بن محمّد الثّقفيّ عن عليّ بن المعلّى عن إسماعيل بن يسار عن أحمد بن زياد بن أرقم عن رجل عن أبي عبد اللّه ع قال أيّما أهل بيت أعطوا حظّهم من الرّفق فقد وسّع اللّه عليهم في الرّزق و الرّفق في تقدير المعيشة خير من السّعة في المال و الرّفق لا يعجز عنه شيء و التّبذير لا يبقى معه شيء إنّ اللّه عزّ و جلّ رفيق يحبّ الرّفق
20482- و عنهم عن أحمد عن عثمان بن عيسى عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص لو كان الرّفق خلقا يرى ما كان ممّا خلق اللّه شيء أحسن منه
20483- و عنهم عن سهل بن زياد عن عليّ بن حسّان عن موسى بن بكر عن أبي الحسن ع قال الرّفق نصف العيش
20484- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن يحيى الأزرق عن حمّاد بن بشير عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه رفيق يحبّ الرّفق
20485- و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص إنّ الرّفق لم يوضع على شيء إلّا زانه و لا نزع من شيء إلّا شانه
20486- و عنه عن أبيه عن عبد اللّه بن المغيرة عن عمرو بن أبي المقدام رفعه عن النّبيّ ص قال إنّ في الرّفق الزّيادة و البركة و من يحرم الرّفق يحرم الخير
20487- و عنه عن أبيه عن عبد اللّه بن المغيرة عمّن ذكره عن أبي عبد اللّه ع قال ما زوي الرّفق عن أهل بيت إلّا زوي عنهم الخير
20488- و عنه رفعه عن صالح بن عقبة عن هشام بن أحمر عن أبي الحسن ع قال قال لي و جرى بيني و بين رجل من القوم كلام فقال لي ارفق بهم فإنّ كفر أحدهم في غضبه و لا خير فيمن كان كفره في غضبه
20489- و عنه عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص إنّ اللّه رفيق يحبّ الرّفق و يعين عليه الحديث
20490- و بهذا الإسناد قال ما اصطحب اثنان إلّا كان أعظمهما أجرا و أحبّهما إلى اللّه أرفقهما بصاحبه
20491- و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن ابن فضّال عن ثعلبة عمّن حدّثه عن أحدهما ع قال إنّ اللّه رفيق يحبّ الرّفق الحديث
20492- و عنه عن محمّد بن حسّان عن الحسن بن الحسين عن الفضيل بن عثمان قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول من كان رفيقا في أمره نال ما يريد من النّاس
باب 28 - استحباب التّواضع
20493- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول إنّ في السّماء ملكين موكّلين بالعباد فمن تواضع للّه رفعاه و من تكبّر وضعاه
20494- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن عبد اللّه بن القاسم عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي عبد اللّه ع قال فيما أوحى اللّه عزّ و جلّ إلى داود ع يا داود كما أنّ أقرب النّاس من اللّه المتواضعون كذلك أبعد النّاس من اللّه المتكبّرون
20495- و عنهم عن أحمد عن أبيه عن عليّ بن الحكم رفعه عن أبي بصير عن أبي الحسن موسى ع في حديث قال فأوحى اللّه إلى الجبال أنّي واضع سفينة نوح عبدي على جبل منكنّ فتطاولت و شمخت و تواضع الجوديّ و هو جبل عندكم فضربت السّفينة بجؤجؤها الجبل
20496- و عنهم عن أحمد عن ابن فضّال عن العلاء بن رزين عن محمّد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يذكر أنّه أتى رسول اللّه ص ملك فقال إنّ اللّه يخيّرك أن تكون عبدا رسولا متواضعا أو ملكا رسولا قال فنظر إلى جبرئيل و أومأ بيده أن تواضع فقال عبدا متواضعا رسولا فقال الرّسول مع أنّه لا ينقصك ممّا عند ربّك شيئا قال و معه مفاتيح خزائن الأرض
20497- و عنهم عن أحمد عن عدّة من أصحابنا عن عليّ بن أسباط عن الحسن بن الجهم عن أبي الحسن ع قال قال التّواضع أن تعطي النّاس ما تحبّ أن تعطاه
20498- قال و في حديث آخر قال التّواضع درجات منها أن يعرف المرء قدر نفسه فينزلها منزلتها بقلب سليم لا يحبّ أن يأتي إلى أحد إلّا مثل ما يؤتى إليه إن رأى سيّئة درأها بالحسنة كاظم الغيظ عاف عن النّاس و اللّه يحبّ المحسنين
20499- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه عن جعفر بن محمّد عن آبائه في وصيّة النّبيّ ص لعليّ ع قال يا عليّ و اللّه لو أنّ الوضيع في قعر بئر لبعث اللّه عزّ و جلّ إليه ريحا ترفعه فوق الأخيار في دولة الأشرار
20500- و في عيون الأخبار عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن أبي سعيد الأدميّ عن الحسن بن عليّ بن النّعمان عن عليّ بن أسباط عن الحسن بن الجهم قال سألت الرّضا ع فقلت له جعلت فداك ما حدّ التّوكّل فقال لي أن لا تخاف مع اللّه أحدا قال قلت جعلت فداك فما حدّ التّواضع فقال أن تعطي النّاس من نفسك ما تحبّ أن يعطوك مثله قلت جعلت فداك أشتهي أن أعلم كيف أنا عندك فقال انظر كيف أنا عندك
20501- و في معاني الأخبار عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع عن آبائه ع قال إنّ من التّواضع أن يرضى بالمجلس دون المجلس و أن يسلّم على من يلقى و أن يترك المراء و إن كان محقّا و لا تحبّ أن تحمد على التّقوى
و رواه الكلينيّ عن عليّ بن إبراهيم أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك
باب 29 - استحباب التّواضع عند تجدّد النّعمة
20502- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللّه ع في حديث جعفر بن أبي طالب مع النّجاشيّ ملك الحبشة أنّ النّجاشيّ قال إنّا نجد فيما أنزل اللّه على عيسى ع أنّ من حقّ اللّه على عباده أن يحدثوا للّه تواضعا عند ما يحدث لهم من نعمة فلمّا بلغ النّبيّ ص قال لأصحابه إنّ الصّدقة تزيد صاحبها كثرة فتصدّقوا يرحمكم اللّه و إنّ التّواضع يزيد صاحبه رفعة فتواضعوا يرفعكم اللّه و إنّ العفو يزيد صاحبه عزّا فاعفوا يعزّكم اللّه
و رواه الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن المفيد عن أحمد بن الحسين البصريّ عن عبد اللّه بن محمّد الواسطيّ عن محمّد بن يحيى عن هارون بن مسلم أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 30 - تأكّد استحباب التّواضع للعالم و المتعلّم
20503- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن معاوية بن وهب قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول اطلبوا العلم و تزيّنوا معه بالحلم و الوقار و تواضعوا لمن تعلّمونه العلم و تواضعوا لمن طلبتم منه العلم و لا تكونوا علماء جبّارين فيذهب باطلكم بحقّكم
20504- و عنه عن أحمد بن محمّد بن خالد عن محمّد بن سنان رفعه قال قال عيسى ابن مريم ع للحواريّين لي إليكم حاجة اقضوها لي فقالوا قضيت حاجتك يا روح اللّه فقام فغسل أقدامهم فقالوا كنّا أحقّ بهذا منك فقال إنّ أحقّ النّاس بالخدمة العالم إنّما تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في النّاس كتواضعي لكم ثمّ قال عيسى ع بالتّواضع تعمر الحكمة لا بالتّكبّر و كذلك في السّهل ينبت الزّرع لا في الجبل
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 31 - استحباب التّواضع في المأكل و المشرب و نحوهما
20505- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الرّحمن بن الحجّاج عن أبي عبد اللّه ع قال أفطر رسول اللّه ص عشيّة خميس في مسجد قبا فقال هل من شراب فأتاه أوس بن خوليّ الأنصاريّ بعسّ مخيض بعسل فلمّا وضعه على فيه نحّاه ثمّ قال شرابان يكتفى بأحدهما من صاحبه لا أشربه و لا أحرّمه و لكن أتواضع للّه فإنّه من تواضع للّه رفعه اللّه و من تكبّر خفضه اللّه و من اقتصد في معيشته رزقه اللّه و من بذّر حرمه اللّه و من أكثر ذكر الموت أحبّه اللّه
20506- و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن الحسن بن عليّ الوشّاء عن داود الحمّار عن أبي عبد اللّه ع مثله و قال من أكثر ذكر الموت أظلّه اللّه في جنّته
20507- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع قال مرّ عليّ بن الحسين ع على المجذّمين و هو راكب حماره و هم يتغدّون فدعوه إلى الغداء فقال أما لو لا أنّي صائم لفعلت فلمّا صار إلى منزله أمر بطعام فصنع و أمر أن يتنوّقوا فيه ثمّ دعاهم فتغدّوا عنده و تغدّى معهم
20508- محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع قال القناعة مال لا ينفد
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 32 - وجوب إيثار رضا اللّه على هوى النّفس و تحريم العكس
20509- محمّد بن يعقوب عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن الحسن بن عليّ الوشّاء عن عاصم بن حميد عن أبي عبيدة عن أبي جعفر ع قال إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول و عزّتي و عظمتي و علوّي و ارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواي على هوى نفسه إلّا كففت عليه ضيعته و ضمّنت السّماوات و الأرض رزقه و كنت له من وراء تجارة كلّ تاجر
و رواه الصّدوق في الخصال عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن عاصم بن حميد نحوه
-20510 و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن ابن محبوب عن العلاء بن رزين عن ابن سنان يعني عبد اللّه عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال قال اللّه عزّ و جلّ و عزّتي و جلالي و عظمتي و بهائي و علوّ ارتفاعي لا يؤثر عبد مؤمن هواي على هواه في شيء من أمر الدّنيا إلّا جعلت غناه في نفسه و همّته في آخرته و ضمّنت السّماوات و الأرض رزقه و كنت له من وراء تجارة كلّ تاجر
و رواه البرقيّ في المحاسن عن ابن بنت إلياس عن عبد اللّه بن سنان عن الثّماليّ عن أبي جعفر ع مثله و أسقط لفظ مؤمن
20511- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عن عبد اللّه بن القاسم عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص يقول اللّه عزّ و جلّ و عزّتي و جلالي و كبريائي و نوري و علوّي و ارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواه على هواي إلّا شتّتّ عليه أمره و لبّست عليه دنياه و شغلت قلبه بها و لم آته منها إلّا ما قدّرت له و عزّتي و جلالي و عظمتي و نوري و علوّي و ارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواي على هواه إلّا استحفظته ملائكتي و كفّلت السّماوات و الأرضين رزقه و كنت له من وراء تجارة كلّ تاجر و أتته الدّنيا و هي راغمة
20512- و عنهم عن سهل بن زياد عن يعقوب بن يزيد عن إسماعيل بن عتيبة عن حفص بن عمر عن إسماعيل بن محمّد عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول إنّي لست كلّ كلام الحكمة أتقبّل إنّما أتقبّل هواه و همّه فإن كان هواه و همّه في رضاي جعلت همّه تقديسا و تسبيحا
20513- محمّد بن عليّ بن الحسين قال قال ع جاهد هواك كما تجاهد عدوّك
20514- و في ثواب الأعمال عن أحمد بن محمّد عن أبيه عن الحسين بن إسحاق عن عليّ بن مهزيار عن محمّد بن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي حمزة قال سمعت عليّ بن الحسين ع يقول إنّ اللّه جلّ جلاله يقول و عزّتي و جلالي و عظمتي و جمالي و بهائي و علوّي و ارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواي على هواه إلّا جعلت همّه في آخرته و غناه في قلبه و كففت عنه ضيعته و ضمّنت السّماوات و الأرض رزقه و أتته الدّنيا و هي راغمة
20515- محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال في خطبة له أيّها النّاس إنّ أخوف ما أخاف عليكم اثنتان اتّباع الهوى و طول الأمل فأمّا اتّباع الهوى فيصدّ عن الحقّ و أمّا طول الأمل فينسي الآخرة
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 33 - وجوب تدبّر العاقبة قبل العمل
20516- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ رجلا أتى النّبيّ ص فقال له يا رسول اللّه أوصني فقال له فهل أنت مستوص إن أنا أوصيتك حتّى قال له ذلك ثلاثا و في كلّها يقول الرّجل نعم يا رسول اللّه فقال له رسول اللّه ص فإنّي أوصيك إذا أنت هممت بأمر فتدبّر عاقبته فإن يك رشدا فامضه و إن يك غيّا فانته عنه
و رواه الحميريّ في قرب الإسناد عن هارون بن مسلم مثله
20517- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن أمير المؤمنين ع في وصيّته لمحمّد بن الحنفيّة قال من استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطإ و من تورّط في الأمور غير ناظر في العواقب فقد تعرّض لمفظعات النّوائب و التّدبير قبل العمل يؤمنك من النّدم و العاقل من وعظه التّجارب و في التّجارب علم مستأنف و في تقلّب الأحوال علم جواهر الرّجال
20518- محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال لسان العاقل وراء قلبه و قلب الأحمق وراء لسانه
-20519 و عنه ع أنّه قال قلب الأحمق في لسانه و لسان العاقل في قلبه
20520- قال و قال ع من استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطإ
20521- الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن الحسين بن عبيد اللّه الغضائريّ عن هارون بن موسى التّلّعكبريّ عن محمّد بن همّام عن عليّ بن الحسين الهمذانيّ عن محمّد بن خالد البرقيّ عن أبي قتادة القمّيّ قال قال أبو عبد اللّه ع ليس لحاقن رأي و لا لملول صديق و لا لحسود غنى و ليس بحازم من لا ينظر في العواقب و النّظر في العواقب تلقيح للقلوب
20522- أحمد بن محمّد البرقيّ في المحاسن عن القاسم بن يحيى عن جدّه الحسن بن راشد عن أبي حمزة الثّماليّ عن أبي جعفر ع قال أتى رجل رسول اللّه ص فقال علّمني يا رسول اللّه قال عليك باليأس ممّا في أيدي النّاس فإنّه الغنى الحاضر قال زدني يا رسول اللّه ص قال إيّاك و الطّمع فإنّه الفقر الحاضر قال زدني يا رسول اللّه قال إذا هممت بأمر فتدبّر عاقبته فإن يك خيرا و رشدا فاتّبعه و إن يك غيّا فاجتنبه
و رواه الصّدوق بإسناده عن الحسن بن راشد
باب 34 - وجوب إنصاف النّاس و لو من النّفس
20523- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّه ع قال من أنصف النّاس من نفسه رضي به حكما لغيره
20524- و عنه عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص سيّد الأعمال إنصاف النّاس من نفسك و مواساة الأخ في اللّه و ذكر اللّه على كلّ حال
20525- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن إبراهيم بن محمّد الثّقفيّ عن عليّ بن المعلّى عن يحيى بن أحمد عن أبي محمّد الميثميّ عن روميّ بن زرارة عن أبيه عن أبي جعفر ع قال قال أمير المؤمنين ع في كلام له ألا إنّه من ينصف النّاس من نفسه لم يزده اللّه إلّا عزّا
20526- و عنهم عن أحمد عن عثمان بن عيسى عن عبد اللّه بن مسكان عن محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه ع قال ثلاث هم أقرب الخلق إلى اللّه يوم القيامة حتّى يفرغ من الحساب رجل لم تدعه قدرة في حال غضبه أن يحيف على من تحت يده و رجل مشى بين اثنين فلم يمل مع أحدهما على الآخر بشعيرة و رجل قال بالحقّ فيما له و عليه
و رواه الصّدوق في الخصال عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن محمّد بن خالد مثله
20527- و عنهم عن أحمد عن عبد الرّحمن بن حمّاد الكوفيّ عن عبد اللّه بن إبراهيم الغفاريّ عن جعفر بن إبراهيم الجعفريّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص من واسى الفقير من ماله و أنصف النّاس من نفسه فذلك المؤمن حقّا
20528- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن الحكم عن الحسن بن حمزة عن جدّه عن أبي حمزة الثّماليّ عن عليّ بن الحسين ع قال كان رسول اللّه ص يقول في آخر خطبته طوبى لمن طاب خلقه و طهرت سجيّته و صلحت سريرته و حسنت علانيته و أنفق الفضل من ماله و أمسك الفضل من قوله و أنصف النّاس من نفسه
20529- و عنه عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن سنان عن معاوية بن وهب عن أبي عبد اللّه ع قال من يضمن لي أربعة بأربعة أبيات في الجنّة أنفق و لا تخف فقرا و أفش السّلام في العالم و اترك المراء و إن كنت محقّا و أنصف النّاس من نفسك
20530- و عنه عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن سنان عن خالد بن نافع عن يوسف البزّاز قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول ما تدارأ اثنان في أمر قطّ فأعطى أحدهما النّصف صاحبه فلم يقبل منه إلّا أديل منه
20531- و عنه عن أحمد عن ابن محبوب عن أبي أيّوب عن محمّد بن قيس عن أبي جعفر ع قال إنّ للّه جنّة لا يدخلها إلّا ثلاثة أحدهم من حكم في نفسه بالحقّ
20532- الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن المفيد عن الحسن بن حمزة العلويّ عن أحمد بن عبد اللّه عن جدّه أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ عن أبيه عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبيدة الحذّاء عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ع قال أ لا أخبرك بأشدّ ما افترض اللّه على خلقه إنصاف النّاس من أنفسهم و مواساة الإخوان في اللّه عزّ و جلّ و ذكر اللّه عزّ و جلّ على كلّ حال فإن عرضت له طاعة عمل بها و إن عرضت له معصية تركها
20533- و عن أبيه عن الحسين بن عبيد اللّه الغضائريّ عن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن أبيه عن محمّد بن عبد الجبّار عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة عن عليّ بن ميمون الصّائغ قال سمعت أبا عبد اللّه الصّادق ع يقول من أراد أن يسكنه اللّه جنّته فليحسن خلقه و ليعط النّصفة من نفسه و ليرحم اليتيم و ليعن الضّعيف و ليتواضع للّه الّذي خلقه
20534- أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ في المحاسن عن الحسين عن معاوية عن أبيه قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول ما ناصح اللّه عبد في نفسه فأعطى الحقّ منها و أخذ الحقّ لها إلّا أعطي خصلتين رزقا من اللّه يسعه و رضا عن اللّه يغنيه
محمّد بن عليّ بن الحسين في ثواب الأعمال عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب عن معاوية بن وهب عن أبي عبد اللّه ع مثله و في الخصال عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن أحمد بن محمّد بن عيسى مثله
20535- و عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عمّه محمّد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن عبد الرّحمن بن حمّاد عن عبد اللّه بن محمّد الغفاريّ عن جعفر بن إبراهيم الجعفريّ عن جعفر بن محمّد عن أبيه ع قال قال رسول اللّه ص من واسى الفقير و أنصف النّاس من نفسه فذلك المؤمن حقّا
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك في اجتناب المحارم و غير ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 35 - أنّه يجب على المؤمن أن يحبّ للمؤمنين ما يحبّ لنفسه و يكره لهم ما يكره لها
20536- محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن جدّه أبي البلاد رفعه قال جاء أعرابيّ إلى النّبيّ ص فقال يا رسول اللّه علّمني عملا أدخل به الجنّة فقال ما أحببت أن يأتيه النّاس إليك فأته إليهم و ما كرهت أن يأتيه النّاس إليك فلا تأته إليهم
20537- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن سنان عن يوسف بن عمران بن ميثم عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد اللّه ع قال أوحى اللّه إلى آدم ع أنّي سأجمع لك الكلام في أربع كلمات إلى أن قال و أمّا الّتي بينك و بين النّاس فترضى للنّاس ما ترضى لنفسك و تكره لهم ما تكره لنفسك
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك
باب 36 - استحباب اشتغال الإنسان بعيب نفسه عن عيب النّاس
20538- محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن عثمان بن جبلة عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص ثلاث خصال من كنّ فيه أو واحدة منهنّ كان في ظلّ عرش اللّه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه رجل أعطى النّاس من نفسه ما هو سائلهم و رجل لم يقدّم رجلا و لم يؤخّر رجلا حتّى يعلم أنّ ذلك للّه رضا و رجل لم يعب أخاه المسلم بعيب حتّى ينفي ذلك العيب عن نفسه فإنّه لا ينفي منها عيبا إلّا بدا له عيب و كفى بالمرء شغلا بنفسه عن النّاس
و رواه الصّدوق في المجالس عن أبيه عن محمّد بن أحمد بن عليّ بن الصّلت عن أحمد بن محمّد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن عثمان بن جبلة عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع مثله و رواه أيضا عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن سعد عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن سنان عن الخضر بن مسلم عن أبي عبد اللّه ع نحوه
20539- و عنهم عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن الحسن بن السّريّ عن أبي مريم عن أبي جعفر ع قال سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ يقول إنّ رسول اللّه ص مرّ بنا فوقف و سلّم ثمّ قال ما لي أرى حبّ الدّنيا قد غلب على كثير من النّاس إلى أن قال طوبى لمن شغله خوف اللّه عزّ و جلّ عن خوف النّاس طوبى لمن منعه عيبه عن عيوب المؤمنين من إخوانه الحديث
20540- و عن محمّد بن يحيى عن الحسين بن إسحاق عن عليّ بن مهزيار عن حمّاد بن عيسى عن الحسين بن مختار عن بعض أصحابه عن أبي جعفر ع قال كفى بالمرء عيبا أن يتعرّف من عيوب النّاس ما يعمى عليه من أمر نفسه أو يعيب على النّاس أمرا هو فيه لا يستطيع التّحوّل عنه إلى غيره أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه
و رواه الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن الحسين بن المختار مثله
20541- محمّد بن عليّ بن الحسين في معاني الأخبار بإسناد يأتي في محاسبة النّفس عن أبي ذرّ عن رسول اللّه ص في حديث قال قلت يا رسول اللّه أوصني قال أوصيك بتقوى اللّه فإنّه رأس الأمر كلّه قلت زدني قال عليك بتلاوة القرآن و ذكر اللّه كثيرا قلت زدني قال عليك بطول الصّمت قلت زدني قال إيّاك و كثرة الضّحك قلت زدني قال عليك بحبّ المساكين و مجالستهم قلت زدني قال قل الحقّ و إن كان مرّا قلت زدني قال لا تخف في اللّه لومة لائم قلت زدني قال ليحجزك عن النّاس ما تعلم من نفسك و لا تجد عليهم فيما تأتي مثله ثمّ قال كفى بالمرء عيبا أن يكون فيه ثلاث خصال يعرف من النّاس ما يجهل من نفسه و يستحيي لهم ممّا هو فيه و يؤذي جليسه فيما لا يعنيه ثمّ قال يا أبا ذرّ لا عقل كالتّدبير و لا ورع كالكفّ و لا حسب كحسن الخلق
20542- و في المجالس عن عليّ بن أحمد بن عبد اللّه عن أبيه عن جدّه أحمد بن أبي عبد اللّه عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن إبراهيم بن محمّد الأشعريّ عن أبان بن عبد الملك عن الصّادق جعفر بن محمّد ع قال إنّ موسى ع لمّا أراد أن يفارق الخضر قال أوصني فكان فيما أوصاه أن قال له إيّاك و اللّجاجة و أن تمشي في غير حاجة و أن تضحك من غير عجب و اذكر خطيئتك و إيّاك و خطايا النّاس
-20543 محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال في النّهي عن عيب النّاس و إنّما ينبغي لأهل العصمة و المصنوع إليهم في السّلامة أن يرحموا أهل الذّنوب و المعصية و يكون الشّكر هو الغالب عليهم و الحاجز لهم عنهم فكيف بالعائب الّذي عاب أخاه و عيّره ببلواه أ ما ذكر موضع ستر اللّه عليه من ذنوبه ما هو أعظم من الذّنب الّذي عاب به فكيف يذمّه بذنب قد ركب مثله فإن لم يكن ركب ذلك الذّنب بعينه فقد عصى اللّه فيما سواه ممّا هو أعظم منه و ايم اللّه لو لم يكن عصاه في الكبير لقد عصاه في الصّغير و لجرأته على عيب النّاس أكبر يا عبد اللّه لا تعجل في عيب عبد بذنبه فلعلّه مغفور له و لا تأمن على نفسك صغير معصية فلعلّك تعذّب عليه فليكفف من علم منكم عيب غيره لما يعلم من عيب نفسه و ليكن الشّكر شاغلا له على معافاته ممّا ابتلي به غيره
20544- قال و قال ع من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره و من رضي رزق اللّه لم يحزن على ما فاته إلى أن قال و من نظر في عيوب النّاس ثمّ رضيها لنفسه فذلك الأحمق بعينه
20545- قال و قال ع أكبر العيب أن تعيب ما فيك مثله
20546- محمّد بن إدريس في آخر السّرائر نقلا من كتاب أبي عبد اللّه السّيّاريّ عن محمّد بن إسماعيل عن بعض رجاله قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إذا رأيتم العبد متفقّدا لذنوب النّاس ناسيا لذنوبه فاعلموا أنّه قد مكر به
20547- الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن المفيد عن عليّ بن خالد المراغيّ عن عمران بن موسى عن أبي بكر بن الحارث عن عيسى بن رغبة عن محمّد بن رئيس عن اللّيث بن سعد عن يزيد بن حبيب عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول اللّه ص كان بالمدينة أقوام لهم عيوب فسكتوا عن عيوب النّاس فأسكت اللّه عن عيوبهم النّاس فماتوا و لا عيوب لهم عند النّاس و كان بالمدينة أقوام لا عيوب لهم فتكلّموا في عيوب النّاس فأظهر اللّه لهم عيوبا لم يزالوا يعرفون بها إلى أن ماتوا
20548- و عن أبيه عن المفيد عن أحمد بن محمّد الزّراريّ عن محمّد بن سليمان عن محمّد بن خالد عن عاصم بن حميد عن أبي عبيدة الحذّاء قال سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر ع يقول قال رسول اللّه ص إنّ أسرع الخير ثوابا البرّ و إنّ أسرع الشّرّ عقابا البغي و كفى بالمرء عيبا أن يبصر من النّاس ما يعمى عنه من نفسه و أن يعيّر النّاس بما لا يستطيع تركه و أن يؤذي جليسه بما لا يعنيه
و رواه الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن النّضر بن سويد عن عاصم بن حميد أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك
باب 37 - وجوب العدل
20549- محمّد بن يعقوب عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن ابن فضّال عن غالب بن عثمان عن روح ابن أخت المعلّى عن أبي عبد اللّه ع قال اتّقوا اللّه و اعدلوا فإنّكم تعيبون على قوم لا يعدلون
20550- و عنه عن الحسن بن عليّ الكوفيّ عن عبيس بن هشام عن عبد الكريم عن الحلبيّ عن أبي عبد اللّه ع قال العدل أحلى من الماء يصيبه الظّمآن ما أوسع العدل إذا عدل فيه و إن قلّ
و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حمّاد عن الحلبيّ مثله
20551- و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن ابن محبوب عن معاوية بن وهب عن أبي عبد اللّه ع قال العدل أحلى من الشّهد و ألين من الزّبد و أطيب ريحا من المسك
20552- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن أبي إسحاق الجرجانيّ عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه جعل لمن جعل له سلطانا أجلا و مدّة من ليال و أيّام و سنين و شهور فإن عدلوا في النّاس أمر اللّه صاحب الفلك أن يبطئ بإدارته فطالت أيّامهم و لياليهم و سنينهم و شهورهم و إن جاروا في النّاس فلم يعدلوا أمر اللّه صاحب الفلك فأسرع بإدارته فقصرت لياليهم و أيّامهم و سنينهم و شهورهم و قد وفى اللّه عزّ و جلّ بعدد اللّيالي و الشّهور
محمّد بن عليّ بن الحسين في العلل عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عثمان بن عيسى عن أبي الحسن الأرّجانيّ مثله
20553- و في المجالس عن أبيه عن السّعدآباديّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن عثمان بن عيسى عن عبد اللّه بن مسكان عن محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه الصّادق ع قال ثلاثة هم أقرب الخلق إلى اللّه عزّ و جلّ يوم القيامة حتّى يفرغ من الحساب رجل لم تدعه قدرته في حال غضبه إلى أن يحيف على من تحت يديه و رجل مشى بين اثنين فلم يمل مع أحدهما على الآخر بشعيرة و رجل قال الحقّ فيما عليه
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 38 - أنّه لا يجوز لمن وصف عدلا أن يخالفه إلى غيره
20554- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ من أعظم النّاس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثمّ خالفه إلى غيره
20555- و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن يوسف البزّاز عن معلّى بن خنيس عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ أشدّ النّاس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثمّ عمل بغيره
-20556 و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن سنان عن قتيبة الأعشى عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ من أشدّ النّاس عذابا يوم القيامة من وصف عدلا و عمل بغيره
20557- و عنه عن الحسين بن إسحاق عن عليّ بن مهزيار عن عبد اللّه بن يحيى عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال في قول اللّه عزّ و جلّ فكبكبوا فيها هم و الغاوون فقال يا أبا بصير هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ثمّ خالفوه إلى غيره
20558- و عنه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن عليّ بن عطيّة عن خيثمة قال قال لي جعفر ع أبلغ شيعتنا أنّه لن ينال ما عند اللّه إلّا بعمل و أبلغ شيعتنا أنّ أعظم النّاس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثمّ يخالفه إلى غيره
أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك
باب 39 - وجوب إصلاح النّفس عند ميلها إلى الشّرّ
20559- محمّد بن يعقوب عن الحسين بن محمّد و محمّد بن يحيى جميعا عن عليّ بن محمّد بن سعد عن محمّد بن مسلم بن أبي سلمة عن محمّد بن سعيد بن غزوان عن ابن أبي نجران عن محمّد بن سنان عن أبي خديجة قال دخلت على أبي الحسن ع فقال لي إنّ اللّه تبارك و تعالى أيّد المؤمن بروح منه يحضره في كلّ وقت يحسن فيه و يتّقي و يغيب عنه في كلّ وقت يذنب فيه و يعتدي فهي معه تهتزّ سرورا عند إحسانه تسيح في الثّرى عند إساءته فتعاهدوا عباد اللّه نعمه بإصلاحكم أنفسكم تزدادوا يقينا و تربحوا نفيسا ثمينا رحم اللّه امرأ همّ بخير فعمله أو همّ بشرّ فارتدع عنه ثمّ قال نحن نزيد الرّوح بالطّاعة للّه و العمل له
20560- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد رفعه قال قال أبو عبد اللّه ع أقصر نفسك عمّا يضرّها من قبل أن تفارقك و اسع في فكاكها كما تسعى في طلب معيشتك فإنّ نفسك رهينة بعملك
20561- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع كانت الفقهاء و العلماء إذا كتب بعضهم إلى بعض كتبوا بثلاث ليس معهنّ رابعة من كانت همّته آخرته كفاه اللّه همّه من الدّنيا و من أصلح سريرته أصلح اللّه علانيته و من أصلح ما بينه و بين اللّه أصلح اللّه ما بينه و بين النّاس
و رواه الصّدوق بإسناده عن إسماعيل بن مسلم عن الصّادق ع نحوه و رواه في ثواب الأعمال عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم مثله
20562- محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال من أصلح ما بينه و بين اللّه أصلح اللّه ما بينه و بين النّاس و من أصلح أمر آخرته أصلح اللّه له دنياه
20563- قال و قال ع من أصلح سريرته أصلح اللّه علانيته و من عمل لدينه كفاه اللّه دنياه و من أحسن فيما بينه و بين اللّه كفاه اللّه ما بينه و بين النّاس
20564- أحمد بن محمّد البرقيّ في المحاسن عن الحسين بن يزيد عن إسماعيل بن مسلم عن جعفر بن محمّد عن آبائه عن عليّ ع قال من أصلح فيما بينه و بين اللّه أصلح اللّه ما بينه و بين النّاس
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 40 - وجوب اجتناب الخطايا و الذّنوب
20565- محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عن النّضر بن سويد عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع قال أما إنّه ليس من عرق يضرب و لا نكبة و لا صداع و لا مرض إلّا بذنب و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ في كتابه و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفوا عن كثير قال ثمّ قال و ما يعفو اللّه أكثر ممّا يؤاخذ به
20566- و عنهم عن ابن خالد عن عثمان بن عيسى عن عبد اللّه بن مسكان عمّن ذكره عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ فما أصبرهم على النّار فقال ما أصبرهم على فعل ما يعلمون أنّه يصيّرهم إلى النّار
20567- و عنهم عن أحمد عن أبيه عن سليمان بن جعفر الجعفريّ عن عبد اللّه بن بكير عن زرارة عن أبي جعفر ع قال الذّنوب كلّها شديدة و أشدّها ما نبت عليه اللّحم و الدّم لأنّه إمّا مرحوم و إمّا معذّب و الجنّة لا يدخلها إلّا طيّب
20568- و عنهم عن سهل عن ابن شمّون عن الأصمّ عن مسمع عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص إنّ العبد ليحبس على ذنب من ذنوبه مائة عام و إنّه لينظر إلى أزواجه في الجنّة يتنعّمن
و رواه ]الصّدوق[ في المجالس أيضا عن أحمد بن زياد بن جعفر عن عليّ بن إبراهيم عن عبد اللّه بن المغيرة عن إسماعيل بن مسلم عن الصّادق عن آبائه ع و رواه في ثواب الأعمال عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع و رواه في المجالس أيضا عن جعفر بن عليّ بن الحسن بن عليّ عن أبيه عن جدّه عبد اللّه بن المغيرة عن إسماعيل بن مسلم مثله
20569- و عنهم عن سهل عن عليّ بن أسباط عن أبي الحسن ع قال قال أمير المؤمنين ع لا تبدينّ عن واضحة و قد عملت الأعمال الفاضحة و لا تأمن البيات و قد عملت السّيّئات
20570- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال كان أمير المؤمنين ع يقول و ذكر مثله إلّا أنّه قال و لا يأمن البيات من عمل السّيّئات
20571- و عنه عن أبيه عن حمّاد عن حريز عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال ما من نكبة تصيب العبد إلّا بذنب و ما يعفو اللّه أكثر
20572- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن سنان عن طلحة بن زيد عن أبي عبد اللّه ع قال كان أبي ع يقول ما من شيء أفسد للقلب من خطيئة إنّ القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتّى تغلب عليه فيصيّر أعلاه أسفله
20573- و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن الوشّاء عن أبان عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال إنّ العبد ليذنب الذّنب فيزوى عنه الرّزق
20574- و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن ثعلبة عن سليمان بن طريف عن محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول إنّ الذّنب يحرم العبد الرّزق
20575- و عن محمّد بن يحيى عن عبد اللّه بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن أبان بن عثمان عن الفضيل عن أبي جعفر ع قال إنّ الرّجل ليذنب الذّنب فيدرأ عنه الرّزق و تلا هذه الآية إذ أقسموا ليصرمنّها مصبحين و لا يستثنون فطاف عليها طائف من ربّك و هم نائمون
و رواه البرقيّ في المحاسن عن الفضيل مثله
20576- و عنه عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال عن ابن بكير عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إذا أذنب الرّجل خرج في قلبه نكتة سوداء فإن تاب انمحت و إن زاد زادت حتّى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها أبدا
20577- و عنه عن أحمد بن محمّد عن ابن محبوب عن أبي أيّوب عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال إنّ العبد يسأل اللّه الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجل قريب أو إلى وقت بطيء فيذنب العبد ذنبا فيقول اللّه تبارك و تعالى للملك لا تقض حاجته و احرمه فإنّه تعرّض لسخطي و استوجب الحرمان منّي
20578- و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن ابن فضّال عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ الرّجل يذنب الذّنب فيحرم صلاة اللّيل و إنّ العمل السّيّئ أسرع في صاحبه من السّكّين في اللّحم
و رواه البرقيّ في المحاسن عن محمّد بن عليّ عن ابن فضّال مثله
20579- و بالإسناد عن ابن فضّال عن ابن بكير عن أبي عبد اللّه ع قال من همّ بالسّيّئة فلا يعملها فإنّه ربّما عمل العبد السّيّئة فيراه الرّبّ تبارك و تعالى فيقول و عزّتي و جلالي لا أغفر لك بعد ذلك أبدا
20580- و عن أبي عليّ الأشعريّ عن عيسى بن أيّوب عن عليّ بن مهزيار عن القاسم بن عروة عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر ع قال ما من عبد إلّا و في قلبه نكتة بيضاء فإذا أذنب ذنبا خرج في النّكتة نكتة سوداء فإن تاب ذهب ذلك السّواد و إن تمادى في الذّنوب زاد ذلك السّواد حتّى يغطّي البياض فإذا غطّى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبدا و هو قول اللّه عزّ و جلّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون
20581- و عنه و عن محمّد بن يحيى جميعا عن الحسين بن إسحاق عن عليّ بن مهزيار عن حمّاد بن عيسى عن أبي عمرو المدائنيّ عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول كان أبي يقول إنّ اللّه قضى قضاء حتما لا ينعم على العبد بنعمة فيسلبها إيّاه حتّى يحدث العبد ذنبا يستحقّ بذلك النّقمة
-20582 و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن سنان عن سماعة قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول ما أنعم اللّه على عبد نعمة فسلبها إيّاه حتّى يذنب ذنبا يستحقّ بذلك السّلب
20583- و عنه عن عليّ بن الحسن بن عليّ عن محمّد بن الوليد عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إنّ أحدكم ليكثر الخوف من السّلطان و ما ذلك إلّا بالذّنوب فتوقّوها ما استطعتم و لا تمادوا فيها
20584- و عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس رفعه قال قال أمير المؤمنين ع لا وجع أوجع للقلوب من الذّنوب و لا خوف أشدّ من الموت و كفى بما سلف تفكّرا و كفى بالموت واعظا
20585- و عن أحمد بن محمّد الكوفيّ عن عليّ بن الحسن الميثميّ عن العبّاس بن هلال الشّاميّ قال سمعت الرّضا ع يقول كلّما أحدث العباد من الذّنوب ما لم يكونوا يعملون أحدث لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون
20586- محمّد بن عليّ بن الحسين في عقاب الأعمال عن أبيه عن الحميريّ عن أحمد بن محمّد عن أبيه عن بكر بن صالح عن الحسين بن عليّ عن عبد اللّه بن إبراهيم عن جعفر الجعفريّ عن جعفر بن محمّد عن أبيه ع قال قال رسول اللّه ص من أذنب ذنبا و هو ضاحك دخل النّار و هو باك
20587- و في العلل عن أبيه عن محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه عن محمّد بن عليّ الكوفيّ عن محمّد بن سنان عن مفضّل بن عمر عن أبي عبد اللّه ع قال يا مفضّل إيّاك و الذّنوب و حذّرها شيعتنا فو اللّه ما هي إلى أحد أسرع منها إليكم إنّ أحدكم لتصيبه المعرّة من السّلطان و ما ذاك إلّا بذنوبه و إنّه ليصيبه السّقم و ما ذلك إلّا بذنوبه و إنّه ليحبس عنه الرّزق و ما هو إلّا بذنوبه و إنّه ليشدّد عليه عند الموت و ما ذاك إلّا بذنوبه حتّى يقول من حضره لقد غمّ بالموت فلمّا رأى ما قد دخلني قال أ تدري لم ذاك قلت لا قال ذاك و اللّه إنّكم لا تؤاخذون بها في الآخرة و عجّلت لكم في الدّنيا
أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك
باب 41 - وجوب اجتناب المعاصي
20588- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي أسامة عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول تعوّذوا باللّه من سطوات اللّه باللّيل و النّهار قلت و ما سطوات اللّه قال الأخذ على المعاصي
20589- و عن الحسين بن محمّد عن محمّد بن أحمد النّهديّ عن عمرو بن عثمان عن رجل عن أبي الحسن ع قال حقّ على اللّه أن لا يعصى في دار إلّا أضحاها للشّمس حتّى تطهّرها
20590- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن الهيثم بن واقد الجزريّ قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّ اللّه عزّ و جلّ بعث نبيّا من أنبيائه إلى قومه و أوحى إليه أن قل لقومك إنّه ليس من أهل قرية و لا ناس كانوا على طاعتي فأصابهم فيها سرّاء فتحوّلوا عمّا أحبّ إلى ما أكره إلّا تحوّلت لهم عمّا يحبّون إلى ما يكرهون و ليس من أهل قرية و لا أهل بيت كانوا على معصيتي فأصابهم فيها ضرّاء فتحوّلوا عمّا أكره إلى ما أحبّ إلّا تحوّلت لهم عمّا يكرهون إلى ما يحبّون و قل لهم إنّ رحمتي سبقت غضبي فلا تقنطوا من رحمتي فإنّه لا يتعاظم عندي ذنب أغفره و قل لهم لا يتعرّضوا معاندين لسخطي و لا يستخفّوا بأوليائي فإنّ لي سطوات عند غضبي لا يقوم لها شيء من خلقي
و رواه الصّدوق في عقاب الأعمال عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن الحميريّ عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب إلى قوله إلى ما يحبّون
و رواه البرقيّ في المحاسن عن ابن محبوب نحوه
-20591 و عن عليّ بن إبراهيم الهاشميّ عن جدّه محمّد بن الحسن بن محمّد بن عبيد اللّه عن سليمان الجعفريّ عن الرّضا ع قال أوحى اللّه عزّ و جلّ إلى نبيّ من الأنبياء إذا أطعت رضيت و إذا رضيت باركت و ليس لبركتي نهاية و إذا عصيت غضبت و إذا غضبت لعنت و لعنتي تبلغ السّابع من الورى
20592- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن عبّاد بن صهيب عن أبي عبد اللّه ع قال يقول اللّه عزّ و جلّ إذا عصاني من يعرفني سلّطت عليه من لا يعرفني
20593- و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عليّ بن أسباط عن ابن عرفة عن أبي الحسن ع قال إنّ للّه عزّ و جلّ في كلّ يوم و ليلة مناديا ينادي مهلا مهلا عباد اللّه عن معاصي اللّه فلو لا بهائم رتّع و صبية رضّع و شيوخ ركّع لصبّ عليكم العذاب صبّا ترضّون به رضّا
20594- محمّد بن عليّ بن الحسين قال قال رسول اللّه ص قال اللّه جلّ جلاله أيّما عبد أطاعني لم أكله إلى غيري و أيّما عبد عصاني وكلته إلى نفسه ثمّ لم أبال في أيّ واد هلك
20595- قال و قال رسول اللّه ص قال اللّه عزّ و جلّ إذا عصاني من خلقي من يعرفني سلّطت عليه من خلقي من لا يعرفني
و في المجالس عن محمّد بن إبراهيم الطّالقانيّ و الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكريّ جميعا عن عبد العزيز بن يحيى عن محمّد بن زكريّا الجوهريّ عن عليّ بن حكيم عن الرّبيع بن عبد اللّه عن زيد بن عليّ عن أبيه ع مثله
20596- و عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عمّن سمع أبا عبد اللّه الصّادق ع يقول ما أحبّ اللّه من عصاه ثمّ تمثّل
تعصي الإله و أنت تظهر حبّه هذا محال في الفعال بديعلو كان حبّك صادقا لأطعته إنّ المحبّ لمن يحبّ مطيع
20597- محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال لو لم يتوعّد اللّه على معصيته لكان يجب أن لا يعصى شكرا لنعمه
20598- قال و قال ص من العصمة تعذّر المعاصي
20599- قال و قال ع في بعض الأعياد إنّما هو عيد لمن قبل اللّه صيامه و شكر قيامه و كلّ يوم لا تعصي اللّه فيه فهو يوم عيد
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 42 - وجوب اجتناب الشّهوات و اللّذّات المحرّمة
20600- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن الحكم عن عبد اللّه بن بكير عن حمزة بن حمران عن أبي جعفر ع قال الجنّة محفوفة بالمكاره و الصّبر فمن صبر على المكاره في الدّنيا دخل الجنّة و جهنّم محفوفة باللّذّات و الشّهوات فمن أعطى نفسه لذّتها و شهوتها دخل النّار
20601- و عنه عن أحمد عن عليّ بن الحكم عن رجل عن أبي العبّاس البقباق عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع ترك الخطيئة أيسر من طلب التّوبة و كم من شهوة ساعة أورثت حزنا طويلا و الموت فضح الدّنيا فلم يترك لذي لبّ فرحا
20602- محمّد بن عليّ بن الحسين في الخصال عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد عن عبد اللّه بن المغيرة عن إسماعيل بن مسلم السّكونيّ عن الصّادق جعفر بن محمّد عن آبائه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد لم يره
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 43 - وجوب اجتناب المحقّرات من الذّنوب
20603- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه و عن محمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي أسامة زيد الشّحّام قال قال أبو عبد اللّه ع اتّقوا المحقّرات من الذّنوب فإنّها لا تغفر قلت و ما المحقّرات قال الرّجل يذنب الذّنب فيقول طوبى لي إن لم يكن لي غير ذلك
20604- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال سمعت أبا الحسن ع يقول لا تستكثروا كثير الخير و لا تستقلّوا قليل الذّنوب فإنّ قليل الذّنوب يجتمع حتّى يكون كثيرا و خافوا اللّه في السّرّ حتّى تعطوا من أنفسكم النّصف
20605- و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن ابن فضّال و الحجّال عن ثعلبة عن زياد قال قال أبو عبد اللّه ع إنّ رسول اللّه ص نزل بأرض قرعاء فقال لأصحابه ائتوا بحطب فقالوا يا رسول اللّه نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب فقال ص فليأت كلّ إنسان بما قدر عليه فجاءوا به حتّى رموا بين يديه بعضه على بعض فقال رسول اللّه ص هكذا تجتمع الذّنوب ثمّ قال إيّاكم و المحقّرات من الذّنوب فإنّ لكلّ شيء طالبا ألا و إنّ طالبها يكتب ما قدّموا و آثارهم و كلّ شيء أحصيناه في إمام مبين
20606- و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن الوشّاء عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول اتّقوا المحقّرات من الذّنوب فإنّ لها طالبا يقول أحدكم أذنب و أستغفر إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول و نكتب ما قدّموا و آثارهم و كلّ شيء أحصيناه في إمام مبين و قال عزّ و جلّ إنّها إن تك مثقال حبّة من خردل فتكن في صخرة أو في السّماوات أو في الأرض يأت بها اللّه إنّ اللّه لطيف خبير
و رواه الطّبرسيّ في مجمع البيان نقلا من كتاب العيّاشيّ بإسناده عن ابن مسكان عن أبي عبد اللّه ع مثله
20607- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن سنان عن محمّد بن حكيم عمّن حدّثه عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع لا يصغر ما ينفع يوم القيامة و لا يصغر ما يضرّ يوم القيامة فكونوا فيما أخبركم اللّه عزّ و جلّ كمن عاين
20608- محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال أشدّ الذّنوب ما استهان به صاحبه
20609- قال و قال ع أشدّ الذّنوب ما استخفّ به صاحبه
20610- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد عن الحسين بن زيد عن الصّادق ع عن آبائه ع في حديث المناهي أنّ رسول اللّه ص قال لا تحقّروا شيئا من الشّرّ و إن صغر في أعينكم و لا تستكثروا شيئا من الخير و إن كثر في أعينكم فإنّه لا كبير مع الاستغفار و لا صغير مع الإصرار
20611- و في العلل عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن السّعدآباديّ عن البرقيّ عن عبد العظيم الحسنيّ عن ابن أبي عمير عن عبد اللّه بن الفضل عن خاله محمّد بن سليمان عن رجل عن محمّد بن عليّ ع أنّه قال لمحمّد بن مسلم في حديث لا تستصغرنّ حسنة أن تعملها فإنّك تراها حيث تسرّك و لا تستصغرنّ سيّئة تعملها فإنّك تراها حيث تسوؤك الحديث
-20612 و في الخصال عن أبيه عن سعد عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن ابن أخي الفضيل عن أبي جعفر ع قال من الذّنوب الّتي لا تغفر قول الرّجل ليتني لا أؤاخذ إلّا بهذا
20613- الحسن بن أبي الحسن الدّيلميّ في الإرشاد قال قال ع إيّاكم و محقّرات الذّنوب فإنّ لها من اللّه طالبا و إنّها لتجتمع على المرء حتّى تهلكه
20614- محمّد بن عليّ الكراجكيّ في كتاب كنز الفوائد قال روي عن أحد الأئمّة ع أنّه قال قال رسول اللّه ص إنّ اللّه كتم ثلاثة في ثلاثة كتم رضاه في طاعته و كتم سخطه في معصيته و كتم وليّه في خلقه فلا يستخفّنّ أحدكم شيئا من الطّاعات فإنّه لا يدري في أيّها رضى اللّه و لا يستقلّنّ أحدكم شيئا من المعاصي فإنّه لا يدري في أيّها سخط اللّه و لا يزرينّ أحدكم بأحد من خلق اللّه فإنّه لا يدري أيّهم وليّ اللّه
20615- قال و من كلامه ص لا تنظروا إلى صغير الذّنب و لكن انظروا إلى ما اجترأتم
20616- أحمد بن محمّد البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن عبد اللّه بن بكير عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّه ع قال من همّ بالسّيّئة فلا يعملها فإنّه ربّما عمل العبد السّيّئة فيراه الرّبّ فيقول و عزّتي و جلالي لا أغفر لك أبدا
و رواه الصّدوق في عقاب الأعمال عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن عليّ بن فضّال أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك
باب 44 - تحريم كفران نعمة اللّه
20617- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن سدير قال سأل رجل أبا عبد اللّه ع عن قول اللّه عزّ و جلّ فقالوا ربّنا باعد بين أسفارنا و ظلموا أنفسهم الآية فقال هؤلاء قوم كانت لهم قرى متّصلة ينظر بعضها إلى بعض و أنهار جارية و أموال ظاهرة فكفروا نعم اللّه و غيّروا ما بأنفسهم من عافية اللّه فغيّر اللّه ما بهم من نعمة و إنّ اللّه لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم فأرسل اللّه عليهم سيل العرم فغرّق قراهم و خرّب ديارهم و ذهب بأموالهم و أبدلهم مكان جنّاتهم جنّتين ذواتي أكل خمط و أثل و شيء من سدر قليل ثمّ قال ذلك جزيناهم بما كفروا و هل نجازي إلّا الكفور
-20618 و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن جعفر بن محمّد البغداديّ عن عبد اللّه بن إسحاق الجعفريّ عن أبي عبد اللّه ع قال مكتوب في التّوراة اشكر من أنعم عليك و أنعم على من شكرك فإنّه لا زوال للنّعماء إذا شكرت و لا بقاء لها إذا كفرت الشّكر زيادة في النّعم و أمان من الغير
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 45 - وجوب اجتناب الكبائر
20619- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول و من يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا قال معرفة الإمام و اجتناب الكبائر الّتي أوجب اللّه عليها النّار
20620- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال عن أبي جميلة عن الحلبيّ عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفّر عنكم سيّئاتكم و ندخلكم مدخلا كريما قال الكبائر الّتي أوجب اللّه عزّ و جلّ عليها النّار
20621- و عنهم عن أحمد بن محمّد بن خالد عن محمّد بن حبيب عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الأصمّ عن عبد اللّه بن مسكان عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع ما من عبد إلّا و عليه أربعون جنّة حتّى يعمل أربعين كبيرة فإذا عمل أربعين كبيرة انكشفت عنه الجنن الحديث
و رواه الصّدوق في العلل عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن الأصمّ مثله و عنهم عن أحمد بن محمّد بن خالد عن ابن فضّال عن ابن مسكان مثله
20622- محمّد بن عليّ بن الحسين قال قال الصّادق ع من اجتنب الكبائر يغفر اللّه جميع ذنوبه و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفّر عنكم سيّئاتكم و ندخلكم مدخلا كريما
20623- و في ثواب الأعمال عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن ع في قول اللّه عزّ و جلّ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفّر عنكم سيّئاتكم قال من اجتنب الكبائر ما أوعد اللّه عليه النّار إذا كان مؤمنا كفّر اللّه عنه سيّئاته
20624- و في عقاب الأعمال عن أبيه عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد عن عليّ بن إسماعيل عن أحمد بن النّضر عن عبّاد بن كثير النّوّاء قال سألت أبا جعفر ع عن الكبائر فقال كلّ ما أوعد اللّه عليه النّار
20625- و في معاني الأخبار عن أبيه عن محمّد بن يحيى عن أبي سعيد الأدميّ عن الحسن بن محبوب عن عليّ بن رئاب عن الحسن بن زياد العطّار عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال قد سمّى اللّه المؤمنين بالعمل الصّالح مؤمنين و لم يسمّ من ركب الكبائر و ما وعد اللّه عزّ و جلّ عليه النّار مؤمنين في قرآن و لا أثر و لا نسمّهم بالإيمان بعد ذلك الفعل
20626- و في كتاب صفات الشّيعة عن عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس عن عليّ بن محمّد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان عن الرّضا ع قال من أقرّ بالتّوحيد و نفى التّشبيه إلى أن قال و أقرّ بالرّجعة باليقين و اجتنب الكبائر فهو مؤمن حقّا و هو من شيعتنا أهل البيت
20627- محمّد بن إدريس في آخر السّرائر نقلا من كتاب موسى بن بكر عن زرارة قال قلت لأبي عبد اللّه ع أ رأيت قول رسول اللّه ص لا يزني الزّاني و هو مؤمن قال ينزع منه روح الإيمان الحديث
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 46 - تعيين الكبائر الّتي يجب اجتنابها
20628- محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن ابن محبوب قال كتب معي بعض أصحابنا إلى أبي الحسن ع يسأله عن الكبائر كم هي و ما هي فكتب الكبائر من اجتنب ما وعد اللّه عليه النّار كفّر عنه سيّئاته إذا كان مؤمنا و السّبع الموجبات قتل النّفس الحرام و عقوق الوالدين و أكل الرّبا و التّعرّب بعد الهجرة و قذف المحصنة و أكل مال اليتيم و الفرار من الزّحف
20629- و عنهم عن أحمد بن محمّد بن خالد عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ قال حدّثني أبو جعفر الثّاني ع قال سمعت أبي يقول سمعت أبي موسى بن جعفر ع يقول دخل عمرو بن عبيد على أبي عبد اللّه ع فلمّا سلّم و جلس تلا هذه الآية و الّذين يجتنبون كبائر الإثم و الفواحش ثمّ أمسك فقال له أبو عبد اللّه ع ما أسكتك قال أحبّ أن أعرف الكبائر من كتاب اللّه عزّ و جلّ فقال نعم يا عمرو أكبر الكبائر الإشراك باللّه يقول اللّه من يشرك باللّه فقد حرّم اللّه عليه الجنّة و بعده الإياس من روح اللّه لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول لا ييأس من روح اللّه إلّا القوم الكافرون ثمّ الأمن من مكر اللّه لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول فلا يأمن مكر اللّه إلّا القوم الخاسرون و منها عقوق الوالدين لأنّ اللّه سبحانه جعل العاقّ جبّارا شقيّا و قتل النّفس الّتي حرّم اللّه إلّا بالحقّ لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول فجزاؤه جهنّم خالدا فيها إلى آخر الآية و قذف المحصنة لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول لعنوا في الدّنيا و الآخرة و لهم عذاب عظيم و أكل مال اليتيم لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول إنّما يأكلون في بطونهم نارا و سيصلون سعيرا و الفرار من الزّحف لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول و من يولّهم يومئذ دبره إلّا متحرّفا لقتال أو متحيّزا إلى فئة فقد باء بغضب من اللّه و مأواه جهنّم و بئس المصير و أكل الرّبا لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول الّذين يأكلون الرّبا لا يقومون إلّا كما يقوم الّذي يتخبّطه الشّيطان من المسّ و السّحر لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول و لقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق و الزّنا لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول و من يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة و يخلد فيه مهانا و اليمين الغموس الفاجرة لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول إنّ الّذين يشترون بعهد اللّه و أيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة و الغلول لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول و من يغلل يأت بما غلّ يوم القيامة و منع الزّكاة المفروضة لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول فتكوى بها جباههم و جنوبهم و ظهورهم و شهادة الزّور و كتمان الشّهادة لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول و من يكتمها فإنّه آثم قلبه و شرب الخمر لأنّ اللّه عزّ و جلّ نهى عنها كما نهى عن عبادة الأوثان و ترك الصّلاة متعمّدا أو شيئا ممّا فرض اللّه عزّ و جلّ لأنّ رسول اللّه ص قال من ترك الصّلاة متعمّدا فقد برئ من ذمّة اللّه و ذمّة رسوله و نقض العهد و قطيعة الرّحم لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول لهم اللّعنة و لهم سوء الدّار قال فخرج عمرو و له صراخ من بكائه و هو يقول هلك من قال برأيه و نازعكم في الفضل و العلم
و رواه الصّدوق بإسناده عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ نحوه و كذا رواه الطّبرسيّ في )مجمع البيان( و رواه في عيون الأخبار و في العلل عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عليّ بن الحسين السّعدآباديّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه نحوه
20630- و عنهم عن ابن خالد عن أبيه رفعه عن محمّد بن داود الغنويّ عن الأصبغ بن نباتة قال جاء رجل إلى أمير المؤمنين ع فقال يا أمير المؤمنين إنّ ناسا زعموا أنّ العبد لا يزني و هو مؤمن و لا يسرق و هو مؤمن و لا يشرب الخمر و هو مؤمن و لا يأكل الرّبا و هو مؤمن و لا يسفك الدّم الحرام و هو مؤمن فقال أمير المؤمنين ع صدقت سمعت رسول اللّه ص يقول و الدّليل كتاب اللّه و ذكر الحديث إلى أن قال و قد تأتي عليه حالات فيهمّ بالخطيئة فتشجّعه روح القوّة و يزيّن له روح الشّهوة و تقوده روح البدن حتّى يواقع الخطيئة فإذا لامسها نقص من الإيمان و تفصّى منه فليس يعود فيه حتّى يتوب فإذا تاب تاب اللّه عليه و إن عاد أدخله نار جهنّم
20631- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الرّحمن بن الحجّاج عن عبيد بن زرارة قال سألت أبا عبد اللّه ع عن الكبائر فقال هنّ في كتاب عليّ ع سبع الكفر باللّه و قتل النّفس و عقوق الوالدين و أكل الرّبا بعد البيّنة و أكل مال اليتيم ظلما و الفرار من الزّحف و التّعرّب بعد الهجرة قال فقلت هذا أكبر المعاصي فقال نعم قلت فأكل الدّرهم من مال اليتيم ظلما أكبر أم ترك الصّلاة قال ترك الصّلاة قلت فما عدّدت ترك الصّلاة في الكبائر قال أيّ شيء أوّل ما قلت لك قلت الكفر قال فإنّ تارك الصّلاة كافر يعني من غير علّة
20632- و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حمّاد عن الحلبيّ عن أبي عبد اللّه ع في القنوت في الوتر إلى أن قال و استغفر لذنبك العظيم ثمّ قال كلّ ذنب عظيم
و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله
20633- و عنه عن محمّد بن عيسى عن يونس عن عبد اللّه بن مسكان عن محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه ع قال الكبائر سبع قتل المؤمن متعمّدا و قذف المحصنة و الفرار من الزّحف و التّعرّب بعد الهجرة و أكل مال اليتيم ظلما و أكل الرّبا بعد البيّنة و كلّ ما أوجب اللّه عليه النّار
20634- و بالإسناد عن يونس عن عبد اللّه بن سنان قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّ من الكبائر عقوق الوالدين و اليأس من روح اللّه و الأمن من مكر اللّه
20635- قال و قد روي أكبر الكبائر الشّرك باللّه
20636- و عن يونس عن حمّاد عن نعمان الرّازيّ قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول من زنى خرج من الإيمان و من شرب الخمر خرج من الإيمان و من أفطر يوما من شهر رمضان متعمّدا خرج من الإيمان
20637- و عنه عن محمّد بن عبدة قال قلت لأبي عبد اللّه ع لا يزني الزّاني و هو مؤمن قال لا إذا كان على بطنها سلب الإيمان فإذا قام ردّ إليه فإذا عاد سلب قلت فإنّه يريد أن يعود فقال ما أكثر من يريد أن يعود فلا يعود إليه أبدا
و عن عليّ عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمّار عن صبّاح بن سيابة قال كنت عند أبي عبد اللّه ع فقال له محمّد بن عبدة و ذكر نحوه
20638- و عنه عن محمّد بن عيسى عن يونس عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ الّذين يجتنبون كبائر الإثم و الفواحش إلّا اللّمم فقال الفواحش الزّنا و السّرقة و اللّمم الرّجل يلمّ بالذّنب فيستغفر اللّه منه الحديث
20639- و بإسناده عن يونس عن داود قال سألت أبا عبد اللّه ع عن قول رسول اللّه ص إذا زنى الرّجل فارقه روح الإيمان قال فقال هو مثل قول اللّه عزّ و جلّ و لا تيمّموا الخبيث منه تنفقون ثمّ قال غير هذا أبين منه ذلك قول اللّه عزّ و جلّ و أيّدهم بروح منه هو الّذي فارقه
20640- و عن عليّ بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول الكبائر القنوط من رحمة اللّه و اليأس من روح اللّه و الأمن من مكر اللّه و قتل النّفس الّتي حرّم اللّه و عقوق الوالدين و أكل مال اليتيم ظلما و أكل الرّبا بعد البيّنة و التّعرّب بعد الهجرة و قذف المحصنة و الفرار بعد الزّحف الحديث
20641- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال عن ابن بكير قال قلت لأبي جعفر ع في قول رسول اللّه إذا زنى الرّجل فارقه روح الإيمان قال هو قوله و أيّدهم بروح منه ذاك الّذي يفارقه
20642- و عن عليّ عن أبيه عن حمّاد عن ربعيّ عن الفضيل عن أبي عبد اللّه ع قال يسلب منه روح الإيمان ما دام على بطنها فإذا نزل عاد الإيمان قال قلت أ رأيت إن همّ قال لا أ رأيت إن همّ أن يسرق أ تقطع يده
20643- و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن الوشّاء عن أبان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول الكبائر سبعة منها قتل النّفس متعمّدا و الشّرك باللّه العظيم و قذف المحصنة و أكل الرّبا بعد البيّنة و الفرار من الزّحف و التّعرّب بعد الهجرة و عقوق الوالدين و أكل مال اليتيم ظلما قال و التّعرّب و الشّرك واحد
20644- و بالإسناد عن أبان عن زياد الكناسيّ قال قال أبو عبد اللّه ع و الّذي إذا دعاه أبوه لعن أباه و الّذي إذا أجابه ابنه يضربه
20645- و عن عليّ عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمّد بن حكيم قال قلت لأبي الحسن موسى ع الكبائر تخرج من الإيمان فقال نعم و ما دون الكبائر قال رسول اللّه ص لا يزني الزّاني و هو مؤمن و لا يسرق السّارق و هو مؤمن
20646- و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عليّ بن الزّيّات عن عبيد بن زرارة في حديث أنّ أبا جعفر ع قال قال رسول اللّه ص لا يزني الزّاني و هو مؤمن و لا يسرق السّارق و هو مؤمن
20647- محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة عن محمّد بن المفضّل عن الوشّاء عن عبد الكريم بن عمرو عن عبد اللّه بن أبي يعفور و معلّى بن خنيس عن أبي الصّامت عن أبي عبد اللّه ع قال أكبر الكبائر سبع الشّرك باللّه العظيم و قتل النّفس الّتي حرّم اللّه إلّا بالحقّ و أكل أموال اليتامى و عقوق الوالدين و قذف المحصنات و الفرار من الزّحف و إنكار ما أنزل اللّه عزّ و جلّ الحديث
20648- عليّ بن جعفر في كتابه عن أخيه موسى بن جعفر ع قال سألته عن الكبائر الّتي قال اللّه عزّ و جلّ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه قال الّتي أوجب اللّه عليها النّار
20649- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن عليّ بن حسّان عن عبد الرّحمن بن كثير عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ الكبائر سبع فينا أنزلت و منّا استحلّت فأوّلها الشّرك باللّه العظيم و قتل النّفس الّتي حرّم اللّه و أكل مال اليتيم و عقوق الوالدين و قذف المحصنة و الفرار من الزّحف و إنكار حقّنا الحديث
و رواه في الخصال و في العلل عن أحمد بن الحسن القطّان عن أحمد بن يحيى بن زكريّا عن بكر بن عبد اللّه بن حبيب عن محمّد بن عبد اللّه عن عليّ بن حسّان و رواه المفيد في المقنعة مرسلا
-20650 قال و روي أنّ الحيف في الوصيّة من الكبائر
20651- و بإسناده عن أحمد بن النّضر عن عبّاد بن كثير النّوّاء قال سألت أبا جعفر ع عن الكبائر فقال كلّ ما أوعد اللّه عليه النّار
20652- و بإسناده عن أبي خديجة سالم بن مكرم الجمّال عن أبي عبد اللّه ع قال الكذب على اللّه و على رسوله و على الأوصياء ع من الكبائر
20653- قال و قال رسول اللّه ص من قال عليّ ما لم أقل فليتبوّأ مقعده من النّار
20654- و في العلل و الخصال عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أيّوب بن نوح و إبراهيم بن هاشم عن محمّد بن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّه ع قال وجدنا في كتاب عليّ ع الكبائر خمسة الشّرك و عقوق الوالدين و أكل الرّبا بعد البيّنة و الفرار من الزّحف و التّعرّب بعد الهجرة
20655- و في عقاب الأعمال و في العلل و في الخصال عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب عن عبد العزيز العبديّ عن عبيد بن زرارة قال قلت لأبي عبد اللّه ع أخبرني عن الكبائر فقال هنّ خمس و هنّ ممّا أوجب اللّه عليهنّ النّار قال اللّه تعالى إنّ اللّه لا يغفر أن يشرك به و قال إنّ الّذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنّما يأكلون في بطونهم نارا و سيصلون سعيرا و قال يا أيّها الّذين آمنوا إذا لقيتم الّذين كفروا زحفا فلا تولّوهم الأدبار إلى آخر الآية و قال عزّ و جلّ يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه و ذروا ما بقي من الرّبا إلى آخر الآية و رمي المحصنات الغافلات المؤمنات و قتل مؤمن متعمّدا على دينه
20656- و في العلل عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن السّعدآباديّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ عن محمّد بن عليّ عن آبائه عن الصّادق ع قال عقوق الوالدين من الكبائر لأنّ اللّه جعل العاقّ عصيّا شقيّا
20657- و بهذا الإسناد قال و قتل النّفس من الكبائر لأنّ اللّه يقول و من يقتل مؤمنا متعمّدا فجزاؤه جهنّم خالدا فيها و غضب اللّه عليه و لعنه و أعدّ له عذابا عظيما
20658- و بهذا الإسناد قال و قذف المحصنات من الكبائر لأنّ اللّه يقول لعنوا في الدّنيا و الآخرة و لهم عذاب عظيم
20659- و في ثواب الأعمال عن أبيه عن سعد عن موسى بن جعفر بن وهب البغداديّ عن الحسن بن عليّ الوشّاء عن أحمد بن عمر الحلبيّ قال سألت أبا عبد اللّه ع عن قول اللّه عزّ و جلّ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفّر عنكم سيّئاتكم قال من اجتنب ما أوعد اللّه عليه النّار إذا كان مؤمنا كفّر عنه سيّئاته و أدخله مدخلا كريما و الكبائر السّبع الموجبات قتل النّفس الحرام و عقوق الوالدين و أكل الرّبا و التّعرّب بعد الهجرة و قذف المحصنة و أكل مال اليتيم و الفرار من الزّحف
20660- و في عيون الأخبار بأسانيده عن الفضل بن شاذان عن الرّضا ع في كتابه إلى المأمون قال الإيمان هو أداء الأمانة و اجتناب جميع الكبائر و هو معرفة بالقلب و إقرار باللّسان و عمل بالأركان إلى أن قال و اجتناب الكبائر و هي قتل النّفس الّتي حرّم اللّه تعالى و الزّنا و السّرقة و شرب الخمر و عقوق الوالدين و الفرار من الزّحف و أكل مال اليتيم ظلما و أكل الميتة و الدّم و لحم الخنزير و ما أهلّ لغير اللّه به من غير ضرورة و أكل الرّبا بعد البيّنة و السّحت و الميسر و هو القمار و البخس في المكيال و الميزان و قذف المحصنات و الزّنا و اللّواط و اليأس من روح اللّه و الأمن من مكر اللّه و القنوط من رحمة اللّه و معونة الظّالمين و الرّكون إليهم و اليمين الغموس و حبس الحقوق من غير عسر و الكذب و الكبر و الإسراف و التّبذير و الخيانة و الاستخفاف بالحجّ و المحاربة لأولياء اللّه و الاشتغال بالملاهي و الإصرار على الذّنوب
و رواه ابن شعبة في تحف العقول مرسلا نحوه
20661- و في الخصال عن محمّد بن الحسين الدّيلميّ عن محمّد بن يعقوب الأصمّ عن الرّبيع بن سليمان عن عبد اللّه بن وهب عن سليمان بن بلال عن ثور بن يزيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة أنّ رسول اللّه ص قال اجتنبوا السّبع الموبقات قيل و ما هنّ قال الشّرك باللّه و السّحر و قتل النّفس الّتي حرّم اللّه إلّا بالحقّ و أكل الرّبا و أكل مال اليتيم و التّولّي يوم الزّحف و قذف المحصنات الغافلات المؤمنات
20662- و عن أبيه و محمّد بن الحسن عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن الحكم بن مسكين عن سليمان بن طريف عن محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه ع قال قلت له ما لنا نشهد على من خالفنا بالكفر و ما لنا لا نشهد لأنفسنا و لأصحابنا أنّهم في الجنّة فقال من ضعفكم إن لم يكن فيكم شيء من الكبائر فاشهدوا أنّكم في الجنّة قلت فأيّ شيء الكبائر قال أكبر الكبائر الشّرك باللّه و عقوق الوالدين و التّعرّب بعد الهجرة و قذف المحصنة و الفرار من الزّحف و أكل مال اليتيم ظلما و الرّبا بعد البيّنة و قتل المؤمن فقلت له الزّنا و السّرقة فقال ليسا من ذلك
قال الصّدوق الأخبار في الكبائر ليست مختلفة لأنّ كلّ ذنب بعد الشّرك كبير بالنّسبة إلى ما هو أصغر منه و كلّ كبير صغير بالنّسبة إلى الشّرك باللّه
20663- و بإسناده عن الأعمش عن جعفر بن محمّد ع في حديث شرائع الدّين قال و الكبائر محرّمة و هي الشّرك باللّه و قتل النّفس الّتي حرّم اللّه و عقوق الوالدين و الفرار من الزّحف و أكل مال اليتيم ظلما و أكل الرّبا بعد البيّنة و قذف المحصنات و بعد ذلك الزّنا و اللّواط و السّرقة و أكل الميتة و الدّم و لحم الخنزير و ما أهلّ لغير اللّه به من غير ضرورة و أكل السّحت و البخس في الميزان و المكيال و الميسر و شهادة الزّور و اليأس من روح اللّه و الأمن من مكر اللّه و القنوط من رحمة اللّه و ترك معاونة المظلومين و الرّكون إلى الظّالمين و اليمين الغموس و حبس الحقوق من غير عسر و استعمال التّكبّر و التّجبّر و الكذب و الإسراف و التّبذير و الخيانة و الاستخفاف بالحجّ و المحاربة لأولياء اللّه و الملاهي الّتي تصدّ عن ذكر اللّه عزّ و جلّ مكروهة كالغناء و ضرب الأوتار و الإصرار على صغائر الذّنوب
أقول الكراهة في آخره محمول على التّحريم أو على التّقيّة لما يأتي
20664- محمّد بن عليّ الكراجكيّ في كنز الفوائد قال قال ص الكبائر تسع أعظمهنّ الإشراك باللّه عزّ و جلّ و قتل النّفس المؤمنة و أكل الرّبا و أكل مال اليتيم و قذف المحصنات و الفرار من الزّحف و عقوق الوالدين و استحلال البيت الحرام و السّحر فمن لقي اللّه عزّ و جلّ و هو بريء منهنّ كان معي في جنّة مصاريعها الذّهب
و رواه الطّبرسيّ في مجمع البيان مرسلا إلّا أنّه قال سبع و ترك الأخيرتين
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك في مقدّمة العبادات و في الأنفال و غير ذلك و يأتي ما يدلّ عليه و قد نقل الطّبرسيّ في مجمع البيان عن أصحابنا أنّهم يقولون بأنّ المعاصي كلّها كبائر لكنّ بعضها أكبر من بعض و ليس في الذّنوب صغيرة و إنّما يكون صغيرا بالإضافة إلى ما هو أكبر و يستحقّ عليه العقاب أكثر انتهى و هذه الأحاديث لا تنافي ذلك و هو ظاهر و قد تقدّم النّهي عن احتقار الذّنوب و إن كانت صغيرة
باب 47 - صحّة التّوبة من الكبائر
20665- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عن ابن بكير عن سليمان بن خالد عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء الكبائر فما سواها قال قلت دخلت الكبائر في الاستثناء قال نعم
20666- و بالإسناد عن يونس عن إسحاق بن عمّار قال قلت لأبي عبد اللّه ع الكبائر فيها استثناء أن تغفر لمن يشاء قال نعم
20667- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عمّن ذكره عن أبي عبد اللّه ع قال ما من مؤمن يقارف في يومه و ليلته أربعين كبيرة فيقول و هو نادم أستغفر اللّه الّذي لا إله إلّا هو الحيّ القيّوم بديع السّماوات و الأرض ذا الجلال و الإكرام و أسأله أن يصلّي على محمّد و آله و أن يتوب عليّ إلّا غفرها اللّه له و لا خير فيمن يقارف في يومه أكثر من أربعين كبيرة
و رواه الصّدوق في ثواب الأعمال عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب مثله
-20668 محمّد بن عليّ بن الحسين قال قال رسول اللّه ص إنّما شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي
20669- قال و قال الصّادق ع شفاعتنا لأهل الكبائر من شيعتنا فأمّا التّائبون فإنّ اللّه يقول ما على المحسنين من سبيل
20670- قال و قال أمير المؤمنين ع لا شفيع أنجح من التّوبة
20671- قال و سئل الصّادق ع عن قول اللّه عزّ و جلّ إنّ اللّه لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء دخلت الكبائر في مشيّة اللّه قال نعم إن شاء عذّب عليها و إن شاء عفا
20672- و في معاني الأخبار عن محمّد بن الحسن عن الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن حمّاد بن عيسى عن أبي السّفاتج عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ و من يقتل مؤمنا متعمّدا فجزاؤه جهنّم خالدا فيها قال جزاؤه جهنّم إن جازاه
20673- و عن أبيه عن سعد عن إبراهيم بن هاشم عن ابن أبي عمير عن جعفر بن عثمان عن أبي بصير عن أبي جعفر ع في حديث الإسلام و الإيمان قال و الإيمان من شهد أن لا إله إلّا اللّه إلى أن قال و لم يلق اللّه بذنب أوعد عليه بالنّار قال أبو بصير جعلت فداك و أيّنا لم يلق اللّه إليه بذنب أوعد اللّه عليه النّار فقال ليس هو حيث تذهب إنّما هو من لم يلق اللّه بذنب أوعد اللّه عليه بالنّار و لم يتب منه
20674- و في عيون الأخبار عن الحسين بن أحمد البيهقيّ عن محمّد بن يحيى الصّوليّ عن عون بن محمّد عن سهل بن اليسع قال سمع الرّضا ع بعض أصحابه يقول لعن اللّه من حارب عليّا ع فقال له قل إلّا من تاب و أصلح ثمّ قال ذنب من تخلّف عنه و لم يتب أعظم من ذنب من قاتله ثمّ تاب
20675- و في كتاب التّوحيد عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمذانيّ عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن محمّد بن أبي عمير قال سمعت موسى بن جعفر ع يقول من اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يسأل عن الصّغائر قال اللّه تعالى إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفّر عنكم سيّئاتكم و ندخلكم مدخلا كريما قال قلت فالشّفاعة لمن تجب فقال حدّثني أبي عن آبائه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص إنّما شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي فأمّا المحسنون فما عليهم من سبيل قال ابن أبي عمير فقلت له يا ابن رسول اللّه فكيف تكون الشّفاعة لأهل الكبائر و اللّه تعالى يقول و لا يشفعون إلّا لمن ارتضى و من يرتكب الكبائر لا يكون مرتضى فقال يا أبا أحمد ما من مؤمن يذنب ذنبا إلّا ساءه ذلك و ندم عليه و قد قال رسول اللّه ص كفى بالنّدم توبة و قال من سرّته حسنته و ساءته سيّئته فهو مؤمن فمن لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن و لم تجب له الشّفاعة إلى أن قال قال النّبيّ ص لا كبير مع الاستغفار و لا صغير مع الإصرار الحديث
20676- و عن الحسين بن أحمد البيهقيّ عن محمّد بن يحيى الصّوليّ عن أبي زكوان عن إبراهيم بن العبّاس قال كنت في مجلس الرّضا ع فتذاكرنا الكبائر و قول المعتزلة فيها إنّها لا تغفر فقال الرّضا ع قال أبو عبد اللّه ع قد نزل القرآن بخلاف قول المعتزلة قال اللّه عزّ و جلّ و إنّ ربّك لذو مغفرة للنّاس على ظلمهم الحديث
20677- الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن المفيد عن أبي الطّيّب الحسين بن عليّ بن محمّد عن أحمد بن محمّد المقري عن يعقوب بن إسحاق عن عمر بن عاصم عن معمّر بن سليمان عن أبيه عن أبي عثمان النّهديّ عن جندب الغفاريّ أنّ رسول اللّه ص قال إنّ رجلا قال يوما و اللّه لا يغفر اللّه لفلان فقال اللّه عزّ و جلّ من ذا الّذي تألّى عليّ أن لا أغفر لفلان فإنّي قد غفرت لفلان و أحبطت عمل الثّاني بقوله لا يغفر اللّه لفلان
20678- عليّ بن إبراهيم في تفسيره عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد اللّه ع في قوله تعالى و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء دخلت الكبائر في الاستثناء قال نعم
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 48 - تحريم الإصرار على الذّنب و وجوب المبادرة بالتّوبة و الاستغفار
20679- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول لا و اللّه لا يقبل اللّه شيئا من طاعته على الإصرار على شيء من معاصيه
20680- و عنه عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص من علامات الشّقاء جمود العين و قسوة القلب و شدّة الحرص في طلب الدّنيا و الإصرار على الذّنب
20681- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن عبد اللّه بن محمّد النّهيكيّ عن عمّار بن مروان القنديّ عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال لا صغيرة مع الإصرار و لا كبيرة مع الاستغفار
20682- و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن سالم عن أحمد بن النّضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع في قول اللّه عزّ و جلّ و لم يصرّوا على ما فعلوا و هم يعلمون قال الإصرار أن يذنب الذّنب فلا يستغفر اللّه و لا يحدّث نفسه بالتّوبة فذلك الإصرار
20683- محمّد بن عليّ بن الحسين في كتاب عقاب الأعمال عن أبيه عن الحميريّ عن أحمد بن محمّد عن أبيه عن بكر بن صالح عن الحسين بن عليّ عن عبد اللّه بن إبراهيم الجعفريّ عن جعفر بن محمّد عن أبيه ع قال قال رسول اللّه ص من أذنب ذنبا و هو ضاحك دخل النّار و هو باك
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 49 - جملة ممّا ينبغي تركه من الخصال المحرّمة و المكروهة
20684- محمّد بن يعقوب عن الحسين بن محمّد عن أحمد بن إسحاق عن بكر بن محمّد عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللّه ع أصول الكفر ثلاثة الحرص و الاستكبار و الحسد الحديث
20685- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال النّبيّ ص أركان الكفر أربعة الرّغبة و الرّهبة و السّخط و الغضب
20686- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن نوح بن شعيب عن عبد اللّه الدّهقان عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص إنّ أوّل ما عصي اللّه به ستّة حبّ الدّنيا و حبّ الرّئاسة و حبّ الطّعام و حبّ النّوم و حبّ الرّاحة و حبّ النّساء
20687- و عنهم عن سهل بن زياد عن بعض أصحابه عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص ثلاث من كنّ فيه كان منافقا و إن صام و صلّى و زعم أنّه مسلم من إذا اؤتمن خان و إذا حدّث كذب و إذا وعد أخلف إنّ اللّه عزّ و جلّ قال في كتابه إنّ اللّه لا يحبّ الخائنين و قال أنّ لعنت اللّه عليه إن كان من الكاذبين و في قوله و اذكر في الكتاب إسماعيل إنّه كان صادق الوعد و كان رسولا نبيّا
20688- و عنهم عن سهل و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي حمزة عن جابر بن عبد اللّه قال قال رسول اللّه ص أ لا أخبركم بشرار رجالكم قلنا بلى يا رسول اللّه قال شرار رجالكم البهّات الجريء الفحّاش الآكل وحده و المانع رفده و الضّارب عبده و الملجئ عياله إلى غيره
20689- و عن عليّ عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حسن بن عطيّة عن يزيد الصّائغ قال قلت لأبي عبد اللّه ع رجل على هذا الأمر إن حدّث كذب و إن وعد أخلف و إن اؤتمن خان ما منزلته قال هي أدنى المنازل من الكفر و ليس بكافر
20690- و عنه عن أبيه عن عليّ بن أسباط عن داود بن النّعمان عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال خطب رسول اللّه ص النّاس فقال أ لا أخبركم بشراركم قالوا بلى يا رسول اللّه فقال الّذي يمنع رفده و يضرب عبده و يتزوّد وحده فظنّوا أنّ اللّه لم يخلق خلقا هو شرّ من هذا ثمّ قال أ لا أخبركم بمن هو شرّ من ذلك قالوا بلى يا رسول اللّه قال الّذي لا يرجى خيره و لا يؤمن شرّه فظنّوا أنّ اللّه لم يخلق خلقا هو شرّ من هذا ثمّ قال أ لا أخبركم بمن هو شرّ من ذلك قالوا بلى قال المتفحّش اللّعّان الّذي إذا ذكر عنده المؤمنون لعنهم و إذا ذكروه لعنوه
20691- و عنه عن محمّد بن عيسى عن يونس عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص أ لا أخبركم بأبعدكم منّي شبها قالوا بلى يا رسول اللّه قال الفاحش المتفحّش البذيء البخيل المختال الحقود الحسود القاسي القلب البعيد من كلّ خير يرجى غير المأمون من كلّ شرّ يتّقى
20692- و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ميسّر عن أبيه عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص خمسة لعنتهم و كلّ نبيّ مجاب الزّائد في كتاب اللّه و التّارك لسنّتي و المكذّب بقدر اللّه و المستحلّ من عترتي ما حرّم اللّه و المستأثر بالفيء المستحلّ له
20693- و عنه عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليمانيّ عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس الهلاليّ عن أمير المؤمنين ع قال بني الكفر على أربع دعائم الفسق و الغلوّ و الشّكّ و الشّبهة و الفسق على أربع شعب على الجفاء و العمى و الغفلة و العتوّ و الغلوّ على أربع شعب على التّعمّق بالرّأي و التّنازع فيه و الزّيغ و الشّقاق و الشّكّ على أربع شعب على المرية و الهوى و التّردّد و الاستسلام و الشّبهة على أربع شعب إعجاب بالزّينة و تسويل النّفس و تأوّل العوج و لبس الحقّ بالباطل و النّفاق على أربع دعائم على الهوى و الهوينا و الحفيظة و الطّمع و الهوى على أربع شعب على البغي و العدوان و الشّهوة و الطّغيان و الهوينا على أربع شعب على الغرّة و الأمل و الهينة و المماطلة و الحفيظة على أربع شعب على الكبر و الفخر و الحميّة و العصبيّة و الطّمع على أربع شعب الفرح و المرح و اللّجاجة و التّكاثر الحديث
20694- و عن الحسين بن محمّد عن محمّد بن جمهور عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الأصمّ عن الهيثم بن واقد عن محمّد بن مسلم عن محمّد بن سليمان عن ابن مسكان عن أبي حمزة عن عليّ بن الحسين ع قال إنّ المنافق ينهى و لا ينتهي و يأمر بما لا يأتي و إذا قام إلى الصّلاة اعترض قلت يا ابن رسول اللّه و ما الاعتراض قال الالتفات و إذا ركع ربض يمسي و همّه العشاء و هو مفطر و يصبح و همّه النّوم و لم يسهر إن حدّثك كذبك و إن ائتمنته خانك و إن غبت اغتابك و إن وعدك أخلفك
20695- و عنه عن ابن جمهور عن سليمان بن سماعة عن عبد الملك بن بحر رفعه مثل ذلك و زاد فيه و إذا ركع ربض و إذا سجد نقر و إذا جلس شغر
20696- الحسن الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق عن ابن مسعود عن النّبيّ ص في وصيّة طويلة قال سيأتي أقوام يأكلون طيّب الطّعام و ألوانها و يركبون الدّوابّ و يتزيّنون بزينة المرأة لزوجها و يتبرّجون تبرّج النّساء و زينتهنّ مثل زيّ الملوك الجبابرة هم منافقو هذه الأمّة في آخر الزّمان شاربون بالقهوات لاعبون بالكعاب راكبون الشّهوات تاركون الجماعات راقدون عن العتمات مفرّطون في الغدوات يقول اللّه تعالى فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصّلاة و اتّبعوا الشّهوات فسوف يلقون غيّا
20697- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع في وصيّة النّبيّ ص لعليّ ع قال يا عليّ خلق اللّه عزّ و جلّ الجنّة لبنتين لبنة من ذهب و لبنة من فضّة إلى أن قال فقال اللّه جلّ جلاله و عزّتي و جلالي لا يدخلها مدمن خمر و لا نمّام و لا ديّوث و لا شرطيّ و لا مخنّث و لا نبّاش و لا عشّار و لا قاطع رحم و لا قدريّ يا عليّ كفر باللّه العظيم من هذه الأمّة عشرة القتّات و السّاحر و الدّيّوث و النّاكح المرأة حراما في دبرها و ناكح البهيمة و من نكح ذات محرم و السّاعي في الفتنة و بائع السّلاح من أهل الحرب و مانع الزّكاة و من وجد سعة فمات و لم يحجّ إلى أن قال يا عليّ تسعة أشياء تورث النّسيان أكل التّفّاح الحامض و أكل الكزبرة و الجبنّ و سؤر الفأر و قراءة كتابة القبور و المشي بين امرأتين و طرح القملة و الحجامة في النّقرة و البول في الماء الرّاكد
20698- قال قال الصّادق جعفر بن محمّد ع من لم يبال ما قال و ما قيل فيه فهو شرك شيطان و من لم يبال أن يراه النّاس نسيا فهو شرك شيطان و من اغتاب أخاه المؤمن من غير ترة بينهما فهو شرك شيطان و من شغف بمحبّة الحرام و شهوة الزّنا فهو شرك شيطان ثمّ قال ع إنّ لولد الزّنا علامات أحدها بغضنا أهل البيت و ثانيها أن يحنّ إلى الحرام الّذي خلق منه و ثالثها الاستخفاف بالدّين و رابعها سوء المحضر للنّاس و لا يسيء محضر إخوانه إلّا من ولد على غير فراش أبيه أو حملت به أمّه في حيضها
20699- قال و خطب أمير المؤمنين ع في عيد الفطر إلى أن قال أطيعوا اللّه فيما نهاكم عنه من قذف المحصنة و إتيان الفاحشة و شرب الخمر و بخس المكيال و شهادة الزّور و الفرار من الزّحف
20700- و بإسناده عن سليمان بن جعفر البصريّ عن عبد اللّه بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ع عن أبيه عن الصّادق جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص إنّ اللّه تبارك و تعالى كره لكم أيّتها الأمّة أربعا و عشرين خصلة و نهاكم عنها كره لكم العبث في الصّلاة و كره المنّ في الصّدقة و كره الضّحك بين القبور و كره التّطلّع في الدّور و كره النّظر إلى فروج النّساء و قال يورث العمى و كره الكلام عند الجماع و قال يورث الخرس و كره النّوم قبل العشاء الآخرة و كره الحديث بعد العشاء الآخرة و كره الغسل تحت السّماء بغير مئزر و كره المجامعة تحت السّماء و كره دخول الأنهار إلّا بمئزر و قال في الأنهار عمّار و سكّان من الملائكة و كره دخول الحمّام إلّا بمئزر و كره الكلام بين الأذان و الإقامة في صلاة الغداة حتّى تنقضي الصّلاة و كره ركوب البحر في هيجانه و كره النّوم فوق سطح ليس بمحجّر و قال من نام على سطح ليس بمحجّر فقد برئت منه الذّمّة و كره أن ينام الرّجل في بيت وحده و كره للرّجل أن يغشى امرأته و هي حائض فإن غشيها و خرج الولد مجذوما أو أبرص فلا يلومنّ إلّا نفسه و كره أن يغشى الرّجل امرأته و قد احتلم حتّى يغتسل من احتلامه الّذي رأى فإن فعل و خرج الرّجل مجنونا فلا يلومنّ إلّا نفسه و كره أن يكلّم الرّجل مجذوما إلّا أن يكون بينه و بينه قدر ذراع و قال فرّ من المجذوم فرارك من الأسد و كره البول على شطّ نهر جار و كره أن يحدث الرّجل تحت شجرة مثمرة قد أينعت أو نخلة قد أينعت يعني أثمرت و كره أن ينتعل الرّجل و هو قائم و كره أن يدخل الرّجل البيت المظلم إلّا أن يكون بين يديه سراج أو نار و كره النّفخ في الصّلاة
و رواه في الأمالي و الخصال بالسّند الآتي
20701- و بإسناده عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه جميعا عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع في وصيّة النّبيّ ص لعليّ ع قال يا عليّ كره اللّه لأمّتي العبث في الصّلاة
20702- و في معاني الأخبار عن أبيه عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق عن يحيى بن محمّد بن صاعد عن زهر بن كميل عن العمر بن سليمان عن فضيل بن ميسرة عن ابن حريز عن أبي موسى عن رسول اللّه ص قال ثلاثة لا يدخلون الجنّة مدمن خمر و مدمن سحر و قاطع رحم و من مات مدمن خمر سقاه اللّه من نهر العرطة قيل و ما نهر العرطة قال نهر يجري من فروج المومسات يؤذى أهل النّار بريحهنّ
20703- و عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أحمد بن النّضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص أخبرني جبرئيل أنّ ريح الجنّة يوجد من مسيرة ألف عام و ما يجدها عاقّ و لا قاطع رحم و لا شيخ زان و لا جارّ إزاره خيلاء و لا فتّان و لا منّان و لا جعظريّ قلت و ما الجعظريّ قال الّذي لا يشبع من الدّنيا قال و في حديث آخر و لا حيّوف و هو النّبّاش و لا زنوق و هو المخنّث و لا جرّاض و لا جعظريّ و هو الّذي لا يشبع من الدّنيا
20704- و في الخصال عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عمّه محمّد بن أبي القاسم عن محمّد بن عليّ القرشيّ عن محمّد بن زياد عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن عن ثابت بن أبي صفيّة الثّماليّ عن ثور بن سعيد عن سعيد بن علاقة قال سمعت أمير المؤمنين ع يقول ترك نسج العنكبوت في البيت يورث الفقر و البول في الحمّام يورث الفقر و الأكل على الجنابة يورث الفقر و التّخلّل بالطّرفاء يورث الفقر و التّمشّط من قيام يورث الفقر و ترك القمامة في البيت يورث الفقر و اليمين الفاجرة تورث الفقر و الزّنا يورث الفقر و إظهار الحرص يورث الفقر و النّوم بين العشاءين يورث الفقر و النّوم قبل طلوع الشّمس يورث الفقر و اعتياد الكذب يورث الفقر و كثرة الاستماع إلى الغناء يورث الفقر و ردّ السّائل الذّكر باللّيل يورث الفقر و ترك التّقدير في المعيشة يورث الفقر و قطيعة الرّحم تورث الفقر ثمّ قال ع أ لا أنبّئكم بعد ذلك بما يزيد في الرّزق قالوا بلى يا أمير المؤمنين فقال الجمع بين الصّلاتين يزيد في الرّزق و التّعقيب بعد الغداة و بعد العصر يزيد في الرّزق و صلة الرّحم تزيد في الرّزق و كسح الفناء يزيد في الرّزق و مواساة الأخ في اللّه عزّ و جلّ يزيد في الرّزق و البكور في طلب الرّزق يزيد في الرّزق و الاستغفار يزيد في الرّزق و استعمال الأمانة يزيد في الرّزق و قول الحقّ يزيد في الرّزق و إجابة المؤذّن تزيد في الرّزق و ترك الكلام على الخلاء يزيد في الرّزق و ترك الحرص يزيد في الرّزق و شكر المنعم يزيد في الرّزق و اجتناب اليمين الكاذبة يزيد في الرّزق و الوضوء قبل الطّعام يزيد في الرّزق و أكل ما يسقط من الخوان يزيد في الرّزق و من سبّح اللّه كلّ يوم ثلاثين مرّة دفع اللّه عنه سبعين نوعا من البلاء أيسرها الفقر
و رواه ابن الفتّال في روضة الواعظين مرسلا
20705- عليّ بن إبراهيم في تفسيره عن أبيه عن سليمان بن مسلم الخشّاب عن عبد اللّه بن جريح عن عطاء بن أبي رياح عن ابن عبّاس عن النّبيّ ص أنّه قال في حجّة الوداع إنّ من أشراط القيامة إضاعة الصّلاة و اتّباع الشّهوات و الميل مع الأهواء و تعظيم المال و بيع الدّنيا بالدّين فعندها يذاب قلب المؤمن في جوفه كما يذاب الملح في الماء ممّا يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيّره ثمّ قال إنّ عندها يكون المنكر معروفا و المعروف منكرا و يؤتمن الخائن و يخوّن الأمين و يصدّق الكاذب و يكذّب الصّادق ثمّ قال فعندها إمارة النّساء و مشاورة الإماء و قعود الصّبيان على المنابر و يكون الكذب ظرفا و الزّكاة مغرما و الفيء مغنما و يجفو الرّجل والديه و يبرّ صديقه ثمّ قال فعندها يكتفي الرّجال بالرّجال و النّساء بالنّساء و يغار على الغلمان كما يغار على الجارية في بيت أهلها و يشّبّه الرّجال بالنّساء و النّساء بالرّجال و يركبن ذوات الفروج السّروج فعليهم من أمّتي لعنة اللّه ثمّ قال إنّ عندها تزخرف المساجد كما تزخرف البيع و الكنائس و تحلّى المصاحف و تطول المنارات و تكثر الصّفوف و القلوب متباغضة و الألسن مختلفة ثمّ قال فعند ذلك تحلّى ذكور أمّتي بالذّهب و يلبسون الحرير و الدّيباج و يتّخذون جلود النّمر صفافا ثمّ قال فعندها يظهر الرّبا و يتعاملون بالغيبة و الرّشا و يوضع الدّين و ترفع الدّنيا ثمّ قال و عندها يكثر الطّلاق فلا يقام للّه حدّ و لن يضرّ اللّه شيئا ثمّ قال و عندها تظهر القينات و المعازف و تليهم شرار أمّتي ثمّ قال و عندها حجّ أغنياء أمّتي للنّزهة و يحجّ أوساطها للتّجارة و يحجّ فقراؤهم للرّياء و السّمعة فعندها يكون أقوام يتعلّمون القرآن لغير اللّه فيتّخذونه مزامير و يكون أقوام يتفقّهون لغير اللّه و يكثر أولاد الزّنا يتغنّون بالقرآن و يتهافتون بالدّنيا ثمّ قال و ذلك إذا انتهكت المحارم و اكتسب المآثم و تسلّط الأشرار على الأخيار و يفشو الكذب و تظهر الحاجة و تفشو الفاقة و يتباهون في النّاس و يستحسنون الكوبة و المعازف و ينكر الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر إلى أن قال فأولئك يدعون في ملكوت السّماء الأرجاس الأنجاس الحديث
20706- محمّد بن إدريس في آخر السّرائر نقلا من جامع البزنطيّ عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد اللّه ع قال ستّة لا تكون في المؤمن العسر و النّكد و اللّجاجة و الكذب و الحسد و البغي
أقول المراد المؤمن الكامل الإيمان أو هو نفي بمعنى النّهي
باب 50- تحريم طلب الرّئاسة مع عدم الوثوق بالعدل
20707- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن معمّر بن خلّاد عن أبي الحسن ع أنّه ذكر رجلا فقال إنّه يحبّ الرّئاسة فقال ما ذئبان ضاريان في غنم قد تفرّق رعاؤها بأضرّ في دين المسلم من الرّئاسة
20708- و عنه عن أحمد عن سعيد بن جناح عن أخيه عن أبي عامر عن رجل عن أبي عبد اللّه ع قال من طلب الرّئاسة هلك
20709- و عنه عن أحمد عن الحسن بن أيّوب عن أبي عقيلة الصّيرفيّ عن كرّام عن أبي حمزة الثّماليّ قال قال لي أبو عبد اللّه ع إيّاك و الرّئاسة الحديث
20710- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عن عبد اللّه بن المغيرة عن عبد اللّه بن مسكان قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إيّاكم و هؤلاء الرّؤساء الّذين يترأّسون فو اللّه ما خفقت النّعال خلف الرّجل إلّا هلك و أهلك
20711- و عنهم عن سهل بن زياد عن داود بن مهران عن عليّ بن إسماعيل الميثميّ عن رجل عن جويرية بن مسهر قال اشتددت خلف أمير المؤمنين ع فقال يا جويرية إنّه لم يهلك هؤلاء الحمقى إلّا بخفق النّعال خلفهم
20712- و عنهم عن أحمد عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع و غيره رفعوه قال قال أبو عبد اللّه ع ملعون من ترأّس ملعون من همّ بها ملعون من حدّث نفسه بها
20713- و عنهم عن سهل بن زياد عن منصور بن العبّاس عن أبي ميّاح عن أبيه قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول من أراد الرّئاسة هلك
20714- و عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عن أبي الرّبيع الشّاميّ عن أبي جعفر ع قال لي يا أبا الرّبيع لا تطلبنّ الرّئاسة و لا تكن ذنبا و لا تأكل النّاس بنا فيفقرك اللّه الحديث
20715- و بالإسناد عن يونس عن العلاء عن محمّد بن مسلم قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول أ ترى لا أعرف خياركم من شراركم بلى و اللّه إنّ شراركم من أحبّ أن يوطأ عقبه إنّه لا بدّ من كذّاب أو عاجز الرّأي
20716- محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّيّ في كتاب الرّجال عن حمدويه و إبراهيم عن أيّوب بن نوح عن حنان عن عقبة بن بشير عن أبي جعفر ع في حديث قال و أمّا قولك إنّ قومي كان لهم عريف فهلك فأرادوا أن يعرّفوني عليهم فإن كنت تكره الجنّة و تبغضها فتعرّف عليهم يأخذ سلطان جائر بامرئ مسلم فيسفك دمه فتشرك في دمه و لعلّك لا تنال من دنياهم شيئا
20717- و عن عليّ بن محمّد بن قتيبة عن جعفر بن أحمد الرّازيّ عن محمّد بن خالد عن محمّد بن سنان عن زياد بن المنذر عن القاسم بن عوف عن عليّ بن الحسين ع في حديث أنّه قال له إيّاك أن تترأّس فيضعك اللّه و إيّاك أن تستأكل فيزيدك اللّه فقرا و اعلم أنّك إن تكن ذنبا في الخير خير لك من أن تكون رأسا في الشّرّ
20718- و عن محمّد بن مسعود عن عليّ بن محمّد بن يزيد عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن ابن أبي نصر عن عليّ بن عقبة عن أبيه عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال ما لكم و للرّئاسات إنّما المسلمون رأس واحد إيّاكم و الرّجال فإنّ الرّجال للرّجال مهلكة
-20719 الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن أبي عمر بن مهديّ عن أحمد بن يحيى عن عبد الرّحمن عن أبيه عن الوصّاف عن أبي بريدة عن النّبيّ ص قال لا يؤمّر أحد على عشرة فما فوقهم إلّا جيء به يوم القيامة مغلولة يداه فإن كان محسنا ]فكّ عنه[ و إن كان مسيئا يزيد غلّا على غلّه
20720- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد عن الحسين بن زيد عن الصّادق عن آبائه عن النّبيّ ص في حديث المناهي قال ألا و من تولّى عرافة قوم أتى يوم القيامة و يداه مغلولتان إلى عنقه فإن قام فيهم بأمر اللّه أطلقه اللّه و إن كان ظالما هوي به في نار جهنّم و بئس المصير
أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك في التّجارة
باب 51 - استحباب لزوم المنزل غالبا مع الإتيان بحقوق الإخوان لمن يشقّ عليه اجتناب مفاسد العشرة
20721- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمّد عن سليمان بن داود المنقريّ عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللّه ع قال قال إن قدرتم أن لا تعرفوا فافعلوا و ما عليك أن لم يثن النّاس عليك و ما عليك أن تكون مذموما عند النّاس إذا كنت عند اللّه محمودا إلى أن قال إن قدرت على أن لا تخرج من بيتك فافعل فإنّ عليك في خروجك أن لا تغتاب و لا تكذب و لا تحسد و لا ترائي و لا تتصنّع و لا تداهن ثمّ قال نعم صومعة المسلم بيته يكفّ فيه بصره و لسانه و نفسه و فرجه الحديث
20722- و عن عليّ بن محمّد عن سهل بن زياد عن محمّد بن عيسى عمّن رواه عن أبي عبد اللّه ع قال قال له رجل جعلت فداك رجل عرف هذا الأمر لزم بيته و لم يتعرّف إلى أحد من إخوانه قال كيف يتفقّه هذا في دينه
20723- و عن أبي عبد اللّه الأشعريّ عن بعض أصحابنا عن هشام بن الحكم عن أبي الحسن موسى بن جعفر ع في حديث طويل أنّه قال يا هشام الصّبر على الوحدة علامة قوّة العقل فمن عقل عن اللّه اعتزل أهل الدّنيا و الرّاغبين فيها و رغب فيما عند اللّه و كان اللّه أنسه في الوحشة و صاحبه في الوحدة و غناه في العيلة و معزّه من غير عشيرة
20724- الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن القاسم بن محمّد عن صفوان الجمّال عن الفضيل قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول طوبى لكلّ عبد لومة عرف النّاس قبل أن يعرفوه
20725- عليّ بن إبراهيم في تفسيره عن أمير المؤمنين ع في حديث قال طوبى لمن لزم بيته و أكل كسرته و بكى على خطيئته و كان من نفسه في تعب و النّاس منه في راحة
20726- أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ في المحاسن عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع عن آبائه عن عليّ ع قال ثلاث منجيات تكفّ لسانك و تبكي على خطيئتك و يسعك بيتك
20727- الفضل بن الحسن الطّبرسيّ في مجمع البيان قال قد جاء في الحديث النّهي عن التّبتّل و الانقطاع عن النّاس و الجماعات و النّهي عن الرّهبانيّة و السّياحة
أقول قد عرفت وجه الجمع في العنوان و تقدّم في العشرة و غيرها ما يدلّ على وجوبها عموما و خصوصا و على حقوق الإخوان و استحباب الاجتماع و يأتي في الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر ما يدلّ على وجوب اجتناب أهل المنكر
باب 52 - تحريم اختتال الدّنيا بالدّين
20728- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن سنان عن إسماعيل بن جابر عن يونس بن ظبيان قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول قال رسول اللّه ص إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول ويل للّذين يختلون الدّنيا بالدّين و ويل للّذين يقتلون الّذين يأمرون بالقسط من النّاس و ويل للّذين يسير المؤمن فيهم بالتّقيّة أ بي يغترّون أم عليّ يجترءون فبي حلفت لأتيحنّ لهم فتنة تترك الحليم منهم حيران
20729- محمّد بن عليّ بن الحسين في كتاب عقاب الأعمال بإسناد تقدّم في عيادة المريض عن رسول اللّه ص أنّه قال في آخر خطبة خطبها و من عرضت له دنيا و آخرة فاختار الدّنيا و ترك الآخرة لقي اللّه و ليست له حسنة يتّقي بها النّار و من أخذ الآخرة و ترك الدّنيا لقي اللّه يوم القيامة و هو عنه راض
20730- عبد اللّه بن جعفر الحميريّ في قرب الإسناد عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد عن جعفر بن محمّد عن أبيه ع أنّ اللّه تبارك و تعالى أنزل كتابا من كتبه على نبيّ من أنبيائه و فيه أنّه سيكون خلق من خلقي يلحسون الدّنيا بالدّين يلبسون مسوك الضّأن على قلوب كقلوب الذّئاب أشدّ مرارة من الصّبر و ألسنتهم أحلى من العسل و أعمالهم الباطنة أنتن من الجيف أ فبي يغترّون أم إيّاي يخادعون أم عليّ يجترون فبعزّتي حلفت لأتيحنّ لهم فتنة تطأ في خطامها حتّى تبلغ أطراف الأرض تترك الحليم منهم حيران
و رواه الصّدوق في عقاب الأعمال عن أبيه عن عبد اللّه بن جعفر أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك
باب 53 - وجوب تسكين الغضب عن فعل الحرام و ما يسكّن به
20731- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عن صفوان الجمّال قال قال أبو عبد اللّه ع إنّما المؤمن الّذي إذا غضب لم يخرجه غضبه من حقّ و إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل و إذا قدر لم يأخذ أكثر ممّا له
و رواه الصّدوق في كتاب صفات الشّيعة عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد عن ابن أبي عمير عن صفوان بن مهران مثله
20732- و عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الخلّ العسل
20733- و عنه عن محمّد بن عيسى عن يونس عن داود بن فرقد قال قال أبو عبد اللّه ع الغضب مفتاح كلّ شرّ
20734- و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن ابن فضّال عن عليّ بن عقبة عن أبيه عن ميسّر قال ذكر الغضب عند أبي جعفر ع قال إنّ الرّجل ليغضب فما يرضى أبدا حتّى يدخل النّار فأيّما رجل غضب على قوم و هو قائم فليجلس من فوره ذلك فإنّه يذهب عنه رجز الشّيطان و أيّما رجل غضب على ذي رحم فليدن منه فليمسّه فإنّ الرّحم إذا مسّت سكنت
20735- و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد و عن عليّ بن محمّد عن صالح بن أبي حمّاد جميعا عن الوشّاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن معلّى بن خنيس عن أبي عبد اللّه ع قال قال رجل للنّبيّ ص يا رسول اللّه علّمني فقال اذهب فلا تغضب الحديث
20736- و عنه عن معلّى عن الحسن بن عليّ عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص من كفّ نفسه عن أعراض النّاس أقال اللّه نفسه يوم القيامة و من كفّ غضبه عن النّاس كفّ اللّه تبارك و تعالى عنه عذاب يوم القيامة
20737- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عن النّضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال سمعت أبي يقول أتى رسول اللّه ص رجل بدويّ فقال إنّي أسكن البادية فعلّمني جوامع الكلم فقال آمرك أن لا تغضب فأعاد عليه الأعرابيّ المسألة ثلاث مرّات حتّى رجع الرّجل إلى نفسه فقال لا أسأل عن شيء بعد هذا ما أمرني رسول اللّه ص إلّا بالخير قال و كان أبي يقول أيّ شيء أشدّ من الغضب إنّ الرّجل ليغضب فيقتل النّفس الّتي حرّم اللّه و يقذف المحصنة
20738- و عنهم عن أحمد عن ابن فضّال عن إبراهيم بن محمّد الأشعريّ عن عبد الأعلى قال قلت لأبي عبد اللّه ع علّمني عظة أتّعظ بها فقال إنّ رسول اللّه ص أتاه رجل فقال يا رسول اللّه ص علّمني عظة أتّعظ بها فقال انطلق فلا تغضب ثمّ عاد إليه فقال انطلق فلا تغضب ثلاث مرّات
20739- و عنهم عن أحمد عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عمّن سمع أبا عبد اللّه ع يقول من كفّ غضبه ستر اللّه عورته
20740- و عنهم عن أحمد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن حبيب السّجستانيّ عن أبي جعفر ع قال مكتوب في التّوراة فيما ناجى اللّه به موسى ع يا موسى أمسك غضبك عمّن ملّكتك عليه أكفّ عنك غضبي
20741- و عنهم عن أحمد عن بعض أصحابه رفعه قال قال أبو عبد اللّه ع الغضب ممحقة لقلب الحكيم و قال من لم يملك غضبه لم يملك عقله
20742- و عنهم عن سهل بن زياد و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي حمزة الثّماليّ عن أبي جعفر ع قال إنّ هذا الغضب جمرة من الشّيطان توقد في قلب ابن آدم و إنّ أحدكم إذا غضب احمرّت عيناه و انتفخت أوداجه و دخل الشّيطان فيه فإذا خاف أحدكم ذلك من نفسه فليلزم الأرض فإنّ رجز الشّيطان ليذهب عنه عند ذلك
20743- و عنهم عن سهل عن ابن محبوب عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال من كفّ غضبه عن النّاس كفّ اللّه عنه عذاب يوم القيامة
20744- محمّد بن عليّ بن الحسين قال مرّ رسول اللّه ص بقوم يتشايلون حجرا فقال ما هذا فقالوا نختبر أشدّنا و أقوانا فقال أ لا أخبركم بأشدّكم و أقواكم قالوا بلى يا رسول اللّه قال أشدّكم و أقواكم الّذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم و لا باطل و إذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحقّ و إذا ملك لم يتعاط ما ليس له بحقّ
و في المجالس و في معاني الأخبار عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن محمّد بن يحيى الخزّاز عن غياث بن إبراهيم عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع مثله
-20745 و في الخصال عن أبيه عن محمّد بن أحمد بن الصّلت عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ عن أبيه عن يونس بن عبد الرّحمن عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال قال الحواريّون لعيسى ع أيّ الأشياء أشدّ قال أشدّ الأشياء غضب اللّه عزّ و جلّ قالوا بما نتّقي غضب اللّه قال بأن لا تغضبوا قالوا و ما بدء الغضب قال الكبر و التّجبّر و محقرة النّاس
20746- و عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن السّعدآباديّ عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عن يونس بن عبد الرّحمن عن داود بن فرقد قال قال أبو عبد اللّه ع الغضب مفتاح كلّ شرّ
20747- و في ثواب الأعمال عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن سيف عن أخيه عن أبيه عن عاصم عن أبي حمزة الثّماليّ عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول من كفّ نفسه عن أعراض النّاس كفّ اللّه عنه عذاب يوم القيامة و من كفّ غضبه عن النّاس أقاله اللّه نفسه يوم القيامة
20748- و عن أبيه عن محمّد بن أحمد بن عليّ بن الصّلت عن أحمد بن محمّد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عمّن سمع أبا عبد اللّه ع يقول من كفّ غضبه ستر اللّه عورته
-20749 و في المجالس عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال عن عليّ بن عقبة عن أبيه عن أبي بصير عن الصّادق جعفر بن محمّد عن أبيه ع أنّه ذكر عنده الغضب فقال إنّ الرّجل ليغضب حتّى ما يرضى أبدا و يدخل بذلك النّار فأيّما رجل غضب و هو قائم فليجلس فإنّه سيذهب عنه رجس الشّيطان و إن كان جالسا فليقم و أيّما رجل غضب على ذي رحم فليقم إليه و ليدن منه و ليمسّه فإنّ الرّحم إذا مسّت الرّحم سكنت
20750- أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ في المحاسن عن ابن فضّال عن عاصم بن حميد عن عبد اللّه بن الحسن عن أمّه فاطمة بنت الحسين ع قالت قال رسول اللّه ص ثلاث من كنّ فيه يستكمل خصال الإيمان الّذي إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل و إذا غضب لم يخرجه غضبه من الحقّ و إذا قدر لم يتعاط ما ليس له
أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك
باب 54 - وجوب ذكر اللّه عند الغضب
20751- محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمّد بن عبد الحميد عن يحيى بن عمرو عن عبد اللّه بن سنان قال قال أبو عبد اللّه ع أوحى اللّه عزّ و جلّ إلى بعض أنبيائه يا ابن آدم اذكرني في غضبك أذكرك في غضبي لا أمحقك فيمن أمحق و ارض بي منتصرا فإنّ انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك
20752- و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن ابن فضّال عن عقبة عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع مثله و زاد فيه و إذا ظلمت بمظلمة فارض بانتصاري لك فإنّ انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك
20753- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن ابن محبوب عن إسحاق بن عمّار قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّ في التّوراة مكتوبا يا ابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك عند غضبي فلا أمحقك فيمن أمحق و إذا ظلمت بمظلمة فارض بانتصاري لك فإنّ انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 55 - تحريم الحسد و وجوب اجتنابه دون الغبطة
20754- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن ابن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمّد بن مسلم قال قال أبو جعفر ع إنّ الرّجل ليأتي بأدنى بادرة فيكفر و إنّ الحسد ليأكل الإيمان كما تأكل النّار الحطب
20755- و عنه عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن خالد و الحسين بن سعيد عن النّضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جرّاح المدائنيّ عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ الحسد ليأكل الإيمان كما تأكل النّار الحطب
20756- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن ابن محبوب عن داود الرّقّيّ قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول اتّقوا اللّه و لا يحسد بعضكم بعضا الحديث
20757- و عن عليّ عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص كاد الفقر أن يكون كفرا و كاد الحسد أن يغلب القدر
20758- و عنه عن محمّد بن عيسى عن يونس عن معاوية بن وهب قال قال أبو عبد اللّه ع آفة الدّين الحسد و العجب و الفخر
20759- و بالإسناد عن يونس عن داود الرّقّيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص قال اللّه عزّ و جلّ لموسى بن عمران يا ابن عمران لا تحسدنّ النّاس على ما آتيتهم من فضلي و لا تمدّنّ عينيك إلى ذلك و لا تتبعه نفسك فإنّ الحاسد ساخط لنعمتي صادّ لقسمي الّذي قسمت بين عبادي و من يك كذلك فلست منه و ليس منّي
20760- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمّد عن المنقريّ عن الفضيل بن عياض عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ المؤمن يغبط و لا يحسد و المنافق يحسد و لا يغبط
20761- و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي مالك الحضرميّ عن حمزة بن حمران عن أبي عبد اللّه ع قال ثلاثة لم ينج منها نبيّ فمن دونه التّفكّر في الوسوسة في الخلق و الطّيرة و الحسد إلّا أنّ المؤمن لا يستعمل حسده
-20762 محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع في وصيّة النّبيّ ص لعليّ ع قال يا عليّ أنهاك عن ثلاث خصال الحسد و الحرص و الكبر
20763- و في الخصال عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن بكر بن محمّد عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال أصول الكفر ثلاثة الحرص و الاستكبار و الحسد الحديث
20764- و في عيون الأخبار و في معاني الأخبار عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد عن الحسن بن محمّد بن إسماعيل القرشيّ عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرّضا عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص دبّ إليكم داء الأمم قبلكم البغضاء و الحسد
20765- و في المجالس عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن بكر بن محمّد عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللّه الصّادق ع أصول الكفر ثلاثة الحرص و الاستكبار و الحسد
-20766 محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال حسد الصّديق من سقم المودّة
20767- قال و قال ع صحّة الجسد من قلّة الحسد
20768- الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن محمّد بن محمّد عن محمّد بن الحسن البصير عن عليّ بن أحمد بن سيابة عن عمر بن عبد الجبّار عن أبيه عن عليّ بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عن أبيه عن جدّه ع قال قال رسول اللّه ص ذات يوم لأصحابه ألا إنّه قد دبّ إليكم داء الأمم من قبلكم و هو الحسد ليس بحالق الشّعر لكنّه حالق الدّين و ينجي فيه أن يكفّ الإنسان يده و يخزن لسانه و لا يكون ذا غمر على أخيه المؤمن
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و على العفو عن الحسد الّذي لا يظهر أثره
باب 56 - جملة ممّا عفي عنه
20769- محمّد بن عليّ بن الحسين في التّوحيد و الخصال عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن سعد بن عبد اللّه عن يعقوب بن يزيد عن حمّاد بن عيسى عن حريز بن عبد اللّه عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص رفع عن أمّتي تسعة أشياء الخطأ و النّسيان و ما أكرهوا عليه و ما لا يعلمون و ما لا يطيقون و ما اضطرّوا إليه و الحسد و الطّيرة و التّفكّر في الوسوسة في الخلوة ما لم ينطقوا بشفة
20770- محمّد بن يعقوب عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن أبي داود المسترقّ عن عمرو بن مروان عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص رفع عن أمّتي أربع خصال خطؤها و نسيانها و ما أكرهوا عليه و ما لم يطيقوا و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربّنا و لا تحمل علينا إصرا كما حملته على الّذين من قبلنا ربّنا و لا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به و قوله إلّا من أكره و قلبه مطمئنّ بالإيمان
-20771 و عنه عن محمّد بن أحمد النّهديّ رفعه عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص وضع عن أمّتي تسع خصال الخطأ و النّسيان و ما لا يعلمون و ما لا يطيقون و ما اضطرّوا إليه و ما استكرهوا عليه و الطّيرة و الوسوسة في التّفكّر في الخلق و الحسد ما لم يظهر بلسان أو يد
باب 57 - تحريم التّعصّب على غير الحقّ
20772- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن الحكم عن داود بن النّعمان عن منصور بن حازم عن أبي عبد اللّه ع قال من تعصّب أو تعصّب له فقد خلع ربقة الإيمان من عنقه
و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم و درست بن أبي منصور جميعا عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص و ذكر مثله و رواه الصّدوق في عقاب الأعمال عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم مثله
20773- و عنه عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص من كان في قلبه حبّة من خردل من عصبيّة بعثه اللّه يوم القيامة مع أعراب الجاهليّة
و رواه الصّدوق في المجالس عن جعفر بن عليّ عن جدّه الحسن بن عليّ عن جدّه عبد اللّه بن المغيرة عن إسماعيل بن أبي زياد عن الصّادق جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه ع عن رسول اللّه ص و رواه في عقاب الأعمال عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عليّ بن إبراهيم مثله
20774- و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن صفوان بن يحيى عن خضر عن محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه ع قال من تعصّب عصبه اللّه بعصابة من نار
و رواه الصّدوق في عقاب الأعمال عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن يعقوب بن يزيد عن صفوان مثله
20775- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن ابن أبي نصر عن صفوان بن مهران عن عامر بن السّمط عن حبيب بن ثابت عن عليّ بن الحسين ع قال لم يدخل الجنّة حميّة غير حميّة حمزة بن عبد المطّلب و ذلك حين أسلم غضبا للنّبيّ ص في حديث السّلى الّذي ألقي على النّبيّ ص
20776- و عنهم عن أحمد عن أبيه عن فضالة عن داود بن فرقد عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ الملائكة كانوا يحسبون أنّ إبليس منهم و كان في علم اللّه أنّه ليس منهم فاستخرج ما في نفسه بالحميّة و الغضب و قال خلقتني من نار و خلقته من طين
20777- و عنهم عن سهل بن زياد عن إبراهيم بن عقبة عن سيابة بن أيّوب و محمّد بن الوليد و عليّ بن أسباط يرفعونه إلى أمير المؤمنين ع قال إنّ اللّه يعذّب السّتّة بالسّتّة العرب بالعصبيّة و الدّهاقين بالكبر و الأمراء بالجور و الفقهاء بالحسد و التّجّار بالخيانة و أهل الرّساتيق بالجهل
و رواه البرقيّ في المحاسن عن داود النّهديّ عن عليّ بن أسباط عن الحلبيّ رفعه إلى أمير المؤمنين ع و رواه الصّدوق في عقاب الأعمال عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن السّعدآباديّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه مثله
20778- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه و عن عليّ بن محمّد القاسانيّ )عن القاسم بن محمّد عن المنقريّ( عن عبد الرّزّاق عن معمر عن الزّهريّ قال سئل عليّ بن الحسين ع عن العصبيّة فقال العصبيّة الّتي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرّجل شرار قومه خيرا من خيار قوم آخرين و ليس من العصبيّة أن يحبّ الرّجل قومه و لكن من العصبيّة أن يعين الرّجل قومه على الظّلم
20779- محمّد بن عليّ بن الحسين في كتاب عقاب الأعمال عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن يعقوب بن يزيد عن صفوان عن عبد اللّه بن الوليد عن عبد اللّه بن أبي يعفور عن أبي عبد اللّه ع قال من تعصّب أو تعصّب له خلع ربقة الإيمان من عنقه
20780- و عنه عن الصّفّار عن يعقوب بن يزيد عن العمّيّ رفعه قال من تعصّب حشره اللّه يوم القيامة مع أعراب الجاهليّة
أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك
باب 58 - تحريم التّكبّر
20781- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عن أبان عن حكيم قال سألت أبا عبد اللّه ع عن أدنى الإلحاد قال إنّ الكبر أدناه
20782- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن عثمان بن عيسى عن العلاء بن الفضيل عن أبي عبد اللّه ع قال قال أبو جعفر ع العزّ رداء اللّه و الكبر إزاره فمن تناول شيئا منه أكبّه اللّه في جهنّم
20783- و عنهم عن أحمد بن محمّد بن خالد عن محمّد بن عليّ عن أبي جميلة عن ليث المراديّ عن أبي عبد اللّه ع قال الكبر رداء اللّه فمن نازع اللّه شيئا من ذلك أكبّه اللّه في النّار
و رواه الصّدوق في عقاب الأعمال عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عمّه محمّد بن أبي القاسم عن محمّد بن عليّ و الّذي قبله عن أبيه عن سعد عن أحمد بن أبي عبد اللّه مثله
20784- و عنهم عن أحمد عن أبيه عن القاسم بن عروة عن عبد اللّه بن بكير عن زرارة عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه ع قالا لا يدخل الجنّة من في قلبه مثقال ذرّة من كبر
و رواه الصّدوق في عقاب الأعمال عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عليّ بن الحسين السّعدآباديّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه مثله
20785- و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن ابن فضّال عن ثعلبة عن معمر بن عمر بن عطاء عن أبي جعفر ع قال الكبر رداء اللّه و المتكبّر ينازع اللّه رداءه
20786- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن بكير عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ في جهنّم لواديا للمتكبّرين يقال له سقر شكا إلى اللّه عزّ و جلّ شدّة حرّه و سأله عزّ و جلّ أن يأذن له أن يتنفّس فتنفّس فأحرق جهنّم
و رواه الصّدوق في عقاب الأعمال عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير مثله
20787- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن سنان عن داود بن فرقد عن أخيه قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّ المتكبّرين يجعلون في صور الذّرّ تتوطّؤهم النّاس حتّى يفرغ اللّه من الحساب
و رواه الصّدوق في عقاب الأعمال عن أبيه عن سعد عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن محمّد بن سنان و رواه البرقيّ في المحاسن عن أبيه رفعه مثله و الّذي قبله عن ابن بكير مثله
20788- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّه ع قال ما من عبد إلّا و في رأسه حكمة و ملك يمسكها فإذا تكبّر قال له اتّضع وضعك اللّه فلا يزال أعظم النّاس في نفسه و أصغر النّاس في أعين النّاس و إذا تواضع رفعها اللّه عزّ و جلّ ثمّ قال له انتعش نعشك اللّه فلا يزال أصغر النّاس في نفسه و أرفع النّاس في أعين النّاس
20789- و بالإسناد الآتي عن أبي عبد اللّه ع في وصيّته لأصحابه قال و إيّاكم و العظمة و الكبر فإنّ الكبر رداء اللّه عزّ و جلّ فمن نازع اللّه رداءه قصمه اللّه و أذلّه يوم القيامة
20790- محمّد بن عليّ بن الحسين في ثواب الأعمال عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عمّه محمّد بن أبي القاسم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمّد عن أبيه ع أنّ عليّا ع قال ما أحد من ولد آدم إلّا و ناصيته بيد ملك فإن تكبّر جذبه بناصيته إلى الأرض ثمّ قال له تواضع وضعك اللّه و إن تواضع جذبه بناصيته ثمّ قال له ارفع رأسك رفعك اللّه و لا وضعك بتواضعك للّه
20791- و في معاني الأخبار عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال رفعه عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص إنّ لإبليس كحلا و لعوقا و سعوطا فكحله النّعاس و لعوقه الكذب و سعوطه الكبر
20792- و عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أبان بن عثمان عن حبيب بن حكيم قال سألت أبا الحسن ع عن أدنى الإلحاد قال الكبر
20793- و في عقاب الأعمال عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن السّعدآباديّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن منصور بن العبّاس عن سعيد بن جناح عن حسين بن المختار عن أبي عبد اللّه ع قال ثلاثة لا ينظر اللّه إليهم ثاني عطفه و مسبل إزاره خيلاء و المنفّق سلعته بالأيمان و الكبر إنّ الكبرياء للّه ربّ العالمين
20794- و بهذا الإسناد عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن محمّد بن عليّ عن أبي جميلة عن سعد بن طريف عن أبي جعفر ع قال الكبر مطايا النّار
20795- و عن أبيه عن سعد عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن عبد اللّه بن القاسم رفعه قال قال رسول اللّه ص يحشر المتكبّرون يوم القيامة في خلق الذّرّ في صور النّاس يوطئون حتّى يفرغ اللّه من حساب خلقه ثمّ يسلك بهم إلى النّار يسقون من طينة خبال من عصارة أهل النّار
20796- و بإسناده قال قال رسول اللّه ص أكثر أهل جهنّم المتكبّرون
20797- عبد اللّه بن جعفر في قرب الإسناد عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص إنّ أحبّكم إليّ و أقربكم منّي يوم القيامة مجلسا أحسنكم خلقا و أشدّكم تواضعا و إنّ أبعدكم منّي يوم القيامة الثّرثارون و هم المستكبرون
20798- أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن ابن فضّال عن ابن بكير عن أبي عبد اللّه ع قال كانت لرسول اللّه ص ناقة لا تسبق فسابق أعرابيّا بناقته فسبقها فاكتأب لذلك المسلمون فقال رسول اللّه ص إنّها ترفّعت و حقّ على اللّه أن لا يرتفع شيء إلّا وضعه اللّه
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 59 - تحريم التّجبّر و التّيه و الاختيال
20799- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن جعفر عن محمّد بن عبد الحميد عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص ثلاثة لا يكلّمهم اللّه و لا ينظر إليهم يوم القيامة و لا يزكّيهم و لهم عذاب أليم شيخ زان و ملك جبّار و مقلّ مختال
و رواه الصّدوق في عقاب الأعمال عن أبيه عن سعد عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن محمّد بن عبد الحميد مثله
20800- و عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد عن بعض أصحابه عن النّهديّ عن يزيد بن إسحاق شعر عن عبد اللّه بن المنذر عن عبد اللّه بن بكير قال قال أبو عبد اللّه ع ما من أحد يتيه إلّا من ذلّة يجدها في نفسه
20801- قال و في حديث آخر عن أبي عبد اللّه ع ما من رجل تكبّر أو تجبّر إلّا لذلّة يجدها في نفسه
20802- و عنه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول الكبر قد يكون في شرار النّاس من كلّ جنس و الكبر رداء اللّه فمن نازع اللّه رداءه لم يزده إلّا سفالا إنّ رسول اللّه ص مرّ في بعض طرق المدينة و سوداء تلقط السّرقين فقيل لها تنحّي عن طريق رسول اللّه ص فقالت إنّ الطّريق لمعرض فهمّ بها بعض القوم أن يتناولها فقال رسول اللّه ص دعوها فإنّها جبّارة
20803- و بالإسناد الآتي عن أبي عبد اللّه ع في وصيّته لأصحابه أنّه قال و إيّاكم و التّجبّر على اللّه و اعلموا أنّ عبدا لم يبتل بالتّجبّر على اللّه إلّا تجبّر على دين اللّه فاستقيموا للّه و لا ترتدّوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين أجارنا اللّه و إيّاكم من التّجبّر على اللّه
20804- محمّد بن عليّ بن الحسين في عيون الأخبار عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمذانيّ عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عليّ بن معبد عن الحسين بن خالد عن عليّ بن موسى الرّضا ع عن أبيه عن جعفر بن محمّد ع قال إنّ اللّه تبارك و تعالى ليبغض البيت اللّحم و اللّحم السّمين فقال له بعض أصحابنا يا ابن رسول اللّه إنّا لنحبّ اللّحم و ما تخلو بيوتنا عنه فكيف ذلك فقال ليس حيث تذهب إنّما البيت اللّحم الّذي تؤكل لحوم النّاس فيه بالغيبة و أمّا اللّحم السّمين فهو المتجبّر المتكبّر المختال في مشيته
20805- و في عقاب الأعمال عن أبيه عن سعد عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن محمّد بن عليّ الكوفيّ عن عمرو بن جميع عن أبي عبد اللّه ع قال الجبّارون أبعد النّاس من اللّه عزّ و جلّ يوم القيامة
20806- و عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن عبد اللّه بن هلال عن عقبة بن خالد عن ميسّر عن أبي جعفر ع قال إنّ في جهنّم لجبلا يقال له الصّعدا و إنّ في الصّعدا لواديا يقال له سقر و إنّ في سقر لجبّا يقال له هبهب كلّما كشف غطاء ذلك الجبّ ضجّ أهل النّار من حرّه ذلك منازل الجبّارين
و رواه البرقيّ في المحاسن عن ميسّر مثله
20807- و عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد عن موسى بن عمر عن ابن فضّال عمّن حدّثه عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص من مشى في الأرض اختيالا لعنته الأرض و من تحتها و من فوقها
20808- و عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد عن أبيه رفعه قال قال أبو جعفر ع قال قال رسول اللّه ص ويل لمن يختال في الأرض يعاند جبّار السّماوات و الأرض
20809- أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ في المحاسن عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص إنّ في السّماء ملكين موكّلين بالعباد فمن تجبّر وضعاه
20810- و عن عليّ بن عبد اللّه عن عليّ بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء عن بشير النّبّال قال كنّا مع أبي جعفر ع في المسجد إذ مرّ علينا أسود و هو ينزع في مشيه فقال أبو جعفر ع إنّه الجبّار قلت إنّه سائل قال إنّه جبّار و قال أبو عبد اللّه ع كان عليّ بن الحسين ع يمشي مشية كأنّ على رأسه الطّير لا يسبق يمينه شماله
20811- و عن محمّد بن عليّ عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي بصير عن أبي جعفر ع أنّ النّبيّ ص أوصى رجلا من بني تميم فقال له إيّاك و إسبال الإزار و القميص فإنّ ذلك من المخيلة و اللّه لا يحبّ المخيلة
20812- قال و قال أبو عبد اللّه ع ما حاذى الكعبين من الثّوب ففي النّار
20813- قال و قال ع ثلاث إذا كنّ في الرّجل فلا تتحرّج أن تقول إنّها في جهنّم البذاء و الخيلاء و الفخر
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 60 - حدّ التّكبّر و التّجبّر المحرّمين
20814- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عن أبي أيّوب عن محمّد بن مسلم عن أحدهما ع قال لا يدخل الجنّة من كان في قلبه مثقال حبّة من خردل من الكبر قال فاسترجعت فقال ما لك تسترجع فقلت لما سمعت منك فقال ليس حيث تذهب إنّما أعني الجحود إنّما هو الجحود
156- و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن ابن فضّال عن عليّ بن عقبة عن أيّوب بن حرّ عن عبد الأعلى عن أبي عبد اللّه ع قال الكبر أن تغمص النّاس و تسفه الحقّ
20816- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن الحكم عن سيف بن عميرة عن عبد الأعلى بن أعين قال قال أبو عبد اللّه ع قال رسول اللّه ص إنّ أعظم الكبر غمص الخلق و سفه الحقّ قلت و ما غمص الخلق و سفه الحقّ قال يجهل الحقّ و يطعن على أهله فمن فعل ذلك فقد نازع اللّه عزّ و جلّ رداءه
20817- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن غير واحد عن عليّ بن أسباط عن عمّه يعقوب بن سالم عن عبد الأعلى عن أبي عبد اللّه ع قال قلت له ما الكبر قال أعظم الكبر أن تسفه الحقّ و تغمص النّاس قلت و ما سفه الحقّ قال يجهل الحقّ و يطعن على أهله
و رواه الصّدوق في معاني الأخبار عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عمّه عن محمّد بن عليّ الكوفيّ عن ابن بقّاح عن سيف بن عميرة عن عبد الملك عن أبي عبد اللّه ع و الّذي قبله عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم و الّذي قبلهما عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عليّ بن الحسين السّعدآباديّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن ابن فضّال و الأوّل بهذا السّند عن ابن فضّال عن ابن مسكان عن يزيد بن فرقد عمّن سمع أبا عبد اللّه ع يقول و ذكر مثله
20818- و عنه عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن عمر بن يزيد عن أبيه قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّني آكل الطّعام الطّيّب و أشمّ الرّائحة الطّيّبة و أركب الدّابّة الفارهة و يتبعني الغلام فترى في هذا شيئا من التّجبّر فلا أفعله فأطرق أبو عبد اللّه ع ثمّ قال إنّما الجبّار الملعون من غمص النّاس و جهل الحقّ قال عمر فقلت أمّا الحقّ فلا أجهله و الغمص لا أدري ما هو قال من حقّر النّاس و تجبّر عليهم فذلك الجبّار
20819- محمّد بن عليّ بن الحسين في معاني الأخبار عن أبيه عن سعد عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن محمّد بن عليّ عن عليّ بن النّعمان عن عبد اللّه بن طلحة عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص لن يدخل الجنّة من في قلبه مثقال حبّة من خردل من كبر و لا يدخل النّار من في قلبه مثقال حبّة من خردل من إيمان قلت جعلت فداك إنّ الرّجل ليلبس الثّوب أو يركب الدّابّة فيكاد يعرف منه الكبر فقال ليس بذلك إنّما الكبر إنكار الحقّ و الإيمان الإقرار بالحقّ
و رواه في عقاب الأعمال عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن السّعدآباديّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه مثله
208- و عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن إبراهيم بن هاشم عن إسماعيل بن مرّار عن يونس بن عبد الرّحمن عن أبي أيّوب الخرّاز عن محمّد بن مسلم عن أحدهما يعني أبا جعفر و أبا عبد اللّه ع قال لا يدخل الجنّة من كان في قلبه مثقال حبّة من خردل من كبر قال قلت إنّا نلبس الثّوب الحسن فيدخلنا العجب فقال إنّما ذلك فيما بينه و بين اللّه عزّ و جلّ
باب 61 - تحريم حبّ الدّنيا المحرّمة و وجوب بغضها
20821- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن درست بن أبي منصور عن رجل و عن هشام بن سالم جميعا عن أبي عبد اللّه ع قال رأس كلّ خطيئة حبّ الدّنيا
20822- و عنه و عن عليّ بن محمّد جميعا عن القاسم بن محمّد عن سليمان المنقريّ عن عبد الرّزّاق بن همّام عن معمر بن راشد عن الزّهريّ عن محمّد بن مسلم قال سئل عليّ بن الحسين ع أيّ الأعمال أفضل قال ما من عمل بعد معرفة اللّه و معرفة رسول اللّه ص أفضل من بغض الدّنيا فإنّ لذلك شعبا كثيرة و للمعاصي شعبا فأوّل ما عصي اللّه به الكبر إلى أن قال ثمّ الحرص ثمّ الحسد و هي معصية ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله فتشعّب من ذلك حبّ النّساء و حبّ الدّنيا و حبّ الرّئاسة و حبّ الرّاحة و حبّ الكلام و حبّ العلوّ و الثّروة فصرن سبع خصال فاجتمعن كلّهنّ في حبّ الدّنيا فقال الأنبياء و العلماء بعد معرفة ذلك حبّ الدّنيا رأس كلّ خطيئة و الدّنيا دنياوان دنيا بلاغ و دنيا ملعونة
20823- و بهذا الإسناد عن المنقريّ عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللّه ع قال في مناجاة موسى ع يا موسى إنّ الدّنيا دار عقوبة عاقبت فيها آدم عند خطيئته و جعلتها ملعونة ملعون ما فيها إلّا ما كان فيها لي يا موسى إنّ عبادي الصّالحين زهدوا في الدّنيا بقدر علمهم و سائر الخلق رغبوا فيها بقدر جهلهم و ما من أحد عظّمها فقرّت عينه بها و لم يحقّرها أحد إلّا انتفع بها
محمّد بن عليّ بن الحسين في عقاب الأعمال عن أبيه عن سعد عن القاسم بن محمّد مثله
20824- و في الخصال عن أبيه عن سعد عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير عن درست عن رجل عن أبي عبد اللّه ع قال حبّ الدّنيا رأس كلّ خطيئة
20825- محمّد بن عليّ بن عثمان الكراجكيّ في كنز الفوائد قال قال رسول اللّه ص من أحبّ دنياه أضرّ بآخرته
20826- الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن عبد اللّه بن المغيرة عن إسماعيل بن أبي زياد رفعه عن أمير المؤمنين ع أنّه سئل عن الزّهد في الدّنيا فقال )ويحك حرامها فتنكّبه(
أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك
باب 62 - استحباب الزّهد في الدّنيا و حدّ الزّهد
20827- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن الهيثم بن واقد الجريريّ عن أبي عبد اللّه ع قال من زهد في الدّنيا أثبت اللّه الحكمة في قلبه و أنطق بها لسانه و بصّره عيوب الدّنيا داءها و دواءها و أخرجه منها سالما إلى دار السّلام
و رواه الصّدوق في ثواب الأعمال عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن عليّ بن مهزيار عن جعفر بن بشير عن سيف عن أبي عبد اللّه ع قال من لم يستحي من طلب المعاش خفّت مئونته و رخا باله و نعّم عياله و من زهد في الدّنيا و ذكر مثله
-20828 و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن مالك بن عطيّة عن أبي حمزة قال ما سمعت بأحد من النّاس كان أزهد من عليّ بن الحسين ع إلّا ما بلغني عن عليّ بن أبي طالب ع قال و كان عليّ بن الحسين ع إذا تكلّم في الزّهد و وعظ أبكى من بحضرته قال أبو حمزة و قرأت صحيفة فيها كلام زهد من كلام عليّ بن الحسين ع فكتبت ما فيها ثمّ أتيت عليّ بن الحسين ص فعرضت ما فيها عليه فعرفه و صحّحه و كان ما فيها بسم اللّه الرّحمن الرّحيم كفانا اللّه و إيّاكم كيد الظّالمين و بغي الحاسدين و بطش الجبّارين أيّها المؤمنون لا يفتننّكم الطّواغيت و أتباعهم من أهل الرّغبة في هذه الدّنيا و احذروا ما حذّركم اللّه منها و ازهدوا فيما زهّدكم اللّه فيه منها و لا تركنوا إلى ما في هذه الدّنيا ركون من اتّخذها دار قرار و منزل استيطان إلى أن قال و ليس يعرف تصرّف أيّامها و تقلّب حالاتها و عاقبة ضرر فتنها إلّا من عصمه اللّه و نهج سبيل الرّشد و سلك طريق القصد ثمّ استعان على ذلك بالزّهد فكرّر الفكر و اتّعظ بالصّبر و زهد في عاجل بهجة الدّنيا و تجافى عن لذّتها و رغب في دائم نعيم الآخرة و سعى لها سعيها الحديث
20829- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع إنّ علامة الرّاغب في ثواب الآخرة زهد في عاجل زهرة الدّنيا أما إنّ زهد الزّاهد في هذه الدّنيا لا ينقصه ممّا قسم اللّه له فيها و إن زهد و إنّ حرص الحريص على عاجل زهرة الحياة الدّنيا لا يزيده فيها و إن حرص فالمغبون من غبن حظّه من الآخرة
20830- و عنه عن محمّد بن عيسى عن يونس عن أبي أيّوب الخرّاز عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال قال أمير المؤمنين ع إنّ من أعون الأخلاق على الدّين الزّهد في الدّنيا
20831- و عنه عن أبيه و عن عليّ بن محمّد القاسانيّ جميعا عن سليمان بن داود المنقريّ عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول جعل الخير كلّه في بيت و جعل مفتاحه الزّهد في الدّنيا ثمّ قال قال رسول اللّه ص لا يجد الرّجل حلاوة الإيمان حتّى لا يبالي من أكل الدّنيا ثمّ قال أبو عبد اللّه ع حرام على قلوبكم أن تعرف حلاوة الإيمان حتّى تزهد في الدّنيا
20832- و بالإسناد عن المنقريّ عن عليّ بن هاشم بن البريد عن أبيه أنّ رجلا سأل عليّ بن الحسين ع عن الزّهد فقال عشرة أشياء فأعلى درجة الزّهد أدنى درجة الورع و أعلى درجة الورع أدنى درجة اليقين و أعلى درجات اليقين أدنى درجات الرّضا ألا و إنّ الزّهد في آية من كتاب اللّه لكيلا تأسوا على ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم
و رواه الصّدوق في معاني الأخبار عن محمّد بن الحسن عن سعد بن عبد اللّه عن القاسم بن محمّد الأصبهانيّ عن سليمان بن داود المنقريّ و رواه في الخصال عن أبيه عن سعد نحوه
20833- و بالإسناد عن المنقريّ عن سفيان بن عيينة قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول كلّ قلب فيه شكّ أو شرك فهو ساقط و إنّما أرادوا بالزّهد في الدّنيا لتفرغ قلوبهم للآخرة
20834- و عن عليّ بن إبراهيم عن عليّ بن محمّد القاسانيّ عمّن ذكره عن عبد اللّه بن القاسم عن أبي عبد اللّه ع قال إذا أراد اللّه بعبد خيرا زهّده في الدّنيا و فقّهه في الدّين و بصّره عيوبها و من أوتيهنّ فقد أوتي خير الدّنيا و الآخرة و قال لم يطلب أحد الحقّ بباب أفضل من الزّهد في الدّنيا و هو ضدّ لما طلب أعداء الحقّ قلت جعلت فداك ممّا ذا قال من الرّغبة فيها و قال ألا من صبّار كريم فإنّما هي أيّام قلائل ألا إنّه حرام عليكم أن تجدوا طعم الإيمان حتّى تزهدوا في الدّنيا قال و سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إذا تخلّى المؤمن من الدّنيا سما و وجد حلاوة حبّ اللّه فلم يشتغلوا بغيره قال و سمعته يقول إنّ القلب إذا صفا ضاقت به الأرض حتّى يسمو
20835- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن الحكم عن عمر بن أبان عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع في حديث أنّ عليّ بن الحسين ع قال ألا و كونوا من الزّاهدين في الدّنيا الرّاغبين في الآخرة ألا إنّ الزّاهدين في الدّنيا قد اتّخذوا الأرض بساطا و التّراب فراشا و الماء طيبا و قرّضوا من الدّنيا تقريضا الحديث
20836- الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن فضالة بن أيّوب عن أبي المغراء عن زيد الشّحّام عن عمرو بن سعيد بن هلال قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّي لا ألقاك إلّا في السّنين فأوصني بشيء حتّى آخذ به قال أوصيك بتقوى اللّه و الورع و الاجتهاد و إيّاك أن تطمح إلى من فوقك و كفى بما قال اللّه عزّ و جلّ لرسول اللّه ص و لا تمدّنّ عينيك إلى ما متّعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدّنيا و قال فلا تعجبك أموالهم و لا أولادهم فإن خفت ذلك فاذكر عيش رسول اللّه ص فإنّما كان قوته من الشّعير و حلواه من التّمر و وقوده من السّعف إذا وجده و إذا أصبت بمصيبة في نفسك أو مالك أو ولدك فاذكر مصابك برسول اللّه ص فإنّ الخلائق لم يصابوا بمثله قطّ
أقول و قد روى الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد أحاديث كثيرة جدّا في هذا المعنى و في غيره من أنواع جهاد النّفس و كذلك روى ورّام بن أبي فراس في كتابه و صاحب مكارم الأخلاق و صاحب روضة الواعظين و الدّيلميّ في الإرشاد و الرّضيّ في نهج البلاغة و غيرهم و تركنا ذكرها للاختصار
-20837 محمّد بن عليّ بن الحسين في معاني الأخبار عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قيل لأمير المؤمنين ع ما الزّهد في الدّنيا قال تنكّب حرامها
20838- و عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن محمّد بن سنان عن مالك بن عطيّة عن معروف بن خرّبوذ عن أبي الطّفيل قال سمعت أمير المؤمنين ع يقول الزّهد في الدّنيا قصر الأمل و شكر كلّ نعمة و الورع عمّا حرّم اللّه عليك
20839- و بالإسناد عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن الجهم بن الحكم عن إسماعيل بن مسلم قال قال أبو عبد اللّه ع ليس الزّهد في الدّنيا بإضاعة المال و لا بتحريم الحلال بل الزّهد في الدّنيا أن لا تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد اللّه عزّ و جلّ
20840- و عن أبيه عن سعد عن القاسم بن محمّد عن المنقريّ عن حفص بن غياث قال سمعت موسى بن جعفر ع عند قبر و هو يقول إنّ شيئا هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوّله و إنّ شيئا هذا أوّله لحقيق أن يخاف من آخره
20841- و في المجالس عن محمّد بن أحمد الأسديّ عن أحمد بن محمّد بن الحسن العامريّ عن إبراهيم بن عيسى بن عبيد السّدوسيّ عن سليمان بن عمرو عن عبد اللّه بن الحسن بن عليّ عن أمّه فاطمة بنت الحسين عن أبيها ع قال قال رسول اللّه ص إنّ صلاح أوّل هذه الأمّة بالزّهد و اليقين و هلاك آخرها بالشّحّ و الأمل
20842- و في عيون الأخبار و في الأمالي عن محمّد بن القاسم المفسّر عن أحمد بن الحسن الحسينيّ )عن الحسن بن عليّ العسكريّ ع عن آبائه عن الصّادق ع( أنّه سئل عن الزّاهد في الدّنيا قال الّذي يترك حلالها مخافة حسابه و يترك حرامها مخافة عقابه
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 63 - استحباب ترك ما زاد عن قدر الضّرورة من الدّنيا
20843- محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن القاسم بن يحيى عن جدّه الحسن بن راشد عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص ما لي و للدّنيا إنّما مثلي كراكب رفعت له شجرة في يوم صائف فقال تحتها ثمّ راح و تركها
20844- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن بكير عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص في طلب الدّنيا إضرار بالآخرة و في طلب الآخرة إضرار بالدّنيا فأضرّوا بالدّنيا فإنّها أحقّ بالإضرار
20845- و عنه عن أبيه عن عبد اللّه بن المغيرة عن غياث بن إبراهيم عن أبي عبد اللّه ع إنّ في كتاب عليّ ع إنّما مثل الدّنيا كمثل الحيّة ما ألين مسّها و في جوفها السّمّ النّاقع يحذرها الرّجل العاقل و يهوي إليها الصّبيّ الجاهل
20846- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع في وصيّة النّبيّ ص لعليّ ع قال يا عليّ إنّ الدّنيا سجن المؤمن و جنّة الكافر يا عليّ أوحى اللّه إلى الدّنيا اخدمي من خدمني و أتعبي من خدمك يا عليّ إنّ الدّنيا لو عدلت عند اللّه جناح بعوضة لما سقى الكافر منها شربة من ماء يا عليّ ما أحد من الأوّلين و الآخرين إلّا و هو يتمنّى يوم القيامة أنّه لم يعط من الدّنيا إلّا قوتا
20847- قال و قال رسول اللّه ص ما قلّ و كفى خير ممّا كثر و ألهى
20848- و بإسناده عن أمير المؤمنين ع في وصيّته لمحمّد بن الحنفيّة قال و لا مال أذهب للفاقة من الرّضا بالقوت و من اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الرّاحة و تبوّأ خفض الدّعة الحرص داع إلى التّقحّم في الذّنوب
20849- و في المجالس و الخصال عن محمّد بن أحمد الأسديّ عن عبد اللّه بن سليمان و عبد اللّه بن محمّد الوهبيّ و أحمد بن عمير و محمّد بن أيّوب كلّهم عن عبد اللّه بن هانئ بن عبد الرّحمن عن أبيه عن عمّه إبراهيم عن أمّ الدّرداء عن أبي الدّرداء قال قال رسول اللّه ص من أصبح معافى في جسده آمنا في سربه عنده قوت يومه فكأنّما خيرت له الدّنيا يا ابن جعشم يكفيك منها ما سدّ جوعتك و وارى عورتك فإن يكن بيت يكنّك فذاك و إن يكن دابّة تركبها فبخ بخ و إلّا فالخبز و ماء الجرّة و ما بعد ذلك حساب عليك أو عذاب
-20850 محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال يا ابن آدم ما كسبت فوق قوتك فأنت فيه خازن لغيرك
20851- قال و قال ع كلّ مقتصر عليه كاف
20852- قال و قال ع الزّهد بين كلمتين من القرآن قال اللّه تعالى لكيلا تأسوا على ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم و من لم يأس على الماضي و لم يفرح بالآتي فقد استكمل الزّهد بطرفيه
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 64 - كراهة الحرص على الدّنيا
20853- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يحيى بن عقبة الأزديّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال أبو جعفر ع مثل الحريص على الدّنيا مثل دودة القزّ كلّما ازدادت على نفسها لفّا كان أبعد لها من الخروج حتّى تموت غمّا قال و قال أبو عبد اللّه ع أغنى الغنى من لم يكن للحرص أسيرا و قال لا تشعروا قلوبكم الاشتغال بما قد فات فتشغلوا أذهانكم عن الاستعداد لما لم يأت
20854- و عنه عن أبيه عن محمّد بن عمرو فيما أعلم عن أبي عليّ الحذّاء عن حريز عن زرارة و محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه ع قال أبعد ما يكون العبد من اللّه عزّ و جلّ إذا لم يهمّه إلّا بطنه و فرجه
20855- و عنه عن محمّد بن عيسى عن يونس عن ابن سنان عن حفص بن قرط عن أبي عبد اللّه ع قال من كثر اشتباكه في الدّنيا كان أشدّ لحسرته عند فراقها
20856- محمّد بن عليّ بن الحسين في الخصال عن محمّد بن هارون الفاميّ عن محمّد بن جعفر بن بطّة عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ عن أبيه رفعه إلى أبي عبد اللّه ع قال حرم الحريص خصلتين و لزمته خصلتان حرم القناعة فافتقد الرّاحة و حرم الرّضا فافتقد اليقين
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 65 - كراهة حبّ المال و الشّرف
20857- محمّد بن يعقوب عن عليّ عن أبيه عن ابن فضّال عن ابن بكير عن حمّاد بن بشير قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول ما ذئبان ضاريان في غنم قد غاب عنها رعاؤها أحدهما في أوّلها و الآخر في آخرها بأضرّ فيها من حبّ المال و الشّرف في دين المسلم
و عنه عن أبيه عن عثمان بن عيسى عن أبي أيّوب عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع نحوه
20858- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن يحيى الخزّاز عن غياث بن إبراهيم عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ الشّيطان يدير ابن آدم في كلّ شيء فإذا أعياه جثم له عند المال فأخذ برقبته
20859- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد اللّه و يعقوب بن يزيد عن زياد القنديّ عن أبي وكيع عن أبي إسحاق السّبيعيّ عن الحارث الأعور عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول اللّه ص إنّ الدّينار و الدّرهم أهلكا من كان قبلكم و هما مهلكاكم
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 66 - كراهة الضّجر و الكسل
20860- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن الحسن بن محبوب عن سعد بن أبي خلف عن أبي الحسن موسى بن جعفر ع أنّه قال في وصيّته لبعض ولده و إيّاك و الكسل و الضّجر فإنّهما يمنعانك حظّك من الدّنيا و الآخرة
20861- و بإسناده عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع في وصيّة النّبيّ ص لعليّ ع قال يا عليّ لا تمزح فيذهب بهاؤك و لا تكذب فيذهب نورك و إيّاك و خصلتين الضّجر و الكسل فإنّك إن ضجرت لم تصبر على حقّ و إن كسلت لم تؤدّ حقّا يا عليّ من استولى عليه الضّجر رحلت عنه الرّاحة
20862- و في العلل عن أحمد بن عيسى العلويّ عن محمّد بن إبراهيم بن أسباط عن أحمد بن محمّد بن زياد عن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه عن عيسى بن جعفر العلويّ عن آبائه عن عمر بن عليّ عن أبيه عليّ بن أبي طالب ع أنّ النّبيّ ص قال علامة الصّابر في ثلاث أوّلها أن لا يكسل و الثّانية أن لا يضجر و الثّالثة أن لا يشكو من ربّه عزّ و جلّ لأنّه إذا كسل فقد ضيّع الحقوق و إذا ضجر لم يؤدّ الشّكر و إذا شكا من ربّه عزّ و جلّ فقد عصاه
20863- محمّد بن إدريس في آخر السّرائر نقلا من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب عن سعد بن أبي خلف عن أبي الحسن موسى ع في حديث أنّه قال لبعض ولده إيّاك و المزاح فإنّه يذهب بنور إيمانك و يستخفّ مروّتك و إيّاك و الضّجر و الكسل فإنّهما يمنعانك حظّك من الدّنيا و الآخرة
أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك في التّجارة إن شاء اللّه
باب 67 - كراهة الطّمع
20864- محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن عليّ بن حسّان عمّن حدّثه عن أبي عبد اللّه ع قال ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذلّه
20865- و عنهم عن ابن خالد عن أبيه عمّن ذكره بلغ به أبا جعفر ع قال بئس العبد عبد يكون له طمع يقوده و بئس العبد عبد له رغبة تذلّه
20866- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمّد عن المنقريّ عن عبد الرّزّاق عن معمر عن الزّهريّ قال قال عليّ بن الحسين ع رأيت الخير كلّه قد اجتمع في قطع الطّمع عمّا في أيدي النّاس
20867- و عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد عن بعض أصحابه عن عليّ بن سليمان بن رشيد عن موسى بن سلّام عن سعدان عن أبي عبد اللّه ع قال قلت الّذي يثبت الإيمان في العبد قال الورع و الّذي يخرجه منه الطّمع
20868- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن أمير المؤمنين ع في وصيّته لمحمّد بن الحنفيّة قال إذا أحببت أن تجمع خير الدّنيا و الآخرة فاقطع طمعك ممّا في أيدي النّاس
20869- و بإسناده عن الحسن بن راشد عن أبي حمزة الثّماليّ عن أبي جعفر ع قال أتى رجل رسول اللّه ص فقال علّمني يا رسول اللّه شيئا فقال عليك باليأس ممّا في أيدي النّاس فإنّه الغنى الحاضر قال زدني يا رسول اللّه قال إيّاك و الطّمع فإنّه الفقر الحاضر
20870- و في المجالس عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن أبيه عن محمّد بن أحمد بن يحيى الأشعريّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ عن أبيه عن يونس بن عبد الرّحمن عن عبد اللّه بن سنان عن الصّادق جعفر بن محمّد عن آبائه ع قال سئل أمير المؤمنين ع ما ثبات الإيمان قال الورع فقيل ما زواله قال الطّمع
20871- محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع قال أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع
20872- الحسن بن محمّد الطّوسيّ في المجالس عن أبيه عن جماعة عن أبي المفضّل عن )الحسن بن عليّ عن سهل( عن موسى بن عمر بن يزيد عن معمّر بن خلّاد عن عليّ بن موسى الرّضا عن أبيه عن آبائه عن عليّ ع قال جاء خالد إلى رسول اللّه ص فقال يا رسول اللّه أوصني و أقلّه لعلّي أحفظ فقال أوصيك بخمس باليأس ممّا في أيدي النّاس فإنّه الغنى الحاضر و إيّاك و الطّمع فإنّه الفقر الحاضر و صلّ صلاة مودّع و إيّاك و ما تعتذر منه و أحبّ لأخيك ما تحبّ لنفسك
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك
باب 68 - كراهة الخرق
20873- محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عمّن حدّثه عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى عن أبي جعفر ع قال من قسم له الخرق حجب عنه الإيمان
و رواه الصّدوق في المجالس عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عليّ بن الحسين السّعدآباديّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ عن محمّد بن أبي عمير عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى مثله
-20874 و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن النّعمان عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص لو كان الخرق خلقا يرى ما كان في شيء من خلق اللّه أقبح منه
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك
باب 69 - تحريم إساءة الخلق
20875- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخلّ العسل
20876- و عنه عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال النّبيّ ص أبى اللّه لصاحب الخلق السّيّئ بالتّوبة قيل و كيف ذاك يا رسول اللّه قال إذا تاب من ذنب وقع في ذنب أعظم منه
20877- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عمّن ذكره عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ سوء الخلق ليفسد الإيمان كما يفسد الخلّ العسل
-20878 و عنهم عن ابن خالد عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن عبد اللّه بن عثمان عن الحسين بن مهران عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد اللّه ع قال من ساء خلقه عذّب نفسه
و رواه الصّدوق في المجالس عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع مثله
20879- و عنهم عن سهل بن زياد عن محمّد بن عبد الحميد عن يحيى بن عمرو عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال أوحى اللّه عزّ و جلّ إلى بعض أنبيائه الخلق السّيّئ يفسد العمل كما يفسد الخلّ العسل
20880- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه جميعا عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع في وصيّة النّبيّ ص لعليّ ع قال يا عليّ لكلّ ذنب توبة إلّا سوء الخلق فإنّ صاحبه كلّما خرج من ذنب دخل في ذنب
20881- و في عيون الأخبار بأسانيد تقدّمت في إسباغ الوضوء عن الرّضا عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص عليكم بحسن الخلق فإنّ حسن الخلق في الجنّة لا محالة و إيّاكم و سوء الخلق فإنّ سوء الخلق في النّار لا محالة
20882- عبد اللّه بن جعفر في قرب الإسناد عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر عن أبيه ع قال قال عليّ ع ما من ذنب إلّا و له توبة و ما من تائب إلّا و قد تسلم له توبته ما خلا السّيّئ الخلق لأنّه لا يتوب من ذنب إلّا وقع في غيره أشرّ منه
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك
باب 70 - تحريم السّفه و كون الإنسان ممّن يتّقى شرّه
20883- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن عبد الرّحمن بن الحجّاج عن أبي الحسن موسى ع في رجلين يتسابّان فقال البادئ منهما أظلم و وزره و وزر صاحبه عليه ما لم يتعدّ المظلوم
-20884 و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن بعض أصحابه عن أبي المغراء عن الحلبيّ عن أبي عبد اللّه ع قال لا تسفهوا فإنّ أئمّتكم ليسوا بسفهاء و قال أبو عبد اللّه ع من كافأ السّفيه بالسّفه فقد رضي بمثل ما أتى إليه حيث احتذى مثاله
20885- و عن أحمد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد البرقيّ عن بعض أصحابه رفعه قال قال أمير المؤمنين ع لا يكون السّفه و الغرّة في قلب العالم
20886- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن شريف بن سابق عن الفضل بن أبي قرّة عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ السّفه خلق لئيم يستطيل على من دونه و يخضع لمن فوقه
20887- و عنهم عن ابن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع في حديث أنّ النّبيّ ص قال إنّ من شرّ عباد اللّه من تكره مجالسته لفحشه
و بالإسناد عن سماعة عن أبي عبد اللّه ع مثله
20888- و عنهم عن سهل بن زياد عن صفوان عن عيص بن القاسم عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ أبغض خلق اللّه عبد اتّقى النّاس لسانه
20889- و عنهم عن سهل عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي حمزة عن جابر بن عبد اللّه قال قال رسول اللّه ص شرّ النّاس يوم القيامة الّذين يكرمون اتّقاء شرّهم
20890- و عن عليّ عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص شرّ النّاس عند اللّه يوم القيامة الّذين يكرمون اتّقاء شرّهم
20891- و عنه عن محمّد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن عبد اللّه بن سنان قال قال أبو عبد اللّه ع من خاف النّاس لسانه فهو في النّار
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 71 - تحريم الفحش و وجوب حفظ اللّسان
20892- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن ابن فضّال عن أبي المغراء عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال من علامات شرك الشّيطان الّذي لا يشكّ فيه أن يكون فحّاشا لا يبالي ما قال و لا ما قيل فيه
20893- و عنه عن أحمد عن عليّ بن الحكم عن أبي جميلة يرفعه عن أبي جعفر ع قال إنّ اللّه يبغض الفاحش المتفحّش
20894- و عنه عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن سنان عن ابن مسكان عن الحسن الصّيقل قال قال أبو عبد اللّه ع إنّ الفحش و البذاء و السّلاطة من النّفاق
20895- و عنه عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن النّعمان عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص إنّ اللّه يبغض الفاحش البذيء السّائل الملحف
20896- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص لعائشة يا عائشة إنّ الفحش لو كان مثالا لكان مثال سوء
20897- و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن أحمد بن محمّد عن بعض رجاله قال قال من فحش على أخيه المسلم نزع اللّه منه بركة رزقه و وكله إلى نفسه و أفسد عليه معيشته
20898- و عنه عن معلّى بن محمّد عن أحمد بن غسّان عن سماعة قال دخلت على أبي عبد اللّه ع فقال لي مبتدئا يا سماعة ما هذا الّذي كان بينك و بين جمّالك إيّاك أن تكون فحّاشا أو سخّابا أو لعّانا فقلت و اللّه لقد كان ذلك أنّه ظلمني فقال إن كان ظلمك لقد أربيت عليه إنّ هذا ليس من فعالي و لا آمر به شيعتي استغفر ربّك و لا تعد قلت أستغفر اللّه و لا أعود
20899- الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن حمّاد بن عيسى عن شعيب العقرقوفيّ عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال قال رسول اللّه ص إنّ من أشرّ عباد اللّه من تكره مجالسته لفحشه
20900- و عن عليّ بن النّعمان عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه يحبّ الحييّ الحليم الغنيّ المتعفّف ألا و إنّ اللّه يبغض الفاحش البذيء السّائل الملحف
20901- و عن محمّد بن سنان عن ابن مسكان عن الحسن الصّيقل عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال إنّ الحياء و العفاف و العيّ أعني عيّ اللّسان لا عيّ القلب من الإيمان و الفحش و البذاء و السّلاطة من النّفاق
20902- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه جميعا عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع في وصيّة النّبيّ ص لعليّ ع قال يا عليّ أفضل الجهاد من أصبح لا يهمّ بظلم أحد يا عليّ من خاف النّاس لسانه فهو من أهل النّار يا عليّ شرّ النّاس من أكرمه النّاس اتّقاء فحشه و شرّه يا عليّ شرّ النّاس من باع آخرته بدنياه و شرّ منه من باع آخرته بدنيا غيره
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك هنا و في أحاديث العشرة و يأتي ما يدلّ عليه
باب 72 - تحريم البذاء و عدم المبالاة بالقول
20903- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص إذا رأيتم الرّجل لا يبالي ما قال و لا ما قيل له )فهو شرك الشّيطان(
20904- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول اللّه ص إنّ اللّه حرّم الجنّة على كلّ فحّاش بذيء قليل الحياء لا يبالي ما قال و لا ما قيل له فإنّك إن فتّشته لم تجده إلّا لغيّة أو شرك شيطان قيل يا رسول اللّه و في النّاس شرك شيطان فقال رسول اللّه ص أ ما تقرأ قول اللّه عزّ و جلّ و شاركهم في الأموال و الأولاد الحديث
و رواه الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن عثمان بن عيسى مثله
20905- و عنهم عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة عن أبي عبد اللّه ع قال البذاء من الجفاء و الجفاء في النّار
20906- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه جميعا عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع في وصيّة النّبيّ ص لعليّ ع قال يا عليّ حرّم اللّه الجنّة على كلّ فاحش بذيء لا يبالي ما قال و لا ما قيل له يا عليّ طوبى لمن طال عمره و حسن عمله
20907- الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن الحسن بن محبوب عن عليّ بن رئاب عن أبي عبيدة الحذّاء عن أبي عبد اللّه ع قال الحياء من الإيمان و الإيمان في الجنّة و البذاء من الجفاء و الجفاء في النّار
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 73 - تحريم القذف حتّى للمشرك مع عدم الاطّلاع
20908- محمّد بن يعقوب عن أبي عليّ الأشعريّ عن أحمد بن النّضر عن عمرو بن نعمان الجعفيّ قال كان لأبي عبد اللّه ع صديق لا يكاد يفارقه إلى أن قال فقال يوما لغلامه يا ابن الفاعلة أين كنت قال فرفع أبو عبد اللّه ع يده فصكّ بها جبهة نفسه ثمّ قال سبحان اللّه تقذف أمّه قد كنت أرى أنّ لك ورعا فإذا ليس لك ورع فقال جعلت فداك إنّ أمّه سنديّة مشركة فقال أ ما علمت أنّ لكلّ أمّة نكاحا تنحّ عنّي فما رأيته يمشي معه حتّى فرّق بينهما الموت
20909- قال و في رواية أخرى أنّ لكلّ أمّة نكاحا يحتجزون به عن الزّنا
20910- و عن عليّ بن محمّد عن عليّ بن العبّاس عن الحسن بن عبد الرّحمن عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال قلت له إنّ بعض أصحابنا يفترون و يقذفون من خالفهم فقال الكفّ عنهم أجمل ثمّ قال يا أبا حمزة و اللّه إنّ النّاس كلّهم أولاد بغايا ما خلا شيعتنا ثمّ قال نحن أصحاب الخمس و قد حرّمناه على جميع النّاس ما خلا شيعتنا الحديث
20911- محمّد بن عليّ بن الحسين في العلل عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن عاصم عن أبي بكر الحضرميّ عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن الرّجل يفتري على الرّجل من جاهليّة العرب فقال يضرب حدّا قلت يضرب حدّا قال نعم إنّ ذلك يدخل على رسول اللّه ص
أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك في أحاديث التّقيّة و في الحدود
باب 74 - تحريم البغي
20912- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن ابن رئاب و أبي يعقوب السّرّاج جميعا عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع أيّها النّاس إنّ البغي يقود أصحابه إلى النّار و إنّ أوّل من بغى على اللّه عناق بنت آدم فأوّل قتيل قتله اللّه عناق و كان مجلسها جريبا في جريب و كان لها عشرون إصبعا في كلّ إصبع ظفران مثل المنجلين فسلّط اللّه عليها أسدا كالفيل و ذئبا كالبعير و نسرا مثل البغل و قد قتل اللّه الجبابرة على أفضل أحوالهم و آمن ما كانوا
و رواه السّيّد الرّضيّ في نهج البلاغة مرسلا
20913- و عنه عن أبيه عن حمّاد عن حريز عن مسمع أبي سيّار أنّ أبا عبد اللّه ع كتب إليه في كتاب انظر أن لا تكلّمنّ بكلمة بغي أبدا و إن أعجبتك نفسك و عشيرتك
20914- و عنه عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال يقول إبليس لجنوده ألقوا بينهم الحسد و البغي فإنّهما يعدلان عند اللّه الشّرك
20915- و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمّد الأشعريّ عن ابن القدّاح عن أبي عبد اللّه ع إنّ أعجل الشّرّ عقوبة البغي
20916- و عنهم عن سهل و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثّماليّ عن أبي جعفر ع قال إنّ أسرع الخير ثوابا البرّ و إنّ أسرع الشّرّ عقوبة البغي و كفى بالمرء عيبا أن يبصر من النّاس ما يعمى عنه من نفسه أو يعيّر النّاس بما لا يستطيع تركه أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه
و رواه الصّدوق في عقاب الأعمال و في الخصال عن )أبيه عن عليّ بن موسى عن أحمد بن محمّد( عن بكر بن صالح عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن عبد اللّه بن إبراهيم عن الحسين بن يزيد عن جعفر عن أبيه ع عن رسول اللّه ص مثله و عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عن أبي عبد الرّحمن الأعرج و عمر بن أبان عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع و عن عليّ بن الحسين ع نحوه
20917- و بالإسناد الآتي عن أبي عبد اللّه ع في وصيّته لأصحابه قال و إيّاكم أن يبغي بعضكم على بعض فإنّها ليست من خصال الصّالحين فإنّه من بغى صيّر اللّه بغيه على نفسه و صارت نصرة اللّه لمن بغي عليه و من نصره اللّه غلب و أصاب الظّفر من اللّه
20918- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه جميعا عن جعفر بن محمّد عن آبائه في وصيّة النّبيّ ص لعليّ ع قال يا عليّ أربعة أسرع شيء عقوبة رجل أحسنت إليه فكافأك بالإحسان إساءة و رجل لا تبغي عليه و هو يبغي عليك و رجل عاهدته على أمر فوفيت له و غدر بك و رجل وصل قرابته فقطعوه
20919- قال و من ألفاظ رسول اللّه ص لو بغى جبل على جبل لجعله اللّه دكّا أعجل الشّرّ عقوبة البغي و أسرع الخير ثوابا البرّ
20920- و في عقاب الأعمال عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه رفعه إلى عمر بن أبان عن أبي حمزة الثّماليّ قال سمعت أبا جعفر ع يقول إنّ أسرع الشّرّ عقوبة البغي
20921- و عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه ع قال قال النّبيّ ص لو بغى جبل على جبل لجعل اللّه الباغي منهما دكّا
20922- و عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عبد اللّه بن ميمون عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص إنّ أعجل الشّرّ عقوبة البغي
20923- و بهذا الإسناد قال دعا رجل بعض بني هاشم إلى البراز فأبى أن يبارزه فقال له عليّ ع ما منعك أن تبارزه فقال كان فارس العرب و خشيت أن يغلبني فقال إنّه بغى عليك و لو بارزته لقتلته و لو بغى جبل على جبل لهلك الباغي
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك
باب 75 - كراهة الافتخار
20924- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي حمزة الثّماليّ قال قال عليّ بن الحسين ع عجبا للمتكبّر الفخور الّذي كان بالأمس نطفة ثمّ هو غدا جيفة
20925- و عن عليّ عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص آفة الحسب الافتخار و العجب
20926- و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص آفة الحسب الافتخار
20927- و بهذا الإسناد قال أتى رسول اللّه ص رجل فقال يا رسول اللّه أنا فلان بن فلان حتّى عدّ تسعة فقال رسول اللّه ص أما إنّك عاشرهم في النّار
20928- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن عيسى بن الضّحّاك قال قال أبو جعفر ع عجبا للمختال الفخور و إنّما خلق من نطفة ثمّ يعود جيفة و هو فيما بين ذلك لا يدري ما يصنع به
20929- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه عن جعفر بن محمّد عن آبائه في وصيّة النّبيّ ص لعليّ ع قال يا عليّ آفة الحسب الافتخار ثمّ قال يا عليّ إنّ اللّه قد أذهب بالإسلام نخوة الجاهليّة و تفاخرها بآبائها ألا إنّ النّاس من آدم و آدم من تراب و أكرمهم عند اللّه أتقاهم
20930- و في معاني الأخبار عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمذانيّ عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن محمّد بن أبي عمير عن محمّد بن حمران عن أبيه عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ع قال ثلاثة من عمل الجاهليّة الفخر بالأنساب و الطّعن بالأحساب و الاستسقاء بالأنواء
20931- و في العلل عن الحسين بن أحمد عن أبيه عن محمّد بن أحمد عن إبراهيم بن هاشم عن جعفر بن محمّد بن إبراهيم الهمدانيّ عن العبّاس بن عمر عن إسماعيل بن ذبيان يرفعه إلى أبي عبد اللّه ع قال افتخر رجلان عند أمير المؤمنين ع فقال أ تفتخران بأجساد بالية و أرواح في النّار إن يكن لك عقل فإنّ لك خلقا و إن يكن لك تقوى فإنّ لك كرما و إلّا فالحمار خير منك و لست بخير من أحد
20932- و في عقاب الأعمال عن أبيه عن سعد عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن إبراهيم النّوفليّ عن الحسين بن المختار رفعه إلى أمير المؤمنين ع قال من وضع شيئا للمفاخرة حشره اللّه يوم القيامة أسود
20933- محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال ما لابن آدم و الفخر أوّله نطفة و آخره جيفة و لا يرزق نفسه و لا يدفع حتفه
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك
باب 76 - تحريم قسوة القلب
20934- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع لمّتان لمّة من الشّيطان و لمّة من الملك فلمّة الملك الرّقّة و الفهم و لمّة الشّيطان السّهو و القسوة
-20935 و عنه عن أبيه عن محمّد بن حفص عن إسماعيل بن دبيس عمّن ذكره عن أبي عبد اللّه ع قال إذا خلق اللّه العبد في أصل الخلق كافرا لم يمت حتّى يحبّب إليه الشّرّ فيقرب منه فابتلاه بالكبر و الجبريّة فقسا قلبه و ساء خلقه و غلظ وجهه و ظهر فحشه و قلّ حياؤه و كشف اللّه ستره و ركب المحارم فلم ينزع عنها الحديث
20936- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن عمرو بن عثمان عن عليّ بن عيسى رفعه قال فيما ناجى اللّه به موسى يا موسى لا تطوّل في الدّنيا أملك فيقسو قلبك و القاسي القلب منّي بعيد
20937- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه عن جعفر بن محمّد عن آبائه في وصيّة النّبيّ ص لعليّ ع يا عليّ أربع خصال من الشّقاء جمود العين و قساوة القلب و بعد الأمل و حبّ البقاء
و في الخصال بالسّند الآتي مثله
20938- و في العلل عن أحمد بن الحسن القطّان عن أحمد بن محمّد بن سعيد الهمدانيّ عن عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال عن أبيه عن مروان بن مسلم عن ثابت بن أبي صفيّة عن سعد الخفّاف عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين ع ما جفّت الدّموع إلّا لقسوة القلوب و ما قست القلوب إلّا لكثرة الذّنوب
-20939 و في الخصال عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن السّعدآباديّ عن البرقيّ عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن جعفر بن محمّد عن آبائه عن النّبيّ ص قال من الشّقاء جمود العين و قسوة القلب و شدّة الحرص في طلب الدّنيا و الإصرار على الذّنب
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك
باب 77 - تحريم الظّلم
20940- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الوليد بن صبيح عن أبي عبد اللّه ع قال ما من مظلمة أشدّ من مظلمة لا يجد صاحبها عليها عونا إلّا اللّه
20941- و عنه عن ابن عيسى عن محمّد بن عيسى عن منصور عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص اتّقوا الظّلم فإنّه ظلمات يوم القيامة
و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّه ع مثله
20942- و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال ما من أحد يظلم مظلمة إلّا أخذه اللّه بها في نفسه و ماله فأمّا الظّلم الّذي بينه و بين اللّه فإذا تاب غفر له
و رواه الصّدوق في عقاب الأعمال عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم مثله
20943- و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع قال من ظلم مظلمة أخذ بها في نفسه أو في ماله أو في ولده
20944- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن الحجّال عن غالب بن محمّد عمّن ذكره عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ إنّ ربّك لبالمرصاد قال قنطرة على الصّراط لا يجوزها عبد بمظلمة
و رواه الصّدوق في عقاب الأعمال عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد عن الحجّال مثله
-20945 و عنهم عن أحمد عن إسماعيل بن مهران عن درست عن عيسى بن بشير عن أبي حمزة الثّماليّ عن أبي جعفر ع قال لمّا حضر عليّ بن الحسين ع الوفاة ضمّني إلى صدره ثمّ قال يا بنيّ أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة و بما ذكر أنّ أباه أوصاه به قال يا بنيّ إيّاك و ظلم من لا يجد عليك ناصرا إلّا اللّه
و رواه الصّدوق في المجالس عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمذانيّ عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مهران مثله
20946- و عنهم عن أحمد عن أبيه عن هارون بن الجهم عن حفص بن عمر عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع من خاف القصاص كفّ عن ظلم النّاس
و رواه الصّدوق في عقاب الأعمال عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد مثله و عنهم عن سهل بن زياد عن عليّ بن أسباط عمّن ذكره عن أبي عبد اللّه ع مثله
20947- و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن صفوان عن إسحاق بن عمّار قال قال أبو عبد اللّه ع من أصبح لا ينوي ظلم أحد غفر اللّه له ما أذنب ذلك اليوم ما لم يسفك دما أو يأكل مال يتيم حراما
20948- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال أما إنّه ما ظفر بخير من ظفر بالظّلم أما إنّ المظلوم يأخذ من دين الظّالم أكثر ممّا يأخذ الظّالم من مال المظلوم ثمّ قال من يفعل الشّرّ بالنّاس فلا ينكر الشّرّ إذا فعل به الحديث
20949- محمّد بن عليّ بن الحسين في عقاب الأعمال عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن عليّ بن عقبة عن سماعة بن مهران عن عبد اللّه بن سليمان عن أبي جعفر ع قال الظّلم في الدّنيا هو الظّلمات في الآخرة
20950- و بالإسناد عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن عيسى عن عليّ بن سالم قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول و عزّتي و جلالي لا أجيب دعوة مظلوم دعاني في مظلمة ظلمها و لأحد عنده مثل تلك المظلمة
20951- و عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن محمّد بن الحسين عن عليّ بن أسباط عن ابن سنان عن أبي خالد القمّاط عن زيد بن عليّ بن الحسين عن آبائه ع قال يأخذ المظلوم من دين الظّالم أكثر ممّا يأخذ الظّالم من دنيا المظلوم
20952- و عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن أبي القاسم عن عثمان بن عبد اللّه عن محمّد بن عبد اللّه الأرقط عن جعفر بن محمّد ع قال من ارتكب أحدا بظلم بعث اللّه من ظلمه مثله أو على ولده أو على عقبه من بعده
20953- و عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع أعظم الخطايا اقتطاع مال امرئ مسلم بغير حقّ
20954- و عن أبيه عن عليّ عن أبيه عن محمّد بن أبي عمير عن حسين بن عثمان و محمّد بن حمزة عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه عزّ و جلّ يبغض الغنيّ الظّلوم
20955- الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن حمّويه عن أبي الحسين عن ابن مقبل عن أحمد بن محمّد النّخعيّ عن مسعر بن يحيى بن الحجّاج عن شريك عن أبي إسحاق عن الحارث عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص يقول اللّه عزّ و جلّ اشتدّ غضبي على من ظلم من لا يجد ناصرا غيري
20956- أحمد بن محمّد البرقيّ في المحاسن عن عبد الرّحمن بن حمّاد عمّن ذكره عن عبد المؤمن الأنصاريّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص إنّي لعنت سبعا لعنهم اللّه و كلّ نبيّ مجاب قيل و من هم يا رسول اللّه قال الزّائد في كتاب اللّه و المكذّب بقدر اللّه و المخالف لسنّتي و المستحلّ من عترتي ما حرّم اللّه و المسلّط بالجبروت ليعزّ من أذلّ اللّه و يذلّ من أعزّ اللّه و المستأثر على المسلمين بفيئهم منتحلا له و المحرّم ما أحلّ اللّه عزّ و جلّ
أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك
باب 78 - وجوب ردّ المظالم إلى أهلها و اشتراط ذلك في التّوبة منها فإن عجز استغفر اللّه للمظلوم
20957- محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عن هارون بن الجهم عن المفضّل بن صالح عن سعد بن طريف عن أبي جعفر ع قال الظّلم ثلاثة ظلم يغفره اللّه و ظلم لا يغفره اللّه و ظلم لا يدعه اللّه فأمّا الظّلم الّذي لا يغفره فالشّرك و أمّا الظّلم الّذي يغفره فظلم الرّجل نفسه فيما بينه و بين اللّه و أمّا الظّلم الّذي لا يدعه فالمداينة بين العباد
20958- و رواه الصّدوق في الخصال عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عمّه محمّد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد اللّه و رواه في المجالس عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ عن أبيه مثله و زاد و قال ع ما يأخذ المظلوم من دين الظّالم أكثر ممّا يأخذ الظّالم من دنيا المظلوم
20959- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن وهب بن عبد ربّه و عبيد اللّه الطّويل عن شيخ من النّخع قال قلت لأبي جعفر ع إنّي لم أزل واليا منذ زمن الحجّاج إلى يومي هذا فهل لي من توبة قال فسكت ثمّ أعدت عليه فقال لا حتّى تؤدّي إلى كلّ ذي حقّ حقّه
-20960 و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن الحسن بن عليّ الوشّاء عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول من أكل من مال أخيه ظلما و لم يردّه إليه أكل جذوة من النّار يوم القيامة
20961- و عن عليّ عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص من ظلم أحدا و فاته فليستغفر اللّه له فإنّه كفّارة له
محمّد بن عليّ بن الحسين في عقاب الأعمال عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم مثله و عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن يعقوب بن يزيد عن حمّاد بن عيسى عن ربعيّ بن عبد اللّه عن فضيل بن يسار قال قال أبو عبد اللّه ع و ذكر الّذي قبله
20962- و عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عبد اللّه بن جعفر عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي عبيدة الحذّاء قال قال أبو جعفر ع قال رسول اللّه ص من اقتطع مال مؤمن غصبا بغير حقّه لم يزل اللّه معرضا عنه ماقتا لأعماله الّتي يعملها من البرّ و الخير لا يثبتها في حسناته حتّى يتوب و يردّ المال الّذي أخذه إلى صاحبه
أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك في التّجارة و غيرها
باب 79 - اشتراط توبة من أضلّ النّاس بردّه لهم إلى الحقّ
20963- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن هشام بن الحكم و أبي بصير جميعا عن أبي عبد اللّه ع قال كان رجل في الزّمن الأوّل طلب الدّنيا من حلال فلم يقدر عليها و طلبها من حرام فلم يقدر عليها فأتاه الشّيطان فقال له أ لا أدلّك على شيء تكثر به دنياك و تكثر به تبعك فقال بلى قال تبتدع دينا و تدعو النّاس إليه ففعل فاستجاب له النّاس و أطاعوه فأصاب من الدّنيا ثمّ إنّه فكّر فقال ما صنعت ابتدعت دينا و دعوت النّاس إليه ما أرى لي من توبة إلّا أن آتي من دعوته إليه فأردّه عنه فجعل يأتي أصحابه الّذين أجابوه فيقول إنّ الّذي دعوتكم إليه باطل و إنّما ابتدعته فجعلوا يقولون كذبت هو الحقّ و لكنّك شككت في دينك فرجعت عنه فلمّا رأى ذلك عمد إلى سلسلة فوتد لها وتدا ثمّ جعلها في عنقه و قال لا أحلّها حتّى يتوب اللّه عزّ و جلّ عليّ فأوحى اللّه عزّ و جلّ إلى نبيّ من الأنبياء قل لفلان و عزّتي لو دعوتني حتّى تنقطع أوصالك ما استجبت لك حتّى تردّ من مات على ما دعوته إليه فيرجع عنه
و رواه في العلل عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أيّوب بن نوح عن محمّد بن أبي عمير عن هشام بن الحكم و رواه في عقاب الأعمال عن أبيه عن سعد عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّه ع و عن محمّد بن حمران عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع نحوه و رواه البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم مثله
20964- و في عيون الأخبار بأسانيد تقدّمت في إسباغ الوضوء عن الرّضا ع عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص إنّ اللّه غافر كلّ ذنب إلّا من أحدث دينا و من اغتصب أجيرا أجره أو رجل باع حرّا
أقول هذا محمول على الإصرار و عدم التّوبة
باب 80 - تحريم الرّضا بالظّلم و المعونة للظّالم و إقامة عذره
20965- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن سنان عن طلحة بن زيد عن أبي عبد اللّه ع قال العامل بالظّلم و المعين له و الرّاضي به شركاء ثلاثتهم
20966- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن أبيه عن أبي نهشل عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال من عذر ظالما بظلمه سلّط اللّه عليه من يظلمه فإن دعا لم يستجب له و لم يأجره اللّه على ظلامته
و رواه الصّدوق في عقاب الأعمال عن أبيه عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن أبي نهشل مثله
20967- و بالإسناد الآتي عن أبي عبد اللّه ع في وصيّته لأصحابه قال و إيّاكم أن تعينوا على مسلم مظلوم فيدعو عليكم فيستجاب له فيكم فإنّ أبانا رسول اللّه ص كان يقول إنّ دعوة المسلم المظلوم مستجابة و ليعن بعضكم بعضا فإنّ أبانا رسول اللّه ص كان يقول إنّ معونة المسلم خير و أعظم أجرا من صيام شهر و اعتكافه في المسجد الحرام
20968- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه جميعا عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع في وصيّة النّبيّ ص لعليّ ع قال يا عليّ شرّ النّاس من باع آخرته بدنياه و شرّ منه من باع آخرته بدنيا غيره
-20969 و في عقاب الأعمال عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن عبد اللّه بن سنان قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول من أعان ظالما على مظلوم لم يزل اللّه عليه ساخطا حتّى ينزع عن معونته
20970- محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال للظّالم من الرّجال ثلاث علامات يظلم من فوقه بالمعصية و من دونه بالغلبة و يظاهر القوم الظّلمة
أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك في التّجارة و غيرها
باب 81 - تحريم اتّباع الهوى الّذي يخالف الشّرع
20971- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن ابن محبوب عن أبي محمّد الوابشيّ قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول احذروا أهواءكم كما تحذرون أعداءكم فليس بشيء أعدى للرّجال من اتّباع أهوائهم و حصائد ألسنتهم
-20972 و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن الوشّاء عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن يحيى بن عقيل قال قال أمير المؤمنين ع إنّما أخاف عليكم اثنتين اتّباع الهوى و طول الأمل أمّا اتّباع الهوى فإنّه يصدّ عن الحقّ و أمّا طول الأمل فينسي الآخرة
20973- و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمّد بن الحسن بن شمّون عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الأصمّ عن عبد الرّحمن بن الحجّاج قال قال لي أبو الحسن ع اتّق المرتقى السّهل إذا كان منحدره وعرا قال و كان ع يقول لا تدع النّفس و هواها فإنّ هواها في رداها و ترك النّفس و ما تهوى أذاها و كفّ النّفس عمّا تهوى دواؤها
أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك
باب 82 - وجوب اعتراف المذنب للّه بالذّنوب و استحقاق العقاب
20974- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عليّ الأحمسيّ عن أبي جعفر ع قال و اللّه ما ينجو من الذّنب إلّا من أقرّ به قال و قال أبو جعفر ع كفى بالنّدم توبة
20975- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال عمّن ذكره عن أبي جعفر ع قال لا و اللّه ما أراد اللّه من النّاس إلّا خصلتين أن يقرّوا له بالنّعم فيزيدهم و بالذّنوب فيغفرها لهم
20976- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن سنان عن معاوية بن عمّار قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّه و اللّه ما خرج عبد من ذنب بإصرار و ما خرج عبد من ذنب إلّا بإقرار
20977- و عن الحسين بن محمّد عن محمّد بن عمران بن الحجّاج السّبيعيّ عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد اللّه ع قال من أذنب ذنبا فعلم أنّ اللّه مطّلع عليه إن شاء عذّبه و إن شاء غفر له غفر له و إن لم يستغفر
20978- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن محمّد بن عليّ عن عبد الرّحمن بن أبي هاشم عن عنبسة العابد عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه يحبّ العبد أن يطلب إليه في الجرم العظيم و يبغض العبد أن يستخفّ بالجرم اليسير
-20979 محمّد بن عليّ بن الحسين في المجالس عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن محمّد بن أبي عمير عن معاذ الجوهريّ عن الصّادق جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه ع عن رسول اللّه ص عن جبرئيل ع قال قال اللّه عزّ و جلّ من أذنب ذنبا صغيرا كان أو كبيرا و هو لا يعلم أنّ لي أن أعذّبه أو أعفو عنه لا غفرت له ذلك الذّنب أبدا و من أذنب ذنبا صغيرا كان أو كبيرا و هو يعلم أنّ لي أن أعذّبه أو أعفو عنه عفوت عنه
20980- و عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن جعفر بن بشير عن أبان عن عبد الرّحمن بن أعين عن أبي جعفر الباقر ع أنّه قال لقد غفر اللّه لرجل من أهل البادية بكلمتين دعا بهما قال اللّهمّ إن تعذّبني فأهل ذلك أنا و إن تغفر لي فأهل ذلك أنت فغفر اللّه له
و رواه الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن الحسين بن عبيد اللّه الغضائريّ عن محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه بالإسناد مثله
20981- أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ في المحاسن عن أبيه عمّن ذكره عن العلاء عن محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه ع يرفعه إلى النّبيّ ص قال قال اللّه عزّ و جلّ من أذنب ذنبا فعلم أنّ لي أن أعذّبه و أنّ لي أن أعفو عنه عفوت عنه
و رواه الصّدوق في ثواب الأعمال عن أبيه عن سعد عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن محمّد بن بكر عن زكريّا بن محمّد عن محمّد بن عبد العزيز عن محمّد بن مسلم أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك
باب 83 - وجوب النّدم على الذّنوب
20982- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن القاسم بن عروة عن أبي العبّاس قال قال أبو عبد اللّه ع من سرّته حسنته و ساءته سيّئته فهو مؤمن
20983- و عنه عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول إنّ الرّجل ليذنب الذّنب فيدخله اللّه به الجنّة قلت يدخله اللّه بالذّنب الجنّة قال نعم إنّه يذنب فلا يزال خائفا ماقتا لنفسه فيرحمه اللّه فيدخله الجنّة
20984- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن إسماعيل بن سهل عن حمّاد عن ربعيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع إنّ النّدم على الشّرّ يدعو إلى تركه
-20985 و عنه عن عليّ بن الحسين الدّقّاق عن عبد اللّه بن محمّد عن أحمد بن عمر عن زيد القتّات عن أبان بن تغلب قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول ما من عبد أذنب ذنبا فندم عليه إلّا غفر اللّه له قبل أن يستغفر و ما من عبد أنعم اللّه عليه نعمة فعرف أنّها من عند اللّه إلّا غفر اللّه له قبل أن يحمده
20986- محمّد بن عليّ بن الحسين قال من ألفاظ رسول اللّه ص النّدامة توبة
20987- و في الخصال عن أبيه عن سعد عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن عليّ الجهضميّ عن أبي جعفر ع قال كفى بالنّدم توبة
20988- أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ في المحاسن عن ابن محبوب عن أبي أيّوب الخرّاز عن أبي حمزة الثّماليّ عن أبي جعفر ع قال قال عليّ بن الحسين ع أربع من كنّ فيه كمل إيمانه و محّصت عنه ذنوبه من وفى للّه بما جعل على نفسه للنّاس و صدق لسانه مع النّاس و استحيا من كلّ قبيح عند اللّه و عند النّاس و يحسن خلقه مع أهله
20989- الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن المفيد عن الحسين بن محمّد التّمّار عن محمّد بن القاسم الأنباريّ عن أبيه عن الحسين بن سليمان الزّاهديّ قال سمعت أبا جعفر الطّائيّ الواعظ يقول سمعت وهب بن منبّه يقول قرأت في زبور داود أسطرا منها ما حفظت و منها ما نسيت فممّا حفظت قوله يا داود اسمع منّي ما أقول و الحقّ أقول من أتاني و هو مستحي من المعاصي الّتي عصاني بها غفرتها له و أنسيتها حافظيه الحديث
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك
باب 84 - وجوب ستر الذّنوب و تحريم التّظاهر بها
20990- محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن محمّد بن عليّ عن العبّاس مولى الرّضا ع قال سمعته يقول المستتر بالحسنة يعدل سبعين حسنة و المذيع بالسّيّئة مخذول و المستتر بالسّيّئة مغفور له
و رواه الصّدوق في ثواب الأعمال عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن محمّد بن عيسى عن عبّاس بن هلال قال سمعت أبا الحسن الرّضا ع يقول و ذكر مثله و عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن صندل عن ياسر عن اليسع بن حمزة عن الرّضا ع قال قال رسول اللّه ص و ذكر نحوه أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 85 - وجوب الاستغفار من الذّنب و المبادرة به قبل سبع ساعات
20991- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن الحكم عن فضيل بن عثمان المراديّ قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول قال رسول اللّه ص أربع من كنّ فيه لم يهلك على اللّه بعدهنّ إلّا هالك يهمّ العبد بالحسنة فيعملها فإن هو لم يعملها كتب اللّه له حسنة بحسن نيّته و إنّ هو عملها كتب اللّه له عشرا و يهمّ بالسّيّئة أن يعملها فإن لم يعملها لم يكتب عليه شيء و إن هو عملها أجّل سبع ساعات و قال صاحب الحسنات لصاحب السّيّئات و هو صاحب الشّمال لا تعجل عسى أن يتبعها بحسنة تمحوها فإنّ اللّه عزّ و جلّ يقول إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات أو الاستغفار فإن قال أستغفر اللّه الّذي لا إله إلّا هو عالم الغيب و الشّهادة العزيز الحكيم الغفور الرّحيم ذا الجلال و الإكرام و أتوب إليه لم يكتب عليه شيء و إن مضت سبع ساعات و لم يتبعها بحسنة و استغفار قال صاحب الحسنات لصاحب السّيّئات اكتب على الشّقيّ المحروم
20992- و بالإسناد عن عليّ بن الحكم عن أبي أيّوب عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال من عمل سيّئة أجّل فيها سبع ساعات من النّهار فإن قال أستغفر اللّه الّذي لا إله إلّا هو الحيّ القيّوم و أتوب إليه ثلاث مرّات لم تكتب عليه
و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن صفوان عن أبي أيّوب مثله
20993- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن عدّة من أصحابنا رفعوه قالوا قال لكلّ شيء دواء و دواء الذّنوب الاستغفار
20994- و عن عليّ عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمّد بن حمران عن زرارة قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّ العبد إذا أذنب ذنبا أجّل من غدوة إلى اللّيل فإن استغفر اللّه لم تكتب عليه
20995- و عنه عن أبيه و عن أبي عليّ الأشعريّ و محمّد بن يحيى جميعا عن الحسن بن إسحاق عن عليّ بن مهزيار عن فضالة بن أيّوب عن عبد الصّمد بن بشير عن أبي عبد اللّه ع قال العبد المؤمن إذا أذنب ذنبا أجّله اللّه سبع ساعات فإن استغفر اللّه لم يكتب عليه شيء و إنّ مضت السّاعات و لم يستغفر كتب عليه سيّئة الحديث
20996- و بالإسناد عن عليّ بن مهزيار عن النّضر بن سويد عن عبد اللّه بن سنان عن حفص قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول ما من مؤمن يذنب ذنبا إلّا أجّله اللّه سبع ساعات من النّهار فإن هو تاب لم يكتب عليه شيء و إن هو لم يفعل كتب عليه سيّئة فأتاه عبّاد البصريّ فقال له بلغنا أنّك قلت ما من عبد يذنب ذنبا إلّا أجّله اللّه سبع ساعات من النّهار فقال ليس هكذا قلت و لكنّي قلت ما من مؤمن و كذلك كان قولي
و رواه الحميريّ في قرب الإسناد عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمّد عن أبيه ع نحوه و رواه الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن النّضر بن سويد و الّذي قبله عن فضالة و الّذي قبلهما عن ابن أبي عمير مثله
20997- محمّد بن عليّ بن الحسين في المجالس عن أبيه عن الحميريّ عن موسى بن جعفر البغداديّ عن عليّ بن معبد عن عليّ بن سليمان النّوفليّ عن فطر بن خليفة عن الصّادق جعفر بن محمّد ع قال لمّا نزلت هذه الآية و الّذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا اللّه فاستغفروا لذنوبهم صعد إبليس جبلا بمكّة يقال له ثور فصرخ بأعلى صوته بعفاريته فاجتمعوا إليه فقال نزلت هذه الآية فمن لها فقام عفريت من الشّياطين فقال أنا لها بكذا و كذا فقال لست لها ثمّ قام آخر فقال مثل ذلك فقال لست لها فقال الوسواس الخنّاس أنا لها قال بما ذا قال أعدهم و أمنّيهم حتّى يواقعوا الخطيئة فإذا واقعوا الخطيئة أنسيتهم الاستغفار فقال أنت لها فوكّله بها إلى يوم القيامة
20998- و عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن سليمان بن جعفر عن محمّد بن مسلم و غيره عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ع قال سئل رسول اللّه ص عن خيار العباد فقال الّذين إذا أحسنوا استبشروا و إذا أساءوا استغفروا و إذا أعطوا شكروا و إذا ابتلوا صبروا و إذا غضبوا غفروا
20999- و في الخصال عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عمّه محمّد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع قال ما من مؤمن يقترف في يوم و ليلة أربعين كبيرة فيقول و هو نادم أستغفر اللّه الّذي لا إله إلّا هو الحيّ القيّوم بديع السّماوات و الأرض ذا الجلال و الإكرام و أسأله أن يتوب عليّ إلّا غفرها اللّه له ثمّ قال و لا خير فيمن يقارف كلّ يوم و ليلة أربعين كبيرة
21000- و في العلل عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن محمّد بن خالد عن عليّ بن الحكم عن عبد اللّه بن جندب عن سفيان بن السّمط قال قال أبو عبد اللّه ع إذا أراد اللّه عزّ و جلّ بعبد خيرا فأذنب ذنبا أتبعه بنقمة و يذكّره الاستغفار و إذا أراد اللّه عزّ و جلّ بعبد شرّا فأذنب ذنبا أتبعه بنعمة فينسيه الاستغفار و يتمادى به و هو قول اللّه عزّ و جلّ سنستدرجهم من حيث لا يعلمون بالنّعم عند المعاصي
21001- و في ثواب الأعمال عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن جعفر عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص لكلّ داء دواء و دواء الذّنوب الاستغفار
21002- و عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد عن موسى بن جعفر عن الحسن بن عليّ بن بقّاح عن صالح بن عقبة عن عبد اللّه بن محمّد الجعفيّ عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول كان رسول اللّه ص و الاستغفار لكم حصنين حصينين من العذاب فمضى أكبر الحصنين و بقي الاستغفار فأكثروا منه فإنّه ممحاة للذّنوب قال اللّه عزّ و جلّ و ما كان اللّه ليعذّبهم و أنت فيهم و ما كان اللّه معذّبهم و هم يستغفرون
و رواه الرّضيّ في نهج البلاغة مرسلا نحوه
21003- و عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن الهيثم بن أبي مسروق النّهديّ عن إسماعيل بن سهل قال كتبت إلى أبي جعفر الثّاني ع علّمني شيئا إذا أنا قلته كنت معكم في الدّنيا و الآخرة فقال فكتب بخطّه أعرفه أكثر من تلاوة إنّا أنزلناه و رطّب شفتيك بالاستغفار
21004- و عن أبيه عن أبيه عن عبد اللّه بن جعفر عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص طوبى لمن وجد في صحيفة عمله يوم القيامة تحت كلّ ذنب أستغفر اللّه
و رواه ابن طاوس في رسالة محاسبة النّفس نقلا من كتاب الدّعاء لمحمّد بن الحسن الصّفّار بإسناده إلى الصّادق ع مثله
21005- الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن المفيد عن محمّد بن الحسن المقري عن عبد اللّه بن محمّد البصريّ عن عبد العزيز بن يحيى عن موسى بن زكريّا عن أبي خالد عن العتبيّ عن الشّعبيّ قال سمعت عليّ بن أبي طالب ع يقول العجب ممّن يقنط و معه الممحاة قيل و ما الممحاة قال الاستغفار
-21006 و عن أبيه عن المفيد عن محمّد بن محمّد بن طاهر عن أحمد بن محمّد بن سعيد عن محمّد بن إسماعيل عن الحسن بن زياد عن محمّد بن إسحاق عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه قال قال رسول اللّه ص صاحب اليمين أمير على صاحب الشّمال فإذا عمل العبد سيّئة قال صاحب اليمين لصاحب الشّمال لا تعجل و أنظره سبع ساعات فإن مضت سبع ساعات و لم يستغفر قال اكتب فما أقلّ حياء هذا العبد
21007- و عن أبيه عن هلال بن محمّد الحفّار عن إسماعيل بن عليّ الدّعبليّ عن عليّ بن عليّ أخي دعبل بن عليّ عن عليّ بن موسى الرّضا عن آبائه ع عن أمير المؤمنين ع أنّه قال تعطّروا بالاستغفار لا تفضحنّكم روائح الذّنوب
21008- أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ عن يونس بن عبد الرّحمن عن عمرو بن جميع عن أبي عبد اللّه عن أبيه ع قال قال رسول اللّه ص أربع من كنّ فيه كان في نور اللّه الأعظم من كان عصمة أمره شهادة أن لا إله إلّا اللّه و أنّي رسول اللّه ص و من إذا أصابته مصيبة قال إنّا للّه و إنّا إليه راجعون و من إذا أصاب خيرا قال الحمد للّه ربّ العالمين و من إذا أصاب خطيئة قال أستغفر اللّه و أتوب إليه
و رواه الصّدوق في ثواب الأعمال عن أبيه عن عليّ بن موسى عن أحمد بن محمّد عن بكر بن صالح عن الحسن بن عليّ عن عبد اللّه بن عليّ عن عليّ بن عليّ اللّهبيّ عن جعفر بن محمّد الصّادق عن آبائه ع أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 86 - وجوب التّوبة من جميع الذّنوب و العزم على ترك العود أبدا
21009- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن معاوية بن وهب قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إذا تاب العبد توبة نصوحا أحبّه اللّه فستر عليه في الدّنيا و الآخرة قلت و كيف يستر عليه قال ينسي ملكيه ما كتبا عليه من الذّنوب و يوحي إلى جوارحه اكتمي عليه ذنوبه و يوحي إلى بقاع الأرض اكتمي ما كان يعمل عليك من الذّنوب فيلقى اللّه حين يلقاه و ليس شيء يشهد عليه بشيء من الذّنوب
و رواه الصّدوق في ثواب الأعمال عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمّد مثله إلّا أنّه قال العبد المؤمن
و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن موسى بن القاسم عن جدّه الحسن بن راشد عن معاوية بن وهب مثله
21010- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيّوب الخزّاز عن محمّد بن مسلم عن أحدهما ع في قول اللّه عزّ و جلّ فمن جاءه موعظة من ربّه فانتهى فله ما سلف قال الموعظة التّوبة
21011- و بالإسناد عن أبي أيّوب عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد اللّه ع يا أيّها الّذين آمنوا توبوا إلى اللّه توبة نصوحا قال هو الذّنب الّذي لا يعود فيه أبدا قلت و أيّنا لم يعد فقال يا أبا محمّد إنّ اللّه يحبّ من عباده المفتّن التّوّاب
21012- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن محمّد بن عليّ عن محمّد بن الفضيل عن أبي الصّبّاح الكنانيّ قال سألت أبا عبد اللّه ع عن قول اللّه عزّ و جلّ يا أيّها الّذين آمنوا توبوا إلى اللّه توبة نصوحا قال يتوب العبد من الذّنب ثمّ لا يعود فيه قال محمّد بن الفضيل سألت عنها أبا الحسن ع فقال يتوب من الذّنب ثمّ لا يعود فيه و أحبّ العباد إلى اللّه المفتّنون التّوّابون
21013- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا رفعه قال إنّ اللّه أعطى التّائبين ثلاث خصال لو أعطى خصلة منها جميع أهل السّماوات و الأرض لنجوا بها قوله عزّ و جلّ إنّ اللّه يحبّ التّوّابين و يحبّ المتطهّرين فمن أحبّه اللّه لم يعذّبه و قوله فاغفر للّذين تابوا و اتّبعوا سبيلك و قهم عذاب الجحيم و ذكر الآيات و قوله إلّا من تاب و آمن و عمل عملا صالحا فأولئك يبدّل اللّه سيّئاتهم حسنات الآية
21014- و عن عليّ عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن أبي عبيدة قال سمعت أبا جعفر ع يقول إنّ اللّه تبارك و تعالى أشدّ فرحا بتوبة عبده من رجل أضلّ راحلته و زاده في ليلة ظلماء فوجدها فاللّه أشدّ فرحا بتوبة عبده من ذلك الرّجل براحلته حين وجدها
و رواه الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن عليّ بن المغيرة عن ابن مسكان عن أبي عبيدة أقول الفرح هنا مجاز و هو ظاهر
21015- و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمّد الأشعريّ عن ابن القدّاح عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه عزّ و جلّ يفرح بتوبة عبده المؤمن إذا تاب كما يفرح أحدكم بضالّته إذا وجدها
21016- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن النّعمان عن محمّد بن سنان عن يوسف أبي يعقوب بيّاع الأرزّ عن جابر عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول التّائب من الذّنب كمن لا ذنب له و المقيم على الذّنب و هو مستغفر منه كالمستهزئ
21017- محمّد بن عليّ بن الحسين في ثواب الأعمال عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن محمّد بن جعفر عن موسى بن عمران عن الحسين بن يزيد عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول أوحى اللّه إلى داود النّبيّ ع يا داود إنّ عبدي المؤمن إذا أذنب ذنبا ثمّ رجع و تاب من ذلك الذّنب و استحيا منّي عند ذكره غفرت له و أنسيته الحفظة و أبدلته الحسنة و لا أبالي و أنا أرحم الرّاحمين
21018- و عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن عليّ بن أسباط عن يحيى بن بشير عن المسعوديّ قال قال أمير المؤمنين ع من تاب تاب اللّه عليه و أمرت جوارحه أن تستر عليه و بقاع الأرض أن تكتم عليه و نسيت الحفظة ما كانت كتبت عليه
21019- و عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص إنّ للّه فضولا من رزقه ينحله من شاء من خلقه و اللّه باسط يده عند كلّ فجر لمذنب اللّيل هل يتوب فيغفر له و يبسط يده عند مغيب الشّمس لمذنب النّهار هل يتوب فيغفر له
21020- و في معاني الأخبار عن أبيه عن سعد عن محمّد بن الحسين عن ابن فضّال عن عليّ بن عقبة عن أبيه عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ ثمّ تاب عليهم قال هي الإقالة
21021- و في عيون الأخبار بأسانيد تقدّمت في إسباغ الوضوء عن الرّضا عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص مثل المؤمن عند اللّه تعالى كمثل ملك مقرّب و إنّ المؤمن عند اللّه لأعظم من ذلك و ليس شيء أحبّ إلى اللّه تعالى من مؤمن تائب و مؤمنة تائبة
21022- و عن محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف بن زريق البغداديّ عن عليّ بن محمّد بن عتيبة عن دارم بن قبيصة عن الرّضا ع عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص التّائب من الذّنب كمن لا ذنب له
-21023 و في الخصال عن أبيه و محمّد بن الحسن عن سعد عن القاسم بن محمّد عن المنقريّ عن حفص بن غياث قال قال أبو عبد اللّه ع لا خير في الدّنيا إلّا لرجلين رجل يزداد في كلّ يوم إحسانا و رجل يتدارك ذنبه بالتّوبة و أنّى له بالتّوبة و اللّه لو سجد حتّى ينقطع عنقه ما قبل اللّه منه إلّا بولايتنا أهل البيت
21024- عليّ بن موسى بن طاوس في مهج الدّعوات عن الرّضا عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص اعترفوا بنعم اللّه ربّكم و توبوا إلى اللّه من جميع ذنوبكم فإنّ اللّه يحبّ الشّاكرين من عباده
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 87 - وجوب إخلاص التّوبة و شروطها
21025- محمّد بن عليّ بن الحسين في معاني الأخبار عن أبيه عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد بن هلال قال سألت أبا الحسن الأخير ع عن التّوبة النّصوح ما هي فكتب ع أن يكون الباطن كالظّاهر و أفضل من ذلك
21026- و عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرّحمن عن عبد اللّه بن سنان و غيره جميعا عن أبي عبد اللّه ع قال التّوبة النّصوح أن يكون باطن الرّجل كظاهره و أفضل
21027- قال الصّدوق و قد روي أنّ التّوبة النّصوح هو أن يتوب الرّجل من ذنب و ينوي أن لا يعود إليه أبدا
21028- محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّ قائلا قال بحضرته أستغفر اللّه فقال ثكلتك أمّك أ تدري ما الاستغفار الاستغفار درجة العلّيّين و هو اسم واقع على ستّة معان أوّلها النّدم على ما مضى و الثّاني العزم على ترك العود إليه أبدا و الثّالث أن تؤدّي إلى المخلوقين حقوقهم حتّى تلقى اللّه عزّ و جلّ أملس ليس عليك تبعة و الرّابع أن تعمد إلى كلّ فريضة عليك ضيّعتها فتؤدّي حقّها و الخامس أن تعمد إلى اللّحم الّذي نبت على السّحت فتذيبه بالأحزان حتّى يلصق الجلد بالعظم و ينشأ بينهما لحم جديد و السّادس أن تذيق الجسم ألم الطّاعة كما أذقته حلاوة المعصية فعند ذلك تقول أستغفر اللّه
و رواه الدّيلميّ في الإرشاد مرسلا
-21029 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول عن كميل بن زياد أنّه قال لأمير المؤمنين ع العبد يصيب الذّنب فيستغفر اللّه فقال يا ابن زياد التّوبة قلت ليس قال لا قلت كيف قال إنّ العبد إذا أصاب ذنبا قال أستغفر اللّه بالتّحريك قلت و ما التّحريك قال الشّفتان و اللّسان يريد أن يتبع ذلك بالحقيقة قلت و ما الحقيقة قال تصديق القلب و إضمار أن لا يعود إلى الذّنب الّذي استغفر منه قلت فإذا فعلت ذلك فأنا من المستغفرين قال لا لأنّك لم تبلغ إلى الأصل بعد قلت فأصل الاستغفار ما هو قال الرّجوع إلى التّوبة عن الذّنب الّذي استغفرت منه و هي أوّل درجة العابدين و ترك الذّنب و الاستغفار اسم واقع لستّة معان ثمّ ذكر الحديث نحوه
أقول و تقدّم ما يدلّ على وجوب الإخلاص
باب 88 - استحباب صوم الأربعاء و الخميس و الجمعة للتّوبة و استحباب الغسل و الصّلاة لها
21030- محمّد بن عليّ بن الحسين في معاني الأخبار عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن موسى بن القاسم عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ توبوا إلى اللّه توبة نصوحا قال هو صوم يوم الأربعاء و الخميس و الجمعة
21031- محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال ما أهمّني ذنب أمهلت بعده حتّى أصلّي ركعتين
21032- الحسن بن محمّد الدّيلميّ في الإرشاد قال قال ع ما من عبد أذنب ذنبا فقام فتطهّر و صلّى ركعتين و استغفر اللّه إلّا غفر له و كان حقّا على اللّه أن يقبله لأنّه سبحانه قال و من يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثمّ يستغفر اللّه يجد اللّه غفورا رحيما
أقول و تقدّم ما يدلّ على استحباب الغسل للتّوبة في الطّهارة
باب 89 - جواز تجديد التّوبة و صحّتها مع الإتيان بشرائطها و إن تكرّر نقضها
21033- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن ابن محبوب عن العلاء عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال يا محمّد بن مسلم ذنوب المؤمن إذا تاب منها مغفورة له فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التّوبة و المغفرة أما و اللّه إنّها ليست إلّا لأهل الإيمان قلت فإن عاد بعد التّوبة و الاستغفار من الذّنوب و عاد في التّوبة قال يا محمّد بن مسلم أ ترى العبد المؤمن يندم على ذنبه و يستغفر منه و يتوب ثمّ لا يقبل اللّه توبته قلت فإنّه فعل ذلك مرارا يذنب ثمّ يتوب و يستغفر فقال كلّما عاد المؤمن بالاستغفار و التّوبة عاد اللّه عليه بالمغفرة و إنّ اللّه غفور رحيم يقبل التّوبة و يعفو عن السّيّئات فإيّاك أن تقنّط المؤمنين من رحمة اللّه
21034- و عنه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن إسماعيل عن عبد اللّه بن عثمان عن أبي جميلة قال قال أبو عبد اللّه ع إنّ اللّه يحبّ العبد المفتّن التّوّاب و من لا يكون ذلك منه كان أفضل
21035- و عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عن إسحاق بن عمّار قال قال أبو عبد اللّه ع ما من مؤمن إلّا و له ذنب يهجره زمانا ثمّ يلمّ به و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ إلّا اللّمم و سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ الّذين يجتنبون كبائر الإثم و الفواحش إلّا اللّمم قال الفواحش الزّنا و السّرقة و اللّمم الرّجل يلمّ بالذّنب فيستغفر اللّه منه
21036- الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن محمّد بن أبي عمير عن أبي أيّوب عن محمّد بن مسلم عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع في قوله تعالى توبوا إلى اللّه توبة نصوحا قال هو الذّنب الّذي لا يعود فيه أبدا قلت و أيّنا لم يتب و يعد فقال يا أبا محمّد إنّ اللّه يحبّ من عباده المفتّن التّوّاب
-21037 الحسن بن محمّد الدّيلميّ في الإرشاد قال كان رسول اللّه ص يستغفر اللّه في كلّ يوم سبعين مرّة يقول أستغفر اللّه ربّي و أتوب إليه و كذلك أهل بيته ع و صالح أصحابه يقول اللّه تعالى و استغفروا ربّكم ثمّ توبوا إليه قال و قال رجل يا رسول اللّه إنّي أذنب فما أقول إذا تبت قال استغفر اللّه فقال إنّي أتوب ثمّ أعود فقال كلّما أذنبت استغفر اللّه فقال إذن تكثر ذنوبي فقال عفو اللّه أكثر فلا تزال تتوب حتّى يكون الشّيطان هو المدحور
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 90 - استحباب تذكّر الذّنب و الاستغفار منه كلّما ذكره
21038- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه و عن أبي عليّ الأشعريّ و محمّد بن يحيى جميعا عن الحسين بن إسحاق عن عليّ بن مهزيار عن فضالة بن أيّوب عن عبد الصّمد بن بشير عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال إنّ المؤمن ليذكّر ذنبه بعد عشرين سنة حتّى يستغفر ربّه فيغفر له و إنّ الكافر لينساه من ساعته
21039- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال عن عليّ بن عقبة بيّاع الأكسية عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ المؤمن ليذنب الذّنب فيذكر بعد عشرين سنة فيستغفر منه فيغفر له و إنّما يذكره ليغفر له و إنّ الكافر ليذنب الذّنب فينساه من ساعته
و رواه الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن بعض أصحابنا عن عليّ بن شجرة عن عيسى بن راشد عن أبي عبد اللّه ع مثله
21040- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن عبد اللّه بن جندب عن سفيان بن السّمط قال قال أبو عبد اللّه ع إنّ اللّه إذا أراد بعبد خيرا فأذنب ذنبا أتبعه بنقمة و يذكّره الاستغفار الحديث
21041- و عنهم عن سهل بن زياد و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن بعض أصحابه قال سئل أبو عبد اللّه ع عن الاستدراج فقال هو العبد يذنب الذّنب فيملى له و يجدّد له عندها النّعم فيلهيه عن الاستغفار فهو مستدرج من حيث لا يعلم
و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن سنان عن عمّار بن مروان عن سماعة بن مهران قال سألت أبا عبد اللّه ع و ذكر نحوه أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك
باب 91 - استحباب انتهاز فرص الخير و المبادرة به عند الإمكان
21042- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه جميعا عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع في وصيّة النّبيّ ص لعليّ ع قال يا عليّ بادر بأربع قبل أربع شبابك قبل هرمك و صحّتك قبل سقمك و غناك قبل فقرك و حياتك قبل موتك
و في الخصال بالسّند الآتي مثله و عن أبيه عن سعد عن يعقوب بن يزيد عن موسى بن القاسم عن محمّد بن سعيد بن غزوان عن السّكونيّ عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع مثله
21043- و في المجالس و في معاني الأخبار عن الحسن بن عبد اللّه العسكريّ عن محمّد بن أحمد القشيريّ عن أحمد بن عيسى الكوفيّ عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن آبائه عن عليّ ع في قول اللّه عزّ و جلّ و لا تنس نصيبك من الدّنيا قال لا تنس صحّتك و قوّتك و فراغك و شبابك و نشاطك أن تطلب بها الآخرة
-21044 محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع قال قرنت الهيبة بالخيبة و الحياء بالحرمان و الفرصة تمرّ مرّ السّحاب فانتهزوا فرص الخير
21045- قال و قال ع إضاعة الفرصة غصّة
21046- قال و قال ع من الخرق المعاجلة قبل الإمكان و الأناة بعد الفرصة
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك
باب 92 - استحباب تكرار التّوبة و الاستغفار كلّ يوم و ليلة من غير ذنب و وجوبه مع الذّنب
21047- محمّد بن يعقوب عن حميد بن زياد عن الحسن بن محمّد عن غير واحد عن أبان عن زيد الشّحّام عن أبي عبد اللّه ع قال كان رسول اللّه ص يتوب إلى اللّه عزّ و جلّ في كلّ يوم سبعين مرّة قلت أ كان يقول أستغفر اللّه و أتوب إليه قال لا و لكن كان يقول أتوب إلى اللّه قلت إنّ رسول اللّه ص كان يتوب و لا يعود و نحن نتوب و نعود قال اللّه المستعان
21048- و عن عدّة من أصحابنا رفعوه قالوا قال لكلّ داء دواء و دواء الذّنوب الاستغفار
21049- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن سنان عن عمّار بن مروان قال قال أبو عبد اللّه ع من قال أستغفر اللّه مائة مرّة في يوم غفر اللّه له سبعمائة ذنب و لا خير في عبد يذنب في يوم سبعمائة ذنب
21050- و عنه عن أحمد عن ابن فضّال عن ابن بكير عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال إنّ رسول اللّه ص كان يتوب إلى اللّه كلّ يوم سبعين مرّة من غير ذنب
21051- و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال إنّ رسول اللّه ص كان يتوب إلى اللّه و يستغفره في كلّ يوم و ليلة مائة مرّة من غير ذنب إنّ اللّه يخصّ أولياءه بالمصائب ليؤجرهم عليها من غير ذنب
و رواه الصّدوق في معاني الأخبار عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن عليّ بن رئاب مثله
-21052 عبد اللّه بن جعفر الحميريّ في قرب الإسناد عن محمّد بن الوليد عن عبد اللّه بن بكير عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال إنّ رسول اللّه ص كان يتوب إلى اللّه في كلّ يوم سبعين مرّة من غير ذنب
21053- الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن فضالة عن القاسم بن بريد العجليّ عن محمّد بن مسلم قال قال أبو جعفر ع إنّه كان يقال من أحبّ عباد اللّه إلى اللّه المحسن التّوّاب
21054- و عن إبراهيم بن أبي البلاد قال قال لي أبو الحسن ع إنّي أستغفر اللّه في كلّ يوم خمسة آلاف مرّة ثمّ قال لي خمسة آلاف كثير
باب 93 - صحّة التّوبة في آخر العمر و لو عند بلوغ النّفس الحلقوم قبل المعاينة و كذا الإسلام
21055- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن درّاج عن بكير عن أبي عبد اللّه ع أو عن أبي جعفر ع في حديث إنّ اللّه عزّ و جلّ قال لآدم ع جعلت لك أنّ من عمل من ذرّيّتك سيّئة ثمّ استغفر غفرت له قال يا ربّ زدني قال جعلت لهم التّوبة أو بسطت لهم التّوبة حتّى تبلغ النّفس هذه قال يا ربّ حسبي
و رواه الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن ابن أبي عمير مثله
21056- و بالإسناد عن جميل عن زرارة عن أبي جعفر ع قال إذا بلغت النّفس هذه و أهوى بيده إلى حلقه لم يكن للعالم توبة و كانت للجاهل توبة
و رواه الحسين بن سعيد في كتاب )الزّهد( كالّذي قبله
21057- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال عمّن ذكره عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص من تاب قبل موته بسنة قبل اللّه توبته ثمّ قال إنّ السّنة لكثير من تاب قبل موته بشهر قبل اللّه توبته ثمّ قال إنّ الشّهر لكثير ثمّ قال من تاب قبل موته بجمعة قبل اللّه توبته ثمّ قال و إنّ الجمعة لكثير من تاب قبل موته بيوم قبل اللّه توبته ثمّ قال إنّ يوما لكثير من تاب قبل أن يعاين قبل اللّه توبته
21058- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن سنان عن معاوية بن وهب في حديث أنّ رجلا شيخا كان من المخالفين عرض عليه ابن أخيه الولاية عند موته فأقرّ بها و شهق و مات قال فدخلنا على أبي عبد اللّه ع فعرض عليّ بن السّريّ هذا الكلام على أبي عبد اللّه ع فقال هو رجل من أهل الجنّة قال له عليّ بن السّريّ إنّه لم يعرف شيئا من هذا غير ساعته تلك قال فتريدون منه ما ذا قد و اللّه دخل الجنّة
21059- عليّ بن إبراهيم في تفسيره عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل عن زرارة عن أبي عبد اللّه ع قال لمّا أعطى اللّه إبليس ما أعطاه من القوّة قال آدم يا ربّ سلّطت إبليس على ولدي و أجريته منهم مجرى الدّم في العروق و أعطيته ما أعطيته فما لي و لولدي قال لك و لولدك السّيّئة بواحدة و الحسنة بعشر أمثالها قال يا ربّ زدني قال التّوبة مبسوطة إلى أن تبلغ النّفس الحلقوم قال يا ربّ زدني قال أغفر و لا أبالي قال حسبي
21060- محمّد بن عليّ بن الحسين قال قال رسول اللّه ص من تاب قبل موته بسنة تاب اللّه عليه ثمّ قال إنّ سنة لكثير من تاب قبل موته بشهر تاب اللّه عليه ثمّ قال و إنّ شهرا لكثير من تاب قبل موته بيوم تاب اللّه عليه ثمّ قال و إنّ يوما لكثير من تاب قبل موته بساعة تاب اللّه عليه ثمّ قال و إنّ ساعة لكثير من تاب و قد بلغت نفسه هاهنا و أشار بيده إلى حلقه تاب اللّه عليه
و رواه في ثواب الأعمال عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير عن سلمة بيّاع السّابريّ عن رجل عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص و ذكر نحوه إلّا أنّه قال من تاب في سنة ثمّ قال من تاب في شهر ثمّ قال من تاب في يوم
و رواه الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن محمّد بن أبي عمير عن سلمة صاحب السّابريّ عن جابر عن أبي جعفر ع مثل الرّواية الأخيرة
21061- قال الصّدوق و سئل الصّادق ع عن قول اللّه عزّ و جلّ و ليست التّوبة للّذين يعملون السّيّئات حتّى إذا حضر أحدهم الموت قال إنّي تبت الآن قال ع ذاك إذا عاين أمر الآخرة
21062- و في المجالس عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن عيسى عن محمّد بن خالد عن أحمد بن النّضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع في حديث أنّ رسول اللّه ص دعا رجلا من اليهود و هو في السّياق إلى الإقرار بالشّهادتين فأقرّ بهما و مات فأمر الصّحابة أن يغسّلوه و يكفّنوه ثمّ صلّى عليه و قال الحمد للّه الّذي أنجى بي اليوم نسمة من النّار
21063- و في العلل و عيون الأخبار عن عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس العطّار عن عليّ بن محمّد بن قتيبة عن حمدان بن سليمان النّيسابوريّ عن إبراهيم بن محمّد الهمذانيّ قال قلت لأبي الحسن عليّ بن موسى الرّضا ع لأيّ علّة أغرق اللّه عزّ و جلّ فرعون و قد آمن به و أقرّ بتوحيده قال لأنّه آمن عند رؤية البأس و الإيمان عند رؤية البأس غير مقبول و ذلك حكم اللّه تعالى ذكره في السّلف و الخلف قال اللّه تعالى فلمّا رأوا بأسنا قالوا آمنّا باللّه وحده و كفرنا بما كنّا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لمّا رأوا بأسنا و قال عزّ و جلّ يوم يأتي بعض آيات ربّك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا الحديث
21064- و عن جعفر بن نعيم بن شاذان عن عمّه محمّد بن شاذان عن الفضل بن شاذان عن محمّد بن أبي عمير قال قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر ع أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ لموسى ع اذهبا إلى فرعون إنّه طغى فقال ع أمّا قوله فقولا له قولا ليّنا إلى أن قال و قد علم اللّه أنّ فرعون لا يتذكّر و لا يخشى إلّا عند رؤية البأس أ لا تسمع اللّه يقول حتّى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنّه لا إله إلّا الّذي آمنت به بنوا إسرائيل و أنا من المسلمين فلم يقبل اللّه إيمانه و قال آلآن و قد عصيت قبل و كنت من المفسدين
21065- و في عقاب الأعمال بإسناد تقدّم في عيادة المريض عن رسول اللّه ص في حديث قال إنّي نازلت ربّي في أمّتي فقال لي إنّ باب التّوبة مفتوح حتّى ينفخ في الصّور ثمّ أقبل علينا رسول اللّه ص فقال إنّه من تاب قبل موته بسنة تاب اللّه عليه ثمّ قال و إنّ السّنة لكثير من تاب قبل موته بشهر تاب اللّه عليه ثمّ قال و شهر كثير من تاب قبل موته بجمعة تاب اللّه عليه ثمّ قال و جمعة كثير من تاب قبل أن يموت بيوم تاب اللّه عليه ثمّ قال و يوم كثير من تاب قبل أن يموت بساعة تاب اللّه عليه ثمّ قال و ساعة كثيرة من تاب و قد بلغت نفسه هذه و أومأ بيده إلى حلقه تاب اللّه عليه
أقول و قد تقدّم ما يدلّ على ذلك في التّلقين و غيره
باب 94 - استحباب الاستغفار في السّحر
21066- محمّد بن عليّ بن الحسين في العلل عن أبيه عن محمّد بن يحيى عن العمركيّ عن عليّ بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عن أبيه عن عليّ ع قال إنّ اللّه عزّ و جلّ إذا أراد أن يصيب أهل الأرض بعذاب قال لو لا الّذين يتحابّون بجلالي و يعمرون مساجدي و يستغفرون بالأسحار لأنزلت عذابي
-21067 و عن أبيه عن عبد اللّه بن جعفر عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمّد ع قال قال أبي ع قال أمير المؤمنين ع قال رسول اللّه ص إنّ اللّه جلّ جلاله إذا رأى أهل قرية قد أسرفوا في المعاصي و فيها ثلاثة نفر من المؤمنين ناداهم جلّ جلاله يا أهل معصيتي لو لا من فيكم من المؤمنين المتحابّين بجلالي العامرين بصلاتهم أرضي و مساجدي و المستغفرين بالأسحار خوفا منّي لأنزلت بكم عذابي ثمّ لا أبالي
21068- و في المجالس عن أحمد بن هارون الفاميّ عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر عن أبيه مثله و زاد قال و قال رسول اللّه ص من ساءته سيّئته و سرّته حسنته فهو مؤمن
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك
باب 95 - أنّه يجب على الإنسان أن يتلافى في يومه ما فرّط في أمسه و لا يؤخّر ذلك إلى غده
21069- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن بن محبوب عن عليّ بن رئاب عن أبي حمزة عن عليّ بن الحسين ع قال كان أمير المؤمنين ع يقول إنّما الدّهر ثلاثة أيّام أنت فيما بينهنّ مضى أمس بما فيه فلا يرجع أبدا فإن كنت عملت فيه خيرا لم تحزن لذهابه و فرحت بما استقبلته منه و إن كنت فرّطت فيه فحسرتك شديدة لذهابه و تفريطك فيه و أنت من غد في غرّة لا تدري لعلّك لا تبلغه و إن بلغته لعلّ حظّك فيه التّفريط مثل حظّك في الأمس إلى أن قال و إنّما هو يومك الّذي أصبحت فيه و قد ينبغي لك أن عقلت و فكّرت فيما فرّطت في الأمس الماضي ممّا فاتك فيه من حسنات أن لا تكون اكتسبتها و من سيّئات أن لا تكون أقصرت عنها إلى أن قال فاعمل عمل رجل ليس يأمل من الأيّام إلّا يومه الّذي أصبح فيه و ليلته فاعمل أو دع و اللّه المعين على ذلك
21070- و عنهم عن أحمد بن محمّد بن خالد عن عليّ بن الحكم عن هشام بن سالم عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ النّهار إذا جاء قال يا ابن آدم اعمل في يومك هذا خيرا أشهد لك به عند ربّك يوم القيامة فإنّي لم آتك فيما مضى و لا آتيك فيما بقي فإذا جاء اللّيل قال مثل ذلك
21071- و عن عليّ عن أبيه و عليّ بن محمّد القاسانيّ جميعا عن القاسم بن محمّد عن سليمان المنقريّ عن حفص بن غياث قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إن قدرت أن لا تعرف فافعل و ما عليك أن تكون مذموما عند النّاس إذا كنت محمودا عند اللّه ثمّ قال قال أبي عليّ بن أبي طالب ع لا خير في العيش إلّا لرجلين رجل يزداد في كلّ يوم خيرا و رجل يتدارك منيّته بالتّوبة الحديث
محمّد بن عليّ بن الحسين في المجالس عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن سعد عن القاسم بن محمّد مثله
21072- و في معاني الأخبار عن أبيه عن )محمّد بن عيسى عن أحمد بن محمّد بن يحيى( بإسناده المذكور في جامعه عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال المغبون من غبن عمره ساعة بعد ساعة
21073- و عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال من استوى يوماه فهو مغبون و من كان آخر يوميه خيرهما فهو مغبوط و من كان آخر يوميه شرّهما فهو ملعون و من لم ير الزّيادة في نفسه فهو إلى النّقصان و من كان إلى النّقصان فالموت خير له من الحياة
و في المجالس عن محمّد بن الحسن عن الحسن بن متّيل عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر عن الصّادق ع نحوه و رواه الكلينيّ عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عليّ بن أسباط عن مولى لبني هاشم عن أبي عبد اللّه ع أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 96 - وجوب محاسبة النّفس كلّ يوم و ملاحظتها و حمد اللّه على الحسنات و تدارك السّيّئات
21074- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليمانيّ عن أبي الحسن الماضي ع قال ليس منّا من لم يحاسب نفسه في كلّ يوم فإن عمل حسنا استزاد اللّه و إن عمل سيّئا استغفر اللّه منه و تاب إليه
و رواه الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن حمّاد بن عيسى مثله
21075- و عنه عن أبيه و عليّ بن محمّد جميعا عن القاسم بن محمّد عن سليمان بن داود المنقريّ عن حفص بن غياث قال قال أبو عبد اللّه ع إذا أراد أحدكم أن لا يسأل اللّه شيئا إلّا أعطاه فلييأس من النّاس كلّهم و لا يكون له رجاء إلّا من عند اللّه جلّ ذكره فإذا علم اللّه جلّ و عزّ ذلك من قلبه لم يسأل اللّه شيئا إلّا أعطاه فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا عليها فإنّ للقيامة خمسين موقفا كلّ موقف مقداره ألف سنة ثمّ تلا قوله تعالى في يوم كان مقداره ألف سنة ممّا تعدّون
و رواه الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن المفيد عن أحمد بن محمّد بن الحسن عن أبيه عن الصّفّار عن عليّ بن محمّد القاسانيّ عن حفص بن غياث مثله
21076- محمّد بن إدريس في آخر السّرائر نقلا من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثّماليّ قال كان عليّ بن الحسين ع يقول ابن آدم إنّك لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك و ما كانت المحاسبة من همّك و ما كان الخوف لك شعارا و الحزن لك دثارا ابن آدم إنّك ميّت و مبعوث و موقوف بين يدي اللّه فأعدّ جوابا
و رواه الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن المفيد عن أحمد بن محمّد بن الحسن عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب مثله
21077- محمّد بن عليّ بن الحسين في معاني الأخبار و في الخصال عن عليّ بن عبد اللّه الأسواريّ عن أحمد بن محمّد بن قيس عن عمرو بن حفص عن عبد اللّه بن محمّد بن أسد عن الحسين بن إبراهيم عن محمّد بن سعيد عن ابن جريج عن عطاء عن أبي ذرّ في حديث قال قلت يا رسول اللّه فما كانت صحف إبراهيم قال كانت أمثالا كلّها أيّها الملك المبتلى المغرور إنّي لم أبعثك لتجمع الدّنيا بعضها على بعض و لكن بعثتك لتردّ عنّي دعوة المظلوم فإنّي لا أردّها و إن كانت من كافر و على العاقل ما لم يكن مغلوبا أن تكون له ساعات ساعة يناجي فيها ربّه و ساعة يحاسب فيها نفسه و ساعة يتفكّر فيها صنع اللّه إليه و ساعة يخلو فيها بحظّ نفسه من الحلال فإنّ هذه السّاعة عون لتلك السّاعات و استجمام للقلوب و تفريغ لها الحديث
21078- و في معاني الأخبار عن عليّ بن عبد اللّه بن بابويه عن عليّ بن أحمد الطّبريّ عن أبي سعيد الطّبريّ عن خراش عن مولاه أنس قال قال رسول اللّه ص لذكر اللّه بالغدوّ و الآصال خير من حطم السّيوف في سبيل اللّه عزّ و جلّ يعني من ذكر اللّه بالغدوّ و تذكّر ما كان منه في ليله من سوء عمله و استغفر اللّه و تاب إليه انتشر و قد حطّت سيّئاته و غفرت ذنوبه و من ذكر اللّه بالآصال و هي العشيّات و راجع نفسه فيما كان منه يومه ذلك من سرفه على نفسه و إضاعته لأمر ربّه فذكر اللّه و استغفر اللّه تعالى و أناب راح إلى أهله و قد غفرت له ذنوبه
21079- محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع قال من حاسب نفسه ربح و من غفل عنها خسر و من خاف أمن و من اعتبر أبصر و من أبصر فهم و من فهم علم
-21080 محمّد بن الحسن في المجالس و الأخبار بإسناده الآتي عن أبي ذرّ في وصيّة النّبيّ ص أنّه قال يا أبا ذرّ حاسب نفسك قبل أن تحاسب فإنّه أهون لحسابك غدا و زن نفسك قبل أن توزن و تجهّز للعرض الأكبر يوم تعرض لا تخفى على اللّه خافية إلى أن قال يا أبا ذرّ لا يكون الرّجل من المتّقين حتّى يحاسب نفسه أشدّ من محاسبة الشّريك شريكه فيعلم من أين مطعمه و من أين مشربه و من أين ملبسه أ من حلال أو من حرام يا أبا ذرّ من لم يبال من أين اكتسب المال لم يبال اللّه من أين أدخله النّار
21081- الحسن بن عليّ العسكريّ ع في تفسيره عن آبائه عن عليّ ع عن النّبيّ ص قال أكيس الكيّسين من حاسب نفسه و عمل لما بعد الموت فقال رجل يا أمير المؤمنين كيف يحاسب نفسه قال إذا أصبح ثمّ أمسى رجع إلى نفسه و قال يا نفسي إنّ هذا يوم مضى عليك لا يعود إليك أبدا و اللّه يسألك عنه بما أفنيته فما الّذي عملت فيه أ ذكرت اللّه أم حمدته أ قضيت حوائج مؤمن فيه أ نفّست عنه كربه أ حفظتيه بظهر الغيب في أهله و ولده أ حفظتيه بعد الموت في مخلّفيه أ كففت عن غيبة أخ مؤمن أعنت مسلما ما الّذي صنعت فيه فيذكر ما كان منه فإن ذكر أنّه جرى منه خير حمد اللّه و كبّره على توفيقه و إن ذكر معصية أو تقصيرا استغفر اللّه و عزم على ترك معاودته
-21082 عليّ بن موسى بن طاوس في كتاب محاسبة النّفس قال روّينا في الحديث النّبويّ المشهور حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا و زنوها قبل أن توزنوا و تجهّزوا للعرض الأكبر
21083- قال و روى يحيى بن الحسن بن هارون الحسينيّ في أماليه بإسناده إلى الحسن بن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص لا يكون العبد مؤمنا حتّى يحاسب نفسه أشدّ من محاسبة الشّريك شريكه و السّيّد عبده الحديث
21084- قال و رويت بإسنادي إلى محمّد بن عليّ بن محبوب في كتابه بإسناده إلى جعفر بن محمّد الصّادق ع عن أبيه عن آبائه ع قال ما من يوم يأتي على ابن آدم إلّا قال له ذلك اليوم يا ابن آدم أنا يوم جديد و أنا عليك شهيد فافعل فيّ خيرا و اعمل فيّ خيرا أشهد لك يوم القيامة فإنّك لن تراني بعدها أبدا
21085- قال و رأيت في كتاب مسعدة بن زياد من أصول الشّيعة فيما رواه عن الصّادق عن أبيه ع قال اللّيل إذا أقبل نادى مناد بصوت يسمعه الخلائق إلّا الثّقلين يا ابن آدم إنّي خلق جديد إنّي على ما فيّ شهيد فخذ منّي فإنّي لو طلعت الشّمس لم أرجع إلى الدّنيا و لم تزدد فيّ من حسنة و لم تستعتب فيّ من سيّئة و كذلك يقول النّهار إذا أدبر اللّيل
21086- قال و رويت بإسنادي من أمالي الشّيخ المفيد بإسناده عن عليّ بن الحسين ع قال إنّ الملك الحافظ على العبد يكتب في صحيفة أعماله فأملوا في أوّلها خيرا و في آخرها خيرا يغفر لكم ما بين ذلك
باب 97 - وجوب زيادة التّحفّظ عند زيادة العمر خصوصا أبناء الأربعين فصاعدا
21087- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن الحكم عن داود عن سيف عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللّه ع إنّ العبد لفي فسحة من أمره ما بينه و بين أربعين سنة فإذا بلغ أربعين سنة أوحى اللّه عزّ و جلّ إلى ملكيه قد عمّرت عبدي هذا عمرا فغلّظا و شدّدا و تحفظّا و اكتبا عليه قليل عمله و كثيره و صغيره و كبيره
و رواه الصّدوق في المجالس عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن داود بن النّعمان عن سيف بن عميرة مثله و رواه في الخصال عن محمّد بن الحسن عن أحمد بن إدريس عن محمّد بن أحمد بن يحيى عن عليّ بن الحكم مثله
-21088 و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد رفعه عن أبي جعفر ع قال إذا أتت على الرّجل أربعون سنة قيل له خذ حذرك فإنّك غير معذور و ليس ابن الأربعين أحقّ بالحذر من ابن العشرين فإنّ الّذي يطلبهما واحد و ليس براقد فاعمل لما أمامك من الهول و دع عنك فضول القول
و رواه الصّدوق في الخصال بإسناد الحديث الّذي قبله
21089- و عنه عن عليّ بن الحكم عن حسّان عن زيد الشّحّام قال قال أبو عبد اللّه ع خذ لنفسك خذ منها في الصّحّة قبل السّقم و في القوّة قبل الضّعف و في الحياة قبل الممات
21090- محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع قال العمر الّذي أعذر اللّه فيه إلى ابن آدم ستّون سنة
21091- محمّد بن عليّ بن الحسين قال سئل الصّادق ع عن قول اللّه عزّ و جلّ أ و لم نعمّركم ما يتذكّر فيه من تذكّر فقال توبيخ لابن ثماني عشرة سنة
و في المجالس مرسلا مثله
-21092 و عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن عليّ بن أسباط عن عمّه يعقوب بن سالم عن الصّادق جعفر بن محمّد ع قال ثلاث من لم تكن فيه فلا يرجى خيره أبدا من لم يخش اللّه في الغيب و لم يرع في الشّيب و لم يستح من العيب
21093- و في الخصال عن محمّد بن الحسن عن أحمد بن إدريس عن محمّد بن أحمد بن يحيى عن محمّد بن السّنديّ عن عليّ بن الحكم عن داود بن النّعمان عن سيف التّمّار عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللّه ع إذا بلغ العبد ثلاثا و ثلاثين سنة فقد بلغ أشدّه و إذا بلغ أربعين سنة فقد بلغ منتهاه فإذا طعن في واحد و أربعين فهو في النّقصان و ينبغي لصاحب الخمسين أن يكون كمن كان في النّزع
باب 98 - وجوب عمل الحسنة بعد السّيّئة
21094- محمّد بن عليّ بن الحسين في معاني الأخبار عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عمّه محمّد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر عن يونس بن ظبيان قال قال أبو عبد اللّه ع في حديث من أحبّ أن يعلم ما له عند اللّه فلينظر ما للّه عنده و من خلا بعمل فلينظر فيه فإن كان حسنا جميلا فليمض عليه و إن كان سيّئا قبيحا فليجتنبه فإنّ اللّه أولى بالوفاء و الزّيادة و من عمل سيّئة في السّرّ فليعمل حسنة في السّرّ و من عمل سيّئة في العلانية فليعمل حسنة في العلانية
21095- و عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع قال كان عليّ بن الحسين ع يقول ويل لمن غلبت آحاده أعشاره فقلت له و كيف هذا قال أ ما سمعت اللّه عزّ و جلّ يقول من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها و من جاء بالسّيّئة فلا يجزى إلّا مثلها فالحسنة الواحدة إذا عملها كتبت له عشرا و السّيّئة الواحدة إذا عملها كتبت له واحدة فنعوذ باللّه ممّن يرتكب في يوم واحد عشر سيّئات و لا يكون له حسنة واحدة فتغلب حسناته سيّئاته
21096- و في المجالس عن أبيه عن سعد عن إبراهيم بن هاشم عن إسماعيل بن مرّار عن يونس بن عبد الرّحمن عن عليّ بن أسباط عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه عزّ و جلّ أوحى إلى عيسى ع ما أكرمت خليقة بمثل ديني و لا أنعمت عليها بمثل رحمتي اغسل بالماء منك ما ظهر و داو بالحسنات ما بطن فإنّك إليّ راجع شمّر فكلّ ما هو آت قريب و أسمعني منك صوتا حزينا
-21097 و عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن الحسن بن محبوب عن أبي أيّوب عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر الباقر ع قال سمعته يقول ما أحسن الحسنات بعد السّيّئات و ما أقبح السّيّئات بعد الحسنات
21098- الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن المفيد عن إسماعيل بن محمّد الكاتب عن أحمد بن جعفر المالكيّ عن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن يحيى بن سعيد عن سفيان عن حبيب بن ميمون عن أبي ذرّ قال قال رسول اللّه ص اتّق اللّه حيثما كنت و خالق النّاس بخلق حسن و إذا عملت سيّئة فاعمل حسنة تمحوها
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك
باب 99 - صحّة التّوبة من المرتدّ
21099- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب و غيره عن العلاء بن رزين عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال من كان مؤمنا فعمل خيرا في إيمانه ثمّ أصابته فتنة فكفر ثمّ تاب بعد كفره كتب له و حسب له كلّ شيء كان عمله في إيمانه و لا يبطله الكفر إذا تاب بعد كفره
أقول و يدلّ عليه عموم أحاديث التّوبة و إطلاقها و تقدّم ما يدلّ على ذلك خصوصا أيضا و يأتي ما يدلّ على التّفصيل في الحدود
باب 100 - وجوب الاشتغال بصالح الأعمال عن الأهل و المال
21100- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر و الحسن بن عليّ جميعا عن أبي جميلة عن جابر عن عبد الأعلى و عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عن إبراهيم عن عبد الأعلى عن سويد بن غفلة قال قال أمير المؤمنين ع إنّ ابن آدم إذا كان في آخر يوم من أيّام الدّنيا و أوّل يوم من أيّام الآخرة مثّل له ماله و ولده و عمله فيلتفت إلى ماله فيقول و اللّه إنّي كنت عليك حريصا شحيحا فما لي عندك فيقول خذ منّي كفنك قال فيلتفت إلى ولده فيقول و اللّه إنّي كنت لكم محبّا و إنّي كنت عليكم محاميا فما ذا عندكم فيقولون نؤدّيك إلى حفرتك نواريك فيها قال فيلتفت إلى عمله فيقول و اللّه إنّي كنت فيك لزاهدا و إن كنت لثقيلا فيقول أنا قرينك في قبرك و يوم نشرك حتّى أعرض أنا و أنت على ربّك الحديث
و رواه الصّدوق مرسلا و رواه الطّوسيّ في الأمالي عن أبيه عن ابن الصّلت عن ابن عقدة عن عبّاد عن عمّه عن أبيه عن جابر مثله
21101- محمّد بن عليّ بن الحسين في المجالس و في معاني الأخبار عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عمّه محمّد بن أبي القاسم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد عن الصّادق عن آبائه ع قال قال عليّ ع إنّ للمرء المسلم ثلاثة أخلّاء فخليل يقول له أنا معك حيّا و ميّتا و هو عمله و خليل يقول له أنا معك حتّى تموت و هو ماله فإذا مات صار للوارث و خليل يقول له أنا معك إلى باب قبرك ثمّ أخليك و هو ولده
و في الخصال عن أبيه عن الحميريّ عن هارون بن مسلم مثله أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك
-101 باب وجوب الحذر من عرض العمل على اللّه و رسوله و الأئمّة ع
21102- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمّد عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال تعرض الأعمال على رسول اللّه ص أعمال العباد كلّ صباح أبرارها و فجّارها فاحذروها و هو قول اللّه عزّ و جلّ و قل اعملوا فسيرى اللّه عملكم و رسوله و سكت
21103- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن الوشّاء قال سمعت الرّضا ع يقول إنّ الأعمال تعرض على رسول اللّه ص أبرارها و فجّارها
21104- و عنه عن أحمد عن الحسين بن سعيد عن النّضر بن سويد عن يحيى الحلبيّ عن عبد الحميد الطّائيّ عن يعقوب بن شعيب قال سألت أبا عبد اللّه ع عن قول اللّه عزّ و جلّ اعملوا فسيرى اللّه عملكم و رسوله و المؤمنون قال هم الأئمّة ع
21105- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول ما لكم تسوءون رسول اللّه ص فقال له رجل كيف نسوؤه فقال أ ما تعلمون أنّ أعمالكم تعرض عليه فإذا رأى فيها معصية ساءه ذلك فلا تسوءوا رسول اللّه ص و سرّوه
و رواه الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن عثمان بن عيسى و رواه الشّيخ بإسناده عن أحمد بن أبي عبد اللّه و كذا الّذي قبله
21106- و عنه عن أبيه عن القاسم بن محمّد الزّيّات عن عبد اللّه بن أبان الزّيّات و كان مكينا عند الرّضا ع قال قلت للرّضا ع ادع اللّه لي و لأهل بيتي فقال أ و لست أفعل إنّ أعمالكم لتعرض عليّ في كلّ يوم و ليلة قال فاستعظمت ذلك فقال لي أ ما تقرأ كتاب اللّه عزّ و جلّ و قل اعملوا فسيرى اللّه عملكم و رسوله و المؤمنون قال هو و اللّه عليّ بن أبي طالب ع
و رواه الصّفّار في بصائر الدّرجات عن إبراهيم بن هاشم و كذا الّذي قبله
21107- و عن أحمد بن مهران عن محمّد بن عليّ عن أبي عبد اللّه بن الصّلت عن يحيى بن مساور عن أبي جعفر ع أنّه ذكر هذه الآية فسيرى اللّه عملكم و رسوله و المؤمنون قال هو و اللّه عليّ بن أبي طالب ع
21108- محمّد بن عليّ بن الحسين قال قال رسول اللّه ص حياتي خير لكم و مماتي خير لكم إلى أن قال و أمّا مفارقتي إيّاكم فإنّ أعمالكم تعرض عليّ كلّ يوم فما كان من حسن استزدت اللّه لكم و ما كان من قبيح استغفرت اللّه لكم الحديث
21109- قال و روي أنّ أعمال العباد تعرض على رسول اللّه ص و على الأئمّة ع كلّ يوم أبرارها و فجّارها فاحذروا و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ و قل اعملوا فسيرى اللّه عملكم و رسوله و المؤمنون
21110- و في معاني الأخبار عن أبيه عن محمّد بن يحيى عن أبي سعيد الأدميّ عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّ أبا الخطّاب كان يقول إنّ رسول اللّه ص تعرض عليه أعمال أمّته كلّ خميس فقال أبو عبد اللّه ع ليس هكذا و لكنّ رسول اللّه ص تعرض عليه أعمال أمّته كلّ صباح أبرارها و فجّارها فاحذروا و هو قول اللّه عزّ جلّ و قل اعملوا فسيرى اللّه عملكم و رسوله و المؤمنون و سكت قال أبو بصير إنّما عنى الأئمّة ع
21111- و عن عليّ بن عبد اللّه بن بابويه عن عليّ بن أحمد الطّبريّ عن أبي سعيد الطّبريّ عن خراش عن مولاه أنس قال قال رسول اللّه ص حياتي خير لكم و مماتي خير لكم أمّا حياتي فتحدّثونّي و أحدّثكم و أمّا موتي فتعرض عليّ أعمالكم عشيّة الإثنين و الخميس فما كان من عمل صالح حمدت اللّه عليه و ما كان من عمل سيّئ استغفرت اللّه لكم
21112- قال و قال رسول اللّه ص من ضمن لي ما بين لحييه و ما بين رجليه ضمنت له الجنّة
21113- و في عيون الأخبار بأسانيد تقدّمت في إسباغ الوضوء عن الرّضا عن آبائه عن عليّ بن الحسين ع قال إنّ أعمال هذه الأمّة ما من صباح إلّا و تعرض على اللّه تعالى
21114- الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن أبي القاسم بن سبيل بن الوكيل عن ظفر بن حمدون عن إبراهيم بن إسحاق الأحمريّ عن محمّد بن عبد الحميد و عبد اللّه بن الصّلت عن حنان بن سدير و عن إبراهيم الأحمريّ عن عبد اللّه بن حمّاد عن سدير عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص و هو في نفر من أصحابه إنّ مقامي بين أظهركم خير لكم و إنّ مفارقتي إيّاكم خير لكم إلى أن قال أمّا مقامي بين أظهركم خير لكم فإنّ اللّه يقول و ما كان اللّه ليعذّبهم و أنت فيهم و ما كان اللّه معذّبهم و هم يستغفرون يعني يعذّبهم بالسّيف و أمّا مفارقتي إيّاكم خير لكم فإنّ أعمالكم تعرض عليّ كلّ إثنين و خميس فما كان من حسن حمدت اللّه عليه و ما كان من سيّئ استغفرت لكم
21115- و بالإسناد عن إبراهيم الأحمريّ عن محمّد بن الحسين و يعقوب بن يزيد و عبد اللّه بن الصّلت و العبّاس بن معروف و منصور و أيّوب و القاسم و محمّد بن عيسى و محمّد بن خالد و غيرهم عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة قال كنت عند أبي عبد اللّه ع فقلت له قول اللّه عزّ و جلّ و قل اعملوا فسيرى اللّه عملكم و رسوله و المؤمنون قال إيّانا عنى
21116- و عن أبيه عن محمّد بن محمّد عن عليّ بن بلال عن عليّ بن سليمان عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمّد السّيّاريّ عن محمّد بن خالد البرقيّ عن سعيد بن مسلم عن داود بن كثير الرّقّيّ قال كنت جالسا عند أبي عبد اللّه ع إذ قال مبتدئا من قبل نفسه يا داود لقد عرضت عليّ أعمالكم يوم الخميس فرأيت فيما عرض عليّ من عملك صلتك لابن عمّك فلان فسرّني ذلك إنّي علمت أنّ صلتك له أسرع لفناء عمره و قطع أجله قال داود و كان لي ابن عمّ معاندا ناصبيّا خبيثا بلغني عنه و عن عياله سوء حال فصككت له نفقة قبل خروجي إلى مكّة فلمّا صرت في المدينة أخبرني أبو عبد اللّه ع بذلك
21117- عليّ بن موسى بن طاوس في رسالة محاسبة النّفس قال رأيت و روّيت في عدّة روايات متّفقات أنّ يوم الإثنين و يوم الخميس تعرض فيهما الأعمال على اللّه و على رسوله و على الأئمّة ع
ثمّ إنّه روى في ذلك أحاديث كثيرة من كتاب التّبيان للشّيخ و من كتاب ابن عقدة و من كتاب الدّلائل لعبد اللّه بن جعفر الحميريّ و من كتاب محمّد بن العبّاس بن مروان فيما نزل من القرآن في النّبيّ و الأئمّة ع و من كتاب محمّد بن عمران المرزبانيّ أقول و تقدّم ما يدلّ على عرض الأعمال يوم الخميس في الصّوم المندوب
21118- محمّد بن الحسن الصّفّار في بصائر الدّرجات عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن عليّ الوشّاء عن أحمد بن عمر عن أبي الحسن ع قال سئل عن قول اللّه عزّ و جلّ اعملوا فسيرى اللّه عملكم و رسوله و المؤمنون قال إنّ أعمال العباد تعرض على رسول اللّه ص كلّ صباح أبرارها و فجّارها فاحذروا
-21119 و عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن داود بن النّعمان عن أبي أيّوب عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال إنّ أعمال العباد تعرض على نبيّكم كلّ عشيّة خميس فليستحي أحدكم أن يعرض على نبيّه العمل القبيح
21120- و عن أحمد بن موسى عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير عن حفص بن البختريّ و غير واحد قال تعرض الأعمال يوم الخميس على رسول اللّه ص و على الأئمّة ع
21121- و عن محمّد بن الحسين و يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد العجليّ قال كنت عند أبي عبد اللّه ع فسألته عن قول اللّه عزّ و جلّ اعملوا فسيرى اللّه عملكم و رسوله و المؤمنون قال إيّانا عنى
21122- و عن أحمد بن موسى عن الحسن بن عليّ عن عليّ بن حسّان عن عبد الرّحمن بن كثير عن أبي عبد اللّه ع قال في قوله تعالى اعملوا فسيرى اللّه عملكم و رسوله و المؤمنون قال هم الأئمّة ع
21123- و عن أحمد بن الحسن عن أبيه عن عبد الكريم أو عمّن رواه عن عبد الكريم بن يحيى عن بريد العجليّ قال قلت لأبي جعفر ع اعملوا فسيرى اللّه عملكم و رسوله و المؤمنون فقال ما من مؤمن يموت و لا كافر فيوضع في قبره حتّى يعرض عمله على رسول اللّه ص و على عليّ و هلمّ جرّا إلى آخر من فرض اللّه طاعته على العباد
21124- و عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن عليّ الوشّاء عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد اللّه ع قول اللّه عزّ و جلّ و قل اعملوا فسيرى اللّه عملكم و رسوله و المؤمنون ما المؤمنون قال من عسى أن يكون إلّا صاحبك
21125- و عن الهيثم النّهديّ عن أبيه عن عبد اللّه بن أبان قال قلت للرّضا ع ادع اللّه لي و لمواليك فقال )و اللّه إنّي لأعرض أعمالهم على اللّه في كلّ خميس(
21126- و عنه عن محمّد بن عليّ بن سعيد الزّيّات عن عبد اللّه بن أبان قال قلت للرّضا ع إنّ قوما من مواليك سألوني أن تدعو اللّه لهم فقال و اللّه إنّي لأعرض أعمالهم على اللّه في كلّ يوم
تمّ كتاب الجهاد بقلم مؤلّفه محمّد الحرّ