باب 1 - استحبابها و كيفيّتها و جملة من أحكامها
9988- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن صلاة الاستسقاء فقال مثل صلاة العيدين يقرأ فيها و يكبّر فيها )كما يقرأ و يكبّر فيها( يخرج الإمام فيبرز إلى مكان نظيف في سكينة و وقار و خشوع و مسكنة و يبرز معه النّاس فيحمد اللّه و يمجّده و يثني عليه و يجتهد في الدّعاء و يكثر من التّسبيح و التّهليل و التّكبير و يصلّي مثل صلاة العيدين ركعتين في دعاء و مسألة و اجتهاد فإذا سلّم الإمام قلب ثوبه و جعل الجانب الّذي على المنكب الأيمن على المنكب الأيسر و الّذي على الأيسر على الأيمن فإنّ النّبيّ ص كذلك صنع
9989- و عنه عن محمّد بن عيسى عن يونس عن محمّد بن مسلم و عن الحسين بن محمّد عن عبد اللّه بن عامر عن عليّ بن مهزيار عن فضالة بن أيّوب عن أحمد بن سليمان جميعا عن مرّة مولى )محمّد بن خالد( قال صاح أهل المدينة إلى محمّد بن خالد في الاستسقاء فقال لي انطلق إلى أبي عبد اللّه ع فسله ما رأيك فإنّ هؤلاء قد صاحوا إليّ فأتيته فقلت له فقال لي قل له فليخرج قلت متى يخرج جعلت فداك قال يوم الإثنين قلت كيف يصنع قال يخرج المنبر ثمّ يخرج يمشي كما يمشي يوم العيدين و بين يديه المؤذّنون في أيديهم عنزهم حتّى إذا انتهى إلى المصلّى يصلّي بالنّاس ركعتين بغير أذان و لا إقامة ثمّ يصعد المنبر فيقلب رداءه فيجعل الّذي على يمينه على يساره و الّذي على يساره على يمينه ثمّ يستقبل القبلة فيكبّر اللّه مائة تكبيرة رافعا بها صوته ثمّ يلتفت إلى النّاس عن يمينه فيسبّح اللّه مائة تسبيحة رافعا بها صوته ثمّ يلتفت إلى النّاس عن يساره فيهلّل اللّه مائة تهليلة رافعا بها صوته ثمّ يستقبل النّاس فيحمد اللّه مائة تحميدة ثمّ يرفع يديه فيدعو ثمّ يدعون فإنّي لأرجو أن لا تخيبوا قال ففعل فلمّا رجعنا قالوا هذا من تعليم جعفر
و في رواية يونس فما رجعنا حتّى أهمّتنا أنفسنا
و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب و كذا الّذي قبله
9990- قال الكلينيّ و في رواية ابن المغيرة تكبّر في صلاة الاستسقاء كما تكبّر في العيدين في الأولى سبعا و في الثّانية خمسا و يصلّي قبل الخطبة و يجهر بالقراءة و يستسقي و هو قاعد
-99 و عن عليّ بن إبراهيم عن صالح بن السّنديّ عن جعفر بن بشير عن )رزيق عن أبي العبّاس( عن أبي عبد اللّه ع قال أتى قوم رسول اللّه ص فقالوا له إنّ بلادنا قد قحطت فادع اللّه يرسل السّماء علينا فأمر رسول اللّه ص بالمنبر فأخرج و اجتمع النّاس فصعد رسول اللّه ص و دعا و أمر النّاس أن يؤمّنوا الحديث
9992- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إنّ سليمان بن داود خرج مع أصحابه ذات يوم ليستسقي الحديث
9993- قال و قال أبو جعفر ع كان رسول اللّه ص يصلّي الاستسقاء ركعتين و يستسقي و هو قاعد
9994- و قال بدأ بالصّلاة قبل الخطبة و جهر بالقراءة
9995- عبد اللّه بن جعفر في قرب الإسناد عن الحسن بن ظريف عن الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه عن عليّ ع قال كان رسول اللّه ص يكبّر في العيدين و الاستسقاء في الأولى سبعا و في الثّانية خمسا و يصلّي قبل الخطبة و يجهر بالقراءة
باب 2 - استحباب الصّوم ثلاثا و الخروج للاستسقاء يوم الثّالث و أن يكون الإثنين أو الجمعة
9996- محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن محمّد بن عيسى عن عثمان بن عيسى عن حمّاد السّرّاج قال أرسلني محمّد بن خالد إلى أبي عبد اللّه ع أقول له إنّ النّاس قد أكثروا عليّ في الاستسقاء فما رأيك في الخروج غدا فقلت ذلك لأبي عبد اللّه ع فقال لي قل له ليس الاستسقاء هكذا فقل له يخرج فيخطب النّاس و يأمرهم بالصّيام اليوم و غدا و يخرج بهم يوم الثّالث و هم صيام قال فأتيت محمّدا فأخبرته بمقالة أبي عبد اللّه ع فجاء فخطب النّاس و أمرهم بالصّيام كما قال أبو عبد اللّه ع فلمّا كان في اليوم الثّالث أرسل إليه ما رأيك في الخروج
قال و في غير هذه الرّواية أنّه أمره أن يخرج يوم الإثنين فيستسقي
9997- محمّد بن عليّ بن الحسين في عيون الأخبار عن محمّد بن القاسم المفسّر عن يوسف بن محمّد بن زياد و عليّ بن محمّد بن سيّار عن أبويهما عن الحسن بن عليّ العسكريّ عن آبائه عن الرّضا ع في حديث أنّ المطر احتبس فقال له المأمون لو دعوت اللّه عزّ و جلّ فقال له الرّضا ع نعم قال فمتى تفعل ذلك و كان يوم الجمعة قال يوم الإثنين فإنّ رسول اللّه ص أتاني البارحة في منامي و معه أمير المؤمنين ع و قال يا بنيّ انتظر يوم الإثنين فابرز إلى الصّحراء و استسق فإنّ اللّه عزّ و جلّ سيسقيهم إلى أن قال فلمّا كان يوم الإثنين خرج إلى الصّحراء و معه الخلائق
أقول و تقدّم ما يدلّ على الخروج يوم الإثنين و أمّا الخروج يوم الجمعة فقد تقدّم ما يدلّ عليه عموما و هو ما دلّ على فضله و شرفه و استحباب الدّعاء فيه و اشتماله على ساعة الإجابة
باب 3 - استحباب تحويل الإمام رداءه في الاستسقاء فيجعل ما على اليمين على اليسار و بالعكس
9998- محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن عبد اللّه بن بكير قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول في الاستسقاء قال يصلّي ركعتين و يقلب رداءه الّذي على يمينه فيجعله على يساره و الّذي على يساره على يمينه و يدعو اللّه فيستسقي
9999- و بإسناده عن محمّد بن عليّ بن محبوب عن عليّ بن السّنديّ عن محمّد بن عمرو بن سعيد عن محمّد بن يحيى الصّيرفيّ عن محمّد بن سفيان عن رجل عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن تحويل النّبيّ ص رداءه إذا استسقى قال علامة بينه و بين أصحابه يحوّل الجدب خصبا
محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى رفعه عن أبي عبد اللّه ع مثله محمّد بن عليّ بن الحسين قال سئل الصّادق ع و ذكر الحديث
10000- و في العلل عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن عبد اللّه بن الصّلت القمّيّ عن أنس بن عياض اللّيثيّ عن جعفر بن محمّد عن أبيه أنّ رسول اللّه ص كان إذا استسقى ينظر إلى السّماء و يحوّل رداءه عن يمينه إلى يساره و عن يساره إلى يمينه قال قلت له ما معنى ذلك قال علامة بينه و بين أصحابه يحوّل الجدب خصبا
10001- و عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عمّه محمّد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن ابن أبي عمير عمّن ذكره عن أبي عبد اللّه ع قال سألته لأيّ علّة حوّل رسول اللّه ص في صلاة الاستسقاء رداءه الّذي على يمينه على يساره و الّذي على يساره على يمينه قال أراد بذلك تحوّل الجدب خصبا
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك
باب 4 - استحباب الاستسقاء في الصّحراء لا في المسجد إلّا بمكّة
10002- محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن عليّ بن محبوب عن محمّد بن خالد البرقيّ عن ابن أبي عمير عن أبي البختريّ عن أبي عبد اللّه عن أبيه عن عليّ ع أنّه قال مضت السّنّة أنّه لا يستسقى إلّا بالبراري حيث ينظر النّاس إلى السّماء و لا يستسقى في المساجد إلّا بمكّة
و رواه الحميريّ في قرب الإسناد عن السّنديّ بن محمّد عن أبي البختريّ أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك
باب 5 - أنّ الخطبة في الاستسقاء بعد الصّلاة و استحباب الجهر فيها بالقراءة
10003- محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن موسى بن بكر أو عبد اللّه بن المغيرة عن طلحة بن زيد عن أبي عبد اللّه عن أبيه ع أنّ رسول اللّه ص صلّى للاستسقاء ركعتين و بدأ بالصّلاة قبل الخطبة و كبّر سبعا و خمسا و جهر بالقراءة
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك
10004- و عنه عن فضالة عن أبان عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال الخطبة في الاستسقاء قبل الصّلاة و تكبّر في الأولى سبعا و في الأخرى خمسا
قال الشّيخ العمل على الرّواية الأولى و هذه الرّواية شاذّة مخالفة لإجماع الطّائفة المحقّة و استدلّ بما مرّ و ما دلّ على مساواتها لصلاة العيد أقول و يحتمل الحمل على التّقيّة لما مرّ من أنّ عثمان كان يقدّم الخطبة على صلاة العيد أو على الجواز هنا
باب 6 - استحباب التّسبيح عند سماع صوت الرّعد و كراهة الإشارة إلى المطر و الهلال و استحباب الدّعاء عند نزول الغيث
10005- محمّد بن عليّ بن الحسين قال روي أنّ الرّعد صوت ملك أكبر من الذّباب و أصغر من الزّنبور فينبغي لمن سمع صوت الرّعد أن يقول سبحان من يسبّح الرّعد بحمده و الملائكة من خيفته
10006- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال قال رسول اللّه ص لا تشيروا إلى المطر و لا إلى الهلال فإنّ اللّه يكره ذلك
و رواه الحميريّ في قرب الإسناد عن هارون بن مسلم أقول و تقدّم ما يدلّ على الحكم الأخير في الدّعاء
باب 7 - وجوب التّوبة و الإقلاع عن المعاصي و القيام بالواجبات عند الجدب و غيره
10007- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن عبد الرّحمن بن كثير عن الصّادق ع قال إذا فشت أربعة ظهرت أربعة إذا فشا الزّنا كثرت الزّلازل و إذا أمسكت الزّكاة هلكت الماشية و إذا جار الحكّام في القضاء أمسك القطر من السّماء و إذا خفرت الذّمّة نصر المشركون على المسلمين
و رواه الشّيخ أيضا بإسناده عن عبد الرّحمن بن كثير مثله
10008- و عن النّبيّ ص أنّه قال إذا غضب اللّه على أمّة ثمّ لم ينزل بها العذاب غلت أسعارها و قصرت أعمارها و لم تربح تجّارها و لم تزك ثمارها و لم تغزر أنهارها و حبس اللّه عنها أمطارها و سلّط عليها أشرارها
و رواه الشّيخ أيضا مرسلا أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك
باب 8 - استحباب القيام في المطر أوّل ما يمطر
10009- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللّه ع قال كان عليّ ع يقوم في المطر أوّل ما يمطر حتّى يبتلّ رأسه و لحيته و ثيابه فقيل له يا أمير المؤمنين الكنّ الكنّ فيقول إنّ هذا ماء قريب العهد بالعرش ثمّ أنشأ يحدّث فقال إنّ تحت العرش بحرا فيه ماء ينبت أرزاق الحيوانات فإذا أراد اللّه أن ينبت به ما يشاء لهم رحمة منه لهم أوحى اللّه إليه فمطره ما شاء من سماء إلى سماء حتّى يصير إلى سماء الدّنيا )فيما أظنّ( فيلقيه إلى السّحاب الحديث
و رواه الصّدوق في العلل عن أبيه عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن هارون بن مسلم و رواه الحميريّ في قرب الإسناد عن هارون بن مسلم
باب 9- استحباب الدّعاء للاستصحاء عند زيادة الأمطار و خوف الضّرر
10010- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن صالح بن السّنديّ عن جعفر بن بشير عن رزيق أبي العبّاس عن أبي عبد اللّه ع في حديث استسقاء النّبيّ ص قال فجاء أولئك النّفر فقالوا يا رسول اللّه ادع لنا اللّه أن يكفّ عنّا السّماء فقد كدنا أن نغرق فاجتمع النّاس فدعا النّبيّ ص فقال له رجل أسمعنا يا رسول اللّه فإنّ كلّ ما تقول ليس نسمع فقال قولوا اللّهمّ حوالينا و لا علينا اللّهمّ صبّها في بطون الأودية و نبات الشّجر و حيث يرعى أهل الوبر اللّهمّ اجعلها رحمة و لا تجعلها عذابا
باب 10 - عدم جواز الاستسقاء بالأنواء
10011- محمّد بن عليّ بن الحسين في معاني الأخبار عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمذانيّ عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن محمّد بن أبي عمير عن محمّد بن حمران عن أبيه عن أبي جعفر ع قال ثلاثة من عمل الجاهليّة الفخر بالأنساب و الطّعن بالأحساب و الاستسقاء بالأنواء
أقول نقل الصّدوق عن أبي عبيد قال كانت العرب في الجاهليّة إذا سقط نجم و طلع آخر قالوا لا بدّ أن يكون عند ذلك رياح و مطر فينسبون كلّ غيث يكون عند ذلك إلى النّجم الّذي سقط حينئذ فيقولون مطرنا بنوء الثّريّا أو الدّبران و نحو ذلك انتهى و يأتي ما يدلّ على ذلك في آداب السّفر في أحاديث النّجوم