1- لي، ]الأمالي للصدوق[ عن حمزة بن محمد العلوي عن عبد العزيز بن محمد بن عيسى الأبهري عن محمد بن زكريا الجوهري الغلابي عن شعيب بن واقد عن الحسين بن زيد عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال نهى رسول الله ص عن الأكل على الجنابة و قال إنه يورث الفقر و نهى عن تقليم الأظفار بالأسنان و عن السواك في الحمام و التنخع في المساجد و نهى عن أكل سؤر الفأرة و قال لا تجعلوا المساجد طرقا حتى تصلوا فيها ركعتين و نهى أن يبول أحد تحت شجرة مثمرة أو على قارعة الطريق و نهى أن يأكل الإنسان بشماله و أن يأكل و هو متكئ و نهى أن تجصص المقابر و تصلى فيها و قال إذا اغتسل أحدكم في فضاء من الأرض فليحاذر على عورته و لا يشربن أحدكم الماء من عند عروة الإناء فإنه مجتمع الوسخ و نهى أن يبول أحد في الماء الراكد فإنه منه يكون ذهاب العقل و نهى أن يمشي الرجل في فرد نعل أو يتنعل و هو قائم و نهى أن يبول الرجل و فرجه باد للشمس أو للقمر و قال إذا دخلتم الغائط فتجنبوا القبلة و نهى عن الرنة عند المصيبة و نهى عن النياحة و الاستماع إليها و نهى عن اتباع النساء الجنائز و نهى أن يمحى شيء من كتاب الله عز و جل بالبزاق أو يكتب منه و نهى أن يكذب الرجل في رؤياه متعمدا و قال يكلفه الله يوم القيامة أن يعقد شعيرة و ما هو بعاقدها و نهى عن التصاوير و قال من صور صورة كلفه الله يوم القيامة أن ينفخ فيها و ليس بنافخ و نهى أن يحرق شيء من الحيوان بالنار و نهى عن سب الديك و قال إنه يوقظ للصلاة و نهى أن يدخل الرجل في سوم أخيه المسلم و نهى أن يكثر الكلام عند المجامعة و قال منه يكون خرس الولد و قال لا تبيتوا القمامة في بيوتكم و أخرجوها نهارا فإنها مقعد الشيطان و قال لا يبيتن أحد و يده غمرة فإن فعل فأصابه لمم الشيطان فلا يلومن إلا نفسه و نهى أن يستنجي الرجل بالروث و نهى أن تخرج المرأة من بيتها بغير إذن زوجها فإن خرجت لعنها كل ملك في السماء و كل شيء تمر عليه من الجن و الإنس حتى ترجع إلى بيتها و نهى أن تتزين المرأة لغير زوجها فإن فعلت كان حقا على الله عز و جل أن يحرقه بالنار و نهى أن تتكلم المرأة عند غير زوجها و غير ذي محرم منها أكثر من خمس كلمات مما لا بد لها منه و نهى أن تباشر المرأة المرأة ليس بينهما ثوب و نهى أن تحدث المرأة المرأة بما تخلو به مع زوجها و نهى أن يجامع الرجل أهله مستقبل القبلة و على ظهر طريق عامر فمن فعل ذلك فعليه لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ و نهى أن يقول الرجل للرجل زوجني أختك حتى أزوجك أختي
و نهى إتيان العراف و قال من أتاه و صدقه فقد برئ مما أنزل الله على محمد ص و نهى عن اللعب بالنرد و الشطرنج و الكوبة و العرطبة و هي الطنبور و العود يعني الطبل و نهى عن الغيبة و الاستماع إليها و نهى عن النميمة و الاستماع إليها و قال لا يدخل الجنة قتات يعني نماما و نهى عن إجابة الفاسقين إلى طعامهم و نهى عن اليمين الكاذبة و قال إنها تترك الديار بلاقع و قال من حلف بيمين كاذبة صبرا ليقطع بها مال امرئ مسلم لقي الله عز و جل و هو عليه غضبان إلا أن يتوب و يرجع و نهى عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر و نهى أن يدخل الرجل حليلته إلى الحمام و قال لا يدخلن أحدكم الحمام إلا بمئزر و نهى عن المحادثة التي تدعو إلى غير الله و نهى عن تصفيق الوجه و نهى عن الشرب في آنية الذهب و الفضة و نهى عن لبس الحرير و الديباج و القز للرجال فأما للنساء فلا بأس و نهى أن يباع الثمار حتى يزهو يعني يصفر أو يحمر و نهى عن المحاقلة يعني بيع التمر بالرطب و العنب بالزبيب و ما أشبه ذلك و نهى عن بيع النرد و الشطرنج و قال من فعل ذلك فهو كآكل لحم الخنزير و نهى عن بيع الخمر و أن تشترى الخمر و أن تسقى الخمر و قال ع لعن الله الخمر و عاصرها و غارسها و شاربها و ساقيها و بائعها و مشتريها و آكل ثمنها و حاملها و المحمولة إليه و قال ع من شربها لم تقبل له صلاة أربعين يوما و إن مات و في بطنه شيء من ذلك كان حقا على الله أن يسقيه من طينة خبال و هو صديد أهل النار و ما يخرج من فروج الزناة فيجتمع ذلك في قدور جهنم فيشربها أهل النار فيصهر به ما في بطونهم و الجلود و نهى عن أكل الربا و شهادة الزور و كتابة الربا و قال ع إن الله عز و جل لعن آكل الربا و موكله و كاتبه و شاهديه و نهى عن بيع و سلف و نهى
عن بيعين في بيع و نهى عن بيع ما ليس عندك و نهى عن بيع ما لم يضمن و نهى عن مصافحة الذمي و نهى عن أن ينشد الشعر أو تنشد الضالة في المسجد و نهى أن يسل السيف في المسجد و نهى عن ضرب وجوه البهائم و نهى أن ينظر الرجل إلى عورة أخيه المسلم و قال من تأمل عورة أخيه المسلم لعنه سبعون ألف ملك و نهى المرأة أن تنظر إلى عورة المرأة و نهى أن ينفخ في طعام أو في شراب أو ينفخ في موضع السجود و نهى أن يصلي الرجل في المقابر و الطرق و الأرحية و الأدوية و مرابض الإبل و على ظهر الكعبة و نهى عن قتل النحل و نهى عن الوسم في وجوه البهائم و نهى أن يحلف بغير الله و قال من حلف بغير الله فليس من الله في شيء و نهى أن يحلف الرجل بسورة من كتاب الله و قال من حلف بسورة من كتاب الله فعليه بكل آية منها يمين فمن شاء بر و من شاء فجر و نهى أن يقول الرجل للرجل لا و حياتك و حياة فلان و نهى أن يقعد الرجل في المسجد و هو جنب و نهى عن التعري بالليل و النهار و نهى عن الحجامة يوم الأربعاء و الجمعة و نهى عن الكلام يوم الجمعة و الإمام يخطب فمن فعل ذلك فقد لغى و من لغى فلا جمعة له و نهى عن التختم بخاتم صفر أو حديد و نهى أن ينقش شيء من الحيوان على الخاتم و نهى عن الصلاة في ثلاث ساعات عند طلوع الشمس و عند غروبها و عند استوائها و نهى عن صيام ستة أيام يوم الفطر و يوم الشك و يوم النحر و أيام التشريق و نهى أن يشرب الماء كرعا كما تشرب البهائم و قال اشربوا بأيديكم فإنها أفضل أوانيكم و نهى عن البزاق في البئر التي يشرب منها و نهى أن يستعمل أجير حتى يعلم ما أجرته و نهى عن الهجران فإن كان لا بد فاعلا لا يهجر أخاه أكثر من ثلاثة أيام فمن كان مهاجرا لأخيه أكثر من ذلك كانت النار أولى به و نهى عن بيع الذهب و الفضة بالنسيئة و نهى عن بيع الذهب بالذهب زيادة إلا وزنا بوزن و نهى عن المدح و قال أحثوا في وجوه المداحين التراب و قال ص من تولى خصومة ظالم أو أعان عليها ثم نزل به ملك الموت قال له أبشر بلعنة الله و نار جهنم وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ و قال من مدح سلطانا جائرا و تخفف و تضعضع له طمعا فيه كان قرينه
إلى النار و قال ص قال الله عز و جل وَ لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ و قال ص من دل جائرا على جور كان قرين هامان في جهنم و من بنى بنيانا رياء و سمعة حمله يوم القيامة من الأرض السابعة و هو نار تشتعل ثم يطوق في عنقه و يلقى في النار فلا يحبسه شيء منها دون قعرها إلا أن يتوب قيل يا رسول الله ص كيف يبني رياء و سمعة قال يبني فضلا على ما يكفيه استطالة منه على جيرانه و مباهاة لإخوانه و قيل ع من ظلم أجيرا أجره أحبط الله عمله و حرم الله عليه ريح الجنة و إن ريحها لتوجد من مسيرة خمسمائة عام و من خان جاره شبرا من الأرض جعلها الله طوقا في عنقه من تخوم الأرضين السابعة حتى يلقى الله يوم القيامة مطوقا إلا أن يتوب و يرجع ألا و من تعلم القرآن ثم نسيه متعمدا لقي الله يوم القيامة مغلولا يسلط الله عز و جل عليه بكل آية منها حية تكون قرينه إلى النار إلا أن يغفر له و قال ع من قرأ القرآن ثم شرب عليه حراما أو آثر عليه حب الدنيا و زينتها استوجب عليه سخط الله إلا أن يتوب ألا و إنه إن مات على غير توبة حاجه القرآن يوم القيامة فلا يزايله إلا مدحوضا ألا و من زنى بامرأة مسلمة أو يهودية أو نصرانية أو مجوسية حرة أو أمة ثم لم يتب و مات مصرا عليه فتح الله له في قبره ثلاث مائة باب تخرج منه حيات و عقارب و ثعبان النار فهو يحترق إلى يوم القيامة فإذا بعث من قبره تأذى الناس من نتن ريحه فيعرف بذلك و بما كان يعمل في دار الدنيا حتى يؤمر به إلى النار ألا و إن الله حرم الحرام و حد الحدود و ما أحد أغير من الله و من غيرته حرم الفواحش و نهى أن يطلع الرجل في بيت جاره و قال من نظر إلى عورة أخيه المسلم أو عورة غير أهله متعمدا أدخله الله مع المنافقين الذين كانوا يبحثون عن عورات المسلمين و لم يخرج من الدنيا حتى يفضحه الله إلا أن يتوب و قال ع و من لم يرض بما قسمه الله له من الرزق و بث شكواه و لم يصبر و لم يحتسب لم ترفع له حسنة و يلقى الله و هو عليه غضبان إلا أن يتوب و نهى أن يختال الرجل في مشيه و قال من لبس ثوبا فاختال فيه خسف الله به من شفير جهنم و كان قرين قارون لأنه أول من اختال فخسف الله بِهِ وَ بِدارِهِ الْأَرْضَ و من اختال فقد نازع الله في جبروته و قال ص من ظلم امرأة مهرها فهو عند الله زان يقول الله عز و جل له يوم القيامة عبدي زوجتك أمتي على عهدي فلم توف بعهدي و ظلمت أمتي فيؤخذ من حسناته فيدفع إليها بقدر حقها فإذا لم تبق له حسنة أمر به إلى النار بنكثه للعهد إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلًا و نهى ص عن كتمان الشهادة و قال من كتمها أطعمه الله لحمه على رءوس الخلائق و هو قول الله عز و جل وَ لا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وَ مَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ و قال رسول الله ص من آذى جاره حرم الله عليه ريح الجنة وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ و من ضيع حق جاره فليس منا و ما زال جبرئيل ع يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه و ما زال يوصيني بالمماليك حتى ظننت أنه سيجعل لهم وقتا إذا بلغوا ذلك الوقت أعتقوا و ما زال يوصيني بالسواك حتى ظننت أنه سيجعله فريضة و ما زال يوصيني بقيام الليل حتى ظننت أن خيار أمتي لن يناموا ألا و إن استخف بفقير مسلم فقد استخف بحق الله و الله يستخف به يوم القيامة إلا أن يتوب و قال ص من أكرم فقيرا مسلما لقي الله يوم القيامة و هو عنه راض و قال ص من عرضت له فاحشة أو شهوة فاجتنبها من مخافة الله عز و جل حرم الله عليه النار و آمنه من الفزع الأكبر و أنجز له ما وعده في كتابه في قوله وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ ألا و من عرضت له دنيا و آخرة فاختار الدنيا على الآخرة لقي الله يوم القيامة و ليست له حسنة يتقي بها
من النار و من اختار الآخرة على الدنيا و ترك الدنيا رضي الله عنه و غفر له مساوي عمله و من ملأ عينه من حرام ملأ الله عينه يوم القيامة من النار إلا أن يتوب و يرجع و قال ص من صافح امرأة تحرم عليه فقد باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ و من التزم امرأة حراما قرن في سلسلة نار مع شيطان فيقذفان في النار و من غش مسلما في شراء أو بيع فليس منا و يحشر يوم القيامة مع اليهود لأنهم أغش الخلق للمسلمين و نهى رسول الله ص أن يمنع أحد الماعون و قال من منع الماعون من جاره منعه الله خيره يوم القيامة و وكله إلى نفسه و من وكله إلى نفسه فما أسوأ حاله و قال ص أيما امرأة آذت زوجها بلسانها لم يقبل الله منها صرفا و لا عدلا و لا حسنة من عملها حتى ترضيه و إن صامت نهارها و قامت ليلها و أعتقت الرقاب و حملت على جياد الخيل في سبيل الله و كانت أول من يرد النار و كذلك الرجل إذا كان لها ظالما ألا و من لطم خد مسلم أو وجهه بدد الله عظامه يوم القيامة و حشره مغلولا حتى يدخل جهنم إلا أن يتوب و من بات و في قلبه غش لأخيه المسلم بات في سخط الله و أصبح كذلك حتى يتوب و نهى عن الغيبة و قال من اغتاب امرأ مسلما بطل صومه و نقض وضوؤه و جاء يوم القيامة يفوح من فيه رائحة أنتن من الجيفة يتأذى به أهل الموقف فإن مات قبل أن يتوب مات مستحلا لما حرم الله و قال ص من كظم غيظا و هو قادر على إنفاذه و حلم عنه أعطاه الله أجر شهيد ألا و من تطول على أخيه في غيبة سمعها فيه في مجلس فردها عنه رد الله عنه ألف باب من السوء في الدنيا و الآخرة فإن هو لم يردها و هو قادر على ردها كان عليه كوزر من اغتابه سبعين مرة و نهى رسول الله ص عن الخيانة و قال من خان أمانة في الدنيا و لم يردها إلى أهلها ثم أدركه الموت مات على غير ملتي و يلقى الله و هو عليه
غضبان و قال ص من شهد شهادة زور على أحد من الناس علق بلسانه مع المنافقين فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ و من اشترى خيانة و هو يعلم فهو كالذي خانها و من حبس عن أخيه المسلم شيئا من حقه حرم الله عليه بركة الرزق إلا أن يتوب ألا و من سمع فاحشة فأفشاها فهو كالذي أتاها و من احتاج إليه أخوه المسلم في قرض و هو يقدر عليه فلم يفعل حرم الله عليه ريح الجنة ألا و من صبر على خلق امرأة سيئة الخلق و احتسب في ذلك الأجر أعطاه الله ثواب الشاكرين في الآخرة ألا و أيما امرأة لم ترفق بزوجها و حملته على ما لا يقدر عليه و ما لا يطيق لم تقبل منها حسنة و تلقى الله و هو عليها غضبان ألا و من أكرم أخاه المسلم فإنما يكرم الله عز و جل و نهى رسول الله ص أن يؤم الرجل قوما إلا بإذنهم و قال من أم قوما بإذنهم و هم به راضون فاقتصد بهم في حضوره و أحسن صلاته بقيامه و قراءته و ركوعه و سجوده و قعوده فله مثل أجر القوم و لا ينقص من أجورهم شيء ألا و من أم قوما بأمرهم ثم لم يتم بهم الصلاة و لم يحسن في ركوعه و سجوده و خشوعه و قراءته ردت عليه صلاته و لم تجاوز ترقوته و كانت منزلته كمنزلة إمام جائر معتد لم يصلح إلى رعيته و لم يقم فيهم بحق و لا قام فيهم بأمر و قال ص من مشى إلى ذي قرابة بنفسه و ماله ليصل رحمه أعطاه الله عز و جل أجر مائة شهيد و له بكل خطوة أربعون ألف حسنة و يمحى عنه أربعون ألف سيئة و يرفع له من الدرجات مثل ذلك و كأنما عبد الله مائة سنة صابرا محتسبا و من كفى ضريرا حاجة من حوائج الدنيا و مشى له فيها حتى يقضي الله له حاجته أعطاه الله براءة من النفاق و براءة من النار و قضى له سبعين حاجة من حوائج الدنيا و لا يزال يخوض في رحمة الله عز و جل حتى يرجع و من مرض يوما و ليلة فلم يشك إلى عواده بعثه الله يوم القيامة مع خليله إبراهيم خليل الرحمن حتى يجوز الصراط كالبرق اللامع و من سعى لمريض في حاجة قضاها أو لم يقضها خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فقال رجل من الأنصار بأبي
أنت و أمي يا رسول الله ص فإذا كان المريض من أهل بيته أ و ليس ذلك أعظم أجرا إذا سعى في حاجة أهل بيته قال نعم ألا و من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه اثنتين و سبعين كربة من كرب الآخرة و اثنتين و سبعين كربة من كرب الدنيا أهونها المغص قال و من مطل على ذي حق حقه و هو يقدر على أداء حقه فعليه كل يوم خطيئة عشار ألا و من علق سوطا بين يدي سلطان جائر جعل الله ذلك السوط يوم القيامة ثعبانا من النار طوله سبعون ذراعا يسلط عليه في نار جهنم وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ و من اصطنع إلى أخيه معروفا فامتن به أحبط الله عليه عمله و ثبت وزره و لم يشكر له سعيه ثم قال ص يقول الله عز و جل حرمت الجنة على المنان و البخيل و القتات و هو النمام ألا و من تصدق بصدقة فله بوزن كل درهم مثل جبل أحد من نعيم الجنة و من مشى بصدقة إلى محتاج كان له كأجر صاحبها من غير أن ينقص من أجره شيء و من صلى على ميت صلى عليه سبعون ألف ملك و غفر الله له ما تقدم من ذنبه فإن أقام حتى يدفن و يحثى عليه التراب كان له بكل قدم نقلها قيراط من الأجر و القيراط مثل جبل أحد ألا و من ذرفت عيناه من خشية الله كان له بكل قطرة قطرت من دموعه قصر في الجنة مكللا بالدر و الجوهر فيه ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر ألا و من مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة كان له بكل خطوة سبعون ألف حسنة و يرفع له من الدرجات مثل ذلك و إن مات و هو على ذلك وكل الله به سبعين ألف ملك يعودونه في قبره و يؤنسونه في وحدته و يستغفرون له حتى يبعث ألا و من أذن محتسبا يريد بذلك وجه الله عز و جل أعطاه الله ثواب أربعين ألف شهيد و أربعين ألف صديق و يدخل في شفاعته أربعين ألف مسيء من أمتي إلى الجنة ألا و إن المؤذن إذا قال أشهد أن لا إله إلا الله صلى عليه تسعون ألف ملك و استغفروا له و كان يوم القيامة في ظل العرش حتى يفرغ الله من حساب الخلائق و يكتب ثواب قوله أشهد أن محمدا رسول الله أربعون ألف ملك و من حافظ على الصف الأول و التكبيرة الأولى لا يؤذي مسلما أعطاه الله من الأجر ما يعطى المؤذنون في الدنيا و الآخرة ألا و من تولى عرافة قوم حبسه الله عز و جل على شفير جهنم بكل يوم ألف سنة و حشر يوم القيامة و يداه مغلولتان إلى عنقه فإن كان قام فيهم بأمر الله أطلقه الله و إن كان ظالما هوى به في نار جهنم و بئس المصير و قال ص لا تحقروا شيئا من الشر و إن صغر في أعينكم و لا تستكثروا الخير و إن كثر في أعينكم فإنه لا كبير مع الاستغفار و لا صغير مع الإصرار
قال محمد بن زكريا الغلابي سألت عن طول هذا الأثر شعيبا المزني فقال لي يا با عبد الله سألت الحسين بن زيد عن طول هذا الحديث فقال حدثني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع أنه جمع هذا الحديث من الكتاب الذي هو إملاء رسول الله ص و خط علي بن أبي طالب صلوات الله عليه
2- لي، ]الأمالي للصدوق[ عن ابن المتوكل عن سعد عن ابن هاشم عن الحسين بن الحسن القرشي عن سليمان بن جعفر البصري عن عبد الله بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إن الله تبارك و تعالى كره لكم أيتها الأمة أربعا و عشرين خصلة و نهاكم عنها كره لكم العبث في الصلاة و كره المن في الصدقة و كره الضحك بين القبور و كره التطلع في الدور و كره النظر إلى فروج النساء و قال يورث العمى و كره الكلام عند الجماع و قال يورث الخرس و كره النوم قبل العشاء الآخرة و كره الحديث بعد العشاء الآخرة و كره الغسل تحت السماء بغير مئزر و كره المجامعة تحت السماء و كره دخول الأنهار إلا بمئزر و قال في الأنهار عمار و سكان من الملائكة و كره دخول الحمامات إلا بمئزر و كره الكلام بين الأذان و الإقامة في صلاة الغداة حتى تقضى الصلاة و كره ركوب البحر في هيجانه و كره النوم فوق سطح ليس بمحجر و قال من نام على سطح غير محجر برئت منه الذمة و كره أن ينام الرجل في بيت وحده و كره للرجل أن يغشى امرأته و هي حائض فإن غشيها و خرج الولد مجذوما أو أبرص فلا يلومن إلا نفسه و كره أن يغشى الرجل المرأة و قد احتلم حتى يغتسل من احتلامه الذي رأى فإن فعل و خرج الولد مجنونا فلا يلومن إلا نفسه و كره أن يتكلم الرجل مجذوما إلا أن يكون بينه و بينه قدر ذراع و قال فر من المجذوم فرارك من الأسد و كره البول على شط نهر جار و كره أن يحدث الرجل تحت شجرة قد أينعت أو نخلة قد أينعت يعني أثمرت و كره أن يتنعل الرجل و هو قائم و كره أن يدخل البيت المظلم إلا أن يكون بين يديه سراج أو نار و كره النفخ في موضع الصلاة
ل، ]الخصال[ عن أبيه عن سعد مثله
3- ب، ]قرب الإسناد[ عن هارون عن ابن صدقة عن جعفر عن أبيه ع أن رسول الله ص أمرهم بسبع و نهاهم عن سبع أمرهم بعيادة المرضى و اتباع الجنائز و إبرار القسم و تسميت العاطس و نصر المظلوم و إفشاء السلام و إجابة الداعي و نهاهم عن التختم بالذهب و الشرب في آنية الذهب و الفضة و عن المياثر الحمر و عن لباس الإستبرق و الحرير و القز و الأرجوان
4- أربعين الشهيد، بإسناده عن شيخ الطائفة عن ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن عبد الله بن جعفر الحميري عن هارون بن مسلم عن ابن صدقة مثله
ثم قال قدس سره أقول بعض هذه الأوامر ليست للوجوب و خرجت عنه عند من جعله للوجوب بأدلة أخرى و كذا بعض هذه المناهي و التشميت بالشين المعجمة و بالسين المهملة أيضا الدعاء للعاطس مثل يرحمك الله قال تغلب و الاختيار بالسين لأنه مأخوذ من السمت و هو القصد و قال أبو عبيدة الشين المعجمة أعلى في كلامهم و أكثر و إفشاء السلام نشره و الإستبرق الديباج الغليظ فارسي معرب و الأرجوان صبغ أحمر شديد الحمرة
5- ب، ]قرب الإسناد[ عن هارون عن ابن زياد قال سمعت جعفرا ع و سئل عن قتل النمل و الحيات و الدود إذا آذين قال لا بأس بقتلهن و إحراقهن إذا آذين و لكن لا تقتلوا من الحيات عوامر البيوت ثم قال إن شابا من الأنصار خرج مع رسول الله ص يوم أحد و كانت له امرأة حسناء فغاب فرجع فإذا هو بامرأته تطلع من الباب فلما رآها أشار إليها بالرمح فقالت له لا تفعل و لكن ادخل فانظر إلى ما في بيتك فدخل فإذا هو بحية مطوقة على فراشه فقالت المرأة لزوجها هو الذي أخرجني فطعن الحية في رأسها ثم علقها و جعل ينظر إليها و هي تضطرب فبينا هو كذلك إذ سقط فاندقت عنقه فأخبر رسول الله ص فنهى يومئذ عن قتلها و إنما قال ص من تركهن مخافة تبعتهن فليس منا لما سوى ذلك منهن فأما عمار الدور فلا تهاج لنهي رسول الله ص عن قتلهن يومئذ
6- ب، ]قرب الإسناد[ عنهما عن حنان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول قال النبي ص لعلي ع إياك أن تتختم بالذهب فإنها حليتك في الجنة و إياك أن تلبس القسي و إياك أن تركب بميثرة حمراء فإنها من مياثر إبليس
7- ل، ]الخصال[ عن أبيه عن الحميري عن ابن يزيد عن محمد بن الحسن الميثمي عن هشام بن أحمر و عبد الله بن مسكان عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول ثلاثة يعذبون يوم القيامة من صور صورة من الحيوان يعذب حتى ينفخ فيها و ليس بنافخ فيها و المكذب في منامه يعذب حتى يعقد بين شعيرتين و ليس بعاقد بينهما و المستمع إلى حديث قوم و هم له كارهون يصب في أذنه الآنك و هو الأسرب
8- ل، ]الخصال[ عن الخليل بن أحمد عن أبي جعفر الدبيلي عن أبي عبد الله عن سفيان عن أيوب السجستاني عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله ص من صور صورة عذب و كلف أن ينفخ فيها و ليس بفاعل و من كذب في حلمه عذب و كلف أن يعقد بين شعيرتين و ليس بفاعل و من استمع إلى حديث قوم و هم له كارهون يصب في أذنيه الآنك يوم القيامة قال سفيان و الآنك هو الرصاص
9- ل، ]الخصال[ عن الخليل بن أحمد عن أبي العباس الثقفي عن محمد بن الصباح عن جرير عن أبي إسحاق الشيباني عن أشعث بن أبي الشعثاء المحاربي عن معاوية بن سويد بن مقرن عن البراء بن عازب قال نهى رسول الله ص عن سبع و أمر بسبع نهانا أن نتختم بالذهب و عن الشرب في آنية الذهب و الفضة و قال من شرب فيها في الدنيا لم يشرب فيها في الآخرة و عن ركوب المياثر و عن لبس القسي و عن لبس الحرير و الديباج و الإستبرق و أمرنا ع باتباع الجنائز و عيادة المريض و تسميت العاطس و نصرة المظلوم و إفشاء السلام و إجابة الداعي و إبرار القسم
قال الخليل بن أحمد لعل الصواب إبرار المقسم
10- ل، ]الخصال[ عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن ابن معروف عن أبي جميلة عن ابن طريف عن ابن نباتة قال سمعت عليا ع يقول ستة لا ينبغي أن يسلم عليهم و ستة لا ينبغي أن يؤموا و ستة في هذه الأمة من أخلاق قوم لوط فأما الذين لا ينبغي السلام عليهم فاليهود و النصارى و أصحاب النرد و الشطرنج و أصحاب الخمر و البربط و الطنبور و المتفكهون بسب الأمهات و الشعراء و أما الذين لا ينبغي أن يؤموا من الناس فولد الزناء و المرتد و الأعرابي بعد الهجرة و شارب الخمر و المحدود و الأغلف و أما التي من أخلاق قوم لوط فالجلاهق و هو البندق و الخذف و مضغ العلك و إرخاء الإزار خيلاء و حل الأزرار من القباء و القميص
سر، ]السرائر[ من كتاب ابن قولويه عن ابن نباتة مثله و ليس فيه من القباء و القميص
11- ل، ]الخصال[ عن القطان عن السكري عن الجوهري عن ابن عمارة عن أبيه عن جابر الجعفي عن أبي جعفر ع قال إن رسول الله ص لعن المتشبهين من الرجال بالنساء و لعن المتشبهات من النساء بالرجال
أقول سيأتي هذا الخبر بطوله مع ما اشتمل عليه من المناهي المتعلقة بالنساء في كتاب النكاح إن شاء الله
12- مع، ]معاني الأخبار[ عن محمد بن هارون الزنجاني عن علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد القاسم بن سلام بأسانيد متصلة إلى النبي ص في أخبار متفرقة أنه نهى عن المحاقلة و المزابنة فالمحاقلة بيع الزرع و هو في سنبله بالبر و هو مأخوذ من الحقل و الحقل هو الذي تسميه أهل العراق القراح و يقال في مثل لا تنبت البقلة إلا الحقلة و المزابنة بيع التمر في رءوس النخل بالتمر. و رخص النبي ص في العرايا واحدتها عرية و هي النخلة يعريها صاحبها رجلا محتاجا و الإعراء أن يجعل له ثمرة عامها يقول رخص لرب النخل أن يبتاع من تلك النخلة من المعرى بتمر لموضع حاجته. قال و كان النبي ص إذا بعث الخراص قال خففوا في الخرص فإن في المال العرية و الوصية. قال و نهى ع عن المخابرة و هي المزارعة بالنصف و الثلث و الربع و أقل من ذلك و أكثر و هو الخبر أيضا و كان أبو عبيد يقول لهذا سمي الأكار الخبير لأنه يخبر الأرض و المخابرة المؤاكرة و الخبرة الفعل و الخبير الرجل و لهذا سمي الأكار لأنه يؤاكر الأرض أي يشقها. و نهى عن المخاضرة و هي أن يبتاع الثمار قبل أن يبدو صلاحها و هي خضر بعد و تدخل في المخاضرة أيضا بيع الرطاب و البقول و أشباهها. و نهى عن بيع التمر قبل أن يزهو و زهوه أن يحمر أو يصفر و في حديث آخر نهى عن بيعه قبل أن يشقح و يقال يشقح و التشقيح هو الزهو أيضا و هو معنى قوله حتى يأمن العاهة و العاهة الآفة تصيبه. و نهى عن المنابذة و الملامسة و بيع الحصاة ففي كل واحد قولان أما المنابذة فيقال إنما هو أن يقول الرجل لصاحبه انبذ إلي الثوب أو غيره من المتاع أو انبذه إليك و قد وجب البيع بكذا و كذا و يقال إنما هو أن يقول الرجل إذا نبذت الحصاة فقد وجب البيع و هو معنى قوله إنه نهى عن بيع الحصاة و الملامسة أن تقول إذا لمست ثوبي أو لمست ثوبك فقد وجب البيع بكذا و كذا و يقال بل هو أن يلمس المتاع من وراء الثوب و لا ينظر إليه فيقع البيع على ذلك و هذه بيوع كان أهل الجاهلية يتبايعونها فنهى رسول الله ص عنها لأنها غرر كلها. و نهى ع عن بيع المجر و هو أين يباع البعير أو غيره بما في بطن الناقة و يقال منه أمجرت في البيع إمجارا. و نهى ع عن الملاقيح و المضامين فالملاقيح ما في البطون و هي الأجنة و الواحدة منها ملقوحة و أما المضامين فهي ما في أصلاب الفحول و كانوا يبيعون الجنين في بطن الناقة و ما يضرب الفحل في عامه أو في عوام. و نهى ع عن بيع حبل الحبلة و معناه ولد ذلك الجنين الذي في بطن الناقة و قال غيره هو نتاج النتاج و ذلك غرر. و قال ص ليس منا من لم يتغن بالقرآن معناه ليس منا من لم يستغن به و لا يذهب به إلى الصوت و قد روي أن من قرأ القرآن فهو غني
لا فقر بعده و روي أن من أعطي القرآن فظن أن أحدا أعطي أكثر مما أعطي فقد عظم صغيرا و صغر كبيرا فلا ينبغي لحامل القرآن أن يرى أن أحدا من أهل الأرض أغنى منه و لو ملك الدنيا برحبها و لو كان كما يقوله قوم إنه الترجيع بالقراءة و حسن الصوت لكانت العقوبة قد عظمت في ترك ذلك أن يكون من لم يرجع صوته بالقراءة فليس من النبي ص حين قال ليس منا من لم يتغن بالقرآن. و قال ع إني قد نهيت عن القراءة في الركوع و السجود فأما الركوع فعظموا الله فيه و أما السجود فأكثروا فيها الدعاء فإنه قمن أن يستجاب لكم قوله ص قمن كقولك جدير و حري أن يستجاب لكم. و قال ع استعيذوا بالله من طمع يهدي إلى طبع و الطبع الدنس و العيب و كل شين في دين أو دنيا فهو طبع. و اختصم رجلان إلى النبي ص في مواريث و أشياء قد درست فقال النبي ص لعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار فقال كل واحد من الرجلين يا رسول الله ص حقي هذا لصاحبي فقال لا و لكن اذهبا فتوخيا ثم استهما ثم ليحلل كل واحد منكما صاحبه فقوله لعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض يعني أفطن لها و أجدل و اللحن الفطنة بفتح الحاء و اللحن بجزم الحاء الخطاء و قوله استهما أي أقرعا و هذا حجة لمن قال بالقرعة في الأحكام و قوله اذهبا فتوخيا يقول توخيا الحق فكأنه قد أمر الخصمين بالصلح. و نهى عن تقصيص القبور و هو التجصيص و ذلك أن الجص يقال له القصة يقال منه قصصت القبور و البيوت إذا جصصتها. و نهى ع عن قيل و قال و كثرة السؤال و إضاعة المال و نهى عن عقوق الأمهات و وأد البنات و منع الوهات يقال إن قوله إضاعة المال يكون في وجهين أما أحدهما و هو الأصل فما أنفق في معاصي الله عز و جل من قليل أو كثير و هو السرف الذي عابه الله تعالى و نهى عنه و الوجه الآخر دفع المال إلى ربه و ليس له بموضع قال الله عز و جل وَ ابْتَلُوا الْيَتامى حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً و هو العقل فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ و قد قيل إن الرشد هو صلاح في الدين و حفظ المال و أما كثرة السؤال فإنه نهى ع عن مسألة الناس أموالهم و قد يكون أيضا من السؤال عن الأمور و كثرة البحث عنها كما قال الله عز و جل لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ و أما وأد البنات فإنهم كانوا يدفنون بناتهم أحياء و لهذا كانوا يسمون القبر صهرا و أما قوله نهى عن قيل و قال القال مصدر أ لا ترى أنه يقول عن قيل و قال فكأنه قال عن قيل و قول يقال على هذا قلت قولا و قيلا و قالا و في حرف عبد الله ذلك عيسى ابن مريم قال الحق و هو من هذا فكأنه قال قول الحق. و نهى ع عن التبقر في الأهل و المال قال الأصمعي أصل التبقر التوسع و التفتح و منه يقال بقرت بطنه إنما هو شققته و فتحته و سمي أبو جعفر ع الباقر لأنه بقر العلم أي شقه و فتحه. و نهى ع أن يدبح الرجل في الصلاة كما يدبح الحمار و معناه أن يطأطئ الرجل رأسه في الركوع حتى يكون أخفض من ظهره و كان ع إذا ركع لم يصوب رأسه و لم يقنعه معناه أنه لم يرفعه حتى يكون أعلى من جسده و لكن بين ذلك و الإقناع رفع الرأس و إشخاصه قال الله تعالى مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ و الذي يستحب من هذا أن يستوي ظهر الرجل و رأسه في الركوع لأن رسول الله
ص كان إذا ركع لو صب على ظهره ماء لاستقر و قال الصادق ع لا صلاة لمن لم يقم صلبه في ركوعه و سجوده. و نهى ع عن اختناث الأسقية و معنى الاختناث أن يثنى أفواهها ثم يشرب منها و أصل الاختناث التكسر و من هذا سمي المخنث لتكسره و به سميت المرأة خنثى و معنى الحديث في النهي عن اختناث الأسقية يفسر على وجهين أحدهما أنه يخاف أن يكون فيه دابة و الذي دار عليه معنى الحديث أنه ع نهى أن يشرب من أفواهها. و نهى ع عن الجداد بالليل يعني جداد النخل و الجداد الصرام و إنما نهى عنه بالليل لأن المساكين لا يحضرونه. و قال ع لا تعضيه في ميراث و معناه أن يموت الرجل و يدع شيئا إن قسم بين ورثته إذا أراد بعضهم القسمة كان في ذلك ضرر عليهم أو على بعضهم يقول فلا يقسم ذلك و تلك التعضية و هي التفريق و هي مأخوذ من الأعضاء يقال عضيت اللحم إذا فرقته و قال الله عز و جل الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ أي آمنوا ببعضه و كفروا ببعضه و هذا من التعضية أيضا أنهم فرقوه و الشيء الذي لا يحتمل القسمة مثل الحبة من الجوهر لأنها إن فرقت لم ينتفع بها و كذلك الحمام إذا قسم و كذلك الطيلسان من الثياب و ما أشبه ذلك من الأشياء و هذا باب جسيم من الحكم يدخل فيه الحديث الآخر لا ضرر و لا إضرار في الإسلام فإن أراد بعض الورثة قسمة ذلك لم يجب إليه و لكن يباع ثم يقسم ثمنه بينهم. و نهى ع عن لبستين اشتمال الصماء و أن يحتبي الرجل بثوب ليس بين فرجه و بين السماء شيء قال الأصمعي اشتمال الصماء عند العرب أن يشتمل الرجل بثوبه فيجلل به جسده كله و لا يرفع منه جانبا فيخرج منه يده و أما الفقهاء فإنهم يقولون هو أن يشتمل الرجل بثوب واحد ليس عليه غيره ثم يرفعه من أحد جانبيه فيضعه على منكبه يبدو منه فرجه و قال الصادق ع التحاف الصماء هو أن يدخل الرجل رداءه تحت إبطه ثم يجعل طرفيه على منكب واحد و هذا هو التأويل الصحيح دون ما خالفه. و نهى ع عن ذبائح الجن و ذبائح الجن أن يشترى الدار و يستخرج العين أو ما أشبه ذلك فيذبح له ذبيحة للطيرة قال أبو عبيدة معناه أنهم كانوا يتطيرون إلى هذا الفعل مخافة إن لم يذبحوا أو يطعموا أن يصيبهم فيها شيء من الجن فأبطل النبي ص هذا و نهى عنه. و قال ع لا يوردن ذو عاهة على مصح يعني الرجل يصيب إبله الجرب أو الداء فقال لا يوردنها على مصح و هو الذي إبله و ماشيته صحاح بريئة من العاهة قال أبو عبيدة وجهه عندي و الله أعلم أنه خاف أن ينزل بهذه الصحاح من الله عز و جل ما نزل بتلك فيظن المصح أن تلك أعدتها فيأثم في ذلك. و قال ص لا تصروا الإبل و الغنم من اشترى مصراة فهو بآخر النظرين إن شاء ردها و رد معها صاعا من تمر المصراة يعني الناقة أو البقرة أو الشاة قد صري اللبن في ضرعها يعني حبس و جمع و لم يحلب أياما و أصل التصرية حبس الماء و جمعه يقال منه صريت الماء و صريته و يقال ماء صرى مقصورا و يقال منه سميت المصراة كأنها مياه اجتمعت و في حديث آخر من اشترى محفلة فردها فليرد معها صاعا و إنما سميت محفلة لأن اللبن حفل في ضرعها و اجتمع و كل شيء كنزته فقد حفلته و منه قيل قد أحفل القوم إذا اجتمعوا أو كثروا و لهذا سمي محفل القوم و جمع المحفل محافل. و قوله ع لا خلابة يعني الخداعة يقال خلبته أخلبه خلابة إذا خدعته. و أتى عمر رسول الله ص فقال إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا فترى
أن نكتب بعضها فقال أ متهوكون أنتم كما تهوكت اليهود و النصارى لقد جئتكم بها بيضاء نقية و لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي قوله ص متهوكون أي متحيرون يقول أ متحيرون أنتم في الإسلام لا تعرفون دينكم حتى تأخذوه من اليهود و النصارى و معناه أنه كره أخذ العلم من أهل الكتاب و أما قوله لقد جئتكم بها بيضاء نقية فإنه أراد الملة الحنيفية فلذلك جاء التأنيث كقول الله عز و جل وَ ذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ إنما هي الملة الحنيفية. و قال ص لقد هممت أن أنهى عن الغيلة و الغيلة هو الغيل و هو أن يجامع الرجل المرأة و هي مرضع يقال منه قد أغال الرجل و أغيل و الولد مغال و مغيل. و نهى ع عن الإرفاء و هو كثرة التدهن. و قال ع إياكم و القعود بالصعدات إلا من أدى حقها الصعدات الطرق و هو مأخوذ من الصعيد و الصعيد التراب و جمع الصعيد الصعد ثم الصعدات جمع الجمع كما يقال طريق و طرق ثم طرقات قال الله عز و جل فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فالتيمم التعمد للشيء يقال منه أممت فلانا فأنا أؤمه أما و تأممته و تيممته كله تعمدته و قصدت له و قد روي عن الصادق ع أنه قال الصعيد الموضع المرتفع و الطيب الذي ينحدر عنه الماء. و قال ع لا غرار في الصلاة و لا التسليم الغرار النقصان أما في الصلاة ففي ترك إتمام ركوعها و سجودها و نقصان اللبث في ركعة عن اللبث في الركعة الأخرى و منه قول الصادق ع الصلاة ميزان من وفى استوفى و منه قول النبي ص الصلاة مكيال فمن وفى وفي له فهذا الغرار في الصلاة و أما الغرار في التسليم فأن يقول الرجل السلام عليك أو يرده فيقول و عليك السلام و لا يقول و عليكم السلام و يكره تجاوز الحد في الرد كما يكره الغرار و ذلك أن الصادق ع سلم على رجل فقال الرجل و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته و رضوانه فقال لا تجاوزوا بنا قول الملائكة لأبينا إبراهيم ع رَحْمَتُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. و قال ع لا تناجشوا و لا تدابروا معناه أن يزيد الرجل الرجل في ثمن السلعة و هو لا يريد شراها و لكن ليسمعه غيره فيزيد لزيادته و الناجش خائن و أما التدابر فالمصارمة و الهجران مأخوذ من أن يولي الرجل صاحبه دبره و يعرض عنه بوجهه. و إن رجلا حلب عند النبي ناقة فقال النبي ص دع داعي اللبن يقول أبق في الضرع شيئا لا تستوعبه كله في الحلب فإن الذي تبقيه به يدعو ما فوقه من اللبن و يدر له و إذا استقصى كل ما في الضرع أبطأ عليه الدر بعد ذلك. و كره ع الشكال في الخيل يعني أن يكون ثلاث قوائم منه محجلة و واحدة مطلقة و إنما أخذ هذا من الشكال الذي يشكل به الخيل شبه به لأن الشكال إنما يكون في ثلاث قوائم أو أن يكون الثلاث مطلقة و رجل محجلة و ليس يكون الشكال إلا في الرجل و لا يكون في اليد
13- ف، ]تحف العقول[ خطبة النبي ص في حجة الوداع الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نتوب إليه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له و من يضلل فَلا هادِيَ لَهُ و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شَرِيكَ لَهُ و أشهد أن محمدا عبده و رسوله أوصيكم عباد الله بتقوى الله و أحثكم على العمل بطاعته و أستفتح الله بالذي هو خير أما بعد أيها الناس اسمعوا مني أبين لكم فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا أيها الناس إن دماءكم و أعراضكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت اللهم اشهد فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها و إن ربا الجاهلية موضوع و إن أول ربا أبدأ به ربا العباس بن عبد المطلب و إن دماء الجاهلية موضوعة و إن أول دم أبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب و إن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة و السقاية و العمد قود و شبه العمد ما قتل بالعصا و الحجر و فيه مائة بعير فمن زاد فهو من الجاهلية أيها الناس إن الشيطان قد أيس أن يعبد بأرضكم هذه و لكنه قد رضي بأن يطاع فيما سوى ذلك فيما تحقرون من أعمالكم أيها الناس إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عاماً وَ يُحَرِّمُونَهُ عاماً لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ و إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات و الأرض و إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثلاثة متوالية و واحد فرد ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم و رجب بين جمادى و شعبان ألا هل بلغت اللهم اشهد أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقا و لكم عليهن حقا حقكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم و لا يدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم و أن لا يأتين بفاحشة فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن و تهجروهن في المضاجع و تضربوهن ضربا غير مبرح فإذا انتهين و أطعنكم فعليكم رِزْقُهُنَّ وَ كِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ أخذتموهن بأمانة الله و استحللتم فروجهن بكتاب الله فاتقوا الله في النساء و استوصوا بهن خيرا أيها الناس إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ و لا يحل لمؤمن مال أخيه إلا من طيب نفس منه ألا هل بلغت اللهم اشهد فلا ترجعن بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله و عترتي أهل بيتي ألا هل بلغت اللهم اشهد أيها الناس إن ربكم واحد و إن أباكم واحد كلكم لآدم و آدم من تراب إن أكرمكم عند الله أتقاكم و ليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى ألا هل بلغت قالوا نعم قال فليبلغ الشاهد الغائب أيها الناس إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث و لا يجوز لمورث وصية أكثر من الثلث و الولد للفراش و للعاهر الحجر من ادعى إلى غير أبيه و من تولى غير مواليه فعليه لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ و لا يقبل الله منه صرفا و لا عدلا و السلام عليكم و رحمة الله
14- ثو، ]ثواب الأعمال[ عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن يزيد عن محمد بن الحسن الميثمي عن هشام بن أحمر و ابن مسكان معا عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله ع قال ثلاث يعذبون يوم القيامة من صور صورة من الحيوان يعذب حتى ينفخ فيها و ليس بنافخ فيها و الذي يكذب في منامه يعذب حتى يعقد بين شعيرتين و ليس بعاقد بينهما و المستمع بين قوم و هم له كارهون يصب في أذنيه الآنك و هو الأسرب
15- سن، ]المحاسن[ عن أبيه عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص ستة كرهها الله لي فكرهتها للأئمة من ذريتي و لتكرهها الأئمة ع لأتباعهم العبث في الصلاة و المن في الصدقة و الرفث في الصيام و الضحك بين القبور و التطلع في الدور و إتيان المساجد جنبا قال قلت و ما الرفث في الصيام قال ما كره الله لمريم في قوله إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا قال قلت صمت من أي شيء قال من الكذب
16- سن، ]المحاسن[ عن ابن أسباط عن عمه رفع الحديث إلى علي ع قال قال رسول الله ص لا تسموا الطريق السكة فإنه لا سكة إلا سكك الجنة
17- سر، ]السرائر[ عن محمد بن علي بن محبوب عن الحسن بن علي عن النوفلي عن السكوني عن جعفر عن أبيه عن علي ع أنه نهى عن القنازع و القصص و نقش الخضاب قال و إنما هلكت نساء بني إسرائيل من قبل القصص و نقش الخضاب
18- نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول الله ص لما خلق الله تعالى جنة عدن خلق لبنها من ذهب يتلألأ و مسك مدوف ثم أمرها فاهتزت و نطقت فقالت أنت الله لا إله إلا الله أنت الحي القيوم فطوبى لمن قدر له دخولي قال الله تعالى و عزتي و جلالي و ارتفاع مكاني لا يدخلك مدمن خمر و لا مصر على ربا و لا قتات و هو النمام و لا ديوث و هو الذي لا يغار و يجتمع في بيته على الفجور و لا قلاع و هو الذي يسعى بالناس عند السلطان ليهلكهم و لا حيوف و هو النباش و لا ختار و هو الذي لا يوفي بالعهد
و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص رأيت في النار صاحب العباءة التي قد غلها و رأيت في النار صاحب المحجن الذي كان يسوق الحاج بمحجنه و رأيت في النار صاحبة الهرة تنهشها مقبلة و مدبرة كانت أوثقتها لم تكن تطعمها و لم ترسلها تأكل من حشاش الأرض و دخلت الجنة فرأيت صاحب الكلب الذي أرواه من الماء
19- كنز الفوائد للكراجكي، قال أخبرني محمد بن علي بن صخر عن فارس بن موسى عن أحمد بن محمد بن شيبة عن محمد بن يحيى الطوسي عن محمد بن خالد الدمشقي عن سعيد بن محمد بن عبد الرحمن بن خارجة الرقي قال قال معاوية بن نضله كنت في الوفد الذين وجههم عمر بن الخطاب و فتحنا مدينة حلوان و طلبنا المشركين في الشعب فلم نقدر عليهم فحضرت الصلاة فانتهيت إلى ماء فنزلت عن فرسي و أخذت بعنانه ثم توضأت و أذنت فقلت الله أكبر الله أكبر فأجابني شيء من الجبل و هو يقول كبرت تكبيرا ففزعت لذلك فزعا شديدا و نظرت يمينا و شمالا فلم أر شيئا فقلت أشهد أن لا إله إلا الله فأجابني و هو يقول الآن حين أخلصت فقلت أشهد أن محمدا رسول الله فقال نبي بعث فقلت حي على الصلاة فقال فريضة افترضت فقلت حي على الفلاح فقال قد أفلح من أجابها و استجاب لها فقلت قد قامت الصلاة فقال البقاء لأمة محمد و على رأسها تقوم الساعة فلما فرغت من أذاني ناديت بأعلى صوتي حتى أسمعت ما بين لابتي الجبل فقلت إنسي أم جني قال فأطلع رأسه من كهف الجبل فقال ما أنا بجني و لكن إنسي فقلت له من أنت يرحمك الله قال أنا ذريب بن ثملا من حواري عيسى ابن مريم ع أشهد أن صاحبكم نبي و هو الذي بشر به عيسى ابن مريم و لقد أردت الوصول إليه فحالت فيما بيني و بينه فارس و كسرى و أصحابه ثم أدخل رأسه في كهف الجبل فركبت دابتي و لحقت بالناس و سعد بن أبي وقاص أميرنا فأخبرته بالخبر فكتب بذلك إلى عمر بن الخطاب فجاء كتاب عمر يقول الحق الرجل فركب سعد و ركبت معه حتى انتهينا إلى الجبل فلم نترك كهفا و لا شعبا و لا واديا إلا التمسناه فيه فلم نقدر عليه و حضرت الصلاة فلما فرغت من صلاتي ناديت بأعلى صوتي يا صاحب الصوت الحسن و الوجه الجميل قد سمعنا منك كلاما حسنا فأخبرنا من أنت يرحمك الله و قد أقررت بالله و نبيه قال فأطلع رأسه من كهف الجبل فإذا شيخ أبيض الرأس و اللحية لها هامة كأنها رحى فقال السلام عليكم و رحمة الله قلت و عليك السلام و رحمة الله من أنت يرحمك الله قال أنا ذريب ثملا وصي العبد الصالح عيسى ابن مريم ع كان سأل ربه لي البقاء إلى نزوله من السماء و قراري في هذا الجبل و أنا موصيكم سددوا و قاربوا و إياكم و خصالا تظهر في أمة محمد ص فإن ظهرت فالهرب الهرب ليقوم أحدكم على نار جهنم حتى تطفأ عنه خير له من البقاء في ذلك الزمان قال معاوية بن نضله قلت له يرحمك الله أخبرنا بهذه الخصال لنعرف ذهاب دنيانا و إقبال آخرتنا قال نعم إذا استغنى رجالكم برجالكم و استغنت نساؤكم بنسائكم و انتسبتم إلى غير مناسبكم و تواليتم إلى غير مواليكم و لم يرحم كبيركم صغيركم و لم يوقر صغيركم لكبيركم و كثر طعامكم فلم تروه إلا بأغلى أسعاركم و صارت خلافتكم في صبيانكم و ركن علماؤكم إلى ولاتكم فأحلوا الحرام و حرموا الحلال و أفتوهم بما يشتهون اتخذوا القرآن ألحانا و مزامير في أصواتهم و منعتم حقوق الله من أموالكم و لعن آخر أمتكم أولها و زوقتم المساجد و طولتم المنابر و حليتم المصاحف بالذهب و الفضة و ركب نساؤكم السروج و صار مستشار أموركم نساؤكم و خصيانكم و أطاع الرجل امرأته و عق والديه و ضرب الشاب والديه و قطع كل ذي رحم رحمه و بخلتم بما في أيديكم و صارت أموالكم عند شراركم و كنزتم الذهب و الفضة و شربتم الخمر و لعبتم بالميسر و ضربتم بالكبر و منعتم الزكاة و رأيتموها مغرما و الخيانة مغنما و قتل البريء لتغتاظ العامة بقتله و اختلست قلوبكم فلم يقدر أحد منكم يأمر بالمعروف و لا ينهى عن المنكر و قحط المطر فصار قيضا و الولد غيظا و أخذتم العطايا فصار في السقاط و كثر أولاد الخبيثة يعني الزنا و طففت المكيال و كلب عليكم عدوكم و ضربتم بالذلة و صرتم أشقياء و قلت الصدقة حتى يطوف الرجل من الحول إلى الحول ما يعطى عشرة دراهم و كثر الفجور و غارت العيون فعندها نادوا فلا جواب لهم يعني دعوا فلم يستجب لهم
20- الدر المنثور، عن علي بن أبي طالب ع قال ست من أخلاق قوم لوط في هذه الأمة الجلاهق و الصفير و البندق و الخذف و حل أزرار القباء و مضغ العلك
21- كنز الكراجكي، عن محمد بن أحمد بن شاذان القمي عن أبيه عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الصفار عن محمد بن زياد عن مفضل بن عمر عن يونس بن يعقوب رضي الله عنه قال سمعت الصادق جعفر بن محمد ع يقول ملعون ملعون كل بدن لا يصاب في كل أربعين يوما قلت ملعون قال ملعون فلما رأى عظم ذلك علي قال لي يا يونس إن من البلية الخدشة و اللطمة و العثرة و النكبة و القفزة و انقطاع الشسع و أشباه ذلك يا يونس إن المؤمن أكرم على الله تعالى من أن يمر عليه أربعون لا يمحص فيها من ذنوبه و لو بغم يصيبه لا يدري ما وجهه و الله إن أحدكم ليضع الدراهم بين يديه فيزنها فيجدها ناقصة فيغتم بذلك ثم يزنها فيجدها سواء فيكون ذلك حطا لبعض ذنوبه يا يونس ملعون ملعون من آذى جاره ملعون ملعون رجل يبدأ أخوه بالصلح فلم يصالحه ملعون ملعون حامل القرآن مصر على شرب الخمر ملعون ملعون عالم يؤم سلطانا جائرا معينا له على جوره ملعون ملعون مبغض علي بن أبي طالب ع فإنه ما أبغضه حتى أبغض رسول الله ص و من أبغض رسول الله ص لعنه الله في الدنيا و الآخرة ملعون ملعون من رمى مؤمنا بكفر و من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله ملعونة ملعونة امرأة تؤذي زوجها و سعيدة سعيدة امرأة تكرم زوجها و لا تؤذيه و تطيعه في جميع أحواله يا يونس قال جدي رسول الله ص ملعون ملعون من يظلم بعدي فاطمة ابنتي و يغصبها حقها و يقتلها ثم قال يا فاطمة البشرى فلك عند الله مقام محمود تشفعين فيه لمحبيك و شيعتك فتشفعين يا فاطمة لو أن كل نبي بعثه الله و كل ملك قربه شفعوا في كل مبغض لك غاصب لك ما أخرجه الله من النار أبدا ملعون ملعون قاطع رحمه ملعون ملعون مصدق بسحر ملعون ملعون من قال الإيمان قول بلا عمل ملعون ملعون من وهب الله له مالا فلم يتصدق منه بشيء أ ما سمعت أن النبي ص قال صدقة درهم أفضل من صلاة عشر ليال ملعون ملعون من ضرب والده أو والدته ملعون ملعون من عق والديه ملعون ملعون من لم يوقر المسجد تدري يا يونس لم عظم الله حق المساجد و أنزل هذه الآية وَ أَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً كانت اليهود و النصارى إذا دخلوا كنائسهم أشركوا بالله تعالى فأمر الله سبحانه نبيه أن يوحد الله فيها و يعبده
و منه عن أبي تميمة الهجيمي قال وفدت على رسول الله ص فوجدته قاعدا في حلقة فقلت أيكم رسول الله فلا أدري أشار إلى رسول الله ص فقال أنا رسول الله ص أو أشار إلي بعض القوم فقالوا هذا رسول الله ص فإذا عليه بردة حمراء تتناثر هدبها على قدميه فقلت إلى ما تدعو يا رسول الله ص قال أدعوك إلى الذي إذا كنت بأرض أو فلاة فأذللت راحلتك فدعوته أجابك و أدعوك إلى الذي إذا أسنتت أرضك أو أجدبت فدعوته أجابك قال قلت و أبيك لنعم الرب هذا فأسلمت و قلت يا رسول الله ص علمني مما علمك الله تبارك و تعالى فقال النبي ص اتق الله و لا تحقرن شيئا من المعروف و لو أن تلقى أخاك و وجهك مبسوط إليه و إياك و إسبال الإزار فإنه من المخايلة قال الله تبارك و تعالى إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ و لا تسبن أحدا و إن امرؤ سبك بأمر لا يعلم فيك فلا تسبه بأمر تعلمه فيه فيكون لك الأجر و عليه الوزر
22- كتاب زيد النرسي، عن أبي عبد الله ع قال سأله بعض أصحابنا عن طلب الصيد و قال له إني رجل ألهو بطلب الصيد و ضرب الصوالج و ألهو بلعب الشطرنج قال فقال أبو عبد الله ع أما الصيد فإنه مبتغى باطل و إنما أحل الله الصيد لمن اضطر إلى الصيد فليس المضطر إلى طلبه سعيه فيه باطلا و يجب عليه التقصير في الصلاة و الصيام جميعا إذا كان مضطرا إلى أكله و إن كان ممن يطلبه للتجارة و ليست له حرفة إلا من طلب الصيد فإن سعيه حق و عليه التمام في الصلاة و الصيام لأن ذلك تجارته فهو بمنزلة صاحب الدور الذي يدور الأسواق في طلب التجارة أو كالمكاري و الملاح و من طلبه لاهيا و أشرا و بطرا فإن سعيه ذلك سعي باطل و سفر باطل و عليه التمام في الصلاة و الصيام و إن المؤمن لفي شغل عن ذلك شغله طلب الآخرة عن الملاهي و أما الشطرنج فهي الذي قال الله عز و جل فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَ اجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ فقول الزور الغناء و إن المؤمن عن جميع ذلك لفي شغل ما له و الملاهي فإن الملاهي تورث قساوة القلب و تورث النفاق و أما ضربك بالصوالج فإن الشيطان معك يركض و الملائكة تنفر عنك و إن أصابك شيء لم تؤجر و من عثر به دابته فمات دخل النار
23- ل، ]الخصال[ عن ابن الوليد عن أحمد بن إدريس عن الأشعري رفعه إلى أمير المؤمنين ع قال نهى رسول الله ص أن يسلم على أربعة على السكران في سكره و على من يعمل التماثيل و على من يلعب بالنرد و على من يلعب بالأربعة عشر و أنا أزيدكم الخامسة أنهاكم أن تسلموا على أصحاب الشطرنج
24- ب، ]قرب الإسناد[ عن علي عن أخيه قال سألته عن التماثيل هل يصلح أن يلعب بها قال لا و سألته عن القرطاس يكون فيه الكتابة فيه ذكر الله أ يصلح إحراقه بالنار فقال إن تخوفت فيه شيئا فأحرقه فلا بأس
25- ع، ]علل الشرائع[ عن أبيه عن محمد العطار عن الأشعري عن البرقي عن رجل عن ابن أسباط عن عمه رفع الحديث إلى علي بن أبي طالب ع قال قال رسول الله ص في كلام كثير لا تؤووا منديل اللحم في البيت فإنه مربض الشيطان و لا تؤووا التراب خلف الباب فإنه مأوى الشيطان و إذا خلع أحدكم ثيابه فليسم لئلا يلبسه الجن فإنه إن لم يسم عليها لبستها الجن حتى يصبح و لا تتبعوا الصيد فإنكم على غرة و إذا بلغ أحدكم باب حجرته فليسلم فإنه يفر الشيطان و إذا دخل أحدكم بيته فليسلم فإنه ينزله البركة و تؤنسه الملائكة و لا يرتدف ثلاثة على دابة فإن أحدهم ملعون و هو المقدم و لا تسموا الطريق السكة فإنه لا سكة إلا سكك الجنة و لا تسموا أولادكم الحكم و لا أبا الحكم فإن الله هو الحكم و لا تذكروا الأخرى إلا بخير فإن الله هو الأخرى و لا تسموا العنب الكرم فإن المؤمن هو الكرم و اتقوا الخروج بعد نومة فإن لله دوابا يبثها يَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ و إذا سمعتم نباح الكلب و نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم فإنها يرون و لا ترون فَافْعَلُوا ما تُؤْمَرُونَ و نعم اللهو المغزل للمرأة الصالحة
26- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال رسول الله ص و الذي بعثني بالحق نبيا إن من تعاطى بابا من الشر و العصيان في أول يوم من شعبان فقد تعلق بغصن من أغصان الزقوم فهو مؤديه إلى النار ثم قال رسول الله ص و الذي بعثني بالحق نبيا فمن قصر في صلاته المفروضة و ضيعها فقد تعلق بغصن منه و من كان عليه فرض صوم ففرط فيه و ضيعه فقد تعلق بغصن منه و من جاءه في هذا اليوم فقير ضعيف يعرف سوء حاله و هو يقدر على تغيير حاله من غير ضرر يلحقه و ليس هناك من ينوب عنه و يقوم مقامه فتركه يضيع و يعطب و لم يأخذ بيده فقد تعلق بغصن منه و من اعتذر إليه مسيء فلم يعذره ثم لم يقتصر به على قدر عقوبة إساءته بل أربى عليه فقد تعلق بغصن منه و من ضرب بين المرء و زوجه و الوالد و ولده أو الأخ و أخيه أو القريب و قريبه أو بين جارين أو خليطين أو أختين فقد تعلق بغصن منه و من شدد على معسر و هو يعلم إعساره فزاد غيظا و بلاء فقد تعلق بغصن منه و من كان عليه دين فكسره على صاحبه و تعدى عليه حتى أبطل دينه فقد تعلق بغصن منه و من جفا يتيما و آذاه و تهضم ماله فقد تعلق بغصن منه و من وقع في عرض أخيه المؤمن و حمل الناس على ذلك فقد تعلق بغصن منه و من تغنى بغناء حرام يبعث فيه على المعاصي فقد تعلق بغصن منه و من قعد يعدد قبائح أفعاله في الحروب و أنواع ظلمه لعباد الله فيفتخر بها فقد تعلق بغصن منه و من كان جاره مريضا فترك عيادته استخفافا بحقه فقد تعلق بغصن منه و من مات جاره فترك تشييع جنازته تهاونا به فقد تعلق بغصن منه و من أعرض عن مصاب و جفاه إزراء عليه و استصغارا له فقد تعلق بغصن منه و من عق والديه أو أحدهما فقد تعلق بغصن منه و من كان قبل ذلك عاقا لهما فلم يرضهما في هذا اليوم و هو يقدر على ذلك فقد تعلق بغصن منه و كذا من فعل شيئا من سائر أبواب الشر فقد تعلق بغصن منه و الذي بعثني بالحق نبيا إن المتعلقين بأغصان شجرة الزقوم يخفضهم تلك الأغصان إلى الجحيم
27- نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال علي ع لا تقولوا امرأة طامث فتكذبوا و لكن قولوا حائض و الطمث الجماع قال الله تعالى لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌّ و لا تقولوا صرت إلى الخلاء و لكن قولوا كما قال الله تعالى أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ و لا تقولوا أهريق الماء فتكذبوا و لكن قولوا أنطلق أبول و لا يسمى المسلم رجيلا و لا يسمى المصحف مصيحفا و لا المسجد مسيجدا
و بهذا الإسناد قال مر رسول الله ص على قوم نصبوا دجاجة حية و هم يرمونها بالنبل فقال من هؤلاء لعنهم الله
28- نهج، ]نهج البلاغة[ عن نوف البكالي قال خرج أمير المؤمنين ع ذات ليلة و قد خرج من فراشه فنظر إلى النجوم فقال يا نوف إن داود ع قام في مثل هذه الساعة من الليل فقال إنها ساعة لا يدعو فيها عبد ربه إلا استجيب له إلا أن يكون عشارا أو عريفا أو شرطيا أو صاحب عرطبة
و هي الطنبور أو صاحب كوبة و هي الطبل و قد قيل أيضا إن العرطبة الطبل و الكوبة الطنبور
29- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن المفيد عن إبراهيم بن الحسن بن جمهور عن أبي بكر المفيد الجرجرائي عن أبي الدنيا المعمر المغربي عن أمير المؤمنين ع قال سمعت رسول الله ص يقول من كذب في رؤياه كلف أن يعقد بين طرفي شعيرة و ليس بعاقد
بهذا الإسناد قال ص لا تتخذوا قبري مسجدا و لا بيوتكم قبورا
30- ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن المتوكل عن محمد بن جعفر عن موسى بن عمران عن عمه الحسين بن يزيد عن حماد بن عمرو النصيبي عن أبي الحسن الخراساني عن ميسرة بن عبد الله عن أبي عائشة السعدي عن يزيد بن عمر بن عبد العزيز عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة و عبد الله بن عباس قالا خطبنا رسول الله ص قبل وفاته و هي آخر خطبة خطبها بالمدينة حتى لحق بالله عز و جل فوعظنا بمواعظ ذرفت منها العيون و وجلت منها القلوب و اقشعرت منها الجلود و تقلقلت منها الأحشاء أمر بلالا فنادى الصلاة جامعة فاجتمع الناس و خرج رسول الله ص حتى ارتقى المنبر فقال يا أيها الناس ادنوا و وسعوا لمن خلفكم قالها ثلاث مرات فدنا الناس و انضم بعضهم إلى بعض فالتفتوا فلم يروا خلفهم أحدا ثم قال أيها الناس ادنوا و وسعوا لمن خلفكم فقال رجل يا رسول الله ص لمن نوسع قال للملائكة فقال إنهم إذا كانوا معكم لم يكونوا من بين أيديكم و لا من خلفكم و لكن يكونون عن أيمانكم و عن شمائلكم فقال رجل يا رسول الله ص لم لا يكونون من بين أيدينا و لا من خلفنا أ من فضلنا عليهم أم فضلهم علينا قال أنتم أفضل من الملائكة اجلس فجلس الرجل فخطب رسول الله ص فقال الحمد لله نحمده و نستعينه و نؤمن به و نتوكل عليه و نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له و مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ يا أيها الناس إنه كائن في هذه الأمة ثلاثون كذابا أول من يكون منهم صاحب صنعاء و صاحب اليمامة يا أيها الناس إنه من لقي الله عز و جل يشهد أن لا إله إلا الله مخلصا لم يخلط معها غيرها دخل الجنة فقام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه فقال يا رسول الله ص بأبي أنت و أمي و كيف يقولها مخلصا لا يخلط معها غيرها فسر لنا هذا حتى نعرفه فقال نعم حرصا على الدنيا و جمعا لها من غير حلها و رضي بها و أقوام يقولون أقاويل الأخيار و يعملون أعمال الجبابرة فمن لقي الله عز و جل و ليس فيه شيء من هذه الخصال و هو يقول لا إله إلا الله فله الجنة فإن أخذ الدنيا و ترك الآخرة فله النار و من تولى خصومة ظالم أو أعانه عليها نزل به ملك الموت بالبشرى بلعنة الله و نار جهنم خالِداً فِيها وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ و من خف لسلطان جائر في حاجة كان قرينه في النار و من دل سلطانا على الجور قرن مع هامان و كان هو و السلطان من أشد أهل النار عذابا و من عظم صاحب دنيا و أحبه لطمع دنياه سخط الله عليه و كان في درجته مع قارون في التابوت الأسفل من النار و من بنى بنيانا رياء و سمعة حمله يوم القيامة إلى سبع أرضين ثم يطوقه نارا توقد في عنقه ثم يرمي به في النار فقلنا يا رسول الله كيف يبني رياء و سمعة قال يبني فضلا على ما يكفيه أو يبني مباهاة و من ظلم أجيرا أجره أحبط الله عمله و حرم عليه ريح الجنة و ريحها يوجد من مسيرة خمسمائة عام
و من خان جاره شبرا من الأرض طوقه الله يوم القيامة إلى سبع أرضين نارا حتى تدخله نار جهنم و من تعلم القرآن ثم نسيه متعمدا لقي الله يوم القيامة مجذوما مغلولا و يسلط الله عليه بكل آية حية موكلة به و من تعلم القرآن فلم يعمل به و آثر عليه حب الدنيا و زينتها استوجب سخط الله عز و جل و كان في الدرجة مع اليهود و النصارى الذين ينبذون كتاب الله وراء ظهورهم و من نكح امرأة حراما في دبرها أو رجلا أو غلاما حشره الله عز و جل يوم القيامة أنتن من الجيفة يتأذى به الناس حتى يدخل جهنم و لا يقبل الله منه صرفا و لا عدلا و أحبط الله عمله و يدعه في تابوت مشدود بمسامير من حديد و يضرب عليه في التابوت بصفائح حتى يشبك في تلك المسامير فلو وضع عرق من عروقه على أربع مائة ألف أمة لماتوا جميعا و هو من أشد أهل النار عذابا و من زنى بامرأة يهودية أو نصرانية أو مجوسية أو مسلمة حرة أو أمة أو من كانت من الناس فتح الله عز و جل عليه في قبره ثلاثمائة ألف باب من النار تخرج عليه منها حيات و عقارب و شهب من نار فهو يحترق إلى يوم القيامة يتأذى الناس من نتن فرجه فيعرف به إلى يوم القيامة حتى يؤمر به إلى النار فيتأذى به أهل الجمع مع ما هم فيه من شدة العذاب لأن الله حرم المحارم و ما أحد أغير من الله و من غيرته أنه حرم الفواحش و حد الحدود و من اطلع في بيت جاره فنظر إلى عورة رجل أو شعر امرأة أو شيء من جسدها كان حقا على الله أن يدخله النار مع المنافقين الذين كانوا يتبعون عورات الناس في الدنيا و لا يخرج من الدنيا حتى يفضحه الله و يبدي عورته للناس في الآخرة و من سخط برزقه و بث شكواه و لم يصبر لم ترفع له إلى الله حسنة و لقي الله عز و جل و هو عليه غضبان و من لبس ثوبا فاختال فيه خسف الله به قبره من شفير جهنم يتخلخل فيها ما دامت السماوات و الأرض فإن قارون لبس حلة فاختال فيها فخسف به فهو يتخلخل فيها إلى يوم القيامة و من نكح امرأة بمال حلال غير أنه أراد بها فخرا و رياء لم يزده الله عز و جل بذلك إلا ذلا و هوانا و أقامه الله بقدر ما استمتع منها على شفير جهنم ثم يهوي فيها سبعين خريفا و من ظلم امرأة مهرها فهو عند الله زان و يقول الله عز و جل له يوم القيامة عبدي زوجتك أمتي على عهدي فلم تف لي بالعهد فيتولى الله طلب حقها فيستوعب حسناته كلها فلا تفي بحقها فيؤمر به إلى النار و من رجع عن شهادته و كتمها أطعمه الله لحمه على رءوس الخلائق و يدخله النار و هو يلوك لسانه و من كانت له امرأتان و لم يعدل بينهما في القسم من نفسه و ماله جاء يوم القيامة مغلولا مائلا شقه حتى يدخل النار و من كان مؤذيا لجاره من غير حق حرمه الله ريح الجنة وَ مَأْواهُ النَّارُ ألا و إن الله عز و جل يسأل الرجل عن حق جاره و من ضيع حق جاره فليس منا و من أهان فقيرا مسلما من أجل فقره و استخف به فقد استخف بحق الله و لم يزل في مقت الله عز و جل و سخطه حتى يرضيه و من أكرم فقيرا مسلما لقي الله يوم القيامة و هو يضحك إليه و من عرضت له دنيا و آخرة فاختار الدنيا على الآخرة لقي الله عز و جل و ليست له حسنة تتقي بها النار و من أخذ الآخرة و ترك الدنيا لقي الله يوم القيامة و هو راض عنه و من قدر على امرأة أو جارية حراما فتركها مخافة الله عز و جل حرم الله عز و جل عليه النار و آمنه من الفزع الأكبر و أدخله الله الجنة و إن أصابها حراما حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ و أدخله النار و من اكتسب مالا حراما لم يقبل الله منه صدقة و لا عتقا و لا حجا و لا اعتمارا و كتب الله عز و جل بعدد أجر ذلك أوزارا و ما بقي منه بعد موته كان زاده إلى النار و من قدر عليها و تركها مخافة الله عز و جل كان في
محبة الله و رحمته و يؤمر به إلى الجنة و من صافح امرأة حراما جاء يوم القيامة مغلولا ثم يؤمر به إلى النار و من فاكه امرأة لا يملكها حبس بكل كلمة كلمها في الدنيا ألف عام في النار و المرأة إذا طاوعت الرجل فالتزمها أو قبلها أو باشرها حراما أو فاكهها أو أصاب منها فاحشة فعليها من الوزر ما على الرجل فإن غلبها على نفسها كان على الرجل وزره و وزرها و من غش مسلما في بيع أو شراء فليس منا و يحشر مع اليهود يوم القيامة لأنه من غش الناس فليس بمسلم و من منع الماعون من جاره إذا احتاج إليه منعه الله فضله يوم القيامة و وكله إلى نفسه و من وكله الله إلى نفسه هلك و لا يقبل الله عز و جل له عذرا و من كانت له امرأة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها و لا حسنة من عملها حتى تعينه و ترضيه و إن صامت الدهر و قامت و أعتقت الرقاب و أنفقت الأموال في سبيل الله و كانت أول من يرد النار ثم قال رسول الله ص و على الرجل مثل ذلك الوزر و العذاب إذا كان لها مؤذيا ظالما و من لطم خد مسلم لطمة بدد الله عظامه يوم القيامة ثم سلط عليه النار و حشره مغلولا حتى يدخل النار و من بات و في قلبه غش لأخيه المسلم بات في سخط الله و أصبح كذلك و هو في سخط الله حتى يتوب و يرجع و إن مات كذلك مات على غير دين الإسلام ثم قال رسول الله ص ألا و من غشنا فليس منا قالها ثلاث مرات و من علق سوطا بين يدي سلطان جائر جعله الله عز و جل حية طولها ستون ألف ذراع فتسلط عليه في نار جهنم خالدا فيها مخلدا و من اغتاب أخاه المسلم بطل صومه و نقض وضوؤه فإن مات و هو كذلك مات و هو مستحل لما حرم الله و من مشى في نميمة بين اثنين سلط الله عليه في قبره نارا تحرقه إلى يوم القيامة و إذا خرج من قبره سلط الله عليه تنينا أسود تنهش لحمه حتى يدخل النار و من كظم غيظه و عفا عن أخيه المسلم و حلم عن أخيه المسلم أعطاه الله
تعالى أجر شهيد و من بغى على فقير أو تطاول عليه أو استحقره حشره الله يوم القيامة مثل الذرة في صورة رجل حتى يدخل النار و من رد عن أخيه غيبة سمعها في مجلس رد الله عز و جل عنه ألف باب من الشر في الدنيا و الآخرة فإن لم يرد عنه و أعجب به كان عليه كوزر من اغتاب و من رمى محصنا أو محصنة أحبط الله عمله و جلده يوم القيامة سبعون ألف ملك من بين يديه و من خلفه و تنهش لحمه حيات و عقارب ثم يؤمر به إلى النار و من شرب الخمر في الدنيا سقاه الله عز و جل من سم الأفاعي و من سم العقارب شربة يتساقط لحم وجهه في الإناء قبل أن يشربها فإذا شربها تفسخ لحمه و جلده كالجيفة يتأدى به أهل الجمع حتى يؤمر به إلى النار و شاربها و عاصرها و معتصرها في النار و بائعها و متبايعها و حاملها و المحمول إليه و آكل ثمنها سواء في عارها و إثمها ألا و من سقاها يهوديا أو نصرانيا أو صابئا أو من كان من الناس فعليه كوزر من شربها ألا و من باعها أو اشتراها لغيره لم يقبل الله عز و جل منه صلاة و لا صياما و لا حجا و لا اعتمارا حتى يتوب و يرجع منها و إن مات قبل أن يتوب كان حقا على الله عز و جل أن يسقيه بكل جرعة شرب منها في الدنيا شربة من صديد جهنم ثم قال رسول الله ص ألا و إن الله عز و جل حرم الخمر بعينها و المسكر من كل شراب ألا و كل مسكر حرام و من أكل الربا ملأ الله عز و جل بطنه من نار جهنم بقدر ما أكل و إن اكتسب منه مالا لا يقبل الله منه شيئا من عمله و لم يزل في لعنة الله و الملائكة ما كان عنده قيراط واحد و من خان أمانة في الدنيا و لم يردها على أربابها مات على غير دين الإسلام و لقي الله عز و جل و هو عليه غضبان فيؤمر به إلى النار فيهوي به في شفير جهنم أبد الآبدين و من شهد شهادة زور على رجل مسلم أو ذمي أو من كان من الناس غلق بلسانه يوم القيامة و هو مع المنافقين فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ و من قال لخادمه و مملوكه أو من كان من الناس لا لبيك و لا سعديك قال الله تعالى له يوم القيامة لا لبيك و لا سعديك أتعس في النار و من أضر بامرأة حتى تفتدي منه نفسها لم يرض الله عز و جل له بعقوبة دون النار لأن الله عز و جل يغضب للمرأة كما يغضب لليتيم و من سعى بأخيه إلى سلطان لم يبد له منه سوء و لا مكروه أحبط الله عز و جل كل عمل عمله فإن وصل إليه منه سوء أو مكروه أو أذى جعله الله في طبقة مع هامان في جهنم و من قرأ القرآن يريد به السمع و التماس شيء لقي الله عز و جل يوم القيامة و وجهه مظلم ليس عليه لحم و زجه القرآن في قفاه حتى يدخله النار و يهوي فيها مع من يهوي و من قرأ القرآن و لم يعمل به حشره الله عز و جل يوم القيامة أعمى فيقول رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَ قَدْ كُنْتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَ كَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى فيؤمر به إلى النار و من اشترى خيانة و هو يعلم أنها خيانة فهو كمن خانها في عارها و إثمها و من قاود بين رجل و امرأة حراما حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ ساءَتْ مَصِيراً و لم يزل في سخط الله حتى يموت و من غش أخاه المسلم نزع الله عنه بركة رزقه و أفسد عليه معيشته و وكله إلى نفسه و من اشترى سرقة و هو يعلم أنها سرقة فهو كمن سرقها في عارها و إثمها و من خان مسلما فليس منا و لسنا منه في الدنيا و الآخرة ألا و من سمع فاحشة فأفشاها فهو كمن أتاها و من سمع خيرا فأفشاه فهو كمن عمله و من وصف امرأة لرجل و ذكرها جماله فافتتن بها الرجل فأصاب فاحشة
لم يخرج من الدنيا حتى يغضب الله عليه و من غضب الله عليه غضبت عليه السماوات السبع و الأرضون السبع و كان عليه من الوزر مثل الذي أصابها قيل يا رسول الله فإن تابا و أصلحا قال يتوب الله عز و جل عليهما و لم يقبل توبة الذي خطاها بعد الذي وصفها و من ملأ عينيه من امرأة حراما حشاهما الله عز و جل يوم القيامة بمسامير من نار و حشاهما نارا حتى يقضى بين الناس ثم يؤمر به إلى النار و من أطعم طعاما رياء و سمعة أطعمه الله مثله من صديد جهنم و جعل ذلك الطعام نارا في بطنه حتى يقضى بين الناس و من فجر بامرأة و لها بعل انفجر من فرجهما من صديد واد مسيرة خمسمائة عام يتأذى أهل النار من نتن ريحهما و كانا من أشد الناس عذابا و اشتد غضب الله عز و جل على امرأة ذات بعل ملأت عينها من غير زوجها أو غير ذي محرم منها فإنها إن فعلت ذلك أحبط الله كل عمل عملته فإن أوطأت فراشه غيره كان حقا على الله أن يحرقها بالنار بعد أن يعذبها في قبرها و أيما امرأة اختلعت من زوجها لم تزل في لعنة الله و ملائكته و رسله و الناس أجمعين حتى إذا نزل بها ملك الموت قال لها أبشري بالنار و إذا كان يوم القيامة قيل لها ادخلي النار مع الداخلين ألا و إن الله و رسوله بريئان من المختلعات بغير حق ألا و إن الله عز و جل بريئان ممن أضر بامرأة حتى تختلع منه و من أم قوما بإذنهم و هم عنه راضون فاقتصد بهم في حضوره و قراءته و ركوعه و سجوده و قعوده و قيامه فله مثل أجرهم و من أم قوما فلم يقتصد بهم في حضوره و قراءته و ركوعه و سجوده و قعوده و قيامه ردت عليه صلاته و لم تجاوز تراقيه و كانت منزلته عند الله عز و جل كمنزلة إمام جائر معتد لم يصلح لرعيته و لم يقم فيهم بأمر الله تعالى فقام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فقال بأبي أنت و أمي يا رسول الله ما منزلة أمير جائر معتد لم يصلح لرعيته و لم يقم فيهم بأمر الله تعالى قال هو رابع أربعة من أشد الناس عذابا يوم القيامة إبليس و فرعون و قاتل النفس و رابعهم الأمير الجائر و من احتاج إليه أخوه المسلم في قرض فلم يقرضه حرم الله عليه الجنة يوم يجزي المحسنين و من صبر على سوء خلق امرأته و احتسبه أعطاه الله بكل مرة يصبر عليها من الثواب مثل ما أعطي أيوب ع على بلائه و كان عليها من الوزر في كل يوم و ليلة مثل رمل عالج فإن ماتت قبل أن تعينه و قبل أن يرضى عنها حشرت يوم القيامة منكوسة مع المنافقين فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ و من كانت له امرأة لم توافقه و لم تصبر على ما رزقه الله عز و جل و شقت عليه و حملته ما لم يقدر عليه لم يقبل الله منها حسنة تتقي بها النار و غضب الله عليها ما دامت كذلك و من أكرم أخاه فإنما يكرم الله فما ظنكم بمن يكرم الله أن يفعل به و من تولى عرافة قوم و لم يحسن فيهم حبس على شفير جهنم بكل يوم ألف سنة و حشر و يده مغلولة إلى عنقه فإن كان قام فيهم بأمر الله عز و جل أطلقها الله و إن كان ظالما هوى به في نار جهنم سبعين خريفا و من لم يحكم بما أنزل الله كان كمن شهد شهادة زور و يقذف به في النار و يعذب بعذاب شاهد الزور و من كان ذا وجهين و لسانين كان ذا وجهين و لسانين يوم القيامة و من مشى في صلح بين اثنين صلى عليه ملائكة الله حتى يرجع و أعطي أجر ليلة القدر و من مشى في قطيعة بين اثنين كان عليه من الوزر بقدر ما لمن أصلح بين اثنين من الأجر مكتوب عليه لعنة الله حتى يدخل جهنم فيضاعف له العذاب و من مشى في عون أخيه و منفعته فله ثواب المجاهدين في سبيل الله و من مشى في عيب أخيه فكشف عورته كانت أول خطوة خطاها و وضعها في جهنم و كشف الله عورته على رءوس الخلائق و من مشى إلى ذي قرابة و ذي رحم يسأل به أعطاه
الله أجر مائة شهيد و إن سأل به و وصله بماله و نفسه جميعا كان له بكل خطوة أربعون ألف ألف حسنة و رفع له أربعون ألف ألف درجة و كأنما عبد الله عز و جل مائة سنة و من مشى في فساد ما بينهما و قطيعة بينهما غضب الله عز و جل عليه و لعنه في الدنيا و الآخرة و كان عليه من الوزر كعدل قاطع الرحم و من عمل في تزويج بين مؤمنين حتى يجمع بينهما زوجه الله عز و جل من ألف امرأة من الحور كل امرأة في قصر من در و ياقوت و كان له بكل خطوة خطاها في ذلك أو بكلمة تكلم بها في ذلك عمل سنة قيام ليلها و صيام نهارها و من عمل في فرقة بين امرأة و زوجها كان عليه غضب الله و لعنته في الدنيا و الآخرة و كان حقا على الله أن يرضخه بألف صخرة من نار و من مشى في فساد ما بينهما و لم يفرق كان في سخط الله عز و جل و لعنه في الدنيا و الآخرة و حرم الله النظر إلى وجهه و من قاد ضريرا إلى مسجده أو إلى منزله أو لحاجة من حوائجه كتب الله له بكل قدم رفعها و وضعها عتق رقبة و صلت عليه الملائكة حتى يفارقه و من كفى ضريرا حاجة من حوائجه فمشى فيها حتى يقضيها أعطاه الله براءتين براءة من النار و براءة من النفاق و قضى له سبعين ألف حاجة في عاجل الدنيا و لم يزل يخوض في رحمة الله حتى يرجع و من قام على مريض يوما و ليلة بعثه الله مع إبراهيم الخليل ع فجاز على الصراط كالبرق اللامع و من سعى لمريض في حاجة فقضاها خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فقال رجل من الأنصار يا رسول الله ص فإن كان المريض من أهله فقال رسول الله ص من أعظم الناس أجرا من سعى في حاجة أهله و من ضيع أهله و قطع رحمه حرمه الله حسن الجزاء يوم يجزي المحسنين و ضيعه و من ضيعه الله في الآخرة فهو يرد مع الهالكين حتى يأتي بالمخرج و لما يأت به و من أقرض ملهوفا فأحسن طلبته استأنف العمل و أعطاه الله بكل درهم ألف قنطار من الجنة و من فرج عن أخيه كربة من كرب الدنيا نظر الله إليه برحمته
فنال بها الجنة و فرج الله عنه كربة في الدنيا و الآخرة و من مشى في إصلاح بين امرأة و زوجها أعطاه الله أجر ألف شهيد قتلوا في سبيل الله حقا و كان له بكل خطوة يخطوها و كلمة تكلم بها في ذلك عبادة سنة قيام ليلها و صيام نهارها و من أقرض أخاه المسلم كان له بكل درهم أقرضه وزن جبل أحد و جبال رضوى و جبال طور سيناء حسنات فإن رفق به في طلبته بعد أجله جاز على الصراط كالبرق الخاطف اللامع بغير حساب و لا عذاب و من شكا إليه أخوه المسلم فلم يقرضه حرم الله عز و جل عليه الجنة يوم يجزي المحسنين و من منع طالبا حاجته و هو قادر على قضائها فعليه مثل خطيئة عشار فقام إليه عوف بن مالك فقال ما يبلغ خطيئة عشار يا رسول الله ص قال على العشار كل يوم و ليلة لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ وَ مَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً و من اصطنع إلى أخيه معروفا فمن به عليه حبط عمله و خاب سعيه ثم قال ألا و إن الله عز و جل حرم على المنان و المختال و الفتان و مدمن الخمر و الحريص و الجعظري و العتل الزنيم الجنة و من تصدق بصدقة على رجل مسكين كان له مثل أجره و لو تداولها أربعون ألف إنسان ثم وصلت إلى المسكين كان لهم أجرا كاملا وَ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَ أَبْقى للذين اتقوا و أحسنوا لو كنتم تعلمون و من بنى مسجدا في الدنيا أعطاه الله بكل شبر منه أو قال بكل ذراع منه مسيرة أربعين ألف ألف عام مدينة من ذهب و فضة و در و ياقوت و زمرد و زبرجد و لؤلؤ في كل مدينة أربعون ألف ألف قصر و في كل قصر أربعون ألف ألف دار و في كل دار أربعون ألف ألف سرير على كل سرير زوجة من الحور العين في كل بيت أربعون ألف ألف وصيف و أربعون ألف ألف وصيفة و في كل بيت أربعون ألف ألف مائدة و على كل مائدة أربعون ألف ألف قصعة و في كل قصعة أربعون ألف ألف لون من الطعام و يعطي الله وليه من القوة ما يأتي على تلك الأزواج و على ذلك الطعام و ذلك الشراب في يوم واحد و من تولى أذان مسجد من مساجد الله فأذن فيه و هو يريد وجه الله أعطاه
الله ثواب أربعين ألف ألف نبي و أربعين ألف ألف صديق و أربعين ألف ألف شهيد و أدخل في شفاعته أربعين ألف ألف أمة و في كل أمة أربعون ألف ألف رجل و كان له في كل جنة من الجنان أربعون ألف ألف مدينة في كل مدينة أربعون ألف ألف قصرا في كل قصر أربعون ألف ألف دار في كل دار أربعون ألف ألف بيت و في كل بيت أربعون ألف ألف سرير على كل سرير زوجة من الحور العين و في كل بيت منها مثل الدنيا أربعون ألف ألف مرة بين يدي كل زوجة أربعون ألف ألف وصيف و أربعون ألف ألف وصيفة و في كل بيت أربعون ألف ألف مائدة على كل مائدة أربعون ألف ألف قصعة في كل قصعة أربعون ألف ألف لون من الطعام لو نزل به الثقلان لأدخلهم في أدنى بيت من بيوتها ما شاءوا من الطعام و الشراب و الطيب و اللباس و الثمار و ألوان التحف و الطرائف من الحلي و الحلل كل بيت منها يكتفي بما فيه من هذه الأشياء عما في البيت الآخر فإذا أذن المؤذن فقال أشهد أن لا إله إلا الله اكتنفه أربعون ألف ألف ملك كلهم يصلون عليه و يستغفرون له و كان في ظل الله عز و جل حتى يفرغ و كتب له ثوابه أربعون ألف ألف ملك ثم صعدوا به إلى الله عز و جل و من مشى إلى مسجد من مساجد الله عز و جل فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله عشر حسنات و يمحى عنه عشر سيئات و رفع له عشر درجات و من حافظ على الجماعة أين كان و حيث ما كان مر على الصراط كالبرق الخاطف اللامع في أول زمرة مع السابقين و وجهه أضوأ من القمر ليلة البدر و كان له بكل يوم و ليلة يحافظ عليها ثواب شهيد و من حافظ على الصف المقدم فيدرك التكبيرة الأولى و لا يؤذي فيه مؤمنا أعطاه الله من الأجر مثل ما للمؤذن و أعطاه الله عز و جل في الجنة مثل ثواب المؤذن و من بني على ظهر الطريق مأوى لعابر سبيل بعثه الله يوم القيامة على نجيب من در وجهه يضيء لأهل الجمع نورا حتى يزاحم إبراهيم خليل الرحمن ع في قبته فيقول أهل الجمع هذا ملك من الملائكة لم ير مثله قط و دخل في شفاعته الجنة أربعون ألف ألف رجل
و من شفع لأخيه شفاعة طلبها إليه نظر الله عز و جل إليه و كان حقا على الله أن لا يعذبه أبدا فإن هو شفع لأخيه من غير أن يطلبها كان له أجر سبعين شهيدا و من صام شهر رمضان في إنصات و سكوت و كف سمعه و بصره و لسانه و فرجه و جوارحه من الكذب و الحرام و الغيبة تقربا إلى الله تعالى قربه الله حتى يمس ركبتي إبراهيم الخليل ع و من احتفر بئرا للماء حتى استنبط ماءها فبذلها للمسلمين كان له كأجر من توضأ منها و صلى و كان له بعدد كل شعرة من شعر إنسان أو بهيمة أو سبع أو طائر عتق ألف رقبة و دخل يوم القيامة في شفاعته عدد النجوم حوض القدس قلنا يا رسول الله ص ما حوض القدس قال حوضي ثلاث مرات و من احتفر لمسلم قبرا محتسبا حرمه الله تعالى على النار و بوأه بيتا في الجنة و أورده حوضا فيه من الأباريق عدد النجوم عرضه ما بين أيلة و صنعاء و من غسل ميتا فأدى فيه الأمانة كان له بكل شعرة منه عتق رقبة و رفع له به مائة درجة فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله و كيف يؤدي فيه الأمانة قال يستر عورته و يستر شينه و إن لم يستر عورته و يستر شينه حبط أجره و كشفت عورته في الدنيا و الآخرة و من صلى على ميت صلى عليه جبرئيل ع و سبعون ألف ألف ملك و غفر له ما تقدم من ذنبه و إن قام عليه حتى يدفن و حث عليه من التراب انقلب من الجنازة و له بكل قدم من حيث شيعها حتى يرجع إلى منزله قيراط من الأجر و القيراط مثل جبل أحد يكون في ميزانه من الأجر و من ذرفت عيناه من خشية الله كان له بكل قطرة من دموعه مثل جبل أحد يكون في ميزانه و كان له من الأجر بكل قطرة عين من الجنة على حافتيها من الميادين و القصور ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر و من عاد مريضا فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله سبعون ألف ألف حسنة و محي عنه سبعون ألف ألف سيئة و يرفع له سبعون ألف ألف درجة و وكل به سبعون ألف ألف ملك يعودونه في قبره و يستغفرون له إلى يوم القيامة و من شيع جنازة فله بكل خطوة حتى يرجع مائة ألف ألف حسنة و يمحى عنه مائة ألف ألف سيئة و يرفع له مائة ألف ألف درجة فإن صلى عليها صلى على جنازته ألف ألف ملك كلهم يستغفرون له فإن شهد دفنها وكل الله به ألف ألف ملك كلهم يستغفرون له حتى يبعث من قبره و من خرج حاجا أو معتمرا فله بكل خطوة حتى يرجع مائة ألف ألف حسنة و يمحى عنه مائة ألف ألف سيئة و يرفع له ألف ألف درجة و كان له عند ربه بكل درهم يحملها في وجهه ذلك ألف ألف درهم حتى يرجع و كان في ضمان الله فإن توفاه أدخله الجنة و إن رجع رجع مغفورا له مستجابا له دعاؤه فاغتنموا دعوته إذا قدم قبل أن يصيب الذنوب فإن الله لا يرد دعاءه فإنه يشفع في مائة ألف ألف رجل يوم القيامة و من خلف حاجا أو معتمرا في أهله بعده كان له أجر كامل مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء و من خرج مرابطا في سبيل الله أو مجاهدا فله بكل خطوة سبعمائة ألف حسنة و يمحى عنه سبعمائة ألف سيئة و يرفع له سبعمائة ألف درجة و كان في ضمان الله حتى يتوفاه بأي حتف كان كان شهيدا و إن رجع رجع مغفورا له مستجابا له دعاؤه و من مشى زائرا لأخيه فله بكل خطوة حتى يرجع إلى منزله عتق مائة ألف رقبة و يرفع له مائة ألف درجة و يمحى عنه مائة ألف سيئة و يكتب له مائة ألف حسنة فقيل لأبي هريرة أ ليس قال رسول الله ص من أعتق رقبة فهي فداؤه من النار قال ذلك كذلك و قد قلنا يا رسول الله قلت كذا و كذا قال بلى و لكن يرفع له درجات عند الله في كنوز عرشه و من قرأ القرآن ابتغاء وجه الله و تفقها في الدين كان له من الثواب مثل جميع ما يعطى الملائكة و الأنبياء و المرسلين و من تعلم القرآن يريد به رياء و سمعة
ليماري به السفهاء و يباهي به العلماء أو يطلب به الدنيا بدد الله عز و جل عظامه يوم القيامة و لم يكن في النار أشد عذابا منه و ليس نوع من أنواع العذاب إلا و يعذب به من شدة غضب الله عليه و سخطه و من تعلم القرآن و تواضع في العلم و علم عباد الله و هو يريد به ما عند الله لم يكن في الجنة أحد أعظم ثوابا منه و لا أعظم منزلة منه و لم يكن في الجنة منزلة و لا درجة رفيعة و لا نفيسة إلا كان له فيها أوفر النصيب و أشرف المنازل ألا و إن العلم خير من العمل و ملاك الدين الورع ألا و إن العالم من يعمل بالعلم و إن كان قليل العمل ألا و لا تحقرن من الذنوب شيئا و إن صغر في أعينكم فإنه لا صغيرة بصغيرة مع الإصرار و لا كبيرة بكبيرة مع الاستغفار ألا و إن الله عز و جل سائلكم عن أعمالكم حتى عن مس أحدكم ثوب أخيه بإصبعه فاعلموا عباد الله أن العبد يبعث يوم القيامة على ما مات و قد خلق الله عز و جل الجنة و النار فمن اختار النار على الجنة انقلب بالخيبة و من اختار الجنة فقد فاز و انقلب بالفوز لقول الله عز و جل فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ ألا و إن ربي أمرني أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها اعتصموا مني دماءهم و أموالهم إلا بحقها و حسابهم على الله ألا و إن الله جل اسمه لم يدع شيئا مما يحبه إلا و قد بينه لعباده و لم يدع شيئا يكرهه إلا و قد بينه لعباده و نهاهم عنه لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ألا و إن الله عز و جل لا يظلم و لا يجاوزه ظلم و هو بالمرصاد لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَ يَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى من أحسن فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَ ما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ يا أيها الناس إنه قد كبر سني و دق عظمي و انهدم جسمي و نعيت إلي نفسي و اقترب أجلي و اشتد مني الشوق إلى لقاء ربي و لا أظن إلا و إن هذا آخر العهد مني و منكم فما دمت حيا فقد تروني فإذا مت فالله خليفتي على كل مؤمن و مؤمنة و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته فابتدر إليه رهط من الأنصار قبل أن ينزل من المنبر و كلهم قالوا يا رسول الله و نحن جعلنا الله فداك بأبي أنت و أمي و نفسي لك الفداء يا رسول الله ص من يقوم لهذه الشدائد و كيف العيش بعد هذا اليوم قال رسول الله ص و أنتم فداكم أبي و أمي إني قد نازلت ربي عز و جل في أمتي فقال لي باب التوبة مفتوح حتى ينفخ في الصور ثم أقبل علينا رسول الله ص فقال إنه من تاب قبل موته بسنة تاب الله عليه ثم قال و إن السنة لكثيرة من تاب قبل أن يموت بشهر تاب الله عليه ثم قال و شهر كثير من تاب قبل موته بجمعة تاب الله عليه ثم قال و جمعة كثيرة من تاب قبل أن يموت بيوم تاب الله عليه ثم قال و يوم كثير من تاب الله قبل أن يموت بساعة تاب الله عليه ثم قال و إن الساعة لكثيرة من تاب و قد بلغت نفسه هذه و أومأ بيده إلى حلقه تاب الله عز و جل عليه قال ثم نزل فكانت آخر خطبة خطبها رسول الله ص حتى لحق بالله عز و جل