الآيات البقرة وَ الْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ و قال تعالى فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ و قال تعالى وَ إِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَ يُهْلِكَ الْحَرْثَ وَ النَّسْلَ وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ و قال تعالى وَ الْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ و قال وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ آل عمران وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ المائدة إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ و قال تعالى وَ يَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ الأنعام إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ و قال تعالى فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و قال هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ و قال وَ كَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ و قال إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ و قال تعالى إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ الأعراف وَ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ و قال وَ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها و قال وَ لا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ و قال وَ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها إلى قوله تعالى وَ انْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ و قال فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ و قال وَ أَصْلِحْ وَ لا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ يونس وَ لَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا و قال فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ و قال وَ رَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ و قال إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَ لكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ و قال تعالى وَ لَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ ما فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَ أَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ وَ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ و قال تعالى إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ هود وَ قِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ و قال تعالى وَ أَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ و قال فَلَوْ لا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنا مِنْهُمْ وَ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا ما أُتْرِفُوا فِيهِ وَ كانُوا مُجْرِمِينَ يوسف إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ الرعد وَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ إبراهيم فَأَوْحى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ وَ لَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ و قال تعالى إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ الحج وَ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ و قال تعالى وَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ المؤمنون فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ الفرقان وَ مَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذاباً كَبِيراً و قال تعالى وَ أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ عَذاباً أَلِيماً الشعراء وَ لا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَ لا يُصْلِحُونَ و قال تعالى وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ النمل فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ و قال تعالى وَ كانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَ لا يُصْلِحُونَ إلى قوله تعالى فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ و قال تعالى وَ وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ القصص فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ و قال تعالى وَ لا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ الروم فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَ لا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ لقمان بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ص قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ وَ إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ قَلِيلٌ ما هُمْ المؤمن ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَ لا شَفِيعٍ يُطاعُ حمعسق وَ الظَّالِمُونَ ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَ لا نَصِيرٍ و قال تعالى وَ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَ هُوَ واقِعٌ بِهِمْ و قال تعالى إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَ لَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ إلى قوله تعالى وَ تَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ إلى قوله أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذابٍ مُقِيمٍ الزخرف فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ الجاثية وَ إِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَ اللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ الجن وَ أَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً البروج إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَ لَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ
1- لي، ]الأمالي للصدوق[ الهمداني عن علي عن أبيه عن إسماعيل بن مهران عن درست عن عيسى بن بشير عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال لما حضرت علي بن الحسين ع الوفاة ضمني إلى صدره ثم قال يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي عليه السلام حين حضرته الوفاة و بما ذكر أن أباه أوصاه به فقال يا بني إياك و ظلم من لا يجد عليك ناصرا إلا الله
2- ل، ]الخصال[ أبي عن السعدآبادي عن البرقي عن إسماعيل بن مهران مثله
-3 لي، ]الأمالي للصدوق[ قال أمير المؤمنين ع من خاف ربه كف ظلمه
4- لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن موسى عن الصوفي عن الروياني عن عبد العظيم عن أبي جعفر عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد
ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الدقاق عن الصوفي مثله
5- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن محبوب عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول من زرع حنطة في أرض فلم يزك أرضه و زرعه و خرج زرعه كثير الشعير فبظلم عمله في ملك رقبة الأرض أو بظلم لمزارعه و أكرته لأن الله يقول فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ
6- ل، ]الخصال[ ابن المتوكل عن الحميري عن الفضل بن عامر عن موسى بن القاسم عن المحاربي عن أبي عبد الله عن آبائه ع قال قال رسول الله ص ثلاثة إن لم تظلمهم ظلموك السفلة و زوجتك و خادمك
سن، ]المحاسن[ أبي عن موسى بن القاسم مثله
7- ل، ]الخصال[ الخليل بن أحمد عن أبي العباس السراج عن قتيبة عن بكر بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله ص قال إياكم و الفحش فإن الله عز و جل لا يحب الفاحش المتفحش و إياكم و الظلم فإن الظلم عند الله هو الظلمات يوم القيامة و إياكم و الشح فإنه دعا الذين من قبلكم حتى سفكوا دماءهم و دعاهم حتى قطعوا أرحامهم و دعاهم حتى انتهكوا و استحلوا محارمهم
-8 ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن الأصبهاني عن المنقري عن حماد عن أبي عبد الله ع قال قال لقمان لابنه يا بني للظالم ثلاث علامات يظلم من فوقه بالمعصية و من دونه بالغلبة و يعين الظلمة الخبر
أقول قد مر بعض الأخبار في باب العدالة و بعضها في باب ما يوجب غضب الله من الذنوب
9- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ابن المتوكل عن علي عن أبيه عن الريان بن الصلت قال أنشدني الرضا ع لعبد المطلب
يعيب الناس كلهم زمانا و ما لزماننا عيب سوانانعيب زماننا و العيب فينا و لو نطق الزمان بنا هجاناو إن الذئب يترك لحم ذئب و يأكل بعضنا بعضا عيانا
10- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الفحام عن المنصوري عن عم أبيه عن أبي الحسن الثالث عن آبائه عن الصادق صلوات الله عليهم قال ثلاث دعوات لا يحجبن عن الله تعالى دعاء الوالد لولده إذا بره و دعوته عليه إذا عقه و دعاء المظلوم على ظالمه و دعاؤه لمن انتصر له منه و رجل مؤمن دعا لأخ له مؤمن واساه فينا و دعاؤه عليه إذا لم يواسه مع القدرة عليه و اضطرار أخيه إليه
11- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ محمد بن عبد الغني بن سعيد عن عثمان بن محمد السمرقندي عن محمد بن حماد الطهراني عن عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن أبي معشر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي ص أنه قال دعوة المظلوم مستجابة و إن كانت من فاجر محوب على نفسه قال عبد الرزاق فلقيت أبا معشر فحدثني به
-12 ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ حمويه عن أبي الحسين عن ابن مقبل عن أحمد بن محمد النخعي عن مسعر بن يحيى عن شريك عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي ع قال قال رسول الله ص يقول الله عز و جل اشتد غضبي على من ظلم من لا يجد ناصرا غيري
13- مع، ]معاني الأخبار[ لي، ]الأمالي للصدوق[ الطالقاني عن أحمد الهمداني عن الحسن بن القاسم عن علي بن إبراهيم بن المعلى عن محمد بن خالد عن عبد الله بن البكر المرادي عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال سئل أمير المؤمنين ع أي الخلق أشح قال من أخذ المال من غير حله فجعله في غير حقه
ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الغضائري عن الصدوق مثله
14- ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن أيوب بن نوح عن الربيع بن محمد عن عبد الأعلى عن نوف عن أمير المؤمنين ع قال إن الله أوحى إلى عيسى ابن مريم قل للملإ من بني إسرائيل لا يدخلوا بيتا من بيوتي إلا بقلوب طاهرة و أبصار خاشعة و أكف نقية و قل لهم اعلموا أني غير مستجيب لأحد منكم دعوة و لأحد من خلقي قبله مظلمة الخبر
15- لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه عن هارون بن الجهم عن المفضل بن صالح عن سعد بن طريف عن أبي جعفر الباقر ع قال الظلم ثلاثة ظلم يغفره الله و ظلم لا يغفره الله و ظلم لا يدعه فأما الظلم الذي لا يغفره الله عز و جل فالشرك بالله و أما الظلم الذي يغفره الله عز و جل فظلم الرجل نفسه فيما بينه و بين الله عز و جل و أما الظلم الذي لا يدعه الله عز و جل فالمداينة بين العباد و قال ع ما يأخذ المظلوم من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من دنيا المظلوم
ل، ]الخصال[ ماجيلويه عن عمه عن البرقي عن أبيه عن هارون بن الجهم إلى قوله بين العباد
16- ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن الصادق عن آبائه ع قال كان علي ع يقول العامل بالظلم و المعين عليه و الراضي به شركاء ثلاثة
17- ب، ]قرب الإسناد[ هارون عن ابن صدقة عن جعفر عن أبيه ع قال إن الله تبارك و تعالى يبغض الشيخ الجاهل و الغني الظلوم و الفقير المختال
18- ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن سماعة عن عبد الله بن سليمان عن أبي جعفر ع قال الظلم في الدنيا هو الظلمات في الآخرة
19- ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن أحمد بن محمد عن عبد الله الحجال عن غالب بن محمد عمن ذكره عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ قال قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة
20- ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن أحمد بن محمد عن علي بن عيسى عن علي بن سالم قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن الله عز و جل يقول و عزتي و جلالي لا أجيب دعوة مظلوم دعاني في مظلمة ظلمها و لأحد عنده مثل تلك المظلمة
21- ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن ابن أسباط عن ابن سنان عن أبي خالد القماط عن زيد بن علي عن أبيه ع قال يأخذ المظلوم من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من دنيا المظلوم
-22 ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال ما أحد يظلم بمظلمة إلا أخذه الله بها في نفسه و ماله فأما الظلم الذي بينه و بين الله عز و جل فإذا تاب غفر الله له
23- ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي القاسم عن عثمان بن عبد الله عن محمد بن عبد الله الأرقط عن جعفر بن محمد ع قال من ارتكب أحدا بظلم بعث الله عز و جل عليه من يظلمه بمثله أو على ولده أو على عقبه من بعده
24- ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن يزيد عن حماد عن ربعي عن الفضيل قال قال أبو عبد الله ع من أكل من مال أخيه ظلما و لم يرده عليه أكل جذوة من النار يوم القيامة
25- ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه عن هارون بن الجهم عن حفص بن عمر عن أبي عبد الله ع قال قال علي صلوات الله عليه إنما خاف القصاص من كف عن ظلم الناس
26- ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حسين بن عثمان و محمد بن أبي حمزة عن أبي عبد الله ع قال إن الله عز و جل يبغض الغني الظلوم
27- ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص من ظلم أحدا ففاته فليستغفر الله عز و جل له فإنه كفارة له
28- ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن اليقطيني عن إبراهيم بن عبد الحميد عن البطائني عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال ما انتصر الله من ظالم إلا بظالم و ذلك قوله عز و جل وَ كَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً
-29 سن، ]المحاسن[ أبي رفعه قال إن أمير المؤمنين ع صعد المنبر فحمد الله فأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس إن الذنوب ثلاثة ثم أمسك فقال له حبة العرني يا أمير المؤمنين قلت الذنوب ثلاثة ثم أمسكت فقال له ما ذكرتها إلا و أنا أريد أن أفسرها و لكنه عرض لي بهر حال بيني و بين الكلام نعم الذنوب ثلاثة فذنب مغفور و ذنب غير مغفور و ذنب نرجو لصاحبه و نخاف عليه قيل يا أمير المؤمنين فبينها لنا قال نعم أما الذنب المغفور فعبد عاقبه الله تعالى على ذنبه في الدنيا فالله أحكم و أكرم أن يعاقب عبده مرتين و أما الذنب الذي لا يغفر فظلم العباد بعضهم لبعض إن الله تبارك و تعالى إذا برز لخلقه أقسم قسما على نفسه فقال و عزتي و جلالي لا يجوزني ظلم ظالم و لو كف بكف و لو مسحة بكف و نطحة ما بين الشاة القرناء إلى الشاة الجماء فيقتص الله للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لأحد عند أحد مظلمة ثم يبعثهم الله إلى الحساب و أما الذنب الثالث فذنب ستره الله على عبده و رزقه التوبة فأصبح خاشعا من ذنبه راجيا لربه فنحن له كما هو لنفسه نرجو له الرحمة و نخاف عليه العقاب
30- سن، ]المحاسن[ محمد بن علي عن ابن سنان عن يونس بن ظبيان قال قال أبو عبد الله ع يا يونس من حبس حق المؤمن أقامه الله يوم القيامة خمسمائة عام على رجليه حتى يسيل من عرقه أودية و ينادي مناد من عند الله هذا الظالم الذي حبس عن الله حقه قال فيوبخ أربعين يوما ثم يؤمر به إلى النار
31- سن، ]المحاسن[ في رواية المفضل قال قال أبو عبد الله ع أيما مؤمن حبس مؤمنا عن ماله و هو يحتاج إليه لم يذق و الله من طعام الجنة و لا يشرب من الرحيق المختوم
32- سن، ]المحاسن[ النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه ع قال قال رسول الله ص أفضل الجهاد من أصبح لا يهم بظلم أحد
-33 كتاب الغايات، عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي ع و ذكر مثله إلا أن فيه أعظم مكان أفضل و بعده هذا التتمة و من أصبح لا يهم بظلم أحد غفر له ما اجترم
34- صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عن الرضا ع عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إياكم و الظلم فإنه يخرب قلوبكم
35- شي، ]تفسير العياشي[ عن عبد الأعلى مولى آل سام قال قال أبو عبد الله ع مبتدئا من ظلم سلط الله عليه من يظلمه أو على عقبة أو على عقب عقبه قال فذكرت في نفسي فقلت يظلم هو فيسلط الله على عقبه أو عقب عقبه فقال لي قبل أن أتكلم إن الله يقول وَ لْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَ لْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً
36- شي، ]تفسير العياشي[ عن زرارة عن أبي جعفر ع و أبي عبد الله ع قال سألتهما عن قوله وَ إِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ إلى آخر الآية فقال النسل الولد و الحرث الأرض و قال أبو عبد الله الحرث الذرية
37- شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي إسحاق السبيعي عن أمير المؤمنين علي ع في قوله وَ إِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَ يُهْلِكَ الْحَرْثَ وَ النَّسْلَ بظلمه لسوء سيرته و الله لا يحب الفساد
38- شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال ما انتصر الله من ظالم إلا بظالم و ذلك قول الله وَ كَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ
39- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال قال علي بن أبي طالب ع في قوله تعالى فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ يا معاشر شيعتنا اتقوا الله و احذروا أن تكونوا لتلك النار حطبا و إن لم تكونوا بالله كافرين فتوقوها بتوقي ظلم إخوانكم المؤمنين و إنه ليس من مؤمن ظلم أخاه المؤمن المشارك له في موالاتنا إلا ثقل الله في تلك النار سلاسله و أغلاله و لن يكفه منها إلا شفاعتنا و لن نشفع إلى الله تعالى إلا بعد أن نشفع له في أخيه المؤمن فإن عفا شفعنا و إلا طال في النار مكثه
40- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قوله عز و جل وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ وَ لا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَ أَنْتُمْ تَشْهَدُونَ ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَ تُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ إِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ وَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ وَ مَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ قال الإمام ع وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ و اذكروا يا بني إسرائيل حين أخذنا ميثاقكم على أسلافكم و على كل من يصل إليه الخبر بذلك من أخلافهم الذين أنتم منهم لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ لا يسفك بعضكم دماء بعض وَ لا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ لا يخرج بعضكم بعضا من ديارهم ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ بذلك الميثاق كما أقر به أسلافكم و التزمتموه كما التزموه وَ أَنْتُمْ تَشْهَدُونَ بذلك على أسلافكم و أنفسكم ثُمَّ أَنْتُمْ معاشر اليهود تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ يقتل بعضكم بعضا وَ تُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ غضبا و قهرا عليهم تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ تظاهر بعضكم بعضا على إخراج من تخرجونه من ديارهم و قتل من تقتلونه منهم بغير حق بِالْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ بالتعدي تتعاونون و تتظاهرون وَ إِنْ يَأْتُوكُمْ يعني هؤلاء الذين تخرجونهم أي ترومون إخراجهم و قتلهم ظلما أن يأتوكم أُسارى قد أسرهم أعداؤهم و أعداؤكم تُفادُوهُمْ من الأعداء بأموالكم وَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ أعاد قوله عز و جل إِخْراجُهُمْ و لم يقتصر على أن يقول وَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ لأنه لو قال لرأى أن المحرم إنما هو مفاداتهم ثم قال عز و جل أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ و هو الذي أوجب عليكم المفادات وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ و هو الذي حرم عليكم قتلهم و إخراجهم فقال فإذا كان قد حرم الكتاب قتل النفوس و الإخراج من الديار كما فرض فداء الأسراء فما بالكم تطيعون في بعض و تعصون في بعض كأنكم ببعض كافرون و ببعض مؤمنون ثم قال عز و جل فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ يا معشر اليهود إِلَّا خِزْيٌ ذل فِي الْحَياةِ الدُّنْيا جزية تضرب عليه و يذل بها وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ إلى جنس أشد العذاب يتفاوت ذلك على قدر تفاوت معاصيهم وَ مَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ يعمل هؤلاء اليهود ثم وصفهم فقال عز و جل أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ رضوا بالدنيا و حطامها بدلا من نعيم الجنان المستحق بطاعات الله فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ لا ينصرهم أحد يرفع عنهم العذاب
41- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قوله عز و جل وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا إلى قوله وَ لَبِئْسَ الْمِهادُ قال الإمام ع فلما أمر الله عز و جل في الآية المتقدمة لهذه الآيات بالتقوى سرا و علانية أخبر محمدا أن في الناس من يظهرها و يسر خلافها و ينطوي على معاصي الله فقال يا محمد وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا و بإظهاره لك الدين و الإسلام و يزينه بحضرتك بالورع و الإحسان وَ يُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ بأن يحلف لك بأنه مؤمن مخلص مصدق لقوله بعلمه وَ إِذا تَوَلَّى عنك أدبر سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها و يعصي بالكفر المخالف لما أظهر لك و الظلم المباين لما وعد من نفسه بحضرتك وَ يُهْلِكَ الْحَرْثَ بأن يحرقه أو يفسده وَ النَّسْلَ بأن يقتل الحيوانات فينقطع نسله وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ لا يرضى به و لا يترك أن يعاقب عليه وَ إِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ لهذا الذي يعجبك قوله اتق الله و دع سوء صنيعك أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ الذي هو محتقبه فيزداد إلى شره شرا و يضيف إلى ظلمه ظلما فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ جزاء له على سوء فعله و عذابا وَ لَبِئْسَ الْمِهادُ تمهيدها و يكون دائما فيها قال علي بن الحسين ع ذم الله تعالى هذا الظالم المعتدي من المخالفين و هو على خلاف ما يقول منطوي و الإساءة إلى المؤمنين مضمر فاتقوا الله عباد الله و إياكم و الذنوب التي قل ما أصر عليها صاحبها إلا أداه إلى الخذلان المؤدي إلى الخروج عن ولاية محمد ص و الطيبين من آلهما و الدخول في موالاة أعدائهما فإن من أصر على ذلك فأداه خذلانه إلى الشقاء الأشقى من مفارقة ولاية سيد أولي النهى فهو من أخسر الخاسرين قالوا يا ابن رسول الله و ما الذنوب المؤدية إلى الخذلان العظيم قال ظلمكم لإخوانكم الذين هم لكم في تفضيل علي ع و القول بإمامته و إمامة من انتجبه من ذريته موافقون و معاونتكم الناصبين عليهم و لا تغتروا بحلم الله عنكم و طول إمهاله لكم فتكونوا كمن قال الله تعالى كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ كان هذا رجل فيمن كان قبلكم في زمان بني إسرائيل يتعاطى الزهد و العبادة و قد كان قيل له أفضل الزهد الزهد في ظلم إخوانك المؤمنين بمحمد و علي صلوات الله عليهما و الطيبين من آلهما و إن أشرف العبادة خدمتك إخوانك المؤمنين الموافقين لك على تفضيل سادة الورى محمد المصطفى ص و علي المرتضى ع و المنتجبين المختارين للقيام بسياسة الورى فعرف الرجل بما كان يظهر من الزهد فكان إخوانه المؤمنون يودعونه فيدعي فيها أنها سرقت و يفوز بها و إذا لم يمكنه دعوى السرقة جحدها و ذهب بها و ما زال هكذا و الدعاوي لا تقبل فيه و الظنون تحسن به و يقتصر منه على
أيمانه الفاجرة إلى أن خذله الله فوضعت عنده جارية من أجمل الناس قد جنت ليرقيها برقية فتبرأ أو يعالجها بدواء فحمله الخذلان عند غلبة الجنون عليها على وطئها فأحبلها فلما اقترب وضعها جاء الشيطان فأخطر بباله أنها تلد و تعرف بالزنا بها فتقتل فاقتلها و ادفنها تحت مصلاك فقتلها و دفنها و طلبها أهلها فقال زاد بها جنونها فماتت فاتهموه و حفروا تحت مصلاه فوجدوها مقتولة مدفونة حبلى مقربة فأخذوه و انضاف إلى هذه الخطيئة دعاوي القوم الكثير الذين جحدهم فقويت عليه التهمة و ضويق فاعترف على نفسه بالخطيئة بالزنا بها و قتلها فملئ ظهره و بطنه سياطا و صلب على شجرة فجاء بعض شياطين الإنس و قال له ما الذي أغنى عنك عبادة من كنت تعبده و موالاة من كنت تواليه من محمد و علي و الطيبين من آلهما ع الذين زعموا أنهم في الشدائد أنصارك و في الملمات أعوانك ذهب ما كنت تأمل هباء منثورا و انكشفت أحاديثهم لك و إطاعتك إياهم من أعظم الغرور و أبطل الأباطيل و أنا الإمام الذي كنت تدعى إليه و صاحب الحق الذي كنت تدل عليه و قد كنت باعتقاد إمامة غيري من قبل مغرورا فإن أردت أن أخلصك من هؤلاء و أذهب بك إلى بلادنا و أجعلك هنالك رئيسا سيدا فاسجد لي على خشبتك هذه سجدة معترف بأني أنا المالك لإنقاذك لأنقذك فغلب عليه الشقاء و الخذلان فاعتقد قوله و سجد له ثم قال أنقذني فقال له إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ و جعل يسخر و يطنز و تحير المصلوب و اضطرب عليه اعتقاده و مات بأسوإ عاقبة فذلك الذي أداه إلى هذا الخذلان
42- جع، ]جامع الأخبار[ قال رسول الله ص من ظلم أحدا ففاته فليستغفر الله له فإنه كفارة
و عن أبي عبد الله ع قال ما انتصر الله من ظالم إلا بظالم و ذلك قوله تعالى وَ كَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ
و عن ابن عباس قال أوحى الله عز و جل إلى داود ع قل للظالمين لا يذكرونني فإنه حقا علي أن أذكر من ذكرني و إن ذكري إياهم أن ألعنهم
43- ختص، ]الإختصاص[ سئل أمير المؤمنين ع أي ذنب أعجل عقوبة لصاحبه فقال من ظلم من لا ناصر له إلا الله و جاور النعمة بالتقصير و استطال البغي على الفقير
44- ختص، ]الإختصاص[ عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص من ظلم أحدا ففاته فليستغفر الله له فإنه كفارة له
45- كتاب صفات الشيعة، للصدوق بإسناده عن زياد القندي عن أبي عبد الله ع قال كفى المؤمن من الله نصرة أن يرى عدوه يعمل بمعاصي الله
46- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ فضالة عن ابن بكير عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال كان رسول الله ص يقول في خطبته سباب المؤمن فسق و قتاله كفر و أكل لحمه معصية الله و حرمة ماله كحرمة دمه
47- نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول الله ص أفضل الجهاد من أصبح لا يهم بظلم أحد
48- دعوات الراوندي، قال النبي ص أ لا أخبركم بخياركم قالوا بلى يا رسول الله ص قال هم الضعفاء المظلومون
و قال أمير المؤمنين ع من ظلمك فقد نفعك و أضر بنفسه
49- نهج، ]نهج البلاغة[ قال أمير المؤمنين ع للظالم البادي غدا بكفه عضة
و قال ع بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد
و قال ع يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم
و قال ع ما ظفر من ظفر الإثم به و الغالب بالشر مغلوب
و قال ع يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم
و قال ع للظالم من الرجال ثلاث علامات يظلم من فوقه بالمعصية و من دونه بالغلبة و يظاهر الظلمة
و قال ع إذا رأيتم خيرا فأعينوا عليه و إذا رأيتم شرا فاذهبوا عنه فإن رسول الله ص كان يقول يا ابن آدم اعمل الخير و دع الشر فإذا أنت جواد قاصد ألا و إن الظلم ثلاثة فظلم لا يغفر و ظلم لا يترك و ظلم مغفور لا يطلب فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله قال الله سبحانه إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ و أما الظلم الذي يغفر فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات و أما الظلم الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا القصاص هناك شديد ليس هو جرحا بالمدى و لا ضربا بالسياط و لكنه ما يستصغر ذلك معه
و قال ع في وصيته لابنه الحسن ع ظلم الضعيف أفحش الظلم
50- كنز الكراجكي، روى عبد الله بن سنان عن الصادق ع قال قال رسول الله ص أوحى الله إلى نبي من أنبيائه ابن آدم اذكرني عند غضبك أذكرك عند غضبي فلا أمحقك فيمن أمحق و إذا ظلمت بمظلمة فارض بانتصاري لك فإن انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك و اعلم أن الخلق الحسن يذيب السيئة كما يذيب الشمس الجليد و أن الخلق السيئ يفسد العمل كما يفسد الخل العسل
و روي أن في التوراة مكتوبا من يظلم يخرب بيته
و قال رسول الله ص إن الله تعالى يمهل الظالم حتى يقول أهملني ثم إذا أخذه أخذة رابية
و قال ص إن الله تعالى حمد نفسه عند هلاك الظالمين فقال فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ
و قال أمير المؤمنين ع لا يكبرن عليك ظلم من ظلمك فإنما يسعى في مضرته و نفعك و ليس جزاء من سرك أن تسوءه و من سل سيف البغي قتل به و من حفر بئرا لأخيه وقع فيها و من هتك حجاب أخيه انهتكت عورات بيته بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد
و قال ع اذكر عند الظلم عدل الله فيك و عند القدرة قدرة الله عليك
51- أعلام الدين، قال النبي ص إن الله يمهل الظالم حتى يقول قد أهملني ثم يأخذه أخذة رابية إن الله حمد نفسه عند هلاك الظالمين فقال فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ
52- كتاب الإمامة و التبصرة، عن هارون بن موسى عن محمد بن موسى عن محمد بن علي بن خلف عن موسى بن إبراهيم عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص الظلم ندامة
53- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن أبيه عن هارون بن الجهم عن المفضل بن صالح عن سعد بن ظريف عن أبي جعفر ع قال الظلم ثلاثة ظلم يغفره الله و ظلم لا يغفره الله و ظلم لا يدعه الله فأما الظلم الذي لا يغفره فالشرك و أما الظلم الذي يغفره فظلم الرجل نفسه فيما بينه و بين الله و أما الظلم الذي لا يدعه فالمداينة بين العباد
بيان الظلم وضع الشيء في غير موضعه فالمشرك ظالم لأنه جعل غير الله تعالى شريكا له و وضع العبادة في غير محلها و العاصي ظالم لأنه وضع المعصية موضع الطاعة فالشرك كأنه يشمل كل إخلال بالعقائد الإيمانية و المراد المغفرة بدون التوبة كما قال عز و جل إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ و أما الظلم الذي يغفره أي يمكن أن يغفره بدون التوبة كما قال لِمَنْ يَشاءُ و أما الظلم الذي لا يدعه أي لا يترك مكافأته في الدنيا أو الأعم و لعله للتفنن في العبارة لأنه ليس من حقه سبحانه حتى يتعلق به المغفرة أو المعنى لا يدع تداركه للمظلوم إما بالانتقام من الظالم أو بالتعويض للمظلوم فلا ينافي الأخبار الدالة على أنه إذا أراد تعالى أن يغفر لمن عنده من حقوق الناس يعوض المظلوم حتى يرضى و المداينة بين العباد أي المعاملة بينهم كناية عن مطلق حقوق الناس فإنها تترتب على المعاملة بينهم أو المراد به المحاكمة بين العباد في القيامة فإن سببها حقوق الناس قال الجوهري داينت فلانا إذا عاملته فأعطيت دينا و أخذت بدين و الدين الجزاء و المكافأة يقال دانه دينا أي جازاه
54- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن الحجال عن غالب بن محمد عمن ذكره عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ قال قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة
بيان إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ قال في المجمع المرصاد الطريق مفعال من رصده يرصده رصدا رعى ما يكون منه ليقابله بما يقتضيه أي عليه طريق العباد فلا يفوته أحد و المعنى أنه لا يفوته شيء من أعمالهم لأنه يسمع و يرى جميع أقوالهم و أفعالهم كما لا يفوت من هو بالمرصاد
و روي عن علي ع أنه قال معناه إن ربك قادر على أن يجزي أهل المعاصي جزاءهم
و عن الصادق ع أنه قال المرصاد قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة عبد
و قال عطا يعني يجازى كل أحد و ينتصف من الظالم للمظلوم و روي عن ابن عباس في هذه الآية قال إن على جسر جهنم سبع محابس يسأل العبد عند أولها عن شهادة أن لا إله إلا الله فإن جاء بها تامة جاز إلى الثاني فيسأل عن الصلاة فإن جاء بها تامة جاز إلى الثالث فيسأل عن الزكاة فإن جاء بها تامة جاز إلى الرابع فيسأل عن الصوم فإن جاء به تاما جاز إلى الخامس فيسأل عن الحج فإن جاء به تاما جاز إلى السادس فيسأل عن العمرة فإن جاء بها تامة جاز إلى السابع فيسأل عن المظالم فإن خرج منها و إلا يقال انظروا فإن كان له تطوع أكمل به أعماله فإذا فرغ انطلق به إلى الجنة. و في القاموس المرصاد الطريق و المكان يرصد فيه العدو و قال القنطرة الجسر و ما ارتفع من البنيان و المظلمة بكسر اللام ما تطلبه عند الظالم و هو اسم ما أخذ منك ذكره الجوهري
55- كا، ]الكافي[ عن الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد الله ع من أصبح لا ينوي ظلم أحد غفر الله له ما أذنب ذلك اليوم ما لم يسفك دما أو يأكل مال يتيم حراما
بيان ظاهره أن من دخل الصباح على تلك الحالة و هي أن لا يقصد ظلم أحد غفر الله له كل ما صدر عنه من الذنوب غير القتل و أكل مال اليتيم و كأن المراد بعدم النية العزم على العدم و لا ينافي ذلك صدوره منه في أثناء اليوم لكن ينافي ذلك الأخبار الكثيرة الدالة على المؤاخذة بحقوق الناس و قد مر بعضها و تخصيص هذه الأخبار الكثيرة بل ظواهر الآيات أيضا بمثل هذا الخبر مشكل و إن قيل بأن الله تعالى يرضي المظلوم و يمكن توجيهه بوجوه. الأول أن يكون الغرض استثناء جميع حقوق الناس سواء كان في أبدانهم أو في أموالهم و ذكر من كل منهما فردا على المثال لكن خص أشدهما ففي الأبدان القتل و في الأموال أكل مال اليتيم فيكون حاصل الحديث أن من أصبح غير قاصد بالظلم و لم يأت به في ذلك اليوم غفر الله له كل ما كان بينه و بين الله تعالى من الذنوب كما هو ظاهر الخبر الآتي الثاني أن يكون التخصيص لأنهما من الكبائر و الباقي من الصغائر كما هو ظاهر أكثر أخبار الكبائر و ما سواهما من الكبائر من حقوق الله و يمكن شمول سفك الدم للجراحات أيضا و لا استبعاد كثيرا في كون هذا العزم في أول اليوم مع ترك كبائر حقوق الناس مكفرا لحقوق الله و سائر حقوق الناس بأن يرضى الله الخصوم. الثالث أن يكون المعنى من أصبح و لم يهم بظلم أحد و لم يأت به في أثناء اليوم أيضا غفر الله له ما أذنب من حقوقه تعالى ما لم يسفك دما قبل ذلك اليوم و لم يأكل مال يتيم قبل ذلك اليوم و لم يتب منهما فإن من كانت ذمته مشغولة بمثل هذين الحقين لا يستحق لغفران الذنوب و على هذا يحتمل أن يكون ذلك اليوم ظرفا للغفران لا للذنب فيكون الغفران شاملا لما مضى أيضا كما هو ظاهر الخبر الآتي و قد يؤول الغفران بأن الله يوفقه لئلا يصر على كبيرة و لا يخفى بعده. ثم اعلم أن قوله حراما يحتمل أن يكون حالا عن كل من السفك و الأكل فالأول للاحتراز عن القصاص و قتل الكفار و المحاربين و الثاني للاحتراز عن الأكل بالمعروف و أن يكون حالا عن الأخير لظهور الأول
56- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن ابن أبي نجران عن عمار بن حكيم عن عبد الأعلى مولى آل سام قال قال أبو عبد الله مبتدئا من ظلم سلط الله عليه من يظلمه أو على عقبه أو على عقب عقبه قال قلت هو يظلم فيسلط الله على عقبه أو على عقب عقبه فقال إن الله عز و جل يقول وَ لْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَ لْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً
بيان و لما كان استبعاد السائل عن إمكان وقوع مثل هذا لا عن أنه ينافي العدل فأجاب ع بوقوع مثله في قصة اليتامى أو أنه لما لم يكن له قابلية فهم ذلك و أنه لا ينافي العدل أجاب بما يؤكد الوقوع أو يقال رفع ع الاستبعاد بالدليل الإني و ترك الدليل اللمي و الكل متقاربة. و أما تفسير الآية فقال البيضاوي أمر للأوصياء بأن يخشوا الله و يتقوه في أمر اليتامى فيفعلوا بهم ما يحبون أن يفعل بذراريهم الضعاف بعد وفاتهم أو للحاضرين المريض عند الإيصاء بأن يخشوا ربهم أو يخشوا على أولاد المريض و يشفقوا عليهم شفقتهم على أولادهم فلا يتركوهم أن يضر بهم بصرف المال عنهم أو للورثة بالشفقة على من حضر القسمة من ضعفاء الأقارب و اليتامى و المساكين متصورين أنهم لو كانوا أولادهم بقوا خلفهم ضعافا مثلهم هل يجوزون حرمانهم أو للموصين بأن ينظروا للورثة فلا يسرفوا في الوصية و لو بما في حيزه جعل صلة للذين على معنى وَ لْيَخْشَ الَّذِينَ حالهم و صفتهم أنهم لو شارفوا أن يخلفوا ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ الضياع و في ترتيب الأمر عليه إشارة إلى المقصود منه و العلة فيه و بعث على الترحم و أن يحب لأولاد غيره ما يحب لأولاده و تهديد المخالف بحال أولاده فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَ لْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً أمرهم بالتقوى الذي هو نهاية الخشية بعد ما أمرهم بها مراعاة للمبتدإ و المنتهى إذ لا ينفع الأول دون الثاني ثم أمرهم أن يقولوا لليتامى مثل ما يقولون لأولادهم بالشفقة و حسن الأدب أو للمريض ما يصده عن الإسراف في الوصية ما يؤدي إلى مجاوزة الثلث و تضييع الورثة و يذكره التوبة و كلمة الشهادة أو لحاضري القسمة عذرا جميلا و وعدا حسنا أو أن يقولوا في الوصية ما لا يؤدي إلى مجاوزة الثلث و تضييع الورثة انتهى. و قال الطبرسي رحمة الله عليه في ذكر الوجوه في تفسير الآية و ثانيها أن الأمر في الآية لولي مال اليتيم يأمره بأداء الأمانة فيه و القيام بحفظه كما لو خاف على مخلفيه إذا كانوا ضعافا و أحب أن يفعل بهم عن ابن عباس
و إلى هذا المعنى يئول ما روي عن موسى بن جعفر ع قال إن الله تعالى أوعد في مال اليتيم عقوبتين ثنتين أما إحداهما فعقوبة الدنيا قوله وَ لْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا الآية قال يعني بذلك ليخش أن أخلفه في ذريته كما صنع بهؤلاء اليتامى
و أقول أما دفع توهم الظلم في ذلك فهو أنه يجوز أن يكون فعل الألم بالغير لطفا لآخرين مع تعويض أضعاف ذلك الألم بالنسبة إلى من وقع عليه الألم بحيث إذا شاهد ذلك العوض رضي بذلك الألم كأمراض الأطفال فيمكن أن يكون الله تعالى أجرى العادة بأن من ظلم أحدا أو أكل مال يتيم ظلما بأن يبتلي أولاده بمثل ذلك فهذا لطف بالنسبة إلى كل من شاهد ذلك أو سمع من مخبر علم صدقه فيرتدع عن الظلم على اليتيم و غيره و يعوض الله الأولاد بأضعاف ما وقع عليهم أو أخذ منهم في الآخرة مع أنه يمكن أن يكون ذلك لطفا بالنسبة إليهم أيضا فيصير سببا لصلاحهم و ارتداعهم عن المعاصي فإنا نعلم أن أولاد الظلمة لو بقوا في نعمة آبائهم لطغوا و بغوا و هلكوا كما كان آباؤهم فصلاحهم أيضا في ذلك و ليس في شيء من ذلك ظلم على أحد و قد تقدم بعض القول منا في ذلك سابقا
57- كا، ]الكافي[ عن العدة عن محمد بن عيسى عن إبراهيم بن عبد الحميد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال قال ما انتصر الله من ظالم إلا بظالم و ذلك قول الله عز و جل وَ كَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً
بيان الانتصار الانتقام و كذلك نولي أقول قبله قوله تعالى وَ يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَ قالَ أَوْلِياؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ وَ بَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنا قالَ النَّارُ مَثْواكُمْ خالِدِينَ فِيها إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ثم قال سبحانه وَ كَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ و قال الطبرسي رحمه الله الكاف للتشبيه أي كذلك المهل بتخلية بعضهم على بعض للامتحان الذي معه يصح الجزاء على الأعمال توليتنا بعض الظالمين بعضا بأن نجعل بعضهم يتولى أمر بعض للعقاب الذي يجري على الاستحقاق و قيل معناه أنا كما وكلنا هؤلاء الظالمين من الجن و الإنس بعضهم إلى بعض يوم القيامة و تبرأنا منهم فكذلك نكل الظالمين بعضهم إلى بعض يوم القيامة و نكل الأتباع إلى المتبوعين و نقول للأتباع قولوا للمتبوعين حتى يخلصوكم من العذاب عن الجبائي و قال غيره لما حكى الله سبحانه ما يجري بين الجن و الإنس من الخصام و الجدال في الآخرة قال و كذلك أي و كما فعلنا بهؤلاء من الجمع بينهم في النار و تولية بعضهم بعضا نفعل مثله بالظالمين جزاء على أعمالهم و قال ابن عباس إذا رضي الله عن قوم ولى أمرهم خيارهم و إذا سخط على قوم ولى أمرهم شرارهم بما كانوا يكسبون من المعاصي أي جزاء على أعمالهم القبيحة و ذلك معنى قوله إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ و مثله ما رواه الكلبي عن مالك بن دينار قال قرأت في بعض كتب الحكمة أن الله تعالى يقول إني أنا الله مالك الملوك قلوب الملوك بيدي فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة و من عصاني جعلتهم عليه نقمة فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك و لكن توبوا إلي أعطفهم عليكم و قيل معنى نولي بعضهم بعضا نخلي بينهم و بين ما يختارونه من غير نصرة لهم و قيل معناه نتابع بعضهم بعضا في النار انتهى. و أقول ما ذكره ع أوفق بكلام ابن عباس و الكلبي و مطابق لظاهر الآية
58- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن ابن أبي حمزة عن أبي بصير قال دخل رجلان على أبي عبد الله ع في مداراة بينهما و معاملة فلما أن سمع كلامهما قال أما إنه ما ظفر أحد بخير من ظفر بالظلم أما إن المظلوم يأخذ من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من مال المظلوم ثم قال من يفعل الشر بالناس فلا ينكر الشر إذا فعل به أما إنه إنما يحصد ابن آدم ما يزرع و ليس يحصد أحد من المر حلوا و لا من الحلو مرا فاصطلح الرجلان قبل أن يقوما
بيان في القاموس تدارءوا تدافعوا في الخصومة و دارأته داريته و دافعته و لاينته ضد فلما أن سمع أن زائدة لتأكيد الاتصال ما ظفر أحد بخير أقول هذه العبارة تحتمل عندي وجوها. الأول أن ظفر من باب علم و الظفر الوصول إلى المطلوب و الباء في قوله بخير للآلية المجازية كقولك قام زيد بقيام حسن و في بالظلم صلة للظفر و من صلة لأفعل التفضيل و الظلم مصدر مبني للفاعل أو للمفعول و الحاصل أنه لم يظفر أحد بنعمة يكون خيرا من أن يظفر بظلم ظالم له أو بمظلومية من ظالم فإنه ظفر بالمثوبات الأخروية كما سنبينه. الثاني أن يكون كالسابق لكن يكون الباء في قوله بخير صلة للظفر و في قوله بالظلم للآلية المجازية و من للتعليل متعلقا بالظفر و الظلم مصدر مبني للفاعل أي ما ظفر أحد بأمر خير بسبب ظفره بظلم أحد الثالث ما قيل إن الخير مضاف إلى من بالفتح و لا يخفى ما فيه. الرابع أن يكون من اسم موصول و ظفر فعلا ماضيا و يكون بدلا لقوله أحد كما في قوله تعالى وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا و هذا مما خطر أيضا بالبال لكن الأول أحسن الوجوه و على التقادير قوله أما إنه استئناف بياني لسابقه
و يؤيده ما روي عن أمير المؤمنين ع لا يكبرن عليك ظلم من ظلمك فإنه يسعى في مضرته و نفعك
و ليس يحصد أحد من المر حلوا هذا تمثيل لبيان أن جزاء الشر لا يكون نفعا و خيرا و جزاء الخير و ثمرته لا يكون شرا و وبالا في الدارين
59- كا، ]الكافي[ عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن وهب بن عبد ربه و عبد الله الطويل عن شيخ من النخع قال قلت لأبي جعفر ع إني لم أزل واليا منذ زمن الحجاج إلى يومي هذا فهل لي من توبة قال فسكت ثم أعدت عليه فقال لا حتى تؤدي إلى كل ذي حق حقه
بيان النخع بالتحريك قبيلة باليمن منهم مالك الأشتر حتى تؤدي أي مع معرفتهم و إمكان الإيصال إليهم و إلا فالتصدق أيضا لعله قائم مقام الإيصال كما هو المشهور إلا أن يقال أرباب الصدقة أيضا ذوو الحقوق في تلك الصورة و لعله ع لما علم أنه لا يعمل بقوله لم يبين له المخرج من ذلك و الله يعلم
60- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الوليد بن صبيح عن أبي عبد الله ع قال ما من مظلمة أشد من مظلمة لا يجد صاحبها عليها عونا إلا الله
بيان لا يجد صاحبها عليها عونا أي لا يمكنه الانتصار في الدنيا لا بنفسه و لا بغيره و ظلم الضعيف العاجز أفحش و قيل المعنى أنه لا يتوسل في ذلك إلى أحد و لا يستعين بحاكم بل يتوكل على الله و يؤخر انتقامه إلى يوم الجزاء و الأول أظهر
و روي عن النبي ص أنه قال قال الله عز و جل اشتد غضبي على من ظلم أحدا لا يجد ناصرا غيري
و روي أيضا عنه ص أن العبد إذا ظلم فلم ينتصر و لم يكن من ينصره و رفع طرفه إلى السماء فدعا الله تعالى قال جل جلاله لبيك عبدي أنصرك عاجلا و آجلا اشتد غضبي على من ظلم أحدا لا يجد ناصرا غيري
61- كا، ]الكافي[ عنه عن أبيه عن هارون بن الجهم عن حفص بن عمر عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع من خاف القصاص كف عن ظلم الناس
بيان قيل المراد بالقصاص قصاص الدنيا و لا يخفى قلة فائدة الحديث حينئذ بل المعنى أن من خاف قصاص الآخرة و مجازاة أعمال العباد كف نفسه عن ظلم الناس فلا يظلم أحدا و الغرض التنبيه على أن الظالم لا يؤمن و لا يوقن بيوم الحساب فهو على حد الشرك بالله و الكفر بما جاءت به رسل الله ع و يحتمل أن يكون المراد القصاص في الدنيا لكن للتنبيه على ما ذكرنا أي من خاف من قصاص الدنيا ترك ظلم الناس مع أنه لا قدر له في جنب قصاص الآخرة فمن لا يخاف قصاص الدنيا و يجترئ على الظلم فمعلوم أنه لا يخاف عقاب الآخرة و لا يؤمن به فيرجع إلى الأول مع مزيد تنبيه و تأكيد
62- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله قال قال رسول الله ص من أصبح لا يهم بظلم أحد غفر الله له ما اجترم
بيان في القاموس جرم فلان أذنب كأجرم و اجترم فهو مجرم و ما يحتمل المصدرية و الموصولة
كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال من ظلم مظلمة أخذ بها في نفسه أو في ماله أو في ولده
63- كا، ]الكافي[ عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص اتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة
بيان الظلمات جمع ظلمة و هي خلاف النور و حملها على الظلم باعتبار تكثره معنى أو للمبالغة و المراد بالظلمة إما الحقيقة لما قيل من أن الهيئات النفسانية التي هي ثمرات الأعمال الموجبة للسعادة أو الشقاوة أنوار و ظلمات مصاحبة للنفس و هي تنكشف لها في القيامة التي هي محل بروز الأسرار و ظهور الخفيات فتحيط بالظالم على قدر مراتب ظلمه ظلمات متراكمة حين يكون المؤمنون في نور يسعى نورهم بين أيديهم و بأيمانهم أو المراد بها الشدائد و الأهوال كما قيل في قوله تعالى قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ
64- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال ما من أحد يظلم بمظلمة إلا أخذه الله بها في نفسه أو ماله و أما الظلم الذي بينه و بين الله فإذا تاب غفر له
بيان ذكر النفس و المال على المثال لما مر و سيأتي من إضافة الولد و فيه إشعار بأن رد المظالم ليس جزءا من التوبة بل من شرائط صحته
65- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن ابن محبوب عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع قال إن الله عز و جل أوحى إلى نبي من أنبيائه في مملكة جبار من الجبارين أن ائت هذا الجبار فقل له إني لم أستعملك على سفك الدماء و اتخاذ الأموال و إنما استعملتك لتكف عني أصوات المظلومين فإني لن أدع ظلامتهم و إن كانوا كفارا
بيان الظلامة بالضم ما تطلبه عند الظالم و هو اسم ما أخذ منك و فيه دلالة على أن سلطنة الجبارين أيضا بتقديره تعالى حيث مكنهم منها و هيأ لهم أسبابها و لا ينافي ذلك كونهم معاقبين على أفعالهم لأنهم غير مجبورين عليها مع أنه يظهر من الأخبار أنه كان في الزمن السابق السلطنة الحقة لغير الأنبياء و الأوصياء أيضا لكنهم كانوا مأمورين بأن يطيعوا الأنبياء فيما يأمرونهم به و قوله فإني لن أدع ظلامتهم تهديد للجبار بزوال ملكه فإن الملك يبقى مع الكفر و لا يبقى مع الظلم
66- كا، ]الكافي[ عن الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من أكل مال أخيه ظلما و لم يرده إليه أكل جذوة من النار يوم القيامة
بيان في القاموس الجذوة مثلثة القبسة من النار و الجمرة و المراد بالأخ إن كان المسلم فالتخصيص لأن أكل مال الكافر ليس بتلك المثابة و إن كان حراما و كذا إن كان المراد به المؤمن فإن مال المخالف أيضا ليس كذلك و إن كان المراد به من كان بينه و بينه أخوة و مصادقة فالتخصيص لكونه الفرد الخفي لأن الصداقة مما يوهم حل أكل ماله مطلقا لحل بعض الأموال في بعض الأحوال كما قال تعالى أَوْ صَدِيقِكُمْ فالمعنى فكيف من لم يكن كذلك و كان الأوسط أظهر و أكل الجذوة إما حقيقة بأن يلقى في حلقه النار أو كناية عن كونه سببا لدخول النار
67- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن طلحة بن يزيد عن أبي عبد الله ع قال العامل بالظلم و المعين له و الراضي به شركاء ثلاثتهم
بيان العامل بالظلم الظاهر الظلم على الغير و ربما يعمم بما يشمل الظلم على النفس و المعين له أي في الظلم و قد يعم و الراضي به أي غير المظلوم و قيل يشمله و يؤيده قوله تعالى وَ لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ قال في الكشاف النهي متناول للانحطاط في هواهم و الانقطاع إليهم و مصاحبتهم و مجالستهم و زيارتهم و مداهنتهم و الرضا بأعمالهم و التشبه بهم و التزيي بزيهم و مد العين إلى زهرتهم و ذكرهم بما فيه تعظيم لهم
و في خبر مناهي النبي ص في الفقيه و غيره أنه ص قال من مدح سلطانا جائرا أو تخفف و تضعضع له طمعا فيه كان قرينه في النار
و قال ص من دل جائرا على جور كان قرين هامان في جهنم
68- كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد بن محمد عن أبيه عن أبي نهشل عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال قال من عذر ظالما بظلمه سلط الله عليه من يظلمه و إن دعا لم يستجب له و لم يأجره الله على ظلامته
بيان من عذر ظالما يقال عذرته فيما صنع عذرا من باب ضرب رفعت عنه اللوم فهو معذور أي غير ملوم و الاسم العذر بضم الذال للإتباع و تسكن و الجمع أعذار و المعذرة بمعنى العذر و أعذرته بالألف لغة و إن دعا لم يستجب له أي إن دعا الله تعالى أن يدفع عنه ظلم من يظلمه لم يستجب له لأنه بسبب عذره صار ظالما خرج عن استحقاق الإجابة أو لما عذر ظالم غيره يلزمه أن يعذر ظالم نفسه و لم يأجره الله على ظلامته لذلك أو لأنها وقعت مجازاة و قيل لا ينافي ذلك الانتقام من ظالمه كما دل عليه الخبر الأول
69- كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن العبد ليكون مظلوما فما يزال يدعو حتى يكون ظالما
بيان فما يزال يدعو أقول يحتمل وجوها. الأول أنه يفرط في الدعاء على الظالم حتى يصير ظالما بسبب هذا الدعاء كان ظلمه بظلم يسير كشتم أو أخذ دراهم يسيرة فيدعو عليه بالموت و القتل و الفناء أو العمى أو الزمن و أمثال ذلك أو يتجاوز في الدعاء إلى من لم يظلمه كانقطاع نسله أو موت أولاده و أحبائه أو استيصال عشيرته و أمثال ذلك فيصير في هذا الدعاء ظالما. الثاني أن يكون المعنى أنه يدعو كثيرا على العدو المؤمن و لا يكتفي بالدعاء لدفع ضرره بل يدعو بابتلائه و هذا مما لا يرضى الله به فيكون في ذلك ظالما على نفسه بل على أخيه أيضا إذ مقتضى الأخوة الإيمانية أن يدعو له بصلاحه و كف ضرره عنه كما ذكره سيد الساجدين ع في دعاء دفع العدو و ما ورد من الدعاء بالقتل و الموت و الاستيصال فالظاهر أنه كان للدعاء على المخالفين و أعداء الدين بقرينة أن أعداءهم كانوا كفارا لا محالة كما يومئ إليه قوله تعالى وَ لَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ
و سيأتي عن علي بن الحسين ع أن الملائكة إذا سمعوا المؤمن يذكر أخاه بسوء و يدعو عليه قالوا له بئس الأخ أنت لأخيك كف أيها المستر على ذنوبه و عورته و اربع على نفسك و احمد الله الذي ستر عليك و اعلم أن الله عز و جل أعلم بعبده منك
الثالث ما قيل إنه يدعو كثيرا و لا يعلم الله صلاحه في إجابته فيؤخرها فييأس من روح الله فيصير ظالما على نفسه و هو بعيد. الرابع أن يكون المعنى أنه يلح في الدعاء حتى يستجاب له فيسلط على خصمه فيظلمه فينعكس الأمر و كانت حالته الأولى أحسن له من تلك الحالة. الخامس أن يكون المراد به لا تدعوا كثيرا على الظلمة فإنه ربما صرتم ظلمة فيستجيب فيكم ما دعوتم على غيركم. السادس ما قيل كأن المراد من يدعو للظالم يكن ظالما لأنه رضي بظلمه
كما روي عن النبي ص من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله في أرضه
و أقول هذا أبعد الوجوه