الآيات البقرة فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ و قال تعالى ذلِكَ بِما عَصَوْا وَ كانُوا يَعْتَدُونَ و قال تعالى بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَ أَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ النساء فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ و قال وَ مَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّما يَكْسِبُهُ عَلى نَفْسِهِ وَ كانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً المائدة مخاطبا لموسى ع فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ و قال فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّما يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَ إِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفاسِقُونَ و قال لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَ كانُوا يَعْتَدُونَ كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ و قال تعالى وَ لا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ و قال تعالى وَ مَا اعْتَدَيْنا إِنَّا إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ و قال تعالى وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ الأنعام أَ لَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَ أَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ مِدْراراً وَ جَعَلْنَا الْأَنْهارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ و قال تعالى وَ ذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَ باطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِما كانُوا يَقْتَرِفُونَ و قال تعالى وَ لا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ و قال تعالى وَ لا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ الأعراف وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ و قال وَ ما ظَلَمُونا وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ و قال سبحانه فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَظْلِمُونَ و قال تعالى في قصة أصحاب السبت كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ إلى قوله تعالى فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَ أَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ الأنفال كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقابِ ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَ أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ التوبة وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ هود فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ و قال تعالى حاكيا عن شعيب ع وَ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَ مَنْ هُوَ كاذِبٌ وَ ارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ الرعد إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَ إِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَ ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ النحل وَ يَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ أسرى وَ إِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً وَ كَمْ أَهْلَكْنا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَ كَفى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً الكهف وَ تِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَ جَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً النور يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ وَ مَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ و قال تعالى فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ الفرقان وَ كَفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً الشعراء فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ وَ كُنُوزٍ وَ مَقامٍ كَرِيمٍ كَذلِكَ وَ أَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ النمل فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ و قال تعالى وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ العنكبوت أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ فاطر وَ الَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَ مَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ الزمر قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ حمعسق وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ إلى قوله تعالى أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا وَ يَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ الحجرات بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ الحشر وَ لِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ
الصف وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ المعارج يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ أَخِيهِ وَ فَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ نوح مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصاراً الآيات الجن وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً الشمس فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها وَ لا يَخافُ عُقْباها
1- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله ع قال كان أبي يقول ما من شيء أفسد للقلب من خطيئته إن القلب ليواقع الخطيئة فلا تزال به حتى تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله
بيان أفسد للقلب من خطيئته فإن قلت ما يفسد القلب فهو خطيئة فما معنى التفضيل قلت لا نسلم ذلك فإن كثيرا من المباحات تفسد القلب بل بعض الأمراض و الآلام و الأحزان و الهموم و الوساوس أيضا تفسدها و إن لم تكن مما يستحق عليه العذاب و هي أعم من الخطايا الظاهرة إذ للظاهر تأثير في الباطن بل عند المتكلمين الواجبات البدنية لطف في الطاعات القلبية و من الخطايا القلبية كالعقائد الفاسدة و الهم بالمعصية و الصفات الذميمة كالحقد و الحسد و العجب و أمثالها. ليواقع الخطيئة أي يباشرها و يخالطها و يرتكبها خطيئة بعد خطيئة أو يقابل و يدافع الخطيئة الواحدة أو جنس الخطيئة فلا تزال به هو من الأفعال الناقصة و اسمه الضمير الراجع إلى الخطيئة و به خبره أي ملتبسا به و قيل متعلق بفعل محذوف أي تفعل به و المراد إما جنس الخطيئة أو الخطيئة المخصوصة التي ارتكبها و لم يتب منها فتؤثر في القلب بحلاوتها حتى تغلب على القلب بالرين و الطبع أو يدافعها و يحاربها فتغلب عليه حتى يرتكبها لعدم قلع مراد الشهوات عن قلبه على الاحتمال الثاني. فيصير أعلاه أسفله أي يصير منكوسا كالإناء المقلوب المكبوب لا يستقر فيه شيء من الحق و لا يؤثر فيه شيء من المواعظ كما روي القلوب ثلاثة قلب منكوس لا يعي شيئا من الخير و هو قلب الكافر الخبر و الحاصل أن الخطيئة تلتبس بالقلب و تؤثر فيه حتى تصيره مقلوبا لا يستقر فيه شيء من الخير بمنزلة الكافر فإن الإصرار على المعاصي طريق إلى الكفر كما قال سبحانه ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ و هذا أظهر الوجوه المذكورة في تلك الآية و هذا الذي خطر بالبال أظهر الأقوال من جهة الأخبار و قيل فيه وجوه أخر. الأول ما ذكره بعض المحققين يعني فما تزال تفعل تلك الخطيئة بالقلب و تؤثر فيه بحلاوتها حتى يجعل وجهه الذي إلى جانب الحق و الآخرة إلى جانب الباطل و الدنيا الثاني أن المعنى ما تزال تفعل و تؤثر بالقلب بميله إلى أمثالها من المعاصي حتى تنقلب أحواله و يتزلزل و ترتفع نظامه و حاصله يرجع إلى ما ذكرنا لكن الفرق بين الثالث ما قيل فلا تزال به حتى تغلب عليه فإن لم ترتفع بالتوبة الخالصة فتصير أعلاه أسفله أي تكدره و تسوده لأن الأعلى صاف و الأسفل ردي من باب التمثيل
2- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن ابن عيسى عن ابن مسكان عمن ذكره عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ فقال ما أصبرهم على فعل ما يعلمون أنه يصيرهم إلى النار
بيان الآية في سورة البقرة هكذا إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتابِ وَ يَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ لا يُزَكِّيهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى وَ الْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ. و ذكر البيضاوي قريبا مما ورد في الخبر قال تعجب من حالهم في الالتباس بموجبات النار من غير مبالاة و ما تامة مرفوعة بالابتداء و تخصيصها كتخصيص شر أهر ذا ناب أو استفهامية و ما بعدها الخبر أو موصولة و ما بعدها صلة و الخبر محذوف. و أقول يعضده قوله تعالى في الآية السابقة ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ و قال البيضاوي فيه إما في الحال لأنهم أكلوا ما يلتبس بالنار لكونها عقوبة عليه فكأنهم أكلوا النار أو في المال أي لا يأكلون يوم القيامة إلا النار انتهى. و أقول مثله قوله ص قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على ظهوركم فأطفئوها بصلاتكم و قال الطبرسي رحمه الله فيه أقوال أحدها أن معناه ما أجرأهم على النار ذهب إليه الحسن و قتادة و رواه علي بن إبراهيم بإسناده عن أبي عبد الله ع و الثاني ما أعملهم بأعمال أهل النار عن مجاهد و هو المروي عن أبي عبد الله ع و الثالث ما أبقاهم على النار كما يقال ما أصبر فلانا على الحبس عن الزجاج و الرابع ما أدومهم على النار أي ما أدومهم على عمل أهل النار كما يقال ما أشبه سخاءك بحاتم أي بسخاء حاتم و على هذا الوجه فظاهر الكلام التعجب و التعجب لا يجوز على القديم سبحانه لأنه عالم بجميع الأشياء لا يخفى عليه شيء و التعجب أنما يكون مما لا يعرف سببه و إذا ثبت ذلك فالغرض أن يدلنا على أن الكفار حلوا محل من يتعجب منه فهو تعجب لنا منهم و الخامس ما روي عن ابن عباس أن المراد أي شيء أصبرهم على النار أي حبسهم عليها فتكون للاستفهام. و يجوز حمل الوجوه الثلاثة المتقدمة على الاستفهام أيضا فيكون المعنى أي شيء أجرأهم على النار و أعملهم بأعمال أهل النار و أبقاهم على النار و قال الكسائي هو استفهام على وجه التعجب و قال المبرد هذا حسن لأنه كالتوبيخ لهم و التعجب لنا كما يقال لمن وقع في ورطة ما اضطرك إلى هذا إذا كان غنيا عن التعرض للوقوع في مثلها و المراد به الإنكار و التقريع على اكتساب سبب الهلاك و تعجب الغير منه و من قال معناه ما أجرأهم على النار فإنه عنده من الصبر الذي هو الحبس أيضا لأن بالجرأة يصبر على الشدة
3- كا، ]الكافي[ عنه عن أبيه عن النضر بن سويد عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال أما إنه ليس من عرق يضرب و لا نكبة و لا صداع و لا مرض إلا بذنب و ذلك قول الله عز و جل في كتابه وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ قال ثم قال و ما يعفو الله أكثر مما يؤاخذ به
بيان النكبة وقوع الرجل على الحجارة عند المشي أو المصيبة و الأول أظهر كما مر و قد وقع التصريح في بعض الأخبار التي وردت في هذا المعنى بنكبة قدم و المخاطب في هذه الآية من يقع منهم الخطايا و الذنوب لا المعصومون من الأنبياء و الأوصياء ع كأنهم فيهم لرفع درجاتهم
كما روي عن الصادق ع أنه لما دخل علي بن الحسين ع على يزيد نظر إليه ثم قال يا علي ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ فقال ع كلا ما هذه فينا إنما نزل فينا ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ فنحن الذين لا نأسى على ما فاتنا و لا نفرح بما أوتينا
و روى الحميري في قرب الإسناد عن ابن بكير قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ فقال هو وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ قال قلت ما أصاب عليا و أشياعه من أهل بيته من ذلك قال فقال إن رسول الله ص كان يتوب إلى الله عز و جل كل يوم سبعين مرة من غير ذنب
و قال الطبرسي رحمه الله وَ ما أَصابَكُمْ معاشر الخلق مِنْ مُصِيبَةٍ من بلوى في نفس أو مال فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ من المعاصي وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ منها فلا يعاقب بها قال الحسن الآية خاصة بالحدود التي تستحق على وجه العقوبة و قال قتادة هي عامة
و روي عن علي ع أنه قال قال رسول الله ص خير آية في كتاب الله هذه الآية يا علي ما من خدش عود و لا نكبة قدم إلا بذنب و ما عفا الله عنه في الدنيا فهو أكرم من أن يعود فيه و ما عاقب عليه في الدنيا فهو أعدل من أن يثني على عبده
و قال أهل التحقيق إن ذلك خاص و إن خرج مخرج العموم لما يلحق من مصائب الأطفال و المجانين و من لا ذنب له من المؤمنين و لأن الأنبياء و الأئمة يمتحنون بالمصائب و إن كانوا معصومين من الذنوب لما يحصل لهم في الصبر عليها من الثواب انتهى. و قيل الذنوب متفاوتة بالذات و بالنسبة إلى الأشخاص و ترك الأولى ذنب بالنسبة إليهم فلذلك قيل حسنات الأبرار سيئات المقربين و يؤيده ما أصاب آدم و يونس و غيرهما بسبب تركهم ما هو أولى بهم و لئن سلم فقد يصاب البري بذنب الجري و ما ذكرنا أظهر و أصوب و مؤيد بالأخبار
4- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال كان أمير المؤمنين ع يقول لا تبدين عن واضحة و قد عملت الأعمال الفاضحة و لا يأمن البيات من عمل السيئات
بيان لا تبدين عن واضحة الإبداء الإظهار و تعديته بعن لتضمين معنى الكشف و في الصحاح و القاموس و المصباح الواضحة الأسنان تبدو عند الضحك و في القاموس فضحه كمنعه كشف مساويه أي لا تضحك ضحكا يبدو به أسنانك و يكشف عن سرور قلبك و قد عملت أعمالا قبيحة افتضحت بها عند الله و عند ملائكته و عند الرسول و الأئمة ع و لا تدري أ غفر الله لك أم يعذبك عليها. و لذا كان من علامة المؤمنين أن ضحكهم التبسم و يؤيده ما روي عنه ع لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا لكن البشر في الجملة مطلوب كما مر أن بشره في وجهه و حزنه في قلبه و قوله و قد عملت جملة حالية و لا يأمن البيات بكسر النون ليكون نهيا و الكسرة لالتقاء الساكنين أو بالرفع خبرا بمعنى النهي و ما قيل إنه معطوف على الجملة الحالية بعيد و المراد بالبيات نزول الحوادث عليه ليلا أو غفلة و إن كان بالنهار في المصباح البيات بالفتح الإغارة ليلا و هو اسم من بيته تبييتا و بيت الأمر دبره ليلا
5- كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن سليمان الجعفري عن عبد الله بن بكير عن زرارة عن أبي جعفر ع قال الذنوب كلها شديدة و أشدها ما نبت عليه اللحم و الدم لأنه إما مرحوم أو معذب و الجنة لا يدخلها إلا طيب
بيان كلها شديدة لأن معصية الجليل جليلة أو استيجاب غضب الله و عقوبته مع عدم العلم بالعفو عظيم أو لأن التوبة المقبولة نادرة مشكلة و شرائطها كثيرة و التوفيق لها عزيزة و أشدها ما نبت عليه اللحم و الدم كأن المراد به ما له دخل في قوام البدن من المأكول و المشروب الحرامين و يحتمل أن يكون المراد به ذنبا أصر و داوم عليه مدة نبت فيه اللحم و العظم و إطلاق هذه العبارة في الدوام و الاستمرار شائع في عرف العرب و العجم بل أخبار الرضاع أيضا ظاهرة في ذلك. لأنه إما مرحوم و إما معذب أي آخرا أو في الجنة و النار لكن لا بد أن يعذب في البرزخ أو المحشر قدر ما يطيب جسمه الذي نبت على الذنوب لأن الجنة لا يدخلها إلا الطيب و يؤيده ما رويناه من النهج و قيل المرحوم من كفرت ذنوبه بالتوبة أو البلايا أو العفو و المعذب من لم تكفر ذنوبه بأحد هذه الوجوه. و أقول هذا الخبر ينافي ظاهرا عموم الشفاعة و عفو الله و تكفير السيئات بالحسنات على القول به و أجيب بوجوه الأول أن يقال يعني أن صاحب الذنب الذي نبت عليه اللحم و الدم أمره في مشية الله لأنه ليس بطيب و لا يدخل الجنة قطعا و حتما إلا طيب الثاني أن يخص هذا بغير تلك الصور أي لا يدخلها بدون الشفاعة و العفو و التكفير الثالث ما قيل إنه تعالى ينزع عنهم الذنوب فيدخلونها و هم طيبون من الذنوب و يؤيده قوله تعالى وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ الآية و هو بعيد
6- كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أبان عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال إن العبد ليذنب الذنب فيزوى عنه الرزق
بيان فيزوى عنه الرزق أي يقبض أو يصرف و ينحى عنه أي قد يكون تقتير الرزق بسبب الذنب عقوبة أو لتكفير ذنبه و ليس هذا كليا بل هو بالنسبة إلى غير المستدرجين فإن كثيرا من أصحاب الكبائر يوسع عليهم الرزق و في النهاية زويت الأرض أي جمعت و في حديث الدعاء و ما زويت عني مما أحب أي صرفته عني و قبضته
7- كا، ]الكافي[ عن علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن محمد بن إبراهيم النوفلي عن الحسين بن مختار عن رجل عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص ملعون ملعون من عبد الدينار و الدرهم ملعون ملعون من كمه أعمى ملعون ملعون من نكح بهيمة
بيان قال الصدوق رضي الله عنه في كتاب معاني الأخبار بعد إيراد هذه الرواية قال مصنف هذا الكتاب معنى قوله ملعون من كمه أعمى يعني من أرشد متحيرا في دينه إلى الكفر و قرره في نفسه حتى اعتقده و قوله من عبد الدينار و الدرهم يعني به من يمنع زكاة ماله و يبخل بمواساة إخوانه فيكون قد آثر عبادة الدينار و الدرهم على عبادة الله و أما نكاح البهيمة فمعلوم انتهى. و أقول اللعن الطرد و الإبعاد عن الخير من الله تعالى و من الخلق السب و الدعاء و طلب البعد من الخير و كل من أطاع من يأمره الله بطاعته فقد عبده كما قال تعالى أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ و قال سبحانه اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ و كذا من آثر حب شيء على رضا الله و طاعته فقد عبده كعبادة الدينار و الدرهم. قال الراغب العبودية إظهار التذلل و العبادة أبلغ منها لأنها غاية التذلل و لا يستحقها إلا من له غاية الإفضال و هو الله تعالى و العبد على أربعة أضرب الأول عبد بحكم الشرع و هو الإنسان الذي يصح بيعه و ابتياعه و الثاني عبد بالإيجاد و ذلك ليس إلا لله تعالى و إياه قصد بقوله إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً الثالث عبد بالعبادة و الخدمة و الناس في هذا ضربان عبد لله مخلصا و هو المقصود بقوله عز و جل وَ اذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ و أمثاله و عبد للدنيا و أعراضها و هو المعتكف على خدمتها و مراعاتها و إياه قصد النبي ص بقوله تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار و على هذا النحو يصح أن يقال ليس كل إنسان عبدا لله فإن العبد على هذا المعنى العابد لكن العبد أبلغ من العابد انتهى. و أما قوله من كمه أعمى ففي القاموس الكمه محركة العمى يولد به الإنسان أو عام كمه كفرح عمي و صار أعشى و بصره اعترته ظلمة تطمس عليه و المكمه العينين كمعظم من لم تنفتح عيناه و الكامه من يركب رأسه و لا يدري أين يتوجه كالمتكمه و قال الجوهري الأكمه الذي يولد أعمى و قد كمه بالكسر كمها و استعاره سويد فجعله عارضا بقوله.
كمهت عيناه حتى ابيضتا
. و أبو سعيد الكامه الذي يركب رأسه لا يدري أين يتوجه يقال خرج يتكمه في الأرض انتهى. و قال الرغب العمى يقال في افتقاد البصر و افتقاد البصيرة و يقال في الأول أعمى و في الثاني أعمى و عم. و إذا عرفت هذا فاعلم أن هذه الفقرة تحتمل وجوها الأول ما مر من الصدوق رحمه الله و كأنه أظهرها الثاني أن يكون المعنى أضل أعمى البصر عن الطريق و حيره أو لا يهديه إليها الثالث أن يقول للأعمى يا أعمى أو يا أكمه معيرا له بذلك الرابع أن يكون المعنى من يذهب طريقا و يختار مذهبا لا يدري هو أحق أم لا كأكثر الناس فيكون كمه بكسر الميم المخففة مأخوذا من الكامه الذي ذكره الجوهري و الفيروزآبادي فيكون أعمى حالا عن المستتر في كمه أي أعمى القلب و هذا وجه وجيه مما خطر بالبال أن كان فعل المجرد استعمل بهذا المعنى كما هو الظاهر. و لقد أعجب بعض من كان في عصرنا حيث نقل عبارة القاموس من يركب فرسه فقال و يحتمل كمه بالتخفيف و المعنى من ركب أعمى فهو كناية عمن لم يسلك الطريق الواضح الخامس أن يقرأ بالتخفيف أيضا و يكون المعنى من كان أعمى مولودا على العمى لم يهتد إلى الخير سبيلا قط بخلاف من يكون لواما يتنبه أحيانا و يغفل أحيانا السادس أن يقرأ بضم الكاف و تشديد الميم اسما و يكون عمى الكم كناية عن البخل. و أقول الأظهر على هذا الوجه أن يكون كناية عن أنه لا يبالي أن يأخذ المال من حرام أو شبهه أو حلال أو يعطي المال كيف ما اتفق و يبذر و لا يعلم مصارفه الشرعية. و أما نكاح البهيمة فالظاهر أن المراد به الوطء كما فهمه الصدوق رحمه الله و غيره و ربما يحتمل العقد فيكون المراد بالبهيمة المرأة المخالفة أو تزويج البنت للمخالف كما مر أن الناس كلهم بهائم إلا قليلا من المؤمنين و كما قيل في قولهم ع. لا تنزى حمارا على عتيقة و ربما يقرأ نكح بالتشديد على بعض الوجوه و لا يخفى ما في الجميع من التكلف
8- كا، ]الكافي[ عن الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول اتقوا المحقرات من الذنوب فإن لها طالبا يقول أحدكم أذنب و أستغفر الله إن الله عز و جل يقول سنكتب ما قَدَّمُوا وَ آثارَهُمْ وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ و قال عز و جل إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ
بيان المحقرات على بناء المفعول من الإفعال أو التفعيل عدها حقيرة في القاموس الحقر الذلة كالحقرية بالضم و الحقارة مثلثة و المحقرة و الفعل كضرب و كرم و الإذلال كالتحقير و الاحتقار و الاستحقار و الفعل كضرب و حقر الكلام تحقيرا صغره و المحقرات الصغائر و تحاقر تصاغر و في المصباح حقر الشيء بالضم حقارة هان قدره فلا يعبأ به فهو حقير و يعدى بالحركة فيقال حقرته من باب ضرب و أحقرته و قال الذنب الإثم و الجمع ذنوب و أذنب صار ذا ذنب بمعنى تحمله. فإن لها طالبا أي إن للذنوب طالبا يعلمها و يكتبها و قرر عليها عقابا و إذا حقرها فهو يصر عليها و تصير كبيرة فيمكن أن لا يعفو عنها مع أنه قد ورد أنها لا تغفر و لا ينبغي الاتكال على التوبة و الاستغفار فإنه يمكن أن لا يوفق لها و تدركه المنية فيذهب بلا توبة. و قيل يستفاد من الحديث أن الجرأة على الذنب اتكالا على الاستغفار بعده تحقير له و هو كذلك كيف لا و هذا محقق معجل نقد و ذاك موهوم مؤجل نسيئة إن الله عز و جل يقول بيان لقوله إن لها طالبا و الآية في سورة يس هكذا إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَ نَكْتُبُ ما قَدَّمُوا و كأنه من النساخ أو الرواة و قيل هذا نقل للآية بالمعنى لبيان أن هذه الكتابة تكون بعد إحياء الموتى على أجسادهم لفضيحتهم. و قال في مجمع البيان وَ نَكْتُبُ ما قَدَّمُوا من طاعاتهم و معاصيهم في دار الدنيا و قيل نكتب ما قدموه من عمل ليس له أثر وَ آثارَهُمْ أي ما يكون له أثر و قيل يعني بآثارهم أعمالهم التي صارت سنة بعدهم يقتدى فيها بهم حسنة كانت أم قبيحة و قيل معناه و نكتب خطاهم إلى المساجد و سبب ذلك ما رواه الخدري أن بني سلمة كانوا في ناحية المدينة فشكوا إلى رسول الله ص بعد منازلهم من المسجد و الصلاة معه فنزلت الآية. وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ أي و أحصينا و عددنا كل شيء من الحوادث في كتاب ظاهر و هو اللوح المحفوظ و الوجه في إحصاء ذلك فيه اعتبار الملائكة به إذا قابلوا به ما يحدث من الأمور و يكون فيه دلالة على معلومات الله سبحانه على التفصيل و قيل أراد به صحائف الأعمال و سمي ذلك مبينا لأنه لا يدرس أثره انتهى. و قد ورد في كثير من الأخبار أن الإمام المبين أمير المؤمنين ع و قيل أراد بالآثار الأعمال و بما قدموا النيات المقدمة عليها. و قال رحمه الله في قوله تعالى يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ معناه أن ما فعله الإنسان من خير أو شر إن كانت مقدار حبة من خردل في الوزن و يجوز أن يكون الهاء في إِنَّها ضمير القصة فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أي فتكن تلك الحبة في جبل أي في حجرة عظيمة لأن الحبة فيها أخفى و أبعد من الاستخراج أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ ذكر السماوات و الأرض بعد ذكر الصخرة و إن كان لا بد أن تكون الصخرة في الأرض على وجه التأكيد. و قال السدي هذه الصخرة ليست في السماوات و لا في الأرض و هي تحت سبع أرضين و هذا قول مرغوب عنه يَأْتِ بِهَا اللَّهُ أي يحضرها الله يوم القيامة و يجازي عليها أي يأت بجزاء ما وازنها من خير أو شر و قيل معناه يعلمها الله فيأتي بها إذا شاء كذلك قليل العمل من خير أو شر يعلمه الله فيجازي عليه فهو مثل قوله تعالى فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ باستخراجها خَبِيرٌ بمستقرها انتهى. و قال بعض المحققين خفاء الشيء إما لغاية صغره و إما لاحتجابه و إما لكونه بعيدا و إما لكونه في ظلمة فأشار إلى الأول بقوله مِثْقالَ حَبَّةٍ و إلى الثاني بقوله فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ و إلى الثالث بقوله أَوْ فِي السَّماواتِ و إلى
الرابع بقوله أَوْ فِي الْأَرْضِ. و أقول قد ورد في بعض الأخبار أن المراد بالصخرة هي التي تحت الأرضين و الاستشهاد بالآيتين لأن يعلم أن الله سبحانه عالم بجميع أعمال العباد و أحصاها و كتبها و أوعد عليها العقاب فلا ينبغي تحقير المعاصي لأن الوعيد معلوم و الموعد عالم قادر و العفو غير معلوم
9- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن الفضيل عن أبي جعفر ع قال إن الرجل ليذنب الذنب فيدرأ عنه الرزق و تلا هذه الآية إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ وَ لا يَسْتَثْنُونَ فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَ هُمْ نائِمُونَ
بيان في القاموس درأه كجعله درأ و درأه دفعه و الفعل هنا على بناء المجهول و يحتمل المعلوم بإرجاع المستتر إلى الذنب و اللام في الذنب للعهد الذهني أي أي ذنب كان بل يمكن شموله للمكروهات و ترك المستحبات كما تشعر به الآية و إن أمكن حملها على أنهم لم يؤدوا الزكاة الواجبة أو كان الزكاة عندهم حق الجداد و الصرام أو كان هذا أيضا واجبا في شرعهم كما قيل بوجوبه في شرعنا أيضا. قال الطبرسي قدس سره في جامع الجوامع إِنَّا بَلَوْناهُمْ أي أهل مكة بالجوع و القحط بدعاء الرسول ص كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ و هم إخوة كانت لأبيهم هذه الجنة دون صنعاء اليمن بفرسخين فكان يأخذ منها قوت سنة و يتصدق بالباقي و كان يترك للمساكين ما أخطأه المنجل و ما في أسفل الأكداس و ما أخطأه القطاف من العنب و ما بعد من البساط الذي يبسط تحت النخلة إذا صرمت فكان يجتمع لهم شيء كثير. فلما مات قال بنوه إن فعلنا ما كان يفعل أبونا ضاق علينا الأمر و نحن أولو عيال فحلفوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ داخلين في وقت الصباح خفية عن المساكين وَ لا يَسْتَثْنُونَ أي لم يقولوا إن شاء الله في يمينهم فأحرق الله جنتهم. و قال البيضاوي وَ لا يَسْتَثْنُونَ و لا يقولون إن شاء الله و إنما سماه استثناء لما فيه من الإخراج غير أن المخرج به خلاف المذكور و المخرج بالاستثناء عينه أو لأن معنى لأخرج إن شاء الله و لا أخرج إلا أن يشاء الله واحد أو لا يستثنون حصة المساكين كما كان يخرج أبوهم فَطافَ عَلَيْها على الجنة طائِفٌ بلاء طائف مِنْ رَبِّكَ مبتدأ منه. و قال في المجمع أي أحاطت بها النار فاحترقت أو طرقها طارق من أمر الله وَ هُمْ نائِمُونَ قال مقاتل بعث الله نارا بالليل إلى جنتهم فأحرقتها حتى صارت مسودة فذلك قوله فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ أي كالليل المظلم و الصريمان الليل و النهار لانصرام أحدهما عن الآخر و قيل كالمصروم ثماره أي المقطوع و قيل أي الذي صرم عنه الخير فليس فيه شيء منه و قيل أي كالرملة انصرمت من معظم الرمل و قيل كالرماد الأسود فَتَنادَوْا مُصْبِحِينَ أي نادى بعضهم بعضا وقت الصباح أَنِ اغْدُوا أي بأن اغدوا عَلى حَرْثِكُمْ الحرث الزرع و الأعناب إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ أي قاطعين النخل. فَانْطَلَقُوا أي مضوا إليها وَ هُمْ يَتَخافَتُونَ يتسارون بينهم أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ هذا ما كانوا يتخافتون به وَ غَدَوْا عَلى حَرْدٍ أي على قصد منع الفقراء قادِرِينَ عند أنفسهم و في اعتقادهم على منعهم و إحراز ما في جنتهم و قيل على حرد أي على جد و جهد من أمرهم و قيل أي خنق و غضب من الفقراء و قيل قادرين مقدرين موافاتهم الجنة في الوقت الذي قدروا إصرامها فيه و هو وقت الصبح. فَلَمَّا رَأَوْها أي رأوا الجنة على تلك الصفة قالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ ضللنا عن الطريق فليس هذا بستاننا أو لضالون عن الحق في أمرنا فلذلك عوقبنا بذلك ثم استدركوا فقالوا بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ أي هذه جنتنا و لكن حرمنا
نفعها و خيرها لمنعنا حقوق المساكين و تركنا الاستثناء قالَ أَوْسَطُهُمْ أي أعدلهم قولا و أفضلهم و أعقلهم أو أوسطهم في السن أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْ لا تُسَبِّحُونَ كأنه كان حذرهم سوء فعالهم فقال لو لا تستثنون لأن في الاستثناء التوكل على الله و التعظيم لله و الإقرار على أنه لا يقدر أحد على فعل شيء إلا بمشيئة الله فلذلك سماه تسبيحا و قيل معناه هلا تعظمون الله بعبادته و اتباع أمره أو هلا تذكرون نعم الله عليكم فتؤدوا شكرها بأن تخرجوا حق الفقراء من أموالكم أو هلا نزهتم الله عن الظلم و اعترفتم بأنه لا يظلم و لا يرضى منكم بالظلم و قيل أي لم لا تصلون. ثم حكى عنهم أنهم قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ في عزمنا على حرمان المساكين من حصتهم عند الصرام أو أنه تعالى منزه عن الظلم فلم يفعل بنا ما فعله ظلما و إنما الظلم وقع منا حيث منعنا الحق فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ أي يلوم بعضهم بعضا على ما فرط منهم قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا طاغِينَ قد علونا في الظلم و تجاوزنا الحد فيه و الويل غلظ المكروه الشاق على النفس عَسى رَبُّنا أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً مِنْها أي لما تابوا و رجعوا إلى الله قالوا لعل الله يخلف علينا و يولينا خيرا من الجنة التي هلكت إِنَّا إِلى رَبِّنا راغِبُونَ أي نرغب إلى الله و نسأله ذلك و نتوب إليه مما فعلناه كَذلِكَ الْعَذابُ في الدنيا للعاصين وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ. و روي عن ابن مسعود أنه قال بلغني أن القوم أخلصوا و عرف الله منهم الصدق فأبدلهم بها جنة يقال لها الحيوان فيها عنب يحمل البغل منها عنقودا و قال أبو خالد اليمامي رأيت الجنة و رأيت كل عنقود كالرجل الأسود القائم
-10 كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء فإن تاب انمحت و إن زاد زادت حتى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها أبدا
بيان خرج في قلبه نكتة النكتة النقطة و كل نقطة في شيء بخلاف لونه فهو نكتة و قيل إن الله خلق قلب المؤمن نورانيا قابلا للصفات النورانية فإن أذنب خرج فيه نقطة سوداء فإن تاب زالت تلك النقطة و عاد محلها إلى نورانيته و إن زاد في الذنب سواء كان من نوع ذلك الذنب أم من غيره زادت نقطة أخرى سوداء و هكذا حتى تغلب النقاط السود على جميع قلبه فلا يفلح بعدها أبدا لأن القلب حينئذ لا يقبل شيئا من الصفات النورانية و الظاهر أنه إن تاب من ذنب ثم عاد لم تبطل التوبة الأولى و أنه إن تاب من بعض الذنوب دون بعض فهي صحيحة على أحد القولين فيها. أقول و قال بعض المحققين بعد أن حقق أن القلب هو اللطيفة الربانية الروحانية التي لها تعلق بالقلب الصنوبري كما مر ذكره القلب في حكم مرآة قد اكتنفته هذه الأمور المؤثرة فيه و هذه الآثار على التوالي واصلة إلى القلب أما الآثار المحمودة فإنها تزيد مرآة القلب جلاء و إشراقا و نورا و ضياء حتى يتلألأ فيه جلية الحق و تنكشف فيه حقيقة الأمر المطلوب في الدين و إلى مثل هذا القلب
أشار بقوله ص إذا أراد الله بعبد خيرا جعل له واعظا من قلبه
و بقوله ص من كان له من قلبه واعظ كان عليه من الله حافظ
و هذا القلب هو الذي يستقر فيه الذكر قال الله تعالى أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ. و أما الآثار المذمومة فإنها مثل دخان مظلم يتصاعد إلى مرآة القلب و لا يزال يتراكم عليه مرة بعد أخرى إلى أن يسود و يظلم و يصير بالكلية محجوبا عن الله تعالى و هو الطبع و الرين قال الله تعالى كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ و قال الله أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَ نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ فربط عدم السماع و الطبع بالذنوب كما ربط السماع بالتقوى حيث قال وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ اسْمَعُوا وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ يُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ. و مهما تراكمت الذنوب طبع على القلب و عند ذلك يعمى القلب عن إدراك الحق و صلاح الدين و يستهين بالآخرة و يستعظم أمر الدنيا و يصير مقصورا لهم عليه فإذا قرع سمعه أمر الآخرة و ما فيها من الأخطار دخل من أذن و خرج من الأخرى و لم يستقر في القلب و لم يحركه إلى التوبة و التدارك أولئك الذين يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ. و هذا هو معنى اسوداد القلب بالذنوب كما نطق به القرآن و السنة
قال بعضهم روي عن النبي ص قلب المؤمن أجرد فيه سراج يزهر و قلب الكافر أسود منكوس
فطاعة الله تعالى بمخالفة الشهوات مصقلات للقلب و معصيته مسودات له فمن أقبل على المعاصي أسود قلبه و من اتبع السيئة الحسنة و محا أثرها لم يظلم قلبه و لكن ينقص نوره كالمرآة التي يتنفس فيها ثم يمسح ثم يتنفس ثم يمسح فإنها لم تخلو عن كدورة قال الله تعالى إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ. فأخبر أن جلاء القلب و إيضاءه يحصل بالذكر و أنه لا يتمكن منه إلا الذين اتقوا فالتقوى باب الذكر و الذكر باب الكشف و الكشف باب الفوز الأكبر و هو الفوز بلقاء الله تعالى. أقول هذا من تحقيقات بعض الصوفية أوردناه استطرادا و فيه حق و باطل و الله الملهم للخير و الصواب
11- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال إن العبد يسأل الله الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجل قريب أو إلى وقت بطيء فيذنب العبد ذنبا فيقول الله تبارك و تعالى للملك لا تقض حاجته و احرمه إياها فإنه تعرض لسخطي و استوجب الحرمان مني
بيان فيكون من شأنه ضمير شأنه راجع إلى الله تعالى و يحتمل رجوعه إلى مصدر يسأل أو العبد و مال الجميع واحد أي له قابلية قضاء الحاجة قيل لا يقال هذا ينافي ما في بعض الروايات من أن العاصي إذا دعاه أجابه بسرعة كراهة سماع صوته لأنا نقول لا منافاة بينهما لأن هناك شيئين أحدهما المعصية و هي تناسب عدم الإجابة و الثاني كراهة سماع صوته و هي تناسب سرعة الإجابة فربما ينظر إلى الأول فلا يجيبه و ربما ينظر إلى الثاني فيجيبه و ليس في الأخبار ما يدل على أن العاصي يجاب دائما و لو سلم لأمكن حمل هذا الخبر على أن المؤمن الصالح إن أذنب و تعرض لسخط ربه استوجب الحرمان و لا يقضي الله حاجته تأديبا له لينزجر عما يفعله
12- كا، ]الكافي[ عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول إنه ما من سنة أقل مطرا من سنة و لكن الله يضعه حيث يشاء إن الله عز و جل إذا عمل قوم بالمعاصي صرف عنهم ما كان قدر لهم من المطر في تلك السنة إلى غيرهم و إلى الفيافي و البحار و الجبال و إن الله ليعذب الجعل في جحرها فيحبس المطر عن الأرض التي هي بمحلها بخطايا من بحضرتها و قد جعل الله لها السبيل في مسلك سوى محلة أهل المعاصي قال ثم قال أبو جعفر ع فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ
بيان إلى غيرهم أي من المطيعين إن كانوا مستحقين للمطر و إلا فإلى الفيافي و في النهاية الفيافي البراري الواسعة جمع فيفاء و في القاموس الفيف المكان المستوي أو المفازة لا ماء فيها كالفيفاة و الفيفاء و يقصر و قال الجعل كصرد دويبة و في المصباح الجعل وزان عمر الحرباء و هو ذكر أم حبين و قال المحل بفتح الحاء و الكسر لغة موضع الحلول و المحلة بالفتح المكان الذي ينزله القوم عن الأرض التي هي بمحلها الظاهر أن الضمير في قوله بمحلها راجع إلى الجعل أي الأرض التي هي متلبسة بمحل الجعل أي مشتملة عليه أو ضمير هي راجع إلى الجعل و ضمير محلها إلى الأرض فيكون إضافة المحل إلى الضمير من إضافة الجزء إلى الكل و الأول أظهر و ضمير بحضرتها للجعل. فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ الاعتبار الاتعاظ و التفكر في العواقب و قبول النصيحة و أولو الأبصار أصحاب البصائر و العقول أي تفكروا في أنه إذا كان حال الحيوان الغير المكلف القليل الشعور أو عديمه هكذا في التضرر بمجاورة أهل المعاصي فكيف تكون حالك في المعصية و مجاورة أهلها. و هذا الخبر مما يدل على أن للحيوانات شعورا و علما ببعض التكاليف الشرعية و أفعال العباد و أعمالهم و أن لهم نوعا من التكليف خلافا لأكثر الحكماء و المتكلمين و يؤيده قصة الهدهد و سائر الأخبار التي أوردتها في المجلد الرابع عشر و ربما يأول الجعل بأن المراد بها ضعفاء بني آدم و لا يخفى بعده ثم إن الخبر يدل على وجوب المهاجرة عن بلاد أهل المعاصي إذا لم يمكن نهيهم عن المنكر
13- كا، ]الكافي[ عن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن ابن بكير عن أبي عبد الله ع قال إن الرجل يذنب الذنب فيحرم صلاة الليل و إن العمل السيئ أسرع في صاحبه من السكين في اللحم
بيان الذنب منصوب مفعول مطلق و اللام للعهد الذهني أسرع أي نفوذا أو تأثيرا في صاحبه و كما أن كثرة نفوذ السكين في المرء يوجب هلاكه البدني فكذا كثرة الخطايا يوجب هلاكه الروحاني
14- كا، ]الكافي[ عن أبي علي الأشعري عن ابن فضال عن ابن بكير عن أبي عبد الله ع قال من هم بسيئة فلا يعملها فإنه ربما يعمل العبد السيئة فيراه الرب تبارك و تعالى فيقول و عزتي و جلالي لا أغفر لك بعد ذلك أبدا
بيان السيئة أي نوعا من السيئة تكون مع تحقيرها و الاستهانة بها أو غير ذلك و العزة القدرة و الغلبة و الجلال الكبرياء و العظمة لا أغفر لك أي يستحق لمنع اللطف و عدم التوفيق للتوبة و لا يستحق المغفرة و فيه تحذير عن جميع السيئات فإن كل سيئة يمكن أن تكون هذه السيئة
15- كا، ]الكافي[ عن الحسين بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن عمرو بن عثمان عن رجل عن أبي الحسن ع قال حق على الله أن لا يعصى في دار إلا أضحاها للشمس حتى تطهرها
بيان حق على الله أي جعلها الله سبحانه واجبا لازما على نفسه أن لا يعصى كأن المراد كثرة وقوع المعاصي فيها إلا أضحاها أي خربها و أظهر أرضها للشمس حتى تشرق عليها و تطهرها من النجاسة المعنوية و هي كناية عن أن المعاصي تخرب الديار و فيه إشعار بأن الشمس تطهر الأرض و في القاموس أضحى الشيء أظهره و ضحا ضحوا برز للشمس و كسعى و رضي أصابته الشمس و أرض مضحاة لا تكاد تغيب عنها الشمس و ضحى الطريق ضحوا بدا و ظهر
16- كا، ]الكافي[ عن العدة عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن مسمع بن عبد الملك عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص إن العبد ليحبس على ذنب من ذنوبه مائة عام و إنه لينظر إلى أزواجه في الجنة يتنعمن
بيان قد روي عن أمير المؤمنين أنه قال لا تتكلوا بشفاعتنا فإن شفاعتنا قد لا تلحق بأحدكم إلا بعد ثلاث مائة سنة
و في الخبر دلالة على أن الذنب يمنع من دخول الجنة في تلك المدة و لا دلالة فيه على أنه في تلك المدة في النار أو في شدائد القيامة و في المصباح النعمة بالفتح اسم من التنعم و التمتع و هو النعيم و نعم عيشه كتعب اتسع و لان و نعمه الله تنعيما جعله ذا رفاهية
17- كا، ]الكافي[ عن أبي علي الأشعري عن عيسى بن أيوب عن علي بن مهزيار عن القاسم بن عروة عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر ع قال ما من عبد إلا و في قلبه نكتة بيضاء فإذا أذنب ذنبا خرج في النكتة نكتة سوداء فإن تاب ذهب تلك السواد و إن تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطي البياض فإذا غطى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبدا و هو قول الله عز و جل كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ
بيان روي مثله عن أمير المؤمنين ع في النهج و قال ابن ميثم توضيح الكلام أن بأصل الإيمان تظهر نكتة بيضاء في قلب من آمن أول مرة ثم إذا أقر باللسان ازدادت تلك النكتة و إذا عمل بالجوارح عملا صالحا ازدادت حتى يصير قلبه نورانيا كالنير الأعظم و يعكس ذلك في العمل السيئ. و تحقيق الكلام في هذا المقام أن المقصود بالقصد الأول الأعمال الظاهرة و الأمر بمحاسنها و النهي عن مقابحها هو ما تكتسب النفس منها من الأخلاق الفاضلة و الصفات الفاسدة فمن عمل عملا صالحا أثر في نفسه و بازدياد العمل يزداد الضياء و الصفاء حتى تصير كمرآة مجلوة صافية و من أذنب ذنبا أثر ذلك أيضا و أورث لها كدورة فإن تحقق عنده قبحه و تاب عنه زال الأثر و صارت النفس مصقولة صافية و إن أصر عليه زاد الأثر الميشوم و فشا في النفس و استمر عليها و صار من أهل الطبع و لم يرجع إلى خير أبدا إذ دواء هذا الداء هو الانكسار و هضم النفس و الاعتراف بالتقصير و الرجوع إلى الله بالتوبة و الاستغفار و الانقلاع عن المعاصي و لا محل لشيء من ذلك إلى هذا القلب المظلم و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم. ثم أشار إلى أن ذلك هو الرين المذكور في الآية الكريمة بقوله و هو قول الله عز و جل كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ قيل أي غلب على قلوبهم ما كانوا يكسبون حتى قبلت الطبع و الختم على وجه لا يدخل فيها شيء من الحق. و المراد بما كانوا يكسبون الأعمال الظاهرة القبيحة و الأخلاق الباطنة الخبيثة فإن ذلك سبب لرين القلب و صداه و موجب لظلمته و عماه فلا يقدر أن ينظر إلى وجوه الخيرات و لا يستطيع أن يشاهد صور المعقولات كما أن المرآة إذا ألقيت في مواضع الندى ركبها الصداء و أذهب صفاءها و أبطل جلاءها فلا يتنقش فيها صور المحسوسات. و بالجملة يشبه القلب في قسوته و غلظته و ذهاب نوره بما يعلوه من الذنوب و الهوى و ما يكسوه من الغفلة و الردى بالمرآة المنكدرة من الندى و كما أن هذه المرآة يمكن إزالة ظلمتها بالعمل المعلوم كذلك هذا القلب يمكن تصفيته من ظلمات الذنوب و كدورات الأخلاق بدوام الذكر و التوبة الخالصة و الأعمال الصالحة و الأخلاق الفاضلة حتى ينظر إلى عالم الغيب بنور الإيمان و يشاهده مشاهدة العيان إلى أن يبلغ إلى أعلى درجات الإحسان فيعبد الله كأنه يراه و يرى الجنة و ما أعد الله فيها لأوليائه و يرى النار و ما أعد الله فيها لأعدائه. و قال البيضاوي عند قوله تعالى وَ ما يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ رد لما قالوه و بيان لما أدى بهم إلى هذا القول بأن غلب عليهم حب المعاصي بالانهماك فيه حتى صار ذلك صداء على قلوبهم فعمي عليهم معرفة الحق و الباطل فإن كثرة الأفعال سبب لحصول الملكات
كما قال ص إن العبد كلما أذنب ذنبا حصل في قلبه نكتة سوداء حتى يسود قلبه
و الرين الصداء
18- كا، ]الكافي[ عن العدة عن سهل بن زياد عن علي بن أسباط عن أبي الحسن الرضا ع قال قال أمير المؤمنين ع لا تبدين عن واضحة و قد عملت الأعمال الفاضحة و لا تأمن البيات و قد عملت السيئات
19- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى و أبي علي الأشعري عن الحسين بن إسحاق عن علي بن مهزيار عن حماد بن عيسى عن أبي عمرو المدائني عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول إن الله قضا قضاء حتما لا ينعم على العبد بنعمة فيسلبها إياه حتى يحدث العبد ذنبا يستحق بذلك النقمة
بيان لا ينعم استئناف بياني أو منصوب بتقدير أن و قوله فيسلبها معطوف على النفي لا على المنفي و حتى للاستثناء و المشار إليه في قوله بذلك إما مصدر يحدث أو الذنب و المال واحد و في القاموس النقمة بالكسر و الفتح و كفرحه المكافاة بالعقوبة و فيه تلميح إلى قوله سبحانه إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ
20- كا، ]الكافي[ عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن سدير قال سأل رجل أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ الآية فقال هؤلاء قوم كانت لهم قرى متصلة ينظر بعضهم إلى بعض و أنهار جارية و أموال ظاهرة فكفروا نعم الله عز و جل و غيروا ما بأنفسهم من عافية الله فغير الله ما بهم من نعمة و إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ فأرسل الله عليهم سيل العرم فغرق قراهم و خرب ديارهم و ذهب بأموالهم و أبدلهم مكان بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَ أَثْلٍ وَ شَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ثم قال ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَ هَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ
بيان الآيات في سورة سبإ هكذا لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ و قرأ أكثر القراء في مساكنهم قال الطبرسي قدس سره ثم أخبر سبحانه عن قصة سبإ بما دل على حسن عاقبة الشكور و سوء عاقبة الكفور فقال لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ و هو أبو عرب اليمن كلها و قد تسمى بها القبيلة
و في الحديث عن فروة بن مسيك أنه قال سألت رسول الله ص عن سبإ أ رجل هو أم امرأة فقال هو رجل من العرب ولد له عشرة تيامن منهم ستة و تشاءم منهم أربعة فأما الذين تيامنوا فالأزد و كندة و مذحج و الأشعرون و الأنمار و حمير فقال رجل من القوم ما أنمار قال الذين منهم خثعم و بجيلة و أما الذين تشاءموا فعامله و جذام و لحم و غسان
فالمراد بسبإ هاهنا القبيلة الذين هم أولاد سبإ بن يشحب بن يعرب بن قحطان. فِي مَسْكَنِهِمْ أي في بلدهم آيَةٌ أي حجة على وحدانية الله سبحانه و كمال قدرته و علامة على سبوغ نعمه ثم فسر سبحانه الآية فقال جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَ شِمالٍ أي بستانان عن يمين من آتاهما و شماله و قيل عن يمين البلد و شماله و قيل إنه لم يرد جنتين اثنتين و المراد كانت ديارهم على وتيرة واحدة إذ كانت البساتين عن يمينهم و شمالهم متصلة بعضها ببعض و كان من كثرة النعم أن المرء كانت تمشي و المكتل على رأسها فيمتلئ بالفواكه من غير أن تمس بيدها شيئا و قيل الآية المذكورة هي أنه لم تكن في قريتهم بعوضة و لا ذباب و لا برغوث و لا عقرب و لا حية و كان الغريب إذا دخل بلدهم و في ثيابه قمل و دواب ماتت عن ابن زيد و قيل إن المراد بالآية خروج الأزهار و الثمار من الأشجار على اختلاف ألوانها و طعومها. و قيل إنما كانت ثلاث عشرة قرية في كل قرية نبي يدعوهم إلى الله سبحانه يقولون لهم كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَ اشْكُرُوا لَهُ أي كلوا مما رزقكم الله في هذه الجنان و اشكروا له يزدكم من نعمة و استغفروه يغفر لكم. بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ أي هذه بلدة مخصبة نزهة أرضها عذبة تخرج النبات و ليست بسبخة و ليس فيها شيء من الهوام المؤذية و قيل أراد به صحة هوائها و عذوبة مائها و سلامة تربتها و أنه ليس فيها حر يؤذي في القيظ و لا برد يؤذي في الشتاء. وَ رَبٌّ غَفُورٌ أي كثير المغفرة للذنوب فَأَعْرَضُوا عن الحق و لم يشكروا الله سبحانه و لم يقبلوا ممن دعاهم إلى الله من أنبيائه فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ و ذلك أن الماء كان يأتي أرض سبإ من أودية اليمن و كان هناك جبلان يجتمع ماء المطر و السيول بينهما فسدوا ما بين الجبلين فإذا احتاجوا إلى الماء نقبوا السد بقدر الحاجة فكانوا يسقون زرعهم و بساتينهم فلما كذبوا رسلهم و تركوا أمر الله بعث الله جرذا نقبت ذلك الردم و فاض الماء عليهم فأغرقهم. و العرم المسناة التي تحبس الماء واحدها عرمة أخذ من عرامة الماء و هو ذهابه كل مذهب و قيل العرم اسم واد كان يجتمع فيه سيول من أودية شتى و قيل العرم هنا اسم الجرذ الذي نقب السكر عليهم و هو الذي يقال له الخلد و قيل العرم المطر الشديد. و قال ابن الأعرابي العرم السيل الذي لا يطاق وَ بَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ اللتين فيهما أنواع الفواكه و الخيرات جَنَّتَيْنِ أخراوين سماهما جنتين لإزدواج الكلام كما قال تعالى وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اللَّهُ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَ أَثْلٍ أي صاحبي أكل و هو اسم لثمر كل شجرة و ثمر الخمط هو الأراك و قيل هو شجر الغضا و قيل هو شجر له شوك و الأثل الطرفا عن ابن عباس و قيل ضرب من الخشب و قيل هو السمر وَ شَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ يعني أن الخمط و الأثل كانا أكثر فيهما من السدر و هو النبق قال قتادة كان شجرهم خير شجر فصيره الله شر شجرة بسوء أعمالهم. ذلِكَ أي ما فعلنا بهم جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا أي بكفرهم وَ هَلْ نُجازِي بهذا الجزاء إِلَّا الْكَفُورَ الذي يكفر نعم الله و قيل معناه هل نجازي بجميع سيئاته إلا الكافر لأن المؤمن قد كان يكفر عنه بعض سيئاته و قيل إن المجازاة من التجازي و هو التقاضي أي لا يقتضي و لا يرتجع ما أعطي إلا الكافر فإنهم لما كفروا النعمة اقتضوا ما أعطوا أي ارتجع منهم عن أبي مسلم. وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً أي و قد
كان من قصتهم أنا جعلنا بينهم و بين قرى الشام التي باركنا فيها بالماء و الشجر قرى متواصلة و كان متجرهم من أرض اليمن إلى الشام و كانوا يبيتون بقرية و يقيلون بأخرى حتى يرجعوا و كانوا لا يحتاجون إلى زاد من وادي سبإ إلى الشام و معنى الظاهرة أن الثانية كانت ترى من الأولى لقربها منها وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ أي جعلنا السير من القرية إلى القرية نصف يوم و قلنا لهم سِيرُوا فِيها أي في تلك القرى لَيالِيَ وَ أَيَّاماً أي ليلا شئتم المصير أو نهارا آمِنِينَ من الجوع و العطش و التعب و من السباع و كل المخاوف و في هذا إشارة إلى تكامل نعمه عليهم في السفر كما أنه كذلك في الحضر. ثم أخبر سبحانه أنهم بطروا و بغوا فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا أي اجعل بيننا و بين الشام فلوات و مفاوز لنركب إليها الرواحل و نقطع المنازل و هذا كما قالت بنو إسرائيل لما ملوا النعمة اخرج لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِها وَ قِثَّائِها بدل من المن و السلوى وَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ بارتكاب الكفر و المعاصي فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ لمن بعدهم يتحدثون أمرهم و شأنهم و يضربون بهم المثل فيقولون تفرقوا أيادي سبإ إذا تشتتوا أعظم التشتت وَ مَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ أي فرقناهم في كل وجه من البلاد كل تفريق إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ على الشدائد شكور على النعماء و قيل لكل صبار عن المعاصي شكور للنعم بالطاعات. ثم نقل عن الكلبي عن أبي صالح قال ألقت طريفة الكاهنة إلى عمرو بن عامر الذي يقال له مزيقيا بن ماء السماء و كانت قد رأت في كهانتها أن سد مأرب سيخرب و أنه سيأتي سيل العرم فيخرب الجنتين فباع عمرو بن عامر أمواله و سار هو و قومه حتى انتهوا إلى مكة فأقاموا بها و ما حولها فأصابتهم الحمى و كانوا ببلد لا يدرون فيه ما الحمى فدعوا طريفة و شكوا إليها الذي أصابهم فقالت لهم قد أصابني الذي تشتكون و هو مفرق بيننا. قالوا فما ذا تأمرين قالت من كان منكم ذا هم بعيد و جمل شديد و مزاد جديد فليلحق بقصر عمان المشيد فكانت أزد عمان ثم قالت من كان منكم ذا جلد و قسر و صبر على ما أزمات الدهر فعليه بالأراك من بطن مر فكانت خزاعة ثم قالت من كان منكم يريد الراسيات في الوحل المطعمات في المحل فليلحق بيثرب ذات النخل فكانت الأوس و الخزرج ثم قالت من كان منكم يريد الخمر و الخمير و الملك و التأمير و ملابس التاج و الحرير فليلحق ببصرى و غوير و هما من أرض الشام فكان الذين سكنوها آل جفنة بن غسان ثم قالت من كان منكم يريد الثياب الرقاق و الخيل العتاق و كنوز الأرزاق و الدم المهراق فليلحق بأرض العراق فكان الذين يسكنونها آل جزيمة الأبرش و من كان بالحيرة و آل محرق
21- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن سماعة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول ما أنعم الله على عبد نعمة فسلبها إياه حتى يذنب ذنبا يستحق بذلك السلب
22- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد و علي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن الهيثم بن واقد الجزري قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن الله عز و جل بعث نبيا من أنبيائه إلى قومه و أوحى إليه أن قل لقومك إنه ليس من أهل قرية و لا ناس كانوا على طاعتي فأصابهم فيها سراء فتحولوا عما أحب إلى ما أكره إلا تحولت لهم عما يحبون إلى ما يكرهون و ليس من أهل قرية و لا أهل بيت كانوا على معصيتي فأصابهم فيها ضراء فتحولوا عما أكره إلى ما أحب إلا تحولت لهم عما يكرهون إلى ما يحبون و قل لهم إن رحمتي سبقت غضبي فلا تقنطوا من رحمتي فإنه لا يتعاظم عندي ذنب عبد أغفره و قل لهم لا يتعرضوا معاندين لسخطي و لا يستخفوا بأوليائي فإن لي سطوات عند غضبي لا يقوم لها شيء من خلقي
بيان و لا أناس هم أقل من أهل القرية كأهل بيت كما قال في الشق الثاني مكانه و لا أهل بيت و في القاموس السراء المسرة و الضراء الزمانة و الشدة و النقص في الأموال و الأنفس و في المصباح سره أفرحه و المسرة منه و هو ما يسر به الإنسان و السراء الخير و الفضل و الضراء نقيض السراء. إن رحمتي سبقت غضبي هذا يحتمل وجوها الأول أن يكون المراد بالسبق الغلبة أي رحمتي غالبة على غضبي و زائدة عليه فإنه إذا اشتد سبب الغضب و كان هناك سبب ضعيف للرحمة يتعلق الرحمة بفضله تعالى. الثاني أن يكون المراد به السبق المعنوي أيضا على وجه آخر فإن أسباب الرحمة من إقامة دلائل الربوبية في الآفاق و الأنفس و بعثة الأنبياء و الأوصياء و إنزال الكتب و خلق الملائكة و بعثهم لهداية الخلق و إرشادهم و دفع وساوس الشياطين و غير ذلك من أسباب التوفيق أكثر من أسباب الضلالة من القوى الشهوانية و الغضبية و خلق الشياطين و عدم دفع أئمة الضلالة و أشباه ذلك من أسباب الخذلان. الثالث أن يراد به السبق الزماني فإن تقدير وجود الإنسان و إيجاده و إعطاء الجوارح و السمع و البصر و سائر القوى و نصب الدلائل و الحجج و غير ذلك كلها قبل التكليف و التكليف مقدم على الغضب و العقاب و يمكن إرادة الجميع بل هو الأظهر. لا يتعرضوا معاندين أي مصرين على المعاصي فإن من أذنب لغلبة شهوة أو غضب ثم تاب عن قريب لا يكون معاندا و الاستخفاف بالأولياء شامل لقتلهم و ضربهم و شتمهم و إهانتهم و عدم متابعتهم و الإعراض عن مواعظهم و نواهيهم و أوامرهم. و السطوة القهر و البطش بشدة لا يقوم لها شيء أي لا يطيقها أو لا يتعرض لدفعها
23- كا، ]الكافي[ عن علي بن إبراهيم الهاشمي عن جده محمد بن الحسن بن محمد بن عبيد الله عن سليمان الجعفري عن الرضا ع قال أوحى الله عز و جل إلى نبي من الأنبياء إذا أطعت رضيت و إذا رضيت باركت و ليس لبركتي نهاية و إذا عصيت غضبت و إذا غضبت لعنت و لعنتي تبلغ السابع من الوراء
بيان باركت أي زدت نعمتي عليهم في الدنيا و الآخرة و ليس لبركتي نهاية لا في الشدة و لا في المدة لعنت أي أبعدتهم من رحمتي و لعنتي أي أثرها تبلغ السابع من الوراء في الصحاح و القاموس الوراء ولد الولد و يستشكل بأنه أي تقصير لأولاد الأولاد حتى تبلغ اللعنة إليهم إلى البطن السابع فمنهم من حمله على أنه قد يبلغهم و هو إذا رضوا بفعل آبائهم كما ورد أن القائم ع يقتل أولاد قتلة الحسين ع لرضاهم بفعل آبائهم. و أقول يمكن أن يكون المراد به الآثار الدنيوية كالفقر و الفاقة و البلايا و الأمراض و الحبس و المظلومية كما نشاهد أكثر ذلك في أولاد الظلمة و ذلك عقوبة لآبائهم فإن الناس يرتدعون عن الظلم بذلك لحبهم لأولادهم و يعوض الله الأولاد في الآخرة كما قال تعالى وَ لْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ الآية و هذا جائز على مذهب العدلية بناء على أنه يمكن إيلام شخص لمصلحة الغير مع التعويض بأكثر منه بحيث يرضى من وصل إليه الألم مع أن في هذه الأمور مصالح للأولاد أيضا فإن أولاد المترفين بالنعم إذا كانوا مثل آبائهم يصير ذلك سببا لبغيهم و طغيانهم أكثر من غيرهم
-24 كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن علي بن الحسن بن علي عن محمد بن الوليد عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله ع أنه قال إن أحدكم ليكثر به الخوف من السلطان و ما ذلك إلا بالذنوب فتوقوها ما استطعتم و لا تمادوا فيها
بيان و ما ذلك إلا بالذنوب أي الذنوب تصير سببا لتسلط السلاطين و الخوف منهم و ما قيل إن المراد بالذنوب مخالفة السلاطين أي كما أن من خالف بعض السلاطين يخاف بطشه و عقوبته فلا بد أن يكون خوفه من السلطان الأكبر أعظم و أكثر فلا يخفى بعده ثم أمر ع بالوقاية من الذنوب بقدر الاستطاعة و نهى عن الإصرار عليها و التمادي فيها على تقدير الوقوع و في المصباح تمادى فلان في الأمر إذا لج و داوم على فعله
25- كا، ]الكافي[ عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس رفعه قال قال أمير المؤمنين ع لا وجع أوجع للقلوب من الذنوب و لا خوف أشد من الموت و كفى بما سلف تفكرا و كفى بالموت واعظا
بيان لا وجع أوجع للقلوب من الذنوب أي الذنوب تصير سببا لهم القلب و حزنه أزيد من غيرها من المخوفات لأن الذنوب تصير سببا للخوف من عقاب الله الذي هو أعظم المفاسد و أشدها فالمراد به من الهم الحاصل من الذنوب أو المعنى أن الأوجاع و الأمراض الصورية و المعنوية و الجسمانية و الروحانية العارضة للإنسان ليس شيء منها أشد تأثيرا في القلب من الذنوب التي هي من الأمراض الروحانية و الأوجاع المعنوية. أو المعنى أن للقلب أمراضا و أوجاعا مختلفة بعضها روحانية و بعضها جسمانية و ليس شيء منها أشد و أوجع و أضر من الذنوب فإنها بنفسها أمراض للقلب كالحقد و الحسد و ضعف التوكل و أمثالها أو سبب لأمراضها فإن الذنوب أسباب لضعف الإيمان و اليقين كما قال سبحانه فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً. و لا خوف أشد من الموت أي من خوف الموت إذ كل شيء يخاف وقوعه غير متيقن بخلاف الموت و لأن الخوف أنما هو من ألم و الموت ألم شديد مع ما يعقبه من الآلام التي لا يعلم النجاة منها و يحتمل أن يراد بالخوف المخوف فلا حاجة إلى تقدير. و كفى بما سلف تفكرا الباء بعد كفى في الموضعين زائدة و تفكرا تميز و الحاصل أنه كفى التفكر في ما سلف من أحوال نفسه و أحوال غيره و عدم بقاء لذات الذنوب و بقاء تبعاتها و فناء الدنيا و ذهاب من ذهب قبل بلوغ آماله و حسن عواقب الصالحين و المحسنين و سوء عاقبة الظالمين و الفاسقين و أمثال ذلك. و كفى بالموت واعظا تميز كقولهم لله دره فارسا أي يكفي الموت و التفكر فيه و فيما يتعقبه من الأحوال و الأهوال للاتعاظ به و عدم الاغترار بالدنيا و لذاتها فإنه هادم اللذات و مهون المصيبات كما قالوا ع فضح الموت الدنيا
26- كا، ]الكافي[ عن أحمد بن محمد الكوفي عن علي بن الحسن الميثمي عن العباس بن هلال الشامي مولى لأبي الحسن موسى ع قال سمعت الرضا ع يقول كلما أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعملون أحدث الله لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون
بيان ما لم يكونوا يعملون أي من البدع التي أحدثوها أو الذنب الذي لم يصدر منهم قبل ذلك و إن صدر عن غيرهم ما لم يكونوا يعرفون أي لم يروا مثله أو لم يبتلوا بمثله
27- كا، ]الكافي[ عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن عباد بن صهيب عن أبي عبد الله ع قال يقول الله عز و جل إذا عصاني من عرفني سلطت عليه من لا يعرفني
بيان من عرفني أي أقر بربوبيتي و بالأنبياء و الأوصياء و كان على دين الحق أو كان ممن يعرف الله حق المعرفة و لا ينافي صدور الذنب منه نادرا من لا يعرفني من الكفار و المخالفين أو الأعم منهم و من سائر الظلمة و يمكن شموله للشياطين أيضا
28- كا، ]الكافي[ عن العدة عن سهل بن زياد عن علي بن أسباط عن ابن عرفة عن أبي الحسن ع قال إن لله عز و جل في كل يوم و ليلة مناديا ينادي مهلا مهلا عباد الله عن معاصي الله فلو لا بهائم رتع و صبية رضع و شيوخ ركع لصب عليكم العذاب صبا ترضون به رضا
بيان مهلا اسم فعل بمعنى أمهل و قيل مصدر و النصب على الإغراء أي ألزموا مهلا و المهل بالتسكين و التحريك الرفق و التأني و التأخر أي تأن في المعاصي و لا تعجل أو تأخر عنها و لا تقربها قال في النهاية
في حديث علي ع إذا سرتم إلى العدو فمهلا مهلا فإذا وقعت العين على العين فمهلا مهلا
الساكن الرفق و المتحرك المتقدم أي إذا سرتم فتأنوا و إذا لقيتم فاحملوا كذا قال الأزهري و غيره. و قال الجوهري المهل بالتحريك التؤدة و التباطي و الاسم المهلة و فلان ذو مهل بالتحريك أي ذو تقدم في الخير و لا يقال في الشر يقال مهلته و أمهلته أي سكنته و أخرته و يقال مهلا للواحد و الاثنين و الجمع و المؤنث بلفظ واحد بمعنى أمهل. و الرتع و الرضع و الركع بالضم و التشديد في الجميع جمع راتع و راضع و راكع في القاموس رتع كمنع رتعا و رتوعا و رتاعا بالكسر أكل و شرب ما شاء في خصب و سعة أو هو الأكل و الشرب رغدا في الريف أو بشره و جمل راتع من إبل رتاع كنائم و نيام و رتع كركع و رتع بضمتين و قال رضع أمه كسمع و ضرب فهو راضع و الجمع رضع كركع و رضع ككتف و رضع رضاعة فهو راضع و رضيع من رضع كركع و قال ركع انحنى كبرا أو كبا على وجهه و افتقر بعد غنى و انحطت حاله و كل شيء يخفض رأسه فهو راكع و قال الصبي من لم يفطم بعد و الجمع صبية و يضم و في الصحاح الصبي الغلام و الجمع صبية و صبيان و هو من الواو و في النهاية الرض الدق الجريش و منه الحديث لصب عليكم العذاب صبا ثم لرض رضا هكذا جاء في رواية و الصحيح بالصاد المهملة و قال في المهملة فيه تراصوا في الصفوف أي تلاصقوا حتى لا يكون بينكم فرج و أصله تراصصوا من رص البناء يرصه رصا إذا لصق بعضه ببعض فأدغم و منه الحديث لصب عليكم العذاب صبا ثم لرص رصا انتهى و لا يخفى أن ما في روايتنا أبلغ و أظهر و الظاهر أن المراد بالعذاب الدنيوي و كفى بنا عجزا و ذلا بسوء فعالنا أن يرحمنا ربنا الكريم ببركة بهائمنا و أطفالنا
29- كا، ]الكافي[ عن علي بن إبراهيم عن أبيه و محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي أسامة زيد الشحام قال قال أبو عبد الله ع اتقوا المحقرات من الذنوب فإنها لا تغفر قلت و ما المحقرات قال الرجل يذنب الذنب فيقول طوبى لي لو لم يكن لي غير ذلك
بيان اتقوا المحقرات لأن التحقير يوجب الإصرار و ترك الندامة الموجبين للبعد عن المغفرة غير ذلك أي غير ذلك الذنب و أقول مثل هذا الكلام يمكن أن يذكر في مقامين أحدهما بيان كثرة معاصيه و عظمتها و أن له معاصي أعظم من ذلك و ثانيهما بيان حقارة هذا الذنب و عدم الاعتناء به و كأنه محمول على الوجه الأخير
-30 كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال سمعت أبا الحسن ع يقول لا تستكثروا كثير الخير و لا تستقلوا قليل الذنوب فإن قليل الذنوب يجتمع حتى يكون كثيرا و خافوا الله في السر حتى تعطوا من أنفسكم النصف
بيان في السر أي في الخلوة أو في القلب و على الأول التخصيص لأن الإخلاص فيه أكثر و لاستلزامه الخوف في العلانية أيضا حتى تعطوا أي حتى يبلغ خوفكم درجة تصير سببا لإعطاء الإنصاف و العدل من أنفسكم للناس و لا ترضون لهم ما لا ترضون لأنفسكم أو حتى تعطوا الإنصاف من أنفسكم أنكم تخافون الله و ليس عملكم لرئاء الناس و كان الأول أظهر
31- كا، ]الكافي[ أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال و الحجال جميعا عن ثعلبة عن زياد قال قال أبو عبد الله ع إن رسول الله ص نزل بأرض قرعاء فقال لأصحابه ائتونا بحطب فقالوا يا رسول الله نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب قال فليأت كل إنسان بما قدر عليه فجاءوا به حتى رموا بين يديه بعضه على بعض فقال رسول الله ص هكذا تجتمع الذنوب ثم قال إياكم و المحقرات من الذنوب فإن لكل شيء طالبا ألا و إن طالبها يكتب ما قَدَّمُوا وَ آثارَهُمْ وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ
بيان بأرض قرعاء أي لا نبات و لا شجر فيها تشبيها بالرأس الأقرع و في القاموس قرع كفرح ذهب شعر رأسه و هو أقرع و هي قرعاء و الجمع قرع و قرعان بضمهما و رياض قرع بالضم بلا كلإ و في النهاية القرع بالتحريك هو أن يكون في الأرض ذات الكلاء موضع لا نبات فيها كالقرع في الرأس حتى رموا بين يديه أي كثر و ارتفع و الطالب للذنوب هو الله سبحانه و ملائكته ما قَدَّمُوا أي أسلفوا في حياتهم وَ آثارَهُمْ ما بقي عنهم بعد مماتهم يصل إليهم ثمرته إما حسنة كعلم علموه أو حبيس وقفوه أو سيئة كإشاعة باطل و تأسيس ظلم أو نحو ذلك. و الإمام المبين اللوح المحفوظ و قيل القرآن و قيل كتاب الأعمال و في كثير من الأخبار أنه أمير المؤمنين ع و كأنه من بطون الآية و أما قوله أحصيناه فيحتمل أن يكون في الأصل أحصاه فصحف النساخ موافقا للآية أو هو على سبيل الحكاية و قرأ بعض الأفاضل نكتب بالنون موافقا للآية فيكون لفظ الآية خبرا أي طالبها هذه الآية على الإسناد المجازي و له وجه لكنه مخالف للمضبوط في النسخ
32- لي، ]الأمالي للصدوق[ قال الصادق ع إن كانت العقوبة من الله عز و جل النار فالمعصية لما ذا
33- مع، ]معاني الأخبار[ لي، ]الأمالي للصدوق[ عن الصادق ع عن آبائه عن النبي صلى الله عليهم قال أزهد الناس من اجتنب الحرام و أشد الناس اجتهادا من ترك الذنوب
34- لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن المغيرة عن جده عن جده عن السكوني عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص عجبت لمن يحتمي من الطعام مخافة الداء كيف لا يحتمي من الذنوب مخافة النار
35- لي، ]الأمالي للصدوق[ الطالقاني و العسكري معا عن الجلودي عن الجوهري عن علي بن حكيم عن الربيع بن عبد الله عن عبد الله بن الحسن عن زيد بن علي عن أبيه ع قال يقول الله عز و جل إذا عصاني من خلقي من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني
-36 لي، ]الأمالي للصدوق[ عن أبيه عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاذ الجوهري عن الصادق عن آبائه ع عن رسول الله ص عن جبرئيل قال قال الله جل جلاله من أذنب ذنبا صغيرا أو كبيرا و هو لا يعلم أن لي أن أعذبه أو أعفو عنه لا غفرت له ذلك الذنب أبدا و من أذنب ذنبا صغيرا كان أو كبيرا و هو يعلم أن لي أن أعذبه أو أعفو عنه عفوت عنه
37- لي، ]الأمالي للصدوق[ عن ماجيلويه عن عمه عن البرقي عن أبيه عن ابن المغيرة و محمد بن سنان معا عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله ع قال كان أبي يقول ما شيء أفسد للقلب من الخطيئة إن القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أسفله أعلاه و أعلاه أسفله
ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن الغضائري عن الصدوق مثله
38- لي، ]الأمالي للصدوق[ عن الهمداني عن علي عن أبيه عن ابن المغيرة عن السكوني عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إن العبد ليحبس على ذنب من ذنوبه مائة عام و إنه لينظر إلى أزواجه و إخوانه في الجنة
39- لي، ]الأمالي للصدوق[ عن الصادق ع قال قال رسول الله ص من يطع الشيطان يعص الله و من يعص الله يعذبه الله
40- فس، ]تفسير القمي[ ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ قال في البر فساد الحيوان إذا لم يمطروا و كذلك هلاك دواب البحر بذلك
و قال الصادق ع حياة دواب البحر بالمطر فإذا كفت المطر ظهر الفساد في البر و البحر و ذلك إذا كثرت الذنوب و المعاصي
41- ب، ]قرب الإسناد[ عن ابن سعد عن الأزدي عن أبي عبد الله ع قال إن الدعاء يرد القضاء و إن المؤمن ليأتي الذنب فيحرم به الرزق
42- ل، ]الخصال[ ماجيلويه عن عمه عن البرقي عن ابن معروف عن أبي شعيب رفعه إلى أبي عبد الله ع قال أورع الناس من وقف عند الشبهة أعبد الناس من أقام الفرائض أزهد الناس من ترك الحرام أشد الناس اجتهادا من ترك الذنوب
43- مع، ]معاني الأخبار[ ل، ]الخصال[ عن أمير المؤمنين ع قال إن الله أخفى سخطه في معصيته فلا تستصغرن شيئا من معصيته فربما وافق سخطه و أنت لا تعلم
44- ل، ]الخصال[ عن ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن النوفلي عن السكوني عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص من علامات الشقاء جمود العين و قسوة القلب و شدة الحرص في طلب الرزق و الإصرار على الذنب
45- ل، ]الخصال[ عن ابن الوليد عن الحميري عن ابن صدقة عن الصادق عن أبيه ع قال قال رسول الله ص أربع يمتن القلب الذنب على الذنب و كثرة مناقشة النساء يعني محادثتهن و مماراة الأحمق تقول و يقول و لا يرجع إلى خير و مجالسة الموتى فقيل له يا رسول الله و ما الموتى قال كل غني مترف
46- ثو، ]ثواب الأعمال[ ل، ]الخصال[ عن أبيه عن سعد عن الحسن بن علي الكوفي عن ابن معروف عن رجل عن مندل ابن علي العنزي عن محمد بن مطرف عن مسمع عن أصبغ بن نباتة عن علي ع قال قال رسول الله ص إذا غضب الله عز و جل على أمة و لم ينزل بها العذاب غلت أسعارها و قصرت أعمارها و لم تربح تجارها و لم تزك ثمارها و لم تغزر أنهارها و حبس عنها أمطارها و سلط عليها شرارها
47- ل، ]الخصال[ الأربعمائة قال أمير المؤمنين ع توقوا الذنوب فما من بلية و لا نقص رزق إلا بذنب حتى الخدش و الكبوة و المصيبة قال الله عز و جل وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ
و قال ع باب التوبة مفتوح لمن أرادها ف تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ و أوفوا بالعهد إذا عاهدتم فما زالت نعمة و لا نضارة عيش إلا بذنوب اجترحوا إن اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ و لو أنهم استقبلوا ذلك بالدعاء و الإنابة لم تنزل و لو أنهم إذا نزلت بهم النقم و زالت عنهم النعم فزعوا إلى الله عز و جل بصدق من نياتهم و لم يهنوا و لم يسرفوا لأصلح الله لهم كل فاسد و لرد عليهم كل صالح
و قال ع ما من الشيعة عبد يقارف أمرا نهيناه عنه فيموت حتى يبتلى ببلية تمحص بها ذنوبه إما في مال و إما في ولد و إما في نفسه حتى يلقى الله عز و جل و ما له ذنب و إنه ليبقى عليه الشيء من ذنوبه فيشدد به عليه عند موته
و قال ع لا تستصغروا قليل الآثام فإن الصغير يحصى و يرجع إلى الكبير
و قال ع احذروا الذنوب فإن العبد ليذنب فيحبس عنه الرزق
48- لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن الحميري عن موسى بن جعفر البغدادي عن علي بن معبد عن علي بن سليمان عن فطر بن خليفة عن الصادق ع قال لما نزلت هذه الآية وَ الَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ صعد إبليس جبلا بمكة يقال له ثور فصرخ بأعلى صوته بعفاريته فاجتمعوا إليه فقالوا يا سيدنا لم دعوتنا قال نزلت هذه الآية فمن لها فقام عفريت من الشياطين فقال أنا لها بكذا و كذا قال لست لها فقام آخر فقال مثل ذلك فقال لست لها فقال الوسواس الخناس أنا لها قال بما ذا قال أعدهم و أمنيهم حتى يواقعوا الخطيئة فإذا واقعوا الخطيئة أنسيتهم الاستغفار فقال أنت لها فوكله بها إلى يوم القيامة
49- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ عن المفسر عن أحمد بن الحسن الحسيني عن الحسن بن علي العسكري عن آبائه ع قال كتب الصادق ع إلى بعض الناس إن أردت أن يختم بخير عملك حتى تقبض و أنت في أفضل الأعمال فعظم لله حقه أن تبذل نعماءه في معاصيه و أن تغتر بحلمه عنك و أكرم كل من وجدته يذكرنا أو ينتحل مودتنا ثم ليس عليك صادقا كان أو كاذبا إنما لك نيتك و عليه كذبه
-50 ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص يقول الله تبارك و تعالى يا ابن آدم ما تنصفني أتحبب إليك بالنعم و تتمقت إلي بالمعاصي خيري عليك منزل و شرك إلي صاعد و لا يزال ملك كريم يأتيني عنك في كل يوم و ليلة بعمل قبيح يا ابن آدم لو سمعت وصفك من غيرك و أنت لا تعلم من الموصوف لسارعت إلى مقته
صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عن الرضا عن آبائه ع مثله
ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن عمر بن محمد الزيات عن علي بن مهرويه عن داود بن سليمان عن الرضا عن آبائه ع مثله
ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن ابن مهرويه مثله
51- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن الفحام عن المنصوري عن عمر بن أبي موسى عن عيسى بن أحمد عن أبي الحسن الثالث عن آبائه عن أمير المؤمنين ع مثله و زاد في آخره ابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب و لا أمحقك فيمن أمحق
52- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص لا تزال أمتي بخير ما تحابوا و تهادوا و أدوا الأمانة و اجتنبوا الحرام و قروا الضيف و أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة فإذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط و السنين
53- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص يا علي من كرامة المؤمن على الله أنه لم يجعل لأجله وقتا حتى يهم ببائقة فإذا هم ببائقة قبضه إليه
قال و قال جعفر بن محمد ع تجنبوا البوائق يمد لكم الأعمار
صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عنه ع مثله
54- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بهذا الإسناد قال قال الحسين بن علي ع إن أعمال هذه الأمة ما من صباح إلا و تعرض على الله عز و جل
صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عنه ع مثله
55- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ من كلام الرضا ع المشهور قوله الصغائر من الذنوب طرق إلى الكبائر و من لم يخف الله في القليل لم يخفه في الكثير و لو لم يخوف الله الناس بجنة و نار لكان الواجب عليهم أن يطيعوه و لا يعصوه لتفضله عليهم و إحسانه إليهم و ما بدأهم به من إنعامه الذي ما استحقوه
56- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن ابن قولويه عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن أحمد بن إسحاق عن بكر بن محمد قال قال أبو عبد الله ع إن الدعاء ليرد القضاء و إن المؤمن ليذنب فيحرم به الرزق
57- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن المفيد عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن أيوب بن نوح عن صفوان عن إبراهيم بن زياد عن الصادق ع قال إن الله تعالى إذا غضب على أمة ثم لم ينزل بها العذاب أغلى أسعارها و قصر أعمارها و لم تربح تجارها و لم تغزر أنهارها و لم تزك ثمارها و سلط عليها شرارها و حبس عليها أمطارها
-58 ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن المفيد عن عبد الله بن علي الموصلي عن علي بن حاتم عن أحمد بن محمد الموصلي العاصمي عن علي بن الحسين عن العباس بن علي الشامي قال سمعت الرضا ع يقول كلما أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعملون أحدث لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون
ع، ]علل الشرائع[ عن علي بن حاتم عن أحمد بن محمد العاصمي و علي بن محمد بن يعقوب العجلي عن علي بن الحسين ع مثله
59- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن الغضائري عن التلعكبري عن محمد بن همام عن علي بن الحسين الهمداني عن محمد البرقي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع قال إن الله تعالى لم يجعل للمؤمن أجلا في الموت يبقيه ما أحب البقاء فإذا علم منه أنه سيأتي ما فيه بوار دينه قبضه إليه مكرما
قال أبو علي فذكرت هذا الحديث لأحمد بن علي بن حمزة مولى الطالبيين و كان رواية للحديث فحدثني عن الحسين بن راشد الطفاوي عن محمد بن القاسم بن الفضيل بن يسار عن أبيه عن أبي عبد الله ع أنه قال من يموت بالذنوب أكثر ممن يموت بالآجال و من يعيش بالإحسان أكثر ممن يعيش بالأعمار
60- ع، ]علل الشرائع[ عن القطان عن أحمد الهمداني عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن مروان بن مسلم عن الثمالي عن ابن طريف عن ابن نباتة قال قال أمير المؤمنين ع ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب و ما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب
61- ع، ]علل الشرائع[ عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن الأصم عن ابن مسكان عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع ما من عبد إلا و عليه أربعون جنة حتى يعمل أربعين كبيرة فإذا عمل أربعين كبيرة انكشفت عنه الجنن فتقول الملائكة من الحفظة الذين معه يا ربنا هذا عبدك قد انكشفت عنه الجنن فيوحي الله عز و جل إليهم أن استروا عبدي بأجنحتكم فتستره الملائكة بأجنحتها فما يدع شيئا من القبيح إلا قارفه حتى يتمدح إلى الناس بفعله القبيح فتقول الملائكة يا رب هذا عبدك ما يدع شيئا إلا ركبه و إنا لنستحيي مما يصنع فيوحي الله إليهم أن ارفعوا أجنحتكم عنه فإذا فعل ذلك أخذ في بغضنا أهل البيت فعند ذلك يهتك الله ستره في السماء و يستره في الأرض فتقول الملائكة هذا عبدك قد بقي مهتوك الستر فيوحي الله إليهم لو كان لي فيه حاجة ما أمرتكم أن ترفعوا أجنحتكم عنه
62- لي، ]الأمالي للصدوق[ في مناهي النبي ص أنه قال لا تحقروا شيئا من الشر و إن صغر في أعينكم و لا تستكثروا الخير و إن كثر في أعينكم فإنه لا كبير مع الاستغفار و لا صغير مع الإصرار
63- ل، ]الخصال[ عن أبيه عن سعد عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن أخي الفضيل عن الفضيل عن أبي جعفر ع قال من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل يا ليتني لا أؤاخذ إلا بهذا
64- ل، ]الخصال[ عن أبيه عن سعد عن الأصبهاني عن المنقري عن حفص عن أبي عبد الله ع قال إني لأرجو النجاة لهذه الأمة لمن عرف حقنا منهم إلا لأحد ثلاثة صاحب سلطان جائر و صاحب هوى و الفاسق المعلن
65- ع، ]علل الشرائع[ عن ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن عبد العظيم الحسني عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن الفضل عن خاله محمد بن سليمان عن رجل عن أبي جعفر ع أنه قال لمحمد بن مسلم يا محمد بن مسلم لا تغرنك الناس من نفسك فإن الأمر يصل إليك دونهم و لا تقطع النهار عنك بكذا و كذا فإن معك من يحصي عليك و لا تستصغرن حسنة تعملها فإنك تراها حيث تسرك و لا تستصغرن سيئة تعمل بها فإنك تراها حيث تسوؤك و أحسن فإني لم أر شيئا قط أشد طلبا و لا أسرع دركا من حسنة محدثة لذنب قديم
66- ل، ]الخصال[ عن ابن مسرور عن ابن عامر عن عمه عن ابن أبي عمير عن ابن عميرة عن الصادق ع قال من لم يبال ما قال و ما قيل فيه فهو شرك شيطان و من لم يبال أن يراه الناس مسيئا فهو شرك شيطان و من اغتاب أخاه المؤمن من غير ترة بينهما فهو شرك شيطان و من شعف بمحبة الحرام و شهوة الزنا فهو شرك شيطان ثم قال ع إن لولد الزنا علامات أحدها بغضنا أهل البيت و ثانيها أنه يحن إلى الحرام الذي خلق منه و ثالثها الاستخفاف بالدين و رابعها سوء المحضر للناس و لا يسيء محضر إخوانه إلا من ولد على غير فراش أبيه أو حملت به أمه في حيضها
67- ثو، ]ثواب الأعمال[ عن ابن الوليد عن الصفار عن محمد بن عيسى عن عباس بن هلال عن الرضا ع قال المستتر بالحسنة تعدل سبعين حسنة و المذيع بالسيئة مخذول و المستتر بالسيئة مغفور له
68- ثو، ]ثواب الأعمال[ عن أبيه عن الحميري عن أحمد بن محمد عن أبيه عن بكر بن صالح عن الحسن بن علي عن عبد الله بن إبراهيم عن جعفر الجعفري عن الصادق عن أبيه ع قال قال رسول الله ص من أذنب ذنبا و هو ضاحك دخل النار و هو باك
69- ثو، ]ثواب الأعمال[ عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال من هم بالسيئة فلا يعملها فإنه ربما عمل العبد السيئة فيراه الرب عز و جل فيقول و عزتي و جلالي لا أغفر له أبدا
سن، ]المحاسن[ أبي عن ابن فضال مثله
70- ثو، ]ثواب الأعمال[ عن ماجيلويه عن عمه عن الكوفي عن محمد بن سنان عن حماد بن عثمان عن خلف بن حماد عن ربعي عن الفضيل عن أبي عبد الله ع قال إذا أخذ القوم في معصية الله عز و جل فإن كانوا ركبانا كانوا من خيل إبليس و إن كانوا رجالة كانوا من رجالته
سن، ]المحاسن[ عن محمد بن علي عن محمد بن سنان مثله
71- ثو، ]ثواب الأعمال[ عن ابن المتوكل عن الحميري عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن الهيثم بن واقد قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن الله عز و جل بعث نبيا إلى قومه فأوحى الله إليه قل لقومك إنه ليس من أهل قرية و لا أهل بيت كانوا على طاعتي فأصابهم شر فانتقلوا عما أحب إلى ما أكره إلا تحولت لهم عما يحبون إلى ما يكرهون
سن، ]المحاسن[ عن ابن محبوب مثله
-72 ثو، ]ثواب الأعمال[ عن سعد عن البرقي عن أبيه عن بكر بن محمد عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع إن الشك و المعصية في النار ليسا منا و لا إلينا
73- ف، ]تحف العقول[ عن أبي محمد ع قال من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل ليتني لم أؤاخذ إلا بهذا ثم قال ع الإشراك في الناس أخفى من دبيب النمل على المسح الأسود في الليلة المظلمة
74- سن، ]المحاسن[ عن محمد بن علي عن ابن فضال عن رجل عن أبي عبد الله ع قال إن الرجل ليذنب الذنب فيحرم صلاة الليل و إن عمل الشر أسرع في صاحبه من السكين في اللحم
75- سن، ]المحاسن[ في رواية الفضيل عن أبي جعفر ع قال إن الرجل ليذنب الذنب فيدرأ عنه الرزق و تلا هذه الآية إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ وَ لا يَسْتَثْنُونَ فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَ هُمْ نائِمُونَ
76- سن، ]المحاسن[ في رواية بكر بن محمد الأزدي عن أبي عبد الله ع قال إن المؤمن لينوي الذنب فيحرم الرزق
77- سن، ]المحاسن[ عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول ما من سنة أقل مطرا من سنة و لكن الله عز و جل يضعه حيث يشاء إن الله إذا عمل قوم بالمعاصي صرف عنهم ما كان قدره لهم من المطر في تلك السنة إلى غيرهم و إلى الفيافي و البحار و الجبال و إن الله ليعذب الجعل في جحرها بحبس المطر عن الأرض التي هي بمحلتها لخطايا من بحضرتها و قد جعل الله له السبيل إلى مسلك سوى محلة أهل المعاصي قال ثم قال أبو جعفر ع فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ
78- غط، ]الغيبة للشيخ الطوسي[ عن سعد عن أبي هاشم الجعفري قال سمعت أبا محمد ع يقول من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل ليتني لا أؤاخذ إلا بهذا فقلت في نفسي إن هذا لهو الدقيق ينبغي للرجل أن يتفقد من أمره و من نفسه كل شيء فأقبل علي أبو محمد ع فقال يا أبا هاشم صدقت فالزم ما حدثت به نفسك فإن الإشراك في الناس أخفى من دبيب الذر على الصفا في الليلة الظلماء و من دبيب الذر على المسح الأسود
79- سن، ]المحاسن[ عن عدة من أصحابنا عن ابن أسباط عن عمه يعقوب عن زرارة عن أبي جعفر ع قال من اجترأ على الله في المعصية و ارتكاب الكبائر فهو كافر و من نصب دينا غير دين الله فهو مشرك
80- سن، ]المحاسن[ عن محمد بن علي عن عبد الرحمن بن محمد بن أبي هاشم عن عنبسة عن أبي عبد الله ع قال إن الله يحب العبد أن يطلب إليه في الجرم العظيم و يبغض العبد أن يستخف بالجرم اليسير
81- صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص قال الله تبارك و تعالى يا ابن آدم لا يغرنك ذنب الناس عن ذنبك و لا نعمة الناس عن نعمة الله عليك و لا تقنط الناس من رحمة الله تعالى و أنت ترجوها لنفسك
-82 شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير قال سمعته يقول إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً من زعم الخمر حرام ثم شربها و من زعم أن الزنا حرام ثم زنى و من زعم أن الزكاة حق و لم يؤدها
83- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال رسول الله ص يا عباد الله احذروا الانهماك في المعاصي و التهاون بها فإن المعاصي تستولي الخذلان على صاحبها حتى توقعه في رد ولاية وصي رسول الله ص و دفع نبوة نبي الله و لا تزال أيضا بذلك حتى توقعه في دفع توحيد الله و الإلحاد في دين الله
84- جا، ]المجالس للمفيد[ عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن معروف عن ابن مهزيار عن النضر عن إبراهيم بن عبد الحميد عن زيد الشحام قال سمعت أبا عبد الله ع قال احذروا سطوات الله بالليل و النهار فقلت و ما سطوات الله قال أخذه على المعاصي
ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ النضر مثله
85- جا، ]المجالس للمفيد[ بهذا الإسناد عن ابن مهزيار عن ابن فضال عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال سمعته يقول ما لكم تسوءون رسول الله ص فقال رجل جعلت فداك و كيف نسوؤه قال أ ما تعلمون أن أعمالكم تعرض عليه فإذا رأى فيها معصية الله ساءه ذلك فلا تسوءوا رسول الله ص و سروه
ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ عثمان بن عيسى مثله
86- ختص، ]الإختصاص[ قال الباقر ع إن العبد ليسأل الحاجة من حوائج الدنيا فيكون من شأن الله قضاؤها إلى أجل قريب أو وقت بطيء فيذنب العبد عند ذلك ذنبا فيقول الله للملك الموكل بحاجته لا تنجز له حاجته و احرمه إياها فإنه تعرض لسخطي و استوجب الحرمان مني
87- ختص، ]الإختصاص[ عن الصدوق عن أبيه عن ابن عامر عن عمه عن محمد بن زياد عن ابن عميرة قال قال الصادق ع إن لله تبارك و تعالى على عبده المؤمن أربعين جنة فمتى أذنب ذنبا كبيرا رفع عنه جنة فإذا عاب أخاه المؤمن بشيء يعلمه منه انكشفت تلك الجنن عنه و يبقى مهتوك الستر فيفتضح في السماء على ألسنة الملائكة و في الأرض على ألسنة الناس و لا يرتكب ذنبا إلا ذكروه و يقول الملائكة الموكلون به يا ربنا قد بقي عبدك مهتوك الستر و قد أمرتنا بحفظه فيقول عز و جل ملائكتي لو أردت بهذا العبد خيرا ما فضحته فارفعوا أجنحتكم عنه فو عزتي لا يئول بعدها إلى خير أبدا
88- ختص، ]الإختصاص[ عن أبي جعفر ع قال ما من عبد مؤمن إلا و في قلبه نكتة بيضاء فإن أذنب و ثنى خرج من تلك النكتة سواد فإن تمادى في الذنوب اتسع ذلك السواد حتى يغطي البياض فإذا غطى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبدا و هو قول الله كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ
89- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ عن بعض أصحابنا عن حنان بن سدير عن رجل يقال له روزبه و كان من الزيدية عن الثمالي قال قال أبو جعفر ع ما من عبد يعمل عملا لا يرضاه الله إلا ستره الله عليه أولا فإذا ثنى ستره الله عليه فإذا ثلث أهبط الله ملكا في صورة آدمي يقول للناس فعل كذا و كذا
90- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ عن ابن محبوب عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال إن الله تبارك و تعالى أوحى إلى داود النبي ع أن ائت عبدي دانيال فقل له إنك عصيتني فغفرت لك و عصيتني فغفرت لك و عصيتني فغفرت لك فإن أنت عصيتني الرابعة لم أغفر لك قال فأتاه داود ع فقال له يا دانيال إني رسول الله إليك و هو يقول لك إنك عصيتني فغفرت لك و عصيتني فغفرت لك و عصيتني فغفرت لك فإن أنت عصيتني الرابعة لم أغفر لك فقال له دانيال قد بلغت يا نبي الله قال فلما كان في السحر قام دانيال و ناجى ربه فقال يا رب إن داود نبيك أخبرني عنك أني قد عصيتك فغفرت لي و عصيتك فغفرت لي و عصيتك فغفرت لي و أخبرني عنك أني إن عصيتك الرابعة لم تغفر لي فو عزتك لأعصينك ثم لأعصينك ثم لأعصينك إن لم تعصمني
91- محص، ]التمحيص[ عن معاوية بن عمار قال دخلت على أبي عبد الله ع و قد كانت الريح حملت العمامة عن رأسي في البدو فقال يا معاوية فقلت لبيك جعلت فداك يا ابن رسول الله ص قال حملت الريح العمامة عن رأسك قلت نعم قال هذا جزاء من أطعم الأعراب
92- محص، ]التمحيص[ عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع توقوا الذنوب فما من بلية و لا نقص رزق إلا بذنب حتى الخدش و النكبة و المصيبة فإن الله يقول وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ
93- نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إن الرجل ليجلس على باب الجنة مقدار عام بذنب واحد و إنه لينظر إلى أكوابه و أزواجه
و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص للمؤمن اثنان و سبعون سترا فإذا أذنب ذنبا انهتكت عنه ستر فإن تاب رده الله إليه و سبعة معه و إن أبى إلا قدما قدما في المعاصي تهتكت عنه أستاره فإن تاب ردها الله إليه و مع كل ستر منها سبعة فإن أبى إلا قدما قدما في المعاصي تهتكت أستاره و بقي بلا ستر و أوحى الله تعالى إلى ملائكته أن استروا عبدي بأجنحتكم فإن بني آدم يغيرون و لا يغيرون و أنا أغير و لا أغير فإن أبى إلا قدما قدما في المعاصي شكت الملائكة إلى ربها و رفعت أجنحتها و قالت يا رب إن عبدك هذا قد أقذرنا مما يأتي من الفواحش ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ قال فيقول الله تعالى لهم كفوا عنه أجنحتكم فلو عمل الخطيئة في سواد الليل أو في ضوء النهار أو في مفازة أو قعر بحر لأجراها الله تعالى على ألسنة الناس فاسألوا الله تعالى أن لا يهتك أستاركم
و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص إن إبليس رضي منكم بالمحقرات و الذنب الذي لا يغفر قول الرجل لا أؤاخذ بهذا الذنب استصغارا له
94- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن جماعة عن أبي المفضل عن علي بن الحسين بن حمزة العلوي عن عمه علي بن حمزة عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عن آبائه ع قال قال رسول الله ص ما اختلج عرق و لا عثرت قدم إلا بما قدمت أيديكم و ما يعفو الله عنه أكثر
95- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن الغضائري عن التلعكبري عن محمد بن همام عن محمد بن علي بن الحسين الهمداني عن محمد بن خالد البرقي عن محمد بن سنان عن المفضل عن أبي عبد الله ع قال إن الله تعالى لم يجعل للمؤمن أجلا في الموت يبقيه ما أحب البقاء فإذا علم أنه سيأتي بما فيه بوار دينه قبضه إليه مكرها
قال محمد بن همام فذكرت هذا الحديث لأحمد بن علي بن حمزة مولى الطالبيين و كان راوية للحديث فحدثني عن الحسين بن أسد الطفاوي عن محمد بن القاسم بن فضيل بن يسار عن رجل عن أبي عبد الله ع قال من يموت بالذنوب أكثر ممن يموت بالآجال و من يعيش بالإحسان أكثر ممن يعيش بالأعمار
96- نهج، ]نهج البلاغة[ قال أمير المؤمنين ع لو لم يتوعد الله على معصيته لكان يجب أن لا يعصى شكرا لنعمه
و قال ع ترك الذنب أهون من طلب التوبة
و قال ع اتقوا معاصي الله في الخلوات فإن الشاهد هو الحاكم
و قال ع أقل ما يلزمكم لله ألا تستعينوا بنعمه على معاصيه
و قال ع من العصمة تعذر المعاصي
و قال ع اذكروا انقطاع اللذات و بقاء التبعات
و قال ع أشد الذنوب ما استخف به صاحبه
و قال ع أيها الناس إن الدنيا تغر المؤمل لها و المخلد إليها و لا تنفس بمن نافس فيها و تغلب من غلب عليها و ايم الله ما كان قوم قط في غض نعمة من عيش فزال عنهم إلا بذنوب اجترحوها لأن الله تعالى لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ و لو أن الناس حين تنزل بهم النقم و تزول عنهم النعم فزعوا إلى ربهم بصدق من نياتهم و وله من قلوبهم لرد عليهم كل شارد و أصلح لهم كل فاسد
و قال ع إن الله سبحانه لا يخفى عليه ما العباد مقترفون في ليلهم و نهارهم لطف به خبرا و أحاط به علما أعضاؤكم شهوده و جوارحكم جنوده و ضمائركم عيونه و خلواتكم عيانه
97- كنز الكراجكي، عن المفيد عن عمر بن محمد المعروف بابن الزيات عن علي بن مهرويه القزويني عن داود بن سليمان عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص يقول الله عز و جل يا ابن آدم ما تنصفني أ تحبب إليك بالنعم و تتبغض إلي بالمعاصي خيري إليك نازل و شرك إلي صاعد أ في كل يوم يأتيني عنك ملك كريم بعمل غير صالح يا ابن آدم لو سمعت وصفك من غيرك و أنت لا تدري من الموصوف لسارعت إلى مقته
و منه قال الصادق ع تأخير التوبة اغترار و طول التسويف حيرة و الاعتلال على الله هلكة و الإصرار على الذنب أمن لمكر الله فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ
98- عدة الداعي، روي في زبور داود ع يقول الله تعالى يا ابن آدم تسألني و أمنعك لعلمي بما ينفعك ثم تلح علي بالمسألة فأعطيك ما سألت فتستعين به على معصيتي فأهم بهتك سترك فتدعوني فأستر عليك فكم من جميل أصنع معك و كم من قبيح تصنع معي يوشك أن أغضب عليك غضبة لا أرضى بعدها أبدا و فيما أوحى الله إلى عيسى ع لا يغرنك المتمرد علي بالعصيان يأكل رزقي و يعبد غيري ثم يدعوني عند الكرب فأجيبه ثم يرجع إلى ما كان عليه فعلي يتمرد أم لسخطي يتعرض فبي حلفت لآخذنه أخذة ليس له منها منجى و لا دوني ملجأ أين يهرب من سمائي و أرضي