1- ف، ]تحف العقول[ قال أبو الحسن الثالث ع الشاكر أسعد بالشكر منه بالنعمة التي أوجبت الشكر لأن النعم متاع و الشكر نعم و عقبى
و قال ع إن الله جعل الدنيا دار بلوى و الآخرة دار عقبى و جعل بلوى الدنيا لثواب الآخرة سببا و ثواب الآخرة من بلوى الدنيا عوضا
و قال ع إن الظالم الحالم يكاد أن يعفى على ظلمه بحلمه و إن المحق السفيه يكاد أن يطفئ نور حقه بسفهه
و قال ع من جمع لك وده و رأيه فأجمع له طاعتك
و قال ع من هانت عليه نفسه فلا تأمن شره
و قال ع الدنيا سوق ربح فيها قوم و خسر آخرون
2- كشف، ]كشف الغمة[ من دلائل الحميري عن فتح بن يزيد الجرجاني قال ضمني و أبا الحسن طريق منصرفي من مكة إلى خراسان و هو سائر إلى العراق فسمعته و هو يقول من اتقى الله يتقى و من أطاع الله يطاع قال فتلطفت إلى الوصول إليه فسلمت عليه فرد علي السلام و أمرني بالجلوس و أول ما ابتدأني به أن قال يا فتح من أطاع الخالق لم يبال بسخط المخلوق و من أسخط الخالق فأيقن أن يحل به الخالق سخط المخلوق و إن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه و أنى يوصف الخالق الذي تعجز الحواس أن تدركه و الأوهام أن تناله و الخطرات أن تحده و الأبصار عن الإحاطة به جل عما يصفه الواصفون و تعالى عما ينعته الناعتون نأى في قربه و قرب في نأيه فهو في نأيه قريب و في قربه بعيد كيف الكيف فلا يقال كيف و أين الأين فلا يقال أين إذ هو منقطع الكيفية و الأينية هو الواحد الأحد الصمد لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ فجل جلاله أم كيف يوصف بكنهه محمد و قد قرنه الجليل باسمه و شركه في عطائه و أوجب لمن أطاعه جزاء طاعته إذ يقول وَ ما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ و قال يحكي قول من ترك طاعته و هو يعذبه بين أطباق نيرانها و سرابيل قطرانها يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللَّهَ وَ أَطَعْنَا الرَّسُولَا أم كيف يوصف بكنهه من قرن الجليل طاعتهم بطاعة رسوله حيث قال أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ و قال وَ لَوْ رَدُّوهُ إلى الله و إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ و قال إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها و قال فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ يا فتح كما لا يوصف الجليل جل جلاله و الرسول و الخليل و ولد البتول فكذلك لا يوصف المؤمن المسلم لأمرنا فنبينا أفضل الأنبياء و خليلنا أفضل الأخلاء و وصيه أكرم الأوصياء اسمهما أفضل الأسماء و كنيتهما أفضل الكنى و أحلاها لو لم يجالسنا إلا كفو لم يجالسنا أحد و لو لم يزوجنا إلا كفو لم يزوجنا أحد أشد الناس تواضعا أعظمهم حلما و أنداهم كفا و أمنعهم كنفا ورث عنهما أوصياؤهما علمهما فاردد إليهما الأمر و سلم إليهم أماتك الله مماتهم و أحياك حياتهم إذا شئت رحمك الله قال فتح فخرجت فلما كان الغد تلطف في الوصول إليه فسلمت عليه فرد علي السلام فقلت يا ابن رسول الله أ تأذن لي في مسألة اختلج في صدري أمرها ليلتي قال سل و إن شرحتها فلي و إن أمسكتها فلي فصحح نظرك و تثبت في مسألتك و اصغ إلى جوابها سمعك و لا تسأل مسألة تعنت و اعتن بما تعتني به فإن العالم و المتعلم شريكان في الرشد مأموران بالنصيحة منهيان عن الغش و أما الذي اختلج في صدرك ليلتك فإن شاء العالم أنبأك بإذن الله إن الله لم يظهر عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فكل ما كان عند الرسول كان عند العالم و كل ما اطلع عليه الرسول فقد اطلع أوصياؤه عليه كيلا تخلو أرضه من حجة يكون معه علم يدل على صدق مقالته و جواز عدالته يا فتح عسى الشيطان أراد اللبس عليك فأوهمك في بعض ما أودعتك و شككك في بعض ما أنبأتك حتى أراد أزالتك عن طريق الله و صراطه المستقيم فقلت من أيقنت أنهم كذا فهم أرباب معاذ الله إنهم مخلوقون مربوبون مطيعون لله داخرون راغبون فإذا جاءك الشيطان من قبل ما جاءك فاقمعه بما أنبأتك به فقلت جعلت فداك فرجت عني و كشفت ما لبس الملعون علي بشرحك فقد كان أوقع
بخلدي أنكم أرباب قال فسجد أبو الحسن ع و هو يقول في سجوده راغما لك يا خالقي داخرا خاضعا قال فلم يزل كذلك حتى ذهب ليلي ثم قال يا فتح كدت أن تهلك و تهلك و ما ضر عيسى إذا هلك من هلك فاذهب إذا شئت رحمك الله قال فخرجت و أنا فرح بما كشف الله عني من اللبس بأنهم هم و حمدت الله على ما قدرت عليه فلما كان في المنزل الآخر دخلت عليه و هو متك و بين يديه حنطة مقلوة يعبث بها و قد كان أوقع الشيطان في خلدي أنه لا ينبغي أن يأكلوا و يشربوا إذ كان ذلك آفة و الإمام غير مئوف فقال اجلس يا فتح فإن لنا بالرسل أسوة كانوا يأكلون و يشربون وَ يَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ و كل جسم مغذو بهذا إلا الخالق الرازق لأنه جسم الأجسام و هو لم يجسم و لم يجزأ بتناه و لم يتزايد و لم يتناقص مبرأ من ذاته ما ركب في ذات من جسمه الواحد الأحد الصمد الذي لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ منشئ الأشياء مجسم الأجسام وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ الرءوف الرحيم تبارك و تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا لو كان كما يوصف لم يعرف الرب من المربوب و لا الخالق من المخلوق و لا المنشئ من المنشأ و لكنه فرق بينه و بين جسمه و شيء الأشياء إذ كان لا يشبهه شيء يرى و لا يشبه شيئا
3- الدرة الباهرة، قال أبو الحسن الثالث ع من رضي عن نفسه كثر الساخطون عليه الغنى قلة تمنيك و الرضا بما يكفيك و الفقر شرة النفس و شدة القنوط و الراكب الحرون أسير نفسه و الجاهل أسير لسانه الناس في الدنيا بالأموال و في الآخرة بالأعمال و قال ع لشخص و قد أكثر من إفراط الثناء عليه أقبل على ما شأنك فإن كثرة الملق يهجم على الظنة و إذا حللت من أخيك في محل الثقة فاعدل عن الملق إلى حسن النية المصيبة للصابر واحدة و للجازع اثنتان العقوق ثكل من لم يثكل الحسد ماحي الحسنات و الدهر جالب المقت و العجب صارف عن طلب العلم داع إلى الغمط و الجهل و البخل أذم الأخلاق و الطمع سجية سيئة و الهزء فكاهة السفهاء و صناعة الجهال و العقوق يعقب القلة و تؤدي إلى الذلة
4- أعلام الدين، قال أبو الحسن الثالث ع من رضي عن نفسه كثر الساخطون عليه
و قال ع المقادير تريك ما لم يخطر ببالك
و قال ع من أقبل مع ولي مع انقضائه
و قال ع راكب الحرون أسير نفسه و الجاهل أسير لسانه
و قال ع الناس في الدنيا بالأموال و في الآخرة بالأعمال
و قال ع المراء يفسد الصداقة القديمة و يحلل العقدة الوثيقة و أقل ما فيه أن تكون فيه المغالبة و المغالبة أس أسباب القطيعة
و قال ع العتاب مفتاح الثقال و العتاب خير من الحقد
و قال ع المصيبة للصابر واحدة و للجازع اثنتان
و قال يحيى بن عبد الحميد سمعت أبا الحسن ع يقول لرجل ذم إليه ولدا له فقال العقوق ثكل من لم يثكل
و قال ع الهزل فكاهة السفهاء و صناعة الجهال
و قال ع في بعض مواعظه السهر ألذ للمنام و الجوع يزيد في طيب الطعام يريد به الحث على قيام الليل و صيام النهار
و قال ع اذكر مصرعك بين يدي أهلك و لا طبيب يمنعك و لا حبيب ينفعك
و قال ع اذكر حسرات التفريط بأخذ تقديم الحزم
و قال ع الغضب على من تملك لؤم
و قال ع الحكمة لا تنجع في الطباع الفاسدة
و قال ع خير من الخير فاعله و أجمل من الجميل قائله و أرجح من العلم حامله و شر من الشر جالبه و أهول من الهول راكبه
و قال ع إياك و الحسد فإنه يبين فيك و لا يعمل في عدوك
و قال ع إذا كان زمان العدل فيه أغلب من الجور فحرام أن يظن بأحد سوءا حتى يعلم ذلك منه و إذا كان زمان الجور أغلب فيه من العدل فليس لأحد أن يظن بأحد خيرا ما لم يعلم ذلك منه و قال ع للمتوكل في جواب كلام دار بينهما لا تطلب الصفا ممن كدرت عليه و لا الوفاء لمن عذرت و لا النصح ممن صرفت سوء ظنك إليه فإنما قلب غيرك كقلبك له و قال له و قد سأله عن العباس ما تقول بنو أبيك فيه فقال ما يقولون في رجل فرض الله طاعته على الخلق و فرض طاعة العباس عليه
و قال ع القوا النعم بحسن مجاورتها و التمسوا الزيادة فيها بالشكر عليها و اعلموا أن النفس أقبل شيء لما أعطيت و أمنع شيء لما منعت