1- لي، ]الأمالي للصدوق[ عن ابن إدريس عن أبيه عن محمد بن أبي الصهبان عن محمد بن زياد عن أبان الأحمر عن الصادق جعفر بن محمد ع أنه جاء إليه رجل فقال له بأبي أنت و أمي يا ابن رسول الله علمني موعظة فقال له ع إن كان الله تبارك و تعالى قد تكفل بالرزق فاهتمامك لما ذا و إن كان الرزق مقسوما فالحرص لما ذا و إن كان الحساب حقا فالجمع لما ذا و إن كان الثواب عن الله حقا فالكسل لما ذا و إن كان الخلف من الله عز و جل حقا فالبخل لما ذا و إن كان العقوبة من الله عز و جل النار فالمعصية لما ذا و إن كان الموت حقا فالفرح لما ذا و إن كان العرض على الله حقا فالمكر لما ذا و إن كان الشيطان عدوا فالغفلة لما ذا و إن كان الممر على الصراط حقا فالعجب لما ذا و إن كان كل شيء بقضاء و قدر فالحزن لما ذا و إن كانت الدنيا فانية فالطمأنينة إليها لما ذا
ل، ]الخصال[ عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبان مثله و فيه بعد قوله فالمعصية لما ذا و إن كان الموت حقا فالفرح لما ذا و ليس فيه و إن كان الشيطان عدوا فالغفلة لما ذا
2- لي، ]الأمالي للصدوق[ عن العطار عن أبيه عن الأشعري عن الجاموراني عن ابن أبي عثمان عن محمد بن أبي حمزة عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد ع قال تبع حكيم حكيما سبعمائة فرسخ في سبع كلمات فلما لحق به قال له يا هذا ما أرفع من السماء و أوسع من الأرض و أغنى من البحر و أقسى من الحجر و أشد حرارة من النار و أشد بردا من الزمهرير و أثقل من الجبال الراسيات فقال له يا هذا الحق أرفع من السماء و العدل أوسع من الأرض و غنى النفس أغنى من البحر و قلب الكافر أقسى من الحجر و الحريص الجشع أشد حرارة من النار و اليأس من روح الله عز و جل أشد بردا من الزمهرير و البهتان على البريء أثقل من الجبال الراسيات
ل، ]الخصال[ عن ماجيلويه عن محمد العطار مثله كتاب الغايات، للشيخ جعفر بن أحمد القمي مرسلا مثله
3- لي، ]الأمالي للصدوق[ عن جعفر بن الحسن عن محمد بن جعفر بن بطة عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي عبد الله الصادق ع إن أحق الناس بأن يتمنى للناس الغنى البخلاء لأن الناس إذا استغنوا كفوا عن أموالهم و إن أحق الناس بأن يتمنى للناس الصلاح أهل العيوب لأن الناس إذا صلحوا كفوا عن تتبع عيوبهم و إن أحق الناس بأن يتمنى للناس الحلم أهل السفه الذين يحتاجون أن يعفى عن سفههم فأصبح أهل البخل يتمنون فقر الناس و أصبح أهل العيوب يتمنون معايب الناس و أصبح أهل السفه يتمنون سفه الناس و في الفقر الحاجة إلى البخيل و في الفساد طلب عورة أهل العيوب و في السفه المكافاة بالذنوب
4- ب، ]قرب الإسناد[ عن ابن سعد عن الأزدي عن أبي عبد الله ع قال كم من نعمة الله عز و جل على عبده في غير عمله و كم من مؤمل أملا و الخيار في غيره و كم من ساع إلى حتفه و هو مبطئ عن حظه
ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن المفيد عن ابن قولويه عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن ابن مسكان عن بكر بن محمد عن الصادق ع مثله
5- ل، ]الخصال[ عن ماجيلويه عن عمه عن البرقي عن ابن معروف عن أبي شعيب يرفعه إلى أبي عبد الله ع قال أورع الناس من وقف عند الشبهة أعبد الناس من أقام الفرائض أزهد الناس من ترك الحرام أشد الناس اجتهادا من ترك الذنوب
6- ل، ]الخصال[ عن القاسم بن محمد السراج عن محمد بن أحمد الضبي عن محمد بن عبد العزيز الدينوري عن عبيد الله بن موسى العبسي عن سفيان الثوري قال لقيت الصادق جعفر بن محمد ع فقلت له يا ابن رسول الله أوصني فقال لي يا سفيان لا مروة لكذوب و لا أخ لملوك و لا راحة لحسود و لا سؤدد لسيئ الخلق فقلت يا ابن رسول الله زدني فقال لي يا سفيان ثق بالله تكن مؤمنا و ارض بما قسم الله لك تكن غنيا و أحسن مجاورة من جاورت تكن مسلما و لا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره و شاور في أمرك الذين يخشون الله عز و جل قلت يا ابن رسول الله زدني فقال لي يا سفيان من أراد عزا بلا عشيرة و غنى بلا مال و هيبة بلا سلطان فلينتقل عن ذل معصية الله إلى عز طاعته قلت زدني يا ابن رسول الله فقال لي يا سفيان أمرني والدي ع بثلاث و نهاني عن ثلاث فكان فيما قال لي يا بني من يصحب صاحب السوء لا يسلم و من يدخل مداخل السوء يتهم و من لا يملك لسانه يندم ثم أنشدني
عود لسانك قول الخير تحظ به إن اللسان لما عودت معتادموكل بتقاضي ما سننت له في الخير و الشر كيف تعتاد
-7 فس، ]تفسير القمي[ عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن حفص بن غياث عن قال قال أبو عبد الله ع يا حفص ما منزلة الدنيا من نفسي إلا بمنزلة الميتة إذا اضطررت إليها أكلت منها يا حفص إن الله تبارك و تعالى علم ما العباد عاملون و إلى ما هم صائرون فحلم عنهم عند أعمالهم السيئة لعلمه السابق فيهم فلا يغرنك حسن الطلب ممن لا يخاف الفوت ثم تلا قوله تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ الآية و جعل يبكي و يقول ذهب و الله الأماني عند هذه الآية ثم قال فازوا و الله الأبرار أ تدري من هم هم الذين لا يؤذون الذر كفى بخشية الله علما و كفى بالاغترار بالله جهلا يا حفص إنه يغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل أن يغفر للعالم ذنب واحد و من تعلم و علم و عمل بما علم دعي في ملكوت السماوات عظيما فقيل تعلم لله و عمل لله و علم لله قلت جعلت فداك فما حد الزهد في الدنيا فقال فقد حد الله في كتابه فقال عز و جل لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ إن أعلم الناس بالله أخوفهم لله و أخوفهم له أعلمهم به و أعلمهم به أزهدهم فيها فقال له رجل يا ابن رسول الله أوصني فقال اتق الله حيث كنت فإنك لا تستوحش
8- ل، ]الخصال[ عن أبيه عن محمد العطار عن الأشعري عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن جعفر بإسناده قال قال أبو عبد الله ع ليس للبحر جار و لا للملك صديق و لا للعافية ثمن و كم من منعم عليه و هو لا يعلم
-9 ل، ]الخصال[ ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن أبيه رفعه إلى أبي عبد الله ع أنه قال خمس من خمسة محال النصيحة من الحاسد محال و الشفقة من العدو محال و الحرمة من الفاسق محال و الوفاء من المرأة محال و الهيبة من الفقير محال
10- ل، ]الخصال[ عن أبيه عن محمد العطار عن الأشعري عن موسى بن عمر عن أبي علي بن راشد رفعه إلى الصادق ع أنه قال خمس هن كما أقول ليست لبخيل راحة و لا لحسود لذة و لا لملوك وفاء و لا لكذاب مروة و لا يسود سفيه
11- ل، ]الخصال[ عن أبيه عن محمد العطار عن الأشعري عن الجاموراني عن درست عن أبي خالد السجستاني عن أبي عبد الله ع قال خمس خصال من لم تكن فيه خصلة منها فليس فيه كثير مستمتع أولها الوفاء و الثانية التدبير و الثالثة الحياء و الرابعة حسن الخلق و الخامسة و هي تجمع هذه الخصال الحرية
12- و قال ع خمس خصال من فقد منهن واحدة لم يزل ناقص العيش زائل العقل مشغول القلب فأولها صحة البدن و الثانية الأمن و الثالثة السعة في الرزق و الرابعة الأنيس الموافق قلت و ما الأنيس الموافق قال الزوجة الصالحة و الولد الصالح و الخليط الصالح و الخامسة و هي تجمع هذه الخصال الدعة
13- ل، ]الخصال[ عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن الأشعري عن الجاموراني عن أبي عثمان عن أحمد بن عمر الحلال عن يحيى الحلبي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول سبعة يفسدون أعمالهم الرجل الحليم ذو العلم الكثير لا يعرف بذلك و لا يذكر به و الحكيم الذي يدين ما له كل كاذب منكر لما يؤتى إليه و الرجل الذي يأمن ذا المكر و الخيانة و السيد الفظ الذي لا رحمة له و الأم التي لا تكتم عن الولد السر و تفشي عليه و السريع إلى لائمة إخوانه و الذي يجادل أخاه مخاصما له
14- ل، ]الخصال[ عن العطار عن أبيه عن الأشعري عن الجاموراني عن ابن أبي عثمان عن أحمد بن عمر عن يحيى الحلبي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لا يطمعن ذو الكبر في الثناء الحسن و لا الخب في كثرة الصديق و لا السيئ الأدب في الشرف و لا البخيل في صلة الرحم و لا المستهزئ بالناس في صدق المودة و لا القليل الفقه في القضاء و لا المغتاب في السلامة و لا الحسود في راحة القلب و لا المعاقب على الذنب الصغير في السؤدد و لا القليل التجربة المعجب برأيه في رئاسة
15- ل، ]الخصال[ عن المفسر أحمد بن الحسن الحسيني عن أبي محمد العسكري عن آبائه ع قال كتب الصادق ع إلى بعض الناس إن أردت أن يختم بخير عملك حتى تقبض و أنت في أفضل الأعمال فعظم لله حقه أن تبذل نعمائه في معاصيه و أن تغتر بحلمه عنك و أكرم كل من وجدته يذكرنا أو ينتحل مودتنا ثم ليس عليك صادقا كان أو كاذبا إنما لك نيتك و عليه كذبه
16- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن المفيد عن ابن قولويه عن محمد الحميري عن أبيه عن البرقي عن شريف بن سابق عن الفضل بن عبد الملك عن أبي عبد الله عن آبائه ع قال قال رسول الله ص أول عنوان صحيفة المؤمن بعد موته ما يقول الناس فيه إن خيرا فخيرا و إن شرا فشرا و أول تحفة المؤمن أن يغفر الله له و لمن تبع جنازته ثم قال يا فضل لا يأتي المسجد من كل قبيلة إلا وافدها و من كل أهل بيت إلا نجيبها يا فضل لا يرجع صاحب المسجد بأقل من إحدى ثلاث إما دعاء يدعو به يدخل الله به الجنة و إما دعاء يدعو به فيصرف الله عنه بلاء الدنيا و إما أخ يستفيده في الله عز و جل ثم قال قال رسول الله ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد فائدة الإسلام مثل أخ يستفيده في الله ثم قال يا فضل لا تزهدوا في فقراء شيعتنا فإن الفقير منهم ليشفع يوم القيامة في مثل ربيعة و مضر ثم قال يا فضل إنما سمي المؤمن مؤمنا لأنه يؤمن على الله فيجيز الله أمانه ثم قال أ ما سمعت الله تعالى يقول في أعدائكم إذا رأوا شفاعة الرجل منكم لصديقه يوم القيامة فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَ لا صَدِيقٍ حَمِيمٍ
17- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن المفيد عن حسن بن حمزة الحسني عن علي بن إبراهيم في كتابه على يد أبي نوح الكاتب عن أبيه عن ابن بزيع عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ع أنه قال لأصحابه اسمعوا مني كلاما هو خير لكم من الدهم الموقفة لا يتكلم أحدكم بما لا يعنيه و ليدع كثيرا من الكلام فيما يعنيه حتى يجد له موضعا فرب متكلم في غير موضعه جنى على نفسه بكلامه و لا يمارين أحدكم سفيها و لا حليما فإنه من مارى حليما أقصاه و من مارى سفيها أرداه و اذكروا أخاكم إذا غاب عنكم بأحسن ما تحبون أن تذكروا به إذا غبتم عنه و اعملوا عمل من يعلم أنه مجازى بالإحسان مأخوذ بالاجترام
18- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن المفيد عن ابن قولويه عن الكليني عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن محمد بن زياد عن رفاعة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول أربع في التوراة و إلى جنبهن أربع من أصبح على الدنيا حزينا فقد أصبح على ربه ساخطا و من أصبح يشكر مصيبة نزلت به فإنما يشكر ربه و من أتى غنيا فتضعضع له ليصيب من دنياه فقد ذهب ثلثا دينه و من دخل النار ممن قرأ القرآن فإنما هو ممن كان يتخذ آياتِ اللَّهِ هُزُواً و الأربع التي إلى جنبهن كما تدين تدان و من ملك استأثر و من لم يستشر ندم و الفقر هو الموت الأكبر
19- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بإسناد أبي قتادة قال قال أبو عبد الله ع ليس لحاقن رأي و لا لملوك صديق و لا لحسود غنى و ليس بحازم من لم ينظر في العواقب و النظر في العواقب تلقيح للقلوب
20- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن جماعة عن أبي المفضل عن أحمد بن هوذة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد الأنصاري عن عبد العزيز بن محمد قال دخل سفيان الثوري على أبي عبد الله جعفر بن محمد ع و أنا عنده فقال له جعفر يا سفيان إنك رجل مطلوب و أنا رجل تسرع إلى الألسن فسل عما بدا لك فقال ما أتيتك يا ابن رسول الله إلا لأستفيد منك خيرا قال يا سفيان إني رأيت المعروف لا يتم إلا بثلاث تعجيله و ستره و تصغيره فإنك إذا عجلته هنأته و إذا سترته أتممته و إذا صغرته عظم عند من تسديه إليه يا سفيان إذا أنعم الله على أحد منكم بنعمة فليحمد الله عز و جل و إذا استبطأ الرزق فليستغفر الله و إذا حزنه أمر قال لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم يا سفيان ثلاث أيما ثلاث نعمت العطية الكلمة الصالحة يسمعها المؤمن فينطوي عليها حتى يهديها إلى أخيه المؤمن و قال ع المعروف كاسمه و ليس شيء أعظم من المعروف إلا ثوابه و ليس كل من يحب أن يصنع المعروف يصنعه و لا كل من يرغب فيه يقدر عليه و لا كل من يقدر عليه يؤذن له فيه فإذا اجتمعت الرغبة و القدرة و الإذن فهنالك تمت السعادة للطالب و المطلوب إليه
-21 ع، ]علل الشرائع[ عن ابن المتوكل عن الحميري عن اليقطيني عن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن هشام بن سالم قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لحمران يا حمران انظر إلى من هو دونك و لا تنظر إلى من هو فوقك في المقدرة فإن ذلك أقنع لك بما قسم لك و أحرى أن تستوجب الزيادة من ربك و اعلم أن العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند الله من العمل الكثير على غير يقين و اعلم أنه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله و الكف عن أذى المؤمنين و اغتيابهم و لا عيش أهنأ من حسن الخلق و لا مال أنفع من القنوع باليسير المجزي و لا جهل أضر من العجب
22- ع، ]علل الشرائع[ عن ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن عبد العظيم الحسني عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن الفضل عن خاله محمد بن سليمان عن رجل عن محمد بن علي ع أنه قال لمحمد بن مسلم لا تغرنك الناس من نفسك فإن الأمر يصل إليك دونهم و لا تقطع النهار عنك كذا و كذا فإن معك من يحصي عليك و لا تستصغرن حسنة تعملها فإنك تراها حيث تسرك و لا تستصغرن سيئة تعمل بها فإنك تراها حيث تسوؤك و أحسن فإني لم أر شيئا قط أشد طلبا و لا أسرع دركا من حسنة محدثة لذنب قديم
جا، ]المجالس للمفيد[ عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن معروف عن ابن مهزيار عن فضالة عن عبد الله بن زيد عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع مثله و زاد في آخره إن الله جل اسمه يقول إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ
-23 مع، ]معاني الأخبار[ عن ماجيلويه عن عمه عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضل عن ابن ظبيان قال قال أبو عبد الله ع اعلم أن الصلاة حجزة الله في الأرض فمن أحب أن يعلم ما يدرك من نفع صلاته فلينظر فإن كانت صلاته حجزته عن الفواحش و المنكر فإنما أدرك من نفعها بقدر ما احتجز و من أحب أن يعلم ما له عند الله فليعلم ما لله عنده و من خلا بعمل فلينظر فيه فإن كان حسنا جميلا فليمض عليه و إن كان سيئا قبيحا فليجتنبه فإن الله عز و جل أولى بالوفاء و الزيادة من عمل سيئة في السر فليعمل حسنة في السر و من عمل سيئة في العلانية فليعمل حسنة في العلانية
24- سن، ]المحاسن[ عن حماد بن عيسى عن عبد الحميد الطائي عن أبي عبد الله ع قال كتب معي إلى عبد الله بن معاوية و هو بفارس من اتقى الله وقاه و من شكره زاده و من أقرضه جزاه
25- سن، ]المحاسن[ عن أحمد بن محمد عن علي بن حديد عن أبي أسامة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول عليكم بتقوى الله و الورع و الاجتهاد و صدق الحديث و أداء الأمانة و حسن الخلق و حسن الجوار و كونوا دعاة إلى أنفسكم بغير ألسنتكم و كونوا زينا و لا تكونوا شينا و عليكم بطول السجود و الركوع فإن أحدكم إذا طال الركوع يهتف إبليس من خلفه و قال يا ويلتاه أطاعوا و عصيت و سجدوا و أبيت
26- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ عن الصدوق رحمه الله بإسناده عن ابن سنان عن الصادق ع قال لا تمزح فيذهب نورك و لا تكذب فيذهب بهاؤك و إياك و خصلتين الضجر و الكسل فإنك إن ضجرت لم تصبر على حق و إن كسلت لم تؤد حقا قال و كان المسيح ع يقول من كثر همه سقم بدنه و من ساء خلقه عذب نفسه و من كثر كلامه كثر سقطه و من كثر كذبه ذهب بهاؤه و من لاحى الرجال ذهب مروته
27- مص، ]مصباح الشريعة[ قال الصادق ع أفضل الوصايا و ألزمها أن لا تنسى ربك و أن تذكره دائما و لا تعصيه و تعبده قاعدا و قائما و لا تغتر بنعمته و اشكره أبدا و لا تخرج من تحت أستار عظمته و جلاله فتضل و تقع في ميدان الهلاك و إن مسك البلاء و الضر و أحرقتك نيران المحن و اعلم أن بلاياه محشوة بكراماته الأبدية و محنة مورثة رضاه و قربه و لو بعد حين فيا لها من مغنم لمن علم و وفق لذلك
28- روي أن رجلا استوصى رسول الله ص فقال لا تغضب قط فإن فيه منازعة ربك فقال زدني قال إياك و ما يعتذر منه فإن فيه الشرك الخفي فقال زدني فقال صل صلاة مودع فإن فيها الوصلة و القربى فقال زدني فقال ع استحي من الله استحياءك من صالحي جيرانك فإن فيها زيادة اليقين و قد أجمع الله تعالى ما يتواصى به المتواصون من الأولين و الآخرين في خصلة واحدة و هي التقوى قال الله جل و عز وَ لَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ إِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ و فيه جماع كل عبادة صالحة وصل من وصل إلى الدرجات العلي و الرتبة القصوى و به عاش من عاش مع الله بالحياة الطيبة و الأنس الدائم قال الله عز و جل إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَ نَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ
29- كشف، ]كشف الغمة[ قال محمد بن طلحة قال مالك بن أنس قال جعفر ع يوما لسفيان الثوري يا سفيان إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقاءها فأكثر من الحمد و الشكر على الله قال الله عز و جل في كتابه العزيز لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ و إذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار فإن الله عز و جل قال في كتابه اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ يعني في الدنيا وَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ يعني في الآخرة يا سفيان إذا حزنك أمر من سلطان أو غيره فأكثر من قول لا حول و لا قوة إلا بالله فإنها مفتاح الفرج و كنز من كنوز الجنة
30- و قال ابن أبي حازم كنت عند جعفر بن محمد ع إذا جاء آذنه فقال سفيان الثوري بالباب فقال ائذن له فدخل فقال له جعفر يا سفيان إنك رجل يطلبك السلطان و أنا أتقي السلطان قم فاخرج غير مطرود فقال سفيان حدثني حتى أسمع و أقوم فقال جعفر حدثني أبي عن جدي أن رسول الله ص قال من أنعم الله عليه نعمة فليحمد الله و من استبطأ الرزق فليستغفر الله و من حزنه أمر فليقل لا حول و لا قوة إلا بالله فلما قام سفيان قال جعفر خذها يا سفيان ثلاثا و أي ثلاث
31- و كان يقول ع لا يتم المعروف إلا بثلاثة تعجيله و تصغيره و ستره
32- و سئل ع لم حرم الله الربا قال لئلا يتمانع الناس المعروف
33- و ذكر بعض أصحابه قال دخلت على جعفر ع و موسى ولده بين يديه و هو يوصيه بهذه الوصية فكان مما حفظت منه أن قال يا بني اقبل وصيتي و احفظ مقالتي فإنك إن حفظتها تعش سعيدا و تمت حميدا يا بني إنه من قنع بما قسم الله له استغنى و من مد عينيه إلى ما في يد غيره مات فقيرا و من لم يرض بما قسم الله عز و جل اتهم الله تعالى في قضائه و من استصغر زلة نفسه استعظم زلة غيره و من استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه يا بني من كشف حجاب غيره انكشفت عورات نفسه و من سل سيف البغي قتل به و من حفر لأخيه بئرا سقط فيها و من دخل مداخل السفهاء حقر و من خالط العلماء وقر و من دخل مداخل السوء اتهم يا بني قل الحق لك و عليك و إياك و النميمة فإنها تزرع الشحناء في قلوب الرجال يا بني إذا طلبت الجود فعليك بمعادنه فإن للجود معادن و للمعادن أصولا و للأصول فروعا و للفروع ثمرا و لا يطيب ثمر إلا بفرع و لا فرع إلا بأصل و لا أصل إلا بمعدن طيب يا بني إذا زرت فزر الأخيار و لا تزر الفجار فإنهم صخرة لا ينفجر ماؤها و شجرة لا يخضر ورقها و أرض لا يظهر عشبها قال علي بن موسى ع فما ترك أبي هذه الوصية إلى أن مات
34- و نقل أنه كان رجل من أهل السواد يلزم جعفرا ع ففقده فسئل عنه فقال له رجل يريد أن يستنقص به إنه نبطي فقال جعفر ع أصل الرجل عقله و حسبه دينه و كرمه تقواه و الناس في آدم مستوون فاستحيا ذلك القائل
35- و قال سفيان الثوري سمعت جعفر الصادق ع يقول عزت السلامة حتى لقد خفي مطلبها فإن يكن في شيء فيوشك أن يكون في الخمول فإن طلبت في خمول فلم توجد فيوشك أن تكون في الصمت فإن طلبت في الصمت فلم توجد فيوشك أن تكون في التخلي فإن طلبت في التخلي فلم توجد فيوشك أن تكون في كلام السلف الصالح و السعيد من وجد في نفسه خلوة يشغل بها
36- و قال الحافظ عبد العزيز و قال إبراهيم بن مسعود قال كان رجل من التجار يختلف إلى جعفر بن محمد ع يخاطبه و يعرفه بحسن حال فتغيرت حاله فجعل يشكو إلى جعفر ع فقال
فلا تجزع و إن أعسرت يوما فقد أيسرت في زمن طويلو لا تيأس فإن اليأس كفر لعل الله يغني عن قليلو لا تظنن بربك ظن سوء فإن الله أولى بالجميل
37- و عن عبد الله بن أبي يعفور عن جعفر بن محمد ع قال بني الإنسان على خصال فمهما بني عليه فإنه لا يبني على الخيانة و الكذب
38- و قال الحافظ عبد العزيز روي عن جابر بن عون قال قال رجل لجعفر بن محمد ع إنه وقع بيني و بين قوم منازعة في أمور و إني أريد أن أتركه فيقال لي إن تركك له ذل فقال جعفر بن محمد ع إن الذليل هو الظالم
39- و عن إسماعيل بن جعفر بن محمد عن جده ع قال قال رسول الله ص من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه
40- و قال الحافظ أبو نعيم روي عن محمد بن بشير عن جعفر بن محمد ع أوحى الله تعالى إلى الدنيا أن اخدمي من خدمني و أتعبي من خدمك
41- و عن الأصمعي قال قال جعفر بن محمد ع الصلاة قربان كل تقي و الحج جهاد كل ضعيف و زكاة البدن الصيام و الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر و استنزلوا الرزق بالصدقة و حصنوا أموالكم بالزكاة و ما عال من اقتصد و التقدير نصف العيش و التودد نصف العقل و قلة العيال أحد اليسارين من حزن والديه فقد عقهما و من ضرب بيده على فخذه عند المصيبة فقد حبط أجره و الصنيعة لا تكون صنيعة إلا عند ذي حسب أو دين و الله عز و جل ينزل الصبر على قدر المصيبة و ينزل الرزق على قدر المئونة و من قدر معيشته رزقه الله و من بذر معيشته حرمه الله
42- و عن بعض أصحاب جعفر ع قال دخلت عليه و موسى ع بين يديه و هو يوصيه بهذه الوصية فكان مما حفظت منها أن قال يا بني اقبل وصيتي و احفظ مقالتي فإنك إن حفظتها تعش سعيدا و تمت حميدا يا بني من قنع بما قسم له استغنى و من مد عينيه إلى ما في يد غيره مات فقيرا و من لم يرض بما قسم له اتهم الله في قضائه و من استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه و من استصغر زلة نفسه استعظم زلة غيره يا بني من كشف حجاب غيره تكشف عورات بيته و من سل سيف البغي قتل به و من احتفر لأخيه بئرا سقط فيها و من دخل السفهاء حقر و من خالط العلماء وقر و من دخل مداخل السوء اتهم يا بني إياك أن تزري بالرجال فيزرى بك و إياك و الدخول فيما لا يعنيك فتذل يا بني قل الحق لك و عليك تستشار من بين أقرانك يا بني كن لكتاب الله تاليا و للإسلام فاشيا و بالمعروف آمرا و عن المنكر ناهيا و لمن قطعك واصلا و لمن سكت عنك مبتدئا و لمن سألك معطيا و إياك و النميمة فإنها تزرع الشحناء في قلوب الرجال و إياك و التعرض لعيوب الناس فمنزلة المعترض لعيوب الناس كمنزلة الهدف يا بني إذا طلبت الجود فعليك بمعادنه فإن للجود معادن و للمعادن أصولا و للأصول فروعا و للفروع ثمرا و لا يطيب ثمر إلا بفرع و لا فرع إلا بأصل و لا أصل ثابت إلا بمعدن طيب يا بني إذا زرت فزر الأخيار و لا تزر الفجار فإنهم صخرة لا يتفجر ماؤها و شجرة لا يخضر ورقها و أرض لا يظهر عشبها قال علي بن موسى ع فما ترك أبي هذه الوصية إلى أن توفي
43- و عن عنبسة الخثعمي و كان من الأخيار قال سمعت جعفر بن محمد ع يقول إياكم و الخصومة في الدين فإنها تشغل القلب و تورث النفاق
44- و قال ع إذا بلغك عن أخيك شيء يسوؤك فلا تغتم به فإنه إن كان كما يقول كانت عقوبة عجلت و إن كانت على غير ما يقول كانت حسنة لم تعلمها قال و قال موسى ع يا رب أسألك أن لا يذكرني أحد إلا بخير قال ما فعلت ذلك لنفسي
45- و قال الآبي سئل جعفر بن محمد ع لما صار الناس يكلبون أيام الغلاء على الطعام و يزيد جوعهم على العادة في الرخص قال لأنهم بنو الأرض فإذا قحطت قحطوا و إذا خصبت خصبوا
46- و شكا إليه ع رجل جاره فقال اصبر عليه فقال ينسبني الناس إلى الذل فقال إنما الذليل من ظلم
و قال ع أربعة أشياء القليل منها كثير النار و العداوة و الفقر و المرض
47- و قال ع إذا أقبلت الدنيا على المرء أعطته محاسن غيره و إذا أعرضت عنه سلبته محاسن نفسه
48- و مر به ع رجل و هو يتغدى فلم يسلم فدعاه إلى الطعام فقيل له السنة أن يسلم ثم يدعى و قد ترك السلام على عمد فقال هذا فقه عراقي فيه بخل
-49 و قال ع القرآن ظاهره أنيق و باطنه عميق
50- و قال من أنصف من نفسه رضي حكما لغيره
51- و قال ع أكرموا الخبز فإن الله أنزل له كرامة قيل و ما كرامته قال أن لا يقطع و لا يوطأ و إذا حضر لم ينتظر به غيره
52- و قال ع حفظ الرجل أخاه بعد وفاته في تركته كرم
53- و قال ع ما من شيء أسر إلي من يد أتبعها الأخرى لأن منع الأواخر بقطع لسان شكر الأوائل
54- و قال ع إني لأملق أحيانا فأتاجر الله بالصدقة
55- و قال ع لا يزال العز قلقا حتى يأتي دارا قد استشعر أهلها اليأس مما في أيدي الناس فيوطنها
56- و قال ع إذا دخلت إلى منزل أخيك فاقبل الكرامة كلها ما خلا الجلوس في الصدور
57- و قال ع كفارة عمل السلطان الإحسان إلى الإخوان
58- و اشتكى مرة فقال اللهم اجعله أدبا لا غضبا
59- و قال ع البنات حسنات و البنون نعم و الحسنات يثاب عليها و النعم مسئول عنها
60- و قال ع إياك و سقطة الاسترسال فإنها لا تستقال
61- و قيل له ع ما طعم الماء قال طعم الحياة
62- و قال ع من لم يستحي من العيب و يرعوي عند الشيب و يخشى الله بظهر الغيب فلا خير فيه
63- و قال ع و إن خير العباد من يجتمع فيه خمس خصال إذا أحسن استبشر و إذا أساء استغفر و إذا أعطي شكر و إذا ابتلي صبر و إذا ظلم غفر
64- و قال ع إياكم و ملاحاة الشعراء فإنهم يضنون بالمدح و يجودون بالهجاء
و قال ع إني لأسارع إلى حاجة عدوي خوفا أن أرده فيستغني عني
65- كان ع يقول اللهم إنك بما أنت له أهل من العفو أولى مني بما أنا أهل له من العقوبة
66- و أتاه ع أعرابي و قيل بل أتى أباه الباقر ع فقال أ رأيت الله حين عبدته فقال ما كنت لأعبد شيئا لم أره قال كيف رأيته قال لم تره الأبصار بمشاهدة العيان و لكن رأته القلوب بحقيقة الإيمان لا يدرك بالحواس و لا يقاس بالناس معروف بالآيات منعوت بالعلامات هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فقال الأعرابي اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ
67- و قال ع يهلك الله ستا بست الأمراء بالجور و العرب بالعصبية و الدهاقين بالكبر و التجار بالخيانة و أهل الرستاق بالجهل و الفقهاء بالحسد
68- و قال ع منع الموجود سوء ظن بالمعبود
69- و قال ع صلة الأرحام منساة في الأعمار و حسن الجوار عمارة للدنيا و صدقة السر مثراة للمال
70- و قال له أبو جعفر يا أبا عبد الله أ لا تعذرني من عبد الله بن حسن و ولده يبثون الدعاة و يريدون الفتنة قال قد عرفت الأمر بيني و بينهم فإن أقنعتك مني آية من كتاب الله تعالى تلوتها عليك قال هات قال لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَ لَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَ لَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ و قال كفاني و قبل بين عينيه
71- و قال ع لرجل أحدث سفرا يحدث الله لك رزقا و الزم ما عودت منه الخير
72- قال ع دعا الله الناس في الدنيا بآبائهم ليتعارفوا و في الآخرة بأعمالهم ليجازوا فقال يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا
73- و قال ع من أيقظ فتنة فهو أكلها
74- و قال ع إن عيال المرء أسراؤه فمن أنعم الله عليه نعمة فليوسع على أسرائه فإن لم يفعل أوشك أن تزول تلك النعمة
75- و كان ع يقول السريرة إذا صلحت قويت العلانية
76- و قال ع ما يصنع العبد أن يظهر حسنا و يسر سيئا أ ليس يرجع إلى نفسه فيعلم أن ليس كذلك و الله عز و جل يقول بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ
77- و قال له أبو حنيفة يا أبا عبد الله ما أصبرك على الصلاة فقال ويحك يا نعمان أ ما علمت أن الصلاة قربان كل تقي و أن الحج جهاد كل ضعيف و لكل شيء زكاة و زكاة البدن الصيام و أفضل الأعمال انتظار الفرج من الله الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر فاحفظ هذه الكلمات يا نعمان استنزلوا الرزق بالصدقة و حصنوا المال بالزكاة و ما عال امرؤ اقتصد و التقدير نصف العيش و التودد نصف العقل و الهرم نصف الهم و قلة العيال أحد اليسارين من أحزن والديه فقد عقهما و من ضرب يده على فخذه عند المصيبة حبط أجره و الصنيعة لا يكون صنيعة إلا عند ذي حسب و دين و الله ينزل الرزق على قدر المئونة و ينزل الصبر على قدر المصيبة و من أيقن بالخلف جاد بالعطية و لو أراد الله بالنمل خيرا ما أنبت لها جناحا زاد ابن حمدون في روايته و من قدر معيشته رزقه الله و من بذر حرمه الله و لم يورد و لو أراد الله بالنملة
78- و قيل له ع ما بلغ بك من حبك موسى قال وددت أن ليس لي ولد غيره حتى لا يشركه في حبي له أحد
79- و قال ثلاثة أقسم بالله أنها الحق ما نقص مال من صدقة و لا زكاة و لا ظلم أحد بظلامة فقدر أن يكافي بها فكظمها إلا أبدله الله مكانها عزا و لا فتح عبد على نفسه باب مسألة إلا فتح عليه باب فقر
80- و قال ع ثلاثة لا يزيد الله بها المرء المسلم إلا عزا الصفح عمن ظلمه و الإعطاء لمن حرمه و الصلة لمن قطعه
81- و قال ع من اليقين ألا ترضي الناس بما يسخط الله و لا تذمهم على ما لم يؤتك الله و لا تحمدهم على ما رزق الله فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص و لا يصرفه كره كاره و لو أن أحدكم فر من رزقه كما يفر من الموت لأدركه الرزق كما يدركه الموت
82- و قال ع مروة الرجل في نفسه نسب لعقبه و قبيلته
83- و قال ع من صدق لسانه زكي عمله و من حسنت نيته زيد في رزقه و من حسن بره بأهل بيته زيد في عمره
84- و قال ع خذ من حسن الظن بطرف تروح به قلبك و يروح به أمرك
85- و قال ع المؤمن إذا غضب لم يخرجه غضبه من حق و إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل و الذي إذا قدر لم يأخذ أكثر مما له
86- و من تذكرة ابن حمدون قال الصادق ع تأخير التوبة اغترار و طول التسويف حيرة و الائتلاء على الله عز و جل هلكة و الإصرار أمن فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ
-87 و قال ع ما كل من أراد شيئا قدر عليه و لا كل من قدر على شيء وفق له و لا كل من وفق أصاب له موضعا فإذا اجتمع النية و القدرة و التوفيق و الإصابة فهناك تجب السعادة
88- و قال ع صلة الرحم تهون الحساب يوم القيامة قال الله تعالى وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ
89- و قال ع و قد قيل بحضرته جاور ملكا أو بحرا فقال هذا الكلام محال و الصواب لا تجاور ملكا و لا بحرا لأن الملك يؤذيك و البحر لا يرويك
90- و سئل ع عن فضيلة لأمير المؤمنين ع لم يشركه فيها غيره قال فضل الأقربين بالسبق و سبق الأبعدين بالقرابة
91- و عنه ع قال بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ تيجان العرب
92- و قال ع صحبة عشرين يوما قرابة
93- كا، ]الكافي[ من الروضة علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن حفص المؤذن عن أبي عبد الله ع و عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله ع أنه كتب بهذه الرسالة إلى أصحابه و أمرهم بمدارستها و النظر فيها و تعاهدها و العمل بها فكانوا يضعونها في مساجد بيوتهم فإذا فرغوا من الصلاة نظروا فيها
قال و حدثني الحسن بن محمد عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي عن القاسم بن الربيع الصحاف عن إسماعيل بن مخلد السراج عن أبي عبد الله ع قال خرجت هذه الرسالة من أبي عبد الله ع إلى أصحابه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أما بعد فاسألوا الله ربكم العافية و عليكم بالدعة و الوقار و السكينة و عليكم بالحياء و التنزه عما تنزه عنه الصالحون قبلكم و عليكم بمجاملة أهل الباطل تحملوا الضيم منهم و إياكم و مماظتهم دينوا فيما بينكم و بينهم إذا أنتم جالستموهم و خالطتموهم و نازعتموهم الكلام فإنه لا بد لكم من مجالستهم و مخالطتهم و منازعتهم الكلام بالتقية التي أمركم الله أن تأخذوا بها فيما بينكم و بينهم فإذا ابتليتم بذلك منهم فإنهم سيؤذونكم و تعرفون في وجوههم المنكر و لو لا أن الله تعالى يدفعهم عنكم لسطوا بكم و ما في صدورهم من العداوة و البغضاء أكثر مما يبدون لكم مجالسكم و مجالسهم واحدة و أرواحكم و أرواحهم مختلفة لا تأتلف لا تحبونهم أبدا و لا يحبونكم غير أن الله تعالى أكرمكم بالحق و بصركموه و لم يجعلهم من أهله فتحاملونهم و تصبرون عليهم و لا مجاملة لهم و لا صبر لهم على شيء و حيلهم و وسواس بعضهم إلى بعض فإن أعداء الله إن استطاعوا صدوكم عن الحق يعصمكم الله من ذلك فاتقوا الله و كفوا ألسنتكم إلا من خير و إياكم أن تذلقوا ألسنتكم بقول الزور و البهتان و الإثم و العدوان فإنكم إن كففتم ألسنتكم عما يكرهه الله مما نهاكم عنه كان خيرا لكم عند ربكم من أن تذلقوا ألسنتكم به فإن ذلق اللسان فيما يكرهه الله و فيما ينهى عنه مرداة للعبد عند الله و مقت من الله و صمم و بكم و عمى يورثه الله إياه يوم القيامة فتصيروا كما قال الله صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ يعني لا ينطقون وَ لا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ و إياكم و ما نهاكم الله عنه أن تركبوه و عليكم بالصمت إلا فيما ينفعكم الله به من أمر آخرتكم و يأجركم عليه و أكثروا من التهليل و التقديس و التسبيح و الثناء على الله و التضرع إليه و الرغبة فيما عنده من الخير الذي لا يقدر قدره و لا يبلغ كنهه أحد فاشغلوا ألسنتكم بذلك عما نهى الله عنه من أقاويل الباطل التي تعقب أهلها خلودا في النار من مات عليها و لم يتب إلى الله و لم ينزع عنها و عليكم بالدعاء فإن المسلمين لم يدركوا نجاح الحوائج عند ربهم بأفضل من الدعاء و الرغبة إليه و التضرع إلى الله و المسألة له فارغبوا فيما رغبكم الله فيه و أجيبوا الله إلى ما دعاكم إليه لتفلحوا و تنجحوا من عذاب الله و إياكم أن تشره أنفسكم إلى شيء مما حرم الله عليكم فإن من انتهك ما حرم الله عليه هاهنا في الدنيا حال الله بينه و بين الجنة و نعيمها و لذتها و كرامتها القائمة الدائمة لأهل الجنة أبد الآبدين و اعلموا أنه بئس الحظ الخطر لمن خاطر الله بترك طاعة الله و ركوب معصيته فاختار أن ينتهك محارم الله في لذات دنيا منقطعة زائلة عن أهلها على خلود نعيم في الجنة و لذاتها و كرامة أهلها ويل لأولئك ما أخيب حظهم و أخسر كرتهم و أسوأ حالهم عند ربهم يوم القيامة استجيروا الله أن يجيركم في مثالهم أبدا و أن
يبتليكم بما ابتلاهم به و لا قوة لنا و لكم إلا به فاتقوا الله أيتها العصابة الناجية إن أتم الله لكم ما أعطاكم به فإنه لا يتم الأمر حتى يدخل عليكم مثل الذي دخل على الصالحين قبلكم و حتى تبتلوا في أنفسكم و أموالكم و حتى تسمعوا من أعداء الله أذى كثيرا فتصبروا و تعركوا بجنوبكم و حتى يستذلوكم و يبغضوكم و حتى يحملوا عليكم الضيم فتحملوه منهم تلتمسون بذلك وجه الله و الدار الآخرة و حتى تكظموا الغيظ الشديد في الأذى في الله جل و عز يجترمونه إليكم و حتى يكذبوكم بالحق و يعادوكم فيه و يبغضكم عليه فتصبروا على ذلك منهم و مصداق ذلك كله في كتاب الله الذي أنزله جبرئيل ع على نبيكم سمعتم قول الله عز و جل لنبيكم ص فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَ لا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ثم قال وَ إِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَ أُوذُوا فقد كذب نبي الله و الرسل من قبله و أوذوا مع التكذيب بالحق فإن سركم أمر الله فيهم الذي خلقهم له في الأصل أصل الخلق من الكفر الذي سبق في علم الله أن يخلقهم له في الأصل و من الذين سماهم الله في كتابه في قوله وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ فتدبروا هذا و اعقلوه و لا تجهلوه فإنه من يجهل هذا و أشباهه مما افترض الله عليه في كتابه مما أمر الله به و نهى عنه ترك دين الله و ركب معاصيه فاستوجب سخط الله فأكبه الله على وجهه في النار و قال أيتها العصابة المرحومة المفلحة إن الله أتم لكم ما آتاكم من الخير و اعلموا أنه ليس من علم الله و لا من أمره أن يأخذ أحد من خلق الله في دينه بهوى و رأي و لا مقاييس قد أنزل الله القرآن و جعل فيه تبيان كل شيء و جعل للقرآن و لتعلم القرآن أهلا لا يسع أهل القرآن الذين آتاهم الله علمه أن يأخذوا فيه بهوى و لا رأي و لا مقاييس أغناهم الله عن ذلك بما آتاهم من علمه و خصهم به و وضعه عندهم كرامة من الله أكرمهم بها و هم أهل الذكر الذين أمر الله هذه الأمة بسؤالهم و هم الذين من سألهم و قد سبق في علم الله أن يصدقهم و يتبع أثرهم أرشدوه و أعطوه من علم القرآن ما يهتدي به إلى الله بإذنه و إلى جميع سبل الحق و هم الذين لا يرغب عنهم و عن مسألتهم و عن علمهم الذي أكرمهم الله به و جعله عندهم إلا من سبق عليه في علم الله الشقاء في أصل الخلق تحت الأظلة فأولئك الذين يرغبون عن سؤال أهل الذكر و الذين آتاهم الله علم القرآن و وضعه عندهم و أمر بسؤالهم و أولئك الذين يأخذون بأهوائهم و آرائهم و مقاييسهم حتى دخلهم الشيطان لأنهم جعلوا أهل الإيمان في علم القرآن عند الله كافرين و جعلوا أهل الضلالة في علم القرآن عند الله مؤمنين و حتى جعلوا ما أحل الله في كثير من الأمر حراما و جعلوا ما حرم الله في كثير من الأمر حلالا فذلك أصل ثمرة أهوائهم و قد عهد إليهم رسول الله ص قبل موته فقالوا نحن بعد ما قبض الله عز و جل رسوله يسعنا أن نأخذ بما اجتمع عليه رأي الناس بعد ما قبض الله عز و جل رسوله ص و بعد عهده الذي عهده إلينا و أمرنا به مخالفا لله و لرسوله ص فما أحد أجرأ على الله و لا أبين ضلالة ممن أخذ بذلك و زعم أن ذلك يسعه و الله إن لله على خلقه أن يطيعوه و يتبعوا أمره في حياة محمد ص
و بعد موته هل يستطيع أولئك أعد الله أن يزعموا أن أحدا ممن أسلم مع محمد ص أخذ بقوله و رأيه و مقاييسه فإن قال نعم فقد كذب على الله و ضَلَّ ضَلالًا بَعِيداً و إن قال لا لم يكن لأحد أن يأخذ برأيه و هواه و مقاييسه فقد أقر بالحجة على نفسه و هو ممن يزعم أن الله يطاع و يتبع أمره بعد قبض رسول الله ص و قد قال الله و قوله الحق وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ و ذلك لتعلموا أن الله يطاع و يتبع أمره في حياة محمد ص و بعد قبض الله محمدا ص و كما لم يكن لأحد من الناس مع محمد ص أن يأخذ بهواه و لا رأيه و لا مقاييسه خلافا لأمر محمد ص فكذلك لم يكن لأحد من الناس بعد محمد ص أن يأخذ بهواه و لا رأيه و لا مقاييسه و قال دعوا رفع أيديكم في الصلاة إلا مرة واحدة حين تفتتح الصلاة فإن الناس قد شهروكم بذلك وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ و لا حول و لا قوة إلا بالله و قال أكثروا من أن تدعوا الله فإن الله يحب من عباده المؤمنين أن يدعوه و قد وعد الله عباده المؤمنين بالاستجابة و الله مصير دعاء المؤمنين يوم القيامة لهم عملا يزيدهم به في الجنة فأكثروا ذكر الله ما استطعتم في كل ساعة من ساعات الليل و النهار فإن الله أمر بكثرة الذكر له و الله ذاكر لمن ذكره من المؤمنين و اعلموا أن الله لم يذكره أحد من عباده المؤمنين إلا ذكره بخير فأعطوا الله من أنفسكم الاجتهاد في طاعته فإن الله لا يدرك شيء من الخير عنده إلا بطاعته و اجتناب محارمه التي حرم الله في ظاهر القرآن و باطنه فإن الله تبارك و تعالى قال في كتابه و قوله الحق وَ ذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَ باطِنَهُ و اعلموا أن ما أمر الله به أن تجتنبوه فقد حرمه و اتبعوا آثار رسول الله ص و سنته فخذوا بها و لا تتبعوا أهواءكم و آراءكم فتضلوا فإن أضل الناس عند الله من اتَّبَعَ هَواهُ و رأيه بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ و أحسنوا إلى أنفسكم ما استطعتم ف إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَ إِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها و جاملوا الناس و لا تحملوهم على رقابكم تجمعوا مع ذلك طاعة ربكم و إياكم و سب أعداء الله حيث يسمعونكم فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ و قد ينبغي لكم أن تعلموا حد سبهم لله كيف هو إنه من سب أولياء الله فقد انتهك سب الله و من أظلم عند الله ممن استسب لله و لأوليائه فمهلا فمهلا فاتبعوا أمر الله و لا حول و لا قوة إلا بالله و قال أيتها العصابة الحافظ الله لهم أمرهم عليكم بآثار رسول الله ص و سنته و آثار الأئمة الهداة من أهل بيت رسول الله ص من بعده و سنتهم فإنه من أخذ بذلك فقد اهتدى و من ترك ذلك و رغب عنه ضل لأنهم هم الذين أمر الله بطاعتهم و ولايتهم و قد قال أبونا رسول الله ص المداومة على العمل في اتباع الآثار و السنن و إن قل أرضى لله و أنفع عنده في العاقبة من الاجتهاد في البدع
و اتباع الأهواء ألا إن اتباع الأهواء و اتباع البدع بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ ضلال و كل ضلالة بدعة و كل بدعة في النار و لن ينال شيء من الخير عند الله إلا بطاعته و الصبر و الرضا لأن الصبر و الرضا من طاعة الله و اعلموا أنه لن يؤمن عبد من عبيده حتى يرضى عن الله فيما صنع الله إليه و صنع به على ما أحب و كره و لن يصنع الله بمن صبر و رضي عن الله إلا ما هو أهله و هو خير له مما أحب و كره و عليكم بالمحافظة عَلَى الصَّلَواتِ وَ الصَّلاةِ الْوُسْطى وَ قُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ كما أمر الله به المؤمنين في كتابه من قبلكم و إياكم و عليكم بحب المساكين المسلمين فإنه من حقرهم و تكبر عليهم فقد زل عن دين الله و الله له حاقر ماقت و قد قال أبونا رسول الله ص أمرني ربي بحب المساكين المسلمين منهم و اعلموا أن من حقر أحدا من المسلمين ألقى الله عليه المقت منه و المحقرة حتى يمقته الناس و الله له أشد مقتا فاتقوا الله في إخوانكم المسلمين و المساكين فإن لهم عليكم حقا أن تحبوهم فإن الله أمر رسوله ص بحبهم فمن لم يحب من أمر الله بحبه فقد عصى الله و رسوله و من عصى الله و رسوله و مات على ذلك مات و هو من الغاوين و إياكم و العظمة و الكبر فإن الكبر رداء الله عز و جل فمن نازع الله رداءه قصمه الله و أذله يوم القيامة و إياكم أن يبغي بعضكم على بعض فإنها ليست من خصال الصالحين فإنه من بغى صير الله بغيه على نفسه و صارت نصرة الله لمن بغى عليه و من نصره الله غلب و أصاب الظفر من الله و إياكم أن يحسد بعضكم بعضا فإن الكفر أصله الحسد و إياكم أن تعينوا على مسلم مظلوم فيدعو الله عليكم و يستجاب له فيكم فإن أبانا رسول الله ص كان يقول إن دعوة المسلم المظلوم مستجابة و ليعن بعضكم بعضا فإن أبانا رسول الله ص كان يقول إن معاونة المسلم خير و أعظم أجرا من صيام شهر و اعتكافه في المسجد الحرام و إياكم و إعسار أحد من إخوانكم المسلمين أن تعسروه بالشيء يكون لكم قبله و هو معسر فإن أبانا رسول الله ص كان يقول ليس للمسلم أن يعسر مسلما و من أنظر معسرا أظله الله بظله يوم لا ظل إلا ظله و إياكم أيتها العصابة المرحومة المفضلة على من سواها و حبس حقوق الله قبلكم يوما بعد يوم و ساعة بعد ساعة فإنه من عجل حقوق الله قبله كان الله أقدر على التعجيل له إلى مضاعفة الخير في العاجل و الآجل و إنه من أخر من حقوق الله قبله كان الله أقدر على تأخير رزقه و من حبس الله رزقه لم يقدر أن يرزق نفسه فأدوا إلى الله حق ما رزقكم يطيب الله لكم بقيته و ينجز لكم ما وعدكم من مضاعفته لكم الأضعاف الكثيرة التي لا يعلم عددها و لا كنه فضله إلا الله رب العالمين و قال اتقوا الله أيتها العصابة و إن استطعتم ألا يكون منكم محرج الإمام
فإن محرج الإمام هو الذي يسعى بأهل الصلاح من أتباع الإمام المسلمين لفضله الصابرين على أداء حقه العارفين بحرمته و اعلموا أنه من نزل بذلك المنزل عند الإمام فهو محرج الإمام فإذا فعل ذلك عند الإمام أحرج الإمام إلى أن يلعن أهل الصلاح من أتباعه من المسلمين لفضله الصابرين على أداء حقه العارفين بحرمته فإذا لعنهم لإحراج أعداء الله الإمام صارت لعنته رحمة من الله عليهم و صارت اللعنة من الله و من ملائكته و رسله على أولئك و اعلموا أيتها العصابة أن السنة من الله قد جرت في الصالحين قبل و قال من سره أن يلقى الله و هو مؤمن حقا حقا فليتول الله و رسوله و الذين آمنوا و ليبرأ إلى الله من عدوهم و يسلم لما انتهى إليه من فضلهم لأن فضلهم لا يبلغه ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا من دون ذلك أ لم تسمعوا ما ذكر الله من فضل اتباع الأئمة الهداة و هم المؤمنون قال فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً فهذا وجه من وجوه فضل اتباع الأئمة فكيف بهم و فضلهم و من سره أن يتم الله له إيمانه حتى يكون مؤمنا حقا حقا فليف لله بشروطه التي اشترطها على المؤمنين فإنه قد اشترط مع ولايته و ولاية رسوله و ولاية أئمة المؤمنين إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و إقراض الله قرضا حسنا و اجتناب الفواحش ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ فلم يبق شيء مما فسر مما حرم الله إلا و قد دخل في جملة قوله فمن دان الله فيما بينه و بين الله مخلصا لله و لم يرخص لنفسه في ترك شيء من هذا فهو عند الله في حزبه الغالبين و هو من المؤمنين حقا و إياكم و الإصرار على شيء مما حرم الله في ظهر القرآن و بطنه و قد قال الله تعالى وَ لَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَ هُمْ يَعْلَمُونَ إلى هاهنا رواية قاسم بن الربيع يعني المؤمنين قبلكم إذا نسوا شيئا مما اشترط الله في كتابه عرفوا أنهم قد عصوا في تركهم ذلك الشيء فاستغفروا و لم يعودوا إلى تركه فذلك معنى قول الله عز و جل وَ لَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَ هُمْ يَعْلَمُونَ و اعلموا أنه إنما أمر و نهى ليطاع فيما أمر به و لينتهى عما نهى عنه فمن اتبع أمره فقد أطاعه و قد أدرك كل شيء من الخير عنده و من لم ينته عما نهى الله عنه فقد عصاه فإن مات على معصيته أكبه الله على وجهه في النار و اعلموا أنه ليس بين الله و بين أحد من خلقه ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا من دون ذلك من خلقه كلهم إلا طاعتهم له فاجتهدوا في طاعة الله إن سركم أن تكونوا مؤمنين حقا حقا و لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ و قال ع و عليكم بطاعة ربكم ما استطعتم فإن الله ربكم و اعلموا أن الإسلام هو التسليم و التسليم هو الإسلام فمن سلم فقد أسلم و من لم يسلم فلا إسلام له و من سره أن يبلغ إلى نفسه في الإحسان فليطع الله فإنه من أطاع الله فقد أبلغ إلى نفسه في الإحسان و إياكم و معاصي الله أن تركبوها فإنه من انتهك معاصي الله فركبها فقد أبلغ في الإساءة إلى نفسه و ليس بين الإحسان و الإساءة منزلة فلأهل الإحسان عند ربهم الجنة و لأهل الإساءة عند ربهم النار فاعملوا بطاعة الله و اجتنبوا معاصيه اعلموا أنه ليس يغني عنكم من الله أحد من خلقه شيئا لا ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا من دون ذلك فمن سره أن تنفعه شفاعة الشافعين عند الله فليطلب إلى الله أن يرضى عنه
و اعلموا أن أحدا من خلق الله لم يصب رضى الله إلا بطاعته و طاعة رسوله و طاعة ولاة أمره من آل محمد ع و معصيتهم من معصية الله و لم ينكر لهم فضلا عظم أو صغر و اعلموا أن المنكرين هم المكذبون و أن المكذبين هم المنافقون و أن الله قال للمنافقين و قوله الحق إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَ لَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً و لا يفرقن أحد منكم ألزم الله قلبه طاعته و خشيته من أحد من الناس أخرجه الله من صفة الحق و لم يجعله من أهلها فإن من لم يجعله الله من أهل صفة الحق فأولئك هم شياطين الإنس و الجن و إن لشياطين الإنس حيلة و مكرا و خدائع و وسوسة بعضهم إلى بعض يريدون إن استطاعوا أن يردوا أهل الحق عما أكرمهم الله به من النظر في دين الله الذي لم يجعل الله شياطين الإنس من أهله إرادة أن يستوي أعداء الله و أهل الحق في الشك و الإنكار و التكذيب فيكونون سواء كما وصف الله تعالى في كتابه من قوله وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً ثم نهى الله أهل النصر بالحق أن يتخذوا من أعداء الله وليا و لا نصيرا فلا يهولنكم و لا يردنكم عن النصر بالحق الذي خصكم الله به من حيلة شياطين الإنس و مكرهم من أموركم تدفعون أنتم السيئة بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فيما بينكم و بينهم تلتمسون بذلك وجه ربكم بطاعته و هم خير عندهم لا يحل لكم أن تظهروهم على أصول دين الله فإنهم إن سمعوا منكم فيه شيئا عادوكم عليه و رفعوه عليكم و جهدوا على هلاككم و استقبلوكم بما تكرهون و لم يكن لكم النصفة منهم في دول الفجار فاعرفوا منزلتكم فيما بينكم و بين أهل الباطل فإنه لا ينبغي لأهل الحق أن ينزلوا أنفسهم منزلة أهل الباطل لأن الله لم يجعل أهل الحق عنده بمنزلة أهل الباطل أ لم يعرفوا وجه قول الله في كتابه إذ يقول أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ أكرموا أنفسكم عن أهل الباطل و لا تجعلوا الله تبارك و تعالى وَ لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى و إمامكم و دينكم الذي تدينون به عرضة لأهل الباطل فتغضبوا الله عليكم فتهلكوا فمهلا مهلا يا أهل الصلاح لا تتركوا أمر الله و أمر من أمركم بطاعته فيغير الله ما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ أحبوا في الله من وصف صفتكم و أبغضوا في الله من خالفكم و ابذلوا مودتكم و نصيحتكم لمن وصف صفتكم و لا تبتذلوها لمن رغب عن صفتكم و عاداكم عليها و بغا لكم الغوائل هذا أدبنا أدب الله فخذوا به و تفهموه و اعقلوه و لا تنبذوه وراء ظهوركم ما وافق هداكم أخذتم به و ما وافق هواكم طرحتموه و لم تأخذوا به و إياكم و التجبر على الله و اعلموا أن عبدا لم يبتل بالتجبر على الله إلا تجبر على دين الله فاستقيموا لله و لا ترتدوا على أعقابكم فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ أجارنا الله و إياكم من التجبر على الله و لا قوة لنا و لكم إلا بالله و قال ع إن العبد إذا كان خلقه الله في الأصل أصل الخلق مؤمنا لم يمت حتى يكره الله إليه الشر و يباعده عنه و من كره الله إليه الشر و باعده عنه عافاه الله من الكبر أن يدخله و الجبرية فلانت عريكته و حسن خلقه و طلق وجهه و صار عليه وقار الإسلام و سكينته و تخشعه و ورع عن محارم الله و اجتنب مساخطه و رزقه الله مودة الناس و مجاملتهم و ترك مقاطعة الناس و الخصومات و لم يكن منها و لا من أهلها في شيء و إن العبد إذا كان الله خلقه في الأصل أصل الخلق كافرا لم يمت حتى يحبب إليه الشر و يقربه منه فإذا حبب إليه
الشر و قربه منه ابتلي بالكبر و الجبرية فقسا قلبه و ساء خلقه و غلظ وجهه و ظهر فحشه و قل حياؤه و كشف الله سره و ركب المحارم فلم ينزع عنها و ركب معاصي الله و أبغض طاعته و أهلها فبعد ما بين حال المؤمن و حال الكافر سلوا الله العافية و اطلبوها إليه و لا حول و لا قوة إلا بالله صبروا النفس على البلاء في الدنيا فإن تتابع البلاء فيها و الشدة في طاعة الله و ولايته و ولاية من أمر بولايته خير عاقبة عند الله في الآخرة من ملك الدنيا و إن طال تتابع نعيمها و زهرتها و غضارة عيشها في معصية الله و ولاية من نهى الله عن ولايته و طاعته فإن الله أمر بولاية الأئمة الذين سماهم الله في كتابه في قوله وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا و هم الذين أمر الله بولايتهم و طاعتهم و الذين نهى الله عن ولايتهم و طاعتهم و هم أئمة الضلالة الذين قضى الله أن يكون لهم دول في الدنيا على أولياء الله الأئمة من آل محمد يعملون في دولتهم بمعصية الله و معصية رسوله ليحق عليهم كلمة العذاب و ليتم أن تكونوا مع نبي الله محمد ص و الرسل من قبله فتدبروا ما قص الله عليكم في كتابه مما ابتلى به أنبياءه و أتباعهم المؤمنين ثم سلوا الله أن يعطيكم الصبر على البلاء في السراء و الضراء و الشدة و الرخاء مثل الذي أعطاهم و إياكم و مماظة أهل الباطل و عليكم بهدى الصالحين و وقارهم و سكينتهم و حلمهم و تخشعهم و ورعهم عن محارم الله و صدقهم و وفائهم و اجتهادهم لله في العمل بطاعته فإنكم إن لم تفعلوا ذلك لم تنزلوا عند ربكم منزلة الصالحين قبلكم و اعلموا أن الله إذا أراد بعبد خيرا شرح صدره للإسلام فإذا أعطاه ذلك أنطق لسانه بالحق و عقد قلبه عليه فعمل به فإذا جمع الله له ذلك تم له إسلامه و كان عند الله إن مات على ذلك الحال من المسلمين حقا و إذا لم يرد الله تعالى بعبد خيرا وكله إلى نفسه و كان صدره ضيقا حرجا فإن جرى على لسانه حق لم يعقد قلبه عليه و إذا لم يعقد قلبه عليه لم يعطه الله العمل به فإذا اجتمع ذلك عليه حتى يموت و هو على تلك الحال كان عند الله من المنافقين و صار ما جرى على لسانه من الحق الذي لم يعطه الله أن يعقد قلبه عليه و لم يعطه العمل به حجة عليه فاتقوا الله و سلوه أن يشرح صدوركم للإسلام و أن يجعل ألسنتكم تنطق بالحق حتى يتوفاكم و أنتم على ذلك و أن يجعل منقلبكم منقلب الصالحين قبلكم و لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ من سره أن يعلم أن الله يحبه فليعمل بطاعة الله و ليتبعنا أ لم يستمع قول الله عز و جل لنبيه ص قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ و الله لا يطيع الله عبد أبدا إلا أدخل الله عليه في طاعته اتباعنا و لا و الله لا يتبعنا عبد أبدا إلا أحبه الله و لا و الله لا يدع أحد اتباعنا أبدا إلا أبغضنا و لا و الله لا يبغضنا أحد أبدا إلا عصى الله و من مات عاصيا لله أخزاه الله و أكبه على وجهه في النار وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ
94- كا، ]الكافي[ عن علي بن محمد عمن ذكره عن محمد بن الحسين و حميد بن زياد عن الحسن بن محمد الكندي جميعا عن أحمد بن الحسن الميثمي عن رجل من أصحابه قال قرأت جوابا من أبي عبد الله ع إلى رجل من أصحابه أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله فإن الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره إلى ما يحب وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ فإياك أن تكون ممن تخاف على العباد من ذنوبهم و يأمن العقوبة من ذنبه فإن الله عز و جل لا يخدع عن جنته و لا ينال ما عنده إلا بطاعته إن شاء الله
95- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله ع قال قال إن قدرتم أن لا تعرفوا فافعلوا و ما عليك إن لم يثن الناس عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت محمودا عند الله تبارك و تعالى إن أمير المؤمنين ع كان يقول لا خير في الدنيا إلا لأحد رجلين رجل يزداد فيها كل يوم إحسانا و رجل يتدارك منيته بالتوبة و أنى له بالتوبة فو الله أن لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل الله عز و جل منه عملا إلا بولايتنا أهل البيت ألا و من عرف حقنا أو رجا الثواب بنا و رضي بقوته نصف مد كل يوم و ما يستر به عورته و ما أكن به رأسه و هم مع ذلك و الله خائفون وجلون ودوا أنه حظهم من الدنيا و كذلك وصفهم الله عز و جل حيث يقول وَ الَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ و ما الذي أتوا به أتوا و الله بالطاعة مع المحبة و الولاية و هم في ذلك خائفون ألا يقبل منهم و ليس و الله خوفهم خوف شك فيما هم فيه من إصابة الدين و لكنهم خافوا أن يكونوا مقصرين في محبتنا و طاعتنا ثم قال إن قدرت على أن لا تخرج من بيتك فافعل فإن عليك في خروجك أن لا تغتاب و لا تكذب و لا تحسد و لا ترائي و لا تصنع و لا تداهن ثم قال نعم صومعة المسلم بيته يكف فيه بصره و لسانه و نفسه و فرجه إن من عرف نعمة الله بقلبه استوجب المزيد من الله عز و جل قبل أن يظهر شكرها على لسانه و من ذهب يرى أن له على الآخر فضلا فهو من المستكبرين فقلت له إنما يرى أن له عليه فضلا بالعافية إذ رآه مرتكبا للمعاصي فقال هيهات هيهات فلعله أن يكون قد غفر له ما أتى و أنت موقوف تحاسب أ ما تلوت قصة سحرة موسى ع ثم قال كم من مغرور بما قد أنعم الله عليه و كم من مستدرج بستر الله عليه و كم من مفتون بثناء الناس عليه ثم قال إني لأرجو النجاة لمن عرف حقنا من هذه الأمة إلا لأحد ثلاثة صاحب سلطان جائر و صاحب هوى و الفاسق المعلن ثم قال قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ثم قال يا حفص الحب أفضل من الخوف ثم قال و الله ما أحب الله من أحب الدنيا و والى غيرنا و من عرف حقنا و أحبنا فقد أحب الله تبارك و تعالى فبكى رجل فقال أ تبكي لو أن أهل السماوات و الأرض كلهم اجتمعوا يتضرعون إلى الله عز و جل أن ينجيك من النار و يدخلك الجنة لم يشفعوا فيك ثم كان لك قلب حي لكنت أخوف الناس لله عز و جل في تلك الحال ثم قال يا حفص كن ذنبا و لا تكن رأسا يا حفص قال رسول الله ص من خاف الله كل لسانه ثم قال بينا موسى بن عمران يعظ أصحابه إذ قام رجل فشق قميصه فأوحى الله عز و جل إليه يا موسى قل له لا تشق قميصك و لكن اشرح لي عن قلبك ثم قال مر موسى بن عمران ع برجل من أصحابه و هو ساجد فانصرف من حاجته و هو ساجد على حاله فقال له موسى ع لو كانت حاجتك بيدي لقضيتها لك فأوحى الله عز و جل إليه يا موسى لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبلته حتى يتحول عما أكره إلى ما أحب
96- د، ]العدد القوية[ قال السفيان الثوري للصادق ع لا أقوم حتى تحدثني فقال ع له أما إني أحدثك و ما كثرة الحديث لك بخير يا سفيان إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقاءها و دوامها فأكثر من الحمد و الشكر عليها فإن الله عز و جل قال في كتابه لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ فإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار فإن الله تعالى قال اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ يعني في الدنيا وَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً يعني في الآخرة يا سفيان إذا حزنك أمر من سلطان أو غيره فأكثر من قول لا حول و لا قوة إلا بالله فإنها مفتاح الفرج و كنز من كنوز الجنة فعقد سفيان بيده و قال ثلاثا و أي ثلاث قال مولانا الصادق ع عقلها و الله و لينفعنه بها
97- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ عن فضالة عن أبي المغراء عن زيد الشحام عن عمرو بن سعيد بن هلال قال قلت لأبي عبد الله ع إني لا ألقاك إلا في السنين فأوصني بشيء حتى آخذ به قال أوصيك بتقوى الله و الورع و الاجتهاد و إياك أن تطمع إلى من فوقك و كفى بما قال الله عز و جل لرسوله فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَ لا أَوْلادُهُمْ و قال وَ لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا فإن خفت شيئا من ذلك فاذكر عيش رسول الله ص فإنما كان قوته من الشعير و حلواؤه من التمر و وقيده من السعف إذا وجده إذا أصبت بمصيبة في نفسك أو مالك أو ولدك فاذكر مصائبك برسول الله ص فإن الخلائق لم يصابوا بمثله قط
98- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ عن فضالة عن الفضيل بن عثمان عن أبي عبد الله ع قال قلت له أوصني قال أوصيك بتقوى الله و صدق الحديث و أداء الأمانة و حسن الصحابة لمن صحبك و إذا كان قبل طلوع الشمس و قبل الغروب فعليك بالدعاء و اجتهد و لا تمتنع من شيء تطلبه من ربك و لا تقول هذا ما لا أعطاه و ادع ف إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ
99- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ عن فضالة عن بشر الهذلي عن عجلان أبي صالح قال قال أبو عبد الله ع أنصف الناس من نفسك و واسهم من مالك و ارض لهم بما ترضى لنفسك و اذكر الله كثيرا و إياك و الكسل و الضجر فإنك إذا كسلت لم تؤد إلى الله حقه و إذا ضجرت لم تؤد إلى أحد حقه
100- من خط الشهيد رحمه الله قيل للصادق ع على ما ذا بنيت أمرك فقال على أربعة أشياء علمت أن عملي لا يعمله غيري فاجتهدت و علمت أن الله عز و جل مطلع علي فاستحييت و علمت أن رزقي لا يأكله غيري فاطمأننت و علمت أن آخر أمري الموت فاستعددت
101- و قال ع إذا أراد الله بعبد خزيا أجرى فضيحته على لسانه
102- الدرة الباهرة، قال الصادق ع من كان الحزم حارسه و الصدق جليسه عظمت بهجته و تمت مروته و من كان الهوى مالكه و العجز راحته عاقاه عن السلامة و أسلماه إلى الهلكة
103- و قال ع جاهل سخي أفضل من ناسك بخيل
104- و قال ع اللهم إنك بما أنت له أهل من العفو أولى بما أنا له أهل من العقوبة
105- و قال ع من سئل فوق قدره استحق الحرمان العز أن تذل للحق إذا لزمك من أمك فأكرمه و من استخف بك فأكرم نفسك عنه أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة و أنقص الناس عقلا من ظلم دونه و لم يصفح عمن اعتذر إليه حشمة الانقباض أبقى للعرض و أنس التلافي الهوى يقظان و العقل نائم لا تكونن أول مشير و إياك و الرأي الفطير و تجتنب ارتجال الكلام مروة الرجل في نفسه نسب لعقبه و قبيلته
106- و قيل في مجلسه ع جاور ملكا أو بحرا فقال هذا كلام محال و الصواب لا تجاور ملكا و لا بحرا لأن الملك يؤذيك و البحر لا يرويك إذ كان يوم القيامة و جمع الله الخلائق سألهم عما عهد إليهم و لم يسألهم عما قضى عليهم قاله في القضاء و القدر من أمل رجلا هابه و من قصر عن شيء عابه
-107 ف، ]تحف العقول[ و من كلامه ع سماه بعض الشيعة نثر الدرر الاستقصاء فرقة الانتقاد عداوة قلة الصبر فضيحة إفشاء السر سقوط السخاء فطنة اللوم تغافل ثلاثة من تمسك بهن نال من الدنيا و الآخرة بغيته من اعتصم بالله و رضي بقضاء الله و أحسن الظن بالله ثلاثة من فرط فيهن كان محروما استماحة جواد و مصاحبة عالم و استمالة سلطان ثلاثة تورث المحبة الدين و التواضع و البذل من برئ من ثلاثة نال ثلاثة من برئ من الشر نال العز و من برئ من الكبر نال الكرامة و من برئ من البخل نال الشرف ثلاثة مكسبة للبغضاء النفاق و الظلم و العجب و من لم تكن فيه خصلة من ثلاثة لم يعد نبيلا من لم يكن له عقل يزينه أو جدة تغنيه أو عشيرة تعضده ثلاثة تزري بالمرء الحسد و النميمة و الطيش ثلاثة لا تعرف إلا في ثلاث مواطن لا يعرف الحليم إلا عند الغضب و لا الشجاع إلا عند الحرب و لا أخ إلا عند الحاجة ثلاث من كن فيه فهو منافق و إن صام و صلى من إذا حدث كذب و إذا وعد أخلف و إذا ائتمن خان احذر من الناس ثلاثة الخائن و الظلوم و النمام لأن من خان لك خانك و من ظلم لك سيظلمك و من نم إليك سينم عليك لا يكون الأمين أمينا حتى يؤتمن على ثلاثة فيؤديها على الأموال و الأسرار و الفروج و إن حفظ اثنين و ضيع واحدة فليس بأمين لا تشاور أحمق و لا تستعن بكذاب و لا تثق بمودة ملوك فإن الكذاب يقرب لك البعيد و يبعد لك القريب و الأحمق يجهد لك نفسه و لا يبلغ ما تريد و الملوك أوثق ما كنت به خذلك و أوصل ما كنت له قطعك أربعة لا تشبع من أربعة أرض من مطر و عين من نظر و أنثى من ذكر و عالم من علم أربعة تهرم قبل أوان الهرم أكل القديد و القعود على النداوة و الصعود في الدرج و مجامعة العجوز النساء ثلاث فواحدة لك و واحدة لك و عليك و واحدة عليك لا لك فأما التي هي لك فالمرأة العذراء و أما التي هي لك و عليك فالثيب و أما التي هي عليك لا لك فهي المتبع التي لها ولد من غيرك ثلاث من كن فيه كان سيدا كظم الغيظ و العفو عن المسيء و الصلة بالنفس و المال ثلاثة لا بد لهم من ثلاث لا بد للجواد من كبوة و للسيف من نبوة و للحليم هفوة ثلاثة فيهن البلاغة التقرب من معنى البغية و التبعد من حشو الكلام و الدلالة بالقليل على الكثير النجاة في ثلاث تمسك عليك لسانك و يسعك بيتك و تندم على خطيئتك الجهل في ثلاث في تبدل الإخوان و المنابذة بغير بيان و التجسس عما لا يعني ثلاث من كن فيه كن عليه المكر و النكث و البغي و ذلك قول الله وَ لا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَ قَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ و قال جل و عز فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ و قال يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثلاث يحجزن المرء عن طلب المعالي قصر الهمة و قلة الحيلة و ضعف الرأي الحزم في ثلاثة الاستخدام للسلطان و الطاعة للوالد و الخضوع للمولى الأنس في ثلاث في الزوجة الموافقة و الولد البار و الصديق المصافي من رزق ثلاثا نال ثلاثا و هو الغنى الأكبر القناعة بما أعطي و اليأس مما في أيدي الناس و ترك الفضول لا يكون الجواد جوادا إلا بثلاثة يكون سخيا بماله على حال اليسر و العسر و أن يبذله للمستحق و يرى أن الذي أخذه من شكر الذي أسدى إليه أكثر مما أعطاه
ثلاثة لا يعذر المرء فيها مشاورة ناصح و مداراة حاسد و التحبب إلى الناس لا يعد العاقل عاقلا حتى يستكمل ثلاثا إعطاء الحق من نفسه على حال الرضا و الغضب و أن يرضى للناس ما يرضى لنفسه و استعمال الحلم عند العثرة لا تدوم النعم إلا بعد ثلاث معرفة بما يلزم الله سبحانه فيها و أداء شكرها و لا يعيب فيها ثلاث من ابتلي بواحدة منهن تمنى الموت فقر متتابع و حرمة فاضحة و عدو غالب من لم يرغب في ثلاث ابتلي بثلاث من لم يرغب في السلامة ابتلي بالخذلان و من لم يرغب في المعروف ابتلي بالندامة و من لم يرغب في الاستكثار من الإخوان ابتلي بالخسران ثلاث يجب على كل إنسان تجنبها مقارنة الأشرار و محادثة النساء و مجالسة أهل البدع ثلاثة تدل على كرم المرء حسن الخلق و كظم الغيظ و غض الطرف من وثق بثلاثة كان مغرورا من صدق بما لا يكون و ركن إلى من لا يثق به و طمع في ما لا يملك ثلاثة من استعملها أفسد دينه و دنياه من أساء ظنه و أمكن من سمعه و أعطى قياده حليلته أفضل الملوك من أعطي ثلاث خصال الرأفة و الجود و العدل و ليس يحب للملوك أن يفرطوا في ثلاث في حفظ الثغور و تفقد المظالم و اختيار الصالحين لأعمالهم ثلاث خلال تجب للملوك على أصحابهم و رعيتهم الطاعة لهم و النصيحة لهم في المغيب و المشهد و الدعاء بالنصر و الصلاح ثلاثة تجب على السلطان للخاصة و العامة مكافاة المحسن بالإحسان ليزدادوا رغبة فيه و تغمد ذنوب المسيء ليتوب و يرجع عن غيه و تألفهم جميعا بالإحسان و الإنصاف ثلاثة أشياء من احتقرها من الملوك و أهملها تفاقمت عليه خامل قليل الفضل شد عن الجماعة و داعية إلى بدعة جعل جنته الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و أهل بلد جعلوا لأنفسهم رئيسا يمنع السلطان من إقامة الحكم فيهم العاقل لا يستخف بأحد و أحق من لا يستخف به ثلاثة العلماء و السلطان و الإخوان لأنه من استخف بالعلماء أفسد دينه و من استخف بالسلطان أفسد دنياه و من استخف بالإخوان أفسد مروته وجدنا بطانة السلطان ثلاث طبقات طبقة موافقة للخير و هي بركة عليها و على السلطان و على الرعية و طبقة غايتها المحاماة على ما في أيديها فتلك لا محمودة و لا مذمومة بل هي إلى الذم أقرب و طبقة موافقة للشر و هي مشئومة مذمومة عليها و على السلطان ثلاثة أشياء يحتاج الناس طرا إليها الأمن و العدل و الخصب ثلاثة تكدر العيش السلطان الجائر و الجار السوء و المرأة البذية لا تطيب السكنى إلا بثلاث الهواء الطيب و الماء الغزير العذب و الأرض الخوارة ثلاثة تعقب الندامة المباهاة و المفاخرة و المعازة ثلاثة مركبة في بني آدم الحسد و الحرص و الشهوة من كانت فيه خلة من ثلاثة انتظمت فيه ثلاثتها في تفخيمه و هيبته و جماله من كان له ورع أو سماحة أو شجاعة ثلاث خصال من رزقها كان كاملا العقل و الجمال و الفصاحة ثلاثة تقضى لهم بالسلامة إلى بلوغ غايتهم المرأة إلى انقضاء حملها و الملك إلى أن ينفد عمره و الغائب إلى حين إيابه ثلاثة تورث الحرمان الإلحاح في المسألة و الغيبة و الهزء ثلاثة تعقب مكروها حملة البطل في الحرب في غير فرصة و إن رزق الظفر و شرب الدواء من غير علة و إن سلم منه و التعرض للسلطان و إن ظفر الطالب بحاجته منه ثلاث خلال يقول كل إنسان أنه على صواب منها دينه الذي يعتقده و هواه الذي يستعلي عليه و تدبيره في أموره
الناس كلهم ثلاث طبقات سادة مطاعون و أكفاء متكافون و أناس متعادون قوام الدنيا بثلاثة أشياء النار و الملح و الماء من طلب ثلاثة بغير حق حرم ثلاثة بحق من طلب الدنيا بغير حق حرم الآخرة بحق و من طلب الرئاسة بغير حق حرم الطاعة له بحق و من طلب المال بغير حق حرم بهاؤه له بحق ثلاثة لا ينبغي للمرء الحازم أن يقدم عليها شرب السم للتجربة و إن نجا منه و إفشاء السر إلى القرابة الحاسد و إن نجا منه و ركوب البحر و إن كان الغنى فيه لا يستغني أهل كل بلد عن ثلاثة يفزع إليه في أمر دنياهم و آخرتهم فإن عدموا ذلك كانوا همجا فقيه عالم ورع و أمير خير مطاع و طبيب بصير ثقة يمتحن الصديق بثلاث خصال فإن كان مؤاتيا فهو الصديق المصافي و إلا كان صديق رخاء لا صديق شدة تبتغي منه مالا أو تأمنه على مال أو تشاركه في مكروه أن يسلم الناس من ثلاثة أشياء كانت سلامة شاملة لسان السوء و يد السوء و فعل السوء إذا لم تكن في المملوك خصلة من ثلاث فليس لمولاه في إمساكه راحة دين يرشده أو أدب يسوسه أو خوف يردعه إن المرء يحتاج في منزله و عياله إلى ثلاث خلال يتكلفها و إن لم يكن في طبعه ذلك معاشرة جميلة و سعة بتقدير و غيره بتحصن كل ذي صناعة مضطر إلى ثلاث خلال يجتلب بها المكسب و هو أن يكون حاذقا بعمله مؤديا للأمانة فيه مستميلا لمن استعمله ثلاث من ابتلي بواحدة منهن كان طائح العقل نعمة مولية و زوجة فاسدة و فجيعة بحبيب جبلت الشجاعة على ثلاث طبائع لكل واحدة منهن فضيلة ليست للأخرى السخاء بالنفس و الأنفة من الذل و طلب الذكر فإن تكاملت في الشجاع كان البطل الذي لا يقام لسبيله و الموسوم بالأقدام في عصره و إن تفاضلت فيه بعضها على بعض كانت شجاعته في ذلك الذي تفاضلت فيه أكثر و أشد إقداما و يجب للوالدين على الولد ثلاثة أشياء شكرهما على كل حال و طاعتهما فيما يأمرانه و ينهيانه عنه في غير معصية الله و نصيحتهما في السر و العلانية و تجب للولد على والده ثلاث خصال اختياره لوالدته و تحسين اسمه و المبالغة في تأديبه تحتاج الأخوة فيما بينهم إلى ثلاثة أشياء فإن استعملوها و إلا تباينوا و تباغضوا و هي التناصف و التراحم و نفي الحسد
إذا لم تجتمع القرابة على ثلاثة أشياء تعرضوا لدخول الوهن عليهم و شماتة الأعداء بهم و هي ترك الحسد فيما بينهم لئلا يتحزبوا فيتشتت أمرهم و التواصل ليكون ذلك حاديا لهم على الألفة و التعاون لتشملهم العزة لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه و بين زوجته و هي الموافقة ليجتلب بها موافقتها و محبتها و هواها و حسن خلقه معها و استعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها و توسعته عليها و لا غنى بالزوجة فيما بينها و بين زوجها الموافق لها عن ثلاث خصال و هن صيانة نفسها عن كل دنس حتى يطمئن قلبه إلى الثقة بها في حال المحبوب و المكروه و حياطته ليكون ذلك عاطفا عليها عند زلة تكون منها و إظهار العشق له بالخلابة و الهيئة الحسنة لها في عينه لا يتم المعروف إلا بثلاث خلال تعجيله و تقليل كثيره و ترك الامتنان به و السرور في ثلاث خلال في الوفاء و رعاية الحقوق و النهوض في النوائب ثلاثة يستدل بها على أصابة الرأي حسن اللقاء و حسن الاستماع و حسن الجواب الرجال ثلاثة عاقل و أحمق و فاجر فالعاقل إن كلم أجاب و إن نطق أصاب و إن سمع وعى الأحمق إن تكلم عجل و إن حدث ذهل و إن حمل على القبيح فعل و الفاجر إن ائتمنته خانك و إن حدثته شانك الإخوان ثلاثة فواحد كالغذاء الذي يحتاج إليه كل وقت فهو العاقل و الثاني في معنى الداء و هو الأحمق و الثالث في معنى الدواء فهو اللبيب ثلاثة أشياء تدل على عقل فاعلها الرسول على قدر من أرسله و الهدية على قدر مهديها و الكتاب على قدر عقل كاتبه العلم ثلاثة آية محكمة و فريضة عادلة و سنة قائمة الناس ثلاثة جاهل يأبى أن يتعلم و عالم قد شفه علمه و عاقل يعمل لدنياه و آخرته ثلاثة ليس معهن غربة حسن الأدب و كف الأذى و مجانبة الريب الأيام ثلاثة فيوم مضى لا يدرك و يوم الناس فيه فينبغي أن يغتنموه و غدا إنما في أيديهم أمله من لم تكن فيه ثلاث خصال لم ينفعه الإيمان حلم يرد به جهل الجاهل و ورع يحجزه عن طلب المحارم و خلق يداري به الناس ثلاث من كن فيه استكمل الإيمان من إذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق و إذا رضي لم يخرجه رضاه إلى الباطل و من إذا قدر عفا ثلاث خصال يحتاج إليها صاحب الدنيا الدعة من غير توان و السعة مع قناعة و الشجاعة من غير كسلان ثلاثة أشياء لا ينبغي للعاقل أن ينساهن على كل حال فناء الدنيا و تصرف الأحوال و الآفات التي لا أمان لها ثلاثة أشياء لا ترى كاملة في واحد قط الإيمان و العقل و الاجتهاد الإخوان ثلاثة مواس بنفسه و آخر مواس بماله و هما الصادقان في الإخاء و آخر يأخذ منك البلغة و يريدك لبعض اللذة فلا تعده من أهل الثقة لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى تكون فيه خصال ثلاث الفقه في الدين و حسن التقدير في المعيشة و الصبر على الرزايا و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
108- ف، ]تحف العقول[ و روي عنه ع في قصار هذه المعاني قال ص من أنصف الناس من نفسه رضي به حكما لغيره
و قال ع إذا كان الزمان زمان جور و أهله أهل غدر فالطمأنينة إلى كل أحد عجز
و قال ع إذا أضيف البلاء كان من البلاء عافية
و قال ع إذا أردت أن تعلم صحة ما عند أخيك فأغضبه فإن ثبت لك على المودة فهو أخوك و إلا فلا
و قال ع لا تعتد بمودة أحد حتى تغضبه ثلاث مرات
و قال ع لا تثقن بأخيك كل الثقة فإن صرعة الاسترسال لا تستقال
و قال ع الإسلام درجة و الإيمان على الإسلام درجة و اليقين على الإيمان درجة و ما أوتي الناس أقل من اليقين
و قال ع إزالة الجبال أهون من إزالة قلب عن موضعه
و قال ع الإيمان في القلب و اليقين خطرات
و قال ع الرغبة في الدنيا تورث الغم و الحزن و الزهد في الدنيا راحة القلب و البدن
و قال ع من العيش دار يكرى خبز يشرى
و قال ع لرجلين تخاصما بحضرته أما إنه لم يظفر بخير من ظفر بالظلم و من يفعل السوء بالناس فلا ينكر السوء إذا فعل به
و قال ع التواصل بين الإخوان في الحضر التزاور و التواصل في السفر المكاتبة
و قال ع لا يصلح المؤمن إلا على ثلاث خصال التفقه في الدين و حسن التقدير في المعيشة و الصبر على النائبة
و قال ع المؤمن لا يغلبه فرجه و لا يفضحه بطنه
و قال ع صحبة عشرين سنة قرابة
و قال ع لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب أو دين و ما أقل من يشكر المعروف
و قال ع إنما يؤمر بالمعروف و ينهى عن المنكر مؤمن فيتعظ أو جاهل فيتعلم فأما صاحب سوط و سيف فلا
و قال ع إنما يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر من كانت فيه ثلاث خصال عالم بما يأمر عالم بما ينهى عادل فيما يأمر عادل فيما ينهى رفيق بما يأمر رفيق بما ينهى
و قال ع من تعرض لسلطان جائر فأصابته منه بلية لم يؤجر عليها و لم يرزق الصبر عليها
و قال ع إن الله أنعم على قوم بالمواهب فلم يشكروه فصارت عليهم وبالا و ابتلى قوما بالمصائب فصبروا فكانت عليهم نعمة
و قال ع صلاح حال التعايش و التعاشر ملء مكيال ثلثاه فطنة و ثلثه تغافل
و قال ع ما أقبح الانتقام بأهل الأقدار
و قيل له ما المروة فقال ع لا يراك الله حيث نهاك و لا يفقدك من حيث أمرك
و قال ع اشكر من أنعم عليك و أنعم على من شكرك فإنه لا إزالة للنعم إذا شكرت و لا إقامة لها إذا كفرت و الشكر زيادة في النعم و أمان من الفقر
و قال ع فوت الحاجة خير من طلبها من غير أهلها و أشد من المصيبة سوء الخلق منها
و سأله رجل أن يعلمه ما ينال به خير الدنيا و الآخرة و لا يطول عليه فقال ع لا تكذب
و قيل له ما البلاغة فقال ع من عرف شيئا قل كلامه فيه و إنما سمي البليغ لأنه يبلغ حاجته بأهون سعيه
و قال ع الدين غم بالليل و ذل بالنهار
و قال ع إذا صلح أمر دنياك فاتهم دينك
و قال ع بروا آباءكم يبركم أبناؤكم و عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم
و قال ع من ائتمن خائنا على أمانة لم يكن له على الله ضمان
و قال ع لحمران بن أعين يا حمران انظر من هو دونك في المقدرة و لا تنظر إلى من هو فوقك فإن ذلك أقنع لك بما قسم الله لك و أحرى أن تستوجب الزيادة منه عز و جل و اعلم أن العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند الله من العمل الكثير على غير يقين و اعلم أنه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله و الكف عن أذى المؤمنين و اغتيابهم و لا عيش أهنأ من حسن الخلق و لا مال أنفع من القناعة باليسير المجزي و لا جهل أضر من العجب
و قال ع الحياء على وجهين فمنه ضعف و منه قوة و إسلام و إيمان
و قال ع ترك الحقوق مذلة و إن الرجل يحتاج إلى أن يتعرض فيها للكذب
و قال ع إذا سلم الرجل من الجماعة أجزأ عنهم و إذا رد واحد من القوم أجزأ عنهم
و قال ع السلام تطوع و الرد فريضة
و قال ع من بدأ بكلام قبل سلام فلا تجيبوه
و قال ع إن تمام التحية للمقيم المصافحة و تمام التسليم على المسافر المعانقة
و قال ع تصافحوا فإنها تذهب بالسخيمة
و قال ع اتق الله بعض التقى و إن قل و دع بينك و بينه سترا و إن رق
و قال ع من ملك نفسه إذا غضب و إذا رغب و إذا رهب و إذا اشتهى حرم الله جسده على النار
و قال ع العافية نعمة خفية إذا وجدت نسيت و إذا عدمت ذكرت
و قال ع لله في السراء نعمة التفضل و في الضراء نعمة التطهر
و قال ع كم من نعمة لله على عبده في غير أمله و كم من مؤمل أملا الخيار في غيره و كم من ساع إلى حتفه و هو مبطئ عن حظه
و قال ع قد عجز من لم يعد لكل بلاء صبرا و لكل نعمة شكرا و لكل عسر يسرا أصبر نفسك عند كل بلية و رزية في ولد أو في مال فإن الله إنما يقبض عاريته و هبته ليبلو شكرك و صبرك
و قال ع ما من شيء إلا و له حد قيل فما حد اليقين قال ع أن لا تخاف شيئا
و قال ع ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال وقور عند الهزاهز صبور عند البلاء شكور عند الرخاء قانع بما رزقه الله لا يظلم الأعداء و لا يتحمل الأصدقاء بدنه منه في تعب و الناس منه في راحة
و قال ع إن العلم خليل المؤمن و الحلم وزيره و الصبر أمير جنوده و الرفق أخوه و اللين والده
و قال أبو عبيدة ادع الله لي أن لا يجعل رزقي على أيدي العباد فقال ع أبى الله عليك ذلك إلا أن يجعل أرزاق العباد بعضهم من بعض و لكن ادع الله أن يجعل رزقك على أيدي خيار خلقه فإنه من السعادة و لا يجعله على أيدي شرار خلقه فإنه من الشقاوة
و قال ع العامل على غير بصيرة كالسائر على غير طريق فلا تزيده سرعة السير إلا بعدا
و قال ع في قول الله عز و جل اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ قال يطاع فلا يعصى و يذكر فلا ينسى و يشكر فلا يكفر
و قال ع من عرف الله خاف الله و من خاف الله سخت نفسه عن الدنيا
و قال ع الخائف من لم تدع له الرهبة لسانا ينطق به
و قيل له ع قوم يعملون بالمعاصي و يقولون نرجو فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم الموت فقال هؤلاء قوم يترجحون في الأماني كذبوا ليس يرجون أن من رجا شيئا طلبه و من خاف من شيء هرب منه
و قال ع إنا لنحب من كان عاقلا عالما فهما فقيها حليما مداريا صبورا صدوقا وفيا إن الله خص الأنبياء ع بمكارم الأخلاق فمن كانت فيه فليحمد الله على ذلك و من لم تكن فيه فليتضرع إلى الله و ليسأله إياها و قيل له و ما هي قال ع الورع و القناعة و الصبر و الشكر و الحلم و الحياء و السخاء و الشجاعة و الغيرة و صدق الحديث و البر و أداء الأمانة و اليقين و حسن الخلق و المروة
و قال ع من أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله و تبغض في الله و تعطي في الله و تمنع في الله
و قال ع لا يتبع الرجل بعد موته إلا ثلاث خلال صدقة أجراها الله له في حياته فهي تجري له بعد موته و سنة هدى يعمل بها و ولد صالح يدعو له
و قال ع إن الكذبة لتنقض الوضوء إذا توضأ الرجل للصلاة و تفطر الصيام فقيل له إنا نكذب فقال ع ليس هو باللغو و لكنه الكذب على الله و على رسوله و على الأئمة صلوات الله عليهم ثم قال إن الصيام ليس من الطعام و لا من الشراب وحده إن مريم ع قالت إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً أي صمتا فاحفظوا ألسنتكم و غضوا أبصاركم و لا تحاسدوا و لا تنازعوا فإن الحسد يأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب
و قال ع من أعلم الله ما لم يعلم اهتز له عرشه
و قال ع إن الله علم أن الذنب خير للمؤمن من العجب و لو لا ذلك ما ابتلى الله مؤمنا بذنب أبدا
و قال ع من ساء خلقه عذب نفسه
و قال ع المعروف كاسمه و ليس شيء أفضل من المعروف إلا ثوابه و المعروف هدية من الله إلى عبده و ليس كل من يحب أن يصنع المعروف إلى الناس يصنعه و لا كل من رغب فيه يقدر عليه و لا كل من يقدر عليه يؤذن له فيه فإذا من الله على العبد جمع له الرغبة في المعروف و القدرة و الإذن فهناك تمت السعادة و الكرامة للطالب و المطلوب إليه
و قال ع لم يستزد في محبوب بمثل الشكر و لم يستنقص من مكروه بمثل الصبر
و قال ع ليس لإبليس جند أشد من النساء و الغضب
و قال ع الدنيا سجن المؤمن و الصبر حصنه و الجنة مأواه و الدنيا جنة الكافر و القبر سجنه و النار مأواه
و قال ع و لم يخلق الله يقينا لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه من الموت
و قال ع إذا رأيتم العبد يتفقد الذنوب من الناس ناسيا لذنبه فاعلموا أنه قد مكر به
و قال ع الطاعم الشاكر له مثل أجر الصائم المحتسب و المعافي الشاكر له مثل أجر المبتلى الصابر
و قال ع لا ينبغي لمن لم يكن عالما أن يعد سعيدا و لا لمن لم يكن ودودا أن يعد حميدا و لا لمن لم يكن صبورا أن يعد كاملا و لا لمن لا يتقي ملامة العلماء و ذمهم أن يرجى له خير الدنيا و الآخرة و ينبغي للعاقل أن يكون صدوقا ليؤمن على حديثه و شكورا ليستوجب الزيادة
و قال ع ليس لك أن تأتمن الخائن و قد جربته و ليس لك أن تتهم من ائتمنت
و قيل له من أكرم الخلق على الله فقال ع أكثرهم ذكرا لله و أعملهم بطاعة الله قلت فمن أبغض الخلق إلى الله قال ع من يتهم الله قلت أحد يتهم الله قال ع نعم من استخار الله فجاءته الخيرة بما يكره فيسخط فذلك يتهم الله قلت و من قال يشكو الله قلت واحد يشكوه قال ع نعم من إذا ابتلي شكا بأكثر مما أصابه قلت و من قال إذا أعطي لم يشكر و إذا ابتلي لم يصبر قلت فمن أكرم الخلق على الله قال ع من إذا أعطي شكر و إذا ابتلي صبر
و قال ع ليس لملول صديق و لا لحسود غنى و كثرة النظر في الحكمة تلقح العقل
و قال ع كفى بخشية الله علما و كفى بالاغترار به جهلا
و قال ع أفضل العبادة العلم بالله و التواضع له
و قال ع عالم أفضل من ألف عابد و ألف زاهد و ألف مجتهد
و قال ع إن لكل شيء زكاة و زكاة العلم أن يعلمه أهله
و قال ع القضاة أربعة ثلاثة في النار و واحد في الجنة رجل قضى بجور و هو يعلم فهو في النار و رجل قضى بجور و هو لا يعلم فهو في النار و رجل قضى بحق و هو لا يعلم فهو في النار و رجل قضى بحق و هو يعلم فهو في الجنة و سئل عن صفة العدل من الرجل فقال ع إذا غض طرفه عن المحارم و لسانه عن المأثم و كفه عن المظالم
و قال ع كل ما حجب الله عن العباد فموضوع عنهم حتى يعرفهموه
و قال ع لداود الرقي تدخل يدك في فم التنين إلى المرفق خير لك من طلب الحوائج إلى من لم يكن له و كان
و قال ع قضاء الحوائج إلى الله و أسبابها بعد الله العباد تجري على أيديهم فما قضى الله من ذلك فاقبلوا من الله بالشكر و ما زوي عنكم منها فاقبلوه عن الله بالرضا و التسليم و الصبر فعسى أن يكون ذلك خيرا لكم فإن الله أعلم بما يصلحكم و أنتم لا تعلمون
و قال ع مسألة ابن آدم لابن آدم فتنة إن أعطاه حمد من لم يعطه و إن رده ذم من لم يمنعه
و قال ع إن الله قد جعل كل خير في التزجية
و قال ع إياك و مخالطة السفلة فإن مخالطة السفلة لا تؤدي إلى خير
و قال ع الرجل يجزع من الذل الصغير فيدخله ذلك في الذل الكبير
و قال ع أنفع الأشياء للمرء سبقه الناس إلى عيب نفسه و أشد شيء مئونة إخفاء الفاقة و أقل الأشياء غناء النصيحة لمن لا يقبلها و مجاورة الحريص و أروح الروح اليأس من الناس لا تكن ضجرا و لا غلقا و ذلل نفسك باحتمال من خالفك ممن هو فوقك و من له الفضل عليك فإنما أقررت له بفضله لئلا تخالفه و من لا يعرف لأحد الفضل فهو المعجب برأيه و اعلم أنه لا عز لمن لا يتذلل لله و لا رفعة لمن لا يتواضع لله
و قال ع إن من السنة لبس الخاتم
و قال ع أحب إخواني إلي من أهدى إلي عيوبي
و قال ع لا تكون الصداقة إلا بحدودها فمن كانت فيه هذه الحدود أو شيء منه و إلا فلا تنسبه إلى شيء من الصداقة فأولها أن تكون سريرته و علانيته لك واحدة و الثانية أن يرى زينك زينه و شينك شينه و الثالثة أن لا تغيره عليك ولاية و لا مال و الرابعة لا يمنعك شيئا تناله مقدرته و الخامسة و هي تجمع هذه الخصال أن لا يسلمك عند النكبات
و قال ع مجاملة الناس ثلث العقل
و قال ع ضحك المؤمن تبسم
و قال ع ما أبالي إلى من ائتمنت خائنا أو مضيعا و قال ع للمفضل أوصيك بست خصال تبلغهن شيعتي قلت و ما هن يا سيدي قال ع أداء الأمانة إلى من ائتمنك و أن ترضى لأخيك ما ترضى لنفسك و اعلم أن للأمور أواخر فاحذر العواقب و أن للأمور بغتات فكن على حذر و إياك و مرتقى جبل سهل إذا كان المنحدر وعرا و لا تعدن أخاك وعدا ليس في يدك وفاؤه
و قال ع ثلاث لم يجعل الله لأحد من الناس فيهن رخصة بر الوالدين برين كانا أو فاجرين و وفاء بالعهد للبر و الفاجر و أداء الأمانة إلى البر و الفاجر
و قال ع إني لأرحم ثلاثة و حق لهم أن يرحموا عزيز أصابته مذلة بعد العز و غني أصابته حاجة بعد الغنى و عالم يستخف به أهله و الجهلة
و قال ع من تعلق قلبه بحب الدنيا تعلق من ضررها بثلاث خصال هم لا يفنى و أمل لا يدرك و رجاء لا ينال
و قال ع المؤمن لا يخلق على الكذب و لا على الخيانة و خصلتان لا يجتمعان في المنافق سمت حسن و فقه في سنة
و قال ع الناس سواء كأسنان المشط و المرء كثير بأخيه و لا خير في صحبة من لم ير لك مثل الذي يرى لنفسه
و قال ع من زين الإيمان الفقه و من زين الفقه الحلم و من زين الحلم الرفق و من زين الرفق اللين و من زين اللين السهولة
و قال ع من غضب عليك من إخوانك ثلاث مرات فلم يقل فيك مكروها فأعده لنفسك
و قال ع يأتي على الناس زمان ليس فيه شيء أعز من أخ أنيس و كسب درهم حلال
و قال ع من وقف نفسه موقف التهمة فلا يلومن من أساء به الظن و من كتم سره كانت الخيرة في يده و كل حديث جاوز اثنين فاش و ضع أمر أخيك على أحسنه و لا تطلبن بكلمة خرجت من أخيك سوءا و أنت تجد لها في الخير محملا و عليك بإخوان الصدق فإنهم عدة عند الرخاء و جنة عند البلاء و شاور في حديثك الذين يخافون الله و أحبب الإخوان على قدر التقوى و اتق شرار النساء و كن من خيارهن على حذر و إن أمرنكم بالمعروف فخالفوهن حتى لا يطمعن منكم في المنكر
و قال ع المنافق إذا حدث عن الله و عن رسوله كذب و إذا وعد الله و رسوله أخلف و إذا ملك خان الله و رسوله في ماله و ذلك قول الله عز و جل فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِما أَخْلَفُوا اللَّهَ ما وَعَدُوهُ وَ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ و قوله وَ إِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
و قال ع كفى بالمرء خزيا أن يلبس ثوبا يشهره أو يركب دابة مشهورة قلت و ما الدابة المشهورة قال البلقاء
و قال ع لا يبلغ أحدكم حقيقة الإيمان حتى يحب أبعد الخلق منه في الله و يبغض أقرب الخلق منه في الله
و قال ع من أنعم الله عليه نعمة فعرفها بقلبه و علم أن المنعم عليه الله فقد أدى شكرها و إن لم يحرك لسانه و من علم أن المعاقب على الذنوب الله فقد استغفر و إن لم يحرك به لسانك وقرا إِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ الآية
و قال ع خصلتين مهلكتين تفتي الناس برأيك أو تدين بما لا تعلم
و قال ع لأبي بصير يا أبا محمد لا تفتش الناس عن أديانهم فتبقى بلا صديق
و قال ع الصفح الجميل أن لا تعاقب على الذنب و الصبر الجميل الذي ليس فيه شكوى
قال ع أربع من كن فيه كان مؤمنا و إن كان من قرنه إلى قدمه ذنوبا الصدق و الحياء و حسن الخلق و الشكر
و قال ع لا تكون مؤمنا حتى تكون خائفا راجيا و لا تكون خائفا راجيا حتى تكون عاملا لما تخاف و ترجو
و قال ع ليس الإيمان بالتحلي و لا بالتمني و لكن الإيمان ما خلص في القلوب و صدقته الأعمال
و قال ع إذا زاد الرجل على الثلاثين فهو كهل و إذا زاد على الأربعين فهو شيخ
و قال ع الناس في التوحيد على ثلاثة أوجه مثبت و ناف و مشبه فالنافي مبطل و المثبت مؤمن و المشبه مشرك
و قال ع الإيمان إقرار و عمل و نية و الإسلام إقرار و عمل
و قال ع لا تذهب الحشمة بينك و بين أخيك و أبق منها فإن ذهاب الحشمة ذهاب الحياء و بقاء الحشمة بقاء المودة
و قال ع من احتشم أخاه حرمت وصلته و من اغتمه سقطت حرمته و قيل له خلوت بالعقيق و تعجلت الوحدة فقال ع لو ذقت حلاوة الوحدة لاستوحشت من نفسك ثم قال ع أقل ما يجد العبد في الوحدة من مداراة الناس
و قال ع ما فتح الله على عبد بابا من الدنيا إلا فتح عليه من الحرص مثليه
و قال ع المؤمن في الدنيا غريب لا يجزع من ذلها و لا يتنافس أهلها في عزها و قيل له أين طريق الراحة فقال ع في خلاف الهوى قيل فمتى يجد الراحة فقال ع عند أول يوم يصير في الجنة
و قال ع لا يجمع الله لمنافق و لا فاسق حسن السمت و الفقه و حسن الخلق أبدا
و قال ع طعم الماء الحياة و طعم الخبز القوة و ضعف البدن و قوته من شحم الكليتين و موضع العقل الدماغ و القسوة و الرقة في القلب
و قال ع الحسد حسدان حسد فتنة و حسد غفلة فأما حسد الغفلة فكما قالت الملائكة حين قال الله إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ أي اجعل ذلك الخليفة منا و لم يقولوا حسدا لآدم من جهة الفتنة و الرد و الجحود و الحسد الثاني الذي يصير به العبد إلى الكفر و الشرك فهو حسد إبليس في رده على الله و إبائه عن السجود لآدم ع
و قال ع الناس في القدرة على ثلاثة أوجه رجل يزعم أن الأمر مفوض إليه فقد وهن الله في سلطانه فهو هالك و رجل يزعم أن الله أجبر العباد على المعاصي و كلفهم ما لا يطيقون فقد ظلم الله في حكمه فهو هالك و رجل يزعم أن الله كلف العباد ما يطيقونه و لم يكلفهم ما لا يطيقونه فإذا أحسن حمد الله و إذا أساء استغفر الله فهذا مسلم بالغ
و قال ع المشي المستعجل يذهب ببهاء المؤمن و يطفئ نوره
و قال ع إن الله يبغض الغني الظلوم
و قال ع الغضب ممحقة لقلب الحكيم و من لم يملك غضبه لم يملك عقله
و قال الفضيل بن العياض قال لي أبو عبد الله ع أ تدري من الشحيح قلت هو البخيل فقال ع الشح أشد من البخل إن البخيل يبخل بما في يده و الشحيح يشح على ما في أيدي الناس و على ما في يده حتى لا يرى في أيدي الناس شيئا إلا تمنى أن يكون له بالحل و الحرام لا يشبع و لا ينتفع بما رزقه الله
و قال ع إن البخيل من كسب مالا من غير حله و أنفقه في غير حقه و قال ع لبعض شيعته ما بال أخيك يشكوك فقال يشكوني إن استقصيت عليه حقي فجلس ع مغضبا ثم قال كأنك إذا استقصيت عليه حقك لم تسئ أ رأيتك ما حكى الله عن قوم يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ أ خافوا أن يجور الله عليهم لا و لكن خافوا الاستقصاء فسماه الله سوء الحساب فمن استقصى فقد أساء
و قال ع كثرة السحت يمحق الرزق
و قال ع سوء الخلق نكد
و قال ع إن الإيمان فوق الإسلام بدرجة و التقوى فوق الإيمان بدرجة و بعضه من بعض فقد يكون المؤمن في لسانه بعض الشيء الذي لم يعد الله عليه النار و قال الله إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَ نُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً و يكون الآخر و هو الفهم لسانا و هو أشد لقاء للذنوب و كلاهما مؤمن و اليقين فوق التقوى بدرجة و لم يقسم بين الناس شيء أشد من اليقين إن بعض الناس أشد يقينا من بعض و هم مؤمنون و بعضهم أصبر من بعض على المصيبة و على الفقر و على المرض و على الخوف و ذلك من اليقين
و قال ع إن الغنى و العز يجولان فإذا ظفرا بموضع التوكل أوطناه
و قال ع حسن الخلق من الدين و هو يزيد في الرزق
و قال ع الخلق خلقان أحدهما نية و الآخر سجية قيل فأيهما أفضل قال ع النية لأن صاحب السجية مجبول على أمر لا يستطيع غيره و صاحب النية يتصبر على الطاعة تصبرا فهذا أفضل
و قال ع إن سرعة ائتلاف قلوب الأبرار إذا التقوا و إن لم يظهروا التودد بألسنتهم كسرعة اختلاط ماء السماء بماء الأنهار و إن بعد ائتلاف قلوب الفجار إذا التقوا و إن أظهروا التودد بألسنتهم كبعد البهائم من التعاطف و إن طال اعتلافها على مذود واحد
و قال ع السخي الكريم الذي ينفق ماله في حق الله
و قال ع يا أهل الإيمان و محل الكتمان تفكروا و تذكروا عند غفلة الساهين
قال المفضل بن عمر سألت أبا عبد الله ع عن الحسب فقال ع المال قلت فالكرم قال ع التقوى قلت فالسؤدد قال ع السخاء ويحك أ ما رأيت حاتم طي كيف ساد قومه و ما كان بأجودهم موضعا
و قال ع المروة مروتان مروة الحضر و مروة السفر فأما مروة الحضر فتلاوة القرآن و حضور المساجد و صحبة أهل الخير و النظر في التفقه و أما مروة السفر فبذل الزاد و المزاح في غير ما يسخط الله و قلة الخلاف على من صحبك و ترك الرواية عليهم إذا أنت فارقتهم
و قال ع اعلم أن ضارب علي ع بالسيف و قاتله لو ائتمنني و استنصحني و استشارني ثم قبلت ذلك منه لأديت إليه الأمانة
و قال سفيان قلت لأبي عبد الله ع يجوز أن يزكي الرجل نفسه قال نعم إذا اضطر إليه أ ما سمعت قول يوسف اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ و قول العبد الصالح أَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمِينٌ
و قال ع أوحى الله إلى داود ع يا داود تريد و أريد فإن اكتفيت بما أريد مما تريد كفيتك ما تريد و إن أبيت إلا ما تريد أتعبتك فيما تريد و كان ما أريد
قال محمد بن قيس سألت أبا عبد الله ع عن الفئتين يلتقيان من أهل الباطل أبيعهما السلاح فقال ع بعهما ما يكنهما الدرع و الخفتان و البيضة و نحو ذلك
و قال ع أربع لا تجري في أربع الخيانة و الغلول و السرقة و الرياء لا تجري في حج و لا عمرة و لا جهاد و لا صدقة
و قال ع إن الله يعطي الدنيا من يحب و يبغض و لا يعطي الإيمان إلا أهل صفوته من خلقه
و قال ع من دعا الناس إلى نفسه و فيهم من هو أعلم منه فهو مبتدع ضال
قيل له ما كان في وصية لقمان فقال ع كان فيها الأعاجيب و كان من أعجب ما فيها أن قال لابنه خف الله خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك و ارج الله رجاء لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك ثم قال أبو عبد الله ع ما من مؤمن إلا و في قلبه نوران نور خيفة و نور رجاء لو وزن هذا لم يزد على هذا و لو وزن هذا لم يزد على هذا
قال أبو بصير سألت أبا عبد الله ع عن الإيمان فقال ع الإيمان بالله أن لا يعصى قلت فما الإسلام فقال ع من نسك نسكنا و ذبح ذبيحتنا
و قال ع لا يتكلم أحد بكلمة هدى فيؤخذ بها إلا كان له مثل أجر من أخذ بها و لا يتكلم بكلمة ضلالة فيؤخذ بها إلا كان عليه مثل وزر من أخذ بها
و قيل له إن النصارى يقولون إن ليلة الميلاد في أربعة و عشرين من كانون فقال كذبوا بل في النصف من حزيران و يستوي الليل و النهار في النصف من آذار
و قال ع كان إسماعيل أكبر من إسحاق بخمس سنين و كان الذبيح إسماعيل ع أ ما سمع قول إبراهيم ع رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ إنما سأل ربه أن يرزقه غلاما من الصالحين فقال في سورة الصافات فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ يعني إسماعيل ثم قال وَ بَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ فمن زعم أن إسحاق أكبر من إسماعيل فقد كذب بما أنزل الله من القرآن
و قال ع أربعة من أخلاق الأنبياء ع البر و السخاء و الصبر على النائبة و القيام بحق المؤمن
و قال ع لا تعدن مصيبة أعطيت عليها الصبر و استوجبت عليها من الله ثوابا بمصيبة إنما المصيبة أن يحرم صاحبها أجرها و ثوابها إذا لم يصبر عند نزولها
و قال ع إن لله عبادا من خلقه في أرضه يفزع إليهم في حوائج الدنيا و الآخرة أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا آمنون يوم القيامة ألا و إن أحب المؤمنين إلى الله من أعان المؤمن الفقير من الفقر في دنياه و معاشه و من أعان و نفع و دفع المكروه عن المؤمنين
و قال ع إن صلة الرحم و البر ليهونان الحساب و يعصمان من الذنوب فصلوا إخوانكم و بروا إخوانكم و لو بحسن السلام و رد الجواب
قال سفيان الثوري دخلت على الصادق ع فقلت له أوصني بوصية أحفظها من بعدك قال ع و تحفظ يا سفيان قلت أجل يا ابن بنت رسول الله قال ع يا سفيان لا مروة لكذوب و لا راحة لحسود و لا إخاء لملوك و لا خلة لمختال و لا سؤدد لسيئ الخلق ثم أمسك ع فقلت يا ابن بنت رسول الله زدني فقال ع يا سفيان ثق بالله تكن عارفا و ارض بما قسمه لك تكن غنيا صاحب بمثل ما يصاحبونك به تزدد إيمانا و لا تصاحب الفاجر فيعلمك من فجوره و شاور في أمرك الذين يخشون الله عز و جل ثم أمسك ع فقلت يا ابن بنت رسول الله زدني فقال ع يا سفيان من أراد عزا بلا سلطان و كثرة بلا إخوان و هيبة بلا مال فلينتقل من ذل معاصي الله إلى عز طاعته ثم أمسك ع فقلت يا ابن بنت رسول الله زدني فقال ع يا سفيان أدبني أبي ع بثلاث و نهاني عن ثلاث فأما اللواتي أدبني بهن فإنه قال لي يا بني من يصحب صاحب السوء لا يسلم و من لا يقيد ألفاظه يندم و من يدخل مداخل السوء يتهم قلت يا ابن بنت رسول الله فما الثلاث اللواتي نهاك عنهن قال ع نهاني أن أصاحب حاسد نعمة و شامتا بمصيبة أو حامل نميمة
و قال ع ستة لا تكون في مؤمن العسر و النكد و الحسد و اللجاجة و الكذب و البغي
و قال ع المؤمن بين مخافتين ذنب قد مضى لا يدري ما يصنع الله فيه و عمر قد بقي لا يدري ما يكتسب فيه من المهالك فهو لا يصبح إلا خائفا و لا يمسي إلا خائفا و لا يصلحه إلا الخوف
و قال ع من رضي بالقليل من الرزق قبل الله منه اليسير من العمل و من رضي باليسير من الحلال خفت مئونته و زكت مكتسبه و خرج من حد العجز
و قال سفيان الثوري دخلت على أبي عبد الله ع فقلت كيف أصبحت يا ابن رسول الله فقال ع و الله إني لمحزون و إني لمشتغل القلب فقلت له و ما أحزنك و ما شغل قلبك فقال ع لي يا ثوري إنه من داخل قلبه صافي خالص دين الله شغله عما سواه يا ثوري ما الدنيا و ما عسى أن تكون هل الدنيا إلا أكل أكلته أو ثوب لبسته أو مركب ركبته إن المؤمنين لم يطمئنوا في الدنيا و لم يأمنوا قدوم الآخرة دار الدنيا دار زوال و دار الآخرة دار قرار أهل الدنيا أهل غفلة إن أهل التقوى أخف أهل الدنيا مئونة و أكثرهم معونة إن نسيت ذكروك و إن ذكروك أعلموك فأنزل الدنيا كمنزل نزلته فارتحلت عنه أو كمال أصبته في منامك فاستيقظت و ليس في يدك شيء منه فكم من حريص على أمر قد شقي به حين أتاه و كم من تارك لأمر قد سعد به حين أتاه
و قيل له ما الدليل على الواحد فقال ع ما بالخلق من الحاجة
و قال ع لن تكونوا مؤمنين حتى تعدوا البلاء نعمة و الرخاء مصيبة
و قال ع المال أربعة آلاف و اثنا عشر ألف درهم كنز و لم يجتمع عشرون ألفا من حلال و صاحب الثلاثين ألفا هالك و ليس من شيعتنا من يملك مائة ألف درهم
و قال ع من صحة يقين المرء المسلم أن لا يرضي الناس بسخط الله و لا يحمدهم على ما رزق الله و لا يلومهم على ما لم يؤته الله فإن رزقه لا يسوقه حرص حريص و لا يرده كره كاره و لو أن أحدكم فر من رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه قبل موته كما يدركه الموت
و قال ع من شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه و لا شحنه أذنه و لا يمتدح بنا معلنا و لا يواصل لنا مغضبا و لا يخاصم لنا وليا و لا يجالس لنا عائبا قال له مهزم فكيف أصنع بهؤلاء المتشيعة قال ع فيهم التمحيص و فيهم التمييز و فيهم التنزيل تأتي عليهم سنون تفنيهم و طاعون يقتلهم و اختلاف يبددهم شيعتنا من لا يهر هرير كلب و لا يطمع طمع الغراب و لا يسأل و إن مات جوعا قلت فأين أطلب هؤلاء قال ع اطلبهم في أطراف الأرض أولئك الخفيض عيشهم المنتقلة دارهم الذين إن شهدوا لم يعرفوا و إن غابوا لم يفتقدوا و إن مرضوا لم يعادوا و إن خطبوا لم يزوجوا و إن رأوا منكرا أنكروا و إن خاطبهم جاهل سلموا و إن لجأ إليهم ذو الحاجة منهم رحموا و عند الموت هم لا يحزنون لم تختلف قلوبهم و إن رأيتهم اختلفت بهم البلدان
و قال ع من أراد أن يطول الله عمره فليقم أمره و من أراد أن يحط وزره فليرخ ستره و من أراد أن يرفع ذكره فليخمل أمره
و قال ع ثلاث خصال هن أشد ما عمل به العبد إنصاف المؤمن من نفسه و مواساة المرء لأخيه و ذكر الله على كل حال قيل له فما معنى ذكر الله على كل حال قال ع يذكر الله عند كل معصية يهم بها فيحول بينه و بين المعصية
و قال ع الهمز زيادة في القرآن
و قال ع إياكم و المزاح فإنه يجر السخيمة و يورث الضغينة و هو السب الأصغر
و قال الحسن بن راشد قال أبو عبد الله ع إذا نزلت بك نازلة فلا تشكها إلى أحد من أهل الخلاف و لكن اذكرها لبعض إخوانك فإنك لن تعدم خصلة من أربع خصال إما كفاية و إما معونة بجاه أو دعوة مستجابة أو مشورة برأي
و قال ع لا تكونن دوارا في الأسواق و لا تكن شراء دقائق الأشياء بنفسك فإنه يكره للمرء ذي الحسب و الدين أن يلي دقائق الأشياء بنفسه إلا في ثلاثة أشياء شراء العقار و الرقيق و الإبل
و قال ع لا تكلم بما لا يعنيك و دع كثيرا من الكلام فيما يعنيك حتى تجد له موضعا فرب متكلم تكلم بالحق بما يعنيه في غير موضعه فتعب و لا تمارين سفيها و لا حليما فإن الحليم يغلبك و السفيه يرديك و اذكر أخاك إذا تغيب بأحسن ما تحب أن يذكرك به إذا تغيبت عنه فإن هذا هو العمل و اعمل عمل من يعلم أنه مجزي بالإحسان مأخوذ بالإجرام و قال له يونس لولائي لكم و ما عرفني الله من حقكم أحب إلي من الدنيا بحذافيرها قال يونس فتبينت الغضب فيه ثم قال ع يا يونس قستنا بغير قياس ما الدنيا و ما فيها هل هي إلا سد فورة أو ستر عورة و أنت لك بمحبتنا الحياة الدائمة
و قال ع يا شيعة آل محمد إنه ليس منا من لم يملك نفسه عند الغضب و لم يحسن صحبة من صحبه و مرافقة من رافقه و مصالحة من صالحه و مخالفة من خالفه يا شيعة آل محمد اتقوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ و لا حول و لا قوة إلا بالله
و قال عبد الأعلى كنت في حلقة بالمدينة فذكروا الجود فأكثروا فقال رجل منهم يكنى أبا دلين إن جعفرا و إنه لو لا أنه ضم يده فقال لي أبو عبد الله ع تجالس أهل المدينة قلت نعم قال ع فما حدثت بلغني فقصصت عليه الحديث فقال ع ويح أبي دلين إنما مثله مثل الريشة تمر بها الريح فتطيرها ثم قال قال رسول الله ص كل معروف صدقة و أفضل الصدقة صدقة عن ظهر غنى و ابدأ بمن تعول و اليد العليا خير من السفلى و لا يلوم الله على الكفاف أ تظنون أن الله بخيل و ترون أن شيئا أجود من الله إن الجواد السيد من وضع حق الله موضعه و ليس الجواد من يأخذ المال من غير حله و يضع في غير حقه أما و الله إني لأرجو أن ألقى الله و لم أتناول ما لا يحل بي و ما ورد علي حق الله إلا أمضيته و ما بت ليلة قط و لله في مالي حق لم أرده
و قال ع لا رضاع بعد فطام و لا وصال في صيام و لا يتم بعد احتلام و لا صمت يوم إلى الليل و لا تعرب بعد الهجرة و لا هجرة بعد الفتح و لا طلاق قبل النكاح و لا عتق قبل ملك و لا يمين لولد مع والده و لا لمملوك مع مولاه و لا للمرأة مع زوجها و لا نذر في معصية و لا يمين في قطيعة
و قال ع ليس من أحد و إن ساعدته الأمور بمستخلص غضارة عيش إلا من خلال مكروه و من انتظر بمعاجلة الفرصة مؤاجلة الاستقصاء سلبته الأيام فرصته لأن من شأن الأيام السلب و سبيل الزمن الفوت
و قال ع المعروف زكاة النعم و الشفاعة زكاة الجاه و العلل زكاة الأبدان و العفو زكاة الظفر و ما أديت زكاته فهو مأمون السلب
و كان ع يقول عند المصيبة الحمد لله الذي لم يجعل مصيبتي في ديني و الحمد لله الذي لو شاء أن تكون مصيبتي أعظم مما كانت كانت و الحمد لله على الأمر الذي شاء أن يكون و كان
و قال ع يقول الله من استنقذ حيران من حيرته سميته حميدا و أسكنته جنتي
و قال ع إذا أقبلت دنيا قوم كسوا محاسن غيرهم و إذا أدبرت سلبوا محاسن أنفسهم
و قال ع البنات حسنات و البنون نعم فالحسنات تثاب عليهن و النعمة تسأل عنها
109- ف، ]تحف العقول[ و من حكمه ع لا يصلح من لا يعقل و لا يعقل من لا يعلم و سوف ينجب من يفهم و يظفر من يحلم و العلم جنة و الصدق عز و الجهل ذل و الفهم مجد و الجود نجح و حسن الخلق مجلبة للمودة و العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس و الحزم مشكاة الظن و الله ولي من عرفه و عدو من تكلفه و العاقل غفور و الجاهل ختور و إن شئت أن تكرم فلن و إن شئت أن تهان فاخشن و من كرم أصله لان قلبه و من خشن عنصره غلظ كبده و من فرط تورط و من خاف العاقبة تثبت فيما لا يعلم و من هجم على أمر بغير علم جدع أنف نفسه و من لم يعلم لم يفهم و من لم يفهم لم يسلم و من لم يسلم لم يكرم و من لم يكرم تهضم و من تهضم كان ألوم و من كان كذلك كان أحرى أن يندم إن قدرت أن لا تعرف فافعل و ما عليك إذا لم يثن الناس عليك و ما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت عند الله محمودا إن أمير المؤمنين ع كان يقول لا خير في الحياة إلا لأحد رجلين رجل يزداد كل يوم فيها إحسانا و رجل يتدارك منيته بالتوبة إن قدرت أن لا تخرج من بيتك فافعل و إن عليك في خروجك أن لا تغتاب و لا تكذب و لا تحسد و لا ترائي و لا تتصنع و لا تداهن صومعة المسلم بيته يحبس فيه نفسه و بصره و لسانه و فرجه إن من عرف نعمة الله بقلبه استوجب المزيد من الله قبل أن يظهر شكرها على لسانه ثم قال ع كم من مغرور بما أنعم الله عليه و كم من مستدرج بستر الله عليه و كم من مفتون بثناء الناس عليه إني لأرجو النجاة لمن عرف حقنا من هذه الأمة إلا لأحد ثلاثة صاحب سلطان جائر و صاحب هوى و الفاسق المعلن الحب أفضل من الخوف و الله ما أحب الله من أحب الدنيا و والى غيرنا و من عرف حقنا و أحبنا فقد أحب الله كن ذنبا و لا تكن رأسا قال رسول الله ص من خاف كل لسانه
110- سر، ]السرائر[ ابن محبوب عن الهيثم بن واقد الجزري قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من أخرجه الله من ذل المعاصي إلى عز التقوى أغناه الله بلا مال و أعزه بلا عشيرة و آنسه بلا بشر و من خاف الله خاف منه كل شيء و من لم يخف الله أخافه الله من كل شيء و من رضي من الله باليسير من المعاش رضي الله عنه باليسير من العمل و من لم يستحي من طلب الحلال و قنع به خفت مئونته و نعم أهله و من زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه و أنطق به لسانه و بصره عيوب الدنيا داءها و دواءها و أخرجه من الدنيا سالما إلى دار السلام
111- سر، ]السرائر[ من كتاب أبي القاسم بن قولويه عن عنبسة العابد قال قال رجل لأبي عبد الله ع أوصني قال أعد جهازك و قدم زادك و كن وصي نفسك لا تقل لغيرك يبعث إليك بما يصلحك
112- أقول روى الشهيد الثاني رحمه الله بإسناده عن ابن قولويه عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن أبيه عن عبد الله بن سليمان النوفلي قال كنت عند جعفر بن محمد الصادق ع قال فإذا بمولى لعبد الله النجاشي قد ورد عليه فسلم و أوصل إليه كتابه ففضه و قرأه فإذا أول سطر فيه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أطال الله بقاء سيدي و جعلني من كل سوء فداءه و لا أراني فيه مكروها فإنه ولي ذلك و القادر عليه اعلم سيدي و مولاي إني بليت بولاية الأهواز فإن رأى سيدي أن يحد لي حدا أو يمثل لي مثلا لأستدل به على ما يقربني إلى الله عز و جل و إلى رسوله و يلخص في كتابه ما يرى لي العمل به و فيما بذله و ابتذله و أين أضع زكاتي و فيمن أصرفها و بمن آنس و إلى من أستريح و من أثق و آمن و ألجأ إليه في سري فعسى أن يخلصني الله بهدايتك و دلالتك فإنك حجة الله على خلقه و أمينه في بلاده لا زالت نعمته عليك قال عبد الله بن سليمان فأجابه أبو عبد الله ع بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ جاملك الله بصنعه و لطف بك بمنه و كلأك برعايته فإنه ولي ذلك أما بعد فقد جاء إلى رسولك بكتابك فقرأته و فهمت جميع ما ذكرته و سألت عنه و زعمت أنك بليت بولاية الأهواز فسرني ذلك و ساءني و سأخبرك بما ساءني من ذلك و ما سرني إن شاء الله تعالى فأما سروري بولايتك فقلت عسى أن يغيث الله بك ملهوفا خائفا من أولياء آل محمد ص و يعز بك ذليلهم و يكسو بك عاريهم و يقوي بك ضعيفهم و يطفئ بك نار المخالفين عنهم و أما الذي ساءني من ذلك فإن أدنى ما أخاف عليك أن تعثر بولي لنا فلا تشم حظيرة القدس فإني ملخص لك جميع ما سألت عنه إن أنت عملت به و لم تجاوزه رجوت أن تسلم إن شاء الله تعالى
أخبرني يا عبد الله أبي عن آبائه عن علي بن أبي طالب ع عن رسول الله ص أنه قال من استشاره أخوه المؤمن فلم يمحضه النصيحة سلبه الله لبه و اعلم أني سأشير عليك برأي إن أنت عملت به تخلصت مما أنت متخوفه و اعلم أن خلاصك و نجاتك من حقن الدماء و كف الأذى من أولياء الله و الرفق بالرعية و التأني و حسن المعاشرة مع لين في غير ضعف و شدة في غير عنف و مداراة صاحبك و من يرد عليك من رسله و ارتق فتق رعيتك بأن توفقهم على ما وافق الحق و العدل إن شاء الله إياك و السعاة و أهل النمائم فلا يلتزقن منهم بك أحد و لا يراك الله يوما و ليلة و أنت تقبل منهم صرفا و لا عدلا فيسخط الله عليك و يهتك سترك و احذر مكر خوز الأهواز
فإن أبي أخبرني عن آبائه عن أمير المؤمنين ع أنه قال الإيمان لا يثبت في قلب يهودي و لا خوزي أبدا فأما من تأنس به تستريح إليه و تلجئ أمورك إليه فذلك الرجل الممتحن المستبصر الأمين الموافق لك على دينك و ميز أعوانك و جرب الفريقين فإن رأيت هنالك رشدا فشأنك و إياه و إياك أن تعطي درهما أو تخلع ثوبا أو تحمل على دابة في غير ذات الله لشاعر أو مضحك أو متمزح إلا أعطيت مثله في ذات الله و لتكن جوائزك و عطاياك و خلعك للقواد و الرسل و الأجناد و أصحاب الرسائل و أصحاب الشرط و الأخماس و ما أردت تصرفه في وجوه البر و النجاح العتق و الصدقة و الحج و المشرب و الكسوة التي تصلي فيها و تصل بها و الهدية التي تهديها إلى الله تعالى عز و جل و إلى رسوله ص من أطيب كسبك يا عبد الله اجهد أن لا تكنز ذهبا و لا فضة فتكون من أهل هذه الآية التي قال الله عز و جل الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ وَ لا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ و لا تستصغرن من حلو أو فضل طعام تصرفه في بطون خالية لتسكن بها غضب الله تبارك و تعالى و اعلم أني سمعت من أبي يحدث من آبائه عن أمير المؤمنين ع أنه سمع النبي ص يقول لأصحابه يوما ما آمن بالله و اليوم الآخر من بات شبعان و جاره جائع فقلنا هلكنا يا رسول الله فقال من فضل طعامكم و من فضل تمركم و رزقكم و خلقكم و خرقكم تطفئون بها غضب الرب و سأنبئك بهوان الدنيا و هوان شرفها على ما مضى من السلف و التابعين فقد حدثني محمد بن علي بن الحسين قال ع لما تجهز الحسين ع إلى الكوفة أتاه ابن عباس فناشده الله و الرحم أن يكون هو المقتول بالطف فقال أنا أعرف بمصرعي منك و ما وكدي من الدنيا إلا فراقها أ لا أخبرك يا ابن عباس بحديث أمير المؤمنين ع و الدنيا فقال له بلى لعمري إني لأحب أن تحدثني بأمرها فقال أبي فقال علي بن الحسين ع سمعت أبا عبد الله الحسين ع يقول حدثني أمير المؤمنين ع قال إني كنت بفدك في بعض حيطانها و قد صارت لفاطمة ع قال فإذا أنا بامرأة قد هجمت علي و في يدي مسحاة و أنا أعمل بها فلما نظرت إليها طار قلبي مما تداخلني من جمالها فشبهتها ببثينة بنت عامر الجمحي و كانت من أجمل نساء قريش فقالت يا ابن أبي طالب هل لك أن تتزوج بي فأغنيك عن هذه المسحاة و أدلك على خزائن الأرض فيكون لك الملك ما بقيت و لعقبك من بعدك فقال لها من أنت حتى أخطبك من أهلك فقالت أنا الدنيا قال لها فارجعي و اطلبي زوجا غيري فلست من شأني و أقبلت على مسحاتي و أنشأت أقول
لقد خاب من غرته دنيا دنية و ما هي إن غرت قرونا بنائلأتتنا على زي العزيز بثينة و زينتها في مثل تلك الشمائلفقلت لها غري سواي فإنني عزوف عن الدنيا فلست بجاهلو ما أنا و الدنيا فإن محمدا أحل صريعا بين تلك الجنادلو هبها أتتنا بالكنوز و درها و أموال قارون و ملك القبائلأ ليس جميعا للفناء مصيرنا و يطلب من خزانها بالطوائلفغري سواي إنني غير راغب بما فيك من ملك و عز و نائلفقد قنعت نفسي بما قد رزقته فشأنك يا دنيا و أهل الغوائلفإني أخاف الله يوم لقائه و أخشى عذابا دائما غير زائل
فخرج من الدنيا و ليس في عنقه تبعة لأحد حتى لقي الله محمودا غير ملوم و لا مذموم ثم اقتدت به الأئمة من بعده بما قد بلغكم لم يتلطخوا بشيء من بوائقها صلوات الله عليهم أجمعين و أحسن مثواهم و قد وجهت إليك بمكارم الدنيا و الآخرة و عن الصادق المصدق رسول الله فإن أنت عملت بما نصحت لك في كتابي هذا ثم كانت عليك من الذنوب و الخطايا كمثل أوزان الجبال و أمواج البحار رجوت الله أن يتجافى عنك جل و عز بقدرته يا عبد الله إياك أن تخيف مؤمنا
فإن أبي محمد بن علي حدثني عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب ع أنه كان يقول من نظر إلى مؤمن نظرة ليخيفه بها أخافه الله يوم لا ظل إلا ظله و حشره في صورة الذر لحمه و جسده و جميع أعضائه حتى يورده مورده
و حدثني أبي عن آبائه عن علي ع عن النبي ص أنه قال من أغاث لهفانا من المؤمنين أغاثه الله يوم لا ظل إلا ظله و آمنه يوم الفزع الأكبر و آمنه عن سوء المنقلب و من قضى لأخيه المؤمن حاجة قضى الله له حوائج كثيرة إحداها الجنة و من كسا أخاه المؤمن من عرى كساه الله من سندس الجنة و إستبرقها و حريرها و لم يزل يخوض في رضوان الله ما دام على المكسو منها سلك و من أطعم أخاه من جوع أطعمه الله من طيبات الجنة و من سقاه من ظمإ سقاه الله من الرحيق المختوم رية و من أخدم أخاه أخدمه الله من الولدان المخلدين و أسكنه مع أوليائه الطاهرين و من حمل أخاه المؤمن من رحله حمله الله على ناقة من نوق الجنة و باهى به الملائكة المقربين يوم القيامة و من زوج أخاه المؤمن امرأة يأنس بها و يشد عضده و يستريح إليها زوجه الله من الحور العين و آنسه بمن أحب من الصديقين من أهل بيت نبيه و إخوانه و آنسهم به و من أعان أخاه المؤمن على سلطان جائر أعانه الله على إجازة الصراط عند زلزلة الأقدام و من زار أخاه المؤمن إلى منزله لا لحاجة منه إليه كتب من زوار الله و كان حقيقا على الله أن يكرم زائره
يا عبد الله و حدثني أبي عن آبائه عن علي ع أنه سمع رسول الله ص يقول لأصحابه يوما معاشر الناس إنه ليس بمؤمن من آمن بلسانه و لم يؤمن بقلبه فلا تتبعوا عثرات المؤمنين فإنه من اتبع عثرة مؤمن اتبع الله عثراته يوم القيامة و فضحه في جوف بيته
و حدثني أبي عن علي ع أنه قال أخذ الله ميثاق المؤمن أن لا يصدق في مقالته و لا ينتصف من عدوه و على أن لا يشفي غيظه إلا بفضيحة نفسه لأن كل مؤمن ملجم و ذلك لغاية قصيرة و راحة طويلة أخذ الله ميثاق المؤمن على أشياء أيسرها عليه مؤمن مثله يقول بمقالته يبغيه و يحسده و الشيطان يغويه و يمقته و السلطان يقفو أثره و يتبع عثراته و كافر بالذي هو مؤمن به يرى سفك دمه دينا و إباحة حريمه غنما فما بقاء المؤمن بعد هذا
يا عبد الله و حدثني أبي عن آبائه عن علي ع عن النبي ص قال نزل جبرئيل ع فقال يا محمد إن الله يقرأ عليك السلام و يقول اشتققت للمؤمن اسما من أسمائي سميته مؤمنا فالمؤمن مني و أنا منه من استهان بمؤمن فقد استقبلني بالمحاربة
يا عبد الله و حدثني أبي عن آبائه ع عن علي ع عن النبي ص أنه قال يوما يا علي لا تناظر رجلا حتى تنظر في سريرته فإن كانت سريرته حسنة فإن الله عز و جل لم يكن ليخذل وليه و إن كانت سريرته ردية فقد يكفيه مساويه فلو جهدت أن تعمل به أكثر مما عمله من معاصي الله عز و جل ما قدرت عليه
يا عبد الله و حدثني أبي عن آبائه عن علي ع عن النبي ص قال أدنى الكفر أن يسمع الرجل عن أخيه الكلمة فيحفظها عليه يريد أن يفضحه بها أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ
يا عبد الله و حدثني أبي عن آبائه عن علي ع أنه قال من قال في مؤمن ما رأت عيناه و سمعت أذناه ما يشينه و يهدم مروته فهو من الذين قال الله عز و جل إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ
يا عبد الله و حدثني أبي عن آبائه عن علي ع أنه قال من روى عن أخيه المؤمن رواية يريد بها هدم مروته و ثلبه أوبقه الله بخطيئته حتى يأتي بمخرج مما قال و لن يأتي بالمخرج منه أبدا و من أدخل على أخيه المؤمن سرورا فقد أدخل على أهل البيت ع سرورا و من أدخل على أهل البيت سرورا فقد أدخل على رسول الله ص سرورا و من أدخل على رسول الله ص سرورا فقد سر الله و من سر الله فحقيق عليه أن يدخله الجنة حينئذ ثم إني أوصيك بتقوى الله و إيثار طاعته و الاعتصام بحبله فإنه من اعتصم بحبل الله فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ فاتق الله و لا تؤثر أحدا على رضاه و هواه فإنه وصية الله عز و جل إلى خلقه لا يقبل منهم غيرها و لا يعظم سواها و اعلم أن الخلائق لم يوكلوا بشيء أعظم من التقوى فإنه وصيتنا أهل البيت فإن استطعت أن لا تنال من الدنيا شيئا تسأل عنه غدا فافعل قال عبد الله بن سليمان فلما وصل كتاب الصادق ع إلى النجاشي نظر فيه فقال صدق و الله الذي لا إله إلا هو مولاي فما عمل أحد بما في هذا الكتاب إلا نجا فلم يزل عبد الله يعمل به في أيام حياته
113- كتاب الأربعين، في قضاء حقوق المؤمنين و أعلام الدين قال جعفر بن محمد الصادق ع المؤمن يداري و لا يماري و قال ع من اعتدل يوماه فهو مغبون و من كان في غده شرا من يومه فهو مفتون و من لم يتفقد النقصان في نفسه دام نقصه و من دام نقصه فالموت خير له و من أدب من غير عمد كان للعفو أهلا
و قال ع اطلبوا العلم و لو بخوض اللجج و شق المهج
و قال ع لجاهل سخي خير من ناسك بخيل و سئل ع عن التواضع فقال هو أن ترضى من المجلس بدون شرفك و أن تسلم على من لقيت و أن تترك المراء و إن كنت محقا
و قال ع إذا دق العرض استصعب جمعه
و قال ع المؤمن إذا غضب لم يخرجه غضبه من حق و إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل و الذي إذا قدر لم يأخذ أكثر من ماله
و قال ع كتاب الله عز و جل على أربعة أشياء على العبارة و الإشارة و اللطائف و الحقائق فالعبارة للعوام و الإشارة للخواص و اللطائف للأولياء و الحقائق للأنبياء
و قال ع من سأل فوق قدره استحق الحرمان
و قال ع من أكرمك فأكرمه و من استخفك فأكرم نفسك عنه
و قال ع من أخلاق الجاهل الإجابة قبل أن يسمع و المعارضة قبل أن يفهم و الحكم بما لا يعلم
و قال ع سرك من دمك فلا تجريه في غير أوداجك
و قال ع صدرك أوسع لسرك
و قال ع أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة و أنقص الناس عقلا من ظلم من دونه و لم يصفح عمن اعتذر إليه و القادر على الشيء سلطان
و قال ع إن القلب يحيا و يموت فإذا حيي فأدبه بالتطوع و إذا مات فاقصره على الفرائض
و قال ع لا تحدث من تخاف أن يكذبك و لا تسأل من تخاف أن يمنعك و لا تثق إلى من تخاف أن يعذبك و من لم يواخ إلا من لا عيب فيه قل صديقه و من لم يرض من صديقه إلا بإيثاره على نفسه دام سخطه و من عاتب على كل ذنب كثر تبعته
و قال ع من عذب لسانه زكي عقله و من حسنت نيته زيد في رزقه و من حسن بره بأهله زيد في عمره
و قال ع إن الزهاد في الدنيا نور الجلال عليهم و أثر الخدمة بين أعينهم و كيف لا يكونون كذلك و إن الرجل لينقطع إلى بعض ملوك الدنيا فيرى عليه أثره فكيف بمن ينقطع إلى الله تعالى لا يرى أثره عليه
و قال ع صلة الرحم تهون الحساب يوم القيامة قال الله تعالى وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ