1- ف، ]تحف العقول[ وصيته ع لجابر بن يزيد الجعفي روي عنه ع أنه قال له يا جابر اغتنم من أهل زمانك خمسا إن حضرت لم تعرف و إن غبت لم تفتقد و إن شهدت لم تشاور و إن قلت لم يقبل قولك و إن خطبت لم تزوج و أوصيك بخمس إن ظلمت فلا تظلم و إن خانوك فلا تخن و إن كذبت فلا تغضب و إن مدحت فلا تفرح و إن ذممت فلا تجزع و فكر فيما قيل فيك فإن عرفت من نفسك ما قيل فيك فسقوطك من عين الله جل و عز عند غضبك من الحق أعظم عليك مصيبة مما خفت من سقوطك من أعين الناس و إن كنت على خلاف ما قيل فيك فثواب اكتسبته من غير أن يتعب بدنك و اعلم بأنك لا تكون لنا وليا حتى لو اجتمع عليك أهل مصرك و قالوا إنك رجل سوء لم يحزنك ذلك و لو قالوا إنك رجل صالح لم يسرك ذلك و لكن اعرض نفسك على ما في كتاب الله فإن كنت سالكا سبيله زاهدا في تزهيده راغبا في ترغيبه خائفا من تخويفه فاثبت و أبشر فإنه لا يضرك ما قيل فيك و إن كنت مباينا للقرآن فما ذا الذي يغرك من نفسك إن المؤمن معني بمجاهدة نفسه ليغلبها على هواها فمرة يقيم أودها و يخالف هواها في محبة الله و مرة تصرعه نفسه فيتبع هواها فينعشه الله فينتعش و يقيل الله عثرته فيتذكر و يفزع إلى التوبة و المخافة فيزداد بصيرة و معرفة لما زيد فيه من الخوف و ذلك بأن الله يقول إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ يا جابر استكثر لنفسك من الله قليل الرزق تخلصا إلى الشكر و استقلل من نفسك كثير الطاعة لله إزراء على النفس و تعرضا للعفو و ادفع عن نفسك حاضر الشر بحاضر العلم و استعمل حاضر العلم بخالص العمل و تحرز في خالص العمل من عظيم الغفلة بشدة التيقظ و استجلب شدة التيقظ بصدق الخوف و احذر خفي التزين بحاضر الحياة و توق مجازفة الهوى بدلالة العقل و قف عند غلبة الهوى باسترشاء العلم و استبق خالص الأعمال ليوم الجزاء و انزل ساحة القناعة باتقاء الحرص و ادفع عظيم الحرص بإيثار القناعة و استجلب حلاوة الزهادة بقصر الأمل و اقطع أسباب الطمع ببرد اليأس و سد سبيل العجب بمعرفة النفس و تخلص إلى راحة النفس بصحة التفويض و اطلب راحة البدن بإجمام القلب و تخلص إلى إجمام القلب بقلة الخطأ و تعرض لرقة القلب بكثرة الذكر في الخلوات و استجلب نور القلب بدوام الحزن و تحرز من إبليس بالخوف الصادق و إياك و الرجاء الكاذب فإنه يوقعك في الخوف الصادق و تزين لله عز و جل بالصدق في الأعمال و تحبب إليه بتعجيل الانتقال و إياك و التسويف فإنه بحر يغرق فيه الهلكى و إياك و الغفلة ففيها تكون قساوة القلب و إياك و التواني فيما لا عذر لك فيه فإليه يلجأ النادمون و استرجع سالف الذنوب بشدة الندم و كثرة الاستغفار و تعرض للرحمة و عفو الله بحسن المراجعة و استعن على حسن المراجعة بخالص الدعاء و المناجاة في الظلم و تخلص إلى عظيم الشكر باستكثار قليل الرزق و استقلال كثير الطاعة و استجلب زيادة النعم بعظيم الشكر و توسل إلى عظيم الشكر بخوف زوال النعم و اطلب بقاء العز بإماتة الطمع و ادفع ذل الطمع بعز اليأس و استجلب عز اليأس ببعد الهمة و تزود من الدنيا بقصر الأمل و بادر بانتهاز البغية عند إمكان الفرصة و لا إمكان كالأيام الخالية مع صحة الأبدان و إياك و الثقة بغير المأمون فإن للشر ضراوة كضراوة الغذاء و اعلم أنه لا علم كطلب السلامة و لا سلامة كسلامة القلب و لا عقل كمخالفة الهوى و لا خوف كخوف حاجز و لا رجاء كرجاء معين و لا فقر
كفقر القلب و لا غنى كغنى النفس و لا قوة كغلبة الهوى و لا نور كنور اليقين و لا يقين كاستصغارك الدنيا و لا معرفة كمعرفتك بنفسك و لا نعمة كالعافية و لا عافية كمساعدة التوفيق و لا شرف كبعد الهمة و لا زهد كقصر الأمل و لا حرص كالمنافسة في الدرجات و لا عدل كالإنصاف و لا تعدي كالجور و لا جور كموافقة الهوى و لا طاعة كأداء الفرائض و لا خوف كالحزن و لا مصيبة كعدم العقل و لا عدم عقل كقلة اليقين و لا قلة يقين كفقد الخوف و لا فقد خوف كقلة الحزن على فقد الخوف و لا مصيبة كاستهانتك بالذنب و رضاك بالحالة التي أنت عليها و لا فضيلة كالجهاد و لا جهاد كمجاهدة الهوى و لا قوة كرد الغضب و لا معصية كحب البقاء و لا ذل كذل الطمع و إياك و التفريط عند إمكان الفرصة فإنه ميدان يجري لأهله بالخسران
2- ف، ]تحف العقول[ و من كلامه ع لجابر أيضا خرج يوما و هو يقول أصبحت و الله يا جابر محزونا مشغول القلب فقلت جعلت فداك ما حزنك و شغل قلبك كل هذا على الدنيا فقال ع لا يا جابر و لكن حزن هم الآخرة يا جابر من دخل قلبه خالص حقيقة الإيمان شغل عما في الدنيا من زينتها إن زينة زهرة الدنيا إنما هو لعب و لهو وَ إِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ يا جابر إن المؤمن لا ينبغي له أن يركن و يطمئن إلى زهرة الحياة الدنيا و اعلم أن أبناء الدنيا هم أهل غفلة و غرور و جهالة و أن أبناء الآخرة هم المؤمنون العاملون الزاهدون أهل العلم و الفقه و أهل فكرة و اعتبار و اختبار لا يملون من ذكر الله و اعلم يا جابر أن أهل التقوى هم الأغنياء أغناهم القليل من الدنيا فمئونتهم يسيرة إن نسيت الخير ذكروك و إن عملت به أعانوك أخروا شهواتهم و لذاتهم خلفهم و قدموا طاعة ربهم أمامهم و نظروا إلى سبيل الخير و إلى ولاية أحباء الله فأحبوهم و تولوهم و اتبعوهم فأنزل نفسك من الدنيا كمثل منزل نزلته ساعة ثم ارتحلت عنه أو كمثل مال استفدته في منامك ففرحت به و سررت ثم انتبهت من رقدتك و ليس في يدك شيء و إني إنما ضربت لك مثلا لتعقل و تعمل به إن وفقك الله له فاحفظ يا جابر ما أستودعك من دين الله و حكمته و انصح لنفسك و انظر ما الله عندك في حياتك فكذلك يكون لك العهد عنده في مرجعك و انظر فإن تكن الدنيا عندك على غير ما وصفت لك فتحول عنها إلى دار المستعتب اليوم فلرب حريص على أمر من أمور الدنيا قد ناله فلما ناله كان عليه وبالا و شقي به و لرب كاره لأمر من أمور الآخرة قد ناله فسعد به
3- ف، ]تحف العقول[ و من كلامه ع في أحكام السيوف سأله رجل من شيعته عن حروب أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال ع له بعث الله محمدا ص بخمسة أسياف ثلاثة منها شاهرة لا تغمد حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها و لن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت الشمس من مغربها أمن الناس كلهم في ذلك اليوم فيومئذ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً و سيف مكفوف و سيف منها مغمود سله إلى غيرنا و حكمه إلينا فأما السيوف الثلاثة الشاهرة فسيف على مشركي العرب قال الله جل و عز فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَ خُذُوهُمْ وَ احْصُرُوهُمْ وَ اقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا أي آمنوا وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ هؤلاء لا يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الإسلام و أموالهم فيء و ذراريهم سبي على ما سن رسول الله ص فإنه سبي و عفا و قبل الفداء و السيف الثاني على أهل الذمة قال الله سبحانه وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً نزلت هذه الآية في أهل الذمة و نسخها قوله قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَ لا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ لا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَ هُمْ صاغِرُونَ فمن كان منهم في دار الإسلام فلن يقبل منهم إلا الجزية أو القتل و مالهم فيء و ذراريهم سبي فإذا قبلوا الجزية على أنفسهم حرم علينا سبيهم و حرمت أموالهم و حلت لنا مناكحهم و من كان منهم في دار الحرب حل لنا سبيهم و أموالهم و لم تحل لنا مناكحتهم و لم يقبل منهم إلا دخول دار الإسلام و الجزية أو القتل و السيف الثالث على مشركي العجم كالترك و الديلم و الخزر قال الله عز و جل في أول السورة التي يذكر فيها الذين كفروا فقص قصتهم ثم قال فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَ إِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها فأما قوله فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ يعني بعد السبي منهم وَ إِمَّا فِداءً يعني المفادات بينهم و بين أهل الإسلام فهؤلاء لن يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الإسلام و لا يحل لنا نكاحهم ما داموا في دار الحرب و أما السيف المكفوف فسيف على أهل البغي و التأويل قال الله وَ إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما صلحا فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله ص إن منكم من يقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل فسئل النبي ص من هو فقال خاصف النعل يعني أمير المؤمنين ع و قال عمار بن ياسر قاتلت بهذه الراية مع رسول الله ص ثلاثا و هذه الرابعة و الله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا السعفات من هجر لعلمنا أنا على الحق و أنهم على الباطل و كانت السيرة فيهم من أمير المؤمنين ع مثل ما كان من رسول الله ص في أهل مكة يوم فتحها فإنه لم يسب لهم ذرية و قال من أغلق بابه فهو آمن و كذلك قال أمير المؤمنين ع يوم البصرة نادى فيهم لا تسبوا لهم ذرية و لا تدففوا على جريح و لا تتبعوا مدبرا و من أغلق بابه و ألقى سلاحه فهو آمن و السيف المغمود فالسيف الذي يقام به القصاص قال الله عز و جل النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَ الْعَيْنَ بِالْعَيْنِ فسله إلى أولياء المقتول و حكمه إلينا فهذه السيوف التي بعث الله بها محمدا ص فمن جحدها أو جحد واحدا منها أو شيئا من سيرها و أحكامها فقد كفر بما أنزل الله تبارك و تعالى على محمد نبيه ص
-4 ف، ]تحف العقول[ موعظة و حضره ذات يوم جماعة من الشيعة فوعظهم و حذرهم و هم ساهون لاهون فأغاظه ذلك فأطرق مليا ثم رفع رأسه إليهم فقال إن كلامي لو وقع طرف منه في قلب أحدكم لصار ميتا ألا يا أشباحا بلا أرواح و ذبابا بلا مصباح كأنكم خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ و أصنام مريدة أ لا تأخذون الذهب من الحجر أ لا تقتبسون الضياء من النور الأزهر أ لا تأخذون اللؤلؤ من البحر خذوا الكلمة الطيبة ممن قالها و إن لم يعمل بها فإن الله يقول الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ ويحك يا مغرور أ لا تحمد من تعطيه فانيا و يعطيك باقيا درهم يفنى بعشرة تبقى إلى سبعمائة ضعف مضاعفة من جواد كريم آتاك الله عند مكافاة هو مطعمك و ساقيك و كاسيك و معافيك و كافيك و ساترك ممن يراعيك من حفظك في ليلك و نهارك و أجابك عند اضطرارك و عزم لك على الرشد في اختبارك كأنك قد نسيت ليالي أوجاعك و خوفك دعوته فاستجاب لك فاستوجب بجميل صنيعه الشكر فنسيته فيمن ذكر و خالفته فيما أمر ويلك إنما أنت لص من لصوص الذنوب كلما عرضت لك شهوة أو ارتكاب ذنب سارعت إليه و أقدمت بجهلك عليه فارتكبته كأنك لست بعين الله أو كان الله ليس لك بالمرصاد يا طالب الجنة ما أطول نومك و أكل مطيتك و أوهى همتك فلله أنت من طالب و مطلوب و يا هاربا من النار ما أحث مطيتك إليها و ما أكسبك لما يوقعك فيها انظروا إلى هذه القبور سطورا بإفناء الدور تدانوا في خططهم و قربوا في مزارهم و بعدوا في لقائهم عمروا فخربوا و أنسوا فأوحشوا و سكنوا فأزعجوا و قطنوا فرحلوا فمن سمع بدان بعيد و شاحط قريب و عامر مخرب و آنس موحش و ساكن مزعج و قاطن مرحل غير أهل القبور يا ابن الأيام الثلاث يومك الذي ولدت فيه و يومك الذي تنزل فيه قبرك و يومك الذي تخرج فيه إلى ربك فيا له من يوم عظيم يا ذوي الهيئة المعجبة و الهيم المعطنة ما لي أرى أجسامكم عامرة و قلوبكم دامرة أما و الله لو عاينتم ما أنتم ملاقوه و ما أنتم إليه صائرون لقلتم يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَ لا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَ نَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ و قال جل من قائل بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ... وَ لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ
-5 ف، ]تحف العقول[ و روي عنه ع في قصار هذه المعاني و قال ع صانع المنافق بلسانك و أخلص مودتك للمؤمن و إن جالسك يهودي فأحسن مجالسته
و قال ع ما شيب شيء بشيء أحسن من حلم بعلم
و قال ع الكمال كل الكمال التفقه في الدين و الصبر على النائبة و تقدير المعيشة
و قال ع و الله المتكبر ينازع الله رداءه و قال ع يوما لمن حضره ما المروة فتكلموا فقال ص المروة أن لا تطمع فتذل و تسأل فتقل و لا تبخل فتشتم و لا تجهل فتخصم فقيل و من يقدر على ذلك فقال ع من أحب أن يكون كالناظر في الحدقة و المسك في الطيب و كالخليفة في يومكم هذا في القدر و قال يوما رجل عنده اللهم أغننا عن جميع خلقك فقال أبو جعفر ع لا تقل هكذا و لكن قل اللهم أغننا عن شرار خلقك فإن المؤمن لا يستغني عن أخيه
و قال ع قم بالحق و اعتزل ما لا يعنيك و تجنب عدوك و احذر صديقك من الأقوام إلا الأمين من خشي الله و لا تصحب الفاجر و لا تطلعه على سرك و استشر في أمر الذين يخشون الله
و قال ع صحبة عشرين سنة قرابة
و قال ع إن استطعت أن لا تعامل أحدا إلا و لك الفضل عليه فافعل
و قال ع ثلاثة من مكارم الدنيا و الآخرة أن تعفو عمن ظلمك و تصل من قطعك و تحلم إذا جهل عليك
و قال ع الظلم ثلاثة ظلم لا يغفره الله و ظلم يغفره الله و ظلم لا يدعه الله فأما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك بالله و أما الظلم الذي يغفره الله فظلم الرجل نفسه فيما بينه و بين الله و أما الظلم الذي لا يدعه الله فالمدائنة بين العباد
و قال ع ما من عبد يمتنع من معونة أخيه المسلم و السعي له في حاجته قضيت أو لم تقض إلا ابتلي بالسعي في حاجة فيما يأثم عليه و لا يؤجر و ما من عبد يبخل بنفقة ينفقها فيما يرضى الله إلا ابتلي بأن ينفق أضعافها فيما أسخط الله
و قال ع في كل قضاء الله خير للمؤمن
و قال ع إن الله كره إلحاح الناس بعضهم على بعض في المسألة و أحب ذلك لنفسه إن الله جل ذكره يحب أن يسأل و يطلب ما عنده
و قال ع من لم يجعل له من نفسه واعظا فإن مواعظ الناس لن تغني عنه شيئا
و قال ع من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه
و قال ع كم من رجل قد لقي رجلا فقال له كب الله عدوك و ما له من عدو إلا الله
و قال ع ثلاثة لا يسلمون الماشي إلى الجمعة و الماشي خلف جنازة و في بيت الحمام
و قال ع عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد
و قال ع لا يكون العبد عالما حتى لا يكون حاسدا لمن فوقه و لا محقرا لمن دونه
و قال ع ما عرف الله من عصاه و أنشد
تعصي الإله و أنت تظهر حبه هذا لعمرك في الفعال بديعلو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن أحب مطيع
و قال ع إنما مثل الحاجة إلى من أصاب ماله حديثا كمثل الدرهم في فم الأفعى أنت إليه محوج و أنت منها على خطر
و قال ع ثلاث خصال لا يموت صاحبهن أبدا حتى يرى وبالهن البغي و قطيعة الرحم و اليمين الكاذبة يبارز الله بها و إن أعجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم و إن القوم ليكونون فجارا فيتواصلون فتنمي أموالهم و يثرون و إن اليمين الكاذبة و قطيعة الرحم ليذران الديار بلاقع من أهلها
و قال ع لا يقبل عمل إلا بمعرفة و لا معرفة إلا بعمل و من عرف دلته معرفته على العمل و من لم يعرف فلا عمل له
و قال ع إن الله جعل للمعروف أهلا من خلقه حبب إليهم المعروف و حبب إليهم فعاله و وجه لطلاب المعروف الطلب إليهم و يسر لهم قضاءه كما يسر الغيث للأرض المجدبة ليحييها و يحيي أهلها و إن الله جعل للمعروف أعداء من خلقه بغض إليهم المعروف و بغض إليهم فعاله و حظر على طلاب المعروف التوجه إليهم و حظر عليهم قضاءه كما يحظر الغيث عن الأرض المجدبة ليهلكها و يهلك أهلها و ما يعفو الله عنه أكثر
و قال ع اعرف المودة في قلب أخيك بما له في قلبك
و قال ع الإيمان حب و بغض
و قال ع و الله ما شيعتنا إلا من اتقى الله و أطاعه و ما كانوا يعرفون إلا بالتواضع و التخشع و أداء الأمانة و كثرة ذكر الله و الصوم و الصلاة و البر بالوالدين و تعهد الجيران من الفقراء و ذوي المسكنة و الغارمين و الأيتام و صدق الحديث و تلاوة القرآن و كف الألسن عن الناس إلا من خير و كانوا أمناء عشائرهم في الأشياء
و قال ع أربع من كنوز البر كتمان الحاجة و كتمان الصدقة و كتمان الوجع و كتمان المصيبة
و قال ع من صدق لسانه زكي عمله و من حسنت نيته زيد في رزقه و من حسن بره بأهله زيد في عمره
و قال ع إياك و الكسل و الضجر فإنهما مفتاح كل شر من كسل لم يؤد حقا و من ضجر لم يصبر على حق
و قال ع من استفاد أخا في الله على إيمان بالله و وفاء بإخائه طلبا لمرضاة الله فقد استفاد شعاعا من نور الله و أمانا من عذاب الله و حجة يفلج بها يوم القيامة و عزا باقيا و ذكرا ناميا لأن المؤمن من الله عز و جل لا موصول و لا مفصول قيل له ع ما معنى لا موصول و لا مفصول قال لا موصول به أنه هو و لا مفصول منه أنه من غيره
و قال ع كفى بالمرء غشا لنفسه أن يبصر من الناس ما يعمي عليه من أمر نفسه أو يعيب غيره بما لا يستطيع تركه أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه
و قال ع التواضع الرضا بالمجلس دون شرفه و أن تسلم على من لقيت و أن تترك المراء و إن كنت محقا
و قال ع إن المؤمن أخ المؤمن لا يشتمه و لا يحرمه و لا يسيء به الظن
و قال ع لابنه اصبر نفسك على الحق فإنه من منع شيئا في حق أعطى في باطل مثليه
و قال ع من قسم له الخرق حجب عنه الإيمان
و قال ع إن الله يبغض الفاحش المتفحش
و قال ع إن لله عقوبات في القلوب و الأبدان ضنك في المعيشة و وهن في العبادة و ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب
و قال ع إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الصابرون فيقوم فئام من الناس ثم ينادي مناد أين المتصبرون فيقوم فئام من الناس قلت جعلت فداك ما الصابرون و المتصبرون فقال ع الصابرون على أداء الفرائض و المتصبرون على ترك المحارم
و قال ع يقول الله ابن آدم اجتنب ما حرمت عليك تكن من أورع الناس
و قال ع أفضل العبادة عفة البطن و الفرج
و قال ع البشر الحسن و طلاقة الوجه مكسبة للمحبة و قربة من الله و عبوس الوجه و سوء البشر مكسبة للمقت و بعد من الله
و قال ع ما تذرع إلي بذريعة و لا توسل بوسيلة هي أقرب له مني إلى ما يحب من يد سالفة مني إليه أتبعتها أختها ليحسن حفظها و ربها لأن منع الأواخر يقطع لسان شكر الأوائل و ما سمحت لي نفسي برد بكر الحوائج
و قال ع الحياء و الإيمان مقرونان في قرن فإذا ذهب أحدهما تبعه صاحبه
و قال ع إن هذه الدنيا تعاطاها البر و الفاجر و إن هذا الدين لا يعطيه الله إلا أهل خاصته
و قال ع الإيمان إقرار و عمل و الإسلام إقرار بلا عمل
و قال ع الإيمان ما كان في القلب و الإسلام ما عليه التناكح و التوارث و حقنت به الدماء و الإيمان يشرك الإسلام و الإسلام لا يشرك الإيمان
و قال ع من علم باب هدى فله مثل أجر من عمل به و لا ينقص أولئك من أجورهم شيئا و من علم باب ضلال كان عليه مثل أوزار من عمل به و لا ينقص أولئك من أوزارهم شيئا
و قال ع ليس من أخلاق المؤمن الملق و الحسد إلا في طلب العلم
و قال ع للعالم إذا سئل عن شيء و هو لا يعلمه أن يقول الله أعلم و ليس لغير العالم أن يقول ذلك و في خبر آخر يقول لا أدري لئلا يوقع في قلب السائل شكا
و قال ع أول من شق لسانه بالعربية إسماعيل بن إبراهيم ع و هو ابن ثلاث عشرة سنة و كان لسانه على لسان أبيه و أخيه فهو أول من نطق بها و هو الذبيح
و قال ع أ لا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه يبعد السلطان و الشيطان منكم فقال أبو حمزة بلى أخبرنا به حتى نفعله فقال ع عليكم بالصدقة فبكروا بها فإنها تسود وجه إبليس و تكسر شرة السلطان الظالم عنكم في يومكم ذلك و عليكم بالحب في الله و التودد و الموازرة على العمل الصالح فإنه يقطع دابرهما يعني السلطان و الشيطان و ألحوا في الاستغفار فإنه ممحاة للذنوب
و قال ع إن هذا اللسان مفتاح كل خير و شر فينبغي للمؤمن أن يختم على لسانه كما يختم على ذهبه و فضته فإن رسول الله ص قال رحم الله مؤمنا أمسك لسانه من كل شر فإن ذلك صدقة منه على نفسه ثم قال ع لا يسلم أحد من الذنوب حتى يخزن لسانه
و قال ع من الغيبة أن تقول في أخيك ما ستره الله عليه فأما الأمر الظاهر منه مثل الحدة و العجلة فلا بأس أن تقوله و إن البهتان أن تقول في أخيك ما ليس فيه
و قال ع إن أشد الناس حسرة يوم القيامة عبد وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره
و قال ع عليكم بالورع و الاجتهاد و صدق الحديث و أداء الأمانة إلى من ائتمنكم عليها برا كان أو فاجرا فلو أن قاتل علي بن أبي طالب ع ائتمنني على أمانة لأديتها إليه
و قال ع صلة الأرحام تزكي الأعمال و تنمي الأموال و تدفع البلوى و تيسر الحساب و تنسئ في الأجل
و قال ع أيها الناس إنكم في هذه الدار أغراض تنتضل فيكم المنايا لن يستقبل أحد منكم يوما جديدا من عمره إلا بانقضاء آخر من أجله فأية أكلة ليس فيها غصص أم أي شربة ليس فيها شرق استصلحوا ما تقدمون عليه بما تظعنون عنه فإن اليوم غنيمة و غدا لا تدري لمن هو أهل الدنيا سفر يحلون عقد رحالهم في غيرها قد خلت منا أصول نحن فروعها فما بقاء الفرع بعد أصله أين الذين كانوا أطول أعمارا منكم و أبعد آمالا أتاك يا ابن آدم ما لا ترده و ذهب عنك ما لا يعود فلا تعدن عيشا منصرفا عيشا ما لك منه إلا لذة تزدلف بك إلى حمامك و تقربك من أجلك فكأنك قد صرت الحبيب المفقود و السواد المخترم فعليك بذات نفسك و دع ما سواها و استعن بالله يعنك
و قال ع من صنع مثل ما صنع إليه فقد كافأه و من أضعف كان شكورا و من شكر كان كريما و من علم أنه ما صنع كان إلى نفسه لم يستبطئ الناس في شكرهم و لم يستزدهم في مودتهم فلا تلتمس من غيرك شكر ما آتيته إلى نفسك و وقيت به عرضك و اعلم أن طالب الحاجة لم يكرم وجهه عن مسألتك فأكرم وجهك عن رده
و قال ع إن الله يتعهد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعهد الغائب أهله بالهدية و يحميه عن الدنيا كما يحمي الطبيب المريض
و قال ع إن الله يعطي الدنيا من يحب و يبغض و لا يعطي دينه إلا من يحب
و قال ع إنما شيعة علي ع المتباذلون في ولايتنا المتحابون في مودتنا المتزاورون لإحياء أمرنا الذين إذا غضبوا لم يظلموا و إذا رضوا لم يسرفوا بركة على من جاوروا سلم لمن خالطوا
و قال ع الكسل يضر بالدين و الدنيا
و قال ع لو يعلم السائل ما في المسألة ما سأل أحد أحدا و لو يعلم المسئول ما في المنع ما منع أحد أحدا
و قال ع إن لله عبادا ميامين مياسير يعيشون و يعيش الناس في أكنافهم و هم في عباده مثل القطر و لله عباد ملاعين مناكيد لا يعيشون و لا يعيش الناس في أكنافهم و هم في عباده مثل الجراد لا يقعون على شيء إلا أتوا عليه
و قال ع قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم فإن الله يبغض اللعان السباب الطعان على المؤمنين الفاحش المتفحش السائل الملحف و يحب الحيي الحليم العفيف المتعفف
و قال ع إن الله يحب إفشاء السلام
6- ل، ]الخصال[ عن الطالقاني عن محمد بن جرير الطبري عن أبي صالح الكناني عن يحيى بن عبد الحميد الحماني عن شريك عن هشام بن معاذ قال كنت جليسا لعمر بن عبد العزيز حيث دخل المدينة فأمر مناديه فنادى من كانت له مظلمة أو ظلامة فليأت الباب فأتى محمد بن علي ع يعني الباقر ع فدخل إليه مولاه مزاحم فقال إن محمد بن علي بالباب فقال له أدخله يا مزاحم قال فدخل و عمر يمسح عينيه من الدموع فقال له محمد بن علي ع ما أبكاك يا عمر فقال هشام أبكاه كذا و كذا يا ابن رسول الله ص فقال محمد بن علي ع يا عمر إنما الدنيا سوق من الأسواق منها خرج قوم بما ينفعهم و منها خرجوا بما يضرهم و كم من قوم قد ضرهم بمثل الذي أصبحنا فيه حتى أتاهم الموت فاستوعبوا فخرجوا من الدنيا ملومين لما لم يأخذوا لما أحبوا من الآخرة عدة و لا مما كرهوا جنة قسم ما جمعوا من لا يحمدهم و صاروا إلى من لا يعذرهم فنحن و الله محقون أن ننظر إلى تلك الأعمال التي كنا نغبطهم بها فنوافقهم و ننظر إلى تلك الأعمال التي كنا نتخوف عليهم منها فنكف عنها فاتق الله و اجعل في قلبك اثنتين تنظر الذي تحب أن يكون معك إذا قدمت على ربك فقدمه بين يديك و تنظر الذي تكرهه أن يكون معك إذا قدمت على ربك فابتغ به البدل و لا تذهبن إلى سلعة قد بارت على من كان قبلك ترجو أن تجوز عنك و اتق الله يا عمر و افتح الأبواب و سهل الحجاب و انصر المظلوم و رد المظالم ثم قال ثلاث من كن فيه استكمل الإيمان بالله فجثا عمر على ركبتيه و قال إيه يا أهل بيت النبوة فقال نعم يا عمر من إذا رضي لم يدخله رضاه في الباطل و إذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق و من إذا قدر لم يتناول ما ليس له فدعا عمر بدواة في قرطاس و كتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ هذا ما رد عمر بن عبد العزيز ظلامة محمد بن علي فدك
7- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن المفيد عن ابن قولويه عن الكليني عن علي عن أبيه عن اليقطيني عن يونس عن عمرو بن شمر عن جابر قال دخلنا على أبي جعفر ع و نحن جماعة بعد ما قضينا نسكنا فودعناه و قلنا له أوصنا يا ابن رسول الله فقال ليعن قويكم ضعيفكم و ليعطف غنيكم على فقيركم و لينصح الرجل أخاه كنصحه لنفسه و اكتموا أسرارنا و لا تحملوا الناس على أعناقنا و انظروا أمرنا و ما جاءكم عنا فإن وجدتموه للقرآن موافقا فخذوا به و إن لم تجدوه موافقا فردوه و إن اشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده و ردوه إلينا حتى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا فإذا كنتم كما أوصيناكم لم تعدوا إلى غيره فمات منكم ميت قبل أن يخرج قائمنا كان شهيدا و إن أدرك قائمنا فقتل معه كان له أجر شهيدين و من قتل بين يديه عدوا لنا كان له أجر عشرين شهيدا
8- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن الفحام عن عمه عن محمد بن جعفر عن محمد بن المثنى عن أبيه عن عثمان بن زيد عن جابر بن يزيد الجعفي قال خدمت سيد الأنام أبا جعفر محمد بن علي ع ثماني عشرة سنة فلما أردت الخروج ودعته فقلت له أفدني فقال بعد ثماني عشرة سنة يا جابر قلت نعم إنكم بحر لا ينزف و لا يبلغ قعره قال يا جابر بلغ شيعتي عني السلام و أعلمهم أنه لا قرابة بيننا و بين الله عز و جل و لا يتقرب إليه إلا بالطاعة له يا جابر من أطاع الله و أحبنا فهو ولينا و من عصى الله لم ينفعه حبنا يا جابر من هذا الذي سأل الله فلم يعطه أو توكل عليه فلم يكفه أو وثق به فلم ينجه يا جابر أنزل الدنيا منك كمنزل نزلته تريد التحول و هل الدنيا إلا دابة ركبتها في منامك فاستيقظت و أنت على فراشك غير راكب و لا أحد يعبأ بها أو كثوب لبسته أو كجارية وطئتها يا جابر الدنيا عند ذوي الألباب كفيئ الظلال لا إله إلا الله إعزاز لأهل دعوته الصلاة بيت الإخلاص و تنزيه عن الكبر و الزكاة تزيد في الرزق و الصيام و الحج تسكين القلوب القصاص و الحدود حقن الدماء و حبنا أهل البيت نظام الدين و جعلنا الله و إياكم من الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَ هُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ
9- مع، ]معاني الأخبار[ عن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن محمد بن خالد البرقي عن هارون بن الجهم عن المفضل بن صالح عن سعد الإسكاف عن أبي جعفر ع قال ثلاث درجات و ثلاث كفارات و ثلاث موبقات و ثلاث منجيات فأما الدرجات فإفشاء السلام و إطعام الطعام و الصلاة بالليل و الناس نيام و أما الكفارات فإسباغ الوضوء في السبرات و المشي بالليل و النهار إلى الجماعات و المحافظة على الصلوات و أما الموبقات فشح مطاع و هوى متبع و إعجاب المرء بنفسه و أما المنجيات فخوف الله في السر و العلانية و القصد في الغنى و الفقر و كلمة العدل في الرضا و السخط
قال مصنف هذا الكتاب ره روي عن الصادق ع أنه قال الشح المطاع سوء الظن بالله عز و جل و أما السبرات فجمع سبرة و هو شدة البرد و بها سمي الرجل سبرة
10- سن، ]المحاسن[ عن أبان عن عبد الرحمن بن سيابة عن أبي النعمان عن أبي جعفر ع قال العجب كل العجب للشاك في قدرة الله و هو يرى خلق الله و العجب كل العجب للمكذب بالنشأة الأخرى و هو يرى النشأة الأولى و العجب كل العجب للمصدق بدار الخلود و هو يعمل لدار الغرور و العجب كل العجب للمختال الفخور الذي خلق من نطفة ثم يصير جيفة و هو فيما بين ذلك و لا يدري كيف يصنع به
11- جا، ]المجالس للمفيد[ عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن معروف عن ابن مهزيار عن ابن حديد عن علي بن النعمان عن إسحاق بن عمار عن أبي النعمان العجلي قال قال أبو جعفر ع يا أبا النعمان لا تحققن علينا كذبا فتسلب الحنيفية يا أبا النعمان لا تستأكل بنا الناس فلا تزيدك الله بذلك إلا فقرا يا أبا النعمان لا ترأس فتكون ذنبا يا أبا النعمان إنك موقوف و مسئول لا محالة فإن صدقت صدقناك و إن كذبت كذبناك يا أبا النعمان لا يغرك الناس عن نفسك فإن الأمر يصل إليك دونهم و لا تقطعن نهارك بكذا و كذا فإن معك من يحفظ عليك و أحسن فلم أر شيئا أسرع دركا و لا أشد طلبا من حسنة لذنب قديم
12- كشف، ]كشف الغمة[ من كتاب الحافظ بن عبد العزيز عن الحجاج بن أرطاة قال قال أبو جعفر ع يا ابن أرطاة كيف تواسيكم قلت صالح يا أبا جعفر قال يدخل أحدكم يده في كيس أخيه فيأخذ حاجته إذا احتاج إليه قلت أما هذا فلا فقال له لو فعلتم ما احتجتم
13- عن أبي حمزة الثمالي قال حدثني أبو جعفر محمد بن علي ع قال لا تصحبن خمسة و لا تحادثهم و لا تصاحبهم في طريق و قد سبق ذكره في أخبار أبيه ع
14- و عن حسين بن حسن قال كان محمد بن علي ع يقول سلاح اللئام قبيح الكلام
15- و عن جابر الجعفي قال قال لي محمد بن علي ع يا جابر إني لمحزون و إني لمشتغل القلب قلت و ما حزنك و ما شغل قلبك قال يا جابر إنه من دخل قلبه صافي خالص دين الله شغله عما سواه يا جابر ما الدنيا و ما عسى أن يكون إن هو إلا مركب ركبته أو ثوب لبسته أو امرأة أصبتها يا جابر إن المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا للبقاء فيها و لم يأمنوا قدوم الآخرة عليهم و لم يصمهم عن ذكر الله ما سمعوا بآذانهم من الفتنة و لم يعمهم عن نور الله ما رأوا بأعينهم من الزينة ففازوا ثواب الأبرار و إن أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مئونة و أكثرهم لك معونة إن نسيت ذكروك و إن ذكرت أعانوك قوالين بحق الله عز و جل قوامين بأمر الله و قطعوا محبتهم لمحبة ربهم و نظروا إلى الله و إلى محبته بقلوبهم و توحشوا من الدنيا بطاعة مليكهم و علموا أن ذلك منظور إليه من شأنهم فأنزل الدنيا بمنزلة نزلت به و ارتحلت عنه أو كمال أصبته في منامك فاستيقظت و ليس معك منه شيء احفظ الله ما استرعاك من دينه و حكمته
16- و في كتاب حلية الأولياء عن خلف بن حوشب عن أبي جعفر محمد بن علي ع قال الإيمان ثابت في القلب و اليقين خطرات فيمر اليقين بالقلب فيصير كأنه زبر الحديد و يخرج منه فيصير كأنه خرقة بالية
و عنه ع أنه قال ما دخل قلب امرئ شيء من الكبر إلا نقص من عقله مثل ما دخله من ذلك قل ذلك أو كثر
17- و عن سفيان الثوري قال سمعت منصورا يقول سمعت محمد بن علي بن الحسين ع يقول الغنى و العز يجولان في قلب المؤمن فإذا وصلا إلى مكان فيه التوكل أقطناه
18- و عن زيد بن خيثمة عن أبي جعفر ع قال الصواعق يصيب المؤمن و غير المؤمن و لا تصيب الذاكر
19- و عن ثابت عن محمد بن علي بن الحسين ع في قوله تعالى أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا قال الغرفة الجنة بما صبروا على الفتن في الدار الدنيا
20- و عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع في قوله وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَرِيراً قال بما صبروا على الفقر و مصائب الدنيا
21- و عن جابر عن أبي جعفر ع قال شيعتنا من أطاع الله
22- و عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال إياكم و الخصومة فإنها تفسد القلب و تورث النفاق
23- و عن ابن المبارك قال قال محمد بن علي بن الحسين ع من أعطي الخلق و الرفق فقد أعطي الخير و الراحة و حسن حاله في دنياه و آخرته و من حرم الخلق و الرفق كان ذلك سبيلا إلى كل شر و بلية إلا من عصمه الله
24- و عن يوسف بن يعقوب عن أخيه عن أبي جعفر ع قال شيعتنا ثلاثة أصناف صنف يأكلون الناس بنا و صنف كالزجاج ينم و صنف كالذهب الأحمر كلما أدخل النار ازداد جودة
25- و عن الأصمعي قال محمد بن علي ع لابنه يا بني إياك و الكسل و الضجر فإنهما مفتاح كل شر إنك إن كسلت لم تؤد حقا و إن ضجرت لم تصبر على حق
26- و عن حجاج عن أبي جعفر ع قال أشد الأعمال ثلاثة ذكر الله على كل حال و إنصافك الناس من نفسك و مواساة الأخ في المال
27- قال الآبي في كتاب نثر الدرر، قال ع لابنه جعفر ع إن الله خبا ثلاثة أشياء في ثلاثة أشياء خبا رضاه في طاعته فلا تحقرن من الطاعة شيئا فلعل رضاه فيه و خبا سخطه في معصيته فلا تحقرن من المعصية شيئا فلعل سخطه فيه و خبا أولياءه في خلقه فلا تحقرن أحدا فلعل الولي ذلك
28- و اجتمع عنده ناس من بني هاشم و غيرهم فقال اتقوا الله شيعة آل محمد و كونوا النمرقة الوسطى يرجع إليكم الغالي و يلحق بكم التالي قالوا له و ما الغالي قال الذي يقول فينا ما لا نقوله في أنفسنا قالوا فما التالي قال التالي الذي يطلب الخير فيزيد به خيرا و الله ما بيننا و بين الله قرابة و لا لنا على الله من حجة و لا يتقرب إليه إلا بالطاعة فمن كان منكم مطيعا لله يعمل بطاعته نفعته ولايتنا أهل البيت و من كان منكم عاصيا لله يعمل معاصيه لم تنفعه ولايتنا ويحكم لا تغتروا ثلاثا
29- و قال ع إن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار
30- و قال ع لابنه يا بني إذا أنعم الله عليك بنعمة فقل الحمد لله و إذا حزنك أمر فقل لا حول و لا قوة إلا بالله و إذا أبطأ عنك رزق فقل أستغفر الله
31- و قال ابن حمدون في تذكرته قال محمد بن علي ع توقي الصرعة خير من سؤال الرجعة
-32 و قيل له من أعظم الناس قدرا قال من لم يرى الدنيا لنفسه قدرا
33- و قال أبو عثمان الجاحظ جمع محمد صلاح شأن الدنيا بحذافيرها في كلمتين فقال صلاح شأن المعاش و التعاشر ملء مكيال ثلثان فطنة و ثلث تغافل
34- الدرة الباهرة، قال الباقر ع إن الله خبأ ثلاثة في ثلاثة خبأ رضاه في طاعته فلا تحقرن من الطاعة شيئا فلعل رضاه فيه و خبأ سخطه في معصيته فلا تحقرن من المعصية شيئا فلعل سخطه فيه و خبأ أولياءه في خلقه فلا تحقرن أحدا فلعله الولي
35- و قال ع الغلبة بالخير فضيلة و بالشر قبيحة
36- و قيل له ع من أعظم الناس قدرا فقال من لا يرى الدنيا لنفسه قدرا
37- و قال ع ما يأخذ المظلوم من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من دنيا المظلوم
38- و قال ع من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه
39- أعلام الدين، قال محمد بن علي الباقر ع كن لما لا ترجو أرجا منك لما ترجو فإن موسى ع خرج ليقتبس نارا فرجع نبيا مرسلا
40- و قال لبعض شيعته إنا لا نغني عنكم من الله شيئا إلا بالورع و إن ولايتنا لا تدرك إلا بالعمل و إن أشد الناس يوم القيامة حسرة من وصف عدلا و أتى جورا
41- و قال ع إذا علم الله تعالى حسن نية من أحد اكتنفه بالعصمة
42- و قال ع صانع المنافق بلسانك و أخلص ودك للمؤمنين و إن جالسك يهودي فأحسن مجالسته
-43 و قال ع الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة و تركك حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه إن على كل حق نورا و ما خالف كتاب الله فدعوه إن أسرع الخير ثوابا البر و إن أسرع الشر عقوبة البغي و كفى بالمرء عيبا أن ينظر إلى ما يعمى عنه من نفسه و يعير الناس بما لا ينفيه عن نفسه أو يتكلم بكلام لا يعنيه
44- و قال ع من عمل بما يعلم علمه الله ما لم يعلم
45- و اجتمع عنده جماعة من بني هاشم و غيرهم فقال لهم اتقوا الله شيعة آل محمد و كونوا النمرقة الوسطى يرجع إليكم الغالي و يلحق بكم التالي قالوا له و ما الغالي قال الذي يقول فينا ما لا نقوله في أنفسنا قالوا و ما التالي قال الذي يطلب الخير فيزيد به خيرا إنه و الله ما بيننا و بين الله من قرابة و لا لنا عليه حجة و لا يتقرب إلى الله إلا بالطاعة فمن كان منكم مطيعا لله يعمل بطاعته نفعته ولايتنا أهل البيت و من كان منكم عاصيا لله يعمل بمعاصيه لم تنفعه ولايتنا ويحكم لا تغتروا
46- و قال لبعض شيعته و قد أراد سفرا فقال له أوصني فقال لا تسيرن سيرا و أنت خاف و لا تنزلن عن دابتك ليلا إلا و رجلاك في خف و لا تبولن في نفق و لا تذوقن بقلة و لا تشمها حتى تعلم ما هي و لا تشرب من سقاء حتى تعرف ما فيه و لا تسيرن إلا مع من تعرف و احذر من لا تعرف
47- و قيل له ع من أعظم الناس قدرا فقال من لا يبالي في يد من كانت الدنيا
48- و قال ع تعلموا العلم فإن تعلمه حسنة و طلبه عبادة و مذاكرته تسبيح و البحث عنه جهاد و تعلمه صدقة و بذله لأهله قربة و العلم ثمار الجنة و أنس في الوحشة و صاحب في الغربة و رفيق في الخلوة و دليل على السراء و عون على الضراء و دين عند الأخلاء و سلاح عند الأعداء يرفع الله به قوما فيجعلهم في الخير سادة و للناس أئمة يقتدى بفعالهم و يقتص آثارهم و يصلي عليهم كل رطب و يابس و حيتان البحر و هوامه و سباع البر و أنعامه