1- كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق عن بكر بن محمد عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله ع أصول الكفر ثلاثة الحرص و الاستكبار و الحسد فأما الحرص فإن آدم ع حين نهي عن الشجرة حمله الحرص على أن أكل منها و أما الاستكبار فإبليس حين أمر بالسجود لآدم استكبر و أما الحسد فابنا آدم حيث قتل أحدهما صاحبه
بيان كأن المراد بأصول الكفر ما يصير سببا للكفر أحيانا لا دائما و للكفر أيضا معان كثيرة منها ما يتحقق بإنكار الرب سبحانه و الإلحاد في صفاته و منها ما يتضمن إنكار أنبيائه و حججه أو ما أتوا به من أمور المعاد و أمثالها و منها ما يتحقق بمعصية الله و رسوله و منها ما يكون بكفران نعم الله تعالى إلى أن ينتهي إلى ترك الأولى. فالحرص يمكن أن يصير داعيا إلى ترك الأولى أو ارتكاب صغيرة أو كبيرة حتى ينتهي إلى جحود يوجب الشرك و الخلود فما في آدم ع كان من الأول ثم تكامل في أولاده حتى انتهى إلى الأخير فصح أنه أصل الكفر و كذا سائر الصفات. و قيل قد كان إباء إبليس من السجود عن حسد و استكبار و إنما خص الاستكبار بالذكر لأنه تمسك به حيث قال أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ أو لأن الاستكبار أقبح من الحسد انتهى. و قوله فأما الحرص فهو مبتدأ و قوله فإن إلى قوله أكل منها خبر و العائد تكرار المبتدإ وضعا للظاهر موضع المضمر مثل الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ و قوله فإبليس بتقدير فمعصية إبليس و كذا قوله فابنا آدم بتقدير فمعصية ابني آدم أي معصية أحدهما كما قيل
2- كا، ]الكافي[ عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص أركان الكفر أربعة الرغبة و الرهبة و السخط و الغضب
بيان أركان الكفر قريب من أصوله و لعل المراد بالرغبة الرغبة في الدنيا و الحرص عليها أو اتباع الشهوات النفسانية و بالرهبة الخوف من فوات الدنيا و اعتباراتها بمتابعة الحق أو الخوف من القتل عند الجهاد و من الفقر عند أداء الزكاة و من لؤم اللائمين عند ارتكاب الطاعات و إجراء الأحكام. و قيل الخوف من فوات الدنيا و الهم من زوالها و هو يوجب صرف العمر في حفظها و المنع من أداء حقوقها و بالسخط عدم الرضا بقضاء الله و انقباض النفس في أحكامه و عدم الرضا بقسمه و بالغضب ثوران النفس نحو الانتقام عند مشاهدة ما لا يلائمها من المكاره و الآلام
3- كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن نوح بن شعيب عن عبيد الله الدهقان عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص إن أول ما عصي الله عز و جل به ست حب الدنيا و حب الرئاسة و حب الطعام و حب النوم و حب الراحة و حب النساء
بيان حب الدنيا أي مال الدنيا و البقاء فيها للذاتها و مألوفاتها لا للطاعة و حب الرئاسة بالجور و الظلم و الباطل أو في نفسها لا لإجراء أوامر الله و هداية عباده و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و حب الطعام لمحض اللذة لا لقوة الطاعة أو الإفراط في حبه بحيث لا يبالي من حلال حصل أو من حرام و كذا حب النوم أي الإفراط فيه بحيث يصير مانعا عن الطاعات الواجبة أو المندوبة أو في نفسه لا للتقوي على الطاعة و كذا حب الاستراحة على الوجهين و كذا حب النساء أي الإفراط فيه بحيث ينتهي إلى ارتكاب الحرام أو ترك السنن و الاشتغال عن ذكر الله بسبب كثرة معاشرتهن أو ما يوجب إطاعتهن في الباطل و إلا فقد
قال رسول الله ص اخترت من دنياكم الطيب و النساء
4- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله ع أن رجلا من خثعم جاء إلى النبي ص فقال أي الأعمال أبغض إلى الله عز و جل فقال الشرك بالله قال ثم ما ذا قال قطيعة الرحم قال ثم ما ذا قال الأمر بالمنكر و النهي عن المعروف
بيان المنكر ما حرمه الله أو ما علم بالشرع أو العقل قبحه و يحتمل شموله للمكروه أيضا. و قال الشهيد الثاني قدس سره المنكر المعصية قولا أو فعلا و قال أيضا هو الفعل القبيح الذي عرف فاعله قبحه أو دل عليه و المعروف ما عرف حسنه عقلا أو شرعا و قال الشهيد الثاني رحمه الله هو الطاعة قولا أو فعلا و قال رحمه الله يمكن بتكلف دخول المندوب في المعروف
5- كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حسن بن عطية عن يزيد الصائغ قال قلت لأبي عبد الله ع رجل على هذا الأمر إن حدث كذب و إن وعد أخلف و إن ائتمن خان ما منزلته قال هي أدنى المنازل من الكفر و ليس بكافر
بيان على هذا الأمر صفة رجل و جملة إن حدث خبر أدنى المنازل أي أقربها من الكفر أي الذي يوجب الخلود في النار و ليس بكافر بهذا المعنى و إن كان كافرا ببعض المعاني و يشعر بكون خلف الوعد معصية بل كبيرة و المشهور استحباب الوفاء به
6- كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص من علامة الشقاء جمود العين و قسوة القلب و شدة الحرص في طلب الدنيا و الإصرار على الذنب
بيان الشقاء و الشقوة و الشقاوة سوء العاقبة بالعقاب في الآخرة ضد السعادة و هي حسن العاقبة باستحقاق دخول الجنة و جمود العين كناية عن بخلها بالدموع و هو من توابع قسوة القلب و هي غلظته و شدته و عدم تأثره من الوعيد بالعقاب و المواعظ قال الله تعالى فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ و كون تلك الأمور من علامة الشقاء ظاهر و فيه تحريص على ترك تلك الخصال و طلب أضدادها بكثرة ذكر الله و ذكر عقوباته على المعاصي و التفكر في فناء الدنيا و عدم بقاء لذاتها و في عظمة الأمور الأخروية و مثوباتها و عقوباتها و أمثال ذلك
7- كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عن داود بن النعمان عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال خطب رسول الله ص الناس فقال أ لا أخبركم بشراركم قالوا بلى يا رسول الله فقال ص الذي يمنع رفده و يضرب عبده و يتزود وحده فظنوا أن الله لم يخلق خلقا هو شر من هذا ثم قال أ لا أخبركم بمن هو شر من ذلك قالوا بلى يا رسول الله قال الذي لا يرجى خيره و لا يؤمن شره فظنوا أن الله لم يخلق خلقا هو شر من هذا ثم قال أ لا أخبركم بمن هو شر من ذلك قالوا بلى يا رسول الله قال المتفحش اللعان الذي إذا ذكر عنده المؤمنون لعنهم و إذا ذكروه لعنوه
بيان الذي يمنع رفده الرفد بالكسر العطاء و الصلة و هو اسم من رفده رفدا من باب ضرب أعطاه و أعانه و الظاهر أنه أعم من منع الحقوق الواجبة و المستحبة و يضرب عبده أي دائما أو في أكثر الأوقات أو من غير ذنب أو زائدا على القدر المقرر أو مطلقا فإن العفو من أحسن الخصال و يتزود وحده أي يأكل زاده وحده من غير رفيق مع الإمكان أو أنه لا يعطي من زاده غيره شيئا من عياله و غيرهم و قيل أي لا يأخذ نصيب غيره عند أخذ العطاء و هو بعيد. ثم اعلم أنه لا يلزم حمل هذه الخصال على الأمور المحرمة فإنه يمكن أن يكون الغرض عد مساوي الأخلاق لا المعاصي. و التفحش المبالغة في الفحش و سوء القول و اللعان المبالغة في اللعن و هو من الله الطرد و الإبعاد من الرحمة و من الخلق السب و الدعاء على الغير و قريب منه ما في النهاية
8- كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن بعض أصحابنا عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص ثلاث من كن فيه كان منافقا و إن صام و صلى و زعم أنه مسلم من إذا ائتمن خان و إذا حدث كذب و إذا وعد أخلف إن الله عز و جل قال في كتابه إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ و قال أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ و في قوله عز و جل وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَ كانَ رَسُولًا نَبِيًّا
بيان اعلم أنه كما يطلق المؤمن و المسلم على معان كما عرفت فكذلك يطلق المنافق على معان منها أن يظهر الإسلام و يبطن الكفر و هو المعنى المشهور و منها الرياء و منها أن يظهر الحب و يكون في الباطن عدوا أو يظهر الصلاح و يكون في الباطن فاسقا و قد يطلق على من يدعي الإيمان و لم يعمل بمقتضاه و لم يتصف بالصفات التي ينبغي أن يكون المؤمن عليها فكان باطنه مخالفا لظاهره و كأنه المراد هنا و سيأتي معاني النفاق في بابه إن شاء الله تعالى و المراد بالمسلم هنا المؤمن الكامل المسلم لأوامر الله و نواهيه و لذا عبر بلفظ الزعم المشعر بأنه غير صادق في دعوى الإسلام. من إذا ائتمن أي على مال أو عرض أو سر خان صاحبه و قيل المراد به من أصر على الخيانة كما يدل عليه قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ حيث لم يقل إن الله لا يحب الخيانة و يدل على أنه كبيرة لا يقبل معها عمل و إلا كان محبوبا في الجملة. و أما الاستدلال بآية اللعان فلأنه علق اللعنة بمطلق الكذب و إن كان مورده الكذب في القذف و لو لم يكن مستحقا للعن لم يأمره الله بهذا القول و أما قوله ع و في قوله عز و جل فلعله ع إنما غير الأسلوب لعدم صراحة الآية في ذمه بل إنما يدل على مدح ضده و بتوسطه يشعر بقبحه و إنما لم يذكر ع الآية التي هي أدل على ذلك حيث قال يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ و سيأتي الاستدلال به في خبر آخر إما لظهوره و اشتهاره أو لاحتمال معنى آخر كما سيأتي و قيل كلمة في في في قوله بمعنى مع أي قال في سورة الصف ما هو مشهور في ذلك مع قوله في سورة مريم وَ اذْكُرْ لدلالته على مدح ضده
9- كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص أ لا أخبركم بأبعدكم مني شبها قالوا بلى يا رسول الله قال الفاحش المتفحش البذي البخيل المختال الحقود الحسود القاسي القلب البعيد من كل خير يرجى غير المأمون من كل شر يتقى
بيان الفحش القول السيئ و الكلام الردي و كل شيء جاوز الحد فهو فاحش و منه غبن فاحش و التفحش كذلك مع زيادة تكلف و تصنع و قيل المراد بالمتفحش الذي يقبل الفحش من غيره فالفاحش المتفحش الذي لا يبالي ما قال و لا ما قيل له و الأول أظهر و بعد من كان كذلك من مشابهة الرسول ص ظاهر لأنه ص كان في غاية الحياء و كان يحترز عن الفحش في القول حتى أنه كان يعبر عن الوقاع و البول و التغوط بالكنايات بل بأبعدها تأسيا بالرب سبحانه في القرآن. قال في النهاية فيه إن الله يبغض الفاحش المتفحش الفاحش ذو الفحش في كلامه و فعاله و المتفحش الذي يتكلف ذلك و يتعمده و قد تكرر ذكر الفاحش و الفاحشة و الفواحش في الحديث و هو كل ما يشتد قبحه من الذنوب و المعاصي و كثيرا ما ترد الفاحشة بمعنى الزنى و كل خصلة قبيحة فهي فاحشة من الأقوال و الأفعال و قال البذاء بالمد الفحش في القول و فلان بذي اللسان. و في المصباح بذا على القوم يبذو بذاء بالفتح و المد سفه و أفحش في منطقه و إن كان كلامه صدقا فهو بذي على فعيل و في النهاية فيه من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه الخيلاء بالضم و الكسر الكبر و العجب يقال اختال فهو مختال و فيه خيلاء و مخيلة أي كبر و تقييد الخير و الشر بكونه مرجوا أو يتقى منه إما للتوضيح أو للاحتراز و الأول كأنه أظهر
10- كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن منصور بن العباس عن علي بن أسباط رفعه إلى سلمان قال إذا أراد الله عز و جل هلاك عبد نزع منه الحياء فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا خائنا مخونا فإن كان خائنا مخونا نزع منه الأمانة فإذا نزعت منه الأمانة لم تلقه إلا فظا غليظا فإذا كان فظا غليظا نزعت منه ربقة الإيمان فإذا نزعت منه ربقة الإيمان لم تلقه إلا شيطانا ملعونا
بيان إذا أراد الله هلاك عبد لعله كناية عن علمه سبحانه بسوء سريرته و عدم استحقاقه اللطف نزع منه الحياء أي سلب التوفيق منه حتى يخلع لباس الحياء و هو خلق يمنع من القبائح و التقصير في حقوق الخلق و الخالق فإذا نزع منه الحياء المانع من ارتكاب القبائح لم تلقه إلا خائنا مخونا و قد مر معنى الخائن و ذمه. و أما المخون فيحتمل أن يكون بفتح الميم و ضم الخاء أي يخونه الناس فذمه باعتبار أنه السبب فيه أو المراد أنه يخون نفسه أيضا و يجعله مستحقا للعقاب فهو خائن لغيره و لنفسه و بهذا الاعتبار مخون ففي كل خيانة خيانتان أو يكون بضم الميم و فتح الخاء و فتح الواو المشددة منسوبا إلى الخيانة مشهورا بها أو بكسر الواو المشددة أي ينسب الناس إلى الخيانة مع كونه خائنا في القاموس الخون أن يؤتمن الإنسان فلا ينصح خانه خونا و خيانة و اختانه فهو خائن و قد خانه العهد و الأمانة و خونه تخوينا نسبه إلى الخيانة و نقضه نزعت منه الأمانة لأنها ضد الخيانة. فإن قيل كان هذا معلوما لا يحتاج إلى البيان قلت يحتمل أن يكون المراد أنه إذا لم يبال من الخيانة يصير بالآخرة إلى أنه يسلب منه الأمانة بالكلية أو المعنى أنه يصير بحيث لا يأتمنه الناس على شيء. لم تلقه إلا فظا غليظا في القاموس الفظ الغليظ السيئ الخلق القاسي الخشن الكلام انتهى و الغلظة ضد الرقة و المراد هنا قساوة القلب و غلظته كما قال تعالى وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ و تفرع هذا على نزع الأمانة ظاهر لأن الخائن لا سيما من يعلمه الناس كذلك لا بد من أن يعارض الناس و يجادلهم فيصير سيئ الخلق الخشن و لا يرحم الناس لذهابه بحقهم فيقسو قلبه و أيضا إصراره على ذلك دليل على عدم تأثير المواعظ في قلبه فإذا كان كذلك نزع منه ربقة الإيمان لسلب أكثر لوازمه و صفاته عنه كما مر في صفات المؤمن و المراد كمال الإيمان أو أحد المعاني التي مضت منه و لا أقل أنه ينزع منه الحياء و هو رأس الإيمان لم تلقه إلا شيطانا أي شبيها به في الصفات أو بعيدا من الله و هدايته و توفيقه ملعونا يلعنه الله و الملائكة و الناس أو بعيدا من رحمة الله تعالى
11- كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن زياد الكرخي عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص ثلاث ملعونات ملعون من فعلهن المتغوط في ظل النزال و المانع الماء المنتاب و الساد الطريق المقربة
بيان ثلاث مبتدأ و قد يجوز كون المبتدأ نكرة محضة لا سيما في العدد و ملعون من فعلهن استئناف بياني و المعنى أن اللعن لا يتعلق بالعمل حقيقة بل بفاعله و قرأ بعض الأفاضل بإضافة ثلاث إلى ملعونات فالجملة خبر و قوله المتغوط خبر مبتدإ محذوف بتقدير مضاف أيضا و التقدير هن صفة المتغوط و الضمير لثلاث و يمكن عدم تقدير المضاف فالتقدير هو المتغوط و الضمير لمن فعلهن. و في المصباح الغائط المطمئن الواسع من الأرض ثم أطلق الغائط على الخارج المستقذر من الإنسان كراهة لتسميته باسمه الخاص لأنهم كانوا يقضون حوائجهم في المواضع المطمئنة فهو من مجاز المجاورة ثم توسعوا فيه حتى اشتقوا منه و قالوا تغوط الإنسان انتهى و كان نسبة اللعن إلى الفعل مجاز في الإسناد أو كناية عن قبحه و نهى الشارع عنه. و المراد بظل النزال تحت سقف أو شجرة ينزلها المسافرون و قد يعم بحيث يشمل المواضع المعدة لنزولهم و إن لم يكن فيه ظل لاشتراك العلة أو بحمله على الأعم و التعبير بالظل لكونه غالبا كذلك و الظاهر اختصاص الحكم بالغائط لكونه أشد ضررا و ربما يعم ليشمل البول و المشهور بين الأصحاب كراهة ذلك و ظاهر الخبر التحريم إذ فاعل المكروه لا يستحق اللعن و قد يقال اللعن البعد من رحمة الله و هو يحصل بفعل المكروه أيضا في الجملة. و لا يبعد القول بالحرمة إن لم يكن إجماع على خلافه للضرر العظيم فيه على المسلمين لا سيما إذا كان وقفا فإنه تصرف مناف لغرض الواقف و مصلحة الوقف و لا يبعد القول بهذا التفصيل أيضا و يمكن حمل الخبر على أن الناس يلعنونه و يشتمونه لكن يقل فائدة الخبر إلا أن يقال الغرض بيان علة النهي عن الفعل. قال في النهاية فيه اتقوا الملاعن الثلاث هي جمع ملعنة و هي الفعلة التي يلعن بها فاعلها كأنها مظنة للعن و محصل له و هو أن يتغوط الإنسان على قارعة الطريق أو ظل الشجرة أو جانب النهر فإذا مر بها الناس لعنوا فاعلها و منه الحديث اتقوا اللاعنين أي الآمرين الجالبين للعن الباعثين للناس عليه فإنه سبب للعن من فعله في هذه المواضع و ليس كل ظل و إنما هو الظل الذي يستظل به الناس و يتخذونه مقيلا و مناخا و أصل اللعن الطرد و الإبعاد من الله تعالى و من الخلق السب و الدعاء انتهى. و المانع الماء المنتاب الماء مفعول أول للمانع إما مجرور بالإضافة من باب الضارب الرجل أو منصوب على المفعولية و المنتاب اسم فاعل بمعنى صاحب النوبة فهو مفعول ثان و هو من الانتياب افتعال من النوبة و يحتمل أن يكون اسم مفعول صفة للماء من انتاب فلان القوم أي أتاهم مرة بعد أخرى. و الماء المنتاب هو الماء الذي يرد عليه الناس متناوبة و متبادلة لعدم اختصاصه بأحدهم كالماء المملوك المشترك بين جماعة فلعن المانع لأحدهم في نوبته و الماء المباح الذي ليس ملكا لأحدهم كالغدران و الآبار في البوادي فإذا ورد عليه الواردون كانوا فيه سواء فيحرم لأحدهم منع الغير من التصرف فيه على قدر الحاجة لأن في المنع
تعريض مسلم للتلف فلو منع حل قتاله قال الجوهري انتابه انتيابا أتاه مرة بعد أخرى و في النهاية نابه ينوبه نوبا و انتابه إذا قصده مرة بعد أخرى و منه حديث الدعاء يا أرحم من انتابه المسترحمون و في حديث صلاة الجمعة كان الناس ينتابون الجمعة من منازلهم. و الساد الطريق المعربة بالعين المهملة على بناء المفعول أي الواضحة التي ظهر فيها أثر الاستطراق في النهاية الإعراب الإبانة و الإفصاح و في أكثر النسخ المقربة بالقاف فيمكن أن يكون بكسر الراء المشددة أي الطريق المقربة إلى المطلوب بأن يكون هناك طريق آخر أبعد منه فإن لم يكن طريق آخر فبطريق أولى. و هذه النسخة موافقة لروايات العامة لكنهم فسروه على وجه آخر قال في النهاية فيه من غير المطربة و المقربة فعليه لعنة الله المطربة واحدة المطارب و هي طرق صغار تنفذ إلى الطرق الكبار و قيل هي الطرق الضيقة المتفرقة يقال طربت عن الطريق أي عدلت عنه و المقربة طريق صغير ينفذ إلى طريق كبير و جمعها المقارب و قيل هو من القرب و هو السير بالليل و قيل السير إلى الماء و منه الحديث ثلاث لعينات رجل عور طريق المقربة و قال في القاموس المقرب و المقربة الطريق المختصر و قال القرب بالتحريك سير الليل لورد الغد و البئر القريبة الماء و طلب الماء ليلا و في الفائق المقربة المنزل و أصلها من القرب و هو السير إلى الماء
12- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن إبراهيم الكرخي عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص ثلاث ملعونات من فعلهن المتغوط في ظل النزال و المانع للماء المنتاب و الساد الطريق المسلوك
بيان تذكير ضمير الطريق هنا و تأنيثه في ما تقدم باعتبار أن الطريق يذكر و يؤنث
13- كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد و علي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي حمزة عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله ص أ لا أخبركم بشرار رجالكم قلنا بلى يا رسول الله قال إن من شرار رجالكم البهات الجريء الفحاش الآكل وحده و المانع رفده و الضارب عبده و الملجئ عياله إلى غيره
بيان البهات مبالغة من البهتان و هو أن يقول في الناس ما ليس فيهم قال الجوهري بهته بهتا أخذه بغتة قال الله تعالى بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ و تقول أيضا بهته بهتا و بهتا و بهتانا فهو بهات أي قال عليه ما لم يفعله فهو مبهوت انتهى و الجري بالياء المشددة و بالهمزة أيضا على فعيل و هو المقدام على القبيح من غير توقف و الاسم الجرأة و الفحاش ذو الفحش و هو كلما يشتد قبحه من الأقوال و الأفعال و كثيرا ما يراد به الزنى و قد مر الكلام فيه. الآكل وحده أقول لعل النكتة في إيراد العاطف في الأخيرات و تركها في الأول الإشعار بأن البهت و الجرأة و الفحش صارت لازمة له كالذاتيات فصرن كالذات التي أجريت عليها الصفات فناسب إيراد العاطف بين الصفات لتغايرها و يحتمل أن تكون العلة الفصل بالمعمول أي وحده و رفده و عبده بين الفقرات الأخيرة و عدمها في الأول فتأمل و المانع رفده قد مر الكلام فيه و عدم حرمة هذه الخصلة لا ينافي كون المتصف بجميع تلك الصفات من شرار الناس فإنه الظاهر من الخبر لا كون المتصف بكل منها من شرار الناس و قيل يفهم منه و مما سبقه أن ترك المندوبات و ما هو خلاف المروة شر فالمراد بشرار الرجال فاقد الكمال سواء كان فقده موجبا للعقوبة أم لا انتهى و الملجئ عياله إلى غيره أي لا ينفق عليهم و لا يقوم بحوائجهم
14- كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ميسر عن أبيه عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص خمسة لعنتهم و كل نبي مجاب الزائد في كتاب الله و التارك لسنتي و المكذب بقدر الله و المستحل من عترتي ما حرم الله و المستأثر بالفيء المستحل له
بيان كل نبي مجاب أقول يحتمل أن يكون عطفا على فاعل لعنتهم و ترك التأكيد بالمنفصل للفصل بالضمير المنصوب مع أنه قد جوزه الكوفيون مطلقا و قيل كل منصوب على أنه مفعول معه فقوله مجاب صفة للنبي أي لعنهم كل نبي أجابه قومه أو لا بد من أن يجيبه قومه أو أجاب الله دعوته فالصفة موضحة و يحتمل أن يكون كل مبتدأ و مجاب خبرا و الجملة حالية أي و الحال أن كل نبي مستجاب الدعوة فلعني يؤثر فيهم لا محالة و يحتمل العطف أيضا. و يؤيد الأول ما في مجالس الصدوق و غيره من الكتب و لعنهم كل نبي و التارك لسنتي أي مغير طريقته و المبتدع في دينه و المكذب بقدر الله أي المفوضة الذين يقولون ليس لله في أعمال العباد مدخل أصلا كالمعتزلة و قد مر تحقيقه و المستحل من عترتي ما حرم الله المراد بعترته أهل بيته و الأئمة من ذريته باستحلال قتلهم أو ضربهم أو شتمهم أو إهانتهم أو ترك مودتهم أو غصب حقهم أو عدم القول بإمامتهم أو ترك تعظيمهم. و المستأثر بالفيء المستحل له في النهاية الاستيثار الانفراد بالشيء و قال الفيء ما حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب و لا جهاد انتهى. و أقول الفيء يطلق على الغنيمة و الخمس و الأنفال و كل ذلك يتعلق بالإمام كلا أو بعضا كما حقق في محله
15- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال بني الكفر على أربع دعائم الفسق و الغلو و الشك و الشبهة و الفسق على أربع شعب على الجفاء و العمى و الغفلة و العتو فمن جفا احتقر الحق و مقت الفقهاء و أصر على الحنث العظيم و من عمي نسي الذكر و اتبع الظن و بارز خالقه و ألح عليه الشيطان و طلب المغفرة بلا توبة و لا استكانة و لا غفلة و من غفل جنى على نفسه و انقلب على ظهره و حسب غيه رشدا و غرته الأماني و أخذته الحسرة و الندامة إذا قضى الأمر و انكشف عنه الغطاء و بدا له ما لم يكن يحتسب و من عتا عن أمر الله شك و من شك تعالى الله عليه فأذله بسلطانه و صغره بجلاله كما اغتر بربه الكريم و فرط في أمره و الغلو على أربع شعب على التعمق بالرأي و التنازع فيه و الزيغ و الشقاق فمن تعمق لم ينب إلى الحق و لم يزدد إلا غرقا في الغمرات و لم تنحسر عنه فتنة إلا غشيته أخرى و انخرق دينه فهو يهوي في أمر مريج و من نازع في الرأي و خاصم شهر بالعثل من طول اللجاج و من زاغ قبحت عنده الحسنة و حسنت عنده السيئة و من شاق أعورت عليه طرقه و اعترض عليه أمره فضاق مخرجه إذا لم يتبع سبيل المؤمنين و الشك على أربع شعب على المرية و الهوى و التردد و الاستسلام و هو قول الله عز و جل فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى و في رواية أخرى على المرية و الهول من الحق و التردد و الاستسلام للجهل و أهله فمن هاله ما بين يديه نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ و من امترى في الدين تردد في الريب و سبقه الأولون من المؤمنين و أدركه الآخرون و وطئته سنابك الشيطان و من استسلم لهلكة الدنيا و الآخرة هلك فيما بينهما و من نجا من ذلك فمن فضل اليقين و لم يخلق الله خلقا أقل من اليقين و الشبهة على أربع شعب إعجاب بالزينة و تسويل النفس و تأول العوج و لبس الحق بالباطل و ذلك بأن الزينة تصدف عن البينة و أن تسويل النفس تقحم على الشهوة و أن العوج يميل بصاحبه ميلا عظيما و أن اللبس ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ فذلك الكفر و دعائمه و شعبه و قال و النفاق على أربع دعائم على الهوى و الهوينا و الحفيظة و الطمع فالهوى على أربع شعب على البغي و العدوان و الشهوة و الطغيان فمن بغى كثرت غوائله و تخلى منه و نصر عليه و من اعتدى لم يؤمن بوائقه و لم يسلم قلبه و لم يملك نفسه عن الشهوات و من لم يعذل نفسه في الشهوات خاض في الخبيثات و من طغى ظل على العمل بلا حجة و الهوينا على أربع شعب على الغرة و الأمل و الهيبة و المماطلة و ذلك لأن الهيبة ترد عن الحق و المماطلة تفرط في العمل حتى يقدم عليه الأجل و لو لا الأمل علم الإنسان حسب ما هو فيه و لو علم حسب ما هو فيه مات خفاتا من الهول و الوجل و الغرة تقصر بالمرء عن العمل و الحفيظة على أربع شعب على الكبر و الفخر و الحمية و العصبية فمن استكبر أدبر عن الحق و من فخر فجر و من حمي أصر على الذنوب و من أخذته العصبية جار فبئس الأمر أمر بين إدبار و فجور و إصرار و جور على الصراط و الطمع على أربع شعب الفرح و المرح و اللجاجة و التكاثر فالفرح مكروه عند الله و المرح خيلاء و اللجاجة بلاء لمن اضطرته إلى حمل الآثام
و التكاثر لهو و لعب و شغل و استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير فذلك النفاق و دعائمه و شعبه و الله قاهر فوق عباده تعالى ذكره و جل وجهه و أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ و انبسطت يداه و وسعت كل شيء رحمته فظهر أمره و أشرق نوره و فاضت بركته و استضاءت حكمته و هيمن كتابه و فلجت حجته و خلص دينه و استظهر سلطانه و حقت كلمته و أقسطت موازينه و بلغت رسله فجعل السيئة ذنبا و الذنب فتنة و الفتنة دنسا و جعل الحسنى عتبى و العتبى توبة و التوبة طهورا فمن تاب اهتدى و من افتتن غوى ما لم يتب إلى الله و يعترف بذنبه و لا يهلك على الله إلا هالك الله الله فما أوسع ما لديه من التوبة و الرحمة و البشرى و الحلم العظيم و ما أنكل ما عنده من الأنكال و الجحيم و البطش الشديد فمن ظفر بطاعته اجتلب كرامته و من دخل في معصيته ذاق وبال نقمته و عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ
16- ل، ]الخصال[ لي، ]الأمالي للصدوق[ عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن بكر بن محمد الأزدي عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله ع أصول الكفر ثلاثة الحرص و الاستكبار و الحسد فأما الحرص فإن آدم ع حين نهي عن الشجرة حمله الحرص على أن أكل منها و أما الاستكبار فإبليس حين أمر بالسجود لآدم استكبر و أما الحسد فابنا آدم حين قتل أحدهما صاحبه حسدا
17- لي، ]الأمالي للصدوق[ عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن الصادق عن آبائه ع عن النبي ص قال أركان الكفر أربعة الرغبة و الرهبة و السخط و الغضب
18- ل، ]الخصال[ في ما أوصى به النبي ص عليا ع يا علي كفر بالله العظيم من هذه الأمة عشرة القتات و الساحر و الديوث و ناكح المرأة حراما في دبرها و ناكح البهيمة و من نكح ذات محرم منه و الساعي في الفتنة و بايع السلاح من أهل الحرب و مانع الزكاة و من وجد سعة فمات و لم يحج
19- ل، ]الخصال[ عن أبيه عن سعد عن ابن أبي الخطاب و أحمد بن الحسن بن فضال معا عن ابن أسباط عن الحسن بن يزيد عن محمد بن سالم عن ابن طريف عن ابن نباتة قال قال أمير المؤمنين ع الكفر على أربع دعائم على الفسق و العتو و الشك و الشبهة و الفسق على أربع شعب على الجفاء و العمى و الغفلة و العتو فمن جفا حقر الحق و مقت الفقهاء و أصر على الحنث العظيم و من عمي نسي الذكر و اتبع الظن و ألح عليه الشيطان و من غفل غرته الأماني و أخذته الحسرة إذا انكشف الغطاء و بدا له من الله ما لم يكن يحتسب و من عتا عن أمر الله تعالى الله عليه ثم أذله بسلطانه و صغره بجلاله كما فرط في جنبه و عتا عن أمر ربه الكريم و العتو على أربع شعب على التعمق و التنازع و الزيغ و الشقاق فمن تعمق لم ينب إلى الحق و لم يزدد إلا غرقا في الغمرات فلم تحتبس منه فتنة إلا غشيته أخرى و انخرق دينه فهو يهيم في أمر مريج و من نازع و خاصم قطع بينهم الفشل و ذاقوا وبال أمرهم و ساءت عنده الحسنة و حسنت عنده السيئة و من ساءت عليه الحسنة اعتورت عليه طرقه و اعترض عليه أمره و ضاق عليه مخرجه و حري أن يرجع من دينه وَ يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ و الشك على أربع شعب على الهول و الريب و التردد و الاستسلام فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى المتمارون فمن هاله ما بين يديه نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ و من تردد في الريب سبقه الأولون و أدركه الآخرون و قطعته سنابك الشياطين و من استسلم لهلكة الدنيا و الآخرة هلك فيما بينهما و من نجا فباليقين و الشبهة على أربع شعب على الإعجاب بالزينة و تسويل النفس و تأول العوج و تلبس الحق بالباطل و ذلك بأن الزينة تزيد على الشبهة و أن تسويل النفس يقحم على الشهوة و أن العوج يميل ميلا عظيما و أن التلبس ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ فذلك الكفر و دعائمه و شعبه
20- سر، ]السرائر[ عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول لا دين لمن دان بطاعة من يعصي الله و لا دين لم دان بفرية باطل على الله و لا دين لمن دان بجحود شيء من آيات الله