الآيات البقرة قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَ ما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ الْأَسْباطِ وَ ما أُوتِيَ مُوسى وَ عِيسى وَ ما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَ إِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ. أقول قد مر تفسيرها في الباب الأول
1- ك، ]إكمال الدين[ لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن موسى و الوراق معا عن الصوفي عن الروياني عن عبد العظيم الحسني قال دخلت على سيدي علي بن محمد ع فلما بصر بي قال لي مرحبا بك يا أبا القاسم أنت ولينا حقا قال فقلت له يا ابن رسول الله إني أريد أن أعرض عليك ديني فإن كان مرضيا ثبت عليه حتى ألقى الله عز و جل فقال هات يا أبا القاسم فقلت إني أقول إن الله تبارك و تعالى واحد ليس كمثله شيء خارج من الحدين حد الإبطال و حد التشبيه و إنه ليس بجسم و لا صورة و لا عرض و لا جوهر بل هو مجسم الأجسام و مصور الصور و خالق الأعراض و الجواهر و رب كل شيء و مالكه و جاعله و محدثه و إن محمدا عبده و رسوله خاتم النبيين فلا نبي بعده إلى يوم القيامة و إن شريعته خاتمة الشرائع فلا شريعة بعدها إلى يوم القيامة و أقول إن الإمام و الخليفة و ولي الأمر بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم أنت يا مولاي فقال ع و من بعد الحسن ابني فكيف للناس بالخلف من بعده قال فقلت و كيف ذاك يا مولاي قال لأنه لا يرى شخصه و لا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما قال فقلت أقررت و أقول إن وليهم ولي الله و عدوهم عدو الله و طاعتهم طاعة الله و معصيتهم معصية الله و أقول إن المعراج حق و المساءلة في القبر حق و أن الجنة حق و النار حق و الصراط حق و الميزان حق وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَ أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ و أقول إن الفرائض الواجبة بعد الولاية الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و الجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فقال علي بن محمد ع يا با القاسم هذا و الله دين الله الذي ارتضاه لعباده فاثبت عليه ثبتك الله بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ
بيان حد الإبطال هو أن لا تثبت له صفة و حد التشبيه أن تثبت له على وجه يتضمن التشبيه بالمخلوقين كما مر تحقيقه في كتاب التوحيد
2- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن المفيد عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن أبان بن عثمان عن إسماعيل الجعفي قال دخل رجل على أبي جعفر محمد بن علي ع و معه صحيفة مسائل شبه الخصومة فقال له أبو جعفر ع هذه صحيفة مخاصم على الدين الذي يقبل الله فيه العمل فقال رحمك الله هذا الذي أريد فقال أبو جعفر ع اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و تقر بما جاء من عند الله و الولاية لنا أهل البيت و البراءة من عدونا و التسليم لنا و التواضع و الطمأنينة و انتظار أمرنا فإن لنا دولة إن شاء الله جاء بها
كا، ]الكافي[ عن الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن أبان مثله بيان في الكافي مخاصم سائل أي مناظر مجادل و ما قيل إنه اسم بعيد اشهد بصيغة الأمر و في الكافي شهادة و تقر أي و أن تقر و على ما في الأمالي يحتمل الحالية و في الكافي و التسليم لنا و الورع و التواضع و ليس فيه و الطمأنينة و لعل المراد بها اطمئنان القلب و عدم الاضطراب عند الفتن و بالتواضع التواضع لله و لأوليائه أو الأعم و انتظار أمرنا و في الكافي قائمنا و هذا يتضمن الإقرار بوجوده و حياته و ظهوره و عدم الشك فيه و التسليم لغيبته و عدم الاعتراض فيها و الصبر على ما يلقى من الأذى فيها و التمسك بما في يده من آثارهم و الرجوع إلى رواة أخبارهم ع و في الكافي إذا شاء و هو أظهر
3- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن المفيد عن الحسين بن أحمد بن أبي المغيرة عن حيدر بن محمد عن محمد بن عمر الكشي عن جعفر بن أحمد عن أيوب بن نوح عن نوح بن دراج عن إبراهيم المخارقي قال وصفت لأبي عبد الله جعفر بن محمد ع ديني فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا ص رسول الله و أن عليا إمام عدل بعده ثم الحسن و الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم أنت فقال رحمك الله ثم قال اتقوا الله اتقوا الله اتقوا الله عليكم بالورع و صدق الحديث و أداء الأمانة و عفة البطن و الفرج تكونوا معنا في الرفيق الأعلى
4- مع، ]معاني الأخبار[ عن أبيه عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن حمزة و محمد ابني حمران قالا اجتمعنا عند أبي عبد الله ع في جماعة من أجلة مواليه و فينا حمران بن أعين فخضنا في المناظرة و حمران ساكت فقال له أبو عبد الله ع ما لك لا تتكلم يا حمران فقال يا سيدي آليت على نفسي أن لا أتكلم في مجلس تكون فيه فقال أبو عبد الله ع إني قد أذنت لك في الكلام فتكلم فقال حمران أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لم يتخذ صاحبة و لا ولدا خارج من الحدين حد التعطيل و حد التشبيه و أن الحق القول بين القولين لا جبر و لا تفويض و أن محمدا عبده و رسوله أرسله بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ و أشهد أن الجنة حق و أن النار حق و أن البعث بعد الموت حق و أشهد أن عليا حجة الله على خلقه لا يسع الناس جهله و أن حسنا بعده و أن الحسين من بعده ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم أنت يا سيدي من بعدهم فقال أبو عبد الله ع التر تر حمران ثم قال يا حمران مد المطمر بينك و بين العالم قلت يا سيدي و ما المطمر فقال أنتم تسمونه خيط البناء فمن خالفك على هذا الأمر فهو زنديق فقال حمران و إن كان علويا فاطميا فقال أبو عبد الله ع و إن كان محمديا علويا فاطميا
بيان فخضنا أي شرعنا و دخلنا و في القاموس التر بالضم الخيط يقدر به البناء و قال المطمار خيط للبناء يقدر به كالمطمر انتهى و هذا الخبر ينفي الواسطة بين الإيمان و الكفر فمن لم يكن إماميا صحيح العقيدة فهو كافر
5- سن، ]المحاسن[ عن علي بن الحكم عن حسين بن سيف عن معاذ بن مسلم قال أدخلت عمر أخي على أبي عبد الله ع فقلت له هذا عمر أخي و هو يريد أن يسمع منك شيئا فقال له سل ما شئت فقال أسألك عن الذي لا يقبل الله من العباد غيره و لا يعذرهم على جهله فقال شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ص و الصلوات الخمس و صيام شهر رمضان و الغسل من الجنابة و حج البيت و الإقرار بما جاء من عند الله جملة و الايتمام بأئمة الحق من آل محمد فقال عمر سمهم لي أصلحك الله فقال علي أمير المؤمنين و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و الخير يعطيه الله من يشاء فقال له فأنت جعلت فداك قال يجري لآخرنا ما يجري لأولنا و لمحمد و علي فضلهما قال له فأنت قال هذا الأمر يجري كما يجري الليل و النهار قال فأنت قال هذا الأمر يجري كما يجري حد الزاني و السارق قال فأنت جعلت فداك قال القرآن نزل في أقوام و هي تجري في الناس إلى يوم القيامة قال قلت جعلت فداك أنت لتزيدني على أمر
6- شي، ]تفسير العياشي[ عن هشام بن عجلان قال قلت لأبي عبد الله ع أسألك عن شيء لا أسأل عنه أحدا بعدك أسألك عن الإيمان الذي لا يسع الناس جهله فقال شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و الإقرار بما جاء من عند الله و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و حج البيت و صوم رمضان و الولاية لنا و البراءة من عدونا و تكون مع الصديقين
بيان و تكون مع الصديقين أي إذا فعلت جميع ذلك تكون الآخرة مع الصديقين كما قال تعالى فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ أو المعنى و من الإيمان الكون معهم و متابعتهم كما قال تعالى وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ
7- كش، ]رجال الكشي[ عن جعفر بن أحمد بن أيوب عن صفوان عن عمرو بن حريث عن أبي عبد الله ع قال دخلت عليه و هو في منزل أخيه عبد الله بن محمد فقلت له جعلت فداك ما حق لك جعلت فداك ما حق لك إلى هذا المنزل قال طلب النزهة قال قلت جعلت فداك ألا أقص عليك ديني الذي أدين الله به قال بلى يا عمرو قلت إني أدين الله بشهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَ أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و صوم شهر رمضان و حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا و الولاية لعلي بن أبي طالب أمير المؤمنين بعد رسول الله و الولاية للحسن و الحسين و الولاية لعلي بن الحسين و الولاية لمحمد بن علي من بعده و أنتم أئمتي عليه أحيا و عليه أموت و أدين الله به قال يا عمرو هذا و الله ديني و دين آبائي الذي ندين الله به في السر و العلانية فاتق الله و كف لسانك إلا من خير و لا تقل إني هديت نفسي بل هداك الله فاشكر ما أنعم الله عليك و لا تكن ممن إذا أقبل طعن في عينيه و إذا أدبر طعن في قفاه و لا تحمل الناس على كاهلك فإنه يوشك أن حملت الناس على كاهلك أن يصدعوا شعب كاهلك
كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه و أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار جميعا عن صفوان مثله بيان في القاموس التنزه التباعد و الاسم النزهة بالضم و مكان نزه ككتف و نزيه و أرض نزهة بكسر الزاي و نزيهة بعيدة عن الريف و غمق المياه و ذبان القرى و مد البحار و فساد الهواء نزه ككرم و ضرب نزاهة و نزاهية و الرحل تباعد عن كل مكروه فهو نزيه و استعمال التنزه في الخروج إلى البساتين و الخضر و الرياض غلط قبيح و هو بنزهة من الماء بالضم ببعد و أقول كفى باستعماله ع في هذا المعنى شاهدا على صحته و فصاحته و إن أمكن حمله على بعض المعاني التي ذكرها مع أنهم ع قد كانوا يتكلمون بعرف المخاطبين و مصطلحاتهم تقريبا إلى أفهامهم و قال في المصباح قال ابن السكيت في فصل ما تضعه العامة في غير موضعه خرجنا نتنزه إذا خرجوا إلى البساتين و إنما التنزه التباعد من المياه و الأرياف و قال ابن قتيبة ذهب أهل العلم في قول الناس خرجوا يتنزهون إلى البساتين أنه غلط و هو عندي ليس بغلط لأن البساتين في كل بلد إنما تكون خارج البلد فإذا أراد أحد أن يأتيها فقد أراد البعد عن المنازل و البيوت ثم كثر هذا حتى استعملت النزهة في الخضر و الجنان. قوله أدين به في الكافي أدين الله به أي أعبد الله و أطيعه بتلك العقائد و الأعمال و في الكافي لمحمد بن علي و لك من بعده و أنكم أئمتي قوله ع في السر و العلانية أي بالقلب و اللسان و الجوارح أو في الخلوة و المجامع مع عدم التقية و كف لسانك تخصيص كف اللسان بالذكر بعد الأمر بالتقوى مطلقا لكون أكثر الشرور منه و فيه إشعار بالتقية أيضا و لا تقل إني هديت نفسي أي لا تفسد دينك بالعجب و اعلم أن الهداية من الله كما قال تعالى قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ و في الكافي بل الله هداك فأد شكر ما أنعم الله عز و جل به عليك و لا تكن ممن إذا أقبل أي كن من الأخيار ليمدحك الناس في وجهك و قفاك و لا تكن من الأشرار الذين يذمهم الناس في حضورهم و غيبتهم أو أمر بالتقية من المخالفين أو بحسن المعاشرة مطلقا و لا تحمل الناس على كاهلك أي لا تسلط الناس على نفسك بترك التقية أو لا تحملهم على نفسك بكثرة المداهنة و المداراة معهم بحيث تتضرر بذلك كأن يضمن لهم أو يتحمل عنهم ما لا يطيق أو يطمعهم في أن يحكم بخلاف الحق أو يوافقهم فيما لا يحل و هذا أفيد و إن كان الأول أظهر في القاموس الكاهل كصاحب الحارك أو مقدم أعلى الظهر مما يلي العنق و هو الثلث الأعلى و فيه ست فقر أو ما بين الكتفين أو موصل العنق في الصلب و قال الصدع الشق في شيء صلب و قال الشعب بالتحريك بعد ما بين المنكبين
8- كش، ]رجال الكشي[ عن جعفر بن أحمد عن جعفر بن بشير عن أبي سلمة الجمال قال دخل خالد البجلي على أبي عبد الله ع و أنا عنده فقال له جعلت فداك إني أريد أن أصف لك ديني الذي أدين الله به و قد قال له قبل ذلك إني أريد أن أسألك فقال له سلني فو الله لا تسألني عن شيء إلا حدثتك به على حدة لا أكتمه قال إن أول ما أبدي أني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ليس إله غيره قال فقال أبو عبد الله ع كذلك ربنا ليس معه إله غيره ثم قال و أشهد أن محمدا عبده و رسوله قال فقال أبو عبد الله ع كذلك محمد عبد الله مقر له بالعبودية و رسوله إلى خلقه ثم قال و أشهد أن عليا كان له من الطاعة المفروضة على العباد مثل ما كان لمحمد ص على الناس فقال كذلك كان علي ع قال و أشهد أنه كان للحسن بن علي ع من الطاعة الواجبة على الخلق مثل ما كان لمحمد و علي ص قال فقال كذلك كان الحسن قال و أشهد أنه كان للحسين من الطاعة الواجبة على الخلق بعد الحسن ما كان لمحمد و علي و الحسن قال فكذلك كان الحسين قال و أشهد أن علي بن الحسين كان له من الطاعة الواجبة على جميع الخلق كما كان للحسين ع قال فكذلك كان علي بن الحسين قال و أشهد أن محمد بن علي ع كان له من الطاعة الواجبة على الخلق مثل ما كان لعلي بن الحسين قال فقال كذلك كان محمد بن علي قال و أشهد أنك أورثك الله ذلك كله قال فقال أبو عبد الله حسبك اسكت الآن فقد قلت حقا فسكت فحمد الله و أثنى عليه ثم قال ما بعث الله نبيا له عقب و ذرية إلا أجرى لآخرهم مثل ما أجرى لأولهم و إنا نحن ذرية محمد ص و قد أجرى لآخرنا مثل ما أجرى لأولنا و نحن على منهاج نبينا ص لنا مثل ما له من الطاعة الواجبة
9- كش، ]رجال الكشي[ عن جعفر بن أحمد بن الحسين عن داود عن يوسف قال قلت لأبي عبد الله ع أصف لك ديني الذي أدين الله به فإن أكن على حق فثبتني و إن أكن على غير الحق فردني إلى الحق قال هات قال قلت أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن عليا كان إمامي و أن الحسن كان إمامي و أن الحسين كان إمامي و أن علي بن الحسين كان إمامي و أن محمد بن علي كان إمامي و أنت جعلت فداك على منهاج آبائك قال فقال عند ذلك مرارا رحمك الله ثم قال هذا و الله دين الله و دين ملائكته و ديني و دين آبائي الذي لا يقبل الله غيره
10- كش، ]رجال الكشي[ عن جعفر و فضالة عن أبان عن الحسن بن زياد العطار عن أبي عبد الله ع قال قلت إني أريد أن أعرض عليك ديني و إن كنت في حسناتي ممن قد فرغ من هذا قال فأته قال قلت إني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله ص و أقر بما جاء به من عند الله فقال لي مثل ما قلت و أن عليا إمامي فرض الله طاعته من عرفه كان مؤمنا و من جهله كان ضالا و من رد عليه كان كافرا ثم وصفت الأئمة ع حتى انتهيت إليه فقال ما الذي تريد أ تريد أن أتولاك على هذا فإني أتولاك على هذا
بيان و إن كنت في حسناتي أي بسبب أفعالي الحسنة و متابعتي إياكم فيها و اطمئناني بها محسوبا ممن فرغ من تصحيح أصول عقائده و فرغ منها و الظاهر أنه كان حسباني أي ظني
11- كتاب صفات الشيعة، للصدوق رحمه الله بإسناده عن محمد بن عمارة عن أبيه قال قال الصادق ع ليس من شيعتنا من أنكر أربعة أشياء المعراج و المساءلة في القبر و خلق الجنة و النار و الشفاعة
و عن ابن عبدوس عن ابن قتيبة عن الفضل عن الرضا ع قال من أقر بتوحيد الله و نفي التشبيه عنه و نزهه عما لا يليق به و أقر أن له الحول و القوة و الإرادة و المشية و الخلق و الأمر و القضاء و القدر و أن أفعال العباد مخلوقة خلق تقدير لا خلق تكوين و شهد أن محمدا رسول الله ص و أن عليا و الأئمة بعده حجج الله و والى أولياءهم و عادى أعداءهم و اجتنب الكبائر و أقر بالرجعة و المتعتين و آمن بالمعراج و المساءلة في القبر و الحوض و الشفاعة و خلق الجنة و النار و الصراط و الميزان و البعث و النشور و الجزاء و الحساب فهو مؤمن حقا و هو من شيعتنا أهل البيت
12- كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال إنكم لا تكونون صالحين حتى تعرفوا و لا تعرفون حتى تصدقوا و لا تصدقون حتى تسلموا أبوابا أربعة لا يصلح أولها إلا بآخرها ضل أصحاب الثلاثة و تاهوا تيها بعيدا إن الله تبارك و تعالى لا يقبل إلا العمل الصالح و لا يتقبل إلا بالوفاء بالشروط و العهود و من وفى لله بشروطه و استكمل ما وصف في عهده نال مما عنده و استكمل وعده إن الله عز و جل أخبر العباد بطرق الهدى و شرع لهم فيها المنار و أخبرهم كيف يسلكون فقال وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى و قال إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ فمن اتقى عز و جل فيما أمره لقي الله عز و جل مؤمنا بما جاء به محمد ص هيهات هيهات فات قوم و ماتوا قبل أن يهتدوا فظنوا أنهم آمنوا و أشركوا من حيث لا يعلمون إنه من أتى البيوت من أبوابها اهتدى و من أخذ في غيرها سلك طريق الردى وصل الله طاعة ولي أمره بطاعة رسوله و طاعة رسوله بطاعته فمن ترك طاعة ولاة الأمر لم يطع الله و لا رسوله و هو الإقرار بما نزل من عند الله خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ و التمسوا البيوت التي أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ فإنه قد خبركم أنهم رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ عز و جل وَ إِقامِ الصَّلاةِ وَ إِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ إن الله قد استخلص الرسل لأمره ثم استخلصهم مصدقين لذلك في نذره فقال وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ تاه من جهل و اهتدى من أبصر و عقل إن الله عز و جل يقول فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ و كيف يهتدي من لم يبصر و كيف يبصر من لم ينذر اتبعوا رسول الله ص و أقروا بما أنزل الله عز و جل و اتبعوا آثار الهدى فإنها علامات الأمانة و التقى و اعلموا أنه لو أنكر رجل عيسى ابن مريم و أقر بمن سواه من الرسل لم يؤمن اقتصوا الطريق بالتماس المنار و التمسوا من وراء الحجب الآثار تستكملوا أمر دينكم و تؤمنوا بالله ربكم
بيان قد مضى الخبر في كتاب الإمامة و شرحناه هناك و نوضح هنا بعض التوضيح حتى تعرفوا قيل أي إمام الزمان حتى تصدقوا أي الإمام و تعده صادقا فيما يقول حتى تسلموا أبوابا أربعة قد مضى الكلام في الأبواب مفصلا و قال المحدث الأسترآبادي رحمه الله إشارة إلى الإقرار بالله و الإقرار برسوله و الإقرار بما جاء به الرسول ص و الإقرار بتراجمة ما جاء به الرسول ص و التيه التحير و الذهاب عن الطريق القصد يقال تاه في الأرض إذا ذهب متحيرا كما في القاموس إن الله أخبر العباد تفصيل لما أجمل ع سابقا و بيان للأبواب و الشروط و العهود المذكورة و المنار جمع منارة على غير قياس يعني موضع النور و محله. و قيل كنى بالمنار عن الأئمة فإنها صيغة جمع على ما صرح به ابن الأثير في نهايته و بتقوى الله فيما أمره عن الاهتداء إلى الإمام و الاقتداء به و بإتيان أبوابها عن الدخول في المعرفة من جهة الإمام ع انتهى. و استكمل وعده أي استحق وعده كاملا كما قال تعالى أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ مات قوم فيما مضى فات قوم و هو أظهر أي فاتوا عنا و لم يبايعونا أو ماتوا فالثاني تأكيد من أتى البيوت أي بيوت الإيمان و العلم و الحكمة من أبوابها و هم الأئمة إشارة إلى تأويل قوله تعالى وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها. وصل الله إشارة إلى قوله تعالى أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ و قوله أَطِيعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ و قوله مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ خُذُوا زِينَتَكُمْ إما بيان لما نزل أو استئناف و أول ع الزينة بمعرفة الإمام و المسجد بمطلق العبادة و البيوت ببيوت أهل العصمة سلام الله عليهم و الرجال بهم ع و المراد بعدم إلهائهم التجارة و البيع عن ذكر الله أنهم يجمعون بين ذين و ذاك لا أنهم يتركونهما رأسا كما ورد النص عليه في خبر آخر. قوله ع ثم استخلصهم الضمير راجع إلى ولاة الأمر و ذلك إشارة إلى الأمر أي استخلص و اصطفى الأوصياء حال كونهم مصدقين لأمر الرسالة في النذر و هم الرسل فقوله في نذره متعلق بقوله مصدقين و يحتمل أن يكون في نذره أيضا حالا أي حال كونهم مندرجين في النذر و يمكن أن يكون ضمير استخلصهم راجعا إلى الرسل أي ثم بعد إرسال الرسل استخلصهم و أمرهم بأن يصدقوا أمر الخلافة في النذر بعدهم و هم الأوصياء ع و قيل ثم للتراخي في الرتبة دون الزمان يعني وقع ذلك الاستخلاص لهم حال كونهم مصدقين لذلك الاستخلاص في سائر نذره أيضا بمعنى تصديق كل منهم لذلك في الباقين و استشهد على استمرارهم في الإنذار بقوله تعالى وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ ثم بين وجوب النذير و وجوب معرفته بتوقف الاهتداء على الإبصار و توقف الإبصار على الإنذار و توقف الإنذار على وجوب النذير و معرفته و أشار بآثار الهدى إلى الأئمة ع. و في بعض النسخ ابتغوا آثار الهدى بتقديم الموحدة على المثناة و الغين المعجمة و نبه بقوله لو أنكر رجل عيسى ع على وجوب الإيمان بهم جميعا من غير تخلف
عن أحد منهم ثم كرر الوصية بالاقتداء بهم معللا بأنهم منار طريق الله و أمر بالتماس آثارهم إن لم يتيسر الوصول إليهم
13- محص، ]التمحيص[ عن المفضل عن أبي عبد الله ع قال قال الله عز و جل افترضت على عبادي عشرة فرائض إذا عرفوها أسكنتهم ملكوتي و أبحتهم جناني أولها معرفتي و الثانية معرفة رسولي إلى خلقي و الإقرار به و التصديق له و الثالثة معرفة أوليائي و أنهم الحجج على خلقي من والاهم فقد والاني و من عاداهم فقد عاداني و هم العلم فيما بيني و بين خلقي و من أنكرهم أصليته ناري و ضاعفت عليه عذابي و الرابعة معرفة الأشخاص الذين أقيموا من ضياء قدسي و هم قوام قسطي و الخامسة معرفة القوام بفضلهم و التصديق لهم و السادسة معرفة عدوي إبليس و ما كان من ذاته و أعوانه و السابعة قبول أمري و التصديق لرسلي و الثامنة كتمان سري و سر أوليائي و التاسعة تعظيم أهل صفوتي و القبول عنهم و الرد إليهم فيما اختلفتم فيه حتى يخرج الشرح منهم و العاشرة أن يكون هو و أخوه في الدين و الدنيا شرعا سواء فإذا كانوا كذلك أدخلتهم ملكوتي و آمنتهم من الفزع الأكبر و كانوا عندي في عليين
بيان كأن الفرق بين الثالثة و الرابعة أن الأولى في الحجج الموجودين وقت الخطاب كعلي و السبطين ع و الثانية في الأئمة بعدهم أو الأولى في سائر الأنبياء و الأوصياء و الثانية في أئمتنا ع
14- دعوات الراوندي، عن أبي الجارود قال قلت لأبي جعفر ع إني امرؤ ضرير البصر كبير السن و الشقة فيما بيني و بينكم بعيدة و أنا أريد أمرا أدين الله به و أحتج به و أتمسك به و أبلغه من خلفت قال فأعجب بقولي و استوى جالسا فقال كيف قلت يا أبا الجارود رد علي قال فرددت عليه فقال نعم يا أبا الجارود شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و صوم شهر رمضان و حج البيت و ولاية ولينا و عداوة عدونا و التسليم لأمرنا و انتظار قائمنا و الورع و الاجتهاد
15- كا، ]الكافي[ بإسناده عن أبي الجارود قال قلت لأبي جعفر ع يا ابن رسول الله هل تعرف مودتي لكم و انقطاعي إليكم و موالاتي إياكم قال فقال نعم قال فقلت فإني أسألك مسألة تجيبني فيها فإني مكفوف البصر قليل المشي لا أستطيع زيارتكم كل حين قال هات حاجتك قلت أخبرني بدينك الذي تدين الله عز و جل به أنت و أهل بيتك لأدين الله عز و جل به قال إن كنت أقصرت الخطبة فقد أعظمت المسألة و الله لأعطينك ديني و دين آبائي الذي ندين الله عز و جل به شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ص و الإقرار بما جاء من عند الله و الولاية لولينا و البراءة من عدونا و التسليم لأمرنا و انتظار قائمنا و الاجتهاد و الورع
بيان أقصرت الخطبة الظاهر أن الخطبة بضم الخاء أي ما يتقدم من الكلام المناسب قبل إظهار المطلوب و كأنه ع عد خطبته قصيرة مع طولها إعظاما للمسألة و إيذانا بأن هذا المقصود الجليل يستدعي أطول من ذلك من الخطبة و قيل إقصاره إياها اكتفاؤه بالاستفهام من غير بيان و إعلام و منهم من قرأ الخطبة بالكسر مستعارة من خطبة النساء و هو تكلف قال في النهاية في الحديث أن أعرابيا جاءه فقال علمني عملا يدخلني الجنة فقال لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة أي جئت بالخطبة قصيرة و بالمسألة عريضة يعني قللت الخطبة و أعظمت المسألة. و التسليم لأمرنا أي الرضا قلبا بما يصدر عنهم قولا و فعلا من اختيارهم المهادنة أو القتال أو الظهور أو الغيبة و سائر ما يصدر عنهم مما تعجز العقول عن إدراكه و الأفهام عن استنباط علته كما قال تعالى فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً و الاجتهاد بذل الجهد في الطاعات و الورع الاجتناب عن المعاصي بل الشبهات و المكروهات
16- كا، ]الكافي[ عن علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال سمعته يسأل أبا عبد الله ع فقال له جعلت فداك أخبرني عن الدين الذي افترض الله عز و جل على العباد ما لا يسعهم جهله و لا يقبل منهم غيره ما هو فقال أعد علي فأعاد عليه فقال شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و حج البيت من استطاع إليه سبيلا و صوم شهر رمضان ثم سكت قليلا ثم قال و الولاية مرتين ثم قال هذا الذي فرض الله عز و جل على العباد لا يسأل الرب العباد يوم القيامة فيقول ألا زدتني على ما افترضت عليكم و لكن من زاد زاده الله إن رسول الله سن سننا حسنة جميلة ينبغي للناس الأخذ بها
توضيح قوله ما لا يسعهم عطف بيان للدين أو مبتدأ و ما هو خبره قوله أعد علي كان الأمر بالإعادة لسماع الحاضرين و إقبالهم إليه أو لإظهار حسن الكلام و التلذذ بسماعه و كأنه يدخل في شهادة التوحيد ما يتعلق بمعرفة الله من صفات ذاته و صفات فعله و في شهادة الرسالة ما يتعلق بمعرفة الأنبياء و صفاتهم و كذا الإقرار بالمعاد داخل في الأولى أو في الثانية لإخبار النبي بذلك و إقام الصلاة حذفت التاء للاختصار و قيل المراد بإقامتها إدامتها و قيل فعلها على ما ينبغي و قيل فعلها في أفضل أوقاتها و قيل جاء على عرف القرآن في التعبير من فعل الصلاة بلفظ الإقامة دون أخواتها و ذلك لما اختصت به من كثرة ما يتوقف عليه من الشرائط و الفرائض و السنن و الفضائل و إقامتها إدامة فعلها مستوفاة جميع ذلك. أقول و يمكن أن تكون ذكر الإقامة لتشبيه الصلاة من الإيمان بمنزلة العمود من الفسطاط كما ورد في الخبر و إنما لم يذكر الجهاد لأنه لا يجب إلا مع الإمام فهو تابع للولاية مندرج تحتها أو لعدم تحقق شرط وجوبه في ذلك الزمان قوله مرتين أي كرر الولاية تأكيدا قوله ع هذا الذي فرض الله على العباد أي علم فرضها ضرورة من الدين فيقول ألا زدتني ألا بالتشديد حرف تحضيض و إذا دخل على الماضي يكون للتعيير و التنديم و كأن المعنى أنه لا يسأل عن شيء سوى هذه من جنسها كما أنه من أتى بالصلوات الخمس لا يسأل الله عن النوافل و من أتى بالزكاة الواجبة لا يسأل عن الصدقات المستحبة و هكذا