الآيات الفتح وَ الَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَ رِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ العلق وَ اسْجُدْ وَ اقْتَرِبْ تفسير تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يدل على فضل الركوع و السجود قال الطبرسي هذا إخبار عن كثرة صلاتهم و مداومتهم عليها يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَ رِضْواناً أي يلتمسون بذلك زيادة نعمهم من الله و يطلبون مرضاته. أقول فيه دلالة على أنه لو ضم في نية العبادة مزيد البركات الدنيوية لا يضر بالإخلاص و إن كثرة الصلاة و الركوع و السجود موجبة لذلك و لرضاه سبحانه سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ قال الطبرسي ره أي علامتهم يوم القيامة أن تكون مواضع سجودهم أشد بياضا عن ابن عباس و عطية قال شهر بن حوشب تكون مواضع سجودهم كالقمر ليلة البدر و قيل هو التراب على الجباه لأنهم يسجدون على التراب لا على الأثواب و قيل هو الصفرة و النحول قال الحسن إذا رأيتهم حسبتهم مرضى و ما هم بمرضى و قال عطاء الخراساني دخل في هذه الآية كل من صلى الخمس انتهى. أقول يحتمل أن يكون المراد به الأثر الذي يظهر في الجبهة من كثرة السجود
و يؤيده ما رواه الشيخ عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال علي ع إني لأكره للرجل أن أرى جبهته جلحاء ليس فيها أثر السجود
و ستأتي الأخبار في ذلك. وَ اسْجُدْ وَ اقْتَرِبْ قال الطبرسي و اسجد لله و اقترب من ثوابه و قيل معناه و تقرب إليه بطاعته و قيل معناه اسجد يا محمد لله لتقرب منه فإن أقرب ما يكون العبد من الله إذا سجد له و قيل و اسجد أي و صل لله و اقترب من الله
و في الحديث عن ابن مسعود أن رسول الله ص قال أقرب ما يكون العبد من الله إذا كان ساجدا
و قيل المراد به السجود لقراءة هذه السورة و السجود هنا فرض و هو من العزائم
1- العلل، عن محمد بن محمد بن عصام عن الكليني عن علي بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن محمد بن علي الباقر ع قال كان لأبي ع في موضع سجوده آثار ناتئة و كان يقطعها في السنة مرتين في كل مرة خمس ثفنات فسمي ذا الثفنات لذلك
بيان قال الجوهري الثفنة واحدة ثفنات البعير و هي ما يقع من أعضائه على الأرض إذا استناخ و غلظ كالركبتين و غيرهما
2- العلل، و الخصال، عن أبيه عن سعد عن اليقطيني عن القاسم بن يحيى عن جده عن أبي بصير و محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع أطيلوا السجود فما من عمل أشد على إبليس من أن يرى ابن آدم ساجدا لأنه أمر بالسجود فعصى و هذا أمر بالسجود فأطاع و نجا
3- العيون، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي الوشاء عن الرضا ع قال إذا نام العبد و هو ساجد قال الله تبارك و تعالى عبدي قبضت روحه و هو في طاعتي
و منه عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الوشاء عن الرضا ع قال أقرب ما يكون العبد من الله عز و جل و هو ساجد و ذلك في قوله تبارك و تعالى وَ اسْجُدْ وَ اقْتَرِبْ
و منه بهذا الإسناد عن الرضا ع قال إذا نام العبد و هو ساجد قال الله عز و جل للملائكة انظروا إلى عبدي قبضت روحه و هو في طاعتي
و منه عن أبيه عن سعد و محمد بن يحيى العطار معا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عبد الله الحجال عن سليمان الجعفري قال قال الرضا ع جاءت ريح و أنا ساجد و جعل كل إنسان يطلب موضعا و أنا ساجد ملح في الدعاء على ربي عز و جل حتى سكنت
4- العلل، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن سعدان بن مسلم عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله ع يا أبا محمد عليك بطول السجود فإن ذلك من سنن الأوابين
5- العيون، فيما كتب الرضا ع للمأمون بالسند المتقدم قال و من دين الأئمة ع الورع و العفة و الصدق و الصلاح و طول السجود
6- مجالس الصدوق، عن محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن علي بن مهزيار عن جعفر بن محمد الهاشمي عن أبي جعفر العطار عن الصادق ع قال جاء رجل إلى رسول الله ص فقال يا رسول الله كثرت ذنوبي و ضعف عملي فقال رسول الله ص أكثر السجود فإنه يحط الذنوب كما تحط الريح ورق الشجر
7- العلل، عن محمد بن موسى بن المتوكل عن علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عمن ذكره قال قلت لأبي عبد الله ع لم اتخذ الله عز و جل إبراهيم خليلا قال لكثرة سجوده على الأرض
8- ثواب الأعمال، عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن موسى بن القاسم عن صفوان بن يحيى عن كليب الصيداوي عن أبي عبد الله عن آبائه ع قال قال رسول الله ص من سجد سجدة حط عنه بها خطيئة و رفع له بها درجة
و منه عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن العبد إذا أطال السجود حيث لا يراه أحد قال الشيطان وا ويلاه أطاعوا و عصيت و سجدوا و أبيت
المقنع، مرسلا مثله
9- ثواب الأعمال، بالإسناد المتقدم عن الحسين عن فضالة عن العلا عن زيد الشحام قال قال أبو عبد الله ع أقرب ما يكون العبد إلى الله و هو ساجد
بيان قوله ع و هو ساجد حال وقع موقع الخبر قال الشيخ الرضي رضي الله عنه في شرح الكافية إن كانت الحال جملة اسمية وقعت خبرا فعند غير الكسائي يجب معها واو الحال قال ص أقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد إذ الحال فضله و قد وقعت موقع العمدة فيجب معها علامة الحالية لأن كل واقع غير موقعه ينكر و جوز الكسائي تجردها عن الواو لوقوعها موقع خبر المبتدإ فتقول ضربي زيدا أبوه قائم
10- مجالس الشيخ، الحسين بن إبراهيم عن محمد بن وهبان عن أحمد بن إبراهيم عن الحسن بن علي الزعفراني عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد الله ع قال إن قوما أتوا رسول الله ص فقالوا يا رسول الله اضمن لنا على ربك الجنة قال فقال على أن تعينوني بطول السجود قالوا نعم يا رسول الله فضمن لهم الجنة الخبر
11- دعوات الراوندي، سأل ربيعة بن كعب النبي ص أن يدعو له بالجنة فأجابه و قال أعني بكثرة السجود
و قال الصادق ع السجود منتهى العبادة من بني آدم
12- أعلام الدين، عن أمير المؤمنين ع قال جاء رجل إلى النبي ص فقال علمني عملا يحبني الله عليه و يحبني المخلوقون و يثري الله مالي و يصح بدني و يطيل عمري و يحشرني معك قال هذه ست خصال تحتاج إلى ست خصال إذا أردت أن يحبك الله فخفه و اتقه و إذا أردت أن يحبك المخلوقون فأحسن إليهم و ارفض ما في أيديهم و إذا أردت أن يثري الله مالك فزكه و إذا أردت أن يصح الله بدنك فأكثر من الصدقة و إذا أردت أن يطيل الله عمرك فصل ذوي أرحامك و إذا أردت أن يحشرك الله معي فأطل السجود بين يدي الله الواحد القهار
13- أربعين الشهيد، بإسناده عن الصدوق عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله ع قال جاء رجل و دخل إلى النبي ص فقال يا رسول الله ص إني أريد أن أسألك فقال له رسول الله ص سل ما شئت قال تحمل لي على ربك الجنة قال تحملت لك و لكن أعني على ذلك بكثرة السجود
بيان أريد بالتحمل هنا الضمان لأن الضامن يتحمل الدين عن المضمون عنه أو الشفاعة قال الجوهري تحمل الحمالة أي حملها و الحمالة ما تتحمله عن القوم من الدية أو الغرامة و قال الجزري في حديث قيس قال تحملت بعلي على عثمان في أمر أي استشفعت به إليه
14- أربعين الشهيد، بإسناده عن الكليني بسنده الصحيح عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال مر بالنبي رجل و هو يعالج في بعض حجراته فقال يا رسول الله ص أ لا أكفيك قال شأنك فلما فرغ قال رسول الله ص حاجتك قال الجنة فأطرق رسول الله ص ثم قال نعم فلما ولى قال له يا عبد الله أعنا بطول السجود
15- الخرائج، روي عن منصور الصيقل قال حججت فمررت بالمدينة فأتيت قبر رسول الله ص فسلمت عليه ثم التفت فإذا أنا بأبي عبد الله ع ساجدا فجلست حتى مللت ثم قلت لأسبحن ما دام ساجدا فقلت سبحان ربي العظيم و بحمده أستغفر الله ربي و أتوب إليه ثلاثمائة مرة و نيفا و ستين مرة فرفع رأسه ثم نهض فاتبعته و أنا أقول في نفسي إن أذن لي دخلت عليه ثم قلت له جعلت فداك أنتم تصنعون هكذا فكيف ينبغي لنا أن نصنع فلما أن وقفت على الباب خرج إلي مصادف فقال ادخل يا منصور فدخلت فقال لي مبتدئا يا منصور إنكم إن أكثرتم أو أقللتم فو الله ما يقبل إلا منكم
-16 العيون، عن أحمد بن زياد عن علي بن إبراهيم عن محمد بن الحسن المدني عن عبد الله بن الفضل عن أبيه في حديث طويل أنه دخل على أبي الحسن موسى ع قال فإذا أنا بغلام أسود بيده مقص يأخذ اللحم من جبينه و عرنين أنفه من كثرة سجوده
17- كتاب الملهوف، عن علي بن الحسين ع أنه برز إلى الصحراء فتبعه مولى له فوجده ساجدا على حجارة خشنة فأحصى عليه ألف مرة لا إله إلا الله حقا حقا لا إله إلا الله تعبدا و رقا لا إله إلا الله إيمانا و صدقا ثم رفع رأسه
18- مشكاة الأنوار، نقلا من المحاسن عن ابن أسامة عن أبي عبد الله قال أقرئ من ترى أنه يطيعني و يأخذ بقولي منهم السلام و أوصهم بتقوى الله و الورع في دينهم و الاجتهاد لله و صدق الحديث و أداء الأمانة و طول السجود و حسن الجوار فبهذا جاء محمد ص الحديث
و عن إسماعيل بن عمار قال قال لي أبو عبد الله ع أوصيك بتقوى الله و الورع و صدق الحديث و أداء الأمانة و حسن الجوار و كثرة السجود فبذلك أمرنا محمد ص
و عن أبي بصير قال قال لي أبو عبد الله ع يا أبا محمد عليكم بالورع و الاجتهاد و صدق الحديث و أداء الأمانة و حسن الصحابة لمن صحبكم و طول السجود فإن ذلك من سنن الأوابين
و قال سمعته يقول الأوابون هم التوابون
19- كتاب زيد الزراد، عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع إني لأكره للرجل أن تكون جبهته جلحاء ليس فيها شيء من أثر السجود و بسط راحته إنه يستحب للمصلي أن يكون ببعض مساجده شيء من أثر السجود فإنه لا يأمن أن يموت في موضع لا يعرف فيحضره المسلم فلا يدري على ما يدفنه