الآيات البقرة حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَ الصَّلاةِ الْوُسْطى الأنعام وَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ مريم فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَ اتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا الأنبياء إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ المؤمنون وَ الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ و قال تعالى أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَ هُمْ لَها سابِقُونَ النور فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ وَ إِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَ يَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَ اللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ. المعارج إِلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ إلى قوله تعالى وَ الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ. الماعون فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ. تفسير يُؤْمِنُونَ بِهِ أي بالقرآن أو النبي ص وَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ قال الطبرسي أي على أوقاتها يُحافِظُونَ أي يراعونها ليؤدوها فيها و يقيموها بإتمام ركوعها و سجودها و جميع أركانها ففي هذا دلالة على عظم قدر الصلاة و منزلتها لأنه سبحانه خصها بالذكر من بين سائر الفرائض و نبه على أن من كان مصدقا بالقيامة و بالنبي ص لا يخل بها و لا يتهاون بها و لا يتركها. فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أي فعقبهم و جاء من بعدهم عقب سوء يقال خلف صدق بالفتح و خلف سوء بالسكون أَضاعُوا الصَّلاةَ قيل أي تركوها و قيل أضاعوها بتأخيرها عن مواقيتها قال الطبرسي ره و هو المروي عن أبي عبد الله ع و في الكافي عن الصادق ع في حديث و ليس إن عجلت قليلا أو أخرت قليلا بالذي يضرك ما لم تضيع تلك الإضاعة فإن الله عز و جل يقول لقوم أَضاعُوا الصَّلاةَ الآية وَ اتَّبَعُوا الشَّهَواتِ أي فيما حرم عليهم و في الجامع عن أمير المؤمنين ع من بنى الشديد و ركب المنظور و لبس المشهور و في المجمع قال وهب فخلف من بعدهم خلف شرابون للقهوات لعابون بالكعبات ركابون للشهوات متبعون للذات تاركون للجمعات مضيعون للصلوات فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا أي جزاء التي و عن ابن عباس أي شرا و خيبة و قيل الغي واد في جهنم. وَ الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ قال علي بن إبراهيم أي على أوقاتها و حدودها و في الكافي عن الباقر ع أنه سئل عن هذه الآية فقال هي الفريضة قيل الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ قال النافلة أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ أي يبادرون إلى الطاعات و يسابقون إليها رغبة منهم فيها وَ هُمْ لَها سابِقُونَ أي و هم لأجل تلك الخيرات سابقون إلى الجنة أو هم إليها سابقون قيل أي سبقوا الأمم أو أمثالهم إلى الخيرات و الآية تدل على استحباب أداء الفرائض و النوافل في أوائل أوقاتها. فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ أي المشكاة المقدم ذكرها في بيوت هذه صفتها و هي المساجد في قول ابن عباس و جماعة و قيل هي بيوت الأنبياء قال الطبرسي
روي ذلك مرفوعا أنه سئل النبي ص لما قرأ الآية أي بيوت هذه فقال بيوت الأنبياء فقال أبو بكر فقال يا رسول الله هذا البيت منها يعني بيت علي و فاطمة ع قال نعم من أفاضلها و يعضده آية التطهير و قوله تعالى رَحْمَتُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ
فالمراد بالرفع التعظيم و رفع القدر من الأرجاس و التطهير من المعاصي و الأدناس و قيل المراد برفعها رفع الحوائج فيها إلى الله تعالى و قد مر في كتاب الحجة الأخبار الكثيرة في تأويل البيوت و أهلها فلا نعيدها. وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ قيل أي يتلى فيها كتابه و قيل أي يذكر فيها أسماؤه الحسنى يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ قال الطبرسي ره أي يصلى له فيها بالبكر و العشايا عن ابن عباس و قال كل تسبيح في القرآن صلاة و قيل المراد به معناه المشهور رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ أي لا تشغلهم و لا تصرفهم تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ أي إقامتها فحذف الهاء لأنها عوض عن الواو في أقوام فلما أضافه صار المضاف إليه عوضا عن الهاء و روي عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع أنهم قوم إذا حضرت الصلاة تركوا التجارة و انطلقوا إلى الصلاة و هم أعظم أجرا ممن لم يتجر انتهى.
و في الفقيه عن الصادق ع و في هذه الآية قال كانوا أصحاب تجارة فإذا حضرت الصلاة تركوا التجارة و انطلقوا إلى الصلاة و هم أعظم أجرا ممن لا يتجر
و في الكافي رفعه قال هم التجار الذين لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله إذا دخل مواقيت الصلوات أدوا إلى الله حقه فيها
و عن الصادق ع أنه سئل عن تاجر ما فعل فقيل صالح و لكنه قد ترك التجارة فقال ع عمل الشيطان ثلاثا أ ما علم أن رسول الله ص اشترى عيرا أتت من الشام فاستفضل منها ما قضى دينه و قسم في قرابته يقول الله عز و جل رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ الآية يقول القصاص إن القوم لم يكونوا يتجرون كذبوا و لكنهم لم يكونوا يدعون الصلاة في ميقاتها و هو أفضل ممن حضر الصلاة و لم يتجر
يَخافُونَ يَوْماً مع ما هم فيه من الذكر و الطاعة تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ تضطرب و تتغير فيه من الهول وَ يَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ أشياء لم يعدهم على أعمالهم و لم تخطر ببالهم وَ اللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ تقرير للزيادة و تنبيه على كمال القدرة و نفاذ المشية و سعة الإحسان و يحتمل أن يكون الغرض التنبيه على أنه ينبغي ألا يجعل طلب الرزق مانعا من إقامة الصلاة و ذكر الله و سائر العبادات. الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ أي مستمرون على أدائها لا يخلون بها و لا يتركونها
و قال الطبرسي ره روي عن أبي جعفر ع أن هذا في النوافل و قوله وَ الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ في الفرائض و الواجبات
و قيل هم الذين لا يزيلون وجوههم عن سمت القبلة وَ الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ
قال الطبرسي ره روى محمد بن الفضيل عن أبي الحسن ع أنه قال أولئك أصحاب الخمسين صلاة من شيعتنا
و روى زرارة عن أبي جعفر ع أنه قال هذه الفريضة من صلاها عارفا بحقها لا يؤثر عليها غيرها كتب الله له بها براءة لا يعذبه و من صلاها لغير وقتها مؤثرا عليها غيرها فإن ذلك إليه إن شاء غفر له و إن شاء عذبه
الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ قال علي بن إبراهيم قال عنى به تاركون لأن كل إنسان يسهو في الصلاة قال أبو عبد الله ع تأخير الصلاة عن أول وقتها لغير عذر و في المجمع هم الذين يؤخرون الصلاة عن أوقاتها عن ابن عباس و روي ذلك مرفوعا و قيل يريد المنافقين الذين لا يرجون لها ثوابا إن صلوا و لا يخافون عليها عقابا إن تركوا فهم عنها غافلون حتى يذهب وقتها فإذا كانوا مع المؤمنين صلوها رئاء و إذا لم يكونوا معهم لم يصلوا و هو قوله الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ عن علي ع و ابن عباس و قيل ساهون عنها لا يبالون صلوا أم لم يصلوا و قيل هم الذين يتركون الصلاة و قيل هم الذين لا يصلونها لمواقيتها و لا يتمون ركوعها و لا سجودها.
و روى العياشي بالإسناد عن يونس بن عمار عن أبي عبد الله ع قال سألته عن قوله الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ أ هي وسوسة الشيطان قال لا كل أحد يصيبه هذا و لكن أن يغفلها و يدع أن يصلي في أول وقتها
و عن أبي أسامة زيد الشحام قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله تعالى الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ قال هو الترك لها و التواني عنها
و عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن ع قال هو التضييع لها
1- السرائر، نقلا من كتاب حريز عن زرارة قال قال أبو جعفر ع اعلم أن أول الوقت أبدا أفضل فتعجل الخير أبدا ما استطعت و أحب الأعمال إلى الله تعالى ما دام عليه العبد و إن قل
بيان يدل على أفضلية أول الوقت مطلقا و استثني منه مواضع الأول تأخير الظهر و العصر للمتنفل بمقدار ما يصلي النافلة و أما غير المتنفل فأول الوقت له أفضل هذا هو المشهور بين الأصحاب و ذهب المتأخرون إلى استحباب تأخير الظهر مقدار ما يمضي من أول الزوال ذراع من الظل و في العصر ذراعان مطلقا و قيل إلى أن يصير ظل كل شيء مثله و الأول أظهر كما ستعرف فما ورد من الأخبار بأن النبي ص كان يصلي الظهر على ذراع و العصر على ذراعين محمول على أنه كان يطيل النوافل بحيث يفرغ في ذلك الوقت أو كان ينتظر الجماعة و اجتماع الناس و ما ورد أن وقت الظهر على ذراع و ما يقرب منه فمحمول على الوقت المختص الذي لا يشترك النافلة معها فيه و كذا المثل. الثاني يستحب تأخير المغرب إلى ذهاب الحمرة المشرقية على القول بدخول وقتها بغيبوبة القرص. الثالث يستحب تأخير المغرب و العشاء للمفيض من عرفة فإنه يستحب تأخيرهما إلى المزدلفة و إن مضى ربع الليل و نقل عليه الإجماع. الرابع تأخير العشاء إلى ذهاب الحمرة المغربية كما ستعرف. الخامس المستحاضة تؤخر الظهر و المغرب إلى آخر وقت فضيلتهما للجمع بينهما و بين العصر و العشاء بغسل واحد. السادس من في ذمته قضاء الفريضة يستحب له تأخير الحاضرة إلى آخر الوقت و قيل بوجوبه و سيأتي تحقيقه. السابع تأخير صلاة الفجر حتى يكمل له نافلة الليل إذا أدرك منها أربعا. الثامن تأخير المغرب للصائم إذا نازعته نفسه إلى الإفطار أو كان من يتوقع إفطاره. التاسع الظان دخول الوقت و لا طريق له إلى العلم يستحب له التأخير إلى حصول العلم كما مر. العاشر المدافع للأخبثين يستحب له التأخير إلى أن يدفعهما. الحادي عشر تأخير صلاة الليل إلى آخره. الثاني عشر تأخير ركعتي الفجر إلى طلوع الفجر الأول. الثالث عشر تأخير مريد الإحرام الفريضة الحاضرة حتى يصلي نافلة الإحرام. الرابع عشر تأخير الصلاة للمتيمم إلى آخر الوقت كما مر. الخامس عشر تأخير السلس و المبطون الظهر و المغرب للجمع. السادس عشر تأخير ذوات الأعذار الصلاة إلى آخر الوقت عند رجاء زوال العذر و أوجبه المرتضى ره و ابن الجنيد و سلار. السابع عشر تأخير الوتيرة ليكون الختم بها إلا في النافلة شهر رمضان على قول بيان الثامن عشر تأخير المربية ذات الثوب الواحد الظهرين إلى آخر الوقت ليصلي أربع صلوات بعد غسله. التاسع عشر تأخير الصبح عن نافلته إذا لم يصل قبله. العشرون تأخير المسافر إلى الدخول ليتم و قد دل عليه صحيحة محمد بن مسلم. الحادي و العشرون توقع المسافر النزول إذا كان ذلك أرفق به كما قيل. الثاني و العشرون انتظار الإمام و المأموم الجماعة كما يظهر من بعض الأخبار. الثالث و العشرون إذا كان التأخير مشتملا على صفة كمال كالوصول إلى مكان شريف أو التمكن من استيفاء أفعالها على الوجه الأكمل كحضور القلب و غيره. الرابع و العشرون التأخير لقضاء حاجة المؤمن و لا شك أنه أعظم من النافلة فلا يبعد استحباب تأخير الفريضة أيضا كما قيل. الخامس و العشرون الإبراد بالظهر على قول كما سيأتي
2- كتاب حسين بن عثمان، عن رجل عن أبي عبد الله ع قال إن العبد إذا صلى الصلاة لوقتها و حافظ عليها ارتفعت بيضاء نقية تقول حفظتني حفظك الله و إذا لم يصلها لوقتها و لم يحافظ عليها رجعت سوداء مظلمة تقول ضيعتني ضيعك الله
3- العلل، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن حديد و ابن أبي نجران عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع قال لا تحتقرن بالبول و لا تتهاون به و لا بصلاتك فإن رسول الله ص قال عند موته ليس مني من استخف بصلاته لا يرد علي الحوض لا و الله ليس مني من شرب مسكرا لا يرد علي الحوض لا و الله
4- و منه، عن أبيه عن سعد عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن الحسن بن زياد العطار عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص ليس مني من استخف بالصلاة لا يرد علي الحوض لا و الله
5- مجالس المفيد، عن محمد بن عمر الجعابي عن ابن عقدة عن أحمد بن يحيى عن محمد بن علي عن أبي بدر عن عمرو عن يزيد بن مرة عن سويد بن غفلة عن علي بن أبي طالب ع قال قال رسول الله ص ما من عبد اهتم بمواقيت الصلاة و مواضع الشمس إلا ضمنت له الروح عند الموت و انقطاع الهموم و الأحزان و النجاة من النار كنا مرة رعاة الإبل فصرنا اليوم رعاة الشمس
6- مجالس الصدوق، فيما كلم موسى ع ربه إلهي ما جزاء من صلى الصلاة لوقتها قال أعطيه سؤله و أبيحه جنتي
7- و منه، عن الحسين بن إبراهيم بن ناتانة عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار الساباطي عن أبي عبد الله ع قال من صلى الصلوات المفروضات في أول وقتها فأقام حدودها رفعها الملك إلى السماء بيضاء نقية و هي تهتف به حفظك الله كما حفظتني أستودعك الله كما استودعتني ملكا كريما و من صلاها بعد وقتها من غير علة فلم يقم حدودها رفعها الملك سوداء مظلمة و هي تهتف به ضيعتني ضيعك الله كما ضيعتني و لا رعاك الله كما لم ترعني ثم قال الصادق ع إن أول ما يسأل عنه العبد إذا وقف بين يدي الله جل جلاله عن الصلوات المفروضات و عن الزكاة المفروضة و عن الصيام المفروض و عن الحج المفروض و عن ولايتنا أهل البيت فإن أقر بولايتنا ثم مات عليها قبلت منه صلاته و صومه و زكاته و حجه و إن لم يقر بولايتنا بين يدي الله جل جلاله لم يقبل الله عز و جل منه شيئا من أعماله
8- و منه، بهذا الإسناد عن ابن محبوب عن عبد العزيز عن ابن أبي يعفور قال أبو عبد الله ع إذا صليت صلاة فريضة فصلها لوقتها صلاة مودع يخاف أن لا يعود إليها أبدا ثم اصرف ببصرك إلى موضع سجودك فلو تعلم من عن يمينك و شمالك لأحسنت صلاتك و اعلم أنك بين يدي من يراك و لا تراه
9- و منه، عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن إبراهيم بن هاشم عن ابن محبوب مثله
ثواب الأعمال، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن ابن محبوب مثله
10- مجالس الصدوق، عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن محمد بن أحمد الأشعري عن محمد بن آدم عن الحسن بن علي الخزار عن الحسين بن أبي العلاء عن الصادق ع قال أحب العباد إلى الله عز و جل رجل صدوق في حديثه محافظ على صلواته و ما افترض الله عليه مع أدائه الأمانة
الإختصاص، عن ابن أبي العلاء مثله
11- مجالس الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكل عن عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن خالد بن جرير عن أبي الربيع عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص لا ينال شفاعتي غدا من أخر الصلاة المفروضة بعد وقتها
مجالس ابن الشيخ، عن أبيه عن الحسين بن عبيد الله الغضائري عن الصدوق مثله
12- مجالس الصدوق، و ثواب الأعمال، عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الصيرفي عن الحسن بن علي بن فضال عن سعيد بن غزوان عن السكوني عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص لا يزال الشيطان هائبا لابن آدم ذعرا منه ما صلى الصلوات الخمس لوقتهن فإذا ضيعهن اجترأ عليه فأدخله في العظائم
المحاسن، عن محمد بن علي عن ابن فضال مثله بيان قال الجوهري ذعرته أذعره ذعرا أفزعته و الاسم الذعر بالضم و قد ذعر فهو مذعور و في النهاية فيه لا يزال الشيطان ذاعرا من المؤمن أي ذا ذعر و خوف أو هو فاعل بمعنى مفعول أي مذعور
13- قرب الإسناد، عن أحمد بن إسحاق بن سعد عن بكر بن محمد الأزدي قال قال أبو عبد الله ع لفضل الوقت الأول على الأخير خير للمؤمن من ولده و ماله
14- ثواب الأعمال، عن محمد بن موسى بن المتوكل عن عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد عن العباس بن معروف عن الأزدي مثله
15- ثم قال و في حديث آخر قال الصادق ع فضل الوقت الأول على الأخير كفضل الآخرة على الدنيا
16- الخصال، عن العطار، عن أبيه عن أحمد بن محمد البرقي عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن عمر بن عبد العزيز عن الخيبري عن يونس بن ظبيان و المفضل بن عمر معا عن أبي عبد الله ع قال خصلتان من كانتا فيه و إلا فاعزب ثم اعزب ثم اعزب قيل و ما هما قال الصلاة في مواقيتها و المحافظة عليها و المواساة
17- كتاب الإخوان، للصدوق بإسناده عن المفضل بن عمر مثله
بيان و إلا فاعزب أي مستحق لأن يقال له اعزب أي أبعد كما يقال سحقا و بعدا أو أقيم الأمر مقام الخبر أي هو عازب و بعيد عن الخير و يمكن أن يقرأ على صيغة أفعل التفضيل أي هو أبعد الناس من الخير و الأول أفصح و أظهر قال الجوهري عزب عني فلان يعزب و يعزب أي بعد و غاب و إبل عزيب لا تروح على الحي و هو جمع عازب و في الحديث من قرأ القرآن في أربعين ليلة فقد عزب أي بعد عهده بما ابتدأه منه
18- الخصال، عن الخليل بن أحمد عن أبي القاسم البغوي عن علي بن الجعد عن شعبة عن الوليد بن العيزار عن أبي عمرو الشيباني عن ابن مسعود قال سألت رسول الله ص أي الأعمال أحب إلى الله عز و جل قال الصلاة لوقتها
19- و منه، في خبر الأعمش بالسند المتقدم عن الصادق ع قال الصلاة تستحب في أول الأوقات
20- العيون، فيما كتب الرضا ع للمأمون الصلاة في أول الوقت أفضل
21- الخصال، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى اليقطيني عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن أبي بصير و محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع ليس عمل أحب إلى الله عز و جل من الصلاة فلا يشغلنكم عن أوقاتها شيء من أمور الدنيا فإن الله عز و جل ذم أقواما فقال الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ يعني أنهم غافلون استهانوا بأوقاتها
22- العيون، عن محمد بن علي بن الشاه عن أبي بكر بن عبد الله النيسابوري عن عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي عن أبيه و عن أحمد بن إبراهيم الخوزي عن إبراهيم بن مروان عن جعفر بن زياد عن أحمد بن عبد الله الهروي و عن الحسين بن محمد الأشناني عن علي بن محمد بن مهرويه عن داود بن سليمان جميعا عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص لا يزال الشيطان ذعرا من المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس فإذا ضيعهن تجرأ عليه و أوقعه في العظائم
23- و منه، بهذه الأسانيد قال قال رسول الله ص لا تضيعوا صلاتكم فإن من ضيع صلاته حشر مع قارون و هامان و كان حقا على الله أن يدخله النار مع المنافقين فالويل لمن لم يحافظ على صلاته و أداء سنة نبيه ص
صحيفة الرضا، بإسناده عنه عن آبائه ع مثل الخبرين
24- مجالس ابن الشيخ، بإسناده فيما أوصى به أمير المؤمنين ع عند وفاته أوصيك يا بني بالصلاة عند وقتها و الزكاة في أهلها عند محلها
25- و منه، فيما كتب أمير المؤمنين ع لمحمد بن أبي بكر ارتقب وقت الصلاة فصلها لوقتها و لا تعجل بها قبله لفراغ و لا تؤخرها عنه لشغل فإن رجلا سأل رسول الله ص عن أوقات الصلاة فقال رسول الله ص أتاني جبرئيل ع وقت الصلاة حين زالت الشمس فكانت على حاجبه الأيمن ثم أتاني وقت العصر فكان ظل كل شيء مثله ثم صلى المغرب حين غربت الشمس ثم صلى العشاء الآخرة حين غاب الشفق ثم صلى الصبح فأغلس بها و النجوم مشتبكة فصل لهذه الأوقات و الزم السنة المعروفة و الطريق الواضح ثم انظر ركوعك و سجودك فإن رسول الله ص كان أتم الناس صلاة و أخفهم عملا فيها و اعلم أن كل شيء من عملك تبع لصلاتك فمن ضيع الصلاة فإنه لغيرها أضيع
26- معاني الأخبار، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد البرقي عن هارون بن الجهم عن أبي جميلة عن سعد الإسكاف عن أبي جعفر ع قال ثلاث كفارات إسباغ الوضوء في السبرات و المشي بالليل و النهار إلى الجماعات و المحافظة على الصلوات
27- العلل، عن أبي الهيثم عبد الله بن محمد عن محمد بن علي الصائغ عن سعيد بن منصور عن سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله ص إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة فإن الحر من فيح جهنم و اشتكت النار إلى ربها فأذن لها في نفسين نفس في الشتاء و نفس في الصيف فشدة ما يجدون من الحر من فيحها و ما يجدون من البرد من زمهريرها
قال الصدوق رحمه الله معنى قوله فأبردوا بالصلاة أي اعجلوا بها و هو مأخوذ من البريد و تصديق ذلك ما روي أنه ما من صلاة يحضر وقتها إلا نادى ملك قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على ظهوركم فأطفئوها بصلاتكم. بيان ظاهر الخبر استحباب تأخير صلاة الظهر عن وقت الفضيلة في شدة الحر و هذا الخبر ضعيف لكن
روى الصدوق في الفقيه في الصحيح عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله ع قال كان المؤذن يأتي النبي ص في الحر في صلاة الظهر فيقول له رسول الله ص أبرد أبرد
و لا استبعاد في كون التأخير في الحر أفضل توسيعا للأمر و دفعا للحرج لكن لما كان مخالفا لسائر الأخبار و موافقا لطريقة المخالفين حمله بعضهم على التقية و بعضهم أوله كالصدوق و قال في المنتهى لا نعلم خلافا بين أهل العلم في استحباب تعجيل الظهر في غير الحر قالت عائشة ما رأيت أحدا أشد تعجيلا للظهر من رسول الله ص أما في الحر فيستحب الإبراد بها إن كانت البلاد حارة و صليت في المسجد جماعة و به قال الشافعي ثم نقل الروايتين من طريق الخاصة و العامة ثم قال و لأنه موضع ضرورة فاستحب التأخير لزوالها أما لو لم يكن الحر شديدا أو كانت البلاد باردة أو صلى في بيته فالمستحب فيه التعجيل و هو مذهب الشافعي خلافا لأصحاب الرأي و أحمد انتهى. و أما تأويل الصدوق رحمه الله ففي أكثر النسخ و هو مأخوذ من البريد و في بعضها من التبريد و البريد الرسول و المسرع و الأخذ منه بعيد و أما التبريد و الإبراد فقال في القاموس أبرد دخل في آخر النهار و أبرده جاء به باردا و الأبردان الغداة و العشي و قال في النهاية في الحديث أبردوا بالظهر فالإبراد انكسار الوهج و الحر و هو من الإبراد الدخول في البرد و قيل معناه صلوها في أول وقتها من برد النهار و هو أوله و في المغرب الباء للتعدية و المعنى أدخلوا صلاة الظهر في البرد أي صلوها إذا سكنت شدة الحر انتهى. و قد يقال في توجيه كلام الصدوق إنه ص أمر بتعجيل الأذان و الإسراع فيه كفعل البريد في مشيه إما ليتخلص الناس من شدة الحر سريعا و يتفرقوا من صلاتهم حثيثا و إما ليعجل راحة القلب و قرة العين كما كان النبي ص يقول أرحنا يا بلال و كان يقول قرة عيني الصلاة. و قيل يعني أبرد نار الشوق و اجعلني ثلج الفؤاد بذكر ربي و قيل الباء للسببية و الإبراد الدخول في البرد و المعنى ادخلوا في البرد و سكنوا عنكم الحر بالاشتغال بمقدمات الصلاة من المضمضة و الاستنشاق و غسل الأعضاء فإنها تسكن الحر. و قال في النهاية فيه شدة الحر من فيح جهنم الفيح سطوع الحر و فورانه و يقال بالواو و فاحت القدر تفوح و تفيح إذا غلت و قد أخرجه مخرج التشبيه و التمثيل أي كأنه نار جهنم في حرها انتهى. و قال بعضهم اشتكاء النار مجاز من كثرتها و غليانها و ازدحام أجزائها بحيث يضيق عنها مكانها فيسعى كل جزء في إفناء الجزء الآخر و الاستيلاء على مكانها و نفسها لهبها و خروج ما ينزل منها مأخوذ من نفس الحيوان في الهواء الدخاني الذي تخرجه القوة الحيوانية و ينقى منه حوالي القلب. و قوله أشد ما يجدون من الحر خبر مبتدإ محذوف أي ذلك أشد و تحقيقه أن أحوال هذا العالم عكس أمور ذلك العالم و آثارها فكما جعل المستطابات و ما يستلذ بها الإنسان في الدنيا أشباه نعيم الجنان و من جنس ما أعد لهم فيها ليكونوا أميل إليها و أرغب فيها و يشهد لذلك قوله تعالى كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ كذلك جعل الشدائد المولمة و الأشياء المؤذية أنموذجا لأحوال الجحيم و ما يعذب الكفرة و العصاة ليزيد خوفهم و انزجارهم عما يوصلهم إليه فما يوجد من السموم المهلكة فمن حرها و ما يوجد من الصراصر المجمدة فمن زمهريرها و هو طبقة من طبقات الجحيم
28- ثواب الأعمال، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج عن أبان بن تغلب قال قال أبو عبد الله ع يا أبان هذه الصلوات الخمس المفروضات من أقامهن و حافظ على مواقيتهن لقي الله يوم القيامة و له عنده عهد يدخله به الجنة و من لم يصلهن لمواقيتهن فذلك إليه إن شاء غفر له و إن شاء عذبه
-29 و منه، بالإسناد المتقدم عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن إسماعيل البصري عن الفضيل عن أبي عبد الله ع قال دخل رسول الله ص المسجد و فيه ناس من أصحابه قال تدرون ما قال ربكم قالوا الله و رسوله أعلم قال إن ربكم يقول هذه الصلوات الخمس المفروضات فمن صلاهن لوقتهن و حافظ عليهن لقيني يوم القيامة و له عندي عهد أدخله به الجنة و من لم يصلهن لوقتهن و لم يحافظ عليهن فذلك إلي إن شئت عذبته و إن شئت غفرت له
توضيح لوقتهن قال الشيخ البهائي قدس سره اللام إما بمعنى في كما قالوه في قوله تعالى وَ نَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ أو بمعنى بعد كما قالوه في قوله ع صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته أو بمعنى عند كما قالوه في قولهم كتبت الكتاب لخمس خلون من شهر كذا و الجار و المجرور في قوله تعالى فذلك إلي خبر مبتدإ محذوف و التقدير فذلك أمره إلي و يحتمل أن يكون هو الخبر عن اسم الإشارة أي فذلك الشخص صائر إلي و راجع إلي انتهى و الواو في قوله و لم يحافظ إن لم يكن العطف للتفسير فهو بمعنى أو كما يدل عليه ما تقدمه
30- ثواب الأعمال، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن سعد بن أبي خلف عن أبي الحسن موسى ع قال الصلوات المفروضات في أول وقتها إذا أقيم حدودها أطيب ريحا من قضيب الآس حين يؤخذ من شجره في طيبه و ريحه و طراوته فعليكم بالوقت الأول
بيان قال الجوهري شيء طري أي غض بين الطراوة و قال قطرب طرو اللحم و طري طراوة و طراءة
-31 مجالس الصدوق، و ثواب الأعمال، عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن أبي سمينة عن الحسن بن علي بن فضال عن الميثمي عن أبي بصير قال دخلت على أم حميدة أعزيها بأبي عبد الله ع فبكت و بكيت لبكائها ثم قالت يا با محمد لو رأيت أبا عبد الله ع عند الموت لرأيت عجبا فتح عينيه ثم قال اجمعوا لي كل من بيني و بينه قرابة قالت فلم نترك أحدا إلا جمعناه قالت فنظر إليهم ثم قال إن شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة
المحاسن، عن محمد بن علي و غيره عن ابن فضال عن المثنى عن أبي بصير مثله
32- ثواب الأعمال، عن محمد بن موسى بن المتوكل عن علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبي عمران الأرمني عن عبد الله بن عبد الرحمن عن هشام الجواليقي عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص من صلى الصلاة لغير وقتها رفعت له سوداء مظلمة تقول ضيعك الله كما ضيعتني و أول ما يسأل العبد إذا وقف بين يدي الله عز و جل عن الصلاة فإن زكت صلاته زكي سائر عمله و إن لم تزك صلاته لم يزك عمله
33- المحاسن، عن أبي عمران الدهني عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري عن هشام الجواليقي مثله و فيه لم تزك سائر أعماله
بيان أكثر تلك الأخبار ظاهرها أن المراد بها وقت الفضيلة
-34 المحاسن، عن ابن محبوب عن جميل عن أبي جعفر ع قال أيما مؤمن حافظ على صلاة الفريضة فصلاها لوقتها فليس هو من الغافلين فإن قرأ فيها بمائة آية فهو من الذاكرين
35- و منه، عن ابن محبوب رفع الحديث إلى أبي جعفر ع أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص في مرضه الذي توفي فيه و أغمي عليه ثم أفاق فقال لا ينال شفاعتي من أخر الصلاة بعد وقتها
36- و منه، عن عبد الرحمن بن حماد الكوفي عن ميسر بن سعيد القصير الجوهري عن رجل عن أبي عبد الله ع قال يعرف من يصف الحق بثلاث خصال ينظر إلى أصحابه من هم و إلى صلاته كيف هي و في أي وقت يصليها فإن كان ذا مال نظر أين يضع ماله
37- فقه الرضا، قال ع حافظوا على مواقيت الصلوات فإن العبد لا يأمن الحوادث و من دخل عليه وقت فريضة فقصر عنها عمدا متعمدا فهو خاطئ من قول الله فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ يقول عن وقتهم يتغافلون و اعلم أن أفضل الفرائض بعد معرفة الله جل و عز الصلوات الخمس و أول الصلوات الظهر و أول ما يحاسب العبد عليه الصلاة فإن صحت له الصلاة صحت له ما سواها و إن ردت ردت ما سواها و إياك أن تكسل عنها أو تتوانى فيها أو تتهاون بحقها أو تضيع حدها و حدودها أو تنقرها نقر الديك أو تستخف بها أو تشتغل عنها بشيء من عرض الدنيا أو تصل بغير وقتها
و قال رسول الله ص ليس مني من استخف بصلاته لا يرد علي الحوض لا و الله
و قال العالم ع إن الرجل يصلي في وقت و ما فاته من الوقت الأول خير من ماله و ولده
38- الخرائج، عن إبراهيم بن موسى القزاز قال خرج الرضا ع يستقبل بعض الطالبين و جاء فمال إلى قصر هناك فنزل تحت صخرة فقال أذن فقلت ننتظر يلحق بنا أصحابنا فقال غفر الله لك لا تؤخرن صلاة عن أول وقتها إلى آخر وقتها من غير علة عليك ابدأ بأول الوقت فأذنت و صلينا تمام الخبر
بيان يدل على أنه لا ينبغي التأخير عن أول الوقت لانتظار الرفقة للجماعة أيضا
39- فلاح السائل، أروي بحذف الإسناد عن سيدة النساء فاطمة ابنة سيد الأنبياء صلوات الله عليها و على أبيها و على بعلها و على أبنائها الأوصياء أنها سألت أباها محمدا ص فقالت يا أبتاه ما لمن تهاون بصلاته من الرجال و النساء قال يا فاطمة من تهاون بصلاته من الرجال و النساء ابتلاه الله بخمس عشرة خصلة ست منها في دار الدنيا و ثلاث عند موته و ثلاث في قبره و ثلاث في القيامة إذا خرج من قبره فأما اللواتي تصيبه في دار الدنيا فالأولى يرفع الله البركة من عمره و يرفع الله البركة من رزقه و يمحو الله عز و جل سيماء الصالحين من وجهه و كل عمل يعمله لا يؤجر عليه و لا يرتفع دعاؤه إلى السماء و السادسة ليس له حظ في دعاء الصالحين و أما اللواتي تصيبه عند موته فأولاهن أنه يموت ذليلا و الثانية يموت جائعا و الثالثة يموت عطشانا فلو سقي من أنهار الدنيا لم يرو عطشه و أما اللواتي تصيبه في قبره فأولاهن يوكل الله به ملكا يزعجه في قبره و الثانية يضيق عليه قبره و الثالثة تكون الظلمة في قبره و أما اللواتي تصيبه يوم القيامة إذا خرج من قبره فأولاهن أن يوكل الله به ملكا يسحبه على وجهه و الخلائق ينظرون إليه و الثانية يحاسب حسابا شديدا و الثالثة لا ينظر الله إليه و لا يزكيه و له عذاب أليم
و روى ابن بابويه في كتاب مدينة العلم فيما رواه عن الصادق ع قال قال رسول الله ص لا تنال شفاعتي غدا من أخر الصلاة المفروضة بعد وقتها
40- الخصال، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار عن أبيه عن محمد بن أحمد عن هارون بن مسلم عن الليثي عن جعفر بن محمد ع قال امتحنوا شيعتنا عند ثلاث عند مواقيت الصلوات كيف محافظتهم عليها و عند أسرارهم كيف حفظهم لها عن عدونا و إلى أموالهم كيف مواساتهم لإخوانهم فيها
41- و منه، و من العيون، عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن إبراهيم بن حمويه عن محمد بن عيسى بن عبيد عن الرضا ع قال في الديك الأبيض خمس خصال من خصال الأنبياء ع معرفته بأوقات الصلوات و الغيرة و السخاء و الشجاعة و كثرة الطروقة
بيان فيه إشعار بجواز الاعتماد على صوت الديك في معرفة الأوقات و سيأتي الكلام فيه و الطروقة بالضم أن يعلو الفحل أنثاه و بالفتح أنثاه قال في النهاية في حديث الزكاة فيها حقه طروقة الفحل أي يعلو الفحل مثلها في سنها و هي فعولة بمعنى مفعولة أي مركوبة للفحل انتهى و الخبر يحتملهما و إن كان الضم أظهر
42- قرب الإسناد، عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال قال أبو عبد الله ع امتحنوا شيعتنا عند مواقيت الصلاة كيف محافظتهم عليها
43- إرشاد القلوب للديلمي، قال كان علي ع يوما في حرب صفين مشتغلا بالحرب و القتال و هو مع ذلك بين الصفين يراقب الشمس فقال له ابن عباس يا أمير المؤمنين ما هذا الفعل قال أنظر إلى الزوال حتى نصلي فقال له ابن عباس و هل هذا وقت صلاة إن عندنا لشغلا بالقتال عن الصلاة فقال ع على ما نقاتلهم إنما نقاتلهم على الصلاة قال و لم يترك صلاة الليل قط حتى ليلة الهرير
44- كتاب الغارات، لإبراهيم بن محمد الثقفي عن يحيى بن صالح عن مالك بن خالد عن عبد الله بن الحسن عن عباية قال كتب أمير المؤمنين ع إلى محمد بن أبي بكر انظر صلاة الظهر فصلها لوقتها لا تعجل بها عن الوقت لفراغ و لا تؤخرها عن الوقت لشغل فإن رجلا جاء إلى رسول الله ص فسأله عن وقت الصلاة فقال ص أتاني جبرئيل ع فأراني وقت الصلاة فصلى الظهر حين زالت الشمس ثم صلى العصر و هي بيضاء نقية ثم صلى المغرب حين غابت الشمس ثم صلى العشاء حين غابت الشفق ثم صلى الصبح فأغلس به و النجوم مشتبكة كان النبي ص كذا يصلي قبلك فإن استطعت و لا قوة إلا بالله أن تلتزم السنة المعروفة و تسلك الطريق الواضح الذي أخذوا فافعل لعلك تقدم عليهم غدا ثم قال و اعلم يا محمد إن كل شيء تبع لصلاتك و اعلم أن من ضيع الصلاة فهو لغيرها أضيع
45- و منه، بإسناده عن ابن نباتة قال قال علي ع في خطبته الصلاة لها وقت فرضه رسول الله ص لا تصلح إلا به فوقت صلاة الفجر حين يزايل المرء ليله و يحرم على الصائم طعامه و شرابه و وقت الصلاة الظهر إذا كان القيظ يكون ظلك مثلك و إذا كان الشتاء حين تزول الشمس من الفلك و ذلك حين تكون على حاجبك الأيمن مع شروط الله في الركوع و السجود و وقت العصر تصلي و الشمس بيضاء نقية قدر ما يسلك الرجل على الجمل الثقيل فرسخين قبل غروبها و وقت صلاة المغرب إذا غربت الشمس و أفطر الصائم و وقت صلاة العشاء الآخرة حين يسق الليل و تذهب حمرة الأفق إلى ثلث الليل فمن نام عند ذلك فلا أنام الله عينه فهذه مواقيت الصلاة إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً
بيان يدل على استحباب تأخير الظهر عند شدة الحر كما مر و يمكن حمله على التقية أيضا حين تكون على حاجبك الأيمن أي عند استقبال نقطة الجنوب أو القبلة فإن قبلتهم قريبة منها قدر ما يسلك الرجل أي بقي ربع اليوم تقريبا فإنهم جعلوا ثمانية فراسخ لمسير الجمل بياض اليوم و هذا قريب من زيادة الفيء قامة أي سبعة أقدام إذ في أواسط المعمورة في أول الحمل و الميزان عند استواء الليل و النهار يزيد الفيء سبعة أقدام في ثلاث ساعات و دقائق و يزيد و ينقص في سائر الفصول و لا يبعد حمل هذا أيضا على التقية لجريان عادة الخلفاء قبله على التأخير أكثر من ذلك فلم يمكنه ع تغيير عادتهم أكثر من هذا. حين يسق الليل مأخوذ من قوله تعالى وَ اللَّيْلِ وَ ما وَسَقَ أي و ما جمع و ما ضم مما كان منتشر بالنهار في تصرفه و ذلك أن الليل إذا أقبل أوى كل شيء مأواه و قيل أي و ما طرد من الكواكب فإنها تظهر بالليل و تخفى بالنهار و أضاف ذلك إلى الليل لأن ظهورها فيه مطرد
46- أسرار الصلاة، عن أبي جعفر ع قال إن أول ما يحاسب به العبد الصلاة فإن قبلت قبل ما سواها و إن الصلاة إذا ارتفعت في وقتها رجعت إلى صاحبها و هي بيضاء مشرقة تقول حفظتني حفظك الله و إذا ارتفعت في غير وقتها بغير حدودها رجعت إلى صاحبها و هي سوداء مظلمة تقول ضيعتني ضيعك الله
بيان رجعت إلى صاحبها الرجوع إما في الآخرة و هو أظهر أو في الدنيا بعد الثبت في ديوان عمله إما برجوع حاملها من الملائكة أو الكتاب الذي أثبت فيه و لا يبعد أن يكون الرجوع و القول استعارة تمثيلية شبه الصلاة الكاملة و ما يعود بها على صاحبها من النفع و البركة بالذي يذهب و يرجع و يقول هذا القول و كذا الصلاة الناقصة و الله يعلم
47- دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمد ع في قول الله عز و جل مَوْقُوتاً قال مفروضا
و عنه ع قال لكل صلاة وقتان أول و آخر فأول الوقت أفضله و ليس لأحد أن يتخذ آخر الوقتين وقتا إلا من علة و إنما جعل آخر الوقت للمريض و المعتل و لمن له عذر و أول الوقت رضوان الله و آخر الوقت عفو الله و إن الرجل ليصلي في الوقت و إن ما فاته من الوقت خير له من أهله و ماله