الآيات البقرة وَ ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ آل عمران مخاطبا لمريم ع وَ ارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ الأعراف وَ أَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ تفسير المشهور في الآية الأولى و الثانية أن المراد بهما الصلاة مع المصلين جماعة و لما لم يقل ظاهرا أحد من علمائنا بوجوبها في غير الجمعة و العيدين مع الشرائط حملوها على الاستحباب المؤكد أو الجمعة و العيدين و الثانية تدل على استحبابها للنساء و أما الثالثة فقال في مجمع البيان عند ذكر الوجوه في تفسيرها و رابعها أن معناه اقصدوا المسجد في وقت كل صلاة أمرا بالجماعة لها ندبا عند الأكثرين و حتما عند الأقلين
1- ثواب الأعمال، عن محمد بن موسى بن المتوكل عن محمد بن جعفر عن موسى بن عمران عن الحسين بن يزيد عن حماد بن عمرو عن أبي الحسن الخراساني عن ميسر بن عبد الله عن أبي عائشة السعدي عن يزيد بن عمر بن عبد العزيز عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة و عبد الله بن عباس قالا قال رسول الله ص من مشى إلى مسجد من مساجد الله عز و جل فله بكل خطوة يخطوها حتى يرجع إلى منزله عشر حسنات و محي عنه عشر سيئات و يرفع له عشر درجات و من حافظ على الجماعة حيث ما كان مر على الصراط كالبرق اللامع في أول زمرة مع السابقين و وجهه أضوأ من القمر ليلة البدر و كان له بكل يوم و ليلة حافظ عليها ثواب شهيد و من حافظ على الصف المقدم فيدرك من الأجر مثل ما للمؤذن و أعطاه الله عز و جل في الجنة مثل ثواب المؤذن
2- مجالس الصدوق، عن أحمد بن محمد بن يحيى عن أبيه محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن علي بن جعفر عن محمد بن عمر الجرجاني قال قال الصادق جعفر بن محمد ع أول جماعة كانت أن رسول الله ص كان يصلي و أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع معه إذ مر به أبو طالب و جعفر معه فقال يا بني صل جناح ابن عمك فلما أحس رسول الله تقدمهما و انصرف أبو طالب مسرورا إلى أن قال فكانت أول جماعة جمعت ذلك اليوم
بيان صل جناح ابن عمك أي تمم جناحه فإن عليا ع بمنزلة أحد الجناحين فكن جناحه الآخر و القراءة بالتشديد بعيدة و الخبر يدل على أنه يستحب للإمام أن يتقدم إذا تعدد المأموم و قال العلامة في المنتهى لو أم اثنين فوقف إلى جنبه أخرهما الإمام و قال أبو حنيفة بل يتقدم هو لنا أن النبي ص أخرج جابرا و جبارا عن جنبيه و جعلهما خلفه و لأنه الأصل في الصلاة فكره له الاشتغال بما ليس من الصلاة بخلاف المأموم انتهى و هذه الرواية أقوى و رواية جابر عامية و يمكن الجمع بحملها على قبل الصلاة و هذه على ما إذا حدث في أثنائهما
3- تنبيه الخاطر، قال رسول الله ص إن الله يستحيي من عبده إذا صلى في جماعة ثم سأله حاجة أن ينصرف حتى يقضيها
4- تحف العقول، عن الرضا ع قال فضل الجماعة على الفرد بكل ركعة ألفا ركعة و لا تصلي خلف فاجر و لا تقتدي إلا بأهل الولاية
5- الذكرى، عن النبي ص صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع و عشرين درجة
ثم قال ره الفذ بالفاء و الذال المعجمة المفرد
و منه عن النبي ص من صلى أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان براءة من النار و براءة من النفاق
6- النفلية، عن النبي ص لا صلاة لمن لم يصل في المسجد مع المسلمين إلا من علة
و عنه ص الصلاة جماعة و لو على رأس زج
و عنه ص إذا سئلت عمن لا يشهد الجماعة فقل لا أعرفه
و عن الصادق ع الصلاة خلف العالم بألف ركعة و خلف القرشي بمائة و خلف العربي خمسون و خلف المولى خمس و عشرون
بيان قال الشهيد الثاني رحمه الله في الخبر الأول المراد نفي الكمال لا الصحة لإجماعنا على صحة الصلاة فرادى و التقييد بالمسجد بناء على الأغلب من وقوع الجماعة فيه و إلا فالنفي المذكور متوجه إلى مطلق الفرادى و قال الزج بضم الزاء و الجيم المشددة الحديدة في أسفل الرمح و العنزة هذا على طريق المبالغة في المحافظة عليها مع السعة و الضيق و الصلاة منصوبة بتقدير احضروا و نحوه أو مرفوعة على الابتداء. فقل لا أعرفه أي لا تزكه بالعدالة و إن ظهر منه المحافظة على الواجبات بترك المنهيات لتهاونه بأعظم السنن و أجلها و عدم المعرفة له كناية عن القدح فيه بالفسق و تعريض به
و قد وقع مصرحا به في حديث آخر رويناه عن الصادق ع أن رسول الله ص قال لا صلاة لمن لا يصلي في المسجد مع المسلمين إلا لعلة و لا غيبة لمن صلى في بيته و رغب عن جماعتنا و من رغب عن جماعة المسلمين سقط عدالته و وجب هجرانه و إن رفع إلى إمام المسلمين أنذره و حذره و من لزم جماعة المسلمين حرمت عليهم غيبته و ثبتت عدالته
و قال المراد بالقرشي المنسوب إلى النضر بن كنانة جد النبي ص و السادة الأشراف أجل هذه الطائفة و العربي المنسوب إلى العرب يقابل العجمي و هو المنسوب إلى غير العرب مطلقا و المولى يطلق على معاني كثيرة و المراد هنا غير العربي بقرينة ما قبله و كثيرا ما يطلق المولى على غير العربي و إن كان حر الأصل
7- مجالس الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكل عن محمد بن جعفر الأسدي عن محمد بن إسماعيل البرمكي عن عبد الله بن وهب عن ثوابه بن مسعود عن أنس عن النبي ص قال من صلى صلاة الفجر في جماعة ثم جلس يذكر الله عز و جل حتى تطلع الشمس كان له في الفردوس سبعون درجة بعد ما بين كل درجتين كحضر الفرس الجواد المضمر سبعين سنة و من صلى الظهر في جماعة كان له في جنات عدن خمسون درجة بعد ما بين كل درجتين كحضر الفرس الجواد خمسين سنة و من صلى العصر في جماعة كان له كأجر ثمانية من ولد إسماعيل كل منهم رب بيت يعتقهم و من صلى المغرب في جماعة كان له كحجة مبرورة و عمرة متقبلة و من صلى العشاء في جماعة كان له كقيام ليلة القدر
بيان الحضر بالضم العدو و قال في النهاية فيه من صام يوما في سبيل الله باعده الله من النار سبعين خريفا للمضمر المجيد المضمر الذي يضمر خيله لغزو أو سباق و تضمير الخيل هو أن يظاهر عليها بالعلف حتى تسمن ثم لا تعلف إلا قوتا لتخف و قيل أن تشد عليها سروجها و تجلل الأجلة حتى تعرق تحتها فيذهب وهلها و يشتد لحمها أي يباعده منها مسافة سبعين سنة تقطعها الخيل المضمرة ركضا
8- الخصال، و المجالس، بالإسناد المتقدم في خبر نفر من اليهود جاءوا إلى رسول الله ص قال النبي ص و أما الجماعة فإن صفوف أمتي في الأرض كصفوف الملائكة في السماء و الركعة في جماعة أربع و عشرون ركعة كل ركعة أحب إلى الله عز و جل من عبادة أربعين سنة و أما يوم القيامة يجمع الله فيه الأولين و الآخرين للحساب فما من مؤمن مشى إلى الجماعة إلا خفف الله عليه عز و جل أهوال يوم القيامة ثم يأمر به إلى الجنة
9- المجالس، عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن محمد البرقي عن أبيه عن بكر بن صالح عن عبد الله بن إبراهيم عن عبد الرحمن عن عمه عبد العزيز عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله ص أ لا أدلكم على شيء يكفر الله به الخطايا و يزيد في الحسنات قيل بلى يا رسول الله قال ص إسباغ الوضوء على المكاره و كثرة الخطى إلى هذه المساجد و انتظار الصلاة بعد الصلاة و ما منكم من أحد يخرج من بيته متطهرا فيصلي الصلاة في الجماعة مع المسلمين ثم يقعد ينتظر الصلاة الأخرى إلا و الملائكة تقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه فإذا قمتم إلى الصلاة فاعدلوا صفوفكم و أقيموها و سدوا الفرج و إذا قال إمامكم الله أكبر فقولوا الله أكبر و إذا ركع فاركعوا و إذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد إن خير الصفوف صف الرجال المقدم و شرها المؤخر
10- معاني الأخبار، و المجالس، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه عن ابن أبي عمير عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن الصادق ع عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها و باطنها من ظاهرها يسكنها من أمتي من أطاب الكلام و أطعم الطعام و أفشى السلام و صلى بالليل و الناس نيام فقال علي ع يا رسول الله و من يطيق هذا من أمتك فقال يا علي أ و ما تدري ما إطابة الكلام من قال إذا أصبح و أمسى سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر عشر مرات و إطعام الطعام نفقة الرجل على عياله و أما الصلاة بالليل و الناس نيام فمن صلى المغرب و العشاء الآخرة و صلاة الغداة في المسجد في جماعة فكأنما أحيا الليل كله و إفشاء السلام أن لا يبخل بالسلام على أحد من المسلمين
11- المجالس، عن جعفر بن محمد بن مسرور عن الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله عن محمد بن زياد عن إبراهيم بن زياد عن الصادق ع قال من صلى خمس صلوات في اليوم و الليلة في جماعة فظنوا به خيرا و أجيزوا شهادته
و منه في خبر المناهي قال النبي ص من أم قوما بإذنهم و هم به راضون فاقتصد بهم في حضوره و أحسن صلاته بقيامه و قراءته و ركوعه و سجوده و قعوده فله مثل أجر القوم و لا ينقص من أجورهم شيء ألا و من أم قوما بأمرهم ثم لم يتم بهم الصلاة و لم يحسن في ركوعه و سجوده و خشوعه و قراءته ردت عليه صلاته و لم تجاوز ترقوته و كانت منزلته كمنزلة إمام جائر معتد لم يصلح إلى رعيته و لم يقم فيهم بحق و لا قام فيهم بأمر و قال ع ألا و من مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة كان له بكل خطوة سبعون ألف حسنة و يرفع له من الدرجات مثل ذلك و إن مات و هو على ذلك وكل الله به سبعين ألف ملك يعودونه في قبره و يؤنسونه في وحدته و يستغفرونه له حتى يبعث
و منه عن أحمد بن زياد الهمداني عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن ميمون القداح عن الصادق عن آبائه ع قال اشترط رسول الله ص على جيران المسجد شهود الصلاة و قال لينتهين أقوام لا يشهدون الصلاة أو لآمرن مؤذنا يؤذن ثم يقيم ثم آمر رجلا من أهل بيتي و هو علي فليحرقن على أقوام بيوتهم بحزم الحطب لأنهم لا يأتون الصلاة
ثواب الأعمال، عن محمد بن علي ماجيلويه عن علي بن إبراهيم مثله المحاسن، عن جعفر بن محمد الأشعري عن القداح مثله
12- مجالس الصدوق، عن جعفر بن محمد بن مسرور عن الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن سنان عن الصادق ع قال صلى رسول الله الفجر فلما انصرف أقبل بوجهه على أصحابه فسأل عن أناس هل حضروا فقالوا لا يا رسول الله فقال أ غيب هم قالوا لا فقال أما إنه ليس من صلاة أشد على المنافقين من هذه الصلاة و العشاء
ثواب الأعمال، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن ابن سنان مثله المحاسن، عن الوشاء مثله
13- المجالس، عن جعفر بن علي الكوفي عن جده الحسن بن علي عن جده عبد الله بن المغيرة عن السكوني عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص من سمع النداء في المسجد فخرج منه من غير علة فهو منافق إلا أن يريد الرجوع إليه
الخصال، عن علي بن الحسين ع قال ما من خطوة أحب إلى الله من خطوتين خطوة يسد بها المؤمن صفا في الله و خطوة إلى ذي رحم قاطع
بيان يحتمل صف الجهاد و الجماعة و الأعم
14- الخصال، عن أبيه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع مروة الحضر قراءة القرآن و مجالسة العلماء و النظر في الفقه و المحافظة على الصلاة في الجماعات الخبر
15- المعاني، و الخصال، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن هارون بن الجهم عن ثوير بن أبي فاختة عن أبي جميلة عن سعد بن طريف عن الباقر ع قال ثلاث كفارات إسباغ الوضوء في السبرات و المشي بالليل و النهار إلى الصلوات و المحافظة على الجماعات
16- الخصال، فيما أوصى به النبي ص عليا ع يا علي ثلاث درجات إسباغ الوضوء في السبرات و انتظار الصلاة بعد الصلاة و المشي بالليل و النهار إلى الجماعات
أقول قد مضى بإسناد آخر في باب المنجيات
و منه عن عبيد بن أحمد الفقيه عن أبي حرب عن محمد بن أبي أجيد عن ابن أبي عيسى الحافظ عن محمد بن إبراهيم عن ابن بكير عن الليث عن أبي الهاد عن عبد الله بن حباب عن أبي سعيد الخدري قال إن رسول الله ص قال صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بخمس و عشرين درجة
قال ره و قال أبي رضي الله عنه في رسالته إلي لصلاة الرجل في جماعة على صلاة الرجل وحده خمس و عشرون درجة في الجنة
و منه في خبر الأعمش قال الصادق ع فضل الجماعة على الفرد بأربع و عشرين
17- مجالس ابن الشيخ، فيما كتب أمير المؤمنين ع لمحمد بن أبي بكر انظر إلى صلاتك كيف هي فإنك إمام لقومك أن تتمها و لا تخففها فليس من إمام يصلي بقوم يكون في صلاتهم نقصان إلا كان عليه لا ينقص من صلاتهم شيء و تممها و تحفظ فيها يكن لك مثل أجرهم و لا ينقص ذلك من أجرهم شيئا
18- العلل، عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن محمد بن علي بن محبوب عن محمد بن الحسن عن ذبيان بن حكيم الأزدي عن موسى بن النمير عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع قال إنما جعل الجماعة و الاجتماع إلى الصلاة لكي يعرف من يصلي ممن لا يصلي و من يحفظ مواقيت الصلاة ممن يضيع و لو لا ذلك لم يمكن أحدا أن يشهد على أحد بصلاح لأن من لم يصل في جماعة فلا صلاة له بين المسلمين لأن رسول الله ص قال لا صلاة لمن لم يصل في المسجد مع المسلمين إلا من علة
بيان و لو لا ذلك أي لو لم يحضروا الآن الجماعة بعد تأكده لا أنه لو لم يفرد أولا كان كذلك
19- مجالس الصدوق، عن الحسين بن إبراهيم بن ناتانة عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع قال من ترك الجماعة رغبة عنها و عن جماعة المسلمين من غير علة فلا صلاة له
ثواب الأعمال، عن محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن حماد عن حريز و فضيل عن زرارة مثله المحاسن، في رواية زرارة عن أبي جعفر مثله
20- العلل، و العيون، عن عبد الواحد بن محمد بن عبدوس عن علي بن قتيبة عن الفضل بن شاذان فيما رواه من العلل عن الرضا ع فإن قال فلم جعلت الجماعة قيل لأن لا يكون الإخلاص و التوحيد و الإسلام و العبادة لله إلا ظاهرا مكشوفا مشهودا لأن في إظهاره حجة على أهل المشرق و المغرب لله عز و جل و ليكون المنافق و المستخف مؤديا لما أقر به يظهر الإسلام و المراقبة و ليكون شهادات الناس بالإسلام من بعضهم لبعض جائزة ممكنة مع ما فيه من المساعدة على البر و التقوى و الزجر عن كثير من معاصي الله عز و جل
21- ثواب الأعمال، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد البرقي عن ابن أبي نجران عن عبد الله بن سنان قال قال أبو عبد الله ع الصلاة في الجماعة تفضل على صلاة المفرد بثلاث و عشرين درجة تكون خمسا و عشرين صلاة
22- المحاسن، عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص من صلى الغداة و العشاء الآخرة في جماعة فهو في ذمة الله فمن ظلمه فإنما ظلم الله و من حقره فإنما يحقر الله
بيان في أكثر نسخ الحديث و من حقره بالحاء المهملة و القاف من التحقير و في بعضها بالخاء المعجمة و الفاء من الخفر و هو نقض العهد يعني لما كان في أمان الله فنقض عهده نقض عهد الله تعالى
و هكذا رواه في الذكرى أيضا ثم قال و عن النبي ص من صلى الغداة فإنه في ذمة الله فلا يخفرن الله في ذمته
يقال أخفرته إذا نقضت عهده أي من نقض عهده فإنه ينقض عهد الله عز و جل لأنه بصلاته صار في ذمة الله و جواره. قال في النهاية بعد ذكر الرواية الثانية خفرت الرجل أجرته و حفظته و خفرته إذا كنت له خفيرا أي حاميا و كفيلا و الخفارة بالكسر و الضم الذمام و أخفرت الرجل إذا نقضت عهده و ذمامه و الهمزة فيه للإزالة أي أزلت خفارته و هو المراد بالحديث
23- المحاسن، في رواية محمد بن علي عن أبي عبد الله ع قال من خلع جماعة المسلمين قدر شبر خلع ربقة الإيمان من عنقه
بيان الظاهر أن المراد هنا ترك إمام الحق و إن أمكن شموله لترك الجماعة أيضا
24- المحاسن، في رواية أبي بصير عن أبي جعفر ع من سمع النداء من جيران المسجد فلم يجب فلا صلاة له
25- مجالس ابن الشيخ، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري عن التلعكبري عن محمد بن همام عن عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن خالد الطيالسي عن زريق الخلقاني قال سمعت أبا عبد الله ع يقول رفع إلى أمير المؤمنين ع بالكوفة أن قوما من جيران المسجد لا يشهدون الصلاة جماعة في المسجد فقال ع ليحضرن معنا صلاتنا جماعة أو ليتحولن عنا و لا يجاورونا و لا نجاورهم
و منه بهذا الإسناد عن زريق قال سمعت أبا عبد الله ع يقول صلاة الرجل في منزله جماعة تعدل أربعا و عشرين صلاة و صلاة الرجل جماعة في المسجد تعدل ثمانيا و أربعين صلاة مضاعفة في المسجد و إن الركعة في المسجد الحرام ألف ركعة في سواه من المساجد و إن الصلاة في المسجد فردا بأربع و عشرين صلاة و الصلاة في منزلك فردا هباء منثور لا يصعد منه إلى الله تعالى شيء و من صلى في بيته جماعة رغبة عن المساجد فلا صلاة له و لا لمن صلى معه إلا من علة تمنع من المسجد
و بهذا الإسناد عن زريق عن أبي عبد الله ع عن أمير المؤمنين ع بلغه أن قوما لا يحضرون الصلاة في المسجد فخطب فقال إن قوما لا يحضرون الصلاة معنا في مساجدنا فلا يؤاكلونا و لا يشاربونا و لا يشاورونا و لا يناكحونا و لا يأخذوا من فيئنا شيئا أو يحضروا معنا صلاتنا جماعة و إني لأوشك أن آمر لهم بنار تشعل في دورهم فأحرقها عليهم أو ينتهون قال فامتنع المسلمون عن مؤاكلتهم و مشاربتهم و مناكحتهم حتى حضروا الجماعة مع المسلمين
26- روى الشهيد الثاني قدس سره في شرحه على الإرشاد من كتاب الإمام و المأموم للشيخ أبي محمد جعفر بن أحمد القمي بإسناده المتصل إلى أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله ص أتاني جبرئيل مع سبعين ألف ملك بعد صلاة الظهر فقال يا محمد إن ربك يقرئك السلام و أهدى إليك هديتين لم يهدهما إلى نبي قبلك قلت و ما تلك الهديتان قال الوتر ثلاث ركعات و الصلاة الخمس في جماعة قلت يا جبرئيل و ما لأمتي في الجماعة قال يا محمد إذا كانا اثنين كتب الله لكل واحد بكل ركعة مائة و خمسين صلاة و إذا كانوا ثلاثة كتب لكل واحد بكل ركعة ست مائة صلاة و إذا كانوا أربعة كتب الله لكل واحد بكل ركعة ألفا و مائتي صلاة و إذا كانوا خمسة كتب الله لكل واحد بكل ركعة ألفين و أربعمائة و إذا كانوا ستة كتب الله لكل واحد منهم بكل ركعة أربعة آلاف و ثمانمائة صلاة و إذا كانوا سبعة كتب الله لكل واحد منهم بكل ركعة تسعة آلاف و ست مائة صلاة و إذا كانوا ثمانية كتب الله لكل واحد منهم بكل ركعة تسعة عشر ألفا و مائتي صلاة و إذا كانوا تسعة كتب الله لكل واحد منهم بكل ركعة ستة و ثلاثين ألفا و أربعمائة صلاة و إذا كانوا عشرة كتب الله لكل واحد بكل ركعة سبعين ألفا و ألفين و ثمان مائة صلاة فإن زادوا على العشرة فلو صارت السماوات كلها مدادا و الأشجار أقلاما و الثقلان مع الملائكة كتابا لم يقدروا أن يكتبوا ثواب ركعة واحدة يا محمد تكبيرة يدركها المؤمن مع الإمام خير من ستين ألف حجة و عمرة و خير من الدنيا و ما فيها سبعين ألف مرة و ركعة يصليها المؤمن مع الإمام خير من مائة ألف دينار يتصدق بها على المساكين و سجدة يسجدهما المؤمن مع الإمام في جماعة خير من عتق مائة رقبة
27- جامع الأخبار، عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري مثله إلى قوله يا محمد تكبير يدركه المؤمن خير له من سبعين حجة و ألف عمرة سوى الفريضة يا محمد ركعة يصليها المؤمن مع الإمام خير له من أن يتصدق بمائة ألف دينار على المساكين و سجدة يسجدها خير له من عبادة سنة و ركعة يركعها المؤمن مع الإمام خير من مائة رقبة يعتقها في سبيل الله يا محمد من أحب الجماعة أحبه الله و الملائكة أجمعون
بيان بناء أكثر المثوبات و زيادتها في زيادة الأعداد على التضعيف إلا الأول و الثامن و التاسع فإن التسعة على هذا الحساب ينبغي أن يكون ثوابها ثمانية و ثلاثين ألفا و أربع مائة و العشرة سبعين ألفا و ستة آلاف و ثمان مائة و لعله من الرواة أو النساخ
-28 الهداية، قال الصادق ع فضل صلاة الرجل في جماعة على صلاة الرجل وحده خمس و عشرون درجة في الجنة
29- كتاب زيد النرسي، عن أبي عبد الله ع قال إن قوما جلسوا عن حضور الجماعة فهم رسول الله ص أن يشعل النار في دورهم حتى خرجوا و حضروا الجماعة مع المسلمين
بيان ظاهر هذا الخبر و أمثاله وجوب الجماعة في اليومية و لم ينقل عن أحد من علمائنا القول به و خالف فيه أكثر العامة فقال بعضهم فرض على الكفاية في الصلوات الخمس و قال آخرون إنها فرض على الأعيان و قال بعضهم أنها شرط في الصلاة تبطل بفواتها و لذا أول أصحابنا هذه الأخبار فحملوها تارة على الجماعة الواجبة كالجمعة و أخرى على ما إذا تركها استخفافا. و ربما يقال العقوبة الدنيوية لا تنافي الاستحباب كالقتل على ترك الأذان و لا يخفى ضعفه إذ لا معنى للعقوبة على ما لا يلزم فعله و لا يستحق تاركه الذم و اللؤم كما فسر أكثرهم الواجب به و القول بأنه كان واجبا في صدر الإسلام فنسخ أو كان الحضور مع إمام الأصل واجبا فمع أن أكثر الأخبار لا يساعدهما لم أر قائلا بهما أيضا و بالجملة الاحتياط يقتضي عدم الترك إلا لعذر و إن كان بعض الأخبار يدل على الاستحباب و كفى بفضلها أن الشيطان لا يمنع من شيء من الطاعات منعها و طرق لهم في ذلك شبهات من جهة العدالة و نحوها إذ لا يمكنهم إنكارها و نفيها رأسا لأن فضلها من ضروريات الدين أعاذنا الله و إخواننا المؤمنين من وساوس الشياطين
30- دعائم الإسلام، روينا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن رسول الله ص أنه قال من صلى الصلاة في جماعة فظنوا به كل خير و اقبلوا شهادته
و عن جعفر بن محمد قال الصلاة في جماعة أفضل من صلاة الفذ بأربع و عشرين صلاة
و عن أبي جعفر محمد بن علي أنه سئل عن الصلاة في جماعة أ فريضة قال الصلاة فريضة و ليس الاجتماع في الصلوات بمفروض و لكنها سنة و من تركها رغبة عنها و عن جماعة المؤمنين لغير عذر و لا علة فلا صلاة له
و عن علي ع أنه قال من صلى الفجر في جماعة رفعت صلاته في صلاة الأبرار و كتب يومئذ في وفد المتقين
و عن أبي جعفر محمد بن علي أنه قال قام علي ع الليل كله حتى إذا انشق عمود الصبح صلى الفجر و خفق برأسه فلما صلى رسول الله ص الغداة لم يره فأتى فاطمة فقال أي بنية ما بال ابن عمك لم يشهد معنا صلاة الغداة فأخبرته الخبر فقال ما فاته من صلاة الغداة في جماعة أفضل من قيام ليله كله فانتبه علي لكلام رسول الله ص فقال له يا علي إن من صلى الغداة في جماعة فكأنما قام الليل كله راكعا و ساجدا يا علي أ ما علمت أن الأرض تعج إلى الله من نوم العالم عليها قبل طلوع الشمس
و عن علي ع أنه غدا على أبي الدرداء فوجده نائما فقال له ما لك فقال كان مني من الليل شيء فنمت فقال علي أ فتركت صلاة الصبح في جماعة قال نعم قال علي يا أبا الدرداء لأن أصلي العشاء و الفجر في جماعة أحب إلي من أن أحيي ما بينهما أ و ما سمعت رسول الله ص يقول لو يعلمون ما فيهما لأتوهما و لو حبوا و إنهما ليكفران ما بينهما
و عن أبي جعفر محمد بن علي ع أنه قال أتى رجل من جهينة إلى رسول الله ص فقال يا رسول الله ص أكون بالبادية و معي أهلي و ولدي و غلمتي فأؤذن و أقيم و أصلي بهم أ فجماعة نحن قال نعم قال فإن الغلمة ربما اتبعوا الإبل و أبقى أنا و أهلي و ولدي فأؤذن و أقيم و أصلي بهم أ فجماعة نحن قال نعم قال فإن بني ربما اتبعوا قطر السحاب فأبقى أنا و أهلي فأؤذن و أقيم و أصلي بهم أ فجماعة نحن قال نعم قال فإن المرأة تذهب في مسلحتها فأبقى وحدي فأؤذن و أقيم و أصلي أ فجماعة أنا فقال رسول الله ص المؤمن وحده جماعة
و قد ذكرنا فيما تقدم أن المؤمن إذا أذن و أقام صلى خلفه صفان من الملائكة
و عن علي ع أنه قال تحت ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله رجل خرج من بيته فأسبغ الطهر ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله فهلك فيما بينه و بين ذلك و رجل قام في جوف الليل بعد ما هدأت العيون فأسبغ الطهر ثم قام إلى بيت من بيوت الله فهلك فيما بينه و بين ذلك
و عن رسول الله ص أنه قال إسباغ الوضوء في المكاره و نقل الأقدام إلى المساجد و انتظار الصلاة بعد الصلاة تغسل الخطايا غسلا
و عنه ع أنه قال خير صفوف الصلاة المقدم و خير صفوف الجنائز المؤخر قيل يا رسول الله و كيف ذلك قال لأنه ستر للنساء و خير صفوف الرجال أولها و خير صفوف النساء آخرها و لو يعلم الناس ما في الصف الأول لم يصل إليه أحد إلا باستهام
و عن علي ع قال أفضل الصفوف أولها و هو صف الملائكة و أفضل المقدم ميامن الإمام
و عنه ع أنه قال سدوا فرج الصفوف من استطاع أن يتم الصف الأول و الذي يليه فليفعل فإن ذلك أحب إلى نبيكم و أتموا الصفوف فإن الله و ملائكته يصلون على الذين يتمون الصفوف
و عن جعفر بن محمد ع أنه قال أتموا الصفوف و لا يضر أحدكم أن يتأخر إذا وجد ضيقا في الصف الأول فيتم الصف الذي خلفه و إن رأى خللا أمامه فلا يضره أن يمشي منحرفا إن تحرف عنه حتى يسده يعني و هو في الصلاة
بيان أكثر هذه الأخبار مذكورة في الكتب المشهورة و قال في النهاية فيه لو يعلمون ما في العشاء و الفجر لأتوهما و لو حبوا الحبو أن يمشي على يديه و ركبتيه أو استه و حبا الصبي إذا زحف على استه و في القاموس الغلام الطار الشارب و الجمع أغلمة و غلمة انتهى قوله ص المؤمن وحده جماعة قال الصدوق ره لأنه متى أذن و أقام صلى خلفه صفان من الملائكة و متى أقام و لم يؤذن صلى خلفه صف واحد انتهى. و قال الوالد قدس سره لما كان صلاة المؤمن الكامل غالبا مع حضور القلب فيكون قلبه بمنزلة الإمام و حواسه الباطنة و الظاهرة و قواه و جوارحه بمنزلة المقتدين
كما قال ص لو خشع قلبه لخشعت جوارحه
و قال الشهيد ره المراد به إدراك فضيلة الجماعة عند تعذرها و يؤيد الأول ما سيأتي في خبر ابن مسعود. قوله إلا باستهام أي إلا بأن نازعه الناس فأقرعوا فخرج القرعة باسمه قال في النهاية فيه اذهبا فتوخيا ثم استهما أي اقترعا ليظهر سهم كل واحد منكما
31- الروضة، للشهيد الثاني الجماعة مستحبة في الفريضة متأكدة في اليومية حتى أن الصلاة الواحدة منها تعدل خمسا أو سبعا و عشرين مع غير العالم و معه ألفا و لو وقعت في مسجد يضاعف بمضروب عدده في عددها ففي الجامع مع غير العالم ألفان و سبع مائة و معه مائة ألف قال و روي أن ذلك مع اتحاد المأموم فلو تعدد تضاعف في كل واحد بقدر المجموع في سابقه
32- كتاب الإمامة و التبصرة، لعلي بن بابويه عن أحمد بن علي عن محمد بن الحسن الصفار عن إبراهيم بن هاشم عن النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص سووا صفوفكم فإن تسوية الصف تمام الصلاة
و منه عن هارون بن موسى عن محمد بن علي عن محمد بن الحسين عن علي بن أسباط عن ابن فضال عن الصادق عن أبيه عن آبائه ع عن النبي ص قال الصف الأول في الصلاة أفضل و الصف الأخير على الجنازة أفضل
و منه عن أحمد بن إسماعيل عن أحمد بن إدريس عن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة عن جعفر بن محمد بن عبد الله عن عبد الله بن المغيرة عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص لو علم الناس ما في النداء و الصف الأول لاستهموا عليه
و منه عن سهل بن أحمد عن محمد بن محمد بن الأشعث عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص الرجل أحب أن يؤم في بيته الخبر